القيام لصلاة الليل ، وكان أحزنني ذلك ، فرأيت صاحب الزمان عليه السلام في النوم وقال
لى : عليك بماء الهندباء فان الله يسهل ذلك عليك ، قال : فأكثرت من شربه فسهل
على ذلك .
29 الدعايم : عن رسول الله صلى الله عليه وآله : الهندباء لنا ، والجر جير لبني امية ،
وكاني أنظر إلى منبته في النار ، وإلى منبت البادروج في الجنة(1).
وعنه صلى الله عليه وآله قال : ما من ورقة هندباء إلا وفيها ماء الجنة(2).
تذييل
أقول : وجدت في بعض الرسائل الطبية أنه سئل رئيس الحكماء والاطباء
أبوعلى ابن سينا أن على كلاما في علة الامر باستعمال ماء الهندباء غير مغسول ،
فأخذ الدرج وكتب ارتجالا : روي عن النبى صلى الله عليه وآله أنه أمر بتناول الهندباء غير
مغسول ، وقال : إنه ليقطر عليه من طل الجنة ، والمحققون من الاطباء أيضا
استحسنوا أن تأخذ عصارته غير مغسول ، ويستعمل غير مطبوخ ، وأكثر ما يرون فيه
أن يصفى ويبالغ في ترويقه ، وأما الاوساط في العمل المبالغون في التظرف والتنظف
فانهم يرسمون أن تطبخ عصارته وتصفى .
أقول : ثم ذكر تحقيقا طويلا أنيقا في معنى مركب القوى تركنا إيراده
حذرا من الاطناب الغير المناسب للكتاب ، ثم قال : الهندباء أيضا من جملة
الادوية المركبة .
وقد نستدل على تركيبه بضرب من القياس إلى أن نرجع إلى التجربة ، فان
في طعمه مرارة وتفها وبورقية وقبضا قليلا ، والمرارة والبورقية يلزمان القوة
الحارة التي فيه ، وأعني بقوتين المائية والارضية لا الماء ولا الارض البسيطين ، بل
جوهرا مركبا يغلب عليه أحدهما قد عاد بسيطا لتركيب ثان لجوهرية الهندباء ، و
(1 2)دعائم الاسلام 2 ر 113 ، وفيه سقط .