بحار الأنوار ج20

يستحد بها فأعارته ، فدرج بنى(1)لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته جالسا على فخذه
والموسى بيده ، قال : ففزعت فزعة عرفها خبيب ، فقال : أتخشين أن أقتله ما كنت
لافعل ذلك ، إن الغدر ليس من شأننا ، قالت : والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من
خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد ، وما
بمكة من ثمرة ، وكانت تقول : إنه لرزق رزقه الله خبيبا ، فلما أخرجوه من الحرم
ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب : دعوني أصلي ركعتين ، فتركوه فركع ركعتين
فقال : " والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت ، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم
بددا ، ولا تبق(2)منهم أحدا " وقال :
فلست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب(3)كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الاله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع(4)
فصلبوه حيا فقال : اللهم إنك تعلم أنه ليس لي أحد حوالي يبلغ سلامي
رسولك فأبلغه سلامي(5)ثم قام إليه أبوعقبة بن الحارث(6)فقتله ، فكان خبيب هو


(1)في الامتاع : وطلب حديدة فاتته بموسى مع ابنه ابى حسين مولى بنى الحارث بن عامر
بن نوفل بن عبد مناف بن قصى ، فقال له ممازحا : وابيك انك لجرئ ، اما خشيت امك غدرى
حين بعثت معك بحديدة وانتم تريدون قتلى ؟ فقالت ماوية : يا خبيب انما امنتك بامان الله ،
فقال : ما كنت لاقتله .
(2)في الامتاع : ولا تغادر .
(3)شيئ خ ل .
(4)في المناقب : ممزق .
(5)في الامتاع : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس مع اصحابه وقد أخذته غمية :
وعليه السلام ورحمة الله ، ثم قال : هذا جبرئيل يقرئنى من خبيب السلام .
(6)في المصدر : أبوسروعة عقبة بن الحارث . وفى الامتاع : ثم احضروا ابناء من قتل
ببدر وهم اربعون غلاما فاعطوا كل غلام رمحا فطنوه برماحهم فاضطرب على الخشبة وانفلت
فصار وجهه إلى الكعبة فقال : الحمد لله ، فطعنه ابوسروعة واسمه عقبة بن الحارث بن عامر
بن نوفل بن عبد مناف بن قصى ، حتى اخرجها من ظهره فمكث ساعة يوحد ويشهد ان محمد
رسول الله ثم مات رضى الله عنه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه