بحار الأنوار ج55

5 العقائد للصدوق : اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق ، والعرش
في وجه آخر هو العلم . وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل(الرحمن على
العرش استوى)فقال : استوى من كل شئ ، فليس شئ أقرب منه من شئ ، وأما
العرش الذي هو جملة جميع الخلق فحملته ثمانية من الملائكة ، لكل واحد ثماني
أعين ، كل عين طباق الدنيا ، واحد منهم على صورة بني آدم يسترزق الله تعالى لبني
آدم ، وواحد منهم على صورة الثور يسترزق الله تعالى للبهائم كلها وواحد منهم على
صورة الاسد يسترزق الله تعالى للسباع ، وواحد منهم على صورة الديك يسترزق الله
تعالى للطيور ، فهم اليوم هؤلاء الاربعة فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية وأما
العرش الذي هو العلم فحملته أربعة من الاولين وأربعة من الآخرين ، فأما الاربعة
من الاولين فنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام ، وأما الاربعة من الآخرين
فمحمد ، وعلي ، والحسن ، والحسين عليهم السلام ، هكذا روي بالاسانيد الصحيحة عن
الائمة عليهم السلام في العرش وحملته ، وإنما صار هؤلاء حملة العرش الذي هو العلم ، لان
الانبياء الذين كانوا قبل نبينا محمد صلى الله عليه وآله على شرائع الاربعة من الاولين : نوح ، و
إبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام ، ومن قبل هؤلاء الاربعة صارت العلوم إليهم ، و
كذلك صار العلم بعد محمد صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين إلى من بعد الحسين من
الائمة عليهم السلام .
اقول : قال الشيخ المفيد ره : العرش في اللغة هو الملك ، قال :
إذا ما بنوا مروان ثلث(1)عروشهم * وأودت كما أودت أياد وحميره
يزيد : إذا ما بنوا مروان هلك ملكهم وبادوا .
وقال آخر : أظننت عرشك لا يزول ولايغير ؟
يعني أظننت ملكك لا يزول ولا يغير ؟ وقال الله تعالى مخبرا عن واصف ملك


(1)قال الجوهرى ،(ثل الله عرشهم)أى هدم ملكهم ، ويقال للقوم إذا ذهب عزهم :
قد ثل عرشهم وقال : أودى فلان أى هلك(منه طاب ثراه).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه