بحار الأنوار ج54

انطلق بالنبي ليلة المعراج إليهم ، فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدقوه ، وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا السبت ، وأمرهم بالصلوة والزكوة ولم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا . قال ابن عباس : وذلك قوله(و قلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الارض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا(1))يعني عيسى بن مريم يخرجون معه . وروى أصحابنا أنهم يخرجون من قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وروي أن ذا القرنين رآهم فقال : لو أمرت بالمقام لسرني أن اقيم بين أظهركم . وثانيها : أنهم قوم من بني إسرائيل تمسكوا بالحق وبشريعة موسى عليه السلام في وقت ضلالة القوم ، وقتلهم أنبياءهم ، وكان ذلك قبل نسخ شريعتهم بشريعة عليس عليه السلام فيكون تقدير الآية : ومن قوم موسى امة كانوا يهدون بالحق ، عن الجبائي . وثالثها : أنهم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله مثل(عبد الله بن سلام)و(ابن صوريا)وغيرهما ، وفي حديث أبي حمزة الثمالي والحكم بن ظهير أن موسى لما أخذ الالواح قال : رب إني أجد(2)في الالواح امة هي خير امة اخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، فاجعلهم امتي . قال : تلك امة أحمد . قال : رب إني أجد في الالواح امة هم الآخرون في الخلق السابقون في دخول الجنة فاجعلهم امتي . قال : تلك امة أحمد(3)قال : رب إني أجد في الالواح أنه كتبهم
في صدورهم يقرؤونها فاجعلهم امتي ، قال ، تلك امة أحمد . قال : رب إني أجد في الالواح امة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة ، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها ، وإن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، وإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة ، فاجعلهم امتي . قال : تلك امة أحمد . قال :(رب)إني أجد في


(1)الاسراء : 104 .(2)في المصدر : لاجد .(3)هذه القطعة من المكالمة لم توجد في المصدر(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه