بحار الأنوار ج91

وقال لموسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين ، إني لا يخاف لدي المرسلون ، لا
تخف نجوت من القوم الظالمين ، لا تخاف دركا ولا تخشى ، لا تخف إنك أنت
الاعلى ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، ومن يتق الله يجعل له
مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله
بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ، أليس الله بكاف عبده ، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم ، ما شاء الله كان(1).
4 مهج : ومن ذلك الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وآله لموسى بن جعفر عليه السلام في
السجن باسناد صحيح عن عبدالله بن مالك الخزاعي قال : دعاني هارون الرشيد فقال :
يا أبا عبدالله كيف أنت وموضع السر منك ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ما أنا الا عبد من
عبيدك ، فقال : امض إلى تلك الحجرة وخذ من فيها ، واحتفظ به إلى أن أسئلك
عنه ، قال : فدخلت فوجدت موسى بن جعفر عليه السلام فلما رآني سلمت عليه وحملته
على دابتي إلى منزلي ، فأدخلته داري ، وجعلته على حرمي ، وقفلت عليه والمفتاح
معي ، وكنت أتولى خدمته .
ومضت الايام ، فلم أشعر إلا برسول الرشيد يقول : أجب أمير المؤمنين
فنهضت ودخلت عليه ، وهو جالس وعن يمينه فراش ، وعن يساره فراش ، فسلمت
عليه ، فلم يرد غير أنه قال : ما فعلت بالوديعة ؟ فكأني لم أفهم ، فقال :
ما فعل صاحبك ؟ فقلت : صالح ، فقال : امض إليه وادفع اليه ثلاثة آلاف درهم
واصرفه إلى منزله وأهل ، فقمت وهممت بالانصراف ، فقال له : أتدري ما السبب
في ذلك ؟ وما هو ؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين قال : نمت على الفراش الذي عن
يميني ، فرأيت في منامي قائلا يقول لي : ياهارون أطلق موسى بن جعفر ، فانتبهت
فقلت : لعلها لما في نفسي منه ، فقمت إلى هذا الفراش الآخر فرأيت ذلك الشخص
بعينه وهو يقول : يا هارون امرتك أن تطلق موسى بن جعفر فلم تفعل ؟ فانتبهت
وتعوذت من الشيطان ثم قمت إلى هذا الفراش الذي أناعليه وإذا بذلك الشخص


(1)مهج الدعوات ص 304300 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه