بحار الأنوار ج40

الضفة(1)فقال : أديباج هي ؟ قال : نعم ، فلم يركب .(2)
بيان : الضفة بالفتح والكسر : الجانب .
7 قب : الاحياء عن الغزالي أنه كان له سويق في إناه مختوم يشرب منه ، فقيل
له : أتفعل هذا بالعراق مع كثرة طعامه ؟ فقال : أما إني لا أختمه بخلا به ولكني
أكره أن يجعل فيه ما ليس منه ، وأكره أن يدخل بطني غير طيب .
معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام قال : كان علي عليه السلام لا يأكل مما هنا حتى
يؤتى به من ثم يعني الحجاز .
الاصبغ بن نباتة قال علي عليه السلام : دخلت بلادكم بأشمالي هذه ورحلتي و
راحلتي ها هي فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين . و
في رواية : يا أهل البصرة ما تنقمون مني إن هذا لمن غزل أهلي ؟ وأشار إلى قميصه .
وترصد غداء‌ه عمرو بن حريث ، فأتت فضة بجراب(3)مختوم ، فأخرج منه
خبزا متغيرا خشنا ، فقال عمرو : يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبتيه ، قالت :
كنت أفعل فنهاني ، وكنت أضع في جرابه طعاما طيبا فختم جرابه ، ثم إن أمير
المؤمنين عليه السلام فته في قصعة وصب عليه الماء ثم ذر عليه الملح وحسر عن ذراعه ،
فلما فرغ قال : يا عمرو ولقد حانت هذه ومد يده إلى محاسنه وخسرت هذه أن
ادخلها النار من أجل الطعام ، وهذا يجزيني .
ورآه عدي بن حاتم وبين يديه شنة(4)فيها قراح ماء وكسرات من خبز
شعير وملح ، فقال : إني لا أرى لك يا أميرالمؤمنين لتظل نهارك طاويا مجاهدا و
بالليل ساهرا مكابدا ، ثم يكون هذا فطورك ، فقال عليه السلام :
علل النفس بالقنوع وإلا * طلبت منك فوق ما يكفيها


(1)الصحيح كما في الصمدر(الصفة)بالصاد المهملة ، وصفة السرج أو الرحل ، ما غشى
به ما بين القربوسين وهما مقدمه ومؤخره .
(2)مناقب آل ابى طالب 1 : 304 و 305 .
(3)الجراب : وعاء من جلد .
(4)الشنة : القربة الخلق الصغيرة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه