بحار الأنوار ج36

على باب الاعمش وعليه جماعة من أصحاب الحديث ، قال : ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم
ثم رجع وأغلق الباب ، فانصرفوا وبقيمت أنا ، فخرج فرء‌اني فقال : أنت ههنا ؟ لو علمت
لادخلتك أو خرجت إليك ، قال : ثم قال لي : أتدرى ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم ؟
فقلت : لا ، قال : إنى ذكرت آية في كتاب الله ، قلت : ما هي ؟ قال : قول الله : يا محمد يا علي
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، قال : قلت : وهكذا نزلت ؟ قال : فقال : إي والذي بعث
محمدا بالنبوة لهكذا نزلت(1).
29 - فر : علي بن محمد الزهري ، عن صباح المزني ، قال : كنا نأتي الحسن بن
صالح ، وكان يقرء القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله(2)أصحاب المسائل ، حتى إذا
فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله تعالى في كتابه : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " ؟
فمكث ينكت(3)في الارض طويلا ثم قال : عن " العنيد " تسألني ؟ قال : لا ، أسألك عن
" ألقيا " قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ، ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام على شفير جهنم ، فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال :
هذا لي وهذا لك . وذكره الحسن بن صالح عن الاعمش(4).
بيان : أوردنا مضمون الخبر بأسانيد في كتاب المعاد . وروى الشيخ أبوعلي الطبرسي
في مجمع البيان عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الاعمش أنه قال : حدثنا أبو
المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة
يقول الله تعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما ، و
ذلك قوله : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد(5)" .
وقال رحمه الله : قيل فيه أقوال :


(1)تفسير فرات : 167 .
(2)في المصدر : سألوه .
(3)نكت الارض بقضيب أو باصبعه : ضربها به حال التفكر فأثر فيها .
(4)تفسير فرات : 169 .
(5)مجمع البيان 9 : 147 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه