بحار الأنوار ج59

الاطراف إلى السواد ، عليها زغب(1)، وعلى القضبان ثمر ، شبيه بالجلنار في شكله
متفرق في طول القضبان واحد بعد واحد ، كل واحد منها مطبق بشئ شبيه بالترس
وهذا الثمر ملآن بزر(2)شبيه ببزر الخشخاش . وهو ثلاثة أصناف :
منه ماله دهن لونه إلى لون الفرفير ، وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له
عين اللوبيا ، وورق أسود ، وزهره شبيه بالجلنار مشوك . ومنه ماله زهر لونه شبيه
بلون التفاح ، وورقه وزهره ألين من ورق وحمل الصنف الاول ، وبزر لونه
إلى الحمرة شبيه ببزر النبات الذي يقال له أروسمين وهو التوذري . وهذان
الصنفان يجننان ويسبتان ،(3)وهما رديان لا منفعة فيها في أعمال الطب .
وأما الصنف الثالث فانه ينتفع به في أعمال الطب ، وهو ألينها قوة وأسلسها ،
وهو ألين في المجس(4)وفيه رطوبة تدبق(5)باليد ، وعليه شئ فيما بين الغبار
والزغب ، وله زهر أبيض ، وبزر أبيض ، وينبت في القرب من البحر ، وفي الخرابات .
فإن لم يحضر هذا الصنف فليستعمل بدله الصنف الذي بزره أحمر .
وأما الصنف الذي بزره أسود فينبغى أن يرفض ، لانه شرها . وقد يدق الثمر
مع الورق والقضبان كلها رطبة ، وتخرج عصارتها وتجفف في الشمس . وإنما
تستعمل نحو من سنة فقط لسرعة العفونة إليها ، وقد يؤخذ البزر علاحدته وهو يابس ،
يدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته . وعصارة هذا النبات هي أجود
من صمغه ، وأشد تسكينا للوجع ، وقد يدق هذا النبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل
منه أقراص وتخزن . قال : وإذا أكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشوكران من
الطلا .


(1)الزغب بفتح المعجمتين : صغار الشعر والريش .
(2)بذر شبيه ببذر . .(خ).
(3)اى يورثان الجنون والسبات وهو تعطل القوى كالغشى والنوم .
(4)المجس : موضع اللمس .
(5)أى تلصق .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه