بحار الأنوار ج61

تعلمها إلقاء الزرق بالتولية نحو طرف العش .
الحادي عشر : إذا قرب الصائد من مكان فرخ القبجة ظهرت له القبجة وقربت
منه مطيعة لاجل أن يتبعها ثم تذهب إلى جانب آخر سوى جانب فراخها .
الثاني عشر : ناقر الخشب قلما يجلس على الارض ، بل يجلس على الشجر
وينقر الموضع الذي يعلم أن فيه دودا .
الثالث عشر : الغرانيق(1)تصعد في الجو جدا عند الطيران فان حصل عباب(2)
أو سحاب يحجب بعضها عن بعض أحدثت عن أجنحتها حفيفا مسموعا ، ويصير ذلك
الصوت سببا لاجتماعها وعدم تفرقها ، وإذا نامت نامت على فرد رجل قداضطبعت(3)
الرؤس إلا القائد فانه ينام مكشوف الرأس فيسرع انتباهه وإذاأحس بأحد أو صوت
صاح تنبيها للباقين .
الرابع عشر : النعامة إذا اجتمع لها من بيضها عشرون أو ثلاثون قسمتها
ثلاثة أثلاث ، فتدفن ثلثا منها في التراب ، وثلثا تتركها في الشمس ، وثلثا تحتضنه
فاذا خرجت الفراريخ كسرت ما كان في الشمس وسقت تلك الفراريخ ما فيها من
الرطوبات التي ذوبتها الشمس ورققتها ، فاذا قويت تلك الفراريخ أخرجت الثلث
الثاني الذي دفنته في الارض وثقبتها وقد اجتمع فيها النمل والذباب والديدان
والحشرات فتجعل تلك الاشياء طعمة لتلك الفراريخ ، فاذا تم ذل فقد صارت تلك
الفراريخ قادرة على الرعي والطلب ، ولا شك أن هذا الطريق حيلة عجيبة في تربية
الاولاد .
ولنكتف من هذا النوع بهذا القدر الذى ذكرناه فان الاستقصاء فيه مذكور
في كتاب الحيوان ، وقد ظهر منها أن هذه الحيوانات قد تأتي بأفعال يعجز أكثر


(1)جمع الغرنيق بضم الغين وفتح النون : طائر ابيض طويل العنق من طير الماء
وقيل : انه الذكر من طير الماء وقيل : هو الكراكى ، وقيل : طيرسوداء في قدر البط .
(2)في النسخة المخطوطة : ضباب .
(3)اضطبع الشئ : أدخله تحت ضبعيه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه