بحار الأنوار ج2

بيان : قد سبق مثله بتغيير ما في باب من يجوز أخذ العلم منه وقد شرحناه هناك .
والرث : الضعيف البالي .
3 - ج : عن بشير بن يحيي العامري ، عن ابن أبي ليلى ، قال : دخلت أنا والنعمان
أبوحنيفة على جعفر بن محمد عليهما السلام فرحب بنا فقال : يا ابن أبي ليلى من هذا الرجل ؟
فقلت : جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة ، له رأي وبصيرة ونفاذ(1)، قال : فلعله
الذي يقيس الاشياء برأيه ، ثم قال : يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك ؟ قال : لا ، قال :
ما أراك تحسن أن تقيس شيئا ولا تهتدي إلا من عند غيرك ، فهل عرفت الملوحة في العينين ،
والمرارة في الاذنين ، والبرودة في المنخرين ، والعذوبة في الفم ؟ قال : لا . قال : فهل عرفت
كلمة أولها كفر وآخرها إيمان ؟ قال : لا . قال ابن أبي ليلى : فقلت : جعلت فداك لا
تدعنا في عمياء مما وصفت لنا . قال : نعم حدثني أبي ، عن آبائي عليهم السلام : أن رسول الله صلى الله عليه واله
قال : إن الله خلق عيني ابن آدم شحمتين فجعل فيهما الملوحة فلولا ذلك لذابتا ولم يقع
فيهما شئ من القذى إلا أذابهما ، والملوحة تلفظ ما يقع في العينين من القذى ، وجعل المرارة في الاذنين حجابا للدماغ ، وليس من دابة تقع في الاذن إلا التمست الخروج ،
ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ ، وجعل البرودة في المنخرين حجابا للدماغ ، ولولا
ذلك لسال الدماغ ، وجعل العذوبة في الفم منا من الله تعالى على ابن آدم ، ليجد لذة
الطعام والشراب . وأما كلمة أولها كفر وآخرها إيمان فقول " لا إله إلا الله " أولها
كفر وآخرها إيمان ، ثم قال : يا نعمان إياك والقياس فإن أبي حدثني عن آبائه عليهم السلام
أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه الله تبارك وتعالى مع إبليس
في النار ، فإنه أول من قاس حيث قال : خلقتني من نار وخلقته من طين . فدعوا الرأي
والقياس فإن دين الله لم يوضع على القياس .
ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن معاذ بن عبدالله ، عن بشر بن يحيى العامري ،
عن ابن أبي ليلى مثله إلا أن مكان " بصيرة " " نظر " وبعد قوله : " أن تقيس شيئا " قوله :
" ولا تهتدي إلا من عند غيرك فهل عرفت مما الملوحة " ومكان " عمياء " " عمى " و" على


(1)وفى نسخة . ونقاد *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه