تلاحق أجزاء الغسالة وتواصلها ، وهو يعين على سرعة الوصول إلى الماء .
واجيب بأن انحدار الماء من أعالى البدن إلى أسافله أسرع من انحداره
على الارض المائلة إلى الانخفاض ، لانه طالب للمركز على أقرب الطرق ،
فيكون انفصاله عن البدن أسرع من اتصاله بالماء الذي يغترف منه ، هذا إذا لم
تكن المسافة بين مكان الغسل وبين الماء الذي يغترف منه قليلة جدا ، فلعله
كان في كلام السائل ما يدل على ذلك ، كذا ذكره الشيخ البهائي قدس
الله لطيفه .
والاظهر في جواب السؤال الاخير أن يقال : مع يبوسة البدن تنفصل
القطرات منه وتطفر ، وتصل إلى الماء مستقيم ، يتخيل وتر الزاوية قائمة
تحدث من قامة المغتسل وسطح الارض إلى الماء ، ومع الرطوبة يميل الماء إلى
جنسه ويجري على البدن حتى يصلى إلى الارض ثم يجري منه إلى أن يصل إلى الماء
وظاهر أن ضلعي المثلث أطول من ضلع واحد ، كما بين في العشرين من المقالة
الاولى من الاصول .
ويؤيد أحد هذين الوجهين ما رواه الشيخ في التهذيب(1)عن الحسين بن
سعيد عن ابن سنان ، عن ابن مسكان قال : حدثني صاحب لى ثقة أنه سأل أبا
عبدالله عليه السلام عن الرجل ينتهي إلى الماء القليل في الطريق ويريد أن يغتسل وليس
معه إناء ، والماء في وهدة ، فان هو اغتسل رجل غسله في الماء ، كيف يصنع ؟ قال :
ينضح بكف بين يديه وكفا من خلفه وكفا عن يمينه وكفا عن شماله ، ثم يغتسل
والغسل بكسر العين وضمها الماء الذي يغتسل به .
الثالث أن يكون المنضوح أيضا البدن لكن لا لعدم عود الغسالة إلى الماء
بل لترطيب البدن قبل الغسل ، لئلا ينفصل عنه ماء الغسل كثيرا ، فلا يفي بغسله
لقلة الماء ، وهذا مجرب .
(1)التهذيب ج 1 ص 118 ، الاستبصار ج 1 ص 15 ، ورواه في السرائر ص 465
عن نوادر البزنطى .