بحار الأنوار ج10

ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له : يارأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني
إسرائيل في التوراة ؟ اختارهم بخت نصرمن سبى بني إسرائيل حين غزابيت المقدس ثم انصرف
بهم إلى بابل فأرسله الله تعالى عزوجل إليهم فأحياهم الله ، هذافي التوراة لايدفعه إلا كافر
منكم ، قال رأس الجالوت : قدسمعنا به وعرفناه ، قال صدقت ، ثم قال : يايهودي خذعلي
هذا السفر من التوراة ، فتلا عليه السلام علينا من التوراة آيات فأقبل اليهودي يتزجح(1)
لقراء‌ته ويتعجب .
ثم أقبل على النصراني فقال : يانصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم ؟
قال : بل كانوا قبله ، قال الرضا عليه السلام : لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه
أن يحيي لهم موتاهم ، فوجه معهم على بن أبي طالب عليه السلام فقال له : اذهب إلى الجبانة
فناد بأسماء هولاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يافلان ، ويافلان ، ويا
فلان ، يقول لكم محمد رسول الله : قوموا بإذن الله عزوجل ، فقالموا ينفضون التراب عن
رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن امورهم ، ثم أخبروهم أن محمدا صلى الله عليه وآله قد بعث
نبيا وقالوا : وددنا إنا أدركناه فنؤمن به ، ولقد أبرأ الاكمه والابرص والمجانين ،
وكلمه البهائم والطير والجن والشياطين ، ولم نتخذه ربا من دون الله عزوجل ، ولم
ننكر لاحد من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم عيسى ربا جاز لكم أن تتخذوا اليسع
والحزقيل ،(2)لانهما قدصنعا مثل ماصنع عيسى من إحياء الموتى وغيره ، وإن قوما
من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله في
ساعة واحدة ، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتى نخرت
عظامهم وصاروا رميما ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة
العظام البالية ، فأوحى الله عزوجل إليه : أتحب أن احييهم لك فتنذرهم ؟ قال : نعم

يارب ، فأوحى الله عزوجل إليه : أن نادهم ، فقال : أيتها العظام البالية قومي بإذن
الله عزوجل ، فقاموا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم ، ثم إبراهيم خليل


(1)في نسخة من الكتاب والعيون : يترجج . وسيأتى تفسيره عن المصنف .
(2)في نسخة : جازلكم أن تتخذوا اليسع والحزقيل ربا ، وفى نسخة وفى العيون : ربين .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه