بحار الأنوار ج37

في بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن وأنا يومئذ غلام قد ناهزت
الحلم أو كدت(1)، فلقيهما جابر بن عبدالله وأنس بن مالك الانصاريان في جماعة من
قريش والانصار ، فما تمالك جابر بن عبدالله حتى أكب على أيديهما وأرجلهما يقبلهما ،
فقال له رجل من قريش كان نسيبا لمروان :(2)أتضع هذا يا أبا عبدالله في سنك(3)
وموضعك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله - وكان جابر قد شهد بدرا - فقال له : إليك
عني فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبلت ما تحت أقدامهما
من التراب .
ثم اقبل جابر على أنس بن مالك فقال : يا أبا حمزة أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله فيهما
بأمر ما ظننته أن يكون في بشر(4)قال له أنس : وما الذي أخبرك(5)يابا عبدالله ؟
قال علي بن الحسين : فانطلق الحسن والحسين ووقفت أنا أسمع محاورة القوم ، فأنشأ
جابر يحدث قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم في المسجد وقد خف من حوله(6)إذ
قال لي : يا جابر ادع لي حسنا وحسينا وكان صلى الله عليه وآله شديد الكلف بهما(7)، فانطلقت فدعوتهما
وأقبلت أحمل هذا مرة وهذا مرة(8)حتى جئته بهما ، فقال لي - وأنا أعرف السرور

في وجهه لما رأى من حنوي عليهما(9)وتكريمي إياهما - : أتحبهما يا جابر ؟ قلت :
وما يمنعني من ذلك فداك أبي وامي ومكانهما منك(10)مكانهما ؟ قال : أفلا اخبرك عن


(1)في المصدر : وأنا يومئذ غلام لم اراهق أو كدت .
(2)النسيب : القريب .
(3)في المصدر : وانت في سنك هذا .
(4)= : انه يكون في بشر .
(5)= : وبماذا أخبرك .
(6)خف القوم : ارتحلوا مسرعين وقلوا . وفى المصدر " وقد حف من حوله " اى أحدقوا
واستداروا به .
(7)كلفه : أحبه حبا شديدا وأولع له . والكلف - بكسر اوله وسكون ثانية - : الرجل العاشق .
(8)في المصدر : وهذا اخرى .
(9)الحنو : العطوفة . وفى المصدر : لما رأى من محبتى لهما .
(10)في المصدر : وأنا اعرف مكانهما منك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه