بحار الأنوار ج79

سماء سماء بوابون ، وموكلون على الرد والقبول ، وهم كثيرون لا يحصيهم
كثرة إلا الله سبحانه ، كما في التنزيل الكريم(وما يعلم جنود ربك إلا هو)
وعن النبي صلى الله عليه وآله أطت السماء وحق لها أن تئط فمافيها موضع قدم إلا وفيه ملك
راكع أو ساجد ، فالتعبير عن ملائكة كل سماء‌وهم أبواب نقد الصلاة الصاعدة
إليهم ، والتفتيش عنها روم لبيان التكثير ، لا تعيين للمرتبة العددية بخصوصها .
ومنها أن الصلاة يصعد بها إلى سماء سماء إلى السماء السابعة التي هي أقصى
أفلاك الكواكب السبعة السيارة ، ثم منها إلى الكرسي ، وهو فلك الثوابت ،
ثم مستودعها العرش وهو الفلك الاقصى ، فالافلاك الثمانية بملائكتها من العقول
والنفوس السمائية أبواب رفع الصلاة ، وطرق الصعود بها ، وحدود نقدها و
ردها وقبولها ، على ما تكرر ذكره في الاحاديث عنهم صلوات الله عليهم ، ولا
لا يحيط بطبقات الخلق والامر علما وخبرا ، ولا يحصيها عددا وقدرا ، إلا
بارئها القيوم القيام ، العليم العلام . تعالى شأنه ، وتعاظم سلطانه . وغاية ما يسر
للبشر من عباده سبيلا إلى معرفته ، إثبات الملائكة القاهرة والمدبرة هنالك ، بعدد
الكرات السماوية ، وبعدد الدرجات الفلكية ، ومحيط كل فلك ثلثمائة وستون
درجة ، وإنما المرصود من الكواكب سبعة سيارة ، وألف وتسعة وعشرون من
الثوابت ، والافلاك الكلية لها بحسب حركاتها المرصودة بادئ النظر السموات السبع
والفلك الثامن الذي هو الكرسي وتنحل عند تفصيل الحركات وحل ما اعضل
من الاشكالات إلى ثمانين كرة تقريبا ، فاذن يستتم نصاب أربعة آلاف من العدد في
إزاء عدد الدرجات ، وعدد الكرات والكواكب ، كما يستبين بالحساب ، فهي
بأسرها أبواب الصلاة وحدودها ، وذلك أقل ما ليس عن إثباته بد على ما هو المنصرح لدي البصيرة النافذة ، وأما في جانب الكثرة فلا سبيل لنا إلى العلم والمعرفة ، فهذه
سبعة من وجوه التفسير لهذين الحديثين الشريفين فلنقتصر الان عليها ، والله سبحانه
أعلم ، وهو ولي العلم والحكمة ، وبه الاعتصام ومنه العصمة انتهى .
أقول : وإن كان قدس سره بلغ الدرجة القصوى في التدقيق عند إبداء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه