بحار الأنوار ج75

قطعه ، والاصول على مغارسها بفروعها تسموا ، فمن تعجل لاخيه خيرا وجده إذا
قدم عليه غدا ، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت
حاجته ، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه ، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله
عنه كرب الدنيا والاخرة ، ومن أحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين .
5 - وخطب عليه السلام(1)فقال : إن الحلم زينة ، والوفاء مروة ، والصلة نعمة ،
والاستكبار صلف(2)والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلو ورطة ، ومجالسة أهل
الدناء‌ة شر ، ومجالسة أهل الفسق ريبة .
6 - كشف(3): وأما شعر الحسين عليه السلام فقد ذكر الرواة له شعرا
ووقع إلي شعره عليه السلام بخط الشيخ عبدالله بن أحمد بن الخشاب النحوى(ره)
وفيه قال أبومخنف لوط بن يحيى : أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبدالله
الحسين عليهما السلام إنما هو ما تمثل به وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من
مظانه وأماكنه ، ورويته عن ثقات الرجال منهم عبدالرحمن بن نجبة الخزاعي وكان
عارفا بأمر أهل البيت عليهم السلام ومنهم : المسيب بن رافع المخزومي وغيره رجال كثير
ولقد أنشدني يوما رجل من ساكني سلع(4)هذه الابيات فقلت له اكتبنيها فقال
لي : ما أحسن رداء‌ك هذا ، وكنت قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير فطرحته عليه
فاكتبنيها وهي :
قال أبوعبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن
عبد مناف بن قصى عليه السلام :
ذهب الذين احبهم وبقيت فيمن لا احبه
في من أراه يسبني * ظهر المغيب ولا اسبه


(1)المصدر ج 2 ص 242 .
(2)الصلف مجاوزة القدر في الظرف والبراعة والادعاء فوق ذلك تكبرا .
(3)المصدر ج 2 ص 245 .
(4)بفتح السين موضع بقرب المدينة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه