قال : وكان علي بن الحسين عليهما السلام يقول في دعائه : اللهم إن استغفاري لك
مع مخالفتي للؤم ، وإن تركي الاستغفار مع سعة رحمتك لعجز ، فياسيدي إلى
كم تتقرب إلى وتتحبب وأنت عني غني ، وإلى كم أتبعد منك وأنا إليك محتاج
فقير ؟ اللهم صلى على محمد وعلى أهل بيته ، ويدعو بما شاء .
فمتى قلنا : آل فلان مطلقا فأنما نريد من آل إليه بحسب القرابة ، ومتى
تجوزنا وقع على جميع الامة ، ويحقق هذا أنه لو أنه أوصى(1) بماله لال رسول الله
صلى الله عليه وآله لم يدفعه الفقهاء إلا إلى الذين حرمت عليهم الصدقة .
وكان بعض من يدعي الخلافة يخطب فلا يصلي على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، فقيل له
في ذلك ، فقال : إن له اهيل سوء إذا ذكرته اشرأبوا(2) .
فمن المعلوم أنه لم يرد نفسه ، لانه كان من قريش ولما قصد العباس الحقيقة
قال لابي بكر : النبي صلى الله عليه وآله شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها .
وآل أعوج وآل ذي العقال : نسل أفراس من عتاق الخيل يقال : هذا الفرس
من آل أعوج : إذا كان من نسلهم ، لان البهائم بطل بينها القرابة والدين ، كذلك
آل محمد من تناسله فاعرفه ، قال تعالى : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم و
آل عمران على العالمين " أي عالمي زمانهم ، فأخبر أن الآل بالتناسل لقوله تعالى : " ذرية
بعضها من بعض "(3) قال النبي صلى الله عليه وآله : سألت ربي أن لا يدخل بيتي النار فأعطانيها .
وأما قولهم : قرأت آل حم فهي ، السور السبعة التي أولهن حم ، ولا تقل :
الحواميم ، وقال أبوعبيدة : الحواميم سور في القرآن على غير القياس وآل يس آل
محمد وآل يس حزبيل وحبيب النجار وقد قال ابن دريد مخصصا لذلك العموم و
إن لم يكن بنا حاجة إلى الاحتجاج بقوله . لان النبي صلى الله عليه وآله قد ذكره في عدة مواضع
(1) في المصدر : وتحقق(تحقيق خ ل) هذا انه لو اوصى .
(2) اشرأب للشئ واليه : مد عنقه لينظره .
(3) آل عمران : 33 . *