بحار الأنوار ج44

الارض ، حتى يدينوا طوعا وكرها : يملا الارض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا يدين
له عرض البلاد وطولها ، حتى لا يبقى كافر إلا آمن ، ولا طالح إلا صلح ، وتصطلح
في ملكه السباع ، وتخرج الارض نبتها ، وتنزل السماء بركتها ، وتظهر له الكنوز
يملك ما بين الخافقين أربعين عاما فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه(1).
ايضاح : يقال : صار هذا الامر سبة عليه ، بضم السين ، وتشديد الباء
أي عارا يسب به ، قوله عن ثقاته لعل الضمير راجع إلى الامر أو إلى الله ، وكل
منهما لا يخلو من تكلف وقال الجوهري : الرحب بالضم السعة ، تقول منه : فلان
رحب الصدر ، والرحب بالفتح الواسع والبلعوم بالضم مجرى الطعام في الحلق
وهو المرئ والاعفاج من الناس ومن الحافر والسباع كلها ما يصير الطعام إليه
بعد المعدة ، وهو مثل المصارين لذوات الخف والظلف .
ودانه أي أذله واستعبده ، ودان له أي أطاعه ، ودينت الرجل وكلته إلى
دينه ، والكلب بالتحريك الشدة ، والطالح خلاف الصالح والخافقان افقا المشرق
والمغرب .
5 اعلام الدين للديلمى : قال : خطب الحسن بن علي عليهما السلام : بعد وفاة
أبيه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلة ولا قلة
ولكن كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيب السلامة بالعداوة ، والصبر بالجزع
وكنتم تتوجهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم
وكنا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا .
ثم أصبحتم تصدون قتيلين : قتيلا بصفين تبكون عليهم ، وقتيلا بالنهروان
تطلبون بثأرهم ، فأما الباكي فخاذل ، وأما الطالب فثائر .
وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فان أردتم الحياة قبلناه
منه ، وأغضضنا على القذى ، وإن أردتم الموت ، بذلناه في ذات الله ، وحاكمناه
إلى الله .


(1)الاحتجاج ص 148 و 149 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه