بحار الأنوار ج10

إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين ،(1)والمال يعسوب الظلمة ، وهو
الكلمة التي ألزمتها المتقين ، وكانوا أحق بها وأهلها فبشره بذلك ، قال : فبشره النبي
صلى الله عليه وآله بذلك فقال : يارسول الله وإني اذكرهناك ؟ فقال : نعم إنك لتذكر
في الرفيع الاعلى . فقال المنصور : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .(2)
19 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن علي بن عاصم ،(3)عن
سليمان بن داود الشاذكوني ،(4)عن حفص بن غياث(5)قال : كنت عند سيد الجعافر
جعفر بن محمد عليهما السلام لما أقدمه المنصور فأتاه ابن أبي العوجاء وكان ملحدا فقال له : ما
تقول في هذه الآية :(كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)؟ هب هذه الجلود
عصت فعذبت فما بال الغير يعذب ؟ قال أبوعبدالله عليه السلام : ويحك هي هي ، وهي غيرها .
قال : اعقلني هذا القول . فقال : له أرأيت لوأن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها ثم صب
عليها الماء وجبلها(6)ثم ردها إلى هيئتها الاولى ، ألم تكن هي هي وهي غيرها ؟
فقال : بلى أمتع الله بك .(7)


(1)قال الجزرى في النهاية : أصل الغرة : البياض الذى في وجه الفرس ، ومنه الحديث :
(غر محجلون من آثار الوضوء)الغرجمع الاغر من الغرة بياض الوجه ، يريد : بياض وجوههم بنور
الوضوء يوم القيامة . وقال : المحجل هو الذى يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيدو يجاور
الارساغ ، منه الحديث :(امتى الغر المحجلون)أى بيض مواضع الوضوء من الايدى والاقدام ،
استعار اثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للانسان من البياض الذى يكون في وجه الفرس
ويديه ورجليه . وقال : اليعسوب : السيد والرئيس والمقدم وأصله فحل النحل .
(2)الاستدراك لم يظفر المصنف بنسخته ، ووجد أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل
محمدبن على الجبعى ، وذكرانه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته . هكذا قال في مقدمته على
الكتاب . راجع ج 1 ص 29 ، وذكره في مصنفات الشهيد رحمه الله ، ولكن المنقول من خط الشهيد
انه لبعض قدماء الاصحاب ، وانه لم يظهر له اسمه ولا شئ من حاله ، نعم يروى عن الشيخ ابن
قولويه فهو من معاصرى المفيد . راجع الذريعة 2 : 22 .
(3)وصفه في المصدر بالزفرى .
(4)في المصدر : أبوأيوب الشاذ كونى المنقرى قلت : قد اسلفنا ترجمته .
(5)وصفه في المصدر بالقاضى ، قلت : هو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعى ابوعمر
الكوفى القاضى الفقيه ، ترجمه الشيخ في رجاله وفهرسته ، وعده من اصحاب الباقر والصادق
عليهما السلام ، وقال النجاشى : ولى القضاء ببغداد الشرقية لهارون ، ثم ولاه قضاء الكوفة ومات
بها سنة 194 له كتاب ، وصرح الشيخ والكشى بانه عامى المذهب ، وله ترجمة في تراجم العامة .
(6)جبل التراب : صب عليه الماء ووعكه طينا .
(7)أى أطال عمرك . المجالس والاخبار : ص 20 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه