بحار الأنوار ج22

14 - كا : جماعة من أصحابنا ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن
القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها
فلم تجده ، فظنت أنه قد قام إلى جاريتها ، فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه(1)
وهو ساجد باك يقول : " سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، أبوء إليك
بالنعم ، وأعترف لك بالذنب العظيم ، عملت سوء‌ا وظلمت نفسي فاغفر لي إن لا يغفر
الذنب العظيم إلا أنت ، أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، و
أعوذ برحتمك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، لا أبلغ مدحك والثناء عليك ، أنت كما
أثنيت على نفسك ، أستغفرك وأتوب إليك " فلما انصرف قال : يا عائشة لقد أوجعت
عنقي ، أي شي ء خشيت ؟ أن أقم إلى جاريتك(2)؟ ! .
أقول : قد مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة ، وفي باب أحوال
أولاده صلى الله عليه وآله في قصص مارية وأنها قذفها فنزلت فيها آيات الافك ، وسيأتي أكثر
أحوالها في قصة الجمل .
15 - ووجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان وأبا
ذر والمقداد وسألت علي بن أبي طالب عن ذلك(3)فقال : صدقوا ، قالوا : دخل
علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعائشة قاعدة خلفه ، والبيت غاص بأهله ، فيهم
الخمسة أصحاب الكساء ، والخمسة أصحاب الشورى ، ولم يجد مكانا فأشار إليه رسول
الله صلى الله عليه وآله ، ههنا ، يعني خلفه ، وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء ، فجاء علي عليه السلام
فقعد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين عائشة ، فغضبت عائشة وأقعت كما يقعي الاعرابي(4)
قد قدعته عائشة وغضبت وقالت : ما وجدت لاستك موضعا غير حجري ؟ فغضب رسول
الله صلى الله عليه وآله وقال : مه يا حميراء لا تؤذيني في أخي علي ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيد


(1)في المصدر : فوطئت عنقه .(2)فروع الكافى 1 : 89 .
(3)اى ما اقول بعد ذلك(4)اقعى الكلب : جلس على استه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه