بحار الأنوار ج94

ثم تقول ما ذكره محمد بن أبي قرة في كتابه عقيب هاتين الركعتين :
اللهم إني أسئلك برحمتك التي وسعت كل شئ ، وبعزتك التي قهرت
كل شئ ، وبجبروتك التي غلبت كل شئ ، وبقدرتك التي لا يقوم لها شئ و
بعظمتك التي ملات كل شئ وبعلمك الذي أحاط بكل شئ ، وبنور وجهك الذي
أضاء له كل شئ ، يا أقدم قديم في العز والجبروت ، ويا رحيم كل مسترحم
ويا راحة كل محزون ، ومفرج كل ملهوف ، أسألك بأسمائك التي دعاك به
حملة عرشك ، ومن حول عرشك ، وبأسمائك التي دعاك بها جبرئيل وميكائيل و
إسرافيل أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن ترضى عني رضا لا تسخط علي من
بعده أبدا ، وأن تمدلى في عمري ، وأن توسع على في رزقي ، وأن تصح لي
جسمي وأن تبلغني أملي ، وتقويني على طاعتك وعبادتك وتلهمني شكرك ، فقد
ضعف عن نعمائك شكرى ، وقل على بلواك صبري ، وضعف عن أداء حقك عملي
وأنا من قد عرفت سيدى الضعيف عن أداء حقك ، المقصر في عبادتك ، الراكب
لمعصيتك ، فان تعذبني فأهل ذلك أنا ، وإن تعف عني فأهل العفو أنت .
إلهى إلهى ظلمت نفسي ، وعظم عليها إسرافي ، وطال لمعاصيك انهماكي ، و
تكاثفت ذنوبي ، و تظاهرت سيئآتي ، وطال بك اغتراري ، ودام لشهواتي اتباعي
إلهى إلهى غرتني الدنيا بغرورها فاغتررت ، ودعتنى إلى الغي بشهواتها فأجبت
وصرفتني عن رشدي ، فانصرفت إلى الهلك بقليل حلاوتها ، وتزينت لي لاركن
إليها فركنت ، إلهي إلهي قد اقترفت ذنوبا عظاما موبقات ، وجنيت على نفسي بالذنوب
المهلكات ، و تتابعت منى السيئات ، وقلت مني الحسنات ، وركبت من الامور
عظيما ، وأخطأت خطاء جسيما ، وأسأت إلى نفسي حديثا وقديما ، وكنت في معاصيك
ساهيا لاهيا ، وعن طاعتك نواما ناسيا ، فقد طال عن ذكرك سهوى ، وقد أسرعت إلى
ما كرهت بجميع جوارحي .
إلهي قد أنعمت على فلم أشكر ، وبصرتني فلم أبصر ، وأريتني العبر فلم
أعتبر ، وأقلتني العثرات فلم أقصر ، وسترت مني العورات فلم أستتر ، وابتليتني

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه