بحار الأنوار ج85

التبرع عنه ، ولما كان الشهيد قدس الله روحه في الذكرى بسط في ذلك الكلام ، و
وفى حق المقام ، نذكر ما أفاده ، قال طيب الله رمسه :
قال الفاضل : أما الدعاء والاستغفار والصدقة ، والواجبات التي تدخلها النيابة
فاجماع ، قال الله : " والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين
سبقونا بالايمان "(1)وقال تعالى : " واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات "(2)
وقد سبق في الدعاء للميت عن النبي صلى الله عليه وآله اللهم اغفر لحينا وميتنا وعن الائمة عليهم السلام
نحو ذلك .
وفي الفقيه(3)عن الصادق عليه السلام إن الميت يفرح بالترحم والاستغفار له ،
كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه .
وفي البخاري وغيره عن ابن عباس قال : قال رجل إن اختي نذرت أن تحج
وإنها ماتت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله لو كان عليها دين أكنت قاضية ؟ قال : نعم ، قال :
فاقض دين الله فانه أحق بالقضاء .
وأما ما عداها فعندنا أنه يصل إليه روى ابن بابويه(4)عن الصادق عليه السلام : ستة
تلحق المؤمن بعد وفاته : ولد يستغفر له ، ومصحف يخلفه ، وغرس يغرسه ، وصدقة
ماء يجريه ، وقليب يحفره ، وسنة يؤخذ بها من بعده .
قلت : هذا الحديث يتضمن المهم من ذلك ، إذ قد روى ابن بابويه(5)أيضا
عن الصادق عليه السلام من عمل من المسلمين عن ميت عملا أضعف له أجره ، ونفع الله
عزوجل به الميت .
قال : وقال عليه السلام(6)يدخل على الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة
والبر والدعاء ، ويكتب أجره للذي فعله وللميت .


(1)الحشر : 10 .
(2)غافر : 55 .
(3 - 6)الفقيه ج 1 ص 117 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه