بحار الأنوار ج35

واستسعدا بطلعته ، واتخذاه ولدا لانهما لم يكونا رزقا من الولد أحدا ، ثم إنه نشأ
أحسن نشوء(1)وأحسنه وأفضله وأيمنه ، فرأى فاطمة ورغبتها في الولد . فقال لها : يا أمه
قربي قربانا(2)لوجه الله تعالى خالصا ، ولا تشركي معه أحدا ، فإنه يرضاه منك ويتقبله ،
ويعطيك طلبتك ويعجله ، فامتثلت فاطمة أمره وقربت قربانا(3)لله تعالى خالصا ، وسألته
أن يرزقها ولدا ذكرا(4)فأجاب الله تعالى دعاء‌ها وبلغ مناها ، ورزقها من الاولاد خمسة :
عقيلا ثم طالبا ثم جعفرا ثم عليا ثم اختهم فاختة المعروفة بام هانئ ، فمماجاء من
حديثها قبل أن ترزق أولادها أنها جلست يوما تتحدث مع عجائز العرب والفواطم من
قريش ، منهم فاطمة ابنة عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم جدة رسول الله صلى الله عليه وآله لابيه ،
وفاطمة ابنة زائدة بن الاصم ام خديجة ، وفاطمة ابنة عبدالله بن رزام ، وفاطمة ابنة
الحارث(5)، وتمام الفواطم التي انتمي إليهن رسول الله صلى الله عليه وآله : ام قصي وهي ابنة
نضر ، فإنهن لجلوس إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله بنوره الباهر وسعده الظاهر ، وقد تبعه
بعض الكهان(6)ينظر إليه ويطيل فراسته فيه ، إلى أن أتى إليهن فسألهن عنه ، فقلن :
هذا محمد ذوالشرف الباذخ(7)والفضل الشامخ ، فأخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره ،
وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره ، وأنه سيبعث نبيا ، وينال منالا عليا ، قال :
وإن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره(8)، يختصه


(1)في المصدر . أشرف نشوء .
(2)في المصدر فرأى فاطمة ورغبتها في طلب الولد وقربانها وقتا بعد وقت ، فقال لها : يا
امه اجعلى قربانك اه‍ .
(3)في المصدر : فامتثلت فاطمة أمره وقبلت قوله وقربت قربانا مضاعفا وجعلته اه‍ .
(4)في المصدر : ولدا صالحا ذكرا .
(5)في المصدر : ابنة الحارث بن عكرشة .
(6)جمع الكاهن : من يدعى معرفة الاسرار واحوال الغيب .
(7)بذخ بذخا بفتح الثانى وكسره ارتفع وعظم شأنه .
(8)العنصر : الاصل والحسب والمادة . وله معان اخر غير مرادة هنا .
_________________________________
والواقعى حتى أظهر ذلك النبي صلى الله عليه وآله عند تمام الدور(33 عاما)وقال في خطبته عام
حجة الوداع : الان استدار الزمان كهيئته يوم خلق السماوات والارض ، السنة اثنا عشر شهرا منها
اربعة حرم الخ فنص على ان الاشهر قد وقعت في محالها الواقعية وان السنة اثنا عشر شهرا ولا يصير
ثلثة عشر شهرا ابدا .
والمؤرخون انما كتبوا وحفظوا ولادة على عليه السلام في الثالث عشر من رجبهم لا رجب الواقعى

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه