بحار الأنوار ج62

ميثم عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام أنه خرج إلى ضيعة له مع بعض أصحابه
فبينما هم يسيرون إذا ذئب قد أقبل إليه ، فلم رأى غلمانه أقبلوا إليه قال : دعوه
فان له حاجة .
فدنا منه حتى وضع كفه على دابته وتطاول بخطمه وطأطأ رأسه أبوعبدالله
عليه السلام فكلمه الذئب بكلام لا يعرف ، فرد عليه أبوعبدالله عليه السلام مثل
كلامه ، فرجع يعدو(1)، فقال له أصحابه : قد رأينا عجبا ، فقال : إنه أخبرني أنه
خلف زوجته خلف هذا الجبل في كهف وقد ضربها الطلق وخاف عليها فسألني الدعاء
لها بالخلاص وأن يرزقه الله ذكرا يكون لنا وليا ومحبا ، فضمنت له ذلك ، قال :
فانطلق أبوعبدالله عليه السلام وانطلقنا معه إلى ضيعته وقال : إن الذئب قد ولد له جرو
ذكر ، قال : فمكثنا في ضيعته معه شهرا ثم رجع مع أصحابه فبيناهم راجعون إذا
هم بالذئب وزوجته وجروه فعووا في وجه أبي عبدالله عليه السلام فأجابهم بمثله ، ورأوا
أصحاب أبي عبدالله عليه السلام الجرو وعلموا أنه قد قال لهم الحق ، وقال لهم أبوعبدالله
عليه السلام : تدرون ما قالوا ؟ قالوا : لا ، قال : كانوا يدعون الله لي ولكم بحسن
الصحابة ، ودعوت لهم بمثله ، وأمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا ولا لاهل بيتي فضمنوا
لي ذلك(2).
5 ومنه : عن محمد بن هارون التلعكبري عن أبيه عن محمد بن همام عن أحمد
ابن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن بعض رجاله عن الحسن بن علي
ابن يقطين عن سعدان بن مسلم عن المفضل بن عمر قال : كان المنصور قد وفد بأبي
عبدالله عليه السلام إلى الكوفة فلما أذن له قال لي : يا مفضل هل لك في مرافقتي ؟ فقلت :
نعم جعلت فداك ، قال : إذا كانت الليلة فصر إلي ، فلما كان في نصف الليل خرج
وخرجت معه فاذا أنا بأسدين مسرجين ملجمين ، قال : فخرجت فضرب بيده إلى


(1)فرجع يعوو .
(2)دلائل الامامة : 119 و 120 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه