بحار الأنوار ج63

والحرارة فقيل لجهتين : أحدهما من جهة التبريد في الامزجة الحارة ، والاخرى
من جهة تغليظ الدم وتسكين حدته ، فيقل جريانه وسيلانه في العروق ، ولهذا السبب
يقطع دم الحيض كما في الخبر الثاني .
وأقول : يظهر من الكليني رحمه الله أنه حمل السويق المطلق الوارد في الاخبار
على سويق الحنطة حيث قال : " باب الاسوقة وفضل سويق الحنطة " ثم ذكر الاخبار
المطلقة في هذا الباب ، وقال الشهيد رحمه الله في الدروس : في السويق ونفعه أخبار جمة
وفسره الكليني بسويق الحنطة ، وقال مؤلف بحر الجواهر : السويق متخذ من سبعة
أشياء : الحنطة ، والشعير ، والنبق ، والتفاح ، والقرع ، وحب الرمان ، والغبيراء
وجملته يعقل الطبع ويقطع القئ والغثيان الصفراويين ، وينشف بلة المعدة ، وإن
اتخذ من سويق الشعير والماء وقليل من اللبن وخلط به الخشخاش المقلو المسحوق
ينفع السجج ، ويسكن اللدغ ، ويجلب النوم انتهى .
وقال ابن بيطار نقلا عن الرازي : كل سويق مناسب للشئ الذي يتخذ منه
فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة بمقدار ما الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح ،
والذي يكثر استعماله من الاسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير ،
وهما جميعا ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ، ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليا
جيدا ، ثم صفي في خرقة صفيقة ليسيل عنها الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر
والماء البارد ، فيقل نفخهما ، ويقل انحدارهما ، وينفعان المحرورين الملتهبين إذا
باكروا شربه في الصيف ويمنع كون الحميات والامراض الحارة ، وهذا من أجل منافعه ،
ولا ينبغي لمن شربه أن يأكل ذلك اليوم شيئا من فاكهة رطبة ولا خيارا ولا بقولا ولا
يكثر منها .
وأما المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع في الظهر والمفاصل العتيقة
والمشايخ وأصحاب الامزجة الباردة جدا ، فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق بتة
فان اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل
بعد اللت بالزيت ، ودهن الحبة الخضراء ، ودهن الجوز .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه