بحار الأنوار ج68

تعالى ، فانها من الافعال الظاهرة التي لابد للمرء من الاتيان بها خوفا أو طمعا
ورياء لاسيما للمتسمين بالصلاح ، فيأتون بها من غير إخلاص حتى يعتادونها ، ولا
غرض لهم في تركها غالبا ، والدواعي الدنيوية في فعلها لهم كثيرة ، بخلاف الصدق
وأداء الامانة فانهما من الامور الخفية وظهور خلافهما على الناس نادر ، و
الدواعي الدنيوية على تركهما كثيرة ، فاختبروهم بهما ، لان الاتي بهما غالبا
من أهل الصلاح والخوف من الله ، مع أنهما من الصفات الحسنة التي تدعو إلى
كثير من الخيرات ، وبهما تحصل كمال النفس ، وإن لم تكونا لله ، وأيضا الصدق
يمنع كون العمل لغير الله ، فان الرياء حقيقة من أقبح أنواع الكذب ، كمايومئ
إليه الخبر الاتي
3 - كا : عن العدة ، عن سهل ، عن ابن أبي نجران ، عن مثنى الحناط ، عن
محمدبن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من صدق لسانه زكا عمله(1)
بيان : زكاعمله أي يصير عمله بسببه زاكيا أي ناميا في الثواب ، لانه
إنما يتقبل الله من المتقين ، وهومن أعظم أركان التقوى ، أو كثيرا لان الصدق
مع الله يوجب الاتيان بما أمر الله ، والصدق مع الخلق أيضا يوجب ذلك ، لانه إذا
سئل عن عمل هل يفعله ؟ - ولم يفعله - لايمكنه ادعاء فعله ، فيأتي بذلك ، ولعله بعد
ذلك يصير خالصا لله
أويقال : لماكان الصدق لازما للخوف ، والخوف ملزوما لكثرة الاعمال
فالصدق ملزوم لها أو المعنى طهر عمله من الرياء ، فانها نوع من الكذب ، كماأشرنا
إليه في الخبر السابق ، وفي بعض النسخ زكي على المجهول من بناء التفعيل ، بمعنى
القبول أي يمدح الله عمله ويقبله ، فيرجع إلى المعنى الاول ويؤيد ه
4 - كا : عن محمدبن يحيى ، عن محمدبن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن
عبدالله بن القاسم ، عن عمروبن أبي المقدام قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام في أول
دخلة دخلت عليه : تعلموا الصدق قبل الحديث(2)


(1 و 2)الكافى 2 ص 104

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه