بحار الأنوار ج102

من الله أن يعود - أستسهل لقاء الاسود على الدخول عليه هيبة له وإجلالا .
قال : وكان شيخنا صاحب كتاب بحار الانوار أدام الله أيام سعادته يعير تلامذته
كتب الحديث فاذا رجعوها يخرج من تحت الاوراق من فتات الخبز ما يزيد على شبع
الرجل ، ثم إنه سلمه الله تعالى صار إذا أراد أن يعيركتابا لواحد من الطلبة
يقول له إن كان ما عندك طبق تأكل فيه الخبز وإلا أعرتك طبقا مدة كون الكتاب
عندك .
قلت : ومن لطايف مزاحاته أن بعض معاصريه ألف رسالة في حرمة شرب
التنباك وبعث إليه نسخة منها في خرقة لحفظها فأخذها وطالعها ثم ردها إليه وحفظ
الخرقة ، وكتب إليه ما معناه إني ما أفدت من هذه الرسالة شيئا إلا هذه الخرقة
فأني أخذتها لاجعل فيها التنباك وكان يعجبه شربه ، وكذا والده ، وفي رياض العلماء
أنه كان يشر به في الصوم المستحب .
وسأله رجل أن يستخير له بالمصحف لمقصد أضمره ، فاستخار له وقال : إنه
خير ، فذهب الرجل ثم بعد أيام رجع ، وقال : أن جنابك ذكرت أنه خير وقد ظهر
شره ، قال : وكيف ذلك ؟ قال : كان الغرض شراء جارية وقد اشتريتها وتبين أنها
تبول في الفراش قال - ره - : لو ذكرت لي مقصدك لنهيتك عنه ، فان في آية الاستخارة
إشارة إليه وهي قوله تعالى جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه