بحار الأنوار ج24

ربكم الاعلى(1))فهذا كله على وجه إن شئت قلت : هو رجل وهو إلى جهنم
ومن شايعه على ذلك ، فإنهم(2)مثل قول الله :(إنما حرم عليكم الميتة والدم
ولحم الخنزير(3))لصدقت ، ثم لو أني قلت : إنه فلان ذلك كله لصدقت ، إن
فلاناهوالمعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى(4)ثم إني اخبرك
أن الدين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان ، وهو
إمام امته وأهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن أنكره أنكر الله ودينه
ومن جهله جهل الله ودينه ، ولايعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الامام
كذلك جرى بأن معرفة الرجال(5)دين الله ، والمعرفة على وجهين : معرفة ثابتة
على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله ، فهذه المعرفة الباطنة الثابتة
بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن
به على من يشاء مع المعرفة ؟ ؟ هرة ومعرفة في الظاهر ، فأهل المعرفة في الظاهر الذين
علموا أمرنا بالحق على غير علم لاتلحق(6)بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ، ولا
يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه :(ولا يملك
الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون(7))فمن شهد شهادة
الحق لايعقد عليه قلبه ولايبصر ما يتكلم به لايثاب عليه قلبه لايعاقب عليه عقوبة
من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة ، فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة


(1)النازعات : 24 .
(2)في المصدر : فافهم .
(3)البقرة : 113 والنحل : 115 .
(4)في المختصر : انى لو قلت : انه فلان وهو ذلك كله لصدقت وان فلانا هو المعبود
من دون الله والمتعدى بحدود الله التى نهى عنها ان تتعدى .
(5)في نسخة : فذلك معنى ان معرفة الرجال دين الله .
(6)لايلحقون خ ل .
(7)الزخرف : 86 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه