بحار الأنوار ج20

أول ما يأتيكم(1)إلا رسول محمد يأمركم عنه بالجلاء فأطيعوني في خصلتين لا خير في
الثالثة : أن تسلموا فتأمنوا على دياركم وأموالكم ، وإلا فإنه يأتيكم من يقول
لكم : اخرجوا من دياركم ، فقالوا : هذه أحب إلينا ، قال : أما إن الاولى خير لكم
منها ، ولولا أني أفضحكم لاسلمت ، ثم بعث محمد بن مسلمة إليهم يأمرهم بالرحيل
والجلاء عن ديارهم وأموالهم ، وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث ليال(2).
2 - أقول : قال الكازروني وغيره في شرح تلك القصة : كانت غزوة بني
النضير في ربيع الاول(3)وكانت منازلهم بناحية الفرع وما والاها بقرية يقال لها :
زهرة ، وإنهم لما نقضوا العهد ، وعاقدوا المشركين على حرب النبي صلى الله عليه وآله خرج
صلى الله عليه وآله يوم السبت وصلى في مسجد قبا ومعه نفر من أصحابه(4)، ثم أتي بني النضير
فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين كان قد آمنهما فقتلهما عمرو بن أمية وهو لا يعلم ،
فقالوا : نفعل هموا بالغدر به : فقال عمرو بن الحجاش(5): أنا أظهر على البيت
فأطرح عليه صخرة ، فقال سلام بن مشكم : لا تفعلوا فوالله ليخبرن بما هممتم(6)،
فجاء جبرئيل فأخبره صلى الله عليه وآله ، فخرج راجعا إلى المدينة ، ثم دعا عليا وقال : لا
تبرح من مكانك ، فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عني فقل : توجه إلى المدينة ،
ففعل ذلك ، ثم لحقوا به ، فبعث النبي صلى الله عليه وآله محمد بن مسلمة إليهم وأمرهم بالجلاء


(1)في المصدر : والله ما يأتيكم .
(2)اعلام الورى : 56 ط 1 و 97 ط 2 .
(3)في الامتاع : في ربيع الاول على رأس سبعة وعشرين شهرا من مهاجر النبى صلى الله
عليه وآله ، ويقال : كانت في جمادى الاولى سنة اربع ، وروى عقيل بن خالد وغيره عن ابن
شهاب قال : كانت غزوة بنى النضير بعد بدر بستة اشهر .
(4)في الامتاع : دون العشرة .
(5)" " : عمرو بن جحاش .
(6)في المصدر : بما هممتم به .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه