بحار الأنوار ج91

فقلت له : يا ابن رسول الله إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوبا ، قال : فقال الصادق :
امتثل يا ربيع ما أمرك به ، قال : فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه ، فلما ادخلته
إليه رأيته وهو جالس على سريره ، وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به ، ونظرت
إلى جعفر عليه السلام وهو يحرك شفتيه ، فلم أشك أنه قاتله ، ولم أفهم الكلام الذي كان
جعفر عليه السلام يحرك به شفتيه به ، فوقفت انظر إليها .
قال الربيع : فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور : ادن مني يا ابن
عمي ، وتهلل وجهه ، وقربه منه ، حتى أجلسه معه على السرير ، ثم قال : يا غلام
ائتني بالحقة فأتاه بالحقة ، فاذا فيها قدح الغالية ، فغلفه(1)منها بيده ، ثم حمله
على بغلة وأمر له ببدرة ، وخلعة ، ثم أمره بالانصراف قال : فلما نهض من عنده
خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله ، فقلت له : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله
إني لم أشك فيه ساعة تدخل عليه يقتلك ، ورأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك
فما قلت ؟ قال لي : نعم ، يا ربيع اعلم أني قلت :
حسبي الرب من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي من
لم يزل حسبي ، حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الذي لم يزل حسبي ، حسبي حسبي حسبي الله ونعم الوكيل .
اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني
بعزك ، واكفني شره بقدرتك ، ومن علي بنصرك وإلا هلكت وأنت ربى ، اللهم
إنك أجل وأخير مما أخاف وأحذر اللهم إني أدرء بك في نحره ، وأعوذ بك
من شره ، وأستعينك عليه ، وأستكفيك إياه ، يا كافي موسى فرعون ، ومحمدصلى الله عليه وآله
الاحزاب . الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا
وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم
وأولئك هم الغافلون ، لا جرم أنهم في الآخرة هم الاخسرون ، وجعلنا من بين ايديهم
سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون (2).


(1)اى طيبه بالغالية .
(2)مهج الدعوات ص 228226 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه