بحار الأنوار ج47

8 - ك : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن محمد
ابن إسماعيل ، عن حيان السراج قال : سمعت السيد ابن محمد الحميري يقال :
كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه ، قد ضللت
في ذلك زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وأنقذني به من النار
وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه
أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه ، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته

وأوجب الاقتداء به .
فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة
كونها فأخبرني بمن يقع ؟ فقال عليه السلام : ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر
من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبيطالب وآخرهم
القائم بالحق ، بقية الله في الارض ، وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي
نوح في قومه ، لم يخرج من الدنيا حتى يظهر ، فيملا الارض قسطا وعدلا كما
ملئت جورا وظلما قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد
عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدة أولها :
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
تجعفرت باسم الله والله أكبر * أيقنت أن الله يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دينا * به ونهاني واحد الناس جعفر
فقلت فهبني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر
وإني إلى الرحمان من ذاك تائب * وإني قد أسلمت والله أكبر
فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت اخفي واظهر
ولا قائلا حي برضوى محمد * وإن عاب جهال مقالي فأكثروا
ولكنه ممن مضى لسبيله * على أفضل الحالات يقفى ويخبر
مع الطيبين الطاهرين الاولى لهم * من المصطفى فرع زكي وعنصر
إلى آخر القصيدة ، وقلت بعد ذلك :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه