بحار الأنوار ج55


10(باب) (علم النجوم والعمل به وحال المنجمين)

الآيات :
الصافات : فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم(1).
تفسير : استشكل السيد المرتضى ره في كتاب(تنزيه الانبياء)في هذه
الآية بوجهين : أحدهما أنه حكي عن نبيه النظر في النجوم ، وعندكم أن الذي
يفعله المنجمون في ذلك ضلال . والآخر قوله(إني سقيم)وذلك كذب . ثم
أجاب بوجوه :
الاول : أن إبراهيم عليه السلام كانت به علة تأتيه في أوقات مخصوصة ، فلما دعوه
إلى الخروج معهم نظر إلى النجوم ليعرف منها قرب نوبة علته ، فقال إني سقيم
وأراد أنه حضر وقت العلة وزمان نوبتها ، وشارفت الدخول فيها ، وقد تسمي
العرب المشارف للشئ باسم الداخل فيه ، كما قال تعالى(إنك ميت وإنهم
ميتون(2)).
فان قيل : لو أراد ما ذكرتموه لقال فنظر إلى النجوم لان لفظة(في)لاتستعمل
إلا فيمن ينظر كما ينظر المنجم .
قلنا : حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض ، قال سبحانه(ولاصلبنكم في
جذوع النخل(3))وإنما أراد على جذوعها .
الثانى : أنه يجوز أن يكون الله أعلمه بالوحي أنه سيمحنه بالمرض في وقت
مستقبل ، وإن لم يكن قدجرت بذلك المرض عادته ، وجعل تعالى العلامة على ذلك


(1)الصافات : 88 .
(2)الزمر : 30 .
(3)الاعراف : 124

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه