بحار الأنوار ج64

الاقوى الروحاني ، وهو جهة عليين ، وذلك لان كتابه من جنس الالواح العالية
والصحف المكرمة ، المرفوعة المطهرة ، بأيدي سفرة ، كرام بررة(1)يشهده
المقربون .
ومن كان من الاشقياء المردودين ، وكانت معلوماته مقصورة على الجرميات
وأخلاقه سيئة ، وأعماله خبيثة ، فقد اوتي كتابه بشماله ، أعني من جانبه الاضعف
الجسماني ، وهو جهة سجين ، وذلك لان كتابه من جنس الاوراق السفلية
والصحائف الحسية القابلة للاحتراق ، فلا جرم يعذب بالنار .
وإنما عود الارواح إلى ما خلقت منه ، كما قال سبحانه " كما بدأكم
تعودون "(2)" كما بدأنا أول خلق نعيده "(3)فما خلق من عليين فكتابه في عليين
وما خلق من سجين ، فكتابه في سجين انتهى .
وسياق تلك التحقيقات على مذاقه من اصول الدين ، ولما لم يصرح بنفي
ما حققه جماهير الامامية من أصحاب اليقين ، لا أدري أنها ثبتت له في عليين أو
سجين ، وفقنا الله لسلوك مسالك المتقين .
33 - بشا : عن ابن الشيخ ، عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه
عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي -
جعفر عليه السلام قال : إنا وشيعتنا خلقنا من طينة عليين ، وخلق الله عدونا من طينة
خبال من حماء مسنون(4).
بيان : قال في النهاية : فيه من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة
جاء تفسيره في الحديث أن الخبال عصارة أهل النار ، والخبال في الاصل الفساد
ويكون من الافعال والابدان والعقول .


(1)اقتباس من قوله تعالى في عبس : 13 - 16 .
(2)الاعراف : 29 / /(3)الانبياء : 104
(4)بشارة المصطفى : 105 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه