بحار الأنوار ج98

حمزة ليس له سر أي حصانة بل يفشي الاسرار ، وذلك بسبب أنه من أتباع زيد
ولا يعتقد إمامتنا ، فتكون من تعليلية ، أو المعنى انه ليس له حظ من أسرار زيد
وما كان يعتقد فينا ، فان الزيدية خالفوا زيدا في ذلك ، ولعله كان الباعث لافشائه
على الوجهين الحسد على أبي هاشم إذ كان هو المبعوث ، فلذا لم يتق عليه السلام في القول
أولا عنده مع انه يحتمل أن يكون المراد بمحمد أخيرا غير ابن حمزة .
ويحتمل أيضا أن يكون المراد بزيد غير إمام الزيدية بل واحدا من أهل ذلك
العصر ممن يتقى منه ، ويكون المعنى أن محمدا لا يخفى شيئا من زيد وأنا أكره
أن يسمع زيد ذلك .
33 - مل : علي بن الحسين وجماعة ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي
هاشم الجعفرى قال : دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل فقال لنا :
وجهوا قوما إلى الحير من مالي ، فلما خرجنا من عنده قال لي محمد بن حمزة :
المشير يوجهنا إلى الحير وهو بمنزلة من في الحير قال : فعدت إليه فأخبرته فقال
لي : ليس هو هكذا إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها وحائر الحسين عليه السلام من تلك
المواضع(1).
34 - قال الحسين بن أحمد بن المغيرة : وحدثني أبومحمد الحسن بن أحمد
ابن محمد بن علي الرازي المعروف بالرهوردي بنيسابور بهذا الحديث و ذكر في آخره
غير ما مضى في الحديثين الاولين أحببت شرحه في هذا الباب لانه منه :
قال أبومحمد الرهوردى : حدثني أبوعلي محمد بن همام - ره - قال حدثنى الحميرى
قال : حدثني أبوهاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن على بن محمد عليه السلام وهو
محموم عليل فقال لي : يا أباهاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي
فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون
الرجل الذي يخرج فقال : السمع والطاعة ولكنني أقول انه أفضل من الحير إذا
كان بمنزلة من في الحير ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحير .


(1)كامل الزيارات 273 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه