بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
مقدمة
الاقبال الذي شهده القسم الأول المطبوع من هذا الكتاب ، تبعا لشرف المكتوب عنه عليه السلام وعظمة قضيته ، حفزني للاستمرار وإصدار القسم الثاني الماثل بين يديك عزيزي القارئ . كما أن ردود الفعل والتي أرى أن أكثرها ينطبق عليه ( الكلمة الطيبة صدقة )(1) كانت محفزا آخر ودافعا إضافيا للاستمرار . وأسأل الله أن يشركهم في ثواب ما كُتب . وهنا أنبه إلى أهمية التفاعل مع عمل الخير ، والدفع باتجاه المزيد ، فإن كلمة تأييد أو تشجيع يقولها قائلها وينساها بعد فترة من الزمان لكنها يمكن أن تكون بمثابة الجزء الأخير من العلة في إنجاز العمل ، فيثاب المرء ويحسب له من الأجر ما لا يتصوره . ومن هنا أقدم لكل أولئك شكري ومنهم الذين كانت لديهم بعض الملاحظات على ما ورد في القسم الأول ، أو كانت له مناقشات في بعض ما جاء فيه ، وأعتبر أن تلك الملاحظات من شأنها أن تثري الموضوع وتنير الدرب لمن يريد مناقشة قضايا التاريخ . وليس متوقعا أن يكتب أحد في موضوع ( تاريخي ) ويكون متسالما عليه من قبل الجميع ، وموافقا لآراء الكل . وقضايا التاريخ تختلف عن القضايا العقيدية في أن الثانية يوجد فيها ثوابت ، ومسلمات يعتبر المساس بها غير صحيح ، بخلاف الأولى فليس لها من القداسة ذلك المقدار . كما أن منهج مناقشة النوعين من القضايا يختلف . ومع أنه لا يزال الكثير من الأسئلة ، والقضايا التاريخية في السيرة الحسينية على صاحبها آلاف التحية والثناء ، مما يمكن أن يكون القسم الثالث للكتاب في المستقبل إلا أن عددا من الإخوة أشاروا علي بأن أقدم هذا للطباعة ، فامتثلت ذلك , وهاهو القسم الثاني بين يديك أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به وأن يجعل ثوابه لوالدي تغمدهما الله بالرحمة . وأكرر مرة أخرى شكري لذوي الكلمة الطيبة الذين كان لهم أثر واضح في صدور هذا القسم ، كما لا أنسى ذوي الفعل الطيب من الطيبين الذين ساهموا في صدور السابق ويساهمون في تاليه . فوزي آل سيف تاروت ـ القطيف جمادى الثاني 1423 |
1- من وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر الغفاري . |