بحار الأنوار ج69

ولا يتحمله الدين والشريعة ، وسنن النبوة وأئمة الهدى ، وإن كنت
راضيا بما أنت فيه ، فما أحد أشقى بعمله منك وأضيع عمرا ، فأورثت حسرة
يوم القيامة(1).
34 مص : قال الصادق عليه السلام : العجب كل العجب ممن يعجب بعمله ولا يدري
بما يختم له ، فمن أعجب بنفسه وفعله فقد ضل عن منهج الرشد ، وادعى ما ليس
له ، والمدعي من غير حق كاذب ، وإن خفي دعواه ، وطال دهره ، وإن أول
ما يفعل بالمعجب نزع ما اعجب به ، ليعلم أنه عاجز حقير ، ويشهد على نفسه
ليكون الحجة عليه أوكد ، كما فعل بابليس .
والعجب نبات حبها الكفر ، وأرضها النفاق ، وماؤها البغي ، وأغصانها الجهل
وورقها الضلالة ، وثمرها اللعنة والخلود في النار ، فمن اختار العجب فقد بذر الكفر
وزرع النفاق ، ولابد له من أن يثمر(2).
35 ختص : عن الصدوق : عن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن
البزنظي ، عن الكريم بن عمرو ، عن أبي الربيع الشامي قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام : من أعجب بنفسه هلك ، ومن أعجب برأيه هلك ، وإن عيسى بن
مريم قال : داويت المرضى فشفيتهم باذن الله وأبرأت الاكمة والابرص باذن الله
وعالجت الموتى فاحييتهم باذن الله ، وعالجت الاحمق فلم أقدر على إصلاحه
فقيل : يا روح الله وما الاحمق ؟ قال : المعجب برأيه ونفسه ، الذي يرى الفضل
كله له لا عليه ، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا ، فذاك الاحمق
الذي لا حيلة في مداواته(3).
36 ما : عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد
ابن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي


(1)مصباح الشريعة : 24 .
(2)مصباح الشريعة : 27 .
(3)الاختصاص 221 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه