بحار الأنوار ج89

المعجزة ، ورأى فريقا ممن حسده على نعمة الله عنده من عشيرته يميلون إلى أهل
الكتاب ، ويعد لونهم عليه وعلى أنفسهم ، ويعتمدون في الاحتجاج لباطلهم على
جحدهم إياه ، أراد أن يدلهم على صدقه باقرار عدوه ، ومن أعظم استدلالا من
الذي استشهد عدوه ، ويحتج باقراره له ، وانقياده إياه ، ثم إن في التوراة
والانجيل صفات محمد صلى الله عليه وآله وكل من أنصف منهم شهد له بذلك .
فصل : وقالوا : كيف يدعون أن كل أخبار محمد عن الغيب وقع صدقا
وعدلا ، وقد وجدنا بعضها بخلافه ، لان محمدا قال :(إذا هلك قيصر فلا قيصر
بعده)وقد وجدنا بعده قياصر كثيرة ، وأملاكهم ثابته ، وقال :(شهرا عيد
لا ينقصان)وقد وجدنا الامر بخلاف ذلك كثيرا ، وقد قال : ؟ ؟ ينقص مال من
صدقة)وقد وجدنا نقص حسابها .
وقال : إن يوسف اعطي نصف حسن آدم ، ثم قال الله في قصة إخوته لما

دخلوا عليه :(فعرفهم وهم له منكرون)(1)ومن كان في حسنه ثابتا بهذه البينونة
العظمى ، كيف يخفى أمره ، وفي كتابكم أن عيسى ما قتل وما صلب ، وقد اجتمعت
اليهود والنصارى على أنه قتل وصلب .
وفي كتابكم(وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم)(2)وقال
نبيكم : إن في نسائكم أربع نبيات ، وفي كتابكم(قال فرعون ياهامان ابن لي
صرحا)(3)وكان فرعون قتل هامان بزمان طويل ، وفي كتابكم(وما علمناه
الشعر)(4)والشعر كلام موزون ، ونحن نجد في القرآن كلاما موزونا ، وهو
الشعر في غير موضع ، فمنه(وجفان كالجواب * وقدور راسيات)(5)ووزنه
عند العروضيين :
فاعلاتن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلاتن


(1)يوسف : 58 . \ \ \(2)الانبياء : 7 ، النحل : 43 .
(3)غافر : 36 .
(4)يس : 69 .
(5)سبأ : 13 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه