بحار الأنوار ج17

قوما أخذوا مجالسهم ، وأحبوا القرب من نبيهم فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه مقامهم ، فنزلت
الآية ، والتفسح : التوسع في المجالس ، هو مجلس النبي صلى الله عليه وآله ، وقيل : مجالس الذكر
كلها " فافسحوا يفسح الله لكم " أي فتوسعوا يوسع الله مجالسكم في الجنة " وإذا قيل
انشزوا " ارتفعوا وقوموا ووسعوا على إخوانكم " فانشزوا " أي فافعلوا ذلك ، وقيل : معناه
وإذا قيل لكم : انهضوا إلى الصلاة والجهاد وعمل الخير " فانشزوا " ولا تقصروا ، وإذا
قيل لكم ارتفعوا في المجلس وتوسعوا للداخل فاقعلوا ، أو إذا نودي للصلاة فانهضوا ، و
قيل : وردت في قوم كانوا يطلبون(1)المكث عنده صلى الله عليه وآله فيكون كل واحد منهم يحب
أن يكون آخر خارج ، فأمرهم الله أن يقوموا إذا قيل لهم : انشزوا " يرفع الله الذين آمنوا
منكم والذين اتوا العلم درجات " قال ابن عباس : يرفع الله الذين اوتوا العلم من المؤمنين
على الذين لم يؤتوا العلم درجات ، وقيل : معناه لكي يرفع الله الذين آمنوا منكم بطاعتهم
لرسول الله صلى الله عليه وآله درجة ، والذين اوتوا العلم بفضل علمهم وسابقتهم درجات في الجنة ، و
قيل : درجات في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله فأمره الله سبحانه أن يقرب العلماء من نفسه فوق
المؤمنين الذين لا يعلمون ليتبين(2)فضل العلماء على غيرهم " إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجواكم صدقة " أي إذا ساررتم الرسول فقدموا قبل أن تساروه صدقة ، وأراد
بذلك تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وأن يكون ذلك سببا لان يتصدقوا فيوجروا ، وتخفيفا عنه
صلى الله عليه وآله ، قال المفسرون : فلما نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا ضن(3)كثير
من الناس فكفوا عن المسألة(4)فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال مجاهد
وما كان إلا ساعة ، وقال مقاتل : كان ذلك ليال عشرا(5)، ثم نسخت بما بعدها ، وكانت
الصدقة مفوضة إليهم غير مقدرة(6)


(1)
في المصدر : يطيلون المكث .
(2)ليبين خ ل ، وهو الموجود في المصدر .
(3)ضن بالشئ ، : بخل .
(4)في المصدر : فكفوا عن المساوة .
(5)في المصدر : ليالى عشرا .
(6)مجمع البيان 9 : 249 - 253 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه