بحار الأنوار ج21

الذي أنزل الله فيه : " إن الانسان لربه لكنود " قال : كفور " وإنه على ذلك لشهيد "
قال : شهيد عليه بالكفر " وإنه لحب الخير لشديد " قال أميرالمؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام : يعني باتباعه محمدا . فلما برز(1)الحارث حمل كل واحد منهما على صاحبه
فضربه علي ضربة فقتله ، وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي عليه السلام : هل
من مبارز ؟ فبرز إليه ابن عمه يقال له : عمرو بن الفتاك(2)وهو يقول :
أنا عمرو وأبي الفتاك(3)* وبيدي نصل سيف هتاك
أقطع به الرؤس لمن أرى كذاك
فأجابه أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يقول :
هاكها مترعة دهاقا * كأس دهاق مزجت زعاقا
ابى أمرؤ إذا ما لاقا * اقد الهام وأجد ساقا(4)
ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي عليه السلام ضربة فقتله ، وعجل
الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي عليه السلام : هل من مبارز ؟ فلم يبرز إليه أحد ، فشد
أميرالمؤمنين عليه السلام عليهم حتى توسط جمعهم ، فذلك قول الله : " فوسطن به جمعا "


(1)في المصدر : قال : فبرز الحارث وهو يحرص على الله وعلى ورسوله ويقول :
ان لنصر اللات عندى حقا * بكل صارم يريكم صعقا
وكل خطى يزيل الحلقا
فاجابه عليه السلام :
أذودكم بالله عن محمد * بكل سيف قاطع مهند
أرجو بذاك فوز قدحى في غد . ثم حمل .
(2)في المصدر : عمرو بن ابى الفتاك .
(3)في المصدر :
إنى عمرو أبى الفتاك * وفي يدى مخذم بتاك
أطلب حقى إن آتى العراك
أقول : المخذم : السيف القاطع . والبتاك : مبالغة الباتك : القاطع . السيف .
(4)في المصدر :
دونكها مترعة دهاقا * كاسا سلافا مزجت زعاقا
انى أنا المرء الذى إن لاقى * يقد هاما ويجذ ساقا
أقول : ذكر في الديوان : 87 البيت الاول وفيه كذلك : خطاب لموسى بن حازم العكى :
دونكها مترعة دهاقا * كاساز عافا مزجت زعاقا

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه