بحار الأنوار ج49

ابن موسى عليه السلام فبيناهما يسيران إذ قال له المأمون : يا أبا الحسن إني فكرت في
شئ فنتج لي الفكر الصواب فيه : فكرت في أمرنا وأمركم ، ونسبنا ونسبكم
فوجدت الفضيلة فيه واحدة ، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى
والعصبية .
فقال له أبوالحسن الرضا عليه السلام : إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته
لك ، وإن شئت أمسكت ، فقال له المأمون : إني لم أقله إلا لاعلم ما عندك فيه
قال له الرضا عليه السلام : أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا
صلى الله عليه وآله فخرج علينا من وراء أكمه من هذه الآكام يخطب إليك ابنتك
كنت مزوجه إياها ؟ فقال : يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال له الرضا عليه السلام : أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي ؟ قال : فسكت المأمون
هنيئة ثم قال : أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما .
20 وعن الكتاب المذكور قال : قال المأمون يوما للرضا عليه السلام : أخبرني
بأكبر فضيلة لامير المؤمنين يدل عليها القرآن ، قال : فقال له الرضا عليه السلام :
فضيلة في المباهلة ، قال الله جل جلاله(فمن حاجك فيه)الآية فدعا رسول الله
صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهم السلام فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة عليها السلام فكانت
في هذا الموضع نساء‌ه ، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عزوجل
فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل ، فواجب
أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عزوجل .
قال : فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الابناء بلفظ الجمع ، وإنما
دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنيه خاصة ، وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله
صلى الله عليه وآله ابنته وحدها فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون
المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكون لامير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من
الفضل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه