بحار الأنوار ج27

المؤمنين عليه السلام : اجلسوا على الغمامة ، فجلسنا وأخذنا مواضعنا ، فأشار إلى السحابة
الاخرى فهبطت وهي تقول كمقالة الاولى ، وجلس أمير المؤمنين عليه السلام عليها مفردة(1)
ثم تكلم بكلام وأشار إليها بالمسير نحو المغرب ، وإذا بالريح قد دخلت تحت
السحابتين فرفعتهما رفعا رفيقا .
فتأملت نحو أمير المؤمنين عليه السلام وإذا به على كرسي والنور يسطع من وجهه
يكاد يخطف الابصار ، فقال الحسن : ياأمير المؤمنين إن سليمان بن داود كان مطاعا
بخاتمه ، وأمير المؤمنين بماذا يطاع ؟ فقال عليه السلام : أنا عين الله في أرضه أنا لسان الله
الناطق في خلقه ، أنا نور الله الذي لايطفأ ، أنا باب الله الذي يؤتى منه وحجته على
عباده .
ثم قال : أتحبون أن اريكم خاتم سليمان بن داود قلنا : نعم فأدخل يده إلى
جيبه فأخرج خاتما من ذهب فصه من ياقوتة حمراء عليه مكتوب : " محمد وعلي " قال
سلمان : فتعجبنا من ذلك ، فقال : من أي شئ تعجبون ؟ وما العجب من مثلي ، أنا
اريكم اليوم مالم تروه أبدا(2).
فقال الحسن : اريد تريني(3)يأجوج ومأجوج والسد الذي بيننا وبينهم ،
فسارت الريح تحت السحابة(4)فسمعنا لها دويا كدوي الرعد وعلت في الهواء ، و
أمير المؤمنين عليه السلام يقدمنا حتى انتهينا إلى جبل شامخ في العلو ، وإذا شجرة جافة
قد تساقطت أوراقها وجفت أغصانها .
فقال الحسن : مابال هذه الشجرة قد يبست ؟ فقال عليه السلام : سلها فإنها تجيبك
فقال الحسن : أيتها الشجرة مابالك قد حدث بك مانراه من الجفاف ؟ فلم تجبه ، فقال


(1)في المصدر : فجلس امير المؤمنين عليه السلام عليها منفردة .
(2)في المصدر : مالا ترون ابدا .
(3)في المصدر : اريد ان ترينى .
(4)في المصدر : فسارت السحابة فوق الريح .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه