بحار الأنوار ج72

بيان : في المقاموس الغدر ضد الوفاء ، غدره وبه كنصر وضرب وسمع غدرا
وأقول يطلق الغدر غالبا على نقض العهد والبيعة ، وإرادة إيصال السوء إلى الغير
بالحيلة بسبب خفي وقوله : بامام متعلق بغادر ، والمراد بالامام إمام الحق ويحتمل
أن يكون الباء بمعنى مع ، ويكون متعلقا بالمجيئ ، فالمراد بالامام إمام الضلالة
كما قال بعض الافاضل : يجيئ كل غادر يعني من أصناف الغادرين على
اختلافهم في انواع الغدر بامام يعن إمام يكون تحت لوائه كما قال الله سبحانه :
يوم ندعوا كل اناس بامامهم وإمام كل صنف من الغادرين من كان كاملا في
ذلك الصنف من الغدر او باديا به ، ويحتمل أن يكون المراد بالغادر بامام من غدر
ببيعة إمام في الحديث الاتي خاصة ، وامام هذا الحديث فلا لا قتضائه التكرار
وللفصل فيه بيوم القيامة ، والاول أظهر لانهما في الحقيقة حديث واحد يبين
أحدهما الاخر ، فينبغي أن يكون معناهما واحدا انتهى .
وفي المصباح : الشدق بالفتح والكسر جانب الفم ، قاله الازهري وجمع
المفتوح شدوق ، مثل فلس وفلوس ، وجمع المكسور أشداق مثل حمل وأحمال
وقيل : لما كان الغادر غالبا يتشبث بسبب خفي لاخفاء غدره ، ذكر علي عليه السلام
أنه يعاقب بضد ما فعل ، وهو تشهيره بهذه البلية التي تتضمن خزيه على رؤوس
الاشهاد ليعرفوه بقبح عمله ، والنكث نقض البيعة والعهد ، والفعل كنصر وضرب
في المصاباح نكث الرجل العهد نكثا من باب قتل نقضه ونبذه فانتكث مثل نقضه
فانتقض ، والنكث بالكسر ما نقض ليغزل ثانية والجمع أنكاث . قوله أجذم قال
الجزري : فيه من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة وهو أجذم ، أي مقطوع
اليد من الجذم : القطع ، ومنه حديث علي عليه السلام من نكث بيعته لقي الله
وهو أجذم ، ليست له يد .
قال : القتيبتي الاجذم ههنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها ، وليست اليد أولى
بالعقوبة من باقي الاعضاء ، يقال : رجل أجذم ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من
الجذام ، وهو الداء المعروف ، قال الجوهري : لا يقال : للمجذوم أجذم ، وقال

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه