بحار الأنوار ج12

فكذبه الملك وأخرجه وقومه من مدينته ، قال الله تعالى حكاية عنهم : " لنخرجنك يا شعيب
والذين آمنوا معك من قريتنا " فزادهم شعيب في الوعظ ، فقالوا : " يا شعيب أصلوتك
تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء " فآذوه بالنفي من بلادهم ،
فسلط الله عليهم الحر والغيم حتى أنضجهم الله ، فلبثوا فيه تسعة أيام ، وصار ماؤهم
حميعا(1)لا يستطيعون شربه ، فانطلقوا إلى غيضة(2)لهم وهو قوله تعالى : " وأصحاب
الايكة " فرفع الله لهم سحابة سوداء فاجتمعوا في ظلها ، فأرسل الله عليهم نارا منها فأحرقتهم
فلم ينج منهم أحدا ، وذلك قوله تعالى : " فأخذهم عذاب يوم الظلة " وإن رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا ذكر عنده شعيب قال : " ذلك خطيب الانبياء يوم القيامة " فلما أصاب قومه ما أصابهم
لحق شعيب والذين آمنوا معه بمكة ، فلم يزالوا بها حتى ماتوا .
والرواية الصحيحة أن شعيبا عليه السلام صار منها إلى مدين فأقام بها وبها لقيه موسى
ابن عمران صلوات الله عليهما .(3)
توضيح : فصيلة الرجل : عشيرته ورهطه الادنون .
10 - ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن
ابن اورمة ، عن بعض أصحابنا ، عن سعيد بن جناح ، عن أيوب بن راشد رفعه إلى علي عليه السلام
قال : قيل : يا أمير المؤمنين حدثنا ، قال : إن شعيبا النبي عليه السلام دعا قومه إلى الله حتى
كبر سنه ، ودق عظمه ، ثم غاب عنهم ما شاء الله ، ثم عاد إليهم شابا ، فدعاهم إلى الله
تعالى فقالوا : ما صدقناك شيخا فكيف نصدقك شابا ؟ وكان علي عليه السلام يكرر عليهم الحديث
مرارا كثيرة .(4)
11 - ص : بهذا الاسناد عن ابن اورمة ، عمن ذكره ، عن العلاء ، عن الفضيل قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام : لم يبعث الله عزوجل من العرب إلا خمسة :(5)هودا وصالحا وإسماعيل
وشعيبا ومحمدا خاتم النبيين صلوات الله عليهم ، وكان شعيب بكاء .(6)


(1)في نسخة : فصار ماؤها حميما .
(2)الغيضة : مجتمع الشجر في مغيض الماء ، والمغيض : مجتمع الماء .
(3 و 4 و 6)مخطوط . م
(5)في نسخة : الا خمسة أنبياء .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه