بحار الأنوار ج14

بأعزنا عشيرة ، فقال : إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة ، وإن عصيتموني أدخلكم الله النار
فقالوا : وما الجنة والنار ؟ فوصف لهم ذلك ، فقالوا : متى نصير إلى ذلك ؟ فقال : إذا متم
فقالوا : لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا ! فازدادوا له تكذيبا وبه استخفافا ، فأحدث
الله عزوجل فيهم الاحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك ، فقال : إن الله
عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا ، هكذا تكون أرواحكم إذا متم ، وإن بليت
أبدانكم تصير الارواح إلى عقاب حتى تبعث الابدان .(1)
39 دعوات الراوندي : روي أن الله أوحى إلى نبي من الانبياء في الزمن
الاول : إن لرجل في أمته دعوات مستجابة ، فأخبر به ذلك الرجل ، فانصرف من عنده
إلى بيته فأخبر زوجته بذلك ،(2)فألحت عليه أن يجعل دعوة لها فرضي ، فقال : سل
الله أن يجعلني أجمل نساء الزمان ، فدعا الرجل فصارت كذلك ، ثم إنها لما رأت رغبة
الملوك والشبان المتنعمين فيها متوفرة زهدت في زوجها الشيخ الفقير وجعلت تغالظه و
تخاشنه وهو يداريها ولا يكاد يطيقها ، فدعا الله أن يجعلها كلبة فصارت كذلك ! ثم أجمع
أولادها يقولون : ياأبه إن الناس يعيرونا أن أمنا كلبة نائحة وجعلوا يبكون ويسألونه
أن يدعو الله أن يجعلها كما كانت ، فدعا الله تعالى فصيرها مثل التي كانت في الحالة
الاولى ، فذهبت الدعوات الثلاث ضياعا .(3)


(1)روضة الكافي : 90 .
(2)في نسخة : وأخبر زوجته بذلك .
(3)دعوات الراوندي مخطوط .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه