بحار الأنوار ج27

المقبل(1)، أي إلى الدنيا ، فان الانسان في أول العمر مقبل إليها ، وفي روايات
العامة هكذا : " بئس لعمر والله عمل الشيخ المتوسم والشاب المتلوم " قال الجزري :
المتوسم : المتحلي بسمة الشيوخ ، والمتلوم : المتعرض للآئمة في الفعل السيئ(2)،
ويجوز أن يكون من اللومة وهي الحاجة ، أي المنتظر لقضائها انتهى .
وفي الخرائج : " بئس سيرة الشيخ المتأمل والشاب المؤمل " ولا يخفى توجيهه .
3 - ير : إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن عمر
ابن يزيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس(3)إذا أتاه رجل طويل
كأنه نخلة فسلم عليه فرد عليه السلام وقال : يشبه(4)الجن وكلامهم ، فمن أنت يا عبدالله ؟
فقال : أنا الهام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : مابينك وبين
إبليس إلا أبوين ؟(5).
فقال : نعم يارسول الله . قال صلى الله عليه وآله : فكم أتى لك ؟ قال : أكلت عمر
الدنيا إلا أقله ، أنا أيام قتل قابيل هابيل غلام أفهم الكلام وأنهى عن الاعتصام و
أطوف(6)الآجام وآمر بقطيعة الارحام وافسد الطعام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
بئس سيرة الشيخ المتأمل والغلام المقبل ، فقال : يارسول الله إني تائب ، قال : على
يد من جرى(7)توبتك من الانبيآء ؟ قال : على يدي نوح ، وكنت معه في سفينته و
عاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني ، وقال : لا جرم إني على ذلك من
النادمين ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ثم كنت مع هود في مسجده مع الذين


(1)هو في رواية البصائر .
(2)في نسخة : في فعل شئ .
(3)في المصدر : ذات يوم جالس .
(4)في نسخة : شبيه الجن .
(5)في نسخة :(الا ابوان)وصححه .
(6)في نسخة : أطوق .
(7)في نسخة : جرت .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه