بحار الأنوار ج66

في أعظم فرائضه(الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم)في التوحيد والاحتجاج
والعياشي عن أميرالمؤمنين عليه السلام يوقنون أنهم يبعثون ، والظن منهم يقين ، وقال
عليه السلام : اللقاء البعث والظن ههنا اليقين(1)وفي تفسير الامام عليه السلام
يقدرون ويتوقعون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم كرامته لعباده(وأنهم
إليه راجعون)إلى كرامته ونعيم جناته ، قال : وإنما قال : يظنون لانهم
لايدرون بماذا يختم لهم لان العاقبة مستورة عنهم ، لايعلمون ذلك يقينا لانهم
لايأمنون أي يغيروا أو يبدلوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لايزال المؤمن خائفا من
سوء العاقبة ولا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور
ملك الموت له .
(وإذ أخذنا)(2)قال الامام : أي واذكروا إذ أخذنا(ميثاق بني إسرائيل)
عهدهم المؤكد عليهم(لاتعبدون إلا الله)لاتشبهوه بخلقه ولا تجوروه في حكمه
ولاتعملوا ما يراد به وجهه ، تريدون به وجه غيره ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
من شغلته عبادة الله عن مسألته أعطاه أفضل ما يعطي السائلين ، وقال الصادق عليه السلام :
ما أنعم الله على عبد أجل من أن يكون في قلبه مع الله غيره .
(وبالوالدين إحسانا)وأن تحسنوا بهما إحسانا مكافاة عن إنعامهما عليهم
وإحسانهما إليهم واحتمال المكروه الغليظ فيهم لترفيههم وقال الامام عليه السلام :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل والديكم وأحقهما بشكركم محمد وعلي وقال علي
ابن أبيطالب عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا وعلي أبوا هذه الامة
ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم ، فانا ننقذهم إن أطاعونا من النار
إلى دارالقرار ، ونلحقهم من العبودية بخيار الاحرار . أقول : وهذا أحد وجوه
كون المؤمنين إخوة .
(وذي القربى)أي وأن تحسنوا بقراباتهما لكرامتهما ، وقال أيضا : هم


(1)الاحتجاج ص 128 و 132 ، - تفسير العياشى ج 1 ص 44 .
(2)البقرة : 83 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه