بحار الأنوار ج99

الشمس ، ولقد اجتهدت والله في إزالة ما عنده بكل حيلة وأوردت عليه كل لطيفة
وهو مصر على قوله ، وأعاد يمينه بما خبرتك عنه .
قال : ثم جعل أبوالهيجاء يطيب نفسي ، وقال ، يا أخي لولا أني ظننت أن
لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها ، لطويت عنك ، ما أطلعتك عليه من نيته
وسترت ما أخبرتك به عنه ، ومع هذا فثق بالله تعالى وارجع فيما يهمك من
هذه الحالة الغليظة إليه ، فانه جل ذكره يجير ولا يجار عليه ، وتوجه إلى الله تعالى
بالعدة والذخيرة للشدائد والامور العظيمة ، بمحمد وعلي وآلهما الائمة
الهادين صلوات الله عليهم أجمعين .
قال أبوالعباس : فانصرفت إلى موضعي الذي انزلت فيه في حالة عظيمة من
الاياس من الحياة ، واستشعار الهلكة ، فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني ، و
أقبلت على القبلة ، فجعلت اصلي واناجي إلى ربي ، وأتضرع إليه ، وأعترف له
بذنوبي ، وأتوب منها ذنبا ذنبا ، وتوجهت إلى الله تعالى بمحمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن
والحجة لله في أرضه ، المأمول لاحياء دينه ، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين
قال : ولم أزل في المحراب قائما أتضرع إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأستغيث به و
أقول : يا أميرالمؤمنين أتوجه بك إلى الله تعالى ربي وربك فيما دهمني
وأظلني .
ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام ، إلى أن انتصف الليل ، وجاء وقت
الصلاة والدعاء ، وأنا أستغيث إلى الله ، وأتوسل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله
عليه ، إذ نعست عيني فرقدت ، فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي : يا ابن كشمرد !
قلت : لبيك يا أمير المؤمنين فقال : مالي أراك على هذه الحالة ؟ فقلت : يا مولاي
أما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله وولده ، بغير وصية يسندها إلى
متكفل بها ، أن يشتد قلقه وجزعه ، فقال : تحول كفاية الله ودفاعه بينك وبين
الذي توعدك ، فيما أرصدك به من سطواته ، اكتب :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه