بحار الأنوار ج21

وسنة نبيه ، ثم كتب إلى رسول الله صلى الله عليه واله :
بسم الله الرحمن الرحيم : لمحمد رسول الله صلى الله عليه واله من خالد بن الوليد السلام
عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما
بعد يا رسول الله صلى الله عليك ، فانك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني
إذا أتيتهم أن لا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلى الاسلام ثلاثة إيام . فإن أسلموا
قبلت منهم ، وإني قدمت عليهم ودعوتهم إلى الاسلام فأسلموا وأنا مقيم أعلمهم
معالم الاسلام .
فكتب رسول الله : من محمد رسول الله إلى خالد بن الوليد ، سلام عليك فإني
أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإن كتابك جاء‌ني مع رسولك يخبرني
أن بني الحارث قد أسلموا قبل أن يقاتلوا فبشرهم وأنذرهم وأقبل معهم ، وليقبل
معك وفدهم ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
فأقبل خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه واله وأقبل معه وفد بني الحارث فيهم
قيس بن الحصين فسلموا عليه ، وقالوا : نشهد أنك رسول الله ، وأن لا إله إلا الله
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : وأنا أشهد أن لا إله إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وأمر عليهم
قيسا فلم يمكثوا في قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه واله ، وبعث إلى
بني الحارث بعد أن ولى وفدهم عمرو بن حزم الانصاري ليفقههم ويعلمهم السنة
والاسلام(1)ويإخذمنهم صدقاتهم .
وفيها قدم وفد سلامان في شوالها وهم سبعة نفر رأسهم حبيب السلاماني .
وفيها قدم وفد محارب في حجة الوداع وهم عشرة نفر فيهم سواء‌بن الحارث
وابنه خزيمة ، ولم يكن أحد أفظ ولا أغلظ على رسول الله صلى الله عليه واله منهم ، وكان في
الوفد رجل منهم فعرفه رسول الله صلى الله عليه واله فقال : الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت
بك ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : " إن هذه القلوب بيد الله " ومسح وجه خزيمة فصارت
له غرة بيضاء ، وأجازهم كما يجيز الوفد وانصرفوا . _____________________________
(1)في المصدر : ومعالم الاسلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه