بحار الأنوار ج11

فكيف لي بهذا فأعبده حق عبادته ، فجلا بطائفة من قومه(1)فجعل يعظهم و
يذكرهم ويخوفهم ويدعوهم إلى عبادة خالق الاشياء ، فلا يزال يجيبه واحد بعد واحد حتى
صاروا سبعة ثم سبعين إلى أن صاروا سبعمائة ثم بلغوا ألفا ، فلما بلغوا ألفا قال لهم :
تعالو نختر من خيارنا(2)مائة رجل ، فاختاروا من خيارهم مائة رجل ، واختاروا من المائة
سبعين رجلا ، ثم اختاروا من السبعين عشرة ، ثم اختاروا من العشرة سبعة ، ثم قال لهم :
تعالوا فليدع هؤلاء السبعة وليؤمن بقيتنا فلعل هذا الرب جل جلاله يدلنا على عبادته
فوضعوا أيديهم على الارض ودعوا طويلا فلم يتبين لهم شئ ، ثم رفعوا أيديهم إلى السماء
فأوحى الله عزوجل إلى إدريس عليه السلام ونبأه ودله على عبادته ، ومن آمن معه فلم يزالوا
يعدون الله عزوجل لا يشركون به شيئا حتى رفع الله عزوجل إدريس إلى السماء و
انقرض من تابعه على دينه إلا قليلا ، ثم إنهم اختلفوا بعد ذلك وأحدثوا الاحداث و
أبدعوا البدع حتى كان زمان نوح عليه السلام .(3)
2 - ك : أبي وابن الوليد وابن المتوكل جميعا ، عن سعد والحميري ومحمد العطار ، عن
ابن عيسى وابن هاشم جميعا ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جفعر
محمد بن علي الباقر عليه السلام قال : كان بدء نبوة إدريس عليه السلام أنه كان في زمانه ملك جبار(4)
وإنه ركب ذات يوم في بعض نزهه فمر بأرض خضرة لعبد مؤمن من الرافضة(5)
فأعجبته ، فسأل وزراء‌ه : لمن هذه الارض ؟ قالوا : لعبد من عبدالملك فلان الرافضي ، فدعابه
فقال له : أمتعني بأرضك هذه ،(6)فقال لها : عيالي أحوج إليها منك ، قال : فسمني بها


(1)في نسخة : فخلا بطائفة من قومه .
(2)في نسخة : تعالوا نختار من خيارنا .
(3)علل الشرائع : 21 . م
(4)قال المسعودى في اثبات الوصية : إنه " بيوراسب " .
(5)أى من الذين رفضوا الشرك والمعاصى وتركوا مذهب السلطان ، وعبر عليه السلام بذلك
لئلايهتم أصحابه مما ينابرهم العامة بهذا اللقب ويعلموا أن ذلك كان ديدن أهل الدنيا سلفا و
خلفا وعادتهم ، رواه المسعودى في اثبات الوصية وقال : فقيل : انها لرجل من الرافضة كان لا يتبعه
على كفره ويرفضه يسمى رافضيا فدعى به .
(6)أى صيرنى انتفع وألتذبه(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه