بحار الأنوار ج44


27 . (باب) (احتجاجه صلوات الله عليه على معاوية

، وأوليائه لعنهم الله وما جرى بينه وبينهم)

1 قب ، ج : عن موسى بن عقبة أنه قال : لقد قيل لمعاوية إن الناس قد
رموا أبصارهم إلى الحسين ، فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب فان فيه حصرا وفي لسانه
كلالة ، فقال لهم معاوية : قد ظننا ذلك بالحسن فلم يزل حتى عظم في أعين الناس
وفضحنا ، فلم يزالوا به حتى قال للحسين عليه السلام يابا عبدالله لو صعدت المنبر ، فخطبت .
فصعد الحسين عليه السلام المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله
فسمع رجلا يقول : من هذا الذي يخطب ؟ فقال الحسين عليه السلام :
نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الاقربون ، وأهل بيته الطيبون
وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل
كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، والمعول علينا في تفسيره
ولا يبطئنا تأويله ، بل نتبع حقائقه .
قأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة ، قال الله
عزوجل : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ، فان تنازعتم في
شئ فردوه إلى الله والرسول (1)وقال : ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر
منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان
إلا قليلا (2).
واحذركم الاصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ، فانه لكم عدو مبين
فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم


(1)النساء : 59 .(2)النساء : 83 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه