بحار الأنوار ج72

كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد رفعه
قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو يريد بعض غزواته فأخذ بغرز راحتله
فقال : يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة ، فقال : ما أحببت أن يأتيه الناس
إليك فأته إليهم ، وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم ، خل سبيل
الراحلة(1).
بيان : فأخذ بغرز راحتله قال الجوهري : الغرز ركاب الرحل من جلد
عن أبي الغوث ، قال : فإذا كان من خشب أو حديد فهو ركاب ، وقال : رحل البعير
أصغر من القتب ، والراحلة الناقة التي تصلح لان ترحل ، ويقال : الراحلة المركب
من الابل ذكرا كان أو انثى انتهى أن يأتيه الناس إليك كأنه على الحذف
والايصال أي يأتي به الناس أليك ، أو هو من قولهم أتى الامر أي يفعله
الناس منتهيا إليك ، ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل من قولهم أتيت الماء تأتيه أي
سهلت سبيله ، وقال في المصباح : أتى الرجل يأتي أتيا وأتيته يستعمل لازما
ومتعديا .
32 - كا : عن أبي علي الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبيس
ابن هشام ، عن عبدالكريم ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : العدل أحلى
من الماء يصيبه الضمآن ، ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قل(2).
33 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن
الحلبي مثله(3).
بيان : العدل ضد الجور ، ويطلق على ملكة للنفس تقتضي الاعتدال في جميع
الامور ، واختيار الوسط بين الافراط والتفريط ، ويطلق على إجراء القوانين
الشرعية في الاحكام الجارية بين الخلق ، قال الراغب : العدل ضربان مطلق يقتضي
العقل حسنه ولايكون في شئ من الازمنة منسوخا ولا يوصف بالاعتداء بوجه
نحو الاحسان إلى من أحسن إليك ، وكف الاذية عمن يكف أذاه عنك ، وعدل


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 146 .(3)الكافي ج 2 ص 148 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه