بحار الأنوار ج62

ونحوه قال الشهيد نورالله مرقده في الذكرى(1).
وقال الدميري : قال أبوعمرو بن بن الصلاح : لا تصحب الملائكة رفقة فيه كلب
ولا جرس ، ثم قال : وأما قوله صلى الله عليه وآله : لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة فقال
العلماء : سبب امتناعهم من البيت الذي فيه الصورة كونها معصية فاحشة ، وفيها
مضاهاة خلق الله تعالى(2)وبعضها في صورة ما يعبدون من دون الله عزوجل ، وسبب
امتناعهم من البيت الذي فيه الكلب لكثرة أكله النجاسات ، ولان بعض الكلاب
يسمى شيطانا ، كماجاء في الحديث ، والملائكة ضد الشيطان ، ولقبح رائحة الكلب
او لملائكة تكره الرائحة الخبيثة ، ولانها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه
دخول الملائكة عليه(3)وصلاتها فيه واستغفارها له وتبركها عليه في بيته ودفعها أذى
الشياطين .
والملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب ولا صورة هم ملائكة يطوفون
بالرحمة والتبرك والاستغفار ، وأما الحفظة والموكلون بقبض الارواح فيدخلون في
كل بيت ، ولا تفارق الحفظة الآدمي في حال(4)لانهم مأمورن باحصاء أعمالهم
وكتابتها .
قال الخطابي : وإنما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة مما يحرم
اقتناؤه من الكلاب والصور ، وأما ما ليس اقتناؤه بحرام من كلب الصيد والزرع
والماشية والصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرها فلا يمتنع دخول الملائكة
بسببه ، وأشار القاضي إلى نحوما قاله الخطابي ، وقال النووي : والاظخر أنه عام
في كل كلب وصورة وإنهم يمتنعون من الجميع لا طلاق الاحاديث ، وأما الجرو


(1)الذكرى .
(2)في المصدر : وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى .
(3)في المصدر : بيته .
(4)في المصدر : ولا تفارق الحفظة بنى آدم في حال من الاحوال .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه