بحار الأنوار ج39

أي له الفضل على جميع الخلق حتى علي ، ولي الفضل على من سواه . وقال
الفيروز آبادي : تعقبه : أخذه بذنب كان منه ، وعن الخبر : شك فيه وعاد للسؤال
عنه ، وتعقبه : طلب عورته أو عثرته(1).
اقول : لعل المعنى : من شك في شئ من أحكامه ، بأن يكون " على " بمعنى
" عن " أو من عاب عليه واعترض بتضمين معنى الطعن والاعتراض ، أو المتقدم عليه
في شئ ، بأن يجعله عقبه وخلفه وأراد التقدم عليه ، أو بأن يجعل حكمه عقبه ووراء
ظهره فلا يعمل به . وفي رواية سليمان بن خالد وسعيد الاعرج على مافي أكثر نسخ
الكافي " المعيب "(2). قوله : " في صغيرة أو كبيرة " صفتان للكلمة أو الخصلة أو
المسألة أو نحوها . قوله : " أن تميد " أي كراهة أن تميد ، والميد : التحرك و
الاضطراب . وسمي عليه السلام بالفاروق لانه فرق بين الحق والباطل ، أو هو أول
من أظهر الاسلام ففرق بين الايمان والكفر . وقوله : " أنا صاحب العصا والميسم "
إشارة إلى أنه صلوات الله عليه دابة الارض . وقد روى العامة عن حذيفة أن
النبي صلى الله عليه وآله قال : دابة الارض طولها سبعون(3)ذراعا لايفوتها هارب ، فتسم المؤمن
بين عينيه وتسم الكافر بين عينيه ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن
بالعصا وتختم(4)أنف الكافر بالخاتم حتى يقال : يا مؤمن ويا كافر(5). وسيأتي
تفصيل القول في ذلك في باب الرجعة من كتاب الغيبة . والحمولة بالضم : الاحمال
والمراد أعباء النبوة وأسرار الخلافة والتكاليف الشاقة التي تختص بهم .
17 ير : أبوالفضل العلوي ، عن سعد بن عيسى ، عن إبراهيم بن الحكم
بن ظهير ، عن أبيه ، عن شريك بن عبدالله ، عن عبدالاعلى ، عن أبي وقاص ، عن
سلمان الفارسي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سمعته يقول : عندي علم المنايا والبلايا


(1)القاموس 1 : 106 و 107 .
(2)على صيغة الفاعل من التعييب .
(3)في(م)و(د): ستون ذراعا .
(4)في(ك)و(ت): وتخطم .
(5)أورد الطبرسي هذه الرواية في تفسيره 7 :(231)؟ . والزمخشري ايضا في الكشاف 2 : 370 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه