بحار الأنوار ج5

صلوات الله عليه قال : تعتلج النطفتان(1)في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاء‌ت تشبهها ،
فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاء‌ت تشبه أخواله ، وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاء‌ت
تشبه أعمامه . وقال : تحول النطفة في الرحم أربعين يوما فمن أراد أن يدعوا الله عزوجل
ففي تلك الاربعين قبل أن تخلق ، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد
بها إلى الله عزوجل فيقف منه ما شاء الله ،(2)فيقول : يا إلهي أذكر أم انثى ؟ فيوحي
الله عزوجل(3)من ذلك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يقول : إلهي أشقي أم سعيد ؟ فيوحي
الله عزوجل(3)من ذلك ما يشاء ويكتب الملك ، فيقول : اللهم كم رزقه وما أجله ؟ ثم يكتبه
ويكتب كل شئ يصيبه في الدنيا بين عينيه ، ثم يرجع به فيرده في الرحم ; فذلك قول
الله عزوجل : " ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن
نبرأها " . " ص 43 "
7 - ن : المفسر بإسناده إلى أبى محمد عليه السلام قال : قال الرضا عليه السلام : قيل لرسول
الله صلى الله عليه وآله : يا رسول الله هلك فلان ، يعمل من الذنوب كيت وكيت ،(4)فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله . بل قد نجا ولا يختم الله تعالى عمله إلا بالحسنى ، وسيمحو الله عنه السيئات ،
ويبدلها له حسنات إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو
لا يشعر فسترها عليه ولم يخبره بها مخافة أن يخجل ، ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواه
فقال له : أجزل الله لك الثواب ،(5)وأكرم لك المآب ،(6)ولا ناقشك الحساب(7)


(1)اعتلجت الوحش : تضاربت ، واعتلج القوم : اقتتلوا واصطرعوا . أقول : فيه ايعاز منه
عليه السلام إلى وجود الحيوانات الصغار الحية في النطفة .
(2)في المصدر : حيث يشاء الله . م
(3)بفتح التاء وقد يكسر : يكنى بها عن الحديث والخبر ، وتستعملان بدون الواو أيضا ولا
تستعملان الا مكررتين .
(4)في نسخة : فيوحى الله عزوجل اليه .
(5)أى أكثره وأوسعه .
(6)المآب : المرجع والمنقلب .
(7)ناقشه الحساب وفى الحساب : استقصى في حسابه . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه