بحار الأنوار ج6

فيه من العيب والنقيصة ، أو إلا تسليم الملائكة عليهم ، أو تسليم بعضهم على بعض على
الاستثناء المنقطع .
" ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا " قال الطبرسي رحمه الله : قال المفسرون :
ليس في الجنة شمس ولا قمر فيكون لهم بكرة وعشي ، والمراد : أنهم يؤتون رزقهم
على ما يعرفونه من مقدار الغداة والعشي ، وقيل : كانت العرب إذا أ صاب أحدهم الغداء
والعشاء أعجب به وكانت تكره الاكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالى أن لهم في الجنة
رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت ، وليس ثم ليل وإنما هو ضوء ونور . وقيل :
إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وفتح الابواب انتهى .
أقول : سيأتي نقلا من تفسير علي بن إبراهيم أن هذا في جنة الدنيا ، فلا يحتاج
إلى هذه التكلفات .(1)
قوله تعالى : " ليرزقنهم الله رزقا حسنا " قيل : هذا في جنة الدنيا كقوله تعالى
في الآية الاخرى : " بل أحياء عند ربهم يرزقون " وقال الطبرسي في قصة مؤمن آل
يس عند قوله تعالى : " إني آمنت بربكم فاسمعون " : عن ابن مسعود قال : إن قومه لما
سمعوا ذلك القول منه وطؤه بأرجلهم حتى مات فأدخله الله الجنة وهو حي فيها يرزق
وهو قوله : " قيل ادخل الجنة " وقيل : رجموه حتى قتلوه ، وقيل : إن القوم لما أرادوا أن
يقتلوه رفعه الله إليه فهو في الجنة ولا يموت إلا بنفاء الدنيا وهلاك الجنة عن الحسن
ومجاهد ، وقالا : إن الجنة التي دخلها يجوز هلاكها ، وقيل : إنهم قتلوه إلا أن الله
سبحانه أحياه وأدخله الجنة فلما دخلها قال : " ياليت قومي يعلمون " الآية . وفي هذا
دلالة على نعيم القبر لانه إنما قال ذلك وقومه أحياء ، وإذا جاز نعيم القبر جاز عذاب
القبر فإن الخلاف فيهما واحد .
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " وحاق بآل فرعون " : أي أحاط ونزل بهم " سوء العذاب "
أي مكروهه وما يسوء منه ، وسوء العذاب في الدنيا الغرق وفي الآخرة النار ، وذلك
قوله : " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " أي يعرض آل فرعون على النار في قبورهم


(1)انظر ما يأتى تحت رقم 4 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه