بحار الأنوار ج21

قال العبد الصالح : " لاتثريب عليكم " فدعاه وقبل منه ، ودعا عبدالله بن أبي أمية
فقبل منه .
وقال العباس : هو والله هلاك قريش إلى آخر الدهر إن دخلها رسول الله صلى الله عليه واله
عنوة ، قال : فركبت بغلة رسول الله صلى الله عليه واله البيضآء وخرجت أطلب الحطابة ، أو
صاحب لبن لعلي آمره أن يأتي قريشا فيركبون إلى رسول الله صلى الله عليه واله يستأمنون إليه
إذلقيت أباسفيان وبديل بن ورقآء وحكيم بن حزام ، أقل وأبوسفيان يقول لبديل : ما هذه
النيران ؟ قال : هذه خزاعة أقل من أن تكون هذه نيرانهم ، ولكن
لعل هذه تميم أوربيعة ، قال العباس : فعرفت صوت أبي سفيان ، فقلت : أبا حنظلة !
قال : لبيك فمن أنت ؟ قلت : أنا العباس ، قال : فماهذه النيران فداك أبي وامي ؟
قلت : هذا رسول الله في عشرة آلاف من المسلمين ، قال : فما الحيلة ؟ قال : تركب في
عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : فأردفته خلفي ، ثم جئت به ،
فكلما انتهيت إلى نار قاموا إلي نار قاموا إلي فإذا رأوني قالو : هذا عم رسول الله صلى الله عليه واله خلوا
سبيله ، حتى انتهيت إلى باب عمر ، فعرف أباسفيان فقال : عدو الله ، الحمدالله الذي
أمكن منك ، فركضت البغلة حتى اجتمعنا على باب القبة ، ودخل على رسول
الله صلى الله عليه واله فقال : هذا أبوسفيان قد أمكنك الله منه بغير عهد ولا عقد ، فدعني إضرب
عنقه ، قال العباس : فجلست عند رأس رسول الله صلى الله عليه واله ، فقلت : بأبي أنت وامي
أبوسفيان وقد أجرته ، قال : أدخله ، فدخل فقام(1)بين يديه فقال : " ويحك(2)
يا باسفيان أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ؟ " قال : بأبي
إنت وامي ما أكرمك وأوصلك وأحلمك ؟ أما الله لو كان معه إله لاغنى يوم بدر
ويوم أحد ، وأما أنك رسول الله فوالله إن في نفسي منها لشيئا ، قال العباس :
يضرب والله عنقك الساعة(3)أو تشهد أن لا إله إلا الله ، وأنه رسول الله ، قال :


(1)اى قام ابوسفيان بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله .
(2)المصدر : خلى عن لفظة " ويحك " .
(3)في المصدر : في هذه الساعة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه