بحار الأنوار ج67

غفلة إن اللبيب لايتأثث(1)في دار النقلة ، ولنا دار أمن قد نقلنا إليها خير
متاعنا ، وإنا عن قليل إليها صائرون .
وكان عليه السلام إذا أراد أن يكتسي دخل السوق فيشتري الثوبين فيخير
قنبرا أجودهما ، ويلبس الآخر ، ثم يأتي النجار فيمد له إحدى كميه ويقول :
خذه بقدومك ، ويقول : هذه تخرج في مصلحة اخرى ويبقي الكم الاخرى
بحالها ، ويقول : هذه تأخذ فيها من السوق للحسن والحسين عليهما السلام(2).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ماتعبدوا لله بشئ مثل الزهد في الدنيا .
وقال عيسى عليه السلام للحواريين : ارضوا بدني الدنيا مع سلامة دينكم ، كما
رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة دنياهم ، وتحببوا إلى الله بالبعد منهم
وأرضوا الله في سخطهم ، فقالوا : فمن نجالس ياروح الله ؟ قال : من يذكركم الله
رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقه ، ويرغبكم في الآخرة عمله(3).


(1)يعنى لايتخذ أثاثا للبيت يقال : تأثث فلان ، أصاب خيرا وفي الصحاح : أصاب
رياشا وفي المفردات : أصاب أثاثا ، والاثاث متاع البيت بلا واحد وقيل هو مايتخذ للاستعمال
والمتاع لا للتجارة .
(2)يعنى أنه عليه السلام كان يخيط من احدى كميه كيسا ليشترى فيه من السوق .
(3)عدة الداعى ص 87 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه