بحار الأنوار ج20

وفي هذه الغزوة قال عبدالله بن أبي : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز
منها الاذل ، وأنزلت الآيات .
وفيها كانت قصة إفك عائشة .
وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله في سنة ست في شهر ربيع الاول عكاشة بن محصن في
أربعين رجلا إلى الغمرة(1)، وبكر القوم فهربوا وأصاب مائتي بعير لم فساقها إلى
المدينة .
وفيها بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى القصة(2)في أربعين رجلا فأغار عليهم و
أعجزهم هربا في الجبال ، وأصابوا رجلا واحدا ، فأسلم(3).


(1)وهو ماء لبنى اسد على ليلتين من فيد . ذكر المقريزى تلك السرية في الامتاع : 264 .
(2)في الامتاع : " إلى ذى القصة : موضع بينه وبين المدينة اربعة وعشرون ميلا " و
ذكر ايضا سرية محمد بن مسلمة إلى ذى القصة قبل ذلك ، فقال : " يريد بنى ثعلبة وبين عوال
من ثلعبة " وهم مائة رجل ، في ربيع الاول ، فساروا في عشرة حتى وردوا ليلا وناموا ، فاحاط
بهم المائة رجل من بنى ثعلبة ففزغوا وراموهم ساعة بالنبل ، ثم حملت الاعراب بالرحاح عليهم
فقتلوهم ، وسقط محمد بن مسلمة جريحا فحمل بعد ذلك إلى المدينة " وذكر سرية ابى عبيدة
في شهر ربيع الاخر سنة ست ، وقال : خرج في ليلة السبت ومعه اربعون رجلا ، فغاب ليلتين : و
كانت بلاد بنى ثعلبة وانمار قد اجدبت ، فتتبع بنو محارب وثعلبة وانمار سحابة وقعت بالمراض
إلى تغلمينوالمراض على ستة وثلاثين ميلا من المدينةواجمعوا ان يغيروا على سرح المدينة
ببطن هيفا :موضع على سبعة اميال من المدينةفبعث رسول الله صلى الله عليه وآله ابا عبيدة
رضى الله عنه بمن معه ، بعد ما صلوا صلاة المغرب ، فمشوا ليلهم حتى وافوا ذا القصة مع عماية
الصبح فأغاروا على القوم فاعجزهم هربا ، واخذوا رجلا ، واستاقوا نعما ، ووجدوا رثة من متاع
وعادوا ، فخمس رسول الله صلى الله عليه وآله الغنيمة ، وقسم باقيها ، واسلم الرجل وترك لحاله "
أقول : وذكر اليعقوبى تلك السرية نحو ما تقدم في تاريخه 2 : 57 .
(3)ذكرها اليعقوبى في تاريخه 2 : 55 قال : " ووجه زيد بن حارثة على سرية إلى الجحوم
أو الجموم ، فأصاب امرأة من مزينة يقال لها : حليمة ، فدلتهم على محلة من محال بنى سليم
فاصابوا في تلك المحلة نعما واسارى ، وكان في اولئك الاسارى زوج حليمة ، فلما قفل بها
وهب رسول الله صلى الله عليه وآله للمزينية زوجها ونفسها " أقول : ذكر الجموم في معجم
البلدان 2 : 163 بالفتح وقال : قيل : ارض لبنى وسليم وبها كانت احدى غزوات النبى صلى الله
عليه وآله ارسل اليها زيد بن حارثة غازيا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه