بحار الأنوار ج16

وقوله : أقنى العرنين : القنا : أن يكون في عظم الانف إحد يداب في وسطه ،
والعرنين : الانف . وقوله : كث اللحية ، معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها ،
وقوله : ضليع الفم ، معناه كبير الفم ، ولم تزل العرب تمدح بكبر الفم وتهجو بصغره ،
قال الشاعر يهجو رجلا :
إن كان كدي وإقدامي لفي جرذ * بين العواسج أجني حوله المصع
معناه إن كان كدي وإقدامي لرجل فمه مثل فم الجرذ في الصغر ، والمصع : ثمر
العوسج ، وقال بعض الشعرآء :
لحا الله أفواه الدبا من قبيلة
فعيرهم بصغر الافواه ، كما مدحوا(1)الخطبآء بسعة الاشداق ، وإلى هذا المعنى
يصرف قوله أيضا : كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ، لان الشدق جميل مستحسن عندهم ،
يقال : خطيب أهرت(2)الشدقين ، وهريت الشدق ، وسمي عمرو بن سعيد الاشدق ، وقال
الخنسآء ترثي أخاها :
وأحيى من مخبأة حياء * وأجرى من أبي ليث هزبر
هريت الشدق ريقال(3)إذا * ما عدا لم ينه عدوته بزجر
وقال ابن مقبل : هرت الشقاشق ظلامون للجزر .
وقوله : الاشنب من صفة الفم ، قالوا : إنه الذي لريقه عذوبة وبرد ، وقالوا أيضا :
إن الشنب في الفم : تحدر(4)ورقة وحدة في أطراف الاسنان ، ولا يكاد يكون هذا إلا
مع الحداثة والشباب ، قال الشاعر :
يا بأبي أنت وفوك الاشنب * كأنما ذر عليه الزرنب


(1)في المصدر : كما مدحوا باشداقه ، لان الاشداق جميل عندهم ، كما مدحوا الخطباء بسعة
الاشداق .
(2)الاهرت والهريت : الواسع .
(3)هكذا في نسخة المصنف وغيرها والصحيح كما في المصدر : رئبال أو ريبال . أى الاسد .
(4)في المصدر : تحدد . ولعله أصوب .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه