بحار الأنوار ج35

حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بغلته ،
فانطلق إلى جبل آل فلان وقال : يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذي وكذي تجد
عليا جالسا يسبح بالحصى ، فاقرء‌ه مني السلام واحمله على البغلة وأت به إلي ، قال
أنس : فذهبت فوجدت عليا عليه السلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحملته على البغلة فأتيت به
إليه ، فلما أن بصر برسول الله صلى الله عليه وآله(1)قال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : وعليك السلام
يا أبا الحسن ، اجلس(2)فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ، ما جلس فيه
من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ، ما جلس من
الاخوة أحد إلا وأنت خير منه .
قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي صلى الله عليه وآله
يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب ، فجعله بينه وبين علي وقال : كل يا أخي فهذه هدية
من الله تعالى إلي ثم إليك . قال أنس : فقلت : يا رسول الله علي أخوك ؟ قال : نعم علي
أخي ، قلت(3): يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك ؟ قال : إن الله عزوجل خلق ماء
تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في ؟ ؟
علمه(4)إلى أن يخلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه في
صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثم نقله في(5)صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر
إلى ظهر(6)حتى صار في عبدالمطلب ، ثم شقه الله عزوجل نصفين(7)، فصار نصفه في
أبي : عبدالله بن عبدالمطلب ، ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف
الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله :(وهو الذي خلق من


(1)في المصدر : فلما أن بصربه رسول الله .
(2)ليست في المصدر كلمة(اجلس).
(3)في المصدر : فقلت .
(4)اى في مكنون علمه الذى لايعلمه غيره سبحانه .
(5)في المصدر : إلى .
(6)في المصدر : من طهر إلى طهر .
(7)في المصدر : بنصفين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه