بحار الأنوار ج62

حتى لحقته ثم غشينا رفقة اخرى يتغدون فقالوا : يا رسول الله الغداء ، فقال : نعم(1)
افرجوا لنبيكم ، فجلس بين رجلين وجلست معه فلما تناول كسرة القوم نظر إلى
ادمهم فقال : ما ادمكم هذا ؟ قالوا ضب يا رسول الله فرمى بالكسرة وقام ، قال أبو
سعيد : فتخلفت بعده فاذا بالناس(2)فرقتان قال فرقة : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله الضب
فمن هناك لم يأكله ، وقالت فرقة اخرى : إنما عافه ولو حرمه لنهانا عنه ، قال :
ثم تبعت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى لحقته فمررنا بأصل الصفاو فيها قدور تغلى ، فقالوا
يا رسول الله صلى الله عليه وآله لوتكر مت علينا حتى تدرك قدورنا ، قال : وما في قدوركم ؟
قالوا حمرلنا كنا نركبها فقامت فذبحناها ، فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله من القدور فأكفأها
برجله ، ثم انطلق جوادا وتخلفت بعده فقال بعضهم : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله لحم
الحمر ، وقال بعضهم : كلا إنما أفرغ قدوركم حتى لا تعودوه فتذبحوا دوابكم ، قال
أبوسعيد : فتبعت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا با سعيد ادع بلالا فلما جاء‌ه بلال(3)قال
يا بلال اصعد أبا قبيس فناد عليه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله حرم الجري والضب والحمر
الاهلية ألا فاتقوا الله ولا تأكلوا من السمك إلا ما كان له قشرو مع القشر فلوس ،
إن الله تبارك وتعالى مسخ سبعمائة امة عصوا الاوصياء بعد الرسل فأخذ أربعمائة امة
منهم برأ وثلاثمائة منهم بحرا ثم تلا هذه الآية(فجعلناهم أحاديث ومز قناهم كل
ممزق)(4).
توضيح : جمجمة العرب أي محل جماجم العرب وأشرافها ، والتشبيه بالرمح
لانه بها يدفع الله البلا يا عن العرب ، في القاموس : الجمجمة بالضم : القحف ، والجماجم
السادات والقبائل التى تنسب إليها البطون ، وفي النهاية يقال للسادات : جماجم ، ومنه


(1)في الكافى : فقال لهم : نعم افرجوا .
(2)في الكافى : فاذا الناس .
(3)في المصدر : فلما جئته ببلال .
(4)علل الشرائع 2 : 146 و 147 ، والاية في سبا : 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه