بحار الأنوار ج21

على رسول الله صلى الله عليه واله ودنا منها قالت : أعوذ بالله منك ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : عذت
بعظيم ، الحقي بأهلك .
وفيها اتخذ المنبر لرسول الله صلى الله عليه واله وقيل : كان ذلك في سنة سبع ، والاول
أصح ، وعن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يخطب على جذع نخلة(1)فقالت امرأة
من الانصار كان لها غلام نجار : يا رسول الله إن لي غلاما نجارا ، أفلا آمره يتخذ
لك منبرا تخطب عليه ، قال : بلى ، قال : فاتخذ له منبرا ، فلما كان يوم الجمعة
خطب على المنبر ، قال : فأن الجذع الذي كان يقوم عليه كأنين الصبي ، فقال
النبي صلى الله عليه واله : " إن هذا بكى لما فقد من الذكر " واسم تلك الانصارية عائشة ، و
اسم غلامها النجار يا قوم الرومي(2). وفي رواية أن رجلا سأل ذلك فأجابه إليه
وفيها أنه صنع له ثلاث درجات ، وفيها أنه حن الجذع حتى تصدع وانشق
فنزل رسول الله صلى الله عليه واله يمسحه بيده حتى سكن ، ثم رجع إلى المنبر ، فلما هدم
المسجد وغير ذلك أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب وكان عنده في تلك الدار حتى
بلي وأكلته الارضة وعاد رفاتا(3).
بيان : في النهاية : قاد البعير واقتاده : جره خلفه ، ومنه حديث الصلاة : اقتادوا
رواحلهم وقال : الخدمة بالتحريك : الخلخال ، وقال : القدع : الكف والمنع
ومنه حديث زواجه بخديجة قال ورقة بن نوفل : محمد يخطب خديجة هو الفحل لا
يقدع أنفه ، يقال : قدعت الفحل وهو أن يكون غير كريم ، فإذا أراد ركوب الناقة
الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع وينكف ، ويروى بالراء(4)أي
أنه كفو كريم لا يرد .
3 - وقال ابن الاثير في حوادث السنة السابعة : وفيها قدم حاطب من عند


(1)في المصدر : يخطب إلى جذع نخلة .
(2)في المصدر : باقوم الرومى
(3)المنتقى في مولد المصطفى : الباب الثامن فيما كان سنة ثمان من الهجرة .
(4)وهو الموجود في المتن والمصدر .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه