بحار الأنوار ج55

أقول : ثم ذكر وجوها اخرى لاطائل تحتها ، وفيما نقل عنه أيضا مخالفات
لاصول المسلمين ومناقشات لايخفى على المتدبرين .
(هو الذي جعل الشمس ضياء)قال البيضاوي : أي ذات ضياء ، وهو مصدر
كقيام ، أو جمع ضوء كسياط وسوط ، والياء فيه منقلبة عن الواو ، وعن ابن كثير
(ضئاء)بهمزتين في كل القرآن على القلب بتقديم اللام على العين(والقمر نورا)
أي ذانور ، أو سمي نورا للمبالغة وهو أعم من الضوء ، وقيل : ما بالذات ضوء و
ما بالعرض نور ، وقد نبه سبحانه بذلك على أنه خلق الشمس نيرة بذاتها(1)و
القمر نيرا بعرض مقابلة الشمس(2)(وقدره منازل)الضمير لكل واحد أي
قدر مسير كل واحد منهما منازل ، أو قدره ذا منازل ، أو للقمر ، وتخصيصه بالذكر
لسرعة سيره ومعاينة منازله وإناطة أحكام الشرع به ، ولذلك علله(3)بقوله(لتعلموا
عدد السنين والحساب)أي حساب الاوقات من الاشهر والايام في معاملاتكم و
تصرفاتكم(ما خلق الله ذلك إلا بالحق)إلا متلبسا بالحق مراعيا فيه مقتضى
الحكمة البالغة(يفصل الآيات لقوم يعلمون)فإنهم المنتفعون بالتأمل فيها(4)
(انتهى).
(إن في اختلاف الليل والنهار)أي مجيئ كل منهما خلف الآخر ، أو
اختلافهما بالزيادة والنقصان المستلزم لحصول الفصول الاربعة(وما خلق الله في
السماوات والارض))أي من الكواكب والملائكة والمواليد وأنواع الارزاق و
النعم(لآيات)أي دلالات على وجود الصانع تعالى وعلمه وقدرته وحكمته و
لطفه ورحمته(لقوم يتقون)الشرك والمعاصي ، فإنهم المنتفعون بها .(هو الذي
جعل لكم الليل لتسكنوا فيه)أي لسكونكم وراحتكم وراحة قواكم من التعب


(1)في المصدر : في ذاتها .
(2)في المصدر : مقابلة الشمس والاكتساب منها .
(3)في المصدر : علل .
(4)انوار التنزيل : ج 1 ، ص 529 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه