بحار الأنوار ج46

لانه كان نبيا وهم محدثون ، وإنه كان يفد إلى الله جل جلاله ، فيسمع الوحي وهم
لايسمعون فقال : صدقت يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة : أخبرني عن هذا العلم
ماله لايظهر ، كما كان يظهر مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فضحك أبي عليه السلام وقال : أبى
الله أن يطلع على علمه إلاممتحنا للايمان به كما قضى على رسول الله أن يصبر على أذى
قومه ، ولايجاهدهم إلا بأمره ، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له :(اصدع بما
تؤمر وأعرض عن المشركين)(1)وأيم الله أن لو صدع قبل ذلك ، لكان آمنا ، ولكنه
إنما نظر في الطاعة ، وخاف الخلاف ، فلذلك كف ، فوددت أن عينيك تكون مع
مهدي هذه الامة ، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والارض ، تعذب
أرواح الكفرة من الاموات ، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء ، ثم أخرج
سيفا ثم قال : ها ! إن هذا منها .
قال : فقال أبي إي والذي اصطفى محمدا على البشر ، قال : فرد الرجل
اعتجاره وقال : أنا إلياس ما سألتك عن أمرك ولي به جهالة ، غير أني أحببت أن
يكون هذا الحديث قوة لاصحابك ، وساق الحديث بطوله إلى أن قال : ثم قام
الرجل وذهب فلم أره(2).


(1)سورة الحجر ، الاية : 94 .
(2)الكافى ج 1 ص 242 وفيه الحديث بطوله ، والحسن بن العباس بن الحريش
رجل ضعيف لايلتفت إلى حديثه ، فقد ذكره الشيخ النجاشى في رجاله ص 45 وقال : ضعيف
جدا له كتاب انا انزلناه في ليلة القدر وهو كتاب ردى الحديث مضطرب الالفاظ اه‍ وفى
الخلاصة : وقال ابن الغضائري : هو أبومحمد ضعيف روى عن أبى جعفر الثانى عليه السلام
فضل انا أنزلناه كتابا مصنفا فاسد الالفاظ تشهد مخائله على انه موضوع ، وهذا الرجل لايلتفت
اليه ولا يكتب حديثه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه