بحار الأنوار ج18

40 : يج روي أنه كان جالسا إذ أطلق حبوته(1)فتنحى قليلا ، ثم مد يده كأنه
يصافح مسلما ، ثم أتانا فقعد ، فقلنا : كنا نسمع رجع الكلام ، ولا نبصر أحدا ، فقال :
ذلك إسماعيل ملك المطر إستأذن ربه أن يلقاني فسلم علي(2)، فقلت له : أسقنا ، قال :
ميعادكم كذا في شهر كذا ، فلما جاء ميعاده صلينا الصبح فقلنا(3)لا نرى شيئا ، وصلينا
الظهر فلم نرشيئا حتى إذا العصر ، نشأت سحابة(4)فمطرنا فضحكنا ، فقال عليه السلام :
مالكم ؟ قلنا : الذي قال الملك ، قال : أجل مثل هذا فاحفظوا(5).
41 - يج : روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى يهودي في قرض يسأله ففعل ، ثم جاء
اليهودي إليه فقال : جاء‌تك(6)حاجتك ؟ قال : نعم ، قال : فابعث فيما أردت ولا تمتنع من
شئ تريده ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : أدام الله جمالك ، فعاش اليهودي ثمانين سنة ما رئي في
رأسه شعرة بيضاء .
42 - يج : روي أنه في وقعة تبوك أصاب الناس عطش ، فقالوا يا رسول الله لو
دعوت الله لسقانا ؟ فقال صلى الله عليه وآله : لو دعوت الله لسقيت ، قالوا : يا رسول الله ادع لنا ليسقينا ،
فدعا فسالت الادوية : فإذا قوم على شفير الوادي يقولون : مطرنا بنوء(7)الذراع وبنوء
كذا ، فقال رسول الله : ألا ترون ؟ فقال خالد : ألا أضرب أعناقهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا ،
يقولون(8)هكذا ، وهم يعلمون أن الله أنزله .


(1)الحبوة بالفتح والضم : مايحتبى به أى يشتمل به من ثوب أو عمامة .
(2)فيسلم على خ ل ،
(3)فكنا خ ل .
(4)أى رفعت .
(5)أى امثال هذه المعجزة فاحتفظوا بها واستظهروها وانقلوها إلى من لم يروها ، أو احتفظوا
بسائر ما ترونه وتسمعونه كما حفظتم هذه .
(6)جاء بك خ ل .
(7)النوء : النجم مال للغروب ، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر
قالوا : لابد من ان يكون عند ذلك مطر أو رياح ، فينسبون كل غيث إلى ذلك النجم فيقولون :
مطرنا بنوء الثريا أو بنوء الدبران .
(8)هم يقولون خ ل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه