بحار الأنوار ج75

خرج يقتبس لاهله نارا فكلمه الله ورجع نبيا . وخرت ملكة سبأ فأسلمت مع
سليمان عليه السلام . وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين .
57 - وقال عليه السلام : الناس بامرائهم أشبه منهم بآبائهم .
58 - وقال عليه السلام : أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج(1)من
قول الزور فيه ، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه . الناس أبناء ما يحسنون ، وقدر
كل امرء ما يحسن ، فتكلموا في العلم تبين أقداركم .
59 - وقال عليه السلام : رحم الله امرء راغب ربه(2)وتوكف ذنبه ، وكابر هواه ،
وكذب مناه ، زم نفسه من التقوى بزمام ، وألجمها من خشية ربها بلجام ، فقادها
إلى الطاعة بزمامها ، وقدعها عن المعصية بلجامها(3)رافعا إلى المعاد طرفه ،
متوقعا في كل أوان حتفه ، دائم الفكر ، طويل السهر ، عزوفا عن الدنيا ، كدوحا
لاخرته(4)، جعل الصبر مطية نجاته ، والتقوى عدة وفاته ، ودواء داء
جواه(5)، فاعتبر وقاس ، فوتر الدنيا والناس ، يتعلم للتفقه والسداد ، قد وقر قلبه
ذكر المعاد ، فطوى مهاده(6)وهجر وساده ، قد عظمت فيما عندالله رغبته ، واشتدت
منه رهبته ، يظهر دون مايكتم ، ويكتفي بأقل مما يعلم ، أولئك ودائع الله في بلاده
المدفوع بهم عن عباده ، لو أقسم أحدهم على الله لابره ، آخر دعواهم أن الحمد لله
رب العالمين .


(1)ازعجه فانزعج : أقلقه وقلعه من مكانه فقلق وانقلع .
(2)في بعض النسخ راقب دينه . والتوكف : التجنب . والمكابرة : المعاندة
والمغالبة .
(3)قدع الفرس باللجام : كبحه أى جذبه به لتقف وتجرى .
(4 سهر سهرا - كفرح - اذا لم ينم ليلا . عزفت نفسه عن الشئ : انصرفت وزهدت
فيه . والكدح : السعى في مشقة وتعب .
(5)الجوى : الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن .
(6)طوى نقيض نشر . والمهاد : الفراش . وهجره أى تركه وأعرض عنه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه