بحار الأنوار ج23

من جهة غيره على قدر ما يجوز أن يناله منه فليس ذلك من الراسخين ، يقال : رسخت
عروق الشجر في الارض ، ولا يرسخ إلا صغيرا .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا
كذبا وبغيا علينا وحسدا لنا(1)أن رفعنا الله سبحانه ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم
وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، لا بهم(2).
54 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله : " والذين
يمسكون بالكتاب " إلى آخره ، نزلت(3)في آل محمد صلى الله عليه وآله وأشياعهم ، وقوله :
" وإذ تأذن ربك ليبعثن(4)" إلى آخره فهم امة محمد صلى الله عليه وآله تسوم أهل الكتاب سوء
العذاب يأخذون منهم الجزية(5).
بيان : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " والذين يمسكون بالكتاب "
أي يتمسكون به ، والكتاب التوراة أي لا يحرفونه ولا يكتمونه ، وقيل : الكتاب
القرآن ، والمتمسك به : امة محمد صلى الله عليه وآله . وفي قوله تعالى : " من يسومهم سوء
العذاب : أي ومن يذيقهم ويوليهم شدة العذاب بالقتل وأخذ الجزية منهم ، والمعني
به امة محمد صلى الله عليه وآله عند جميع المفسرين ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام(6).


(1)في المصدر : وبغيا لنا وحسدا علينا .
(2)مناقب آل أبى طالب 1 : 245 .
(3)في المصدر : قال : نزلتوالاية في سورة الاعراف : 170 .
(4)الاعراف : 167 .
(5)تفسير القمى : 228 و 229 فيه : يسومون اهل الكتاب .
(6)مجمع البيان ج 4 ص 496 - 494 . والاية الاولى في الاعراف : 170 والثانية
ايضا في الاعراف : 167 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه