بحار الأنوار ج107

الجلالة والكرامة ، والعلم والدين ، الحسين ابن السيد الاجل المبرور المحبور المرحوم
الغفور حيدر الحسيني الكركي العاملي ، أسبغ الله إفضاله ، ووفر في زمرة أهل
العلم أمثاله ، وقد شرفني بصحبته الشريفة ملاوة من الزمان ، وعرفني مرتبته المنيفة
تلاوة من الاوان ، واختلف إلى محفلي المعقود للمدارسة ، ومجلسي المعهود للمفاوضة
ليالي وأياما ، وشهورا وأعواما ، فقرأوأمعن ، وسمع وأتقن ، واستفاد واقتبس ، واصطاد
واقتنص ، واختطف واختلس ، وارتصد فاجتنى ، والتقط فاقتنى ، واستقمش واحتاز ،
واستطرف ففاز .
أخذ قسطار وافرا ، واستجمع طسقا صالحا في فنون العلوم الدينية ، وأفانين
المعارف الايمانية ، اصولها وفروعها وكلياتها وجزئياتها ، عقلياتها وسمعياتها ،
نقليتها وشرعيتها ، ولقد استجاز مني في النقل والرواية عني ، واقترح وألح
والتمس وتلمس .
فاستخرت الله تعالى وأجزت له أن ينقل عني أقوالي في الاحكام ، وفتاواي في
الحلال والحرام ، وأن يعمل بها وأن يأذن للمكلفين في العمل بها ، وأن يروي
مصنفاتي العقلية والسمعية ، ومصنفات جدي المحقق الامام ، ومعلقات خالي
المدقق المقدام .
وأبحت له أن يروي عني ما تجوزلي روايته من أحاديث سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وآله وأحاديث سادتنا المعصومين وأئمتنا الطاهرين صلوات الله وتسليماته
عليهم أجمعين ، مما في اصول أصحابنا وكتبهم ، أعلى الله مقامهم في دار المقام ، وحف
أرواحهم بالتقديس والاكرام ، ولا سيما الاصول الاربعة للابي جعفرين الثلاثة
رضوان الله عليهم التي هى المعول عليها ، المحفوفة بالاعتبار ، وعليها تدور رحى
دين الاسلام ، في هذه الادوار والاعصار وهى : الكافي والفقيه والتهذيب
والاستبصار وما قد علقت عليها من الحواشى والشروح والتعليقات والتحقيقات
التي مابدت بما يضاهيها الازمنة والعصور ولا أتت بما يدانيها القرون والدهور .
فليرو ذلك كله لمن شاء كما شاء ، ولمن أحب كما أحب بطرقي المعتبرة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه