1 قب : أبوالقاسم الكوفي كتاب التبديل إن إسحاق الكندي(1)كان
فيلسوف العراق في زمانه ، أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به
في منزله ، وإن بعض تلامذته دخل يوما على الامام الحسن العسكري عليه السلام ، فقال
له أبومحمد عليه السلام : أمافيكم رجل رشيد يردع استادكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله
بالقرآن ؟ فقال التلميذ : نحن من تلامذته كيف يجوزمنا الاعتراض عليه في هذا أؤ
في غيره ، فقال له أبومحمد عليه السلام : أتؤدي إليه ماالقيه إليك ؟ قال : نعم ، قال : فصر(فسرخ
إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ماهو بسبيله ، فإذا وقعت المؤانسة في ذلك فقال :
قد حضرتني مسألة ، أسألك عنها ؟ فإنه يستدعي ذلك منك ، فقل له : إن أتاك هذا
المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد
ظننتها أنك ذهبت إليها ؟ فإنه سيقول : إنه من الجائز ، لانه رجل يفهم إذا سمع ،
فإذا أوجب ذلك فقل له : فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه ، فتكون
واضعا لغير معانيه . فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة ،
فقال له : أعد علي ، فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملا في اللغة ، وسائغا في
النظر .(2)
أقول : قدأوردنا وسنورد عمدة احتجاجاتهم عليهم السلام وحلها في أبواب تاريخهم
صلوت الله عليهم ، وأبواب المواعظ والحكم ، وأبواب التوحيد والعدل والمعاد ، وسائر
أبواب الكتاب ، وإنما أوردنا ههنا مالا يخص بابا من الابواب ، وسيأتي احتجاجات
القائم وماروي عنه عليه السلام من جوامع العلوم في كتاب الغيبة إن شاء الله تعالى .
(1)هواسحاق بن حنين بن اسحاق الكندى طبيب وفيلسوف كان هو كأبيه قد نقل إلى العربية
عن اليونانية او عن ترجماتها كتب الفلسفة والرياضيات كاصول الهندسة لاقليدس ، والمجسطى
لبطلميوس ، والكرة والا سطوانة لارخميدس ، وسوفسطس لافلاطون ، والمقولات لارسطو ، توفى
في بغداد في ربيع الاخرسنة 298 او 299 ، كان قد خدم مع الخلفاء والرؤساء من خدمه أبوه ،
ثم انقطع إلى القاسم بن عبيدالله وزير المعتضد بالله .
(2)مناقب آل أبى طالب ج 2 : 459 .(*)