بحار الأنوار ج36

بن غراب ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : " ومن يعرض عن ذكر
ربه " قال ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام(1).
بيان : الغدق : الكثير ، والماء الكثير ، وكناية عن سعة المعاش أو وفور العلم والحكمة
كما مر عن الصادق عليه السلام . قوله تعالى : " صعدا " أي شاقا يعلوا المعذب ويغلبه ، وقد
مضى تأويل المساجد في كتاب الامامة . يعني محمد ، كأنه حمله على الحذف والايصال ،
أي يدعوا إليه كما قال في مجمع البيان(2)يدعوه بقول لا إله إلا الله ، ويدعوا إليه ويقرأ
القرآن . وفي القاموس : تعاووا عليه : اجتمعوا(3)وقال البيضاوي في قوله : " كادوا "
كاد الجن " يكونون عليه "لبدا ، أي متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته
وسمعوا من قراء‌ته ، أو كان الانس والجن يكونون عليه مجتمعين لابطال أمره ، وهو
جمع لبدة ، وهي ما تلبد بعضه على بعض(4) قوله : " قل إنما أمر ربي " بيان لحاصل
المعنى ، أي لما كان دعوتي إلى الله وبأمره ولم اشرك به أحدا ولم اخالفه فيما أمرني به
فوضت أمري وأمركم إليه ، وأعلم أنه ينصرني عليكم وقال البيضاوي في قوله :
" ملتحدا " منحرفا أو ملتجأ . " وإن أدري " ما أدري " أمدا " غاية تطول مدتها " فلا
يظهر " فلا يطلع " من رسول " بيان لمنقال : " فإنه يسلك من بين يديه " أي من بين
يدي المرتضى " ومن خلفه رصدا " حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف(5)الشياطين
وتخاليطهم " ليعلم أن قد أبلغوا " أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل و
الملائكة النازلون بالوحي ، أو ليعلم الله أن قد أبلغ الانبياء ، بمعنى ليتعلق العلم به موجودا
" رسالات ربهم " كما هي محروسة من التغيير " وأحاط بما لديهم " بما عند الرسل " و
أحصى كل شي ء عددا " حتى القطر والرمل ، انتهى(6).
أقول : على تأويله عليه السلام " من رسول " صلة للارتضاء أو حال من الوصل


(1)تفسير القمى : 699 - 700 .
(2)ج 10 : 372 .
(3)ج 4 : 368 .
(4 و 6)تفسير البيضاوى 2 : 241 .
(5)اختطف الشئ : اجتذبه وانتزعه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه