وفتحها وضم الخاء وفتحها فالاسناد على أكثر التقادير في الاوصاف على التوسع
والمجاز أو يقدر مضاف في السفه على بعض التقادير ، أو فاعل لقوله : يستطيل
أي صاحبه فتفطن ، وقيل : السفه قد يقابل الحكمة الحاصلة بالاعتدال في القوة
العقلية ، وهو وصف للنفس يبعثها على السخرية والاستهزاء والاستخفاف والجزع
والتملق وإظهار السرور عند تألم الغير ، والحركات الغير المنتظمة ، والاقوال
والافعال التي لا تشابه أقوال العقلاء وأفعالهم ، ومنشاؤه الجهل ، وسخافة الرأي
ونقصان العقل ، وقد يقابل الحلم بالاعتدال في القوة الغضبية ، وهو وصف للنفس
يبعثها على البطش والضرب والشتم والخشونة والتسلط والغلبة والترفع ومنشاؤه
الفساد في تلك القوة ، وميلها إلى طرف الافراط ، ولا يبعد أن ينشأ من فساد
القوة الشهوية أيضا انتهى .
وأقول : الظاهر أن المراد به مقابل الحلم كما مر في حديث جنود العقل
والجهل .
2 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبدالرحمن بن
الحجاج ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في رجلين يتسابان فقال : البادي منهما أظلم
ووزره ووزر صاحبه عليه ، ما لم يتعد المظلوم(1).
بيان : البادي منهما أظلم أي إن صدر الظلم عن صاحبه أيضا فهو أشد ظلما
لا بتدائه ، أو لما كان فعل صاحبه في صورة الظلم اطلق عليه الظلم مجازا مالم يتعد
المظلوم سيأتي الخبر في باب السباب(2)باختلاف في أول السند وفيه : ما لم يعتذر إلى
المظلوم . وعلى ما هنا كأن المعنى ما لم يتعد المظلوم ما ابيح له من مقابلته
فالمراد بوزر صاحبه الوزر التقديري ، ويؤيد ما هنا ما رواه مسلم في صحيحه عن
النبي صلى الله عليه واله قال : المتسابان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم ، قال الطيبي :
أي اللذين يشتمان كل منهما الاخر وما شرطية أو موصولة فعلى البادي جزاء أو
خبر أي إثم ما قالا على البادي إذا لم يعتد المظلوم فاذا تعدى يكون عليهما انتهى .
(1)الكافى ج 2 ص 322 .(2)مرفى الصفحة 163 .