بحار الأنوار ج11


(باب 9) (قصص ادريس)

الايات ، مريم " 19 " واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا * ورفعناه
مكانا عليا 56 - 57 .
الانبياء " 21 " وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين * وأدخلناهم
في رحمتنا إنهم من الصالحين 85 - 86 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " واذكر في الكتاب " أي القرآن " إدريس " هو جد
أب نوح عليه السلام ، واسمه في التوراة اخنوخ ، وقيل : إنه سمي إدريس لكثرة درسه الكتب
وهو أول من خط بالقلم ، وكان خيطا ، وأول من خاط الثياب ، وقيل : إن الله سبحانه
علمه النجوم والحساب وعلم الهيئة وكان ذلك معجزة له " إنه كان صديقا " أي كثير التصديق في امور الدين ، وقيل : صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله تعالى " نبيا " أي عليا
رفيع الشأن برسالات الله تعالى " ورفعناه مكانا عليا " أي عاليا رفيعا ، وقيل : إنه رفع إلى
السماء السادسة ، عن ابن عباس والضحاك ، وقال مجاهد : رفع إدريس كما رفع عيسى وهو
حي لم يمت ، وقال آخرون : إنه قبض روحه بين السماء الرابعه والخامسة ، وروي ذلك
عن أبي جعفر عليه السلام ، وقيل : إن معناه : ورفعناه محله ومرتبته بالرسالة ولم يرد رفعة
المكان .(1)
1 - ع : بالاسناد إلى وهب أن إدريس عليه السلام كان رجلا ضخم البطن ، عريض
الصدر ، قليلا شعر الجسد ، كثيرا شعر الرأس ، وكانت إحدى اذنيه أعظم من الاخرى ،
وكان دقيق الصدر ، دقيق المنطق ، قريب الخطاء إذا مشى ، وإنما سمي إدريس لكثرة ما
كان يدرس من حكم الله عزوجل وسنن الاسلام وهو بين أظهر قومه ، ثم إنه فكر في
عظمة الله وجلاله فقال : إن لهذه السماوات ولهذه الارضين ولهذه الخلق العظيم والشمس
والقمر والنجوم والسحاب والمطرو وهذه الاشياء التي تكون لربا يدبرها ويصلحها بقدرته


(1)مجمع البيان 6 : 519(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه