بحار الأنوار ج18

لقد جمع الاحزاب حولي وألبوا * قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وقد حشدوا أولادهم ونساء‌هم * وقربت من جذع(1)طويل ممنع
فذا العرش صبرني على ما يرادبي * فقد ياس منهم بعد يومي ومطمعي
وتا لله ما أخشى إذا كنت ذاتقى * على أي جمع كان لله مصرعي
فلما صلب قال : السلام عليك يا رسول الله ، وكان النبي صلى الله عليه وآله في ذلك الوقت بين
أصحابه بالمدينة ، فقال : وعليك السلام ، ثم بكى وقال : هذا خبيب يسلم علي حين قتلته
قريش .
وكتب صلى الله عليه وآله عهدا لحي سلمان بكازرون : هذا كتاب من محمد بن عبدالله رسول الله ،
سأله الفارسي سلمان وصية بأخيه مهاد(2)بن فروخ بن مهيار وأقاربه وأهل بيته وعقبه
من بعده ما تناسلوا ، من أسلم منهم وأقام على دينه : سلام الله ، أحمد الله إليكم ، إن الله
تعالى أمرني(3)أن أقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أقولها ، وآمر الناس بها ، و
الامر كله لله(4)خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير ، ثم ذكر فيه من احترام
سلمان - إلى أن(5)قال : - وقد رفعت عنهم جز الناصية والجزية والخمس والعشر و
سائر المؤن والكف ، فإن سألوكم فأعطوهم ، وإن استغاثوا بكم فأغيثوهم ، وإن
استجاروا بكم فأجيروهم ، وإن أساؤوا فاغفروا لهم ، وإن اسيئ إليهم فامنعوا عنهم ، و


(1)أراد به الصليب .
(2)مهيار خ ل . أقول : وفيما حكى عن تاريخ كزيده : ماهاد بن فرخ .
(3)فيما حكى عن تاريخ كزيده : أحمد الله إليك الذى أمرنى .
(4)فيما حكى عن تاريخ كزيده : وان الخلق خلق الله والامر حكم الله .
(5)في المحكى عن تاريخ كزيده تمام الحديث هكذا : وإن كل أمره يزول ، وكل شئ يفنى ،
وكل نفس ذائقة الموت ، من آمن بالله ورسوله كان له في الاخرة دعة الفائزين ، ومن أقام على دينه
تركناه فلا اكراه في الدين ، فهذا الكتاب لاهل بيت سلمان ، ان لهم ذمة الله وذمتى على دمائهم
وأموالهم في الارض التى يقيمون سهلها وجبلها ومرعها وعيونها غير مظلومين ، ولا مضيقا
عليهم ، فمن قرئ عليه كتابى هذا من المؤمنين والمؤمنات فعليه أن يحفظهم ويكرمهم ولا يتعرض
لهم بالاذى والمكروه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه