بحار الأنوار ج5

من الذنوب أو ينحيهم من الذنوب بالابتلاء ، ويهلك الكافرين بالذنوب عند الابتلاء . وقال :
" وليبتلي الله ما في صدوركم " أي ليختبر ما فيها بأعمالكم لانه قد علمه عيبا فيعلمه شهادة
لان المجازات إنما تقع على ما يعلمه مشاهدة . وقيل : معناه ليعاملكم معاملة المختبرين
" وليمحص ما في قلوبكم " أي ليكشفه ويميزه ، أو يخلصه من الوساوس ، وقال :
" لتبلون " أي لتوقع عليكم المحن وتلحقكم الشدائد في أموالكم بذهابها ونقصانها ،
وفي أنفسكم أيها المؤمنون بالقتل والمصائب .
وقال البيضاوي " أم حسبتم " خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال ; أو المنافقين
" أن تتركوا " ولم يتبين الخلص منكم وهم الذين جاهدوا من غيرهم ، نفي العلم و
إرادة نفي المعلوم للمبالغة فإنه كالبرهان عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم
لوقوعه " وليجة " : بطانة يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم .
وقال : في قوله تعالى : " يفتنون " أي يبتلون بأصناف البليات ، أو بالجهاد مع
رسول الله صلى الله عليه وآله فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى " وفتناك فتونا " أي اختبرناك اختبارا ; و
في قوله تعالى : " فإنا قد فتنا قومك " أي امتحناهم وشددنا عليهم التكليف بما حدث
فيهم من أمر العجل ، فألزمناهم عند ذلك النظر ليعلموا أنه ليس بإله ، فأضاف الضلال
إلى السامري والفتنة إلى نفسه .
وفي قوله تعالى : " ونبلوكم بالشر والخير " أي نعاملكم معاملة المختبر بالفقر و
الغنى ، وبالضراء والسراء ، وبالشدة والرخاء .
وروي عن أبي عبدالله عليه السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام مرض فعاده إخوانه فقال
كيف نجدك ياأمير المؤمنين ؟ قال : بشر ، قالوا : ما هذا كلام مثلك ! فقال : إن الله يقول
" ونبلوكم باشر والخير فتنة " فالخير : الصحة والغنى ، والشر : المرض والفقر " فتنة "
أي ابتلاء‌ا واختبارا وشدة تعبد .
وقال : في قوله تعالى : " إن أدرى لعله " أي ما اذنتكم به اختبار لكم وشدة
تكليف ليظهر صنيعكم ، وقيل : هذه الدنيا فتنة لكم ; وقيل : تأخير العذاب محنة و

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه