بحار الأنوار ج97

مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ، ثم رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء
وقال : أنت الله لا إله إلا أنت مبدئ الخلق ومعيدهم ، وأنت الله لا إله إلا أنت
خالق الخلق ورازقهم ، وأنت الله لا إله إلا أنت القابض الباسط ، وأنت الله لا إله
إلا أنت مدبر الامور ، وباعث من في القبور ، وأنت وارث الارض ومن عليها
أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم ، وأنت الله لا إله إلا أنت عالم
السر وأخفى ، أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت
واسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقهم الذي أوجبته على نفسك أن تصلي على محمد
وآل محمد وأن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة ، يا سامع الدعاء ، يا سيداه يا مولاه يا غياثاه ،
أسئلك بكل اسم سميت به نفسك أو استاثرت به في علم الغيب عندك ، أن تصلي
على محمد وآل محمد وأن تعجل خلاص هذه المرأة ، يا مقلب القلوب والابصار يا
سميع الدعاء قال : ثم خر ساجدا لا اسمع منه إلا النفس ، ثم رفع رأسه فقال :
قم فقد اطلقت المرأة ، قال : فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق
بنا الرجل الذي وجهنا إلى باب السلطان ، فقال له : ما الخبر ؟ قال له : لقد
أطلق عنها ، قال : كيف كان إخراجها ؟ قال : لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب
السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها : ما الذي تكلمت به ؟ قالت : عثرت فقلت
لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل ، قال : فأخرج مأتي درهم وقال : خذي
هذه واجعل الامير في حل فأبت أن تأخذها . فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم
صاحبه بذلك ، ثم خرج فقال : انصرفي إلى بيتك ، فذهبت إلى منزلها ، فقال أبو
عبدالله عليه السلام : أبت أن تأخذ مأتي درهم ؟ قال : نعم وهي والله محتاجة إليها ، فقال :
فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال : اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها
مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير ، فقال : فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام
فقالت : بالله اقرء‌ني جعفر بن محمد السلام ؟ فقلت لها : رحمك الله والله إن جعفر بن محمد
أقرأك السلام ، فشهقت ووقعت مغشية عليها ، قال : فصبرنا حتى أفاقت ، وقالت :
أعدها علي فأعدناها عليها ، حتى فعلت ذلك ثلاثا ثم قلنا لها خذى هذا ما ارسل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه