الذي يصل إليه البخار ويبقى على برودته الحاصلة ، وهي الطبقة الزمهريرية التي
تتكون فيها السحب والرعد والبرق والصواعق ، وخامستها طبقة الهواء الكثيف
المجاور للارض والماء ، وسادستها طبقة الماء ، وسابعتها طبقة الارض . وهو الترتيب
المختار عند بعض في تفسير قوله تعالى " الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض
مثلهن " بأن يكون المراد بالارض غير السماوات وما فيها . وقالوا : إن الزرقة
التي يظن الناس أنها لون السماء فإنها تظهر في كرة البخار ، لانه لما كان
الالطف منه أشد صعودا عن الاكثف كانت الاجزاء القريبة من سطح كرة البخار
أقل قبولا للضوء ، لكثرة البعدو اللطافة من الاجزاء القريبة من الارض ، ولهذا تكون
كالظلمة بالنسبة إلى هذه الاجزاء ، فيرى الناظر في كرة البخار لونا متوسطا بين
الظلام والضياء ، لان الناظر إذا رأى شيئا مظلما من خلف شئ مضئ رأى لونا
مخلوطا من الظلمة والضياء ، أو لان كرة البخار مستضيئة دائما بأشعة الكواكب
وماوراءها لعدم قبول الضوء كالمظلم بالنسبة إليها ، فإذا نفذ نور البصر من الاجزاء
المستنيرة بأشعة الكواكب ووصل إلى المظلم رأى الناظر مافوقه من الجو المظلم
بما يمازجه من الضياء الارضي والضياء الكوكبي لونا متوسطا بين الظلام والضياء
وهو اللون اللاجوردي ، كما إذا نظرنا من وراء جسم مشف أحمر مثلا إلى جسم
أخضر فإنه يظهر لنا لون مركب من الحمراء والخضرة ، وهذا اللون اللاجوردي
أشد الالوان مناسبة وتقوية بالنسبة إلى الابصار ، فظهوره للابصار إنما هو من
العناية الالهية ليكون للناظرين المتأملين في السماوات لذة ، وقوة للابصار في
النظر ، كما يكون لعقولهم لذة عقليه في التأمل فيها .
اقول : هذا ما قالوا في ذلك رجما بالغيب وأخذا بالظن ، والله يعلم حقائق
مخلوقاته وحججه الكرام عليهم السلام .