بحار الأنوار ج45

ثم قال كعب : ياقوم كأنكم تتعجبون بمااحدثكم فيه من أمر الحسين عليه السلام
وإن الله تعالى لم يترك شيئا كان أويكون من أول الدهر إلى آخره إلا وقد فسره
لموسى عليه السلام ومامن نسمة خلقت إلا وقد رفعت إلى آدم في عالم الذر ، وعرضت
عليه ، ولقد عرضت عليه هذه الامة ونظر إليها وإلى اختلافها وتكالبها على هذه الدنيا
الدنية ، فقال آدم : يارب مالهذه الامة الزكية وبلاء الدنيا وهم أفضل الامم ؟
فقال له : ياآدم إنهم اختلفوا فاختلفت قلوبهم ، وسيظهرون الفساد في الارض
كفساد قابيل حين قتل هابيل ، وإنهم يقتلون فرخ حبيبي محمد المصطفى
ثم مثل لآدم عليه السلام مقتل الحسين ومصرعه ووثوب امة جده عليه فنظر إليهم
فرآهم مسودة وجوههم ، فقال : يارب ابسط عليهم الانتقام كماقتلوا فرخ نبيك
الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
وروي في الكتاب المذكور عن سعيد بن المسيب قال : لما استشهد سيدي
ومولاي الحسين عليه السلام وحج الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين فقلت له : يامولاي
قدقرب الحج فماذا تأمرني فقال : امض على نيتك ، وحج فحججت فبينما أطوف
بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين ، ووجهه كقطع الليل المظلم ، وهومتعلق
بأستار الكعبة ، وهويقول : اللهم رب هذا البيت الحرام اغفرلي وماأحسبك تفعل
ولوتشفع في سكان سماواتك وأرضك ، وجميع ماخلقت ، لعظم جرمي
قال سعيد بن المسيب : فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حف به الناس
واجتمعنا عليه ، فقلنا : ياويلك لوكنت إبليس ماكنا ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله
فمن أنت وماذنبك ؟ فبكى وقال : ياقوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وماجنيت ، فقلنا له :
تذكره لنا ، فقال : أناكنت جمالا لابي عبدالله عليه السلام لماخرج من المدينة إلى
العراق ، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي فأرى تكة تغشي
الابصار بحسن إشراقها ، وكنت أتمناها تكون لي إلى أن صرنا بكربلا ، وقتل
الحسين وهي معه ، فدفنت نفسي في مكان من الارض
فلما جن الليل ، خرجت من مكاني فرأيت من تلك المعركة نورا لاظلمة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه