مناقضات |
الراضون بقتله(1): ألا وإنّ الراضيين بقتل الحسين (عليه السلام) شركاء قتله، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله، وإنّ الله ليأمر ملائكته المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين إلى الخزّان في الجنان، فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد عذوبتها، ويلقونها في الهاوية، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها، تشدّد على المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم. المنافقون ويوم الغدير(2): قال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا أوقف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف ثمّ قال: يا عباد الله أنسبوني. فقالوا: أنت محمّد بن عبدالله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف. ثمّ قال: أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال (صلى الله عليه وآله وسلم): مولاكم أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فنظر إلى السماء وقال: اللّهم اشهد، - يقول هو ذلك وهم يقولون ذلك ثلاثاً – ثمّ قال: ألا من كنت مولاه وأولى به فهذا عليّ مولاه وأولى به، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. ثمّ قال: قم يا أبابكر فبايع له بإمرة المؤمنين. فقام فبايع له بإمرة المؤمنين. ثمّ قال: قم يا عمر فبايع له بإمرة المؤمنين. فقام فبايع له بإمرة المؤمنين. ثمّ قال بعد ذلك لتمام التسعة، ثمّ لرؤساء المهاجرين والأنصار فبايعوا كلّهم. فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطّاب فقال: بخّ بخّ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ثمّ تفرّقوا عن ذلك وقد وكّدت عليهم العهود والمواثيق، ثمّ إن قوماً من متمرّديهم وجبابرتهم تواطؤوا بينهم لئن كانت لمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) كائنة، ليدفعنّ هذا الأمر عن عليّ ولا يتركونه له، فعرف الله تعالى ذلك من قلبهم [قلوبهم خ ل] وكانوا يأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقولون: لقد أقمت علينا أحبّ خلق الله إلى الله وإليك وإلينا، كفيتنا به مؤونة لنا والجائرين في سياستنا، وعلم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك ومن مواطأة بعضهم لبعض أنّهم على العداوة مقيمون، ولدفع الأمر عن مستحقّه مؤثرون، فأخبر الله عزّوجلّ محمّداً عنهم فقال: يا محمّد (ومن النّاس من يقول آمنّا بالله)(3) الّذي أمرك بنصب عليّ إماماً وسائساً لأمّتك ومدبّراً (وما هم بمؤمنين) بذلك ولكنّهم يتوطئون على إهلاكك وإهلاكه، يوطّنون أنفسهم على التمرّد على عليّ (عليه السلام) إن كانت بك كائنة. المعترضون على أهل البيت(4): كتب أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلى ابي محمّد (عليه السلام) أن الناس قد استوحشوا من شقّك ثوبك على أبي الحسن (عليه السلام) فقال: يا أحمق ما أنت وذاك؟ قد شقّ موسى على هارون (عليه السلام) انّ من الناس من يولد مؤمناً ويحيى مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيى كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيى مؤمناً ويموت كافراً، وانّك لا تموت حتّى تكفر، ويتغير عقلك. فما مات حتّى حجبه ولده عن الناس، وحبسوه في منزله في ذهاب العقل والوسوسة، ولكثرة التخليط. ويرد على أهل الإمامة وانكشف عمّا كان عليه. مع المستعين العبّاسي(5): روى عن علي بن محمد بن زياد الصيمري قال: دخلت على أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله بن طاهر وبين يديه رقعة أبي محمّد (عليه السلام) وفيها: (انّي نازلت الله في هذا الطاغي – يعني المستعين – وهو آخذه بعد ثلاث). فلمّا كان اليوم الثالث خلع، وكان من أمره ماكان حتّى قتل. مع المعتزّ العباسي(6): عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد قال: أخبرني أبوالهيثم بن سيابة أنّه كتب إليه لمّا أمر المعتزّ بدفعه إلى سعيد الحاجب عند مضيّه إلى الكوفة وأن يحدث فيه ما يحدث به الناس بقصر ابن هبيرة: (جعلني الله فداك، بلغنا خبر قد أقلقنا وأبلغ منّا) فكتب (عليه السلام) إليه: بعد ثالث يوم يأتيكم الفرج فخلع المعتزّ اليوم الثالث. مع الواقفية(7): روي عن أحمد بن محمّد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمّد (عليه السلام) - من أهل الجبل - يسأله عمّن وقف على أبي الحسن موسى (عليه السلام) أتولاهم أم أتبرّء منهم؟ فكتب إليه: لا تترحّم على عمّك لارحم الله عمّك، وتبرّء منه أنا إلى الله منهم بريء، فلا تتولاّهم، ولا تعد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا تصل على أحد منهم مات أبداً. سواء من جحد اماماً من الله أو زاد اماماً ليست امامته من الله أو جحد، أو قال ثالث ثلاثة: انّ الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أوّلنا والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا، فكان هذا – أي السائل – لم يعلم أنّ عمّه كان منهم فأعلمه ذلك. نهاية الظالمين(8): عن أحمد بن محمّد قال: كتبت إلى أبي محمّد (عليه السلام) حين أخذ المهتدي في قتل الموالي وقلت: يا سيّدي الحمد لله الّذي شغله عنك فقد بلغني أنّه يهددك ويقول: والله لأجلينّهم عن جديد الأرض فوقّع أبو محمّد (عليه السلام) بخطّه: ذاك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيّام ويقتل في اليوم السّادس، بعد هوان واستخفاف يمّر به. فكان كما قال (عليه السلام). العباسيون وسياسة الإرعاب(9): عن امّ أبي محمّد(عليهما السلام) قالت: قال لي يوماً من الأيام تصيبني في سنة ستّين ومائتين حزازة أخاف أن أنكب منها نكبة، قالت: فأظهرت الجزع وأخذني البكاء فقال: لابد من وقوع أمر الله، لا تجزعي. فلمّا كان في صفر سنة ستين حبسه المعتمد في يدي عليّ بن جرين وحبس جعفراً أخاه معه وكان المعتمد يسأل علياً عن أخباره في كل وقت فيخبره أنّه يصوم النهار، ويصلّى اللّيل. فسأله يوماً من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك. فقال له: أمض السّاعه إليه وأقرئه منّي السلام، وقل له: انصرف إلى منزلك مصاحباً. قال عليّ بن جرين: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرّجاً فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشته فلمّا رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب. فلمّا استوى على الحمار وقف فقلت له: ما وقوفك يا سيّدي؟ فقال لي: حتّى يجيء جعفر. فقلت: انّما أمرني باطلاقك دونه. فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعاً فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك فمضى وعاد. فقال: يقول لك: قد أطلقت جعفراً لك. مع الصوفي المتصنع(10): ورد على القاسم بن العلا نسخة ما خرج من لعن ابن هلال، وكان ابتداء ذلك أن كتب أبو محمّد (عليه السلام) إلى قوّامه بالعراق: احذروا الصوفي المتصنع. قال: وكان من شأن أحمد بن هلال انه قد كان حجّ اربعاً وخمسين حجّة عشرون منها على قدميه، قال: وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه. وأنكروا ما ورد في مذمته، فحملوا القاسم بن العلا على أن يراجع في أمره فخرج إليه: قد كان أمرنا نفذ اليك في المتصنّع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت لم يزل لا غفر الله له ذنبه، ولا أقاله عثرته يداخل في أمرنا بلا اذن منّا ولا رضى يستبدّ برأيه، فيتحامى من ديوننا، لا يمضي من أمرنا إلاّ بما يهواه ويريد، أراده الله بذلك في نار جهنّم، فصبرنا عليه حتّى بتر الله بدعوتنا عمره. وكنّا قد عرفنا خبره قوماً من موالينا في أيّامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقاء ذلك إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرء إلى الله من ابن هلال لا رحمه الله، وممّن لا يبرء منه. وأعلم الإسحاقي سلّمه الله وأهل بيته ممّا أعلمناك من حال هذا الفاجر وجميع من كان سألك ويسألك عنه، من أهل بلده، والخارجين ومن كان يستحقّ أن يطّلع على ذلك، فأنّه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديّه عنّا ثقاتنا. قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرّنا ونحمله ايّاه إليهم، وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى. وقال أبو حامد: فثبت قوم على انكار ما خرج فيه، فعاودوه فيه فخرج: (لا شكّر الله قدره لم يدع المرء ربّه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه وأن يجعل ما منّ به عليه مستقرّاً، ولا يجعله مستودعاً، وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته، فأبدله الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولم يمهله والحمد لله لا شريك له وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم). يريدون قتلي(11): حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي أنّه خرج من أبي محمد (عليه السلام) توقيع: (زعموا أنّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل وقد كذّب الله عزّوجلّ قولهم والحمد لله).
|
1 - بحار الأنوار 8/311 ح 79، عن تفسير الإمام العسكري (عليه السلام):.. 2 - تفسير الإمام الحسن العسكري)عليه السلام( 111 – 113، ح 58: قال الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام):.. 3 - بقرة: 8. 4 - رجال الكشي 2/842 ح 1085: أحمد بن عليّ قال حدثني اسحاق، قال حدثني إبراهيم بن الخضيب الأنباري قال:.. 5 - الخرائج والجرائح 1/429-430 ب 12 ح 8 ومناقب ابن شهر آشوب 4/430 وغيبة الشيخ الطوسي 122 – 123:.. 6 - غيبة الشيخ الطوسي 124: سعد بن عبدالله،.. 7 - الخرائج والجرائح 1/452-453 ح 38 وكشف الغمة 3/312:.. 8 - إعلام الورى 375 ب 10 الفصل 3، وارشاد المفيد 344 واصول الكافي 1/510 ح 16: محمّد بن يعقوب بن عليّ بن محمّد عن اسحاق بن محمّد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون،.. 9 - مهج الدعوات 275 – 276: روى علي بن محمد الصيمري عن الحميري عن الحسن بن عليّ عن إبراهيم بن مهزيار، عن محمّد بن أبي الزعفران،.. 10 - رجال الكشي 2/816 – 817 ح 1020: عليّ بن محمد بن قتيبة قال حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغيّ قال:.. 11 - كمال الدين 2/407 ب 38 ح 3 وكفاية الأثر 289: حدثنا عليّ بن عبدالله الورّاق قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال:.. |