بحار الأنوار ج53

لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على أنه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسميناه
وكنيناه ، وقلنا سمي جده رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه لئلا يقول الناس : ما عرفنا
له اسما ولا كنية ولا نسبا .
والله ليتحقق الايضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسميه
بعضهم لبعض ، كل ذلك للزوم الحجة عليهم ، ثم يظهره الله كما وعد به جده صلى الله عليه وآله
في قوله عزوجل هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون (1).
قال المفضل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى : ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون قال عليه السلام : هو قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة
ويكون الدين كله لله (2)فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والاديان الاختلاف
ويكون الدين كله واحدا كما قال جل ذكره إن الدين عند الله الاسلام (3)
وقال الله ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (4).
قال المفضل : قلت : يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه إبراهيم ونوح
وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله هو الاسلام ؟ قال : نعم يا مفضل ، هو الاسلام لا غير .
قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله ؟ قال : نعم من أوله إلى آخره ومنه
هذه الآية إن الدين عند الله الاسلام وقوله تعالى ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم
المسلمين (5)ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل واجعلنا مسلمين لك
ومن ذريتناأمة مسلمة لك (6)وقوله تعالى في قصة فرعون حتى إذا ادركه
الغرق قال آمنت أنه لا إله الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنامن المسلمين (7)
وفي قصة سليمان وبلقيس قبل أن يأتوني مسلمين وقولها أسلمت مع سليمان لله


(1)براء‌ة : 34 .(2)الانفال : 39 .
(3)آل عمران : 19 .(4)آل عمران : 85 .
(5)الحج : 78 .(6)البقرة : 128 .
(7)يونس : 90 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه