بحار الأنوار ج22

" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " نزلت في زينب بنت جحش الاسدية ، وكانت بنت
امية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله فخطبها رسول الله صلى الله عليه وآله على مولاه زيد
ابن حارثة ، ورأت أنه يخطبها على نفسه ، فلما علمت أنه يخطبها على زيد أبت و
أنكرت ، وقالت : أنا ابنة عمتك فلم أكن لافعل ، وكذلك قال أخوها عبدالله بن
جحش ، فنزل " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " الآية يعني عبدالله واخته زينب ، فلما
نزلت الآية قالت : رضيت يا رسول الله ، وجعلت أمرها بيد رسول الله صلى الله عليه
وآله ، وكذلك أخوها ، فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وآله زيدا فدخل بها ، وساق إليها
رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة دنانير وستين درهما مهرا ، وخمارا ومحلفة ودرعا وإزارا
وخمسين مدا من طعام ، وثلاثين صاعا من تمر ، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة
وقالت زينب : خطبني عدة من قريش فبعثت اختي حمنة بنت جحش إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله أستشيره فأشار بزيد فغضبت اختي وقالت : أتزوج بنت عمتك مولاك ؟
ثم أعلمتني فغضبت أشد من غضبها ، فنزلت الآية ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فقلت : زوجني ممن شئت ، فزوجني من زيد ، وقيل : نزلت في ام كلثوم بنت
عقبة بن أبي معيط ، وكانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وآله فقال : قد قبلت وزوجها زيد
ابن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالا : إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وآله فزوجنا عبده
فنزلت الآية ، عن ابن زيد " إذا قضى الله ورسوله " أي أوجبا أمرا وألزماه وحكما
به " أن يكون لهم الخيرة " أي الاختيار " من أمرهم " على اختيار الله تعالى " وإذ
تقول " أي اذكر يا محمد حين تقول " للذي أنعم الله عليه " بالهداية " وأنعمت عليه "
بالعتق ، وقيل : أنعم الله عليه بمحبة رسول الله ، وأنعم الرسول عليه بالتبني وهو زيد
ابن حارثة " أمسك عليك زوجك " يعني زينب تقول : احبسها ولا تطلقها ، وهذا
الكلام يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتى وعظه الرسول الله صلى الله عليه وآله وقال : أمسكها " و
اتق الله " في مفارقتها ومضارتها " وتخفي في نفسك من الله مبديه وتخشى الناس
والله أحق أن تخشاه " والذي أخفاه في نفسه هو أنه إن طلقها زيد تزوجها ، و
خشي صلى الله عليه وآله لائمة الناس أن يقولوا : أمره بطلاقها ثم تزوجها ، وقيل : الذي

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه