بحار الأنوار ج88

عرشه أي أقوله قولا يوازي ثقل عرشه كما أو كيفا ، وهو من قبيل تشبيه المعقول
بالمحسوس ، أي اريد إيقاع مثل هذا الحمد وإن لم يتيسر لي ذلك أو المعنى أنه
مستحق للتكبير بتلك المقادير ورضا نفسه أي اكبره تكبيرا يكون من حيث اشتماله
على الشرايط سببا لرضاه .
ومداد كلماته أي بقدر المداد التي يكتب بها كلماته أي علومه أو تقديراته
أو كلمات النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام وقد مر تحقيق ذلك ، وهو إشارة إلى قوله تعالى
قل لو كان البحر مدادا لكمات ربي الاية(1)والنطف جمع النطفة وهي الماء
الصافي قل أو كثر .
آ له الاسماء الحسنى لدلالتها على أفضل صفات الكمال ، أو المراد
بها الصفات الكمالية وله الحمد في الاخرة والاولى أي يستحق الحمد والثناء
والشكر في النشأتين لشمول نعمه لجميع الخلق فيهما حتى يرضى أي يستحق
أن يحمد حتى يرضى عن العبد بذلك الحمد ، وبعد حصول أقل مراتب الرضا أيضا
يستحق الحمد إذ لا نهاية لاستحقاقه ولا لرضاه سبحانه .
الله أكبر كبيرا اي اكبره حالكونه كبيرا بالذات متكبرا متصفا بنهاية
الكبرياء والعظمة ، أو أظهر كبرياء‌ه بخلق ما خلق أو وصف نفسه بها متعززا أي
متصفا بأعلى مراتب العزة والغلبة ، أو مظهرا عزته بخلق الاشياء وقهرها ، أو
واصفا نفسه بها ، والعطف الشفقة الرحمة متحننا أي متصفا بنهاية الحنان


فالظاهر من سياق كلامه أنه - رضوان الله عليه - لما نقل صدر الخطبة المنقولة عنه
صلى الله عليه وآله برواية أبى مخنف ، وكان مخالفا للمذهب من حيث أن المسنون من
التكبير انما هو الابتداء به من ظهر يوم النحر ، لا قبله ولا عقيب الصلوات غير المفروضات
استدرك ذلك بأنه كان المسلم من فعله صلى الله عليه وآله أنه لا يبدء بالتكبير الا اذا صلى الظهر ، فيظهر
أنه كان لا يعتمد على هذه الرواية وينص على ذلك قوله فلاتجزى فان الاجزاء وعدمه
من تعبيرات الفقه ومصطلحاته ، لا يناسب الخطبة والقاء‌ها على العامة .
(1)الكهف : 109 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه