الامر ؟ قال : نعم هو أفقه بني هاشم .
ثم قال : يا عبدالله إني اخبرك عن أبي عليه السلام وزهده وعبادته ، إنه كان
عليه السلام يصلي في نهاره ماشاء الله ، فاذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم
فيصلي في جوف الليل ما شاءالله ، ثم يقوم قائما على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى
ويتضرع له ويبكي بدموع جارية ، حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر سجد سجدة
ثم يقوم يصلي الغداة إذا وضح الفجر ، فإذا فرغ من صلاته قعد في التعقيب إلى أن
يتعالى النهار ، ثم يقوم في حاجته ساعة ، فاذا قرب الزوال قعد في مصلاه فسبح الله
ومجده إلى وقت الصلاة ، فاذا حان وقت الصلاة قام فصلى الاولى وجلس هنيئة
وصلى العصر وقعد في تعقيبه ساعة ، ثم سجد سجدة ، فاذا غابت الشمس صلى العشاء
والعتمة قلت : كان يصوم دهره ؟ قال : لا ولكنه كان يصوم في السنة ثلاثة أشهر
ويصوم في الشهر ثلاثة أيام قلت : وكان يفتي الناس في معالم دينهم ؟ قال : ما أذكر
ذلك عنه ، ثم أخرج إلي صحيفة كاملة أدعية علي بن الحسين عليه السلام(1).
74 نص : أبوعلي أحمد بن سليمان ، عن أبي علي بن همام ، عن الحسن
ابن محمد بن جمهور العمي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن محمد بن مسلم قال :
دخلت على زيد بن علي عليه السلام فقلت : إن قوما يزعمون أنك صاحب هذا الامر قال :
لا ولكني من العترة قلت : فمن يلي هذا الامر بعدكم ؟ قال : سبعة من الخلفاء
والمهدي منهم . قال ابن مسلم : ثم دخلت على الباقر محمد بن علي عليه السلام فأخبرته
بذلك ، فقال : صدق أخي زيد صدق أخي زيد ، سيلى هذا الامر بعدي سبعة من
الاوصياء والمهدي منهم ثم بكى عليه السلام وقال : كأني به وقد صلب في الكناسة
يا ابن مسلم ، حدثني ، أبي ، عن أبيه الحسين قال : وضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على
كتفي ، وقال : يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوما إذا
كان يوم القيامة حشر وأصحابه إلى الجنة(2).
(1 و 2)كفاية الاثر للخزاز ص 327 طبع ايران سنة 1305 .