بحار الأنوار ج38

الجنة له ، قالوا : بماذا يا رسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم عما صنع في هذا اليوم .
فأقبل عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا : له هنيئا لك ما بشرك به رسول الله
صلى الله عليه وآله فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل :
ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها ،
فخشيت أن تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لاعتاضن منها النظر إلى وجه علي بن أبي طالب
عليه السلام فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :(النظر إلى وجه علي عبادة)فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إي والله عبادة وأي عبادة ، إنك يا عبدالله ذهبت تبتغي أن تكتسب
دينارا لقوت عيالك فقاتك ذلك ، فاعتضت منه النظر إلى وجه علي وأنت له محب ولفضله
معتقد ، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ،
ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مصيرك إليه(1)في ألف رقبة ، يعتقهم الله من النار
بشفاعتك(2).
6 قب : الخطيب في الاربعين عن عمران بن الحصين ، والزمخشري في ربيع الابرار
عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، والسمعاني في الرسالة
القوامية عن عمر بن الخطاب عن الخدري ، ويوسف بن موسى القطان ، عن وكيع ، عن
مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن أنس ، عن عمر بن الخطاب واللفظ لعائشة قالت : كان
أبوبكر يديم النظر إلى علي عليه السلام فقيل له في ذلك ، فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
(النظر إلى علي عبادة).
الابانة عن ابن بطة روى أبوصالح عن أبي هريرة قال : رأيت معاذا يديم النظر
إلى وجه علي عليه السلام فقلت له : إنك تديم النظر إليه كأنك لم تره ، فقال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول :(النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة)وهو في أكثر
الروايات ، وفي روايات عمار ومعاذ وعائشة عن النبي صلى الله عليه وآله : النظر إلى علي بن أبي طالب
عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراء‌ة من أعدائه .


(1)كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر : في مسيرك اليه .
(2)أمالى الصدوق : 217 و 218 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه