بحار الأنوار ج39

شمعون بن حمون وصي عيسى بن مريم روح القدس ، كيف حالك ؟ قال : بخير يرحمك
الله ، أنا منتظر روح الله ينزل ، فلا أعلم أحدا أعظم في الله بلاء ولا أحسن غدا ثوابا
ولا أرفع مكانا منك ، اصبر يا أخي على ما أنت عليه حتى تلقى الحبيب غدا ، فقد
رأيت أصحابك بالامس لقوا مالقوا(1)من بني إسرائيل ، نشروهم بالمناشير وحملوهم
على الخشب ، فلو تعلم هذه الوجوه العزيزة الشائهة(2)ما أعد الله لهم من عذاب
ربك وسوء نكاله لاقصروا ، ولو تعلم هذه الوجوه المضيئة ماذا لهم من الثواب في
طاعتك لتمنت أنها قرضت بالمقاريض ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله و
بركاته ، والتأم الجبل عليه ، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى قتاله(3)، فسأله عمار بن
ياسر وابن عباس ومالك الاشتر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وأبو أيوب الانصاري
وقيس بن سعد الانصاري وعمرو بن الحمق الخزاعي وعبادة بن الصامت وأبوالهيثم
بن التيهان عن الرجل ، فأخبرهم أنه شمعون بن حمون وصي عيسى بن مريم ، و
سمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة ، فقال له عبادة بن الصامت وأبوأيوب : لايهلعن(4)
قلبك يا أمير المؤمنين ، بأمهاتنا وآبائنا نفديك يا أمير المؤمنين ، فوالله لننصرنك كما
نصرنا أخاك رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يتخلف عنك من المهاجرين والانصار إلا شقي(5)فقال
لهما معروفا وذكرهما بخير(6).
قب : عن عبدالرحمن مثله(7).
بيان : الشائهة : البعيدة . والهلع : أفحش الجزع .
أقول : قد أثبتنا إتيان الخضر إليه عليه السلام في أبواب النصوص وباب قوله عليه السلام
" سلوني " وباب " وصية النبي صلى الله عليه وآله " وسيأتي كلام سام بن نوح عليهما السلام معه وإقراره
بولايته في باب استجابة دعواته .


(1)كذا في(ك). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : لقوا ما لاقوا .
(2)شاه الوجه : قبح . وقوله " العزيزة " كذا في النسخ ، ولايناسب المقام .
(3)في المصدر : إلى عسكره .
(4)هلع : جزع . وفي المصدر : لاهلعن .
(5)كذا . ولعل الصحيح : " إلا شفى " أي إلا قليل(ب).
(6)بصائر الدرجات : 79 .
(7)مناقب آل ابي طالب 1 : 409 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه