بحار الأنوار ج11

8 - ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن حمدان بن سليمان ، عن علي بن محمد بن الجهم(1)
قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليه السلام فقال له المأمون : يا ابن رسول
الله أليس من قولك : إن الانبياء معصومون ؟ قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله عزوجل
" وعصى آدم ربه فغوى " فقال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى قال لآدم عليه السلام : " اسكن أنت
وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " وأشارلهما إلى شجرة
الحنطة " فتكونا من الظالمين " ولم يقل لهما : لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها
فلم يقربا تلك الشجرة " وإنما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال : " ما
نهكما ربكما عن هذه الشجرة " وإنما نها كما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل
منها " إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين "
ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا " قد لهما بغرور " فأكلا منها
ثقة بيمينه بالله ، وكان ذلك من آدم قبل النبوة ، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول
النار ، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الانبياء قبل نزول الوحي
عليهم ، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال الله
عزوجل : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " وقال الله عزوجل :
" إن الله اصطفى ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " .(2)
9 - مع ، ن : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن الهروي
قال : قلت للرضا عليه السلام : ياابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء
ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها : فمنهم من يروي أنها الحنطة ، ومنهم من يروي أنها
العنب ، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد ، فقال : كل ذلك حق . قلت : فما معنى هذه
الوجوه على اختلافها ؟ فقال : يا أبا الصلت إن شجر الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة


(1)تقدم الحديث بتفصيله في باب عصمة الانبياء ، وبين المصنف هناك أن الانبياء معصومون
لا يصدر عنهم كبيرة ولا صغيرة قبل نزول الوحى عليهم وبعده وأن الاحاديث المشعرة بصدور الصغيرة
عنهم محمولة على التقية أو غيرها من المحامل ، وسيأتى منه الكلام حول ذلك .
(2)عيون الاخبار : 108 - 109 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه