بذلك شاهدة ، وكان الصادق عليه السلام أخبر بهذه الفتنة بعده وأظهر موت إسماعيل وغسله
وتجهيزه ودفنه ، وتشيع في جنازته بلا حذاء وأمر بالحج عنه بعد وفاته(1).
ابن بابويه بالاسناد عن منصور بن حازم قال : كنت جالسا مع أبي عبدالله عليه السلام
على الباب ومعه إسماعيل ، إذمر علينا موسى وهو غلام ، فقال إسماعيل : سبق بالخير
ابن الامة .
زرارة بن أعين قال : دعا الصادق عليه السلام داود بن كثير الرقي وحمران بن
أعين وأبا بصير ودخل عليه المفضل بن عمر وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا
فقال : يا داود اكشف عن وجه إسماعيل ، فكشف عن وجهه ، فقال : تأمله يا داود
فانظره أحي هو أم ميت ؟ فقال : بل هو ميت ، فجعل يعرضه على رجل رجل حتى
أتى على آخرهم ، فقال عليه السلام : اللهم اشهد ، ثم أمر بغسله وتجهيزه ، ثم قال :
يا مفضل احسر عن وجهه ، فحسر عن وجهه ، فقال : حي هو أم ميت ؟ انظروه
أجمعكم ! فقال : بل هو يا سيدنا ميت ، فقال : شهدتم بذلك وتحققتموه ؟ قالوا : نعم
وقد تعجبوا من فعله ، فقال : اللهم اشهد عليهم ، ثم حمل إلى قبره ، فلما وضع
في لحده قال : يا مفضل اكشف عن وجهه ، فكشف فقال للجماعة : انظروا أحي هو
أم ميت ؟ فقالوا : بلى ميت يا ولي الله : فقال : اللهم اشهد فانه سير تاب المبطلون
يريدون إطفاء نور الله ، ثم أومأ إلى موسى عليه السلام وقال : والله متم نوره ولو كره
الكافرون ، ثم حثوا عليه التراب ، ثم أعاد علينا القول ، فقال : الميت المكفن
المحنط المدفون في هذا اللحد من هو ؟ قلنا : إسماعيل ولدك ، فقال : اللهم اشهد
ثم أخذ بيد موسى فقال : هو حق والحق معه ومنه إلى أن يرث الله الارض ومن
عليها .
عنبسة العابد قال : لما توفي إسماعيل بن جعفر قال الصادق عليه السلام : أيها الناس
إن هذه الدنيا دار فراق ، ودار التواء لادار استواء في كلام له .
ثم تمثل بقول أبي خراش :
(1)مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 228 .