بحار الأنوار ج11

فقد قبض وامرنا بإجهازه والصلاة عليه ، قال : فلما جهزوه قال جبرئيل : تقدم يا هبة الله
فصل على أبيك ، فتقدم وكبر عليه خمسا وسبعين تكبيرة ، سبعين تفضيلا لآدم عليه السلام
وخمسا للسنة ، قال : وآدم عليه السلام لم يزل يعبدالله بمكة حتى إذا أراد أن يقبضه بعث إليه
الملائكة معهم سرير وحنوط وكفن من الجنة ، فلما رأت حواء عليهم السلام الملائكة ذهبت
لتدخل بينه وبينهم ، فقال لها آدم : خلي بيني وبين رسل ربي ، فقبض فغسلوه بالسدر
والماء ثم لحدوا قبره ، وقال : هذا سنة ولده من بعده ، فكان عمره منذ خلقه الله إلى أن
قبضه تسعمائة وستا وثلاثين سنة ، ودفن بمكة وكان بين آدم ونوح عليه السلام ألف وخمسمائة
سنة .(1)
16 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب
عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبدالحيمد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : قبض آدم عليه السلام وكبر عليه ثلاثين تكبيرة ، فرفع خمس وعشرون ، بقي السنة علينا
خمسا ، وكان رسول الله يكبر على أهل بدر سبعا وتسعا .(2)
بيان : لعل ذكر الثلاثين في هذا الخبر للتقية ، لانهم رووا ذلك عن ابن عباس
كما ذكره صاحب الكامل وغيره .(3)
17 - ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب قال : لما حضر آدم الوفاة أوصى
إلى شيث وحفر لآدم في غار في أبي قيس يقال له غار الكنز ، فلم يزل آدم عليه السلام في ذلك الغار
حتى كان زمن الغرق استخرجه نوح عليه السلام في تابوت وجعله معه في السفينة .(4)


(1 و 2)مخطوط . م
(3)كامل التواريخ ج 1 : 22 . م
(4)قصص الانبياء مخطوط . قال اليعقوبى في تاريخه 1 : 8 فلما فرغ نوح من عمل السفينة
صعد هو وولده إلى مغارة الكنز فاحتملوا جسد آدم فوضعوه في وسط البيت الاعلى من السفينة يوم
الجمعة لسبع عشرة ليلة خلقت من آذار ، ثم ذكر أن ساما وملكيزدق بن لمك بن سام دفنا بمسجد
منى عند المنارة ، قال ويقول : أهل الكتاب : بالشام في الارض المقدسة انتهى ، قلت : المشهور انه
دفن في الغرى كما يدل عليه خبر المفضل . وقال المسعودى في اثبات الوصية : دفن بمكة في جبل
ابى قبيس ثم ان نوحا حمل بعد الطوفان عظامه فدفنه في ظاهر الكوفة(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه