بحار الأنوار ج22

جبرئيل فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك
عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك يا محمد ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : أجدني يا جبرئيل
مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت
ومعهما ملك يقال له : اسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل عليه السلام
فقال : يا أحمد إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة يسألك
عما هو أعلم به منك ، فقال : كيف تجدك يا محمد ؟ قال : أجدني يا جبرئيل مغموما ، وأجدني
يا جبرئيل مكروبا ، فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن
عليك ، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك ، قال : ائذن له ، فأذن
له جبرئيل عليهما السلام ، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك ، و
أمرني أن اطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها ، وإن كرهت
تركتها فقال النبي صلى الله عليه وآله : أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟ قال نعم بذلك امرت أن اطيعك
فيما تأمرني ، فقال له جبرئيل : يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا ملك الموت امض لما أمرت به ، فقال جبرئيل عليه السلام : هذا
آخر وطئي الارض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فلما توفي رسول الله صلى الله
على روحه الطيب وعلى آله الطاهرين جآء‌ت التعزية جآء‌هم آت يسمعون حسه ولا
يرون شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله ،(1)كل نفس ذائقة الموت ، وإنما
توفون اجوركم يوم القيامة ، إن في الله عزآء من كل مصيبة ، وخلفا من كل
هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من
حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله(2)، قال علي بن أبي طالب عليه السلام : هل
تدرون من هذا ؟ هذا الخضر عليه السلام(3).
بيان : قوله عليه السلام : هذا آخر وطئي الارض ، لعل المراد آخر نزولي
لتبليغ الرسالة ، فلا ينافي في الاخبار الدالة على نزوله عليه السلام بعد ذلك ، ويمكن أن
يكون بعد ذلك لم يطأ الارض ، بل وقف في الهوآء ، أو مراده أني لا اريد بعد


(1 و 2)في المصدر : ورحمة الله وبركاته .(3)امالى الصدوق : 165 و 166 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه