بحار الأنوار ج41

أن كنوز الارض تستر إلا بمثله(1).
17 - يج : روي عن سلمان أن عليا عليه السلام بلغه عن عمر ذكر شيعته : فاستقبله
في بعض طرقات بساطين المدينة وفي يد علي عليه السلام قوس عربية ، فقال : يا عمر بلغني
عنك ذكرك لشيعتي(2)، فقال : اربع على ظلعك(3)فقال عليه السلام : إنك لهيهنا ؟
ثم رمى بالقوس على الارض فإذا هي ثعبان كالبعير فاغرفاه(4)وقد أقبل نحو عمر
ليبتلعه ، فصاح عمر : الله الله يا أبا الحسن لاعدت بعدها في شئ ، وجعل يتضرع إليه
فضرب يده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت ، فمر(5)عمر إلى بيته مرعوبا قال
سلمان : فلما كان في الليل دعاني علي عليه السلام فقال : صر إلى عمر فإنه حمل إليه مال
من ناحية المشرق ولم يعلم به أحد وقد عزم أن يحتبسه ، فقل له : يقول لك علي
اخرج إليك مال من ناحية المشرق(6)ففرقه على من جعل لهم ولا تحبسه فأفضحك
قال سلمان : فأديت(7)إليه الرسالة ؟ فقال : حيرني أمر صاحبك من أين علم به ؟
فقلت : وهل يخفى عليه مثل هذا فقال لسلمان(8): اقبل مني ما أقول لك : ما علي
إلا ساحر وإني لمشفق عليك منه ، والصواب أن تفارقه وتصير في جملتنا ، قلت : بئس
ما قلت . لكن عليا ورث من أسرار النبوة ما قد رأيت منه وما هو أكبر منه(9)،
قال : ارجع إليه فقل له : السمع والطاعة لامرك ، فرجعت إلى علي عليه السلام فقال :
احدثك بما جرى بينكما ؟ فقلت : أنت أعلم به مني ، فتلكم بكل ما جرىبه


(1)الاختصاص : 271 : بصائر الدرجات : 109 .
(2)في المصدر : شيعتى .
(3)الظلع : العيب . يقال " أربع - أو إرق - على ظلعك " أى لا تجاوز حدك في وعيدك
وابصر نقصك وعجزك عنه ، واسكت على ما فيك من العيب .
(4)في المصدر : فاغرا فاه .
(5)= : فمضى .
(6)= : أخرج ما حمل إليك من ناحية المشرق .
(7)= : فمضيت إليه وأديت اه‍ .
(8)= : يا سلمان .
(9)= : وما عنده اكثر مما رأيته منه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه