38- كريم أهل البيت
(*)
قَلَمِي تَعَوَّدَ أَنْ يَكُونَ مُبَايِعَاً
أَهْلَ الفَضَــــائِلْ آلَ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ في الدَّهرِ ، أَطهَارَاً
بَوَاسِلْ
زَحَفَتْ لِيَثْرِبَ رِيشَتِي وَمُرَامُهَا حَسَنُ الأصَائِلْ
بَدَأَتْ بِـ(بِاسْمِ اللهِ) بَارِئِهَا لِتَكْتُبَ وَصفَ كَامِلْ
مَا إِنْ تَخَطَّتْ قَدْ أَرَاقَتْ دمْعَهَا تِلكَ المَنَازِلْ
نَدَبَتْ بِقَافِيَةٍ شَجَتْ قَلْبَ الأحِبَّةِ وَ العَوَاذِلْ
وَ لِشَجوِهَا بَكَتْ الصُّخُورُ وَ نَاحَ تَغرِيدُ البَلابِلْ
فَمُحَمَّدٌ خَيْرُ البَرِيَّةِ قَدْ أَضَاءَ دُجَى المَعَاقِلْ
بَلْ آلُهُ سُفُنُ النَّجَاةِ بِهِم يُقَوَّمُ كُلُّ مَائِلْ
آهٍٍ عَلَى قَوم ٍتَنَاسَوا حَقَّكُمْ قُطْبَ الرَّسَائِلْ
قُلْ لِي فَهَلْ يَنجُو مِنَ النِّيرَانِ سَفَّاحٌ وَ قَاتِلْ
لكِنْ بِأعتَابِ البَقِيعِ سَطَا الهَجِيرُ عَلَى الأنَامِلْ
فَكَتَبْتُ قَولاً مُحزِنَاً أَبكَى المَلائِكََََةَ الجَوائِلْ
وَ بَكَى الكَلامُ عَلَيكُم آلَ المَودَّةِ وَ الفَضَائِلْ
وَ العَينُ قَدْ شَخَصَتْ لِقَبرِ إِمَامِهَا وَ الدَّمْعُ هَامِلْ
وَ تَذَكَّرَتْ سُمَّاً أَذَابَ القَلبَ مِنْ أَحقَادِ جَاهِلْ
سُمَّاً أَذَابَ حُشَاشَةَ السِّبطِ المُعَطَّرِ بِالخَمَائِلْ
سِبْطِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ حَسَنِ المَكَارِمِ وَ الشَّمَائِلْ
وَ النُّورُ لا تَدرِي فَمِنْ أَيِّ الكَوَاكِبِ كَانَ نَازِلْ
وَ لِمِحنَةِ الصُّلْحِ انْتَقَلْتُ إِلى المُصِيبَةِ دُوْنَ
فَاصِلْ
وَ قَرَأْتُ تَفصِيْلاً بِهَا فَوَجَدْتُ أَسبَابَاً ذَوَاهِلْ
مِنْ بَينِهَا تِلكَ المَصَائِبُ قَدْ أَتَتْ فِيهَا الرَّسَائِلْ
مِنْ مَنْ هَوَوْا تِلكَ المَنَاصِبَ كَالسَّرَابِ بِلا مُقَابِلْ
فَعَمِيدُ آلِ مُحَمَّدٍ حَقَنَ الدِّمَاءَ بِحُكمِ عَادِلْ
وَ وَقَى رِقَابَ المُسْلِمِينَ مِنَ الهَوَانِ وَ شَرِّ قَاتِلْ
يَا سَيِّدِي قُمْ وَ انْظُرِ الشَّامَ الَّتِي صَارَتْ مَعَاقِلْ
لِلرَّافِعِينَ لِوَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ أَهلِ الفَضَائِلْ
وَ بِهَا العَقِيلَةُ نَوَّرَتْ أَرضَ الشَّآمِ بِلا مُمَاثِلْ
مِنْ أَرضِهَا قَطَفَ الفُؤَادُ اليَاسَمِينَ بَلِ السَّنَابِلْ
لأبِي مُحَمَّدَ سيِّدِيْ قَدَّمْتُهَا رُغْمَ العوَاذِلْ
|
(1)
|
الهوامش:
(*) كريم أهل البيت: هو الحسن بن علي بن أبي طالب الإمام الثاني من أئمة أهل البيت(ع)؛ ولد سنة 3هـ واستشهد سنة 50هـ على يد زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بتحريض
من معاوية بن أبي سفيان ودُفن في البقيع مقبرة المدينة المنورة. عُرف عنه حلمه وكرمه مع الأعداء
والأصدقاء.
(1) محنة الصلح: هي المهمة الكبيرة التي اضطلع بها الإمام الحسن(ع) أثناء خلافته
بعد استشهاد أبيه وهي مهمة حقن دماء المسلمين بعد خيانات عديدة برزت في جيشه والتي
كان سببها مبالغ ضخمة وضعها معاوية بن أبي سفيان في خدمة من يخون الإمام الحسن(ع)
فكان أن تم الصلح بين معاوية والإمام الحسن(ع) على أن تكون الخلافة لمعاوية ثم
للحسن(ع) من بعده لكنَّ معاوية نقض الصلح مباشرة وبدأت سلسلة جرائمه التي كان
إحداها قتل الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي.