بحار الأنوار ج46

ابن جمهور أ ميرا غير مأمور وأبياتا من نحو هذا ، فنظر في وجهي ونظرت في وجهه
فلم يقل لي شيئا ولم أقل له وأقبلت أبكي لما رأيته ، واجتمع علي وعليه الصبيان
والناس وجاء حتى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون : جن جابر
ابن يزيد ، فوالله ما مضت الايام حتى ورد كتاب هشام عبدالملك إلى واليه أن
انظر رجلا يقال له : جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه فالتفت
إلى جلسائه فقال لهم : من جابر بن يزيد الجعفي ؟ قالوا : أصلحك الله كان رجلا له
علم وفضل وحديث وحج فجن وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب
معهم ، قال : فأشرف عليه فاذا هو مع الصبيان يلعب على القصب ، فقال : الحمدلله
الذي عافاني من قتله ، قال : ولم تمض الايام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة
وصنع ما كان يقول جابر(1).
بيان : فيد : منزل بطريق مكة ، والمعنى أنك إذا توجهت من فيد إلى
المدينة فهو أول منازلك ، والحاصل : أن الطريق من الكوفة إلى مكة وإلى المدينة
مشتركان إلى فيد ثم يفترق الطريقان ، فاذا ذهبت إلى المدينة عادلا عن طريق
مكة فأول منزل تنزله الاخيرجة .
وقيل : أراد به أن المسافة بين الاخيرجة وبين المدينة كالمسافة بين فيد
والمدينة .
وقيل : المعنى أن المسافة بينها وبين الكوفة كانت مثل ما بين فيد والمدينة
وما ذكرنا أظهر .
ومنصور بن جمهور كان واليا بالكوفة ولاه يزيد بن الوليد من خلفاء بني امية
بعد عزل يوسف بن عمر في سنة ست وعشرين ومائة ، وكان بعد وفات الباقر عليه السلام
باثنتي عشرة سنة ، ولعل جابرا رحمه الله أخبر بذلك فيما أخبر من وقائع الكوفة .
86 ير : محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن سدير الصيرفي


(1)الكافى ج 1 ص 396 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه