وعمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين جمعه ، وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت
وكان الحسن والحسين عليهما السلام يأخذان من معاوية الامال فلا ينفقان من ذلك على
أنفسهما ولا على عيالهما ما تحمله الذبابة بفيها .
قال شيبة بن نعامة : كان علي بن الحسين عليهما السلام ينحل فلما مات نظروا فإذا
هو يعول في المدينة أربعمائة بيت من حيث لم يقف الناس عليه .
فان قال : فان هذا محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري قال : حدثنا
أبوبشر الواسطي قال : حدثنا خالد بن داود ، عن عامر قال : بايع الحسن بن علي
معاوية على أن يسالم من سالم ويحارب من حارب ، ولم يبايعه على أنه أمير المؤمنين .
قلنا : هذا حديث ينقض آخره أوله ، وأنه لم يؤمره ، وإذا لم يؤمره لم
يلزمه الايتمار له إذا أمره ، وقد روينا من غير وجه ما ينقض قوله : يسالم من
سالم ، ويحارب من حارب فلا نعلم فرقة من الامة أشد على معاوية من الخوارج
وخرج على معاوية بالكوفة جويرية بن ذراع أو ابن وداع أو غيره من الخوارج
فقال معاوية للحسن : اخرج إليهم وقاتلهم ، فقال : يأبى الله لي بذلك ، قال : فلم ؟
أليس هم أعداؤك وأعدائي ؟ قال : نعم يا معاوية ، ولكن ليس من طلب الحق فأخطأه
كمن طلب الباطل فوجده ، فأسكت معاوية .
ولو كان ما رواه أنه بايع على أن يسالم من سالم ، ويحارب من حارب ، لكان
معاوية لا يسكت على ماحجه به الحسن عليه السلام ولانه يقول له : قد يايعتني على
أن تحارب من حاربت كائنا من كان ، وتسالم من سالمت كائنا من كان ، وإذا قال
عامر في حديثه : ولم يبايعه على أنه أمير المؤمنين قد ناقض لان الامير هو الآمر
والزاجر ، والمأمور هو المؤتمر والمنزجر ، فأبى تصرف الآمر ، فقد أزال الحسن عليه السلام
في موادعته معاوية الايتمار له ، فقد خرج من تحت أمره حين شرط أن لا يسميه
أمير المؤمنين .
ولو انتبه معاوية بحيلة الحسن عليه السلام بما احتال عليه ، لقال له : يا با محمد أنت