بحار الأنوار ج11

إبراهيم عليه السلام : " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي " فقال الرضا عليه السلام :
إن إبراهيم عليه السلام وقع إلى ثلاثة أصناف : صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف
يعبد الشمس ، وذلك حين خرج من السرب(1)الذي اخفي فيه ، فلما جن عليه الليل
فرأى الزهرة فقال : " هذا ربي " على الانكار والاستخبار " فلما أفل " الكوكب " قال
لا احب الآفلين " لان الافول من صفات الحدث لامن صفات القدم(2)" فلما رأى القمر

بازغا قال هذا ربي " على الانكار والاستخبار " فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن
من القوم الضالين " يقول : لولم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين " فلما " أصبح
و " رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر " من الزهرة والقمر على الانكار والاستخبار
لا على الاخبار والاقرار " فلما أفلت " قال للاصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر و
الشمس : " ياقوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السموات
والارض حنيفا وما أنا من المشركين " وإنما أراد إبراهيم بما قال أن يبين لهم بطلان
دينهم ، ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس ، وإنما
تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والارض ، وكان ما احتج به على قومه بما ألهمه الله
عزوجل وآتاه ، كما قال عزوجل : " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " .
ققال المأمون : لله درك يابن رسول الله ، فأخبرني عن قول إبراهيم : " رب أرني كيف
تحيي الموتى * قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " قال الرضا عليه السلام : إن الله
تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام : أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء
الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليه السلام : أنه ذلك الخليل ، فقال : " رب أرني كيف
تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " على الخلة : " قال فخذ أربعة من
الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم
أن الله عزيز حكيم " فأخذ إبراهيم عليه السلام نسرا وبطا وطاووسا وديكا ، فقطعهن وخلطهن
ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله - وكانت عشرة - منهن جزء ، وجعل


(1)السرب بفتح السين والراء : الحفير تحت الارض .
(2)في نسخة : من صفات الحديث لامن صفات القديم ، وفي المصدر : من صفات المحدث لامن
صفات القديم(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه