بحار الأنوار ج75

وقال عليه السلام : كفاك من لسانك ما أوضح لك سبيل رشدك من غيك .
8 - د : روي أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال للحسن عليه السلام : قم فاخطب لاسمع
كلامك فقام وقال : الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه ، ومن سكت علم ما في
نفسه ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه معاده ، وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين وسلم .
أما بعد فإن القبور محلتنا ، والقيامة موعدنا ، والله عارضنا ، وإن عليا باب من
دخله كان آمنا ، ومن خرج منه كان كافرا ، فقام إليه عليه السلام فالتزمه وقال : بأبي أنت
وامي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
9 - د : اعتل أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة فخرج الحسن عليه السلام يوم الجمعة
فصلى الغداة بالناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله ، ثم قال : إن الله
لم يبعث نبيا إلا اختار له نفسا ورهطا وبيتا والذي بعث محمدا بالحق لا ينقص أحد
من حقنا إلا نقصه الله من علمه ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا عاقبة ،
ولتعلمن نبأه بعد حين .
10 - د : قال مولينا الحسن عليه السلام : إن الله عزوجل أدب نبيه أحسن
الادب فقال : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين(1) فلما وعى
الذي أمره قال تعالى : ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا(2)
فقال لجبرئيل عليه السلام : وما العفو ؟ قال : أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ،
وتعفو عمن ظلمك ، فلما فعل ذلك أوحى الله إليه إنك لعلى خلق عظيم(3) .
وقال : السداد دفع المنكر بالمعروف ، والشرف اصطناع العشيرة وحمل
الجريرة ، والمروة العفاف وإصلاح المرء ماله ، والرقة النظر في اليسير ومنع
الحقير ، واللؤم إحراز المرء نفسه وبذله عرسه ، السماحة البذل في العسر واليسر ،
الشح أن ترى ما في يديك شرفا ، وما أنفقته تلفا ، الاخاه الوفاء في الشدة


(1)الاعراف : 199 .(2)الحشر : 7 .
(3)القلم : 4 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه