بحار الأنوار ج21

ملاؤا الاسقية ، قال بعض الصحابة :(1)قلت لرجل من المنافقين : ويلك أبعد هذا
شئ ؟ فقال : سحابة مارة ثم ارتحل النبي صلى الله عليه واله متوجها إلى تبوك فأصبح في
منزل فضلت ناقة النبي صلى الله عليه واله ، فقال منافق :(2)يزعم محمدا أنه بني ويخبركم بخبر
السماء ، ولا يدري أين ناقته ، فخرج صلى الله عليه واله فقال : يزعم منافق أن محمدا صلى الله عليه واله يقول :
إنه نبي ويخبركم بخبر السماء ولا يدري أين ناقته ، وإني والله لا أعلم إلا ما
علمني الله ، ولقد أعلمني الآن ودلني عليها ، وإنها في الوادي في شعب كذا ، و
أشار إلى الشعب حبستها شجرة بزمامها ، فذهبوا وجاؤا بها .
ومنها أنه صلى الله عليه واله قال : إنكم ستأتون غدا إنشاء‌الله عين تبوك ، وإنكم لن
تأتوها إلا حين يضحي النهار(3)فمن جاء‌ها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي ، قال
معاذ : فجئناها وقد سبق إليها رجلان(4)والعين مثل الشراك يبض(5)بشئ يسير
من الماء ، فسألهما هل مسستما من مائها شيئا ؟ فقالا : نعم ، فقال لهما ماشاء أن يقول
ثم أمر فغرفوا من العين قليلا قليلا حتى اجتمع شئ ، ثم غسل النبي صلى الله عليه واله فيه
وجهه ويديه ثم أعاده فيها ، فجاء‌ت العين بماء كثير ، فاستقى الناس وكفاهم .
ومنها : أن ذا البجادين(6)لما أسلم ولبث زمانا وتعلم القرآن خرج معه
صلى الله عليه واله إلى تبوك ، فلما حصل بتبوك قال : يا رسول الله صلى الله عليه واله ادع الله لي بالشهادة
فقال : ائتني بلحاء سمرة ، فأتاه به فربطه رسول الله صلى الله عليه واله على عضده ، وقال : " اللهم
حرم دمه على الكفار " فقال : يا رسول الله ما هذا أردت ، فقال النبي صلى الله عليه واله : إنك
إذا خرجت غازيا في سبيل الله فأخذتك الحمى وقتلتك فأنت شهيد ، فلما أقاموا
بتبوك أياما أخذته الحمى فتوفي .
ومنها : أنه صلى الله عليه واله في تبوك دعا مرارا كثيرة بالطعام ، فجاء‌ه بلال ببقية من


(1)في الامتاع : هو عبدالله بن ابى حدرد قاله لاوس بن قيظى ، ويقال : لزيد بن اللصيت
القينقاعى .(2)هو زيد بن اللصيت على ما في الامتاع
(3)في المصدر والامتاع : حتى يضحى النهار .
(4)في الامتاع : رجلان من المنافقين .(5)في الامتاع : تبض .
(6)هو عبدالله بن عبدنهم المزنى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه