بحار الأنوار ج20

وصلى فيها صلاة الخوف بعسفان ، ويقال : في ذات الرقاع مع غطفان . وكان ذلك
بعد النضير بشهرين ، وقال البخاري : بعد خيبر ولم يكن حرب(1).
4 - أقول : قال الكازروني في حوادث السنة الخامسة : وفيها كانت غزاة
ذات الرقاع ، وكان سببها أن قادما قدم المدينة بجلب(2)له ، فأخبر أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج
ليلة السبت لعشر خلون من المحرم(3)في أربعمائة ، وقيل : في سبعمائة(4)، فمضى
حتى أتى محالهم بذات الرقاع وهي جبل فلم يجد إلا نسوة فأخذهن وفيهن
جارية وضيئة ، وهربت الاعراب إلى رؤس الجبال ، وخاف المسلمون أن يغيروا
عليهم ، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وآله صلاة الخوف ، وكان أول ما صلاها ، وانصرف
راجعا إلى المدينة فابتاع من جابر بن عبدالله جملا بأوقية وشرط له ظهره إلى المدينة
وسأله عن دين أبيه فأخبره ، فقال : إذا قربت المدينة وأردت أن تجد(5)نخلك
فآذني ، واستغفر رسول الله صلى الله عليه وآله(6)في تلك الليلة خمسا وعشرين مرة .
وفي الترمذي : سبعين مرة .
وفي مسلم(7)من حديث أبي نضرة عن جابر قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
" أتبيعينه بكذا وكذا والله يغفر لك " فما زال يزيدني : والله يغفر لك ، قال أبو
نضرة : وكانت كلمة تقولها المسلمون : افعل كذا والله يغفر لك ، وكانت غيبته
خمس عشرة ليلة(8).


(1)مناقب آل ابى طالب 1 : 170
(2)الجلب : ما تجلبه الانسان من بلد إلى بلد من خيل وابل وغنم ومتاع وسبى ليباع
(3)في الامتاع : على رأس سبعة وعشرين شهرا .
(4)زاد في الامتاع : وقيل : في ثمانمائة .
(5)جد الشئ : قطعه .
(6)في المصدر : لجابر .
(7)في المصدر : وروى مسلم .
(8)المنتقى في مولود المصطفى : 128 : الباب الخامس فيما كان سنة خمس .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه