بحار الأنوار ج99

و أرعب قلوبهم ، وزلزل أقدامهم ، واصدع شعبهم(1)، وشتت أمرهم ، فانهم أضاعوا
الصلاة ، واتبعوا الشهوات ، وعملوا السيئات ، واجتنبوا الحسنات ، فخذهم بالمثلات(2)
وأرهم الحسرات ، إنك على كل شئ قدير .
اللهم صل على جميع المرسلين والنبيين ، الذين بلغوا عنك الهدى ، واعتقدوا
لك المواثيق بالطاعة ، ودعوا العباد بالنصيحة ، وصبروا على ما لقوا في جنبك(3)
من الاذى ، والتكذيب ، صل على أزواجهم وذراريهم ، وجميع أتباعهم من
المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليهم جميعا ورحمة الله
وبركاته .
اللهم صل على ملائكتك المقربين ، وأهل طاعتك أجمعين ، صلاة زاكية
نامية طيبة ، وخص آل نبينا الطيبين ، السامعين لك المطيعين ، القوامين بأمرك ،
الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا وارتضيتهم لدينك أنصارا ، وجعلتهم
حفظة لسرك ، و مستودعا لحكمتك ، وتراجمة لوحيك ، وشهداء على خلقك ،
وأعلاما لعبادك ، و منارا في بلادك(4)فانهم عبادك المكرمون ، الذين لا يسبقونك
بالقول ، وهم بأمرك يعملون ، يخافون بالغيب(5)وهم من الساعة مشفقون ،


(1)الشعب ، الصدع في الشئ ، واصلاحه ايضا ، وشعبت الشئ فرقته ، و
شعبته : جمعته ، وهو من الاضداد ، تقول التأم شعبهم : اذا اجتمعوا بعد التفرق ، وتفرق
شعبتهم : اذا تفرقوا بعد الاجتماع ، قاله الجوهرى .
(2)المثلة - بفتح الميم وضم الثاء - العقوبة ، والجمع : المثلات :
(3)اى في طاعتك وقربك .
(4)الاعلام ، جمع العلم ، وهو العلامة يهتدى بها في الطريق ، والمنار ايضا علم
الطريق والموضع المرتفع توقد في اعلاه النار ليهتدى به من ضل الطريق ، واستعير
لهم لاهتداء الخلق بهم عليهم السلام .
(5)حال عن الفاعل او المفعول : اى حالكونهم غائبين عن الخلق او عن ربهم ، او
حالكون ربهم غائبا عنهم ، أو المراد بالغيب ، القلب ، فالباء للالة *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه