بحار الأنوار ج17

فرقتين ، فقال كفار أهل مكة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة ، انظروا السفار فإن
كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به ، قال : فسئل
السفار وقد قدموا من كل وجه فقالوا : رأيناه ، استشهد البخاري في الصحيح بهذا الخبر
في أن ذلك كان بمكة(1).
أقول : قد مرت الاخبار المستفيضة في إظلال السحاب عليه صلى الله عليه وآله في باب منشاه
صلى الله عليه وآله ، وباب احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على اليهود وسائر الابواب ، لا سيما
أبواب هذا المجلد ، وسيأتي رد الشمس بدعائه صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام في أبواب
معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذا إجابة السحاب له صلى الله عليه وآله في أبواب فضائل أمير المؤمنين
عليه السلام ، وكذا تطوق السحاب وبعده عن المدينة بإشارته صلى الله عليه وآله قد مر في باب المتقدم
وسيأتي في باب استجابة دعائه صلى الله عليه وآله .
وقال القاضي في الشفاء : خرج الطحاوي(2)في مشكل الحديث عن أسماء بنت
عميس من طريقين(3)أن النبي صلى الله عليه وآله كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل
العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أصليت ياعلي ؟ قال : لا ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إنه كان في طاعتك وفي طاعة رسولك فاردد عليه الشمس ،
قال أسماء : فرأيتها غربت ، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت ووقعت(4)على الارض ، وذلك
بالصهباء في خيبر .


(1)إعلام الورى : 19 .
(2)قال شارح الشفاء : هو الامام الحافظ العلامة صاحب التصانيف المهمة روى عنه الطبرانى
وغيره من الائمة وهو مصرى من أكابر علماء الحنفية ، لم يخلف مثله بين الائمة الحنفية ، وكان أولا
شافعيا يقرأ على خاله المزنى ، ثم صار حنفيا ، توفى سنة 321 ، إه‍ أقول : هو أبوجعفر أحمد بن
محمد بن سلامة الازدى الطحاوى ، وكتابه مشكل الاحاديث قد طبع بحيدر آباد في 4 مجلدات .
(3)وقال شارح الشفاء : وكذا الطبرانى رواه بأسانيد رجال بعضها ثقاة . أقول : هى من
الروايات المشهورة بين العامة والخاصة وسيأتى بأسانيدها في محله .
(4)في شرح الشفاء : ووقفت على الجبال والارض ، ويروى وقعت .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه