بحار الأنوار ج32

كانوا سبقوا ، والله ما كتمت وشمة ، ولا كذبت كذبة ، ولقد نبئت بهذا اليوم
وهذا المقام ،
ألا وأن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت
بهم في النار فهم فيها كالحون .
ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها فسارت بهم تاودا حتى إذا
جاؤا ظلا ظليلا فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها
خالدين .
ألا وقد سبقني إلى هذا الامر من لم أشركه فيه ومن ليست له منه توبة
- إلا بني مبعوث ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله - أشفى منه
على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم .
أيها الناس كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله لا يرعى مرع
إلا على نفسه ، من الجنة والنار أمامه .
ساع نجا وطالب يرجو ومقصر في النار ولكل أهل .
ولئن أمر الباطل فقديما فعل ، ولئن قل الحق لربما ولعل ، ولقلما أدبر
شئ فأقبل ، ولئن رد أمركم عليكم إنكم لسعداء وما علينا إلا الجهد .
قد كانت أمور مضت ملتم فيها ميلة كنتم عندي فيها غير محمودي الرأي
ولو أشاء أن أقول لقلت عفا الله عما سلف .
سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همه بطنه ويله لو قص جناحاه وقطع
رأسه كان خيرا له ، شغل من الجنة والنار أمامه .
ساع مجتهد وطالب يرجو ومقصر في النار - ثلاثة وإثنان : خمسة ليس فيهم
سادس -(و)ملك طار بجناحيه ونبي أخذ الله بضبعيه ، هلك من ادعى
وخاب من افترى .
اليمين والشمال مضلة ووسط الطريق المنهج ، عليه باقى الكتاب وآثار
النبوة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه