بحار الأنوار ج53

ليس ثم احد يعرفه ، ويظهر وهو شاب .
قال المفضل : يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبة ؟ فقال عليه السلام : سبحان الله
وهل يعرف ذلك ؟ يظهر كيف شاء وباي صورة شاء إذا جاء‌ه الامر من الله تعالى مجده
وجل ذكره .
قال المفضل : يا سيدي فمن اين يظهر وكيف يظهر ؟ قال : يا مفضل يظهر وحده
ويأتي البيت وحده ، ويلج الكعبة وحده ، ويجن عليه الليل وحده ، فاذا نامت العيون و
غسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل :
يا سيدي قولك مقبول ، وأمرك جائز ، فيمسح عليه السلام يده على على وجهه ويقول : الحمد
لله الذي صدقنا وعده ، وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر
العاملين (1).
ويقف بين الركن والمقام ، فيصرخ صرخة فيقول : يامعاشر نقبائي وأهل
خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الارض ! ائتوني طائعين ! فترد
صيحته عليه السلام عليهم وهم على محاريبهم ، وعلى فرشهم ، في شرق الارض وغربها
فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل ، فيجيئون نحوها ، ولا يمضي لهم إلا
كلمحة بصر ، حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين الركن والمقام .
فيأمر الله عزوجل النور فيصير عمودا من الارض إلى السماء فيستضئ به
كل مؤمن على وجه الارض ، ويدخل عليه نور من جوف بيته ، فتفرح نفوس
المؤمنين بذلك النور ، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلام .
ثم يصبحون وقوفا بين يديه ، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدة اصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر .
قال المفضل : يا مولاي يا سيدي فاثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع
الحسين بن علي عليهما السلام يظهرون معهم ؟ قال : يظهر منهم أبوعبدالله الحسين بن علي
عليهما السلام في اثني عشر ألفا مؤمنين من شيعة علي عليه السلام وعليه عمامة سوداء .


(1)الزمر : 74 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه