بحار الأنوار ج3

7 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن حماد بن عيسى ،
عن حريز ،(1)عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله عزوجل : وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا
تذرن ود اولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ، قال : كانوا يعبدون الله عزوجل فماتوافضج
قومهم وشق ذلك عليهم ، فجاء‌هم إبليس لعنه الله فقال لهم : أتخذ لكم أصناما على صورهم
فتنظرون إليهم وتأنسون بهم وتعبدون الله ، فأعدلهم أصناماعلى مثالهم فكانوا يعبدون
الله عزوجل ، وينظرون إلى تلك الاصنام ، فلما جاء هم الشتاء والامطار أدخلوا الاصنام
البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل حتى هلك ذلك القرن ونشأ أولادهم ، فقالوا :
إن آباء‌نا كانوا يعبدون هؤلاء ، فعبدوهم من دون الله عزوجل ، فذلك قول الله تبارك و
تعالى : " ولا تذرن ود اولاسواعا " الآية .
8 - ص : بالاسناد عن الصدوق رحمه الله ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن
ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن الاحول ، عن بريد بن معاوية قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وآله : إن إبليس اللعين هو أول من صورة صور على مثال آدم
عليه السلام ليفتن به الناس ، ويضلهم من عبادة الله تعالى ، وكان ود في ولد قابيل وكان خليفة
قابيل على ولده وعلى من بحضرتهم في الفسح الجبل يعظمونه ويسودونه ، فلما أن مات
ود جزع عليه إخوته وخلف عليهم إبنا يقال له : " سواع " فلم يغن غناء أبيه منهم فأتاهم
ابليس في صورة شيخ فقال : قد بلغني ما أصبتم به من موت ود عظيمكم ، فهل لكم
في أن اصور لكم على مثال ود صورة تستريحون إليها وتأنسون بها ؟ قالوا : افعل .
فعمد الخبيث إلى الآنك(2)فأذابه حتى صار مثل الماء ، ثم صور لهم صورة مثال ود
في بيته فتدافعوا على الصورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها ، وأحب
سواع أن يكون التعظيم والسجود له . فوثب على صورة ود فحكها حتى لم يدع منها


(1)لا يخلو الحديث عن احتمال ارسال ، لان الكشى روى عن إبن مسعود : عن محمد ابن نصير ،
عن محمد بن قيس ، عن يونس قال : لم يسمع حريز بن عبدالله من أبي عبدالله عليه السلام إلا حديثا أو
حديثين . انتهى مع أنا نرى عنه أحاديث كثيرة .
(2)الانك بالمد وضم النون : الاسرب أو أبيضة أو أسوده أو خالصه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه