بحار الأنوار ج64

وأقول : قد مضى تفسير الآية الثانية في باب فضل الايمان(1).
1 - كا : عن علي ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن

محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " صبغة الله
ومن أحسن من الله صبغة "(2)قال : الاسلام ، وقال في قوله عزوجل : " فقد
استمسك بالعروة الوثقى "(3)قال : هي الايمان بالله وحده لا شريك له(4).
بيان : قيل : على هذه الاخبار يحتمل أن تكون " صبغة " منصوبة على
المصدر من مسلمون في قوله تعالى قبل ذلك " لا نفرق بين أحد منهم ونحن له
مسلمون "(5)ثم يحتمل أن يكون معناها وموردها مختصا بالخواص والخلص
المخاطبين ب‍ " قولوا " في صدر الآيات حيث قال : " قولا آمنا بالله وما انزل
إلينا "(6)دون سائر أفراد بني آدم .
بل يتعين هذا المعنى إن فسر الاسلام بالخضوع والانقياد للاوامر والنواهي
كما فعلوه ، وإن فسر بالمعنى العرفي فتوجيه التعميم فيه كتوجيه التعميم في فطرة
الله كما سيأتي إنشاء الله .
وقيل : صبغة الله إبداع الممكنات وإخراجها من العدم إلى الوجود وإعطاء
كل ما يليق به من الصفات والغايات وغيرهما .
قوله : " فقد استمسك " قال تعالى : " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد
استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها " وفسر الطاغوت في الاخبار بالشيطان
وبأئمة الضلال ، والاولى التعميم ليشمل كل من عبد من دون الله من صنم أو صاد
عن سبيل الله ، و " يؤمن بالله " بالتوحيد وتصديق الرسل وأوصيائهم .
" فقد استمسك بالعروة الوثقى " : أي طلب الامساك من نفسه بالحبل الوثيق


(1)راجع ص 43 و 44 فيما سبق
(2)البقرة : 138 .
(3)البقرة : 256 .
(4)الكافى ج 2 ص 14 .
(5 و 6)البقرة : 136 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه