بحار الأنوار ج17

يزل في الفتيا ولا يخطئ في الجواب ، ولا يسهو ولا ينسى ، ولا يلهو بشئ(1)من أمر
الدنيا - وساق الحديث الطويل إلى ان قال : - وعدلوا عن أخذ الاحكام من أهلها ممن
فرض الله طاعتهم(2)ممن لا يزل ولا يخطئ ولا ينسى(3)" وغيرها من الاخبار الدالة
بفحاويها على تنزههم عنها ، وكيف يسهو في صلاته من كان يرى من خلفه كما يرى من
بين يديه ، ولم يغير النوم منه شيئا ، ويعلم ما يقع في شرق الارض وغربها ، ويكون
استغراقه في الصلاة بحيث لا يشعر بسقوط الرداء عنه ولا ما يقع عليه .
وقال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد : ويجب في النبي صلى الله عليه وآله العصمة ليحصل
الوثوق ، فيحصل الغرض ، ولوجوب متابعته وضدها ، وللانكار عليه ، وكمال العقل
والذكاء والفطنة وقوة الرأي وعدم السهو ، وكلما ينفر عنه من دناء‌ة الآباء وعهر(4)
الامهات والفظاظة والغلظ والابنة وشبهها والاكل على الطريق وشبهه(5).
وقال العلامة الحلي قدس الله روحه في شرح الكلام الاخير ، أي يجب في النبي
كمال العقل وهو ظاهر ، وأن يكون في غاية الذكآء والفطنة وقوة الرأي بحيث لا يكون
ضعيف الرأي ، مترددا في الامور متحيرا ، لان ذلك من أعظم المنفرات عنه ، وأن لا
يصح عليه السهو لئلا يسهو عن بعض ما امر بتبليغه ، وأن يكون منزها عن دناء‌ة الآباء
وعهر الامهات ، لان ذلك منفر عنه ، وأن يكون منزها عن الفظاظة والغلظة لئلا تحصل
النفرة عنه ، وأن يكون منزها عن الامراض المنفرة نحو الابنة ، وسلس الريح ، والجذام
والبرص ، وعن كثير من المباحات الصارفة عن القبول منه القادحة في تعظيمه نحو الاكل
على الطريق وغير ذلك ، لان كل ذلك مما ينفر عنه ، فيكون منافيا للغرض من البعثة
انتهى(6).


(1)في المصدر : ولا يلهوه شئ من امور الدنيا .
(2)في المصدر : ممن فرض الله طاعته على عباده .
(3)تفسير النعمانى : 79 و 124
(4)العهر : الزناء والفجور .
(5 و 6)شرح التجريد : 195 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه