بحار الأنوار ج35

متعلق ؟ ولكن يرونه على بعض منازل رسول الله صلى الله عليه وآله فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله ضجيج
الناس خرج إلى المسجد ونادى في الناس : ما الذي أرعبكم وأخافكم ؟ هذا النجم على دار
علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : نعم يا رسول الله ، قال : أفلا تقولون لمنا فقيكم التسعة الذين
اجتمعوا في أمسكم في دار صهيب الرومي فقالوا في وفي علي أخي ما قالوه ، وقال قائل
منهم : ليت محمدا أتانا فيه بآية من السماء كما أتانا بآية في نفسه من شق القمر وغيره ؟
فأنزل الله عزوجل هذا النجم متعلقا على مشربة أميرالمؤمنين عليه السلام(1)وبقي إلى أن
غاب كل نجم في السماء ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر مغلسا(2)وأقبل الناس يقولون :
ما بقي نجم في السماء وهذا النجم معلق ! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هذا حبيبي جبرئيل
قد أنزل على هذا النجم قرآنا تسمعونه ، ثم قرأ(والنجم إذا هوى * ماضل صاحبكم وما
غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى)ثم ارتفع
النجم وهم ينظرون إليه ، والشمس قد بزغت(3)، وغاب النجم في السماء .
فقال بعض المنافقين : لوشاء الله لامر هذه الشمس فنادت باسم علي وقالت : هذا
ربكم فاعبدوه ، فهبط جبرئيل فخبر النبي بما قالوا ، وكان ذلك في ليلة الخميس وصبيحته
فأقبل بوجهه الكريم على الناس وقال : استدعوا لي عليا من منزله ، فقال له(4): يا أبا
الحسن إن قوما من منافقي امتي ماقنعوا بآية النجم حتى قالو : لوشاء محمد لامر الشمس
أن تنادي باسم علي وتقول : هذا ربكم فاعبدوه ! فإنك يا علي في غد بعد صلاة الفجر
تخرج معي إلى بقيع الغرقد(5)، فقف نحو مطلع الشمس فإذا بزغت الشمس فادع بدعوات


(1)المشربة : الغرفة التى يشربون فيها .
(2)في المصدر : مغلسابها . وقال الجزرى في النهايه(3 : 166)فيه(انه كان يصلى الصبح
بغلس). الغلس : ظلمة آخر الليل اذا اختلطت بضوء الصباح .
(3)بزغمت الشمس : طلعت .
(4)في المصدر : فاستدعوه فقال له اه‍ .
(5)في المصدر : بعد صلاتك صلاة الفجر تخرج إلى بقيع الغرقد .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه