بحار الأنوار ج77

سياق معاني الباء : وللتبعيض عينا يشرب بها عباد الله (1) وامسحوا برؤسكم
انتهى(2).
وقال ابن هشام في ترجمة الباء : الحادية عشر للتبعيض أثبت ذلك الاصمعي
والفارسي والقتيبي وابن مالك ، قيل : والكوفيون ، وجعلوا منه عينا يشرب
بها عباد الله وقوله شربن بماء البحر ثم ترفعت . . .(3)وقوله . . . : شرب
النزيف ببرد ماء الحشرج (4)
قيل : ومنه وامسحوا برؤسكم انتهى(5).
ويكفى لناما صدرعن أئمتنا عليهم السلام في ذلك فانهم أفصح العرب قد أقربه
المخالف والمؤالف من أهل اللسان ، فلا يلتفت إلى انكار سيبويه بعد ذلك مجئ
الباء في كلام العرب للتبعيض في سبعة عشر موضعا من كتابه مع أن شهادته في ذلك
شهادة نفي وهي غير مقبولة ، بل شهادة المدعي وهي غير مسموعة ، مع أنها معارضة
باصرار الاصمعي على مجيئها له في نظمهم ونثرهم ، وهو أشد انسا بكلامهم ، و
أعرف بمقاصدهم من سيبويه المعاند للحق وأهله .
ووافق ابن جني سيبويه في ذلك ، وماذكر بعض مشايخنا من عد قول ابن
جني موافقا لمذهب ابن مالك فهو سهو ، لتصريح الرضي بماذكرنا .
وأماقوله سبحانه وأرجلكم فالقراء السبعة قد اقتسموا قراء‌تي نصب
الارجل وجرها على التناصف ، فقرأ الكسائي ، ونافع ، وابن عامر ، و
حفص عن عاصم ، بنصبها ، وحمزة وابن كثير وأبوعمرو وأبوبكرعن عاصم


(1)الانسان : 6 .
(2)القاموس ج 4 ص 408 ، آخر الكتاب .
(3)صدر بيت وبعده كمافى المصدر : متى لجج خضر لهن نئيج .
(4)عجز بيت وصدره كمافى المصدر : فلثمت فاها آخذا بقرونها .
(5)راجع ص 105 من مغنى اللبيب ، ط مصر : لكنه قال بعد ذلك ، والظاهر أن
الباء فيها للالصاق وقد مر الكلام فيه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه