بحار الأنوار ج81

المشهور ، قدر ثلاثة أصابع المشهور بين الاصحاب أنه يستحب أن يكون بينهما ثلاثة
أصابع مفرجات إلى شبر ، وفي صحيحة زرارة أقله أصبع ، وأوله بعضهم بطول الاصبع
ليقرب من الثلاثة ويظهر منها أنه لابد أن يكون في الركوع بينهما قدر شبر بخشوع
واستكانة متعلق بقام ، وقال الشهيد الثانى ره : الخشوع الخضوع والتطأمن والتواضع
ويجوز أن يراد به الخوف من الله والتذلل إليه كما فسر به قوله تعالى : الذينهم
في صلاتهم خاشعون (1)بحيث لايلتفت يمينا ولا شمالا ، بل يجعل نظره إلى موضع سجوده
والاستكانة استفعال من الكون أو افتعال من السكون وهي الذلة والمسكنة .
وقال الوالد قدس سره : فهم حماد الخشوع إما من النظر إلى موضع السجود ،
وإما من الطمأنينة وتغير اللون ، أو من بيانه عليه السلام ، ويمكن أن تفهم النية من الخشوع
لانها إرادة الفعل لله ، والخشو دال عليها ، ولذا لم يذكرها مع ذكر أكثر
المستحبات .
ثم قرء الحمد بترتيل قال الشيخ البهائي قدسر سره : الترتيل التأني ، وتبيين
الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها ، مأخوذ من قولهم ثغر رتل ومرتل إذا كان
مفلجا وبه فسر في قوله تعالى : ورتل القرآن ترتيلا (2)وعن أمير المؤمنين عليه السلام
أنه حفظ الوقوف وبيان الحروف ، أي مراعاة الوقف التام والحسن ، والاتيان
بالحروف على الصفات المعتبرة من الهمس والجهر والاستعلاء والاطباق والغنة وأمثالها
والترتيل بكل من هذين التفسيرين مستحب ، ومن حمل الامر في الآية على الوجوب
فسر الترتيل باخراج الحروف من مخارجها على وجه يتميز ولايندمج بعضها في بعض .


(1)المؤمنون : 2 ، والخضوع على مافي القرآن الكريم انما هو خشوع البصر كما
في قوله تعالى خشعا أبصارهم القمر : 7 ، وخشوع القلب كما في قوله عزوجل : ألم يأن
للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله الحديد : 16 ، وخشوع الصوت كما في قوله
وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا طه : 108 وخشوع الصلاة محمولة على
المعاني الثلاث .
(2)المزمل : 4 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه