بحار الأنوار ج79

من علم علمائنا الذين فرض الله طاعتهم ، وأوجب ولايتهم ، من وجوه الصلاة سبعة
عشر وجها ، فأول وجه الصلاة قوله عزوجل :(فاذا قضيتم الصلاة)(1)يعني
إذا وجبت الصلاة(فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم)فقال الصادق عليه السلام
الصحيح يصلي قائما بركوع وسجود تام ، فهذا أول وجه الصلاة ، والوجه الثاني
قوله :(وقعودا)قال : وهو المريض يصلي جالسا ، والوجه الثالث(وعلى
جنوبكم)وهو الذي لا يقدر أن يصلي جالسا ، يصلي مضطجعا بالايماء ، فهذه
ثلاثة أوجه .
وصلاة الخوف على ثلاثة أوجه قال الله عزوجل :(وإذا كنت فيهم فأقمت
لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم)(2)فقال الصادق عليه السلام يقوم
الامام بطائفة من قومه ، وطائفة بازاء العدو ، فيصلي بالطائفة التي معه ركعة و
يقوم في الثانية فيقومون معه ، ويصلون لانفسهم الركعة الثانية ، والامام قائم ،
ويجلسون ويتشهدون ، ويسلم بعضهم على بعض ثم ينصرفون فيقومون مقام أصحابهم
وتجئ الطائفة الذين لم يصلوا فيقومون خلف الامام فيصلي بهم الامام الركعة
الثانية له ، وهي لهم الاولى ، ويقعد ويقومون هم فيصلون لانفسهم الركعة الثانية
ويسلم الامام عليهم .
والوجه الثاني من صلاة الخوف هو الذي يخاف اللصوص والسباع ، وهو
في السفر ، فانه يتوجه إلى القبلة ويستفتح الصلاة ويمر في وجهه الذي هو فيه
فاذا فرغ من القراء‌ة وأراد الركوع والسجود ولى وجهه إلى القبلة إن قدر عليه
إذا كان راجلا ، وإن لم يقدر ركع وسجد حيثما توجه وإن كان راكبا يومي
إيماء برأسه .
وصلاة المجادلة وهي المضاربة في الحرب : إذا لم يقدر أن ينزل ويصلي كبر


(1)النساء : 131 .
(2)النساء : 102 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه