بحار الأنوار ج22

علي عن أبيه جميعا ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : أتى أبوذر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إني قد اجتويت
المدينة ، أفتاذن لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى مزينة فنكون بها ؟ فقال ؟ إني
أخشى أن تغير عليك خيل من العرب فيقتل ابن أخيك فتاتيني شعثا ، فتقوم بين يدي
متكيا على عصاك فتقول : قتل ابن أخي واخذ السرح ، فقال : يا رسول الله بل
لا يكون إلا خيرا إنشاء الله ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج هو وابن أخيه وامرأته
فلم يلبث هناك إلا يسيرا حتى غارت خيل لبني فزارة فيها عيينة بن حصن فأخذ(1)
السرح ، وقتل ابن أخيه ، واخذت امرأته من بني غفار ، وأقبل أبوذر يشتد
حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وبه طعنة جائفة فاعتمد على عصاه ، وقال :
صدق الله ورسوله ، اخذ السرح ، وقتل ابن أخي ، وقمت بين يديك على عصاي
فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله في المسلمين فخرجوا في الطلب فردوا السرح ، وقتلوا نفرا
من المشركين(2).
يج : مرسلا مثله(3).
بيان : اجتوى البلد : كره المقام فيه ، والجائفة : الطعنة التي تنفذ إلى
الجوف ، ولعل هذا كان قبل كمال أبي ذر رحمة الله في الايمان ، أو فهم من كلامه
صلى الله عليه وآله أنه راضح بخروجه ، وإنما أخبره بذلك ليقوى إيمانه ، أو كان
يحتمل أن يكون هذا من الاخبار البدائية(4).
14 - كا : الحسين بن محمد الاشعري ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط
عن سعدان بن مسلم ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رجل
بالمدينة يدخل مسجد الرسول صلى الله عليه وآله فقال : اللهم آنس وحشتي ، وصل وحدتي
وارزقني جليسا صالحا ، فإذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه وقال له : من


(1)فاخذت السرح وقتلوا خ ل .
(2)روضة الكافى : 126 و 127 .(3)الخرائج .
(4)او لم يفهم وقوع ذلك حتما ، لانه صلى الله عليه وآله قال : أخشى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه