بحار الأنوار ج72

الغضب على قول أو فعل به يخرج الايمان من قلبه ، فالرفق قفل الايمان يحفظه .
21 - كا : بالاسناد المتقدم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : من قسم له الرفق قسم
له الايمان(1)
بيان : من قسم له الرفق أي قدر له قسط منه في علم الله قسم له الايمان
أي الكامل منه .
22 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن يحيى الازرق
عن حماد بن بشير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تعالى رفيق يحب الرفق
فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادتهم(2)لهواهم وقلوبهم ، ومن رفقه بهم أنه
يدعهم على الامر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم ، لكيلا تلقى عليهم عرى الايمان ومثاقلته
جملة واحدة فيضعفوا ، فاذا أراد ذلك نسخ الامر بالاخر فصار منسوخا(3).
تبيان : إن الله تعالى رفيق أقول : روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال : إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف
قال القرطبي : الرفيق هو الكثير الرفق ، والرفق يجيئ بمعنى التسهيل وهو ضد العنف
والتشديد والتعصيب ، وبمعنى الارفاق وهو إعطاء مايرتفق به ، وبمعنى التأني
وضد العجلة ، وصحت نسبة هذه المعاني إلى الله تعالى لانه المسهل والمعطي وغير
المعجل في عقوبة العصاة ، وقال الطيبي : الرفق اللطف وأخذ الامر بأحسن الوجوه
وأيسرها الله رفيق أي لطيف بعباده يريد اليسر لا العسر ، ولا يجوز إطلاقه
على الله لانه لم يتواتر ، ولم يستعمل هنا على التسمية ، بل تمهيدا لامر أي الرفق
أنجح الاسباب وأنفعها فلا ينبغي الحرص في الرزق ، بل يكل إلى الله ، وقال النووي :
يجوز تمسية الله بالرفيق وغيره مما ورد في خبر الواحد على الصحيح ، واختلف
أهل الاصول في التسمية بخبر الواحد انتهى .
وقال في المصباح : رفقت العمل من باب قتل أحكمته انتهى فيجوز أن يكون
إطلاقه الرفيق عليه سبحانه بهذا المعنى ، ومعنى يحب الرفق أنه يأمر به ويحث


(1 و 3)الكافى ج 2 ص 118 .(2)مضادته خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه