بحار الأنوار ج3

التشبيه فقال : سبحان الله ! دع ذا لا ينفتح عليك منه أمر عظيم .
بيان : فقال لي هو ابتداء‌ا أي من غير أن أذكرما وصفوه من التشبيه ، فوقفته على
التشبيه أي فذكرت له ما يقولون في التشبيه فأجابه عليه السلام بتنزيهه تعالى عن ذلك ، ونهاه
عن القول بذلك ، والتفكر فيه لئلا ينفتح عليه من ذلك أمر عظيم هو الكفر والخروج
عن الدين .
23 - يد : المفسر بإسناده إلى أبي محمدالعسكري ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
قام رجل إلى الرضا عليه السلام قال له : يا ابن رسول الله صف لنا ربك فإن من قبلنا قد اختلفوا
علينا . فقال الرضا عليه السلام : إنه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس ، مائلا
من المنهاج ، ظاعنا في الاعوجاع ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، أعرفه بما عرف
به نفسه من غير روية ، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة ، لا يدرك بالحواس ،
ولا يقاس بالناس ، معروف بغير تشبيه ،(1)ومتدان في بعده لا بنظير ، لا يمثل بخليقته ، ولا
يجوز في قضيته ، الخلق إلى ماعلم منقادون ، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون
لا يعملون خلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون ، فهو قريب غير ملتزق ، وبعيد غير متقص ،
يحقق ولا يمثل ، ويوحد ولا يبعض ، يعرف بالآيات ويثبت بالعلامات فلا إله غيره
الكبير المتعال . ثم قال عليه السلام - بعد كلام آخر تكلم به - : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده
عن أبيه عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ما عرف الله من شبهه بخلقه ، ولا وصفه بالعدل
من نسب إليه ذنوب عباده .
بيان : الظعن : السير ، والتفصي : البعد وبلوغ الغاية . يحقق على المجهول أي
يثبت وجوده . ولا يمثل أي لا يوجد كنهه في الذهن .
24 - ضه : روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال له رجل : أين المعبود فقال عليه السلام
لا يقال له : أين لانه أين الاينية ، ولا يقال له : كيف لانه كيف الكيفية ولا يقال له :
ما هو لانه خلق الماهية ، سبحانه من عظيم تاهت الفطن في تيار أمواج عظمته ،(2)


(1)في نسخة : معروف بغير شبيه ، وفى اخرى : معروف بغير تنبيه .
(2)التيار : موج البحر الهائج .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه