مكتبة الإمام الحسن

فهرس الكتاب

 

 

رسائل

إنذار(1)

أما بعد: فانّك دسست إليّ الرجال، للاحتيال والاغتيال، وأرصدت العيون، كأنّك تحبّ اللقاء وما أشكّ في ذلك، فتوقّعه، إنشاء الله، وقد بلغني: أنّك شمتّ بما لا يشمت به ذووالحجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأولون:

وقــــل الــذي يبقى خلاف الذي مضى          تجـــــهّز لأخــــرى مثــــلها فــــكأن قد

وإنــــا ومـــن قـــد مــات مـــنّا لكالذي         يروح فـــيمسي في المبــيت ليفتدي(2)

أدخل في طاعتي(3)

من الحسن بن عليّ: امير المؤمنين، إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليكم، فاني أحمد اليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فان الله جل جلاله، بعث محمداً رحمةً للعالمين، ومنّةً للمؤمنين، وكافّةً للناس أجمعين لينذر من كان حياً، ويحقّ القول علىالكافرين، فبلّغ رسالات الله، وقام بأمر الله، حتى توفاه الله غير مقصّر ولا وانٍ، وبعد أن أظهر الله به الحقّ ومحق به الشرك، وخصّ به قريشاً خاصةً، فقال له: (وإنّه لذكر لك ولقومك) فلما توفّي، تنازعت سلطانه العرب، فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه ولا يحلّ لكم أن تنازعونا سلطان محمدٍ وحقّه، فرأت العرب أنّ القول ما قالت قريش، وأنّ الحجّة في ذلك لهم. على من نازعهم أمر محمدٍ، فأنعمت لهم وسلمت إليهم.

ثم حاججنا نحن قريشاُ، بمثل ما حاججت به العرب، فلم تنصفنا قريش انصاف العرب لها.

إنّهم أخذوا هذا الامر دون العرب بالانصاف والاحتجاج، فلما سرنا - أهل بيت محمدٍ وأولياؤه - إلى محاجتهم، وطلب النّصف منهم، باعدونا واستولو بالاجتماع على ظلمنا، ومراغمتنا وللعنت منهم لنا. فالموعد الله، وهو الوليّ النصير.

ولقد كنّا تعجّبنا لتوثّب المتوثبين علينا في حقّنا، وسلطان بيتنا واذكانوا ذوي فضيلة وسابقةٍ في الإسلام، أمسكنا عن منازعتهم، مخافةً على الدين أن يجد المنافقون، والأحزاب في ذلك مغمراً يثلمون به، أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من افساده.

فاليوم فليتعجّب المتعجّب، من توثّبك يا معاوية، على أمرٍ لست من أهله، لابفضلٍ في الدين معروفٍ ولا أثرٍٍ في الإسلام محمودٍ. وانت ابن حزبٍ من الأحزاب، وابن أعدى قريشٍ لرسول الله صلى الله عليه وأله ولكتابه. والله حسيبك فسترد عليه، وتعلم لمن عقبى الدار وبالله لتلقينّ عن قليلٍ ربّك، ثم ليجزينّك بما قدّمت يداك. وما الله بظلاّمٍ للعبيد.

إنّ علياً لمّا مضى لسبيله رحمة الله عليه يوم قبض، ويوم منّ الله عليه بالإسلام، ويوم يبعث حيّاً، ولاّني المسلمون الأمر من بعده، فاسأل الله ان لا يؤتينا في الدنّيا الزائلة شيئاً، ينقصنا به في الآخرة مما عنده من كرامةٍ.

وانما حملني على الكتابة اليك، الاعذار فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ في أمرك، ولك في ذلك إن فعلته الحظّ الجسيم والصلاح للمسلمين.

فدع التمادي في الباطل، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي، فإنّك تعلم: أني أحقّ بهذا الأمر منك، عند الله، وعند كلّ أوابٍ حفيظٍ، ومن له قلب منيب، واتّق الله، ودع البغي، واحقن دماء المسلمين، فوالله ما لك خير في أن تلقى الله من دمائهم، بأكثر مما انت لاقيه به. وادخل في السّلم والطاعة، ولا تنازع الأمر أهله، ومن هو احقّ به منك، ليطفىء الله النائرة بذلك، ويجمع الكلمة ويصلح ذات البين.

وإن أنت أبيت الا التمادي في غيّك، سرت اليك المسلمين، فحاكمتك حتّى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين(4).

انا من اهل الحق(5)

أما بعد

فقد وصل إليّ كتابك، تذكر فيه ما ذكرت، وتركت جوابك خشية البغي عليك، وبالله اعوذ من ذلك، فاتّبع الحقّ، تعلم: أني من اهله. وعلى إثم أن اقول فأكذب. والسلام.

خطبي انتهى إلى اليأس(6)

أما بعد: فان خطبي انتهى إلى اليأس، من حقٍّ أحييته، وباطلٍ أمتّه وخطبك خطب من انتهى إلى موارده، وإنّي اعتزل هذا الأمر وأخلّيه لك، وإن كان تخليتي اياه شراً لك في معادك، ولي شروط أشترطها، لأبتهظنّك إن وفيت لي بها بعهد، ولا تخف ان غدرت - وكتب الشرط في كتابٍ آخر فيه يمنيّه بالوفاء وترك الغدر - وستندم يا معاوية كما ندم غيرك، ممّن نهض في الباطل أو قعد عن الحقّ، حين لم ينفع الندم والسلام.

وثيقة الصلح(7)

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما صالح عليه الحسن بن عليٍّ بن أبي طالبٍ، معاوية بن أبي سفيان.

صالحه: على ان يعمل فيهم بكتاب الله، وبسنة رسوله(8) وبسيرة الخلفاء الصالحين(9)

وليس لمعاوية بن أبي سفيان: ان يعهد لاحدٍ - من بعده - عهداً بل يكون الأمر للحسن من بعده(10)، فان حدث به حدث، فلأخيه الحسين(11).

وأن يترك سبّ امير المؤمنين، والقنوت عليه بالصلاة(12)، وان لا يذكر عليّاً الا بخير(13).

واستثناء ما في بيت مال الكوفة - وهو خمسة آلاف الفٍ - وعلى معاوية ان يحمل إلى الحسين كلّ عامٍ الفي الف درهمٍ، وان يفضّل بني هاشم في العطاء والصّلات، على بني عبد شمس، وان يفرّق في أولاد من قتل مع امير المؤمنين - يوم الجمل - وأولاد من قتل معه - بصفين - الف الف درهمٍ، وان يجعل ذلك، من خراج (دار ابجر)(14).

وعلى أنّ الناس آمنون، حيث كانوا من ارض الله، في شامهم، وعراقهم، وحجازهم، ويمنهم، وان يؤمّن الاسود والاحمر، وان يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وان لا يتبع احداً بما مضى، وان لا يأخذ أهل العراق بإحنة(15).

وعلى امان اصحاب عليٍّ حيث كانوا وان لا ينال احداً من شيعة عليٍ بمكروهٍ، وأنّ أصحاب عليٍ وشيعته آمنون على انفسهم، واموالهم ونسائهم واولادهم، وان لا يتعقّب عليهم شيئاً، وان لا يتعرّض لاحدٍ منهم بسوءٍ، ويوصل إلى كلّ ذي حقٍ حقّه(16) وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله، وميثاقه، وما اخذ الله على احدٍ من خلقه، بالوفاء بما اعطى من نفسه.

وعلى ان لا يبغي للحسن بن علي، ولا لأخيه الحسين، ولا لاحدٍ من أهل بيت رسول الله غائلةً سراً ولا جهراً، ولا يخيف احداً منهم في افقٍ من الافاق(17) شهد عليه بذلك الله وكفى بالله شهيداً والسلام(18).

لو قاتلت احداً(19)

لو آثرت أن أقاتل أحداً من أهل القبلة، لبدأت بقتالك، فإني تركتك لصلاح الأمة، وحقن دمائها.

شفعني في سعيد(20)

من الحسن بن عليّ إلى زياد: أما بعد: فإنّك عمدت إلى رجلٍ من المسلمين، له مالهم، وعليه ما عليهم، فهدمت داره، وأخذت ماله، وحبست أهله وعياله، فإن اتاك كتابي هذا فابن له داره، واردد عليه عياله وماله وشفّعني فيه فقد أجرته، والسلام.

للعاهر الحجر(21)

من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية، أما بعد فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: (الولد للفراش، وللعاهر الحجر) والسلام(22).

سيصير اليها الآخرون(23)

أمّا بعد: فقد بلغني كتابكم، تعزّونني بفلانة، فعند الله أحتسبها، تسليماً لقضائه، وصبراً على بلائه، فان أوجعتنا المصائب وفجعتنا النوائب بالأحبّه المألوفة، التي كانت بنا حفيّة والإخوان المحبين، الذين كان يسرّ بهم الناظرون وتقرّبهم العيون.

أضحوا قد اخترمتهم الأيام، ونزل بهم الحمام، فخلفوا الخلوف، وأودت بهم الحتوف، فهم صرعى في عساكر الموتى، متجاورون في غير محلة التجارة، ولا صلات بينهم ولا تزاور، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم، أجسامهم نائية، من أهلها، خالية من أربابها، قد أخشعها اخوانها، فلم أر مثل دارها داراً ولامثل قرارها قراراً، في بيوتٍ موحشةٍ، وحلول مضجعةٍ، قد صارت في تلك الديار الموحشةٍ، وخرجت عن الدار المؤنسة، ففارقتها من غير قلىً فاستودعتها للبلى، وكانت امه مملوكةً، سلكت سبيلاً مسلوكة، صار اليها الأولون، وسيصير اليها الآخرون والسلام.

 

1 - ج/4:ص/11 شرح ابن أبي الحديد: بعد مقتل الإمام أمير المؤمنين أرسل معاوية جاسوساً إلى الكوفة وجاسوساً إلى البصرة، فلما علم الإمام الحسن كتب اليه:

2 - فأجابه معاوية، أما بعد: فقد وصل كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه ولقد علمت بما حدث، فلم أفرح، ولم اشمت، ولم أيأس، وان علي بن أبي طالب لكما قال أعشى بن قيس ابن ثعلبة:

وأنـــت الجــــواد وأنأأأت الذي          اذا مــا القلوب ملأن الصدورا

ومــــا مـــزبد مـن خليج البحو          ريـــعلو الأكام ويعلو الجسورا

بــأجـــود مـــــنه بــــــما عـنده          فيعطي الألوف ويعطي البدورا

وكتب عامله على البصرة: عبيد الله بن عباس إلى معاوية في استنكار هذه الحادثة أما بعد: فانك ودسك أخا بني قين إلى البصرة، تتلمس من غفلات قريش، مثل الذي ظفرت به من يمانيتك لكما قال امية يعني ابن الأشكري:

لعــمرك انـي والخزاعي طارقاً          كنعــــجة غـــار حــتفها تتحفر

وثـــارت عليها شفرة بكراعها          فظلـت بها من آخر الليل تنحر

شمت بقوم من صديقك أهلكوا          أصــابهم يوم من الدهر أصفر

فأجابه معاوية: أما بعد: فان الحسن بن علي، قد كتب بنحو ما كتبت به وانني بمالم أجز ظناً وسوء رأي، وانك لم تصب مثلكم ومثلي. ولكن مثلنا ما قاله طارق الخزاعي يحيب امية عن هذا الشعر:

فـــوالله ما أدري واني لصادق          إلـــى أي مــن يــــظنني أتعذر

اعنـــف ان كانت زنيبة الهكت          ونـــال بني لخيان شرفاً نفروا

3 - هذا كتاب وجهه الإمام الحسن، إلى معاوية قبل نشوب الحرب بينهما ليلقي السلاح ويدخل في طاعته، ونصه:

