بحار الأنوار ج45

أنه يخرج منهم رجل يقال له محمد يدعي النبوة فيزيل دولة ملوك الاعاجم ويفنيها
فأقتلهم حتى لايكون منهم ذلك الرجل ، فقال نزار : لئن كان ماوجدته في كتب
الكذابين فماأولاك أن تقتل البراء غير المذنبين وإن كان ذلك من قول الصادقين
فان الله سيحفظ ذلك الاصل الذي يخرج منه هذا الرجل ولن تقدر على إبطاله
ويجري قضاء‌ه وينفذ أمره ولولم يبق من جميع العرب إلا واحد ، فقال سابور :
صدقت هذا نزار يعني بالفارسية المهزول كفوا عن العرب ، فكفوا عنهم ، ولكن يا
حجاج إن الله قد قضى أن أقتل منكم ثلاثمائة ألف وثلاثة وثمانين ألف رجل فان
شئت فتعاط قتلي وإن شئت فلاتنعاط فان الله إما أن يمنعك عني وإما أن يحييني بعد
قتلك ، فان قول رسول الله حق لامرية فيه
فقال للسياف : اضرب عنقه فقال المختار : إن هذا لن يقد رعلى ذلك وكنت
احب أن تكون أنت المتولي لما تأمره فكان يسلط عليك أفعى كما سلط على هذا
الاول عقربا ، فلما هم السياف أن يضرب عنقه إذا برجل من خواص عبدالملك
ابن مروان قد دخل فصاح بالسياف كف عنه ، ومعه كتاب من عبدالملك بن مروان
فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم أمابعدياحجاج بن يوسف فإنه قد سقط إلينا
طير عليه رقعة أنك أخذت المختاربن أبي عبيد تريد قتله ، تزعم أنه حكى عن رسول الله
فيه أنه سيقتل من أنصار بني امية ثلاثمائة وثلاثة وثمانين ألف رجل ، فإذا أتاك كتابي
هذا فخل عنه ، ولاتعرض له إلا بسبيل خيرفانه زوج ظئرابني الوليد بن عبد
الملك بن مرو ان ، وقد كلمني فيه الوليد وإن الذي حكى إن كان باطلا فلامعنى
لقتل رجل مسلم بخبر باطل ، وإن كان حقا فانك لاتقدر على تكذيب قول رسول
الله ، فخلى عنه الحجاج
فجعل المختار يقول : سأفعل كذا ، وأخرج وقت كذا وأقتل من الناس كذا
وهؤلاء صاغرون يعني بني امية ، فبلغ ذلك الحجاج فاخذ وانزل وأمر بضرب العنق
فقال المختار : إنك لاتقدر على ذلك فلا تتعاط ردا على الله ، وكان في ذلك إذسقط
عليه طائر آخر عليه كتاب من عبدالملك بن مروان بسم الله الرحمن الرحيم ياحجاج
لاتعرض للمختار فإنه زوج مرضعة ابني الوليد ، ولئن كان حقا فستمنع من قتله

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه