بحار الأنوار ج67

هين جدا في جنب التقوى لاشتراط قبوله بها ولذا نبهه على ذلك ، والحاصل أنه
لما كان كلامه مبنيا على أن المدار على قلة العمل وكثرته نهاه عن ذلك .
الثالث ما قيل : إن الاقوال والافعال يختلف حكمها باختلاف النيات
والقصود ، وهو لم يقصد بهذا القول أن عمله ضعيف قليل بالنظر إلى عظمة الحق
وما يستحقه من العبادة ، وإنما قصد به ضعفه وقلته لذاته ، وبينهما فرق ظاهر
والاول هو الاعتراف بالتقصير دون الثاني .
الرابع أنه عليه السلام لما علم أن المفضل يعتد بعمله ويعده كثيرا ، وإنما
يقول ذلك تواضعا وإخفاء للعمل نهاه عن ذلك .
وفي القاموس رفق فلانا نفعه كأرفقه ، ووطئ الرحل كناية عن كثرة الضيافة
قال في القاموس : رجل موطأ الاكناف كمعظم سهل دمث كريم مضياف ، أو
يتمكن في ناحيته صاحبه ، غير مؤذى ولا ناب به موضعه(1)وفي النهاية في قوله
صلى الله عليه وآله : أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا هذا مثل وحقيقته من
التوطئة وهو التمهيد والتذليل ، وفراش وطئ لايؤذي جنب النائم ، والاكناف
الجوانب ، أراد الذين جوانبهم وطئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولايتأدى ، انتهى
وقيل : توطئة الرحل كناية عن التواضع والتذلل .
فاذا ارتفع له الباب من الحرام أي ظهر له مايدخله في الحرام من مال
حرام أو فرج حرام وغير ذلك ليس عنده أي العمل الكثير الذي كان عند صاحبه .
8 كتاب الامامة والتبصرة : عن القاسم بن علي العلوي ، عن محمد بن أبي
عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه
عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الطاعة قرة العين .


(1)القاموس ج 1 ص 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه