بحار الأنوار ج49

نصر بن أبي علي الصغاني(1)صاحب الجيش وكان محسنا إلي صحبته إلى صغانيان
وكان أصحابه يحسد ونني على ميله إلي وإكرامه لي .
فسلم إلي في بعض الاوقات كيسا فيه ثلاثة آلاف درهم وختمه وأمرني أن
أسلمه في خزانته فخرجت من عنده فجلست في المكان الذي يجلس فيه الحجاب
ووضعت الكيس عندي ، وجعلت احدث الناس في شغل في فسرق ذلك الكيس ولم
أشعربه ، وكان للامير أبي النصر غلام يقال له خطلخ تاش ، وكان حاضرا فلما
نظرت لم أرالكيس فأنكر جميعهم أن يعرفوا له خبرا ، وقالوا لي : ما وضعت ههنا
شيئا فلما وضعت هذاالافتعال ؟(2)وكنت عارفا بحسدهم لي .
فكرهت(3)تعريف الامير أبي النصرالصغاني لذلك خشية أن يتهمني ، و
بقيت متحيرا متفكرا لا أدري من أخذ الكيس ، وكان أبي إذا وقع له أمر يحزنه
فزع إلى مشهد الرضا عليه السلام فزاره ودعاالله عزوجل عنده وكان يكفي ذلك عنده
ويفرج عنه .
فدخلت إلى الامير أبي النصر من الغد ، فقلت : أيها الامير تأذن لي في
الخروج إلى طوس فلي بها شغل ؟ فقال لي : وما هو ؟ قلت : لي غلام طوسي فهرب مني
وقد فقدت الكيس وأنا أتهمه به ، فقال لي : انظر . أن لاتفسد حالك عندنا بخيانة
فقلت : أعوذ بالله من ذلك ، فقال : ومن يضمن لي الكيس إن تأخرت ؟ فقلت له : إن
لم أعد بعد أربعين يوما فمنزلي وملكي بين يديك اكتب إلى أبي الحسن الخزاعي
بالقبض على جميع أسبابي بطوس ، فأذن لي .
وكنت أكتري من منزل إلى منزل حتى وافيت المشهد على ساكنه السلام
فزرت ودعوت الله عزوجل عند رأس القبر أن يطلعني على موضع الكيس ، فذهب


(1)قال الفيروز آبادى : صغانيان : كورة عظيمة بماوراء النهر ، والنسبة صغانى
وصاغانى معرب جغانيان .
(2)وما هذا الا افتعال خ ل ، فما وضعت هذا الا افتعالا ، خ ل .
(3)في المصدر ونسخة الكمبانى : فكرهت على تعريف الامير .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه