4 - كنز الكراجكي : ذكروا أنه كان لسعد العشيرة صنم يقال له : فراص ، و
كانوا يعظمونه ، وكان سادنه رجل من بني أنس الله بن سعد العشيرة يقال له : ابن وقشة ،
فحدث رجل من بني أنس الله يقال له : ذباب بن الحارث بن عمرو قال : كان لابن وقشة
رئي(1)من الجن يخبره بما يكون ، فأتاه ذات يوم فأخبره ، قال : فنظر إلي وقال :
ياذباب ، اسمع العجب العجاب ، بعث أحمد بالكتاب ، يدعو بمكة لا يجاب ، قال : فقلت :
ماهذا الذي تقول ؟ قال : ما أدري هكذا قيل لي ، قال : فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا
بخروج النبي صلى الله عليه وآله ، فقام ذباب إلى الصنم فحطمه ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله فأسلم على يده
وقال بعد إسلامه .
" شعر "
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى * وخلفت فراصا بأرض هوان
شددت عليه شدة فتركته * كأن لم يكن والدهر ذوحدثان
ولما رأيت الله أظهر دينه * أجبت رسول الله حين دعاني
فمن مبلغ سعد العشيرة أنني * شريت الذي يبقي بآخر فاني ؟
قال : وروي أنه كان لبني عذرة صنم يقال له حمام ، وكانوا يعظمونه ، وكان في بني
هند بن حزام ، وكان سادنه رجل منهم يقال له : طارق ، وكانوا يعترون عنده العتائر ، قال
زمل بن عمرو العذري : فلما ظهر النبي صلى الله عليه وآله سمعنا منه صوتا وهو يقول : يا بني هند بن
حزام ، ظهر الحق وأودى حمام ، ودفع الشرك الاسلام ، قال : ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا
أياما ثم سمعنا صوتا آخر وهويقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي
ناطق ، صدع صادع بأرض تهامة ، لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني
إلى يوم القيامة ، ثم وقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فخرجت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وآله و
معي نفر من قومي فأخبرناه بما سمعنا ، فقال : ذاك كلام مؤمن من الجن ، ثم قال : يا
معشر العرب إني رسول الله إلى الانام كافة ، أدعوهم(2)إلى عبادة الله وحده وأني رسوله
(1)الرئى : الذى يرجع إلى رأيه .
(2)في المصدر : أدعوكم .(*)