بحار الأنوار ج42

ثوبين(1)فقالت : لست بعريانة فتكسوني(2)، قيل : إنهما يريدان أن يتزايدا
عليك فأيهما زاد على صاحبه أخذك من السبي ، قالت : هيهات والله لا يكون ذلك
أبدا ، ولا يملكني ولا يكون لي ببعل إلا من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خرجت
من بطن امي فسكت الناس ينظر(3)بعضهم إلى بعض ، وورد عليهم من ذلك الكلام
ما أبهر عقولهم وأخرس ألسنتهم ، وبقي القوم في دهشة من أمرها ، فقال أبوبكر :
ما لكم ينظر بعضكم إلى بعض ؟ قال الزبير : لقولها الذي سمعت ، قال أبوبكر : ما هذا
الامر(4)الذي أحصر أفهامكم إنها جارية من سادات قومها ولم يكن(5)لها عادة
بما لقيت ورأت ، فلا شك أنها داخلها الفزع وتقول ما لا تحصيل له ، فقالت : رميت
بكلامك غير مرمي ، والله ما داخلني فزع ولا جزع ، ووالله ما قلت إلا حقا ولا نطقت
إلا فصلا ، ولا بد أن يكون كذلك وحق صاحب هذا البنية ما كذبت ، ثم سكتت
وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما وهي قد جلست ناحية من القوم ، فدخل علي بن أبي طالب
عليه السلام فذكروا له حالها ، فقال عليه السلام : هي صادقة فيما قالت ، وكان حالتها(6)وقصتها
كيت وكيت في حال ولادتها ، وقال : إن كل ما تكلمت به في حال خروجها من
بطن امها هو كذا وكذا ، وكل ذلك مكتوب على لوح معها ، فرمت باللوح إليهم
لما سمعت كلامه عليه السلام ، فقرؤوها(7)على ما حكى علي بن أبي طالب عليه السلام لا
يزيد حرفا ولا ينقص ، فقال أبوبكر : خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها .
فوثب سلمان فقال : والله ما لاحد ههنا منة على أميرالمؤمنين ، بل لله المنة
ولرسوله ولاميرالمؤمنين ، والله ما أخذها إلا بمعجزة الباهرة وعلمه القاهر وفضله


(1)في المصدر : ورميا عليها ثوبيهما .
(2)" : فتكسوننى .
(3)" : ونظر .
(4)" : الكلام .
(5)" : ولم تكن .
(6)" : من حالتها .
(7)" : فقرؤوا ذلك . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه