بحار الأنوار ج44

الطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا .
وإن على الكوثر أمير المؤمنين عليه السلام وفي يده عصا من عوسج ، يحطم بها
أعداء‌نا ، فيقول الرجل منهم : إني أشهد الشهادتين ! فيقول : انطلق إلى إمامك
فلان فاسأله أن يشفع لك ، فيقول : يتبرأ مني إمامي الذي تذكره ، فيقول : إرجع
وراء‌ك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذ كان عندك خير الخلق
أن يشفع لك ، فان خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع ، فيقول : إني أهلك
عطشا : فيقول : زادك الله ظمأ ، وزادك الله عطشا .
قلت : جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره ؟
قال : ورع عن أشياء قبيحة ، وكف عن شتمنا إذا ذكرنا ، وترك أشياء اجترئ
عليها غيره ، وليس ذلك لحبنا ، ولا لهوى منه ، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته
وتدينه ، ولما قد شغل به نفسه عن ذكر الناس ، فأما قلبه فمنافق ، ودينه النصب
باتباع أهل النصب وولاية الماضين ، وتقدمة لهما على كل أحد(1).
بيان : الرضراض الحصا أو صغارها ، قوله عليه السلام وسقيت : إسناد السقي
إليها مجازي لسببيتها لذلك .
32 مل : أبي ، عن سعد ، عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة
عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن البكاء والجزع مكروه للعبد
في كل ما جزع ، ما خلا البكاء على الحسين بن علي عليهما السلام فانه فيه مأجور(2).
33 مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن خاله محمد بن الحسين الزيات ، عن
محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبي هارون المكفوف قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام في حديث طويل : ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدموع
مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عزوجل ، ولم يرض له بدون الجنة(3).


(1)المصدر ص 101 ، وهكذا مايليه .
(2)كامل الزيارات 100 .
(3)المصدر ص 100 و 101 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه