بحار الأنوار ج18

أحدهما أنه يلزم أن يكونوا أفضل منه كما مر تقريره .
وثانيهما : ما مر من نفي كونه محجوجا بأبي طالب وبابى(1)، بل كانا مستودعين
للوصايا .
السادس : أنه لا شك في أنه صلى الله عليه وآله كان يعبد الله قبل بعثته بما لا يعلم إلا بالشرع
كالطواف والحج وغيرهما كماسيأتي أنه صلى الله عليه وآله حج عشرين حجة مستسرا(2)وقد ورد
في أخبار كثيرة أنه صلى الله عليه وآله كان يطوف وأنه كان يعبد الله في حراء ، وأنه كان يراعي الآداب
المنقولة من التسمية والتحميد عند الاكل وغيره(3)، وكيف يجوز ذومسكة من العقل على
الله تعالى أن يهمل أفضل أنبيائه أربعين سنة بغير عبادة ؟ والمكابرة في ذلك سفسطة ، فلا يخلو
إما أن يكون عاملا بشريعة مختصة به أوحى الله إليه ، وهو المطلوب ، أو عاملا بشريعة
غيره وهو لايخلو من وجوه :
الاول : أن يكون علم وجوب عمله بشريعة غيره ، وكيفية الشريعة من الوحي وهو
المطلوب أيضا ، لانه صلى الله عليه وآله حينئذ يكون عاملا بشريعة نفسه ، موافقا لشريعة من تقدمه
كما مر تقريره في كلام السيد رحمه الله .
الثانى : أن يكون علمهما جميعا من شريعة غيره ، وهو باطل عرفت بوجهين :
أحدهما : أنه يلزم كون من يعمل بشريعته أفضل منه .
وثانيهما : أنه معلوم أنه صلى الله عليه وآله لم يراجع في شئ من الامور إلى غيره ، ولم يخالط
أهل الكتاب ، وكان هذا من معجزاته صلى الله عليه وآله ، أنه أتى بالقصص مع أنه لم يخالط العلماء
ولم يتعلم منهم : كمامر في وجوه إعجاز القرآن ، وقد قال تعالى : " هو الذي بعث في
الاميين رسولا منهم(4)" والمكابرة في هذا أيضا مما لا يأتي به عاقل .


(1)راجع ج 17 ص : 140 وج 35 ص : 73 .
(2)وفى خبر غياث بن ابراهيم عن الصادق عليه السلام : لم يحج النبى بعد قدوم المدينة الا
واحدة ، وقد حج بمكة مع قومه حجات . وفى خبر عبدالله بن أبى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام
أنه صلى الله عليه وآله حج عشر حجات مستسرا وفى خبر عمر بن يزيد عنه عليه السلام :
حج رسول الله صلى الله عليه وآله غير حجة الوداع عشرين حجة . وغير ذلك مما أوردها الشيخ الحر
العاملى في كتاب وسائل الشيعة : باب استحباب تكرار الحج والعمرة راجع .
(3)تقدمت أخبار في ذلك قبلا راجع ج 16 .
(4)الجمعة : 2 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه