المفسرين ، وقال : وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام قال : ويعضده ما رواه مسلم في
الصحيح عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله قال : من نسي صلاته فليصلها إذا ذكرها لاكفارة لها
وأمرت بها ، فهو أسخف من القولين الاولين ، فان " أقم الصلاة " أمر مستقل في وحى
مستقل توجه إلى موسى عليه السلام من دون واسطة ، فلا وجه لان يعلل ايجابها بأنها قد
سطرت في كتب الاقدمين ، لو كان هناك كتب ، غير صحف ابراهيم عليه السلام ، وبعبارة اخرى
هذا الامر مولوى توجه بالخطاب اليه حضورا ، فلا معنى لجعله ارشاديا بارجاعه إلى كتب
الاقدمين .
وأما الوجه الرابع : أقم الصلاة لان أذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان
صدق ، فمفاده اخراج الامر المولوى بايجاب الصلاة في حد ذاتها على الاطلاق إلى الامر
الاستحبابى الترغيبى مع أن المقام الامر المولوى لظاهر قوله : " اننى أنا الله لا اله
الا أنا فاعبدنى " .
وأما الوجه الخامس ويشبهه بوجه الوجه السادس أيضا ، " صل لى ولا تصل لغيرى
كما يفعله المشركون " فلا يليق لان يخاطب به مثل موسى عليه السلام بعد ما قال عزوجل :
" وأنا اخترتك " فانه عليه السلام كان منزها من الشرك والرياء بعصمة من الله عزوجل
وقد آتاه رشده وأعطاه الحكمة والعلم ، ولا يكون من باب قولهم اياك أعنى واسمعى يا
جارة ، فان هذا الوحى والتكليم كان مخصوصا به عليه السلام لم يحضر الطور غيره أحد من
البشر .
وأما الوجه السابع " أقم الصلاة لاوقات ذكرى " ثم تأويله إلى مثل قولنا " أقم الصلاة
لاوقات الصلوات " فان كان المراد بالاوقات التى وقتت في شرع ابراهيم عليه السلام
تبدل الامر ارشاديا بعد ما كان مولويا كما قلنا في الوجه الثالث ، مع أنه أوهم تضييع
موسى عليه السلام لاوقات الصلوات ، حيث وصاه باقامة الصلاة في أوقاتها ، وان كان المراد
بالاوقات غير ما وقت في شرع ابراهيم الخليل لزم تأخير البيان عن وقت الحاجة ، حيث
أمر بالصلاة ولم يبين أوقاتها الموقتة .