المسلمون يد على من سواهم ، يجير عليهم أدنا هم ، ويرد عليهم أقصاهم(1)ترد
سرايا هم على قعدهم(2)لايقتل مؤمن بكافر ، ودية الكافر نصف دية المؤمن ، ولا
جلب ولاجنب(3)ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم .
= = واما حلف الجاهلية فما كان على الغارات والظلم فالاسلام ينهى عن أصل العمل
كيف والحلف عليه ، وأما ما كان على نصرة المظلوم كحلف الفضول فالاسلام انما أوكده
بأوامره : فأخذ عليهم أن ينصروا اخاهم ظالما أو مظلوما وجعل تتكافا دماؤهم ويجير عليهم
أدناهم . . .
وروى عنه صلى الله عليه وآله في لفظ آخر لتلك الخطبة أنه قال : اوفوا بحلف
الجاهلية فانه لايزيده الاشدة ولاتحدثوا حلفا في الاسلام رواه الترمذى وقال حسن ، على
مافى المشكاة : 347 .
(1)قيل في معنى ذلك أن أقصى المسلمين وهو أبعدهم يرد الغنيمة إلى أقربهم فجعله بمعنى
قوله ترد سرايا هم على قعيدهم وقيل : ان المسلم وان كان قاصى الدار عن بلاد الكفر اذا عقد
للكافر عقدا في الامان لم يكن لاحد نقضه وان كان أقرب دارا إلى ذلك الكافر .
والظاهر عندى أن المراد بقرينة ما قبله وما بعده أن لاقصى أفراد المسلمين وأبعدهم
من الجماعة أن يحضر في شوراهم ويتكلم بما يحضره من النصيحة لهم ويرد عليهم آراءهم
ويخطئهم ، أو يحضر مجامعهم فاذا رأى منكرا رد عليهم وصرفهم إلى الحق ، ولو كان قاصيا
وليس لاحد النكير عليه بقول : ما أنت وذاك ؟ وأشباهه .
(2)في الاصل والمصدر : قعدهم ، وفى المشكاة قعيدهم وكلاهما بمعنى ، و قعد
محركة جمع قاعد كخدم وخادم والمراد أن السرايا وهو جمع السرية يعنى الافواج
يبعثون ههنا وههنا ليغيروا على العدو ، اذا غنموا لايقتسمون الغنيمة بينهم انفسهم ، بل
يردونها إلى اميرهم الباعث لهم في حوزتهم الحامية لهم وفئتهم التى اذا انهزموا لجأوا اليهم
فيكون الغنيمة بينهم سواء .
(3)الجلب والجنب - كلاهما بالتحريك وقد قيل في معناهما وجوه والذى عندى
بقرينة أن الجلب والجنب متخالفان أن المصدق ليس له أن ينزل منزلا فيأمر أصحاب الصدقة = =