بحار الأنوار ج44

أبوالحسن عليه السلام علي ، كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، ومحتد
الندا ، وطود النهى ، وعلم الورى ، ونورا في ظلمة الدجى ، وداعيا إلى المحجة
العظمى ، ومستمسكا بالعروة الوثقى ، وساميا إلى المجد والعلا ، وقائد الدين والتقى
وسيد من تقمص وارتدى ، بعل بنت المصطفى ، وأفضل من صام وصلى ، وأفخر من
ضحك وبكى ، صاحب القبلتين ، فهل يساويه مخلوق كان أو يكون .
كان والله كالاسد مقاتلا ولهم في الحروب حاملا على مبغضيه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين إلى يوم التناد .
ايضاح : المحتد بالكسر الاصل ، والندا : العطاء ، والطود الجبل العظيم .
10 ل : ابن موسى ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن العباس بن الفرج
عن أبي سلمة الغفاري ، عن عبدالله بن إبراهيم بن أبي فروة ، عن عبدالملك بن
مروان قال : كنا عند معاوية ذات يوم وقد اجتمع عنده جماعة من قريش وفيهم
عدة من بني هاشم فقال معاوية : يا بني هاشم بم تفخرون علينا ؟ أليس الاب والام
واحدا والدار والمولد واحدا ؟ فقال ابن عباس : نفخر عليكم بما أصبحت تفخر به
على سائر قريش ، وتفخر به قريش على الانصار ، وتفخر به الانصار على سائر العرب
وتخفر به العرب على العجم : برسول الله صلى الله عليه واله وبما لا تستطيع له إنكارا ولا منه فرارا .
فقال معاوية : يا ابن عباس لقد اعطيت لسانا ذلقا تكاد تغلب بباطلك ، حق
سواك ، فقال ابن عباس : مه فان الباطل لا يغلب الحق ودع عنك الحسد ، فلبئس
الشعار الحسد .
فقال معاوية : صدقت أما والله إني لا حبك لخصال أربع مع مغفرتي لك
خصالا أربعا فأما ما احبك فلقربتك برسول الله صلى الله عليه واله ، وأما الثانية فانك رجل
من اسرتي وأهل بيتي ومن مصاص عبد مناف ، وأما الثالثة فان أبي كان خلا
لابيك وأما الرابعة فانك لسان قريش وزعيمها وفقيهها .
وأما الاربع التي غفرت لك : فعدوك علي بصفين ، فيمن عدا ، وإساء‌تك
في خذلان عثمان فيمن أساء ، وسعيك على عائشة أم المؤمنين فيمن سعى ، ونفيك

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه