بحار الأنوار ج4

5 - ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي العلاء
عن أبي خالد الصيقل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عز وجل فوض الامر إلى ملك
من الملائكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء ، فلما رأى الاشياء قد انقادت له
قال : من مثلي ؟ فأرسل الله عزوجل نويرة من نار . قلت : وما نويرة من نار ؟ قال :
نار بمثل أنملة . قال : فاستقبلها بجميع ما خلق فتحللت لذلك(1)حتى وصلت إليه لما
أن دخله العجب .
بيان : لعل المراد بخلق الملك أن الله تعالى خلقها عند إرادة الملك كما سنحقق
في المعجزة .

(باب 6 ) (كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى : "

قل لو كان البحر مدادا " الاية )

1 - ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن
الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول : لم يزل الله جل اسمه عالما بذاته ولا معلوم ، ولم يزل قادرا بذاته ولا مقدور
قلت : جعلت فداك فلم يزل متكلما ؟ قال : الكلام محدث ، كان الله عزوجل وليس بمتكلم
ثم أحدث الكلام .
بيان : اعلم أنه لاخلاف بين أهل الملل في كونه تعالى متكلما لكن اختلفوا
في تحقيق كلامه وحدوثه وقدمه فالامامية قالوا : بحدوث كلامه تعالى ، وأنه مؤلف
من أصوات وحروف ، وهو قائم بغيره ومعنى كونه تعالى متكلما عندهم أنه موجد
تلك الحروف والاصوات في الجسم كاللوح المحفوظ أو جبرئيل أو النبي صلى الله عليه واله أو غيرهم
كشجرة موسى ، وبه قالت المعتزلة أيضا ، والحنابلة ذهبوا إلى أن كلامه تعالى حروف
وأصوات وهي قديمة ، بل قال بعضهم : بقدم الجلد والغلاف أيضا ، والكرامية ذهبوا


(1)في نسخة : فتخللت ذلك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه