بحار الأنوار ج63


بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار

تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي (قدس الله سره)

الجزء الثالث والستون

بسم الله الرحمن الرحيم

2(باب) (ذبايح الكفار من أهل الكتاب وغيرهم والنصاب والمخالفين)

الايات : المائدة : اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل
لكم وطعامكم حل لهم(1).
تفسير : المراد باليوم الآن لا اليوم المتعارف ، والطيبات كل مستطاب من الاطعمة
كما فهمه القوم ، أو كل ما فيه جهة حسن واقعي " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل
لكم " قيل : المراد بالطعام الذبائح وغيرها ، وقيل مخصوص بالذبايح ، وروي عن
الصادق عليه السلام أنه مختص بالحبوب ومالا يحتاج إلى التذكية " وطعامكم حل لهم "
أي لاهل الكتاب فلا عليكم جناح أن تطعموهم .
قال شيخنا البهائي ره في رسالته المعمولة لحكم ذبايح أهل الكتاب : لا خلاف
بين علماء الاسلام في تحريم ذبايح من عدا اليهود والنصارى والمجوس من أصناف الكفار ،
وإنما الخلاف في الاصناف الثلاثة لا غير ، فذهب جمهور الامامية كالشيخ المفيد محمد
ابن محمد بن النعمان والشيخ أبى جعفر الطوسى والسيد المرتضى علم الهدى وأبى -


(1)المائدة 6 والظاهر بقرينة قوله تعالى : " وطعامكم حل لهم " حلية التعامل معهم والمعنى
أن ما يشرونه أهل الكتاب ويجلبونها إلى أسواقهم يحل لكم اشتراؤها وابتياعها ، كما أن
ماتشرونه وتجلبونه في أسواقكم يحل لهم ابتياعها وشراؤها ، ولذلك يتعاملون معكم .
فلو كانت الاية مطلقة تشمل أنواع المطعومات ومنها ذبايح أهل الكتاب ، لكان قوله
تعالى : " وطعامكم حل لهم " لغوا حشوا فانه لامعنى لان يحكم القرآن عليهم بحلية ذبايحنا لهم
فانهم " لا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق " ولذلك لا يأكلون من ذبيحتنا
فالتشبث بالاية على حلية ذبائحهم لنا على غير محله .

اللاحق      فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه