بحار الأنوار ج45

قريش كابرتمونا حتى دفعتمونا عن حقنا ، ووليتم الامر دوننا ، فبعدا لمن تحرى
ظلمنا ، واستغوى السفهاء علينا ، كمابعدت ثمود ، وقوم لوط وأصحاب مدين ، ألا
وإن من أعجب الاعاجيب وماعسى أن أعجب حملك بنات عبدالمطلب وأطفالا
صغارا من ولده إليك بالشام كالسبي المجلوبين ، تري الناس أنك قهرتنا ، وأنت
تمن علينا ، وبنا من الله عليك ، ولعمروالله فلئن كنت تصبح آمنا من جراحة يدي
إني لارجو أن يعظم الله جرحك من لساني ، ونقضي وإبرامي ، والله ماأنا بآيس
من بعد قتلك ولد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يأخذك أخذا أليما ويخرجك من الدنيا مذموما
مدحورا ، فعش لاأبا لك مااستطعت ، فقدوالله ازددت عندالله أضعافا واقترفت مآثما
والسلام على من اتبع الهدى
*(ذكر كتاب يزيد لعنه الله إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته)*
كتب يزيد لعنه الله إلى محمدبن علي ابن الحنفية وهويومئذ بالمدينة أمابعد
فاني أسأل الله لنا ولك عملا صالحا يرضى به عنا ، فاني ماأعرف اليوم في بني هاشم
رجلا هو أرجح منك حلما وعلما ولاأحضر فهما وحكما ، ولاأبعد من كل سفه ودنس
وطيش ، وليس من يتخلق بالخير تخلقا وينتحل الفضل تنحلا كمن جبله الله على
الخير جبلا ، وقد عرفنا ذلك منك قديما وحديثا شاها وغائبا غير أني قد أحببت
زيارتك والاخذ بالحظ من رؤيتك فاذا نظرت في كتابي هذا فاقبل إلي آمنا مطمئنا
أرشدك الله أمرك ، وغفرلك ذنبك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
قال : فلما ورد الكتاب على محمد بن علي وقرأه أقبل على ابنيه جعفر وعبدالله
أبي هاشم ، فاستشارهما في ذلك فقال له ابنه عبدالله : ياأبه اتق الله في نفسك
ولاتصر إليه فاني خائف أن يلحقك بأخيك الحسين ولايبالي ، فقال محمد : يابني
ولكني لاأخاف ذلك منه ، فقال له ابنه جعفر : ياأبه إنه قد ألطفك في كتابه
إليك ولاأظنه يكتب إلى أحد من قريش بأن أرشدك الله أمرك ، وغفرلك ذنبك
وأنا أرجو أن يكف الله شره عنك ، قال : فقال محمدبن علي : يابني إني توكلت
على الله الذي يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه ، وكفى بالله وكيلا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه