بحار الأنوار ج48

بيان : الخبر مفسر في كتاب الروضة من هذا الكتاب وفي شرح روضة
الكافي .
52 مهج : باسناد صحيح عن عبدالله بن مالك الخزاعي قال : دعاني هارون
الرشيد فقال : ياأبا عبدالله كيف أنت وموضع السر منك ؟ فقلت : ياأمير المؤمنين
ماأنا إلا عبد من عبيدك فقال : امض إلى تلك الحجرة وخذ من فيها واحتفظ به
إلى أن أسألك عنه ، قال : فدخلت فوجدت موسى بن جعفر عليه السلام فلما رآني سلمت
عليه وحملته على دابتي إلى منزلي فأدخلته داري وجعلته مع حرمي وقفلت عليه
والمفتاح معي وكنت أتولى خدمته ، ومضت الايام فلم أشعر إلا برسول الرشيد
يقول : أجب أمير المؤمنين .
فنهضت ودخلت عليه وهو جالس وعن يمينه فراش وعن يساره فراش ، فسلمت
عليه فلم يرد غير أنه قال مافعلت بالوديعة ؟ فكأني لم أفهم ماقال فقال : مافعل
صاحبك ؟ فقلت : صالح ، فقال : امض إليه وادفع إليه ثلاثة آلاف درهم واصرفه إلى
منزله وأهله ، فقمت وهممت بالانصراف فقال لي : أتدري ماالسبب في ذلك وماهو ؟
قلت : لا ياأمير المؤمنين ، قال : نمت على الفراش الذي عن يميني فرأيت في منامي
قائلا يقول لي : ياهارون أطلق موسى بن جعفر فانتبهت فقلت : لعلها لما في نفسي منه
فقمت إلى هذا الفراش الآخر فرأيت ذلك الشخص بعينه وهو يقول : ياهارون
أمرتك أن تطلق موسى بن جعفر فلم تفعل ، فانتبهت وتعوذت من الشيطان ، ثم قمت
إلى هذا الفراش الذي أنا عليه وإذا بذلك الشخص بعينه وبيده حربة كأن أولها
بالمشرق وآخرها بالمغرب وقد أومأ إلي وهو يقول : والله ياهارون لئن لم تطلق
موسى بن جعفر لاضعن هذه الحربة في صدرك وأطلعها من ظهرك ، فأرسلت إليك
فامض فيما أمرتك به ولاتظهره إلى أحد فأقتلك فانظر لنفسك .
قال : فرجعت إلى منزلي وفتحت الحجرة ودخلت على موسى بن جعفر عليه السلام
فوجدته قد نام في سجوده فجلست حتى استيقظ ورفع رأسه وقال : ياأبا عبدالله افعل
ماامرت به ، فقلت له : يامولاي سألتك بالله وبحق جدك رسول الله هل دعوت الله

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه