بحار الأنوار ج104

ابن الحسن المثنى بن الحسن البسط ابن مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام :

أحمدالله جل جلاله بما علمني من التحميد حمدا كما يليق بعظمة المالك الحميد حمدا
ببيان المقال ولسان الحال يقوم لحقوق ذلك الجلال والافضال المجيد ، حمدا يستدعى
تشريف مملوكه الحامد له بكمال المزيد وجلال التأييد ، حمدا لا ينقضي ولا يفنى
على الدوام والتأبيد
وأشهد أن لاإله إلا الله كما يريد من عبده ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله جدي
رسوله المبعوث من عنده ، وأفضل من دل على معرفة حق إحسانه ورفده ، وفتح
أقفال ما يستحقه من شكره وحمده ، وأشهد أن شريعته ثابتة إلى انقضاء الدنيا
الفانية ، وأنه جل جلاله جعل لها حفظة وقواما وعارفين بأسرارها ، ورافعين لمنارها
وصائنين لها عن التبديل وعن اختلاف التأويل ، وعن شبهات التضليل ، مستغنين بهدايته
جل جلاله وجلالته وعظمته ، وماخصهم به رسوله صلى الله عليه وآله عن زيادة دليل عارفين بالجملة
والتفصيل على صفات صاحب الرسالة تكميل الدلالة ، ولتقويم الحجة بذلك على العباد
بصاحب الجلالة
وبعد : فانه لما كان الموت محتوما على الامام منهم والمأموم أحوج الامر إلى
الروايات والاجازات فيما ينقل عنهم ، ولانه ما يقدر كل أحد من المكلفين أن
يلقى بنفسه إمام زمانه ، ويسمع منه ما يحتاج إليه للدنيا والدين فلم يبق بد من ناقل
ومنقول إليه ، ليثبت الحجة بذلك عليه
فصل
واعلم أنه كان من عادة جماعة من السلف الاوايل أن يكون كتب اصولهم
معلومة عند الذي يروي عنه ، وعند الناقل وجماعة يحفظون ما يروون
ويفرقون بين المعتدل منه والمائل ، وبين الحائل من الرواة والعادل ،
فلما غلب حب الدنيا على كثير من هذه الامة ، وأضاعوا أمرا امروا باتباععه من
الائمة ، ابتلوا الهمة فدرست عوائد التوفيق في الرواية ، وفوائد التحيق إلى

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه