بحار الأنوار ج45

قال : فمارأيناباكيا ولاباكية أكثر ممارأينا ذلك اليوم
35 - يب : محمدبن يحيى ، عن الحسن بن علي بن عبدالله ، عن عبيس بن
هشام ، عن سالم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا
لقتل الحسين عليه السلام : مسجد الاشعث ، ومسجد جرير ، ومسجد سماك ، ومسجد شبث
ابن ربعي(1)
36 - أقول : روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا أن نصرانيا أتى رسولا من
ملك الروم إلى يزيد لعنه الله تعالى وقد حضرفي مجلسه الذي اتي إليه فيه برأس الحسين
فلما رأى النصراني رأس الحسين عليه السلام بكى وصاح وناح ، حتى ابتلت لحيته
بالدموع ثم قال : اعلم يايزيد : أني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبي ، وقد
أردت أن آتيه بهدية فسألت من أصحابه أي شئ أحب إليه من الهدايا ؟ فقالوا :
الطيب أحب إليه من كل شئ ، وإن له رغبة فيه
قال : فحملت من المسك فارتين ، وقدرا من العنبر الاشهب ، وجئت بها إليه
وهويومئذفي بيت زوجته ام سلمة رضي الله عنها فلما شاهدت جماله ازداد لعيني
من لقائه نورا ساطعا ، وزادني منه سرور ، وقد تعلق قلبي بمحبته ، فسلمت عليه
ووضعت العطر بين يديه فقال : ماهذا ؟ قلت : هدية محقرة أتيت بها إلى حضرتك
فقال لي : مااسمك ؟ فقلت : اسمي عبدالشمس ، فقال لي : بدل اسمك فإني اسميك
عبدالوهاب إن قبلت مني الاسلام قبلت منك الهدية ، قال : فنظرته وتأملته فعلمت
أنه نبي وهوالنبي الذي أخبرنا عنه عيسى عليه السلام حيث قال : " إني مبشرلكم
برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " فاعتقدت ذلك وأسلمت على يده في تلك الساعة
ورجعت إلى الروم ، وأنا اخفي الاسلام ، ولي مدة من السنين وأنامسلم مع خمس
من البنين وأربع من البنات ، وأنا اليوم وزير ملك الروم ، وليس لاحد من النصارى
اطلاع على حالنا
واعلم يايزيد أني يوم كنت في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وهوفي بيت ام سلمة


(1)التهذيب :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه