بحار الأنوار ج14


(باب 12) (قصة قوم سبأ وأهل الثرثار)

الايات ، سبأ " 34 " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من
رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم و
بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل * ذلك جزيناهم
بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى
ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا
وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار
شكور 15 19 .
1 فس : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال " قال : فإن
بحرا كان من اليمن وكان سليمان أمر جنوده أن يجروا لهم(1)خليجا من البحر العذب
إلى بلاد الهند ، ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة عظيمة من الصخر والكلس(2)حتى يفيض
على بلادهم ، وجعلوا للخليج مجاري ، وكانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه الماء أرسلوه بقدر
مايحتاجون إليه ، وكانت لهم جنتان عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة أيام فيمن يمر(3)
لاتقع عليه الشمس من التفافها ، فلما عملوا بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون
فلم ينتهوا بعث الله على ذلك السد الجرذ وهي الفأرة الكبيرة ، فكانت تقلع الصخرة التي
لايستقلها الرجل(4)وترمي بها ، فلما رأى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد ، فما زال
الجرذ تقلع الحجر حتى خربوا ذلك السد فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم


(1)في المصدر : أن يجروا له .
(2)الكلس بالفارسية(:)؟ آهك .
(3)هكذا في النسخ ، ولعله مصحف(فمن يمر)وفي المصدر : فيما يمر ، وفي البرهان : فيها
تمر لايقع عليها الشمس .
(4)في المصدر : تقتلع الصخرة التي لايستقلها الرجال .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه