بحار الأنوار ج59

على الظهارة مندفعة إليها من الباطن كأنهما طبقة واحدة لا منفذ بينهما . ولها عنق
دفاع للماء إلى القضيب معوج كثيرة التعاويج ،(1)ولاجلها لا يندفع الماء بالتمام
دفعة ، وخصوصا في الذكران ، فإنه فيهم ذو ثلاث تعاويج ، وفي الاناث ذو تعويج واحد
لقرب مثانتهن من أرحامهن . وعلى فمه عضلة تضمه وتمنع خروج البول حتى تطلقه
الارادة المرخية لها .
أما الثدى فمركب من شرايين وعروق وعصب يحتشى ما بينها نوع من اللحم
غددي أبيض ، طبيعته اللين(2)، خلقه الله ليكون المحيل والمولد والمولد للبن . و
هذه الشرايين والعروق تنقسم في الثدي إلى أقسام دقاق وتستدير وتلتف لفائف كثيرة ،
ويحتوي عليها ذلك اللحم الذي هو مولد اللبن ، فيحيل ما في تجويفها من الدم حتى
يصير لبنا بتشبيهه إياه بطبيعته ، كما يحيل لحم الكبد ما يجتذب من المعدة والامعاء
حتى يصير بتشبيهه إياه .
(الفصل السادس)
*(في تشريح آلات التناسل)*
أما الانثيان فجوهرهما لحم غددي أبيض ، مثل لحم الثدي يحيل الدم
النضيج الاحمر اللطيف المنجذب إليه كأنها فضلة الهضم الرابع في البدن كله منيا
أبيض ، بسبب ما يتخضخض فيه هوائية الروح وانجذاب تلك المادة إليهما ، في شعب
عروق ساكنة ونابضة كثيرة الفوهات ، كثيرة التعاويج والالتفافات ، ومجرى تلك العروق
الصفاق وينزل منه مجريان شبه البرنجين ، ثم يتشعبان(3)فيكون منهما الطبقة
الداخلة عن كيس البيضتين ، ثم يصير من هناك فيهما ، فيستحكم استحالته ويكمل
نوعه ، ويصير منيا تاما ، ويصير في مجريين يفيضان إلى القضيب .


(1)ويصح الراء في المواضع كما في أكثر نسخ القانون(منه).
(2)في بعض النسخ : طبيعته طبيعة اللبن .
(3)ينشعبان(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه