بحار الأنوار ج61

من تراب فرمى بها وجوههم قال : " حم لا ينصرون "(1)قال : فانهزم القوم وما رميناهم
بسهم ولا طعنا هم برمح ولا ضربناهم بسيف .
وفيه من حديث شيبة بن عثمان أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعمه عباس يوم حنين
ناولني من البطحاء فأفقه اله البغلة كلامه فانخفضت به حتى كاد بطنها يمس الارض
فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال : شاهت الوجوه ،
" حم لا ينصرون "(2).
وروى الطبراني وأبونعيم من طرق صحيحة عن خزيمة بن أوس قال :

هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وآله وقدمت عليه عند منصرفه من تبوك فأسلمت فسمعته يقول :
هذه الحيرة قد رفعت إلى وإنكم ستفتحونها ، وهذه الشيمآء بنت نفيلة الاسدية(3)
على بغلة شهبآء معتجرة بخمار أسود ، فقلت : يا رسول الله ! إن نحن دخلنا الحيرة
فوجدناها على هذه الصفة فهي لي ؟ قال : هي لك ، فأقبلنامع خالد بن الوليد نريد
الحيرة فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء بنت نفيلة(4)كما قال رسول الله
صلى الله عليه وآله بغلة شهبآء معتجرة بخمار أسود ، فتعلقت بها فقلت :
هذه وهبهالي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وطلب مني خالد عليها البينة فأتيته بها فسلمها
إلى ، ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي أبتيعينها قلت : نعم ، قال : فاحتكم بما


(1 و 2)في المصدر : " صم لا يبصرون " والظاهر انه مصحف والصحيح ما في المتن ،
قال الجزرى في النهاية 1 : 296 : في حديث الجهاد : " اذ بيتم فقولوا : حم لا ينصرون "
قيل : معناه اللهم لا ينصرون ، ويريد به الخبر لا الدعاء لانه لو كان دعاء لقال : " لا ينصروا "
مجزوما ، فكانه قال : والله لا ينصرون ، وقيل : ان السور التى في اولها حم سورلها شأن
فنبه ان ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله ، وقوله : " لا
ينصرون " كلام مستأنف ، كانه حين قال : قولوا : حم ، قيل : ماذا يكون اذا قلناه ؟ فقال :
لا ينصرون .
(3)في المصدر : بنت نفيل الازدية .
(2)في المصدر : بنت نفيل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه