بحار الأنوار ج83

صدق الشيئية على الممتنعات .
وقال الكفعمى :(1)في كتاب الفرج بعد الشدة لابن أبى الدنيا أن النبى صلى الله عليه وآله
قال لفلان من أصحابه ، وقد رآه متغيرا : ما هذا الذي بك من السوء ؟ فقال : يا
رسول الله من الضعف وقلة مافي اليد ، فقال صلى الله عليه وآله : قل في دبر كل فريضة(توكلت
على الحي الذي لايموت)إلى قوله(تكبيرا).
قال : وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : ماكرثني أمر إلا تمثل لي جبرئيل وقال : يا
محمد قل توكلت إلى آخره ، قال الكفعمي كرثني بالثاء المثلثة أي اشتد علي انتهى .
وروى الكليني(2)وغيره أخبارا كثيرة في هذا الدعاء ، لاداء الدين ، ورفع
وساوس الصدر ، وسعة الرزق ، وسيأتي بعضها وفي أكثرها(لم يتخذ صالحبة ولا ولدا)
وليس في أكثرها القراء‌ة في أعقاب الصلاة ، بل قراء‌ته وتكراره مطلقا ، قوله(وكبره
تكبيرا)في الاية(3)عطف على(قل)وذكره هنا إما على سبيل الحكاية عما في الاية
أو وصف بتأويل معقول في حقه أو خطاب عام لكل قائل له ، وربما يقرء وكبره على
صيغة الماضى أي كل أحد ولا يبعد أن يكون في الاصل واكبره على صيغة التكلم ،
فغيرته النساخ لمخالفته لما في القرآن .
وقال الكفعمي(4)ذكر صاحب شرح نهج البلاغة في حديث المعراج أنه رأى
ملكا له ألف ألف رأس ، في كل رأس ألف ألف وجه ، في كل وجه ألف ألف فم ، في
كل فم ألف ألف لسان ، وفي كل لسان ألف ألف لغة ، وهو قد سأل الله تعالى يوما :
هل لك في عبادك من له مثل عبادتي ؟ فأوحى الله تعالى إليه إن لى في الارض عبدا
أعظم ثوابا منك ، وأكثر تسبيحا ، فاستأذن الملك في زيارته ، فأذن له ، فأتاه فكان
عنده ثلاثة أيام فما وجده يزيد على فرائضه شيئا غير قوله بعد كل فريضة : سبحان الله


(1)البلد الامين ص 9 في الهامش .
(2)راجع الكافى ج 2 ص 554 .
(3)آخر سورة الاسرى : 111 .
(4)البلد الامين ص 9 في الهامش .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه