بحار الأنوار ج66

وينقص بالمعصية ، بناء على أن العمل داخل فيه(1).
قوله تعالى(فمنهم)قال الطبرسي رحمه الله(2): أي من المنافقين(من يقول)
على وجه الانكار أي يقول بعضهم لبعض(أيكم زادته هذه)السورة(إيمانا)وقيل :
معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف : أيكم زادته هذه السورة إيمانا
أي يقينا وبصيرة(فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا)قال القاضي : بزيادة العلم الحاصل
من تدبر السورة ، وانضمام الايمان بها وبما فيها ، إلى إيمانهم(وهم يستبشرون)
بنزولها لانه سبب لزيادة كمالهم وارتفاع درجاتهم(فزادتهم رجسا إلى رجسهم)
أي كفرا بها مضموما إلى كفرهم بغيرها(وماتوا وهم كافرون)أي استحكم
ذلك فيهم حتى ماتوا عليه(3).
(وزدناهم هدى)في المجمع أي بصيرة في الدين ، ورغبة في الثبات عليه بالالطاف
المقوية لدواعيهم إلى الايمان(وربطنا على قلوبهم)أي شددنا عليها بالالطاف
والخواطر المقوية للايمان حتى وطنوا أنفسهم على إظهار الحق ، والثبات على الدين
واصبر على المشاق ومفارقة الوطن(4).
(ولما رأى المؤمنون الاحزاب)أي ولما عاين المصدقون بالله ورسوله
الجماعة الذين تحزبت على قتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع كثرتهم(قالوا)الخ فيه قولان :
أحدهما أن النبي صلى الله عليه وآله كان قد أخبرهم أنه يتظاهر عليهم الاحزاب ويقاتلونهم
ووعدهم الظفر بهم ، فلما رأوهم تبين لهم مصداق قوله ، وكان ذلك معجزا له
(وما زادهم)مشاهدة عدوهم(إلا إيمانا)أي تصديقا بالله ورسوله ، وتسليما
لامره ، والاخر أن الله وعدهم بقوله(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم
مثل الذين خلوا - إلى قوله - إن نصرالله قريب)ماسيكون من الشدة التي تلحقهم من


(1)أنوار التنزيل : 161 .
(2)مجمع البيان ج 5 : 84 والاية في براء‌ة : 124 .
(3)أنوار التنزيل : 182 .
(4)مجمع البيان ج 6 : 454 والاية في الكهف : 13 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه