بحار الأنوار ج66


(34)(باب) (ان الايمان مصتقر ومستودع ، وامكان زوال الايمان)

الايات : الانعام : وهو الذي أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع(1).
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله :(وهو الذي أنشأكم)أي أبدعكم وخلقكم
(من نفس واحدة)أي من آدم عليه السلام لان الله تعالى خلقنا جميعا منه ، وخلق امنا
حواء من ضلع من أضلاعه انتهى(2).
أقول : وقد مر أن خلقهم من أب واحد لايقتضي عدم مدخلية الام ولا
يكون الام مخلوقة منه ، لما مر نفي ذلك في أخبار .(فمستقر ومستودع)قال
المفسرون فيه وجوها : الاول مستقر في الرحم إلى أن يولد ، ومستودع في القبر إلى
أن يبعث ، والثاني مستقر في بطن الامهات ، ومستودع في أصلاب الاباء ، الثالث
مستقر على ظهر الارض في الدنيا ، ومستودع عندالله في الاخرة ، الرابع مستقر في
القبر ، ومستودع في الدنيا ، وقيل : مستقرها أيام حياتها ، ومستودعها حيث
يموت .
وأقول : قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر القاف والباقون بالفتح ، وعلى
ما سيأتي من التأويل في الاخبار تستقيم القراء‌تان فبالفتح أي فلكم استقرار في
الايمان ، واستيداع فيه أو فمنكم من هو محل استقرار الايمان ، ومنكم من هو
محل استيداعه ، ففيه حذف وإيصال أي مستقر فيه ، وبالكسر أي فمنكم مستقر
في الايمان ، ومنكم مستودع فيه ، أو فايمان بعضكم مستقر وإيمان بعضكم مستودع
على القراء‌تين .
1 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن حسين بن


(1)الانعام : 98 .
(2)مجمع البيان ج 4 : 339 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه