الايات : الفتح : والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا
سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود(1).
العلق : واسجد واقترب(2).
تفسير :(تريهم ركعا سجدا)يدل على فضل الركوع والسجود ، قال
الطبرسي :(3)هذا إخبار عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليها(يبتغون فضلا من الله
ورضوانا)أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم من الله ويطلبون مرضاته .
أقول : فيه دلالة على أنه لوضم في نية العبادة مزيد البركات الدنيوية
لايضر بالاخلاص ، وأن كثرة الصلاة والركوع والسجود موجبة لذلك ولرضاه سبحانه
(سيماهم في وجوههم)قال الطبرسي - ره - : أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع
سجودهم أشد بياضا عن ابن عباس وعطية ، قال شهر بن حوشب : تكون مواضع سجودهم
كالقمر ليلة البدر ، وقيل : هو التراب على الجباه لانهم يسجدون على التراب لاعلى
الاثواب ، وقيل : هو الصفرة والنحول ، قال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وماهم
بمرضى وقال عطاء الخراساني : دخل في هذه الاية كل من صلى الخمس انتهى .
أقول : يحتمل أن يكون المراد به الاثر الذي يظهر في الجبهة من كثرة
السجود ، ويؤيده مارواه الشيخ عن السكوني(4)عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال علي
عليه السلام إني لاكره للرجل أن أرى جبهته جلحاء ليس فيها أثر السجود وستأتي
(1)الفتح : 29 .
(2)العلق : 19 ، آية السجدة .
(3)مجمع البيان ج 9 ص 127 .
(4)التهذيب ج 1 ص 225 .