بحار الأنوار ج52

وأصحابك ، قلت : تعني خروج السفياني ؟ فقال : لا ، فقلت ، فقيام القائم قال :
يفعل الله ما يشاء ، قلت : فأنت هو ؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال : إن قدام هذا الامر علامات ، حدث يكون بين الحرمين قلت :
ما الحدث ؟ قال : عضبة تكون(1)ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا .
بيان : قوله أول علامات الفرج إشارة إلى وقوع الخلاف بين الامين و
المأمون ، وخلع الامين المأمون عن الخلافة ، لان هذا كان ابتداء تزلزل أمر
بني العباس وفي سنة ست وتسعين ومائة ، اشتد النزاع وقام الحرب بينهما ، وفي
السنة التي بعده كان فناء كثير من جندهم ، وفيما بعده كان قتل الامين وإجلاء
أكثر بني العباس .
وذكر بني هاشم كان للتورية والتقية ولذا قال عليه السلام : وغير هم وفي سنة
تسع وتسعين كشف الله البلاء عن أهل البيت عليهم السلام لخذلان معانديهم ، وكتب
المأمون إليه عليه السلام يستمد منه ويستحضره .
وقوله : وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء إشارة إلى شدة تعظيم المأمون
له وطلبه ، وفي السنة التي بعده أعني سنة إحدى ومائتين دخل خراسان وفي شهر
رمضان عقد مأمون له البيعة .
قوله عليه السلام : ولقد خبرت بمكانكم أي بمجيئكم في هذاالوقت ، وسؤالكم
مني هذا السؤال ، والمعنى أني عالم بما يكون من الحوادث ، لكن ليست المصلحة
في إظهارها لكم .
وقوله عليه السلام : ويقتل فلان إشارة إلى بعض الحوادث التي وقعت على
بني العباس في أواخر دولتهم أو إلى انقراضهم في زمن هلاكوخان .
9 - فس : أبي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :


(1)العضب : القطع ويقال : سيف عضب : أى قاطع ويقال ماله عضبه الله دعاء عليه
بقطع يديه ورجليه ، وعضب فلانا بلسانه : تناوله بلسانه وشتمه وبالعصا : ضربه وبالرمح
طعنه . فالمراد من العضبة : الهلاك والاستئصال . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه