بحار الأنوار ج12

على حالها ، ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى الجبال إلا كالذر ، ثم مكث ساعة فنظر إلى
السماء فإذا هي على حالها ، ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى إلا الماء ، ثم مكث ساعة فنظر
إلى السماء فإذا هي على حالها ، ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى شيئا ، ثم وقع في ظلمة
لم ير ما فوقه وما تحته ففزع فألقى اللحم فاتبعته النسور منقضات ،(1)فلما نظرت الجبال
إليهن وقد أقبلن منقضات وسمعت حفيفهن فزعت وكادت أن تزول مخافة أمر السماء(2)
وهو قول الله : " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " .(3)
37 - كا : في الروضة : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ،
عن ححر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خالف إبراهيم عليه السلام قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل
على نمرود فخاصمهم ،(4)فقال إبراهيم عليه السلام " ربي الذي يحيى ويميت قال أنا احيي
واميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي
كفر والله لا يهدي القوم الظالمين " وقال أبوجعفر عليه السلام : عاب آلهتهم ونظر نظرة في النجوم
فقال : إني سقيم ، قال أبوجعفر عليه السلام : والله ما كان سقيما وماكذب ، فلما تولوا عنه مدبرين
إلى عيد لهم دخل إبراهيم عليه السلام إلى آلهتهم بقدوم فكسرها إلا كبيرا لهم ، ووضع القدوم
في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها فقالوا : لا والله ما اجترأ عليها ولا كسرها
إلا الفتى الذي كان يعيبها ويبرء منها ، فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار ، فجمع له الحطب
واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بني له بناء لينظر
إليه كيف تأخذه النار ، ووضع إبراهيم عليه السلام في منجنيق وقالت الارض : يارب ليس على
ظهري أحد(5)يعبدك غيره يحرق بالنار ، قال الرب : إن دعاني كفيته .(6)
38 - كا : علي ، عن أبيه ، وعدة من أصحابنا عن سهل جميعا ، عن ابن محبوب ،
عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن إبراهيم عليه السلام


(1)من أنقضت العقاب : صوتت .
(2)في نسخة : مخافة من أمر السماء .
(3)مخطوط . م
(4)في نسخة : فخاصمه .
(5)في نسخة : ليس على ظهرى عبد اه‍ .
(6)الروضة 368 - 369 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه