بحار الأنوار ج79

صلاتي ليل وصلاتي نهار ، واحتج السيد باجماع الشيعة ، والمخالفون بما رووا
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال يوم الاحزاب : شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر
ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا ، وروى في الكشاف عن صفية أنها قالت لمن كتب
لها المصحف : إذا بلغت هذه فلا تكتبها حتى املئها عليك كما سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وآله يقرأ فأملت عليه(والصلاة الوسطى صلاة العصر)وبأنها تقع في حال
اشتغال الناس بمعاشهم ، فيكون الاشتغال بها أشق .
وقال بعض المخالفين : هي المغرب لانها تأتي بين بياض النهار وسواد الليل
ولانها متوسطة في العدد بين الرباعية والثنائية ، ولانها لا تتغير في السفر و
الحضر مع زيادتها على الركعتين ، فيناسب التأكيد ، ولان الظهر هي الاولى
إذ قد وجبت أولا فتكون المغرب هي الوسطى .
وقال بعضهم : هي العشاء لانها متوسطة بين صلاتين لا تقصران ، أو بين
ليلية ونهارية ، ولانها أثقل صلاة على المنافقين كما روي ، وقال بعضهم هي
الصبح لتوسطها بين صلاتي الليل وصلاتي النهار ، وبين الظلام والضياء ، ولانها
لاتجمع مع اخرى ، فهي منفردة بين مجتمعتين ولمزيد فضلها لشهود ملائكة الليل
وملائكة النهار ، وعندها ، ولانها تأتي في وقت مشقة من برد في الشتاء ، وطيب
النوم في الصيف ، وفتور الاعضاء ، وكثرة النعاس ، وغفلة الناس ، واستراحتهم
فكانت معرضة للضياع ، فخصت لذلك بشدة المحافظة ، وبه قال : مالك والشافعي
وقال : ولذا عقبه بالقنوت ، فانه لا يشرع عنده في فريضة إلا الصبح إلا عند
نازلة فيعم .
وقيل : هي مخفية مثل ليلة القدر وساعة الاجابة ، واسم الله الاعظم لئلا
يتطرق التساهل إلى غيرها بل يهتم غاية الاهتمام بكل منها ، فيدرك كمال الفضل
في الكل .
والظاهر أنها الجمعة والظهر ، وإنما ابهم الابهام لتلك الفائدة و
غيرها مما قيل في إخفاء أمثالها ، وسيتضح لك ذلك في تضاعيف ما يقرع سمعك

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه