بحار الأنوار ج74

يا علي أنا ابن الذبيحين(1)أنا دعوة أبي إبراهيم .
يا علي العقل ما اكتسب به الجنة وطلب به رضى الرحمن .
يا علي إن أول خلق خلقه الله عزوجل العقل فقال له : أقبل فأقبل ثم قال
له : أدبر فأدبر ، وقال وعزتي وجلالي ماخلقت خلقا هو أحب إلي منك ، بك آخذ
وبك اعطي ، وبك اثيب ، وبك اعاقب(2).
يا علي لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من
العجب ، ولا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف عن محارم الله وعما لا يليق ، ولا حسب
كحسن الخلق ، ولا عبادة مثل التفكر .
يا علي آفة الحديث الكذب ، وآفة العلم النسيان ، وآفة العبادة الفترة ، وآفة
الجمال الخيلاء ، وآفة الحلم الحسد .
يا علي أربعة يذهبن ضياعا(3): الاكل على الشبع ، والسراج في القمر
والزرع في السبخة(4)والصنيعة عند غير أهلها .
يا علي من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة .
يا علي إياك ونقرة الغراب وفريسة الاسد(5).
يا علي لئن أدخل يدي في فم التنين(6)إلى المرفق أحب إلي من أن
أسأل من لم يكن ثم كان .


(1)يعنى بهما اسماعيل عليه السلام وعبدالله أباه صلى الله عليه وآله واشارة إلى قول
ابراهيم(ع) واجعل لى لسان صدق في الاخرين .
(2)يعنى أن العقل هو موجب الاختيار وهو ملاك التكليف فافهم .
(3)أى مهملا ضايعا .
(4)السبخة : ارض ذات نز وملح . يعنى شوره زار . والصنيعة : الاحسان .
(5)فريسة الاسد هو ما يفترسه يعنى احذر منهما .
(6)التنين - كسكين - : الحية العظيمة . وقيل انه أشرمن الكوسج ، في فمه انياب
مثل اسنة الرماح ، احمر العينين براق ، طويل كالنخلة ، واسع الفم والجوف ، يبلع كثيرا
من الحيوان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه