بحار الأنوار ج65

بها فسمع الله عز اسمه ما قالوا ، فأمر من كان في النار من أهل الاسلام فاخرجوا
منها ، فحينئذ يقول الكفار يا ليتنا كنا مسلمين .
لعلكم تسلمون (1)أي تنظرون في نعمه الفاشية فتؤمنون به وتنقادون لحكمه .
تبيانا أي(2)بيانا بليغا وروى العياشي(4)عن الصادق عليه السلام قال : نحن
والله نعلم ما في السماوات وما في الارض ، وما في الجنة وما في النار ، وما بين ذلك
ثم قال : إن ذلك في كتاب الله ثم تلا هذه الاية ، وعنه عليه السلام أن الله أنزل في القرآن
تبيان كل شئ حتى والله ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد ، حتى لا يستطيع عبد يقول :
لو كان هذا انزل في القرآن ، إلا أنزله الله فيه ، وقد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك
في كتاب الامامة .
قل نزله روح القدس (4)يعني جبرئيل عليه السلام من ربك بالحق أي متلبسا
بالحكمة ليثبت الذين آمنوا أي على الايمان بأنه كلام الله ، فانهم إذا سمعوا
الناسخ ، وتدبروا ما فيه من رعاية الصلاح والحكمة ، رسخت عقائدهم واطمأنت
قلوبهم وهدى وبشرى للمسلمين المنقادين لحكمه .
قل إنما يوحى إلي (5)قيل أي ما يوحى إلي إلا أنه لا إله لكم إلا
إله واحد ، وذلك لان المقصود الاصلي من بعثته مقصور على التوحيد فهل أنتم
مسلمون مخلصون العبادة لله على مقتضى الوحي ؟ وفي المناقب عن الصادق عليه السلام :
فهل أنتم مسلمون الوصية بعدي ، نزلت مشددة ، ومآلهما واحد ، لان مخالفة
الوصية عبادة للهوى والشيطان وأيضا التوحيد لا يتم إلا بالولاية ، إذ بالامام يعرف
الله ، ويعرف طريق عبادته ، فهي كمال التوحيد ، وأصله وأساسه وغايته .
فله أسلموا (6)أي أخلصوا التقرب والذكر ولا تشوبوه بالاشراك وبشر


(1)النحل : 81 .(2)النحل : 89 .
(3)تفسير العياشى ج 2 ص 266 .
(4)النحل : 102 .(5)الانبياء : 108 .
(6)الحج : 34 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه