بحار الأنوار ج62

وكأنه حمل هذا الخبر على هذا المعنى ، ولا يخفى ما فيه ولعل السر فيما
ورد في الخبر أن الذي يموت في الماء يتنفخ بطنه غالبا فيقع في الماء على ظهره دون
ما مات خارج المآء ، والظاهر أن وقوع السمك الطري الميت على وجهه في المآء
في غاية الندرة ، وأما غير الطري فهو يرسب في الماء سواء مات خارج الماء أو داخله
ولعله لذلك أعرض عنه أكثر المتأخرين .
21 المكارم : عن أحمد بن اسحاق قال : كتبت إلى أبي محمد عليه السلام سألته عن
الاسقنقور يدخل في دواء الباه له مخاليب وذنب أيجوز أن يشرب ؟ فقال : إذا كان له
قشور فلا بأس(1).
توضيح : قال في القاموس : اسقنقور : دابة تنشأ بشاطئ بحر النيل لحمها
باهي .
وقال الدميري في الاسقنقور : قال بختيشوع : إنه التمساح البري لحمه حار
في الطبقة الثانية(2)إذا ملح وشرب منه مثقال زاد في الباه وتهيج الشهوة ويسخن
الكلى الباردة ، وقال ابن زهير : هي دابة بمصر شكلها كالوزغة على عظيم خلقته ، وإذا
علقت عينها على من يفزع بالليل أبرأته إذا لم يكن من خلط . وقال أرسطاطا ليس
في كتاب الحيوان الكبير : إن شربه يهيج الباه ويزيد في الانعاظ في سائر البلاد إلا
بمصر ، وهو أنفس ما يهدى منها لملوك الهند فانهم يذبحونه بسكين من ذهب
ويحشونه من ملح مصر ويحملونه كذلك إلى أرضهم ، فاذا وضعوا منه مثقالا(3)على
بيض أو لحم واكل نفع من ذلك نفعا بليغا(4).
والتمساح : تبيض في البر فما وقع من ذلك في الماء صار تمساحا وما بقي صار


(1)مكارم الاخلاق : 83 و 84 فيه : ان كان له .
(2)في المصدر : في الدرجة الثانية .
(3)في المصدر : مثقالا من ذلك الملح .
(4)حياة الحيوان 1 : 17 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه