بحار الأنوار ج16

ورأي بلالا وقد خرج بطنه ، فقال صلى الله عليه واله : ام حبين ، وام حبين : ضرب من
الغطاية ويقال : إنها الحربآء(1).
وقال صلى الله عليه واله للحسين : حزقة(2)حزقة ترق عين بقة .
ابن عباس إنه صلى الله عليه واله كسى بعض نسآئه ثوبا واسعا ، فقال لها : البسيه واحمدي
الله ، وجرى منه ذيلا كذيل العروس .
وقالت عجوز من الانصار للنبي صلى الله عليه واله ، ادع لي بالجنة ، فقال صلى الله عليه واله : إن الجنة
لا يدخلها العجز ، فبكت المرأة فضحك النبي صلى الله عليه واله وقال أما سمعت قول الله تعالى : " إنا
أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا(3)" .
وقال للعجوز الاشجعية : يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة ، فرآها بلال باكية ،
فوصفها للنبي صلى الله عليه واله فقال : والاسود كذلك ، فجلسا يبكيان ، فرآهما العباس فذكرهما
له ، فقال : والشيخ كذلك ، ثم دعاهم وطيب قلوبهم ، وقال : ينشئهم الله كأحسن ما كانوا ،
وذكر أنهم يدخلون الجنة شبانا منورين ، وقال : إن أهل الجنة جردمرد مكحلون .
وقال صلى الله عليه واله لرجل : - حين قال : أنت نبي الله حقا نعلمه ، ودينك الاسلام دينا
نعظمه نبغي مع الاسلام شيئا نقضمه ، ونحن حول هذا ندندن - يا علي اقض حاجته ،
فأشبعه علي عليه السلام وأعطاه ناقة وجلة تمر .
وجآء أعرابي فقال : يا رسول الله بلغنا أن المسيح يعني الدجال يأتي الناس بالثريد
وقد هلكوا جميعا جوعا ، أفترى بأبي أنت وامي أن أكف من ثريده تعففا وتزهدا ؟
فضحك رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال : بل يغنيك الله بما يغني به المؤمنين .
وقبل جد خالد القسري امرأة فشكت إلى النبي صلى الله عليه واله فأرسل إليه فاعترف ،
وقال : إن شاء‌ت أن تقتص فلتقتص ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله وأصحابه ، وقال : أو لا تعود ؟


(1)الحرباء بالكسر والمد : حيوان أكبر من العظاء‌ة يستقبل الشمس ، ويدور معها كيف دارت يتلون
ألوانا بحر الشمس ، يقال له بالفارسية : آفتاب پرست .
(2)بفتح الحاء وضم الزاء ، أو بضهما .
(3)الواقعة : 35 و 36 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه