بحار الأنوار ج72

بيان : قوله : ولم يقتلنا خطأ إما تأكيد أو لاخراج شبه العمد ، فانه
عمد من جهة وخطأ من اخرى .
42 - كا : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن
نصر بن صاعد مولى أبي عبدالله عليه السلام عن أبيه ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
مذيع السر شاك وقائله عند غير أهله كافر ، ومن تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج
قلت : ماهو ؟ قال : التسليم(1).
بيان : مذيع السر شاك كأن المعنى مذيع السر عند من لايعتمد عليه
من الشيعة شاك ، أي غير موقن فان صاحب اليقين لا يخالف الامام في شئ ، ويحتاط
في عدم ايصال الضرر إليه ، أو أنه إنما يذكره له غالبا لتزلزله فيه وعدم التسليم
التام ، ويمكن حمله على الاسرار التي لا تقبلها عقول عامة الخلق ، وما سيأتي
على مايخالف أقوال المخالفين ، وقيل : الاول مذيع السر عند مجهول الحال
والثاني عند من يعلم أنه مخالف قلت : ماهو أي ماالمراد بالتمسك بالعروة
الوثقى ؟ قال : التسليم للامام في كل مايصدر عنه مما تقبله ظواهر العقول أو لا تقبله
ومما كان موافقا للعامة أو مخالفا لهم وإطاعتهم في التقية وحفظ الاسرار وغيرهما .
43 - كا عن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن رجل من الكوفيين
عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إن الله عزوجل جعل الدين
دولتين : دولة آدم ، وهي دولة الله ، ودولة إبليس ، فإذا أراد الله أن يعبد علانية
كانت دولة آدم ، وإذا أراد أن يعبد في السر كانت دولة إبليس ، والمذيع لما أراد
الله ستره مارق من الدين(2).
بيان : جعل الدين دولتين قيل : المراد بالدين العبادة ، ودولتين
منصوب بنيابة ظرف الزمان ، والظرف مفعول ثان لجعل ، والدولة نوبة ظهور
حكومة حاكم عادلا كان أو جائرا ، والمراد بدولة آدم دولة الحق الظاهر الغالب
كما كان لادم عليه السلام في زمانه فانه غلب على الشيطان وأظهر الحق علانية ، فكل


(1)الكافي ج 2 ص 371 .(2)الكافى ج 2 ص 372 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه