بحار الأنوار ج21

31 - يج : روي أنه لما انصرف رسول الله صلى الله عليه واله من خيبر راجعا إلى المدينة
قال جابر : وصرنا(1)على واد عظيم قد امتلا بالماء فقاسوا عمقه برمح فلم يبلغ
قعره ، فنزل رسول الله صلى الله عليه واله وقال : " اللهم أعطنا اليوم آية من آيات أنبيائك و
رسلك " ثم الماء بقضيبه واستوى على راحلته ثم قال : سيروا خلفي باسم
الله(2)" فمضت راحلته على وجه الماء فاتبعه(3)الناس على رواحلهم ودوابهم فلم
تترطب(4)أخفافها ولا حوافرها(5).
32 - يج : روي أن النبي صلى الله عليه واله لما صار(6)إلى خيبر كانوا قد جمعوا
حلفاء‌هم من العرب من غطفان أربعة آلاف فارس ، فلما نزل صلى الله عليه واله بخيبر سمعت
غطفان صائحا يصيح في تلك الليلة : يا معشر غطفان ، الحقوا حيكم ، فقد خولفتم
إليهم ، وركبوا من ليلتهم ، وصاروا إلى حيهم من الغد ، فوجدوهم سالمين قالوا :
فعلمنا أن ذلك من قبل الله ليظفر محمد بيهود خيبر ، فنزل صلى الله عليه واله تحت شجرة ، فلما
انتصف النهار نادى مناديه ، قالوا : فاجتمعنا إليه فإذا عنده رجل جالس فقال :
عليكم هذا جاء‌ني وأنا نائم وسل سيفي ، وقال : من يمنعك مني ؟ قلت : الله يمنعني
منك ، فصار كما ترون لا حراك به ، فقال : دعوه ولم يعاقبه ، ما فتح علي صلى الله عليه واله حصن خيبر الاعلى بقيت لهم قلعة فيها جميع أموالهم ومأكولهم ، ولم يكن عليها
حرب بوجه(7)من الوجوه ، نزل رسول الله محاصرا لمن فيها ، فصار إليه يهودي
منهم فقال : يا محمد تؤمنني على نفسي وأهلي ومالي وولدي حتى أدلك على فتح
القلعة ، فقال له النبي صلى الله عليه واله : أنت آمن ، فما دلالتك ؟ قال : تأمر أن يحفر هذا
الموضع فإنهم يصيرون إلى ماء أهل القلعة فيخرج ويبقون بلاماء(8)ويسلمون
إليك القلعة طوعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أو يحدث الله غير هذا وقد أمناك ، فلما


(1)في المصدر : أشرفنا .(2)في المصدر : على اسم الله .
(3)واتبعه خ ل . وفي المصدر : فاتبعها .(4)فلم يترطب خ ل .
(5)الخرائج : 188 .(6)سار خ ل .
(7)من وجه خ ل .(8)بغير ماء خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه