بحار الأنوار ج75

60 - وقال عليه السلام : وكل الرزق بالحمق ، ووكل الحرمان بالعقل ، ووكل
البلاء بالصبر .
61 - وقال عليه السلام : للاشعث(1)يعزيه بأخيه عبدالرحمن : إن جزعت
فحق عبدالرحمن وفيت ، وإن صبرت فحق الله أديت ، على أنك إن صبرت جرى
عليك القضاء وأنت محمود ، وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم(2)فقال
الاشعث : إنا لله وإنا إليه راجعون فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أتدري ما تأويلها ؟
فقال الاشعث : لانت غاية العلم ومنتهاه فقال عليه السلام : أما قولك : إنا لله فإقرار
منك بالملك . وأما قولك وإنا إليه راجعون فإقرار منك بالهلك(3).
62 - وركب عليه السلام يوما فمشى معه قوم فقال عليه السلام لهم : أما علمتم أن مشي
الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي ، انصرفوا .
63 - وقال عليه السلام : الامور ثلاثة : أمر بان لك رشده فاتبعه(4)وأمر بان


(1)الظاهر هواشعث بن قيس المكنى بأبى محمد ذكروه في جملة أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله وكان اسر بعد النبى ص في ردة أهل ياسر وعفا عنه أبوبكر وزوجه
اخته ام فروة وكانت عوراء فولدت له محمد . وكان أشعث سكن الكوفة وهو عامل عثمان على
آذربيجان ، وكان أبا زوجة عمر بن عثمان وكتب أمير المؤمنين عليه السلام اليه بعد فتح
البصرة فسار وقدم على على عليه السلام وحضر صفين ، ثم صار خارجيا ملعونا . وقال ابن
أبى الحديد كل فساد كان في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وكل اضطراب فأصله الاشعث ، و
هو الذى شرك في دمه عليه السلم ، وابنته جعدة سمت الحسن عليه السلام ، ومحمد ابنه شرك
في دم الحسين عليه السلام .
(2)في النهج عزاه عن ابن له قال : يا اشعث ان تحزن على ابنك فقد استحقت منك
ذلك الرحم . وان تصبر ففى الله من كل مصيبة خلف . يا أشعث ان صبرت جرى عليك القدر
وانت مأجور ، وان جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزوريا أشعث ابنك سرك وهو بلاء وفتنة و
حزنك وهو ثواب ورحمة .
(3)الهلك - بالضم - : الهلاك .
(4)في بعض النسخ فارتكبه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه