بحار الأنوار ج50

4 - عط : الكليني عن الصفار ، عن سهل ، عن محمد بن علي بن عبدالله ، عن
ابن سنان ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام من قبل أن يقدم العراق
بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه ، فنظر إلي وقال : يا محمد ستكون في هذه السنة
حركة فلا تجزع لذلك قال : قلت : وما يكون جعلني الله فداك فقد أقلقتني ؟
قا ل : أصير إلى هذه الطاغية(1)أما إنه لا يبدأني منه سوء ، ومن الذي يكون
بعده قال : قلت : وما يكون جعلني الله فداك ؟ قال : يضل الله الظالمين ، ويفعل
الله مايشاء(2)
قال : قلت : وما ذلك جعلني الله فداك ؟ قال : من ظلم ابني هذا حقه وجحده
إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام إمامته وجحده حقه بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قلت : والله لئن مد الله لي في العمر لا سلمن له حقه ، وتقر له بامامته
وإمامة من يكون من بعده ، قال : قلت : ومن ذاك ؟ قال : ابنه محمد ، قال : قلت
له : الرضا والتسليم(3).


(1)هو المهدى العباسى ، والتاء‌للمبالغة في طغيانه وتجاوزه عن الحد . وقوله
لا يبد أنى منه سوء ، أى لا يصلنى ابتداء منه شروسوء ، أى القتل أو الحبس ، ولا من الذى
بعده وهو موسى بن المهدى ، وقد قتله بعده هارون الرشيد بالسم ، وهذا من دلائل امامته
اذ اخبر بما يكون وقد وقع كما اخبر عليه السلام " صالح "
(2)سأل السائل عن مآل حاله مع الطواغيت فأشار عليه السلام إلى انه القتل بقوله
" يقتل الله الظالمين " اى يتركهم مع انفسهم الطاغية ، حتى يقتلوا نفسا معصومة ، ولم يمنعهم
جبرا ، وهذا معنى اضلالهم ، والى انه ينصب مقامه اماما آخر بقوله يفعل الله ما يشاء "
ولما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة والخصوصية سأل السائل بقوله " ما ويفعل الله ما يشاء
ولما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة والخصوصية سأل السائل عنه بقوله " ما ذاك
يعنى وما ذاك الفعل ؟ فأجاب عليه السلام بأنه نصب ابنى عليه للامامة والخلافة ، ومن ظلم
ابنى هذا حقه ، وجحده امامته ، كان كمن ظلم على بن أبى طالب حقه وجحده امامته ، وذلك
لان من انكر الامام الاخر ، لم يؤمن بالامام الاول " صالح "
(3)غيبة الشيخ ص 26 و 27 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه