بحار الأنوار ج25

جعلت فداك وما خبرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت أنه لما وقع من بطنها وقع واضعا
يديه على الارض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله صلى الله عليه وآله
وأمارة الامام من بعده .
فقلت : جعلت فداك وما تلك من علامة الامام ؟ فقال : إنه لما كان في الليلة
التي علق بجدي فيها أتى آت جد أبي وهو راقد ، فأتاه بكاس فيها شربة أرق من
الماء وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج
فسقاه إياه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق فيها بجدي ، ولما كان
في الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقى(1) جد أبي وأمره بالجماع
فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بأبي .
ولما كان في الليلة التي علق بي فيها أتي آت أبي فسقاه وأمره كما أمرهم ، فقام
فرحا مسرورا فجامع فعلق بي ، ولما كان في الليلة التي علق فيها بابني هذا أتاني آت
كما أتي جد أبى وجدي وأبي فسقاني كما سقاهم ، وأمرني كما أمرهم ، فقمت
فرحا مسرورا بعلم الله(2) بما وهب لي فجامعت فعلق بابني ، وإن نطفة الامام مما
أخبرتك .
فإذا استقرت في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا من نور في بطن امه ينظر
منه مد بصره ، فإذا تمت له في بطن امه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له حيوان ، وكتب
على عضده الايمن : " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم " .
فإذا وقع من بطن امه وقع واضعا يده على الارض ، رافعا رأسه إلى السماء
فإذا وضع يده إلى الارض فإنه يقبض كل علم أنزله الله من السماء إلى الارض ،
وأما رفعه رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل رب العزة


(1) في المصدر : كما سقاه .
(2) في نسخة : بعلمى بما وهب . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه