بحار الأنوار ج49

منه ، فرجع دعبل إلى قم وسألهم رد الجبة عليه ، فامتنع الاحداث من ذلك وعصوا
المشايخ في أمرها فقالوا لدعبل : لا سبيل لك إلى الجبة فخذ ثمنها ألف دينار فأبى
عليهم فلما يئس من ردهم الجبة عليه ، سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها ، فأجابوه
إلى ذلك ، وأعطوه بعضها ، ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار .
وانصرف دعبل إلى وطنه ، فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله
فباع المائة دينار التي كان الرضا عليه السلام وصله بها من الشيعة ، كل دينار بمائة درهم
فحصل في يده عشرة الآف درهم ، فذكر قول الرضا عليه السلام(إنك ستحتاج إلى
الدنانير).
وكانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت رمدا عظيما ، فأدخل أهل الطب
عليها ، فنظروا إليها فقالوا : أما العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت ، وأما
اليسرى فنحن نعالجها ونجتهد ونرجو أن تسلم ، فاغتم لذلك دعبل غما شديدا وجزع
عليها جزعا عظيما ثم ذكر ما كان معه من فضلة الجبة ، فمسحها على عيني الجارية
وعصبها بعصابة منها من أول الليل فأصبحت وعيناها أصح مما كانتا قبل ببركة
أبي الحسن الرضا عليه السلام(1).
ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه مثله(2).
10 ن : أبوعلي أحمد بن محمد الهرمزي ، عن أبي الحسن داود البكري قال :
سمعت علي بن دعبل بن علي الخزاعي يقول لما حضر أبي الوفاة تغير لونه وانعقد
لسانه ، واسود وجهه ، فكدت الرجوع عن مذهبه ، فرأيته بعد ثلاث في ما يرى
النائم وعليه ثياب بيض ، وقلنسوة بيضاء ، فقلت له : يا أبه ما فعل الله بك ؟ فقال :
يا بني إن الذي رأيته من اسوداد وجهي وانعقاد لساني كان من شربي الخمر في
دار الدنيا ئلم أزل كذلك حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه ثياب بيض ، وقلنسوة
بيضاء فقال لي : أنت دعبل ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فأنشدني قولك في


(1)عيون أخبار الرضا ج 2 ص 263 265 .
(2)اكمال الدين ج 2 ص 44 48 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه