بحار الأنوار ج40

ولاحظ له في غير الزهادة ، وهذه من مناقبه العجيبة التي جمع بها بين الاضداد(1).
بيان : الفلذة بالكسر : القطعة من الكبد واللحم .
3 قب : المعروفون من الصحابة بالورع : علي وأبوبكر وعمر وابن مسعود
وأبوذر وسلمان وعمار والمقداد وعثمان بن مظعون وابن عمار ، ومعلوم أن أبابكر
توفي وعليه لبيت مال المسلمين نيف وأربعون ألف درهم ، وعمر مات وعليه نيف و
ثمانون ألف درهم ، وعثمان مات وعليه ما لايحصى كثرة ، وعلي صلوات الله عليه
مات وما ترك إلا سبعمائة درهم فضلا عن عطائه أعدها لخادم ، وقد ثبت من زهده أنه
لم يحفل بالدنيا(2)ولا بالرئاسة فيها دون أن انعكف على غسل رسول الله صلى الله عليه وآله
وتجهيزه ، وقول اولئك : منا أمير ومنكم أمير إلى أن تقمصها أبوبكر ، و
قال الله تعالى :(إن أكرمكم عند الله أتقاكم(3)).
وقد قال تعالى :(للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا(4))الآية ، واجتمعت
الامة على أنه من فقراء المهاجرين ، وأجمعوا على أن أبابكر كان غنيا .
وكان عليه السلام جلي الصفحة ، نقي الصحيفة ، ناصح الجيب ،(5)نقي الذيل
عذب المشرب ، عفيف المطلب ، لم يتدنس بحطام ، ولم يتلبس بآثام ، وقد شهد
النبي صلى الله عليه وآله بزهده بقوله صلى الله عليه وآله : علي لا يرزأ من الدنيا ولا ترزأ الدنيا منه .
أمالي الطوسي في حديث عمار : يا علي إن الله قد زينك بزينة لم تزين
العباد(6)بزينة أحب إلى الله منها ، زينك بالزهد في الدنيا وجعلك لا ترزأ منها شيئا
ولا ترزأ منك شيئا ، ووهب لك(7)حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا و


(1)لم نجده في الخرائج المطبوع .
(2)يقال : ما حفله وما حفل به أى لم يبال به ولم يهتم له .
(3)سورة الحجرات : 13 .
(4)سورة الحشر : 8 .
(5)الصفحة : الصدر . الصحيفة : الوجه . والناصح : الخالص .
(6)في المصدر : لم يزين العباد .
(7)في المصدر : ووهبك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه