بحار الأنوار ج56

أعمالكم ويحصونها عليكم ويكتبونها ، وفي هذا لطف للعباد لينزجروا عن المعاصي
إذا علموا أن عليهم حفظة من عندالله يشهدون بها عليهم يوم القيامة " توفته " أي
تقبض روحه " رسلنا " أي أعوان ملك الموت ، عن ابن عباس وغيره : قالوا : و
إنما يقبضون بأمره ،(1)ولذا أضاف التوفي إليه في قوله " قل يتوفيكم ملك الموت " .
" وهم لا يفرطون " أي لا يضيعون أو لا يغفلون ولا يتوانون أو لا يعجزون(2).
وقال البيضاوي في قوله سبحانه " ولو ترى إذا الظالمون " : حذف مفعوله
لدلالة الظرف عليه ، أي ولو ترى الظالمين " في غمرات الموت " أي في شدائده ، من
" غمره الماء " إذا غشيه " والملائكة باسطوا أيديهم " بقبض أرواحهم كالمتقاضي الملظ(3)
أو بالعذاب " أخرجوا أنفسكم " أي يقولون لهم : أخرجوها إلينا من أجسادكم
تغليظا وتعنيفا عليهم ، أو أخرجوها من العذاب وخلصوها من أيدينا " اليوم " يريد
به وقت الاماتة أو الوقت الممتد من الاماتة إلى مالانهاية له " تجزون عذاب الهون "
أي الهوان يريد العذاب المتضمن لشدة وإهانة(4)(انتهى).
" له معقبات " قال الطبرسي رحمه الله : اختلف في الضمير الذي في " له "
على وجوه :
أحدها : أنه يعود إلى " من " في قوله " من أسر القول ومن جهر به " .
والاخر : أنه يعود إلى اسم الله تعالى وهو عالم الغيب والشهادة .
وثالثها : أنه يعود إلى النبي صلى الله عليه وآله في قوله " إنما أنت منذر " واختلف
في المعقبات على أقوال :
أحدها : أنها الملائكة يتعاقبون تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار
وملائكة النهار ملائكة الليل ، وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله ، وقال


(1)في المصدر : وانما يقبضون الارواح بامره ولذلك . .
(2)مجمع البيان : ج 4 ، ص 313 .
(3)أى الملازم الملح .
(4)انوار التنزيل : ج 1 ، ص 391 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه