بحار الأنوار ج11

16 - فس : " وعلم آدم الاسماء كلها " قال : أسماء الجبال والبحار والاودية والنبات
والحيوان .(1)
بيان : قال الشيخ أمين الدين الطبرسي رحمه الله : " وعلم آدم الاسماء " أي علمه
معاني الاسماء ، إذالاسماء بلامعان لا فائدة فيها ولاوجه لاشادة(2)الفضيلة بها ، وقد نبه
الله الملائكة على ما فيها من لطيف الحكمة فأقروا عند ما سئلوا عن ذكرها والاخبار عنها
أنه لا علم لهم بها ، قال الله تعالى : " يا آدم أنبئهم بأسمائهم " عن قتادة ، وقيل : إنه سبحانه
علمه جميع الاسماء والصناعات وعمارة الارضين والاطعمة ولاودية واستخراج المعادن و
غرس الاشجار ومنافعها وجميع مايتلق بعمارة الدين والدنيا ، عن ابن عباس ومجاهد و
سعيد بن جبير وعن أكثر المتأخرين ، وقيل : إنه علمه أسماء الاشياء كلها ما خلق وما
لم يخلق بجميع اللغات التي يتكلم بها ولده بعده ، عن أبي علي الجبائي وعلي بن عيسى
وغيرهما ، قالوا : فأخذ عنه ولده اللغات فلما تفرقوا تكلم كل قوم بلسان ألفوه واعتادوه ،
وتطاول الزمان على ما خالف ذلك فنسوه ، ويجوز أن يكونوا عالمين بجميع تلك اللغات
إلى زمن نوح على نبينا وآله وعليه السلام ، فلما أهلك الله الناس إلا نوحا ومن تبعه كانوا هم
العارفين بتلك اللغات ، فلما كثروا وتفرقوا اختار كل قوم منهم لغة تكلموا بها وتركوا
ماسواه ونسوه ، وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال : الارضين والجبال
والشعاب والاودية ، ثم نظر إلى بساط تحته فقال : وهذا البساط مما علمه . وقيل : إنه
علمه أسماء الملائكة وأسماء ذريته ، عن الربيع ، وقيل : إنه علمه ألقاب الاشياء ومعانيها
وخواصها ، وهو أن الفرس يصلح لماذا ، والحمار يصلح لماذا ، وهذا أبلغ لان معاني
الاشياء وخواصها لا تتغير بتغير الازمنة والاوقات ، وألقاب الاشياء تتغير على طول
الزمان انتهى .(3)
أقول : الاظهر الحمل على المعنى الاعم ، وما ذكر في خبر ابن محرز بيان لبعض


(1)تفسير القمى : 38 . م
(2)أشاد بذكره : رفعه بالثناء عليه . وفى المخطوط بالراء ، ولعله مصحف .
(3)مجمع البيان 1 : 76 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه