كذب علي وأذاع سري فأذاقه الله حر الحديد ، ومن كتم أمرنا زينه الله به في
الدنيا والاخرة وأعطاه حظه ، ووقاه حر الحديد وضيق المحابس ، إن بني إسرائيل
قحطوا حتى هلكت المواشي والنسل فدعا الله موسى بن عمران عليه السلام فقال : يا موسى
إنهم أظهروا الزنى والربا وعمروا الكنائس وأضاعوا الزكاة ، فقال : إلهي تحنن
أبوجعفر عليه السلام لعنهم والبراءة منهم الخ .
وقد تظافرت الروايات بكونه كذابا كان يكذب على أبى جعفر عليه السلام وفى رواية
عن أبى عبدالله عليه السلام أنه يقول : كان المغيرة بن سعيد تتعمد الكذب على أبى ويأخذ
كتب أصحابه وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبى يأخذون الكتب من أصحاب أبى فيدفعونها
إلى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسدوها إلى أبى ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن
يبثوها في الشيعة فكل ما كان في كتب أصحاب أبى من الغلو فذاك ممادسه المغيرة بن سعيد في كتبهم
وفى رواية قال أبوجعفر عليه السلام : هل تدرى ما مثل المغيرة ؟ قال - الراوى - : قلت : لا . قال
عليه السلام : مثله مثل بلعم بن باعور . قلت : ومن بلعم ؟ قال عليه السلام : الذى قال الله
عزوجل : الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان وكان من الغاوين .
وأما أبوالخطاب فهو محمد بن مقلاص أبى زينب الاسدى الكوفى البراد يكنى أبا ظبيان
غال ملعون من أصحاب أبى عبدالله عليه السلام في أول أمره ثم أصابه ما أصاب المغيرة فانسلخ
من الدين وكفر ، وردت روايات كثيرة في ذمه ولعنه وحكى عن قاضى نعمان أنه ممن
استحل المحارم كلها ورخص لاصحابه فيها وكانوا كلما ثقل عليهم أداء فرض أتوه فقالوا :
يا أبا الخطاب خفف عنا ، فيأمرهم بتركه حتى تركوا جميع الفرائض واستحلوا جميع
المحارم وأباح لهم أن يشهد بعضهم لبعض بالزور وقال : من عرف الامام حل له كل شئ
كان حرم عليه ، فبلغ أمره جعفر بن محمد عليهما السلام فلم يقدر عليه بأكثر من أن يلعنه
ويتبرأ منه وجمع أصحابه فعرفهم ذلك وكتب إلى البلدان بالبراءة منه وباللعنة عليه وعظم
أمره على أبى عبدالله عليه السلام واستفظعه واستهاله انتهى ، ولعنه الصادق عليه السلام ودعا
عليه باذاقة حر الحديد فاستجاب الله دعاءه فقتله عيسى بن موسى العباسى والى الكوفة .
ولمزيد الاطلاع راجع الرجال لابى عمر والكشى - رحمه الله - .