بحار الأنوار ج43

أقول : قد أوردنا كثيرا من معجزاته في باب ما جرى بينه عليه السلام وبين معاوية
وباب وفاته وغير هما .
5 - يج : روي أن عليا عليه السلام كان في الرحبة فقام إليه رجل فقال : أنا من
رعيتك وأهل بلادك ؟ قال عليه السلام : لست من رعيتي ولا من أهل بلادي ، وإن ابن
الاصغر(1)بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته وأرسلك إلي لاجلها ، قال : صدقت
يا أمير المؤمنين إن معاوية أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطلعت على ذلك ولا
يعلمها غير الله .
فقال عليه السلام : سل أحد ابني هذين ، قال : أسأل ذاالوفرة(2)يعني الحسن فأتاه
فقال له الحسن : جئت تسأل كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والارض ؟
وكم بين المشرق والمغرب ؟ وما قوس قزح ؟ وما المؤنث ؟ وما عشرة أشياء بعضها
أشد من بعض ؟ قال : نعم .
قال الحسن عليه السلام : بين الحق والباطل أربع أصابع ، ما رأيته بعينك فهو
حق وقد تسمع باذنيك باطلا ، وبين السماء والارض دعوة المظلوم ، مد البصر
وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، وقزح اسم الشيطان ، وهو قوس الله
وعلامة الخصب وأمان لاهل الارض من الغرق ، وأما المؤنث فهو الذي لا يدرى
أذكر أم انثى فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم وإن كانت انثى حاضت وبدا ثديها
وإلا قيل له : بل ! فان أصاب بوله الحائط فهو ذكر وإن انتكص بوله على



(1)يريد ملك الروم قال الفيروز آبادى : وبنو الاصفر ملوك الروم أولاد الاصفربن
روم بن يعصو ابن اسحاق ، أولان جيشا من الحبش غلب عليهم فوطئ نساء‌هم فولدهم
أولاد صفر .
(2)أى صاحب الوفرة والوفرة - بالفتح الشعر المجتمع على الرأس أو ما سال
على الاذنين منه أوما جاوز شحمة الاذن ثم بعدها الجمة ثم اللمة ، وبذلك وصف شعر
رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قالوا : كان شعره وفرة واذا طال صارت جمة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه