بحار الأنوار ج33

فقد كذبتم لقوله :(وأزواجه أمهاتهكم)
وأما أنه محى إسمه من إمرة المؤمنين فقد سمعتم بأن النبي صلى الله عليه
وآله أتاه سهيل بن عمرو وأبوسفيان للصلح يوم الحديبية فقال : اكتب هذا ما
صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله القصة ووالله لرسول الله صلى
الله عليه وآله خير من علي وما خرج من النبوة بذلك .
فقال بعضهم : هذا من الذين قال الله تعالى : *(بل هم قوم خصمون)*
وقال *(وتنذر به قوما لدا)* قال : ورجع منهم خلق كثير .
وناظر عبدالله بن يزيد الاباضي هشام بن الحكم قبل الرشيد فقال
هشام : إنه لا مسألة للخوارج علينا فقال الاباضي : كيف ذاك ؟ قال : لانكم
قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله والاقامة بإمامته وفضله ثم
فارقتمونا في عداوته والبراء‌ة منه فنحن على إجماعنا وشهادتكم لنا وخلافكم لنا
غير قادح في مذهبنا ودعواكم غير مقبولة علينا إذ الاختلاف لايقابل بالاتفاق
وشهادة الخصم لخصمه مقبولة وشهادته عليه مردودة غير مقبولة .
فقال يحيى بن خالد : قد قرب قطعه ولكن جاره شيئا فقال هشام : ربما
انتهى الكلام إلى حد يغمض ويدق عن الافهام ، والانصاف بالواسطة
والواسطة إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي وإن كان من
أصحابك لم أجبه في الحكم علي وإن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي
ولا عليك ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك فينظران فيما
بيننا قال : نعم فقال هشام : لم يبق معه شئ .
ثم قال : إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أميرالمؤمنين حتى كان
من أمر الحكمين ما كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك ، والآن هذا الشيخ
قد حكم رجلين مختلفين في مذهبهما أحدهما يكفره والآخر يعدله فإن كان
مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولى بالصواب وإن كان مخطئا فقد أراحنا من
نفسه بشهادته بالكفر عليها والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في إكفاره
عليا عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه