بحار الأنوار ج91

إلهي وكم من ظن حسن حققت ، ومن عدم إملاق جبرت ، ومن مسكنة فادحة
حولت ، ومن صرعة مهلكة أنعشت ، ومن مشقة أزحت ، لا تسأل يا سيدي عما
تفعل وهم يسألون ، ولا ينقصك ما أنفقت ولقد سئلت فأعطيت ولم تسأل فابتدأت
واستميح باب فضلك فما أكديت ، ابيت إلا إنعاما وامتنانا ، وإلا تطولا يا رب
وإحسانا ، وأبيت يا رب إلا انتهاكا لحرمات ، واجتراء على معاصيك ، وتعديا
لحدودك ، وغفلة عن وعيدك ، وطاعة لعدوي وعدوك ، لم يمنعك يا إلهي وناصري
إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك ، ولا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك .
اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد ، وأقر على نفسه بالتقصير
في أداء حقك ، وشهد لك بسبوغ نعمتك عليه وجميل عاداتك(1)عنده ، وإحسانك
إليه ، فهب لي يا إلهي وسيدي من فضلك ما أريده إلى رحمتك ، وأتخذه سلما
أعرج فيه إلى مرضاتك ، وآمن به من سخطك بعزتك وطولك ، وبحق محمد
نبيك والائمة صلوات الله عليه وعليهم فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب
وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد واجعلني لانعمك من الشاكرين
ولآلائك من الذاكرين .
إلهي وكم من عبد أمسى واصبح في كرب الموت ، وحشرجة الصدر ، والنظر
إلى ما تقشعر منه الجلود ، وتفزع إليه القلوب ، وأنا في عافية من ذلك كله فلك
الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد
واجعلني لانعمك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين .
إلهي وكم من عبد أمسى واصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين وعويل يتقلب
في غمه ، ولا يجد محيصا ولا يسيغ طعاما ولا يستعذب شرابا ولا يستطيع ضرا
ولا نفعا وهو في حسرة وندامة وأنا في صحة من البدن ، وسلامة من العيش ، وكل
ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل صل على محمد وآل
محمد واجعلني لانعمك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين .


(1)عادتك خ صح .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه