بحار الأنوار ج18

قال الطبرسى رحمه الله : قال مقاتل : افتخر رجلان من الاوس والخزرج : ثعلبة بن
غنم بن الاوس ، وأسعد بن زرارة من الخزرج ، فقال الاوسي : منا خزيمة بن ثابت
ذو الشهادتين ، ومنا حنظلة غسيل الملائكة ، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمى الديار(1)،
ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن له ، ورضي الله بحكمه في بني قريظة ، وقال
الخزرجي : منا أربعة أحكموا القرآن : ابي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ،
وأبوزيد ، ومنا سعد بن عبادة خطيب الانصار ورئيسهم ، فجرى الحديث بينهما تعصبا و
تفاخرا(2)، وناديا فجاء الاوس إلى الاوسي ، والخزرج إلى الخزرجي ، ومعهم السلاح
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فركب حمارا وأتاهم فأنزل الله هذه الآيات ، فقرأها عليهم
فاصطلحوا(3).
قوله تعالى : " من أنفسهم " قال البيضاوي : من نسبهم ، أو من جنسهم عربيا مثلهم
ليفهموا كلامه بسهولة ، ويكونوا واقفين على حاله في الصدق والامانة مفتخرين به ، و
قرئ ؟ ؟ " من أنفسهم " أي من أشرفهم ، لانه صلى الله عليه وآله كان من أشرف القبائل " ويزكيهم "
يطهرهم من دنس الطبائع وسوء العقائد والاعمال " وإن كانوا " إن هي المخففة(4).
" ما أصابك من حسنة " من نعمة " فمن الله " أي تفضلا منه " وماأصابك من سيئة " من
بلية " فمن نفسك " لانها السبب فيها لاجتلابها بالمعاصي(5).
قال الطبرسي : قيل : خطاب للنبي صلى الله عليه وآله والمراد به الامة ، وقيل : خطاب
للانسان ، أي ما أصابك أيها الانسان(6).
قوله ، " حفيظا " أي تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها ، إنما عليك البلاغ و


(1)في المصدر : حمى الدين .
(2)في المصدر : فغضبا وتفاخرا .
(3)مجمع البيان 2 : 482 .
(4)أنوار التنزيل 1 : 242 .
(5)أنوار التنزيل 1 : 289 .
(6)مجمع البيان 3 : 79 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه