بحار الأنوار ج21

فقتل علي عليه السلام مقاتليهم ، وسبا ذراريهم ، وأخذ أموالهم ، وأقبل بسبيهم إلى رسول
الله صلى الله عليه واله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه واله فخرج وجميع أصحابه حتى استقبل علي عليه السلام(1)
على ثلاثة أميال من المدينة ، وأقبل النبي صلى الله عليه واله يمسح الغبار عن وجه أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام بردائه ، ويقبل بين عينيه ويبكي ، وهو يقول : " الحمدالله يا علي الذي شد بك أرزي ، وقوي بك ظهري ، يا علي إنني سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه أن يشرك هارون في أمره ، وقد
سألت ربي أن يشد بك أزري " ثم التفت إلى أصحابه وهو يقول : " معاشر أصحابي
لا تلوموني في حب(2)علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإنما حبي عليا من امرالله ، و
الله أمرني أن أحب عليا وأدنيه ، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد
أحب الله ، ومن أحب الله أحبه الله وحقيق(3)على الله أن يسكن محبيه الجنة ، يا علي
من أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله أبغضه ولعنه ،
وحقيق(4)على الله أن يفقه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا(5).
بيان : خفقت الراية تخفق بالضم والكسر : اضطربت ، وآلى وتألى أي حلف
والجمان بالضم جمع الجمانة ، وهي حبة تعمل من الفضة كالدرة . والملاط بالكسر
الطين الذي يجعل بين سافتي البنا . وقال الفيروز آبادي : أنجد عرق ، وأعان ، و
ارتفع ، والدعوة : أجابها والنجدة : القتال ، والشجاعة ، والشدة ، والضيغم :
الاسد . والقرم بالفتح : الفحل ، والسيد . والغشمشم : من يركب رأسه فلا يثنيه
عن مراده شئ .
أقول : إنما أوردت تلك الغزوة في هذا الموضع تبعا للمؤرخين ، وقد مرأن
المفيد رحمه الله ذكرها في موضعين غير هذا ، والله أعلم .


(1)في المصدر : حتى استقبل عليا عليه السلام .
(2)في المصدر : في حبى .(3 و 4)في المصدر : وكان حقيقا .
(5)تفسير فرات : 222 - 226 وفيه : ولا يقبل عنه صرف ولا عدل ولاجارة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه