بحار الأنوار ج14

قلت لابي عبدالله عليه السلام : حديث يرويه الناس : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : حدث عن بني
إسرائيل ولا حرج ، قال : نعم ، قلت : فنحدث بما سمعنا عن بني إسرائيل ولا حرج علينا ؟
قال : أما سمعت ما قال : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع ، قلت كيف هذا ؟
قال : ماكان في الكتاب(1)أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كان في هذه الامة(2)
ولا حرج .(3)
بيان : قال الجزري : فيه : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، أي لابأس ولاإثم
عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم ، وإن استحال أن يكون في هذه الامة ، مثل ما روي
أن ثيابهم كانت تطول ، وأن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان وغير ذلك ، لا
أن يحدث عنهم بالكذب ، ويشهد لهذا التأويل ما جاء في بعض رواياته فإن فيهم
العجائب .
وقيل : معناه : إن الحديث عنهم إذا أديته كما سمعته حقا كان أو باطلا لم يكن
عليك إثم لطول العهد ، ووقوع الفترة ، بخلاف الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله ، لانه إنما
يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة راويه .
وقيل : معناه : إن الحديث عنهم ليس على الوجوب ، لان قوله صلى الله عليه وآله في أول الحديث
" بلغوا عني " على الوجوب ، ثم أتبعه بقوله : " وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "
أي لاحرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم .
20 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن محمد
ابن سنان ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف(4)
من أمر الدنيا شيئا ، فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده ، فقال : من لي بفلان ؟ فقال
بعضهم : أنا ، فقال : من أين تأتيه ؟ فقال : من ناحية النساء ، قال : لست له لم يجرب النساء


(1)أي القرآن .
(2)أي في بني اسرائيل .
(3)قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه المصنف في كتاب العلم 2 : 159 عن المعاني بالاسناد ،
وأوردنا هناك تفسيرا للحديث عن الخطابي فراجعه .
(4)أي لم يكتسب ، من أمر الدنيا أي من ذنوبها .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه