37- فقه فاطمة

مِنْ فِقهِ فَاطمَةٍ قَطَفْتُ زُهـورَا فَهي الأطايبُ إِن ذَكَرتُ صفَاتِها
وَ هِيَ المحَدِّثةُ العَلِيمَةُ دائمَاً
وَ هِي التَّقِيَّةُ وَ النَّقِيُّ حَدِيثها
كأسٌ أُعدَّتْ لِلبرِيَّةِ شربُها
بَل جَنةٌ قَدْ خلدَتْ وِلدانُها
هذا جزاءُ السائِرينَ بِنهجِها
بِرِضائِها يَرضَى الإِلهُ مَوَدَّةً
مَن يُغضِبِ الزَّهراءَ يُغضِبْ رَبَّهُ
عُدْ للكساءِ مُدَقِّقَاً بِحَديثِهِ
قَولُ الإِلهِ بِها دَليلٌ واضحٌ
فَلَما خَلَقْتُ سمَاءَها أَو أَرضها
إِلا لِحُبِّ مُحَمَّدٍ وَ وَصيِّهِ
سرْ في مَحَبَّتِهِم فَذاكَ وِقَايَةٌ
إِن المحبَّةَ ليسَ في أَقوالِنا
وَ بِيَومِ مَولِدِ زَهرَةِ الطِّيبِ الَّتِي
أَحلَى التَّهاني للعقيلةِ قَدَّمَتْ
فأَتَتْ مُهَنِّئَةً بِفَيضِ شعُورِها
في أَرضِ دَاريَّا أَضاءَتْ شعلَةً
لَكُمُ التَّهانِي أهلَ داريَّا بِها
فَهِيَ ابنةُ الأَطيابِ طه المصطَفى

 

 

أَضفَتْ لِشعري نَفحةً و عَبيـرا وَهِي التي قَد طهرَتْ تَطهيرا
تَروِي الحَدِيثَ مُنَقَّحَاً مَسطُورَا
قُمْ وَ ارتوِ مِن كَأسهَا كَافورَا
هِيَ زَنجبيلٌ قُدِّرَتْ تَقدِيرَا
وُصفُوا بِقولٍ لُؤلؤاً مَنْثورا
سعياً وَ سَعيٌ قَد غَدَا مَشْكُورا
وَ بِخَصمِها لاقى اللَّدودُ ثُبورا
يَشقَ وَ يلقَ في العذابِ سَعيرا
تَروي المسانِدُ نَصَّهُ المشهُورا
وَصَفَ الزَّكيَّةَ قِمَّةً وَ طَهُورا
لا فُلكُها تَسري و جُبْنَ بُحُورا
وَ الطُّهرِ وَ ابنَيها خَلقْتُ دُهورا
تلقَ بِذلكَ نَضرَةً و سرورا
بَل أن نسيرَ بِنهجِهِم تَطوِيرَا
فَاحَتْ بِها الدُّنيا شَذىً و عُطُورا
هَذِي الخلائِقُ وَردةً وَ زُهورَا
لَكِ يا سكينةُ بَهجةً وَ حُبورا
قَبساً منَ الآلِ الكِرامِ و نورا
وَجَدَتْ بِلادُكُمُ غِنىً وَ سرُورَا
وَ عَلِيَّ مَن مَلأَ الدِّيارَ عَبِيرَا

 








(1)

(2)







(3)

 

الهوامش:

(1) إشارة إلى حديث رسول الله(ص) بحق فاطمة الزهراء(ع) والذي يقول فيه:
(رِضَا فَاطِمَةَ مِنْ رِضَاي، وسَخَطُ فَاطِمَةَ مِنْ سَخَطِي، فَمَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ ابْنَتَي فَقَدْ أَحَبَّنِيْ، ومَنْ أَرْضَى فَاطِمَةَ فَقَدْ أَرْضَانِي، ومَنْ أَسْخَطَ فَاطِمَةَ فَقَدْ أَسْخَطَنِي).
وهذا الحديث موجود مع القصة الشهيرة التي تعلـَّقت به في كتاب (السيدة زينب عقيلة بني هاشم) للأديبة المبدعة الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، فليراجعها من أراد العلم بها في الصفحات (34-43) من الكتاب المذكور .

(2) المقصود حديث الكساء الذي حدَّد فيه النبي(ص) مَن هم أهل البيت بالضبط وأنَّ أزواجه لا يدخلن ضمن هذه التسمية ؛ إذ تروي كتب الحديث أنَّ فاطمة(ع) جاءت بطعيم لها إلى أبيها وهو على منامة له في بيت أم سلمة. قالت: قال: (اذْهَبِي فادْعِي ابنَي وابنَ عمِّك). فجاؤوا فجلـَّلـَهم بكساء ثم قال: (الَّلهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بَيتِي وَحَامَّتِي فَأذهِبْ عَنهُم الرِّجسَ وطَهِّرْهُمْ تَطهِيرَا)، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟، قال: (أَنتِ زَوجُ الـنَّبِي وإِلى -أو على- خَير) (المعجم الكبير للطبراني: ج3-ص54).
والحامَّة: خاصَّة الرجل من أهله وولده.

(3) سكينة: هي السيدة سكينة بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع) التي يقع مرقدها في منطقة داريَّا إحدى مناطق غوطة دمشق، وقد ألقيتُ هذه القصيدة خلال حفل أقيم في مقامها بمناسبة ذكرى مولد السيدة الزهراء(ع) في 20/جمادى الثانية/1419هـ ...