بحار الأنوار ج13

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : سباق الامم ثلاثة ، لم يكفروا بالله طرفة
عين : خربيل(1)مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب ياسين ، وعلي بن أبي طالب
عليه السلام وهو أفضلهم .
قالوا : فجاء خربيل(2)فاختصر طريقا قريبا حتى سبق الذباحين إليه وأخبره
بما هم به فرعون ، فذلك قوله تعالى : " وجاء رجل من أقصى المدينة " الآية ، فتحير موسى
ولم يدر أين يذهب ، فجاء ملك على فرس بيده عنزة فقال له : اتبعني ، فاتبعه فهداه
إلى مدين .

وعن ابن عباس أنه خرج من مصر إلى مدين وبينهما مسيرة ثمان ليال ، ويقال :
نحو من كوفة إلى البصرة ، ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر ، فما وصل إليها متى وقع
خف قدميه ، وإن خضرة البقل تتراء‌ى من بطنه . قالت العلماء : لما انتهى موسى إلى أرض
مدين في ثمان ليال نزل في أصل شجرة ، وإذا تحتها بئر ، وهي التي قال الله تعالى : " ولما
ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان " أي
تحبسان أغنامهما ، فقال لهما : " ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء " لانا امرأتان
ضعيفتان ، لا نقدر على مزاحمة الرعاء ، فإذا سقوا مواشيهم سقينا أغنامنا من فضول حياضهم
" وأبونا شيخ كبير " تعنيان شعيبا .
وعن ابن عباس قال : اسم أب امرأة موسى الذي استأجره يثرون صاحب مدين
ابن أخي شعيب عليه السلام واسم إحدى الجاريتين ليا ويقال حنونا ، واسم الاخرى صفوراء
وهي امرأة موسى ، فلما قالتا ذلك رحمهما ، وكان هناك بئر وعلى رأسها صخرة ، وكان نفر
من الرجال يجتمعون عليها حتى يرفعوها عن رأسها ، وقيل : إن تلك البئر غير البئر التي
يستقي منها الرعاء ، قالوا : فرفع موسى الصخرة عن رأسها وأخذ دلوا لهما فسقى لهما
أغنامهما ، فرجعتا إلى أبيهما سريعا قبل الناس ، وتولى موسى إلى ظل الشجرة فقال :
" رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " .
فقال ابن عباس : لقد قال ذلك موسى عليه السلام ولو شاء إنسان أن ينظر إلى خضرة


(1 و 2)في المصدر : حزقيل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه