بحار الأنوار ج6

ورؤية خواصنا عن أعينهم ليكون إيمانهم بذلك أعظم ثوابا لشدة المحنة عليهم - .
فيقول المؤمن : بأبي أنت وامي يا رسول رب العزة ، بأبي أنت وامي ياوصي
رسول رب الرحمة ، بأبي أنتما وامي ياشبلي محمد وضرغاميه ، ياولديه ، وسبطيه ، يا
سيدى شباب أهل الجنة المقربين من الرحمة والرضوان ، مرحبا بكم معاشر خيار
أصحاب محمد وعلي وولديهما ، ما كان أعظم شوقي إليكم ! وما أشد سروري الآن
بلقائكم ! يا رسول الله هذا ملك الموت قد حضرني ولا أشك في جلالتي في صدره لمكانك
ومكان أخيك .
فيقول رسول الله صلى الله عليه واله : كذلك هو ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله على ملك الموت فيقول :
ياملك الموت استوص بوصية الله في الاحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا ،
فيقول له ملك الموت : يارسول الله مره أن ينظر إلى ما أعد الله له في الجنان ، فيقول له
رسول الله صلى الله عليه واله : لينظر إلى العلو فينظر إلى ما لا يحيط به الالباب ،(1)ولا يأتى عليه العدد
والحساب .
فيقول ملك الموت : كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه ، وهذا محمد وأعزته زواره ؟
يارسول الله لولا أن الله جعل الموت عقبة(2)لا يصل إلى تلك الجنان إلا من قطعها لما
تناولت روحه ، ولكن لخادمك ومحبك هذا اسوة(3)بك وبسائر أنبياء الله ورسله و
أوليائه الذين اذيقوا الموت لحكم الله تعالى .
ثم يقول محمد : يا ملك الموت هاك أخانا قد سلمناه إليك فاستوص به خيرا ، ثم
يرتفع هو ومن معه إلى روض الجنان وقد كشف من الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن
العليل فيراهم المؤمن هناك بعد ما كانوا حول فراشه فيقول : يا ملك الموت الوحى
الوحى ،(4)تناول روحي ولا تلبثني ههنا ، فلا صبر لي عن محمد وأعزته ، وألحقني بهم ،


(1)الموجود في التفسير المطبوع هكذا : فيقول له رسول الله صلى الله عليه واله : انظر ،
فينظر إلى العلو وينظر إلى ما لا يحيط به الالباب .
(2)العقبة : المرقى الصعب من الجبال .(3)الاسوة بضم الهمزة وكسرها وسكون السين : القدوة .
(4)كلمة تقال في الاستعجال والمعنى : البدار البدار .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه