بحار الأنوار ج21

في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وما يبالي البرد ، فهل سمعت في ذلك شيئا ؟
فقلت : لا ، فقالوا : فسل لنا أباك عن ذلك ، فإنه يسمر(1)معه ، فسألته فقال ما
سمعت في ذلك شيئا ، فدخل على علي عليه السلام فسمر معه فسأله عن ذلك ، فقال : أو
ما شهدت معنا خيبر ؟ قلت : بلى ، قال : أو ما رأيت رسول الله صلى الله عليه واله حين دعا أبابكر
فعقد له ثم بعثه إلى القوم فانطلق فلقي القوم ثم جاء بالناس وقد هزموا(2)؟ فقال :
بلى ، قال : ثم بعث إلى عمر فعقد له ثم بعثه إلى القوم فانطلق فلقي القوم فقاتلهم
ثم رجع وقد هزم ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : " لاعطين الرأية اليوم رجلا يحب
الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، كرارا غير فرار " فدعاني
فأعطاني الراية ، ثم قال : " اللهم اكفه الحر والبرد " فما وجدت بعد ذلك حرا
ولا بردا .
وهذا كله منقول من كتاب دلائل النبوة للامام أبي بكر البيهقي .
ثم لم يزل رسول الله صلى الله عليه واله يفتح الحصون حصنا فحصنا ويحوز الاموال حتى
انتهواإلى حصن الوطيح والسلالم ، وكان آخر حصون خيبر افتتح ، وحاصرهم
رسول الله بضع عشر ليلة .
قال ابن إسحاق : ولما افتتح القموص : حصن ابن أبي الحقيق أتي رسول
الله صلى الله عليه واله بصفية بنت(3)حي بن أخطب ، وبأخرى معها ، فمر بهما بلال وهو الذي جاء بهما على قتلى من قتلى اليهود(4)فلما رأتهم التي معها صفية صاحت
وصكت وجهها ، وحثت التراب على رأسها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه واله قال :
" أعزبوا(5)عني هذه الشيطانة " وأمر بصفية فحيزت خلفه ، وألقى عليها رداء‌ه
فعرف المسلمون أنه قد اصطفاها لنفسه ، وقال صلى الله عليه واله لبلال لما رأى من نلك اليهودية
ما رأى : " أنزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما " ؟ .
وكانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق


(1)اى يتحدث معه بالليل .(2)في المصدر : وقد هزم .
(3)حيى خ ل أقول : هذا هو الصحيح كما في المصدر والسيرة
(4)في المصدر والسيرة : من قتلى يهود .(5)أى باعدوا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه