بحار الأنوار ج77

الاسماء الستة ، وهو صفة موصوف محذوف ، وكذا جئته ذات يوم أي
مدة صاحبة هذا الاسم ، واختصاص ذا بالبعض وذات بالبعض الاخر يحتاج
إلى سماع .
وأما ذا صبوح وذاغبوق ، فليس من هذاالباب ، لان الصبوح والغبوق
ليسا زمانين ، بل ما يشرب فيهما ، فالمعنى جئت زمانا صاحب هذا الشراب ، فلم يضف
المسمى إلى اسمه انتهى .
وقيل : إن ذاوذات في أمثال هذه المقامات مقحمة بلا ضرورة داعية إليها
بحيث يفيدان معنى غير حاصل قبل زيادتهما مثل كاد في قوله تعالى : وما كادوا
يفعلون (1)و الاسم في بسم الله على بعض الاقوال .
وظرف المكان المتأخر أعني مع متعلق بجالس أيضا واختلف في إذا
الفجائية هذه هل هي ظرف مكان أو ظرف زمان أو غيرهما ، فذهب المبرد إلى الاول
والزجاج إلى الثاني ، وبعض إلى أنها حرف بمعنى المفاجاة ، أو حرف زائد
وعلى القول بأنها ظرف مكان قال ابن جني : عاملها الفعل الذي بعدها ، لانها غير
مضافة إليه ، وعامل بينا وبينما محذوف يفسره الفعل المذكور ، فمعنى الفقرة
المذكورة في الحديث : قال أمير المؤمنين عليه السلام بين أوقات جلوسه يوما من الايام
مع محمد ابن الحنفية ، وكان ذلك القول في مكان جلوسه وقال : شلوبين إذ مضافة
إلى الجملة ، فلا يعمل فيها الفعل ، ولا في بينا وبينما ، لان المضاف إليه لا يعمل
في مضاف ، ولا فيما قبله ، وإنما عاملها محذوف يدل عليه الكلام وإذ بدل من
كل منهما ، ويرجع الحاصل إلى ما ذكرنا على قول ابن جني ، وقيل : العامل
مايلي بين ، بناء على أنها مكفوفة عن الاضافة إليه ، كما يعمل تالي اسم الشرط
فيه ، والحاصل حينئذ : أمير المؤمنين عليه السلام جالس مع محمد بين أوقات يوم من الايام في مكان قوله : يامحمد الخ ، وقيل بين خبر لمبتدء محذوف وهو المصدر المسبوك
من الجملة الواقعة بعد إذ ، والمآل حينئذ أن بين أوقات جلوسه عليه السلام مع ابنه


)(1)البقرة : 71 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه