بحار الأنوار ج44

كذب معاوية وأتى بالمحال حتى ادعى عدم سماع ذلك ، قوله أنه قاتل رايته
أي راية معاوية ، قوله بأهدى من الاولى أي هي مثل الاولى راية شرك في
أنها راية شرك وكفر ، قوله أو يكون أمره حاصله أن هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وآله
إما إخبار أو أمر في صورة الخبر ، وعلى ما ذكرت من كونهم على الحق يلزم
على الاول كذب الرسول صلى الله عليه وآله وعلى الثاني مخالفة أمير المؤمنين عليه السلام لما أمره
به الرسول صلى الله عليه وآله .
أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : قال أبوالفرج الاصفهاني
كتب الحسن عليه السلام إلى معاوية مع جندب(1)بن عبدالله الازدي : من الحسن بن علي
أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان سلام عليكم فاني أحمد إليك الله الذي لا إله
إلا هو ، أما بعد فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين ، ومنة للمؤمنين
توفاه الله غير مقصر ولاوان ، بعد أن أظهر الله به الحق ، ومحق به الشر ، وخص
قريشا خاصة فقال له وإنه لذكر لك ولقومك (2)فلما توفي تنازعت سلطانه
العرب ، فقالت قريش ، : نحن قبيلته واسرته وأولياؤه ، ولا يحل لكم أن تنازعونا
سلطان محمد وحقه ، فرأت العرب أن القول ما قالت قريش ، وأن الحجة لهم في
ذلك على من نازعهم أمر محمد صلى الله عليه وآله ، فأنعمت لهم وسلمت إليهم .
ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب ، فلم تنصفنا قريش إنصاف
العرب لها ، إنهم أخذوا هذا الامر دون العرب بالانصاف والاحتجاج ، فلما صرنا
أهل بيت ممد وأولياؤه إلى محاجتهم ، وطلب النصف منهم ، باعدونا واستولوا بالاجتماع
على ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا ، فالموعد الله وهو المولي النصير .
ولقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في حقنا وسلطان نبينا وإن كانوا
ذوي فضيلة وسابقة في الاسلام ، وأمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين أن يجد
المنافقون والاحزاب في ذلك مغمزا يثلمونه به ، أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما
أرادوا من إفساده ، فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على أمر لست من


(1)في الاصل : حرب بن عبدالله ، وهو تصحيف .
(2)الزخرف : 44 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه