بحار الأنوار ج95

اللهم إنك قلت في كتابك المنزل ، على لسان نبيك المرسل ، صلواتك
عليه ، وقولك حق شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وهذا شهر رمضان
قد تصرم ، فأسألك بوجهك الكريم وكلماتك التامة ، إن كان بقي على ذنب لم
تغفره لي أو تريد أن تعذبني عليه ، أو تقايسني به أن يطلع فجر هذه الليلة ، أو
ينصرم هذا الشهر إلا وقد غفرته لي يا أرحم الراحمين
اللهم لك الحمد بمحامدك كلها أولها وآخرها ، ما قلت لنفسك منها ، و
ماقاله لك الخلائق الحامدون المجتهدون المعدودون الموثرون في ذكرك ، و
الشكر لك ، الذين أعنتهم على أداء حقك من أصناف خلقك من الملائكة المقربين
والنبيين والمرسلين ، وأصناف الناطقين المسبحين لك من جميع العالمين ، على
أنك بلغتنا شهر رمضان ، وعلينا من نعمك وعندنا من قسمك وإحسانك وتظاهر
امتنانك ، فبذلك لك منتهى الحمد الخالد الدائم الراكد المخلد السرمد الذي
لا ينفد طول الابد ، جل ثناؤك أعنتنا عليه حتى قضيت عنا صيامه ، وقيامه
من صلاة ، وما كان منا فيه من بر أو نسك أو ذكر
اللهم فتقبله منا بأحسن قبولك ، وتجاوزك وعفوك وصفحك وغفرانك و
حقيقة رضوانك حتى تظفرنا فيه بكل خير مطلوب ، وجزيل عطاء موهوب ،
تؤمنا فيه من كل أمر مرهوب وذنب مكسوب ، اللهم إني أسألك بعظيم ما سألك
أحد من خلقك من كريم أسمائك ، وجزيل ثنآئك ، وخاصة دعائك ، أن تصلى
على محمد وآل محمد ، وأن تجعل شهرنا هذا أعظم شهر رمضان مر علينا منذ أنزلتنا
إلى الدنيا بركة في عصمة ديني وخلاص نفسي وقضاء حاجتي وتشفيعي في مسائلي
وتمام النعمة على ، وصرف السوء عني ، ولباس العافية لي ، وأن تجعلني برحمتك
ممن حزت له ليلة القدر ، وجعلتها له خيرا من ألف شهر في أعظم الاجر ، وكرائم
الذخر ، وطول العمر ، وحسن الشكر ، ودوام اليسر
اللهم وأسألك برحمتك وطولك وعفوك ونعمآئك وجلالك وقديم إحسانك
وامتنانك أن لا تجعله آخر العهد منا لشهر رمضان ، حتى تبلغناه من قابل على

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه