بحار الأنوار ج16

قوله : " فليعبدوا رب هذا البيت(1)" الآية ، انتقم الله لموسى عليه السلام من فرعون ، وانتقم
لمحمد صلى الله عليه واله من الفراعنة : " سيهزم الجمع ويولون الدبر(2)" كان لموسى عليه السلام عصا ،
ولمحمد صلى الله عليه واله ذو الفقار ، خلف موسى عليه السلام هارون عليه السلام في قومه ، وخلف محمد صلى الله عليه واله
عليا عليه السلام في قومه : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وكان لموسى عليه السلام اثنا عشر
نقيبا ، ولمحمد صلى الله عليه واله اثنا عشر إماما ، كان لموسى عليه السلام انفلاق البحر في الارض : " فانفلق
فكان كل فرق(3)" ولمحمد صلى الله عليه واله انشقاق القمر في السمآء وذلك أعجب : " اقتربت الساعة و
انشق القمر(4)" العصا بلغت البحر فانفلق : " فاضرب بعصاك البحر(5)" وأشار
بالاصبع إلى القمر فانشق ، وقال موسى عليه السلام : " رب اشرح لي صدري(6)" وقال الله
له : " ألم نشرح لك صدرك(7)" وقال لموسى وهارون عليهما السلام : " فقولا له قولا لينا(8)"
وقال لمحمد صلى الله عليه واله واغلظ عليهم(9)* ولا تطع كل حلاف(10)" وأعطى الله موسى عليه السلام
المن والسلوى ، وأحل الغنائم لمحمد صلى الله عليه واله ولامته ، ولم يحل لاحد قبله ، وقال في
حق موسى : " وظللنا عليهم الغمام(11)" يعني في التيه ، والنبي صلى الله عليه واله كان يسير الغمام
فوقه ، وكلم الله موسى تكليما على طور سينآء ، وناجى الله محمدا عند سدرة المنتهى ، وكان
واسطة بين الحق ، وبين موسى عليه السلام ، ولم يكن بين محمد صلى الله عليه واله وربه أحد : " فأوحى إلى
عبده(12)" وليس من مشى برجليه كمن اسري بسره(13)، وليس من ناداه كمن ناجاه ،
ومن بعد نودي ، ومن قرب نوجي ، ولم يكلم موسى عليه السلام إلا بعد أربعين ليلة ، ومحمد صلى الله عليه واله
كان نائما في بيت ام هاني فعرج به ، ومعراج موسى عليه السلام بعد الموعود ، ومعراج محمد صلى الله عليه واله
بلا وعد ، واختار موسى قومه سبعين رجلا ، واختير محمد وهو فريد ، ولم يحتمل موسى عليه السلام


(1)قريش : 3 .(2)القمر : 45 .
(3)الشعراء : 63 .(4)القمر : 1 .
(5)الشعراء : 63 . وفي المصحف الشريف :(أن اضر ب)ولعله منقول بالمعنى .
(6)طه : 25 .(7)الشرح : 1 .
(8)طه : 44 .(9)التوبة : 73 .
(10)القلم : 10 .(11)الاعراف : 160 .
(12)النجم : 10 .(13)أي بشخصه وحقيقته .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه