بحار الأنوار ج10

هرولة البعير إذا نفر ؟ من فكر في هذا وقدر علم أنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل
فإنك رأس هذا الامر وسنامه ، وأبوك اسه ونظامه .
فقال له الصادق عليه السلام : إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم
يستعذبه ، وصار الشيطان وليه وربه ، ويورده موارد الهلكة(1)ولا يصدره ، وهذا
بيت استعبدالله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله
قبلة للمصلين له ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء
الكمال ، ومجمع العظمة والجلال ، خلقه الله تعالى قبل دحو الارض بألفي عام ، فأحق
من اطيع فيما أمر وانتهى عما زجر الله المنشئ للارواح والصور .
فقال له ابن أبي العوجاء : ذكرت أبا عبدالله فأحلت على غائب . فقال الصادق عليه السلام :
كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ،
يسمع كلامهم ، ويعلم أسرارهم ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، ولا يكون
من مكان أقرب من مكان ، يشهد له بذلك آثاره ، ويدل عليه أفعاله ، والذي بعثه
بالآيات بالمحكمة والبراهين الواضحة محمد صلى الله عليه وآله جاء‌نا بهذه العبادة فإن شككت في
شئ من أمره فسل عنه او ضحه لك .
قال : فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدرما يقول ، وانصرف من بين يديه ، فقال
لاصحابه : سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة .(2)
فقالوا له : اسكت فوالله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك ، وما رأينا أحقر منك
اليوم في مجلسه .
فقال : أبي تقولون هذا ؟ إنه ابن من حلق رؤوس من ترون وأومأ بيده إلى
أهل الموسم .(3)


(1)في المصدر : يورده مناهل الهلكة .
(2)في المصدر : سألتكم أن تلتمسوا لى خمرة فالقيتمونى على جمرة .
(3)الارشاد : 300 . وأخرجه المصنف عن الاحتجاج وعن الامالى والعلل والتوحيد في
باب اثبات الصانع ، وله ذيل راجع ج 3 ص 33 35 . وأخرجه الكراجكى في كنز الفوائد ص 220
باسناده عن أبى الحسن محمد بن احمد بن على بن الحسن بن شاذان القمى رضى الله عنه عن خال امه
ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه