|
مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم (الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).[سورة الزمر: الآية 18]. اللهمّ صلّ على محمّدٍ وآل محمّد وعجّل فرج محمّدٍ وآل محمّد والعن عدوّ محمّدٍ وآل محمّد لا تـــــلم يـا سائلاً عن شقّ رأس العاشقين أصدرت فتواه زينب مذ رأت رأس الحسين إلى سيدي المحزون، وإمامي المثكول: صاحب المصاب زين العابدين وسيّد الساجدين صلوات الله عليه الذي قيل له في بكائه وحزنه الدائم على أبيه سيد الشهداء صلوات الله عليهما والذي لم ينقطع أبداً: (انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا؟ فقال: نفسي قتلتها وعليها أبكي)(1). والى سيدتي عقيلة الهاشميين، ولبوة الطالبين: شريكته في المصاب، العالمة غير المعلّمة، والفهمة غير المفهّمة(2) والتي حين رأت رأس المولى (نطحت جبينها بمقدّم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بحرقةٍ وجعلت تقول: يــــا هـلالاً لمـــــا استتمّ كمالا غاله خسفه فأبدى غروبا)(3) أرفع إلى أعتابكم العاليات: آيات عزائي. الراجي عفوكم ونوالكم يــــا فاطمه قومــي إلى الطفوف هــــــذا حســـين طعمة السيوف الأرض تــبكي والسما.. واويلاه هذا حســـين في الدما.. واويلاه حيدر .. حيدر .. حيدر.. حسين مظلوم .. حسين شهيد حيدر .. حيدر .. حيدر(4) اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية من دون مقدّمةٍ أدبيةٍ أو تاريخية أو تحاملٍ أو انتقادٍ لاذع لهذا الطرف أو ذاك أشرع في صلب موضوعي ألا وهو التطبير: أحد مراسم العزاء الحسيني في يوم عاشوراء. وإني أجد نفسي في غنىً عن تعريفه لشهرته وشيوعه وذيوعه بين أبناء التشيّع في كلّ مكان من هذا العالم أنّى وجدوا. وليس خفياً فإنّ الخلاف في زماننا هذا محتدم حول هذه الشعيرة الحسينية بين قائل بحرمتها وبين معتقدٍ جوازها بل استحبابها من جهة كونها أحد مصاديق إظهار الحزن والجزع على سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) والذي أكّدت عليه وأوصت به أحاديث وكلمات أهل البيت (عليهم السلام). ومن هنا فإني سأتناول هذه المسألة من جميع جهاتها، مبتهلاً إلى الله تعالى في التوفيق والسداد، ومتوسلاً إليه بدم المظلوم في كربلاء أن يعجّل فرج الطالب بثأره، وأن يجمع كلمة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على الحق. إنّه سميع مجيب. المؤلّف - 1420 هـ |
|
1 - بحار الأنوار ج 46 ب 6 ص 109. 2 - قال إمامنا السجاد (عليه السلام) مخاطباً عمّته العقيلة (عليها السلام): (وأنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، فهمة غير مفهّمة) بحار الأنوار ج 45 ص 164 ح 7 نقلاً عن كتاب الاحتجاج. 3 - بحار الأنوار ج 45 ص 115 ب 39. 4 - من الشعارات المعروفة التي ترددّها مواكب التطبير الحسيني. |