بحار الأنوار ج75

وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدم والفضل
قال المأمون : من قائله ؟ قلت : بعض فتياننا قال : فأنشدني أحسن ما رويته
في السكوت عن الجاهل ، فقلت :
إني ليهجرني الصديق تجنبا * فاريه أن الهجرة أسبابا
وأراه إن عاتبته أغريته * فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا ابتليت بجاهل متحلم * يجد المحال من الامور صوابا
أوليته عني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا
فقال : من قائله ؟ قلت بعض فتياننا .
ومن كتاب النزهة قال : مولينا الرضا عليه السلام من رضي من الله عزوجل
بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل ، من كثرت محاسنه مدح بها
واستغنى التمدح بذكرها(1)من شبه الله بخلقه فهو مشرك ، ومن نسب إليه ما نهى
عنه فهو كافر به ، من لم تتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه وانتظر به أن يصلحه
شر ، ومن طلب الامر من وجهه لم يزل ، وإن زل لم تخذله الحيلة ، لا يعدم
المرء دائرة الشر مع نكث الصفقة ، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي . الناس
ضربان بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد ، طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة ، لا يختلط
بالسلطان في أول اضطراب الامور يعني أول المخالطة(2)القناعة تجمع إلى صيانة
النفس وعز القدرة وطرح مؤونة الاستكثار ، والتعبد لاهل الدنيا ، ولا يسلك
طريق القناعة إلا رجلان إما متعبد يريد أجر الاخرة أو كريم يتنزه عن لئام الناس .
كفاك من يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة ، الاسترسال
بالانس يذهب المهابة .
وقال عليه السلام للحسن بن سهل في تغريته : التهنية بآجل الثواب أولى من التعزية
على عاجل المصيبة .
وقال عليه السلام : من صدق الناس كرهوه ، المسكنة مفتاح البؤس ، إن للقلوب


(1)و(2)كذا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه