44- زيارة روحية للحضرة
الرضوية
(*)
غَنَّتْ قَوَافٍ بَلْ شَــدَتْ بِحَنَانِ لكِنَّ قَافِيَتِي أَبتْ ، لا
تنثنيْ
وَ اليَومَ تَشْدُو فِي حَنَايَا خَافِقِي
فَأبُو الجَوادِ مَحَبَّتي وَ تَوَدُّدِيْ
وَاليَومَ جِئْتُ مُهَنئاً بِمُحَمدٍ
وَ بِيَومِ مَولِدِهِ سَرَتْ رُوحِي إِلى
وَ الرُّوْحُ تَحمِلُ سَيِّدِي فِي طَيِّهَا
مِنْ غُوطَةِ الحَورَاءِ طَابَ أَرِيجُهَا
قُمْ سَيِّدِيْ وَ انْظُرْ بِجِلَّقَ صَرْحُهَا
وَ انْظُرْ لِظالِمِهَا فَأيْنَ قُصُورُهُ
وَ انْظُرْ لِطِفْلَتِهَا رُقَيَّةَ فِي عَمَا-
وَ بِقُرْبِهَا ذَاكَ المُؤَسسُ دَولَةً
لا تَسألَنِّيْ أَيْنَ حِصْنُ قِلاعِهِ
وَ اللهِ لَمْ أَصفِ الكَلامَ كَنَاظِمٍ
يَحْلُو كَلامِي فِي رِحَابِكَ سَيِّدِيْ
هُمْ تَوَّجُوكَ خلافَةً لَمْ تَرْضَهَا
لَمْ يَحسبُوا أَنَّ الخِلافَةَ أُنْزِلَتْ
وَ تَجَاهلُوْا أَمْرَ النَّبِيِّ بِحَقِّكُمْ
مَنْ كَانَ فِي رَيبٍ بِقَولِيْ فَلْيَعُدْ
وَ لْيُبصرِ المَأمُوْنُ دَارَكَ عَامِرَاً
فَقُصُورُهُمْ رَمْلٌ هَوَتْ مِنْ وَقتِهَا
|
|
وَتَنَقَّلَتْ فِي سَـــائِرِ البُـلدَانِ عَنْ نَهجِ آلِ المُصطفى العَدنانِ
بِتَرَنُّمٍ فِي حَضرَةِ السلطَانِ
غَنَّى لَهُ قَلْبِيْ بِشدْوِ لِسانِيْ
بَابِ المُرَادِ وَ تَاسعِ التِّيجَانِ
طُوْسٍ بِقَلْبٍ مُفعَمٍ بِحَنانِ
وَردَاً وَ غُصنَاً مِنْ رِيَاضِ جِنَانِ
عَذْبَاً نَقِيَّّاً عِطرُهُ رَبانِي
صرحٌ عَظِيمٌ شامِخُ البُنْيَانِ
تَحتَ الثَّرَى طُمرَتْ بِذُلِّ هَوَانِ
-رِ الشَّامِ مُتْحَفَ عِزَّةٍ وَ مَبَانِي
بَلْ رِدَّةً كَانتْ إِلى الأوْثَانِ
هُوَ رَاقِدٌ فِي حُفرَةِ الطغْيَانِ
بَلْ إِنَّهَا النَّفَحاتُ مِنْ وِجدَانِيْ
أَنتَ الخَلِيفَةُ رُغمَ أَنفِ الدَّانِي
غَدرَاً كَمَا غدَرُوا بِمَاضِي زَمَانِ
نَصاً بِبَيتِ الوَحيِ وَ الإِيمَانِ
حَتَّى نُصوصَ الحَقِّ فِي القُرْآنِ
لِتِلاوَةِ الشورَى وَ لِلفُرقَانِ
وَ دِيَارَهُمْ وَلتْ مَعَ الأزْمَانِ
وَ تُرَابُكُمْ فِيهِ الشفَاءُ الآنِيْ
|
(1)
(2)
|
الهوامش:
(*) في عالم الرؤيا وجدت نفسي في رحاب الإمام علي بن موسى الرضا(ع)
وقد دُعيت
لإلقاء قصيدة أمام ضريحه المقدّس فارتجلت البيتين الأولين من هذه القصيدة وأفقت من
نومي واستبشرت خيراً فأديت صلاة الليل ثم عرفت أنّ هذا اليوم هو العاشر من شهر رجب
سنة 1418هـ فأتممت القصيدة مهنِّئاً ومباركاً الإمام الرضا(ع) بذكرى مولد ولده
الإمام محمد الجواد(ع) الذي يصادف هذا اليوم ...
(1) عمار الشَّام: المقصود منطقة العمارة الواقعة خلف الجامع الأموي
والتي تشرفت بضمها لجثمان السيدة رقيَّة بنت الإمام الحسين(ع).
(2) الشورى: سورة من سور القرآن الكريم تضمّنت الأجر الذي ينبغي على كلِّ مسلم أن
يؤديه إلى النبي(ع) بأمر من الله تعالى في الآية23 منها:
[...قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْرَاً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى...]
والفرقان: سورة أخرى أعطت ضمن آياتها بعداً هامّاً للأجر السابق؛ ففي الآية 57
منها نقرأ:
[قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ
إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا].
إذاً: من أراد أن يتخذ سبيلاً إلى الله فهذا السبيل هو المودة في القربى. وهذا
المعنى قد شُرح بإضافات شيقة في تفسير الأمثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي (تفسير
سورة الفرقان الصفحة260 من الجزء11) فليراجعه من أراد الاستزادة.