بحار الأنوار ج20

الساعة ، فقال : " يابن الاكوع إذا ملكت فأسجح " قال : ثم رجعنا ويردفني رسول
الله صلى الله عليه وآله ناقته حتى دخلنا المدينة(1).
وفي هذه السنة صلى رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الاستسقاء بالاسناد عن الزهري ، عن
أنس قال : قحل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه المسلمون فقالوا : يا رسول الله
قحط المطر ، ويبس الشجر وهلكت المواشي ، وأسنت الناس ، فاستسق لنا ربك
عزوجل ، فقال : " أذ كان يوم كذا وكذا فاخرجوا ، وأخرجوا معكم بصدقات "
قال : فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله والناس معه يمشي ويمشون عليهم
السكينة والوقار ، حتى أتواالمصلى ، فتقدم النبي صلى الله عليه وآله فصلى بهم ركعتين يجهر
فيهما بالقراء‌ة وكان صلى الله عليه وآله يقرأ في العيدين والاستسقاء في الاولى بفاتحة الكتاب
والاعلى ، وفي الثانية بفاتحة الكتاب والغاشية ، فلما قضى صلاته استقبل القوم
بوجهه ، وقلب رداء‌ه لكي ينقلب القحط إلى الخصب ، ثم جثا على ركبتيه ورفع
يديه وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ، ثم قال " اللهم اسقنا وأغثنا ، غيثا مغيثا(2)
وحيا ربيعا وجدا طبقا غدقا مغدقا عاما هنيئا مريئا مريعا(3)وابلا شاملا(4)مسبلا
مجلجلا(5)دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رائث غيثا اللهم تحيي به البلاد ،
وتغيث به العباد ، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد ، اللهم أنزل في أرضنا(6)زينتها
وأنزل عليها سكنها ، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا تحيي به بلدة ميتا ، و
أسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا " قال : فما برحنا حتى أقبل قزع من السحاب
فالتأم بعضه إلى بعض ، ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا تقلع عن المدينة ، فأتاه


(1)ذكرت تلك الغزوة بطولها في سيرة ابن هشام 3 : 322 ، ومنعتنا عجلة الطابع
وزيادة التعاليق عن تفصيلها .
(2)في هامش نسخة المصنف : " اللهم اسقنا غيثا مغيثا " الفائق .
(3) مريعا مربعا مرتعا " الفائق .
(4) سائلا " . الفائق .
(5)في المصدر والنسخ غير نسخة المصنف : مجللا ، ويأتى في البيان ايضا ذلك .
(6)في هامش نسخة المصنف : " اللهم انزل علينا بارضنا " . الفائق .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه