الارتفاع والسطوع ، وشماله هو الجانب الغربي المقابل له ، فإن الاظلال في أول
النهار تبتدئ من المشرق واقعة على الربع الغربي من الارض ، وعند الزوال يبتدي
من المغرب واقعة على الربع الشرقي من الارض كما ذكره البيضاوي وغيره . وقال
بعضهم : كان الحسن يقول : أما ظلك فيسجد لربك وأما أنت فلاتسجد لربك ! بئس
ماصنعت . وعن مجاهد : ظل الكافر يصلي وهو لا يصلي . وقيل : ظل كل شئ يسجد لله
سواء كان ذلك ساجدا أم لا . وقال الطبرسي - ره - وقيل : إن المراد بالظل هو
الشخص بعينه ، قال الشاعر " كأن في أظلالهن الشمس ، أي في أشخاصهن ، فعلى هذا
يكون تأويل الظلال في الاية تأويل الاجسام التي عنها الظلال " وهم داخرون " أي
أذلة صاغرون ، قدنبه الله سبحانه بهذا على أن جميع الاشياء تخضع له بمافيها من
الدلالة على الحاجة إلى واضعها ومدبرها بما لولاه لبطلت ولم يكن لهاقوام طرفة عين
فهي في ذلك كالساجد من العباد بفعله الخاضع بذله - انتهى - . وقال النيسابوري في
تأويلها بعد تفسيرها بمامر : " إلى ما خلق الله من شئ " هو عالم الاجسام ، فإن عالم
الارواح خلق من لاشئ " يتفيؤ ظلاله " فإن الاجسام ظلال الارواح ، فتارة تميل
بعمل أهل السعادة إلى أصحاب اليمين ، واخرى تميل بعمل أهل الشقاء إلى أصحاب
الشمال " سجدا لله " منقادين لامره مسخرين الماخلقوا لاجله ، وإنما وحد اليمين
وجمع الشمائل لكثرة أصحاب الشمال ، وسجود كل موجود يناسب حاله كما أن تسبيح
كل منهم يلائم لسانه - انتهى - .
واقول : ويحتمل أن يكون المراد بظلاله مثاله على القول بعالم المثال كمامر .
تحقيقه أو روحه كما عبر في الاخبار الكثيرة عن عالم الارواح بالظلال ، فالمراد بالتفيؤ
عن اليمين ميلهم إلى السعادة والتشبه بأصحاب اليمين ، وبالشمائل خلافه . وهذا
كلام على سبيل الاحتمال في مقابلة ما ذكروه من ذلك ، والله يعلم تفسير كلامه وحججه
الكرام عليهم السلام .
" ولله يسجد " قال الرازي : قد ذكرنا أن السجود على نوعين : سجود هو عبادة
كسجود المسلمين لله تعالى ، وسجود هو عباره عن الانقياد والخضوع ، ويرجع حاصل