بحار الأنوار ج4

" الخالق " الخالق معناه الخلاق خلق الخلائق خلقا وخليقة ، والخليقة : الخلق :
والجمع الخلائق ، والخلق في اللغة : تقديرك الشئ يقال في مثل : إني إذا خلقت فريت
لاكمن يخلق ولا يفري ، وفي قول أئمتنا عليهم السلام : إن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق
تكوين ، وخلق عيسى على نبينا واله وعليه السلام من الطين كهيئة الطير هو خلق تقدير
أيضا ، ومكون الطير وخالقه في الحقيقة الله عزوجل .
بيان : قال الجوهري : الخلق : التقدير يقال : خلقت الاديم : إذا قدرته قبل
القطع ، وقال الحجاج : ما خلقت إلا فريت ولا وعدت إلا وفيت انتهى . والفري : القطع .
" خير الناصرين " خير الناصرين وخير الراحمين معناه أنه فاعل الخير إذاكثر ذلك
منه سمي خيرا توسعا .

بيان : الظاهر أن الخير بمعنى التفضيل أي الاخير وهو صفة ولا حاجة إلى ما
تكلفه .
" الديان " الديان هو الذي يدين العباد ويجزيهم بأعمالهم ، والدين : الجزاء ،
ولا تجمع لانه مصدر يقال : دان يدين دينا ، ويقال في مثل : كما تدين تدان أي كما
تجزي تجزى ، قال الشاعر :
كما يدين الفتى يوما يدان به * من يزرع الثوم لا يقلعه ريحانا
" الشكور " الشكور والشاكر معناهما أنه يشكر للعبد عمله ، وهو توسع
لان الشكر في اللغة عرفان الاحسان ، وهو المحسن إلى عباده المنعم عليهم لكنه سبحانه
لما كان محازيا للمطيعين على طاعتهم جعل مجازاته شكرا لهم على المجاز ، كما سميت
مكافاة المنعم شكرا .(1)
" العظيم " العظيم معناه السيد ، وسيد القوم : عظيمهم وجليلهم ، ومعنى ثان
أنه يوصف بالعظمة لغلبته على الاشياء وقدرته عليها ، ولذلك كان الواصف بذلك
معظما ، ومعنى ثالث أنه عظيم لان ما سواه كله ذليل خاضع فهو عظيم السلطان عظيم


(1)الشكور : الكتبر الشكر ، واطلق بصفة المبالغة عليه تعالى لانه يعطى الثواب الجزيل عن
العمل القليل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه