بحار الأنوار ج82

قنوت الامام الحسين بن على عليه السلام(1).
اللهم منك البدء ولك المشية ، ولك الحول ولك القوة ، وأنت الله الذي لا
إله إلا أنت ، جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيتك ، ومكمنا لارادتك ، وجعلت
عقولهم مناصب أوامرك ونواهيك ، فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كوامن
ما أبطنت فيهم ، وأبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم
بعقول تدعوك وتدعو إليك بحقايق ما منحتهم به ، وإني لاعلم مما علمتني مما أنت
المشكور على ما منه أريتني ، وإليه آويتني .
اللهم وإني مع ذلك كله عائذ بك ، لائذ بحولك وقوتك ، راض بحكمك
الذي سقته إلى في علمك ، جار بحيث أجريتني ، قاصد ما أممتني ، غير ضنين بنفسي
فيما يرضيك عني إذبه قد رضيتني ، ولاقاصر بجهدي عما إليه ندبتني ، مسارع لما
عرفتني ، شارع فيما أشرعتني ، مستبصر ما بصرتني ، مراع ما أرعيتني ، فلا
تخلني من رعايتك ، ولاتخرجني من عنايتك ، ولاتقعدني عن حولك ، ولاتخرجني
عن مقصد أنال به إرادتك ، واجعل على البصيرة مدرجتي ، وعلى الهداية محجتي ، وعلى
الرشاد مسلكي ، حتى تنيلني وتنيل بي امنيتي ، وتحل بي على مابه أردتني ،
وله خلقتني ، وإليه آويتني ، وأعذ أولياء‌ك من الافتتان بي ، وفتنهم برحمتك
لرحمتك في نعمتك تفتين الاجتباء ، والاستخلاص بسلوك طريقتى ، واتباع منهجي ، و
ألحقني بالصالحين من آبائي وذوي رحمي .
ودعا في قنوته :
اللهم من أوى إلى مأوى فأنت مأواي ، ومن لجا إلى ملجأ فأنت ملجأي
اللهم صل على محمد وآل محمد ، واسمع ندائي ، وأجب دعائي ، واجعل عندك مآبي
ومثواي ، واحرسني في بلواي من افتنان الامتحان ، ولمة الشيطان ، بعضمتك التي
لايشوبها ولع نفس بتفتين ، ولاوارد طيف بتظنين ، ولايلم بها فرج حتى تقلبني
إليك بارادتك غير ظنين ولامظنون ، ولامراب ولامرتاب ، إنك أنت أرحم الراحمين .


(1)مهج الدعوات ص 59 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه