بحار الأنوار ج25

فبدا النقش فيها للناظرين ثم مشى نحو بيته فاتبعته لاسأله عن الذي صنع رسول الله
صلى الله عليه وآله فالتفت إلي ففعل مثل الذى فعله ، فقلت : من وصيك ياأبا الحسن ؟
فقال : من يفعل مثل هذا .
قالت ام سليم : فلقيت الحسن بن علي عليه السلام فقلت : أنت وصي أبيك هذا ؟
وأنا أعجب من صغره وسؤالي إياه مع أني كنت عرفت صفتهم الاثنى عشر إماما و
أبوهم سيدهم وأفضلهم ، فوجدت ذلك في الكتب الاولى ، فقال لي : نعم أنا وصي أبي
فقلت : وما علامة ذلك ؟ فقال : ايتيني بحصاة .
قالت : فرفعت إليه حصاة(1) فوضعها بين كفيه ثم سحقها كسحيق الدقيق ثم
عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم ختمها فبدا النقش فيها ثم دفعها إلي ، فقلت له : فمن
وصيك ؟
قال : من يفعل مثل هذا الذي فعلت ، ثم مد يده اليمنى حتى جازت سطوح
المدينة وهو قائم ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها الارض من غير أن ينحني أو يتصعد
فقلت في نفسي : من يرى وصيه ؟
فخرجت من عنده فلقيت الحسين عليه السلام وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة
بصفته وتسعة من ولده أوصيآء بصفاتهم غير أني أنكرت حليته لصغر سنه ، فدنوت
منه وهو على كسرة رحبة المسجد فقلت له : من أنت ياسيدي ؟ قال : أنا طلبتك(2)
يا ام سليم إنا وصي الاوصيآء وأنا أبوالتسعة الائمة الهادية وأنا وصي أخي الحسن
وأخي وصي أبي علي ، وعلي وصي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله .
فعجبت من قوله فقلت : ما علامة ذلك ؟ فقال : ايتيني بحصاة فرفعت إليه حصاة
من الارض ؟ قالت ام سليم : فلقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه فجعلها كهيئة
السحيق من الدقيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء فختمها بخاتمه فثبت النقش فيها
ثم دفعها إلي وقال لي : انظري فيها ياام سليم ، فهل ترين فيها شيئا ؟


(1) في المصدر : فرفعت اليه حصاة من الارض .
(2) اى أنا مطلوبك . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه