بحار الأنوار ج36

* بيان : قوله عليه السلام : " من ذرية نبيها " أقول : يخطر بالبال في حل الاشكال
الوارد عليه من عدم كون أميرالمؤمنين من الذرية وجوه :
الاول أن السائل لما علم بوفور علمه عليه السلام وما شاهد من آثار الامامة والوصاية
فيه أنه أول الاوصياء عليهم السلام فكأن سؤاله عن التتمة ، فالمراد بالاثني عشر تتمتهم وتكملتهم
غيره عليه السلام .
الثاني أن يكون إطلاق الذرية عليه للتغليب وهو مجاز شائع .
الثالث أن استعير لفظ الذرية للعترة ويريد بها ما يعم الولادة الحقيقة والمجازية
فإن النبي صلى الله عليه وآله كان والد جميع الامة لاسيما بالنسبة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فإنه كان
مربيه ومعلمه ، وعلاقة المجاز هنا كثيرة .
الرابع أن يكون " من ذرية نبيها " خبر مبتدء محذوف ، أى بقيتهم من الذرية
أوهم من الذرية بارتكاب استخدام في الضمير بإرجاع الضمير إلى الاغلب تجوزا ، وأكثر
تلك الوجوه يجري في قوله : " من ذريته " وكذا قوله : " امهم " يعني فاطمة
" وجدتهم " يعني خديجة عليهما السلام وقوله : " وهم مني " على الاول والرابع ظاهر ، وعلى
الوجهين الاخيرين يمكن أن ترتكب تجوز في كلمة " من " بما يشمل العينية أيضا ،
أو يقال : ضمير " هم " راجع إلى الذرية مطلقا إشارة إلى أن جميع ذرية النبي من ولده
كما قال النبي صلى الله عليه وآله فيه : " هو أبوولدي " أوالمعنى : ابتدؤوا مني أي أنا أولهم .
أقول : قد أوردنا كثيرا من الاخبار في ذلك في باب احتجاجاته صلوات الله عليه على
اليهود ، وباب ما ورد من المعضلات على الائمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله ،
9 - كتاب المقتضب : لابن عياش ، عن أحمد بن محمد بن زياد القطان ، عن محمد بن
غالب الضبي ، عن هلال بن عقبة ، عن حيان بن أبي بشر ، عن معروف بن خر بوذ ، عن
أبي الطفيل قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : ليلة القدر في كل سنة ينزل فيه على الوصاة
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما ينزل ، قيل له : ومن الوصاة ياأميرالمؤمنين ؟ قال : أنا وأحد عشر
من صلبي هم الائمة المحدثون ، قال معروف : فلقيت أبا عبدالله مولى ابن عباس بمكة(1)
(*)هذا البيان يوجد في(ك)و(د)فقط .
(1)في المصدر : في مكة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه