بحار الأنوار ج57

المعنى : أو يجمع بين إهلاك وإنجاء قوم وتحذير آخرين . " مالهم من محيص " من
محيد من العذاب .
" الله الذي سخر لكم البحر " بأن جعله أملس السطح يطفو عليه ما يتخلخل
كالا خشاب ولا يمنع الغوص فيه " لتجري الفلك فيه بأمره " أي يتسخيره وأنتم
راكبوها " ولتبتغوا من فضله " بالتجارة والغوص والصيد وغيرها " وأنتم تشكرون "
هذه النعم .
" والبحر المسجور " أي المملو وهو المحيط ، أو الموقد من قوله " وإذا البحار
سجرت " كما روي أن الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار نارا يسجر جهنم ، أو
المختلط ، من السجير وهو الخليط ، وقيل : هو بحر معروف في السماء يسمى بحر
الحيوان .
" مرج البحرين " أي أرسلهما ، والمعنى : أرسل البحر الملح والبحر العذب
" يلتقيان " أي يتجاوران وتتماس سطوحهما ، أو بحري فارس والروم يلتقيان في
المحيط لانهما خليجان يتشعبان منه " بينهما برزخ ، أي حاجز من قدرة الله تعالى أو
من الارض " لايبغيان " أي لايبغي أحدهما على الاخر بالممازجة وإبطال الخاصية
أو لايتجاوزان حديهما ، أو بإغراق ما بينهما . وقال الطبرسى - ره - : قيل : المراد
بالبحرين بحر السماء وبحر الارض ، فإن في السماء بحرا يمسكه الله بقدرته ينزل
منه المطر فيلتقيان في كل سنة ، وبينهما حاجز يمنع بحر السماء من النزول وبحر
الارض من الصعود ، عن ابن عباس وغيره ، وقيل : إنهما بحرفارس وبحر الروم
فإن آخر طرف هذا يتصل بآخر طرف ذلك والبرزخ بينهما الجزائر ، وقيل : مرج
البحرين خلط طرفيهما عند التقائهما من غير أن يختلط جملتهما " لا يبغيان " أي لايطلبان
أن يختلطا(1).
" يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " أي كبار الدر وصغاره ، وقيل : المرجان الخرر


(1)مجمع البيان : ج 9 ، ص 701 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه