بحار الأنوار ج47

فقال له : ليس عندنا اليوم شئ ، ولكنه يأتينا خطر(1)ووسمة(2)فيباع ، ونعطيك
إنشاء الله فقال له الرجل : عدني فقال : كيف أعدك وأنا لما لا أرجو أرجى مني لما
أرجو(3).
111 كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن أحمد بن النضر
عن أبي جعفر الفزاري قال : دعا أبوعبدالله عليه السلام مولى له يقال له : مصادف ، فأعطاه
ألف دينار وقال له : تجهز حتى تخرج إلى مصر ، فان عيالي قد كثروا قال :
فتجهز بمتاع ، وخرج مع التجار إلى مصر ، فلما دنوا من مصر استقبلهم قافلة
خارجة من مصر ، فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة ، وكان متاع العامة
فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شئ فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من
ربح دينار دينارا ، فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة ، فدخل مصادف على
أبي عبدالله عليه السلام ومعه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال : جعلت فداك هذا رأس
المال ، وهذا الآخر ربح فقال : إن هذا الربح كثير ، ولكن ما صنعتم في المتاع ؟
فحدثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا ، فقال : سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين
ألا تبيعوهم إلا بربح الدينار دينارا ؟ ! ثم أخذ أحد الكيسين فقال : هذا رأس مالي
ولا حاجة لنا في هذا الربح ، ثم قال : يا مصادف مجالدة السيوف ، أهون من طلب
الحلال(4).
112 كا : محمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن
جهم بن أبي جهم ، عن معتب قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام وقد تزيد السعر بالمدينة :
كم عندنا من طعام ؟ قال : قلت : عندنا ما يكفينا أشهر كثيرة قال : أخرجه وبعه


(1)الخطر : بالكسر ، نبات يختضب به .
(2)الوسمة : بكسر السين وهى أفصح من التسكين نبت يخضب بورقه ويقال هو
العظلم ، وأنكر الازهرى السكون .
(3)الكافى ج 5 ص 96 .
(4)نفس المصدر ج 5 ص 161 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه