بحار الأنوار ج75

17 - وقال عليه السلام : لايتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال :
الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير
من نفسه ، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ، ولا يمل من طلب العلم طول دهره ، الفقر
في الله أحب إليه من الغنى ، والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه ، والخمول أشهى
إليه من الشهره ، ثم قال عليه السلام : العاشرة وما العاشرة ، قيل له : ماهي ؟ قال عليه السلام :
لا يرى أحدا إلا قال : هو خير مني وأتقى . إنما الناس رجلان : رجل خير منه
وأتقى ، ورجل شر منه وأدنى ، فإذا لقى الذي شر منه وأدنى قال : لعل
خير هذا باطن وهو خير له ، وخيري ظاهر وهو شر لي . وإذا رأى الذي هو خير
منه وأتقى تواضع له ليلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خيره ، و
حسن ذكره ، وساد أهل زمانه .
18 - وسأله رجل عن قول الله : ومن يتوكل على الله فهو حسبه(1) ؟
فقال عليه السلام : للتوكل درجات : منها أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك ، فما فعل
بك كنت راضيا وتعلم أنه لم يألك خيرا ونظرا(2). وتعلم أن الحكم في ذلك له ،
فتتوكل عليه بتفويض ذلك إليه . ومن ذلك الايمان بغيوب الله التي لم يحط علمك
بها فوكلت علمها إليه وإلى امنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها .
19 - وسأله أحمد بن نجم(3)عن العجب الذي يفسد العمل ؟ فقال عليه السلام :
للعجب درجات : منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن
صنعا . ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله(4)ولله المنة عليه فيه .


(1)الطلاق : 3 .
(2)ألا في الامر : قصر وأبطأ وترك الجهد ومنه يقال : لم يأل جهدا .
(3)رواه الكلينى - رحمه الله - في الكافى ج 2 ص 313 والصدوق - رضوان الله عليه -
في معانى الاخبار باسناده عن على بن سويد المدينى عن أبى الحسن موسى عليه السلام . وأما أحمد
ابن نجم هذا لم نجد الايعاز اليه في معاجم الرجال .
(4)وفى بعض النسخ فيمتن .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه