بحار الأنوار ج93

أترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة ، وصلاتنا إلى قبلتنا لانا لانتبع محمدا صلى الله عليه وآله
على هواه في نفسه وأخيه ؟ فأنزل الله تعالى يا محمد قل ليس البر والطاعة التي
تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران والرضوان أن تولوا وجوهكم بصلاتكم
قبل المشرق يا أيها النصارى و قبل المغرب يا أيها اليهود وأنتم لامر الله
مخالفون ، وعلى ولي الله مغتاظون ولكن البر من آمن أي برمن آمن أو ولكن
البار أو ذا البر من آمن بالله(1).
1 - مص : قال الصادق عليه السلام : على كل جزء من أجزائك زكاة واجبة لله
عزوجل ، بل على كل شعرة ، بل على كل لحظة ، فزكاة العين النظر بالعبرة
والغض عن الشهوات وما يضاهيها ، وزكاة الاذن استماع العلم والحكمة والقرآن
وفوائد الدين من الحكمة والموعظة والنصيحة ، وما فيه نجاتك بالاعراض عما
هوضده من الكذب والغيبة وأشباهها ، وزكاة اللسان النصح للمسلمين ، والتيقظ
للغافلين ، وكثرة التسبيح والذكر وغيره ، وزكاة اليد البذل والعطاء و
السخاء بما أنعم الله عليك به وتحريكها بكتبة العلوم ، ومنافع ينتفع بها المسلمون
في طاعة الله تعالى ، والقبض عن الشرور ، وزكاة الرجل السعي في حقوق الله تعالى
من زيارة الصالحين ، ومجالس الذكر ، وإصلاح الناس ، وصلة الرحم ، والجهاد
وما فيه صلاح قلبك وسلامة دينك .
هذا مما يحتمل القلوب فهمه ، والنفوس استعماله ، وما لايشرف عليه إلا
عباده المقربون المخلصون أكثر من أن يحصى ، وهم أربابه وهو شعارهم دون
غيرهم(2).
بيان : قوله : بكتبة العلوم يدل على شرافة كتابة القرآن المجيد و
الادعية وكتب الاحاديث المأثورة وسائر الكتب المؤلفة في العلوم الدينية ، وبالجملة
كل ماله مدخل في علوم الدين ، والمراد بمجالس الذكر ما انعقد على وفق


(1)تفسير الامام : 271 .
(2)مصباح الشريعة : 17 - 18

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه