فعيل بمعنى فاعل ، وإنما كان العلم خليل المؤمن ، لانه لا ينتفع بخليل انتفاعه
بالعلم في الدنيا والآخرة ، فكما لا يفارق الخليل ، ولا يتجاوز عن مصلحته ، ينبغي
أن لا يفارق العلم ، ولا يتجاوز عن مقتضاه(1).
" والحلم وزيره " فإنه يعاونه في امور دنياه وآخرته ، كمعاونة الوزير
الناصح الملك " والعقل أمير جنوده " إذ جنوده في رفع وساوس الشيطان وصولاتهم
الاعمال الصالحة ، والاخلاق الحسنة ، وكلها تابعة للعقل كما مر بيانه في باب
جنود العقل .
وفي ثاني سندي الكافي وسائر الكتب : والصبر أمير جنوده ، وهو أيضا كذلك
" والرفق أخوه " أي اللين واللطف والمداراة مع الصديق والعدو ، وتميشة الامور
بتدبير وتأمل ، بمنزلة الاخ له ، في أنه يصاحبه ، ولا يفارقه ، أو على إعانته وإيصال
النفع إليه ، و " البر " أي الاحسان إلى الوالدين ، أو إلى جميع من يستحق البر
" والده " أي بمنزلة والده في رعايته ، واختياره على جميع الامور ، أو في الانتفاع
منه وكون سببا لحيات المعنوية .
وفي ثانية روايتي الكافي " واللين والده " والفرق بينه وبين الرفق : إما
بحمل الرفق على اللطف والاحسان وهو أحد معانيه ، واللين على ترك الخشونة
أو بحمل الرفق على ترك العنف ، واللين على شدة الرفق وكثرته ، أو الرفق على
المعاملات ، واللين على المعاشرات وسيأتي بعض القول فيهما(2).
2 - كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن
منصور بن يونس ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : المؤمن يصمت
ليسلم ، وينطق ليغنم ، لا يحدث أمانته الاصدقاء ، ولا يكتم شهائه من البعداء ، ولا
يعمل شيئا من الخير رئاء ، ولا يتركه حياء ، إن زكي خاف مما يقولون ، ويستغفر
(1)في نسخة الكمبانى طبع هناك ما جعلناه بين العلامتين بعد عشرة أسطر .
(2)ما بين العلامتين طبع في نسخة الكمبانى قبل ذلك وهو في غير محله كما لا يخفى .