بحار الأنوار ج14

ومن قارض الشيطان قرن معه ، مالكم تتنافسون في الدنيا وتعدلون عن الحق ، غرتكم
أحسابكم ، فما حسب امرئ خلق من الطين ؟ إنما الحسب عندي هو التقوى ، بني آدم !
إنكم وما تعبدون من دون الله في نار جهنم ، أنتم مني برآء ، وأنا منكم برئ ، لا حاجة
لي في عبادتكم حتى تسلموا إسلاما مخلصا وأنا العزيز الحكيم ، سبحان خالق النور .(1)
وفي السادسة والاربعين : بني آدم ! لاتستخفوا بحقي فأستخف بكم في النار ، إن
أكلة الربا تقطع أمعاؤهم وأكبادهم ، إذا ناولتم الصدقات فاغسلوها بماء اليقين ، فإني
أبسط يميني قبل يمين الآخذ ، فإذا كانت من حرام حذفت بها في وجه المتصدق ، وإن
كانت من حلال قلت : ابنوا له قصورا في الجنة ، وليست الرئاسة رئاسة الملك ، إنما الرئاسة
رئاسة الآخرة ، سبحان خالق النور .
وفي السابعة والاربعين : أتدري ياداود لم مسخت بني إسرائيل فجعلت منهم القردة
والخنازير ؟ لانهم إذا جاء الغني بالذنب العظيم ساهلوه ، وإذا جاء المسكين بأدنى منه
انتقموا منه ، وجبت لعنتي على كل متسلط في الارض لايقيم الغني والفقير بأحكام واحدة
إنكم تتبعون الهوى في الدنيا ،(2)أين المفر مني إذا تخليت بكم ؟ كم قد نهيتكم عن
الالتفات إلى حرم المؤمنين ؟ وطالت ألسنتكم(3)في أعراض الناس ، سبحان خالق النور


(1)في المصدر هنا زيادات لعلها اسقطت عن النساخ ، أو كانت نسخة سعد السعود الموجودة
عند المصنف ناقصة ، وهي : وفي السورة السادسة والثلاثين : ثياب العاصي ثقال على الابدان
ووسخ على الوجه ، والوسخ ينقطع بالماء ، ووسخ الذنوب لا ينقطع الا بالمغفرة ، طوبى للذين
كان باطنهم أحسن من ظاهرهم ، ومن كانت له ودائع فرح بها يوم الازفة ، ومن عمل بالمعاصي و
أسرها من المخلوقين لم يقدر على اسرارها منى ، قد أوفيتكم ماوعدتكم من طيبات الرزق ، ونبات
البر ، وطير السماء ، ومن جميع الثمرات ، ورزقتكم مالم تحتسبوا ، وذلك كله على الذنوب ، معشر
الصوام بشر الصائمين بمرتبة الفائزين ، وقد انزلت على اهل التوراة بما انزلت عليكم ، داود !
سوف تحرف كتبي ، ويفترى علي كذبا ، فمن صدق بكتبي ورسلي فقد أنجح وأفلح وأنا العزيز
سبحان خالق النور ، انتهى .
(2)في نسخة : هب انكم تتبعون الهوى في الدنيا فاين المفر مني .
(3)في المصدر : وأطالت ألسنتكم . قلت : لعل الصواب : واطالة السنتكم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه