فهرس الكتاب

مكتبة الإمام الحسين

 

المآتم

 

وهي النوادي الخاصّة المنعقدة للبكاء على ذلك القتيل الذي بكته السموات و الأرضون ومن فيهن(1)، وعدّ في الأخبار البكاء عليه فيها وفي غيرها صلةً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) واداءً لحقّه ولحقوق الأئمة، وإسعاداً للزهراء (عليهم السلام)(2).

وليس التكلّم فيها موضع عنايتي، ولا بيان العناوين التي تنطبق على الباكي والمبكي والمتباكي من مقاصدي، ولا موارد ومحالّ البكاء وذكر الثواب عليه مما تحيط به ذاكرتي، وانما اذكر هذا التذكار استقصاء للتذكارات التي هذا أهمّها أعمها وقد عرفت فيما تقدم انه لم يشرّع لنيل الثواب الأخروي فقط، بل لنكات أخُر غير عبادية يجمعها (إحياء أمر الأئمة) فلولاها ما امتازت هذه الفرقة عن غيرها ولا عرفت أئمّتها ولا أذعنت بالأحكام المأثورة عنهم ولا صدّقت بفضلهم وتفوّقهم على البشر في كل مزية فاضلة ولا، ولا، ولا.

 

1 - فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن أبا عبد الله (عليه السلام) لمّا مضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن...) الحديث. كامل الزيارات: ص 80 باب 26 ح 5. وفي حديث آخر يسأله الراوي: ما بكاؤها؟ قال (عليه السلام):

(كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء). كامل الزيارات: ص 90 باب 28 ح 8.

2 - في كامل الزيارات بسنده عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: (وما من عين أحبّ إلى الله، ولا عبرة من عين بكت عليه - أي على الإمام الحسين (عليه السلام) - ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة (عليها السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأدّى حقّنا...) الحديث.