بحار الأنوار ج91

دون ، وما ابرئ نفسي منها ، ولا ارفع قدري عنها إني لنفسي يا سيدي لظلوم
وبقدري لجهول إلا أن ترحمني ، وتعود بفضلك علي ، وتدرء عقابك عني ، وترحمني

وتلحظني بالعين التي أنقذتني بها من حيرة الشك ، ورفعتني من هوة الضلالة
وأنعشتني من ميتة الجهالة ، وهديتني بها من الانجاح(1)الحايرة .
اللهم وقد علمت أن افضل زاد الراحل إليك عزة إرادة وإخلاص نية ، وقد
دعوتك بعزم إرادتي وإخلاص طويتي وصادق نيتي ، فها أناذا مسكينك بائسك
اسيرك فقيرك سائلك ، منيخ بفنائك قارع باب رجائك ، وأنت آنس الآنسين لاوليائك
وأحرى بكفاية المتوكل عليك ، وأولى بنصر الواثق بك ، وأحق برعاية المنقطع إليك
سري لك(2)مكشوف وأنا إليك ملهوف ، وأنا عاجز وأنت قدير ، وأنا صغير وأنت
كبير وأنا ضعيف وأنت قوي ، وأنا فقير وأنت غني .
إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك ، وإذا صبت علي الامور استجرت بك ، وإذا
تلاحكت علي الشدائد أملتك ، وأين يذهب بي عنك وأنت أقرب من وريدي ، وأحصن
من عديدي وأوجد من مكاني ، واصح في معقولي ، وأزمة الامور كلها بيدك ، صادرك
عن قضائك ، مذعنة بالخضوع لقدرتك ، فقيرة إلى عفوك ، ذات فاقة إلى قارب من
رحمتك ، وقد مسني الفقر ، ونالني الضر ، وشملتني الخصاصة ، وعرتني الحاجة
وتوسمت بالذلة ، وغلبتني المسكنة ، وحقت علي الكلمة ، وأحاطت بي الخطيئة
وهذا الوقت الذي وعدت أولياء‌ك فيه الاجابة ، فامسح ما بي بيمينك الشافية ، وانظر
إلي بعينك الراحمة ، وادخلني في رحمتك الواسعة ، وأقبل علي بوجهك يا ذا
الجلال والاكرام ، فانك إذا أقبلت على أسير فككته ، وعلى ضال هديته ، وعلى حائر
آويته ، وعلى ضعيف قويته ، وعلى خائف آمنته .
اللهم إنك أنعمت علي فلم اشكر ، وابتليتني فلم اصبر ، فلم يوجب عجزي عن شكرك
منع المؤمل من فضلك ، وأوجب عجزي عن الصبر على بلائك كشف ضرك وإنزال رحمتك
فيا من قل عند بلائه صبري فعافاني ، وعند نعمائة شكري فأعطاني ، اسئلك المزيد من فضلك


(1)الانهاج ، خ ل .(2)اليك خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه