بحار الأنوار ج5

كثير منها ظاهر كالصلاة في الثوب والمكان المغصوبين والثوب النجس ، والسجود على
الموضع النجس ، وجهل الحكم في كثير من المسائل ، والجهل بالاحكام التي لم تصل
إلينا ، ولعل سائر الامم كانوا يؤاخذون بالقضاء والاعادة ، واللفظ وإن كان عاما
لكنه مختص بالاجماع بالموارد الخاصة . وأما ما لا يطيقون فقد مر بيانه .
وأما الطيرة - بكسر الطاء وفتح الياء وسكونها ، وهو ما يتشاء‌م به من الفال
الردي - فيمكن أن يكون المراد برفعها النهي عنها ، بأن لا تكون منهيا عنها في الامم السالفة ،
ويحتمل أن يكون المراد تأثيرها ، أو حرمة تأثر النفس بها والاعتناء بشأنها ، والاخير
أظهر ، وسيأتي بيانها . وكذا الحسد يحتمل الوجهين الاولين وثالثا وهو عدم حرمة
ما لا يظهر من الحسد ، وهو أظهر كما ورد في الاخبار ; إلا أن المؤمن لا يظهر الحسد .
وأما التفكر في الوسوسة في الخلق ويحتمل أن يكون المعنى التفكر فيما يوسوس
الشيطان في القلب في الخالق ومبدئه وكيفية خلقه فإنها معفو عنها ما لم يعتقد خلاف
الحق ، وما لم ينطق بالكفر الذي يخطر بباله ، أو المراد التفكر في خلق الاعمال ومسألة
القضاء والقدر ; أو المراد التفكر فيما يوسوس الشيطان في النفس من أحوال المخلوقين
وسوء الظن بهم في أعمالهم وأحوالهم ، ويؤيد الاخير كثير من الاخبار ، وقد فصلنا
القول فيه في شرح روضة الكافي .
15 - ين : فضالة ، عن سيف بن عميرة ، عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : سمعته يقول : وضع عن هذه الامة ستة : الخطاء ، والنسيان ، وما استكرهوا
عليه ، وما لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطروا عليه .
16 - ين : عن ربعي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الله عفى
عن امتي ثلاثا : الخطاء ، والنسيان ، والاستكراه . وقال أبوعبدالله عليه السلام : وفيها
رابعة : وما لا يطيقون .
17 - يد : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام : وضع عن امتي الخطأ والنسيان
وما استكرهوا عليه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه