بحار الأنوار ج46

حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم فأقول له
في ذلك ليقل منه ، فيقول : يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الاخوان والمعارف
وكان يجيز بالخمسمائة والستمائة إلى الالف ، وكان لا يمل من مجالسته إخوانه
وقال : اعرف المودة لك في قلب أخيك بما له في قلبك ، وكان لايسمع من داره :
يا سائل بورك فيك ولا : يا سائل خذ هذا ، وكان يقول : سموهم بأحسن أسمائهم(1).
16 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن
عيسى بن هشام ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع
عبدالله بن عطا يقول : قال لي أبوجعفر عليه السلام قم فأسرج دابتين حمارا وبغلا
فأسرجت حمارا وبغلا فقدمت إليه البغل ورأيت أنه أحبهما إليه ، فقال : من
أمرك أن تقدم إلي هذا البغل ؟ قلت : اخترته لك قال : وأمرتك أنت تختار لي ؟ !
ثم قال : إن أحب المطايا إلي الحمر ، فقال فقدمت إليه الحمار وأمسكت له
بالركاب فركب فقال : الحمدلله الذي هدانا بالاسلام ، وعلمنا القرآن ، ومن
علينا بمحمد صلى الله عليه وآله ، والحمدلله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى
ربنا لمنقلبون ، والحمدلله رب العالمين ، وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا آخر
قلت له : الصلاة جعلت فداك فقال : هذا وادي النمل لا يصلى فيه ، حتى إذا بلغنا
موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال : هذه الارض مالحة لا يصلى فيها ، قال : حتى
نزل هو من قبل نفسه ، فقال لي : صليت أو تصلي سبحتك ، قلت هذه صلاة يسميها
أهل العراق الزوال ، فقال : أما هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام
وهي صلاة الاوابين ، فصلى وصليت ، ثم أمسكت له بالركاب ، ثم قال : مثل ما
قال في بدايته ، ثم قال : اللهم العن المرجئة فانهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة
فقلت له ما ذكرك جعلت فداك المرجئة ؟ فقال : خطروا على بالي(2).


(11)كشف الغمة ج 2 ص 320 و 321 وأخرج ذلك ابن الصباغ في الفصول المهمة
ص 201 .
(12)الكافى : ج 8 ص 276 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه