بحار الأنوار ج47

ثم علمها عليه السلام دعاء وعملا مخصوصا سيأتي شرحهما في موضعه(1).
ثم قال السيد رضي الله عنه : فقالت ام جدنا داود رضوان الله عليه : فكتبت هذا
الدعآء وانصرفت ، ودخل شهر رجب وفعلت مثل ما أمرني به - يعني الصادق عليه السلام -
ثم رقدت تلك الليلة ، فلما كان في آخر الليل رأيت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكل من صليت
عليهم من الملائكة والنبيين ، ومحمد صلى الله عليه وعليهم يقول : يا ام داود ابشري
وكل من ترين من إخواتك ، وفي رواية أعوانك وإخوانك ، وكلهم يشفعون لك
ويبشرونك بنجح حاجتك ، وابشري فان الله تعالى يحفظك ويحفظ ولدك ، ويرده
عليك قالت : فانتبهت ، فما لبثت إلا قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة
للراكب المجد المسرع المعجل ، حتى قدم علي داود ، فسألته عن حاله ، فقال :
إني كنت محبوسا في أضيق حبس ، وأثقل حديد ، وفي رواية وأثقل قيد إلى يوم
النصف من رجب .
فلما كان الليل رأيت في منامي كأن الارض قد قبضت لي ، فرأيتك على
حصير صلاتك ، وحولك رجال رؤوسهم في السمآء ، وأرجلهم في الارض ، يسبحون الله
تعالى حولك ، فقال لي قائل منهم ، حسن الوجه ، نظيف الثوب ، طيب الرائحة
خلته جدي رسول الله صلى الله عليه وآله : ابشريا ابن العجوزة الصالحة ، فقد استجاب الله لامك
فيك دعاء‌ها فانتبهت ، ورسل المنصور على الباب ، فادخلت عليه في جوف الليل
فأمربفك الحديد عني ، والاحسان إلي ، وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، وحملت على
نجيب ، وسوقت بأشد السير وأسرعه ، حتى دخلت المدينة ، قالت ام داود : فمضيت
به إلى أبي عبدالله فقال عليه السلام : إن المنصور رأى أمير المؤمنين عليا عليه السلام في
المنام ، يقول له : أطلق ولدي ، وإلا القيك في النار ، ورأى كأن تحت قدميه
النار ، فاستيقظ وقد سقط في يديه ، فأطلقك يا داود(2).


(1)ذكرها الشيخ المجلسى في كتاب الدعاء ج 20 ص 345 ونقلهما عن الاقبال
ص 149 - 152 .
(2)الاقبال ص 153 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه