بحار الأنوار ج3

من لا يخلو منه مكان ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان ، فقال اليهودي : أشهد أن هذا
هو الحق المبين ، وأنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه .
بيان : عزب عنه يعزب ويعزب أي بعد وغاب ، وفسر عليه السلام قوله : وهو في كل
مكان بماذكره بعده ليظهرأن المراد به الاحاطة بالعلم والتدبير .
3 - شا ، ج : روى الشعبي أنه سمع أميرالمؤمنين عليه السلام رجلايقول : والذي
احتجب بسبع طباق ، فعلاه بالدرة ،(1)ثم قال له : يا ويلك إن الله أجل من أن يحتجب
عن شئ ، أو يحتجب عنه شئ سبحان الذي لا يحويه مكان ، ولا يخفى عليه شئ في
الارض ولا في السماء ، فقال الرجل : أفاكفرعن يميني يا أمير المؤمنين ؟ قال : لالم تحلف
بالله فيلزمك الكفارة(2)وإنما حلفت بغيره .
4 - ج : في جواب اسؤلة الزنديق المنكر للقرآن عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال : معنى قوله : " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أويأتى ربك أويأتى بعض آيات
ربك " فإنما خاطب نبينا صلى الله عليه وآله هل ينتظر المنافقون والمشركون إلا أن تأتيهم الملائكة
فيعاينوهم ، أو يأتي ربك ، أو يأتي بعض آيات ربك ؟ يعني بذلك أمر ربك ، والآية
هي العذاب في دار الدنيا كما عذب الامم السالفة ، والقرون الخالية ، وقال : " أو لم يروا
أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها " يعنى بذلك ما يهلك من القرون فسماه إتيانا ، و
قوله : " الرحمن على العرش استوى " يعنى استوى تدبيره وعلا أمره ، وقوله : " وهوالذي في
السماء‌إله وفي الارض إله " وقوله : " وهو معكم أينما كنتم " وقوله : " ما يكون من نجوى
ثلاثة إلا هو رابعهم " فإنما أراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على
جميع خلقه ، وأن فعلهم فعله . الخبر .
يد : في هذا الخبر : وقال في آية اخرى : " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " يعني
أرسل عليهم عذابا ، وكذلك إتيانه بنيانهم ، وقال الله عزوجل : " فأتى الله بنيانهم من
القواعد ، فإتيانه بنيانهم من القواعد إرسال العذاب .


(1)الدرة بكسر الدال وتشديد الراء : السوط .
(2)في شا : فيلزمك الكفارة كفارة الحنت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه