صاحب الكلمة |
إلى علياك نسمو يا سليل الطيبين الطاهرين وإلى سيماك نرنو يا أبا خاتم الأوصياء الناطقين.. وإلى شذاك تشمخ أنوف العاشقين.. لأن الختام عندكم دائما مسك وطيب.. سيدي يا سمي الحسن الزكي (عليه السلام) وأبا محمد المهدي (عجل الله فرجه الشريف) إليك نبحر في بحر هذا الزمن المتلاطم الأمواج.. المتغير الأحوال.. وما الإنسان فيه إلا كورقة على سطحه الهادر تقذفها كيف تشاء الأقدار.. ويا ويل من ليس لديه شاطىء آمن يأوي إليه، أو ركن قوي يعتمد عليه، أو سفينة صالحة تحمله إلى مستقر سعيد. وأنتم يا أهل البيت سفن النجاة لنا وللعالم أجمع.. لأن رسالة جدكم المصطفى (صلى الله عليه و آله وسلم) وشخصه الكريم كانت رحمة للعالمين، وللناس كافة.. وانتم الخلفاء والأوصياء بالحق. فللخلق كل الخلق أنتم الملاذ والمعاذ. يا أبا محمد: فإلى سفينتك الإلهية العامرة وإلى شواطىء بحر جودك الآمنة نبحر فنشق الأمواج من الأيام.. الشتائية والصيفية.. وما أقل الربيعية منها.. والإبحار إلى عمق الزمن وبمثل هذه المسافة الشاسعة التي تصل إلى حوالي 1200 سنة ليس بالأمر السهل وخاصة إذا كانت الوثائق التاريخية والبضاعة التوثيقية قد سيطر على بعضها ظلم الجبابرة التي لا تتمكن أن ترى نور الله يشرق ويضي.. ومن هنا ورد الينا القليل من هذا الإمام الهمام.. ولكن في هذا القليل الكثير الكثير.. والسبب هو شدة البطش العباسي وقلة وعي الأمة، لتسجيل تفاصيل حياة الأئمة من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وأحاديثهم وسيرتهم، ومن هنا نجد بعض الغموض في جوانب من حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فقد عاش الإمام العسكري (عليه السلام) في مدينة العسكر وتحت إقامة جبرية في ثكنة عسكرية.. هذا عدا السجن والتضييق ومحاولات الطغاة العباسيين التنكيل والاغتيال لشخص الإمام العظيم الحسن الآخر، العسكري (عليه السلام) دون وازع من دين أو قرابة ولا رحم أو حتى رحمة إنسانية.. فمتى الولادة الميمونة للإمام (عليه السلام)؟ وكيف كان العصر العباسي الذي عاصره؟ ومن الخلفاء حينئذاك؟ وكيف كانت مواجهة الإمام لهم؟ وكيف استطاع الإمام من توجيهاته للأمة الإسلامية..؟ هذا ما نستعرضه بإيجاز.. مستمدين العون والتسديد من صاحب الكلمة الذي نحن بحضرة كلماته الوضاءة، لأنه وسيلة مثلى إلى الله ذي العلا.. |