بحار الأنوار ج66

يصدر منه خلاف المطلوب عقلا ونقلا ، كما صرح به المحقق الطوسي - ره - في
أوصاف الاشراف .
واليقين : الاعتقاد الجازم المطابق للواقع ، وفي عرف الاخبار هو مرتبة
من اليقين يصير سببا لظهور آثاره على الجوارح ، ويطلق غالبا على ما يتعلق بامور
الاخرة ، وبالقضاء والقدر كما ستعرف ، وله مراتب اشير إليها في القرآن العزيز
وهي علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، كما قال تعالى :(لو تعلمون
علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين)(1)وقال سبحانه :(وتصلية
جحيم إن هذا لهو حق اليقين)(2).
وقالوا : الاول مرتبة أرباب الاستدلال ، كمن لم يرالنار ، واستدل بالدخان
عليه ، والثاني مرتبة أصحاب المشاهدة والعيان كمن رأى النار بعينها بعينه ، والثالث
مرتبة أرباب اليقين كمن كان في وسط النار واتصف بصفاتها ، وإن لم يصر عينها
كالحديدة المحماة في النار فانك تظنها نارا وليست بنار ، وهذا هي التي زلت فيها
الاقدام ، وضلت العقول والاحلام ، وليس محل تحقيقها هذا المقام .
والرضا : هو اطمئنان النفس بقضاء‌الله تعالى عندالبلاء والرخاء ، وعدم الاعتراض
عليه سبحانه قوله وفعلا في شئ من الاشياء ، والوفاء : هو العمل بعهودالله تعالى
من التكاليف الشرعية وما عاهدالله تعالى عليه ، وألزم على نفسه من الطاعات ، والوفاء
ببيعة النبي والائمة صلوات الله عليهم ، والوفاء بعهود الخلق ما لم تكن في معصية
والعلم : هو معرفة الله ورسوله وحججه وما امر به ونهي عنه ، وعلم الشرائع
والاحكام والحلال والحرام ، والاخلاق ومقدماتها ، والحلم : هو ملكة حاصلة
للنفس مانعة لها عن المبادرة إلى الانتقام ، وطلب التسلط والترفع والغلبة .
(فهو كامل)أي في الايمان(محتمل)لشرائطه وأركانه قابل لها كما ينبغي
(لاتحملوا على صاحب السهم سهمين)أي لما كانت القابليات والاستعدادات متفاوتة


(1)التكاثر 5 - 7 .
(2)الواقعة : 94 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه