بحار الأنوار ج10

بريهة وذهب يقوم(1)فتعلق به هشام قال : ما يمنعك من الاسلام ؟ أفي قلبك حزازة
فقلها ، وإلا سألتك عن النصرانية مسألة واحدة تبيت عليها ليلتك(2)هذه فتصبح
وليست لك همة غيري ؟ قالت الاساقفة : لا ترد هذه المسألة لعلها تشكل ، قال بريهة :
قلها يا أبا الحكم .
قال هشام : أفرأيتك الابن يعلم ماعند الاب ؟ قال : نعم ،(3)قال : أفرأيتك
الاب يعلم كل ما عند الابن ؟ قال : نعم ، قال : أفرأيتك تخبر عن الابن ، أيقدر على
كل ما يقدر عليه الاب ؟ قال : نعم ، قال : أفرأيتك عن الاب أيقدر على كل ما يقدر عليه
الابن ؟ قال : نعم ، قال : فكيف يكون واحد منهما ابن صاحبه وهما متساويان ؟ وكيف
يظلم كل واحد منهما صاحبه ؟ قال بريهة ليس منهما ظلم ،(4)قال هشام : من الحق
بينهما أن يكون الابن أب الاب ، والاب ابن الابن ، بت عليها يا بريهة وافترق النصارى
وهم يتمنون أن لا يكونوا رأوا هشاما ولا أصحابه .
قال : فرجع بريهة مغتما مهتما حتى صار إلى منزله ، فقالت امرأته التي
تخدمه : مالي أراك مهتمامغتما ؟ فحكى لها الكلام الذي كان بينه وبين هشام ،
فقالت لبريهة : يحك أتريد أن يكون على حق أو على باطل ؟ قال بريهة : بل على
الحق ، فقالت له : أينما وجدت الحق فمل إليه ؟ وإياك واللجاجة فإن اللجاجة
شك ، والشك شؤم ، وأهله في النار .
قال : فصوب قولها وعزم على الغدو على هشام ، قال : فغدا إليه(5)وليس
معه أحد من أصحابه ، فقال : يا هشام ألك من تصدر عن رأيه فترجع إلى قوله وتدين
بطاعته ؟ قال هشام : نعم يا بريهة ، قال : وما صفته ؟ قال هشام : في نسبه أو دينه ؟ قال
فيهما جميعا صفة نسبه وصفة دينه ، قال هشام : أما النسب خير الانساب : رأس العرب


(1)في المصدر : فذهب ليقوم .(2)في نسخة : تلبث عليها ليلتك .
(3)في نسخة هنا زيادة وهى هذه : قال : فالاب يعلم ما يعلمه الابن .
(4)في نسخة : ليس بينهما ظلم .
(5)في هامش المصدر : فغدا عليه خ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه