بحار الأنوار ج88

فيها القمر ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الريح السوداء ، والريح الحمراء ،
والريح الصفراء ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الزلزلة .
ولقد بات رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض نسائه في ليلة انكسف فيها القمر فلم
يكن في تلك الليلة ما يكون منه في غيرها حتى أصبح ، فقالت له : يا رسول الله ألبغض
هذا منك في هذه الليلة ؟ قال : لا ، ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة ، فكرهت
أن أتلذذ وألهو فيها ، وقد عير الله تعالى أقواما في كتابه فقال : وإن يروا كسفا
من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم - فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي
فيه يصعقون ثم قال أبوجعفر عليه السلام : وأيم الله لا يجامع أحد فيرزق ولدا فيرى في ولده
ذلك ما يحب .
وقد مر تفسير ساير الايات ، والغرض من إيرادها بيان أنها من آيات الساعة(1)


(1)ومن الايات التى تتعلق بالباب ، بل هى أساس الحكم لصلاة الايات قوله عز
من قائل : اقتربت الساعة وانشق القمر إلى آخر السورة حيث يجعل انشقاق القمر
من دلائل قرب الساعة ويعده آية ، ثم يردفها بآية الطوفان لقوم نوح ، والريح الصرصر
لقوم عاد ، والصيحة لقوم ثمود ، وامطار الحصباء لقوم لوط ، واغراق اليم لال فرعون ،
ويعد كل واحدة منها آية للعذاب عليحدة .
وانما كان انشقاق القمر من علامات الساعة ، لان الساعة - على ما يظهر من تضاعيف
آيات الله - انما تقوم بطريان هذه الاحداث : ينفجر القمر ويتصدع صخورها وجبالها فيتخلى
ما فيها من موادها المذابة ترى وردة كالدهان : تارة أحمر واخرى أصفر وأزرق كما
قال عزوجل : فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ، كما أن الارض انما تقوم
الساعة عليها كذلك قال الله عزوجل : اذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت واذا
الارض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت الانشقاق : 1 - 5 ، ولا تحصل
ذلك بالارض الا بصيحة قارعة تقرع الاسماع كما قال عزوجل : القارعة ما القارعة وما
أدراك ما القارعة : يوم يكون الناس كالفراش المبثوت وتكون الجبال كالعهن المنفوش
وانما كان انشقاق القمر دليلا على اقتراب الساعة ، لان انفجاره وانفطاره لا يكون

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه