بحار الأنوار ج61

لشدة رغبته في الانسان إذا شم رائحته رمى بنفسه عليه(1).
وفي حديث الطبراني باسناد جيد عن أبي هريرة قال : سمعت اذناي هاتان
وأبصرت عيناى هاتان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أوحسينا وقدماه
على قدمي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول : " حزقة حزقة ترق عين بقة " .
فيرقى الغلام فيضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : افتح قال ، ثم
قبله ، ثم قال : من أحبه فانى احبه . رواه البزار ببعض هذا اللفظ . والحزقة :
الضعيف المتقارب الخطو ، ذكر له ذلك على سبيل المداعبة والتأنيس ، وترق معناه
اصعد وعين بقة كناية عن ضعف العين(2)، مرفوع خبر مبتدء محذوف .
وفي تاريخ ابن النجار عن ابن نباته قال : سمعت على بن أبي طالب عليه السلام يقول
في خطبته : ابن آدم تؤلمه بقة . وتنتنه عرقة(3)، وتقتله شرقة(4).
وقال : الزنبور : الدبر ، وهي تؤنث ، والزنابير لغة فيها ، وربما سميت
النحلة زنبورا ، والجمع الزنابير وهو صنفان جبلي وسهلي ، فالجبلي يأوى الجبال
ويعيش في الشجر(5)ولونه إلى السواد ، وبداء‌ة خلقه دود حتى يصير كذلك ويتخذ
بيوتا من تراب كبيوت النحل ، ويجعل لبيوته أربعة أبواب لمهاب الرياح الاربع
وله حمة يلسع بها ، وغذاؤه من الثمار والازهار ، ويتميز ذكورها من إناثها بكبر
الجثة ، والسهلي لونه أحمر ، ويتخذ عشه تحت الارض ويخرج التراب منه كما
يفعل النمل ، ويختفى في الشتاء لانه متى ظهر فيه هلك ، فهو ينام طول الشتاء كالميتة
ولا يجمع القوت للشتاء بخلاف النمل ، فاذا جاء الربيع وقد صار من البرد وعدم


(1)في المصدر : في الانسان لايتمالك اذا شم رائحته الارمى نفسه عليه .
(2)في المصدر : عن صغر العين ، مرفوع على أنه خبر .
(3)في المصدر : وتتبعه حرقة .
(4)حياة الحيوان 1 : 110 و 111 .
(5)في المصدر : ويعشش في الشجر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه