عليهم السلام قال قلت أربعا أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه قلت : المرء مخبوء تحت لسانه
فإذا تكلم ظهر ، فأنزل الله تعالى : ولتعرفنهم في لحن القول . قلت : فمن جهل شيئا عاداه ،
فأنزل الله : بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه . وقلت : قدر أو قيمة كل امرئ ما يحسن ، فأنزل
الله في قصة طالوت : إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم وقلت : القتل
يقل القتل ، فأنزل الله : ولكم في القصاص حيوة يا اولي الالباب(4).
بيان : مخبوء أي مستور تحت لسانه لا يعرف كماله ولا نقصه ولا صدقه ويقينه
ولا كذبه ونفاقه إلا إذا تكلم . وقوله تعالى : ولتعرفنهم جواب قسم محذوف . ولحن القول :
اسلوبه وإمالته إلى جهة تعريض وتورية ، ومنه قيل للمخطى : لاحن لانه يعدل
بالكلام عن الصواب . والبسطة : السعة .
6 - ما : محمد بن العباس النحوي عن عبدالله بن الفرج ، عن سعيد بن الاوس
الانصاري قال : سمعت الخليل بن أحمد يقول : أحث كلمة على طلب علم قول علي بن
أبي طالب عليه السلام : قدر كل امرئ ما يحسن .
بيان : قال الجوهري هو يحسن الشئ أي يعلمه .
7 - لى : أبي عن سعيد ، عن اليقطيني ، عن يوسف بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن
زياد العطار ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن
لا يعلمه صدقة ، وهو أنيس في الوحشة ، وصاحب في الوحدة ، وسلاح على الاعداء ، و
زين الاخلاء ، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم ، ترمق أعمالهم ، وتقتبس
آثارهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم لان العلم حياة
القلوب ، ونور الابصار من العمى ، وقوة الابدان من الضعف ، وينزل الله حامله منازل
الابرار ، ويمنحه مجالسة الاخيار في الدنيا والآخرة . بالعلم يطاع الله ويعبد ، وبالعلم
يعرف الله ويوحد ، وبالعلم توصل الارحام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، والعلم إمام
العقل والعقل تابعه ، يلهمه الله السعداء ، ويحرمه الاشقياء .
8 - ل : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن جماعة من أصحابه رفعوه إلى أمير المؤمنين