بحار الأنوار ج64

بيان : " كلهم بهائم " : أي شبيه بها في عدم العقل وإدراك الحق ، وغلبة
الشهوات النفسانية على القوى العقلانية ، كما قال تعالى : " إن هم إلا كالانهام
بل هم أضل سبيلا " " إلا قليل " كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها " إلا قليلا " وهو
أصوب .
" المؤمن غريب " لانه قلما يجد مثله فيسكن إليه ، فهو بين الناس كالغريب
الذي بعد عن أهله ووطنه ودياره ، " ثلاث مرات " أي قال هذا الكلام ثلاث مرات
وكذا قوله : " ثلاثا " وفي بعض النسخ " عزيز مكان " غريب " .
5 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول لابي بصير : أما والله لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون
حديثي ، ما استحللت أن أكتمهم حديثا(1).
بيان : " ثلاثة مؤمنين " ثلاثة إما بالتنوين ، ومؤمنين صفتها ، أو بالاضافة
فمؤمنين تميز ، ويدل على أن المؤمن الكامل الذي يستحق أن يكون صاحب
أسرارهم وحافظها قليل ، وأنهم كانوا يتقون من أكثر الشيعة ، كما كانوا يتقون
من المخالفين ، لانهم كانوا يذيعون ، فيصل ذلك إما إلى خلفاء الجور ، فيتضررون عليهم السلام
منهم ، أو إلى نواقص العقول الذين لا يمكنهم فهمها ، فيصير سببا لضلالتهم .
ويمكن أن يقال في سبب تعيين الثلاثة : إن الواحد لا يمكنه ضبط السر ، و
كذا الاثنان ، وأما إذا كانوا ثلاثة فيأنس بعضهم ببعض ، ويذكرون ذلك فيما بينهم
فلا يضيق صدرهم ، ويخف عليهم الاستتار عن غيرهم كما هو المجرب .
6 - كا : عن محمد بن الحسن ، وعلي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق
عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن سدير الصيرفي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام
فقلت له : والله ما يسعك القعود ، قال : ولم يا سدير ؟ قلت : لكثرة مواليك و
شيعتك وأنصارك ، والله لو كان لامير المؤمنين عليه السلام مالك من الشيعة والانصار و
والموالي ، ما طمع فيه تيم ولاعدي .


(1)الكافى ج 2 : 242 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه