بحار الأنوار ج57

ويعلم الذين يجادلون في آياتنا مالهم من محيص(1).
الجاثية : الله الذى سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله
ولعلكم تشكرون(2).
الطور : والبحرالمسجود(3).
الرحمن : مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما
تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان وله الجوار المنشآت
في البحر كالا علام(4).
الملك : قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين(5).
المرسلات : وأسقينا كم ماء فراتا(6).

تفسير : " وسخر لكم الفلك " إنما نسب إليه سبحانه مع أنه من أعمال العباد
لانه لولا أنه تعالى خلق الاشجار الصلبة التي منها يمكن تركيب السفن ، ولولا خلقة
الحديد وسائر الا لات ، ولولا تعريفه العباد كيف يتخذونها ، ولولا أنه تعالى خلق
الماء على صفة السلاسة التي باعتبارها يصح جري السفينة فيه ، ولولا خلقه تعالى الرياح
وخلق الحركات القوية فيها ، ولولا أنه وسع الانهار وجعل لها من العمق ما يجوز
جري السفن فيها : لما وقع الانتفاع بالسفن فصار لاجل أنه تعالى هو الخالق لهذه
الاحوال وهو المدبر لهذه الامور والمسخر لها حسنت إضافته إليه ، وقيل : لما كان
يجري على وجه الماء كما يشتهيه الملاح صار كأنه حيوان مسخر له . " بأمره " أي بقدرته
وإرادته .


(1)الشورى : 22 - 25 .
(2)الجاثية : 12 .
(3)الطور : 6 .
(4)الرحمن : 19 - 24 .
(5)الملك : 30
(6)المرسلات : 27 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه