بحار الأنوار ج12

أو غاصوا في الماء فيكون عند طلوع الشمس يتعذر عليهم التصرف في المعاش ، وعند غروبها
يشتغلون بتحصيل مهمات المعاش ، وحالهم بالضد من أحوال سائر الخلق .
والقول الثاني : إن معناه : لا ثياب لهم ، ويكونون كسائر الحيوانات عراة أبدا ،
وفي كتب الهيئة إن حال أكثر أهل الزنج كذلك ، وحال كل من سكن البلاد القريبة
من خط الاستواء كذلك ، وذكر في بعض كتب التفسير أن بعضهم قال : سافرت حتى
جاوزت الصين ، فسألت عن هؤلاء القوم فقيل : بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة ،
فبلغتهم وإذا أحدهم يفرش إحدى اذنيه ويلبس الاخرى ، فلما قرب طلوع الشمس سمعت
صوتا كهيئة الصلصلة فغشي علي ، ثم أفقت فلما طلعت الشمس إذا هي فوق الماء كهيئة
الزيت فأدخلوني سربالهم ، فلما ارتفع النهار جعلوا يصطادون السمك ويطرحون في
الشمس فينضج .(1)
33 - شى : عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " اجعل بيننا وبينهم سدا * فما
اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " قال : هو السد التقية .(2)
34 - شى : عن المفضل قال : سألت الصادق عليه السلام عن قوله : " أجعل بينكم وبينهم ردما "
قال : التقية " فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " قال : ما استطاعوا له نقبا
إذا عمل بالتقية ، لم يقدروا في ذلك على حيلة وهو الحصن الحصين ، وصار بينك وبين أعداء
الله سدا لا يستطيعون له نقبا ، قال : وسألته عن قوله : " فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء "
قال : رفع التقية عند قيام القائم فينتقم من أعداء الله .(3)
بيان : كأن هذا كلام على سبيل التمثيل والتشبيه ، أى جعل الله التقية لكم سدا
لرفع ضرر المخالفين عنكم إلى قيام القائم عليه السلام ورفع التقية ، كما أن ذا القرنين وضع
السد لرفع فتنة يأجوج ومأجوج إلى أن يأذن الله لرفعها .
تكملة : قال الرازي : اختلف الناس في أن ذا القرنين من هو ، وذكروا
اقوالا :


(1)مفاتيح الغيب 5 : 755 . م
(2 - 3)مخطوط . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه