بحار الأنوار ج10

المسميات ، والاول أوجه ، فقال بريهة : هذا الكلام مجهول غير معقول ، قال هشام :
بل هو معروف عند العقلاء موجه ، فقال : إن الابن متصل بالاب ، أي متحد معه ،
فقال : بل الابن يكون جزء من الاب منفصلا منه ، فكيف يجوز اتحاده به ؟
قوله :(هذا خلاف ما يعقله الناس)لعله بني الكلام على المغالطة فإن الناس
يقولون : إن الابن متصل بالاب غير منفصل عنه ، أي هو متحد معه في الحقيقة مرتبط
به يشتركان في الاحوال غالبا ، فحمله على الوحدة الحقيقية ، فغير هشام الكلام إلى
مالا يحتمل المغالطة ،(1)فقال : لو كان شهادة الناس حجة فهم يحكمون بأن الاب
متقدم وجوده زمانا على وجود الابن فلم لاتقول به ؟ .
قوله :(بقدرة القديم)أي حصل هذان الاسمان بقدرة القديم ، فسأله هشام
عن قدم الاسمين فقال : لا بل هما محدثان ، فاستدل هشام على بطلان الاتحاد بمنبهات
فسأله عن محدث الاسماء ، ثم قال : إن قلت : إن المحدث هو الابن دون الاب فالحكم
بالاتحاد يقتضي أن يكون الاب ايضا محدثا وهو خلاف الفرض ، وكذا العكس ،
فأراد التفصي عن ذلك فقال : الروح لما نزلت إلى الارض سميت بالابن ، ثم ندم
عن ذلك ورجع وقال : قبل النزول أيضا كانت ابنا .
ويحتمل أن يكون مراده أنها من حيث النزول والاتصال بالبدن سميت ابنا
فسبب التسمية حادث ، والتسمية قديم ، فسأله هشام : هل كان قبل النزول شيئان لهما
اسمان ؟ فقال : لا بل كانت روح واحدة ، ولما كان كلامه متهافتا متناقضا وجهه هشام
بأنه يكون بعضه مسمى بالابن ، وبعضه مسمى بالاب ، فلم يرض بذلك فحكم
باتحاد الاسمين أيضا كاتحاد المسميين ، ويحتمل أن يكون مراده بالاسم ههنا المسمى
فقال هشام : الابن أمر إضافي لابد له من أب والحكم بالاتحاد يقتضي أن يكون
الابن أبا للاب ، والحال أن الاب لابد أن يكون أبا لابن فكيف يكون الاب والاين
واحدا ؟ ولا يبعد أن يكون في الاصل :(فالابن ابن الاب)أي البنوة الاضافية تقتضي


(1)بل استدل على ما كان بصدده من إثبات أن الابن منفصل عن الاب بفهم الناس وشهادتهم
بعد ما أبان بريهة ان قول الناس حجة ، فقال : إن كان ما يعقله الناس شاهدا لنا وعليك فقد غلبتك
لان الاب كان ولم يكن الابن ، فكان الابن منفصلا عن الاب لان الناس يحكمون بحدوثه بعده .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه