بحار الأنوار ج22

وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال : لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال ولا اذن له فيه
حتى نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا(1)" وقلده
سيفا(2).
وقال في قوله تعالى : " إن الذين يكتمون " المعني بهذه الآية أهل الكتاب
بإجماع المفسرين إلا أنها متوجهة على قول كثير منهم إلى جماعة من اليهود قليلة(3)
وهم علماؤهم ككعب بن الاشرف وحيي بن أخطب وكعب بن اسيد . وكانوا يصيبون
من سفلتهم الهدايا ، ويرجون كون النبي منهم ، فلما بعث من غيرهم خافوا زوال
مأكلتهم(4)فغيروا صفته فأنزل الله هذه الآية " ما أنزل الله من الكتاب " أي صفة
محمد والبشارة به " ويشترون به ثمنا قليلا " أي يستبدلون به عوضا(5)قليلا ، أي كل ما
يأخذونه في مقابلة ذلك فهو قليل " اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار " أي يؤديهم
ما يأكلونه إلى النار وقيل يأكلون النار حقيقة في جهنم " ولا يكلمهم الله يوم القيامة "
بما يحبون أو لا يكلمهم أصلا لغاية الغضب ، بل تكلمهم الملائكة من قبل الله تعالى
" ولا يزكيهم " أي لا يثني عليهم ، أولا يقبل أعمالهم ، أو لا يطهرهم بالمغفرة . " ولهم
عذاب أليم " أي مؤلم " اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى " أي استبدلوا الكفر
بالنبي صلى الله عليه وآله بالايمان به " والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار " أي ما أجرأهم
على النار ، روي عن أبي عبدالله عليه السلام(6)أو ما أعملهم بأعمال أهل النار ، وهو
المروي أيضا عن أبي عبدالله عليه السلام ، أو ما أبقاهم وأدومهم على النار ، وعلى الوجوه
ظاهر الكلام التعجب(7)" ذلك " أي الحكم النار ، أو العذاب ، أو الضلالة " بأن


(1)الحج : 39(2)مجمع البيان 1 : 185 .
(3)في المصدر : إلى جماعة قليلة من اليهود .
(4)في المصدر : زوال مملكتهم(5)عرضا خ ل أقول يوجد ذلك في المصدر :
(6)في المصدر : رواه على بن إبراهيم باسناده عن أبى عبدالله عليه السلام .
(7)زاد في المصدر : والتعجب لا يجوز على القديم سبحانه لانه عالم بجميع الاشياء لا
يخفى عليه شئ ، والتعجب انما يكون مما لا يعرف سببه ، واذا ثبت ذلك فالغرض ان يدلنا
على ان الكفار حلوا محل من يتعجب منه فهو تعجيب لنا منهم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه