بحار الأنوار ج10

يباشروه ويحاجهم ويحاجوة ثبت أن له سفراء في خلقه وعباده يدلونهم على مصالحهم
ومنافعهم ومابه بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم
في خلقه ، وثبت عند ذلك أن له معبرين وهم الانبياء وصفوته من خلقه ، حكماء
مؤدبين(1)بالحكمة ، مبعوثين عنه ، مشاركين للناس في أحوالهم على مشاركتهم لهم
في الخلق والتركيب ، مؤدين من عندالحكيم العليم بالحكمة(2)والدلائل والبراهين
والشواهد : من إحياء الموتى ، وإبراء الاكمه والابرص ، فلا تخلوالارض من حجة
يكون معه علم يدل على صدق مقال الرسول ووجوب عدالته
ثم قال عليه السلام بعد ذلك : نحن نزعم أن الارض لاتخلومن حجة ، ولاتكون
الحجة إلا من عقب الانبياء ، ما بعث الله نبيا قط من غيرنسل الانبياء ، وذلك أن
الله تعالى شرع لبني آدم طريقا منيرا ، وأخرج من آدم نسلا طاهرا طيباء ، أخرج منه
الانبياء والرسل ، هم صفوة الله ، وخلص الجوهر ، طهروا في الاصلاب ، وحفظوافي
الارحام ، لم يصبهم سفاح الجاهلية ولاشاب أنسابهم ،(3)لان الله عزوجل جعلهم
في موضع لايكون أعلى درجة وشرفا منه فمن كان خازن علم الله وأمين غيبه ومستودع
سره وحجته على خلقه وترجمانه ولسانه لايكون إلا بهذه الصفة ، فالحجة لايكون
إلا من نسلهم يقوم مقام النبي في الخلق بالعلم الذي عنده وورثه عن الرسول ، إن
جحده الناس سكت ، وكان بقاء ما عليه الناس قليلا مما في أيديهم من علم الرسول على
اختلاف منهم فيه ، قدأقاموا بينهم الرأي والقياس ، إن هم أقروابه(4)وأطاعوه وأخذوا عنه
ظهر العدل ، وذهب الاختلاف والتشاجر ، واستوى الامر ، وأبان الدين ، وغلب على الشك
اليقين ، ولايكاد أن يقر الناس به أو يحقواله(5)بعد فقد الرسول ، وما مضى رسول و


(1)في نسخة : مؤديين بالحكمة
(2)في المصدر : مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة
(3)شاب : خلط وفى نسخة : وإلا شاب أنسابهم
(4)في المصدر : وانهم أقروا به اه‍
(5)في نسخة : أويخفوا له . وفي المصدر : ولا يكاد أن يقرالناس به ولا يطيعوا له ، أو
يحفظوا(يخفوا)له .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه