بدا فليخرجا إذا قرب خروج نفسه .
وإذا اشتد عليه نزع روحه فحوله إلى المصلى الذي كان يصلي فيه أوعليه ، و
إياك أن تمسه ، وإن وجدته يحرك يديه أو رجليه أو رأسه فلا تمنعه من ذلك كما
يفعل جهال الناس ، وقال عليه السلام : إذا حضر أحدكم الوفاة فاحضروا عنده بالقرأن
وذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله(1).
بيان : التلقين عند الاحتضار بالعقائد وكلمات الفرج مما ذكره الاصحاب و
دلت عليه الاخبار الكثيرة ، قوله كان يصلي فيه أي البيت الذي كان يصلي فيه .
ونحوه أو عليه أي المصلى الذي كان يصلي عليه ، وهذا أيضا ذكره الاصحاب ،
وحكم الاكثر باستحبابه مطلقا والاخبار مقيدة بما إذا اشتد عليه النزع ، وظاهر
الرواية التخيير بين النقل إلى البيت أو الثوب ، وابن حمزة جمع بينهما وظاهر
الاكثر البيت .
والنهي عن المس ورد في الخبر وذكره الشهيد في الذكرى ، وكذا النهي
عن المنع من تحريك يديه أورجليه أو رأسه ذكره الصدوق والشهيد ، وكذا ذكر
الاصحاب استحباب قراءة القرآن والدعاء عنده ، قبل خروج روحه وبعده .
10 مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن
عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الخزاز ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان غلام من اليهود يأتي النبي صلى الله عليه وآله كثيرا حتى استخفه
وربما ارسله في حاجة ، وربما كتب له الكتاب إلى قوم ، فافتقده أياما فسأل عنه
فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيام الدنيا ، فأتاه النبي صلى الله عليه وآله في ناس من
اصحابه وكان عليه السلام بركة لا يكاد يكلم أحدا إلا أجابه ، فقال : يا فلان !
ففتح عينيه ، وقال : لبيك يا ابا القاسم ! قال : اشهد ان لا إله إلا الله وأني رسول الله
فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله صلى الله عليه وآله الثانية وقال له مثل
قوله الاول فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله الثالثة ،