بحار الأنوار ج35

فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب وقال : السلام عليكم يا أهل بيت
محمد مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي
عليه السلام فقال :
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائعا حزين
كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعده جنة عليين * حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوي به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين
فقالت فاطمة عليها السلام :
أمرك سمع يا ابن عم وطاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة
وأعطوه الطعام ومكثوا ليلتهم(1)لم يذوقوا إلا الماء(2)، فلما كان اليوم الثاني
طحنت فاطمة عليها السلام صاعا واختبزته وأتى علي عليه السلام من الصلاة ، ووضع الطعام بين يديه
فأتاهم يتيم فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين ، استشهد والدي
يوم العقبة ، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة ، فسمعه علي وفاطمة عليهما السلام فأعطوه
الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح ، فلما كان في اليوم الثالث قامت
فاطمة عليها السلام إلى الصاح الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي - صلى الله عليهما -
المغرب ثم أتى المنزل ، فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال : السلام
عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا ولا تطعموننا ؟ أطعموني فإني أسير محمد ، أطعمكم الله
على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فآتوه وآثروه(3)، ومكثوا ثلاثة أيام(4)


(1)في المصدر : ومكثوا يومهم وليلتهم .
(2)في المصدر : الا الماء القراح .
(3)في المصدر : فآثرء وآثروه .
(4)في المصدر : ثلاثة ايام ولياليها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه