بحار الأنوار ج11

ثم كانت أنبياء كثيرون : منهم من قصه الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله ، ومنهم من
لم يقصه عليه .
ثم إن الله عزوجل أرسل عيسى بن مريم إلى بني إسرائيل خاصة فكانت نبوته
ببيت المقدس ، وكان من بعده الحواريون اثني عشر ، فلم يزل الايمان يستسر في
بقية أهله(1)منذ رفع الله عيسى عليه السلام ، وأرسل الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن و
الانس عامة ، وكان خاتم الانبياء ، وكان من بعده الاثني عشر الاوصياء ، منهم من أدركنا
ومنهم من سبقنا ، ومنهم من بقي ، فهذا أمر النبوة والرسالة ، وكل نبي ارسل إلى بني
إسرائيل خاص أوعام له وصي جرت به السنة ، وكان الاوصياء الذين بعد محمد صلى الله عليه وآله
على سنة أوصياء عيسى ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام على سنة المسيح ، وهذا تبيان السنة
وأمثال الاوصياء بعد الانبياء .(2)
شى : عن الثمالي بعض الخبر مع اختصار ،(3)ورواه في الكافي ،(4)عن علي ، عن
أبيه ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن فضيل ، عن الثمالي .
بيان : قوله :(والاسم الاكبر)أي الاسم الاعظم أو كتب الانبياء وعلومهم كما
فسر به في خبر أورده في الكافي . قوله عليه السلام :(وهو قوله عزوجل : " وما قوم لوط ")لعل المراد
الاشارة إلى الآيات الدالة على بعثة إبراهيم عليه السلام ومن آمن به من الانبياء ، لان
لوطا عليه السلام كان بعثته بعد بعثة إبراهيم عليه السلام وكان معاصرا له لا متقدما عليه . قوله عليه السلام :
(وجرى لكل نبي ماجرى لنوح)أي الوصية والامر بتعاهدها وكتمانها .
قوله عليه السلام :(تترى)أي متواترين واحدا بعد واحد من الوتر وهو الفرد ، والتاء
بدل من الواو ، والالف للتأنيث ، لان الرسل جماعة " فأتبعنا بعضهم بعضا " أي في الاهلاك
" وجعلناهم أحاديث " أي لم يبق منهم إلا حكايات يسمربها .


(1)في المصدر : يستتر في بقية أهله . م
(2)كمال الدين : 122 - 127 . م
(3)تفسير العياشى : مخطوط . م
(4)أشرنا إلى موضعه قبلا(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه