بحار الأنوار ج36

النعوت ؟ قلت : هي أسماء ، قال : ليست أسماء(1)ولكنها نعوت لاقوام ، وأوصاف
بالعبرانية صحيحة ، نجدها عندنا في التوراة ، ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها
أو تعامى ، قلت : ولم ذلك ؟ قال : أما العمى(2)فللجهل بها ، وأما التعامي لئلا تكون
على دينه ظهيرا وبه خبيرا ، وإنما أقررت لك بهذه النعوت لاني رجل من ولد هارون
ابن عمران مؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله ، أسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم
الاسلام ، ولن اظهر بعدك لاحد حتى أموت ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : لاني أجد في
كتب آبائي الماضين من ولد هارون ألا نؤمن بهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهرا ونؤمن به
باطنا حتى يظهر المهدي القائم من ولده ، فمن أدركه منا فليؤمن به ، وبه نعت الاخير
من الاسماء ، قلت : وبما نعت ؟ قال : نعت بأنه يظهر على الدين كله ، ويخرج إليه المسيح
فيدين به ويكون له صاحبا .
قلت : فانعت لي هذه النعوت لاعلم علمها ، قال : نعم فعه(3)عني وصنه إلا عن أهله
وموضعه إن شاء الله ، أما " تقويت " فهو أول الاوصياء آخر الانبياء ، وأما
" قيذوا " فهو ثاني الاوصياء وأول العترة الاصفياء ، وأما " دبيرا " فهو ثاني العترة وسيد
الشهداء ، وأما " مفسورا " فهو سيد من عبدالله من عباده ، وأما " مسموعا " فهو وارث
علم الاولين والآخرين ، وأما " دوموه " فهو المدرة الناطق عن الله الصادق ، وأما " مثبو "
فهو خيرالمسجونين في سجن الظالمين ، وأما " هذار " فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان
الممنوع ، وأما " يثمو " فهو القصير العمر الطويل الاثر ، وأما " بطور " فهو رابع اسمه
وأما " نوقس " فهو سمي عمه ، وأما " قيدموا " فهو المفقود من أبيه وامه الغائب بأمر الله
وعلمه والقائم بحكمه(4).
بيان : في القاموس : المدرة كمنبر : السيد الشريف ، والمقدم في اللسان واليد


(1)في المصدرهنا زيادة وهى : لو كانت اسماء لتطرزت في تواطى الاسماء .
(2)في المصدر : أماالعمه ،
(3)أمر من وعى يعى أى احفظه عنى واقبله وتدبره .
(4)مقتضب الاثر : 30 - 33 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه