بحار الأنوار ج82

آدم بعيد فطرتك ، وبكر حجتك ، ولسان قدرتك ، والخليفة في بسيطتك ، وأول
مجتبى للنبوة برحمتك ، وساحف شعر رأسه تذللا لك في حرمك لعزتك ، ومنشئ
من التراب نطق إعرابا بوحدانيتك ، وعبد لك أنشأته لامتك ، ومستعيذ بك من
مس عقوبتك ، وصل على ابنه الخالص من صفوتك ، والفاحص عن معرفتك
والغائص المأمون عن مكنون سريرتك ، بما أوليته من نعمك ومعونتك ، وعلى من
بينهما من النبيين والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين .
وأسئلك اللهم حاجتي التي بيني وبينك لايعلمها أحد غيرك ، أن تأتي على
قضائها وإمضائها في يسر منك وعافية ، وشد أزر وحط وزر ، يامن له نور لايطفى ،
وظهور لايخفى ، وامور لاتكفى .
اللهم إني دعوتك دعاء من عرفك وتبتل إليك ، وآل بجميع بدنه إليك
سبحانك طوت الابصار في صنعتك مديدتها ، وثنت الالباب عن كنهك أعنتها ، فأنت
المدرك غير المدرك ، والمحيط غير المحاط ، وعزتك لتفعلن وعزتك لتفعلن
وعزتك لتفعلن.
قنوت الامام أبى جعفر محمد الباقر عليه السلام(1)
اللهم إن عدوي قد استسن في غلوائه ، واستمر في عداونه ، وأمن بما شمله
من الحلم عاقبة جرأته عليك ، وتمرد في مباينتك ، ولك اللهم لحظات سخط بياتا
وهم نائمون ، ونهارا وهم غافلون ، وجهرة وهم يلعبون ، وبغتة وهم ساهون ، وإن
الخناق قد اشتد ، والوثاق قد احتد ، والقلوب قد شجيت ، والعقول قد تنكرت ، و
الصبر قد أودى ، وكاد تنقطع حبائله ، فانك لبالمرصاد من الظالم ، ومشاهدة من
الكاظم ، لايعجلك فوت درك ، ولايعجزك احتاجز محتجز ، وإنما مهلته استثباتا و
حجتك على الاحوال البالغة الدامغة ولعبدك ضعف البشرية وعجز الانسيانية ، ولك
سلطان الالهية وملكة الربوبية ، وبطشة الاناة وعقوبة التأبيد .
اللهم فان كان في المصابرة لحرارة المعان من الظالمين ، وكيد من نشاهد من


(1)مهج الدعوات : 63 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه