وأشار عليه السلام إلى وجه الشبه بقوله : " يعوج أحيانا " والمراد بإعوجاجه ميله إلى الباطل
وهو متاع الدنيا ، والشهوات النفسانية ، وبقيامه : استقامته على طريق الحق ، و
مخالفته للاهواء والوساوس الشيطانية ، " ولا يشفع " أي لا يؤذن له في الشفاعة .
2 - كا : عن العدة ، عن سهل ، عن محمد بن عبدالله ، عن خالد القمي ، عن
خضر بن عمرو ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : المؤمن مؤمنان : مؤمن
وفي لله بشروطه التي اشترطها عليه ، فذلك مع النبيين والصديقين ، والشهداء ، و
الصالحين ، وحسن اولئك رفيقا ، وذلك ممن يشفع ، ولا يشفع له ، وذلك ممن
لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة ، ومؤمن زلت به قدم كخامة الزرع كيفما
كفته الريح انكفى ، وذلك من تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة ، ويشفع
له وهو على خير(1).
بيان : " خضر " بكسر الخاء وسكون الضاد ، أو بفتح الخاء وسكون الضاد
صحح بهما في القاموس وغيره ، " وفي لله بشروطه " العهود داخلة تحت الشروط
هنا ، " فذلك مع النبيين " إشارة إلى قوله تعالى " ومن يطع الله والرسول فاولئك
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
اولئك رفيقا(2)" وهذا مبني على ما ورد في الاخبار الكثيرة أن الصديقين و
الشهداء والصالحين هم الائمة عليهم السلام ، والمراد بالمؤمن في المقسم هنا غيرهم من
المؤمنين ، وقد مر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال بعد قراءة هذه الآية : فمنا النبي
ومنا الصديق ، والشهداء والصالحون .
وفي تفسير علي بن إبراهيم(3): قال : النبيين : رسول الله ، والصديقين
علي ، والشهداء : الحسن والحسين ، والصالحين : الائمة . وحسن اولئك رفيقا :
القائم من آل محمد صلوات الله عليهم .
(1)الكافى ج 2 : 248 .
(2)النساء : 69 .
(3)تفسير القمى ص 131 .