بحار الأنوار ج72

قوله : كراهية تثاقل الحق عليه قيل : الكراهية علة لتحويله بالناسخ
والحق الامر المنسوخ ، ووجه التثاقل أن النفس يثقل عليها الامر المكروه ، وينشط
بالامر الجديد ، أو علة لتحويله بالناسخ دون جمعه معه ، مع أن في كلا الامرين
صلاح العبد إلا أن الرفق يقتضى النسخ لئلا يتثاقل الحق عليه انتهى .
أقول : لايخفى مافي الوجهين أما الاول فلان ترك المعتاد أشق على النفس
ولذا كانت الامم يثقل عليهم قبول الشرائع المتجددة ، وإن كانت أسهل ، وكانوا
يرغبون إلى ماألفوا به ومضوا عليه من طريقة آبائهم ، نعم قد كان بعض الشرائع
الناسخة أسهل من المنسوخة كعدة الوفاة فيها من السنة إلى أربعة أشهر وعشرة
أيام وكثبات القدم في الجهاد من العشر إلى النصف ، لكن أكثرها كان أشق ، وأما
الثاني ففي غالب الامر لا يمكن الجمع بين الناسخ والمنسوخ لتضادهما كالقبلتين
والعدتين والحكمين في الجهاد ، وتحليل الخمر وتحريمه ، وإباحة الجماع في ليالي
شهر رمضان وعدمها ، والاكل والشرب فيها بعد النوم وعدمها ، نعم قد يتصور نادرا
كصوم عاشورا ، وصوم شهر رمضان ، إن ثبت ذلك فالاوجه ما ذكر سابقا
34 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا
وأحبهما إلى الله عزوجل أرفقهما بصاحبه(1).
بيان : يقال اصطحب القوم أي صحب بعضهم بعضا ، ويدل على فضل الرفق
لاسيما في المصطحبين المترافقين .
35 - كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن الحسن بن
الحسين ، عن الفضيل بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من كان رفيقا
في أمره نال مايريد من الناس(2).


(1 و 2)الكافي ج 2 ص 120 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه