بحار الأنوار ج49

عليهما من ذلك ، فولى أحدهما ضياعا لامير خراسان ، فرد إلى نيسابور في محمل
قد اسودت رجله اليمنى فشرحت رجله ، فمات من تلك العلة بعد شهر .
وأما الآخر وهو الاكبر فانه كان في ديوان السلطان بنيسابور يكتب كتابا
وعلى رأسه قوم من الكتاب وقوف ، فقال واحد منهم : دفع الله عين السوء عن كاتب
هذا الخط فارتعشت يده من ساعته ، وسقط القلم من يده ، وخرجت بيده بثرة
ورجع إلى منزله ، فدخل إليه أبوالعباس الكاتب مع جماعة فقالوا له : هذا الذي
أصابك من الحرارة ، فيجب أن تفتصد فافتصد ذلك اليوم ، فعادوا إليه من الغد
وقالوا له : يجب أن تفتصد اليوم أيضا ففعل فاسودت يده فشرحت ، ومات من ذلك

وكان موتهما جميعا في أقل من سنة(1).
بيان : قال الفيروز آبادي : شرح كمنع كشف وقطع ، والشرحة القطعة
من اللحم .
3 ن : محمد بن الفضل بن محمذ بن إسحاق المذكر ، عن الحسن بن علي
الخزرجي ، عن الهروي قال : كنت مع علي ين موسى الرضا عليه السلام حين رحل من
نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، فاذا محمد بن رافع وأحمد بن الحارث ويحيى بن
يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته بالمربعة
فقالوا : بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك ، فأخرج رأسه من
العمارية ، وعليه مطرف خز ذوو وجهين ، قال : حدثني أبي العبد الصالح موسى
ابن جعفر قال : حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد قال : أبي أبوجعفر محمد
ابن علي باقر علم الانبياء ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين
قال : حدثني أبي سيد شباب الجنة الحسين قال : حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام
قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : سمعت جبرئيل عليه السلام يقول : قال الله جل
جلاله : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله
بالاخلاص دخل في حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي(2).


(1)عيون اخبار الرضا ج 2 ص 132 و 133 .
(2)المصدر ج 2 ص 134 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه