بحار الأنوار ج50

العمي والحسن بن راشد وعلي بن مدرك وعلي بن مهزيار وخلق كثير من سائر
البلدان إلى المدينة ، وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السلام فقالوا : بصريا - وهي قرية
أسسها موسى بن جعفر عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة - فجئنا ودخلنا القصر فاذا
الناس فيه متكابسون(1)فجلسنا معهم إذ خرج علينا عبدالله بن موسى شيخ فقال
الناس : هذا صاحبنا ؟ ! فقال الفقهاء : قد رويناعن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أنه لا
تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام فليس هذا صاحبنا فجآء حتى
جلس في صدر المجلس .
فقال رجل : ما تقول أعزك الله في رجل أتى حمارة فقال : تقطع يده ويضرب
الحد وينفى من الارض سنة ، ثم قام إليه آخر فقال : ما تقول آجلك الله في رجل
طلق امرأته عدد نجوم السمآء ؟ قال : بانت منه بصدر الجوزاء والنسر الطائر والنسر
الواقع(2).
فتحيرنا في جرأته على الخطاء إذا خرج علينا أبوجعفر عليه السلام وهوابن ثمان


(1)تكابس الرجل : اذاأدخل رأسه في حبيب قميصه . وعلى الشئ : تقحم عليه .
(2)صدر الجوزاء : ثلاثة كواكب . ويقال رأس الجوزاء كما في حديث غيره و
كذلك النسر الطائر ، والنسر الواقع ثلاثة كواكب ، ومعنى كلامه أن الطلاق يقع ثلاثا
لاأزيد .
وأما الجوزاء فهى نجم على صورة معه رجل منطقة وسيف يداها الواقعتان فوق المنطقة
وهى ثلاثة كواكب : كوكبان مضيئان واليسرى أضوء ورجلاه الواقعتان تحت المنطقة
كوكبان مضيئان واليسرى أضوء وما بين يديه من جانب الفوق ثلاثة كواكب صغار متصلة متلاصقه
وهى رأس الجوزاء .
وقال بعضهم : ترى أوائل الليل في الشتاء - اذا استقبلت القبلة صورة من الكواكب
جالبة للنظر جدا كمربع مستطيل ضلعه الاطول نحو سبعة أو ثمانية أذرع من الشمال إلى
الجنوب ، وعرضه نحو ذراعين أوأكثر من اليمين إلى اليسار وعلى زواياه الاربع أربعة
كواكب مضيئة ، وفى مركزه ثلاثة كواكب متصلة موربة ، وتسمى برأس الجوزاء ، وقد
يقال لهذه الصورة الجبار .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه