إلهيات |
الفطرة تدلّ على الله(1): عن الحسن بن عليّ بن محمّد (عليهم السلام) في قول الله عزوجل: (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال: الله هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق، وعند انقطاع الرجاء من كلّ من دونه، وتقطّع الأسباب من جميع من سواه، تقول: بسم الله، أي: أستعين على أموري كلّها بالله الذي لا تحقّ العبادة إلاّ له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي، وهو ما قال رجل للصادق (عليه السلام): يابن رسول الله دلّني على الله ماهو؟ فقد أكثر عليّ المجادلون وحيّروني. فقال له: يا عبدالله هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: نعم. قال: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم. قال: فهل تعلّق قلبك هناك لك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال: نعم. قال الصادق (عليه السلام): فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث. جلّ أن يُرى(2): عن يعقوب بن إسحاق: كتبت إلى أبي محمّد (عليه السلام) أسأله: كيف يعبد العبد ربّه وهو لا يراه؟ فوقّع (عليه السلام): يا أبا يوسف، جلّ سيّدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يرى. قال: وسألته: هل رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه؟ فوقّع (عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ. الاسم الأعظم(3): بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها. يخلق ما يشاء(4): عن سهل بن زياد، قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) - سنة خمس وخمسين ومأتين -: قد اختلف يا سيّدي أصحابنا في التوحيد، منهم من يقول: هوجسم، ومنهم من يقول: هو صورة، فإن رأيت يا سيّدي أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه، ولا أجوزه، فعلت متطوّلاً على عبدك. فوقّع بخطّه (عليه السلام): سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول، الله تعالى واحد، أحد، صمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، خالق وليس بمخلوق، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك، ويصوّر ما يشاء، وليس بمصوّر، جلّ ثناؤه، وتقدّست أسماؤه، وتعالى عن أن يكون له شبيه، هو لاغيره، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. له الخلق والأمر(5): قال أبوهاشم: سأل محمّد صالح الأرمني أبا محمّد (عليه السلام) عن قوله تعالى (لله الأمر من قبل ومن بعد)(6). فقال (عليه السلام): له الأمر من قبل أن يأمر به، وله الأمر من بعد أن يأمر به بما يشاء. فقلت في نفسي: هذا قول الله (ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين)(7). فأقبل عليّ وقال: هو كما أسررت في نفسك (ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين). قلت أشهد أنّك حجّة الله وابن حجّته على عباده. خالق كلّ شيء(8): قال أبوهاشم: خطر ببالي انّ القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال أبو محمّد: يا أبا هاشم الله خالق كلّ شيء وما سواه مخلوق. أحد أحد(9): محمّد بن الربيع الشيبانيّ قال: ناظرت رجلاً من الثنويّة بالأهواز ثمّ قدمت سرّ من رأى، وقد علق بقلبي شيء من مقالته فانّي لجالس على باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمّد (عليه السلام) من دار العامّة يوم الموكب فنظر إليّ وأشار بسبّابته [بسبّاحته خ ل]: (أحد أحد فوحّده) فسقطت مغشيّاً عليّ. عفو الله(10): انّ الله ليعفو يوم القيامة عفواً يخطر على بال العباد حتّى يقول أهل الشرك: (والله ربّنا ما كنّا مشركين)(11). فذكرت في نفسي حدّيثاً حدّثني به رجل من أصحابنا من أهل مكّة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ (انّ الله يغفر الذّنوب جميعاً)(12). فقال رجل: ومن أشرك، فأنكرت ذلك، وتنمّرت للرجل، فأنا أقوله في نفسي إذ أقبل عليّ. فقال: (انّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)(13) بئسما قال هذا، وبئسما روى.
|
1 - معاني الأخبار ص 4، ب 5، ح 2: حدّثنا محمّد بن القاسم الجرجاني المفسّر ـ رضي الله عنه ـ قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن سيّار ـ وكانا من الشيعة الإماميّة – عن أبويهما،.. 2 - التوحيد: ص 108، ب 8، ح 2: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رحمه الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن عليّ بن أبي القاسم. 3 - تحف العقول: ص 487 قال (عليه السلام):.. 4 - لتوحيد: ص101 و 102، ب 6، ح 14: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه الله، عن أبيه،.. 5 - الخرائج والجرائح: ج 2 ص 686 و687، ح 8. 6 - سورة الروم: الآية 4. 7 - سورة الأعراف: الآية 54. 8 - مناقب ابن شهر آشوب: ج4 ص 436. 9 - كشف الغمة: ج 3 ص305، وأصول الكافي: ج 1 ص511، ح 20 والخرائج والجرائح: ج1 ص445، ومناقب ابن شهر آشوب: ج4 ص 429. 10 - الخرائج والجرائح 2/ 686، ح 7: قال أبوهاشم: سمعت أبا محمّد (عليه السلام) يقول: .. 11 - سورة الأنعام: الآية 23. 12 - سورة الزّمر: الآية 53. 13 - سورة النساء: الآية 48. |