بحار الأنوار ج13

بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل ، فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر
وقال : يا رب لو شئت لاحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك
مع من يعبدك من خلقك ، فأوحى الله إليه : أفتحب ذلك ؟ قال : نعم يا رب فأحيهم ، فأوحى
الله عزوجل : قل كذا وكذا ، فقال الذي أمره الله عزوجل أن يقوله ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : وهو الاسم الاعظم ، فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام
يطير بعظها إلى بعض ، فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض ، يسبحون الله عز ذكره و
يكبرونه ويهللونه ، فقال حزقيل عند ذلك : اشهد أن الله على كل شئ قدير . قال عمر بن
يزيد : فقال أبوعبدالله عليه السلام : فيهم نزلت هذه الآية .(1)
7 - أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم عن المعلى بن
خنيس ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يوم النيروز هو اليوم الذي أحيا الله فيه القوم الذين
خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت ، فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ، وذلك أن
نبيا من الانبياء سأل ربه أن يحيي القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت
فأماتهم الله ، فأوحى إليه : أن صب عليهم الماء في مضاجعهم ، فصب عليهم الماء في هذا اليوم
فعاشوا وهم ثلاثون ألفا ، فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها إلا
الراسخون في العلم .(2)
8 - ج ، يد ، ن ، عن الحسن بن محمد النوفلي فيما احتج الرضا عليه السلام على أرباب
الملل قال عليه السلام للجاثليق : فإن اليسع صنع مثل ما صنع عيسى فلم يتخذه امته ربا ،(3)
ولقد صنع حزقيل النبي عليه السلام مثل ما صنع عيسى بن مريم عليه السلام فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل
من بعد موتهم بستين سنة . ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال : أتجد هؤلاء في شباب
بني إسرائيل في التوراة ؟ اختارهم بخت نصر من سبى بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس ،
ثم انصرف بهم إلى بابل ، فأرسله الله عزوجل إليهم فأحياهم .(4)ثم أقبل على النصراني


(1)روضة الكافى : 198 و 199 .
(2)المهذب مخطوط .
(3)في المصدر : مشى على الماء وأحياء الموتى وأبرأ الاكمه والابرص فلم يتخذه امته
ربا ، ولم يعبده أحد من دون الله عزوجل .
(4)هنا زيادات في المصدر اسقطه للاختصار .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه