بحار الأنوار ج23

فثبت أن هؤلاء الاربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا
مخصوصين بمزيد التعظيم ، ويدل عليه وجوه :
الاول قوله تعالى : " إلا المودة في القربى " ووجه الاستدلال به ما سبق .
الثاني : لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحب(1)فاطمة ، قال صلى الله عليه وآله : " فاطمة
بضعة منى يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه وآله أنه كان يحب
عليا والحسن والحسين عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الامة مثله ، لقوله
تعالى : " فاتبعوه لعلكم تفلحون "(2)ولقوله تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن
أمره(3)" ولقوله : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله(4)" ولقوله
سبحانه : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله(5)" .
الثالث : أن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة
التشهد في الصلوات وهو قوله : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم محمدا وآل
محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب
آل محمد واجب .
وقال الشافعي :
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض


(1)ولم يكن حبه صلى الله عليه وآله لها ولعلى عليه السلام وابنيه حبا طبيعيا كحب
الاباء الابناء والاصهار ، بل كان حبا ناشئا عن ميز خلقى ومزية شرعى فيهم ، ويكشف عن
ذلك انه صلى الله عليه وآله اطلق في حق فاطمة عليها السلام قوله : انه يؤذيه ما يؤذيها ، و
قوله في حق على عليه السلام : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره
واخذل من خذله . وغير ذلك مما ورد في حقهم عليهم السلام .
(2)لم نجدها في المصحف الشريف بهذا اللفظ والموجود في سورة الاعراف : 158 :
واتبعوه لعلكم تهتدون .
(3)النور : 63 .
(4)آل عمران : 31 .
(5)الاحزاب : 21 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه