بحار الأنوار ج64

ذرية إبراهيم .
ثم بين عليه السلام أن للنبطي بحسب الاشتقاق معنيين : أحدهما مستخرج الماء
من الطين ، وهذا لا يضرهم في شرافة نسبهم ، والآخر استنباط العلم فنحن هم
فلا يكون النبطي شتما لهم ، بل هو مدح لهم ، وعلى التقديرين ضمير ضاره عائد
إلى إبراهيم عليه السلام وكذا ضمير ذريته ، ويحتمل عودهما إلى النبطي ، وعود الاول
إلى النبي ، والثاني إلى إبراهيم عليه السلام :
وفي بعض النسخ من ذرية آدم وإبراهيم ، ولا يختلف المعنى ، ويحتمل أن يكون المراد بالنبط : من يقال له على وجه الذم نبطي ، : أي الذين أسلموا
بعد الكفر والاسر ، وهم كانوا غالبا إما من قريش ، أو أهل الكتاب ، وهم من
ذرية إبراهيم عليه السلام ، ويحتمل الخبر وجوها اخر ، تظهر مما ذكرنا للمتدبر .
15 - مع : عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى
عن أخي دارم ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : من ولد في الاسلام
فهو عربي ، ومن دخل فيه طوعا أفضل ممن دخل فيه كرها ، والمولى هو الذي
يؤخذ أسيرا من أرضه ويسلم ، فذلك المولى(1)

16 - مع : عن ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن
ابن يزيد ، عن ابن عبد ربه بن نافع ، عن الحباب بن موسى ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : من ولد في الاسلام حرا ، فهو عربي ، ومن كان له عهد ، فخفر في عهده
فهو مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن دخل في الاسلام طوعا ، فهو مهاجر(2).
بيان : " فهو عربي " أي في حقيقته الشرعية ، أو في حكم وجوب الاكرام
والاحترام ، " ومن كان له عهد " أي ذمة وأمان من مسلم ، " فهو مولى رسول الله "
فإنه حكم بوجوب إمضاء عهده وأمانه ، فإذا خفر في عهده ونقص أمانه ، فقد نقض
عهد مولى رسول الله .


(1)معانى الاخبار : 404 .
(2)معانى الاخبار : 405 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه