بحار الأنوار ج18

حتى أثكله الله عزوجل ولده يوم بدر ثم مات ، وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه
خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال : أنا الحارث ،
فغضبوا عليه فقتلوه ، وهو يقول : قتلني رب محمد ، وأما الاسود بن الحارث فإنه أكل
حوتا مالحا فأصابه العطش(1)فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات ، وهو يقول :
قتلني رب محمد ، كل ذلك في ساعة واحدة ، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله
فقالوا له : يا محمد ننتظر بك الظهر ، فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك ، فدخل النبي صلى الله عليه وآله
منزله فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم ، فأتاه جبرئيل عليه السلام ساعته فقال له : يا محمدالسلام
يقرأ عليك السلام وهو يقول : " فاصدع بما تؤمر " يعني أظهر أمرك لاهل مكة وادع
" وأعرض عن المشركين " قال : يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ قال
له : " إنا كفيناك المستهزئين " قال : يا جبرئيل كانوا عندي الساعة بين يدي ، فقال : قد
كفيتهم ، فأظهر أمره عند ذلك .
قال الصدوق رحمه الله : والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته
بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة(2).
بيان : النبل بالفتح : السهام العربية ، وراش السهم يريشه ألزق عليه الريش ، و
الشظية بفتح الشين وكسر الظاء المعجمة وتشديد الياء : الفلقة من العصا ونحوها ، و
الاكحل : عرق في اليد يفصد ، وكداء بالفتح والمد : الثنية العليا بمكة ممايلي المقابر
وهو المعلى ، وكدا بالضم والقصر : الثنية السفلى ممايلي باب العمرة ، ويقال : دهده
الحجر فتدهده أي دحرجه فتدحرج .
10 - قب ، يج : روي ، أن أبا جهل طلب غرته(3)فلما رآه ساجدا أخذ صخرة
ليطرحها عليه ألزقها الله بكفه ، ولما عرف أن لا نجاة إلا بمحمد سأله أن يدعو ربه


(1)عليه العطش خ ل . أقول : وفى المصدر : وأصابه غلبة العطش . وهوالصحيح .
(2)الخصال 1 : 134 و 135 .
(3)الغرة بالكسر . الغفلة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه