بحار الأنوار ج6

بهم بدلا ممن تفارق ههنا ؟ بلى وربي ، فذلك ما قال الله تعالى : " إن الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا " فما أمامكم
من الاهوال كفيتموها ، ولا تحزنوا " على ما تخلفونه من الذراري والعيال ، فهذا الذي
شاهدتموه في الجنان بدلا منهم ، وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون هذه منازلكم و
هؤلاء ساداتكم آناسكم وجلاسكم .
3 - ين : القاسم ، عن كليب الاسدي(1)قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلني الله
فداك ، بلغنا عنك حديث ، قال : وما هو ؟ قلت : قولك : إنما يغتبط صاحب هذا الامر
إذا كان في هذه - وأومأت بيدك إلى حلقك - فقال : نعم ، إنما يغتبط أهل هذا الامر
إذا بلغت هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - أما ما كان يتخوف من الدنيا فقد ولى عنه
وأمامه رسول الله صلى الله عليه واله وعلي والحسن والحسين ، صلوات الله عليهم .(2)
4 - ين : النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
يقول : إن أشد ما يكون عدوكم كراهية لهذا الامر حين تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده
إلى حنجرته - ثم قال : إن رجلا من آل عثمان كان سبابة لعلى عليه السلام فحدثتني مولاة له
كانت تأتينا قالت : لما احتضر قال : مالي ولهم ؟ قلت : جعلني الله فداك ماله قال هذا ؟
فقال : لما اري من العذاب ، أما سمعت قول الله تبارك وتعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " ؟
هيهات هيهات ! لا والله حتى يكون ثبات الشئ في القلب وإن صلى وصام .
5 - شى : عن عبدالرحيم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : إنما أحدكم حين يبلغ
نفسه ههنا ينزل عليه ملك الموت فيقول : أما ما كنت ترجو فقد اعطيته ، وأما كنت
تخافه فقد أمنت منه ، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة ، ويقال له : انظر إلى مسكنك


(1)كليب وزان(زبير)هو كليب بن معاوية بن جبلة الصيداوى الاسدى ، أبومحمد ، وقيل
أبوالحسين ، روى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام ، له كتاب . أورد ترجمته النجاشى في
ص 223 من رجاله ، وفى سائر كتب التراجم يوجد ترجمته وبيان حاله فليراجع .
(2)تأتى صورة اخرى للحديث تحت رقم 14 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه