بحار الأنوار ج45

رجالا نزلوا من السماء ، عليهم ثياب خضر ، معهم حراب يتبعون قتلة الحسين عليه السلام
فلما لبثت أن خرج المختار فقتلهم
وذكر عمربن شبة قال : حدثني أبوأحمد الزبيري ، عن عمه قال : قال
أبوعمرالبزاز : كنت مع إبراهيم بن الاشتر لمالقي عبيدالله بن زياد بالخازر فعددنا
القتلى بالقصب لكثرتهم ، قيل كانوا سبعين ألفا ، قال : وصلبه(1)إبراهيم منكسا
فكأني أنظر إلى خصييه كأنهما جعلان وعن الشعبي أنه لم يقتل قط من أهل الشام
بعد صفين مثل هذه الوقعة بالخازر ، وقال الشعبي : كانت يوم عاشورا سنة سبع و
ستين ، وبعث إبراهيم برأس عبيدالله بن زياد ورؤس الرؤساء من أهل الشام
وفي آذانهم رقاع أسمائهم فقدموا عليه وهويتغدى ، فحمدالله تعالى على الظفر
فلما فرغ من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ، ثم رمى بها إلى غلامه ، وقال :
اغسلها فاني وضعتها على وجه نجس كافر
وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال : وضعت الرؤوس عند السدة
بالكوفة عليها ثوب أبيض فكشفنا عنها الثوب ، وحية تتغلغل في رأس عبيدالله
ونصبت الرؤس في الرحبة قال عامر : ورأيت الحية تدخل في منافذ رأسه وهو
مصلوب مرارا
ثم حمل المختار رأسه ورؤس القواد إلى مكة مع عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي ، وعبدالرحمن بن شداد الجشمي ، وأنس بن مالك الاشعزي ، وقيل :
السائب بن مالك ، ومعها ثلاثون ألف دينار إلى محمدبن الحنفية ، وكتب معهم " إني
بعثت أنصاركم وشيعتكم إلى عدوكم فخرجوا محتسبين أسفين ، فقتلوهم فالحمدلله
الذي أدرك لكم الثأر ، وأهلكهم في كل فج عميق ، وغرقهم في كل بحر وشفى الله
صدورقوم مؤمنين " فقدموا بالكتاب والرؤس عليه فلما رآها خرساجدا ، ودعا
للمختار ، وقال : جزاه الله خير الجزاء ، فقد أدرك لنا ثأرنا ، ووجب حقه على


(1)يعنى عبيدالله بن زياد

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه