الخلائق بشئ إلا جاءت به الريح فأخبرتك . وقال مقاتل : نسجت الشياطين لسليمان عليه السلام
بساطا فرسخا في فرسخ ، ذهبا في أبريسم ، وكان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط
فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة ، فيقعد الانبياء على كراسي الذهب
والعلماء على كراسي الفضة ، وحولهم الناس ، وحول الناس الجن والشياطين وتظله
الطير بأجنحتها حتى لاتقع عليه الشمس ، وترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح
إلى الرواح ، ومن الرواح إلى الصباح .(1)
أقول : روى ابن شهر آشوب في البيان الخبر الثاني مختصرا ، وزاد فيه : وله تخت
من عاج ميل في ميل ، وروى ذلك كله في عدة الداعي وزاد في آخره : فيحكى أنه مر
بحراث فقال : لقد أوتي ابن داود ملكا عظيما ، فألقاه الريح في أذنه فنزل ومشى إلى
الحراث وقال : إنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه ، ثم قال : لتسبيحة واحدة
يقبلها الله تعالى خير مما أوتي آل داود ، وفي حديث آخر : لان ثواب التسبيحة يبقى ،
وملك سليمان يفنى .(2)
24 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبي الحسن
الاسدي ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة بعد
عتمة وهو يقول : همهمة همهمة ، وليلة مظلمة ، خرج عليكم الامام عليه قميص آدم ، وفي
يده خاتم سليمان ، وعصا موسى .(3)
25 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن سيف ، عن بعض أصحابنا ،
عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : قلت له : إنهم يقولون في حداثة سنك ، فقال : إن الله
تبارك وتعالى أوحى إلى داود عليه السلام أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم ، فأنكر
ذلك عباد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى الله تعالى أن خذ عصي المتكلمين وعصا سليمان
واجعلها في بيت واختم عليها بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت
(1)مجمع البيان 7 : 215 .
(2)عدة الداعي : 191 و 192 ، وفيه : كان معسكره مائة فرسخ في مائة فرسخ ، وفيه أيضا :
وحوله ستمائة الف كرسي من ذهب وفضة .
(3)اصول الكافي 1 : 231 و 232 .