بحار الأنوار ج12

قال أو لم تومن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " قال الرضا عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى
كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام : أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته ،
فوقع(1)في نفس إبراهيم عليه السلام أنه ذلك الخليل ، فقال : " رب أرني كيف تحيي الموتى
قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " على الخلة " قال فخذ أربعة من الطير
فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن
الله عزيز حكيم " فأخذ إبراهيم عليه السلام : نسرا وبطاوطاووسا وديكا فتطعهن فخلطهن ،
ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله - وكانت عشرة - منهن جزء‌ا ، وجعل
مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء ، فتطايرت تلك الاجزاء
بعضها إلى بعض حتى استوت الابدان وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه ،
فخلى إبراهيم عليه السلام عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن(2)فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك
الحب وقلن : يا نبي الله أحييتنا أحياك الله ، فقال إبراهيم عليه السلام : بل الله يحيي الموتى و
هو على كل شئ قدير . الخبر .(3)
ج : مرسلا مثله .(4)
بيان : هذا أحد وجوه التأويل في هذه الآية ، وقد ذكره جماعة من المفسرين ورووه
عن ابن عبالس وابن جبير والسدي .
والثاني أنه أحب أن يعمل ذلك علم عيان بعد ما كان عالما به من جهة الاستدلال و
البرهان لتزول الخواطر والوساوس ، وإليه يومى خبر أبي بصير وغيره .
والثالث أن سبب السؤال منازعة نمرود إياه في الاحياء فقال : " أنا أحيي وأميت "
وأطلق محبوسا وقتل إنسانا ، فقال إبراهيم : ليس هذا بإحياء ، وقال : يا رب أرني كيف
تحيي الموتى ليعلم نمرود ذلك . وروي أن نمرود توعده بالقتل إن لم يحيي الله الميت بحيث
يشاهده فلذلك قال : " ليطمئن قلبي " أي بأن لا يقتلني الجبار .


(1)وقع الكلام في نفسه : أثر فيها .
(2)في التوحيد : ثم وقفن . م
(3)توحيد الصدوق : 121 - 122 عيون الاخبار : 110 . م
(4)الاحتجاج : 234 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه