بحار الأنوار ج67

ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : ياعثمان إن الله تبارك وتعالى لم يكتب
علينا الرهبانية ، إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله .
ياعثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب ، وللنار سبعة أبواب ، أفما يسرك
أن لاتأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك آخذا بحجزتك ، يشفع لك إلى
ربك ؟ قال ، بلى ، فقال المسلمون : ولنا يارسول الله في فرطنا(1)ما لعثمان ؟
قال : نعم ، لمن صبر منكم واحتسب .
ثم قال : يا عثمان من صلى صلاة الفجر في جماعة ، ثم جلس يذكر الله عز
وجل حتى تطلع الشمس ، كان له في الفردوس سبعون درجة بعد ما بين كل درجتين
كحضر الفرس الجواد المضمر(2)سبعين سنة ، ومن صلى الظهر في جماعة كان له
في جنات عدن خمسون درجة ، ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين
سنة ، ومن صلى العصر في جماعة كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب
بيت يعتقهم ، ومن صلى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة وعمرة متقبلة ، ومن
صلى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر(3).
2 ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أبي الجوزا ، عن ابن علوان ، عن
عمر بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ليس في امتي رهبانية ولا سياحة ولازم يعني
سكوت(4).


(1)الفرط بالتحريك المتقدم القوم إلى الماء ليهيئ لهم الدلاء والرشاء ويدير
الحياض ويستقى لهم ، وهو فعل بمعنى فاعل ومنه الحديث أنا فرطكم على الحوض ويطلق
على مالم يدرك من الولد لانه كالفرط يقدم على باب الجنة يمهد لابويه أسباب الدخول
في الجنة .
(2)الحضر كقفل ارتفاع الفرس في عدوه ووثوبه ، والمضمر من الفرس ماروض
على العدو والوثوب حتى صار ضامرا قليل اللحم ، فهو أقدر على الوثبة والارتفاع .
(3)أمالي الصدوق ص 40 .
(4)الخصال ج 1 ص 68 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه