بحار الأنوار ج22

ظريف ، عن ابن نباته قال : سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن سلمان الفارسي رحمة الله
عليه وقلت : ما تقول فيه ؟ فقال : ما أقول في رجل خلق من طينتا ، وروحه مقرونة

بروحنا ، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها وظاهرها وباطنها
وسرها وعلانيتها ، ولقد حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمان بين يديه ، فدخل أعرابي
فنحاه عن مكانه وجلس فيه ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى در العرق بين عينيه
واحمرتا عيناه ، ثم قال : يا أعرابي أتنحي رجلا يحبه الله تبارك وتعالى في السمآء
ويحبه رسوله في الارض ، يا أعرابي أتنحي رجلا ما حضرني جبرئيل إلا أمرني
عن ربي عزوجل أن اقرئه السلام ، يا أعرابي إن سلمان مني ، من جفاه فقد
جفاني ، ومن آذاه فقد آذاني ، ومن باعده فقد باعدني ، ومن قربه فقد قربني
يا أعرابي لاتغلطن في سلمان فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا
والبلايا والانساب وفصل الخطاب ، قال : فقال الاعرابي : يا رسول الله ما ظننت أن
يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت ، أليس كان مجوسيا ثم أسلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله :
يا أعرابي اخاطبك عن ربي ، وتقاولني ، إن سلمان ما كان مجوسيا ، ولكنه كان
مظهرا للشرك ، مبطنا للايمان ، ياأعرابي أما سمعت الله عزوجل يقول : " فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و
يسلموا تسليما(1)" أما سمعت الله عزوجل يقول : " ما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا(2)" يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ، ولا تجحد فتكون
من المعذبين ، وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين(3).
63 - ختص : الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن أبي
نجران ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر قال : سمعت جابر بن عبدالله
الانصاري يقول : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن سلمان الفارسي فقال صلى الله عليه وآله : سلمان بحر
العلم لا يقدر على نزحه ، سلمان مخصوص بالعلم الاول والآخر ، أبغض الله من أبغض


(1)النساء : 65 .(2)الحشر : 8 .
(3)الاختصاص : 221 و 222 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه