بحار الأنوار ج14

10 ك : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن
الصادق عليه السلام قال : لما ولد المسيح أخفى الله ولادته وغيب شخصه ، لان مريم لما حملته
انتبذت به مكانا قصيا ، ثم إن زكريا وخالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها
وقد وضعت ما في بطنها وهي تقول : " ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فأطلق
الله تعالى ذكره لسانه بعذرها وإظهار حجتها ، فلما ظهر اشتدت البلوى والطلب على
بني إسرائيل ، وأكب الجبابرة والطواغيت عليهم ، حتى كان من أمر المسيح عليه السلام ماقد
أخبر الله به ، واستتر شمعون بن حمون والشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من
جزائر البحر فأقاموا بها ففجر لهم(1)فيها العيون العذبة ، وأخرج لهم من كل الثمرات ،
وجعل لهم فيها الماشية ،(2)وبعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها ولا عظم ، وإنما هي
جلد ودم ، فخرجت من البحر فأوحى الله عزوجل إلى النحر أن يركبها فركبها فأتت
النحل إلى تلك الجزيرة ونهض النحل وتعلق بالشجر فغرس(3)وبنى وكثر العسل ،
ولم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح .(4)
أقول : تمامه في قصة طالوت .
11 كا : أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا ، عن محمد بن علي ، عن الحسن بن
راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في حديث طويل قال :
أما أم مريم فاسمها مرتا(5)وهي وهيبة بالعربية ، وأما اليوم الذي حملت فيه مريم
فهو يوم الجمعة للزوال وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الامين ، وليس للمسلمين عيد كان


(1)في المصدر : ففجر الله لهم .
(2)في المصدر : وأخرج لهم فيها الماشية .
(3)" " : فعرش . أي بنى عريشا .
(4)اكمال الدين : 91 و 95 .
(5)في المصدر : مرثا بالثاء المثلثة ، قال المصنف في مرآت العقول : مرثا في بعض النسخ
بالمثلثة وفي بعضها بالمثناة . وهيبة بمعنى موهوبة ويحتمل التصغير . وفي خبر عن ابي عبدالله عليه
السلام أن اسمها كان حنة كما في القاموس ، ويحتمل أن يكون احدهما اسما والاخر لقبا ، او يكون
احدهما موافقا للمشهور بين أهل الكتاب .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه