بحار الأنوار ج13

تلك السنة من نتاج غنمه كل أدرع(1)وإنما نتجت كلها درعاء .
وروى الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل أيتهما
التي قالت : " إن أبي يدعوك " ؟ قال : التي تزوج بها ، قيل : فأي الاجلين قضى ؟ قال :
أوفاهما وأبعدهما عشر سنين ، قيل : فدخل بها قبل أن يمضي الشرط أو بعد انقضائه ؟
قال : قبل أن ينقضي ، قيل له : فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لابيها إجارة شهرين
أيجوز ذلك ؟ قال : إن موسى عليه السلام علم أنه سيتم له شرطه ، قيل : كيف ؟ قال : إنه علم
أنه سيبقى حتى يفي .
" قال " موسى " ذلك بيني وبينك " أي ذلك الذي شرطت علي فلك ، وما شرطت
لي من تزويج إحداهما فلي وتم الكلام ، ثم قال : " أيما الاجلين " من الثماني والعشر
" قضيت " أي أتممت وفرغت منه " فلا عدوان علي " أي فلا ظلم علي بأن اكلف أكثر
منها " والله على ما نقول وكيل " أي شهيد فيما بيني وبينك " فلما قضى موسى الاجل "
أي أوفاهما ، وروى الواحدي بإسناده عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا سئلت أي
الاجلين قضى موسى ؟ فقل : خيرهما وأبرهما ، وإذا سئل(2)أي المرأتين تزوج ؟ فقل :
الصغرى منهما وهي التي جاء‌ت فقال : " يا أبت استأجره " .
وقال وهب : تزوج الكبرى منهما ، وفي الكلام حذف وهو : فلما قضى موسى الاجل
وتسلم زوجته ثم توجه نحو الشام وسار بأهله " آنس من جانب الطور نارا " وقيل : إنه
لما زوجها منه أمر الشيخ أن يعطى موسى عصا يدفع السباع عن غنمه بها فاعطي العصا ،
وقيل : خرج آدم بالعصا من الجنة فأخذها جبرئيل عليه السلام بعد موت آدم وكانت معه حتى
لقي بن موسى عليه السلام ليلا فدفعها إليه ، وقيل : لم تزل الانبياء يتوارثونها حتى وصلت إلى
شعيب عليه السلام فأعطاها موسى وكانت عصي الانبياء عنده .
وروى عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كانت عصا موسى قضيب
آس من الجنة أتاه به جبرئيل لما توجه تلقاء مدين .


(1)في هامش المطبوع : الادرع من الخيل والشاة : ما اسود رأسه وابيض سائره ، والانثى
" درعاء " ذكره الجوهرى ، منه رحمه الله .
(2)كذا في النسخ والظاهر : واذا سئلت اه‍ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه