بحار الأنوار ج39

إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي صلى الله عليه وآله يده إلى السحابة فتناول
عنقود عنب ، فجعله بينه وبين علي عليه السلام وقال : كل يا أخي فهذه هدية من الله
تعالى إلي ثم إليك ، قال أنس : فقلت : يارسول الله علي أخوك ؟ قال : نعم علي
أخي ، قلت(1): يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك ؟ قال : إن الله عزوجل خلق
ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في
غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه
في صلب آدم إلى أن قبضه الله ثم نقله في صلب شيث(2)فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى
ظهر(3)حتى صار في عبدالمطلب ، ثم شقه الله عزوجل نصفين(4): فصار نصفه في
أبي : عبدالله بن عبدالمطلب ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف
الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : " وهو الذي خلق من
الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا(5)" .
7 لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن الثقفي
عن محمد بن عبدالله الكوفي ، عن همام ، عن علي بن جميل الرقي ، عن ليث ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس قال : كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله
صلى الله عليه وآله فينا ، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أشار بطرفه إلى السماء ، فنظرنا
فرأينا سحابة قد أقبلت ، فقال لها : أقبلي فأقبلت ، ثم قال لها : أقبلي فأقبلت ،
ثم قال لها : أقبلي فأقبلت ، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قام قائما على قدميه ، فأدخل
يديه إلى السحاب حتى استبان لنا بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاستخرج من ذلك
السحاب جامة بيضاء مملوء‌ة رطبا ، فأكل النبي صلى الله عليه وآله من الجام ، وسبح الجام في


(1)في المصدر : فقلت .
(2)" " : إلى صلب شيث .
(3)" " : من طهر إلى طهر .
(4)" " : بنصفين .
(5)أمالي الشيخ : 197 و 198 . والاية في سورة الفرقان : 54 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه