بحار الأنوار ج94

بأعمال إخوانكم هؤلاء في غرة شعبان اسلفوا لها أنوارا في ليلتها قبل أن يقع منهم
الاعمال ، قالوا : يا رسول الله وما تلك الاعمال لنثاب عليها(1)؟ .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما قيس بن عاصم المنقري فانه أمر بمعروف في يوم
غرة شعبان ، وقد نهى عن منكر ، ودل على خير ، فلذلك قدم له النور في بارحة
يومه عند قراء‌ته القرآن .
وأما قتادة بن النعمان فانه قضى دينا كان عليه في غرة شعبان ، فلذلك
أسلفه الله النور في بارحة يومه .
وأما عبدالله بن رواحة فانه كان برا بوالديه ، فكثرت غنيمته في هذه الليلة
فلما كان من غد قال له أبوه : إني وامك لك محبان ، وإن امرأتك فلانة تؤذينا
وتبغينا وإنا لا نأمن أن تصاب في بعض هذه المشاهد ، ولسنا نأمن أن تستشهد في
بعضها فتداخلنا هذه في أموالك ، ويزداد علينا بغيها وغيها ، فقال عبدالله : ما كنت
أعلم بغيها عليكم ، وكراهيتكما لها ، ولو كنت علمت ذلك لابنتها من نفسي ، و
لكنى قد أبنتها الان لتأمناما تحذران ، فما كنت بالذي احب من تكرهان ، فلذلك
أسلفه الله النور الذي رأيتم .
وأما زيد بن حارثة الذي كان يخرج من فيه نور أضوء من الشمس الطالعة ، وهو

سيد القوم وأفضلهم ، فلقد علم الله ما يكون منه فاختاره وفضله على علمهبما
يكون منه أنه في اليوم الذي ولي هذه الليلة ، التي كان فها ظفر المؤمنين بالشمس
الطالعة من فيه ، جاء‌ه رجل من منافقي عسكرهم يريد التضريب بينه وبين علي
ابن أبي طالب عليه السلام ، وإفساد ما بينهما ، فقال له : بخ بخ لك لا نظير لك في أهل
بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وصحابته هذا بلاؤك ، وهذا الذي شاهدناه نورك ، فقال له
زيد : يا عبدالله اتق الله ولا تفرط في المقال ولا ترفعني فوق قدري ، فانك لله بذلك
مخالف وبه كافر ، وإني إنتلقيت مقالتك هذه بالقبول لكنتكذلك .
يا عبدالله ، ألا احدثك بما كان في أوائل الاسلام وما بعده ، حتى دخل


(1)في المصدر المطبوع : لنثابر عليها ، ومعنى المثابرة : المواظبة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه