بحار الأنوار ج55

فرجها ، والاتان العضباء يعني الجدعاء فمن أوجس في نفسه منهن(1)شيئا
فليقل : اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي(2)فيعصم من ذلك(3).
الخصال : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن
أحمد بن محمد مثله إلى قوله(من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك).
بيان :(الشؤم للمسافر)أي ما يتشأم به الناس ، وربما تؤثر بتأثير النفس
بها ، ويدفع ضررها بالتوكل والدعاء المذكور في الخبر وغيره كما مر في الطيرة
قوله عليه السلام(خمسة)كذا في الخصال والمحاسن وأكثر نسخ الفقيه ، وفي بعضها
(سبعة)وفي بعضها(ستة)وفي الفقيه(والكلب الناشر)وفي الخصال كالكافي
(والناشر)فيكون نوعا آخر لشؤم الغراب ، وفي المحاسن بدون الواو أيضا
فيكون صفة اخرى للغراب ، فقد ظهر أن الظاهر على بعض النسخ ستة ، وعلى
بعضها سبعة ، فالخمسة إما من تصحيف النساخ ، أو مبني على عد الثلاثة المصوتة
واحدة ، أو عد الكلب والذئب واحدا لانهما من السباع ، والغراب والبوم واحدا
لانهما من الطير ، ويمكن عطف المرأة على بعض النسخ والاتان على بعضها على
الخمسة ، فيكون إفراد الخمسة لشهرتها بينهم أو لزيادة شؤمها .
قوله عليه السلام(وهو مقع)يقال أقعى الكلب إذا جلس على إسته مفترشا رجليه
وناصبا يديه ، والظاهر رجوع ضميري(يرتفع)و(ينخفض)إلى الذئب ، ويقال :
إن هذا دأبه غالبا إذا لقي إنسانا يفعل ذلك لاثارة الغبار في وجهه ، وقيل : هما
يرجعان إلى صوته أو إلى ذنبه ، ولايخفى بعدهما . قوله عليه السلام(والظبي السانح)
قال في النهاية : البارح ضد السانح ، فالسانح ما مر من الطير والوحش بين يديك
من جهة يسارك إلى يمينك ، والعرب تتيمن بذلك ، لانه أمكن للرمي والصيد
والبارح ما مر من يمينك إلى يسارك ، والعرب تتطير به ، لانه لايمكنك أن


(1)في الخصال : من ذلك .
(2)في الكافى : قال : فيعصم من ذلك .
(3)روضة الكافى : 314 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه