بحار الأنوار ج24

ولايتهم وطاعتهم هو الحلال ، فالمحلل ماأحلوا والمحرم ماحرموا ، وهم أصله ، و
منهم الفروع الحلال ، وذلك سعيهم ، ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم
بالحلال : من إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة
وتعظيم حرمات الله ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام والشهر الحرام
والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الاخلاق ومحاسنها وجميع البر ، ثم ذكر
بعد ذلك فقال في كتابه :(إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى و
ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون(1))فعدوهم هم الحرام
المحرم ، وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة ، فهم(2)الفواحش ما
ظهر منها ومابطن ، والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير .
فهم الحرام المحرم ، وأصل كل حرام ، وهم الشر وأصل كل شر ، و
منهم فروع الشر كله ، ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها ، ومن
فروعهم تكذيب الانبياء وجحود الاوصياء(3)وركوب الفواحش : الزنا و
السرقة وشرب الخمر والمسكر(4)وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة
والخيانة وركوب الحرام كلها وانتهاك المعاصي ، وإنما يأمرالله بالعدل و
الاحسان وإيتاء ذي القربى ، يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن
الفحشاء والمنكر والبغي ، وهم أعداء الانبياء‌وأوصياء الانبياء ، وهم المنهي عن
مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون ، واخبرك أني لو قلت لك : إن
الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل ، وأنا
أعلم أن الله قد حرم هذا الاصل وحرم فرعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد
من دون الله وثنا وشركا ، ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال :(أنا


(1)النحل : 90 .
(2)اى عدوهم كل الفواحش ، لانهم الامرون بها ، والناهون عن المعروف والخيرات .
(3)في المصدر : وجنودهم الاوصياء .
(4)في المصدر : الخمر والمنكر .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه