بحار الأنوار ج82

ولايكونن هم أحدكم آخر السورة ، وروى أبوبصير عن أبي عبدالله عليه السلام في هذا قال :
هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك انتهى .
وعد الشهيد - ره - في النفلية الترتيل من المستحبات ، وقال : هو تبيين الحروف
بصفاتها المعتبرة من الهمس والجهر والاستعلاء والاطباق والغنة وغيرها ، والوقف التام
والحسن ، وعند فراغ النفس مطلقا ، وفسر الشهيد الثاني - ره - التام بالذي
لايكون للكلام قبله تعلق بما بعده لفظا ولامعنى ، والحسن بالذي يكون له تعلق
من جهة اللفظ دون المعنى ، ثم قال : ومن هنا يعلم أن مراعاة صفات الحروف المذكورة
وغيرها ليس على وجه الوجوب ، كما يذكره علماء فنه ، مع إمكان أن يريدوا تأكيد
الفعل كما اعترفوا في اصطلاحهم على الوقف الواجب .
ثم قال : ولو حمل الامر بالترتيل على الوجوب كان المراد ببيان الحروف
إخراجها من مخارجها على وجه يتميز بعضها عن بعض ، بحيث لايدمج بعضها في بعض
وبحفظ الوقوف مراعاة مايخل بالمعنى ويفسد التركيب ، ويخرج عن اسلوب القرآن
الذي هو معجز بغريب اسلوبه وبلاغة تركيبه انتهى .
فظهر مما ذكرنا أن الذي يظهر من كلام اللغويين هو أن الترتيل الترسل
والتأني وعليه حمل الاية جماعة من أصحابنا وغيرهم كما عرفت ، لكن لما روى الخاص
والعام عن أميرالمؤمنين عليه السلام وابن عباس تفسيره بحفظ الوقوف وأداء الحروف ، وفي
بعض الروايات وبيان الحروف تمسك به أصحاب التجويد ، وفسروه بهذا الوجه و
تبعهم الشهيد قدس سره وكثير ممن تأخر عنه ، وتبعوهم في تفسيرهم الحديث حيث
فسروه على قواعدهم ومصطلحاتهم .
ولقد أحسن الوالد قدس سره حيث قال : الترتيل الواجب هوأداء الحروف من
المخارج ، وحفظ أحكام الوقوف ، بأن لايقف على الحركة ولايصل بالسكون فانهما
غير جائزين باتفاق القراء وأهل العربية ، والترتيل المستحب هو أداء الحروف بصفاتها
المحسنة لها ، وحفظ الوقوف التي استحبها القراء‌ة وبينوها في تجاويدهم .
والحاصل أنه إن حملنا الترتيل في الاية على الوجوب كما هو دأبهم في أوامر

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه