بحار الأنوار ج20

بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني(1)، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة
بن على النخعي(2)، أما المقوقس فإنه لما وصل إليه حاطب أكرمه وأخذ كتاب
رسول الله صلى الله عليه وآله(3)، وكتب في جوابه : قد علمت أن نبيا قد بقي ، وقد أكرمت
رسولك(4)، أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أربع جوار منهن مارية أم إبراهيم ، و
أختها سيرين ، وحمارا يقال له : عفير ، وقيل : يعفور ، وبغلة يقال لها : الدلدل ،
ولم يسلم ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله هديته ، وقال : " ضن الخبيث بملكه ، ولا بقاء
لملكه ، واصطفى مارية لنفسه ، وأما سيرين فوهبها لحسان بن وهب ، وأما الحمار


(1)ملك تخوم الشام ، وفى تاريخ الطبرى : المنذر بن الحارث بن ابى شمر الغسائى صاحب
دمشق .
(2)هكذا في النسخ ، والصواب كما في المصدر :(الحنفى)وفى الامتاع والسيرة : بعثه إلى
ثمال بن اثال وهوذة بن على الحنفيبن ملكى اليمامة انتهى وقال اليعقوبى وابن هشام والمقريزى :
ووجه العلاء بن الحضرمى إلى المنذز بن ساوى ملك البحرين ، وقال اليعقوبى وابن هشام : و
وجه مهاجر بن ابى امية المخزومى إلى الحارث بن عبد كلال الحميرى ملك اليمن ، وعمرو بن العاص
السهمى إلى جيفر وعياذ ابنى الجلندى الازديين ملكى عمان ، وزاد الاول فقال : ووجه جرير بن
عبدالله البجلى إلى ذى الكلاع الحميرى ، وعمار بن ياسر إلى الايهم بن النعمان الغسانى(أقول :
في السيرة : جبلة بن الايهم الغسانى)وخالد بن الوليد إلى(بنى ظ)الديان وبنى قنان ، وقال : و
كتب اليهم جميعا بمثل ما كتب به إلى كسرى وقيصر ، وسليم بن عمرو الانصارى إلى حضرموت
انتهى . أقول : لعل المراد ان ما كتب اليهم كان مضمونه مثل ذلك ، والا فما نقل عن كتابه صلى الله
عليه وآله إليهم يخالف لفظا ومعنا ، ولم يثبت أنه صلى الله عليه وآله كتب اليهم جميعا في تلك
السنة ، بل كتب إلى بعضهم في غيرها . راجع مظان ذلك .
(3)وكتابه صلى الله عليه وآله على ما ذكره الحلبى في سيرته هكذا : " بسم الله الرحمن الرحيم .
من محمد بن عبدالله إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى ، اما بعد فانى ادعوك
بدعاية الاسلام أسلم تسلم ، واسلم يؤتك الله اجرك مرتين ، فان توليت فانما عليك اثم القبط ، و
يا اهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ، ولا يتخذ
بعضنا بعضا اربابا من دون الله ، فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون " .
(4)كتابه إليه صلى الله عليه وآله على لفظ الحلبى هكذا ، بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد
بن عبدالله من المقوقس عظيم القبط ، سلام عليك ، اما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه
وما تدعوا إليه ، وقد علمت ان نبيا قد بقى ، وقد كنت اظن انه يخرج بالشام ، وقد اكرمت رسولك ،
وبعثت اليك بجاريتين ، لهما فكان في القبط عظيم ، وبثياب ، واهديت اليك بغلة لتركبها . و
السلام عليك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه