بحار الأنوار ج75

ذي دين ، أو مروة ، أو حسب ، فأما ذوالدين فيصون دينه ، وأما ذوالمروة فإنه
يستحيي لمروته ، وأما ذوالحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في
حاجتك ، فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك .
13 - وقال عليه السلام : الاخوان أربعة : فأخ لك وله ، وأخ لك ، وأخ عليك
وأخ لا لك ولا له . فسئل عن معنى ذلك ؟ فقال عليه السلام : الاخ الذي هو لك وله
فهو الاخ الذي يطلب بإخائه بقاء الاخاء ولا يطلب بإخائه موت الاخاء ، فهذا لك وله لانه
إذا تم الاخاء طابت حياتهما جميعا ، وإذا دخل الاخاء في حال التناقص بطل جميعا .
والاخ الذي هو لك فهو الاخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة ،
فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الاخاء ، فهذا موفر(1)عليك بكليته . والاخ الذي
هو عليك فهو الاخ الذي يتربص بك الدوائر(2)ويغشي السرائر ، ويكذب عليك
بين العشائر ، وينظر في وجهك نظر الحاسد ، فعليه لعنة الواحد . والاخ الذي لا لك
ولاله فهو الذي قد ملاه الله حمقا فأبعده سحقا(3)فتراه يؤثر نفسه عليك ويطلب
شحا مالديك .
14 - وقال عليه السلام : من دلائل علامات القبول : الجلوس إلى أهل العقول .
ومن علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر(4)ومن دلائل العالم انتقاده
لحديثه ، وعلمه بحقائق فنون النظر .
15 - وقال عليه السلام : إن المؤمن اتخذ الله عصمته ، وقوله مرآته . فمرة ينظر في
نعت المؤمنين ، وتارة ينظر في وصف المتجبرين ، فهو منه في لطائف ، ومن نفسه في
تعارف ، ومن فطنته في يقين ، ومن قدسه على تمكين(5).


(1)في بعض النسخ موفور عليك .
(2)الدوائر . النوائب ، يقال : دارت الدوائر أى نزلت الدواهى والنوائب .
(3)اى فابعده الله من رحمته بعدا .
(4)الممارة : المجادلة والمنازعة . وفى بعض النسخ لغير أهل الفكر .
(5)أى ومن طهارة نفسه على قدرة وسلطنة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه