لا يوافقه شئ منهما . والدراهم في الجملة خير من الدنايز ، فقد يكون الدينار
الواحد والدرهم الواحد يكون ولدا صغيرا .
انتهى ما أخرجناه من كتبهم المعتبرة عندهم ، ولا يعتمد على أكثرا ، لابتنائها
على مناسبات خفية وأوهام ردية ، والاخبار التي رووها أكثرها غير ثابتة . وقد جرت
التجربة في كثير منها على خلاف ما ذكروه ، فكثيرا ما رأينا ماء صافيا فأصبنا علما
ودخلنا بستانا أخضر فأصبنا معرفة ، ووجدنا الحية دنيا كما شبه أمير المؤمنين عليه السلام
الدنيا بها : فإنها لين لمسها ، وفي جوفها السم الناقع ، يهوي إليها الصبي الجاهل
ويهرب منها الفطن العاقل . وكثيرا ما ترى العذرة في المنام يقع على الانسان أو يتلوث
يده بها فيصيب مالا ، وسقوط الاسنان العليا لموت أقارب الاب ، والسفلى لاقارب الام
وكسر الظهر لفوت الاخ ، كما قال سيد الشهداء عليه السلام حين استشهد العباس
- قدس الله روحه - : الآن انكسر ظهري . وكثيرا ما يرى الانسان أنه يدخل الحمام .
فيوفق لزيارة أحد الائمة عليهم السلام فإنها موجبة لتطهير الارواح عن لوث الخطايا
والذنوب ، كالحمام لتطهير الاجساد . وتناثر النجوم لكثرة فوت العلماء ولذا سموا
ابتداء الغيبة الكبرى سنة تناثر النجوم ، لفوت كثير من أكابر العلماء فيها كالكليني
وعلي بن بابويه والسمري آخر السفراء وغيرهم - رضي الله عنهم - .
ثم إنها تختلف كثيرا باختلاف الاشخاص والاحوال والازمان ، ولذا كان هذا
العلم من معجزات الانبياء والاولياء(1)عليهم السلام وليس لغير هم من ذلك إلا حظ يسير
لا يسمن ولا يغني من جوع .
وأما أضغاث الاحلام الناشئة من الاغذية الردية والاخلاط البدنية فهي كثيرة
معلومة بالتجارب ، ولقد أتي رجل والدي - قدس سره - فزعا مهموما وقال : رأيت
الليلة أسدا أبيض في عنقه حية سوداء يحملان علي ويريدان قتلي ، فقال والدي
- رحمه الله - : لعلك أكلت البارحة طعام الاقط مع رب الرمان ؟ قال : نعم ، قال :
لابأس عليك ، الطعامان المؤذيان صورالك في المنام . وأمثال ذلك كثيرة جربها كل
إنسان من نفسه ، والله ولي التوفيق .
(1)في بعض النسخ ، الاوصياء .