بحار الأنوار ج82

عن الظنون والحدوس ، وأنت الملك القدوس ، باري الاجسام والنفوس ، ومنخر العظام
ومميت الانام ، ومعيدها بعد الفناء والتطميس ، وأسألك يا ذا القدرة والعلاء ،
والعز والثناء ، أن تصلي على محمد وآله اولي النهى ، والمحل الاوفى ، والمقام
الاعلى ، وأن تعجل ماقد تأجل ، وتقدم ما قد تأخر ، وتأتي بما قد وجب إتيانه
وتقرب ماقد تأخر في النفوس الحصرة أوانه ، وتكشف البأس وسوء اللباس ، وعوارض
الوسواس الخناس ، في صدور الناس ، وتكفينا ما قد رهقنا ، وتصرف عنا ماقد
ركبنا ، وتبادر اصطلام الظالمين ، ونصر المؤمنين ، والادالة من العاندين ، آمين يا
رب العالمين .
ودعا عليه السلام في قنوته :
اللهم إني وفلان بن فلان عبدان من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرنا
ومستودعنا ، ومنقلبنا ومثوانا ، وسرنا وعلانيتنا ، تطلع على نياتنا وتحيط بضمائرنا
علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا
ينطوي عندك شئ من أمورنا ، ولايستتردونك حال من أحوالنا ، ولامنك معقل
يحصننا ، ولاحرز يحرزنا ، ولامهرب لنا نفوتك به ، ولا يمنع الظالم منك حصونه
ولايجاهدك عنه جنوده ، ولايغالبك مغالب بمنعة ، ولايعازك معاز بكثرة ، أنت مدركه
أينما سلك ، وقادر عليه أينما لجأ .
فمعاذ المظلوم منا بك ، وتوكل المقهور منا عليك ، ورجوعه إليك ، يستغيث
بك إذا خذله المغيث ، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير ، ويلوذبك إذا نفته الافنية
ويطرق بابك إذا غلقت عنه الابواب المرتجة ، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك
الغافلة ، تعلم ماحل به قبل أن يشكوه إليك ، وتعلم ما يصلحه قبل أن يدعوك له ،
فلك الحمد سميعا لطيفا عليما خبيرا .
وأنه قد كان في سابق علمك ، ومحكم قضائك ، وجاري قدرك ، ونافذ أمرك
وماضي مشيتك في خلقك أجمعين ، شقيهم وسعيدهم ، وبرهم وفاجرهم ، أن جعلت
لفلان بن فلان على قدرة فظلمني بها وبغى على بمكانها ، واستطال وتعزز بسلطانه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه