بحار الأنوار ج75

15 - ورزق غلاما فأتته قريش تهنيه فقالوا : يهنيك الفارس ، فقال عليه السلام :
أي شئ هذا القول ؟ ولعله يكون راجلا ، فقال له جابر : كيف نقول يا ابن
رسول الله ؟ فقال عليه السلام : إذا ولد لاحدكم غلام ؟ فأتيتموه فقولوا له : شكرت الواهب
وبورك لك في الموهوب ، بلغ الله به أشده(1)ورزقك بره .
16 - وسئل عن المروة ؟ فقال عليه السلام : شح الرجل على دينه ، وإصلاحه
ماله ، وقيامه بالحقوق .
17 - وقال عليه السلام : إن أبصر الابصار ما نفذ في الخير مذهبه . وأسمع
الاسماع ما وعى التذكير وانتفع به . أسلم القلوب ما طهر من الشبهات .
18 - وسأله رجل أن يخيله(2)قال عليه السلام : إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي
منك ، أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب ، أو تغتاب عندي أحدا . فقال له الرجل :
ائذن لي في الانصراف ، فقال عليه السلام : نعم إذا شئت .
19 - وقال عليه السلام : إن من طلب العبادة تزكى لها ، إذا أضرت النوافل
بالفريضة فارفضواها ، اليقين معاذ للسلامة ، من تذكر بعد السفر اعتد ، ولا يغش
العاقل من استنصحه ، بينكم وبين الموعظة حجاب العزة ، قطع العلم عذر المتعلمين(3)،
كل معاجل يسأل النظرة(4)، وكل مؤجل يتعلل بالتسويف .
20 - وقال عليه السلام : اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وتجاه الهرب ،
وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات(5)وهاذم اللذات ، فإن الدنيا لا يدوم نعيمها
ولا تؤمن فجيعها ولا تتوقى في مساويها ، غرور حائل ، وسناد مائل(6)، فاتعظوا


(1)وفى بعض النسخ رشده . ورواه الكلينى في الكافى قسم الفروع .
(2)في بعض النسخ يعظه مكان يخيله اى يغيره وهو أيضا كناية عن الموعظة .
(3)كذا وفى كلام أبيه عليه السلام في النهج المعللين .
(4)النظرة : الامهال والتأخيرر .
(5)النقمات : جمع نقمة : اسم من الانتقام .
(6)السناد - ككتاب - : النافة الشديدة القوية . ومن الشئ عماده .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه