مكتبة الإمام العسكري (ع)

فهرس الكتاب

 

 

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمائه.. والشكر له على آلائه.. والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله المصطفى.. وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم وكل من ناصب لهم الحقد والعداء من أول الخلق وإلى آخرهم من الأولين والآخرين.. إله الحق آمين.. هذا الكتاب هو: (كلمة الإمام الحسن العسكري عليه السلام) وهو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الأطهار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً من كل عيب ودنس وخطئية.. فهم الذين عصمهم الله، وأمرنا باتباعهم واقتفاء أثرهم، والاقتداء بهم، والاهتداء بهديهم..

وهذه الكلمة مشتملة على أحاديث وأقوال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وهي عبارة عن جزء من موسوعة (الكلمة) الشيرازية للإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي، رحمه الله وأعلى مقامه في عليين، وجعل شرابه من تسنيم فإنها عين يشرب منها المقربون.. إله الحق آمين..

والكلمة العظيمة هي الكلمة الخالدة.. ولا يمكن أن تخلد كلمة إلا إذا كانت مسؤولة وواعية للواقع التي تنطلق منه، وكان صاحبها ذا بصيرة نافذة وفكر ثابت بحيث يرى المستقبل كما يقرأ الماضي ويعيش الحاضر..

فيطلق كلماته لتكون حكمة خالدة عبرالأجيال المتلاحقة من بني البشر، فتكون كالأمثال السائرة والحكم القائلة..

والتاريخ خلد الكثير.. الكثير من ذلك، شعرا ونثرا..

وكلمات الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) هي كلمات في غاية المسؤولية والوعي.. ويضاف إليها الهدى، لأنها نور كما ورد في زيارة الجامعة: (كلامكم نور) وطبيعة النور أنه يهدى ويرشد السائرين إلى المحجة، ولا يدعهم يتخبطون خبط عشواء..

فكلمات الأئمة (عليهم السلام) خالدة خلود ذكرهم العطر.. وخلود ذكرهم بخلود القرآن أبدا.. لأنهم القرآن الناطق، وهم يفسرون القرآن.. والقرآن الكريم يصدح بذكرهم وفضائلهم وشمائلهم..

ولا فرق، فكلاهما رسالة الله إلى البشر، وهدية السماء إلى الأرض، ووصية النبي (صلى الله عليه وآله) إلى امته، وثقلاه في المسلمين: (فعلي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان) وهكذا بقية أبنائه الكرام المعصومين.

وكلمة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) هي امتداد لبقية الكلمات النورانية.. وزهرة من تلك الباقة العطرة من الكلمات.. ونور من الأنوار التي شعت فملأت الأرض عزاً، وفخراً، وعلماً، وأخلاقاً عبر الأجيال، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

مركز الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) للتحقيق والنشر

بيروت – لبنان ص ب: 5951/13