4 - ابن ابي الحديد (ج/4ص/12): بأجابه معاوية بالكتاب التالي:

(قد بلغني كتابك، وفهمت ما ذكرت به محمداً رسول الله من الفضل، وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله: قديمه وحديثه، وصغيره وكبيره، وقد والله بلغ وأدى، ونصح وهدى، حتى انقذ الله به من الهلكة وأنار به من العمى، وهدىي به من الجهالة والضلالة، فجزاه الله أفضل ما جزى نبياً عن امته.. وذكرت وفاته وتنازع المسلمين الأمر بعده وتغلبهم على أبيك فصرحت بتهمة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وأبي عبيدة الأمين، وحواري رسول الله، وصلحاء المهاجرين والانصار، فكرهت ذلك لك.. وانك امرؤ عندنا وعند الناس غير الظنين، ولا المسيء، ولا اللئيم، وأنا أحب لك القول السديد، والذكر الجميل، وان هذه الأمة لما اختلفت بينها لم تجهل فضلكم، ولا سابقتكم، ولا قرابتكم من نبيكم، ولا مكانكم في الإسلام وأهله. فرأت الأمة ان تخرج من هذا الأمر لقريش، لمكانها من نبيها، ورأى صلحاء الناس من قريش والانصار وغيرهم، وسائر الناس وعوامهم، ان يولوا من قريش هذا الأمر أقدمها إسلاماً، واعلمها بالله، واحبها، وأقواها على أمر الله، فاختاروا أبابكر، وكان ذلك رأي ذوي الدين والفضل، والناظرين للامة، فأوقع ذلك في صدوركم لهم التهمة، ولم يكونوا متهمين، ولا فيما أتوا بالمخطئين، لو رأى المسلمون أن فيكم من يغني غناءه، ويقوم مقامه، ويذب عن حريم الإسلام ذبه، ما عدلوا بالأمر إلى غيره، رغبة عنه ولكنهم عملوا في ذلك بما رأوه صلاحاً للإسلام وأهله، والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خيراً.

قد فهمت الذي دعوتني اليه من الصلح، والحال فيما بيني وبينك اليوم، مثل الحال التي كنتم عليها انتم وأبوبكر بعد وفاة النبي!. فلو علمت: انك اضبط مني للرعية وأحوط على هذه الأمة، وأحسن سياسة، وأقوى على جمع الاموال، وأكيد للعدو، لاجبتك إلى ما دعوتني اليه، ولو رأيتك لذلك أهلاً لسلمت لك الأمر بعد أبيك، فان أباك سعى على عثمان، حتى قتل مظلوماً، فطالب الله بدمه، ومن يطلبه الله فلن يفوته، ثم ابتز الأمة أمرها، وخالف جماعتها؛ فخالفه نظراؤه، من أهل السابقة والجهاد، والقدم في الإسلام، وادعى: انهم نكثوا بيعته، فقاتلهم، فسفكت الدماء واستحلت الحرم، ثم أقبل الينا لا يدعي علينا بيعة ولكنه يريد ان يملكنا اغتراراً فحاربناه وحاربنا ثم صارت الحرب إلى أن اختار رجلاً واخترنا رجلاً يحكمان بما يصلح عليه، وتعود به الجماعة والالفة، وأخذنا بذلك عليهما ميثاقاً، وعليه مثله، على الرضا بما حكما، فأمضى الحكمان عليه الحكم بما علمت، وخلعاه، فوالله ما رضي الحكم، ولا صبر لأمر الله، فكيف تدعوني إلى أمر، انما تطلبه بحق ابيك وقد خرج، فانظر لنفسك ولدينك.. وقد علمت: اني أطول منك ولاية، واقدم منك بهذه الأمة تجربة، وأكبر منك سناً، فأنت احق ان تجيبني إلى هذه المنزلة، التي سألتني.

فادخل في طاعتي (اعاننا الله واياك على طاعته، انه سميع مجيب الدعاء).

ولكن معاوية علم: ان هذه الأساليب الملفقة، لا تنطلي على مثل الإمام، فخشي ان يكون رد فعل الإمام عليها الحرب، فأردفه بالكتاب التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد: فان الله عز وجل، يفعل في عباده ما يشاء، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب، فاحذر أن تكون منيتك على ايدي رعاع من الناس، وأيس أن تجد فينا غمزة، وان انت أعرضت عما أنت فيه وبايعتني، وفيت لك بما وعدت وأجزت لك ما شرطنا، وأكون في ذلك، كما قال الاعشى من بني قيس بن ثعلبة:

وان أحـــداً أســــدى إليـــــك أمانة          فـــاوف بــــها تدعى اذا مت وافيا

ولا تـحسب المولى اذا كان ذاغني          ولا تجــــفه ان كــــان لــلمال فانيا

ثم الخلافة لك من بعدي، فأنت اولى الناس بها والسلام. (شرح ابن أبي الحديد ج/4 ص/13).

5 - ولم يأبه الإمام لكتابي معاوية، اكثر من انه رد عليهما بهذا الكتاب المقتضب:..

6 - وأخيراً يئس الإمام من أصحابه، وارتجت أمامه السبل دون الصلح مع معاوية، فكتب اليه:

7 - ولما اضطر الإمام الحسن إلى الصلح كتب وثيقة الصلح، محملة بأفدح الشروط، التي تلقي بكافة المسؤوليات على معاوية، وحيث لم ترد كاملة في مصدر جمعناها هكذا من المصادر المشار اليها.

8 - البحار ج 10- ص 115 الطبعة القديمة. والنصائح الكافية ص 156 طبع لبنان وابن أبي الحديد، في شرحه على نهج البلاغة ج - 4، ص - 8 عن المدائني.

9 - البحار ج 10- ص 115 الطبعة القديمة، وفتح الباري، في شرح صحيح البخاري، فيما رواه عنه ابن عقيل في النصائح الكافية ص 15 الطبعة الاولى.

10 - تاريخ الخلفاء للسيوطي ص، 19، والبداية والنهاية لابن كثير ج - 8 ص - 41 والاصابة ج 2- ص 12 - 13، وابن قتيبة ص 150.

11 - عمدة الطالب، لابن المهنا ص 52.

12 أعيان الشيعة، ج 4 - ص 43.

13 - مقاتل الطالبيين للاصفهاني ص 26 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 15.

14 - توجد هذه النصوص متفرقة في الإمامة والسياسة ص 200 والطبري ج 6 - ص 92، وعلل الشرائع ص 81. (ودار ابجر) ولاية بفارس على حدود الأهواز.

15 - مقاتل الطالبيين ص 26، البحار ج 10 - ص 101 و 105.

16 - توجد اكثر هذه النصوص، متكررة في جميع المصادر السابقة.

17 - البحار ج 1 - ص 115 والنصائح الكافية ص 156 طبع لبنان.

18 - وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ص 200 (ثم كتب عبد الله بن عامر - يعني رسول معاوية إلى الحسن - إلى معاوية شروط الحسن كما أملاها عليه، فكتب معاوية جميع ذلك بخطه، وختمه بخاتمه، وبذل عليه العهود المؤكدة، والايمان المغلظة، وأشهد على ذلك جميع رؤساء اهل الشام، ووجه به إلى عبد الله، فأوصله إلى الحسن).

وأضاف في البحار ج 10 - ص 115 الطبعة القديمة: (0وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله. وميثاقه. وما اخذ الله على احد من خلقه، بالوفاء وبما اعطى الله من نفسه).

19 - الكامل لابن الأثير ج 3- ص 163: لما خرج الإمام الحسن (عليه السلام) من الكوفة، لحقه رسول معاوية، طالباً منه: أن يرجع إلى الكوفة لقتال طائفة من الخوارج خرجت عليه، فكتب اليه الإمام:..

20 - ولما رجع الإمام إلى المدينة وخلا الجو لمعاوية وعماله، بدأوا بمطاردة شيعة الإمام، فكانت مآسي كثيرة سجلها التاريخ بالدموع والدماء ومن تلك المآسي ان زياد بن ابيه طلب سعيد بن سرح من أجل تشيعه، فأتي الحسن بن علي عليهما السلام مستجيراً به، فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم، ونقض داره وصادر أمواله، ولما علم الإمام الحسن (عليه السلام) ذلك شق عليه، فكتب من فوره إلى زياد، يأمره بان يعطي الأمان لسعيد، ويخلي سبيل عياله وأطفاله، ويشيد داره ويرد عليه أمواله، وهذا نص كتابه:..

21 - ولما بلغ كتاب الإمام إلى زياد، استشاط غضباً، لأن الإمام لم ينسبه الى أبي سفيان، فأجابه بمايلي: (من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة، اما بعد: فقد أتاني كتابك، تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة، وانا سلطان وأنت سوقة، وتأمرني فيه بامر المطاع المسلط على رعيته، كتبت الي في فاسق آويته اقامة منك على سوء الرأي، ورضاً منك بذلك، وأيم الله لا تسبقني به، ولو كان بين جلدك ولحمك، فان احب لحم علي أن آكله اللحم الذي انت منه، فسلمه بجررته إلى من هو أولى به منك، فإن عفوت عنه لم اكن شفعتك فيه، وان قتلته لم أقتله الا لحبه اباك والسلام).

وصل هذا الجواب إلى الإمام فما زاد أن كتب في رده:..

22 - ثم كتب الإمام إلى معاوية برد زياد عليه وأرفقه بكتاب زياد اليه، فلما بلغ معاوية ذلك غضب على زياد وكتب اليه مايلي:

(اما بعد، فان الحسن بن علي بعث الي بكتابك اليه، جواباً عن كتاب كتبه اليك في ابن أبي سرح، فأكثرت العجب منك، وعلمت: ان لك رأيين، احدهما من أبي سفيان، والآخر من سمية، فأما الذي من أبي سفيان فحلم وحزم، وأما الذي من سمية فما يكون من رأي ممثلها، من ذلك كتابك إلى الحسن تشتم أباه وتعرض له بالفسق، ولعمري انك لأولى بالفسق من أبيه، فأما أن الحسن بدأ بنفسه ارتفاعاً عليك، فان ذلك لا يضعك لو عقلت، وأما تسلطه عليك بالأمر فحق لمثل الحسن أن يتسلط، واما تركك تشفيعه فيما شفع فيه اليك، فحظ دفعته عن نفسك إلى من هو أولى به منك، وإذا ورد عليك كتابي فخل ما في يديك لسعيد بن ابي سرح، وابن له داره، واردد عليه ماله، ولا تتعرض له، فقد كتبت إلى الحسن (عليه السلام)، ان يخيره، إن شاء أقام عنده، وإن شاء رجع إلى بلده، ولا سلطان لك عليه لا بيد ولا لسان، واما كتابك إلى الحسن (عليه السلام) باسمه واسم امه، ولا تنسبه إلى أبيه، فان الحسن ويحك من لا يرمي به الرجوان، والى أي أم وكلته لا أم لك؟ أما علمت انها فاطمة بنت رسول الله؟ فذاك افخر له لو كنت تعلمه وتعقله.

أمـــا حـــسن فـابن الذي كان قـبله          اذا سار ســار الــموت حيث يسير

وهـــل يــلد الرئبال الا نـــظــــــيره          وذا حســــن شـــــبه لـــه ونـــظير

ولــــكنه لــــو يوزن الحلم والحجا          بـــــأمر لـــــــقالوا يـــــذبل وثبـــير

(شرح ابن ابي الحديد ج 4 - ص 72، و ص 7. والعقد الفريد 3 - 5)

23 - أمالي الشيخ: أصيب الإمام الحسن (عليه السلام) بابنة له، فكتب اليه قوم من أصحابه يعزونه بها، فكتب اليهم:..