بحار الأنوار ج78

تصحيف وعلى تقديره الذم لمنافاته لتعجيل التجهيز ، أو يكون الوقوف لانشاد
المراثي وذكر أحوال الميت ، كما هو الشايع ، وهو مناف للتعزي والصبر ،
والفقرة الثالثة أيضا لاشعارها بكونه مذنبا وينبغي أن يذكر الموتى بخير ، ويمكن
أن تحمل الفقرتان معا على ما اذا كان غرض القائل التحقير والاشعار بالذنب ، و
يحتمل أن يكون الضميران في الاخيرتين راجعين إلى الذي يمشي بغير رداء أي هو
بسبب هذا التصنع لا يستحق أن يؤمر بالرفق به ولا الاستغفار له .
وقال العلامة قدس سره في المنتهى : كره أن يقال : قفوا واستغفروا له غفر
الله لكم ، لانه خلاف المنقول ، بل ينبغي أن يقال ما نقل من أهل البيت عليهم السلام ، و
قال في المعتبر : قال علي بن بابويه : إياك أنتقول : ارفقوا به ، وترحموا عليه ،
أو تضرب يدك على فخذك فيحبط أجرك ، فقال المحقق وبه رواية نادرة ولا باس
بمتابعته تفصيا عن المكروه انتهى .
14 فقه الرضا قال عليه السلام : إذا حضرت جنازة فامش خلفها ، ولا تمش
أمامها ، وإنمايؤجر من تبعها لا من تبعته .
وقد روى أبي عن ابي عبدالله عليه السلام أن المؤمن إذا ادخل قبره ينادى ألا إن
أول حبائك الجنة وأول حباء من تبعك المغفرة .
وقال : اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم فانه من عمل المجوس ، وأفضل المشي في
إتباع الجنازة ما بين جنبي الجنازة ، وهو مشي الكرام الكاتبين(1).
وقال في موضع آخر : ثم احمله على سريره وإياك أن تقول ارفقوا به ،
وترحموا عليه(2).
وقال عليه السلام : إذا رأيت الجنازة فقل الله أكبر ، الله أكبر ، هذا ما وعدنا
الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله ، كل نفس ذائقة الموت ، هذا سبيل لا بد منه
إنا لله وإنا إليه راجعون ، تسليما لامره ، ورضى بقضائه ، واحتسابا لحكمه ،


(1)فقه الرضا ص 18 .
(2)فقه الرضا ص 17 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه