بحار الأنوار ج18

الرجل قال النبي صلى الله عليه وآله : " اللهم أخس سهمه " فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه
حتى مر بعجوز ، فقال : إني آخذ هذه فإنها أم حي فيفادونها مني بما قدروا عليه ،
فقال عطية السعدي : عجوز يا رسول الله سيبة(1)بتراء مالها أحد ، فلما رأى أنه لا يعرضها
أحد تركها .
وفي حديث جابر : إن امرأة من المسلمين قالت : اريد(2)ما تريد المسلمة ، فقال
النبي صلى الله عليه وآله : علي بزوجها ، فجئ به ، فقال له في ذلك ، ثم قال لها : أتبغضينه ؟ قالت :
نعم والذي أكرمك بالحق ، فقال : أدنيا رؤوسكما ، فأدنيا فوضع جبهتها على وجهه ، ثم
قال : " اللهم ألف بينهما ، وحبب أحدهاإلى صاحبه " ثم رآها النبي صلى الله عليه وآله تحمل
الادم على رقبتها ، وعرفته فرمت الادم ثم قبلت رجليه ، فقال صلى الله عليه وآله : كيف أنت وزوجك ؟
فقالت : والذي أكرمك بالحق ما في الزمان أحد أحب إلي منه .
وكان عند خديجة امرأة عمياء فقال صلى الله عليه وآله : لتكونن عيناك صحيحتين ، فصحتا ،
فقالت خديجة : هذا دعاء مبارك ، فقال : " وما أرسلناك إلا رحمة " .
ودعا صلى الله عليه وآله لقيصر فقال : ثبت الله ملكه كما كان .
ودعا على كسرى : " مزق الله ملكه " فكان كما قال .
جعفر بن نسطور الرومي كنت مع النبي صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك فسقط من يده السوط
فنزلت عن جوادي فرفعته ودفعته إليه ، فنظر إلى وقال : يا جعفر مد الله في عمرك مدا ،
فعاش ثلاثمأة وعشرين سنة .
وقوله للنابغة وقد مدحه : " لا يفضض الله فاك " فعاش مأة وثلاثين سنة ، كلما
سقطت له سن نبتت له اخرى أحسن منها ، ذكره المرتضى في الغرر .
وعن ميمونة أن عمرو بن الحمق سقى النبي صلى الله عليه وآله لبنا فقال : اللهم أمتعه
بشبابه " فمرت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء .
ومر النبي بعبد الله بن جعفر وهو يصنع شيئا من طين من لعب(3)الصبيان ، فقال :


(1)في الصمدر : سبية . وفيه : لا يعرفها . وسيبة وزان ثيبة : المرأة التى لا ينظر إليها استعارة
من سابت البعير إذا أهملت وتركت لا يركب عليها ولا تذبح ولا تباع اشفاقا عليها لما أدركت نتاج نتاجها
(2)ما اريد خ ل .
(3)اللعب : ما يلعب به .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه