بحار الأنوار ج84

39 أعلام الدين وعدة الداعى : عن الصادق عليه السلام قال : لا تعطوا العين
حظها فانها أقل شئ شكرا(1).
40 العدة وروضة الواعظين وأعلام الدين : عن النبي صلى الله عليه وآله إذا قام
العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضى ربه عزوجل بصلاة ليله ، باهى الله
به ملائكته ، فقال : أما ترون عبدي هذا ، قد قام من لذيذ مضجعه إلى صلاة لم أفرضها
عليه اشهدوا أني قد غفرت له(2)
41 العدة : قال : دخل ضرار بن ضمرة على معاوية فقال له : صف لي عليا
فقال له : أو تعفيني من ذلك ، فقال : لا أعفيك ، فقال : كان والله بعيد المدى ، شديد
القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطف الحكمة من
نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشتة .
كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، ويناجي
ربه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب .
كان والله فينا كأحدنا ، يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكنا مع
دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته ، فان تبسم فعن
مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله
ولا ييأس الضعيف من عدله .

وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه
وهو قائم في محرابه ، قابض على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ،
فكأني الآن أسمعه وهويقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ؟ أم إلي تشوقت ؟ هيهات
هيهات غري غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد أبنتك ثلاثا ، لا رجعة لي فيها فعمرك قصير
وخطرك يسير ، وأملك حقير ، آه آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق
وعظم المورد .


(1)اعلام الدين مخطوط .
(2)عدة الداعى لم يكن نسخته عندى ، وترى الحديث مسندا في أمالى الصدوق : 371 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه