بحار الأنوار ج27

وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون(1).
بيان : قال الجزري : عال الرجل : كثر عياله ، وفي حديث عثمان : كتب إلى
أهل الكوفة : أني ليست بميزان لا أعول ، أي لا أميل عن الاستواء والاعتدال ، يقال
عال الميزان : إذا ارتفع أحد طرفيه على الآخر ، وعالت الفريضة : ارتفعت ، انتهى .
والمراد بولي الله إما الامام أو الاعم وطاش السهم عن الهدف : مال ولم يصبه .
4 - أقول : وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا في الاخبار ماهذا لفظه :
مناظرة الحروري والباقر عليه السلام : قال الحروري : إن في أبي بكر أربع خصال استحق
بها الامامة ، قال الباقر عليه السلام : ماهن ؟ قال : فانه أول الصديقين ولا نعرفه حتى
يقال : الصديق ، والثانية : صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار ، والثالثة : المتولي أمر
الصلاة ، والرابعة : ضجيعه في قبره .
قال أبوجعفر عليه السلام : أخبرني عن هذه الخصال هن لصاحبك بان بها من الناس
أجمعين ؟ قال : نعم .
قال أبوجعفر عليه السلام : ويحك هذه الخصال تظن أنهن مناقب لصاحبك وهي(2)
مثالب له ، أما قوله : كان صديقا ، فاسألوه من سماه بهذا الاسم ، قال الحروري : الله
ورسوله ، قال أبوجعفر عليه السلام : اسأل الفقهاء هل أجمعوا على هذا من رواياتهم أن
أبا بكر أول من آمن برسول الله ؟ قالت الجماعة : اللهم لا ، وقد روينا أن ذلك
علي بن أبي طالب .
قال الحروري : أو ليس قد زعمتم أن علي بن أبي طالب لم يشرك بالله في وقت
من الاوقات ؟ فان كان مارويتم حقا فأحرى أن يستحق هذا الاسم ، قالت
الجماعة : أجل ، قال أبوجعفر عليه السلام : يا حروري إن كان سمي صاحبك صديقا بهذه
الخصلة فقد استحقها غيره قبله ، فيكون المخصوص بهذا الاسم دون أبي بكر إذ كان أول


(1)تفسير فرات : 26 و 27 .
(2)في نسخة : وهن .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه