ابن مسكان(1)عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لم يقسم بين العباد أقل من خمس : اليقين ،
والقنوع ، والصبر ، والشكر ، والذي يكمل به هذا كله العقل .
سن : عثمان بن عيسى مثله .
بيان : أي هذه الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال ، ومن كان له عقل
يكون فيه جميعها على الكمال ، فيدل على ندرة العقل أيضا .
10 - ل : في الاربعمائة ، من كمل عقله حسن عمله .
11 - ن : الدقاق ، عن الاسدي ، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي ، عن حمدان
الديواني قال : قال الرضا عليه السلام : صديق كل إمرئ عقله ، وعدوه جهله(2).
(1)بضم الميم وسكون السين المهملة ، اسم والد عبدالله ، قال النجاشي : ص 148 عبدالله
بن مسكان ، أبومحمد مولى عنزه ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وقيل أنه
روى عن أبي عبدالله عليه السلام وليس بثبت ، له كتب منها كتاب في الامامة ، وكتاب في الحلال
والحرام ، وأكثره عن محمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي وذكر طرقه إليه فقال بعده : مات في
أيام أبي الحسن قبل الحادثة ، عده الكشي في ص 239 ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح
عنهم وتصديقهم لما يقولون ، وأقروا لهم بالفقه ، من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام . وقال في
ص 243 : لم يسمع من أبي عبدالله عليه السلام إلا حديث " من أدرك المشعر فقد أدرك الحج "
إلى أن قال : وزعم أبوالنضر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبدالله عليه السلام
شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالا له وإعظاما له عليه السلام
إنتهى . أقول : يوجد له روايات كثيرة في أبواب الفقه وغيرها عن أبي عبدالله عليه السلام حتى
نقل عن المجلسي الاول رحمه الله أنها تبلغ قريبا من ثلاثين حديثا من الكتب الاربعة وغيرها . فلازم
صحة كلام النجاشي والكشي إرسال تلك الاحاديث ، وهو بعيد جدا ويمكن حمل كلامهما على عدم
روايته عنه عليه السلام بالمشافهة فلا مانع من سؤاله عنه عليه السلام بالمكاتبة كما يومى بذلك
الكشي في رجاله : قال : وزعم يونس أن ابن مسكان سرح مسائل إلى أبي عبدالله عليه السلام يسأله
فيها وأجابه عليها . من ذلك : ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصى دلس
نفسه على إمرأة ، قال يفرق بينهما ويوجع ظهره .
(2)لان شأن كل أحد إيصال صديقه إلى ما فيه سعادته ومنفعته ودفع المضار والشرور عنه ، و
شأن العدو بالعكس وهذه الصفات في العقل والجهل أقوى وأشد إذ بالعقل يصل الانسان إلى
الخيرات ، ويعرف ما فيه السعادة والشقاوة ، ويسلك سبيل الهداية والرشاد ، ويميز بين الحق و
الباطل ، وبه يعبد الرحمن ، ويكتسب الجنان . وبالجهل يسلك سبيل الغي والجهالة ، ويقع في ورطة
الشر والضلالة ، وبه يعبد الشيطان ، ويكتسب غضب الرحمن ، فاطلاق الصديق على العقل أجدر
كما أن إطلاق العدو على الجهل أولى .