بحار الأنوار ج44

10 ج : أما بعد فقد بلغني كتابك أنه قد بلغك عني امور أن بي عنها غنى
وزعمت أني راغب فيها ، وأنا بغيرها عنك جدير ، وساق الحديث نحوا مما مر
إلى قوله : وما أرى فيه للعيب موضعا إلا أني قد أردت أن أكتب إليه وأتوعده
وأتهدده واسفهه واجهله ، ثم رأيت أن لا أفعل .
قال : فما كتب إليه بشئ يسوؤه ولا قطع عنه شيئا كان يصله به كان يبعث
إليه في كل سنة ألف ألف درهم ، سوى عروض وهدايا من كل ضرب .
بيان : قوله فقد أظنك تركتها أي الظن بك أن تتركها رغبة في ثواب الله أو
في بقاء المودة ، أو أظنك تركتها لرغبتي عن فعلك ذلك ، وعدم رضائي بذلك شفقة
عليك ، ويمكن أن يكون تركبها بالباء الموحدة أي أظنك ركبت هذه الامور

للرغبة في الدنيا وملكها ورئاستها ، ويؤيد الاخير ما في نسخة الاحتجاج في جواب
ذلك ، ويؤيد الوسط ما في رواية الكشي أنت لي عنها راغب .
وشق العصا : كناية عن تفريق الجمع ، قوله عليه السلام : وما أظن الله راضيا بترك
ذلك ، أي بعد حصول شرائطه ، والاحنة بالكسر الحقد والعداوة .
قوله عليه السلام الرحلتين أي رحلة الشتاء والصيف وفي الاحتجاج ولولا ذلك
لكان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما
عنكم ، وفيه بعد قوله وإن أكدك تكدني وهل رأيك إلا كيد الصالحين منذ
خلقت ، فكدني ما بدالك إن شئت فاني أرجو أن لا يضرني كيدك ، وأن لا يكون
على أحد أضر منه على نفسك ، على أنك تكيد فتوقظ عدوك ، وتوبق نفسك
كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم ومثلت بهم بعد الصلح والعهد والميثاق . وفيه غلام
من الغلمان يشرب الشراب ويلعب بالكعاب .
قوله لعنه الله لقد كان في نفسه صب في أكثر النسخ بالصاد المهملة ولعله
بالضم ، قال الجزري :(1)وفيه لتعودن فيها أساود صبا ؟ الاساود الحيات


(1)في جميع النسخ حتى نسخة الاصل للمصنف بخط يده الشريفة : قال الفيروز آبادى
وهو من طغيان القلم ، والصحيح ما في الصلب راجع النهاية مادة ص ب ب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه