بحار الأنوار ج14

من ظلمك لضروب كثيرة غابت عنك وأنا أحكم الحاكمين : إما أن تكون قد ظلمت رجلا
فدعا عليك فتكون هذه بهذه لالك ولا عليك ، وإما أن تكون لك درجة في الجنة لاتبلغها
عندي إلا بظلمه لك ، لاني أختبر عبادي في أموالهم وأنفسهم ، وربما أمرضت العبد فقلت
صلاته وخدمته ، ولصوته إذا دعاني في كربته أحب إلي من صلاة المصلين ، ولربما صلى
العبد فأضرب بها وجهه وأحجب عني صوته ، أتدري من ذلك ياداود ؟ ذلك الذي يكثر
الالتفات إلى حرم المؤمنين بعين الفسق وذلك الذي حدثته نفسه لو ولى أمرا لضرب فيه
الاعناق ظلما ، ياداود نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها ، لو رأيت الذين يأكلون
الناس بألسنتهم وقد بسطتها بسط الاديم وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار ، ثم
سلطت عليهم موبخا لهم يقول : ياأهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه ، كم ركعة طويلة
فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حين نظرت في قلبه فوجدته
أن سلم من الصلاة ، وبرزت له امرأة وعرضت عليه نفسها أجابها وإن عامله مؤمن
خانه .(1)
* أقول : قال السيد قدس الله روحه في كتاب سعد السعود : رأيت في زبور داود
عليه السلام في السورة الثانية ماهذا لفظه :(2)داود ! إني جعلتك خليفة في الارض ، و
جعلتك مسبحي ونبيي ، وسيتخذ عيسى إلها من دوني من أجل ما مكنت فيه من القوة


(1)عدة الداعي : 22 23 .
* قال الثعلبي : قال وهب : لما استخلف داود ابنه سليمان وعظه فقال : يابني اياك والهزل فان
نفعه قليل ويهيج المداوة بين الاخوان واياك والغضب فان الغضب يستخف صاحبه ، وعليك بتقوى
الله وطاعته فانهما يغلبان كل شئ ، واياك وكثرة الغيرة على أهلك من غير شئ فان ذلك يورث سوء
الظن بالناس وان كانوا برآء ، واقطع طمعك عن الناس فانه هو الغنى ، واياك والطمع فهو الفقر
الحاضر ، واياك وما يعتذر منه من القول ، وعود نفسك ولسانك الصدق والزم الاحسان ، وان
استطعت أن يكون يومك خيرا من امسك فافعل ، وصل صلاة مودع ، ولا تجالس السفهاء ، ولاترد
على عالم ، ولا تماره في الدين ، واذا غضبت فالصق نفسك بالارض وتحول من مكانك ، وارج رحمة الله
فانها واسعة وسعت كل شئ . منه رحمه الله .
(2)في المصدر صدر أسقطه المصنف أو كان سقط عن نسخته وهو هذا : مايقول الامم والشعوب
وقد اجتمعوا على الرب وحده ، يريدون ليطفئوا نور الله وقدسه ، ياداود . اه‍

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه