بحار الأنوار ج22

رداء‌ه عن كتفيه ، فرأى سلمان الشأمة ، فوقع عليها فقبلها ، وقال : أشهد أن لا إله
إلا الله ، وأنك رسول الله ، ثم قال : إني عبد ليهودي فما تأمرني ؟ قال : اذهب
فكاتبه على شئ ندفعه إليه ، فصار سلمان إلى اليهودي فقال : إني أسلمت واتبعت
هذا النبي على دينه ، ولا تنتفع بي ، فكاتبني على شئ أدفعه إليك وأملك نفسي
فقال اليهودي : اكاتبك على أن تغرس لي خمسمائة نخلة ، وتخدمها حتى تحمل
ثم تسلمها إلي ، وعلى أربعين أوقية ذهبا جيدا ، وانصر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فأخبره بذلك ، قال صلى الله عليه وآله : اذهب فكاتبه على ذلك ، فمضى سلمان وكاتبه على ذلك
وقدر اليهودي أن هذه شئ لا يكون إلا بعد سنين ، وانصرف سلمان بالكتاب إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : اذهب فائتني بخمسمائة نواة .
وفي رواية الحشوية : بخمسمائة فسيلة .
فجاء سلمان بخمسمائة نواة ، فقال : سلمها إلى علي ، ثم قال لسلمان : اذهب
بنا إلى الارض التي طلب النخل فيها ، فذهبوا إليها ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يثقب(1)
الارض باصبعه ، ثم يقول لعي : ضع في الثقب(2)نواة ، ثم يرد التراب عليها و
يفتح رسول الله أصابعه فينفجر الماء من بينها ، فيسقى ذلك الموضع ، ثم يصير إلى
موضع ثان(3)فيفعل بها كذلك ، فإذا فرغ من الثانية تكون الاولى قد نبتت
ثم يصير إلى موضع الثالثة فإذا فرغ منها تكون الاولى قد حملت ، ثم يصير إلى
موضع رابع وقد نبتت الثالثة وحملت الثانية ، وهكذا حتى فرغ من غرس الخمسمائة
وقد حملت كلها ، فنظر اليهودي ، وقال : صدقت قريش أن محمدا ساحر ، وقال :
قد قبضت منك النخل فأين الذهب ؟ فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله حجرا كان بين يديه فصار
ذهبا أجود ما يكون ، فقال اليهودي : ما رأيت ذهبا قط مثله ، وقدره مثل تقدير
عشر أواقي ، فوضعه في الكفة فرجح فزاد عشرا ، فرجح حتى صار أربعين اوقية


(1)ينقب خ ل .(2)في النقب خ ل .
(3)الثانية خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه