بحار الأنوار ج54

يومين في يوم الثلثاء ويوم الاربعاء ، كما قال تعالى(أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين إلى قوله ثم استوى إلى السماء وهي دخان)فكان ذلك الدخان من نفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ، ثم فتقها وجعلها سبعا في يومين في يوم الخميس ويوم الجمعة ، وإنما سمي بالجمعة لانه جمع فيه خلق السماوات و الارض ، ثم قال تعالى(وأوحى في كل سماء أمرها)أي وجعل في كل سماء خلقها من الملائكة والبحار(1)وجبال البرد ، ثم قال : وما ذكرنا من الاخبار عن بدء الخليقة هو ما جاءت به الشريعة ، ونقله الخلف عن السلف ، والباقي عن الماضي ، عبرنا عنهم على ما نقل إلينا من ألفاظهم ، ووجدنا في كتبهم من شهادة الدلائل بحدوث العالم وإيضاحها بكونه ، ولم نعرض لوصف قول من وافق ذلك و انقاد إليه من الملل القائلين بالحدوث ، ولا الرد على من سواهم ممن خالف ذلك و قال بالقدم ، لذكرنا ذلك فيما سلف من كتبنا وتقدم من تصانيفنا(انتهى)(2). وقد ذكر أبو ريحان البيروني في تاريخه مدة عمر الدنيا وابتداء وجودها عن جماعة من المنجمين والحكماء ، وقطع لها بالابتداء ، واستدل عليه فلا نطيل الكلام بإيرادها . وقال ابن الاثير في(الكامل): صح في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه سمعه يقول : إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن . وروى نحو ذلك عن ابن عباس . وقال محمد ابن إسحاق أول ما خلق الله تعالى النور والظلمة ، فجعل الظلمة ليلا أسود ، و جعل النهار نورا(3)مضيئا ، والاول أصح . وعن ابن عباس أنه قال : إن الله تعالى كان عرشه ! قبل أن يخلق شيئا ، فكان أول ما خلق القلم ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة . قال : ثم خلق بعد القلم الغمام ، وقيل : ثم اللوح ثم الغمام .


(1)في المخطوطة : والبخار .(2)مروج الذهب : ج 1 ص 17 15 .(3)في بعض النسخ : وجعل النور نهارا(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه