بحار الأنوار ج11

يدخل منه الرجل النحيف فتحارفت(1)قد خلت فرأيت رجلا على سرير شديد الادمة ، طويل
الوجه ، كث اللحية ، قد يبس ،(2)فإذا مسست شيئا من جسده أصبته صلبا لم يتغير ،
ورأيت عند رأسه كتابا بالعبرانية فيه مكتوب : أنا هود النبي ، آمنت بالله ، وأشفقت على
عاد بكفيرها ،(3)وما كان لامر الله من مرد . فقال لنا أمير المؤمنين عليه السلام : وكذلك سمعته من
أبي القاسم صلى الله عليه وآله .(4)
20 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن علي بن
الحكم ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا هاجت الرياح فجاء‌ت
بالسا في الابيض والاسود والاصفر فإنه رميم قوم عاد .(5)
21 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن محمد بن هارون ، عن معاذ بن المثنى ، عن عبدالله
بن أسماء ، عن جويرية ، عن سفيان بن منصور ، عن أبي وائل ، عن وهب قال : لما تم
لهود عليه السلام أربعون سنة أوحى الله تعالى إليه : أن ائت قومك فادعهم إلى عبادتي وتوحيدي
فإن أجابوك زدتهم قوة وأموالا ، فبيناهم مجتمعون إذا أتاهم هود فقال : يا قوم اعبدوالله
ما لكم من إله غيره ، فقالوا : يا هود لقد كنت عند ناثقة أميانا ، وقال : فإني رسول الله إليكم
دعوا عبادة الاصنام ، فلما سمعوا ذلك منه بطشوا به وخنقوة وتركوه كالميت : فبقي يومه
وليلته مغشيا عليه ، فلما أفاق قال : يا رب إني قد عملت وقد ترى ما فعل بي قومي ، فجاء
جبرئيل عليه السلام فقال : يا هود إن الله تعالى يأمرك أن لا تفتر عن دعائهم وقد وعدك أن يلقي في
قلوبهم الرعب فلا يقدرون على ضربك بعدها ، فأتاهم هود فقال لهم : قد تجبرتم في الارض
وأكثرتم الفساد ، فقالوا : يا هود اترك هذا القول فإنا إن بطشنا بك الثانية نسيت الاولى


(1)في المعجم : يدخل منه الرجل النحيف متجانفا .
(2)< < < < : قد يبس على سريره .
(3)< < < < : أنا هود النبى الذى أسفت على عاد بكفرها .
(4)كنز الفوائد : 179 ، وقد أورد الحديث ياقوت في معجم البلدان في الاحقاف 1 : 116
باسناده عن أبى المنذر هشام بن محمد ، عن أبى يحيى السجستانى ، عن مرة بن عمر الابلى ، عن
الاصبغ بن نباتة والحديث طويل راجعه .
(5)مخطوط . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه