بحار الأنوار ج56

خازن النار ففتح له عنها حتى نظر إليها " أمين " أي على وحي الله ورسالته إلى
أنبيائه ، وفي الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل : ما أحسن ما أثنى عليك
ربك " ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين " ! فما كانت قوتك ؟ وما
كانت أمانتك ؟ فقال : أما قوتي ، بعثت(1)إلى مدائن لوط فهي أربع مدائن ، في
كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري ، فحملتهم من الارض السفلى حتى
سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب ، ثم هويت بهن فقلبتهن .
وأما أمانتي ، فإني لم اومر بشئ فعدوته إلى غيره " ولقد رآه بالافق المبين " أي
رأى محمد صلى الله عليه وآله جبرئيل على صورته التي خلقه الله تعالى عليها حيث تطلع الشمس
وهو الافق الاعلى من ناحية المشرق " وما هو على الغيب بضنين " قرأ أهل البصرة
غير سهل وابن كثير والكسائي بالظاء ، والباقون بالضاد ، فعلى الاول المعنى
أنه ليس على وحي الله تعالى وما يخبر به من الاخبار بمتهم ، فإن أحواله ناطقة
بالصدق والامانة ، وعلى الثاني أي ليس ببخيل فيما يؤدي عن الله ، إذ يعلمه كما
علمه الله تعالى(2).
1 مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي
عبدالله البرقى ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش
عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عباس ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسري به
إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له " النور " وهو قول الله عزوجل " خلق
الظلمات والنور " فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل : يا محمد اعبر على
بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومدلك أمامك ، فإن هذا نهر لم يعبره أحد
لاملك مقرب ، ولانبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ، ثم أخرج منه
فأنفض أجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها


(1)في المصدر : فانى بعثت إلى مدائن لوط وهى . .
(2)مجمع البيان : ج 10 ، 446(بتغيير يسير في العبارة).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه