بحار الأنوار ج74

أشد سكرا منه يقول الله تعالى : صم بكم عمي فهم لا يرجعون (1)ويقول : إنا
جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا * وإن لجاعلون ما عليها
صعيدا جرزا (2).
يا ابن مسعود الدنيا ملعونة ملعون من فيها ، ملعون من طلبها وأحبها ونصب لها
وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى كل من عليها فان ويبقى * وجه ربك ذو الجلال
والاكرام (3)، وقوله كل شئ هالك إلى وجهه (4).
يا ابن مسعود إذا عملت عملا فاعمل لله خالصا لانه لا يقبل من عباده الاعمال
إلا ما كان خالصا فانه يقول وما لاحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه
الاعلى * ولسوف يرضى (5).
يا ابن مسعود دع نعيم الدنيا وأكلها وحلاوتها ، وحارها وباردها ، ولينها ، و
طيبها ، وألزم نفسك الصبر عنها فانك مسؤول عن ذلك كله قال الله تعالى : ثم
لتسئلن يومئذ عن النعيم (6).
يا ابن مسعود فلا تلهينك الدنيا وشهواتها فان الله تعالى يقول : أفحسبتم أنما
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (7).
يا ابن مسعود إذا عملت عملا من البر وأنت تريد بذلك غير الله فلا ترج بذلك
منه ثوابا فانه يقول فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا (8).
يا ابن مسعود إذا مدحك الناس فقالوا : إنك تصوم النهار وتقوم الليل وأنت
على غير ذلك فلا تفرح بذلك فان الله تعالى يقول : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا
ويحبون أن يحمدوا بمالم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم (9).


(1)البقرة : 17 .(2)الكهف : 6 و 7 .(3)الرحمن 26 و 27 .
(4)القصص : 88 .(5)الليل : 19 - 21 .
(6)التكاثر : 8 .(7)المؤمنون : 115 .
(8)الكهف : 105 .
(9)آل عمران : 185 ، والمفازة : المنجاة أى فائزين بالنجاة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه