بحار الأنوار ج82

الذي خولته إياه ، وتجبر وافتخر بعلو حاله الذي نولته ، وغره إملاؤك له ، وأطغاه
حلمك عنه ، فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه ، وتعمدني بشر ضعفت عن احتماله
ولم أقدر على الانتصاف منه لضعفي ، ولا على الانتصار لقلتي ، فوكلت أمره إليك ، و
توكلت في شأنه عليك ، وتوعدته بعقوبتك ، وحذرته ببطشك ، وخوفته نقمتك ،
فظن أن حلمك عنه من ضعف ، وحسب أن إملاء‌ك له عن عجز ، ولم تنهه واحدة
عن اخرى ، ولا انزجر عن ثانية باولى .
لكنه تمادى في غيه ، وتتابع في ظلمه ، ولج في عدوانه ، واستثرى في طغيانه
جرأة عليك ، يا سيدي ومولاي ، وتعرضا لسخطك الذي لاترده عن الظالمين ،
وقلة اكتراث ببأسك الذي لاتحبسه عن الباغين .
فها أنا ذايا سيدي مستضعف في يده يهمستضام تحت سلطانه ، مستذل بفنائه ،
مغلوب مبغي على مرعوب وجل خائف مروع مقهور ، قدقل صبري ، وضاعت حيلتي
وانغلقت على المذاهب إلا إليك ، وانسدت عني الجهات إلا جهتك ، والتبست
على اموري في دفع مكروهه عني ، واشتبهت على الاراء في إزالة ظلمه ، وخذلني من
استنصرته من خلقك ، وأسلمني من تعلقت به من عبادك .
فاستشرت نصيحي فأشار على بالرغبة إليك ، واسترشدت دليلي فلم يدلني إلا
عليك ، فرجعت إليك يا مولاي ساغرا راغما مستكينا عالما أنه لافرج لي إلا عندك
ولاخلاص لي إلا بك ، أنتجز وعدك في نصرتي ، وإجابة دعائي ، لان قولك الحق
الذي لايرد ولايبدل ، وقد قلت تباركت وتعاليت(ومن بغي عليه لينصرنه الله)
وقلت جل ثناؤك وتقدست أسماؤك(ادعوني أستجب لكم).
فأنا فاعل ما أمرتني به لامنا عليك ، وكيف أمن به وأنت عليه دللتني ،
فاستجب لي كما وعدتني ، يامن لايخلف الميعاد . وإني لاعلم يا سيدي أن لك يوما
تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، وأتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب
لانه لايسبقك معاند ولايخرج من قبضتك منابذ ، ولاتخاف فوت فائت ، ولكن
جزعى وهلعي لايبلغان الصبر على أناتك وانتظار حلمك ، فقدرتك يا سيدي فوق

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه