بحار الأنوار ج19

لا يمر بحي من أحياء الانصار إلا وثبوا في وجهه ، وأخذوا بزمام ناقته ، وتطلبوا
إليه أن ينزل عليهم ، ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول : خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، حتى
مر ببني سالم ، وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وآله من قباء يوم الجمعة فوافى بني سالم عند زوال
الشمس فتعرضت له بنو سالم فقالوا : يا رسول الله هلم إلى الجد والجلد والحلقة(1)والمنعة
فبركت ناقته عند مسجدهم وقد كانوا بنوا مسجدا قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنزل في
مسجدهم وصلى بهم الظهر(2)وخطبهم ، وكان أول مسجد خطب فيه بالجمعة ، وصلى إلى
بيت المقدس ، وكان الذين صلوا معه في ذلك الوقت مائة رجل ، ثم ركب رسول الله
صلى اله عليه وآله ناقته وأرخى زمامها فانتهى إلى عبدالله بن ابي فوقف عليه ، وهو
يقدر أنه يعرض عليه النزول عنده ، فقال له عبدالله بن أبي بعد أن ثارت الغيرة و
أخذ كمه ووضعه على أنفه : يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك وأتوا بك فانزل
عليهم ، ولا تغشنا في ديارنا ، فسلط الله على دور بني الحبلى الذر فخرب
دورهم فصاروا نزالا على غيرهم ، وكان جد عبدالله بن ابي يقال له : ابن الحبلى
فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله لا يعرض في قلبك من قول هذا شئ ، فإنا كنا
اجتمعنا على أن نملكه علينا ، وهو يرى الآن أنك قد سلبته أمرا قد كان أشرف
عليه ، فانزل علي يا رسول الله فانه ليس في الخزرج ولا في الاوس أكثر فم بئر مني
ونحن أهل الجلد والعز ، فلا تجزنا يا رسول الله ، فأرخى زمام ناقته ومرت تخب به
حتى انتهت إلى باب المسجد الذي هو اليوم ، ولم يكن مسجدا ، إنما كان مربدا
ليتيمين من الخزرج يقال لهما : سهل وسهيل ، وكانا في حجر أسعد بن زرارة ، فبركت
الناقة على باب أبي أيوب خالد بن زيد(3)، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله .


(1)في نسخة : الحلفة بالفاء .
(2)في الامتاع وسيرة ابن هشام وتاريخ الطبرى وغيرها انه صلى بهم الجمعة ويأتى ذلك أيضا
في الاخبار ، ولعل الطبرسى أضا أراد ذلك خصوصا مع قوله بعد ذلك : وكان أول مسجد خطب
فيه بالجمعة .
(3)في المصدر : خالد بن يزيد : وهو مصحف : والصحيح : خالد بن زيد كما في المتن .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه