حقا ولايدينون دينا ، يافضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق
مسخور بهم ، مكبين على وجوههم ، ثم لا هذه الآية :(أفمن يمشي مكبا على
وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم)يعني والله عليا عليه السلام والاوصياء
ثم تلا عليه السلام هذه الآية :(فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون(1))أميرالمؤمنين عليه السلام ، يافضيل لم يتسم بهذا الاسم غير
علي عليه السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس(2)هذا ، أما والله يافضيل مالله عز
ذكره حاج غيركم ، ولا يغفر الذنوب إلا لكم ولا يتقبل إلا منكم ، وإنكم لاهل
هذه الآية :(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم
مدخلا كريما)(3)يافضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا
ألسنتكم وتدخلوا الجنة ؟ ثم قرأ :(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)أنتم والله أهل هذه الآية(4).
بيان : قوله :(فلما رأوه زلفة)قال المفسرون : أي ذا زلفة وقرب :(وقيل
هذا الذي كنتم به تدعون)أي تطلبون وتستعجلون ، تفتعلون من الدعاء أو
تدعون أن لابعث ، من الدعوى وعلى تأويله عليه السلام الضمير في المواضع راجع إلى
أميرالمؤمنين عليه السلام ، أي لما رأوا أميرالمؤمنين عليه السلام ذا قرب ومنزلة عند ربه في
القيامة ظهر على وجوههم أثر الكأبة والانكسار والحزن فتقول الملائكة لهم مشيرين
إليه هذا الذي كنتم بسببه تدعون منزلته وتسميتم بأميرالمؤمنين وقد كان مختصا
به عليه السلام .
قوله عليه السلام : أنتم والله أهل هذه الآية . أي أنتم عملتم بمضمون صدر الآية لا
مع التتمة ، أو هذا الامر متوجه إليكم ، فاعملوا بصدرها واحذروها آخرها .
(1)الملك : 22 و 27 .
(2)في المصدر : إلى يوم البأس .
(3)النساء : 31 ،
(4)روضة الكافى : 288 و 289 . والاية الاخيرة في النساء : 77 .(*)