بحار الأنوار ج22

بيان : آسى ، أي أحزن . وثوى بالمكان : أقام به . رزئنا على بناء المجهول
من قولهم : رزأته مصيبة ، أي أصابته ، وما رزأته ماله بالكسر والفتح ، أي ما نقصته
والرزء بالضم : المصيبة ، وربما يقرأ على بنآء المعلوم من قولهم ، رزأت الرجل
أي أصبت منه خيرا ، والاول أنسب ، وقوله : من الردى ، متعلق بحيينا بتضمين
معنى النجاة . والردى : الهلاك . من دون أهله كأنه وضع الظاهر موضع الضمير
أي كان لنا كالحصن من دوننا يمنع وصول الاذى إلينا ، ومن غير سائر أهله . وقوله :
معقل ، كأنه حال ، والمعقل : الملجأ . والحرز : الموضع الحصين . والعدى جمع
العدو وهو جمع لا نظير له ، والمرأى : المنظر . وقوله : صباح مساء ، ظرف وصباح
مبني ، ومساء قد يكون معربا ، وقد يكون مبنيا ، واعرب هنا للوزن .
قال الرضي رحمه الله : أصله صباحا فمساء ، أي كل صباح ، وكل مساء
والفاء يؤدي معنى العموم ، كما في قولك : انتظرته ساعة فساعة ، أي كل ساعة
إذ فائدة الفاء التعقيب ، فيكون المعنى يوما ويوما عقيبه بلا فصل إلى مالا يتناهى
فاقتصر على أول مراتب التكرار كما في قوله تعالى : " فارجع البصر كرتين(1)"
ولبيك ، أوأصله صباحا بعد مساء . والدجى جمع الدجية ، وهي الظلمة .
والجوانح : الاضلاع التي تحت الترائب ، وهي مما يلي الصدر ، الواحدة
جانحة ، والحشا ما اضطمت عليه الضلوع ، ولعل ضم الجوانح والحشا كناية
عن الموت كما قيل ، أو المعنى خير جميع الناس ، فإن كل إنسان له جوانح وحشا
منضمين ، والترب بالضم : التراب ، والثرى : التراب الندي وقوله : قد سما ، فاعله
الموج ، والرحب بالضم : السعة . والباء بمعنى مع . والصدع : الشق . والصفا : الحجر
الصلب ، والشعب : الصدع في الشئ وإصلاحه ، وهو المراد هيهنا . وقوله عليه السلام :
لا شعب استيناف ، كأن سائلا سأل هل يمكن إصلاح الشعب ؟ فأجاب بعدم الامكان .
واستقلال الامر : عده قليلا . ومصيبة تميز أو حال . والوهي : الكسر . والضمير
في يهيجه راجع إلى العظم . والواو في قوله : وفي كل وقت للحال .


(1)الملك : 4 ، والصحيح : ثم ارجع .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه