بحار الأنوار ج14

اليهودية ويدخلهم فيها ، فسار حتى قدم نجران ، فجمع من كان بها على دين النصرانية
ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرص
الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها ، واختاروا القتل ، فخد لهم
خدودا وجمع فيها الحطب وأشعل فيه النار ، فمنهم من أحرق بالنار ، ومنهم من قتل بالسيف
ومثل بهم كل مثلة ، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا ، وأفلت رجل منهم
يدعى دوس(1)على فرس له وركضه واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل ، ورجع ذونواس
إلى ضيعة في جنوده ،(2)فقال الله : " قتل أصحاب الاخدود " إلى قوله : " العزيز الحميد "
قوله : " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " أي أحرقوهم " ثم لم يتوبوا فلهم عذاب
جهنم ولهم عذاب الحريق " .(3)
2 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن أبي جميلة ،
عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أسقف نجران دخل على أمير المؤمنين عليه السلام فجرى
ذكر أصحاب الاخدود ، فقال عليه السلام : بعث الله تعالى نبيا حبشيا إلى قومه وهم حبشية
فدعاهم إلى الله تعالى ، فكذبوه وحاربوه وظفروا به وخدوا الخدود وجعلوا فيها الحطب
والنار ، فلما كان حرا قالوا لمن كان على دين ذلك النبي : اعتزلوا وإلا طرحناكم فيها ،
فاعتزل قوم كثير ، وقذف فيها خلق كثير حتى وقعت امرأة ومعها ابن لها من شهرين ،
فقيل لها : إما أن ترجعي وإما أن تقذفي في النار ، فهمت تطرح نفسها فلما رأت ابنها
رحمته ، فأنطق الله تعالى الصبي وقال : يا أماه ألقي نفسك وإياي في النار ، فإن هذا
في الله قليل .
وتلا عند الصادق عليه السلام رجل : " قتل أصحاب الاخدود " فقال : قتل أصحاب الاخدود .
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن المجوس أي أحكام تجري فيهم ؟ قال : هم أهل الكتاب ، كان
لهم كتاب وكان لهم ملك سكر يوما فوقع على أخته وأمه ، فلما أفاق ندم وشق ذلك عليه ،


(1)في المصدر : دوس ذو ثعلبان .
(2)" " : من جنوده .
(3)تفسير القمي : 719 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه