بحار الأنوار ج91

الدهر مني ، ونفدت مدتي ، وذهبت شهوتي ، وبقيت تبعتي ، فجد بحلمك على
جهلي ، وبعفوك على قبيح فعلي ، ولا تؤاخدني بما كسبت من الذنوب العظام ، في
سالف الايام .
سيدي أنا المعترف باساء‌تي ، المقر بخطائي ، الماسور باجرامي ، المرتهن
بآثامى ، المتهور باساء‌تي ، المتحير عن قصد طريقي ، انقطعت مقالتي ، وضل
عمري وبطلت حجتي في عظمى وزري ، فامنن علي بكريم غفرانك واسمح لي بعظيم
إحسانك فانك ذومغفرة للطالبين شديد العقاب للمجرمين .
سيدي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي ، فقد كبر في جنب رجائك أملي
سيدي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما ، وظني بك أنك تقلبني بالنجاة
مرحوما ، سيدي لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين ، فلا تبطل لي صدق
رجائي لك في الآملين ، سيدي عظم جرمي إذ بارزتك باكتسابه ، وكبر ذنبي إذ
جاهرتك بارتكابه إلا أن عظيم عفوك يسع المعترفين وجسيم غفرانك يعم التوابين .
سيدي إن دعاني إلى النار مخشى عقابك فقد دعاني إلى الجنة مرجو ثوابك
سيدي إن أوحشتني الخطايا من محاسن لطفك ، فقد أنسني اليقين بمكارم عطفك
وإن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك ، فقد ايقظتني المعرفة بقديم آلائك ، وإن
عزب عني تقديم لما يصلحني(1)فلم يعزب إيقاني بنظرك إلي فيما ينفعني ، وإن
انقرضت بغير ما أحببت من السعي ايامي ، فبالايمان امضيت السالفات من أعوامي .
سيدي جئت ملهوفا قد لبست عدم فاقتي ، واقامني مقام الاذلاء بين يديك
ضر حاجتي ، سيدي كرمت فاكرمني إذ كنت من سؤالك ، وجدت بمعروفك
فاخلطني(2)بأهل نوالك ، اللهم ارحم مسكينا لا يجيره(3)إلا عطاؤك ، وفقيرا
لا يغنيه إلا جدواك .
سيدي اصبحت على باب من أبواب منحك سائلا ، وعن التعرض بسواك


(1)وان عزب لبى عن تقديم تقويمما يصلحنى ، خ ل صح .
(2)فالحقنى ، خ ل .(3)يجبره ، خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه