بحار الأنوار ج19

فصل لا نزر ولا هذر ، كأنما منطقة خرزات نظم يتحدرن ، ربعة لا يأس(1)من
طولا ، ولا تقتحمه عين من قصر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظرا ، و
أحسنهم قدرا ، له رفقاء يحفونه ، إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى
أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا معتد .
قال أبومعبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة
لقد هممت أن أصحبه ، ولافعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا ، ولقد أصبح(2)صوت
بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه :
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي ام معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت بهم * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيالقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى(3)وسودد
ليهنئ بني كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا اختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها بحالب * يرددها في مصدر ثم مورد(4)
ثم قال الزمخشري : البرزة : العفيفة الرزينة التي يتحدث إليها الرجال
فتبرز لهم وهي كهلة قد خلا بها سن فخرجت عن حد المحجوبات ، وقد برزت
برازة ، المرمل : الذي نفد زاده ، وفرقت حاله وسخفت ، من الرمل ، وهو
نسج سخيف ، ومنه الارملة لرقة حالها بعد قيمها ، المشتى : الداخل في الشتاء ،
والمسنت : الداخل في السنة وهي القحط ، وتاؤه بدل من ياء(5)، الكسر بالكسر


(1)في نسخة من الكتاب ومصدره : لا يائس من طول .
(2)في المصدر : فأصبح .
(3)في المصدر : لا تجارى .
(4)ذكرنا في صدر الباب الاشعار والخلاف فيها . راجعه .
(5)في المصدر : وتاؤه بدل من هاء ، لان أصل اسنت اسنهت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه