بحار الأنوار ج83

بيان : هذا الدعاء رواه الكليني(1)والصدوق(2)والشيخ(3)وغيرهم رضوان
الله عليهم باسانيد حسنة لا تقصر عن الصحيح ، عن عبدالله بن جندب قال : سالت ابا الحسن
الماضي عليه السلام عما أقول في سجدة الشكر ، فقد اختلف اصحابنا فيه ، فقال : قل وأنت
ساجد ، وذكر الدعاء ، وفيها وعلى وفلان وفلان إلى آخرهم أئمتي وفي الفقيه ذكر
أسماء‌هم عليهم السلام ، وليس في الكافي والتهذيب(اللهم إني أنشدك بوأيك على نفسلك
لاعدائك)إلى قوله(ثلاثا)وفي الفقيه موجود هكذا(لتهلكنهم بأيدينا وأيدي
المؤمنين)ومقدمة على فقرة الاولياء ، وفيها جميعا(بعدوك وعدوهم)وليس فيها
ففرج عني .
قوله عليه السلام :(أنشدك دم المظلوم)أنشد على وزن أقعد يقال : نشدت فلانا و
أنشده ، أي قلت له : نشدتك الله أي سألته بالله ، والمراد هنا أسألك بحقك أن تأخذ
بدم المظلوم عليه وعلى أبيه وأخيه سلام الله عليهم أجمعين ، ويحتمل أن يكون المراد
أنشدك بحق دم المظلوم أن تطلب بثأره .
(بوأيك)الوأي الوعد ، وقوله :(لتهلكنهم)اللام لجواب القسم لما في الوأي
بمعنى القسم ، والمقسم عليه في أنشده مقدر من جنسه بعد الصلوات ، بقرينة الوأي
أي أنشدك أن تنجز وعدك وتهلكهم أو يقال : الصلاة عليهم ترجع إلى هذا المعنى ،
فان رحمة الله عليهم مشتمل على رواج دينهم ونصرهم وظفرهم على الاعادي ، كما ورد
في الخبر في معنى السلام عليهم ، وسيأتي تحقيقه في باب الصلاة عليهم .
والوأي إشارة إلى قوله تعالى :(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات
ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى


(1)الكافى ج 3 ص 325 .
(2)فقيه من لايحضره الفقيه ج 1 ص 217 .
(3)التهذيب ج 1 ص 166 حجر ج 2 ص 111 ط نجف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه