بحار الأنوار ج22

ما يقتضي تهييج ما في النفوس ، نحو قولها له وقد استدناه رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء حتى
قعد بينه وبينها وهما متلاصقان : أما وجدت مقعد الكذا لا يكنى عنه(1)إلا فخدي
ونحوه ما روي أنه سايره يوما وأطال مناجاته فجاء‌ت وهي سايرة خلفهما حتى
دخلت بينهما وقالت : فيم أنتما فقد أطلتما ؟ فيقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله غضب ذلك
اليوم ، وما روي من حديث الجفنة من الثريد التي أمرت الخادم فوقفت لها فأكفأتها
ونحو ذلك مما يكون بين الاهل وبين المرأة وأحمائها ، ثم اتفق أن فاطمة ولدت
أولادا كثيرة بنين وبنات ، ولم تلد هي ولدا ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقيم بني
فاطمة مقام بنيه ، ويسمي الواحد منهم ابني ، ويقول : " دعوا لي ابني * ولا ترزموا(2)
على ابني * وما فعل ابني(3)" ثم اتفق أن رسول الله صلى الله عليه وآله سد باب أبيها إلى
المسجد وفتح باب صهره ، ثم بعث أباها ببراء‌ة إلى مكة ثم عزله عنها بصهره ، فقدح
ذلك أيضا في نفسها ، وولد رسول الله صلى الله عليه وآله إبراهيم من مارية فأظهر علي عليه السلام
بذلك سرورا كثيرا ، وكان يتعصب لمارية ويقوم بأمرها عند رسول الله صلى الله عليه وآله ميلا
على غيرها ، وجرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عايشة فبرأها علي عليه السلام منها وكشف
بطلانها ، أو كشف الله تعالى على يده ، وكان ذلك كشفا محسا بالبصر لا يتهيأ


ما فيه سخط الله وسخط الرسول صلى الله عليه وآله ، ولذا كان لا يسمع قولهما فيهما ولا
يشكيها على ابنته - لما فيه من بغضها وبغض ابيها وابن عمها طلحة اياهما ، وانهم كانوا
يجلسون ويغتابون النبى صلى الله عليه وآله واخيه وبضعته ، ويدبرون عليهم ، فكان من تدبيرهم
وسوء صنيعتهم ما وقع بعد موته صلى الله عليه وآله من غصب الخلافة ، ووقوع الفتن في
حرب الجمل .
(1)لما تكنى عنه خ ل .
(2)هكذا في الكتاب ومصدره ، وفيه وهم ، والصيح : لا تزرموا بتقديم المعجمة
قال الجزرى في النهاية ، فيه انه بال عليه الحسن بن على فاخذ من حجره فقال : لا تزرموا
ابنى ، اى لا تقطعوا عليه بوله .
(3)زاد في المصدر : فما ظنك بالزوجة اذا حرمت الولد من البعل ثم رأت البعل يتبنى
بنى ابنته من غيرها ويحنوا عليهم حنو الوالد المشفق هل تكون محبة لاولئك البنين ولامهم
ولابيهم ام مبغضة ، وهل تود دوام ذلك واستمراره ام زواله وانقضاء‌ه ؟ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه