بحار الأنوار ج4

آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا . ثم قال : الحجزة : النور .(1)
3 - ن ، يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن علي بن العباس ،(2)
عن الحسن بن يوسف ،(3)عن عبد السلام ، عن عمار عن أبي اليقظان ،(4)عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : يجيئ رسول اله صلى الله عليه واله يوم القيامة آخذا بحجزة ربه ، ونحن آخذون
بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا فنحن وشيعتنا حزب الله وحزب الله هم الغالبون
والله ما نزعم أنها حجزة الازار ولكنها أعظم من ذلك ، يجيئ رسول الله صلى الله عليه واله آخذا
بدين الله ، ونجيئ نحن آخذين بدين نبينا ، ويجيئ شيعتنا آخذين بديننا .
4 - وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : الصلاة حجزة الله ، وذلك أنها تحجز
المصلي عن المعاصي مادام في صلاته . قال الله عزوجل : " إن الصلوة تنهى عن الفحشاء
والمنكر " .
بيان : الاخذ بالحجزة كناية عن التمسك بالسبب الذي جعلوه في الدنيا بينهم و
بين ربهم ونبيهم وحججهم أي الاخذ بدينهم وطاعتهم ومتابعة أمرهم ، وتلك الاسباب
الحسنة تتمثل في الآخرة بالانوار ، فإذا عرفت ذلك فاعلم أن مضامين تلك الاخبار
ترجع إلى أمر واحد ، فقوله عليه السلام : في الخبر الاول : ولكن رسول الله صلى الله عليه واله آخذ بأمر
الله أي بما عمل به من أوامر الله فيحتج في ذلك اليوم ويتمسك بأنه عمل بما أمره الله به ،
وكذا النور الذي ورد في الخبر الثاني يرجع إلى ذلك ، إذ الاديان والاخلاق والاعمال
الحسنة أنوار معنوية تظهر للناس في القيامة ، والثالث ظاهر قال الجزري : فيه : إن
الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة . وأصل الحجزة
موضع شد الازار ، ثم قيل للازار : حجزة للمجاورة ، واحتجز الرجل بالازار : إذا
شده على وسطه ، فاستعاره لللاعتصام والالتجاء والتمسك بالشئ والتعلق به ، ومنه
الحديث الآخر : ياليتني آخذ بحجزة الله أي بسبب منه .


(1)قال الصدوق - رحمه الله - في كتاب العيون : وفى حديث آخر : الحجزة : الدين .
(2)لعله هو على بن العباس الخزاذينى الرازى الضعيف المرمى بالغلو ، حكى عن جامع الرواء
رواية البرمكى عنه .
(3)يحتمل كونه الحسن بن على بن يوسف بن بقاح الازدى الثقة ، كما يحتمل كون عبدالسلام الاتى
بعده هو ابن سالم البجلى الثقة ، نقل النجاشى رواية الحسن بن على بن يوسف بن بقاح عنه .
(4)كذا في النسخ والظاهر ان كلمة " عن " زائدة وهو عمار بن موسى الساباطي أبواليقظان .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه