بحار الأنوار ج33

فلم يدع(عليه السلام)شيئا إلا ناشدهم فيه حتى أتى على آخر مناقبه وما
قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق .
فلما حدث أبوالدرداء وأبوهريرة معاوية بكل ذلك وبما رد عليه الناس
وجم من ذلك وقال : يا أبا الدرداء ويا أبا هريرة لئن كان ما تحدثاني عنه حقا
لقد هلك المهاجرون والانصار غيره وغير أهل بيته وشيعته .
ثم كتب معاوية إلى أميرالمؤمنين عليه السلام : لئن كان ما قلت وادعيت
واستشهدت عليه أصحابك حقا لقد هلك أبوبكر وعمر وعثمان وجميع
المهاجرين والانصار غيرك وغير أهل بيتك وشيعتك وقد بلغني ترحمك عليهم
واستغفارك لهم وانهم لعلى وجهين مالها ثالث إما تقية إن أنت تبرأت منهم
خفت أن يتفرق عنك أهل عسكرك الذين تقاتلني بهم وإن كان الذي ادعيت
باطلا وكذبا فقد جاء‌ني بعض من تثق به من خاصتك بأنك تقول لشيعتك
وبطانتك بطانة السوء : أني قد سميت ثلاثة من بني أبابكر وعمر وعثمان فإذا
سمعتموني أترحم على أحد من أئمة الضلالة فإنما أعني بذلك بني والدليل
على ذلك - وفي رواية أخرى : على صدق ما أتوني به ورقوه إلي - أن قد رأيناك
بأعيننا فلا نحتاج أن نسأل عن ذلك غيرنا وإلا فلم حملت امرأتك فاطمة على
حمار وأخذت بيد ابنيك الحسن والحسين إذ بويع أبوبكر فلم تدع أحدا من
أهل بدر والسابقة إلا وقد دعوتهم واستنفرتهم عليه فلم تجد منهم إنسانا غير
أربعة : سلمان وأبوذر والمقداد والزبير لعمري لو كنت محقا لاجابوك
وساعدوك ونصروك ، ولكن ادعيت باطلا وما لا يقرون به وسمعتك أذناي وأنت
تقول لابي سفيان حين قال لك : غلبك عليه أذل أحياء قريش تيم وعدي
ودعاك إلى أن ينصرك فقلت : لو وجدت أعوانا أربعين رجلا من المهاجرين
والانصار من أهل السابقة لنا هضت الرجل فإنا لم نجد غير أربعة رهط بايعت
مكرها .
قال : فكتب إليه أميرالمؤمنين عليه السلام :
أما بعد فقد قرأت كتابك فكثر ما يعجبني مما خطت فيه يدك وأطنبت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه