بحار الأنوار ج45

بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم اللهم احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم
سنين كسني يوسف ، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة ، ولايدع فيهم
أحدا إلا(قتله)قتلة بقتلة ، وضربة بضربة ، ينتقم لي ولاوليائي وأهل بيتي و
أشياعي منهم ، فانهم غرونا وكذبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك تو كلنا وإليك
أنبناوإليك المصير
ثم قال : أين عمربن سعد ؟ ادعوالي عمر ! فدعي له ، وكان كارها لايحب أن
يأتيه فقال : ياعمر أنت تقتلني ؟ تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري
وجرجان ، والله لاتتهنأبذلك أبدا ، عهدا معهودا ، فاصنع ماأنت صانع ، فانك
لاتفرح بعدي بدنيا ولاآخرة ، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة ، يتراماه
الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم
فاغتاظ عمر من كلامه ، ثم صرف بوجهه عنه ، ونادى بأصحابه : ماتنتظرون
به ؟ احملوا بأجمعكم إنما هي اكلة واحدة ، ثم إن الحسين دعا بفرس رسول الله
المرتجزفركبه ، وعيأأصحابه
أقول : قد روى الخطبة في تحف العقول نحوا مما مرورواه السيد بتغيير
واختصار(1)وستأتي برواية الاحتجاج أيضا
ثم قال المفيد رحمه الله : فلما رأى الحربن يزيد أن القوم قد صمموا على قتال
الحسين عليه السلام قال لعمربن سعد : أي عمر ! أمقاتل أنت هذا الرجل ؟ قال : إي والله
قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرؤوس ، وتطيح الايدي ، قال : أفمالكم فيما عرضه
عليكم رضى ؟ قال عمر : أما لوكان الامر إلي لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى ، فأقبل
الحر حتى وقف من الناس موقفاومعه رجل من قومه يقال له قرة بن قيس فقال
له : ياقرة هل سقيت فرسك اليوم ؟ قال : لا ، قال : فماتريدأن تسقيه ؟ قال قرة :
فظننت والله إنه يريد أن يتنحى ولايشهد القتال ، فكره أن أراه حين يصنع ذلك
فقلت له : لم أسقه وأنا منطلق فأسقيه ، فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه فوالله لو أنه


(1)تحف العقول ص 240 الملهوف ص 85 - 88

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه