بحار الأنوار ج87

على المنع والحرمان ، وإذا وصلت أحدهما بالاخر فقد جمعت بين الصفتين .
ويمكن أن يراد بالمزجور في العمق الاكبر الريح ، فعن الباقر عليه السلام أن
لله تعالى بيت ريح مقفل لوفتح لاذرت ما بين السماء والارض ، وما أرسل الله تعالى
على قوم عاد إلا قدر الخاتم ، فكانت تدخل على أفواههم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم
عضوا عضوا ، ونقول في الماء المزجور في العمق الاكبر كماء الطوفان ما قلناه في
الريح ، فانه لو لا زجر الله سبحانه إياه لاغرق الخلق .
وقال بعضهم : العمق الاكبر : الملك الاكبر ، وهذا التفسير فيه ما فيه ، لانه لم يرد
العمق بمعنى الملك لغة ولا عرفا .
وركدت لها البحار والانهار أي ذلت البحار والانهار واستقرت في
مجاريها وانقادت وأذعنت لعلمه وجلاله وكبريائه وعزته وجبروته ، ولم يرد
بالركود السكون ضد الحركة لانها غير ساكنة ، اللهم إلا أن يراد ركودها ليلة
القدر لانه قيل إن في ساعتها تسكن أمواج البحار ، وتسجد الاشجار ، وتقف
مياه الانهار .
وخضعت لها الرياح بخط جد الشيخ البهائي رحمهما الله وأكثر نسخ
المصباح خفقت أي اضطربت وتحركت وتصوتت في جريانها بفتح الراء ، و
إسكانها وهم .
وخمدت لها النيران أي سكن لهبها في أوطانها أي في أماكنها ، وقال
الكفعمي : يحتمل أن يكون نار الخليل التي أوقدها نمرود ، وكذا القول في نار
فارس التي أخمدها الله سبحانه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآله ، وكان لها ألف عام من قبل
ذلك لم تخمد .
ويحتمل أن يكون المراد بالنيران المخمدة نيران اليهود وإليها الاشارة

في القرآن بقوله تعالى : كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله (1)أي كلما أرادوا
محاربة النبي صلى الله عليه وآله غلبوا ، ولم يكن لهم ظفر قط ، ثم قال : أقول في ذكر انزجار


(1)المائدة : 64 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه