بحار الأنوار ج46

فأنت ثم ونحن اولئك ، فقال له قتادة : صدقت والله ، جعلني الله فداك ، والله ما هي
بيوت حجارة ولا طين .
قال قتادة : فأخبرني عن الجبن فتبسم أبوجعفر عليه السلام وقال : رجعت مسائلك
إلى هذا ؟ قال : ضلت عني فقال : لابأس به ، فقال : إنه ربما جعلت فيه أنفحة
الميت قال : ليس بها بأس ، إن الانفحة ليس لها عروق ، ولا فيها دم ، ولالها عظم
إنما تخرج من بين فرث ودم ثم قال : وإنما الانفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت
منها بيضة ، فهل تأكل تلك البيضة ؟ قال قتادة : لا ولا آمر بأكلها ، فقال له
أبوجعفرعليه السلام : ولم ؟ قال : لانها من الميتة قال له : فإن حضنت تلك البيضة
فخرجت منها دجاجة أتأكلها ؟ قال : نعم ، قال : فما حرم عليك البيضة وأحل
لك الدجاجة ؟ ثم قال عليه السلام : فكذلك الانفحة مثل البيضة ، فاشتر الجبن من أسواق
المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه ، إلا أن يأتيك من يخبرك عنه(1).
12 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن أحمد بن
إسماعيل الكاتب ، عن أبيه قال : أقبل أبوجعفر عليه السلام في المسجد الحرام ، فنظر إليه
قوم من قريش فقالوا : من هذا ؟ فقيل لهم : إمام أهل العراق ، فقال بعضهم : لو
بعثتم إليه بعضكم فسأله ، فأتاه شاب منهم فقال له : يا عم ما أكبر الكبائر ؟ فقال :
شرب الخمر ، فأتاهم فأخبرهم فقالوا له : عد إليه ، فعاد إليه فقال له : ألم أقل
لك يا ابن أخ شرب الخمر ؟ إن شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا ، والسرقة
وقتل النفس التي حرم الله عزوجل ، وفي الشرك بالله عزوجل ، وأفاعيل الخمر
تعلو على كل ذنب كما تعلو شجرها على كل شجر(2).
13 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر
ابن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن عبدالله بن مسكان ، عن زرارة قال :


(1)الكافى ج 6 ص 256 .
(2)نفس المصدر ج 6 ص 429 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه