بحار الأنوار ج24

بيان : قال الطبرسي رحمه الله :(والبلد الطيب)معناه الارض الطيب
ترابه(يخرج نباته)أي زروعه خروجا حسنا ناميا زاكيا من غير كد ولاعناء
(بإذن ربه)بأمر الله ، وإنما قال ذلك ليكون أدل على العظمة ونفوذ الارادة
من غير تعب ولانصب(والذي خبث لايخرج إلا نكدا)أي والارض السبخة
التي خبث ترابها لايخرج ريعها إلا شيئا قليلا لاينتفع به(1).
وأقول : على تأويله عليه السلام هذا تمثيل للطينة الطيبة التي هى منشأ العلوم و
المعارف والطاعات والخيرات ، والطينة الخبيثة التي لايتوقع منها نفع وخير
ويؤيده ما روى الطبرسي عن ابن عباس ومجاهد والحسن أن هذا مثل ضربه
الله للمؤمن والكافر ، فأخبر أن الارض كلها جنس واحد إلا أن منها طينة تلين
بالمطر ويحسن نباتها ويكثر ريعها ، ومنها سبخة لاتنبت شيئا ، وإن أنبتت فمما
لامنفعة فيه ، وكذلك القلوب كلها لحم ودم ، ثم منها لين يقبل الوعظ ، ومنها
قاس جاف لايقبل الوعظ ، فليشكر الله تعالى من لان قلبه لذكره(2).
20 - شى : عن المفضل قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله :(فالق الحب
والنوى)قال : الحب المؤمن ، وذلك قوله :(وألقيت عليك محبة مني(3))و
النوى هو الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله(4).
شى : عن صالح بن رزين رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام مثله(5).
بيان : يظهر منه أن الحب صفة مشبهة من المحبة ، ولم يرد فيما عندنا من
كتب اللغة ، وإنما ذكروا الحب بالكسر بمعنى المحبوب ، وبالفتح جمع الحبة
ولايبعد أن يكون هنا جمع الحبة بمعنى حبة القلب ، وهي سويداؤه ، ويكون وجه


(1 و 2)مجمع البيان 4 : 432 .
(3)طه : 39 .
(4)تفسير العياشى 1 : 370 .
(5)تفسير العياشى 1 : 370 فيه ، صالح بن سهلوفيه : الحب ما حبه ، والنوى
ما نأى عن الحق فلم يقبله .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه