إلياس عليه السلام أو ضمير " وقف " أيضا لالياس ، أي قام تعظيما .
باب غامض ، أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر " حسبنا كتاب الله
وقيل الغامض بمعنى السائر المشهور من قولهم : غمض في الارض ، أي ذهب وسار . إن
القرآن ليس بناطق ، أي ليس القرآن بحيث يفهم منه الاحكام كل من نظر فيه ،
فإن كثيرا من الاحكام ليست في ظاهر القرآن ، وما فيه أيضا تختلف فيه الامة وفي
فهمه ، فظهر أن القرآن إنما يفهمه الامام ، وهو دليل له على معرفة الاحكام .
أو المراد أن القرآن لا يكفي لسياسة الامة ، وإن سلم أنهم يفهمون معاينه بل لابد
من آمر وناه وزاجر يحملهم على العمل بالقرآن ويكون معصوما عاملا بجميع ما فيه
فقوله عليه السلام : وأقول : قد عرضت ، مشيرا إلى ما ذكرنا أولا دليل آخر ، والحكم
الذي ليس فيه اختلاف ضروريات الدين أو السنة المتواترة أو ما أجمعت عليه الامة
وليست في القرآن ، أي في ظاهره الذي يفهمه الناس وإن كان في باطنه ما يفهمه
الامام عليه السلام .
قوله ثم وقف أي أبوجعفر عليه السلام ، فقال أي إلياس ، قوله : أن تظهر أي الفتنة
وهو مفعول " أبى " وقوله : وليس في حكمه ، جملة حالية ، والضمير في " حكمه " راجع
إلى الله ، قوله : " في الارض " أي في غير أنفسهم كالمال أو في أنفسهم كالدين أو القصاص
إلا أن يفتري خصمكم : أي يكابر بعد إتمام الحجة معاندة أو مانعا للطف أو اشتراط
التكليف بالعلم .
قوله : قال في أبي فلان وأصحابه ، أقول : يحتمل وجوها :
الاول : ما خطر ببالي وهو أن الآية نزلت في أبي بكر وأصحابه ، أي عمر
وعثمان ، والخطاب معهم ، فقوله : " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " أي لا تحزنوا على
ما فاتكم من النص والتعيين للخلافة والامامة ، وخص علي عليه السلام به حيث نص
الرسول صلى الله عليه وآله ، عليه بالخلافة ، وحرمكم عنها ، ولا تفرحوا بما آتاكم من الخلافة
الظاهرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، اي مكنكم من غصبها من مستحقها ولم يجبركم على
ترك ذلك ، واحدة مقدمة ، أي قوله : " لا تأسوا " إشارة إلى قضية متقدمة ، وهي النص