بحار الأنوار ج5

قال العلامة رحمه الله في شرحه على التجريد : السعر هو تقدير العوض الذي
يباع به الشئ ، وليس هو الثمن ولا المثمن ، وهو ينقسم إلى رخص وغلاء ، فالرخص
هو السعر المنحط عما جرت به العادة مع اتحاد الوقت والمكان ، والغلاء زيادة السعر
عما جرت به العادة مع اتحاد الوقت والمكان ، وإنما اعتبرنا الزمان والمكان لانه
لا يقال : إن الثلج قد رخص سعره في الشتاء عند نزوله لانه ليس أوان سعره ، ويجوز
أن يقال : رخص في الصيف إذا نقص سعره عما جرت عادته في ذلك الوقت ، ولا يقال :
رخص سعره في الجبال التي يدوم نزوله فيها لانها ليست مكان بيعه ، ويجوز أن يقال :
رخص سعره في البلاد التي اعتيد بيعه فيها ، واعلم أن كل واحد من الرخص والغلاء
قد يكون من قبله تعالى بأن يقلل جنس المتاع المعين ، ويكثر رغبة الناس إليه فيحصل
الغلاء لمصلحة المكلفين ، وقد يكثر جنس ذلك المتاع ويقلل رغبة الناس إليه تفضلا
منه وإنعاما ، أو لمصلحة دينية فيحصل الرخص ، وقد يحصلان من قبلنا بأن يحمل
السلطان الناس على بيع جميع تلك السلعة بسعر غال ظلما منه أو لاحتكار الناس ،
أو لمنع الطريق خوف الظلمة ، أو لغير ذلك من الاسباب المستند إلينا فيحصل الغلاء ،
وقد يحمل السلطان الناس على بيع السلعة برخص ظلما منه ، أو يحملهم على بيع ما في
أيديهم من جنس ذلك المتاع فيحصل الرخص .

(باب 6)

(السعادة والشقاوة والخير والشر وخالقهما ومقدرهما)

الايات ، هود " 11 " فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها
زفير وشهيق * " إلى قوله تعالى " : وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها .
الآية 105 - 108 .
المؤمنين " 23 " ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون . قالوا ربنا
غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين 105 - 106 .
الزمر " 39 " وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه