بحار الأنوار ج59

قوة حركتها بما فيها ، ولثلا يتحلل ما فيها ، إلا واحدة منها تسمى بالشريان
الوريدي ، فإنها ذات صفاق واحد ليكون ألين وأطوع للانبساط والانقباض ،
فإن الحاجة إلى السلاسة أمس منها إلى الوثاقة ، لانها كما أنها منفذ للنسيم
كذلك منفذ لغذاء الرئة ، فإن غذاء‌ها من القلب ، وهي تغوص في الرئة وتصير شعبا
ولحم الرئة لين لطيف لا تخشى مصادمته عند النبض ، ويحتاج إلى ترشح الغذاء
إليه بسرعة وسهولة . وجعل الصفاق الداخلاني من ذوات الصفاقين أصلب ، لانه
كالبطانة التي تحمي الطهارة ، وهو الملاقي لقوة الحرارة الغريزية ولمصادمته
حركة الروح ، فأوجبت الحكمة تقوية منفذ الروح والحرارة الغريزية بهذه البطانة و
إحرازها بها .
والنوع الثاني العروق الساكنة ، ومنبتها الكبد ، وتسمى الاوردة ، وشأنها
إما جذب الغذاء إلى الكبد وإما إيصال الغذاء من الكبد إلى الاعضاء ، وكلها ذات
صفاق واحد ، إلا واحد يسمى بالوريد الشريانى فإنه ذو غشائين صلبين ، لانه ينفذ
في التجويف الايمن من القلب ويأتي بغذاء الرئة إلى القلب ، ولحم الرئة لحم لطيف
خفيف لا يصلح له إلا دم رقيق لطيف .
ومن الشرايين ما يرافق(1)الاوردة لترتبط الاوردة بالاغشية المجللة بها فيستقي
في ما بينهما من الاعضاء فيستقي كل واحد منهما عن الآخر ، وكلما ترافقا(2)على
الصلب في داخل امتطى(3)الشريان الوريد ليكون أخسهما حاملا للاشرف وما ترافقا
في الاعضاء الظاهرة غاص الشريان تحت الوريد ليكون أستر وأكن له ، ويكون
الوريد له كالجنة .
وأما الغضروف فهو ألين من العظم فينعطف ، وأصلب من سائر الاعضاء . وفائدته
أن يحسن به اتصال العظام بالاعضاء اللينة ، فلا يكون الصلب واللين قد تركبا بلا


(1)يوافق(خ).
(2)توافقا(خ).
(3)اى اتخذه مطية وركبه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه