بحار الأنوار ج10

وأما قول علي عليه السلام :(بشر قاتل ابن صفية بالنار)فهو لقول رسول الله صلى الله عليه وآله
وكان ممن خرج يوم النهر فلم يقتله أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة لانه علم أن يقتل في
فتنة النهروان .
وأما قولك : إن عليا قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين ، وأجاز على جريحهم
وأنه يم الجمل لم يتبع موليا ولم يجز على جريح ، ومن ألقى سلاحه آمنه ، ومن
دخل داره آمنه ، فإن أهل الجمل قتل إمامهم ، ولم تكن لهم فئة يرجعون إليها ، وإنما
رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين ، رضوا بالكف عنهم ،
فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم والكف عن أذاهم ، إذ لم يطلبوا عليه أعوانا ، وأهل
صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة ، وإمام يجمع لهم السلاح والدروع والرماح و
السيوف ، ويسني لهم العطاء ، ويهئ لهم الانزال ،(1)ويعود مريضهم ويجبر كسيرهم
ويداوي جريحهم ، ويحمل راجلهم ، ويكسو حاسرهم ،(2)ويردهم فيرجعون إلى
محاربتهم وقتالهم ، فلم يساوبين الفريقين في الحكم لما عرف من الحكم(3)في قتال أهل التوحيد
لكنه شرح ذلك لهم فمن رغب عرض على السيف أو يتوب من ذلك .
وأما الرجل الذي اعترف باللواط فإنه لم تقم عليه بينة ، وإنما تطوع
بالاقدار من نفسه ،(4)وإذا كان للامام الذي من الله أن يعاقب عن الله كان له أن
يمن عن الله ، أما سمعت قول الله :(هذا عطاؤنا)الآية قد أنبئناك بجميع ما سألتناه
فاعلم ذلك .(5)
ختص : محمد بن عيسى بن عبيد البغدادي ، عن محمد بن موسى مثله .(6)


(1)أسنى له العطاء : جعله سنية . والانزال : الارزاق .
(2)الحاسر : من كان بلا عمامة أو بلا درع .
(3)في المناقب : ولولا اميرالمومنين عليه السلام وحكمه في أهل صفين والجمل لما عرف
الحكم .
(4)في المصدر : وانما تطوع بالاقرار من نفسه .
(5)تحف العقول : 476 - 481 .
(6)الاختصاص مخطوط .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه