بحار الأنوار ج90

أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم ، فما أغنت عنكم
معرفتكم شيئا ، والثانية أنكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتم شريعته ، فأين
ثمرة إيمانكم ، والثالثة أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم ، فلم تعلموا به ، وقلتم
سمعنا وأطعنا ، ثم خالفتم ، والرابعة أنكم قلتم أنكم تخافون من النار ، وأنتم في
كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم ؟ والخامسة أنكم قلتم أنكم ترغبون
في الجنة وأنتم في كل وقت تفعولن ما يباعدكم منها ، فأين رغبتكم فيها ؟ والسادسة
أنكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها ، والسابعة أن الله أمركم بعداوة الشيطان
وقال إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا (1)فعاديتموه بلاقول ، وواليتموه
بلامخالفة(2)والثامنة أنكم جعلتم عيون الناس نصب عيونكم ، وعيوبكم وراء
ظهوركم ، تلومون من أنتم أحق باللوم منه ، فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا ؟
وقد سددتم أبوابه وطرقه ؟ فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم ، وأخلصوا سرائركم وأمروا
بالمعروف ، وانهوا عن المنكر فسيتجيب الله لكم دعاء كم .
18 تم ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب
عن عمربن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن رجلا كان في بني إسرائيل
فدعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاث سنين فلما رأى أن الله لا يجيبه قال : يارب
أبعيد أنا منك فلا تسمعني ؟ أم قريب أنت مني فلم لا تجيبني ؟ قال : فأتاه آت في
منامه فقال له : إنك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسان بذي ، وقلب عات غير نقي
ونيه غير صادقة ، فاقلع عن بذائك ، وليتق الله قلبك ، ولتحسن نيتك ، قال : ففعل
الرجل ذلك ثم دعا الله فولدله غلام(3).
19 تم : بهذا الاسناد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العبد يسأل الله تبارك وتعالى الحاجة من حوائج


(1)فاطر ص 6 .
(2)كذا في نسخة الاصل بخطه قدس سره مكتوبا على السطر كذا ، والظاهر :
فعاديتموه بالقول : وواليتموه بالمخالفة .
(3)فلاح السائل ص 37 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه