بحار الأنوار ج38

إليك بما تعلمين ، فلما أخبرها الحسن بما قال أميرالمؤمنين عليه السلام قامت ثم قالت :
خلوني(1)! فقالت لها امرأة من المهالبة : أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم وحاورتيه وخرج
من عندك مغضبا وأتاك غلام فأقلعت ؟ قالت : إن هذا الغلام ابن رسول الله صلى الله عليه واله فمن أراد
أن ينظر إلى مقلتي(2)رسول الله فلينظر إلى هذا الغلام ، وقد بعث إلي بما علمت ، قالت :
فأسألك بحق رسول الله صلى الله عليه واله عليك إلا أخبرتينا بالذي بعث إليك ، قالت : إن رسول الله
صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد علي ، فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة .
وفي رواية : كان النبي يقسم نفلا(3)في أصحابه ، فسألناه أن يعطينا منه شيئا
وألححنا عليه في ذلك ، فلامنا علي فقال : حسبكن ما أضجرتن رسول الله ، فتهجمناه ،
فغضب النبي صلى الله عليه واله مما استقبلنا به عليا ثم قال : يا علي إني قد جعلت طلاقهن إليك
فمن طلقتها منهن فهي بائنة ، ولم يوقت النبي صلى الله عليه واله في ذلك وقتا في حياة ولا موت ،
فهي تلك الكلمة ، فأخاف أن أبين من رسول الله .
خطيب خوارزم :
علي في النساء له وصي * أمين لم يمانع بالحجاب
واستنابه في مبيته على فراشه ليلة الغار ، واستنابه في نقل الحرم إلى المدينة بعد ثلاثة
أيام ، واستنابه في خاصة أمره وحفظ سره مثل حديث مارية لما قرفوها(4)، واستنابه
على المدينة لما خرج إلي تبوك ، واستنابه في قتل الصناديد من قريش وولاه عليهم عند
هزيمتهم ، وولاه حين بعثه إلى فدك ؟ وولاه الخروج إلى بني زهرة ، وولاه يوم احد في
أخذ الراية وكان صاحب رايته دونهم ، وولاه على نفسه عند وفاته وعلى غسله وتكفينه
والصلاة عليه ودفنه ، وقد روي عنه : إنا أهل بيت النبوة والرسالة والامامة وإنه لا يجوز
أن يقبلنا عند ولادتنا القوابل ، وأن الامام لا يتولى ولادته وتغميضه(5)وغسله ودفنه


(1)في المصدر : رحلونى خ ل .
(2)المقلة : العين .
(3)النفل بالتحريك الغنيمة .
(4)قرف فلانا بكذا : عابه أواتهمه به وفي(ت)قذفوها .
(5)غمض عينه : أطبق جفنيها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه