بحار الأنوار ج17

18 - ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس ، عن
الرضا ، عن أبيه عليهما السلام إن رجلا سأل أباعبدالله عليه السلام ما بال القرآن لا يزداد على النشر
والدرس إلا غضاضة(1)؟ فقال : لان الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا
لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة(2).
19 - يج : روي أن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن
يعارض كل واحد منهم ربع القرآن ، وكانوا بمكة عاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام
القابل ، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم أيضا ، قال أحدهم : إني لما رأيت قوله :
" وقيل ياأرض ابلعي ماء‌ك وياسماء أقلعي وغيض الماء(3)كففت عن المعارضة ، وقال الآخر
وكذا أنا لما وجدت قوله : " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا(4)" آيست من المعارضة ، وكانوا
يسرون بذلك إذ مر عليهم الصادق عليه السلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم : " قل لئن اجتمعت
الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله(5)" فبهتوا(6).


(1)الغضاضة : النضارة والطراء‌ة .
(2)عيون أخبار الرضا : 239 ، وفيه : لا يزداد عند النشر . وفيه : لم ينزله لزمان .
(3)هود : 44 .
(4)يوسف : 80 .
(5)الاسراء : 88 .
(6)الخرائج : 242 أقول : ذكر الطبرسى الحديث في الاحتجاج : 205 مفصلا ، وحيث
أنه يشتمل على زوائد نافعة أذكره بألفاظه ، قال : عن هشام بن الحكم قال : اجتمع ابن أبى العوجاء
وأبوشاكر الديصانى الزنديق وعبدالملك البصرى وابن المقفع عند بيت الله الحرام يستهزؤون
بالحاج ، ويطعنون بالقرآن ، فقال ابن أبى العوجاء : تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القرآن ، و
ميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله ، فان في نقض القرآن إبطال
نبوة محمد ، وفى إبطال نبوته إبطال الاسلام ، وإثبات ما نحن فيه ، فاتفقوا على ذلك وافترقوا ،
فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام فقال ابن أبى العوجاء : أما أنا فمفكر منذ افترقنا
في هذه الآية : " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا " فما أقدر أن أضم إليها في فصاحتها وجميع
معانيها شيئا فشغلتنى هذه الاية عن التفكر فيما سواها ، فقال عبدالملك : وأنا منذفا رقتكم مفكر
في هذه الآية : " ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا
ذبابا ولو اجتمعواله وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوا منه ضعف الطالب والمطلوب " ولم أقدر*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه