بحار الأنوار ج52

أجوافها من البركة ، لم يفعل بها ذلك ، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم
وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم ، فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل
بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ، وحتى لايبقى
منكم - أو قال : من شيعتي - كالكحل في العين والملح في الطعام وسأضرب لكم
مثلا ، وهو مثل رجل كان له طعام ، فنقاه وطيبه ، ثم أدخله بيتا وتركه فيه
ما شاء الله ثم عاد إليه فاذا هو قد(أصابه السوس فأخرجه ونقاه وطيبه ثم أعاده إلى
البيت فتركه ماشاء‌الله ثم عاد إليه فاذا هو قد)(1)أصاب طائفة منه السوس فأخرجه
ونقاه وطيبه وأعاده ، ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الاندر لايضره
السوس شيئا ، وكذلك أنتك تميزون حتى لايبقى منكم إلا عصابة لاتضرها
الفتنة شيئا .
نى : ابن عقدة ، عن على بن التيملي ، عن محمد وأحمد ابني الحسن ، عن أبيهما
عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي كهمس وغيره رفع الحديث إلى أميرالمؤمنين عليه السلام
وذكر مثله .
بيان : قوله عليه السلام : كالنحل في الطير أمر بالتقية أي لا تظهروا لهم ما في
أجوافكم من دين الحق كما أن النحل لايظهر ما في بطنها على الطيور ، وإلا
لافنوها و الرزمة باكسر ما شد في ثوب واحد و الاندر البيدر(2).
38 - نى : عبد الواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن محمد بن العباس
ابن عيسى ، عن البطائني ، عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر
إنما مثل شيعتنا مثل أندر يعني به بيتا فيه طعام(3)فأصابه آكل فنقي ثم أصابه


(1)ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع راجع المصدر ص 112 .
(2)في النهاية الاندر : البيدر ، وهو الموضع الذى يداس فيه الطعام بلغة الشام و
الاندر أيضا صبرة من الطعام ، انتهى ، أقول : لعل المعنى الاخير هنا أنسب فتذكر . منه رحمه الله .
(3)في المصدر المطبوع ص 112 : يعنى بيدرا فيه طعام والمعنى واحد فان
من معانى الاندر : كدس القمح ، قاله الفيروزآبادى ، وقال الشرتونى في أقرب الموارد
الكدس هو الحب المحصود المجموع ، أو هوما يجمع من الطعام في البيدر ، فاذا ديس - *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه