بحار الأنوار ج61

فذكر البغال وامتن علينا بها كامتنانه بالخيل والحمير ، وأفرد ذكرها بالاسم الخاص
الموضوع لها ، ونبه على مافيها من الارب والمنفعة ، والمكروه من الاشياء
مذموم لا يستحق المدح ولا يقع الامتنان به ، وقد استعمل صلى الله عليه وآله البغل واقتناه و
ركبه حضرا وسفرا ، ولو كان مكروها لم يقتنه ولم يستعمله انتهى .
وروى مسلم عن زيد بن ثابت قال : بينما النبى صلى الله عليه وآله في حائط لبني النجار
على بغلة له ونحن معه إذحادت به وكادت أن تلقيه ، وإذا أقبر ستة أوخمسة أو
أربعة ، فقال : من يعرف أصحاب هذه الاقبر ؟ قال رجل : أنا ، فقال صلى الله عليه وآله : متى مات
هؤلاء ؟ قال : ماتوا على الاشراك .
فقال صلى الله عليه واله وسلم : إن هذه الامة تبتلى في قبورها ، فلولا
أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم أقبل صلى الله عليه وآله
بوجهه الكريم إلينا(1)فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر ، فقالوا : نعوذ بالله من
عذاب القبر(2)، فقال صلى الله عليه وآله : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فقالوا :
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فقال صلى الله عليه وآله : تعوذوا بالله من فتنة
الدجال ، فقالوا : نعوذ بالله من فتنة الدجال .
وفي مجمع الطبراني الاوسط من حديث أنس قال : انهزم المسلمون يوم
حنين ورسول الله صلى الله عليه وآله على بغلته الشهبآء التي يقال لها : دلدل ، فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وآله : دلدل اسدي ، فألصقت بطنها بالارض حتى أخذ النبي حفنة(3)


(1)في المصدر : ثم اقبل النبى صلى الله عليه وآله علينا بوجهه الكريم .
(2)زاد في المصدر بعد ذلك : فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار ، فقالوا : نعوذ بالله
من عذاب النار .
(3)هكذا في المطبوع والمخطوط ، وفى المصدر ، " خفة " ولعله مصحف عن
" حفنة " اى ملا الكفين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه