بحار الأنوار ج47

من أهلك قد أخذت ولده ، فاحب أن ترده عليه قال : ليظهر لي حتى أعرفه ، فلما
أن كان من الغد دخل إلى الملك ، فلما رآه الملك ضحك فقال : ما يضحك أيها الملك
قال : ما أظن هذا الرجل ولدته عربية ، لما رآك قد دخلت لم يملك استه أن جعل
يضرط فقال : أيها الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك ، فلما قدم الزبير
تحمل ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه فأبى ثم تحمل عليه بعبدالمطلب فقال :
ما بيني وبينه عمل أما علمتم ما فعل في ابني فلان ، ولكن امضوا أنتم إليه فقصدوه
وكلموه ، فقال لهم الزبير : إن الشيطان له دولة ، وإن ابن هذا ابن الشيطان
ولست آمن أن يترأس علينا ، ولكن أدخلوه من باب المسجد علي على أن أحمي
له حديدة ، وأخط في وجهه خطوطا ، وأكتب عليه وعلى ابنه ، أن لا يتصدر في مجلس
ولا يتأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم ، قال : ففعلوا وخط وجهه بالحديدة
وكتب عليه الكتاب ، وذلك الكتاب عندنا ، فقلت لهم : إن أمسكتم وإلا أخرجت
الكتاب ، ففيه فضيحتكم فأمسكوا .
وتوفي مولى لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يخلف وارثا ، فخاصم فيه ولد العباس أبا عبدالله
عليه السلام وكان هشام بن عبدالملك قد حج في تلك السنة ، فجلس لهم فقال داود
ابن علي : الولاء لنا وقال أبوعبدالله عليه السلام : بل الولاء لي ، فقال داود بن علي : إن
أباك قاتل معاوية فقال : إن كان أبي قاتل معاوية ، فقد كان حظ أبيك فيه الاوفر
ثم فر بجنايته(1)وقال : والله لا طوقنك غدا طوق الحمامة ، فقال له داود بن


(1)هذا الحديث من حديث الغالية ، ويكفى في الاعراض عنه ان في طريقه أحمد
ابن هلال وهو العبرتائى الذى وصفه الشيخ بانه كان غاليا متهما في دينه ، وقال فيه العلامة :
ورد فيه ذموم عن سيدنا أبى محمد العسكرى عليه السلام ، وقال الميرزا محمد في رجاله
الكبير : وعندى ان روايته غير مقبولة .
هذا من جهة السند ، واما نسبة الخيانة إلى حبر الامة عبدالله بن عباس(رض)فهى
من أحاديث الوضاعين وقد اشترك في تركيزها عدة عوامل أهمها سلطان بنى أمية بادئ الامر
وخصوم بنى العباس أخيرا ، وقد استعرضنا في كتابنا الكبير في حياة عبدالله بن عباس(رض)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه