بحار الأنوار ج79

أن رجلا أوصى بعض أصحابه ممن حج أن يقرء سلامه لرسول الله صلى الله عليه وآله ويدفن
رقعه مختومة أعطاها له عند رأسه الشريف ، ففعل ذلك ، فلما رجع من حجه
أكرمه الرجل وقال له : جزاك الله خيرا لقد بلغت الرسالة ، فتعجب المبلغ من
ذلك ، وقال : من أين علمت بتبليغها قبل أن احدثك ؟ فأنشأ يحدثه ، قال :
كان لي أخ مات وترك ابنا صغيرا فربيته وأحسنت تربيته ، ثم مات قبل أن
يبلغ الحلم .
فلما كان ذات ليلة رأيت في المنام أن القيامة قد قامت ، والحشر قد وقعت
والناس قد اشتد بهم العطش من شدة الجهد ، وبيدابن أخى ماء فالتمست أن يسقيني
فأبي ، وقال : أبي أحق به منك ، فعظم علي ذلك . وانتبهت فزعا فلما أصبحت تصدقت
بجملة دنانيري ، وسألت الله أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقنيه واتفق سفرك فكتبت لك
تلك الرقعة ومضمونها التوسل بالنبي إلى الله عزوجل في قبوله مني رجاء أن
أجده يوم الفزع الاكبر ، فلم يلبث أن حم ومات ، وكان ذلك يوم وصولك ، فعلمت
أنك بلغت الرسالة .
ومن كان النوم والرؤيا لابي الصقر الموصلي عن علي بن الحسين بن
جعفر ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ممن أثق بدينه وفهمه قال : أتيت المدينة ليلا
فبت في بقيع الغرقد بين أربعة قبور ، عندها قبر محفور ، فرأيت في منامي أربعة
أطفال قد خرجوا من تلك القبور ، وهم يقولون :
أنعم الله بالحبيبة عينا * وبمرآك يا اميم إلينا
عجبا ما عجبت من ضغطة القبر * ومغداك يا اميم إلينا
فقلت : إن لهذه الابيات لشأنا وأقمت حتى طلعت الشمس ، فاذا جنازة
قد أقبلت فقلت : من هذه ؟ قالوا امرء‌ة من المدينة ، فقلت : اسمها اميم ؟ قالوا : نعم ،
قلت : أقدمت فرطا قالوا أربعة أولاد فأخبرتهم الخبر .
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : المصائب مفاتيح الاجر .
وعنه صلى الله عليه وآله قال : قال الله عزوجل إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه