بحار الأنوار ج20

أي حركوا بالخوف تحريكا شديدا " وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض "
أي شك : " ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا " قال ابن عباس : إن المنافقين قالوا :
يعدنا محمد أن يفتح مدائن كسرى وقيصر ونحن لا نأمن أن نذهب إلى الخلاء ، هذا
والله الغرور " وإذ قالت طائفة منهم " يعني عبدالله بن أبي وأصحابه ، وقيل : هم
بنو سالم من المنافقين ، وقيل : القائل أوس بن قبطي ومن وافقه على رأيه " يا أهل
يثرب لا مقام لكم فارجعوا " أي لا إقامة لكم ههنا ، أو لا مكان لكم تقومون فيه للقتال
إذا فتح الميم ، فارجعوا إلى منازلكم بالمدينة ، وأرادوا الهرب من عسكر رسول الله
صلى الله عليه وآله " ويستأذن فريق منهم النبي " في الرجوع إلى المدينة وهم بنو حارثة وبنو
سلمة " يقولون إن بيوتنا عورة " ليست بحريزة ، مكشوفة ليست بحصينة ، أو خالية
من الرجال نخشى عليها السراق ، وقيل : قالوا : بيوتنا مما يلى العدو لا نأمن
على أهلينا " وما هي بعورة " بل هي رفيعة السمك حصينة عن الصادق عليه السلام : " إن
يريدون " أي ما يريدون " إلا فرارا " وهربا من القتال ونصرة المؤمنين " ولو دخلت "
البيوت أو المدينة " عليهم " أي لو دخل هؤلاء الذين يريدون القتال وهم الاحزاب على
الذين يقولون : إن بيوتنا عورة وهم المنافقون " من أقطارها " من نواحي المدينة
أو البيوت " ثم سئلوا الفتنة لاتوها " أي ثم دعوا هؤلاء إلى الشرك لاشركوا " وما
تلبثوا بها إلا يسيرا " أي وما احتبسوا عن الاجابة إلى الكفر إلا قليلا ، أو لما أقاموا
بعد إعطائهم الكفر إلا قليلا حتى يعاجلهم الله بالعذاب " ولقد كانوا عاهدوا الله
من قبل " أي من قبل الخندق " لا يولون الادبار " أي بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وحلفوا له
أنهم ينصرونه ويدفعون عنه كما يدفعون عن نفوسهم ولا يرجعون عن مقاتلة العدو
ولا ينهزمون ، قال مقاتل : يريد ليلة العقبة " وكان عهد الله مسئولا " يسئلون عنه
في الآخرة " قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل " إن كان حضر
آجالكم(1)فإنه لابد من واحد منهما ، وإن هربت فالهرب لا يزيد في آجالكم
" وإذا لا تمتعون إلا قليلا " أي وإن لم يحضر آجالكم(2)وسلمتم من الموت أو


(1)في المصدر : حضرت اجالكم .
(2)في المصدر : وان لم تحضر آجالكم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه