بحار الأنوار ج15

العزة عما يصفون))وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة ، وهو يقول :(سبحان ذي الملك
والملكوت)وفي حجاب الهيبة ألفي سنة ، وهو يقول :(سبحان الله وبحمده)وفي حجاب
الشفاعة ألف سنة ، وهو يقول :(سبحان ربي العظيم وبحمده)ثم أظهر اسمه على اللوح
فكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة ، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش
مثبتا سبعة آلاف سنة ، إلى أن وضعه الله عزوجل في صلب آدم عليه السلام ،(1)ثم نقله من
صلب آدم عليه السلام إلى صلب نوح عليه السلام ، ثم من صلب إلى صلب(2)حتى أخرجه الله عز
وجل من صلب عبدالله بن عبدالمطلب ، فأكرمه بست كرامات : ألبسه قميص الرضا ،
ورداه برداء الهيبة ، وتوجه بتاج الهداية ،(3)وألبسه سراويل المعرفة ، وجعل تكته
تكة المحبة ، يشد بها سراويله ، وجعل نعله نعل الخوف ، وناوله عصا المنزلة . ثم
قال : يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم : قولوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . وكان أصل
ذلك القميص من ستة أشياء : قامته من الياقوت ، وكماه من اللؤلؤ ، ودخريصه من البلور
الاصفر ، وإبطاه من الزبرجد ، وجربانه من المرجان الاحمر ، وجيبه من نور الرب جل
جلاله ، فقبل الله عزوجل توبة آدم عليه السلام بذلك القميص ، ورد خاتم سليمان عليه السلام به
ورد يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام به ، ونجى يونس عليه السلام من بطن الحوت به ، وكذلك
سائر الانبياء عليهم السلام أنجاهم من المحن به ، ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد صلى الله عليه وآله .(4)


(1)في هامس المخطوط حاشية بخط المصنف وهى : لما كانوا عليهم السلام هم المقصودون من
خلق آدم عليه السلام وسائر ذريته فكان خلق آدم عليه السلام من الطينة الطيبة ليكون قلابلا لخروج
تلك الاشخاص المقدسه منه ، وربى تلك الطينة في الاباء والامهات حتى كملت قابليتها في عبدالله
وأبى طالب ، فخلق المقدسين منهما ، فيحتمل أن يكون حفظ النور والنتقاله من الاصلاب كناية
عن انتقال تلك القابلية ، واستكمال هذا الاستعداد ، وما ورد أن كالهم وفضلهم كان سبب الاشتمال
على أنوارهم يستقيم على هذا ، وكذا ما ضارعها من الاخبار والله يعلم تلك الاسترار ، وحججه الاخيار
عليهم السلام . منه عفى عنه .
(2)في المصدر : ثم جعل يخرجه من صلب إلى صلب حتى أخرجه من صلب .
(3)في المصدر : رداه رداء الهيبة ، وتوجه تاج الهداية .
(4)الخصال 1 : 82 ، معانى الاخبارك 88 و 89 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه