بحار الأنوار ج50

يحيى بن هرثمة حتى وصل سرمن رأى ، فلما وصل إليها تقدم المتوكل بأن
يحجب عنه في يومه ، فنزل في خان يقال له خان الصعاليك ، وأفام به يومه ، ثم
تقدم المتوكل بافراد دارله ، فانتقل إليها(1).
أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد
عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن يحيى ، عن صالح بن
سعيد قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام يوم وروده فقلت له : جعلت فداك في كل
الامور أرادوا إطفاء نورك ، والتقصير بك ، حتى أنزلوك هذا المكان الاشنع


= قال يحيى : فذهبت إلى المدينة ، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ماسمع
الناس بمثله خوفا على على - عليه السلام - وقامت الدنيا عليه ساق ، لانه كان محسنا اليهم
ملازما للمسجد ، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا .
قال يحيى : فجعلت أسكنهم وأحلف لهم : أنى لم أؤمر فيه بمكروه ، وأنه لابأس
عليه ثم فتشت منزله ، فلم اجد فيه الامصاحف وادعية وكتب العلم ، فعظم في عينى وتوليت .
خدمته بنفسى ، وأحسنت عشرته .
فلما قدمت به بغداد بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهرى - وكان واليا على بغداد -
فقال لى : يا يحيى ! ان هذا لرجل قدولده رسول الله ، والمتوكل من تعلم ، فان حرضته
عليه قتله . وكان رسول الله خصمك يوم القيامة ، فقلت له : والله ما وقفت منه الاعلى كل
أمر جميل
ثم صرت به إلى سرمن رأى فبدأت بوصيف التركى فأخبرته بوصوله ، فقال : والله
لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها الاسواك ، فتعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق .
فلما دخلت على المتوكل سألنى عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقه وورعه و
زهادته وانى فنشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم ، وان أهل المدينة
خافوا عليه .
فأكرمه المتوكل ، وأحسن جائزته ، وأجزل بره ، وأنزله معه سرمن رأى
(1)تراه في اعلام الورى ص 347 و 348 ، فراجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه