بحار الأنوار ج24

(ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس(1))ونحن منه ، وسألت عن أشباه الناس فهم
شيعتنا وهم منا ، وهم أشباهنا ، وسألت عن النسناس وهم هذا السواد الاعظم وهو
قول الله تعالى :(اولئك(2)كالانعام بل هم أضل سبيلا(3)).
بيان : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى(ثم أفيضوا من حيث أفاض
الناس(4)): قيل : المراد بالناس سائر العرب ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام
وقيل : أراد به إبراهيم ، فإنه لما كان إماما كان بمنزلة الامة ، فسماه وحده ناسا
وقيل : أراد إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم من الانبياء عليهم السلام ، عن
أبي عبدالله عليه السلام . وقيل : أراد به آدم عليه السلام ، وقيل : هم العلماء الذين يعلمون
الدين ، ويعلمونه الناس(5).
2 - كا : العدة عن سهل وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن
عبدالله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال : سمعت علي بن الحسين عليه السلام
يقول : إن رجلا جاء إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني إن كنت عالما ، عن
الناس ، وعن أشباه الناس وعن النسناس ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : ياحسين أجب الرجل
فقال الحسين عليه السلام : أما قولك : أخبرني عن الناس ، فنحن الناس ، ولذلك قال الله
تبارك وتعالى ذكره في كتابه :(ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس(6))فرسول الله صلى الله عليه وآله
الذي أفاض بالناس ، وأما قولك : أشباه الناس ، فهم شيعتنا وهم موالينا ، وهم منا
ولذلك قال إبراهيم صلى الله عليه :(فمن تبعني فإنه مني(7))وأما قولك :
النسناس ، فهم السواد الاعظم ، وأشار بيده إلى جماعة الناس ، ثم قال :(إن هم


(1 و 4 و 6)البقرة : 199 .
(2)في المصدر : ان هم الا كالانعاموهو الصحيح ، والاية في الفرقان 44 ، و
اما الاية التى ذكرها في المتن فهى في سورة الاعراف : 179 هكذا : اولئك كالانعام بل هم اضل
اولئك هم الغافلون .
(3)تفسير فرات : 8 .
(5)مجمع البيان 2 : 296 .
(7)ابراهيم : 36 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه