بحار الأنوار ج37

يقول : إن عليا يدور مع الحق حيث دار ، وإن عليا هو الصديق والفاروق ، يفرق بين
الحق والباطل ، قال : فما بال الناس(1)يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق ؟ قال :
نحلهما(2)الناس اسم غيرهما كما نحلوها خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وإمرة المؤمنين ،
لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرهما معنا فسلمنا جميعا على علي بن أبي طالب عليه السلام بإمرة
المؤمنين(3).
7 - مع ، ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد
عن الحسن بن خرزاد(4)، عن محمد بن موسى ابن الفرات ، عن يعقوب بن سويد ، عن
عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت جعلت فداك : لم سمي أمير المؤمنين
أمير المؤمنين ؟ قال : لانه يميرهم العلم ، أما سمعت كتاب الله عزوجل ، " ونمير أهلنا "(5)
شى : عن جابر مثله(6).
بيان : الميرة - بالكسرة - : جلب الطعام ، يقال : مار عياله يمير ميرا وأمارهم
وامتار لهم ، ويرد عليه أن لامير فعيل من الامر لا من الاجوف ، ويمكن التفصي
عنه بوجوه : الاول أن يكون على القلب وفيه بعد من وجوه لا يخفى الثاني أن يكون
" أمير " فعلا مضارعا على صيغة المتكلم ، ويكون عليه السلام قد قال ذلك ثم اشتهر به ، كما في
تابط شرا .
الثالث أن يكون المعنى أن امراء الدنيا إنما يسمون بالامير لكونهم متكلفين
لميرة الخلق وما يحتاجون إليه في معاشهم بزعمهم ، وأما أمير المؤمنين عليه السلام فإمارته لامر
أعظم من ذلك ، لانه يميرهم ما هو سبب لحياتهم الابدية وقوتهم الروحانية ، وإن شارك
سائر الامراء في الميرة الجسمانية ، وهذا أظهر الوجوه .


(1)في المصدر : فما بال القوم .
(2)نحل القول : أضاف إليه قولا قاله غيره : وادعاه لنفسه .
(3)الاحتجاج : 83 .
(4)بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة . جامع الرواة 1 : 196 .
(5)معانى الاخبار : 63 . علل الشرائع : 65 . والاية في سورة يوسف : 65 .
(6)مخطوط ، وأورده في البرهان 2 : 258 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه