بحار الأنوار ج11

له : فكان بدو خروج الماء إلى آخر الخبر .(1)
قال الشيخ الطبرسي رحمه الله : في التنور أقوال :
أولها : إنه تنور الخابزة ، وأنه تنور كان لآدم على نبينا وآله وعليه السلام ، فار الماء
عنه علامة لنوح عليه السلام إذنبع الماء من موضع غير معهود خروجه منه ، عن ابن عباس والحسن
ومجاهد ، ثم اختلف في ذلك فقال قوم : إن التنور كان في دار نوح عليه السلام بعين وردة من أرض
الشام ، وقال قوم : بل كان في ناحية الكوفة وهو المروي عن أئمتنا عليهم السلام .
وثانيهما : أن التنور وجه الارض ، عن ابن عباس وعكرمة والزهري واختاره
الزجاج .
وثالثها : أن معنى قوله : " وفار التنور " طلع الفجر وظهرت أمارات دخول النهار و
تقضي الليل من قولهم : نور الصبح تنويرا ، روي ذلك عن علي عليه السلام . ورابعها : أن التنور أعلى الارض وأشرفها ، والمعنى : نبع الماء من الامكنة المرتفعة
فشبهت بالتنانير لعلوها ، عن قتادة .
وخامسها : أن فار التنور معناه : اشتد غضب الله عليهم ووقعت نقمته بهم ، كما تقول
العرب : حمى الوطيس : إذا اشتد الحرب انتهى .(2)
أقول : الاظهر هو الوجه الاول لوروده في الاخبار المعتبرة ، وما سيأتي من خبر
الاعمش لا يصلح لمعارضتها .(3)
ثم اعلم أنه اختلف في مدة مكثهم في السفينة ، قال الشيخ الطرسي بعد إيراد
هذه الرواية : وفي رواية اخرى أن السفينة استقلت بما فيها فجرت على ظهر الماء مائة
وخمسين يوما بلياليها . ثم قال : وقيل : إن سفينة نوح سارت لعشر مضين من رجب فسارت
ستة أشهر حتى طافت الارض كلها ، لا تستقر في موضع حتى أتت الحرم فطافت موضع الكعبة
اسبوعا ، وكان الله سبحانه رفع البيت إلى السماء ثم سارت بهم حتى انتهت إلى الجودي


(1)الروضة : 281 . م
(2)مجمع البيان 5 : 163 . م
(3)لا رساله وعدم توثيق من الخاصة للاعمش(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه