بحار الأنوار ج21

وعن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح ركب عكرمة البحر هاربا فخب(1)
بهم البحر ، فجعل من في السفينة يدعون الله عزوجل ويوحدونه ، فقال : ما
هذا ؟ قالوا : هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله عزوجل ، قال : فهذا إله محمد الذي
يدعونا إليه ، فارجعوا بنا فرجع فأسلم . وكانت امرإته أسلمت قبله ، فكانا على
نكاحهما .
وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه واله خالد بن الوليد إلى العزى لخمس بقين من
رمضان ليهدمها فخرج حتى انتهى إليها في ثلاثين فهدمها ، ثم رجع إلى رسول الله
صلى الله عليه واله فأخبره فقال : هل رأيت شيئا ؟ قال : لا ، قال : فإنك لم تهدمها(2)فرجع متغيظا
فجرد سيفه فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس ، فجعل السادن يصيح بها
فضربها خالد فقطعها(3)باثنين ، ورجع ، فأخبر النبي صلى الله عليه واله فقال : " تلك العزى
وقديئست أن تعبد ببلادكم أبدا " وكانت بنخلة ، وكانت لقريش وجميع بني كنانة
وكانت أعظم أصنامهم ، وسدنتها بنوشيبان ، وقد اختلف في العزى فقيل : إنها
شجرة كانت لغطفان يعبدونها ، وقيل : إنها صنم .
وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه واله عمر وبن العاص إلى سواع وهو صنم هذيل
ليهدمه ، وقال عمرو : فانتهيت إليه وعنده السادن فقال : ما تريد ؟ قلت : أمرني رسول
الله صلى الله عليه واله أن أهدمه ، قال : لا تقدر . قلت : لم ؟ قال : تمنع ، قلت : ويحك هل
يسمع أويبصر ؟ فكسرته وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته ، فقلت للسادن : كيف
رأيت(4)؟ قال : أسلمت لله .
وفيها بعث سعد بن زيد إلى مناة بالمشلل ليهدمها ، وكانت للاوس والخزرج
وسنان(5)فخرج في عشرين ذلك حين فتح مكة فقال السادن : ما تريد ؟ قال :


(1)أى هاج واضطراب .(2)في المصدر : فارجع اليها فاهد مها فرجع .
(3)في المصدر : فجزلها .(4)في المصدر : كيف رأيته ؟
(5)في المصدر : وغسان .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه