بحار الأنوار ج65

وفي تفسير علي بن إبراهيم النبيين رسول الله والصديقين علي و
الشهداء الحسن والحسين والصالحين الائمة وحسن اولئك رفيقا القائم من
آل محمد صلوات الله عليهم(1).
ومن يتولى الله هذه الاية بعد قوله سبحانه إنما وليكم الله ورسوله و
الذين آمنوا (2)وقد مر أن الذين آمنوا أمير المؤمنين والائمة صلوات الله
عليهم ، بالروايات المتواترة من طرق العامة والخاصة(3)فمن تولاهم ونصرهم و
اتخذهم أئمة فهم حزب الله وأنصاره ، وهم الغالبون في الدنيا بالحجة ، وفي الاخرة
بالانتقام من أعدائهم ، وظهور حجتهم ، بل في الدنيا أيضا في زمن القائم عليه السلام .
هو الذي يصلي عليكم وملائكته (4)في المجمع الصلاة من الله تعالى المغفرة
والرحمة ، وقيل الثناء ، وقيل هى الكرامة وأما صلاة الملائكة فهى دعاؤهم ، وقيل
طلبهم إنزال الرحمة من الله تعالى ليخرجكم من الظلمات إلى النور أي من الجهل
بالله سبحانه إلى معرفته فشبه الجهل بالظلمات والمعرفة بالنور ، لان هذا يقود
إلى الجنة وذلك يقود إلى النار ، وقيل من الضلالة إلى الهدى بألطافه وهدايته ، و
قيل من ظلمات النار إلى نور الجنة وكان بالمؤمنين رحيما خص المؤمنين بالرحمة
دون غيرهم ، لان الله سبحانه جعل الايمان بمنزلة العلة في إيجاب الرحمة والنعمة
العظيمة التي هي الثواب تحيتهم يوم يلقونه سلام أي يحيي بعضهم بعضا يوم يلقون
ثواب الله ، بأن يقولوا : السلامة لكم من جميع الافات ، ولقاء الله سبحانه لقاء
ثوابه عزوجل .
وروي عن البراء بن عازب أنه قال : يوم يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن
إلا سلم عليه ، فعلى هذا يكون المعنى تحية المؤمن من ملك الموت ، يوم يلقونه


(1)تفسير القمى ص 131 .
(2)المائدة : 55 .
(3)راجع ج 35 ص 183 - 206 من هذه النفيسة .
(4)الاحزاب : 42 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه