بحار الأنوار ج18

ترون الفحل خلفي ؟ قالوا : مانرى شيئا ، قال : ويحكم فإني أراه ، فلم يزل يعدو حتى
بلغ الطائف .
الواقدي : خرج النبي صلى الله عليه وآله للحاجة في وسط النهار بعيدا ، فبلغ إلى أسفل ثنية
الحجون فأتبعه النضربن الحارث يرجو أن يغتاله ، فلما دنا منه عاد راجعا ، فلقيه أبوجهل
فقال : من أين جئت ؟ قال : كنت طمعت أن أغتال محمدا ، فلما قربت منه فاذا أساود تضرب
بأنيابها على رأسه ، فاتحة أفواهها ، فقال أبوجهل : هذا بعض سحره .
وقصد إليه رجل بفهر وهو ساجد ، فلما رفع يده ليرمي به ، يبست يده على
الحجر .
ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وآله يقرأ في المسجد فيجهر بقراء‌ته فتأذى به ناس من
قريش ، فقاموا ليأخذوه ، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم ، وإذا هم عمى لا يبصرون فجاء‌وا إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : ننشدك الله والرحم ، فدعا النبي صلى الله عليه وآله فذهب ذلك عنهم فنزلت " يس "
إلى قوله : " فهم لا يبصرون " .
أبوذر : كان النبي صلى الله عليه وآله في سجوده فرفع أبولهب حجرا يلقيه عليه فثبتت(1)يده
في الهواء ، فتضرع إلى النبي صلى الله عليه وآله وعقد الايمان لو عوفي لا يؤذيه ، فلما برئ قال : لانت
ساحر حاذق ، فنزل : " تبت يدا أبي لهب(2)" .
وتكمن(3)نضر بن الحارث بن كلدة لقتل النبي صلى الله عليه وآله فلما سل سيفه رئي
خائفا مستجيرا ، فقيل : يا نضر هذا خير لك مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه(4).
بيان : العذل : الملامة ، والشواظ بالضم والكسر : اللهب الذي لا دخان له ،
والغدة : طاعون الابل ، وقلما يسلم منه ، يقال : أغد(5)البعير فهو مغد ، والنجد بكسر


(1)هكذا في نسخة المصنف ، وهو الصحيح الظاهر مما ياتى في البيان وقد يحتمل أنه مصحف
" فتبت " وهو الموجود أيضا في المصدر .
(2)السورة : 111 .
(3)تكمن : استخفى .
(4)مناقب آل أبى طالب 1 : 63 - 69 .
(5)يقال : غد البعير : أصابه الغدد ، وأغد : صار ذاغدة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه