بحار الأنوار ج22

منه بالبكآء ، وشؤن الرأس هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله . قوله : مماطلا ، أي
يماطل في الذهاب ولا يذهب ، والكمد بالفتح وبالتحريك : تغير اللون ، والحزن
الشديد ، ومرض القلب منه . وحالفه : عاهده ولازمه . قوله : وقلالك ، أي الدآء
والكمد قليلان في جنب مصيبتك ، وإنه ينبغي لمصيبتك ما هو أعظم منهما . قوله : ولكنه
أي الموت أو الحزن والبال : القلب : أي اجعلنا ممن حضر بالك ، وتهتم بشأنه
وتدعو وتشفع له .
56 - أقول : قال السيد ابن طاووس رحمه الله في كشف المحجة : ذكر الطبري
في تاريخه في رواية أن النبي صلى الله عليه وآله توفي يوم الاثنين ، وما دفن إلى يوم الاربعآء(1)
وفي رواية أنه صلى الله عليه وآله بقي ثلاثة أيام حتى دفن ، وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب
المعرفة أن النبي صلى الله عليه وآله بقي ثلاثة أيام حتى دفن ، لاشتغالهم بولاية أبي بكر
والمنازعات فيها(2).
57 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن
أحمد بن عبيدالله ، عن الربيع بن سيار(3)، عن الاعمش ، عن سالم بن أبي الجعد
رفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى : هل فيكم
أحد غسل رسول الله مع الملائكة المقربين بالروح والريحان ، فقلبه لي الملائكة
وأنا أسمع قولهم ، وهم يقولون : استروا عورة نبيكم ستركم الله ، غيري ؟ قالوا :
لا ، قال : فهل فيكم من كفن رسول الله صلى الله عليه وآله ووضعه في حفرته ، غيري ؟ قالوا : لا
قال : فهل فيكم أحد بعث الله عزوجل إليه بالتعزية ، حيث قبض رسول الله صلى الله عليه وآله
وفاطمة عليها السلام تبكيه ، إذ سمعنا حسا على الباب ، وقائلا يقول نسمع صوته ، ولا نرى

شخصه ، وهو يقول : " السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، ربكم عزوجل
يقرئكم السلام ، ويقول لكم : إن في الله خلفا من كل مصيبة ، وعزآء من كل
هالك ، ودركا من كل فوت ، فتعزوا بعزاء الله ، واعلموا أن أهل الارض يموتون


(1)في المصدر : إلى ليلة الاربعاء .(2)كشف المحجة : 7 .
(3)في المصدر : يسار .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه