بحار الأنوار ج48

أنظر لهم فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ، ويرفع اختلافهم ، ويبين
لهم حقهم من باطلهم ؟ قال هشام : نعم قال الشامي : من هو ؟ قال هشام : أما في
ابتداء الشريعة فرسول الله ، وأما بعد النبي فغيره فقال الشامي : ومن هو غير النبي
القائم مقامه في حجته ؟ قال هشام : في وقتنا هذا ؟ أم قبله ؟ قال الشامي : بل في
وقتنا هذا قال هشام : هذا الجالس يعني أبا عبدالله عليه السلام الذي تشد إليه الرحال
ويخبرنا بأخبار السماء ، وراثة عن أب عن جد فقال الشامي : وكيف لي بعلم ذلك ؟
قال هشام : سله عما بدا لك قال الشامي : قطعت عذري فعلي السؤال .
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : أنا أكفيك المسألة ياشامي ، اخبرك عن مسيرك و
سفرك ، خرجت في يوم كذا وكذا ، وكان طريقك من كذا ، ومررت على كذا ، و
مر بك كذا ، فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول : صدقت والله .
ثم قال له الشامي : أسلمت لله الساعة ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : بل آمنت
بالله الساعة ، إن الاسلام قبل الايمان ، وعليه يتوارثون ، ويتناكحون ، والايمان
عليه يثابون ، قال الشامي : صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا
رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنك وصي الانبياء .
قال : فأقبل أبوعبدالله عليه السلام على حمران بن أعين فقال : ياحمران تجري
الكلام على الاثر فتصيب ، والتفت إلى هشام بن سالم فقال : تريد الاثر ولا تعرف
ثم التفت إلى الاحوال فقال : قياس رواغ ، تكسر باطلا بباطل ، لكن باطلك
أظهر ، ثم التفت إلى قيس الماصر فقال : يتكلم وأقرب مايكون من الخبر عن
الرسول صلى الله عليه وآله أبعد ما يكون منه ، يمزج الحق بالباطل ، وقليل الحق يكفي عن
كثير الباطل ، أنت والاحول قفازان ، حاذقان ، قال يونس بن يعقوب : وظننت والله
أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما فقال : ياهشام لاتكاد تقع ، تلوي رجليك إذا
هممت بالارض طرت ، مثلك فليكلم الناس ، اتق الزلة ، والشفاعة من ورائك(1).
أقول : إنما أوردنا أحوال هشام في أبواب أحواله عليه السلام لاشتمالها على بعض
أحواله عليه السلام ، وقد مضى كثير من احتجاجات هشام في كتاب الاحتجاجات .


(1)الارشاد للشيخ المفيد ص 296 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه