بحار الأنوار ج74

عارا وشنارا(1)إن لم يغفر لهم الغفار إذا منعتهم ما كانوا فيه يخوضون ، وصيرتهم
إلى ما يستوجبون ، فيفقدون ذلك فيسألون ويقولون ظلمنا ابن أبي طالب وحرمنا
ومنعنا حقوقنا ، فالله عليهم المستعان ، من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا وآمن بنبينا
صلى الله عليه وآلهوشهد شهدتنا ، ودخل في ديننا أجرينا عليه حكم القرآن وحدود الاسلام .
لبس لاحد على أحد فضل إلا بالتقوى ، ألا وإن للمتقين عند الله تعالى أفضل
الثواب وأحسن الجزاء والمآب ، لم يجعل الله تبارك وتعالى الدنيا للمتقين ثوابا
وما عندالله خير للابرار . انظروا أهل دين الله فيما أصبتم في كتاب الله(2)وتركتم
عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، وجاهدتم به في ذات الله أبحسب أم بنسب أم بعمل أم بطاعة
أم زهادة(3)وفيما أصبحتم فيه راغبين فسارعوا إلى منازلكم رحمكم الله التي
امرتم بعمارتها ، العامرة التي لا تخرب ، الباقية التي لا تنفد ، التي دعاكم إليها و
حضكم عليها(4)ورغبكم فيها ، وجعل الثواب عنده عنها فاستتموا نعم الله عز ذكره
بالتسليم لقضائه ، والشكر على نعمائه فمن لم يرض بهذا فليس منا ولا إلينا وإن
الحاكم يحكم بحكم الله ، ولا خشية عليه من ذلك ، اولئك هم المفلحون وفي نسخة
ولا وحشة واولئك لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .
وقال : وقد عاتبتكم بدرتي التي اعاتب بها أهلي فلم تبالوا ، وضربتكم بسوطي
الذي اقيم به حدود ربي فلم ترعووا(5)أتريدون أن أضربكم بسيفي ، أما إني أعلم الذي


(1)الشنار : العيب والعار .
(2)أى من مواعيده الصادقة على الاعمال الصالحة واراد بتركهم عند رسول الله ص
ضمانه لهم بذلك كأنه وديعة لهم عنده .
(3)استفهام انكار يعنى ليس ذلك بحسب ولا نسب بل بعمل وطاعة وزهادة . وقوله :
فيما اصبحتم فيه راغبين أى انظروا أيضا فيما اصبحتم فيه راغبين هل هو الذى اصبتم في
كتاب الله تعالى يعنى ليس هو بذاك وانما هو الدنيا وزهرتها .
(4)الحض : الحث والترغيب .
(5)الارعواء : الكف والانزجار ، وقيل : هوالندم والانصراف عن الشئ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه