بحار الأنوار ج3

11 - كا : محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن
رزق الغمشاني ، عن عبدالرحمن بن الاشل بياع الانماط ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
كانت قريش تلطخ الاصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر ، وكان يغوث قبالة
الباب ، وكان يعوق عن يمين الكعبة ، وكان نسرا عن يسارها ، وكانوا إذا دخلوا خروا
سجدا ليغوث ، ولا ينحنون(1)ثم يستديرون بحيالهم إلى يعوق ، ثم يستديرون بحيالهم
إلى نسر ، ثم يلبون فيقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو
لك ، تملكه وماملك . قال : فبعث الله ذبابا أخضر له أربعة أجنحة ، فلم يبق من ذلك
المسك والعنبر شيئا إلا أكله ، وأنزل الله عزوجل : يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا
له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب
شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب .
12 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : " أفرأيت من اتخذ إلهه هويه " قال :
نزلت في قريش وذلك أنه ضاق علهيم المعاش فخرجوامن مكة وتفرقوا ، وكان الرجل
إذا رأي شجرة حسنة ، أو حجرا حسنا هواه فعبده ، وكانوا ينحرون لها النعم ، ويلطخونها
بالدم ويسمونها سعد صخرة ، وكان إذا أصابهم داء في إبلهم وأغنامهم جاؤوا إلى الصخرة
فيتمسحون بها الغنم والابل ، فجاء رجل من العرب بإبل له يريدأن يتمسح بالصخرة
إبله ويبارك عليها ، فنفرت إبله وتفرقت ، فقال الرجل شعرا :
أتيت إلى سعد ليجمع شملنا * فشتتنا سعد فما نحن من سعد
وما سعد إلا صخرة مسودة * من الارض لا تهدي لغي ولا رشد
ومر به رجل من العرب والثعلب يبول عليه فقال شعرا :
أرب يبول الثعلبان برأسه ؟ * لقد ذل من بالت عليه الثالب !


(1)وفى نسخة : ولا يحيون .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه