بحار الأنوار ج41

خلقه ، وأمر به الارض أن تحدثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرقها إلى
غربها(1).
أقول : أوردنا أخبارا كثيرة في ذلك في باب تزويج فاطمة عليها السلام .
27 - كنز : الحسن بن محمد جمهور العمي ، عن الحسن بن عبدالرحيم
التمار قال : انصرفت من مجلس بعض الفقهاء فمررت بسلمان الشاذكوني ، فقال
لي : من أين جئت ؟ فقلت : جئت من مجلس فلان ، فقال لي : ماذا جرى فيه ؟
قلت : شئ من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : والله احدثك
بفضيلة حدثني بها قريشي عن قريشي إلى أ بلغ ستة نفر منهم ، ثم قال : رجفت
قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب فضج أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يدعون لتسكر الرجفة ، فما زالت تزيد إلى تعدي ذلك
إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها على الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر : علي بأبي
الحسن علي بن أبي طالب ، فحضر فقال : يا أبا الحسن ألا ترى إلى قبور البقيع و
رجفها حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة وقد هم أهلها بالرحلة عنها ، فقال علي
عليه السلام : علي بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله البدرين ، فاختار من المائة
عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين من ورائهم ، ولم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلا
حضر ، حتى لم يبق بالمدينة ثيب وعاتق(2)إلا خرجت ، ثم دعا بأبي ذر وسلمان
ومقداد وعمار فقال لهم : كونوا بين يدي ، حتى توسط البقيع والناس محدقون به
فضرب الارض برجله ثم قال : مالك ؟ - ثلاثا - فسكنت ، فقال : صدق الله وصدق
رسوله لقد أنبأني بهذا الخبر وهذا اليوم وهذه لاساعة وباجتماع الناس له ، إن الله
عزوجل يقول في كتابه : " إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها
وقال الانسان مالها " أما لو كانت هي هي لقالت مالها وأخرجت لي أثقالها ، ثم انصرف
وانصرف الناس معه وقد سكنت الرجفة(3).


(1)لم نجده في الطرائف المطبوع .
(2)العاتق : الجاربة اول ما ادركت .
(3)مخطوط . وأورده في البرهان 4 : 494 و 495 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه