بحار الأنوار ج69

بالفتح أي مقدار حاجته من غير زيادة ولا نقص ، سمي بذلك لانه يكف عن
سؤال الناس ويغني عنهم .
عجلت منيته كأن ذكر تعجيل المنية لانه من المصائب التي ترد عليه
وعلم الله صلاحه في ذلك لخلاصه من أيدي الظلمة ، أو بذله نفسه لله بالشهادة
وقيل : كأن المراد بعجلة منيته زهده في مشتهيات الدنيا وعدم افتقاره إلى شئ
منها كأنه ميت ، وقد ورد في الحديث المشهور موتوا قبل أن تموتوا ، أو المراد
أنه مهما قرب موته قل تراثه وقلت بواكيه ، لانسلاله متدرجا عن أمواله وأولاده .
وأقول : سيأتي نقلا عن مشكوة الانوار : مات فقل تراثه(1).
وقال في الصحاح : التراث أصل التاء فيه واو ، وقلة البواكي لقلة عياله وأولاده
وغموضه وعدم اشتهاره ، ولانه ليس له مال ينفق في تعزيته فيجتمع عليه الناس .

2 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا(2).
بيان : قال في النهاية : فيه فطوبى للغرباء ، طوبى إسم الجنة ، وقيل : هي
شجرة فيها وأصلها فعلى من الطيب فلما ضمت التاء انقلبت الياء واوا(3)وفي القاموس
العيش الحياة عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشة وعيشة بالكسر ، والطعام وما يعاش به والخبز .
3 كا : بالاسناد ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : اللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب محمدا وآل محمد العفاف
والكفاف ، وارزق من أبغض محمدا وآل محمد المال والولد(4).
تبيان : العفاف بالفتح عفة البطن والفرج ، أو التعفف عن السؤال من
الخلق أو الاعم ، ثم إن هذه الاخبار تدل على ذم كثرة الاموال والاولاد


(1)مشكاة الانوار : 22 ، ولم يخرجه .(2)الكافي ج 2 ص 140 .
(3)راجع ص 16 فيما سبق ففي الذيل شرح لذلك .
(4)الكافي ج 2 ص 140 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه