بحار الأنوار ج6

عن المنكر ردعا للسفهاء ، وصلة الارحام منماة للعدد ، والقصاص حقنا للدماء ، وإقامة
الحدود إعظاما للمحارم ، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل ، ومجانبة السرقة إيجابا
للعفة ، وترك الزنا تحقيقا للنسب ، وترك اللواط تكثيرا النسل ، والشهادات(1)استظهارا
على المجاحدات ، وترك الكذب تشريفا للصدق ، والسلم أمانا من المخاوف ، والامامة
نظاما للامة(2)والطاعة تعظيما للسلطان .(3)
6 - قب : مما أجاب الرضا عليه السلام بحضرة المأمون لصباح بن نصر الهندي و
عمران الصابي عن مسائلهما قال عمران : العين نور مركبة أم الروح تبصر الاشياء من
منظرها ؟ قال عليه السلام : العين شحمة وهو البياض والسواد ، والنظر للروح ، دليله أنك
تنظر فيه فترى صورتك في وسطه ، والانسان لا يرى صورته إلا في ماء أو مرآة وما أشبه
ذلك ، قال صباح : فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة والنظر ذاهب ؟ قال :
كالشمس طالعة يغشاها الظلام ، قالا(4): اين تذهب الروح ؟ قال : أين يذهب الضوء الطالع
من الكوة(5)في البيت إذا سدت الكوة ؟ قال : أوضح لى ذلك ، قال : الروح مسكنها في
الدماغ ، وشعاعها منبث في الجسد بمنزلة الشمس دارتها في السماء وشعاعها منبسط
على الارض ، فإذا غابت الدارة فلا شمس ، وإذا قطعت الرأس فلا روح .
قالا : فما بال الرجل يلتحي دون المرأة ؟ قال عليه السلام ، زين الله الرجال باللحى ،
وجعلها فصلا يستدل بها على الرجال من النساء .


(1)وفى نسخة من النهج : والشهادة . قيل : هى الموت في نصر الحق ليستعان بذلك على قهر
الجاحدين له فيبطل حجوده . وقيل : هى الاخبار بما شاهده ، وغايتها استظهار المستشهد
على مجاهدة خصمه كى لا يضيع لو لم يكن بينهما شاهد .
(2)وفى نسخة من النهج : والامانات نظاما للامة . قيل : لانه إذا روعيت الامانة في الاعمال
أدى كل عامل ما يجب عليه فتنتظم شؤون الامة ، أما لو كثرت الخياناث فقد فسدت وكثر الاهمال فاختل
النظام .
(3)في النهج : تعظيما للامامة .
(4)في المصدر : قال . م
(5)بضم الكاف وفتحها مع الواو المشددة المفتوحة : الخرق في الحائط .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه