بحار الأنوار ج65

فأقبل يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فمر به اسامة بن زيد
فطعنه فقتله فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بذلك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
أفلا شققت الغطاء عن قلبه ، لا ما قال بلسانه قبلت ، ولا ما كان في نفسه علمت ، فحلف
اسامة بعد ذلك أن لا يقاتل أحدا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فتخلف
عن أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه وأنزل الله في ذلك ولا تقولوا لمن ألقى إليكم
السلام الاية .
وفي رواية العامة أن مرداسا أضاف إلى الكلمتين السلام عليكم ، وهي تؤيد قراء‌ة
السلام وتفسيره بتحية السلام .
وأقول : لا يخفى أن اسامة فعله الاخير كان أشنع من فعله الاول ، وكان
عذره أشد وأفحش منهما ، وهذا منه دليل على أنه كان من المنافقين .
اليوم أكملت لكم دينكم (1)قد مر أنها نزلت بعد نصب أمير المؤمنين
عليه السلام يوم الغدير ، فتدل على أن الامامة داخلة في الدين والاسلام وأن
بها كماله .
لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر (2)أي صنع الذين يقعون في إظهار
الكفر سريعا إذا وجدوا منه فرصة من الذين قالوا آمنا بأفواههم أي من المنافقين
والباء متعلقة بقالوا لا بآمنا والواو يحتمل الحال ، والعطف ، والاية تدل علي
أن الايمان باللسان لا ينفع ما لم يوافقه القلب .
وإذ أو حيث إلى الحواريين روى العياشي(3)عن الباقر عليه السلام : الهموا
بأننا مسلمون أي مخلصون .
فمن يرد الله أن يهديه (4)أي يعرفه الحق ويوفقه للايمان يشرح صدره
للاسلام فيتسع له ويفسح فيه مجاله ، وهو كناية عن جعل القلب قابلا للحق


(1)المائدة : 3 .(2)المائدة : 41 .
(3)تفسير العياشى ج 1 ص 350 ، والاية في المائدة : 111 .
(4)الانعام : 125 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه