بحار الأنوار ج49

ولم أسألك فان الله عزوجل قد أعطاني من طاعة سائر ما رأيت من طاعة
هاتين الصورتين إلا جهال بني آدم فانهم وإن خسروا حظوظهم فلله عزوجل فيهم
تدبير ، وقد أمرني بترك الاعتراض عليك ، وإظهار ما أظهرته من العمل من تحت
يدك ، كما امر يوسف عليه السلام بالعمل من تحت يد فرعون مصر .
قال : فما زال المأمون ضئيلا إلى أن قضى في علي بن موسى الرضا عليه السلام
ما قضى(1).
بيان : قوله(غير رائث)قال الجزري : في حديث الاستسقاء عجلا غير رائث
أي غير بطيئ متأخر انتهى . قوله(ولا ضائر)أي ضار ، و(الرسل)بالكسر التأني
و(الوابل)المطر الشديد قوله في مهواه أي مسيره من قولهم هوى يهوي إذا أسرع في
السير ، والمهواة المطمئن من الارض ، قوله(أن تكون تاريخ الخلفاء)كناية عن
عظم تلك الواقعة ، وفظاعتها بزعمه ، فان الناس يورخون الامور بالوقائع
والدواهي .
و(المخرقة)بالقاف الشعبدة والسحر ، كما يظهر من استعمالاتهم ، وإن لم
نجد في اللغة ولعلها من الخرق بمعنى السفه والكذب ، أو من المخراق الذي يضرب
به ، وفي بعض النسخ بالفاء من المخرافات ، والتشوق التزين والتطلع ، وفي بعض
النسخ التسوق بالسين المهملة والقاف ، ولعله مأخوذ من السوق أي أعمال أهل
السوق من الاداني ، وفي القاموس ساوقه فاخره في السوق ويقال فلان يرشح للوزاره
أي يربى ويؤهل لها ، ولحس القصعة أكل بقية ما فيه باللسان ، والضئيل كأمير
الصغير الدقيق الحقير والنحيف .
17 ن : الهمداني ، عن الصولي قال : حدثنا الغلابي ، عن أحمد بن عيسى
ابن زيد أن المأمون أمرني بقتل رجل فقال : استبقني فان لي شكرا ، فقال :
ومن أنت وما شكرك ؟ فقال علي بن موسى عليه السلام : يا أمير المؤمنين أنشدك الله أن
تترفع عن شكر أحد ، وإن قل ، فان الله عزوجل أمر عباده بشكره فشكروه


(1)عيون أخبار الرضا ج 2 ص 167 172 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه