بحار الأنوار ج27

حبيب بن أبي ثابت قال : جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام عسل وتين من همدان وجلوان
فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامي فأمكنهم من رؤوس الازقاق يلعقونها ، وهو يقسمها
للناس قدحا قدحا .
فقيل له : ياأمير المؤمنين مالهم يلعقونها(1)؟ فقال : إن الامام أبواليتامى و
إنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء(2).
بيان : لعله ذكر التين استطرادا فان اللعق كان لازقاق العسل ، ويمكن أن
يكون التين أيضا في الازقاق فاعتصر منها دبس ألعقهم إياه أيضا . وهمدان بفتح الهاء
وسكون الميم والدال المهملة : اسم قبيلة باليمن ، وبفتح الهاء والميم والذال المعجمة :
اسم البلد المعروف ، ولا يخفى أن المناسب هنا البلد ، لكنه شاع تسمية البلد أيضا
بالمهملة وحلوان : من بلاد كردستان قريبة من بغداد(3).
وفي القاموس : العريف كأمير : من يعرف أصحابه . والجمع عرفاء ، ورئيس
القوم سمي به لانه عرف بذلك ، أو النقيب وهو دون الرئيس .
برعاية الآباء ، أي برعاية يشبه رعاية الآباء أو لرعاية آبائهم(4)فان احترام
الاولاد يوجب احترامهم(5).
8 - كا : العدة عن البرقي وعلي عن أبيه جميعا عن الاصبهاني عن المنقري عن
سفيان بن عيينة عن أبي عبدالله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال : " أنا أولى بكل مؤمن
من نفسه ، وعلي أولى به من بعدي " فقيل له : ما معنى ذلك ؟ فقال : قول النبي صلى الله عليه وآله
" من ترك دينا أو ضياعا فعلي ومن ترك مالا فلورثته " فالرجل ليست له ولاية على


(1)في المصدر : يلعقونهم ؟
(2)اصول الكافي 1 : 406 .
(3)يقال لها اليوم : بل ذهاب .
(4)لان نضالهم وجهادهم صار سببا لفتح البلدان واستجلاب الاموال .
(5)اصول الكافي 1 : 406 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه