بحار الأنوار ج44

هاشم في الجاهلية والاسلام ، وقد هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا من شعر فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إني لا احسن الشعر ولا ينبغي لي أن أقوله ، فالعن عمرو بن
العاص بكل بيتألفلعنة .
ثم أنت يا عمرو المؤثر دنيا غيرك على دينك أهديت إلى النجاشي الهدايا ، ورحلت
إليه رحلتك الثانية ، ولم تنهك الاولى عن الثانية كل ذلك ترجع مغلولا حسيرا
تريد بذلك هلاك جعفر وأصحابه ، فلما أخطأك ما رجوت وأملت أحلت على صاحبك
عمارة بن الوليد .
وأما أنت يا وليد بن عقبة ، فو الله ما ألومك أن تبغض عليا وقد جلدك في
الخمر ثمانين ، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر ، أم كيف تسبه فقد سماه الله مؤمنا
في عشر آيات من القرآن ، وسماك فاسقا ، وهو قول الله عزوجل أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون (1)وقوله إن جاء‌كم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا
قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (2)وما أنت وذكر قريش ، وإنما
أنت ابن عليج من أهل صفورية يقال له : ذكوان(3).
وأما زعمك أنا قتلنا عثمان ، فو الله ما استطاع طلحة والزبير وعائشة أن
يقولوا ذلك لعلي بن أبي طالب ، فكيف تقوله أنت ؟ ولو سألت امك من أبوك إذ


(1)السجدة : 18 .(2)الحجرات : 6 .
(3)قال ابن الجوزى في التذكرة ص 118 في ذكر القصة : انه لما كان الوليد بن
عقبة واليا على الكوفة سنة 26 صلى يوما بهم وهو سكران الفجر أربعا ، فجاء الناس إلى
عثمان وشهدوا عنده أنه شرب الخمر ، فرمى عثمان السوط إلى على وقال له حده ، فقال على
لولده الحسن قم فحده ، فامتنع الحسن وقال ليتولى حارها من تولى قارها ، فقال لعبد الله
ابن جعفر قم فاجلده فامتنع توقيا لعثمان ، فأخذ السوط على عليه السلام نفسه ودنا من الوليد
فجلده أربعين(أقول لعله كان السوط ذا ذنبين فصار ثمانين).
فلما سبه الوليد قال له عقيل بن أبى طالب وكان حاضرا : يا فاسق ما تعلم من أنت ؟ :
ألست علجا من أهل صفورية قرية بين عكا واللجون من أعمال الاردن كان أبوك يهوديا منها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه