بحار الأنوار ج56

محبوب ، عن أبي ولاد ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله خلق حجابا من ظلمة
مما يلي المشرق ، ووكل به ملكا ، فإذا غابت الشمس اغترف ذلك الملك غرفة بيديه(1)
ثم استقبل بها المغرب يتبع الشفق ، ويخرج من بين يديه قليلا قليلا ويمضي
فيوافي المغرب عند سقوط الشفق ، فيسرح في الظلمة ثم يعود إلى المشرق ، فإذا
طلع الفجر نشر جناحيه فاستاق الظلمة من المشرق إلى المغرب حتى يوافي بها
المغرب عند طلوع الشمس(2).
بيان : هذا الخبر من معضلات الاخبار ، ولعله من غوامض الاسرار ، و
" من " في قوله عليه السلام " من ظلمة " يحتمل البيان والتبعيض ، والاستياق : السوق
ولعل الكلام مبني على استعارة تمثيلية لبيان أن شيوع الظلمة واشتدادها تابعان
لقلة الشفق وغيبوبته وكذا العكس ، وأن جميع ذلك بتدبير المدبر الحكيم ، و
بتقدير العزيز العليم . وربما يؤول الخبر بأن المراد بالحجاب الظلماني ظل
الارض المخروطي من الشمس ، وبالملك الموكل به روحانية الشمس المحركة
لها الدائرة بها ، وبإحدى يديه القوة المحركة لها بالذات التي هي سبب لنقل
ضوئها من محل إلى آخر ، وبالاخرى القوة المحركة لظل الارض بالعرض
بتبعية تحريك الشمس التي هي سبب لنقل الظلمة من محل إلى آخر ، وعوده إلى
المشرق إنما هو بعكس البدء بالاضافة إلى الضوء والظل وبالنسبة إلى فوق الارض
وتحتها ونشر جناحيه كأنه كناية عن نشر الضوء من جانب والظلمة من آخر .
وأقول : لعل السكوت عن أمثال ذلك ورد علمها إلى الامام عليه السلام أحوط
وأولى .
2 الكافى : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن أحمد بن أشيم
عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : وقت المغرب إذا ذهبت
الحمرة من المشرق ، وتدري كيف ذلك ؟ قلت : لا ، قال : لان المشرق مطل


(1)في المصدر : بيده .
(2)الكافي : ج 3 ، ص 279 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه