بحار الأنوار ج57

البرودة المكتسبة من الطبقة الزمهريرية واندفع إلى أسفل فصار لتسخنه بالحركة
الموجبة لتلطيفه هواء متحركا وهوالريح ، وقد يكون الاندفاع يعرض بسبب تراكم
السحب الموجبة لحركة مايليها من الهواء لامتناع الخلا ، فيصير السحاب من جانب
إلى جهة اخرى ، وقد يكون لانبساط الهواء بالتخلخل في جهة واندفاعه من جهة
اخرى ، وقد يكون بسبب برد الدخان المتصاعد بعد وصوله إلى الطبقة الزمهريرية
ونزوله .
قالوا : ومن الرياح ما يكون سموما محرقا لاحتراقه في نفسه بالاشعة السماوية
أو لحدوثه من بقية مادة الشهب ، أو المروره بالارض الحارة جدا لا جل غلبة نارية
عليها . وقد يقع تقاوم في ما بين ريحين متقابلتين قويتين تلتقيان فتستد يران ، أوفي
ما بين رياح مختلفة الجهة حادثة ، فتدافع تلك الرياح الاجزاء الارضية المشتملة عليها
فتضغط تلك الاجزاء بينها مرتفعة كأنها تلتوي على نفسها ، فيحصل الدوران المسمى
بالزوبعة والاعصار ، وربما اشتملت الزوابع العظام على قطعة من السحاب بل على
بخار مرتفع(1)فترى نارا تدور ، ومهاب الرياح اثنا عشر ، وهي حدود الافق
الحاصلة من تقاطعه مع كل من دائرة نصف النهار والموازيتين لها المما ستين للدائمة
الظهور والخفاء ، ودائرة المشرق والمغرب الا عتد اليين والموازيتين لها المساويتين(2)
برأس السرطان والجدي ، ولكل ريح منها اسم ، والمشهورات عند العرب أربعة : ريح
الشمال ، وريح الجنوب وريح الصبا وهي الشرقية ، ريح الدبور وهي الغربية
والبواقي تسمى نكباء .


(1)مشتعل(خ).
(2)في المخطوطة : المارتين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه