بحار الأنوار ج61

وأقول : قيل : إنها تشمل الحيتان أيضا ، إما بدخولها في الاول لانها تدب
في الماء أو في الثاني ، ولا يخفى بعد هما .
وقال الرازي في قوله : " إلا امم أمثالكم : " قال الفراء : يقال : كل صنف
من البهائم امة ، وجاء في الحديث : " لولا أن الكلاب امة تسبح لامرت(1)
بقتلها " فجعل الكلاب امة ، إذا ثبت هذا فنقول : الآية دلت على أن هذه الدواب
والطيور أمثالنا ، وليس فيها ما يدل على أن هذه المماثلة في أي المعاني حصلت
ولا يمكن أن يقال : المراد حصول المماثلة من كل الوجوه وإلا لكان يجب كونها
أمثالنا(2)في الصورة والصفة والخلقة ، وذلك باطل ، فظهر أنه لا دلالة في الآية
على أن تلك المماثلة حصلت في أي الاحوال والامور ، فاختلف الناس في تفسير
الامر الذي حكم الله فيه بالمماثلة بين البشر وبين الدواب والطيور : وذكروا فيه أقوالا :
الاول : نقل الواحدي عن ابن عباس : أنه قال : يريد يعرفونني ويوحدونني
ويسبحونني ويحمدونني " وإلى هذا القول ذهبت طائفة عظيمة من المفسرين
وقالوا : إن هذه الحيوانات تعرف الله وتحمده وتسبحه ، واحتجوا عليه بقوله :
" وإن من شئ إلا يسبح بحمده "(3)وبقوله في صفة الحيوانات : " كل قدعلم صلاته
وتسبيحه "(4)ولانه تعالى(5)خاطب النمل والهدهد .
وعن أبي الدرداء قال : ابهمت عقول البهم عن كل شئ إلا أربعة(6)أشياء :


(1)في المصدر : لولا ان الكلاب امة من الامم لامرت بقتلها .
(2)في المصدر : امثالالنا .
(3)الاسرء : 44 .
(4)النور : 41 .
(5)في المصدر : وبما أنه تعالى .
(6)في المصدر : الا عن أربعة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه