بحار الأنوار ج61

سيلان الدمع غالب الاوقاق ، والعور معروف .
قال البطليوسى : الخفاش له أربعة أسماء : خفاش وخشاف وخطاف ووطواط
وتسميته خفاشا يحتمل أن يكون مأخوذا من الخفش ، والاخفش في اللغة نوعان :
ضعيف البصر خلقه ، والثاني لعلة حدثت ، وهو الذي يبصر بالليل دون النهار ، وفي
يوم الغميم دون الصحو .
وماذكره من أن الخفاش هو الخطاف فيه نظر ، والحق أنه صنفان(1).
وقال قوم : الخفاش الصغير ، والوطواط الكبير ، وهو لا يبصر في ضوء القمرو
ولافي ضوء النهار ، ولما كان لايبصر نهارا التمس الوقت الذي لا يكون فيه ظلمة ولا
ضوء وهو قريب غروب الشمس لانه وقت هيجان البعوض ، فان البعوض يخرج ذلك
الوقت يطلب قوته وهو دماء الحيوان ، والخفاش يطلب الطعم(2)فيقع طالب رزق على
طالب رزق ، والخفاش ليس هو من الطير في شئ لانه ذوا ذنين وأسنان وخصيتين
ويحيض ويطهر ويضحك كما يضحك الانسان ، ويبول كما تبول ذوات الاربع ، ويرضع
ولده ولا ريش له .
قال بعض المفسرين : لما كان الخفاش هو الذي خلقه عيسى بن مريم عليه السلام باذن
الله تعالى ، كان مباينا لصنعة الله تعالى ولهذا جميع الطير تقهره وتبغضه ، فما كان منها
يأكل اللحم أكله ومالا يأكل اللحم قتله ، فلذلك لا يطير إلا ليلا .
وقيل : لم يخلق عيسى عليه السلام غيره لانه أكمل الطير خلقا وهو أبلغ في
القدرة لان له ثديا وأسنانا واذناه(4)، وقيل : إنما طلبوا خلق الخفاش لانه من
أعجب الطير(5)إذ هو لحم ودم يطير بغير ريش وهو شديد الطيران سريع التقلب


(1)في المصدر : صنفان وهو الوطواط .
(2)في المصدر : والخفاش يخرج طالبا للطعم .
(3)في المصدر : وخصيتين ومنقار .
(4)زاد في المصدر : وتحيض كما تحيض المرأة .
(5)في المصدر : من اعجب الطير خلقة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه