ولائيات
النبي (صلى الله عليه وآله) وعمّه حمزة(1) رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) كبّر على حمزة خمس تكبيرات، وكبّر على الشهداء بعد حمزة خمس تكبيرات، فلحق حمزة سبعون تكبيرة. من هم العترة؟(2) سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديّهم وقائمهم، ﻻ يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه. النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأجر الرسالة(3) قلت لفاطمة بنت الحسين (عليها السلام): أخبريني جعلت فداك بحديث أحدّث وأحتجّ به على الناس، قالت: أخبرني أبي: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان نازلاً بالمدينة وأنّ من أتاه من المهاجرين كانوا ينزلون عليه، فأرادت الأنصار أن يفرضوا لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه. فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا: قد رأينا ما ينوبك من النوائب وإنّا أتيناك لنفرض لك من أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك. قال: فأطرق النبيّ (صلى الله عليه وآله) طويلاً ثم رفع رأسه فقال: إنّي لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئاً، انطلقوا فإنّي لم اؤمر بشيء وإن امرت به أعلمتكم. قال: فنزل جبرئيل فقال: يا محمد إنّ ربّك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وقد أنزل الله عليهم فريضة: (قل ﻻ أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى)(4). فخرجوا وهم يقولون: ما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ أن يذلّ له الأشياء وتخضع له الرقاب، مادامت السماوات والأرض لبني عبد المطلّب. قال: فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أن اصعد المنبر وادع الناس [إليك]، ثمّ قل: يا أيّها الناس من انتقص أجيراً أجره فليتبوّأ مقعده من النار، ومن دعى إلى غير مواليه فليتبوّأ مقعده من النار. ومن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار. قال: فقام رجل وقال: يا أبا الحسن مالهنّ من تأويل؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويل لقريش من تأويلهنّ، ثلاث مرّات. ثمّ قال: يا عليّ انطلق فأخبرهم أنّي [أنا] الأجير الّذي أثبت الله مودّته من السماء، [ثمّ قال]: أنا وأنت مولى المؤمنين، وأنا وأنت أبو المؤمنين، ثمّ خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا معشر قريش والمهاجرين والأنصار، فلمّا اجتمعوا قال: يا أيّها الناس إنّ عليّاً أوّلكم إيماناً بالله، وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأعملكم بالقضيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأرحمكم بالرعيّة، وأفضلكم عند الله مزية، ثمّ قال: إنّ الله مثّل لي أمّتي في الطين، وعلّمني أسماءهم كما علّم آدم الأسماء كلّها، ثمّ عرضهم فمرّبي أصحاب الرايات فاستغفرت لعليّ وشيعته، وسألت ربّي أن تستقيم امّتي على عليّ (عليه السلام) من بعدي، فأبى الا أن يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء، ثم ابتدأني ربّي في عليّ (عليه السلام) بسبع خصال: أمّا أوّلهن: فإنّه أوّل من ينشق عنه الأرض معي، ولا فخر. وأمّا الثانية: فإنّه يذود [أعداءه] عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة الإبل. وأمّا الثالثة: فإنّه من فقراء شيعة عليّ (عليه السلام) ليشفع في مثل ربيعة ومضر. وأمّا الرابعة: فإنّه أوّل من يقرع باب الجنّة معي، ولا فخر. وأمّا الخامسة: فإنّه [أوّل من] يزوّج من الحور العين معي ولا فخر. وأمّا السادسة: فإنّه أوّل من يسكن معي في عليّين ولا فخر. وأمّا السابعة: فإنّه أوّل من يسقى من الرحيق المختوم ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. القربى من هم؟(5) عن الحسين بن علي (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (قل ﻻ أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى)(6) قال: وإنّ القرابة الّتي أمر الله بصلتها وعظّم من حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الّذين أوجب الله حقّنا على كلّ مسلم. النبوّة والإمامة توأمان(7) خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو راكب وخرج عليّ (عليه السلام) وهو يمشي. فقال له: يا أبا الحسن إمّا أن تركب وإمّا أن تنصرف، فإنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت، وتجلس إذا جلست إلاّ أن يكون في حدّ من حدود الله لابدّ لك من القيام والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلاّ وقد أكرمك بمثلها، وخصّني الله بالنبوّة والرسالة وجعلك وليّي في ذلك تقوم في حدوده وصعب اموره، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما آمن بي من أنكرك، ولا أقرّبي من جحدك، ولا آمن بالله من كفر بك، وإنّ فضلك لمن فضلي، وإنّ فضلي لفضل الله وهو قول ربّي عزّ وجلّ: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون)(8). ففضل الله نبوّة نبيّكم، ورحمته ولاية عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) (فبذلك) قال: بالنبوّة والولاية (فليفرحوا) يعني الشيعة (هو خير ممّا يجمعون) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا والله يا عليّ ما خلقت إلاّ لتعبد ربّك، وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دار السبيل ولقد ضلّ من ضلّ عنك ولن يهتدي إلى الله من لم يهتد إليك وإلى ولايتك. وهو قول ربّي عزّوجلّ: (وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى)(9) يعني إلى ولايتك، ولقد أمرني ربّي تبارك وتعالى أن أفترض من حقّك ما أفترض من حقّي، وإنّ حقّك لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدوّ الله ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء. ولقد أنزل الله عزّ وجلّ إليّ: (يا أيّها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربّك) يعـــني في ولايـــتك يا عليّ (وإن لم تفعل فــــما بلّغــــت رسالتـــه)(10) ولو لم ابلّغ ما امرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقى الله عزّ وجلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله وغدا سحقاً له [سحقاً] وما أقول إلاّ قول ربّي تبارك وتعالى، وإنّ الذي أقول لمن الله أنزله فيك. الإمام وروح القدس(11) عن جعيد الهمدانيّ [وكان جعيد] ممّن خرج مع الحسين (عليه السلام) بكربلا، قال: فقلت للحسين (عليه السلام): جعلت فداك بأيّ شيء تحكمون؟ قال: يا جعيد نحكم آل داود، فإذا عيينا عن شيء تلقّانا به روح القدس. أصحاب الكساء(12) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت امّ سلمة فاتي بحريرة فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فأكلوا منها، ثمّ جلّل عليهم كساءاً خيبريّاً ثمّ قال: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)(13). فقالت امّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنّك إلى خير. منزلة الأئمّة (عليهم السلام)(14) دخلت أنا وأخي على جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الاخرى، ثمّ قبّلنا وقال: بأبي أنتما من إمامين صالحين [سبطين خ ل] اختاركما الله منّي ومن أبيكما وامّكما واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة، تاسعهم قائمهم، وكلّكم في الفضل والمنزلة عند الله تعالى سواء. حديث الولاء(15) أتى الحسين (عليه السلام) اناس فقالوا له: يا ابا عبد الله حدّثنا بفضلكم الّذي جعل الله لكم. فقال: إنّكم ﻻ تحتملونه ولا تطيقونه. قالوا: بلى نحتمل. قال: إن كنتم صادقين فليتنحّ إثنان واحدّث واحداً فإن احتمله حدّثتكم. فتنحّى إثنان وحدّث واحداّ فقام طائر العقل ومرّ على وجهه وذهب فكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما شيئاً وانصرفوا. مسرّة أهل البيت (عليهم السلام)(16) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد التوسّل إليّ وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم. لله أو للدنيا؟(17) من أحبّنا لله وردنا نحن وهو على نبيّنا (صلى الله عليه وآله) هكذا - وضمّ إصبعيه - ومن أحبّنا للدنيا فإنّ الدنيا لتسع البرّ والفاجر [فإنّه إذا قام قائم العدل وسع عدله البرّ والفاجر خ ل]. نعم الخليفة(18) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا اسري بي إلى السماء لقيني أبي نوح فقال: يا محمد من خلّفت على امّتك؟ فقلت: عليّ بن أبيطالب. فقال: نعم الخليفة خلّفت، ثمّ لقيني أخي موسى فقال: يا محمد من خلّفت على امّتك؟ فقلت: عليّاً. فقال: نعم الخليفة خلّفت، ثمّ لقيني أخي عيسى فقال لي: من خلّفت على امّتك؟ فقلت: عليّاً. فقال: نعم الخليفة خلّفت. قال: فقلت لجبرئيل: يا جبرئيل مالي ﻻ أرى إبراهيم؟ قال: فعدل بي إلى حظيرة فإذا فيها شجرة لها ضروع كضروع الغنم كلّما خرج ضرع من فم واحد ردّه الله تعالى إليه. فقال: يا محمد من خلّفت على امّتك. فقلت: عليّاً. فقال: نعم الخليفة خلّفت إني يا محمد سألت الله ربّي أن يولّيني غذاء أطفال شيعة عليّ بن أبيطالب فأنا أغذيهم إلى يوم القيامة. من أحبّنا لله(19) وفد إلى الحسين (عليه السلام) وفد فقالوا: يابن رسول الله ان أصحابنا وفدوا إلى معاوية ووفدنا نحن إليك. فقال: إذن اجيزكم بأكثر ممّا يجيزهم. فقالوا: جعلنا فداك إنّما جئنا مرتادين لديننا. قال: فطأطأ رأسه ونكت في الأرض وأطرق طويلاً ثم رفع رأسه فقال: قصيرة من طويلة، من أحبّنا لم يحبّنا لقرابة بيننا وبينه ولا لمعروف أسديناه إليه إنّما أحبّنا لله ورسوله فمن أحبّنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين - وقرن بين سبابتيه -. واعية الإمام(20) دخلت على الحسين (عليه السلام) انا وابن عم لي وهو في قصر بني مقاتل، فسلمنا عليه فقال له ابن عمي: يا أبا عبد الله هذا الذي أرى خضاب أو شعرك، فقال: خضاب والشيب إلينا بني هاشم يعجّل، ثمّ أقبل علينا فقال: جئتما لنصرتي؟ فقلت: إنّي رجل كبير السنّ كثير الدّين كثير العيال وفي يديّ بضائع للناس ولا أدري ما يكون، وأكره أن اضيّع أمانتي، وقال له ابن عمّي مثل ذلك. قال لنا: فانطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سواداً فإنّه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يكبّه على منخريه في النار. أبو الأئمّة(21) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيما بشّرني به: يا حسين أنت سيّد ابن السيّد أبو السادة، تسعة من ولدك أئمّة امناء، التاسع قائمهم، أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمّة تسعة من صلبك أئمّة أبرار والتاسع مهديهم، يملأ الأرض [الدنيا خ ل] قسطاً وعدلاً، يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوّله. أقمتم أم كتمتم(22) إن الله جلّ جلاله بعث جبرئيل إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) أن يشهد لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بالولاية في حياته ويسمّيه بامرة المؤمنين قبل وفاته. فدعا نبيّ الله تسعة رهط فقال: انّما دعوتكم لتكونوا شهداء الله في الأرض أقمتم أم كتمتم. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): يا أبابكر قم فسلّم على عليّ بامرة المؤمنين. فقال: أعن أمر الله ورسوله؟ قال: نعم. فقام فسلّم عليه بامرة المؤمنين. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): قم يا عمر فسلّم على عليّ بامرة المؤمنين. فقال: أعن أمر الله ورسوله نسميّه أمير المؤمنين؟ قال: نعم. فقام فسلّم، ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله. ثم قال (صلى الله عليه وآله) لحذيفة اليماني: قم فسلم على علي أمير المؤمنين. فقام فسلم عليه. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) للمقداد بن الأسود الكنديّ: قم فسلّم على عليّ بامرة المؤمنين. فقام فسلّم ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر الغفاري: قم فسلّم على عليّ أمير المؤمنين. فقام فسلّم عليه. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) لعمّار بن ياسر: قم فسلّم على أمير المؤمنين. فقام فسلّم. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) لعبد الله بن مسعود: قم فسلّم على عليّ بامرة المؤمنين. فقام فسلّم. ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) لبريدة: قم فسلّم على عليّ بامرة المؤمنين - وكان بريدة أصغر القوم سنّاً - فقام فسلّم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء الله أقمتم أم تركتم(23). باب الثعبان(24) كان عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) يخطب بالناس يوم الجمعة على منبر الكوفة إذ سمع وجبة عظيمة، وعدوا الرجال يتواقعون بعضهم على بعض. فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): ما بالكم ياقوم؟ قالوا: ثعبان عظيم قد دخل من باب المسجد كأنّه النخلة السحوق، ونحن نفزع منه ونريد أن نقتله فلا نقدر عليه. فقال: ﻻ تقربوه وطرّقوا له، فإنّه رسول إليّ قد جاءني في حاجة. قال: فعند ذلك فرّجوا له، فما زال يخترق الصفوف إلى أن وصل إلى عيبة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ جعل ينقّ نقيقاً، فجعل الإمام (عليه السلام) ينقّ مثل ما نقّ له. ثمّ نزل عن المنبر وانسلّ من الجماعة، فما كان أسرع أن غاب فلم يروه. فقالت الجماعة: يا أمير المؤمنين ما هذا الثعبان؟ قال: هذا درجان بن مالك خليفتي على الجنّ المؤمنين، وذلك أنّهم اختلف عليهم شيء من أمر دينهم فأنفذوه إليّ ليسألني عنه فأجبته فاستعلم جوابها ثمّ رجع إليهم. علّمنا تأويله(25) قلت لفاطمة بنت الحسين (عليها السلام) جعلت فداك أخبريني بحديث أحدث واحتجّ به على الناس، قالت: نعم، أخبرني أبي: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بعث إلى عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل: أيّها الناس من انتقص أجيراً أجره فليتبوّأ مقعده من النار، ومن ادّعى إلى غير مواليه فليتبوّأ مقعده من النار، ومن انتقم (انتفى خ ل) من والديه فليتبوّأ مقعده من النار. قال: فقال رجل: يا أبا الحسن ما لهنّ من تأويل؟ فقال: الله ورسوله أعلم، ثم أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويل لقريش من تأويلهنّ - ثلاث مرّات - ثم قال: يا علي انطلق فأخبرهم إنّي أنا الأجير الّذي أثبت الله مودّته من السماء، وأنا وأنت مولى المؤمنين، وأنا وأنت أبو المؤمنين. ثمّ خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا معشر قريش والمهاجرين، فلمّا اجتمعوا، قال: يا أيّها الناس إنّ عليّ بن أبيطالب أوّلكم إيماناً بالله، واقومكم بالله، وأوفاكم بعهد الله، وأعلمكم بالقضيّة، وأقسمكم بالسوية، وأرحمكم بالرعيّة وأفضلكم عند الله مزيّة. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله مثّل [لي] امّتي في الطين وأعلمني بأسماءهم كما علّم آدم الأسماء كلّها فمرّ بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعليّ (عليه السلام) وشيعته، وسألت ربّي أن يستقيم امّتي على عليّ بن أبيطالب من بعدي، فأبى ربي إلاّ أن يضلّ من يشاء. ثم ابتدأني ربّي في عليّ بن أبيطالب(عليه السلام) بسبع خصال: أمّا أوّلهنّ: فإنّه أوّل من تنشقّ عنه الأرض معي ولا فخر. وأمّا الثانية: فإنّه يذود عن حوضي كما يذود الرعاة غريبة الإبل. وأمّا الثالثة: فإنّ من فقراء شيعة عليّ ليشفع في مثل ربيعة ومضر. وأمّا الرابعة: فإنّه أوّل من يقرع باب الجنّة معي ولا فخر. وأمّا الخامسة: فإنّه يزوّج من الحور العين ولا فخر. وأمّا السادسة: فإنّه أوّل من يسكن معي في علّيين ولا فخر. وأمّا السابعة: فإنّه أوّل من يسقى من رحيق المختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. أيّكم وصيّ الرسول (صلى الله عليه وآله)؟(26) كان علي (عليه السلام) ينادي: من كان له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدّة أو دين فليأتني، فكان كلّ من أتاه يطلب ديناً أو عدّة يرفع مصلاّه فيجد ذلك كذلك تحته فيدفعه إليه. فقال الثاني للأول: ذهب هذا بشرف الدنيا في هذا دوننا، فما الحيلة؟ فقال: لعلّك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد ذلك ما يجد هو إذ كان، إنّما يقضي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنادى أبوبكر كذلك، فعرف أمير المؤمنين(عليه السلام) الحال فقال: أما إنّه سيندم على ما فعل. فلما كان من الغد أتاه أعرابي وهو جالس في جماعة من المهاجرين والأنصار فقال: أيّكم وصيّ رسول الله؟ فأشير إلى أبي بكر. فقال: أنت وصيّ رسول الله وخليفته؟ قال: نعم فما تشاء؟ قال: فهلُم الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال: وما هذه النوق؟ قال: ضمن لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمانين ناقة حمراء كحل العيون. فقال لعمر: كيف نصنع الآن؟ قال: إنّ الأعراب جهّال فاسأله: ألك شهود بما تقوله، فتطلبهم منه. [فقال أبوبكر للأعرابي: ألك شهود بما تقول؟]. قال: ومثلي يطلب منه الشهود على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يضمن لي؟ والله ما أنت بوصيّ رسول الله ولا خليفته. فقام إليه سلمان فقال: يا أعرابي اتبعني حتى أدلّك على وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتبعه الأعرابي حتى انتهى إلى عليّ (عليه السلام). فقال: أنت وصيّ رسول الله؟ قال: نعم فما تشاء؟ قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمن لي ثمانين ناقة حمراء، كحل العيون، فهلمّها. فقال له عليّ (عليه السلام): أسلمت أنت وأهل بيتك؟ فانكب الأعرابي على يديه يقبّلهما وهو يقول: أشهد أنّك وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخليفته، فبهذا وقع الشرط بيني وبينه وقد أسلمنا جميعاً. فقال علي (عليه السلام): يا حسن انطلق أنت وسلمان مع هذا الأعرابي الى وادي فلان فناد: يا صالح يا صالح، فإذا أجابك فقل: إنّ أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك: هلمّ الثمانين الناقة التي ضمنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهذا الأعرابي. قال سلمان: فمضينا إلى الوادي فنادى الحسن فأجابه: لبيك يابن رسول الله، فأدّى إليه رسالة أمير المؤمنين (عليه السلام). فقال: السمع والطاعة، فلم يلبث أن خرج إلينا زمام ناقة من الأرض، فأخذ الحسن (عليه السلام) الزمام فناوله الأعرابي وقال: خذ، فجعلت النوق تخرج حتى كملت الثمانون على الصفة. مع شجرة الرمّان(27) كنّا قعوداً ذات يوم عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهناك شجرة رمّان يابسة، إذ دخل عليه نفر من مبغضيه وعنده قوم من محبّيه فسلّموا فأمرهم بالجلوس. فقال علي (عليه السلام): انى أريكم اليوم آية تكون فيكم كمثل المائدة في بني إسرائيل، إذ يقول الله: (انّي منزّلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنّي اعذّبه عذاباً ﻻ اعذّبه أحداً من العالمين)(28). ثم قال: انظروا إلى الشجرة وكانت يابسة - وإذا هي قد جرى الماء في عودها ثم اخضرّت وأورقت وعقدت وتدلّى حملها على رؤوسنا، ثم التفت إلينا فقال للقوم الذين هم محبّوه: مدّوا أيديكم وتناولوا وكلوا. فقلنا: بسم الله الرحمن الرحيم وتناولنا وأكلنا رمّاناً لم نأكل قطّ شيئاً أعذب منه وأطيب. ثم قال للنفر الذين هم مبغضوه: مدوّا أيديكم وتناولوا فمدّوا أيديهم فارتفعت وكلّما مدّ رجل منهم يده إلى رمّانة ارتفعت، فلم يتناولوا شيئاً. فقالوا: يا أمير المؤمنين ما بال إخواننا مدّوا أيديهم وتناولوا وأكلوا ومددنا أيدينا فلم ننل؟ فقال (عليه السلام): وكذلك الجنّة ﻻ ينالها إلاّ أولياؤنا ومحبّونا ولا يبعد منها إلاّ أعداؤنا ومبغضونا. الولاء الخالص(29) رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً من شيعته بعد عهد طويل وقد أثّر السنّ فيه، وكان يتجلّد في مشيته، فقال (عليه السلام): كبر سنّك يا رجل. قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين. فقال (عليه السلام): إنّك لتتجلد. قال: على أعدائك يا أمير المؤمنين. فقال (عليه السلام): أجد فيك بقية. قال: هي لك يا أمير المؤمنين. أول مظلوم ومظلومة(30) لمّا مرضت فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله) وصّت إلى عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفى خبرها ولا يؤذن أحداً بمرضها، ففعل ذلك، وكان يمرّضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله، على استسرار بذلك كما وصّت به، فلمّا حضرتها الوفاة وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولى أمرها، ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها، فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها، وعفى موضع قبرها، فلمّا نفض يده من تراب القبر، هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: السلام عليك يا رسول الله منّي، والسلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك، والبائنة في الثرى ببقعتك والمختار لها الله سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك، والحزن الّذي حلّ بي بفراقك موضع التعزّي، فلقد وسدّتك في ملحودة قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري وغمّضتك بيدي وتولّيت أمرك بنفسي. نعم وفي كتاب الله أنعم القبول، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله. أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، ﻻ يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك الّتي أنت فيها مقيم، كمد مقيّح، وهمّ مهيّج، سرعان ما فرّق الله بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظاهر امّتك عليّ، وعلى هضمها حقّها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلى بثّه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين. سلام عليك يا رسول الله سلام مودّع ﻻ سئم ولا قال، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، الصبر أيمن وأجمل ولولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاماً والتثبّت [التلبّث، خ ل] عنده معكوفا ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزيّة فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً وتهتضم حقّها قهراً، ويمنع إرثها جهراً ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر، فإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك أجمل العزاء فصلوات الله عليك وعليها ورحمة الله وبركاته. قتيل العبرة(31) أنا قتيل العبرة ﻻ يذكرني مؤمن إلاّ بكى. المؤمن ومصاب الحسين (عليه السلام)(32) أنا قتيل العبرة ﻻ يذكرني مؤمن إلاّ استعبر. ليلة عاشوراء(33) قال علي بن الحسين (عليه السلام): كنت مع أبي [في] اللّيلة التي قتل في صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا اللّيل فاتّخذوه جملاً(34) فإنّ القوم انّما يريدونني، ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم وأنتم في حلّ وسعة. فقالوا: ﻻ والله، ﻻ يكون هذا أبداً. قال: إنّكم تقتلون غداً كذلك ﻻ يفلت منكم رجل. قالوا الحمد لله الذي شرّفنا بالقتل معك. ثمّ دعا وقال لهم: ارفعوا رؤوسكم وانظروا، فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم ومنازلهم من الجنّة، وهو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان وهذا قصرك يا فلان، وهذه درجتك يافلان، فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه ليصل إلى منزله من الجنّة. إسلام الراهب(35) لمّا جاؤا برأس الحسين (عليه السلام) ونزلوا منزلاً يقال له: قنّسرين اطّلع راهب من صومعته إلى الرأس فرأى نوراً ساطعاً يخرج من فيه ويصعد إلى السماء فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس وأدخله صومعته، فسمع صوتاً ولم ير شخصاً قال: طوبى لك، وطوبى لمن عرف حرمته، فرفع الراهب رأسه وقال: يا ربّ بحقّ عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلّم معي، فتكلّم الرأس وقال: يا راهب أيّ شيء تريد؟ قال: من أنت؟ قال: أنا ابن محمد المصطفى، وأنا ابن عليّ المرتضى، وأنا ابن فاطمة الزهراء، أنا المقتول بكربلا، أنا المظلوم، أنا العطشان وسكت. فوضع الراهب وجهه على وجهه، فقال: ﻻ أرفع وجهي عن وجهك حتى تقول: أنا شفيعك يوم القيامة. فتكلّم الرأس وقال: إرجع إلى دين جدّي محمد! فقال الراهب: أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، فقبل له الشفاعة، فلمّا أصبحوا أخذوا منه الرأس والدراهم، فلمّا بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. من علامات المحبّة(36) عن سعد بن ظريف قال: كنت عند أبيجعفر (عليه السلام) فجاء جميل الأزرق، فدخل عليه قال: فذكروا بلايا الشيعة وما يصيبهم، فقال أبو جعفر (عليه السلام): أن اناساً اتو علي بن الحسين (عليه السلام) وعبد الله بن عباس، فذكروا لهما نحوا مما ذكرتم، قال: فاتيا الحسين بن علي (عليه السلام)، فذكرا له ذلك، فقال الحسين (عليه السلام): والله البلاء والفقر والقتل اسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين ومن السيل إلى صمره. قلت: وما الصمر؟ قال: منتهاه، ولو ﻻ ان تكونوا كذلك، لرأينا انكم لستم منّا. خير المذاهب(37) عن حبابة الوالبية قال: دخلت عليها فقالت: من أنت؟ قلت: ابن أخيك ميثم، فقالت: أخي والله لاحدّثنّك بحديث سمعته من مولاك الحسين بن عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) أني سمعته يقول: والذي جعل أحمس خير بجيلة وعبد القيس خير ربيعة وهمدان خير اليمن انكم لخير الفرق. ثمّ قال: ما على ملة إبراهيم إلاّ نحن وشيعتنا وسائر الناس منها برآء. هذا السعيد حقّاً(38) بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب إذ اتاه شيخ عليه شجبة السفر، فقال أين أمير المؤمنين؟ فقال هو ذا فسلّم عليه ثمّ قال: يا أمير المؤمنين اني اتيتك من ناحية الشام وانا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما ﻻ أُحصى، واني اظنّك ستغتال(39) فعلمني مما علمك الله. قال: نعم، يا شيخ! من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همّته اشتدت حسرته عند فراغها، ومن كان غده شرّ يوميه فمحروم ومن لم يبال ما رزء(40) من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له. يا شيخ: ارض للناس ما ترضى لنفسك، وات الى الناس ما تحب ان يؤتى اليك. ثمّ أقبل على أصحابه فقال: ايها الناس اما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتّى، فبين صريع يتلوّى وبين عائد ومعود وآخر بنفسه يجود، وآخر ﻻ يرجى وآخر مسجّى(41) وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وعلى اثر الماضي يصير الباقي. فقال له زيد بن صوحان العبديّ: يا أمير المؤمنين ايّ سلطان اغلب واقوى؟ قال: الهوى. قال: فأيّ ذلّ اذل؟ قال: الحرص على الدنيا. قال: فأيّ فقر اشدّ؟ قال: الكفر بعد الإيمان. قال: فأيّ دعوة اضلّ؟ قال: الداعي بما ﻻ يكون. قال: فأيّ عمل أفضل؟ قال: التقوى. قال: فأيّ عمل انجح؟ قال: طلب ما عند الله. قال: فأيّ صاحب شرّ؟ قال: المزيّن لك معصية الله. قال: فأيّ الخلق اشقى؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره. قال: فأيّ الخلق اقوى؟ قال: الحليم. قال: فأيّ الخلق اشحّ؟ قال: من اخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقّه. قال: فأيّ الناس اكيس؟ قال: من ابصر رشده من غيّه فمال إلى رشده. قال: فمن احلم الناس؟ قال: الذي ﻻ يغضب. قال: فأيّ الناس اثبت رأياً؟ قال: من لم يغرّه الناس في نفسه ولم تغرّه الدنيا بتشوفّها(42). قال: فأيّ الناس احمق؟ قال: المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلّب احوالها. قال: فأيّ الناس اشدّ حسرة؟ قال: الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. قال: فأيّ الخلق اعمى؟ قال: الذي عمل لغير الله، يطلب بعمله الثواب من عند الله عزّ وجلّ. قال: فأيّ القنوع أفضل؟ قال: القانع بما اعطاه الله. قال: فأيّ المصائب اشدّ؟ قال: المصيبة بالدين. قال: فأيّ الأعمال احبّ إلى الله عزّ وجلّ؟ قال: انتظار الفرج. قال: فأيّ الناس خير عند الله عزّ وجلّ؟ قال: اخوفهم لله واعملهم بالتقوى وازهدهم في الدنيا. قال: فأيّ الكلام أفضل عند الله عزّ وجلّ؟ قال: كثرة ذكره والتضرع إليه والدعاء. قال: فأيّ القول اصدق؟ قال: شهادة أن ﻻ اله الاّ الله. قال: فأيّ الأعمال اعظم عند الله عزّ وجل؟ قال: التسليم والورع. قال: فأيّ الناس اصدق؟ قال: من صدّق في المواطن. ثمّ أقبل (عليه السلام) على الشيخ فقال: يا شيخ ان الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظرا لهم، فزهّدهم فيها وفي حُطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم اليها وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا نفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة اعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا انّ الموت سبيل من مضى ومن بقى، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، والبسوا الخشن، وصبروا على الذل وقدّموا الفضل واحبّوا في الله وابغضوا في الله عزّ وجلّ اولئك المصابيح في الدنيا وأهل النعيم في الآخرة والسلام. فقال الشيخ: فأين اذهب وادع الجنة - وانا اراها وارى اهلها معك يا أمير المؤمنين -؟ جهزني بقوّة أتقوّى بها على عدوّك، فأعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام) سلاحاً وحمله وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) يضرب قدماً قدماً و أمير المؤمنين (عليه السلام) يعجب مما يصنع، فلما اشتدّت الحرب اقدم فرسه حتّى قتل - رحمة الله عليه - واتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجده صريعاً ووجد دابتّه ووجد سيفه في ذراعه، فلما انقضت الحرب اتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بدابّته وسلاحه وصلّى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: هذا والله السعيد حقّاً فترحمّوا على اخيكم. الشهداء والصدّيقون(43) ما من شيعتنا إلاّ صديق شهيد. قلت: انى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله (الذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم)(44). ثم قال (عليه السلام): لو لم تكن الشهادة إلاّ لمن قتل بالسيف، لأقل الله الشهداء. عيد الوصاية والإمامة(45) اتفق في بعض سنين امير المؤمنين (عليه السلام) الجمعة والغدير، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه حمداً لم يسمع بمثله، وأثنى عليه مالم يتوجه اليه غيره، فكان مما حفظ من ذلك: الحمد لله الذي جعل الحمد [على عباده] من غير حاجة منه الى حامديه وطريقاً من طرق الاعتراف بلا هوتيته وصمدانيّته وربانيّته وفردانيته، وسبباً الى المزيد من رحمته، ومحجة للطالب من فضله، وكمّن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف له بأنه المنعم على كلّ حمد باللفظ، وان عظم. وأشهد ان ﻻ اله الا الله وحده ﻻ شريك له، شهادة نزعت عن اخلاص المطويّ ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفيّ أنّه الخالق البدئ المصور له الأسماء الحسنى ليس كمثله شيء إذا كان الشيء من مشيته، وكان ﻻ يشبهه مكوّنه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الامم، على علم منه به، انفرد عن التشاكل والتماثل من ابناء الجنس، وائتمنه آمراً وناهياً عنه، أقامه في ساير عالمه في الأداء ومقامه. إذ كان ﻻ يدركه الابصار، ولا تحويه خواطر الافكار، ولا تمثّله غوامض الظنن في الأسرار، ﻻ إله إلاّ هو الملك الجبّار قرن الاعتراف بنبوّته بالاعتراف بلا هوتيته واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه احد من بريّته، فهلهل ذلك بخاصته وخلّته إذا ﻻ يختصّ من يشوبه التغيير، ولا يخالل(46) من يلحقه التظنين، وأمر بالصلاة عليه مزيداً في تكرمته، وتطريقاً للداعي الى اجابته، فصلّى الله عليه وكرّم وشرّف وعظّم مزيداً ﻻ يلحقه التنفيد، ولا ينقطع على التأبيد. وان الله تعالى اختصّ لنفسه بعد نبيّه (صلى الله عليه وآله) من بريّته خاصة علاهم بتعليته وسما بهم الى رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق اليه والأدلاّء بالارشاد عليه، لقرن قرن وزمن زمن. أنشأهم في القدم قبل كلّ مذروء ومبروءٍ، أنواراً أنطقها بتحميده وألهمها بشكره وتمجيده، وجعلها الحجج له على كلّ معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبوديّة، واستنطق بها الخرسان بأنواع اللّغات، بخوعاً له بأنه فاطر الأرضين والسماوات، وأشهدهم خلقه، وولاّهم ما شاء من أمره جعلهم تراجمة مشيّته، وألسن إرادته عبيداً ﻻ يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. يحكمون بأحكامه ويسنّون سنّته ويعتمدون حدوده، ويؤدّون فروضه ولم يدع الخلق في بهم صمّاء، ولا في عمى بكماء بل جعل لهم عقولاً ما زجت شواهدهم، وتفرّقت في هياكلهم، حقّقها في نفوسهم واستعبد لها حواسّهم، فقرّت بها على أسماع ونواظر، وأفكار وخواطر ألزمهم بها حجّته، وأراهم بها محجّته، وأنطقهم عمّا تشهد به بألسنة ذربه بما قام فيها من قدرته وحكمته، وبين بها عندهم بها ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة وانّ الله لسميع عليم بصير شاهد خبير. وانّ الله تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ﻻ يقوم أحدهما إلاّ بصاحبه ليكمل أحدكم صنعه، ويقفكم على طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويشملكم صوله ويسلك بكم منهاج قصده ويوفّر عليكم هنيئء رفده. فجعل الجمعة مجمعاً ندب اليه لتطهير ما كان قبله، وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله الى مثله، وذكرى للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين ووهب لأهل طاعته في الأيام قبله، وجعله ﻻ يتمّ إلاّ بالايتمار لما أمر به، والانتهاء عمّا نهى عنه والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه وندب اليه ولا يقبل توحيده إلاّ بالاعتراف لنبيّه(صلى الله عليه وآله) بنبوّته، ولا يقبل ديناً إلاّ بولاية من أمر بولايته، ولا ينتظم أسباب طاعته إلاّ بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته. وبقيت حثالة من الضلال ﻻ يألون الناس خبالاً يقصدهم الله في ديارهم، ويمحو آثارهم ويبيد معالمهم، ويعقّبهم عن قرب الحسرات، ويلحقهم بمن بسط أكفّهم، ومدّ أعناقهم، ومكّنهم من دين الله حتى بدّلوه، ومن حكمه حتّى غيروه، وسيأتي نصر الله على عدوّه لحينه، والله لطيف خبير، وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ، فتأمّلوا رحمكم الله ما ندبكم الله اليه وحثّكم عليه، واقصدوا شرعه، واسلكوا نهجه، ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله. إنّ هذا يوم عظيم الشأن، فيه وقع الفرج، ورفعت الدرج ووضحت الحجج المعهود ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويوم البيان عن حقائق الإيمان، ويوم دخر الشيطان، ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الذي كنتم [به تكذّبون] هذا يوم الملأ الأعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الارشاد ويوم محنة العباد، ويوم الدليل على الروّاد، هذا يوم ابداء خفايا الصدور ومضمرات الامور، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص. هذا يوم شيث، هذا يوم ادريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الأمن والمأمون، هذا يوم اظهار المصون من المكنون، هذا يوم بلوى السرائر. فلم يزل (عليه السلام) يقول: هذا يوم هذا يوم. فراقبوا الله واتقوه، واسمعوا له وأطيعوه، واحذروا المكر، ولا تخادعوه وفتّشوا ضمائركم ولا تواربوه(47)، وتقرّبوا الى الله بتوحيده، وطاعة من أمركم أن تطيعوه، ﻻ تمسكوا بعصم الكوافر، ولا يجنح بكم الغيّ فتضلّوا عن سبيل الله باتّباع اولئك الذين ضلّوا قال الله عزّ من قائل في طائفة ذكرهم بالذمّ في كتابه: (إنّا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلّونا السبيلا * ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً)(48) وقال تعالى: (وإذ يتحاجّون في النّار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنّا نصيباً من النار)(49). أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن امروا بطاعته، والترفّع على من ندبوا الى متابعته، والقرآن ينطق من هذا عن كثير، ان تدبّره متدبّر زجره ووعظه. واعلموا أيّها المؤمنون أنّ الله عزّ وجلّ قال: (إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بنيان مرصوص)(50). أتدرون ما سبيل الله؟ ومن سبيله؟ ومن صراط الله؟ ومن طريقه؟ أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به الى النار، وأنا سبيله الذي نصبني للأتباع بعد نبيّه (صلى الله عليه وآله) أنا قسيم النار(51) أنا حجّته على الفجّار، أنا نور الأنوار. فانتبهوا من رقدة الغفلة، وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل، وسابقوا الى مغفرة من ربّكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب، فتنادون فلا يسمع نداؤكم، وتضجّون فلا يحفل بضجيجكم، وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا سارعوا الى الطاعات قبل فوت الأوقات، فكأن قد جاءكم هادم اللذات، فلا مناص نجاء، ولا محيص تخليص. عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، والبرّ باخوانكم والشكر لله عزّ وجلّ على ما منحكم، واجتمعوا يجمع الله شملكم، وتبارّوا يصل الله الفتكم، وتهانؤا نعمة الله كما هنأكم الله بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده، إلاّ في مثله، والبرّ فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه، وهبوا لاخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من جودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، واظهروا البشر فيما بينكم، والسرور في ملاقاتكم، والحمد لله على ما منحكم، وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم وساووا بكم ضعفاءكم في مآكلكم، وما تناله القدرة من استطاعتكم، على حسب إمكانكم، فالدرهم فيه بمائتي ألف درهم، والمزيد من الله عزّ وجلّ. وصوم هذا اليوم مما ندب الله اليه، وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه، حتى لو تعبّد له عبد من العبيد في الشيبة من ابتداء الدنيا الى انقضائها، صائماً نهارها قائماً ليلها، إذا أخلص المخلص في صومه، لقصرت اليه أيّام الدنيا عن كفايته، ومن أسعف أخاه مبتدئاً وبرّه راغباً فله كأجر من صام هذا اليوم، وقام ليلته، ومن فطّر مؤمناً في ليلته، فكأنما فطّر فئاماً بعدها عشرة. فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) ما الفئام؟ قال: مائة الف نبي وصدّيق وشهيد، فكيف بمن تكفّل عدداً من المؤمنين والمؤمنات، فأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر، ومن مات في يومه أو ليلته أو بعده الى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على الله، ومن استدان إخوانه وأعانهم فأنا الضامن على الله ان بقّاه قضاه، وإن قبضه حمله عنه. وإذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم، وتهانؤا النعمة في هذا اليوم وليبلّغ الحاضر الغائب، والشاهد البائن، وليعد الغنيّ على الفقير، والقويّ على الضعيف أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك. ثم أخذ صلوات الله عليه في خطبة الجمعة وجعل صلاته جمعة صلاة عيده، وانصرف بولده وشيعته الى منزل أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) بما أعدّ له من طعامه وانصرف غنيّهم وفقيرهم برفده الى عياله. دأب المؤمن(52) ان المؤمن اتخذ الله عصمته وقوله مرآته، فمرّة ينظر في نعت المؤمنين، وتارة ينظر في وصف المتجبّرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف، ومن فطنته في يقين، ومن قدسه على تمكين. أنا الحسين بن علي(53) أنا الحــــسين بن علي بن ابي طالب البـــدر بأرض العـــــرب ألــم تروا وتعلــموا ان أبـــــي قاتــــل عمرو و مبير مرحــــب ولم يزل قبل كــشوف الكـــرب مجلياً ذلك عن وجـــــه النبـــي أليس من أعجب عجب العجب ان يطلب الأبعد ميــــراث النبي والله قد أوصى بحفظ الأقرب أبي علي (عليه السلام)(54) أبي علي وجـــدّي خاتم المرســــل والمرتضون لدين الله مـن قبلـــــي والله يعــــلم والقــــرآن ينطـــقـــــه أن الذي بيدي من ليس يملــــك لي ما يرتجي بامرء ﻻ قـــــائل عـــــذلاً ولا يزيغ الــــــى قول ولا عــــــمل ولا يرى خائفـــــاً في سرّه وجــــــلاً ولا يحــــــاذر من هفــــــو ولا زلل يا ويح نفسي ممن ليس يــــــرحمها اماله في كتـــاب الله مــــن مــــثل اما له في حديث النــــــاس معــتــبر من العمالقـــــة العــاديــــــة الأول يا أيها الرجل المغـــــبون شيمتــــه إنّي ورثــــــت رسول الله عن رسل أأنت أولـــى بـه من آلـــــه فبمــــــا ترى اعتللت وما في الدين من علل زورنا جبرئيل(55) يا نكبات الدهر دولي دولـــي واقصري ان شئت أو أطيلي رميتـــني رميــــــة ﻻ مقـــيل بكلّ خطب فــــــــادح جـــــليل وكــــــل عبء أيدّ ثقـــــيـــــل أول ما رزئت بالـــــرســـول وبعد بالطاهـــــــرة البتـــــول والوالد البرّ بنــــا الوصــول وبالشقيق الحسن الجـــــليـل والبيت ذي التأويل والتــنزيل وزورنا المعروف من جبريل فـــما له في الزرء من عديل مالك عنّي اليوم من عــــدول وحـــسبي الرحمـن من منيل
|
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2/45، ب 31، ح 167: بالأسانيد الثلاثة عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليه السلام) إنّه قال. 2- معاني الأخبار 90: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه، عن الحسين (عليهم السلام) قال. 3- تفسير فرات الكوفي 145 - 146: فرات، قال: حدثنا عبد السلام بن مالك قال: حدّثنا محمد بن موسى بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحارث الهاشمي قال: حدثنا الحكم بن سنان الباهلي، عن أبي جريح عن عطا بن أبي رياح قال. 4- الشورى: 23. 5- تأويل الآيات الظاهرة 531: محمد بن العبّاس قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن محمد بن عبد الله الجشمي [الخثعمي خ ل] عن الهيثم بن عديّ، عن سعيد بن صفوان عن عبد الملك بن عمير... 6- الشورى: 23. 7- تأويل الآيات الظاهرة 222 - 223 : روى الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله عن علي بن أحمد بن عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد بإسناده إلى محمد بن الفيض بن المختار، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر، عن أبيه عن جدّه (عليهما السلام) قال. 8- يونس: 58. 9- طه: 82. 10- المائدة: 67. 11- بصائر الدرجات 452 الجزء 9 ب 15، ح 7: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن سنان، أو غيره، عن بشير، عن حمران،.. 12- تأويل الآيات الظاهرة 449 - 450: قال محمد بن العبّاس: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسن بن عليّ بن بزيع، عن إسماعيل بن بشّار الهاشمي، عن قيس بن محمد الأعشى، عن هاشم بن البريد، عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه (عليه السلام) قال:,, 13- الأحزاب: 33. 14- كمال الدين 1/269، ب 24، ح 12: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ (عليهم السلام) قال. 15- الخرائج والجرائح 2/ 795، ب 16، ح 4: أخبرنا جماعة منهم: الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن النيسابوري، والشيخ محمد بن عليّ بن عبد الصمد، عن الشيخ أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي، عن أبي محمد أحمد بن محمد بن محمد العمري، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن الحكم، عن عبدالرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال. 16- أمالي الصدوق 310، المجلس 60، ح 5: حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمّه عبد الله بن عامر، عن محمد أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السلام) قال. 17- أمالي الشيخ الطوسي 1/ 259 الجزء 9، ح 45: أبو عمر، عن ابن عقدة عن الحسن بن عتبة عن بكّار بن بشر، عن حمزة الزيّات، عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال. 18- بحار الأنوار 27/121، ح 102: عن إيضاح دفائن النواصب، عن الرضا، عن آبائه، عن الحسين (عليه السلام) قال. 19- أعلام الدين 460: قال أبو عبد الله (عليه السلام). 20- ثواب الأعمال 308 - 309 : حدّثني الحسين بن أحمد قال: حدثني أبي، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن أبي الجارود، عن عمرو بن قيس المشرقي قال. 21- كفاية الأثر 176: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحكيم الكوفي، قال: حدثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد البحلي، قال: حدثنا جعفر بن محمد المحمدي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال. 22- أمالي المفيد 18 - 19، المجلس 2، ح 7: قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن مظفّر الورّاق، عن محمد بن أبي الثلج، عن الحسين بن أيّوب، عن محمد بن غالب، عن عليّ بن الحسين، عن عبد الله بن جبلّة، عن ذريح المحاربيّ، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه (عليه السلام) قال. 23- قد سقط من الحديث ذكر تسليم تاسعهم وهو سلمان الفارسي ولم يعد إلاّ ثمانية. 24- بحار الأنوار 39 / 171 - 172، ح 11، عن الروضة والفضائل: بالاسانيد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جدّه الشهيد (عليهم السلام) قال. 25- تفسير فرات الكوفي 85 - 86: فرات قال: حدثني عبيد بن كثير معنعناً عن عطاء بن أبي رياح قال. 26- الخرائج والجرائح 1/175 - 176، ب 2، ح 8: روي عن علي بن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، قال. 27- الخرائج والجرائح 1/ 219- 220، ب 2، ح 64: روي عن أبي جعفر، عن آبائه (عليه السلام) أنّ الحسين بن علي (عليه السلام) قال. 28- المائدة: 115. 29- أمالي الصدوق 150، المجلس 33، ح 6، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1/302 - 303، ب 28، ح 61: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن الرضا عليّ بن موسى، عن آبائه عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال. 30- أمالي المفيد 172 - 173، المجلس 33، ح 7، وأمالي الشيخ الطوسي 1/107 - 108، الجزء، ح 20: المفيد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن إدريس، عن عبد الجبّار، عن القاسم بن محمد الرازي، عن عليّ بن محمد الهرمزاني، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين (عليه السلام) قال. 31- كامل الزيارات 108 - 109، ب 36، ح 6: حدثني محمد بن الحسن، عن الصفّار، عن ابن عيسى، عن محمد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزار، عن ابن خارجة عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: كنّا عنده فذكرنا الحسين [بن علي] (عليه السلام)، وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين (عليه السلام). 32- أمالي الصدوق 118، المجلس 28، ح 7، وكامل الزيارات ص 108، ب 36، ح 3: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن الحكم بن المسكين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه (عليه السلام) قال: قال أبو عبدالله الحسين بن علي (عليه السلام). 33- الخرائج والجرائح 2/847 - 848، ح 62: سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي قال. 34- يقال: اتّخذ اللّيل جملاّ: أي سرى اللّيل كلّه. 35- بحار الأنوار 45/303 - 304. 36- المؤمن 15 - 16 ، ب 1، ح 4. 37- المحاسن 147، ب 16، ح 55: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن عبدالرحمان بن سيابة، عن عمران بن ميثم،... 38- معاني الأخبار 197 - 200، ح 4. أمالي الصدوق 321 - 323، المجلس 63، ح 4. أمالي الشيخ الطوسي 2/49، ب 15، ح 31: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن الحسن بن القاسم قراءة، عن علي بن إبراهيم بن المعلّى، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد، عن عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن الحسين، عن أبيه (عليه السلام) قال. 39- غاله واغتاله: اخذه من حيث ﻻ يدري وقتله. 40- رزأه: اصابه و نقصه. 41- سجى الميّت تسجية: مد عليه ثوباً يستره. 42- التشوف: التزين. 43- دعوات الراوندي 242 ح 681 ومشكاة الأنوار 92: قال زيد بن ارقم قال الحسين بن علي (عليه السلام). 44- الحديد: 19. 45- بحار الأنوار 97/112 - 118: عن السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر قال: ومما رويناه وحذفنا إسناده اختصاراً الفيّاض بن محمد الطوسي حدّث بطوس سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين انه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته، قد احتبسهم للإفطار، وقد قدّم إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته، وجدّدت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقديمه، فكان من قوله (عليه السلام): حدثني الهادي أبي قال: حدثني جدي الصادق (عليه السلام) قال: حدثني الباقر (عليه السلام) قال: حدثني سيد العابدين (عليه السلام) قال: ان الحسين (عليه السلام) قال. 46- يخالله أي: يصادقه ويتخذه خليلاً. 47- واربه: خاتله وخادعه وداهاه. 48- الأحزاب : 67 و 68. 49- سورة الصف: الآية 4. 50- غافر: 47. 51- أي: مقاسمه أقول للنار: هذا لك، وهذا لي. 52- تحف العقول 248 : قال (عليه السلام). 53- كشف الغمة 2/212: قال (عليه السلام). 54- كشف الغمة 2/213: قال (عليه السلام). 55- كشف الغمة 2/213 - 214: قال (عليه السلام). |