بحار الأنوار ج18

وهو شاك ، فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد ، وقال : بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ، من
كل داء يؤذيك ، خذها فلتهنيك(1).
26 - عم : من معجزاته صلى الله عليه وآله أنه أخذ يوم بدر ملا كفه من الحصباء فرمى بها
وجوه المشركين وقال : " شاهت الوجوه " فجعل الله سبحانه لتلك الحصباء شأنا عظيما لم
يترك من المشركين رجلا إلا ملات عينيه ، وجعل المسلمون والملائكة يقتلونهم ويأسرونهم
ويجدون كل رجل منهم منكبا على وجهه لا يدري أين يتوجه يعالج التراب : ينزعه من
عينيه .
ومنها : ما روته أسماء بنت أبي بكر قالت : لما نزلت : " تبت يدا أبي لهب " أقبلت
العوراء ام جميل بنت حرب ولها ولولة وهي تقول :
مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا
والنبي صلى الله عليه وآله جالس في المسجد ومعه أبوبكر ، فلما رآها أبوبكر قال : يا رسول الله
أنا أخاف أن تراك(2)، قال رسول الله : إنها لا تراني(3)، وقرأ : " وإذا قرأت القرآن جعلنا
بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا(4)" فوقفت على أبي بكر ولم تر
رسول الله ، فقالت : يا أبابكر اخبرت أن صاحبك هجاني ، فقال : لا ورب البيت ما هجاك
فولت وهي تقول : قريش تعلم أني بنت سيدها .
ومنها ما رواه الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس إن ناسا من بني مخزوم تواصوا
بالنبي صلى الله عليه وآله ليقتلوه ، منهم أبوجهل والوليد بن المغيرة ونفر من بني مخزوم ، فبينا النبي
صلى الله عليه وآله قائم يصلي إذ أرسلوا إليه الوليد ليقتله ، فانطلق حتى انتهى إلى المكان
الذي كان يصلي فيه ، فجعل يسمع قراء‌ته ولا يراه ، فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك ، فأتاه
من بعده أبوجهل والوليد ونفر منهم فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلي فيه سمعوا قراء‌ته


(1)مجمع البيان 10 : 568 و 569 .
(2)في المصدر ، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك .
(3)في المصدر : وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال : وقرأ .
(4)الاسراء : 45 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه