بحار الأنوار ج6

أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي(1)قال : إن شابا من الانصار كان
يأتي عبدالله بن العباس ، وكان عبدالله يكرمه ويدينه(2)فقيل له : إنك تكرم هذا
الشاب وتدينه وهو شاب سوء ! يأتي القبور فينبشها بالليالي ! فقال عبدالله بن العباس
إذا كان ذلك فأعلموني ، قال : فخرج الشاب في بعض الليالي يتخلل القبور فاعلم عبدالله
ابن العباس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا
يراه الشاب ، قال : فدخل قبرا قد حفر ، ثم اضطجع في اللحد ، ونادى بأعلى صوته يا ويحي
إذا دخلت لحدي وحدي ، ونطقت الارض من تحتي فقالت : لا مرحبا ولا أهلا
قد كنت ابغضك وأنت على ظهري ، فكيف وقد صرت في بطني ؟ ! بل ويحي إذا نظرت
إلى الانبياء وقوفا والملائكة صفوفا ، فمن عدلك غدا من يخلصني ؟ ومن المظلومين من
يستنقذني ؟ ومن عذاب النار من يجيرني ؟ عصيت من ليس بأهل أن يعصى ، عاهدت ربي مرة
بعد اخرى فلم يجد عندي صدقا ولا وفاء‌ا . وجعل يردد هذا الكلام ويبكي فلما خرج
من القبر التزمه ابن عباس وعانقه ثم قال له : نعم النباش ، نعم النباش ، ما أنبشك
للذنوب والخطايا ! ثم تفرقا . " ص 199 "
25 - ب : اليقطيني ، عن القداح ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال
النبي صلى الله عليه واله : استحيوا من الله حق الحياء ، قالوا : وما نفعل يارسول الله ؟ قال :
فإن كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه ، وليحفظ الرأس وما وعى ، و
البطن وما حوى ، وليذكر القبر والبلى ، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة
الدنيا . " ص 13 "
بيان : وما وعى أي وليحفظ ما وعاه الرأس من البصر والسمع واللسان وغيرها
من المشاعر عن ارتكاب ما يسخط الله ، وليحفظ البطن وما حواه من الطعام والشراب
أن يكونا من حرام ، ويمكن أن يعم البطن بحيث يشمل الفرج أيضا .


(1)عباية بفتح العين وتخفيف الباء وفتح الياء ، وربعى بكسر الراء وسكون الباء والعين
المهملة المكسورة ثم الياء هو عباية بن عمرو بن ربعى ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين
والحسن عليهما السلام ، وعده البرقى - على ما حكى - من خواص على عليه السلام .
(2)أى يحسن إليه .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه