تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي (قدس الله سره)
الجزء الخامس والأربعون
بسم الله الرحمن الرحيم
 |
(بقية الباب 37)(سائر ماجرى عليه بعد بيعة الناس ليزيد بن |
 |
 |
معاوية إلى شهادته صلوات الله عليه) |
 |
فلما كان الغداة أمر الحسين عليه السلام بفسطاطه فضرب وأمر بجفنة فيها مسك
كثير فجعل فيها نورة ، ثم دخل ليطلي فروي أن برير بن خضير الهمداني
وعبدالرحمن بن عبد ربه الانصاري وقفا على باب الفسطاط ليطليا بعده ، فجعل
برير يضاحك عبدالرحمن فقال له عبدالرحمن : يا برير أتضحك ؟ ما هذه ساعة
باطل ، فقال برير : لقد علم قومي أنني ما أحببت الباطل كهلا ولا شابا ، وإنما
أفعل ذلك استبشارا بما نصير إليه ، فو الله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا
نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين(1).
رجعنا إلى رواية المفيد قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إني جالس في
تلك الليلة التي قتل أبي في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني(2)إذا اعتزل
أبي في خباء له ، وعنده فلان(3)مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه
(1)كتاب الملهوف ص 84 .
(2)يقال : مرضه من باب التفعيل اذا أحسن القيام عليه في مرضه وتكفل
بمداواته ، قال في اللسان : جاءت فعلت هنا للسلب وان كانت في أكثر الامر انما تكون
للاثبات .(3)جون . خ ل . وفي المصدر : جوين .