بحار الأنوار ج47

عليه السلام أولى بهذا الامر من غيره لانه لم يفر عن زحف قط كما فر غيره

في غير موضع ، فقال الناس : صدقت
وأما الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله نصا فقال : أني تارك فيكم الثقلين ما إن
تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى
يردا على الحوض ، وقوله صلى الله عليه وآله مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها
نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومن تقدمها مرق ، ومن لزمها لحق ، فالمتمسك
بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله هاد مهتد بشهادة من الرسول صلى الله عليه وآله ، والمتمسك بغيرهم
ضال مضل ، قال الناس : صدقت يا أبا جعفر .
وأما من حجة العقل فإن الناس كلهم يستعبدون بطاعة العالم ووجدنا
الاجماع قد وقع على علي عليه السلام أنه كان أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان
جميع الناس يسألونه ويحتاجون إليه ، وكان علي عليه السلام مستغينا عنهم هذا من الشاهد
والدليل عليه من القرآن قوله عزوجل " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع
أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون "(1)فما اتفق يوم أحسن
منه ودخل في هذا الامر عالم كثير .
وقد كانت لابي جعفر مؤمن الطاق مقامات مع أبي حنيفة فمن ذلك ما روي
أنه قال يوما من الايام لمؤمن الطاق : إنكم تقولون بالرجعة ؟ قال : نعم قال :
أبوحنيفة : فأعطني الآن ألف درهم حتى اعطيك ألف دينارا إذا رجعنا ، قال الطاقي
لابي حنيفة : فأعطني كفيلا بأنك ترجع إنسانا ولا ترجع خنزيرا .
وقال له يوما آخر : لم لم يطالب علي بن أبي طالب بحقه بعد وفاة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم إن كان له حق ؟ فأجابه مؤمن الطاق فقال : خاف أن تقتله الجن كما
قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة .
وكان أبوحنيفة يوما آخر يتماشى مع مؤمن الطاق ، في سكة من سكك
الكوفة إذا بمناد ينادي من بدلني على صبي ضال ، فقال مؤمن الطاق : أما الصبي


(1)يونس : 35 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه