بحار الأنوار ج80

وعن لبس الحرير والديباج والاستبرق(1).
بيان : قال في النهاية : فيه أنه نهى عن لبس القسى هي ثياب من كتان
مخلوط حرير يؤتى بها من مصر ، نسبت إلى قرية على ساحل البحر قريبا من تنيس
يقال لها : القس بفتح القاف ، وبعض أهل الحديث يكسرها ، وقيل أصل القسي
القزي بالزاي منسوب إلى القز ، وهو ضرب من الابريسم ، فابدل من الزاء
سينا ، وقيل هو منسوب إلى القس وهو الصقيع لبياضه انتهى .
وقال بعض شراح البخاري : هو بمهملة وتحتية مشددتين ، وفسر بثياب
مضلعة فيها حرير مثل الاترنج أو كتان مخلوط بحرير ، وقال في الذكرى ك بفتح
القاف وتشديد السين المهملة المنسوب إلى القس موضع ، وهي من ثياب مصر فيها
حرير انتهى ، ولما كان ظاهر كلام الاكثر عدم كونه حريرا محضا ، فالنبي محمول
على الكراهة للونه ، أو لكونه مخلوطا على ما قيل من كراهة المخلوط مطلقا ، وإن
لم يثبت ، والمقدم يظهر من الجوهري والفيروز آبادي وغيرهما أنه المشبع
بالحمرة ، ومن بعضهم أنه المشبع بأي لون كان وبالنظر إلى المعنى الثاني كره
الشيخ وجماعة الصلاة في الثياب المفدمة بأي لون كان كمامر قال في الذكري :
وفي المبسوط ولبس الثياب المفدمة بلون من الالوان ، والتختم بالحديد مكروه
في الصلاة ، فظاهره كراهية المشبع مطلقا واختاره أبوالصلاح وابن الجنيد وابن
إدريس ، والاولى حمل رواية حماد عليه ، والتخصيص بالحمرة أخذه المحقق من
ظاهر كلام الجوهري انتهى .


قدروها تقديرا)الانسان : 12 16 ، فالشرب من أوانى الذهب والفضة ولباس الحرير
كالاتكاء على الارائك ، من نعيم أهل الجنة اعدت لهم نزلا ، وأدب الموعود يقتضى أن يزهد
عنها في هذه الدنيا حتى ينزل عليها في الدار الاخرة ويتنعم بها ، وأما الذى تنعم بها قبل
الميعاد زاهدا فيها طيلة حياته الدنيا فكانه رغب عن نعيم الاخرة ورضى بالحياة الدنيا
من الاخرة .
(1)الخصال ج 2 ص 1 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه