بحار الأنوار ج39

إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش وهو يكذب في جميع ذلك !
فقال النبي صلى الله عليه وآله : مه يافلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم ؟ سله فإنه ينبئك ، فقال :
رأيتك في أكثر أيامك تأكل ، وأكثر لياليك نائما وأكثر أيامك صامتا ، فقال : ليس
حيث تذهب ، إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(1)"
وأوصل رجب وشعبان بشهر رمضان وذلك صوم الدهر ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
" من بات على طهر فكأنما أحيا الليل " وأنا أبيت على طهر ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول لعلي : " يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد ، فمن قرأها مرة
فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث
مرات فقد ختم القرآن كله ، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ، ومن
أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك
بيده فقد استكمل الايمان ، والذي بعثني بالحق نبيا ياعلي لو أحبك أهل الارض
كمحبة أهل السماء لما عذب أحد بالنار " وأنا أقرأ قل هو الله أحد كل يوم ثلاث
مرات ، فقام كأنه ألقم حجرا(2).
وقال ابن عباس : كان يهودي يحب عليا حبا شديدا ، فمات ولم يسلم ، قال
ابن عباس : فيقول الجبار تبارك وتعالى : أما جنتي فليس له فيها نصيب ، ولكن يا
نار لاتهيديه أي لاتزعجيه .
فضائل أحمد وفردوس الديلمي : قال عمر بن الخطاب : قال النبي صلى الله عليه وآله :
حب علي براء‌ة من النار . وأنشد :
حب علي جنة للورى * احطط به يارب أوزاري
لو أن ذميا نوى حبه * حصن في النار من النار
وفي فردوس الديلمي قال أبوصالح : لما حضرت عبدالله بن عباس الوفاة قال :
اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .


(1)سورة الانعام : 16 .
(2)يقال : ألقمه الحجر أي أسكته عند الخصام .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه