بحار الأنوار ج11

فكان أول بهيمة ارتعت من تلك الورقة ظبي المسك ، فمن هناك صار المسك في سزة الظبي ،
لانه جرى رائحة النبت في جسده وفي دمه حتى اجتمعت في سرة الظبي .(1)
بيان : قال الجوهري : عبق به الطيب بالكسر : أي لزق به . قوله :(إلى المغرب)
أي إلى غربي الهند ، أو المعنى أن الريح حملت بعضها فأدتها إلى بلاد المغرب أيضا ،
فلذا قد يحصل بعض الطيب فيها أيضا ، لكن لما ركدت الريح وبقي أكثرها في الهند
فهو فيه أكثر ، أو أراد أن الريح حملت الرائحة وذهبت إلى المغرب ثم رجعت بها إلى
المشرق وركدت به .
26 - كا : بالاسناد المتقدم عن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تعالى
لما أهبط آدم عليه السلام(2)أمره بالحرث والزرع ، وطرح إليه غرسا من غروس الجنة
فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان فغرسها لتكون لعقبه وذريته ، فأكل هو من
ثمارها ، فقال له إبليس لعنه الله : يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الارض وقد
كنت بها(3)قبلك ؟ ائذن لي آكل منها شيئا ، فأبى أن يطعمه ، فجاء(4)عند آخر عمر آدم
فقال لحواء : إنه قد أجهدني الجوع والعطش ، فقالت له حواء :(5)إن آدم عهد إلي
أن لا اطعمك شيئا من هذا الغرس لانه من الجنة ، ولا ينبغي لك أن تأكل منه ،(6)
فقال لها : فاعصري في كفي منه شيئا فأبت عليه ، فقال : ذريني أمصه ولا آكله ، فأخذت
عنقودا من عنب فأعطته فمصه(7)ولم يأكل منه شيئا لما كانت حواء قد أكدت عليه ، فلما
ذهب بعضه جذبته حواء من فيه ، فأوحى الله عزوجل إلى آدم عليه السلام : أن العنب قد مصه
عدوي وعدوك إبليس لعنه الله ، وقد حرمت عليك من عصيرة الخمر ما خالطه نفس


(1)فروع الكافى 2 : 223 . م
(2)في المصدر : لما اهبط آدم من الجنة . م
(3)في المصدر : فيها . م
(4)في المصدر : فجاء ابليس . م
(5)في المصدر : فقالت له حواء فما الذى تريد ؟ قال : اريدان تذيقنى من هذه الثمار فقالت له حواء :
ان آدم اه‍ . م
(6)في المصدر : منها شيئا .
(7)مص الشئ : رشفه ، أى شربه شربا رفيقا مع جذب نفس(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه