بحار الأنوار ج36

فقال شيبة بن أبي طلحة : معي مفتاح البيت ولو أشاء بت فيه ، وقال ذلك الرجل : أنا صاحب
السقاية(1)ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي عليه السلام : ما أدري ما تقولان ! لقد صليت
إلى القبلة قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى : " أجعلتم سقاية الحاج " . و
رواه الثعلبي كذلك في تفسير هذه الآية عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي .
ورواه ابن المغازلي عن إسماعيل بن عامر وعن عبدالله بن عبيدة البريدي(2).
بيان : لعل السيد اتقى في عدم التصريح بذكر العباس من خلفاء زمانه ورواه
السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير ، بإسناده عن محمد بن كعب مثله مصرحا باسم
العباس ، وقال : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام
والعباس . وأخرج ابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن الشعبي قال : تفاخر علي والعباس و
شيبة في السقاية والحجاجة ، فأنزل الله تعالى : " أجلعتم سقاية الحاج " الآية . وأخرج
عبدالرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوا الشيخ عن الشعبي
قال : نزلت هذه الآية في العباس وعلي عليه السلام تكلما في ذلك . وأخرج ابن مردويه عن
الشعبي قال : كان بين علي والعباس منازعة فقال العباس لعلي عليه السلام : أنا عم النبي و
أنت ابن عمه ، وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل الله هذه الآية . وأخرج
عبدالرزاق عن الحسن قال : نزلت في علي والعباس وعثمان وشيبة(3)، تكلموا في ذلك
وأخرج أبونعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة
يفتخران ، فقال العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وساقي الحاج
فقال شيبة : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخزائنه ، فلا ائتمنك كما ائتمنني ، فأطلع
عليهما علي عليه السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه السلام : أنا أشرف منكما ، أنا أول من
آمن وهاجر وجاهد ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبروه ، فما أجابهم بشئ ،
فانصرفوا ، فنزل عليه الوحي بعد أيام ، فأرسل إليهم فقرأ عليهم : " أجعلتم سقاية الحاج "
إلى آخر العشر(4).


(1)في المصدر بعد ذلك : والقائم عليها .
(2)الطرائف : 13 .
(3)هكذا في المصدر وهو الصحيح وفى(ك)عثمان بن شيبة وفى(ت)تصحيحا عثمان بن طلحة .
وكلها وهم(ب)(4)الدر المنثور 3 : 218 و 219 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه