بحار الأنوار ج79

وهل الناس إلا شيعتنا ؟ فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقنا ، ثم قال : يا سعد
اسمعك كلام القرآن ؟ قال سعد : فقلت : بلى ، صلى الله عليك ، فقال :(إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)فالنهي كلام ، والفحشاء و
المنكر رجل ، ونحن ذكر الله ونحن أكبر .
أقول : قد مرت الاخبار بأن المراد بالصلاة أميرالمؤمنين عليه السلام والفحشاء
والمنكر أبوبكر وعمر وذكر الله رسول الله صلى الله عليه وآله(1)فقوله عليه السلام(الصلاة تتكلم ولها
صورة)يمكن أن يكون على سبيل التنظير أي لا استبعاد في أن يكون للقرآن صورة
كما أن في بطن تلك الاية المراد بالصلاة رجل ، أو المراد أن للصلاة صورة
ومثالا يترتب عليه وينشأ منه آثار الصلاة فكذا القرآن .
ويحتمل أن يكون صورة القرآن في القيامة أميرالمؤمنين عليه السلام فانه حامل
علمه والمتحلي بأخلاقه كما قال عليه السلام(أنا كلام الله الناطق)فان كل من
كمل فيه صفة عمل أو حالة فكأنه جسد لتلك الصفة وشخص لها فأميرالمؤمنين عليه السلام
جسد للقرآن وللصلاة و الزكاة ولذكر الله ، لكما لها فيه ، فيطلق عليه تلك
الاسامى في بطن القرآن ، و يطلق على مخالفيه الفحشاء والمنكر والبغي والكفر
والفسوق والعصيان لكمالها فيهم ، فهم أجساد لتلك الصفات الذميمة .
وبهذا التحقيق الذي افيض علي ينحل كثير من غوامض الاخبار ، وقد
مر بعض الكلام في ذلك في أبواب الايات النازلة فيهم ، وسيأتي في كتاب
القرآن أيضا .
(ولذكر الله أكبر)روي عن الباقر عليه السلام(2)أنه قال : ذكر الله لاهل
الصلاة أكبر من ذكرهم إياه ، ألا ترى أنه يقول :(اذكروني أذكركم)(3)


(1)راجع كتاب الامامة ج 24 ص 286 304 من هذه الطبعة .
(2)تفسير القمى : 497 .
(3)البقرة : 152 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه