بحار الأنوار ج88

وأيم الله إنه لا يقدر على هذا إلا مؤمن من أهل الجنة ، فمن فعل استغفرت له
الملائكة وسمي في السموات صديق الله في الارض ، وكان موته موت الشهداء ، وكان
في الشهداء رفيق الخضر عليه السلام .
بيان : هذا الخبر مع ضعف سنده ظاهره مخالف لساير الاخبار ، وأقوال
الاصحاب ، بل الاجماع ، ويمكن حمله على القضاء المظنون أو على ماإذا أتى
بالقدر المتيقن أو على ماإذا أتى بما غلب على ظنه الوفاء ، فتكون هذه الصلاة
لتلافي الاحتمال أو الضعيف على حسب مامر من الوجوه ، وأما القضاء المعلوم
فلابد من الاتيان بها والخروج منها على مامر ، ولا يمكن التعويل على مثل هذا
الخبر وترك القضاء .
16 - مشكوة الانوار : نقلا من كتاب المحاسن ، عن أخي حماد بن بشير
قال : كنت عند عبدالله بن الحسن وعنده أخوه حسن بن الحسن فذكرنا أبا عبدالله عليه السلام
فنال من فقمت من ذلك المجلس فأتيت أبا عبدالله عليه السلام ليلا فدخلت عليه وهو في
فراشه قد أخذ الشعار فخبرته بالمجلس الذي كنافيه وما يقول حسن ، فقال : ياجارية
ضعى لى ماء فاتي به فتوضأ وقام في مسجد بيته فصلى ركعتين ثم قال : يارب إن
فلانا أتاني بالذي أتاني عن الحسن ، وهو يظلمني ، وقد غفرت له فلا تأخذه
ولاتقايسه يارب قال فلم يزل يلح في الدعاء على ربه ثم التفت إلى فقال : انصرف
رحمك الله ، فانصرف ثم زاره بعد ذلك(1).
ومنه : عن حماد اللحام قال : أتى رجل أبا عبدالله عليه السلام فقال إن
فلانا ابن عمك ذكرك فما ترك شيئا من الوقيعة والشتيمة إلا قاله فيك ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : للجارية ايتيني بوضوء ، فتوضأ ودخل فقلت في نفسي يدعو
عليه فصلى ركعتين فقال : يارب هو حقى قد وهبته له ، وأنت أجود مني
وأكرم ، فهبه لي ولا تؤاخذه بي ، ولاتقايسه ، ثم رق فلم يزل يدعو فجعلت
*____________________________
*(1)مكشاة الانوار ص 216 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه