ليْلَةُ عاشُورَاءْ

 
 

الصفحة 295

لن تُصابوا ونحنُ تَطُرفُ iiفينا      مـقلةٌ  قـطّ بـالأذى iiوالعَناء
لا نـرى مـنكُمُ قـتيلاً iiوفينا      رَمـقٌ  مِـن نوابضِ iiالأحياء
فـتعالى  مـن النساء iiصُراخٌ      ضـجّ  مـنه بالنوحِ كلُ iiفناء
دافـعوا عن بناتِ طهِ وحاموا      غـيرةً عـن حرائرِ iiالزهراء
فـعراهُم  مـن النحيبِ iiدوّيٌ      طَبّقَ الاُفُقَ مِن رحيبِ الفضاء

الإمام الحسين والحوراء زينب عليهما السلام

وعـلـيُّ الـسجادِ أنـبأ iiفـيها      بـحديثٍ عـن سـيّدِ الـشُهداء
قـد  رأيتُ الحسينَ يُصلحُ iiسَيفاً      بـينَ كـفيّهِ تـحتَ ظلِ iiالخبِاء
وهـو يَتلو يا دهرُ كم لك iiغدراً      مِـنْ قـتيلٍ مُـضرجٍ iiبـالدماء
لـك أُفٍّ عـلى مـرور iiالليالي      مِـنْ  خـليلٍ مُـولّعٍ iiبـالجفاء
فَـتـفهّمتُ مــا أرادَ iiبـهـذا      وتـيقنت فـي وقُـوعِ iiالـبلاء
وأتـت عـمّتي وقـد iiسـمعتها      مـن أخـيها تـجُرّ ذيلَ iiالرداء
وهـيَ تدعو بالثّكلِ ليت iiحياتي      قـبل هـذا قـد اُعدمَت iiبالفِناء
يـا  ثمال الباقين من أهل iiبيتي      ولـمن  غـاب خـيرة iiالخلفاء
هـكذا  يـا أُخـيُّ يُصنَعُ iiظُلماً      بـكَ مـنهُم يـا نبعةَ iiالأصفياء
قال لا يذهبنّ في حلمك الشيطانُ      طـيشاً  أُخـتاه دون iiارعـواء
وتَـعزِّ  اسـتكانةَ iiواصـطباراً      بـعزاءِ الـرحمن خـيرَ iiعزاء
لـيس يـبقى أهلُ السماء وأهلُ      الأرض  يُفنونَ مثلَ أهلِ iiالسماء

الصفحة 296

ولـنا  اسـوةٌ وخـيرُ iiعـزاءٍ      بـالمنايا  فـي خـاتمِ iiالأنبياء
وبـكى رقّـةً عـليها iiوحُـزناً      حينَ  أهوت من غَشيةِ iiالإغماء
قال فاربط أمناً على القلبِ iiمنها      مـنكَ  بـالصبر يا إلهَ iiالعطاء
وهـو أوصى إلى العقيلةِ جهراً      ولـزينِ الـعُبّادِ تـحتَ iiالخَفاء
فهي تعطي الأحكامَ للناس فتوىً      بـعد أخـذٍ مـن زينةِ iiالأولياء
كـلُّ  هـذا ستراً عليه iiوحفظاً      لـعليٍّ  مـن أعـيُنِ iiالـرُقَباء

الإمام الحسين عليه السلام يرى جده في الرُؤي

ورأى جــدَّه فـأوحـى iiالـيـه      قـد تـدانى مـيعادُ يـومِ iiالـلقاء
سـيكونُ  الإفـطارُ مـنك بـحقٍ      فـي غـدٍ عـندنا بـوقتِ iiالمساء
بـك  أهـلُ الجنانِ زادوا iiابتشاراً      والصفيحُ الأعلى بأصفى هناء 
(1)
ولـقد  جـاء مـن إلـه iiالـبرايا      مـلـك  مــن أكـارم iiالامـناء
لـيصون  الـدماءَ مـنكَ iiاحتفاظاً      بـين جـنبي قـارورةٍ خـضراء

____________

(1) الصفيح : السماء.

الصفحة 297

برير وعبد الرحمن

قـال  عبد الرحمن حُبّاً iiونُصحاً      لـبريرَ بـدونِ أيِّ جـفاء (1)
حـينما  هـازلَ ابتهاجاً iiوبُشراً      شـخصَه  فـي تَـحبُّبٍ iiوإخاء
لـيس  هـذي بـساعةٍ يَعتريها      بـاطلٌ  دونَ ريـبةٍ iiوامـتراء
قـال واللهِ مـا ودَدتُ iiاشـتياقاً      أبــداً كــلَّ بـاطلٍ وريـاء
طولَ عُمري طفلاً وكهلاً وقومي      لـي بـهذا مِـنْ خيرةِ iiالشُهداء
غـير  أنّي مُستبشرُ النفسِ iiفيما      سـوف نـلقاهُ مـن نعيمِ iiالبقاء
لـيس  إلاّ بـأن يَـميلوا iiعلينا      بـالمواضي فـي ساعةِ iiالإلتقاء
ثـم إنّـا نـعانقُ الـحورَ iiفوزاً      بـعدَ هـذا فـي جَـنّةِ السُعداء
وحـبيبٌ  عـندَ الـتبسُم أوحى      لـيزيدَ  هـذا بـحدٍ سواء 
(2)
لـو  أتاني إذنُ الحسينِ iiلعجّلتُ      عـليهم  مِنْ ساعتي باللقاء 
(3)

____________

(1) عبد الرحمن الأنصاري وبرير بن خضير الهمداني.
(2) يزيد بن الحصين الهمداني.
(3) ملحمة أهل البيت عليهم السلام للشيخ الفرطوسي : ج 3 ص 288 ـ 296.

الصفحة 298

الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي

ليس هناك في التأريخ البشري ـ حسب علمنا ـ قصيدة أو منظومة أو ملحمة شعرية نظمت من بحر واحد وقافية واحدة وروي واحد واجتاز طولها آلاف الأبيات مثل ( ملحمة أهل البيت عليهم السلام ) التي نظمها الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي ولا أدري إن كان ما يسمى في الغرب بكتب الارقام القياسية قد وصلته هذه المعلومة أم إنها قد طويت جهلا أو تبخيساً مثل كلّ الإنجازات الخارقة والأعمال الباهرة التي لا يُلتفت أليها عمداً وقصداً.

فهذه الملحمة ـ ان صح التعبير ـ ما راثون طويل بنفس واحد وبخطوة متكررة واحدة وبحركة حثيثة واحدة ويكفي الشيخ الفرطوسي فخراً أنه أطالها وتجاوز في إطالتها ولو لم يكن له منها إلا هذا الطول لكفاه.

أما ما يخص ليلة عاشوراء فلدينا 157 بيتاً من الملحمة توثّق كلّ ما جرى في هذه الليلة العظيمة على طريقة المنظومات مع حساب الفارق فالنظم هنا على بحر مركب التفعيلات هو بحر الخفيف وليس بحر الرجز السهل النظم ـ فالعرب تسميه حمار الشعر وتسمي من ينظم فيه راجزاً لا شاعراً تفريقاً ـ إضافة الى القافية الموحدة في ملحة الفرطوسي وهي غير قوافي المزدوجات السهلة اليسيرة.

الصفحة 299

19 ـ للشاعر الأستاذ عبود الأحمد النجفي (1)

الغد الدامي

فـي  غد يشرق الصباح مدمىً      وعـلى  الـترب أنجم iiمطفآتُ
واشـتعال  الـرمال يلهب iiأفقا      أجـجـته  ضـغائنّ وهـناتُ
والـمدى الرحب خلفه iiيتوارى      فـيه غـابت شموسه iiالنيراتُ
وجـفون  الـسماء تقطر iiدمعاً      سـكـبته عـيونُها iiالـباكياتُ
عـلّها  تُـطفيء اللظي iiبزلال      وعـلى  الأرض أكبد iiظامئاتُ
أغـلقت  دونـها الينابيع iiعذبا      بـعدما  شـحّ بالرواء iiالفراتُ
أيـبس  الطف والقلوب iiجفاف      ونـفوسٌ  عن الرؤى iiمجدباتُ
لن ترى غير مقتل الحق نصراً      فـهي في صحوة الحياة iiسباتُ
غـادرت يقظة الضمائر iiموتى      فـتعرت  أشـلاؤها iiالصدئاتُ
رسـمت  لوحة الخطيئة iiبحراً      مـن  جـحيم وعمقه iiالظلماتُ
أبـحرت  فـيه والـمتاه iiدليل      مـزقتها عـواصفٌ iiمـهلكاتُ

____________

(1) هو : الشاعر الأستاذ عبود الأحمد النجفي ، ولد في النجف الاشرف سنة 1367 هـ ، أكمل الدراسة الثانوية واتجه بعدها للعمل الحر ، مارس كتابة الشعر الشعبي ثم الشعر العمودي والحر قبل الثمانينات ، عمل في مؤسسات تحقيقية ، وشارك في عدة ندوات أدبية وأمسيات شعرية ، أصدر مجموعة شعرية بعنوان ( اهتزاز الذاكرة ) عام 1417 ه

الصفحة 300

نـبذت قـبر عريها كل iiأرض      فـهي فـي رقدة العذاب iiشتاتُ
فـي  غـدٍ تملأ الشعاب iiصبايا      ونـساءٌ  فـواجعٌ ثـا iiكـلاتُ
أثـقـلتها  مـصائب iiورزايـا      غـاب  عـنها أعـزةٌ وحـماةُ
طـاردتها شـمس الظهيرة جواً      وقـفارٌ  تحت الخطى iiمسعراتُ
خـلفها يُـشعل الـخيامَ iiضرامٌ      حـاط فـيها تـوحّشٌ iiوقـساةُ
وخـيول الأعداء تطحن iiصدراً      وضـلوعاً  تـهفو لها iiالكائناتُ
جـسدٌ ضـمَّ فـي ثـناياهُ كوناً      يـتسامى وفـيضُهُ iiالـمكرماتُ
عـانقَ الـموتَ والشهادةَ iiشوقاً      فـجـنانٌ لـشـوقهِ iiعـاشقاتُ
ووحـيداً  يُـلقن الـحشدَ درساً      بـثباتٍ  يـحارُ فـيه iiالـثباتُ
حـوله من بنيه والصحب iiجمعٌ      جـمـعتهم مـواقفٌ iiخـالداتُ
وقـفوا  وقـفةَ الإبـاء بـحزمٍ      وسـيوفٍ تـهاب مـنها iiالكُماةُ
سـطّروا صفحةَ الوفاء iiوساروا      بـطـريق تـهيم فـيه iiالأبـاةُ
فـإلى الـخلد أنـفسٌ iiتـتعالى      وعـلى  الـرمل أبدنٌ iiزاكياتُ
سـال مـنها دمُ الـحياة iiنـدياً      بـربيع  الجراح تَحيى iiالمواتُ

* * *

فـي  غـدٍ يرحل الزمان iiمجداً      وتـبـاريُ أيـامَه iiالـلحضاتُ
وإلـى الـشام يـستحث مسيراً      وإلـى الـشام تنتهي iiالخطواتُ
فـعلى الـرمح ثـورةٌ iiرؤوسٌ      وعـلى الـنوق أنفسٌ iiحائراتُ

 

الصفحة 301

سوف تجتاح في غدٍ معقل الظلم      وتـنـهار أعــرشٌ نـكراتُ
وسـتبقى الـدماءُ مـا دام iiفيها      صـحوةُ  الدين والفدا iiوالعظاتُ
وسـتبقى الـدماء أغلى iiوجوداً      مـن حـياةٍ يـعيش فيها iiالجناةُ
يـنحني الـسيفُ خاشعاً iiوذليلاً      وخـضوعاً سـتركع المرهفاتُ
حـين أعـطت قـيادها iiلـلئامٍ      ثــم أودت بـعزها iiعـثراتُ
فـاستحقت مـدى الزمان iiعتاباً      وتـنـامت  بـفعلها iiالـنائباتُ

عبود الأحمد النجفي

1 / 11 / 1417 هـ

الإستاذ عبود الأحمد النجفي

عبود الأحمد النجفي شاعر يصارع الألم ولايزال في تفاصيل حياته ، فلذا يتبدّى ولاؤه للمأساة الحسينية في أشكال ذاتية يتحسسها بقرب روحي عميق ، وإذا أضفنا إلى ذلك تمرّسه في الكتابة باللهجة المحلية للمنبر الحسيني لسنين طويلة فسوف تختمر تجربته وتتصاعد ، فلا غرو أن تستجيب شاعريته لموضوعة محدّدة التفاصيل مثل ليلة عاشوراء ليصوّرها من أفق الانتظار :

في غد يشرق الصباح مدمّى      وعلى الترب أنجم مطفــآت

ليُصور الغد الدامي بتجربة مبتورة إذا نظرنا إلى بقية شعره ، فأنا قد لاحظت قبلاً على النجفي سمة الإرتقاء الشعري من قصيدة إلى أخرى لكنه في هذه المحطة لم يقلْ ما تريده حصيلته الشعرية المتصاعدة ولا أعلم سبباً وجيهاً لهذا النكوص ، فالنجفي لاتضغط على شاعريته المناسبة فهو من فرسانها المجلّين مع ثُلّة من إخوانه من شعراء الولاء ، لكنه بدأ مع تراكم تجربته في الكتابة بالتوجه إلى منحى آخر في التأمل والرؤيا الشعرية إزدانت به مجموعته ـ اهتزاز الذاكرة ـ مما أثرى تجربته بإرتياد مناطق كانت مجهولة لديه وإنفتح عليها نبوغه وتطلّعه ولعلي أصيب حين أسميه بالنابغة النجفي تيمناً بنوابغ الشعر العربي الأصيل ، فعبود الأحمد النجفي كتب الشعر الفصيح متأخراً فتصحّ عليه هذه التسمية ولعله يقبلها برحابة صدره المعهودة.

الصفحة 303

20 ـ للشيخ علي بن عبد الحميد ـ رحمه الله

العزمات الصادقة

فلما  رأى أن لا مناص من iiالردى      وإنّ مــراد الـقوم مـنه iiكـبيرُ
فـقال  لأهـليه وبـاقي iiصـحبه      ألا إنّ لـبـثي فـيـكمُ لـيـسيرُ
عـليكم بـهذا الـليل فاستتروا iiبه      وقوموا  وجدّوا في الظلام iiوسيروا
ويـأخذ  كـلُّ مـنكم يـدَ iiواحـدٍ      من الآن وخفّوا في البلاد و غوروا
فما  بُغيةُ الأرجاس غيري iiوخالقي      عـلى كـلّ شـيءٍ يـبتغيه iiقديرُ
فـقالوا مـعاذَ الله نـسلمك iiللعدى      وتـضفى عـلينا لـلحياة iiسـتورُ
فـأيُّ حـياة بـعد فـقدك iiنرتجي      وأيُّ  فــؤادٍ يـعـتريه سـرورُ
ولـكن نـقي عنك الردى iiبسيوفنا      لـتحظى بـنا دارُ الـنعيم iiوحورُ
فـقال  جُـزيتم كـلّ خـيرٍ iiفأنتمُ      لـكلّ  الـورى يـوم القيامة iiنورُ
فـأصبح يـدعو هل مغيثٌ iiيُغيثُنا      فـقـلّ مُـجيبوه وعـزّ iiنـصيرُ
ولـم تـبقى إلا عـصبةٌ iiعـلويةٌ      لـهم عـزماتٌ مـا بـهنَّ iiقصورُ
ولمّا شبّت نار الحروب iiوأضرمت      وقـتْ نـفسَه هـامٌ لـهم iiونحورُ
ولـم أنـسه يـوم الـهياج كـأنه      هـزبرٌ  لـه وقـعُ السيوف زئيرُ
يـكـرُّ عـليهم والـحسام iiبـكفه      فـلـم يـرَ إلا صـارخٌ iiوعـفيرُ
وراح إلـى نـحو الـخيام iiمودعاً      يُـهمهمُ  بـالقرآن حـيثُ iiيـسيرُ

الصفحة 304

فـقمنَّ  إلـيه الفاطميات iiحُسَّراً      يـفـدينه  والـمعولات iiكـثيرُ
فـقال اسـتعينوا بـالإله فـإنَّه      عـليمٌ بـما يُخفي العباد iiبصيرُ
ألا  لاتـشقنَ الجيوب ولا iiيُرى      لـكُنَّ عـويلٌ إنَّ ذاك iiغـرورُ
ألـم تعلمي ياأختُ إنَّ جميعَ من      على الأرضِ كلٌ للمماتِ iiيصيرُ
عـليك  بـزين الـعابدين iiفإنّه      إمـامكِ بـل لـلمؤمنين أمـيرُ
أطـيعي لـه إنْ قال مولىً iiفإنَّه      المطاعُ بأحكام الكتاب خبيرُ 
(1)

____________

(1) المنتخب للطريحي : ص121 ـ 122.

الصفحة 305

21 ـ للشيخ علي الفرج (1)

حديث النجوم

أغسلي يا نجوم عن سأم iiاللي      ل جفونَ الحسينِ iiوالأصحابِ
وَدّعـي  ذلـك الزعيمَ iiودمعا      ذابَ فيه طبعُ انكسارِ السحابِ
دمـعةٌ مـنه أنـبتتْ للملايي      ن  حِـراباً مـن سُنةٍ iiوكتابِ
ودّعـيه دمـاً تأهبّ في iiالأق      داح كـيما يُراق في iiالأكواب
دمُه  صبغة السماءِ وأين iiالس      يـفُ منه وهو انتماء iiالتُراب

 ***

حدّثي يا نجومُ عن خيم iiالوح      ي  ودمـعٍ من زينبٍ iiسَكّابِ
لـيلُها...أين  ليلُها ؟! iiنسيتْه      نسيتْ  صمتَه انتظارَ العذابِ
حولهَا من خواطر الظمأ المرِّ      ضبابٌ  في عُتمةٍ من ضبابِ

____________

(1) هو : الشاعر فضيلة الشيخ علي بن عبدالله الفَرَج ، ولد في القديح إحدى مناطق القطيف سنة 1391 هـ ، انهى المرحلة الثانوية ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف سنة 1410 هـ ثم درس شطراً في سوريا سنة 1412 هـ وأخيراً التحق بالحوزة العلمية في قم المقدسة سنة 1416 هـ ، ولا يزال يواصل دراسته العلمية فيها ، وله ديوان شعر : أصداء النغم المسافر ، وكتابات اُخرى ، وله مشاركات في النوادي الأدبية والثقافية في القطيف وسوريا وقم المقدسة.

الصفحة 306

قسماً لو جرى الفرات iiوريداً      فـي  دماها كسلسلٍ iiمُنسابِ
هـدرته مـاءً فتجتمع iiالأط      فال ، فيه تعود ملأى القِرابِ

***

حـدّثيني عـن الاُسود كم iiامتدَّ      بـهم  لـلسما خـيوطُ iiانتسابِ
زرعوا  الليل أعيناً تحرس iiالغا      ب  كَـسربٍ من الردى iiجوّابِ
أنـت يـا ليلة انخساف المرايا      فـي وجـوه السنين iiوالأحقاب
غُرست فيك آهتي iiواحتضاري      ونمت فيك صرختي iiواغترابي
عـجبٌ أن أراك سوداءَ iiوالشم      س بـجنبَيكِ مـعبدُ iiالأهـداب
عجبٌ أن أرى لديك ( دويَّ الن      حـل)  يـهتزُّ من أُسود iiالغاب
سـهروا  بـين جانحيك iiجبالاً      وغـدوا فـوق راحتيك iiروابي

***

حدّثيني  عن الظلام وما احمرَّ      بـأعـماقه  مـن iiالأِرهـاب
ضاع في رُعبه أنينُ يتامى ال      غـد  ضاعت مباسم iiالأحباب
وفـؤاد  الـحسين ذاب iiحناناً      وعجيبٌ  يذوب فوق iiالحرابِ

على الفَرَج

10 / 11 / 1416 هـ

قم المقدسة

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةأعلى