بحار الأنوار ج47

على أنفسهم " فقال : ما تقول فيها يا ابن رسول الله ؟ فقال : هؤلاء قوم من أهل القبلة
أشركوا من حيث لا يعلمون .
وسأله عليه السلام عباد المكي عن رجل زنى وهو مريض ، فإن اقيم عليه الحد خافوا
أن يموت ، ما تقول فيه ؟ فقال : هذه المسألة من تلقاء نفسك ؟ أو أمرك بها إنسان ؟ فقال :
إن سفيان الثوري أمرني بها فقال عليه السلام : إن رسول الله أتي برجل أحبن قد استسقى
بطنه وبدت عروق فخذيه ، وقد زنا بامرأة مريضة فأمر رسول الله فأتي بعرجون فيه مائة
شمراخ فضربه به ضربة ، وضربها ضربة وخلى سبيلهما ، وذلك قوله " وخذ بيدك
ضغثا فاضرب به "(1).
بيان : الحبن محركة داء في البطن يعظم منه ويرم فهو أحبن .
7 - كشف : روى محمد بن طلحة(2)عن سفيان الثوري قال : دخلت على
جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لي :
يا ثوري مالك تنظر إلينا ؟ لعلك تعجب مما ترى ؟ فقلت : يا ابن رسول الله ليس
هذا من لباسك ولا لباس آبائك ! .
قال : يا ثوري كان ذلك زمان إقتارو افتقار ، وكانوا يعملون على قدر إقتاره
وافتقاره ، وهذا زمان قد أسبل كل شئ عزاليه(3)، ثم حسر ردن جبته فإذا
تحتها جبة صوف بيضآء ، يقصر الذيل عن الذيل ، والردن عن الردن ، وقال :
يا ثوري لبسنا هذا لله تعالى وهذا لكم ، وما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه .
8 - كا : علي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد ، عن السلمي ، عن داود
الرقي قال : سألنى بعض الخوارج عن هذه الآية : " من الضان اثنين ومن المعز اثنين


(1)المناقب ج 3 ص 390 والاية الثانية في سورة الانعام برقم 24 .
(2)مطالب السؤول ص 82 .
(3)العزالى : جمع عزلاء وهى مصب الرواية فقوله : قد أسبل كل شئ عزاليه ، يريد
به وفور الخير وانتشار البركة وكثرة النعم وتفشى الرخاء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه