بحار الأنوار ج64

وفي تفسير الثعلبي بالاسناد عن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن
النبي صلى الله عليه وآله قال : سباق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب
وصاحب ياسين ، ومؤمن آل فرعون ، فهم الصديقون وعلي أفضلهم .
كل ذلك ذكره الطبرسي(1)رحمه الله في مجمع البيان ، والاخبار الطويلة المشتملة
على تلك القصة قد تقدمت في المجلد الخامس .
" إنه كان مكنعا " في أكثر النسخ بالنون المشددة المفتوحة ، وفي بعضها بالتاء
وفي القاموس : كنع كمنع كنوعا : انقبض وانضم ، وأصابعه : ضربها فأيبسها ، وكفرح
يبس وتشنج ولزم ، وشيخ كنع ككتف : شنج ، والكنيع : المكسور اليد ، والاكنع
الاشل ، وكمعظم ومجمل : المقفع اليد : - أي متشنجها أو - المقطوعها ، وكنع
يده : أشلها ،(2)وقال : كتع كمنع : انقبض وانضم ، والاكتع : من رجعت أصابعه
إلى كفه وظهرت رواجبه .(3)
وأقول : كأن كان الجذام سببا لتكنيع أصابعه كما سيأتي تفسيره بالجذام
أو كان هذا الداء أيضا مذكورا في الادواء التي نفاها عن المؤمن ، أو الغرض
بيان أن الابتلاء بالادواء العظيمة الشنيعة لا ينافي كمال الايمان وقيل : كانت
أصابعه سقطت من الجدام فأشار عليه السلام بضم أصابعه إلى كفه إلى ذلك .
" ثم رد أصابعه " هذا من كلام الراوي أي رد عليه السلام أصابعه إلى كفه إشارة
إلى تكنيعه ، فقال : " كأني أنظر إلى تكنيعه " أي أعلم ذلك وكيفيته بعين اليقين
" أتاهم " أي حبيب " فأنذرهم " وخوفهم عقاب الله على ترك اتباع الرسل ، بما
حكى الله تعالى عنه ، وربما يتوهم التنافي بين هذا الخبر ، وبين ما ورد عن
الصادق عليه السلام أنه إذا بلغ المؤمن أربعين سنة آمنة الله من الادواء الثلاثة : البرص
والجذام ، والجنون ، ويمكن أن يجاب بأنه محمول على الغالب ، فلا ينافي الابتلاء بعد


(1)مجمع البيان ج 8 ص 417 - 421 .
(2)القاموس ج 3 ص 80 .
(3)القاموس ج 3 ص 77 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه