بحار الأنوار ج97

بكل شئ علمك ، وأحصى كل شئ عددا غيبك ، لست بمحدود فتدركك الابصار
ولا بمتناه فتحويك الانظار ، ولا بجسم فتكشفك الاقدار ، ولا بمرأى فتحجبك الاستار
ولم تشبه شيئا فيكون لك مثلا ، ولا كان معك شئ فتكون له ضدا ، ابتدأت الخلق
لا من شئ كان من اصل يضاف إليه فعلك حتى تكون لمثاله محتذيا وعلى قدر
هيئته مهيئا ، ولم يحدث لك إذ خلقته علما ولم تستفدبه عظمة ولا ملكا ، ولم تكون
سماواتك وأرضك وأجناس خلقك لتشديد سلطانك ، ولا لخوف من زوال ونقصان
ولا استعانة على ضد مكابر أوند مثاور ، ولا يؤدك حفظ ما خلقت ، ولا تدبير ما ذرأت
ولا من عجزا كتفيت بما برأت ، ولا مسك لغوب فيما فطرت وبنيت وعليه قدرت
ولادخلت عليك شبهة فيما أردت ، يا من تعالى عن الحدود ، وعن أقاويل المشبهة و
الغلاة ، وإجبار العباد على المعاصي والاكتسابات ، ويا من تجلى لعقول الموحدين
بالشواهد والدلالات ، ودل العباد على وجوده بالآيات البينات القاهرات ، أسألك
أن تصلي على محمد عبدك المصطفى وحبيبك المجتبى نبي الرحمة والهدى ، وينبوع
الحكمة والندى ، ومعدن الخشية والتقى ، سيد المرسلين وخاتم النبيين وافضل
الاولين والآخرين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وافعل بنا ما أنت أهله يا ارحم
الراحمين(1).
ويصلي في مشربة أم إبراهيم وهي مسكن النبي صلى الله عليه وآله ما قدر عليه ، ويصلي
في مسجد الفضيخ فقد روي أنه الذي ردت فيه الشمس لامير المؤمنين عليه السلام لما نسام
النبي صلى الله عليه وآله في حجره .
ومنها مسجد الاحزاب وهو مسجد الفتح وينوي في كل موضع من هذه
المواضع ركعتين مندوبا قربة إلى الله تعالى .
فاذا فرغ من الصلاة فيه قال : يا صريح الكروبين ، ويا مجيب دعوة
المضطرين ، ويا مغيث المهمومين اكشف عني ضري وهمي وكربي وغمي كما
كشفت عن نبيك صلى الله عليه وآله همه وكفيته هول عدوه ، واكفني ما أهمني من أمر


(1)المزار الكبير ص 2726 ومصباح الزائر ص 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه