استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى ، فقلت : يا
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أنا أصنع لك شيئا رأيته بأرض الحبشة ، قالت فدعوت بجريدة
وجه أبي بكر زوجها يمنعهما أن يدخلا على السيدة فاطمة ، كما وقع في ذيل هذا الحديث
نفسه وقد أخرجه المؤلف العلامة في ج 43 ص 189 من تاريخها صلى الله عليه وآله .
بل لم تكن ليأذن علي(ع)أن تحضر أسماء في بيته وهي اجنبية منه ، لحرمة الاجتماع
معها في بيت . واحد . كيف بالخلوة معها لتعاونه في غسل السيدة فاطمة عليها السلام .
بل ولو لم بكن أسماء أجنبية منه(ع)لكان يحرم عليها الخروج من بيت زوجها
أبى بكر والدخول إلى بيت فاطمة والمبيت فيه الا باذن منه .
ولو كان أبوبكر هو الذي أمر أسماء أو أذن لها بذلك لكفى به فخرا وشرفا و
مكانة له من آل الرسول صلى الله عليه وآله بل ومنة عليهم حديث أخدمهم زوجته المرضعة فأجاز لها أن
تدع بيته وتدع ولده الرضيع فتدخل إلى بيت فاطمة تمرضها وتخدمها تؤنسها وتصنع لها
النعش سترا لجسدها منه شاميتها وشانئيها !
ولكان اذن أبي بكر لزوجته بذلك كالاستعتاب من السيدة فاطمة وقبولها خدمة أسماء
والاستيناس بها بحيث توصى لها أن تلى غسلها وكفنها ودفنها كالعتبى والرضا من زوجها
أبي بكر حيث قبل هذه المنة منه ، ولم تكن لترضى منه أبدا . وكيف أذنت فاطمة البتول
أن تخدمها اسماء ويتوهم الناس أنها قد رضيت من أبي بكر وطابت نفسها منه ، وهي التي
أوصت بأن تدفن سرا لتؤذن بذلك أنها كانت باغضة عليهما .
وهكذا ما ورد في تاريخ تزويجها بعلي عليهما السلام من ذكر أسماء بنت عميس
ومبيتها ليلة الزفاف في بيت علي عليه السلام لتلى من فاطمة ما تلى الام الشفيقة من
بنتها كما وقعت في ج 43 ص 138 نقلا من كتاب كشف الغمة هذا ج 1 ص 494 ط
الاسلامية وفيه : أنهاكانت أسماء عاهدت خديجة أم السيدة فاطمة عند وفاتها في مكة ان
بقيت إلى وقت زفاف الزهراء أن تقوم مقام خديجة في هذا الامر ، مع أن أسماء بنت
عميس كانت من المهاجرات إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن ابي طالب قبل وفاة خديجة
عليها السلام بسنين ، ولم تعد منها حتى عادت مع زوجها جعفر سنة ست من الهجرة بعد