بحار الأنوار ج39

17 يج : روي عن مقرن قال : دخلنا جماعة على أبي عبدالله عليه السلام فقال : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال لام سلمة : إذا جاء أخي فمريه أن يملا هذه الشكوة من الماء
ويلحقني بها بين الجبلين ومعه سيفه ، فلما جاء علي عليه السلام قالت له : قال أخوك :
املا هذه الشكوة من الماء والحقه بها بين الجبلين ، قالت : فملاها وانطلق حتى
إذا دخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ ، فرأى راعيا على الجبل
فقال : يا راعي هل مر بك رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال الراعي ، ما لله من رسول ، فأخذ
علي عليه السلام جندلة(1)، فصرخ الراعي فإذا الجبل قد امتلا بالخيل والرجل ، فما
زالوا يرمونه بالجندل ، واكتنفه طائران أبيضان ، فما زال يمضي ويرمونه حتى لقي
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ياعلي مالك منهزما ؟ فقال : يارسول الله كان كذا وكذا ، فقال :
وهل تدري من الراعي وما الطائران ؟ قال : لا ، قال : أما الراعي فإبليس وأما
الطائران فجبرئيل وميكائيل ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي خذ سيفي هذا وامض
بين هذين الجبلين ولا تلق أحدا إلا قتلته ولا تهيبه ، فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وآله و
دخل بين الجبلين ، فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف وأسنانه كالمنجل(2)، يمشي
في شعره ، فشد عليه فضربه ضربة فلم يبلغ شيئا ، ثم ضربه أخرى فقطعه بين
اثنين ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : قتلته ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله : الله أكبر ثلاثا هذا يغوث ولا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم
الساعة(3).
بيان : قال الفيروزآبادي : الشكوة ، وعاء من أدم للماء واللبن(4).
18 يج ، قب ، شا : من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ما تظاهر به الخبر من
بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله له إلى وادي الجن ، وقد أخبره جبرئيل عليه السلام أن طوائف


(1)الجندلة : الصخر العظيم .
(2)المنجل : آلة من حديد عكفاء يقضب بها الزرع ونحوه .
(3)لم نجده في المصدر المطبوع .
(4)القاموس 4 : 349 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه