بحار الأنوار ج5

أن يخفف عنكم "(1)وقال : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "(2)وقال عز
وجل : " والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا
عظيما "(3)وقال عزوجل : " وما الله يريد ظلما للعباد " .(4)
فهذا اعتقادنا في الارادة والمشية ، ومخالفونا يشنعون علينا في ذلك ، ويقولون :
إنا نقول : إن الله عزوجل أراد المعاصي وأراد قتل الحسين عليه السلام وليس هكذا نقول ،
ولكنا نقول : إن الله عزوجل أراد أن يكون معصية العاصين خلاف طاعة المطيعين ،
وأراد أن تكون المعاصي غير منسوبة إليه من جهة الفعل ، وأراد أن يكون موصوفا بالعلم
بها قبل كونها ، ونقول : أراد الله أن يكون قتل الحسين عليه السلام معصية له خلاف الطاعة ،
ونقول : أراد أن يكون قتله منهيا عنه غير مأمور به ، ونقول : أراد الله أن يكون مستقبحا
غير مستحسن ، ونقول : أراد الله عزوجل أن يكون قتله سخطا لله غير رضاه ، ونقول :
أراد الله عزوجل أن لا يمنع من قتله بالجبر والقدرة كما منع منه بالنهي ، ونقول : أراد
الله أن لا يدفع القتل عنه كما دفع الحرق عن إبراهيم عليه السلام ، حين قال عزوجل للنار
التي القي فيها : " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم "(5)ونقول : لم يزل الله عالما
بأن الحسين عليه السلام سيقتل ويدرك بقتله سعادة الابد ، ويشقى قاتله شقاوة الابد ، و
نقول : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . هذا اعتقادنا في الارادة والمشية ، دون ما نسب
إلينا أهل الخلاف والمشنعون علينا من أهل الالحاد " ص 69 - 71 "
أقول : قال الشيخ المفيد نور الله ضريحه : الذي ذكره الشيخ أبوجعفر رحمه الله
في هذا الباب لا يتحصل ومعانيه تختلف وتتناقض ، والسبب في ذلك أنه عمل على ظواهر
الاحاديث المختلفة ، ولم يكن ممن يرى النظر فيميز بين الحق والباطل ، ويعمل على
ما توجب الحجة : ومن عول في مذهبه على الاقاويل المختلفة وتقليد الرواة كانت حاله
في الضعف ما وصفناه : والحق في ذلك أن الله تعالى لا يريد إلا ما حسن من الافعال ، ولا


(1)النساء : 27 .(2)البقرة : 185 .
(3)النساء : 27 .(4)النساء : 31 .
(5)الانبياء : 69 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه