بحار الأنوار ج7

شهيدا " ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد صلى الله عليه وآله وهو المقام المحمود ،
فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله ، ثم يثني على الملائكه كلهم ،
فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد صلى الله عليه وآله ، ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد مثله ،
ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة ، يبدأ بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين ، فيحمده أهل
السماوات وأهل الارض ، وذلك قوله عزوجل : " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "
فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ ونصيب ، وويل لمن لم يكن له في ذلك القام حظ ولا
نصيب ، ثم يجتمعون في موطن آخر فيدان بعضهم من بعض ، وهذا كله قبل الحساب ،
فإذا اخذا في الحساب شغل كل إنسان بما لديه ، نسأل الله بركة ذلك اليوم ، قال :
فرجت عني فرج الله عنك يا أميرالمؤمنين . وساق الحديث إلى أن قال :
فأما قوله : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " وقوله : " لا تدركه الابصار
وهو يدرك الابصار " فإن ذلك في موضع ينتهي فيه أولياء الله عزوجل بعد ما يفرغ
من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان فيغتسلون فيه ويشربون منه ، فتنضر وجوههم
إشراقا ، فيذهب عنهم كل قذى ووعث ، ثم يؤمرون بدخول الجنة ، فمن هذا المقام
ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ، ومنه يدخلون الجنة ، فذلك قول الله عزوجل في
تسليم الملائكة(1)عليهم : " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " فعند ذلك أيقنوا
بدخول الجنة ، والنظر إلى ما وعدهم ربهم ، فذلك قوله : " إلى ربها ناظرة " وإنما
يعني بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى ، وأما قوله : " لا تدركه الابصار و
هو يدرك الابصار " فهو كما قال لاتدركه الابصار ولا تحيط به الاوهام ، وهو
يدرك الابصار يعني يحيط بها ، الحديث . " ص 260 - 268 "
بيان : قال الجزري : فيه : اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر أي شدته و
مشقته ، وأصله من الوعث وهو الرمل والمشي فيه يشد على صاحبه ويشق .
56 - فس : " إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة " قال : القيامة هي حق ،


(1)في المصدر : من تسليم الملائكة . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه