بحار الأنوار ج88

يا من سمك السماء بغير عمد ، وأقام الارض بغير سند ، وخلق الخلق من
غير حاجة به إليهم إلا إفاضة لاحسانه ونعمه ، وإبانة لحكمته ، وإظهارا لقدرته
أشهد يا سيدي أنك لم تأنس بابتداعهم لاجل وحشة بتفردك ، ولم تستعن بغيرك
على شئ من أمرك ، أسئلك بغناك عن خلقك ، وبحاجتهم إليك ، وبفقرهم وفاقتهم
إليك ، أن تصلي على محمد خيرتك من خلقك ، وأهل بيته الطيبين الائمة الراشدين
وأن تجعل لعبدك الذليل بين يديك من أمره فرجا ومخرجا .
يا سيدي صل على محمد وآله ، وارزقني الخوف منك ، والخشية لك
أيام حياتي .
سيدي ارحم عبدك الاسير بين يديك ، سيدي ارحم عبدك المرتهن بعمله يا
سيدي أنقذ عبدك الغريق في بحر الخطايا ، يا سيدي ارحم عبدك المقر بذنبه وجرأته
عليك ، يا سيدي الويل قد حل بي إن لم ترحمني يا سيدي ، هذا مقام المستجير بعفوك
من عقوبتك ، هذا مقام المسكين المستكين هذا مقام الفقير البائس الحقير المحتاج
إلى ملك كريم رحيم ، يا ويلتى ما أغفلني عما يراد مني .
يا سيدي هذا مقام المذنب المستجير بعفوك من عقوبتك ، هذا مقام من انقطعت
حيلته وخاب رجاؤه إلا منك ، هذا مقام العاني الاسير ، هذا مقام الطريد الشريد ،
يا سيدي أقلنى عثراتى ، يا مقيل العثرات ، يا سيدي أعطني سؤلي ، سيدي ارحم
بدني الضعيف ، وجلدي الرقيق الذي لا قوة له على حر النار ، يا سيدي ارحمني
فاني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، بين يديك وفي قبضتك ، لا طاقة لي بالخروج
من سلطانك ، سيدي وكيف لي بالنجاة ولا تصاب إلا لديك ، وكيف لي بالرحمة
ولا تصاب إلا من عندك .
يا إله الانبياء وولي الاتقياء وبديع من بدء الكرامة ، إليك قصدت
وبك أنزلت حاجتى ، وإليك شكوت إسرافي على نفسي ، وبك أستغيث فأغثنى ، و
أنقذني برحمتك مما اجترأت عليك ، يا سيدي يا ويلتى أين أهرب ممن الخلايق كلهم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه