بحار الأنوار ج18

وقال الحارث بن نوفل بن عبد مناف : إنا لنعلم أن قولك حق ، ولكن يمنعنا
أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا ، ولا طاقة لنا بها
فنزلت : " وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا " فقال الله تعالى رادا عليهم :
" أولم نمكن لهم حرما آمنا(1)" .
79 - قب : محمد بن إسحاق في خبر طويل عن كثير بن عامر أنه طلع من الابطح
راكب ومن ورائه سبع عشرة ناقة محملة ثياب ديباج ، على كل ناقة عبد أسود ، يطلب
النبي الكريم ليدفعها إليه بوصية من أبيه ، فأومأ ابن أبي البختري إلى أبي جهل وقال :
هذا صاحبك ، فلما دنا منه قال : ما أنت بصاحبي ، فما زال يدور حتى رأي النبي صلى الله عليه وآله
فسعى إليه وقبل يديه رجليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : أليس أنت بلحا(2)ناجي بن
المنذر السكاكي ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فأين سبع عشرة ناقة محملة ذهبا وفضة و
درا وياقوتا وجوهرا ووشيا وملحما وغير ذلك ؟ قال : هي ورائي مقبلة ، فقال : هي سبع
عشرة ناقة ، على كل ناقة عبد أسود ، عليهم أقبية الديباج ، ومناطق الذهب ، وأسماؤهم
محرز ، ومنعم ، وبدر ، وشهاب ، ومنهاج وفلان وفلان ، قال : بلى يا رسول الله ، قال : سلم
المال وأنا محمد بن عبدالله ، فأورد المال بجملته إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال أبوجهل : يا آل غالب
إن لم تنصفوني وتنصروني عليه لاضعن سيفي في صدري ، وهذا المال كله للكعبة ، وركب
فرسه وجرد سيفه ونفرت مكة أقصاها وأدناها حتى أجابت أباجهل سبعون ألف مقاتل ،
وركب أبوطالب في بني هاشم وبني عبدالمطلب وأحاطوا بالنبي صلى الله عليه وآله ، ثم قال أبوطالب :
ما الذي تريدون ؟ قال أبوجهل : إن ابن أخيك قد جنى علينا جنايات عظيمة ، ويحق
للعرب أن تغضب وتسفك الدماء وتسبي النساء ، قال أبوطالب : وماذاك ؟ فذكر قصة الغلام
وأن محمدا سحره ورده إلى دينه ، وأخذ منه المال وهو شئ مبعوث للكعبة ، فقال : قف
حتى أمضي إليه وأسأله عن ذلك ، فلما أتى النبي صلى الله عليه وآله وسأله رد ذلك قال : لا اعطيه
حبة واحدة ، قال : خذ عشرة وأعطه سبعة ، فأبى ، ثم أمر صلى الله عليه وآله أن توقف الهدية بين


(1)مناقب آل أبى طالب 1 : 49 ، والاية في القصص : 57 .
(2)في المصدر : ملجأ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه