بحار الأنوار ج3

المجازي . والصفا - مقصورا - جمع الصفاة وهي الحجر الصلد الضخم الذي لا ينبت . و
الجامس : اليابس الجامد ، قال الخليل في كتاب العين : جمس الماء : جمد ، وصخرة جامسة
لزمت مكانا . انتهى . والضمير في علوها وسفلها إما راجع إلى المجاري ، أو إلي النملة أي
ارتفاع أجزاء بدنها وانخفاضها على وجه تقتضيه الحكمة . وقال الجوهري : الشراسيف :
مقاط الاضلاع وهي اطرافها التي تشرف على البطن ويقال : الشرسوف : غضروف
معلق بكل ضلع ، مثل غضروف الكتف . لقضيت من خلقها عجبا القضاء بمعنى الاداء أي
لاديت عجبا ، ويحتمل أن يكون بمعنى الموت أي لقضيت نحبك من شدة تعجبك ، و
يكون عجبا مفعولا لاجله . ولو ضربت أي سرت ، كما قال تعالى : إذا ضربتم في الارض .
غاياته أي غايات فكرك . إلا سواء أي في دقة الصنعة وغموض الخلقة ، أو في الدلالة على
الفاطر وكمال قدرته وعلمه . والقلال بالكسر جمع قلة بالضم ، وهي أعلى الجبل . زعموا
أنهم كالنبات أي كما زعموا في النبات ، أو كنبات لا زارع له حيث لا ينسب إلى الزراع
وإن نسب إلى ربه تعالى . لما وعوا أي جمعوا وحفظوا . وأسرج لها حدقتين أي جعلهما
مضيئتين كالسراج ، ويقال : حدقة قمراء أي منيرة ، كما يقال : ليلة قمراء أي نيرة بضوء
القمر . بها تقرض بكسر الراء أي تقطع . والمنجل - كمنبر - : حديدة يقضب بها الزرع ،
شبهت بها يداها . والذب : الدفع والمنع . في نزواتها أي وثباتها . وخلقها كله الواو
حالية . سلما بالكسر وبالتحريك أي استسلاما وانقيادا . وأرسى أي أثبت أي جعل لها
رجلين يمكنها الاستقرار بهما على الاراضي اليابسة والندية . والهطل : تتابع المطر .
والديم بكسر الدال وفتح الياء جمع الديمة بالكسر ، وهي المطر الذي ليس فيه رعد ولا
برق . والجذوب : قلة النبات والزرع .
2 - ج : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى : ومن كان في
هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى . قال : فمن لم يدله خلق السماوات والارض واختلاف
الليل والنهار ودوران الفلك بالشمس والقمر والآيات العجيبات على أن وراء ذلك
أمرا هو أعظم منه فهو في الآخرة أعمى . قال : فهو عما لم يعاين أعمى وأضل سبيلا .
بيان : لعل المراد على هذا التفسير : فهو في أمر الآخرة التي لم ير آثارها أشد
عمى وضلالة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه