بحار الأنوار ج49

فقال : يا أمير المؤمنين ما هذا بصواب ، قتلت بالامس أخاك ، وأزلت الخلافة
عنه ، وبنو أبيك معادون لك ، وجميع أهل العراق وأهل بيتك والعرب ، ثم أحدثت
هذا الحدث الثاني ، إنك جعلت ولاية العهد لابي الحسن وأخرجتهما من بني أبيك
والعامة والعلماء والفقهاء وآل عباس لا يرضون بذلك ، وقلوبهم متنافرة عنك ، و
الرأي أن تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب الناس على هذا ، ويتناسوا ما كان من
أمر محمد أخيك ، وهيهنا يا أمير المؤمنين مشايخ قد خدموا الرشيد ، وعرفوا الامر
فاستشرهم في ذلك ، فان أشاروا به فأمضه .
فقال المأمون : مثل من ؟ قال : مثل علي بن أبي عمران ، وابن مونس ، والجلودي
وهؤلاء هم الذين نقموا بيعة أبي الحسن عليه السلام ولم يرضوا به ، فحبسهم المأمون بهذا
السبب فقال المأمون : نعم ، فلما كان من الغد جاء أبوالحسن عليه السلام فدخل على
المأمون فقال : يا أمير المؤمنين ما صنعت ؟ فحكى له ما قال ذو الرئاستين .
ودعا المأمون بهؤلاء النقر فأخرجهم من الحبس فأول من دخل عليه علي بن
أبي عمران فنظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون فقال : اعيذك بالله يا أمير المؤمنين
أن تخرج هذا الامر الذي جعله الله لكم وخصكم به ، وتجعله في أيدي أعدائكم
ومن كان آباؤك يقتلونهم ، ويشردونهم في البلاد ، قال المأمون له : يا ابن الزانية
وأنت بعد على هذا ؟ قدمه يا حرسي واضرب عنقه ، فضربت عنقه ، وادخل ابن
مونس فلما نظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون قال : يا أمير المؤمنين هذا الذي
بجنبك والله صنم يعبد دون الله قال له المأمون : يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا
يا حرسي قدمه واضرب عنقه ، فضرب عنقه ، ثم ادخل الجلودي .
وكان الجلودي في خلافة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة
بعثه الرشيد وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه ، وأن يغير على دور آل أبي طالب
وأن يسلب نساء‌هم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا ، ففعل الجلودي
ذلك ، وقد كان مضى أبوالحسن موسى عليه السلام فصار الجلودي إلى باب أبي الحسن
الرضا عليه السلام فانهجم على داره مع خيله ، فلما نظر إليه الرضا عليه السلام جعل النساء كلهن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه