بحار الأنوار ج59

فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلا الطشت ، فقال : اقطع ، فقطعت وشد يده وردني
إلى الحجرة فبت فيها ، فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت
وقال :(1)سرح ، فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلا الطشت
ثم قال : اقطع فقطعت وشد يده ، وقدم(2)إلي تخت ثياب وخمسين دينارا وقال :
خذ هذا واعذر وانصرف ، فأخذت(3)وقلت : يأمرني السيد بخدمة ؟ قال : نعم ،
تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول .
فصرت إلى بختيشوع وقلت له القصة ، فقال : أجمعت الحكماء على أن أكثر
ما يكون في بدن الانسان(4)سبعة أمنان من الدم ، وهذا الذي حكيت لو خرج من
عين ماء لكان عجبا(5)، وأعجب ما فيه اللبن ! ففكر ساعة ثم مكثنا(6)ثلاثة أيام
بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذا الفصدة ذكرا في العالم فلم نجد . ثم قال : لم
يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول ، فكتب إليه كتابا يذكر
فيه ما جرى .
فخرجت وناديته ، فأشرف علي فقال : من أنت ؟ قلت : صاحب بختيشوع .
قال : معك كتابه ؟ قلت : نعم ، فأرخى لي زنبيلا(7)فجعلت الكتاب فيه ، فرفعه وقرأ
الكتاب ونزل من ساعته . فقال : أنت الذي فصدت الرجل ؟ قلت : نعم ، قال : طوبى


(1)فيه : فقال .
(2)فيه : ويقدم لى بنجب وثياب وهو تصحيف .
(3)فيه : فاخذت ذلك .
(4)فيه : من الدم سبعة امنان .
(5)فيه : عجيبا .
(6)فيه : ثم مكث ثلاثة ايام يقرأ الكتب : على ان يجد من هذه الفصة ذكرا في العالم
فلم يجد .
(7)في المصدر زبيلا . قال : في القاموس : الزبيل كامير وسكين وقد يفتح : القفة
او الجراب او الوعاء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه