بحار الأنوار ج101

إلى بعد محمد
ثم قال : يا علي ابشر ابشر فاني قد زوجتك بابنتي فاطمة على مازوجك
الرحمن من فوق عرشه فقد رضيت لها ولك مارضي الله لكما ، فدونك أهلك و
كفى يا على برضاي رضا فيك ياعلي ، فقال : يارسول الله أو بلغ من شأني أن أذكر
في أهل الجنة وزوجني الله في ملائكته ؟ فقال : يا علي إن الله إذا أحب عبدا أكرمه
بمالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فقال على : يارب أو زغني أن
أشكر نعمتك التي أنعمت على ، فقال النبى صلى الله عليه وآله آمين آمين
وقال علي : لما أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله خاطبا ابنته فاطمة قال : وماعندك تنقدني ؟
قلت له : ليس عندي إلا بعيرى وفرسي ودرعي قال : أما فرسك فلا بدلك منه
تقاتل عليه ، وأما بعيرك فحامل أهلك ، وأما درعك فقد زوجك الله بها ، قال علي
فخرجت من عنده والدرع على عاتقي الايسر ، فدعيت إلى سوق الله فبعتها
بأربعمائة درهم سود هجرية ثم أتيت بها إلى النبى صلى الله عليه وآله فصببتها بين يديه ، فوالله
ماسأني عن عددها وكان رسول الله صلى الله عليه وآله سوى الكف فدعا بلالا وملا قبضته
فقال : يابلال ابتع بها طيبا لابنتي فاطمة ، ثم دعا ام سلمة فقال : يا ام سلمة
ابتاعي لابنتي فراشا من حليس مصر واحشيه ليفا ، واتخذي لها مدرعة وعباية قطوانية
ولا تتخذى لها أكثر من ذلك فيكونا من المسرفين
وصبرت أياما ما أذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله شيئا من أمر ابنته ، حتى دخلت
على ام سلمة فقالت لي : يا علي لم لا تقول لرسول الله صلى الله عليه وآله يدخلك على أهلك ؟ قال :
قلت : أستحي منه أن أذكر له شيئا من هذا ، فقالت ام سلمة : ادخل عليه فانه سيعلم
مافي نفسك ، قال على : فدخلت عليه ثم خرجت ثم دخلت ثم خرجت فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله أحسبك أنك تشتهى الدخول على أهلك ؟ قال : قلت : نعم فداك أبى وامى
يارسول الله فقال صلى الله عليه وآله : غدا إنشاء الله تعالى
54 مصباح الانوار : روى ابن بابويه في حديث طويل أورده في تزويج
فاطمة أن النبى صلى الله عليه وآله أخذ في فيه ماء ودعا فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم مج الماء في

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه