بحار الأنوار ج37

ألزمنا به أن النبي صلى الله عليه وآله قد نص على إمامة علي عليه السلام بعده(1)، وأنه استخلفه وفرض
طاعته ، والحمد لله رب العالمين على نهج الحق المبين(2).
أقول : قد أثبتنا هذا الخبر في باب عزوة تبوك ، وفي باب الغدير ، وفي أكثر
احتجاجاته على القوم ، وفي باب اعتذاره عليه السلام عن القعود عن قتال من تقدم عليه ، وفي
احتجاجات الحسن عليه السلام وفي أحوال ولادة الحسنين عليهما السلام وفي احتجاج سعد بن
أبي وقاص على معاوية ، وفي كثير من الابواب الآتية ، ولنذكر بعض ما ذكره السيد
المرتضى رضوان الله عليه في هذا المقام فإنه كالشرح لما ذكره الصدوق رحمه الله .
قال : الخبر دال على النص من وجهين : أحدهما أن قوله صلى الله عليه وآله : " أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " يقتضي حصول جميع منازل هارون من
موسى لامير المؤمنين عليه السلام إلا ما خصه الاستثناء وما جرى مجراه من العرف ، وقد علمنا
أن من منازل هارون من موسى عليه السلام الشركة في النبوة واخوة النسب والفضل في المحبة
والاختصاص على جميع قومه والخلافة في حال غيبته على امته ، وأنه لو بقي بعده لخلفه
فيهم ، ولم يجز أن يخرج القيام بامورهم عنه إلى غيره ، وإذا خرج بالاستنثاء منزلة
النبوة وخص العرف منزلة الاخوة في النسب وجب القطع على ثبوت عداها(3)، و
من جملته أنه لو بقي خلفه دبر أمر امته وقام فيهم مقامه ، وعلمنا بقاء أمير المؤمنين عليه السلام
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله فوجبت له الامامة بلا شبهة .
ثم قال رضي الله عنه : وأما الدليل على أن هارون عليه السلام لو بقي بعد موسى عليه السلام
لخلفه في امته فهو أنه قد ثبتت خلافته له في حال حياته بلا خلاف ، وفي قوله تعالى :
" وقال موسى لاخيه هارون اخلفني(4)" أكبر شاهد بذلك ، وإذا ثبتت الخلافة في حياته


(1)في المصدر : بعد وفاته .
(2)معانى الاخبار : 74 - 79 .
(3)كذا في النسخ ، والظاهر " ما عداهما " وفى المصدر : ماعدا هاتين المنزلتين . لكن المصنف
لخص كلام السيد كما يصرح به فيما يأتى ، ولاجل ذلك لا نشير إلى جميع الاختلافات الموجودة
بين الكتاب والمصدر .
(4)سورة الاعراف : 142 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه