بحار الأنوار ج56

وقيل : إنها تسع ثامنها الطبقة الطينية التي يخلط فيها الارض بالماء ، و
تاسعها طبقة الارض الصرفة ، وباقي الطبقات على النحو المذكور . وقيل : إنها
سبع : الاولى طبقة النار الصرفة ، ثم الطبقات الخمس التي تحت النار الصرفة على
النحو المذكور ، وسابع الطبقات هي طبقة الارض . وقيل : إنها سبع الاولى
طبقة للنار ، وطبقة للماء ، والطبقات الثلاث الاخيرة التي تعلقت بالارض بحالها
على النحو المذكور ، والهواء ينقسم إى طبقتين باعتبار مخالطة الابخرة وعدمها :
كرتي الارض والماء بسبب أشعة الشمس وغيرها من الكواكب ، لان تلك الهيآت
تنتهي في ارتفاعها إلى حد لا يتجاوزه ، وهو من سطح الارض وجميع نواحيها أحد
وخمسون ميلا وكسر قريب من تسعة عشر فرسخا ، فمن هذه النهاية إلى كرة
الاثير هو الهواء الصافي ، وهو شفاف لا يقبل النور والظلمة والالوان كالافلاك .
وثانيتهما هي الهواء المتكاثف بما فيهما من الاجزاء الارضية والمائية ، وشكل هذا
الهواء شكل كرة محيطة بالارض والماء على مركزها وسطح مواز لسطحها لتساوي
غاية ارتفاع الهيئات المذكورة عن مركز الارض في جميع النواحي المستلزم لكرية
هذه الطبقة ، لكنها مختلفة القوام ، لان الاقرب إلى الارض أكثف من الابعد
لان الالطف يتصاعد أكثر من الاكثف ، لكن لا يبلق في التكاثف بحيث يحجب
ماوراء‌ه عن الابصار ، وهذه الكرة تسمى كرة البخار ، وعالم النسيم يعني مهب
الرياح ، لان ما فوقها من الهواء الصافي ساكن لا يضطرب ، وتسمى كرة الليل
والنهار ، إذ هي القابلة للنور والظلمة بما فيها من الاجزاء الارضية والمائية
القابلة لهما دون ما عداهما من الهواء الصافي .
وقال بعض المحققين منهم : الاولى أن يقال : طبقات العنصريات سبع :
اوليها طبقة النار الصرفه ، وثانيتها طبقة الهواء الصافي الذي يصل إليه الدخان ، و
ثالثتها طبقة الهواء الذي يصل الدخان إليه ولم يصل إليه البخار ، ويتكون في الطرف
الاعلى منه النيازك وشبهها ، وفي الطرف الادنى منه الشهب ، ورابعتها طبقة الهواء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه