بحار الأنوار ج15

وولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسيارك وأنت داخل(1)،
وقد أخرجت الخيزران(2)ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلي الناس فيه(3).
بيان : اعلم أن هاهنا أشكالا مشهورا أورده الشهيد الثاني رحمه الله وجماعة ، وهو
أنه يلزم على ما ذكره الكليني رحمه الله من كون الحمل به صلى الله عليه واله في أيام التشريق و
ولادته في ربيع الاول أن يكون مدة حمله إما ثلاثة أشهر ، أو سنة وثلاثة أشهر ، مع
أن الاصحاب اتفقوا على أنه لا يكون الحمل أقل من ستة أشهر ، ولا أكثر من سنة ،
ولم يذكر أحد من العلمآء أن ذلك من خصائصه ، والجواب أن ذلك مبني على النسئ
الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية ، وقد نهى الله تعالى عنه ، وقال :(إنما النسئ زيادة في
الكفر). قال الشيخ الطبرسي رحمه الله في تفسير هذه الآية نقلا عن مجاهد : كان
المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجوا في المحرم
عامين ، وكذلك في الشهور حتى وافقت الحجة التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة ،
ثم حج النبي صلى الله عليه واله في العام القابل حجة الوداع فوافقت ذا الحجة ، فقال في خطبته :
ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوآت والارض ، السنة اثنى عشر شهرا ، منها
أربعة حرم : ثلاثة متواليات : ذو العقدة ، وذوالحجة ، ومحرم ، ورجب ، مضر بين جميدي و
شعبان(4)، أراد بذلك أن أشهر لاالحرم رجعت إلى مواضعها ، وعاد الحج إلى ذي الحجة ،
وبطل النسئ انتهى(5).


(1)في المصدر : وأنت داخل الدار .
(2)قال المصنف في الهامش : الخيزران ام الهادي والرشيد ، قال المؤرخون كانت هذه الدار
للنبى صلى الله عليه وآله وسلم ووهبها عقيل بن أبى طالب ، ثم باعها أولاد عقيل بعد أبيهم محمد بن
يوسف وهو أخو الحجاج فاشتهرت بدار محمد بن يوسف ، فأدخلها محمد في قصور الذى كانوا يسمونه
البيضاء ، ثم بعد انقضاء دولة بنى امية حجت خيزران فأفرزتها من القصر وجعلتها مسجدا .
(3)الاصول 1 : 439 .
(4)في المصدر : ووجب الذى بين جمادى وشعبان
(5)مجمع البيان 5 : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه