بحار الأنوار ج37

وينكر حياته ، وهذا أيضا قول شاذ ، وجميع ما حيكينا بعد الاول من الاقوال هو
حادث ألجا القوم إليه الاضطرار عند الحيرة وفراقهم الحق ، والاصل المشهور ما حكيناه
من قول الجماعة المعروفة بإمامة أبي القاسم بعد أخويه عليهما السلام والقطع على حياته وأنه
القائم ، مع أنه لا بقية للكيسانية جملة ، وقد انقرضوا حتى لا يعرف منهم في هذا
الزمان أحد إلا ما يحكى ولا يعرف صحته .
وكان من الكيسانية أبوهاشم إسماعيل بن محمد الحميري رحمه الله(1)، وله في
مذهبهم أشعار كثيرة ، ثم رجع عن القول بالكيسانية وبرئ منه(2)ودان بالحق ،
لان أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام دعاه إلى إمامته وأبان له عن فرض طاعته ، فاستجاب
له وقال بنظام الامامة ، وفارق ما كان عليه من الضلالة ، وله في ذلك أيضا شعر معروف ،
فمن بعض قوله في إمامة محمد ومذهب الكيسانية قوله :
ألا حي المقيم بشعب رضوى * وأهدله بمنزلة السلاما(3)
أضر بمعشر والوك منها * وسموك الخليفة والاماما
وعادوا فيك أهل الارض طرا * مقامك عندهم سعبين عاما
لقد أضحى بمورق شعب رضوى * تراجعه الملائكة الكلاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له أرض عظاما
وإن له بها لمقيل صدق * وأندية يحدثه الكراما
وله أيضا - وقد روى عبدالله بن عطاء بن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : أنا
دفنت عمي محمد بن الحنفية ونفضت يدي من تراب قبره فقال - :
نبئت أن ابن عطاء روى * وربما صرح بالمنكر
لما روى أن أبا جعفر * قال ولم يصدق ولم يبرر


(1)في المصدر : الحميرى الشاعر رحمه الله .
(2)= = : وتبرأ منه .
(3)رضوى - بفتح اوله وسكون ثانية - جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع على مسيرة
يوم منها يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية مقيم به حى يرزق - هدل الشئ : ارسله إلى اسفل
وارخاه . وفى المصدر : وأهله . وفيه بعد هذا البيت :
وقل يا ابن الوصى فدتك نفسى * أطلت بذلك الجبل المقاما

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه