بحار الأنوار ج101

ألم يبلغك قوله صلى الله عليه وآله لاصحابه : أقضاكم علي ؟ قال : نعم قال : فاذا خالفت قوله
ألم تخالف رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد كالا ترجة ولم
يحرجوابا(1)
وروينا عن عمر بن اذينة وكان من أصحاب أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام
أنه قال : دخلت يوما على عبدالرحمن بن أبي ليلى بالكوفة وهو قاض فقلت : أردت
أصلحك الله أن أسئلك عن مسائل وكنت حديث السن فقال : سل يا ابن أخي عما
شئت ، فقلت : أخبرني عنكم معاشر القضاة ترد عليكم القضية في المال والفرج و
الدم فتقضي أنت فيها برأيك ، ثم ترد تلك القضية بعينها على قاضي مكة فيقضي
فيها بخلاف قضيتك ، وترد على قاضي البصرة وقضاة اليمن وقاضي المدينة فيقضون
فيها بخلاف ذلك ، ثم تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم فتخبرونه باختلاف
قضاياكم فيصوب قول كل واحد منكم ، وإلهكم واحد ونبيكم واحد ودينكم واحد
فأمركم الله عزوجل بالاختلاف فأطعتموه ؟ أم نهاكم عنه فعصيتموه ؟ أم كنتم
شركاء الله في حكمه فلكم أن تقولوا وعليه أن يرضي ؟ أم أنزل الله دينا ناقصا
فاستعان بكم على إتمامه ؟ أم أنزله الله تاما فقصر رسول الله صلى الله عليه وآله عن أدائه ؟ أم
ماذا تقولون ؟ فقال : من أين أنت يافتى ؟ قلت : من أهل البصرة ، قال : من
أيها ؟ قلت : من عبدالقيس ، قال : من أيهم ؟ قلت : من بني اذينة قال : ما
قرابتك من عبدالرحمن بن اذينة ؟ قلت : هو جدى ، فرحب لي وقربني وقال :
أي فنى لقد سألت فغلظت وانهمكت فعوصت وساخبرك إنشاء الله ، أما قولك في
اختلاف القضايا فانه ماورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله أصل وفي سنة
نبيه فليس لنا أن نعدو الكتاب والسنة ، وما ورد علينا ليس في كتاب الله ولا في
سنة رسوله فانا نأخذ فيه برأينا ، قلت : ما صنعت شيئا لان الله عزوجل يقول :
ما فرطنا في الكتاب من شئ ، وقال : وفيه تبيان كل شئ أرأيت لو أن
رجلا عمل بما أمره الله به وانتهى عما نهاه الله عنه أبقي لله شئ يعذبه عليه إن لم يفعله


(1)دعائم الاسلام ج 1 ص 92

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه