بحار الأنوار ج90

عن أهله ، فضلوا وأضلوا ،
واعلموا رحمكم الله أنه من لم يعرف من كتاب الله عزوجل الناسخ من
المنسوخ والخاص من العام والمحكم من المتشابه والرخص من العزائم والمكي
والمدني ، وأسباب التنزيل ، والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والمؤلفة ، وما
فيه من علم القضاء والقدر ، والتقديم والتأخير ، والمبين والعميق ، والظاهر والباطن
والابتداء والانتهاء ، والسؤال والجواب ، والقطع والوصل ، والمستثنى منه والجاري
فيه ، والصفة لما قبل مما يدل على مابعد ، والمؤكد منه ، والمفصل وعزائمه
ورخصه ، ومواضع فرائضه وأحكامه ، ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه
الملحدون ، والمصول من الالفاظ والمحمول على ماقبله ، وعلى مابعده ، فليس
بعالم بالقرآن ، ولا هو من أهله ، ومتى ما ادعى معرفة هذه الاقسام مدع بغير
دليل ، فهو كاذب مرتاب ، مفتر على الله الكذب ورسوله ، ومأويه جهنم وبئس
المصير .
ولقد سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه شيعته عن مثل هذا ، فقال : إن الله
تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف ، وهي أمر ، وزجر
وترغيب ، وترهيب ، وجدل ، ومثل ، وقصص . وفي القرآن ناسخ ومنسوخ
ومحكم ومتشابه ، وخاص وعام ، ومقدم ومؤخر ، وعزائم ورخص ، وحلال
وحرام ، وفرائض وأحكام ، ومنقطع ومعطوف ومنقطع غير معطوف وحرف
مكان حرف .
ومنه ما لفظه خاص ، ومنه مالفظه عام محتمل العموم ، ومنه مالفظه
واحد ومعناه جمع ، ومنه مالفظه جمع ومعناه واحد ، ومنه مالفظه ماض ومعناه
مستقبل ، ومنه مالفظه على الخبر ومعناه حكاية عن قوم آخر ، ومنه ماهو باق
محرف عن جهته ، ومنه ماهو على خلاف تنزيله ، ومنه ما تأويله في تنزيله ، ومنه
ماتأويله قبل تنزيله ، ومنه ماتأويله بعد تنزيله .
ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة اخرى ، ومنه آيات نصفها منسوخ

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه