بحار الأنوار ج14

جما وأشار إلى صدره ولكن طلابه يسير ، وعن قليل يندمون لو فقدوني ، قال :
كان من قصتهم يا أخا تميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت ،
كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها روشاب(1)كانت أنبطت(2)لنوح عليه السلام
بعد الطوفان ، وإنما سموا أصحاب الرس لانهم رسوا نبيهم في الارض ،(3)وذلك
بعد سليمان بن داود عليه السلام ،(4)وكانت لهم اثنتا عشر قرية على شاطئ نهر يقال له :
الرس من بلاد المشرق ، وبهم سمي ذلك النهر ، ولم يكن يومئذ في الارض نهر أغزر
منه ، ولا أعذب منه ، ولا قرى أكثر(5)ولا أعمر منها تسمى إحداهن أبان ، والثانية
آذر ، والثالثة دي ، والرابعة بهمن ، والخامسة إسفندار ، والسادسة فروردين ،(6)و
السابعة أردي بهشت ، والثامنة خرداد ،(7)والتاسعة مرداد ، والعاشرة تير ، والحادي عشرة
مهر ، والثاني عشرة شهر يورد ،(8)وكانت أعظم مدائنهم إسفندار وهي التي ينزلها ملكهم ، و
كان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن سازن(9)بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم ، وبها
العين والصنوبرة ،(10)وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة ، وأجروا إليها
نهرا من العين التي عند الصنوبرة ، فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة ، وحرموا ماء العين
والانهار فلا يشربون منها ولا أنعامهم ، ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون : هو حياة آلهتنا ،
فلا ينبغي لاحد أن ينقص من حياتها ، ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه


(1)في نسخة : روشتاب . وفي العرائس : دوشان .
(2)أنبط البئر : استخرج ماء‌ها . وفي العلل والعرائس " نبعت " وفي النسخة المطبوعة " انبتت "
وهو وهم .
(3)أي دسوهم فيها ووأدوهم .
(4)في العرائس : وذلك قبل سليمان بن داود .
(5)في العيون : ولا قرى أكبر منها ولا أعمر منها . وفي العرائس : ولا قرى أكثر سكانا و
عمرانا منها .
(6)في العلل : پروردين .
(7)في نسخة : والثامنة آذر ، وفي اخرى والعلل : آذار .
(8)في كلا المصدرين : شهريور .
(9)في العلل : بركوذ بن غابور بن فارش بن شارب . وفي العرائس : تركون بن عابور بن
نوش بن سارب .
(10)في العرائس : وفيها العين التي يسقون منها الصنوبرة التي كانوا يعبدونها ، وقد غرسوا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه