بحار الأنوار ج6

على ما مضى ، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا ، والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين
حقوقهم حتى تلقى الله أملس(1)ليس عليك تبعة ، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك
ضيعتها فتؤدي حقها ، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت(2)فتذيبه
بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد ، والسادس أن تذيق الجسم
ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : أستغفر الله .
بيان : ما سوى الاولين عند جمهور المتكلمين من شرائط كمال التوبة كما ستعرف .
60 - نهج : وقال عليه السلام لرجل سأله أن يعظه : لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير
العمل ، ويرجئ التوبة(3)بطول الامل - وساق الكلام إلى أن قال عليه السلام - : إن عرضت
له شهوة أسلف المعصية ، وسوف التوبة .(4)
61 - نهج : وقال عليه السلام من اعطي أربعا لم يحرم أربعا : من اعطي الدعاء لم يحرم
الاجابة ، ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول ، ومن اعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة
ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة ، وتصديق ذلك في كتاب الله سبحانه ، قال الله عز
وجل في الدعاء : " ادعوني أستجب الكم " وقال في الاستغفار : " ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه
ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " وقال في الشكر : " إن شكرتم لازيدنكم "
وقال في التوبة : " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما " .
ما : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا ،
عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمش ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي
عبدالله عليه السلام مثله .(5)" ص 47 "


(1)الاملس : ضد الخشن ، قال ابن ميثم : استعار لفظ ألاملس لنفاء الصحيحة من الاثام .
(2)بالضم : المال من كسب حرام ، وقال الثعالبي في فقه اللغة : كل حرام قبيح الذكر يلزم
منه العار كثمن الكلب فهو سحت .
(3)يرجئ بالتشديد أى يؤخر المعصية .
(4)أسلف : قدم ، وسوف : أخر . والموعظة بتمامه في ص 181 من ج 2 ط مصر .
(5)إلى قوله : وتصديق ذلك اه‍ . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه