بحار الأنوار ج24

التقديرين هو كناية عن قربهم من جنات الرب عزوجل ، وأن من تمسك بهم
فهو يصل إليه تعالى .
18 - ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن المسلي عن عبدالله بن سليمان
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قول الله عزوجل :(أن تقول نفس ياحسرتا على
مافرطت في جنب الله)قال : علي عليه السلام جنب الله(1).
19 - ج : في حديث طويل يذكر فيه إتيان رجل من الزنادقة أميرالمؤمنين
عليه السلام وسؤاله عما اشتبه عليه من آيات القرآن ، وظن التناقض فيها ، فأجابه
عليه السلام وأسلم ، فكان مما سأله قوله : وأجده يقول :(ياحسرتا على مافرطت
في جنب الله(2)* فأينما تولوا فثم وجه الله(3)* وكل شئ هالك إلا وجهه(4)*
وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال(5))ما
معنى الجنب والوجه واليمين والشمال ؟ فإن الامر في ذلك ملتبس جدا ، فأجابه
عليه السلام بأن المنافقين قد غيروا وحرفوا كثيرا من القرآن ، وأسقطوا أسماء
جماعة ذكرهم الله بأسمائهم من الاوصياء ومن المنافقين ، لكن أعمى الله أبصارهم
فتركوا كثيرا من الآيات الدالة على فضل منزلة أوليائه وفرض طاعتهم ، ثم ذكر
عليه السلام كثيرا من ذلك ، إلى أن قال : وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات
الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهم السلام :(أن تقول نفس ياحسرتا على مافرطت
في جنب الله)تعريفا للخليقة قربهم ، ألا ترى أنك تقول : فلان إلى جنب فلان :
إذا أردت أن تصف قربه منه ، إنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز
التى لايعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون


(1)بصائر الدرجات : 19 .
(2)الزمر : 56 .
(3)البقرة : 115 .
(4)القصص : 88 .
(5)الواقعة : 27 و 41 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه