فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل ؟ فقال إسماعيل : يا رب إنك أخذت
الميثاق لنفسك بالربوبية ، ولمحمد بالنبوة ، ولاوصيائه بالولاية ، وأخبرت
خلقك بما تفعل امته بالحسين بن علي عليهما السلام من بعد نبيها ، وإنك وعدت الحسين
أن تكره إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا رب
أن تكرني إلى الدنيا حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي ما فعل ، كما تكر الحسين
فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكر مع الحسين بن علي عليهما السلام(1)
29 مل : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد
القماط ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في منزل
فاطمة والحسين في حجره إذ بكى وخر ساجدا ثم قال : يا فاطمة يا بنت محمد إن
العلي الاعلى تراء الي في بيتك هذا ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيأ هيئة وقال
لي : يا محمد أتحب الحسين ؟ فقلت : نعم قرة عيني ، وريحانتي ، وثمرة فؤادي ، وجلدة
ما بين عيني ، فقال لي : يا محمد ووضع يده على رأس الحسين بورك من مولود عليه
بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني ، ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على
من قتله وناصبه وناواه ونازعه ، أما إنه سيد الشهداء من الاولين والآخرين في
الدنيا والآخرة وسيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين وأبوه أفضل منه وخير
فأقرئه السلام وبشره بأنه راية الهدى ، ومنار أوليائي وحفيظي وشهيدي على
خلقي وخازن علمي وحجتي على أهل السماوات وأهل الارضين والثقلين الجن
والانس(2).
بيان : إن العلي الاعلى أي رسوله جبرئيل أو يكون الترائي كناية
عن غاية الظهور العلمي ، وحسن الصورة كناية عن ظهور صفات كماله تعالى له ، ووضع
اليد كناية عن إفاضة الرحمة .
30 شا : روى الاوزاعي ، عن عبدالله بن شداد ، عن ام الفضل بنت
الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : يارسول الله رأيت الليلة حلما منكرا
(1)المصدر ص 64 . المصدرص 67 .