بحار الأنوار ج11

فأخصبت بلادكم ، فقالوا : يا نبي الله إنا رأينا عجبا ، قال : وما رأيتم ؟ قالوا : رأينا في
منزلك امرأة شمطاء عوراء ، قالت لنا : من أنتم ؟ ومن تريدون ؟ قلنا : جئنا إلى نبي الله
هود ليدعو الله لنا فنمطر ، فقالت : لو كان هود داسيا لدعا لنفسه فإن زرعه قد احترق ،
فقال هود : ذلك امرأتي(1)وأنا أدعو الله لها بطول البقاء ، فقالوا : فكيف ذلك ؟ قال : لانه
ما خلق الله مؤمنا إلا وله عدو يؤذبه وهي عدوتي ، فلئن يكون عدوي ممن أملكه خير
من أن يكون عدوي ممن يملكني ، فبقي هود في قومه يدعوهم إلى الله وينهاهم عن عبادة
الاصنام حتى تخصب بلادهم وأنزل الله عليهم(2)المطر وهو قوله عزوجل : " ويا قوم
استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا
تتولوا مجرمين " فقالوا كما حكى الله عزوجل : " يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي
آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين " إلى آخر الآية ، فلما لم يؤمنوا أرسل الله عليهم
الريح الصرصر يعني الباردة وهو قوله في سورة القمر : " كذبت عاد فكيف كان عذابي و
نذر * إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر " وحكى في سورة الحاقة فقال :
" وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما "
قال : كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية أيام ، فحدثني أبي عن ابن أبي عمير
عن عبدالله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الريح العقب
تخرج من تحت الارضين السبع وما خرج منها شئ قط إلا على قوم عاد حين غضب
عليهم ، فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم فعصت على الخزنة فخرج منها مثل
مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد ، فضج الخزنة إلى الله من ذلك وقالوا : يا
ربنا إنها قد عتت(3)علينا ونحن نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك وعمار بلادك
فبعث الله جبرئيل فردها بجناحه وقال لها : اخرجي على امرت به ، فرجعت وخرجت
على ما امرت به فاهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم .(4)


(1)في المصدر : ذلك اهلى . م
(2)في نسخة : وينزل الله عليهم .
(3)في المصدر : قد عصت . م
(4)تفسير القمى : 305 - 306 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه