بحار الأنوار ج20

الميسر(1)" الآية ، فتركها قوم لقوله : " إثم كبير " وشربها قوم لقوله : " و
منافع للناس " إلى أن صنع عبدالرحمن بن عوف طعاما فدعا ناسا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله ، وأتاهم بخمر فشربوا وسكروا ، فحضرت صلاة المغرب فقدموا بعضهم
ليصلي بهم ، فقرأ : قل يا أيها الكافرون(2): " أعبد ما تعبدون " هكذا إلى آخر
السورة بحذف(لا)فأنزل الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى(3)" الآية ، فحرم السكر في أوقات الصلوات ، فلما نزلت في هذه الآية
تركها قوم ، وقالوا : لا خير في شئ يحول بيننا وبين الصلاة ، وتركها قوم في
أوقات الصلاة ، وشربوها في غير حين الصلاة حتى كان الرجل يشرب بعد صلاة
العشاء فيصبح وقد زال عنه السكر ، ويشرب بعد الصبح فيصحو إذا جاء وقت الظهر ،
ودعا عتبان بن مالك رجالا من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص وكان قد شوى
لهم رأس بعير ، فأكلوا منه وشربوا الخمر حتى سكروا منها ، ثم إنهم افتخروا
عند ذلك وانتسبوا وتناشدوا الاشعار ، فأنشد سعد قصيدة فيها هجاء الانصار وفخر
لقومه ، فأخذ رجل من الانصار لحي(4)البعير فضرب به رأس سعد فشجه موضحة(5)،
فانطلق سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وشكا إليه الانصاري فقال عمر : اللهم بين لنا
رأيك في الخمر بيانا شافيا ، فأنزل الله تعالى " إنما الخمر والميسر(6)" الآية ،
وفيها سرق ابن أبيرق(7).
أقول : سيأتي شرح القصة في باب أحوال أصحابه صلى الله عليه وآله .


(1)البقرة : 219 .
(2)السورة : 109 .
(3)النساء : 43 .
(4)اللحى : عظم الحنك الذى عليه الاسنان .
(5)أى شجة بان فيها العظم
(6)المائدة : 90 .
(7)هو طعمة بن ابيرق بن عمرو بن حارثه بن ظفر بن الخزرج بن عمرو .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه