بحار الأنوار ج4

عن مشابهتها لما يرى من العجز والنقص فيها . معروف بالعلامات أي يعرف وجوده و
صفاته العينية الكمالية بالعلامات الدالة عليه لا بالكنه .
2 - يد ، لى : القطان والدقاق والسناني ، عن ابن زكريا القطان ، عن محمد
ابن العباس ، عن محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن ابن طريف ،
عن الاصبغ - في حديث - قال : قام إليه رجل يقال له : ذعلب ، فقال : يا أمير المؤمنين
هل رأيت ربك ؟ فقال : ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره
قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا . قال : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ، ولكن
رأته القلوب بحقائق الايمان . ويلك يا ذعلب إن ربي لايوصف بالبعد ولا بالحركة ولا
بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب ، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ،
عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف
بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة ، مؤمن لا بعبادة ، مدرك لا بمجسة ، قائل لا بلفظ ،
هو في الاشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه ،
أمام كل شئ ولا يقال له أمام ، داخل في الاشياء لاكشئ في شئ داخل ، وخارج منها
لاكشئ من شئ خارج . فخر ذعلب مغشيا عليه . الخبر .
بيان : ذعلب بكسر الذال المعجمة وسكون العين المهملة وكسر اللام كما ضبطه
الشهيد رحمه الله . والابصار بفتح الهمزة ويحتمل كسرها . قوله عليه السلام : لطيف اللطافة
أي لطافته لطيفة عن أن تدرك بالعقول والافهام ، ولا يوصف باللطف المدرك لعباده في
دقائق الاشياء ولطائفها ، وعظمته أعظم من أن يحيط به الاذهان ، وهو لا يوصف بالعظم
الذي يدركه مدارك الخلق من عظائم الاشياء وجلائلها ، وكبر ياؤه أكبر من أن يوصف
ويعبر عنه بالعبادة والبيان ، وهو لا يوصف بالكبر الذي يتصف به خلقه ، وجلالته
أجل من أن يصل إليه أفهام الخلق ، وهو لا يوصف بالغلظ كما يوصف الجلائل من الخلق به
والمراد بالغلظ إما الغلظ في الخلق أو الخشونة في الخلق . قوله عليه السلام : لا يوصف بالرقة
أي رقة القلب لانه من صفات الخلق بل المراد فيه تعالى غايته . قوله عليه السلام : مؤمن لا
بعبادة أي يؤمن عباده من عذابه ، من غير أن يستحقوا ذلك بعبادة ، أو يطلق عليه المؤمن

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه