بحار الأنوار ج24

16 - كنز : محمد بن سليمان(1)عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام
في قوله تعالى :(فلا اقسم برب المشارق والمغارب)قال : المشارق الانبياء ، و
المغارب الاوصياء عليهم السلام(2).
بيان : عبر عن الانبياء بالمشارق ، لان أنوار هدايتهم تشرق على أهل الدنيا
وعن الاوصياء بالمغارب ، لان بعد وفاة الانبياء تغرب أسرار علومهم في صدور
الاوصياء ، ثم تفيض عنهم على الخلق بحسب قابلياتهم واستعدادهم(3).
17 - كنز : محمد بن العباس عن عبدالله بن العلا عن ابن شمون عن عثمان
ابن أبي شيبة عن الحسين بن عبدالله الارجاني عن ابن طريف عن ابن نباته عن
علي عليه السلام قال : سأله ابن الكوا عن قوله عزوجل :(فلا اقسم بالخنس)فقال :
إن الله لايقسم بشئ من خلقه ، فأما قوله :(الخنس)فإنه ذكر قوما خنسوا
علم الاوصياء ودعوا الناس إلى غير مودتهم ، ومعنى خنسوا : ستروا ، فقال له :
(والجوار(4)الكنس)قال : يعني الملائكة جرت بالعلم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فكنسه عنه الاوصياء من أهل بيته ، لايعلمه أحد غيرهم ، ومعنى كنسه رفعه وتوارى
به ، فقال :(والليل إذا عسعس)قال : يعني ظلمة الليل ، وهذا ضربه الله مثلا
لمن ادعى الولاية لنفسه وعدل عن ولاة الامر ، قال : فقوله :(والصبح إذا تنفس)
قال : يعني بذلك الاوصياء يقول : إن علمهم أنور وأبين من الصبح إذا تنفس .(5)
بيان : كأنه عليه السلام جعل(لا)نافية للقسم كما قيل ، لامؤكدة له كما هو
المشهور ، ولعل تفسير الخنس بالستر على المجاز ، إذا التأخير التأخر كما فسربهما
في اللغة يكون لستر شئ إما نفسه أو غيره ، كما أن الكنس أيضا كذلك ، فإنه


(1)في المصدر : روى محمد بن خالد البرقى باسناده يرفعه عن محمد بن سليمان .
(2)كنز جامع الفوائد : 355 . والاية في المعارج : 40 .
(3)في النسخة المخطوطة : واستعداداتهم .
(4)الصحيح كما في المصدر : الجوار ، بلاعاطف .
(5)كنز الفوائد : 372 : والايات في التكوير : 15 - 17 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه