من أهل الشام خدعك العراقي قال : لاولكن نصحني .
وقاتل هاشم هو وأصحابه قتالا شديدا حتى قتل تسعة نفر أو عشرة وحمل
عليه الحارث بن المنذر فطعنه فسقط وبعث إليه علي عليه السلام أن قدم
لواءك فقال للرسول : انظر إلى بطني فإذا هو قد انشق فأخذ الراية رجل من
بكر بن وائل ورفع هاشم رأسه فإذا هو بعبيدالله بن عمر بن الخطاب قتيلا إلى جانبه
فجثا حتى دنا منه فعض على ثديه حتى تبينت فيه أنيابه ثم مات هاشم وهو
على صدر عبيدالله وضرب البكري فوقع فأبصر عبيدالله فعض على ثديه
الآخر ومات أيضا فوجدا جميعا ماتا على صدر عبيدالله .
ولما قتل هاشم جزع الناس عليه جزعا شديدا وأصيب معه عصابة من
أسلم من القراءة فمر عليهم علي عليه السلام وهم قتلى حوله فقال :
جزى الله خيرا عصبة أسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم
يزيد وعبدالله بشر ومعبد * وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم
وعروة لايبعد ثناه وذكره * أذا اخترط البيض الخفاف الصوارم
ثم قام عبدالله بن هاشم وأخذ الراية .
ثم ساق الحديث إلى قوله : فأمرهم علي عليه السلام بالغدو إلى القوم
فغاداهم إلى القتال فانهزم أهل الشام وقد غلب أهل العراق على قتلى أهل
حمص وغلب أهل الشام على قتلى أهل العالية وانهزم عتبة بن أبي سفيان حتى
أتى الشام .
ثم إن عليا عليه السلام أمر مناديه فنادى في الناس أن اخرجوا إلى
مصافكم فخرج الناس إلى مصافهم واقتتل الناس إلى قريب من ثلث الليل .
بيان :
قال الجوهري : الارقال ضرب من الجنب وناقة مرقل ومرقال : إذا كانت
كثيرة الارقال . والمرقال لقب هاشم بن عتبة الزهري لان عليا عليه السلام دفع
إليه الراية يوم صفين فكان يرقل بها إرقالا . قوله :(سامت إليه الصفوف)في