بحار الأنوار ج95

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كنت نائما ليلة النصف من شعبان ، فأتاني جبرئيل عليه السلام
فقال : يا محمد أتنام في هذه الليلة ؟ فقلت : يا جبرئيل وما هذه الليلة ؟ قال : هي
ليلة النصف من شعبان ، قم يا محمد فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لى : ارفع
رأسك فان هذه ليلة تفتح فيها أبواب السماء فيفتح فيها أبواب الرحمة ، وباب
الرضوان ، وباب المغفرة ، وباب الفضل ، وباب التوبة ، وباب النعمة ، وباب الجود
وباب الاحسان ، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم وأصوافها ، ويثبت الله فيها الاجال ، ويقسم
فيها الارزاق من السنة إلى السنة ، وينزل ما يحدث في السنة كلها
يا محمد من أحياها بتكبير وتسبيح وتهليل ودعاء وصلاة وقراء‌ة وتطوع و
استغفار كانت الجنة لا منزلا ومقيلا ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يا
محمد من صلى فيها مائة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مائة مرة وقل هو
الله أحد عشر مرات ، فاذا فرغ من الصلاة قرء آيه الكرسي عشر مرات وفاتحة
الكتاب عشرا وسبح الله مائة مرة غفر الله له مائة كبيرة موبقة موجبة للنار ، و
أعطى بكل سورة وتسبيحة قصرا في الجنة ، وشفعه الله في مائة من أهل بيته ، شركه
في ثواب الشهداء وأعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر وقائمي هذه الليلة ، من غير
أن ينقص من اجورهم شيئا
فأحيها يا محمد وأمر امتك باحيائها والنقرب إلى الله تعالى بالعمل فيها
فانها ليلة شريفة ، ولقد أتينك يا محمد وما في السمآء ملك إلا وقد صف قدميه
في هذه الليلة بين يدي الله تعالى ، قال : فهم بين راكع وقائم وساجد وداع ومكبر
ومستغفر ومسبح ، يا محمد إن الله تعالى يطلع في هذه اللية فيغفر لكل مؤمن
قائم يصلي وقاعد يسبح وراكع وساجد وذاكر ، وهي ليلة لا يدعو فيها داع
إلا استجيب له ، ولا سائل إلا اعطي ولا مستغفر إلا غفر له ولا تأئب إلا تيب
عليه ، من حرم خيرها يا محمد فقد حرم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو فيها فيقول :
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا
به رضوانك ، ومن اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا ، اللهم أمتعنا بأسماعنا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه