بحار الأنوار ج89

ففي اتباع ما جاء‌كم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين ، قال
(إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)(1)فجعل في اتباعه كل
خير يرجى في الدنيا والاخرة ، فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ، وسن
فيه السنن ، وضرب فيه الامثال ، وشرع فيه الدين ، إعذرا أمر نفسه وحجة
على خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما
يتقون ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وإن الله سميع عليم(2).
27 شى : عن أبي عبدالله مولى بني هاشم ، عن أبي سخيلة قال : حججت أنا و
سلمان الفارسي من الكوفة فمررت بأبي ذر فقال : انظروا إذا كانت بعدي فتنة وهي
كائنة فعليكم بخصلتين : كتاب الله وبعلي بن أبي طالب فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول لعلي عليه السلام : هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق
الاكبر ، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال
يعسوب المنافقين(3).
28 شى : عن الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
لا يرفع الامر(4)والخلافة إلى آل أبي بكر أبدا ، ولا إلى آل عمر ، ولا إلى
آل بني امية ، ولا في ولد طلحة والزبير أبدا ، وذلك أنهم بتروا القرآن
وأبطلوا السنن ، وعطلوا الاحكام .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى
واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الاحزان ، وعصمة من
الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الاخرة
وفيه كمال دينكم ، فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله للقرآن ، وما عدل أحد عن القرآن


(1)طه : 123 .
(2)تفسير العياشى ج 1 ص 7 .
(3)تفسير العياشى ج 1 ص 4 .
(4)اى لا يبلغهم وفى بعض النسخ لا يرجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه