بحار الأنوار ج80

فقالت رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف
فأشد ما تجدون من الحر فمن حرها ، وأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها)
معنى الابراد انكسار حر الظهيرة ، وهو أن يفئ الافياء ، وينكسر وهج الحر
فهو برد بالاضافة إلى حر الظهيرة ، وقوله :(من فيح جهنم)قال الخطابي معناه
سطوع حرها وانتشاره ، وأصله في كلامهم السعة والانتشار يقال : مكان أفيح
أي واسع .
ثم قال : واختلف أهل العلم في تأخير صلاة الظهر في شدة الحر فذهب
ابن المبارك وأحمد وإسحاق إلى تأخيرها والابراد بها في الصيف ، وهو الاشبه
بالاتباع ، وقال الشافعي تعجيلها أولى إلا أن يكون إمام مسجد ينتا به الناس من
بعد ، فانه يبرد بها في الصيف ، فأما من صلى وحده أو جماعة في مسجد بفنآء
بيته لا يحضره إلا من بحضرته فانه يعجلها ، لانه لامشقة عليهم في تعجيلها .
ثم روي عن أبي ذر رضي الله عنه بأسانيد قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله في
سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أبرد ، ثم أراد أن يؤذن
فقال له : أبرد حتى رأينا فئ التلول فقال النبي صلى الله عليه وآله إن شدة الحر من فيح
جهنم : فاذا اشتد الحر فأبرد بالصلاة ثم قال : وفيه دليل على أن الابراد
أولى ، وإن لم يأت من بعد ؟ ؟ النبي صلى الله عليه وآله أمره مع كونهم مجتمعين في
السفر انتهى .
وحمل بعض الافاضل الخبر على بلد يكون ظل الزوال فيه حال الصيف
خمسة أقدام مثلا ، فاذا صار مع الزيادة الحاصلة بعد الزوال مساويا للشخص يكون
قد زاد قدمين فيوافق الاخبار الاخر ، وهو محمل بعيد ، مع أنه لا يستقيم في
العصر ، وفي تنزيل الجمعة منزلة الظهر على القول به فيها وجهان الاقرب الاقتصار
على مورد النص للاخبار الدالة على ضيق وقت الجمعة ، وخالف في ذلك في
التذكرة فحكم بشموله لها .
15 - مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه