بحار الأنوار ج14

الحق كما هو عندك حتى أقضي به ، فقال : إنك لا تطيق ذلك ، فألح على ربه حتى
فعل ، فجاء‌ه رجل يستعدي على رجل ، فقال : إن هذا أخذ مالي ، فأوحى الله عزوجل
إلى داود : إن هذا المستعدي قتل أبا هذا وأخذ ماله ، فأمر داود بالمستعدي فقتل فأخذ
ماله فدفعه إلى المستعدى عليه ، قال : فعجب الناس(1)وتحدثوا حتى بلغ داود عليه السلام
ودخل عليه من ذلك ما كره ، فدعا ربه أن يرفع ذلك ففعل ، ثم أوحى الله عزوجل إليه
أن احكم بينهم بالبينات ، وأضفهم إلى اسمي يحلفون به .(2)
20 يه : قال أبوجعفر عليه السلام : دخل علي عليه السلام المسجد فاستقبله شاب وهو يبكي
وحوله قوم يسكتونه ، فقال علي عليه السلام : ما أبكاك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن شريحا قضى
علي بقضية ما أدري ماهي ، إن هؤلاء النفر خرجوا بأبي معهم في سفرهم فرجعوا ولم
يرجع أبي ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، فسألتهم عن ماله فقالوا : ماترك مالا ، فقدمتهم
إلى شريح فاستحلفهم ، وقد علمت يا أمير المؤمنين أن أبي خرج ومعه مال كثير ، فقال لهم
أمير المؤمنين عليه السلام : ارجعوا ، فردهم جميعا والفتى معهم إلى شريح ، فقال له : ياشريح كيف
قضيت بين هؤلاء ؟ قال : يا أمير المؤمنين ادعى هذا الفتى على هؤلاء النفر أنهم خرجوا
في سفر وأبوه معهم فرجعوا ولم يرجع أبوه ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، وسألتهم عن ماله
فقالوا : ماخلف شيئا ، فقلت للفتى : هل لك بينة على ماتدعي ؟ قال : لا ، فاستحلفتهم ،
فقال عليه السلام لشريح : ياشريح هيهات ! هكذا تحكم في مثل هذا ؟ فقال : كيف هذا يا
أمير المؤمنين ؟(3)فقال علي عليه السلام : ياشريح والله لاحكمن فيه بحكم ماحكم به خلق
قبلي إلا داود النبي عليه السلام يا قنبر ادع لي شرطة الخميس ،(4)فدعاهم ، فوكل بهم(5)


(1)في نسخة . فتعجب الناس .
(2)فروع الكافي 2 : 359 .
(3)في التهذيب : كيف كان هذا يا أمير المؤمنين ؟
(4)الشرطة بالضم : هم اول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة ، سموا
بذلك لانهم اعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها ، والمراد منه هنا لعله الاول . الخميس : الجيش
سمى به لانه مقسوم بخمسة أقسام : المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب ، وسئل الاصبغ
ابن نباتة : كيف سميتم شرطة الخميس ؟ فقال : انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح ، يعني امير المؤمنين
عليه السلام .
(5)التهذيب خال عن كلمة " بهم " .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه