بحار الأنوار ج69

بساحته عداوتها ، من أبعد الدار ، وأسحق المزار .
اوصيكم عباد الله بتقوى الله واحذركم أهل النفاق ، فانهم الضالون
المضلون ، والزالون المزلون ، يتلونون الوانا ، ويفتنون افتانا ، ويعمدونكم
بكل عماد ، ويرصدونكم بكل مرصاد ، قلوبهم دوية ، وصفاحهم نقية(1)يمشون
الخفاء ، ويدبون الضراء(2)وصفهم دواء ، وقولهم شفاء ، وفعلهم الداء العياء ، حسدة
الرخاء ، ومؤكدوا البلاء ، ومقنطوا الرجاء .
لهم بكل طريق صريع ، وإلى كل قلب شفيع ، ولكل شجو دموع
يتقارضون الثناء ، ويتراقبون الجزاء ، إن سألوا ألحفوا ، وإن عذلوا كشفوا ، وإن
حكموا أسرفوا .
قد أعدوا لكل حق باطلا ، ولكل قائم مائلا ، ولكل حي قاتلا ، ولكل
باب مفتاحا ، ولكل ليل مصباحا ، يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم
وينفقوا به أعلاقهم ، يقولون فيشبهون ، ويصفون فيموهون ، قد هينوا الطريق
وأضلعوا المضيق ، فهم لمة الشيطان ، وحمة النيران ، اولئك حزب الشيطان ألا
إن حزب الشيطان هم الخاسرون(3).


(1)يعني أن قلوبهم مريضة بالشك والريب والنفاق ، وأما ظاهر وجوههم وبشرهم
نقية من الامراض ، ذو طلاقة وبشر حسن .
(2)الضراء كسحاب المشي الخفي ختلا ومكرا ، يقال للرجل إذا ختل صاحبه :
هو يدب له الضراء ، ويمشي له الخمر يعني في ظل الشجر الملتف ليواري شخصه وشبحه
من أعين الناس .
(3)نهج البلاغة ج 1 ص 525 ، الرقم 192 من الخطب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه