بحار الأنوار ج15

على أياس وانقطاع ، ابن مضر لاخذه بالقلوب ، ولم يكن يراه أحد إلا أحبه ، ابن نزار
واسمه عمرو بن معد بن عدنان .
بيان : راش : جمع المال والاثاث ، والصديق : أطعمه وسقاه وكساه وأصلح حاله .
93 اقول : قال صاحب المنتقى وغيره : وروي عن ابن عباس وغير واحد قالوا :
كان رسول الله صلى الله عليه واله مع امه آمنة بنت وهب ، فلما بلغ ست سنين خرجت به إلى أخواله
بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ، ومعه ام أيمن تحضنه ، وهم على بعيرين ،
فنزلت به في دار النابغة فأقامت به عندهم شهرا ، وكان قوم من اليهود يختلفون وينظرون(1)،
قالت ام أيمن : فسمعت أحدهم يقول : هو نبي هذه الامة ، وهذه دار هجرته ، ثم رجعت
به امه إلى مكة ، فلما كانوا بالابواء توفيت امه آمنة ، فقبرها هناك ، فرجعت به ام
أيمن إلى مكة ، ثم لما مر رسول الله صلى الله عليه واله في عمرة الحديبية بالابواء قال : إن الله قد
أذن لي في زيارة قبر امي ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه واله فأصلحه وبكى عنده وبكى المسلمون
لبكاء رسول الله صلى الله عليه واله ، فقيل له فقال : أدركتني رحمة رحمتها فبكيت .
وروي عن بريدة قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه واله مكة أتى قبرا فجلس إليه وجلس
الناس حوله ، فجعل يتكلم كهيئة المخاطب ، ثم قام وهو يبكي فاستقبله عمر فقال :
يا رسول الله ما الذي أبكاك ؟ قال : هذا قبر امي سألت ربي الزيارة فأذن لي .
ثم قال في المنتقى : وجه الجمع أنه يجوز أنها توفيت بالابواء ثم حملت إلى مكة
فدفنت بها ، وأما عبدالمطلب عليه السلام فمات وللنبي صلى الله عليه وآله ثمان سنين وهو ابن ثنتين وثمانين
سنة ، ويقال : ابن مأة وعشرين سنة ، وسئل رسول الله صلى الله عليه واله أتذكر موت عبدالمطلب ؟
فقال : نعم أنا يومئذ ابن ثمان سنين ، قالت ام أيمن : رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يبكي خلف
سرير عبدالمطلب .
وفي رواية : توفي عبدالمطلب وللنسبي ثمانية وعشرون شهرا ، والاولى أصح . وتوفي
عبدالمطلب في ملك هرمز بن أنوشيروان(2).


(1)وينظرون اليه خ ل .
(2)المنتقى في مولود المصطفى : الفصل الثالث فيما كان سنة ست من مولده صلى الله عليه و
آله وسلم ، والباب السادس فيما كان من سنة ثمان إلى سنة احدى عشرة من مولده صلى الله عليه وآله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه