بحار الأنوار ج57

قال الوشاء : إني سألت عن هذه البلاد وقد سمعت الحديث قبل مسألتي ، فاخبرت
أنه بين البلخ والنبت ، وأنها تنبت الذهب ، وفيها نمل كبار أشباه الكلاب على حلقها
قلس لايمر بها الطير فضلا عن غيره ، تكمن بالليل في حجرهاوتظهر بالنهار ، فربما
غزوا الموضع على الدواب التي تقطع ثلاثين فرسخا في ليلة لايعرف شئ من الدواب
يصبر صبرها ، فيوقرون أحمالهم ويخرجون ، فإذا النمل خرجت في الطلب ، فلا تلحق
شيئا إلا قطعته فتشبه بالريح من سرعتها ، وربما شغلوهم(1)باللحم يتخذلها إذا لحقتهم
يطرح لهافي الطريق إن لحقتهم قطعتهم ودوابهم .
بيان : الرقة بلد على الفرات ، والمراد بصاحبها هارون ، لانه كان في تلك
الايام فيها . وانقلس حبل ضخم من ليف أو خوص أو غيرهما ، وكأنه وصف المشبه
به أي الكلاب المعلمة .
17 - الكافى : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس ، عمن ذكره
قال : قيل للرضا عليه السلام : إنك تتكلم بهذا الكلام والسيف يقطر دما ؟ ! فقال : إن لله
واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل فلو رامته البخاتي لم تصل إليه
18 - توحيد المفضل : قال : قال الصادق عليه السلام : فكر يا مفضل في هذه المعادن
ومايخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجص ، والكلس ، والجبسين ، والزرانيخ
والمرتك ، والقوينا(2)والزيبق ، والنحاس ، والرصاص ، والفضة ، والذهب ، و
الزبرجد ، والياقوت ، والزمرد ، وضروب الحجارة ، وكذلك ما يخرج منها من
القار ، والموميا ، والكبريت ، والنفط وغير ذلك مما يستعمله الناس في مآربهم . فهل
يخفى على ذي عقل أن هذه كلها ذخائر ذخرت للانسان في هذه الارض ليستخرجها
فيستعملها عند الحاجة إليها ؟ ثم قصرت حيلة الناس عما حاولوا من صنعتها على حرصهم
واجتهادهم في ذلك ، فأنهم لوظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان لامحالة سيظهر و
يستفيض في العالم حتى تكثر الفضة والذهب ، ويسقطا عند الناس ، فلا يكون لهما


(1)شغلوها(ظ).
(2)القوبنا(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه