بحار الأنوار ج41

بحجته(1)ويكفيه بمهجته .
ونظر علي عليه السلام إلى امرأة على كتفها قربة ماء ، فأخذ منها القربة فحملها
إلى موضعها ، وسألها عن حالها فقالت : بعث علي بن أبي طالب صاحبي إلى بعض
الثغور فقتل ، وترك علي صبيانا يتامى ، وليس عندي شئ ، فقد ألجأتني الضرورة
إلى خدمة الناس ، فانصرف وبات ليلته قلقا ، فلما أصبح حمل زنبيلا فيه طعام ، فقال
بعضهم : أعطنني أحمله عنك ، فقال : من يحمل وزري عني يوم القيامة ؟ فأتى وقرع
الباب ، فقالت : من هذا ؟ قال : أنا ذلك العبد الذي حمل معك القربة ، فافتحي فإن
معي شيئا للصبيان ، فقالت : رضي الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب ، فدخل
وقال : إني أحببت اكتساب الثواب ، فاختاري بين أن تعجنين وتخبزين وبين أن
تعللين الصبيان لاخبز أنا ، فقالت : أنا بالخبز أبصر وعليه أقدر ، ولكن شأنك
والصبيان ، فعللهم حتى أفرغ من الخبز ، قال(2): فعمدت إلى الدقيق فعجنته ،
وعمد علي عليه السلام إلى اللحم فطبخه ، وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره ،
فكلما ناول الصبيان من ذلك شيئا قال له : يا بني اجعل علي بن أبي طالب في حل
مما أمر في أمرك(3)، فلما اختمر العجين قالت : يا عبدالله اسجر التنور فبادر
لسجره فلما أشعله ولفح في وجهه جعل يقول : ذق يا علي هذا جزاء من ضيع
الارامل واليتامى ، فرأته امرأة تعرفه فقالت : ويحك هذا أمير المؤمنين ، قال :
فبادرت المرأة وهي تقول : واحيائي منك يا أمير المؤمنين ، فقال : بل واحيائي منك
يا أمة الله فيما قصرت في أمرك(4).
4 - قب : سئل عليه السلام عن رجل فقال : توفي البارحة فلما رأى جزع السائل


(1)في المصدر : ويكلؤه بحجته .
(2)كذا في النسخ وهو سهو ، والصحيح " قالت " .
(3)في المصدر : مما مر في أمرك .
(4)مناقب آل ابى طالب 1 : 317 - 319 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه