بحار الأنوار ج21

2 - عم : بعد فتح مكة بعث رسول الله صلى الله عليه واله السرا يا فيما حول مكة يدعون
إلى الله عزو جل ولم يأمرهم بقتال ، فبعث غالب بن عبدالله إلى بني مدلج فقالوا :
لسنا عليك ولسنا معك ، فقال الناس : اغزهم يا رسول الله ، فقال : إن لهم سيدا أديبا
أريبا ورب غاز من بني مدلج شهيد في سبيل الله ، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى
بني الديل فدعاهم إلى الله ورسوله فأبوا أشد الاباء ، فقال الناس : اغزهم يا رسول الله
فقال : أناكم الآن سيدهم قد أسلم فيقول لهم : أسلموا ، فيقولون : نعم ، وبعث
عبدالله بن سهيل بن عمرو إلى بني محارب بن فهر فأسلموا ، وجاء معه نفر منهم إلى
رسول الله صلى الله عليه واله ، وبعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر ، وقد كانوا أصابوا
في الجاهلية من بني المغيرة نسوة ، وقتلوا عم خالد فاستقبلوه وعليهم السلاح ، و
قالوا : يا خالد إنالم نأخذ السلاح على الله وعلى رسوله ، ونحن مسلمون فانظر فإن
كان بعثك رسول الله صلى الله عليه واله ساعيا فهذه إبلنا وغنمنا فاغد عليها ، فقال : ضعوا السلاح
قالوا : إنا نخاف منك أن تأخذنا بإحنة الجاهلية ، وقد أماتها الله ورسوله ، فانصرف
عنهم بمن معه فنزلوا قريبا ، ثم شن عليهم الخيل فقتل وأسر منهم رجلا ، ثم قال :
ليقتل كل رجل منكم أسيرة فقتلوا الاسرى وجاء رسولهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأخبره
بما فعل خالد بهم ، فرفع عليه السلام يده إلى السماء وقال : " اللهم إني أبرء إليك مما
فعل خالد " وبكى ثم دعى عليا عليه السلام فقال : اخرج إليهم وانظر في أمرهم ، وأعطاه
سفطا من ذهب ففعل ما أمره وأرضاهم(1).
3 - أقول : قال ابن الاثير في الكامل : وفي هذه السنة يعني سنة ثمان بعد الفتح
كانت غزاة خالد بن الوليد بني جذيمة ، وكان رسول الله صلى الله عليه واله قد بعث السرايا بعد
الفتح فيما حول مكة يدعون الناس إلى الله ، ولم يأمرهم بقتال وكان ممن بعث خالد
بن الوليد بعثه داعيا ولم يبعثه مقاتلا ، فنزل على الغميصاء : ماء من مياه بني جذيمة
بن عامر ، وكانت جذيمة أصابت في الجاهلية عوف أبا عبدالرحمن ، و
الفاكه بن المغيرة عم خالد ، وأخذوا ما معها(2)، فلما نزل خالد ذلك الماء أخذ


(1)اعلام الورى : 69 - 70 .
(2)في المصدر : كانا اقبلا تاجرين من اليمن فأخذت ما معهما وقتلهما

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه