بحار الأنوار ج89

من كل من سواه ، وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ، ومتعظم فيها ، وإن
عظم غناؤه وطغيانه ، وكثرت حوائج من دونه إليه ، فانهم سيحتاجون حوائج لا
يقدر عليها هذا المتعاظم ، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج إلى حوائج لا يقدر عليها
فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته ، حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه .
أما تسمع الله عزوجل يقول :(قل أرأيتكم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم
الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه
إن شاء وتنسون ما تشركون)(1)فقال الله جل جلاله لعباده : أيها الفقراء إلى
رحمتي إني قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال . وذلة العبودية في كل وقت
فإلى فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه ، وترجون تمامه وبلوغ غايته ، فاني
إن أردت أن اعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري
على إعطائكم ، فأنا أحق من سئل ، وأولى من تضرع إليه ، فقولوا عند افتتاح
كل أمر صغير أو عظيم : بسم الله الرحمن الرحيم أي أستعين على هذا الامر بالله
الذي لا تحق العبادة لغيره ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعي ، الرحمن الذي
يرحم ببسط الرزق علينا ، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، خفف علينا
الدين ، وجعله سهلا خفيفا ، وهو يرحمنا بتميزنا عن أعاديه .
ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من حزنه أمر تعاطاه فقال :(بسم الله
الرحمن الرحيم)وهو مخلص لله ، ويقبل بقلبه ، لم ينفك من إحدى اثنتين
إما بلوغ حاجته في الدنيا ، وإما يعدله عندربه ويدخر لديه ، وما عندالله خير
وأبقى للمؤمنين(2).
15 ن : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان
عن الرضا عليه السلام قال : إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم
من سواد العين إلى بياضها(3).


(1)الانعام : 40 و 41 . \ \ \(2)التوحيد : 163 164 .
(3)عيون الاخبار ج 2 ص 5 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه