بحار الأنوار ج11

عليك لعنتي إلى يوم الدين " ثم قال عزوجل لآدم : يا آدم انطلق إلى هؤلاء
من الملائكة فقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فسلم عليهم فقالوا : وعليك السلام و
رحمة الله بركاته ، فلما رجع إلى ربه عزوجل قال له ربه تبارك وتعالى : هذا تحيتك و
تحية ذريتك من بعدك فيما بينهم إلى يوم القيامة .(1)
12 - ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان ، عن الحسن
ابن بشار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن جنة آدم ، فقال : جنة من جنان الدنيا
يطلع عليها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا .(2)
13 - فس : أبي رفعه قال : سئل الصادق عليه السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا
كانت أم من جنان الآخرة ؟ فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت
من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا .(3)
تبيان : اختلف في جنة آدم عليه السلام هل كانت في الارض أم في الساء ؟ وعلى
الثاني هل هي الجنة التي هي دار الثواب أم غيرها ؟ فذهب أكثر المفسرين وأكثر
المعتزلة إلى أنها جنة الخلد ، وقال أبوهاشم : هي جنة من جنان السماء غير جنة الخلد ،
وقال أبومسلم الاصفهاني وأبوالقاسم البلخي وطائفة : هي بستان من بساتين الدنيا في الارض
كما يدل عليه هذان الخبران وإن أمكن اتحادهما . واحتج الاولون بأن الظاهر
أن الالف واللام للعهد والمعهود المعلوم بين المسلمين هي جنة الخلد ، وبأن المتبادر منها
جنة الخلد حتى صار كالعلم لها فوجب الحمل عليها ، وجوابهما ظاهر ، واحتجب الطائفة
الثانية بأن قوله تعالى : " اهبطوا " يدل على الاهباط من السماء إلى الارض وليست بجنة
الخلد كما سيذكر فلزم المطلوب ، واجيب بأن الانتقال من أرض إلى اخرى قد يسمى
هبوطا ، كما في قوله تعالى : " اهبطوا مصرا " لكن الظاهر من آخر الآية كون الهبوط
من غير الارض ، ويؤيده ما سيأتي في حديث الشامي أنه سأل أميرالمؤمنين عليه السلام عن أكرم
واد على وجه الارض ، فقال له : واد يقال له : سرنديب سقط فيه آدم من السماء .


(1)علل الشرائع : 45 . م
(2)علل الشرائع : 200 . م
(3)تفسير القمى : 35 - 36 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه