بحار الأنوار ج48

ثم أقبل على من حضره من مواليه وأهل بيته فقال : ليفرح روعكم إنه
لايرد أول كتاب من العراق إلا بموت مسى بن المهدي وهلاكه فقال : وما ذلك
أصلحك الله ؟ قال : قد وحرمة هذا القبر مات في يومه هذا ، والله إنه لحق
مثل ماأنكم تنطقون (1)ساخبركم بذلك .
بينما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي وقد تنومت عيناي إذا سنح
جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي ، وذكرت ماجرى منه
في أهل بيته وأنا مشفق من غوائله ، فقال لي : لتطب نفسك ياموسى ، فما جعل الله لموسى
عليك سبيلا ، فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي وقال لي : قد أهلك الله آنفا عدوك
فليحسن لله شكرك .
قال : ثم استقبل أبوالحسن عليه السلام القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو ، فقال


= حى الديار محا معارف رسمها طويل البلا وتراوح الاحقاب
فأجابه كعب بقصيدة أولها :
أبقى لنا حدث الحروف بقية من خير نحلة ربنا الوهاب
وآخرها البيت الشاهد ، وقد ورد برواية ابن هشام في سيرته :
جاء‌ت سخينة كى تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
وروى ان انبي ص قال له : لقد شكرك الله ياكعب على قولك هذا ، والقصيدة تبلغ
22 بيتا مثبتة في سيرة ابن هشام ج 2 ص 204 205 بهامش الروض الانف ، وسخينة
نبز كانت قريش تعير به ، وهى حساء من دقيق كانوا يتخذونه عند غلاء السعر وعجف المال
وقد أطنب السهيلى في الروض ج 2 ص 205 حيث ذكر ان قريشا لم تكن تكره هذا اللقب
وأورد البيت كما في الاصل البكرى في سمط اللئالى ص 864 والبغدادي في الخزانة ج 3
ص 143 وغيرهما ، وقد وهم ابن السيد في الاقتضاب ص 46 حيث نسب البيت إلى حسان بن
ثابت ، وأكبر الظن أنه راجع السيرة لابن هشام فرأى قصيدة لحسان قالها بنفس الموضوع
وعلى الروى والقافية ، واثبتها ابن هشام قبل قصيدة كعب بلا فصل ، فظن ابن السيد ان البيت
من تابع شعر حسان ، وهو وهم ظاهر .
(1)سورة الذاريات الاية : 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه