المائدة : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من
ووقعوا في الغنائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أظنتم أنا نغل ولا نقسم لكم ؟
فأنزل الاية .
واختار ابن هشام وابن اسحاق في السيرة ج 2 ص 117 أن معنى الغلول الاكتتام
وقال : أى ما كان لنبى أن يكتم الناس ما بعثه الله به اليهم عن رهبة من الناس ولا رغبة و
من يفعل ذلك يأت يوم القيامة به ثم يجزى بكسبه .
والظاهر بقرينة عموم قوله ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة وأنه لا يناسب اكتتام
الوحى أن المراد بالغلول هو الخيانة والاختلاس بأن يأخذ الرجل شيئا من المغنم ويدسه
تحت ثيابه كما نص عليه الراغب .
وقوله ما كان لنبى أن يغل ليس يوهم أنه صلى الله عليه وآله كان بصدد ذلك فنهاه الله عزوجل
حتى يؤول في معنى الكلمة تارة وفى قراءتها تارة اخرى ، بل المراد نفى الشأنية كما ترى
ذلك في سائر الايات المصدرة بلفظ ما كان .
قال عزوجل : وما كان الله ليضيع ايمانكم البقرة : 143 ما كان لبشر أن يؤتيه
الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله آل عمران : 76
وما كان لنفس أن تموت الا باذن الله آل عمران : 145 وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا
النساء : 92 ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين براءة 113 ما كان
لرسول أن يأتى بآية الا باذن الله الرعد : 38 ما كان لله أن يتخذ من ولد الكهف : 35
إلى غير ذلك من الايات المشابهة فكلها خطاب للمسلمين ، يعلمهم أن ليس الشأن كما توهموا
وقد أخطأوا حيث ظنوا أن ذلك جائز .
فمعنى الاية : ما كان من شأن نبى من الانبياء فيما سبق - كيف بنبيكم محمد وهو
خاتم الانبياء - أن يغل من الغنائم ، فلا تظنوا به ذلك ، واعلموا أن من يغلل يأت بماغل
يوم القيامة ثم يوفى هو مع كل نفس ما كسب وهم لا يظلمون ، فلا تغلوا أنتم في الغنيمة وتقولوا
أن ذلك جائز لكل أحد حتى للنبى صلى الله عليه وآله .
روى أن النبى صلى الله عليه وآله كان يأمر فينادى في الناس ردو الخيط والمخيط فان الغلول