بحار الأنوار ج72

عليه السلام مثله(1).
بيان : قال في النهاية : في حديث أبي أيوب إذا شئت فاركب ثم سغ في
الارض ما وجدت مساغا أي ادخل فيها ما وجدت مدخلا ، وروى في المصابيح
عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال : إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء
فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الارض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ
يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن ، فان كان لذلك أهلا وإلا
رجعت إلى قائلها ، وفي النهاية اللعن الطرد والابعاد من الله تعالى ومن الخلق
السب والدعاء . وأقول : كأن هذا محمول على الغالب ، وقد يمكن أن يكون
اللاعن والملعون كلاهما من أهل الجنة كما إذا ثبت عند اللاعن كفر الملعون
واستحقاقه للعن وإن لم يكن كذلك ، فانه لا تقصير للاعن وقد يمكن أن يجري
أكثر من اللعن بسبب ذلك كالحد والقتل والقطع ، بشهادة الزور ، ويحتمل أن
يكون المراد بالمساغ محل الجواز ، والعذر في اللعن ، أو يكون المساغ بالمعنى
المتقدم كناية عن ذلك ، فان اللاعن إذا كان معذور كان مثابا عليه ، فيصعد لعنه
إلى السماء ويثاب عليه .
38 كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن علي ، عن محمد
ابن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا قال الرجل
لاخيه المؤمن : اف ، خرج من ولايته ، وإذا قال : أنت عدوي ، كفر أحدهما ، ولا
يقبل الله من مؤمن عملا ، وهو مضمر على أخيه المؤمن سواء‌ا(2).
بيان : لعل في السند تصحيفا أو تقديما وتأخيرا فان محمد بن سنان ليس هنا
موضعه وتقديم محمد بن علي عليه أظهر خرج من ولايته أي من محبته ونصرته
الواجبتين عليه ، ويحتمل أن يكون كناية عن الخروج عن الايمان ، لقوله تعالى :
إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين


(1)الكافى ج 2 ص 360 وفيه ترددت بينهما .
(2)الكافى ج 2 ص 361 وفيه : عن محمد بن حسان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه