بحار الأنوار ج24

وإن تكرر بعضها ، أو باعتبار أن انتشار أكثر العلوم كان من سبعة منهم ، فلذا خص
الله هذا العدد منهم بالذكر ، فعلى تلك التقادير يجوز أن يكون المثاني من الثناء
لانهم الذين يثنون عليه تعالى حق ثنائه بحسب الطاقة البشرية ، وأن يكون
من التثنية لتثنيتهم مع القرآن كما ذكره الصدوق رحمه الله ، أو مع النبي صلى الله عليه وآله
أو لانهم عليهم السلام ذووجهتين : جهة تقدس وروحانية وارتباط تام بجنابه تعالى ، و
جهة ارتباط بالخلق بسبب البشرية ، ويحتمل أن يكون السبع باعتبار أنه إذاثني
يصير أربعة عشر موافقا لعددهم عليهم السلام ، إما بأخذ التغاير الاعتباري بين المعطى و
المعطى له ، إذ كونه معطى إنما يلاحظ مع جهة النبوة والكمالات التي خصه الله
بها ، وكونه معطى له مع قطع النظر عنها ، أو يكون الواو في قوله :(والقرآن)
بمعنى(مع)فيكونون مع القرآن أربعة عشر ، وفيه مافيه ، ويحتمل أن يكون المراد
بالسبع في ذلك التأويل أيضا السورة ، ويكون المراد بتلك الاخبار أن الله تعالى
إنما امتن بهذه السورة على النبي صلى الله عليه وآله في مقابلة القرآن العظيم ، لاشتمالها على
وصف الائمة عليهم السلام ، ومدح طريقتهم ، ودم أعدائهم في قوله :(صراط الذين أنعمت
عليهم(1))إلى آخر السورة ، فالمعنى نحن المقصودون بالمثاني ، ويحتمل بعض
الاخبار أن يكون تفسيرا للمثاني فقط ، بأن تكون(من)بمعنى(مع)أو تعليلية
والله يعلم وحججه عليهم السلام .
2 - فر : جعفر بن أحمد باسناده(2)عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
عن قول الله تعالى :(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)قال : فقال
لي : نحن والله السبع المثاني ، ونحن وجه الله نزول بين أظهركم ، من عرفنا(3)


(1)الفاتحة : 7 .
(2)في المصدر : معنعنا عن سماعة بن مهران .
(3)في المصدر : نزل بين اطهركم من عرفنا فقد عرفنا ومن جهلنا فامامه اليقين
يعنى الموت .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه