بحار الأنوار ج37

وجوب الامام(1)مع فقدهم لولد الحسن وبطلان دعوى من ادعى وجوده فيما زعموا
من الامامية .
قال الشيخ أدام الله عزه : وليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة
في زماننا هذا وهو من سنة(2)ثلاث وسبعين وثلاث مائة إلا الامامية إلاثنا عشرية
القائلة بإمامة ابن الحسن ، المسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وآله ، القاطعة على حياته وبقائه
إلى وقت قيامه بالسيف حسب ما شرحناه فيما تقدم عنهم ، وهم أكثر فرق الشيعة عددا
وعلما ، ومتكلمون نظار وصالحون عباد متفقهة(3)وأصحاب حديث وادباء
وشعراء‌وهم وجه الامامية ورؤساء جماعتهم والمعتمد عليهم في الديانة ، ومن سواهم

منقرضون لا يعلم أحد من الاربع عشر(4)فرقة التي قدمنا ذكرها ظاهرا بمقاله ولا موجودا
على هذا الوصف من ديانته ، وإنما الحاصل منهم خبر عمن سلف(5)، وأراجيف بوجود
قوم منهم لا يثبت(6).
وأما الفرقة القائلة بحياة أبي محمد عليه السلام فإنه يقال لها : ما الفصل بينك وبين
الواقفة والناووسية ؟ فلا يجدون فصلا .
وأما الفرقة التي زعمت(7)أن أبا محمد عاش من بعد موته وهو المنتظر فإنه
يقال لها : إذا جاز أن تخلو الدنيا من إمام حي يوما فلم لا جاز أن يخلو منه سنة ؟ وما
الفرق بين ذلك وبين أن تخلو أبدا من إمام ؟ وهذا خروج عن مذهب الامامية ، وقول
بمذهب الخوارج والمعتزلة ، ومن صار إليه من الشيعة كلم كلام الناصبة ودل على
وجوب الامامة(8). ثم يقال لهم : ما أنكرتم أن يكون الحسن عليه السلام ميتا لا محالة ولم يعش
بعد وسيعيش ، وهذا نقض مذاهبهم ، فأما ما اعتلوا به من أن القائم إنما سمي بذلك


(1)في المصدر : ما يجب في العقل من وجوب الامامة .
(2)= : وهو سنة اه‍ .
(3)= : ومتكلمون ونظار وصالحون وعباد ومتفقهة اه‍ .
(4)= : من جملة الاربع عشر اه‍ .
(5)= : حكاية عمن سلف .
(6)= : لا يثبت . والاراجيف : الاخبار المختلفة الكاذبة السيئة .
(7)= : واما الفرقة الاخرى التى زعمت .
(8)في(ت)كلم كلام الناصبة ودل على عدم وجوب الامامة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه