بحار الأنوار ج43

قالت : ثم رجع رسول الله صلى الله عليه واله فرأى سوادا بين يديه ، فقال : من هذا ؟ فقلت :
أنا أسماء بنت عميس ، قال : جئت في زفاف فاطمة تكرمينها ؟ قلت : نعم ، قالت :
فدعا لي .
قال علي بن عيسى : وحدثني السيد جلال الدين عبدالحميد بن فخار
الموسوي بما هذا معناه ، وربما اختلف الالفاظقالقالت أسماء بنت عميس هذه :
حضرت وفاة خديجة عليها السلام فبكت ، فقلت : أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين ، وأنت
زوجة النبي صلى الله عليه واله مبشرة على لسانه بالجنة ، فقالت : مالهذا بكيت ، ولكن
المرأة ليلة زفافها لابد لها من امرأة تفضي إليها بسرها ، وتستعين بها على حوائجها
وفاطمة حديثة عهد بصبى وأخاف أن لايكون لها من يتولى أمرها حينئذ فقلت :
ياسيدتي لكعليعهدالله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الامر فلما
كانت تلك الليلة وجاء النبي صلى الله عليه واله أمر النساء فخرجن وبقيت ، فلما أراد الخروج
رأى سوادي فقال : من أنت ؟ فقلت : أسماء بنت عميس ، فقال : ألم آمرك أن
تخرجي ؟ فقلت : بلى يارسول الله فداك أبي وامي ، وما قصدت خلافك ، ولكني
أعطيت خديجة عهدا - وحدثته - فبكى ، فقال : بالله لهذا وقفت ؟ فقلت : نعم والله
فدعالى . عدنا إلى ما أورده الدولابي .
وعن أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله إلى
علي بن أبيطالب عليه السلام وماكان حشو فرشهما ووسائدهما إلا ليف ، ولقد أولم علي
لفاطمة عليها السلام فما كانت وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمة ، رهن درعه عند يهودي
وكانت وليمته آصعا من شعير وتمر وحيس(1).
بيان : قال الجزري : في حديث تزويج فاطمة عليها السلام : فلما أصبح دعاها
فجاء‌ت خرقة من الحياء أي خجلة مدهوشة من الخرق التحير ، ويحتمل أن يكون


(1)المصدر ج 1 ص 494 . وله كلام بعد هذه الرواية من أن الحاضرة عند زفافها
لابد أن تكون هى سلمى بنت عميس - اخت اسماء - زوجة حمزة بن عبدالمطلب . راجعه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه