بحار الأنوار ج72

مسحاتي وأنشأت أقول :
لقد خاب من غرته دنيا دنية * وما هي إن غرت قرونا بنائل
أتتنا على زي العزيز بثينة * وزينتها في مثل تلك الشمائل
فقلت لها غري سواي فانني * عزوف عن الدنيا ولست بجاهل
وما انا والدنيا فان محمدا * احل صريعا بين تلك الجنادل
وهبها أتتني بالكنوز ودرها * وأموال قارون وملك القبائل
أليس جميعا للفناء مصيرها * ويطلب من خزانها بالطوائل
فغري سواي إنني غير راغب * بما فيك من ملك وعز ونائل
فقد قنعت نفسي بما قد رزقته * فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل
فاني أخاف الله يوم لقائه * واخشى عذابا دائما غير زائل
فخرج من الدنيا وليس في عنقه تبعة لاحد حتى لقي الله محمود غير ملوم
ولا مذموم ، ثم اقتدت به الائمة من بعده بما قد بلغكم لم يتلطخوا بشئ من
بوائقها عليهم السلام أجمعين وأحسن مثواهم .
ولقد وجهت إليك بمكارم الدنيا والاخرة ، وعن الصادق المصدق رسول
الله صلى الله عليه واله فان أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب
والخطايا كمثل اوزان الجبال ، وأمواج البحار ، رجوت الله أن يتحامى عنك جل
وعز بقدرته(1).
يا عبدالله إياك أن تخيف مؤمنا فان أبي محمد بن علي حدثني ، عن أبيه ، عن
جده علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه كان يقول : من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها
أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله ، وحشره في صورة الذر لحمه وجسده وجميع أعضائه
حتى يورده مورده ، وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله
أنه قال : من أغاث لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله ، وآمنه يوم
الفزع الاكبر ، وآمنه من سوء المنقلب ، ومن قضى لاخيه المؤمن حاجة قضى الله


(1)ذكر القصة الكيدرى في أنوار العقول مع أشعاره عليه السلام في قافية اللام
وفى الابيات اختلاف يسير .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه