وإذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وكانت امرأة لوط تدل على أضياقه
فكان ذلك خيانتهما لهما ، ومابغت امرأة نبي قط ، وإنما كانت خيانتهما في الدين .
وقال السدي : كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين ; وقيل : كانتا منافقتين ; وقال الضحاك :
خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين ; وقيل : إن اسم امرأة نوح
واغلة ،(1)واسم امرأة لوط واهلة ; وقال مقاتل : والغة ووالهة .(2)
1 - ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام
ابن سالم ، عن أبي بصير قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل ؟
فقال : نعم يا أبا محمد في كل صباح ومساء ، ونحن نتعوذ بالله من البخل ، الله يقول : " ومن
يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " وساخيرك عن عاقبة البخل ، إن قوم لوط كانوا أهل
قرية أشحاء على الطعام ، فأعقبهم البخل داء لادواء له في فروجهم ، فقلت : وما أعقبهم ؟
فقال : إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر ، فكانت السيارة تنزل
بهم فيضيفونهم ، فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولوما ، فدعاهم البخل إلى
أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك ، وإنما كانوا يفعلون ذلك
بالضيف حتى ينكل النازل عنهم ،(3)فشاع أمرهم في القرى وحذر منهم النازلة فأورثهم
البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك ، حتى صاروا يطلبونه
من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل . ثم قال : فأي داء أدأى(4)من البخل ولا
أضر عاقبة ولا أفحش عند الله عزوجل ؟ قال أبوبصير : فقلت له : جعلت فداك فهل كان
أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون ؟ فقال : نعم إلا أهل بيت من المسلمين(5)أما تسمع
لقوله تعالى : " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " ثم
قال أبوجعفر عليه السلام : إن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى الله عزوجل ويحذرهم
(1)في المحبر : اسمها واعلة - بالعين المهملة - .
(2)مجمع البيان 10 : 319 . م
(3)نكل عنه : نكص وأحجم عنه .
(4)في نسخة : أعدى ، وفى اخرى : أدوى ، وفى المصدر : أوذى .
(5)في نسخة : الا أهل بيت منهم من المسلمين .(*)