بحار الأنوار ج65

فقالت امرأة من سفلة الناس : السفلة بفتح السين وكسر الفاء : السقاط من الناس
والسفالة النذالة ، يقال هو من السفلة ، ولا يقال هو سفلة والعامة تقول رجل سفلة
من قوم سفل ، وليس بعربي وبعض العرب يخفف فيقول فلان من سفلة الناس فينقل
كسرة الفاء إلى السين انتهى .
وأقول : ربما يقرأ سفلة بالتحريك ، جمع سافل ، والحاصل أن السفلة أراذل
الناس وأدانيهم ، وقد ورد النهي عن مخالطتهم ومعاملتهم وفسر في الحديث بمن
لايبالي ماقال ولا ماقيل له ، وههنا قوبل بالشيعة الموصوفين بالصفات المذكورة ، و
حذر عن مخالطتهم ورغب في مصاحبة هؤلاء .
والجهاد هنا الاجتهاد والسعي في العبادة أو مجاهدة النفس الامارة وعمل
لخالقه أي خالصا له ، والتبعير بالخالق تعليل للحكم ، وتأكيد له ، فان من كان
خالقا ومعطيا للوجود ، والقوى والجوارح ولجميع ما يحتاج إليه ، فهو المستحق
للعبادة ولا يجوزعقلا تشريك غيره معه فيها .
43 - كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب
عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن شيعة علي عليه السلام كانوا خمص
البطون ، ذبل الشفاه ، أهل رأفة وعلم وحلم ، يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما أنتم
عليه بالورع والاجتهاد(1).
صفات الشيعة : عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن محمد رفعه
عنه عليه السلام مثله(2).
محص : عن ابن أبى يعفور عنه عليه السلام مثله وزاد في آخره : والصبر .
بيان : خماص البطن كناية ، عن قلة الاكل أو كثرة الصوم ، أو العفة ، عن
أكل أموال الناس ، وذبل الشفاه ، إما كناية عن الصوم ، أو كثرة التلاوة والدعاء
والذكر والخمص بالضم جمع أخمص أو بالفتح مصدر والحمل للمبالغة ، وربما يقرأ


(1)الكافى ج 2 ص 233 .
(2)صفات الشيعة ص 167 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه