بحار الأنوار ج72

المجلس ، وأن يسلم على من يلقى ، وأن يترك المراء كان محقا ، ولا يحب
أن يحمد على التقوى(1).
4 - فس : قال أمير المؤمنين عليه السلام : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
وتواضع من غير منقصة ، وجالس أهل الفقه والرحمة ، وخالط أهل الذل والمسكنة
وأنفق مالا جمعه في غير معصية .
5 - ما : في وصية أمير المؤمنين عليه السلام عند موته : عليك بالتواضع فانه من
أعظم العبادة(2).
6 - جا ، ما : المفيد ، عن أحمد بن الحسين بن اسامة ، عن عبيد الله بن محمد
الواسطي ، عن محمد بن يحيى ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام
قال : أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه
وهو في بيت له جالس على التراب ، وعليه خلقان الثياب ، قال : فقال جعفر بن
أبي طالب : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى مابنا وتغير وجوهنا
قال : الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عيني به ، ألا ابشركم ؟ فقلت : بلى أيها
الملك ، فقال : إنه جاء‌ني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك وأخبرني أن الله
قد نصر نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان ، وقتل فلان وفلان
التقوا بواد يقال له بدر كأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك وهو رجل
من بني ضمرة .
فقال له جعفر : أيها الملك الصالح مالي أراك جالسا على التراب ، عليك
هذه الخلقان ؟ فقال : ياجعفر إنا نجد فيما انزل على عيسى من حق الله على
عباده أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة ، فلما أحدث الله تعالى لي
نعمة نبيه محمد صلى الله عليه وآله أحدثت لله هذا التواضع .
قال : فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك قال لاصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها
كثرة ، فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعه فتواضعوا يرفعكم


(1)معانى الاخبار ص 381 .(2)أمالى الطوسى ج 1 ص 6 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه