بحار الأنوار ج44

كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة ، وأنا سلطان وأنت سوقة ، وذكر
نحوا من ذلك ، فلما قرأ الحسن الكتاب تبسم وأنفذ بالكتاب إلى معاوية ، فكتب
معاوية إلى زيدا يؤنبه ويأمره أن يخلي عن أخي سعيد وولده وامرأته ورد ماله
وبناء ما قد هدمه من داره ، ثم قال وأما كتابك إلى الحسن باسمه واسم امه ، لا
تنسبه إلى أبيه ، وامه بنت رسول الله وذلك أفخر له إن كنت تعقل .
وذكروا أن الحسن بن علي عليهما السلام دخل على معاوية يوما فجلس عند رجله
وهو مضطجع فقال له : يا أبا محمد ألا اعجبك من عائشة تزعم أني لست للخلافة أهلا ؟
فقال الحسن عليه السلام : وأعجب من هذا جلوسي عند رجلك ، وأنت نائم ، فاستحيا معاوية
واستوى قاعدا واستعذره .
كشف : مثله ثم قال : قلت : والحسن عليه السلام لم يعجب من قول عائشة إن
معاوية لا يصلح للخلافة ، فان ذلك عنده ضروري ، لكنه قال : وأعجب من توليك
الخلافة قعودي(1).
بيان : يحتمل أن يكون التعجب من صدور هذا القول منها ، وإن كان حقا
لكونها مقرة بخلافة أبيها مع اشتراكهما في عدم الاستحقاق ، وداعية لمعاوية إلى
مقاتلة أمير المؤمنين عليه السلام .
13 قب : وفي العقد أن مروان بن الحكم قال للحسن بن علي عليهما السلام بين
يدي معاوية : أسرع الشيب إلى شاربك يا حسن ! ويقال إن ذلك من الخرق
فقال عليه السلام : ليس كما بلغك ، ولكنا معشر بني هاشم طيبة أفواهنا ، عذبة شفاهنا
فنساؤنا يقبلن علينا بأنفاسهن ، وأنتم معشر بني امية فيكم بخر شديد ، فنساؤكم
يصرفن أفواههن وأنفاسهن إلى اصداغكم ، فانما يشيب منكم موضع العذار من
أجل ذلك .
قال مروان : أما إن فيكم يا بني هاشم خصلة(سوء)(2)قال : وما هي ؟


(1)راجع كشف الغمة ج 2 ص 150 ، مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 22 و 23 .
(2)الزيادة من المصدر ج 4 ص 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه