بحار الأنوار ج66

لم يلم أحد أحدا(1).
بيان :(لم يلم أحد أحدا)أي في عدم فهم الدقائق ، والقصور عن بعض المعارف
أو في عدم اكتساب الفضائل والاخلاق الحسنة ، وترك الاتيان بالنوافل والمستحبات
وإلا فكيف يستقيم عدم الملامة على ترك الفرائض والواجبات ، وفعل الكبائر
والمحرمات ، وقد مر أن الله تعالى لايكلف الناس إلا بقدر وسعهم ، وليسوا
بمجبورين في فعل المعاصي ، ولا في ترك الواجبات ، لكن يمكن أن لايكون
في وسع بعضهم معرفة دقائق الامور ، وغوامض الاسرار ، فلم يكلفوا بها وكذا عن
تحصيل بعض مراتب الاخلاص واليقين وغيرها من المكارم ، فليسوا بملومين بتركها
فالتكاليف بالنسبة إلى العباد مختلفة بحسب اختلاف قابلياتهم واستعداداتهم ولا
يستحق من لم يكن قابلا لمرتبة من المراتب المذكورة أن يلام لم لاتفهم هذا
المعنى ، ولم لاتفعل الصلاة كما كان أميرالمؤمنين عليه السلام يفعله مثلا وهكذا .
قوله عليه السلام(بلغ بها)كأنه جعل كل جزء من السهام السبعة المتقدمة
سبعة . قوله عليه السلام(فجعل الجزء عشرة أعشار)كأن هذا للتأكيد والتوضيح ودفع
توهم أن المراد جعل كل جزء عشرا من مرتبة فوقه ، فيصير المجموع أربعمائة
وتسعين عشرا(حتى بلغ به)الباء للتعدية ، والضمير راجع إلى الايمان أو إلى
الرجل المطلق المفهوم من(رجل)لا إلى الرجل المذكور ، ولا إلى آخر لاختلال
المعنى ، وهذا أظهر ، لقوله حتى بلغ بأرفعهم(إلا عشر جزء)أي من القابلية
أو قابلية عشر جزء من الايمان ، وهكذا في البواقي .
4 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابه ، عن الحسن بن
علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن حماد الخزاز ، عن عبدالعزيز القراطيسي قال : قال
لي أبو عبدالله عليه السلام : يا عبدالعزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم ، يصعد
منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد : لست على شئ
حتى ينتهي إلى العاشرة ، فلا تسقط من هو دونك ، فيسقطك من هو فوقك


(1)الكافى ج 2 : 44 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه