49- دليل الشام السياحي

أُهَنِّئُ أَرضَ الشَّـامِ دَارَاً مُبارَكَاً لأنَّ تُرَابَ الشامِ ترْبٌ مُطَهَّرٌ
فَفِيهَا صرُوحُ المَجْدِ فَخْرُ دِيَارِهَا
وَفي الغُوطَةِ الغَرَّاءِ ضوءُ نَهَارِهَا
وَ صَارَتْ بِلادُ الشامِ تَزْهُو بِزَينَبٍ
كَمَا زَينَبٌ فِي الشامِ هدَّتْ بِقولِهَا
وَ بِاللهِ تُقْسمُ أَنْ تُعِيدَ شآمَهَا
فَوَاللهِ لا تُمْحُو بِحِقدِكَ ذِكرَنَا
وَ فِي كُلِّ شبرٍ مِن دِمَشقَ مَحَطَّةٌ
فَسرْ قَاصدَاً أَرْضَ الشَّآمِ رُبُوعَهَا
فَقَد عَمَّرَتْ بِنْتُ الحُسينِ خَرَابَهَا
فَتَزْهُو عَمَارُ الشامِ فِيْكِ -رُقَيَّةُ-
وَ سرْ بِضْعَ أَمْتَارٍ لِبَابِ صَغِيرِهَا
فَتِلكَ الرُّؤُوْسُ الطهْرُ كَانَتْ مُهَابَةً
فَلُذْ دَاعِيَاً نَحوَ الإِلهِ بِحَقهِمْ
وَ فِي أَرضِ دَارَيَّا فزُرْ بِتوَدُّدٍ
وَ عِندَ حُدُودِ الشامِ سَلِّم مُحَيِّيَاً
لَهُ الوَقفَةُ الشمَّاءُ فَافْخَرْ بِوَقفَةٍ
وَسِرْ نَحْوَ(عَمَّارٍ) بِشَرقِ حُدُودِهَا
وَ زُرْ حَلَبَ الشهْبَاءَ فِيهَا مَآثِرَاً
مِنَ المُحسِنِ المَظْلُومِ حَتَّى حُسينِهِمْ
وَفِي جَامِعِ (النُّقْطَة) فَقِفْ مُتَذَكِّرَاً
وَسَلْ سيفَ حَمدَانٍ مُشَيِّدَ صَرحِهِ
وَفِي
جَامِعِ الفِردُوسِ يَمَّمْتُ شَارَتِي
فَهَذِيْ رُبُوعُ الشَّامِ سِرْ سائِحَاً بِهَا
وَفِي(جَامِعِ السَّادَاتِ)أَتْمِمْ فَرَائِضَاً
بَل
اسْألْ عَنِ السَّادَاتِ مِنْ أَهلِ دَارِهَا
فَحُجْرٌ لِسانُ الصِّدقِ أَضْحَى
مَنَارَةً
وَ فِي جَامِع ٍبِالشَّامِ رَأسُ حُسَينِنَا
فَيَبْقَى حُسينُ المَجْدِ صَرحَاً مُخَلَّدَاً
وَ عُدْ لِعَرِينِ الشامِ واقْصُدْ مَنَارَهَا
إِلَى مَعقِلِ الأحْرَارِ فَسرْ مُنَاصِرَاً
تَذَكَّرْ بِيَوْمِ الطَّفِّ رُغْمَ مُصابِهَا
فَهذِي صلاةٌ خَصهَا اللهُ فِيهُمُ
فَهَيَّا إِلَى إِحْياءِ أَرْقَى شعِيرَةٍ
فَفِيْ لَيلِ عَاشورَاءَ صَلُّوْا جَمَاعَةً
وَ يَا مَنْ تَزُورُ الشامَ هَاكَ دَلِيلَهَا
فَأهْلاً بِضَيفِ الشامِ إِنْ كَانَ عَارِفَاً

 

 

بِقَولِ رَسُــولِ اللهِ في لَيلَةِ القدرِ بِآلِ النَّبِيِّ الغُرِّ مِنْ دَوْحةِ الفكْرِ
رَبِيعُ بِلادِ الشامِ بِالفَتحِ وَالنَّصرِ
تَغَنَّتْ بِهِ الأجْيَالُ لَحنَاً مِنَ الفَخرِ
تُقَاوِمُ جُنْدَ الشرِّ وَ البَغيِ وَ المَكْرِ
كِيَانَاً تَأسسَ بِالأحْقادِ وَ الغَدرِ
لِدِينِ أَحمَدَ مُبعِدِ زُمرَةِ الكفْرِ
وَ كَيْدُكَ لَنْ يُغَيِّبَ آيةَ الذِّكرِ
لآلِ رَسولِ اللهِ إِنْ كُنْتَ لا تَدْرِي
تَرَجَّلْ فَأنْتَ بِأرْضِ الطِّيبِ وَ الطُّهْرِ
وَصَارَتْ عَمَارَاً بَلْ وَنُورَاً مِنَ البَدْرِ
وَصَرحُكِ غَيَّبَ ذَاكَ السيِّئَ الذِّكْرِ
تَجِدْ نُوْرَ آلِ البَيتِ فِي
كَوثَرٍ يجرِي
شَواهِدَ يَومَ الطفِّ عَلائِمَ النَّصرِ
فَتَلقَى إِجَابَةَ قَاضِي النَّهْيِ وَ الأمْرِ
(سكَينَةَ) بِنتَ عَليِّ الشَّانِ وَ القَدرِ
لِصَاحِبِ حَامِي الجَارِسَيدِنَا(حُجرِ)
يُبَايِعُ لِلإِيمَانِ ، يَنهَى عَنِ الكفْرِ
تَذَكَّرْ بِهِ (صِفِّينَ) فِي سالِفِ الدَّهْرِ
لِمَنْ خُصِّصُوْا بِالوَحيِ سادَاتِنَا الغُرِّ
إِلى نَبعَةِ الزَّهرَاءِ سيِّدةِ الطهْرِ
سَبَايَا لآلِ البَيتِ ، مَعَانِيَ الصبْرِ
لِتَرَى نِقَاطَ الدَّمِّ نَجمَاً عَلَى صخْرِ
مَقَامَ إِمامِ الكونِ أَمِيرِنَا الدُّرِّ
وَصَلِّ صَلاةَ
الفَجْرِ وَالظُّهْرِ وَالعَصْرِ
لِخَمْسٍ مِنَ
الأوقَاتِ وَاسْألْ عَنِ الأمرِ
يُجِيبُونَ هُمْ أَصحَابُ سيِّدِنَا حُجرِ
يُعَلِّمُ لِلأجْيَالِ مَلحَمَةَ النَّصرِ
أَزَالَ ظَلامَ الشركِ وَالغَدرِ وَالكُفْرِ
مَزَارَاً بِأرْضِ الشامِ مَا مُدَّ بِالدَّهْرِ
لِسيِّدَةِ الأطْهَارِ مَلِيكَةِ الصبْرِ
وَصَلِّ صَلاةَ اللَّيلِ وَ الشَّفْعِ وَالوَتْرِ
تُؤَدِّي صَلاةَ اللَّيْلِ مِنْ مَوقِعِ الأسرِ
وَ سنَّةُ أَهْلِ البَيتِ عَظِيمَةُ الأجْرِ
تُوَاسوْا بِهَا الحَورَاءَ سَيِّدَةَ الطُّهْرِ
وَ أَحيُوْا صلاةَ اللَّيْلِ لِطَلعَةِ الفَجْرِ
وَعِشْ أَجْملَ الأيَّامِ مِنْ فَسْحَةِ
العُمْرِ
بِمَنهَجِ أهْلِ البَيْتِ سادَاتِنَا الغُرِّ

 




(1)







(2)
 
(3)


(4)
(5)

(6)
(7)





(8)


(9)



(
10)
 

الهوامش:

(1) تباهي غوطة دمشق الغراء باقي أنحاء الشام بكونها ضمت المرقد الشريف للسيدة زينب(ع) بنت علي وفاطمة(ع) الذي يأتيه الزائرون من كافة أنحاء العالم ملتمسين بركتها، وفي هذا تحقيق لما أكدت عليه السيدة زينب(ع) عندما قالت ليزيد في قصره وأمام قواده وأعوانه: (...فكِد كيدَك واسْعَ سعيَك وناصِبْ جهدَكَ فَوَاللهِ لا تمحو ذكرَنا ولا تميتُ وحيَنا ولا تدركُ أمدَنا ولا ترحضُ عنكَ عارَها وهل رأيُك إِلا فَنَد وأَيّامُكَ إِلاّ عَدَد وجمعك إلا بَدَد يومَ ينادي المنادي ألا لَعنَةُ الله على الظالمين...) (أعيان الشيعة ج1 – ص616).

(2) إنَّ ما كان يوماً خربة بجانب قصر يزيد أضحى اليوم منطقة العمارة العامرة بوجود ضريح السيدة رقية(ع) بنت الإمام الحسين(ع). ومن الأمور التي تستدعي الانتباه أن السيدة رقية(ع) مع أن عمرها أربع سنوات إلا أن مرقدها معروف وتؤمه الناس وهذا يفسره الأستاذ الدكتور أسعد علي في إحدى قصائده قائلاً:
وَ إنْ قِيلَ في الدُّنيَا (نَـمُوْتُ) تُجِيبُهُمْ     (نَمَوْتُ) عَلى الحُسنَى فَموتي بَاطِلُ

(3) مقبرة باب الصغير من أقدم المقابر الإسلامية المعروفة وتضم عدداً من المشاهد لأهل البيت والصحابة والتابعين مما يجعلها مقصداً لأهل الشام وغيرهم يدفنون موتاهم فيها ويزورونها طلباً للبركة. ومن أهم المشاهد التي تحويها هذه المقبرة:
- ضريح رؤوس شهداء كربلاء .
- مقام عبدالله بن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع).
- مقام عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
- مقام بلال الحبشي.
- مقام سكينة بنت الإمام الحسين(ع).
- مقام أم كلثوم بنت الإمام علي(ع).
- مقام أسماء بنت عميس.
- مقام أم سلمة أم المؤمنين.
- مقام أم حبيبة أم المؤمنين.
وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم ...

(4) داريَّا: بلدة في غوطة دمشق تشرّفت بضمها لضريح السيدة سكينة بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع).

(5) المقصود بلدة مرج عذراء (عدرا) التي تقع على حدود دمشق وفيها مرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي الذي أمر معاوية بن أبي سفيان بأن يُقتل فيها هو وثلة من أصحابه بعد أن رفضوا البراءة من الإمام علي بن أبي طالب(ع).

(6) إشارة إلى ضريح الصحابي الجليل عمار بن ياسر الذي يقع في الرقة. ومن الجدير بالذكر بأن هذا الضريح يضم الأجساد الطاهرة للصحابة عمار بن ياسر وأويس القرني وغيرهم من المؤمنين الذين استشهدوا في معركة صفين دفاعاً عن الحق تحت راية الإمام علي بن أبي طالب(ع).

(7) تضم حلب الشهباء مشاهد مقدسة لأهل البيت منها:
- مشهد (السقط) وهو قبر المحسن بن الإمام الحسين(ع) الذي أسقطته إحدى زوجات الإمام الحسين عندما مر موكب السبايا بحلب.
- مشهد (النقطة) وهو يضم نقطة من دم رأس الإمام الحسين سقطت على إحدى الصخور هناك.
- مقام الإمام علي بن أبي طالب(ع) في جامع الفردوس.
وعندما نذكر أسماء هذه الأماكن فإننا لا بد أن نذكر سيف الدولة الحمداني الذي قام بإنشاء الأبنية على المشاهد المقدسة في حلب فصار خالداً معها يُذكر اسمه كلما نظر منصف إليها.

(8) جامع السادات: مسجد على يسار الذاهب إلى ضريح السيدة رقية(ع) من باب الفراديس. سَألتُ عن المدفون فيه فقال لي من كان هناك: هنا مكان دفن رؤوس سيدنا حجر بن عدي وأصحابه...

(9) إشارة إلى المسجد الأموي الذي يضم مقام رأس الإمام الحسين(ع) ومدفنه المؤقت قبل أن يأخذه الإمام زين العابدين(ع) ليدفنه مع جسده...

(10) لصلاة الليل موقع هام عند أهل البيت، ومنهم السيدة زينب التي أقامت هذه النافلة ليلة الحادي عشر من محرم تأكيداً عليها... راجع الهامش2 ص77 تجد تفصيلاً حول الموضوع.