بحار الأنوار ج75

زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى ، رسولك ترجمان عقلك ، وكتابك أبلغ ما ينطق
عنك . الناس أبناء الدنيا ولا يلام الرجل على حب أمه ، الطمع ضامن غيروفي ، و
الاماني تعمى أعين البصائر ، لا تجارة كالعمل الصالح ، ولا ربح كالثواب ، ولا قائد
كالتوفيق ، ولا حسب كالتواضع ، ولا شرف كالعلم ، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة ،
ولا قرين كحسن الخلق ، ولا عبادة كأداء الفرائض ، ولا عقل كالتدبير ، ولا وحدة
أوحش من العجب ، ومن أطال الامل أساء العمل .
72 - وسمع عليه السلام(1)رجلا من الحرورية يقرأ ويتهجد فقال : نوم على
يقين خير من صلاة في شك ، إذا تم العقل نقص الكلام ، قدر الرجل قدر همته
قيمة كل امرء ما يحسنه ، المال مادة الشهوات ، الناس أعداء ما جهلوه ، أنفاس
المرء خطاه إلى أجله .
73 - وقال عليه السلام : احذركم الدنيا فإنها خضرة حلوة ، حفت بالشهوات ، و
تحببت بالعاجلة(2)وعمرت بالامال ، وتزينت بالغرور ، ولا يؤمن فجعتها ، ولا
يدوم حبرتها(3)ضرارة غدارة غرارة زائلة بائدة أكالة عوالة ، لا تعد و
إذا تناهت إلى امنية أهل الرضا بها(4)والرغبة فيها أن يكون كما قال الله عز
وجل (5) كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه
الرياح(6)على أن امرء‌ا لم يكن فيها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة ولم يلق


(1)مطالب السؤول ص 57 .
(2)أى صارت محبوبة للناس بكونها لذة عاجلة . والنفوس مولعة بحب العاجل .
(3)الحبرة : النعمة والسرور .
(4)باد أى هلك . وغاله : أهلكه . وعداه يعدوه : جاوزه . والامنية : ما يتمناه
الانسان أى يريده ويأمله .(5)الكهف 45 .
(6)أى غاية موافقة الدنيا لاهلها لا يجاوز المثل المضروب لها في الكتاب الكريم
والمراد بالماء المطر ، واختلاط النبات به دخوله في خلل النبات عند النمو ، والهشيم
نبت يابس مكسر . وتذروه الرياح أى تطيره فيصير كأن لم يكن .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه