بحار الأنوار ج67

من أسرارهم وأحوالهم في حال النفاق واعتصموا بالله وثقوا به وتمسكوا بدينه
وأخلصوا دينهم لله لايريدون بطاعته إلا وجهه فاولئك مع المؤمنين ومن
عدادهم في الدارين .
وجهت وجهي (1)أي نفسي أو وجه قلبي أو قصدي حنيفا أي مخلصا
مائلا عن الشرك إلى الاخلاص وماأنا من المشركين لا بالشرك الجلي ولا
بالشرك الخفي .
قل إن صلوتي (2)الخطاب للرسول صلى الله عليه وآله ونسكي قال في المجمع :
قيل : أي ديني وقيل : عبادتي وقيل : دبيحتي للحج والعمرة ومحياى ومماتى
أي حياتي وموتي لله رب العالمين وإنما جمع بين صلاته وحياته وأحدهما من
فعله والآخر من فعل الله ، فانهما جميعا بتدبير الله تعالى ، وقيل : معناه صلاتي
ونسكي له عبادة وحياتي ومماتي له ملكا وقدرة ، وقيل : إن عبادتي له لانها
بهدايته ولطفه ، ومحياي ومماتي له ، لانهما بتدبيره وخلقه ، وقيل : معنى
قوله : محياي ومماتي لله أن الاعمال الصالحة التي تتعلق بالحياة في فنون
الطاعات وما يتعلق بالممات من الوصية والختم بالخيرات لله ، وفيه تنبيه على أنه
لاينبغي أن يكون الانسان حياته لشهوته ومماته لورثته لاشريك له أي لا ثاني
له في الالهية ، وقيل : لاشريك له في العبادة ، وفي الاحياء والاماتة وبذلك
امرت أي وبهذا أمرني ربي وأنا أول المسلمين من هذه الامة انتهى(3).
وأقول : يمكن أن يكون المراد بقوله : محياي ومماتي لله أني جعلت
إرادتي ومحبتي موافقتين لارادة الله ومحبته في جميع الامور ، حتى في الحياة
والممات ، فان أراد الله حياتي لاأطلب الموت ، وإذا أراد موتي لاأكرهها ولا
أشتهي الحياة .
يريدون وجهه (4)قال الطبرسي رحمه الله : يعني يطلبون ثواب الله


(1)الانعام : 79 .(2)الانعام : 163 .
(3)مجمع البيان ج 4 ص 391 .(4)الانعام : 52 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه