بحار الأنوار ج42

ومضيت بنور الله عزوجل حين وقفوا ، ولو اتبعوك لهدوا ،(و)كنت أخفضهم صوتا
وأعلاهم فوتا(1)، وأقلهم كلاما ، وأصوبهم منطقا ، وأكثرهم رأيا ، وأشجعهم قلبا
وأشدهم يقينا ، وأحسنهم عملا ، وأعرفهم بالامور ، كنت والله للدين يعسوبا ، وكنت
للمؤمنين(2)أبا رحيما ، إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا ، وحفظت
ما أضاعوا ، ورعيت ما أهملوا(3)، وعلوت إذ هلعوا ، وصبرت إذ جزعوا ، وأدركت
إذ تخلفوا ، ونالوا بك ما لم يحتسبوا ، وكنت على الكافرين عذابا صبا ، وللمؤمنين
غيثا وخصبا ، فطرت والله بعنانها ، وفزت بجنانها ، وأحرزت سوابقها ، وذهبت بفضائلها
لم يفلل حدك(4)ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ولم تخن .
كنت كالجبل لا تحركه العواصف ، ولا تزيله القواصف ، وكنت - كما قال النبي -
ضعيفا في بدنك قويا في أمرالله ، متواضعا في نفسك عظيما عندالله عزوجل ، كبيرا
في الارض جليلا عند المؤمنين ، لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز(5)
ولا لاحد عندك هوادة القوي(6)العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق ، و
البعيد والقريب(7)عندك في ذلك سواء شأنك الحق والرفق والصدق(8)وقولك حكم
وحتم ، وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم ، فاقلعت(9)وقد نهج السبيل وسهل


(1)في الكافى : واعلاهم قنوتا .
(2)" : كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرقت الناس وآخرا حين فشلوا ، كنت
بالمؤمنين اه‍ .
(3)في المصدر والكافى بعد ذلك : وشمرت اذا اجتمعوا .
(4)في المصدر والكافى : لم تفلل حجتك .
(5)في المصدر والكافى بعد ذلك : ولا لاحد فيك مطمع .
(6)في المصدر والكافى : الضعيف الذليل عندك قوى عزيز حتى تأخذله بحقه والقوى اه‍ .
(7)" " " : والقريب والبعيد .
(8)" " " : والصدق والرفق .
(9)" " " : فيما فعلت . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه