بحار الأنوار ج4

الخالق ، البارئ ، المصور ، الحي ، القيوم ، لاتأخذه سنة ولانوم ، العليم ، الخبير ،
السميع ، البصير ، الحكيم ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، العلي ، العظيم ، المقتدر ، القادر ،
السلام ، المؤمن ، المهيمن ، البارئ(1)المنشئ ، البديع ، الرفيع ، الجليل ، الكريم ،
الرازق ، المحيي ، المميت ، الباعث ، الوارث(2)فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسما فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة ، وهذه الاسماء الثلاثة أركان
وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة ، وذلك قوله عزوجل :
" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى "
بيان : اعلم أن هذا الخبر من متشابهات الاخبار وغوامض الاسرار التي لا يعلم
تأويلها إلا الله والراسخون في العلم ، والسكوت عن تفسيره والاقرار بالعجز عن فهمه
أصوب وأولى وأحوط وأحرى ، ولنذكر وجها تبعا لمن تكلم فيه على سبيل الاحتمال .(3)
فنقول : أسماء في بعض النسخ بصيغة الجمع وفي بعضها بصورة المفرد ، والاخير أظهر ،
والاول لعله مبني على أنه مجزى بأربعة أجزاء كل منها اسم ، فلذا اطلق عليه صيغة
الجمع . وقوله : بالحروف غير منعوت - وفي بعض النسخ كما في الكافي " غير متصوت "
وكذا ما بعده من الفقرات تحتمل كونها حالا عن فاعل " خلق " وعن قوله : اسما ، ويؤيد
الاول ما في أكثر نسخ التوحيد : خلق اسما بالحروف وهو عزوجل بالحروف غير منعوت(4)


(1)مكرر ولعله من النساخ .
(2)يأتى شرح هذه الاسماء وغيرها مفصلا من الصدوق قدس الله روحه في " باب عدد أسماء الله
تعالى وفضل إحصائها وشرحها " ولغيره أيضا كالكفعمى في المصباح ، وابن فهد في عدة الداعى .
ولها شروح مستوفاة ، كما أن جمعا من أصحابنا قدس الله أسرارهم أفردوا حول هذه الاسماء وشرحها
كتبا مستقلة تبلغ عدتها عشرين أو أكثر ، وأورد أسماء‌ها العلامة الرازى في كتابه الذريعة ج 2 ص 66
فراجعه .
(3)المراد بالرواية أن ذاته تعالى أجل من أن يحيط به مفاهيم الاسماء ، يسقط عنده كل اسم ورسم
وأن لمعانى الاسماء نحو تأخر عنه عبر عنه بالخلق ، ولها مراتب ودرجات فيما بينها انفسها وقد شرحنا
الرواية في رسالة الصفات من الرسائل السبع بعض الشرح . ط
(4)هذا من قبيل النقل بالمعنى ارتكيه بعض الرواة إصلاحا للمعنى على زعمه مع منافاته البينة
لسائر فقرات الرواية . ط(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه