بحار الأنوار ج42

10 - فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن سليمان بن يسار قال : رأيت
ابن عباس لما توفي أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة وقد قعد على المسجد محتبيا(1)و

وضع فرقه على ركبتيه وأسند يده تحت خده وقال : أيها الناس إني قائل فاسمعوا
من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، سمعت عن رسول الله يقول : إذا مات أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب واخرج من الدنيا ظهرت في الدنيا خصال لا خير فيها ، فقلت : وما
هي يا رسول الله ؟ فقال : تقل الامانة ، وتكثر الخيانة حتى يركب الرجل الفاحشة
وأصحابه ينظرون إليه ، والله لتضايق الدنيا بعده بنكبة ، ألا وإن الارض لم تخل(2)
مني مادام علي بن أبي طالب حيا في الدنيا بقية من بعدي ، علي في الدنيا عوض
مني بعدي(3)علي كجلدي ، علي لحمي ، علي عظمي ، علي كدمي ، علي عروقى
علي أخي ووصيي في أهلي ، وخليفتي في قومي ، ومنجز عداتي ، وقاضي ديني ، قد
صحبني علي في ملمات أمري ، وقاتل معي أحزاب الكفار ، وشاهدني في الوحي
وأكل معي طعام الابرار ، وصافحه جبرئيل عليه السلام مرارا نهارا جهارا(4)وشهد
جبرئيل وأشهدني أن عليا عليه السلام من الطيبين الاخيار ، وأنا اشهدكم معاشر
الناس لا يتسائلون(5)من علم آمركم مادام علي فيكم ، فإذا فقدتموه فعند ذلك
تقوم الآية : " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة " صدق الله وصدق
نبي الله(6).


(1)احتبى بالثوب : اشتمل به . جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها وفي المصدر : وقد
قعد في المسجد .
(2)في المصدر : لا تخل .
(3)" : عوض من بعدى .
(4)في المصدر بعد ذلك : وقبل جبرئيل خد على اليسار اه‍ .
(5)في المصدر : لا نتساء‌لون .
(6)تفسير فرات : 51 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه