الاهل ، وقلى الدنيا وتركها لاهلها ، وصارت رغبته فيما عند إلهه .
وروي معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان في وصية
رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه لاسلام أنه قال : يا علي اوصيك في نفسك بخصال فاحفظها
ثم قال : اللهم أعنه ، وعد خصالا والرابعة كثرة البكاء من خشية الله عزوجل
يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة ،
وقال كعب الاحبار ، والذي نفسي بيده لئن أبكى من خشية الله وتسيل
دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بجبل من ذهب .
وفي خطبة الوداع لرسول الله صلى الله عليه واله : ومن دزفت عيناه من خشية الله كان له
بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد ، يكون في ميزانه من الاجر ، وكان له
بكل قطرة عين في الجنة على حافتيها من المدائن والقصور ما لا عين رأيت ولا
اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وعن أبي جعفر عليه السلام إن إبراهيم النبي عليه السلام قال : إلهي ما لعبد بل وجهه
بالدموع من مخافتك ؟ قال : جزاؤه مغفرتي ورضواني يوم القيامة .
وروي إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أكون أدعو وأشتهي
البكاء فلا يجيئني ، وربما ذكرت من مات من بعض أهلي فأرق وأبكي ، فهل
يجوز ذلك ؟ فقال : نعم ، تذكرهم فاذا رققت فابك وادع ربك تبارك وتعالى .
وعن سعيد بن يسار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أتباكى في الدعاء وليس
لي بكاء قال : نعم ولو مثل رأس الذناب .
وعن أبي حمزة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لابي بصير : إن خفت أمرا يكون أو
حاجة تريدها فابدأ بالله فمجده ، وأثن عليه كما هو أهله ، وصل على النبي صلى الله عليه واله
وتبارك ولو مثل رأس الذباب ، إن أبي كان يقول : أقرب ما يكون العبد من الرب
وهو ساجد يبكي ،
وعنه عليه السلام إن لم يجئك البكاء فتباك ، فان خرج منك مثل رأس الذباب
فبخ بخ .