بحار الأنوار ج14

في النار فإن هذا والله في الله قليل ، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد .
وبإسناده عن ميثم التمار قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وذكر أصحاب الاخدود
فقال : كانوا عشرة ، وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق .
وقال مقاتل : كان أصحاب الاخدود ثلاثة : واحد منهم بنجران ، والآخر بالشام ،
والآخر بفارس ، حرقوا بالنار ، أما الذي بالشام فهو أنطياخوس الرومي ، وأما الذي بفارس
فهو بخت نصر ، وأما الذي بأرض العرب فهو يوسف بن ذي نواس ، فأما ماكان(1)بفارس
والشام فلم ينزل الله تعالى فيهما قرآنا ، وأنزل في الذي كان بنجران ، وذلك أن رجلين
مسلمين ممن يقرؤون الانجيل أحدهما بأرض تهامة والآخر بنجران اليمن آجر أحدهما
نفسه في عمل يعمله ، وجعل يقرء الانجيل ، فرأت ابنة المستأجر النور يضئ من قراء‌ة
الانجيل ، فذكرت ذلك لابيها فرمق(2)حتى رآه ، فسأله فلم يخبره ، فلم يزل به حتى
أخبره بالدين والاسلام فتابعه مع سبعة وثمانين إنسانا من رجل وامرأة ، وهذا بعد مارفع
عيسى عليه السلام إلى السماء فسمع يوسف بن ذي نواس بن سراحيل بن(3)تبع الحميري
فخد لهم في الارض ، وأوقد فيها ، فعرضهم على الكفر فمن أبى قذفه في النار ، ومن رجع
عن دين عيسى عليه السلام لم يقذف فيها ، وإذا امرأة جاء‌ت ومعها ولد صغير لا يتكلم ، فلما
قامت على شفير الخندق نظرت إلى ابنها فرجعت ، فقال لها : يا أماه إني أرى أمامك
نارا لا تطفأ ، فلما سمعت من ابنها ذلك قذفا في النار ، فجعلها الله وابنها في الجنة ، و
قذف في النار سبعة وسبعون .(4)
قال ابن عباس : من أبى أن يقع في النار ضرب بالسياط ، فأدخل(5)أرواحهم إلى
الجنة قبل أن تصل أجسامهم إلى النار .(6)


(1)الصواب كما في المصدر : فاما من كان .
(2)رمقه : لحظه لحظا خفيفا . أطال النظر اليه .
(3)في المصدر : " شراحيل " وهو الصحيح .
(4)في المصدر : سبعة وسبعون انسانا .
(5)في المصدر : فأدخل الله أرواحهم في الجنة .
(6)مجمع البيان 10 : 464 466 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه