مكتبة الإمام العسكري (ع)

فهرس الكتاب

 

 

أدعية

ياأسمع السامعين(1):

عن أبي هاشم قال: كتب إلى أبي محمّد (عليه السلام) بعض مواليه يسأله أن يعلّمه دعاء فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء:

يا أسمع السّامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا عزّ الناظرين ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين صلّ على محمّد وآل محمّد، وأوسع لي في رزقي، ومدّلي في عمري وامنن عليّ برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل بي غيري.

للاحتراز من المخاوف(2):

عن سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نؤاس قال: قلت للعسكري (عليه السلام) ذات يوم: يا سيدي! قد وقع إليّ اختيارات الأيام عن سيدنا الصادق (عليه السلام) ممّا حدّثني به الحسن بن عبدالله بن مظفر، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيدنا الصادق (عليه السلام) في كلّ شهر فأعرضه عليك؟ فقال لي:

افعل، فلمّا عرضته عليه وصححته قلت له:

يا سيّدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف، فتدلّني على الإحتراز من المخاوف فيها؟ فانما تدعوني الضرورة إلى التوجّه في الحوائج فيها.

فقال لي: يا سهل! انّ لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجّة البحار الغامرة، وسباسب البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجنّ والإنس لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عزّوجلّ وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين وتوجّه حيث شئت، واقصد ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلاثاً:

(أصبحت اللّهم معتصماً بذمامك المنيع الّذي لا يطاول ولا يحاول من شرّ كلّ طارق وغاشم من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنّة من كلّ مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيّك، محتجزاً من كلّ قاصد لي إلى أذيّة بجدار حصين الإخلاص في الإعتراف بحقهم والتمسّك بحبلهم جميعاً، موقناً بأن الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم اوالي من والوا واجانب من جانبوا، فأعذني اللّهم من شرّ كلّ ما أتقيه يا عظيم. حجزت الأعادي عنّي ببديع السماوات والأرض انّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون.

وقلتها عشيّاً ثلاثاً حصنت في حصن من مخاوفك وأمن من محذورك فإذا أردت التوجّه في يوم قد حذّرت فيه فقدّم أمام توجهك:

الحمد لله ربّ العالمين والمعوذتين، وآية الكرسي، وسورة القدر وآخر آية في سورة آل عمران، وقل:

(اللّهم بك يصول الصائل، وبقدرتك يطول الطائل، ولا حول لكل ذي حول إلاّ بك، ولا قوة يمتارها ذو قوّة إلاّ منك، بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتّك محمّد نبيّك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام صلّ عليهم واكفني شرّ هذا اليوم وضرره وارزقني خيره ويمنه.

واقض لي في متصرّفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبّة، والظفر بالأمنية وكفاية الطاغية الغويّة، وكلّ ذي قدرة لي على أذيّة، حتّى أكون في جنّة وعصمة من كلّ بلاء ونقمة، وأبدلني من المخاوف فيه أمناً ومن العوائق فيه يسراً، حتّى لا يصدّني صادّ عن المراد، ولا يحلّ بي طارق من أذى العباد، انّك على كلّ شيء قدير، والامور اليك تصير يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

بين النوافل(3):

خرج الينا من دار سيّدنا أبي محمد الحسن بن علي صاحب العسكر سنة خمس وخمسين ومائتين: وليكن مما يدعو به بين كل ركعتين من نوافل شهر رمضان:

اللّهم اجعل فيما تقضي وتقدّر من الأمر العظيم المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر أن تجعلني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجّهم المشكور سعيهم، المغفور ذنبهم [ذنوبهم خ ل] واسألك أن تطيل عمري في طاعتك، وتوسّع لي في رزقي يا ارحم الراحمين.

الصلاة على النبي وأهل بيته (عليهم السلام)(4):

حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد العابد قال: سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) في مسير له بسرّ من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين ان يملي عليّ الصلاة على النبيّ واوصيائه عليه وعليهم السلام واحضرت معي قرطاساً كبيراً فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب، قال:

اكتب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

اللّهم صلّ على محمد كما حمل وحيك، وبلّغ رسالاتك، وصلّ على محمد كما أحلّ حلالك وحرّم حرامك وعلّم كتابك، وصلّ على محمّد كما اقام الصلاة، وأدّى الزكاة، ودعا الى دينك، وصلّ على محمّد كما صدق بوعدك، واشفق من وعيدك، وصلّ على محمّد كما غفرت به الذنوب، وسترت به العيوب، وفرّجت به الكروب، وصلّ على محمّد كما دفعت به الشقاء، وكشفت به العماء، واجبت به الدعاء، ونجيّت به من البلاء، وصلّ على محمّد كما رحمت به العباد، واحييت به البلاد وقصمت به الجبابرة، واهلكت به الفراعنة، وصلّ على محمّد كما اضعفت به الأموال، وحذّرت به من الأهوال، وكسّرت به الأصنام، ورحمت به الأنام وصلّ على محمّد كما بعثته بخير الأديان، وأعززت به الإيمان وتبرّت به الأوثان وعصمت به البيت الحرام، وصلّ على محمّد وأهل بيته الطاهرين الأخيار وسلّم تسليماً.

الصلاة على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام):

اللّهم صلّ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أخي نبيّك ووليّه ووصيّه ووزيره، ومستودع علمه، وموضع سرّه، وباب حكمته، والناطق بحجّته والداعي الى شريعته، وخليفته في امّته، ومفرّج الكروب عن وجهه، وقاصم الكفرة، ومرغم الفجرة، الذي جعلته من نبيّك بمنزلة هارون من موسى، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، والعن من نصب له من الأولين والآخرين، وصلّ عليه أفضل ما صليت على أحدٍ من أوصياء أنبيائك يارب العالمين.

الصلاة على السيدة فاطمة (عليها السلام):

اللّهم صلّ على الصديقة فاطمة الزهراء الزكيّة حبيبة نبيّك، وامّ أحبّائك وأصفيائك، التي انتجبتها وفضّلتها، واخترتها على نساء العالمين، اللّهم كن الطالب لها ممن ظلمها واستخفّ بحقّها، اللّهم وكن الثائر لها [اللّهمّ] بدم أولادها اللّهم وكما جعلتها امّ ائمة الهدى، وحليلة صاحب اللواء الكريمة عند الملأ الأعلى، فصلّ عليها وعلى امّها خديجة الكبرى، صلاةً تكرم بها وجه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقرّ بها أعين ذرّيتهما وأبلغهم عنّي في هذه الساعة أفضل التحية والسلام.

الصلاة على الحسن والحسين (عليهما السلام):

اللّهم صلّ على الحسن والحسين عبديك ووليّيك وابني رسولك، وسبطي الرحمة، وسيّدي شباب أهل الجنة، أفضل ما صليت على أحدٍ من أولاد النبيين والمرسلين، اللّهم صلّ على الحسن ابن سيد النبيّين ووصيّ أمير المؤمنين السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن سيد الوصيّين، أشهد أنّك يابن أمير المؤمنين، أمين الله وابن أمينه، عشت رشيداً مظلوماً، ومضيت شهيداً، وأشهد أنّك الإمام الزكيّ الهادي المهديّ، اللّهم صلّ عليه وبلّغ روحه وجسده عنّي في هذه الساعة أفضل التحيّة والسلام.

اللّهم صلّ على الحسين بن علي المظلوم الشهيد، قتيل الكفرة، وطريح الفجرة، السلام عليك يا أبا عبدالله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، أشهد موقناً أنّك أمين الله وابن أمينه، قتلت مظلوماً، ومضيت شهيداً، وأشهد أن الله تعالى الطالب بثارك ومنجز ما وعدك من النصر والتأييد في هلاك عدوّك، وإظهار دعوتك، واشهد أنّك وفيت بعهد الله، وجاهدت في سبيل الله وعبدت الله مخلصاً حتى أتاك اليقين.

لعن الله امّةً قتلتك، ولعن الله امّةً خذلتك، ولعن الله امّة ألبّت عليك وأبرء الى الله تعالى ممن كذّبك، واستخفّ بحقّك واستحلّ دمك، بأبي أنت وامّي يا أبا عبد الله، لعن الله قاتلك، ولعن الله خاذلك، ولعن الله من سمع داعيتك فلم يجبك ولم ينصرك، ولعن الله من سبى نساءك أنا الى الله منهم بريء، وممن والاهم ومالاهم وأعانهم عليه، وأشهد أنّك والائمة من ولدك كلمة التقوى وباب الهدى، والعروة الوثقى والحجّة على أهل الدنيا، وأشهد أنّي بكم مؤمن وبمنزلتكم موقن، ولكم تابع بذات نفسي، وشرايع ديني وخواتيم عملي، ومنقلبي ومثواي في دنياي وآخرتي.

الصلاة على علي بن الحسين (عليه السلام):

اللّهم صلّ على علي بن الحسين سيّد العابدين الذي استخصلته لنفسك، وجعلت منه ائمّة الهدى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، اخترته لنفسك، وطهّرته من الرجس، واصطفيته، وجعلته هادياً مهديّاً، اللّهم صلّ عليه افضل ما صلّيت على أحدٍ من ذرّية أنبيائك، حتى تبلغ به ما تقرّ عينه في الدنيا والآخرة إنّك عزيز حكيم.

الصلاة على محمد بن علي الباقر (عليه السلام):

اللّهم صلّ على محمد بن علي باقر العلم وإمام الهدى، وقائد أهل التقوى والمنتجب من عبادك، اللّهم وكما جعلته علماً لعبادك، ومناراً لبلادك، ومستودعاً لحكمتك، ومترجماً لوحيك، وأمرت بطاعته، وحذّرت عن معصيته، فصلّ عليه يا ربّ أفضل ما صليت على أحدٍ من ذرية أنبيائك وأصفيائك ورسلك وامنائك يا إله العالمين.

الصلاة على جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام):

اللّهم صلّ على عبدك جعفر بن محمد الصادق خازن العلم الداعي اليك بالحق النور المبين، اللّهم وكما جعلته معدن كلامك ووحيك وخازن علمك، ولسان توحيدك، وولي أمرك، ومستحفظ دينك، فصلّ عليه أفضل ما صليت على أحد من أصفيائك وحججك إنّك حميد مجيد.

الصلاة على موسى بن جعفر (عليه السلام):

اللّهم صلّ على الأمين المؤتمن، موسى بن جعفر البرّ الوفي، الطاهر الزكيّ النور المنير، المجتهد المحتسب الصابر على الأذى فيك، اللّهم وكما بلّغ عن آبائه ما استودع من أمرك ونهيك، وحمل على المحجّة، وكابد أهل العزّة والشدّة فيما كان يلقى من جهّال قومه، ربّ فصلّ عليه أفضل وأكمل ما صلّيت على أحدٍ ممن أطاعك، ونصح لعبادك إنّك غفور رحيم.

الصلاة على علي بن موسى الرضا (عليه السلام):

اللّهم صلّ على عليّ بن موسى الرضا، الذي ارتضيته ورضيّت به من شئت من خلقك، اللّهم وكما جعلته حجّةً على خلقك، وقائماً بأمرك، وناصراً لدينك وشاهداً على عبادك، وكما نصح لهم في السرّ والعلانية، ودعا الى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة، فصلّ عليه أفضل ما صليّت على أحدٍ من أوليائك وخيرتك من خلقك إنّك جواد كريم.

الصلاة على محمد بن علي الجواد بن موسى (عليهما السلام):

اللّهم صلّ على محمد بن عليّ بن موسى (عليه السلام) علم التقى، ونور الهدى، ومعدن الهدى، وفرع الأزكياء، وخليفة الأوصياء، وأمينك على وحيك، اللّهم فكما هديت به من الضلالة، واستنقذت به من الجهالة، وأرشدت به من اهتدى، وزكيّت به من تزكّى، فصل عليه أفضل ما صلّيت على أحدٍ من أوليائك، وبقيّة أوليائك، إنّك عزيز حكيم.

الصلاة على علي بن محمد أبي الحسن العسكري (عليه السلام):

اللّهم صلّ على علي بن محمدّ وصيّ الأوصياء وإمام الأتقياء، وخلف أئمّة الدين، والحجّة على الخلائق أجمعين، اللّهم كما جعلته نوراً يستضيء به المؤمنون، فبشّر بالجزيل من ثوابك، وأنذر بالأليم من عقابك، وحذّر بأسك وذكّر بآياتك وأحلّ حلالك، وحرّم حرامك، وبيّن شرائعك وفرائضك وحضّ على عبادتك، وأمر بطاعتك، ونهى عن معصيتك، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحدٍ من أوليائك، وذريّة أنبيائك يا إله العالمين.

يقول السيد الإمام العالم العامل رضي الدين ركن الإسلام أبوالقاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس الحسينيّ: وجدت في أصل قوبل بخطّ الشيخ أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه: أبو محمد اليمني، وفي نسخة أخرى عتيقة قال: أبو محمد عبدالله بن محمد اليمني قال: فلما انتهيت الى الصلاة عليه أمسك، فقلت له في ذلك فقال: لولا أنه دين أمرنا الله ان نبلغه، ونؤديه الى اهله، لأحببت الإمساك، ولكنّه الدين اكتبه.

الصلاة على الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام):

اللّهم صلّ على الحسن بن علي الهادي، البرّ التقي، الصادق الوفيّ النور المضيء، خازن علمك، والمذكّر بتوحيدك ووليّ أمرك وخلف أئمة الدين، الهداة الراشدين، والحجّة على أهل الدنيا، فصلّ عليه يارب أفضل ما صليت على أحدٍ من أصفيائك، وحججك على خلقك، وأولاد رسلك يا إله العالمين.

الصلاة على ولي الأمر المنتظر الحجة بن الحسن (عليه السلام):

اللّهم صلّ على وليّك وابن اوليائك، الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقّهم وأذهبت عنّهم الرجس وطهّرتهم تطهيراً، اللّهم انصره وانتصر به لدينك وانصر به أوليائك وأولياءه وشيعته وانصاره، واجعلنا منهم، اللّهم أعذه من شرّ كل طاغ وباغ، ومن شرّ جميع خلقك، واحفظه من بين يديه، ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، واحرسه وامنعه أن يوصل اليه بسوء، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك واظهر به العدل وأيّده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، واقصم به الجبابرة الكفر واقتل به الكفّار والمنافقين، وجميع الملحدين، حيث كانوا من مشارق الأرض ومغاربها، وبرّها وبحرها، وسهلها وجبلها، واملأ به الأرض عدلاً، وأظهر به دين نبيّك عليه وآله السلام، واجعلني اللّهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد ما يأملون، وفي عدوّهم ما يحذرون، إله الحق رب العالمين آمين.

سبحان من في سلطانه قوى(5):

من تسبيح للإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام):

سبحان من هو في علوه دان، وفي دنوّه عال، وفي اشراقه منير وفي سلطانه قوي، سبحان الله وبحمده.

يا عدتي عند شدتي(6):

من حرز للإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام):

بسم الله الرحمن الرحيم يا عدّتي عند شدّتي ويا غوثي عند كربتي يا مونسي عند وحدتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام.

يا من بيده الخير(7):

اللّهم إني اشهدك بحقيقة ايماني وعقد عزمات يقيني، وخالص صريح توحيدي، وخفيّ سطوات سرّي، وشعري وبشري، ولحمي ودمي وصميم قلبي وجوارحي ولبّي، بأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت مالك الملك وجبّار الجبابرة وملك الدنيا والآخرة، تعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كل شيء قدير، فأعزّني بعزّك، واقهر لي من ارادني بسطوتك واخبأني من اعدائي في سترك صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون، وجعلنا من بين ايديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون، بعزّة الله استجرنا، وبأسماء الله إياكم طردنا، وعليه توكلنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو نعم المولى ونعم النصير، ومالنا إلاّ نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرنّ على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً.

رقعة شكوى(8):

كنت عند مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان وكتب اليه:

يا عبد الله إن الله عزّوجلّ يمتحن عباده ليختبر صبرهم، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين فعليك بالصبر، واكتب إلى الله عزّوجل رقعة وانفذها الى مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه وارفعها عنده إلى الله عزّوجلّ وادفعها حيث لا يراك أحد واكتب في الرقعة:

إلى الله الملك الديّان، المتحنن المنّان، ذي الجلال والإكرام وذي المنن العظام، والأيادي الجسام وعالم الخفيّات، ومجيب الدعوات وراحم العبرات الذي لا تشغله اللغات، ولا تحيّره الأصوات، ولا تأخذه السنات من عبده الذليل البائس الفقير، المسكين الضعيف المستجير اللّهم أنت السلام، ومنك السلام واليك يرجع السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، والمنن العظام والأيادي الجسام، الهي مسنّي وأهلي الضر، وأنت أرحم الراحمين، وأرأف الأرأفين، وأجود الأجودين وأحكم الحاكمين، وأعدل الفاصلين.

اللّهم إني قصدت بابك، ونزلت بفنائك واعتصمت بحبلك، واستغثت بك واستجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا اله العالمين خذ بيدي، انه قد علا الجبابرة في ارضك وظهروا في بلادك، واتخذوا اهل دينك خولاً، واستأثروا بفيء المسلمين ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم، وصرفوها في الملاهي والمعازف واستصغروا آلائك وكذّبوا أوليائك وتسلطوا بجبروتهم ليعزوا من أذللت، ويذلّوا من أعززت، واحتجبوا عمن يسألهم حاجة أو من ينتجع منهم فائدة، وأنت مولاي سامع كل دعوة، وراحم كل عبرة ومقيل كل عثرة، سامع كل نجوى وموضع كل شكوى، لا يخفى عليك شكوى، لا يخفى عليك ما في السماوات العلى، والأرضين السفلى، وما بينهما وما تحت الثرى.

اللّهم إني عبدك ابن أمتك، ذليل بين بريتك، مسرع الى رحمتك، راجٍ لثوابك، اللّهم ان كل من أتيته فعليك يدلني، واليك يرشدني، وفيما عندك يرغّبني، مولاي وقد أتيتك راجياً، سيدي وقد قصدتك مؤملاً، يا خير مأمول، ويا أكرم مقصود، صل على محمد و على آل محمد، ولا تخيّب أملي، ولا تقطع رجائي، واستجب دعائي، وارحم تضرّعي، يا غياث المستغيثين أغثني يا جار المستجيرين أجرني، يا اله العالمين خذ بيدي، انقضني واستنقذني، ووفقني واكفني.

اللّهم إني قصدتك بأمل فسيح، وأملتك برجاء منبسط، فلا تخيّب أملي ولا تقطع رجائي، اللّهم انه لا يخيب منك سائل، ولا ينقصك نائل يا ربّاه يا سيّداه يا مولاه يا عماداه يا كهفاه يا حصناه يا حرزاه يا لجآه.

اللّهم إياك أمّلت يا سيدي، ولك أسلمت مولاي، ولبابك قرعت فصل على محمد وآل محمد، ولا تردّني بالخيبة محروماً واجعلني ممن تفضّلت عليه باحسانك، وأنعمت عليه بتفضلك، وجدت عليه بنعمتك، واسبغت عليه آلائك اللّهم أنت غياثي وعمادي، وأنت عصمتي ورجائي، مالي أمل سواك، ولا رجاء غيرك.

اللّهم فصل على محمد وآل محمد، وجد عليّ بفضلك، وامنن علي باحسانك، وافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوى وأهل المغفرة، وأنت خير لي من أبي وامي ومن الخلق أجمعين.

اللّهم ان هذه قصتي اليك لا الى المخلوقين، ومسألتي لك إذ كنت خير مسؤول وأعز مأمول، اللّهم صل على محمد وآل محمد، وتعطف عليّ بإحسانك ومن عليّ بعفوك وعافيتك، وحصّن ديني بالغنى، واحرز امانتي بالكفاية، واشغل قلبي بطاعتك، ولساني بذكرك، وجوارحي بما يقربني منك.

اللّهم ارزقني قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً وطرفاً غاضاً، ويقيناً صحيحاً حتى لا احب تعجيل ما أخّرت، ولا تقديم ما أجّلت يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد، واستجب دُعائي وارحم تضرّعي، وكفّ عني البلاء، ولا تشمت بي الأعداء، ولا حاسداً ولا تسلبني نعمة البستنيها، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ أبداً يا رب العالمين، وصل على محمد النبي وآله وسلّم تسليماً.

 

1 - كشف الغمة 3/299-300، ومناقب ابن شهر آشوب 4/439.

2 - أمالي الشيخ الطوسي 1/283-284، ب 10، ح 66 ومكارم الأخلاق 277-279: ابن الشيخ الطوسي، عن والده، عن أبي محمد الفحام، عن محمد بن أحمد المنصوري،...

3 - اقبال الاعمال 25: علي بن عبدالواحد باسناده الى رجاء بن يحيى بن سامان قال.

4 - بحار الأنوار 94/73-78 وجمال الاسبوع 483-494: جماعة باسنادهم الى جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله، عن جماعة من اصحابنا، عن ابي المفضل الشيباني قال.

5 - دعوات الراوندي 94 ضمن ح 228.

6 - مهج الدعوات 45.

7 - مهد الدعوات 301 - 302 من دعاء للإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام).

8 - بحار الأنوار 102/238-240 ح 5 عن كتاب العتيق الغروي: يروى عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: