بحار الأنوار ج64

من الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله عزوجل منها ، وخلق شيعتنا
منها ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شعيتنا ، وهي الميثاق الذي

أخذه الله عزوجل على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين هذا الحديث ، فقال : صدقك يحيى
ابن عبدالله ، هكذا أخبرني أبي ، عن جدي عن النبي صلى الله عليه وآله قال عبيد : أشتهي أن
تفسيره لنا إن كان عندك تفسير ، قال : نعم أخبرني أبي عن جدي ، عن رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه قال : إن لله ملكا رأسه تحت العرش ، وقدماه في تخوم
الارض السابعة السفلى ، بين عينيه راحة أحدكم ، فأذا أراد الله أن يخلق خلقا
على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة ، فرمى
بها في النطفة حتى يصير إلى الرحم منها يخلق وهي الميثاق ، قوله " ولله المشية
فيهم " أي في المستضعفين والتعميم بعيد(1).
8 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن إبراهيم
ابن مسلم الحلواني ، عن أبي إسماعيل الصيقل الرازي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إن في الجنة لشجرة تسمى المزن ، فاذا أراد الله أن يخلق مؤمنا أقطر منها قطرة
فلا تصيب بقلة ولا ثمرة أكل منها مؤمن أو كافر إلا أخرج الله عزوجل من
صلبه مؤمنا(2).
بيان : في المصباح : حلوان بالضم بلد مشهور من سواد العراق ، وهي آخر
مدن العراق ، وبينها وبين بغداد نحو خمس مراحل ، وفي القاموس : المزن بالضم


(1)بل لله المشية فيهم جميعا وليس المشية مشية جزافية بل هى ما يجرى عليه ناموس
الكون والفساد الحاكم على الانسان وقلبه وفكره وأفعاله كلها فمن آمن فقد آمن بمشية
الله ومن كفر فقد كفر بمشية الله ومن ارتد عن الايمان إلى النصب والعناد فقد ارتد بمشية
الله ، فافهم ذلك .
(2)الكافى ج 2 ص 14 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه