بحار الأنوار ج93

وهو في الاخرة من الخاسرين .
ومنه : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم


= ولابد على ذلك من ارصاد جديد بالمراصد الجديدة المتقنة فيعين أن الهلال اول ما
يخرج من المحاق بالنسبة إلى كرة الارض في أى مكان قابل للرؤية لاول ساعة ، فاذا عين
ذلك المكان - ونسمية i - كان ذاك الهلال الطالع غرة للشهر الجارى لهم وهكذا لمن بعدهم
سواء الا أنهم كلما دخلوا في ظلمة الليل على التدريج يرون الهلال أضوء ثم أضوء ، حتى
أن الذين يرونه بعد 23 ساعة من طلوعه مثلا يرونه بارزا كأنه لليلتين وليس به ، بل هو لليلة
كما لا يخفى .
فاذا مضى من طلوع الهلال الاول 29 يوما ونصف يوم ، طلع الهلال ، ثانيا من المحاق
لكن المكان الذى عين في الهلال الاول ورئى فيه لاول ساعة وسميناه i دار إلى حيث يدخل
في ضوء الصباح ، والمكان الذى كان في الدور الاول مقابلا له ونسميه B عاد إلى مكان I
ويرى الهلال فيه ، فيكون أول ليلتهم للشهر القادم .
فمع أن المكان B كان في اول الشهر تابعا لمكان I ، في الدور الثانى هذا يتقدم في
رؤية الهلال ويكون I تابعا له وبينما يتم المكان I يومه الثلاثين للشهر الاول ، رمضان مثلا
دخل مكان B في شهر شوال فكان شهر رمضان لمكان I وما بعده إلى نصف القطر ثلاثين يوما
وللمكان B وما بعده إلى نصف القطر 29 يوما ، ثم ينعكس الامر على هذا النمط أبدا .
وهذا المبنى يتوقف على كون الهلال ورؤيته معتبرة لكل الارض بمعنى أن الهلال
اذارئى في المكان I أو B كانت الامكنة الموازية لها من حيث الدخول في الظلام كلها تابعة
لهلا لهما ، رئيت فيها الهلال أولم يرلحاجب أو غيم .
ويمكن بيان ذلك بأنه لما خلق الله الهلال مشرفا على الارض برها وبحرها ، فهو يتعلق
بمصالح عامتهم ، فكما أن ليلة القدر - التى هى خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح
فيها باذن ربهم من كل أمر وفيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا - لا يشذ عن ليلة واحدة
يتدرج في 24 ساعة ويغشى عامة أهل الارض ، فكذلك غرة شهر رمضان مثلا لاتشذ عن ليلة
واحدة تستوعب جميع أهل الارض في 24 ساعة على التدريج . = =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه