بحار الأنوار ج10

يدعى لسان ، وعين بحرون ،(1)ونحن كلمات الله التي لا تنفد ولا تدرك فضائلنا .
وأما الجنة فإن فيها من المآكل والمشارب والملاهي ما تشتهي الانفس وتلذ
الاعين ، وأباح الله ذلك كله لآدم ، والشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته أن يأكلا
منها شجرة الحسد ،(2)عهد إليهما أن لا ينظر إلى من فضل الله على خلائقه بعين
الحسد ، فنسي ونظر بعين الحسد ولم نجد له عزما .
وأما قوله :(أو يزوجهم ذكرانا وإناثا)أي يولد له ذكور ، ويولد له إناث ،
يقال لكل اثنين مقرنين : زوجان ، كل واحد منهما زوج ، ومعاذ الله أن يكون عنى
الجليل ما لبست به على نفسك ،(3)تطلب الرخص لارتكاب المآثم ، ومن يفعل ذلك
يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إن لم يتب .
وأما شهادة المرأة وحدها التي جازت فهي القابلة جازت شهادتها مع الرضى ،
فإن لم يكن رضى فلا أقل من المرأتين ، تقوم المرأة بدل الرجل للضرورة ، لان الرجل
لا يمكنه أن يقوم مقامها ، فإن كانت وحدها قبل قولها مع يمينها .
وأما قول علي عليه السلام في الخنثى فهي كما قال : ينظر قوم عدول يأخذ كل واحد
منهم مرآة ويقوم الخنثى خلفهم عريانة وينظرون في المرايافيرون الشبح فيحكمون عليه .
وأما الرجل الناظر إلى الراعي وقد نزا على شاة فإن عرفها ذبحها وأحرقها ،
وإن لم يعرفها قسم الغنم نصفين وساهم بينهما(4)فإذا وقع على أحد النصفين فقد
نجا النصف الآخر ، ثم يفرق النصف الآخر فلا يزال كذلك حتى تبقى شاتان فيقرع
بينهما فأيها وقع السهم بها ذبحت واحرقت ونجا سائر الغنم .
وأما صلاة الفجر فالجهر فيها بالقراء‌ة ، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يغلس
بها(5)فقراء‌تها من الليل .


(1)اخرج قوله : ولو ان ما في الارض إلى قوله : ولا تدرك فضائلنا في ج 4 ص 151 عن
الاحتجاج ، وفيه : عن باجوران ، وعن نسخ : باحروان . باحوران . باجروان .
(2)لا يخلو ذلك عن غرابة ، وسيأتى الكلام حول ذلك في كتاب القصص باب قصص آدم .
(3)أى مادلست على نفسك ، وذلك إيعاز إلى ما كان يشتهربه يحيى بن اكثم من اللواط .
(4)أى قارع بينهما .
(5)أى كان يصلى بالغلس ، والغلس بالتحريك : ظلمة آخر الليل . وفى نسخة : كان يغلس
بها لقربها من الليل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه