بحار الأنوار ج23

وقال رحمه الله في قوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد " : إن
الله تعالى يستشهد يوم القيامة كل نبي على امته فيشهد لهم وعليهم ويستشهد نبينا
على امته(1).
أقول : وقد مر في كتاب المعاد وسيأتي ما يدل على أن حجة كل زمان
شهيد على أهل ذلك الزمان ، ونبينا صلى الله عليه وآله شهيد على الشهداء .
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " وقل اعملوا " أي اعملوا ما أمركم الله به عمل من يعلم
أنه مجازى على فعله فإن الله سيرى عملكم ، وإنما أدخل سين الاستقبال لان ما لم
يحدث لا يتعلق به الرؤية فكأنه قال : كل ما تعملونه يراه الله تعالى وقيل : أراد
بالرؤية ههنا العلم الذي هو المعرفة ولذلك عداه إلى مفعول واحد أي يعلم الله تعالى
ذلك فيجازيكم عليه ويراه رسوله ، أي يعلمه فيشهد لكم بذلك عند الله ويراه المؤمنون
قيل : أراد بالمؤمنين الشهداء ، وقيل : أراد بهم الملائكة الذينهم الحفظة الذين يكتبون
الاعمال .
وروى أصحابنا أن أعمال الامة تعرض على النبي صلى الله عليه وآله في كل اثنين وخميس
فيعرفها ، وكذلك تعرض على أئمة الهدى عليهم السلام فيعرفونها ، وهم المعنيون بقوله :
" والمؤمنون "(2).
وقال في قوله تعالى : " ونزعنا من كل امة شهيدا " أي وأخرجنا من كل
امة من الامم رسولها الذي يشهد عليهم بالتبليغ وبما كان منهم ، وقيل : هم عدول
الآخرة ولا يخلو كل زمان منهم يشهدون على الناس بما عملوا(3).
1 - كا : علي بن محمد عن سهل عن ابن يزيد عن زياد القندي عن سماعة قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " : قال : نزلت في امة محمد صلى الله عليه وآله خاصة في كل قرن


(1)مجمع البيان : 49 .
(2)مجمع البيان 5 : 69 .
(3)مجمع البيان : 7 : 263 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه