بحار الأنوار ج45

فيقولون نأتيكم إنشاء الله فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم ، فيزدادون إليهم شوقا
إذاهم خبروهم بماهم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين عليه السلام فيقولون : الحمدلله
الذي كفانا الفزع الاكبر ، وأهوال القيامة ، ونجانا مما كنا نخاف ، ويؤتون
بالمراكب والرحال على النجائب ، فيستوون عليها وهم في الثناء على الله ، والحمدلله
والصلاة على محمدوعلى آله حتى ينتهوا إلى منازلهم
14 - مل : محمدبن عبدالله ، عن أبيه ، عن علي بن محمدبن سالم ، عن محمدبن
خالد ، عن عبدالله بن حمادالبصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم ، عن
عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام واحدثه فدخل
عليه ابنه فقال له : مرحبا وضمه وقبله وقال : حقر الله من حقركم ، وانتقم ممن
وتركم ، وخذل الله من خذلكم ، ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم وليا وحافظا
وناصرا ، فقد طال بكاء النساء وبكاء الانبياء والصديقين ، والشهداء وملائكة
السماء
ثم بكي وقال : ياأبابصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني مالا أملكه بما
اتي إلى أبيهم وإليهم ، ياأبا بصير إن فاطمة لتبكيه وتشهق ، فتزفرجهنم زفرة
لولا أن الخزنة يسمعون بكاء‌ها وقد استعدوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو
يشرد دخانها ، فيحرق أهل الارض فيكبحونها مادامت باكية ، ويزجرونها ويوثقون
من أبوابها مخافة على أهل الارض فلاتسكن حتى يسكن صوت فاطمة وإن البحار
تكاد أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض ، ومامنها قطرة إلابها ملك موكل ، فاذا
سمع الملك صوتها أطفأ نأرها(1)بأجنحته ، وحبس بعضها على بعض ، مخافة على
الدنيا ومن فيها ومن على الارض ، فلاتزال الملائكة مشفقين يبكون لبكائها
ويدعون الله ويتضرعون إليه ويتضرع أهل العرش ومن حوله ، وترتفع أصوات من
الملائكة بالتقديس لله مخافة على أهل الارض ، ولوأن صوتا من أصواتهم يصل


(1)يقال : نأرت النائرة نأرا : هاجت ، والمراد ثوران الماء وغليانها ، ولذلك
عبربقوله " أطفأ "

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه