بحار الأنوار ج4

أعز أرومة ، من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياء‌ه ،(1)وانتجب منها امناء‌ه ، الطيبة
العود ، المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع ، الناضرة الغصون ،(2)اليانعة الثمار ، الكريمة
الحشا ،(3)في كرم غرست ،(4)وفي حرم أنبتت ،(5)وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت
فسمت به وشمخت حتى أكرمه الله عزوجل بالروح الامين ، والنور المنير ، والكتاب
المستبين ، وسخر له البراق ، وصافحته الملائكة ، وأرعب به الا بالس ، وهدم به الاصنام
والآلهة المعبودة دونه ، سنته الرشد ، وسيرته العدل ، وحكمه الحق ، صدع بما أمره
ربه ، وبلغ ما حمله ، حتى أفصح بالتوحيد دعوته ، وأظهر في الخلق أن لا إله إلاالله
وحده لا شريك له ، حتى خلصت الوحدانية ، وصفت الربوبية ،(6)وأظهر الله بالتوحيد
حجته ، وأعلي بالاسلام درجته ، واختار الله عزوجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة
والوسيلة ، صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين .
بيان : قوله عليه السلام : ولا من شئ كون ما قد كان رد على من يقول : بأن كل
حادث مسبوق بالمادة . المستشهد بحدوث الاشياء على أزليته الاستشهاد : طلب
الشهادة أي طلب من العقول بما بين لها من حدوث الاشياء الشهادة على أزليته ، أو من
الاشياء أنفسها بأن جعلها حادثة فهي بلسان حدوثها تشهد على أزليته ، والمعنى على


* إليه ، يقال : مكان منيع ، ويقال : امرأة منيعة كناية عن العفيفة . والذروة بضم الذال وكسرها وسكون
الراء : العلو والمكان المرتفع وأعلى الشئ ، ولعله إشارة إلى شرف والدته صلى الله عليه وآله وسلم
ومجدها وعلو نسبها وحسبها وقداستها وشدة عفتها .
(1)صاغ الشئ : هيأه على مثال مستقيم .
(2)نضر الشجر : اخضر وحسن وكان جميلا .
(3)الحشا : ما انضمت عليه الضلوع . ما في البطن . والجمع : الاحشاء . ويقال : فلان في حشا
فلان أى في كنفه . وفلان خيرهم حشا أى رعاية .
(4)الكرم بفتح الكاف والراء صفة بمعنى الكريم والطيب ، يستوى فيه المذكر والمؤنث و
المفرد والجمع يقال : رجل كرم ونساء كرم وأرض كرم . وبسكون الراء يأتى بمعنى أرض منقاة
من الحجارة .
(5)الحرم بفتح الحاء والراء مصدر بمعنى ما يحميه الرجل ويدافع عنه ، وبالضمتين جمع الحريم : كل
موضع تجب حمايته ، وحريم الرجل : ما يدافع عنه ويحميه ، ومنه سميت نساء الرجل بالحريم .
(6)اى خلصت ونقيت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه