بحار الأنوار ج85

شكورا(1).
تفسير : " وأقم الصلاة لذكري " قيل فيه وجوه : الاول : لتذكرني
فان ذكري أن اعبد ويصلى لي ، الثاني : لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الاذكار
الثالث : لاني ذكرتها في الكتب وأمرت بها ، الرابع لان أذكرك بالمدح والثناء ،
وأجعل لك لسان صدق ، الخامس لذكرى خاصة ، أو لاخلاص ذكر وطلب وجهي
لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضنا آخر ، السادس لتكون لي ذاكرا غير ناس ، فعل المخلصين
في جعلهم ذكر ربهم على بال منهم ، وتوكيل هممهم وأفكارهم به كما قال تعالى :
" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله(2)السابع لاوقات ذكرى وهي مواقيت
الصلوات ، الثامن عند ذكر الصلاة بعد نسيانها أي أقمها متى ذكرت كنت في وقتها أو
لم تكن .
وهذا أقوى الوجوه بحسب الروايات(3)ونسبه في مجمع البيان إلى أكثر


" اننى أنا الله لا اله الا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى " .
فعلى هذا يجب على من فاتته احدى الصلوات اليومية في وقتها المعين في شرعنا
بالفرض أو السنة ، أن يصليها حين تذكرها وتبدل نسيانها إلى الذكر ، بحيث اذا أهملها
بعد ذكرانها حتى نسيها مرة اخرى فقد عصى باهماله بحكم الاية الكريمة ، وسيمر عليك
في تضاعيف الاخبار ما ينص على ذلك انشاء الله .
(1)الفرقان : 62 ، ومعنى قوله عزوجل : " لمن أراد أن يذكر " أى لمن أراد
أن يتلبس بالذكر ، فان المراد من الذكر ههنا هو الذكر اللسانى والقلبى كلما خلف النهار
الليل وخلف الليل النهار ، بقرينة الترديد بينه وبين الشكر وجعلهما متعلقا لارادة من أراد
وهو واضح .
(2)النور : 37 .
(3)بل بحسب ظاهر الاية الكريمة أيضا كما عرفت ، ونزيدك بيانا أن مآل الوجه
الاول والثانى وهكذا الوجه السادس إلى تقدير الاية هكذا : أقم ذكرى لتذكرنى وهذا
الكلام من السخافة بمكان وأما الوجه الثالث ومعناه : أقم الصلاة لانى ذكرتها في الكتب

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه