بحار الأنوار ج24

عن قول الله عزوجل :(والتين والزيتون)إلى آخر السورة ، فقال : التين و
الزيتون الحسن والحسين عليهما السلام قلت :(وطور سينين)قال : ليس هو طور سينين ولكنه
طور سيناء قال : فقلت(وطور سيناء)فقال : نعم هو أمير المؤمنين عليه السلام ، قلت :(وهذا
البلد الامين)قال : هو رسول الله صلى الله عليه وآله أمن الناس به إذا أطاعوه(2)قلت :(لقد خلقنا
الانسان في أحسن تقويم)قال : ذاك أبوفصيل حين أخذ الله ميثاقه له بالربوبية ، و
لمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ، ولاوصيائه بالولاية فأقر وقال نعم ، ألا ترى أنه
قال :(ثم رددناه أسفل سافلين)يعني الدرك الاسفل حين نكص وفعل بآل محمد
مافعل ، قال : قلت :(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)قال : والله هو أميرالمؤمنين
عليه السلام وشيعته(فلهم أجر غير ممنون)قال : قلت :(فما يكذبك بعد بالدين)
قال : مهلا مهلا لاتقل هكذا ، هذا هو الكفر بالله ، لاوالله ماكذب رسول الله صلى الله عليه وآله
بالله طرفة عين ، قال : قلت : فكيف هي ؟ قال :(فمن يكذبك(2)بعد بالدين)
والدين أميرالمؤمنين عليه السلام(أليس الله بأحكم الحاكمين(3)).
بيان : لعله عليه السلام على تأويلهم عليهم السلام إنما استعير اسم التين للحسن عليه السلام
لكونه من ألذ الثمار وأطيبها ، وروي أنه من ثمار الجنة ، وهي كثيرة المنافع
والفوائد ، وهو عليه السلام من ثمار الجنة لتولده منها ، وبعلومه وحكمه تتغذى و
تتقوى أرواح المقربين ، واسم الزيتون للحسين عليه السلام ، لانه فاكهة وإدام ودواء
وله دهن مبارك لطيف ، وهو عليه السلام ثمرة فؤاد المقربين ، وعلومه قوت قلوب المؤمنين
وبنور أولاده الطاهرين(4)اهتدى جميع المهتدين ، وقد مثل الله نوره بأنوارهم
كما شاع في أخبارهم ، واسم الطور لاميرالمؤمنين عليه السلام إما لانه صاحبه ، إذبين
الله فضله عليه السلام وفضل أولاده وشيعته لموسى عليه السلام عليه ، أو لتشبيهه عليه السلام به في


(1)في المصدر : امن الناس به من النار إذا اطاعوه .
(2)في المصدر : افمن يكذبك .
(3)كنز الفوائد : 393 و 394 ، والايات في سورة التين .
(4)في النسخة المخطوطة : وبنوره ونور اولاده الطاهرين .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه