فلما رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحة قال أبوعبدالله عليه السلام يروون أنه أسمع
عامة الخلق - فقال له الملك : يا آدم ما أراك إلا قد عصيت ربك وحملت على نفسك مالا
تطيق ، أتدري ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه ؟ قال : لا ، قال : قال : " إني جاعل في الارض
خليفة " قلنا : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فهو خلقك أن تكون في الارض
يستقيم أن تكون في السماء ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : والله عزى بها آدم ثلاثا .(1)
19 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله حين
أهبط آدم إلى الارض أمره أن يحرث بيده فيأكل من كده بعد الجنة ونعيمها ، فلبث
يجأر ويبكي على الجنة مائتي سنة ، ثم إنه سجدلله سجدة فلم يرفع رأسه ثلاثة أيام
ولياليها ، ثم قال : أي رب ألم تخلقني ؟ فقال الله : قد فعلت ، فقال : ألم تنفخ في من روحك ؟
قال : قد فعلت ، قال : ألم تسكني جنتك ؟ قال : قد فعلت ، قال : ألم تسبق لي رحمتك
غضبك ؟ قال الله : قد فعلت ، فهل صبرت أو شكرت ؟ قال آدم : " لا إله إلا أنت سبحانك
إني ظلمت نفسي فاغفرلي إنك أنت الغفور الرحيم " فرحمه الله بذاك وتاب عليه إنه هو
التواب الرحيم .(2)
20 - شى : عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : كان إبليس أول من ناح ، وأول من
تغنى ، وأول من حدا ، قال : لما أكل آدم من الشجرة تغنى ، قال : فلما اهبط حدا
به ، فلما استقر على الارض ناح فأذكره ما في الجنة ، فقال آدم : رب هذا الذي جعلت
بيني وبينه العداوة لم أقو عليه وأنا في الجنة ، وإن لم تعني عليه لم أقو عليه ، فقال الله :
السيئة بالسيئة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ، قال : رب زدني ، قال : لا يولد لك
ولد إلا جعلت معه ملكا أو ملكين يحفظانه ، قال : رب زدني ، قال : التوبة مفروضة في
الجسد مادام فيها الروح ، قال : رب زدني ، قال : أغفر الذنوب ولا ابالي ، قال : حسبي ،
قال : فقال إبليس : رب هذا الذي كرمت علي وفضلته وإن لم تفضل علي لم أقو عليه ،
قال : لا يولد له ولد إلا لك ولدان ، قال : رب زدني ، قال : تجري منه مجرى الدم
في العروق ، قال : رب زدني ، قال : تتخذ أنت وذريتك في صدورهم مساكن ، قال : رب
زدني ، قال : تعدهم وتمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا .(3)
(1 و 2 و 3)تفسير العياشى مخطوط(*).