بحار الأنوار ج42

لك المحرم ، إنك لانت المهتدي السعيد إذا ، وقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا
وضربت بها عطنا ، تشتري بها مولدات مكة والمدينة والطائف ، تختارهن على
عينك وتعطي فيهن مال غيرك ، فارجع هداك الله إلى رشدك ، وتب إلى الله ربك ،
واخرج إلى المسلمين من أموالهم ، فعما قليل تفارق من ألفت وتترك ما جمعت ،
وتغيب في صدع من الارض غير موسد ولا ممهد ، قد فارقت الاحباب وسكنت التراب
وواجهت الحساب غنيا عما خلقت فقيرا إلى ما قدمت والسلام .
قالوا : فكتب إليه عبدالله بن العباس : أما بعد فإنك قد أكثرت علي ، و
والله لئن ألقى الله قد احتويت على كنوز الارض كلها من ذهبها وعقيانها ولجينها
أحب إلي من أن ألقاه بدم امرئ مسلم ، والسلام(1).
أقول : قد أثبتنا في باب علة قعوده وقيامه عليه السلام من كتاب الفتن كفر الاشعث
بن قيس ، وفي باب " سلوني " كفر ابن الكواء وغيره وفي باب احتجاجات الحسن
عليه السلام على معاوية وأصحابه حال جماعة ، وكذا في باب احتجاج الحسين عليه
السلام على معاوية مدح حجر بن عدي وعمرو بن الحمق ، وفي باب احتجاجات
الباقر عليه السلام وأبواب أحوال الخوارج ذم نافع وغيره ، وفي باب أحوال
الصحابة وباب أحوال السلمان وباب فضائله مدح جماعة من أصحابه عليه السلام وذم
جماعة ، وفي باب عبادته عليه السلام مدح أبي الدرداء ، وفي جواب أسؤلة اليهودي المشتمل
على خصال الاوصياء حال جماعة ، وفي باب إخباره بالمغيبات وباب علمه عليه السلام كفر
عمرو بن حريث ، وكذا في باب أنهم المتوسمون وفي باب حبهم عليهم السلام مدح الحارث
الاعور ، وكذا في باب ما ينفع حبهم فيه من المواطن وفي باب غصب الخلافة ذم ابن
عباس ، وأيضا في باب الاخبار بالمغيبات كفر الاشعث وكذا في باب جوامع
مكارمه عليه السلام وفي باب أحوال أولاده عليهم السلام مكاتبة ابن الحنفية وابن عباس ، وفي
باب إخباره بالمغيبات أحوال كثير منهم ، وقد أوردنا بابا آخر في كتاب الفتن يتضمن
أحوال أصحابه صلوات الله عليه مفصلا .


(1)شرح النهج 4 : 88 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه