بحار الأنوار ج35

وعلى باب الجنة ، والدليل على هذا القول قوله :(إنا خلقنا الانسان من نطفة)ومعلوم
أن آدم عليه السلام لم يخلق من النطفة(1).
14 - قل : في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة تصدق أميرالمؤمنين وفاطمة عليهما السلام
وفي اليوم الخامس والعشرين منه نزلت فيهما وفي الحسن والحسين عليهم السلام سورة هل أتى
ثم ساق الحديث نحوا ممامر في خبر علي بن عيسى ، ثم روى نزول المائدة عن الثعلبي
والخوارزمي ، ثم قال : وذكر حديث نزول المائدة الزمخشري في الكشاف ، ولكنه لم
يذكر نزولها في الوقت الذي ذكرناه ، قال : عن النبي صلى الله عليه وآله : أنه جاع في قحط(2)
فأهدت له فاطمة عليها السلام رغيفين وبضعة لحم آثرته بها ، فرجع بها إليها فقال : هلمي يا بنية ،
وكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما ، فبهتت وعلمت أنها نزلت من عندالله ،
فقال صلى الله عليه وآله لها : أنى لك هذا ؟ قالت : هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ،
فقال صلى الله عليه وآله الحمدلله الذي جعلك شبيه سيدة نساء بني إسرائيل ، ثم جمع رسول الله صلى الله عليه وآله
علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته عليهم السلام حتى شبعوا وبقي الطعام كما
هو ، وأوسعت فاطمة عليها السلام على جيرانها(3).
15 - كشف : أبوبكر بن مردويه قوله تعالى :(ويطعمون الطعام على حبه)نزل
في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام(4).
بيان : أقول : بعد ما عرفت من إجماع المفسرين والمحدثين على نزول هذه السورة
في أصحاب الكساء عليهم السلام علمت أنه لا يريب أريب(5)ولا لبيب في أن مثل هذا الايثار
لايتأتى إلا من الائمة الاخيار ، وأن نزول هذه السورة مع المائدة عليهم يدل على
جلالتهم ورفعتهم ومكرمتهم لدى العزيز الجبار ، وأن اختصاصهم بتلك المكرمة مع سائر


(1)مناقب آل أبى طالب 1 : 580 .
(2)في المصدر : فقال ما هذا لفظه : وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه جاء في زمن قحط اه‍ .
(3)اقبال الاعمال : 528 و 529 .
(4)كشف الغمة : 93 .
(5)أرب أربا : صار ماهرا فهو أريب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه