بحار الأنوار ج21

وروى الواقدي بإسناده(1)عن أسماء بنت عميس قالت : أصبحت في اليوم
الذي أصيب فيه وجعفر وأصحابه فأتاني رسول الله صلى الله عليه واله وقدمنأت أربعين منا من ادم
وعجنت عجينى ، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم ، فدخل علي رسول الله
صلى الله عليه واله فقال : يا أسماء أين بنو جعفر ؟ فجئت بهم إليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه
فبكى ، فقلت يا رسول الله لعله بلغك عن جعفر شئ ؟ قال : نعم إنه قتل اليوم فقمت
أصيح واجتمعت إلي النساء ، فجعل رسول الله صلى الله عليه واله يقول : يا أسماء لا تقولي هجرا
ولا تضربي صدرا ، ثم خرج حتى دخل على ابنته فاطمة عليها السلام وهي تقول : واعماه
فقال : " على مثل جعفر فلتبك الباكية " ثم قال : " اصنعوالآل جعفر طعاما ، فقد
شغلوا عن أنفسهم اليوم(2)" .
وروى أبوالفرج في كتاب مقاتل الطالبيين أن كنية جعفر بن أبي طالب أبو -
المساكين ، وكان ثالث الاخوة من ولد أبي طالب ، أكبر هم طالب ، وبعده عقيل ، و
بعده جعفر ، وبعده علي عليه السلام وكل واحد منهم أكبر من الآخر بعشر سنين ، وأمهم
جميعا فاطمة بنت أسد(3)، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي ، وفضلها كثير ، وقربها
من رسول الله صلى الله عليه واله وتعظيمه لها معلوم عند أهل الحديث : قال أبوالفرج : ولجعفر
عليه السلام فضل(4)وقد ورد فيه حديث كثير من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه واله لما فتح خيبر
قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة ، فالتزمه رسول الله صلى الله عليه واله ، وجعل يقبل بين
عينيه ، ويقول : " ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا ؟ بقدوم جعفر أم بفتح خيبر " .
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خير الناس حمزة وجعفر
وعلي عليهم السلام .
قال : وقد روى جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال : قال : رسول الله صلى الله عليه واله :


(1)والاسناد على ما في المصدر : الواقدى حدثنى مالك بن أبى الرجال ، عن عبدالله بن
أبى بكر بن حزم ، عن ام جعفر بنت محمد بن جعفر عن جدتهما اسماء بنت عميس .
(2)هنا في المصدر زيادات اسقطها المصنف اختصارا راجعه .
(3)في المصدر : بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف .(4)في المصدر : فضل كثير .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه