بحار الأنوار ج45

قلوبكم ، وغشيت صدوركم ، فكنتم أخبث شئ سنخا للناصب واكلة للغاصب ، ألا
لعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم
كفيلا فأنتم والله هم
ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركزبين اثنتين بين القلة(1)والذلة ، وهيهات
ما آخذالدنية ، أبى الله ذلك ورسوله ، وجدود طابت ، وحجور طهرت ، وانوف حمية
ونفوس أبيه لاتؤثر مصارع اللئام على مصارع الكرام ، ألا قد أعذرت وأنذرت ألا
إني زاحف بهذه الاسرة ، على قلة العتاد ، وخذلة الاصحاب ثم أنشأ يقول :
فإن نهزم فهزامون قدما وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا(2)
ألا ! ثم لاتلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس ، حتى تدوربكم
الرحى ، عهد عهده إلي أبي عن جدي فأجمعوا أمركم وشركاء كم ثم كيدوني
جميعا فلاتنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ


(1)القلة : قلة العدد بالقتل ، وفى بعض النسخ : السلة منه رحمه الله
(2)قائلها فروة بن مسيك المرادى قالها في يوم الردم لهمدان من مراد . وزاد
بعدهما في الملهوف :
اذا ماالموت رفع عن اناس كلاكله أناخ بآخرينا
فأفنى ذلكم سروات قومى كما افنى القرون الاولينا
فلوخلد الملوك اذا خلدنا ولوبقى الكرام اذا بقينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
وقد تروى على غير هذا اللفظ كما نقله ابن هشام في السيرة ج 2 ص 582 :
مررن على لفات وهن خوص ينازعن الاعنة ينتحينا
فان نغلب فغلابون قدما وان نغلب فغير مغلبنا
وما ان طبناجبن ولكن منايانا وطعمة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال تكرصروفه حينا فحينا الخ

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه