بحار الأنوار ج17

بيثرب ولا يجاب ، فساق اهبان غنمه وأتى إلى المدينة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما رآه ،
فقال : هذه غنمي طعمة لاصحابك ، فقال : أمسك عليك غنمك ، فقال : لا والله لا اسرحها(1)
أبدا بعد يومي هذا ، فقال : " اللهم بارك عليه وبارك له في طعمته " فأخذها أهل المدينة
فلم يبق في المدينة بيت إلا ناله منها(2).
6 - ما : المفيد ، عن علي بن مالك النحوي ، عن محمد بن عبدالواحد الزاهد ، عن أحمد
ابن عبدالجبار ، عن يونس بن بكير ، عن عبدالحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن
أبي سعيد الخدري أنه قال : بينما رجل من أسلم(3)في غنيمة له يهش عليها ببيداء ذي
الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه ، فهجهج به الرجل ورماه بالحجارة حتى
استنقذ منه شاته ، قال : فأقبل الذئب حتى أقعى مستثفرا بذنبه ، مقابلا للرجل ، ثم قال
له : أما اتقيت الله عزوجل ؟ حلت بيني وبين شاة رزقنيها الله ؟ فقال الرجل : تالله ما سمعت
كاليوم قط ، فقال الذئب : مم تعجب ؟ فقال : أعجب من مخاطبتك إياي ، فقال الذئب :
أعجب من ذلك رسول الله بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا ، ويحدثهم بما
هوآت وأنت ههنا تتبع غنمك ، فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها
حتى إذا أحلها فناء قرية الانصار ، سأل عن رسول الله صلى الله عليه وآله فصادفه في بيت أبي أيوب
فأخبره خبر الذئب ، فقال له رسول الله : صدقت ، احضر العشية ، فإذا رأيت الناس قد
اجتمعوا فأخبرهم ذلك ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر واجتمع الناس إليه أخبرهم
الاسلمي خبر الذئب ، فقال(4)رسول الله صلى الله عليه وآله : صدق صدق صدق ، تلك الاعاجيب بين
يدي الساعة ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة
فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده(5).


(1)سرح المواشى ، أرسلها ترعى .
(2)كنز الكراجكى : 92 .
(3)أسلم : بطن من العرب .
(4)في المصدر : فقال لهم .
(5)أمالى ابن الشيخ : 8 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه