بحار الأنوار ج13

9 - ن ، مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن إسماعيل بن همام ، عن الرضا
عليه السلام أنه قال لرجل : أي شئ السكينة عندكم ؟ فلم يدر القوم ما هي ، فقالوا : جعلنا
الله فداك ما هي ؟ قال : ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة الانسان ، تكون
مع الانبياء عليهم السلام ، وهي التي انزلت على إبراهيم عليه السلام حين بنى الكعبة فجعلت تأخذ
كذا وكذا ، وبنى الاساس عليها .(1)
بيان : قال الطبرسي رحمه الله : اختلف في السكينة فقيل : إن السكينة التي فيه
كانت ريحا هفافة(2)من الجنة لها وجه كوجه الانسان ، عن علي عليه السلام ، وقيل : كان له
جناحان ورأس كرأس الهرة من الزبرجد والزمرد ، عن مجاهد ، وروي ذلك في أخبارنا ،
وقيل : كان فيه آية يسكنون إليها ، عن عطا ، وقيل : روح من الله يكلمهم بالبيان عند وقوع
الاختلاف ، عن وهب ، واختلف في البقية أيضا فقيل : إنها عصا موسى ورضاض الالواح ، عن
ابن عباس وقتادة والسدي ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، وقيل : هي التوراة وشئ
من ثياب موسى عليه السلام عن الحسن ، وقيل : وكان فيه لوحان أيضا من التوراة وقفيز من المن
الذي كان ينزل عليهم ، ونعلا موسى وعمامة هارون وعصاه ، هذه أقوال أهل التفسير في
السكينة والبقية .
والظاهر أن السكينة أمنة وطمأنينة جعلها الله سبحانه فيه ليسكن إليه بنو إسرائيل ،
والبقية جائز أن يكون بقية من العلم ، أو شيئا من علامات الانبياء ، وجائز أن يتضمنهما
جميعا . وأما قوله : " تحمله الملائكة " فقيل : حملته الملائكة بين السماء والارض حتى رآه
بنو إسرائيل عيانا ، عن ابن عباس والحسن ، وقيل : لما غلب الاعداء على التابوت أدخلوه
بيت الاصنام فأصبحت أصنامهم منكسة فأخرجوه ووضعوه ناحية من المدينة فأخذهم وجع في
أعناقهم وكل موضع وضعوه ظهر فيه بلاء وموت ووباء . فاشير عليهم بأن يخرجوا التابوت
فأجمع رأيهم على أن يأتوا به ويحملوه على عجلة ويشدوها إلى ثورين ، ففعلوا ذلك و
أرسلوا الثورين فجاء‌ت الملائكة وساقوا الثورين إلى بني إسرائيل . انتهى(3)


(1)عيون الاخبار : 173 ، معانى الاخبار : 82 .
(2)ريح هفافة طيبة ساكنة . سريعة المرور في هبوبها .
(3)مجمع البيان 2 : 353 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه