فهرس الكتاب

 

المجموعة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد، وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

لقد قام الإسلام بثورة النبي العظيم (صلى الله عليه وآله)، واستمر بثورة الحسين التي اعتاد الشيعة إقامتها أينما وضعت لهم في الأرض قدم، فخشي الاستعمار على مصالحه من الإسلام فحاول القضاء عليه بالقضاء على الشعائر الحسينية، فجعل يهرّج ضدّها ويجنّد أبواقه لمحاربتها، ولكنه باء بالفشل، غير انه تغرّر به أناس لم يعرفوه ولم يعرفوا (الشعائر الحسينية) فارتابوا فيها، وجعلوا يشككون، غير أنهم لم يلبثوا أن كشف الإسلام خطأهم على لسان علمائه الأبرار الذين نذروا أنفسهم لإبراز حقيقة الإسلام إزاء كل شك وشبهة، وهانحن نورد طائفة من فتاوى بعض العلماء المتأخرين وبعض المعاصرين التي صدرت لتشجيع الشعائر الحسينية، فإليك هذا القسم منها، مع العلم بأنها أكثر من أن تذكر في مثل هذا المختصر.

(1)

الإمام المحقق النائيني (قدس سره)

لقد وجّه أهالي البصرة برقيات استفتائية إلى سماحة المغفور له آية الله العظمى، رئيس الفقهاء العظام، الشيخ محمد حسين النائيني، أعلى الله مقامه، فأجاب بما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى البصرة وما والاها:

بعد السلام على إخواننا الاماجد العظام أهالي القطر البصري ورحمة الله وبركاته.

قد تواردت علينا في (الكرادة الشرقية) برقياتكم وكتبكم المتضمنة للسؤال عن حكم المواكب العزائية وما يتعلق بها، إذ رجعنا بحمده سبحانه إلى النجف الأشرف سالمين، فها نحن نحرر الجواب عن تلك السؤالات ببيان مسائل:

الأولى: خروج المواكب العزائية في عشرة عاشوراء ونحوها إلى الطرق والشوارع مما لا شبهة في جوازه ورجحانه وكونه من أظهر مصاديق ما يقام به عزاء المظلوم.

وأيسر الوسائل لتبليغ الدعوة الحسينية إلى كل قريب وبعيد، لكن اللازم تنزيه هذا الشعار العظيم عما لا يليق بعبادة مثله من غناء أو استعمال آلات اللهو والتدافع في التقدم والتأخر بين أهل محلّتين، ونحو ذلك، ولو اتفق شيء من ذلك، فذلك الحرام الواقع في البين هو المحرّم، ولا تسري حرمته إلى الموكب العزائي، ويكون كالناظر إلى الأجنبية حال الصلاة في عدم بطلانها.

الثانية: لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حدّ الاحمرار والاسوداد، بل يقوي جواز الضرب بالسلاسل أيضاً على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور، بل وإن تأدى كل من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى، وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً. وكان من مجرد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم، ونحو ذلك، كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب، ولو كان عند الضرب مأموناً ضرره بحسب العادة، ولكن اتفق خروج الدم قدر ما يضر خروجه لم يكون ذلك موجباً لحرمته ويكون كمن توضأ أو اغتسل أو صام آمناً من ضرره ثم تبين ضرره منه، لكن الأولى، بل الأحوط، أن لا يقتحمه غير العارفين المتدربين ولا سيما الشبان الذين لا يبالون بما يوردون على أنفسهم لعظم المصيبة وامتلاء قلوبهم من المحبة الحسينية، ثبّتهم الله تعالى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

الثالثة: الظاهر عدم الإشكال في جواز التشبيهات والتمثيلات التي جرت عادة الشيعة الإمامية باتخاذها لإقامة العزاء والبكاء والإبكاء منذ قرون وإن تضمنت لبس الرجال ملابس النساء على الأقوى فإنّا وإن كنا مستشكلين سابقاً في جوازه وقيدنا جواز التمثيل في الفتوى الصادرة منا قبل أربع سنوات لكنا لما راجعنا المسألة ثانياً اتضح عندنا أن المحرم من تشبيه الرجل بالمرأة هو ما كان خروجاً عن زي الرجال رأساً وأخذاً بزي النساء دونما إذا تلبس بملابسها مقدراً من الزمان بلا تبديل لزيه كما هو الحال في هذه التشبيهات، وقد استدركنا ذلك أخيراً في حواشينا على العروة الوثقى.

نعم يلزم تنزيهها أيضاً عن المحرمات الشرعية، وإن كانت على فرض وقوعها لا تسري حرمتها إلى التشبيه، كما تقدم.

الرابعة: الدمّام المستعمل في هذه المواكب مما لم يتحقق لنا إلى الآن حقيقته فإن كان مورد استعماله هو إقامة العزاء وعند طلب الاجتماع وتنبيه الراكب على الركوب وفي الهوسات العربية نحو ذلك ولا يستعمل فيما يطلب فيه اللهو والسرور، وكما هو المعروف عندنا في النجف الأشرف فالظاهر جوازه، والله العالم.

5 ربيع الأول سنة 1345هـ

حرره الأحقر

محمد حسين الغروي النائيني

وبعد أن صدرت هذه الفتوى القيّمة من آية الله العظمى النائيني، عُرضت على بقية العلماء الأعلام فعلقوا عليها بما يلي:

(2)

الإمام الشيرازي (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له الإمام آية الله العظمى السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي

بسم الله تعالى

ما ذكره قدس سره، في هذه الورقة، صحيح إن شاء الله تعالى

الأقل

عبد الهادي الحسيني الشيرازي

(3)

الإمام الحكيم (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة الإمام المجاهد آية الله العظمى

السيد محسن الحكيم الطباطبائي

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد، ما سطره أستاذنا الأعظم (قدس سره) في نهاية المتانة، وفي غاية الوضوح بل هو أوضح من أن يحتاج إلى أن يعضد بتسجيل فتوى الوفاق، والمظنون أن بعض المناقشات إنما نشأت من انضمام الحزن على سيد الشهداء (عليه السلام) فالأمل بل اللازم والاهتمام بتنزيهها عن ذلك والمواظبة على البكاء والحزن من جميع من يقوم بهذه الشعائر المقدسة، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

2محرم الحرام 1367

محسن الطباطبائي الحكيم

(4)

الإمام الخوئي (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة الإمام آية الله العظمى

الحاج السيد أبو القاسم الخوئي

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أفاد شيخنا الأستاذ (قدس سره) في أجوبته هذه عن الأسئلة البصرية هو الصحيح، ولا بأس بالعمل على طبقه، ونسأل الله تعالى أن يوفق جميع إخواننا المؤمنين لتعظيم شعائر الدين والتجنب عن محارمه.

الأحقر

أبو القاسم الموسوي الخوئي

(5)

الإمام الشاهرودي (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة آية الله العظمى

الإمام السيد محمود الشاهرودي

بسم الله الرحمن الرحيم

ما حرّر هنا شيخنا العلامة قدس الله تربته الزكية من الأجوبة عن المسائل المندرجة في هذه الصحيفة هو الحق المحقق عندنا، ونسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لإقامة شعائر مذهب الإمامية، والرجاء من شبان الشيعة، وفقهم الله تعالى، أن ينزهوا أمثال هذه الشعائر الدينية من المحرّمات التي تكون غالباً سبباً لزوالها، إنه ولي التوفيق.

30 ذي الحجة الحرام سنة 1366هـ

محمود الحسيني الشاهرودي

(6)

آية الله المظفر (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له آية الله

الشيخ محمد حسن المظفر

بسم الله وله الحمد

ما أفاده (قدس الله سره) صحيح لا إشكال فيه والله الموفق.

محمد حسن بن الشيخ

محمد المظفر

(7)

الإمام الحمّامي (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له آية الله العظمى

السيد حسين الحمامي الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أفتى به الشيخ (قدس الله سره) صحيح شرعاً إن شاء الله تعالى.

الأحقر

حسين الموسوي الحمامي

(8)

الإمام كاشف الغطاء (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له آية الله المصلح

الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أفاده أعلى الله مقامه من ذكر فتاواه صحيح إن شاء الله.

محمد الحسين آل كاشف الغطاء.

(9)

الإمام الشيرازي (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له آية الله العظمى

الشيخ محمد كاظم الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أفتى به أعلى الله مقامه صحيح

الأحقر

محمد كاظم الشيرازي

(10)

الإمام الكلبايكاني (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له آية الله

السيد جمال الدين الكلبايكاني

بسم الله الرحمن الرحيم

ما حررّه شيخنا الأستاذ أعلى الله مقامه في هذه الورقة صحيح ومطابق لرأيي.

الأحقر

جمال الدين الموسوي الكلبايكاني

(11)

آية الله المرعشي

ترجمة نص ما صرّح به آية الله السيد كاظم

المرعشي (مد ظله) في تعليقه على استفتاء حول ما أفتى به سماحة آية الله النائيني (قدس سره) فيما يرتبط بإقامة الشعائر الحسينية:

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أفتى به سماحة الأستاذ المحقق المرحوم آية الله العظمى النائيني (قدس سره الشريف) في رجحان وجواز إقامة عزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) بصورها المختلفة، في أعلى مراتب الصحة، ولا يشوبه شك ولا ترديد إلا من أعداء الدين، وإغواء الشياطين، وعلى محبي أهل البيت ومواليهم وشيعتهم، أن لا يقعوا عرضة لهذه التسويلات، بل عليهم أن يشتدوا في مقابل ذلك حماساً ونشاطاً في إقامة الشعائر الحسينية، وخصوصاً مجالس التعزية والقراءة، فإنها توجب الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.

والله هو الهادي إلى الطريق المستقيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 شعبان المعظم 1401هـ

سيد كاظم المرعشي

(12)

و: آية الله المرعشي

ترجمة نص ما تفضل به سماحة آية الله السيد مهدي المرعشي (مد ظله) من الجواب على استفتاء حول ما أفتى به:

آية الله النائيني (قدس سره) فيما يتعلق بإقامة الشعائر الحسينية:

بسم الله الرحمن الرحيم

إقامة عزاء سيد الكونين أبي عبد الله الحسين (روحي وأرواح العالمين له الفداء) فرع مضيء من الأنوار الملكوتية، وشعار مبارك من الشعائر الإلهية.

وقد أثبت التاريخ أن مذهب التشيع هو المذهب الوحيد من بين المذاهب الإسلامية، الذي استطاع عبر إقامة الشعائر الحسينية من تحكيم موقعية الدين الإسلامي المبين، والترويج لأحكام سيد المرسلين، ونشر المذهب الجعفري وإيصال صداه إلى العالم الإسلامي، وإحياء القسط والعدل، وإدانة الظلم والعدوان، وإبادة المفسدين والظالمين وأعوانهم في القرون الماضية، وكذلك في الحاضر وسيظل ويبقى في القرون الآتية.

وإن ما أفاده الأستاذ سماحة آية الله العظمى الحاج ميرزا حسين النائيني (قدس سره) في هذا المجال إنما هو في الحقيقة نفحة من نفحات الرحمان، فقد صدر من أهله ووقع في محله.

وعلى المؤمنين أن يسعوا غاية جهدهم في متابعة ما أفتى به سماحته، وتطبيقه كاملاً وبحذافيره، دون أي تقصير.

والسلام على من اتبع الهدى.

9 شعبان المعظم 1401هـ

سيد مهدي المرعشي

(13)

آية الله المدد (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له آية الله

السيد علي مدد الموسوي القايني

بسم الله الرحمن الرحيم

ما رقمه الأستاذ الأعظم طاب ثراه هو الحق الذي لا يشك فيه إلا المرتابون.

الأحقر الجاني

علي مدد القايني

(14)

آية الله النوري

ترجمة نص ما أجاب به آية الله الشيخ يحيى النوري (مد ظله) من طهران، في سؤال عن نظره بالنسبة إلى فتوى آية الله النائيني (قدس سره) فيما يتعلق بإقامة الشعائر الحسينية:

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أفتى به أستاذ الفقهاء والمجتهدين، المرحوم آية الله النائيني (أعلى الله مقامه) هي فتوى جامعة ومقبولة.

25/ذي الحجة الحرام/1397 هجرية

العبد يحيى النوري

وقد كتب جماعة كبيرة من عظماء الفقهاء فيما سبق ما يخص بالموضوع ولا يسع المجال لذكر كل ما كتبوه بهذا الصدد، فإليك بعض ما كتبوه (قدس الله أسرارهم):

(15)

الإمام كاشف الغطاء الكبير (قدس سره)

كتب سماحة الإمام المغفور له آية الله العظمى

الحاج الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير

في كتابه (كشف الغطاء) ونصه:

(... وأما بعض الأعمال الراجعة إلى الشرع، ولا دليل عليها بالخصوص فلا تخلو من أن تدخل في عموم الدليل، ويقصد بالإتيان بها الموافقة من جهته لا من جهة الخصوصية... إلى أن قال: كما يصنع في مقام تعزية الحسين (عليه السلام) من دق طبل إعلام أو ضرب نحاس وتشابيه صور، ولطم على الخدود والصدور ليكثر البكاء والعويل).

(16)

آية الله شلال (قدس سره)

نص ما كتبه سماحة المغفور له الزاهد الورع المحدث آية الله العلامة الكبير الشيخ خضر بن شلال (قدس سره)

في كتابه (أبواب الجنان)

في الفصل السادس، من الباب الرابع من كتاب (أبواب الجنان) للشيخ خضر بن شلال العفكاوي (قدس سره) جاء ما يلي:

(الذي قد لا يشك في دلالة الأخبار المتواترة والآثار المتظافرة على مزيد استحباب اللطم على الرؤوس والصدور ولبس السواد وإظهار الجزع ونحوه.

(مما) قد يتخيل منع ما اشتمل على اللطم وصورة الرقص والجزع منه وهو في غير محله (ودعوى) وجود الدليل على حرمة اللطم والرقص والجزع في حيز المنع (كدعوى) إن اللطم المشتمل على الجزع وضرر النفس وصورة الرقص محرّم حتى في تعزية الحسين (عليه السلام) التي قد يستفاد من النصوص ـ التي منها ما دل على جواز زيارته ولو مع الخوف على النفس ـ جواز اللطم عليه والجزع لمصابه بأي نحو كان، ولو علم أنه يموت من حينه فضلاً عما لا يخشى منه الضرر على النفس التي قد تكون عند كثير من الناس أهون من المال الذي قد قامت ضرورة المذهب على مزيد فضل بذله في مصابه وزيارته.

(وكفاك) لطم بنات الحسين (عليه السلام) وأخواته، وخمش وجوههن وشق جيوبهن وإظهار الجزع مع احتمال عصمة بعضهن وعدم النكير شاهد ذلك من ذوي العصمة (والسيرة) القائمة على لطم الرؤوس والصدور على نحو يشبه الرقص الذي لا يحرم منه إلا ما دخل في اللهو الخارج عنه اللطم على أهل البيت (عليهم السلام) المقطوع بخروج اللطم عليهم والجزع لمصابهم عما قد يدل بعموم على حرمة اللطم والجزع الذي قد مر تصريح الصادق (عليه السلام) بكراهيته ما خلا مصاب الحسين (عليه السلام) (مع) أنه لا أقل من الشك الذي يرجع معه إلى الأصول والقواعد الحاكمة بجواز ذلك كله.. الخ)(1).

(17)

الإمام المامقاني (قدس سره)

نص ما كتبه المغفور له سماحة الإمام

آية الله العظمى المامقاني

في رسالة خاصة

كتبها جواباً على سؤال وُجه إليه بهذا الصدد

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا تنبغي الشبهة في هذه الأمور، بل لو أفتى فقيه متبحر بوجوبها كفاية ـ في مثل هذه الأزمنة، التي صمم فيها جمع على إطفاء نور أهل البيت ـ لا يمكن تخطئته...

وكل هذه الشعائر تسبب هداية جماعات كبيرة من غير المسلمين حتى أنهم قد يشاركون المسلمين في إقامة هذه الشعائر، بالمساعدات النقدية والعينية.

بل قد اعتاد في بعض بلاد الهند: أنهم يضرمون ناراً شديدة الحرّ ويحملون (قبة قاسم) فيدخلون من جانب ويخرجون من جانب، دون أن تؤثر النار فيهم أو في (القبة).

جزى الله من أنشأ اللطم والشبيه ونحوهما خيراً من أنفسهم خيراً من الإسلام...).

(18)

آية الله البحراني (قدس سره)

ملخص ما أفتى به سماحة آية الله الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق (قدس سره) من كتاب الصلاة: لباس المصلي من الحدائق ج7 ص 118 بمناسبة ارتداء الملابس السود على الإمام الحسين (عليه السلام).

(ارتداء الملابس السود لأجل الإمام الحسين (عليه السلام) مستحب، ولا كراهة في الصلاة معها).

(19)

الإمام الميرزا القمي (قدس سره)

ما أفتى به سماحة آية الله الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين (قدس سره) المتوفى عام 1231 هجرية ومرقده الشريف بمقبرة (شيخان) في مدينة قم المقدسة، حول السؤال على مجالس الشبيه والتمثيل والتمثيلية لحوادث عاشوراء المؤلمة ومراسيمها في أيام محرم، حيث قد أفتى سماحته بجوازه ورجحانه واستحبابه المؤكد مع كل ما هو متداول فيه. فقد جاء في كتاب (جامع الشتات) ج2 ص750 ما ترجمته بالعربية:

(سؤال) في ولاية تركستان في شهر محرم نصنع الشبيه لأجل أن يبكي العوام... هل هذا مضر أم لا؟

(جواب) صنع الشبيه لأجل البكاء، بأن يتشبه شخص بصورة الشهداء، أو الكفار والأشقياء ظاهراً ليس فيه ضرر الخ.

ثم أنه قد فصل ذلك فيما يلي:

ففي الصفحة: (787) جاء السؤال والجواب التاليان ـ بالترجمة العربية:

(السؤال) في أيام عاشوراء، هل يجوز التشبيه بصورة الإمام (عليه السلام) أو بصورة أعادي أهل بيته بهدف إبكاء الناس؟

وهل يجوز ارتداء الرجال أو غيرهم ملابس النساء تشبهاً بنساء أهل البيت (عليهم السلام) بنفس الهدف أم لا؟

(الجواب) أعلم أن تحقيق هذا المطلب... ـ إلى أن قال (قدس سره):

في التشبه بالمعصوم والأخيار ليس في النظر وجه للمنع، ويدل على الجواز عمومات البكاء والإبكاء والتباكي على سيد الشهداء وأتباعه، ولا شك في انه إعانة على هذه الأمور.

وربما يتوهم: أن هذا التشبيه هتك حرمة أكابر الدين.

وهذا التوهم فاسد، لأنه ليس المراد من هذا التشبيه الحاصل تشبيه النفس بالنفس والشخص بالشخص وإنما محض تشبيه الصورة، والزّي واللباس لتذكير أحوال هؤلاء (عليهم السلام).

وإن كان المراد هتك حرمتهم من جهة أنه لا ينبغي تمثيل الذل الذي وصلهم، ليطلع الناس على ذلك الذل فهذا أيضاً باطل.

لأن الأحاديث الواردة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) هي التي أمرتنا بذكر تلك المصائب والنوائب هي فوق حد الإحصاء فنحن نمثّل تلك المصائب الواردة عليهم في أشخاص غيرهم.

هذا، مع ورود الأخبار بتشبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالأسد وهو حيوان، وتشبيه مولانا سيد الشهداء (عليه السلام) بالكبش الذي يقطع رأسه، والأخيار والمتقين بالغر المحجلين الذين قائدهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي كثيرة.

فلماذا لا يجوز تشبيههم (عليهم السلام) بفرد من شيعتهم، وواحد من محبيهم، حتى يقال: أن ذلك هتك لحرمتهم؟

وهكذا تصوير الحرائر الراكبات على الإبل بغير وطاء ولا غطاء بأشخاص مشابهة أيّ أشكال فيه؟ مع وجود الأخبار الكثيرة بوقوع فعل ذلك، ونقرأها في المجالس.

وأما التشبه بغير أهل البيت (عليهم السلام) فلا دليل على المنع.

وما يتصور من المنع ـ مما هو معروف على الألسن ـ من أن من تشبه بقوم فهو منهم ـ والمظنون أنه مضمون رواية...

لكن يرد عليه:

(أولاً): أن هذا [المعمول خارجاً] لا يسمى تشبّهاً، فإن الظاهر من هذا التشبيه هو اعتبار الشخص نفسه منهم، وبطوعه ورغبته يدخل في لباسهم حتى يحسب من جملتهم.

(وثانياً): أن سلمنا أن العموم يشمله فنقول ـ بعد تسليم السند، والدلالة ـ: أن النسبة بين ذلك وبين عمومات الإبكاء من وجه، ولاشك أن عموم رجحان (الإبكاء) سنداً، ودلالة، واعتضاداً ارجح من هذا النوع من التشبيه.

وهكذا: إذا استدل على حرمة هذا التشبيه بحرمة إذلال المؤمن نفسه، فنقول: منعاً، وتسليماً، وتضعيفاً.

بل قد يُعد ذلك من أعظم المجاهدات، وفعله ـ طالباً لرضا الله تعالى ـ جهاد عظيم، وإن الله تعالى أكرم من أن يحرم من فيضه من أذل نفسه لله.

مضافاً: إلى أن الأشخاص مختلفون، فبعضهم لا يكون مثل ذلك إذلالاً لهم، لما يتعاطفون من المكاسب الوضعية عند الناس (كالنزح ونحوه) والغالب تشبّه مثل هؤلاء بأشكال الأعادي.

وأما مسألة التشبه بالنساء: فيظهر مما ذكرنا جوابه، وأنه يمنع عن كون التشبيه المحظور هو مثل ذلك، فإن المتشبه لا يقصد تشبه نفسه بالنساء، بل إنما يصور نفسه بمولاتنا زينب (عليها السلام) في نقل ما كانت تقول (عليها السلام) ووضع الشخص بردة على رأسه لغرض الإبكاء وهذا منصرف عنه التشبه بالنساء.

إذ الظاهر أن الممنوع هو التشبه بالنساء بما يختص بهن بدون غرض آخر.

وفي مثل ذلك لبس لباس النساء ليس لغرض نفسه كالنساء، وفرق كثير بين الأمرين... فتأمل جيداً حتى تجد الفرق.

(20)

الإمام الطباطبائي اليزدي (قدس سره)

ترجمة نص ما أفتى به سماحة آية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب العروة الوثقى (قدس سره) وذلك في حاشية وملحق في آخر الرسالة العملية لآية الله الشيخ جعفر الشوشتري (قدس سره) ضمن أسئلة وأجوبة حول الشعائر الحسينية، جاء في الصفحة 12 منها ما يلي:

لا يبعد رجحان ارتداء الملابس السود في شهر محرم، حداداً على الإمام الحسين (عليه السلام) وإظهاراً للحزن عليه، وذلك لرجحان الحزن والتحزن في تلك الأيام، وهو يتحقق بمظهر السواد وارتداء الثياب السود.

ومن ذلك الرجحان يظهر أن دلالة القائلة بكراهة ارتداء الثوب الأسود، تعني غير المستثنيات من الكراهة، ومنصرفة عن مثل الحزن وإظهار التحزن على الإمام الحسين (عليه السلام).

هذا بالإضافة إلى وجود بعض الأخبار الخاصة الدالة في بعض الروايات، على أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا قد ارتدوا الملابس السود حزناً على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وحتى بعث لهم المختار برأس عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه.

ومن هذا يعلم أنه حتى لو فرضنا عموم الكراهة من الأدلة، فهذا الحديث مخصص لذلك العموم، ومخرج للسواد على الإمام الحسين (عليه السلام) من الكراهة.

والحاصل: إن الكراهة غير معلومة، بل أن الرجحان غير بعيد. والله العالم.

(21)

الإمام المازندراني (قدس سره)

ترجمة نص ما جاء في كتاب (ذخيرة المعاد) الرسالة العملية الجامعة لفتاوى سماحة آية الله الحاج الشيخ زين العابدين المازندراني (قدس سره) حول الشعائر الحسينية:

الشبيه ومواكب التمثيل

سؤال: هل الشبيه الذي هو نوع من أنواع عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) المداول عندنا، وذلك بأن يقوم أحد بدور شمر بن ذي الجوشن، والآخر بدور عقيلة النبوة زينب (عليها السلام) مثلاً، مع أنه رجل، جائز أم لا؟.

جواب: لا بأس به بل هو ممدوح ما لم يشتمل على محرّم خارجي مثل الغناء ونحو ذلك.

المواكب الحسينية السيّارة

سؤال: لقد جرت العادة في بعض بلاد الهند، بخروج مواكب سيّارة في اليوم السادس والسابع من شهر محرم الحرام تحمل معها إعلام العزاء، وآلات اللهو من مثل الطبل والصنج، والدف والناي، يصحبها خلق كثير من الناس، وهم يتنقلون من دار إلى دار، ومن مأتم إلى مأتم، وكلما دخلوا في مأتم، بدأوا بضرب الطبول والدفوف والصنج والناي، حتى يفرغ المعزوّن من اللطم والعزاء.

فما هو حكم الاشتراك في هذه الأمور والتعاون مع أهل العزاء في هذه المآتم والمواكب السيارة، علماً بأن الغرض الوحيد منها، هو تجديد ذكريات عاشوراء وإثارة الحزن والأسى على الإمام الحسين (عليه السلام) وليست الوسائل والالآت تلك، إلا رمزاً للعزاء وإشعاراً به، فهل هو جائز أم لا؟.

جواب: الاشتراك في هذه المواكب الحسينية، وتكثير سواد أهل العزاء، مع غض النظر على أن كل واحد من البكاء والإبكاء، والرقة والحزن على الإمام الحسين (عليه السلام) مطلوب ومحبوب، موجب للأجر والثواب.

وأما ضرب الآلات المذكورة، فهي محرمة إن قصد منها مجرد اللهو والعبث، وأما لو كانت لأجل تصوير واقعة الطفوف والأعلام الحربي لهم، كما هو المعروف من أن كل فرقة من الجيش الأموي كانت تصل كربلاء، كانت تطبّل وتزمّر، إعلاناًَ بوصول قوّات جديدة، وفرحاً بازديادهم وتكاثرهم، فهو مما لا ضرر ولا إشكال فيه لأنه حكاية عن فعل الجيش الأموي، لا ابتغاءً للسرور والفرح.

وفقنا الله جميعاً إلى يوم القيامة، لإقامة العزاء على أولاد خير الأنام (عليهم أفضل التحية والسلام).

ضرب الطبل والصنج

سؤال: الطبل والصنج المعدّ لخصوص مواكب عزاء الإمام الحسين (عليه السلام)، ونظمها واجتماع الناس لها، بحيث لم تصنع إلا لهذا الهدف، حتى صار العرف لا يطلق عليها بأنها آلات لهو، بل يراها من وسائل التعزية وإثارة الحزن على الإمام الحسين (عليه السلام)، مما دعا بعضهم استعمالها في مصائب أعزّائهم من المرحومين، فهل هو جائر أم حرام؟.

جواب: لا ضرر ولا إشكال فيه بل هو مطلوب ومحبوب.

التظاهر بالعزاء وارتداء السواد

سؤال: التوّجع والتأوّه، والضرب على الرأس والصدر في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) وسائر الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، حزناً عليهم، وتألماً لهم، وكذلك ارتداء السواد وما يشعر بالحزن والحداد طبعاً ما عدا العمامة والعباء على الإمام الحسين (عليه السلام)، هل هو جائز شرعاً أم لا؟ وإذا لم يكن جائزاً، فمن يقوم بتلك الأعمال هل يعدّ عاصياً أم لا؟.

جواب: لا ضرر ولا إشكال فيه، وليست بمعصية، بل هو مستحب.

قراءة لسان الحال

سؤال: بيان مصائب الإمام الحسين (عليه السلام) وفضائله، وكذلك بقية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) بلسان الحال، أو بمقتضى الحال، أو بما يقوم عليه شاهد الحال وقرائنه، هل هو جائر أم لا؟

ثم الذي يقرأ لسان الحال، هل يجب عليه أن ينبّه المستمعين بأن ما يقرأه هو من لسان الحال أم لا؟ وكذلك هل يجوز للخطيب أن يذكر الأحاديث والأخبار والقصص التاريخية في فضائل المعصومين (عليهم السلام) ومناقبهم، أو مصائبهم وأحزانهم، وإن رآها في كتب غير معتبرة، أو سمعها من خطيب آخر بإسناد، أو بلا إسناد، وإذا قرأها هل يعدّ بذلك عاصياً أم لا؟.

جواب: بيان المصائب والمناقب بلسان الحال جائز، لكن بشرط أن يكون مناسباً لمقام الإمام (عليه السلام)، وأن يكون منافياً لقدسيتهم، وعلى الخطيب أن يأشر بأنه لسان الحال، ويظهر في تعبيره ما هو مشير إلى ذلك، وأن يسند ما يرويه أو يقصه سواء كان قد رآه في كتاب معتبر أو غير معتبر لكن ليس عليه أن يذكر اسم الكتاب أو يعيّنه.

الشعر والنثر في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)

سؤال: قراءة القصائد، أو النثر المشتمل على فضائل أو مصائب أهل البيت والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وكذلك الحاوي على وصف الشجاعة والشهامة والفرس والسيف، والنبل والرمح، وهكذا المتضمن ما يثير عواطف المستمعين ويجهشهم بالبكاء من مثل قوله: (وهاتف الغيب صرخ منادياً) أو: (فانبرى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو علي (عليه السلام) أو فاطمة (عليها السلام) ليقول كذا...) والحال أنه لم يكن في الحديث والرواية شيء من ذلك، فهل هو جائز أم لا؟.

جواب: قصائد المدح والرثاء على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مما لا ضرر ولا إشكال فيه، ولو أن في بعض الأخبار ورد النهي عن الشعر في يوم الجمعة حتى مع التصريح بأنه ولو كان في مدح الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، لكنها معارضة بأخبار أقوى مما لا تدع مجالاً للضرر والإشكال فيه.

وما يقرأه الخطيب أو الشاعر من شعر أو نثر وهو مناسب لمقام أهل البيت والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وداخل في لسان الحال، فهو لا ضرر ولا إشكال فيه، وإلا كان بلا معنى ولزم نصب القرينة على ذلك.

مشاركة العامة في مجالس الإمام الحسين (عليه السلام)

سؤال: المتعارف في بلاد الهند حيث تقام في عشرة عاشوراء مجالس العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام)، أن يشترك فيها الشيعة والسنة، علماً بأن في السنّة والعامة من يشترك عن اعتقاد صادق، ليسمع المصائب التي يذكرها الخطيب، ومنهم من يشترك ليسمع قصائد الرثاء ويطلع على الفن الشعري الجميل، ومنهم من يشترك ليتفرج على المعزين وكيفية العزاء وكثرة المشتركين ومدى عظمتها وشوكتها، ومنهم من يشترك في العزاء عن اعتقاد صحيح ليعزّي الرسول بابنه الحسين (عليه السلام) أو لعادته في الحضور كل عام، وغير ذلك.

هذا وقد ثبت في الأخبار أن فاطمة (عليها السلام) وسائر الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يحضرون مجالس عزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فهل مشاركة هؤلاء يمنع من حضورهم (عليهم السلام) أم لا؟ وإذا كان ذلك مانعاً، فهل ينقص من ثواب المجلس وأجره أم لا؟.

ثم إذا كان من يقيم المجلس له القدرة على منع هؤلاء من المشاركة، وهو مع ذلك لا يمنعهم، فهل هو سبب في عدم حضورهم (عليهم السلام) في المجلس، والذي يسبب عدم حضورهم هل هو عاصٍ عند الله أم لا؟ وهل يثاب على إقامة هذا المجلس أم لا؟

جواب: في اعتقادي ـ طبعاً حسب ما يستفاد من الروايات ـ إن من يحضر في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى ولو كان كافراً ملحداً، ليس لأحد منعه، فإنه وإن مات على كفره، يخفف الله عنه من عذابه لأجل حضوره هذا، وإن عاش وسّع الله تعالى عليه في رزقه، أو عوّضه عن ثواب حضوره بقضاء حوائجه الدنيوية، أو صار ذلك سبباً وباعثاً إلى هدايته وإسلامه، وإذا لم يكن ذلك الكافر الذي حضر مجلس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) له قابلية شيء من ذلك، عوّض به عن ذلك في آبائه وأمهاته، أو أجداده وجداته، أو أولاده وأحفاده، وهكذا فإن الله غفور شكور.

ثم أن مجيء الكافر لا يمنع من حضور الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، بل إنهم يفرحون بمشاركتهم. كما أن منعهم لم يكن معصية إذا كان صاحب المجلس مانعاً لهم، ولكنه ليس حسناً، وإلا فمنعهم معصية.

الإطعام في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام)

سؤال: الإطعام والمأكولات التي توزع في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) على المشاركين والحاضرين من الفقراء والمؤمنين، هل يضاعف في ثوابها وأجرها، أم تساوي مجرد الخيرات على الفقراء والمساكين في غير ذلك؟.

جواب: الإطعام للحاضرين في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) من الفقراء والمؤمنين وباسم التعزية أكثر ثواباً وأجراً.

الإمام الحسين (عليه السلام) سفينة النجاة

سؤال: ما هو رأيكم فيمن يشترك في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) ويبكي على مصابه، ويذهب إلى زيارته، ويُظهر حبه وإخلاصه لأهل البيت والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، لكنه يتسامح في أمور دينه، ويتساهل في التزامه بها، بحيث تفوته بعضها أحياناً، فهل بكاؤه هذا وإظهار إخلاصه، وولائه لأهل البيت والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ينفعه حالة نزعه وموته. وفي قبره وبرزخه، وفي قيامته ومحشره؟ وهل يكون سبباً لنجاته من النار، وفوزه بالجنة، ونيله شفاعة الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) أم لا؟

ثم إذا لم تنله شفاعة الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، فلا يعني هذا، أن شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) التي كانت من أسرارها شفاعة المذنبين من أمة جده الرسول (صلى الله عليه وآله) أصبحت فاقدة لهذا السر العظيم؟.

جواب: طبعاً ـ حسب ما تضمنته الروايات ـ إن الله يغفر لمثل هؤلاء ببركة العزاء والبكاء، والإخلاص في المحبة لسيد الشهداء (عليه السلام)، وتنالهم شفاعته (عليه السلام) قطعاً، حتى إنه جاء في الحديث: إن من بكى على الإمام الحسين (عليه السلام) فخرجت من عينيه بمقدار جناح الذباب من الدموع، استحى الله جلّ جلاله أن يعذبه بالنار.

وجاء في حديث آخر: إن الحسين (عليه السلام) باب من أبواب الجنة.

(22)

الإمام الحائري (قدس سره)

الترجمة الحرفية لما جاء في رسالة (منتخب الأحكام) لسماحة آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) والمطابق لفتوى سماحة آية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزيدي (قدس سره) في المتفرعات، حول التطبير وشدخ الرؤوس بالقامات في عزاء الإمام الحسين (عليه السلام):

سؤال: شدخ الإنسان رأسه بالقامات في يوم عاشوراء جائر أم لا؟.

جواب: جائز، إذا لم يكن مضراً بالنفس.

(23)

الإمام الأنصاري (قدس سره)

وجاء في كتاب (سرور العباد) الرسالة العملية لسماحة آية الله العظمى الشيخ مرتضى الأنصاري (قدس سره) المحشّاة بحاشية سماحة آية الله المجدد الميرزا الشيرازي الكبير السيد محمد حسن (قدس سره):

جواز ورجحان التطبير الذي لا يوجب ضرراً على النفس قال في سرور العباد ـ آخرها الصفحة الثانية من المسائل المتفرقة (طبعة مطبعة آقا مهدي تبريزي عام 1304 هـ) ما ترجمته بالعربية:

(مسألة في إقامة عزاء الحسين (عليه السلام) إذا أورد شخص الجرح بمثل السيف ونحوه على نفسه ولم يكن مضراً جائز).

وجاء في كتاب (رنة الأسى بمراسم العزاء لسيد الشهداء) للشيخ عبد الله السبيتي (رحمه الله) نقلاً عن سماحة آية الله الميرزا علي الشيرازي نجل الميرزا الكبير الشيرازي (قدس سرهما): إنه كان يدفع بأمر من والده (قدس سره) ثمن الأكفان لمواكب التطبير في سامراء من أموال والده (قدس سره) الخاصة.

(24)

الإمام المجدد الشيرازي (قدس سره)

أضاف أيضاً، نقلاً عن سماحة آية الله الشيخ جواد البلاغي (قدس سره) كما في كتاب (نصرة المظلوم) للشيخ إبراهيم حسن آل المظفر (رضي الله عنه):

أن مواكب التطبير كانت تجتمع في بيت سماحة آية الله الميرزا محمد حسن الشيرازي الكبير (قدس سره) وكانوا هناك يجرحون رؤوسهم ويشدخونها بالقامات ثم يخرجون منها والدماء تسيل من رؤوسهم على أكفانهم، كما أن الميرزا (قدس سره) كان قد تعهد بدفع ثمن أكفانهم التي يلبسونها في عزاء التطبير(2).

(25)

فتوى الإمام الكلبايكاني (السيد جمال الدين) (قدس سره)

(س) هل تشبه الناس ـ في مقام إقامة العزاء على الحسين (عليه السلام) ـ بواحد من الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام)، أو أولادهم، لإكثار إبكاء الناس جائز أم لا؟

والذين يقولون لهؤلاء: أنتم تغضبون الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة السلام) بذلك، مع أن مقصودهم إزالة الشعائر الإسلامية.

وفي خصوص الطبل والدمّام والصنج هل تجوز لجمع الناس في هذه الشعائر أم لا؟

(ج) الظاهر عدم الإشكال في (الشبيه)، بل هو داخل في عنوان: (الإبكاء) الذي ورد فيه: (من أبكى أو بكى أو تباكى وجبت له الجنة).

والحاصل أنه: حيث أن الغرض من: (الشبيه) تجسيم واقعة كربلاء، وتمثيل مظلومية (مظلوم كربلاء) (عليه وعلى آبائه آلاف التحية والثناء) على عامة الناس، وأعلام ظلم بني أمية ـ عليهم لعائن الله ـ على الملأ العام، وإبكاء الناس، فهذه أمور مندوبة في الشرع المقدس، بل هي من الشعائر الدينية.

ولا مجال للوسوسة وإبداء الإشكال فيها من الشيعة (إلا من كان في قلوبهم مرض).

نعم يجب في كل ما يتعلق بسيد الشهداء (عليه السلام) من الشبيه، والمواكب، وغير ذلك، تنزيهها من المحرمات الإلهية والمعاصي.

وأما الطبل والدمّام بغرض الإعلام، وتهييج الناس والتذكير بطبل المخالفين لأهل البيت في كربلاء كلما كان يصل جيش جديد لهم.

ففي الخبر كانوا إذا وصل عدد جديد لجيش عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ يطبلون ويهلهلون ويفرحون.

هذه كلها للحسين (عليه السلام) لا مانع فيها.

نظير الدمام للحرب التي لا مانع فيها ـ كما ذكره الفقهاء (رضوان الله عليهم) ـ.

(ذخيرة العباد/الصفحة 260/طبع: مطبعة الزهراء في النجف الأشرف /1368هـ).

(26)

فتوى الإمام الأصفهاني (السيد أبو الحسن) (قدس سره)

(س) في إقامة عزاء الحسين (عليه السلام) في المسجد بهذه الكيفية: وهي بأن تلبس الجدران بالسواد، وتعليق المصابيح، وفرش المسجد، وجعل أسباب الشاي والنركيلة وإقامة الخيمة، ودقّ المسامير في حيطان المسجد، هل يجوز مثل هذه التصرفات في المسجد، وإقامة العزاء؟ وهل يجوز اجتماع الناس هناك لذلك؟

(ج) الظاهر أن التصرفات التي لا تضر بالمسجد عرفاً، و لا تمنع عن الصلاة لا مانع منها.

(أنيس المقلدين/ الصفحة 63/مطبعة علمي طهران 1324هـ).

(27) و (28)

فتوى الإمام البروجردي (قدس سره)

والإمام العراقي (الشيخ عبد النبي) (قدس سره)

(س) في إقامة عزاء الحسين (عليه السلام) في المسجد بهذه الكيفية: وهي بأن تلبس الجدران بالسواد، وتعليق المصابيح، وفرش المسجد، وجعل أسباب الشاي والنركيلة وإقامة الخيمة، ودقّ المسامير في حيطان المسجد، هل يجوز مثل هذه التصرفات في المسجد، وإقامة العزاء؟ وهل يجوز اجتماع الناس هناك لذلك؟

(ج) الظاهر أن التصرفات التي لا تضر بالمسجد عرفاً، ولا تمنع عن الصلاة لا مانع منها.

(أنيس المقلدين/الصفحة 111/طبع: مطبعة قم/1372 هـ. ق).

(29)

أيضاً: فتوى الإمام البروجردي (قدس سره)

(س) الخطيب الحسن الصوت، إذا ذكر مصائب سيد الشهداء (عليه السلام) وألقى القصائد بصوت حسن وليس من قصده التغّني، هل هو غناء أم لا؟

(ج) ليس المعيار في الغناء الصوت الحسن، بل هي كيفية خاصة من الصوت يناسب أهل الطرب.

(وسيلة النجاة /طبع: طهران /عام 1327هـ ش).

أيضاً: فتوى الإمام البروجردي (قدس سره)

(س) بالنسبة لإقامة العزاء من حيث الأثاث، من قبيل: (البيرق) والأشياء المحمولة أمام المواكب في الطرق والأسواق، واللطم على الصدور في المعابر العامة ـ مع عبور النساء ـ في حين أن الأفراد يرتدون الملابس السوداء، ما هي فتواكم؟

(ج) إقامة العزاء بهذه الطريقة المكتوبة لا مانع منها، لكن يجتنب من استعمال آلات اللهو.

(منتخب الرسائل/ الصفحة 112/ طبع: طهران/ 1368 هـ).

 

1- الشيخ خضر المتوفى سنة (1255 هجري) أحد تلامذة المرحوم السيد مهدي بحر العلوم والمرحوم الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير، وهو الذي يروي في الذريعة أنه رأى في المنام أن أمير المؤمنين أعطاه قلماً، فلما استيقظ وجد القلم في يده، فأّلف به كتابه أبواب الجنان، وتوجد نسخة خطية جميلة كاملة من هذا الكتاب في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد المقدسة وكذلك في أعيان الشيعة للعلامة الكبير السيد محسن الأمين العاملي ج 6 ص 322 الطبعة الأخيرة حيث نقل هذه القصة أيضاً.

2- بحوث حول المواكب الحسينية ص140 (طبع باللغة الفارسية) نقلاً عن كتاب رنة الأسى طبعة بغداد عام 1347 هجرية.