بحار الأنوار ج78

قبله ودبره بثلاث حميديات(1)ولا تقطع الماء عنه ثم تغسل رأسه ولحيته
برغوة السدر ، وتتبعه بثلاث حميديات ولا تقعده إن صعب عليك ، ثم اقلبه على
جنبه الايسر ليبد ولك الايمن ، ومد يده اليمنى على جنبه الايمن إلى حيث يبلغ
ثم اغسله بثلاث حميديات من قرنه إلى قدمه ، فاذا بلغت وركه فأكثر من صب
الماء ، وإياك أن تتركه ، ثم اقلبه إلى جنبه الايمن ليبدو لك الايسر ، وضع
بيدك اليسرى(2)على جنبه الايسر واغسله بثلاث حميديات من قرنه إلى قدمه ، ولا
تقطع الماء عنه ، ثم اقلبه إلى ظهره ، وامسح بطنه مسحا رفيقا ، واغسله مرة أخرى
بماء وشئ من الكافور ، واطرح فيه شيئا من الحنوط مثل غسله الاول ثم خضخض
الاواني التي فيها الماء ، واغسله الثالثة بماء قراح ، ولا تمسح بطنه في ثالثة وقل
وأنت تغسله عفوك عفوك فانه من قالها عفى الله عنه .
وعليك باداء الامانة فانه روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه من غسل ميتا
مؤمنا فادى إليه الامانة غفر له ، قيل : وكيف يؤدي الامانة ؟ قال : لا يخبر
بما يرى .
فاذا فرغت من الغسلة الثالثة ، فاغسل يديك من المرفقين إلى أطراف أصابعك
وألق عليه ثوبا ينشف به الماء عنه ، ولا يجوز أن يدخل الماء ما ينصب عن
الميت من غسله في كنيف ، ولكن يجوز أن يدخل في بلاليع لا يبال فيها ، أو
في حفيرة .
ولا تقلمن أظافيره ، ولا تقص شاربه ، ولا شيئا من شعره ، فان سقط منه
شئ من جلده فاجعله معه في أكفانه ، ولا تسخن له ماء إلا أن يكون باردا
جدا فتوقي الميت مما توقي منه نفسك ، ولا يكون الماء حارا شديدا وليكن
فاترا .
قال : ولا بأس أن تغسله في فضاء ، وإن سترت بشئ أحب إلي ، وإن


(1)كان اناء كبيرا ، ينسب إلى حميد ، ولعله كان رجلا فخارا يصنع الاناء الكبير ،
أو صانعا من الصناع .(2)ومديده اليسرى خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه