بحار الأنوار ج45

فوقفت معه على الموضع ، وهومكروب فلم يفتني شئ من منامي إلا الآذن والحير فاني
لم أرحيرا ولم أر آذنا
فاتق الله أيها الرجل فاني قد آليت على نفسي أن لاأدع إذاعة هذا الحديث
ولازيارة ذلك الموضع ، وقصده وإعظامه ، فان موضعا يؤمه إبراهيم ومحمد وجبرئيل
وميكائيل لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته ، فان أبا حصين حدثني أن رسول الله

قال : من رآني في المنام فاياي رأى فان الشيطان لايتشبه بي
فقال له موسى : إنما أمسكت عن إجابة كلامك لاستوفي هذه الحمقة التي
ظهرت منك ، وتالله إن بلغني بعد هذا الوقت أنك تحدث بهذا لاضربن عنقك
وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي فقال له أبوبكر : إذا يمنعني الله وإياه منك
فاني إنما أردت الله بما كلمتك به ، فقال له : أتراجعني ياماص . . . وشتمه فقال له :
اسكت أخزاك الله وقطع لسانك فازعل موسى على سريره ، ثم قال : خذوه فأخذوا
الشيخ عن السرير ، واخذت أنا ، فو الله لقد مربنا من السحب والجر والضرب
ماظننت أننا لانكثر الاحياء أبدا ، وكان أشد مامربي من ذلك أن رأسي كان
يجرعلى الصخر ، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي ، وموسى يقول : اقتلوهما
ابني كذا وكذا - بالزاني لايكني - وأبوبكر يقول له : أمسك قطع الله لسانك ، وانتقم
منك ، اللهم إياك أردنا ولولد نبيك غضبنا ، وعليك توكلنا : فصير بنا جميعا إلى
الحبس
فما لبثنا في الحبس إلا قليلا فالتفت إلي أبوبكر ورأى ثيابي قد خرقت
وسالت دمائي ، فقال : ياحماني قد قضينالله حقا واكتسبنا في يومنا هذا أجرا ولن
يضيع ذلك عندالله ولاعند رسوله ، فمالبثنا إلا قدر غدائه ونومه ، حتى جاء‌نا رسوله
فأخرجنا إليه وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه ، وإذاهو في سرداب
له يشبه الدور سعة وكبرا ، فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا ، وكان أبوبكر إذا
تعب في مشيه جلس يسيرا ثم يقول : اللهم إن هذا فيك فلاتنسه ، فلما دخلنا على
موسى وإذا هوعلى سرير له ، فحين بصربنا قال : لاحيا الله ولاقرب من جاهل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه