بحار الأنوار ج75

وقيل : لا يزال العبد بخير مادام له واعظ من نفسه ، وكانت محاسبته من همه ،
ووعظ رجل فقال : عباد الله الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى كأنه قد
غفر ، ولقد أمهل حتى كأنه قد أهمل .
وقيل : العجب لمن يغفل وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ، ولمن يهنئه عيشه وهو
لا يعلم إلى ماذا يصير أمره .
وقيل : إن للباقي بالفاني معتبرا ، وللاخر بالاول مزدجرا ، فالسعيد لا
يركن إلى الخدع ، ولا يغتر بالطمع .
وقال آخر : كيف أؤخر عملي ولست أدري متى يحل أجلي ، أم كيف
تشتد حاجتي إلى الدنيا وليست بداري ، أم كيف أجمع وفي غيرها قراري ، أم كيف
لا امهد لرجعتي قبل انصراف مدتي .
وقال عمر بن الخطاب لابي ذر - ره - : عظني : قال له : ارض بالقوت ، وخف
الفوت ، واجعل صومك الدنيا وفطرك الموت .
وقال آخر : عجبا لمن يكتحل عينه برقاد والموت ضجيعها على وساد .
وقال آخر : نظرنا فوجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على
عذاب الله .
وقال آخر : عجبا لمن يحتمي من الطيبات مخافة الداء ، ولا يحتمي من
الذنوب مخافة النار .
وقيل : كيف يصفو عيش من هو مسؤول عما عليه ، مأخوذ بما لديه ، محاسب
على ما وصل إليه .
وقال آخر : عجبا لمن يحسر عن الواضحة(1)وقد يعمل بالفاضحة .
وقيل : إذا فللت(2)فارجع ، وإذا أذنبت فاقلع ، وإذا أسأت فاندم ، وإذا
ائتمنت فاكتم .
وقال المسيح عليه السلام : تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، ولا تعملون


(1)الواضحة مقدم الاضراس .(2)في المصدر : اذا زللت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه