بحار الأنوار ج62

قال سيبويه : جاؤا بالهاء في هذا الجمع توكيدا(1)نحو فعولة ، والانثى صقرة
والصقر هو الاجدل ، ويقال له : القطامى وهو أحد أنواع الجوارح الاربعة ، وهي
الصقر والشاهين والعقاب والبازي ، والعرب يسمى كل طائر يصيد صقرا . ما خلا
النسر والعقاب ، وتسميه الاكدر والاجدل ، وهو من الجوارح بمنزلة البغال من
الدواب لانه أصبر على الشدة وأحمل لغليظ الغذاء(2)وأحسن إلفا وأشد إقداما
على جملة الطير من الكركي وغيره ، ولبرد مزاجه لا يشرب ماء ولو أقام دهرا
انتهى(3).
واعلم أن الآلات التي يصاد بها ويحصل بها الحل قسمان : حيوان وجماد ،
وقد تقدم بعض الكلام في القسم الاول ، والكلام هنا في الثاني ، وهو إما مشتمل
على نصل كالسيف والرمح والسهم ، أو خال عن النصل ولكنه محدد بشئ يصلح
للخرق ، أو مثقل يقتل بثقله كالحجر والبندق والخشبة غير المحدودة ، والاول
يحل مقتوله سواء مات بجرحه أم لا كما لو أصاب معترضا ، ولا خلاف فيه بين
أصحابنا صريحا ، وتدل على الاخبار الكثيرة .
وقال سلار في المراسم العلية : اعلم أن الصيد على ضربين :
أحدهما تؤخذ بمعلم الكلاب أو الفهد أو الصقر أو البازى أو النبل أو النشاب
أو الرمح أو السيف أو المعراض أو الحبالة والشبكة .
والآخر ما يصاد بالبندق والحجارة والخشب ، فالاول كله إذا لحق ذكاته
حل إلا ما يقتله معلم الكلاب ، فانه حل أيضا ، وإن أكل منه الكلب نادرا حل
وإن اعتاد الاكل لم يحل منه إلا ما يذكي .
والثاني : لا يؤكل منه إلا ما يلحق ذكاته ، وهو بخلاف الاول لانه يكره ،


(1)في المصدر : في مثل هذا الجمع تأكيدا .
(2)في المصدر : لغليظ الغذى والاذى .
(3)حياة الحيوان 2 : 44 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه