بحار الأنوار ج16

الانصار أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه واله صاعا من رطب ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للخادم(1)التي جاء‌ت
به : ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتبني به ؟ فدخلت ثم خرجت إليه
فقالت : ما أصبت قصعة ولا طبقا ، فكنس رسول الله صلى الله عليه واله بثوبه مكانا من الارض ، ثم قال
لها : ضعيه هاهنا على الحضيض ، ثم قال : والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله
مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا(2).
134 - نهج : إلى أن بعث الله سبحانه محمدا صلى الله عليه واله(3)لانجاز عدته ، وتمام نبوته ،
مأخوذا على النبيين ميثاقه ، مشهورة سماته(4)، كريما ميلاده(5).
135 - نهج : حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه واله شهيدا وبشيرا ونذيرا ، خير البرية
طفلا ، وأنجبها كهلا ، أطهر المطهرين شيمة ، وأجود المستمطرين ديمة(6).
بيان : الشيمة بالكسر : الخلق والطبيعة ، والاستمطار : طلب المطر ، وطلب العطآء

الكثير مجازا ، والديمة بالكسر : المطر الدائم ، فيمكن أن يقرء على بنآء المفعول ، أي أجود
من طلب منه العطآء الدائم الكثير ، أو على بنآء الفاعل إشارة إلى استجابة دعائه في الاستسقآء
فيحتمل أن يكون أجود مأخوذا من الجود بمعنى المطر الكثير والله يعلم .
136 - نهج : ولقد كان في رسول الله صلى الله عليه واله كاف لك في الاسوة(7)، ودليل لك(8)
على ذم الدنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها ، إذ قبضت عنه أطرافها ، ووطئت لغيره
أكنافها ، وفطم من رضاعها ، وزوي عن زخارفها - وساقها إلى قوله عليه السلام - : فتأس بنبيك


(1)يطلق الخادم على المذكر والمؤنث .
(2)التمحيص : مخطوط .
(3)محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله .
(4)سمات جمع السمة : العلامة ، والمراد علاماته التي ذكرت في كتب الانبياء السابقين
الذين بشروا به .
(5)نهج البلاغة 1 : 27 .
(6)نهج البلاغة 1 : 216 . وفيه وأمطر المستمطرين ديمة .
(7)الاسوة : القدوة .
(8)في المصدر : ودليل ذلك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه