بحار الأنوار ج75

ولكني متى أبرمت أمرا * تتازعني أقاويل الطغام
وقوله يرثي عمه حمزة لما قتل باحد :
أتاني أن هندا حل صخر * دعت دركا وبشرت الهنودا
فإن تفخر بحمزة يوم ولى * مع الشهداء محتسبا شهيدا
فإنا قد قتلنا يوم بدر * أبا جهل وعتبة والوليدا
وشيبة قد قتلنا يوم احد * علي أثوابه علقا جسيدا
فبوء في جهنم شر دار * عليه لم يجد عنها محيدا
فما سيان من هو في حميم * يكون شرابه فيها صديدا
ومن هو في الجنان يدر فيها عليه الرزق مغتبطا حميدا
وقوله :
ألا أيها الموت الذي ليس تاركي * أرحني فقد أفنيت كل خليل
أراك بصيرا بالذين أحبهم * كانك تسعى نحوهم بدليل
وقوله أيضا فيه يرثيه :
رأيت المشركين بغوا علينا * ولجو في الغواية والضلال
وقالوا نحن أكثر إذ نفرنا * غداة الروع بالاسل النبال
فان يبغوا ويفتخروا علينا * بحمزة فهو في غرف العوالي
فقد أودى بعتبة يوم بدر * وقد أبلى وجاهد غير آل
وقد غادرت كبشهم جهادا * بحمد الله طلحة في المجال
فخر لوجهه ورفع عنه * رقيق الحد حودث بالصقال
وحضر لديه إنسان فقال : يا أميرالمؤمنين أسألك أن تخبرني عن واجب وأوجب
وعجب وأعجب ، وصعب وأصعب ، وقريب وأقرب ؟ فما انبجس بيانه بكلماته ولاخنس
لسانه في لهواته حتى أجابه عليه السلام بأبياته وقال :
توب رب الورى واجب عليهم * وتركهم للذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب * وغفلة الناس فيه أعجب

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه