بحار الأنوار ج10

نسبة عيسى بن مريم :(إنه كلمة الله أحلها في الجسد الآدمي فصارت إنسانا)وقال
ألوقا :(إن عيسى بن مريم وامه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيهما روح القدس)
ثم إنك تقول من شهادة عيسى على نفسه :(حقا أقول لكم يامعشر الحواريين : إنه
لايصعد إلى السماء إلا من نزل منها إلا راكب البعير خاتم الانبياء فإنه يصعد إلى
السماء وينزل)فما تقول في هذا القول ؟ قال الجاثليق : هذا قول عيسى لاننكره ، قال
الرضا عليه السلام : فما تقول في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتى على عيسى ومانسبوه إليه ؟ قال
الجاثليق : كذبوا على عيسى ، قال الرضا عليه السلام : ياقوم أليس قد زكاهم وشهد أنهم
علماء الانجيل وقولهم حق ؟ .
فقال الجاثليق : يا عالم المسلمين(1)احب أن تعفيني من أمر هؤلاء ، قال الرضا
عليه السلام : فإنا قدفعلنا ، سل يانصراني عما بدالك ، قال الجاثليق ليسألك غيري ،
فلاوحق المسيح ماظننت أن في علماء المسلمين مثلك .
فالتفت الرضا عليه السلام إلى رأس الجالوت فقال له : تسألني أوأسألك ؟ فقال : بل
أسألك ، ولست أقبل منك حجة إلا من التوراة ، أومن الانجيل ، أومن زبور داود ،
أوبما في صحف إبراهيم وموسى ،(2)قال الرضا عليه السلام : لاتقبل مني حجة إلا بماتنطق
به التوراة على لسان موسى بن عمران ، والانجيل على لسان عيسى بن مريم ، والزبور
على لسان داود ، فقال رأس الجالوت : من أين تثبت نبوة محمد ؟ قال الرضا عليه السلام :
شهد بنبوته موسى بن عمران وعيسى بن مريم وداود خليفة الله عزوجل في الارض ،
فقال له : ثبت قول موسى بن عمران ، قال الرضا عليه السلام : هل تعلم يا يهودي أن موسى
ابن عمران أوصى بني إسرائيل فقال لهم : إنه سيأتيكم نبي من إخوانكم ، فبه فصدقوا
ومنه فاسمعوا ، فهل تعلم أن لبني إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل ، إن كنت تعرف
قرابة إسرائيل من إسماعيل ، والنسب الذي بينهما من قبل إبراهيم ؟ فقال رأس
الجالوت : هذا قول موسى لاندفعه ، فقال له الرضا عليه السلام : هل جاء كم من إخوة بني


(1)في هامش التوحيد : يا أعلم المسلمين خ ل .
(2)في المصدر : أو مما في صحف ابراهيم وموسى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه