بحار الأنوار ج11

يعقرها ، قالوا : فما علامته فوالله لانجده إلا قتلناه ؟ قال : إنه غلام أشقر أزرق أصهب(1)
أحمر ، قال : فكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لاحدهما ابن رغب له عن المناكح ،
وللآخر ابنة لا يجد لها كفوا ، فزوج أحدهما ابنته بابن الآخر فولد بينهما المولود ، فلما
قال لهم صالح : إنما يعقرها مولود فيكم اختاروا قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطا
يطوفون في القرية ، فإذا وجدوا امرأة تلد نظروا ولدها ماهو ، فلما وجدوا ذلك المولود
صرخت النسوة وقلن : هذا الذي يريد نبي الله صالح ، فأراد الشرط أن يأخذوه فحال جداه
بينه وبينهم وقالوا : لو أراد صالح هذا لقتلناه ، فكان شر مولود ، وكان يشب في اليوم
شباب غيره في الجمعة ، فاجتمع تسعة رهط منهم يفسدون في الارض ولا يصلحون كانوا قتلوا
أولادهم خوفا من أن يكون عاقر الناقة منهم ثم ندموا فأقسموا ليقتلن صالحا وأهله ،
وقاوا : نخرج فنري الناس إننا نريد السفر فنأتي الغار الذي على طريق صالح فنكون
فيه ، فإذا جاء الليل وخرج صالح إلى مسجده قتلناه ثم رجعنا إلى الغار ثم انصرفنا إلى
رحالنا وقلنا : ما شهدنا قتله فيصدقنا قومه ، وكان صالح لا ينام(2)معهم ، كان يخرج إلى
مسجد له يعرف بمسجد صالح فيبيت فيه ، فلما دخلوا الغار سقط عليهم صخرة فقتلتهم ، فانطلق
رجال ممن عرف الحال إلى الغار فرأوهم هلكى فعادوا يصيحون أن صالحا أمرهم بقتل أولادهم
ثم قتلهم ، وقيل : إنما كان تقاسم التسعة على قتل صالح بعد عقر الناقة وإنذار صالح إياهم
بالعذاب ، وذلك أن التسعة الذين عقروا الناقة قالوا : تعالوا فلنقتل صالحا ، فإن كان صادقا
عجلنا قتله ، وإن كان كاذبا ألحقناه بالناقة ، فأتوه ليلا في أهله فدفعتهم(3)الملائكة بالحجارة
فهلكوا ، فأتى أصحابهم فرأوهم هلكى فقالوا لصالح : أنت قتلتهم فأرادوا قتله فمنعهم عشيرته
وقالوا : إنه قدوعدكم العذاب فإن كان صادقا فلا تزيدوا ربكم غضبا ، وإن كان كاذبا فنحن
نسلمه إليكم ، فعادوا عنه . فعلى القول الاول يكون التسعة الذين تقاسموا غير الذين
عقروا الناقة ، والثاني أصح انتهى .(4)


(1)في القاموس : أصهب - محركة - : حمرة أو شقره في الشعر . منه قدس الله روحه . قلت :
الصحيح كما في القاموس : الصهب ، والظاهر انه تصحيف من النساخ .
(2)في المصدر : لا يبيت . م
(3)< < < < : فدمغتهم . م
(4)كامل التواريخ 1 : 36 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه