أو اعتقاد ضلال بعضهم ، وكيف استحسنوا لانفسهم أن يرووا مثل هذه الاخبار
الصحاح ثم ينكروا على الفرقة المعروفة بالرافضة ما أقروا لهم بأعظم منه ، وكيف
يرغب ذو بصيرة في اتباع هؤلاء الاربعة المذاهب(1).
بيان : اعلم أن أكثر العامة على أن الصحابة كلهم عدول ، وقيل هم كغيرهم
مطلقا ، وقيل هم كغيرهم إلى حين ظهور الفتن بين علي عليه السلام ومعاوية ، وأما بعدها
فلا يقبل الداخلون فيها مطلقا ، وقالت المعتزلة : هم عدول إلا من علم أنه قاتل
عليا عليه السلام فانه مردود ، وذهبت الامامية إلى أنهم كساير الناس من أن فيهم
المنافق والفاسق والضال ، بل كان أكثرهم كذلك ، ولا أظنك ترتاب بعد ملاحظة
تلك الاخبار المأثورة من الجانبين المتواترة بالمعنى في صحة هذا القول ، وسينفعك
تذكرها في المطالب المذكورة في الابواب الاتية إنشاء الله تعالى .
= الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعضه فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون .
ومن اله لا تل على أن رسوله الامين الكريم على عمد ونظرا إلى تنفيذ هذا الاختبار والبلوى ،
لم يعرف المنافقين بأشخاصهم ، أننا نراه - صلوات الله عليه يقول لثلاثة من اصحابه فيهم سمرة
ابن جندب وأبوهريرة الدوسى : آخركم موتا في النار راجع الاستيعاب واسد الغابة ترجمه
سمرة فيعمى ذلك على أصحابه الاخرين لئلا يركنوا إلى أحد منهم في دينهم .
وهكذا يقول لجماعة من اصحابه مجتمعين : أحدكم ضرسه في النار مثل احد راجع
البحار ج 18 ص 132 من طبعتنا هذه .
وعلى ذلك فليحمل ما رواه أحمد في المسند ج 5 ص 273 ، والطبرانى في الكبير على
ما في مجمع الزوائد ج 1 ص 112 عن ابى مسعود قال : خطبنا رسول الله خطبة فحمد الله و
أثنى عليه ثم قال : ان فيكم منافقين ، فمن سميت فليقم ، ثم قال : قم يا فلان ! قم يا فلان ! قم
يا فلان ! حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ، ثم قال : ان فيكم - أو منكم فاتقوا الله .
(1)الطرائف ص 113 - 115(*).