بحار الأنوار ج54

واختال ونشط تبخترا(1)، أو بالجيم والمرج بالتحريك الفساد والقلق والاختلاط والاضطراب والفعل كفرح أيضا .(لا يلبسهم الليل)لعل المعنى أنهم لم يكونوا يحتاجون في الليل إى ستر ، وفي النهار إلى غشاء وستر ، أو أنهم لما لم تطلع عليهم الشمس لا ليل عندهم ولا نهار(2)ويظهر من هذا الخبر أن جابلقا وجابرسا خارجان من هذا العالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على المشهور ، وأهلهما صنف من الملائكة ، أو شبيه بهم واختصر الراوندي الخبر ، وتمامه مر بسند آخر في المجلد الخامس . 6 - البصائر : عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير(3)عن رجاله ، عن أبي


(1)في اكثر النسخ : وتبختر .(2)بل الثاني متعين .(3)هو محمد بن زياد بن عيسى أبو أحمد الازدي من موالى المهلب بن أبى صفرة ، و قيل مولى بنى امية والاول أصح ، بغدادي الاصل والمقام ، كان اوثق الناس عند الخاصة والعامة وانسكهم نسكا وأورعهم واعبدهم ، وكان من اصحاب الاجماع ، جليل القدر ، عظيم الشأن . قال الفضل بن شاذان : دخلت العراق فرأيت أحدا يعاتب صاحبه ويقول له : أنت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهم ؟ وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ، فلما اكثر عليه قال : اكثرت على ، ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت ين ابن ابى عمير ، ما ظنك برجل يسجد سجدة الشكر بعد صلوة الفجر فما يرفع رأسه الا عند زوال الشمس ! كان متمولا رب خمسمائة الف درهم ، روى الكشى انه ضرب مائة وعشرين خشبة امام هارون ، وتولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع ، وحبس فأدى مائة وأحد وعشرين الف درهم حتى خلى عنه . و ايضا اخذه المأمون وحبسه ، وأصابه من الجهد والضيق امر عظيم واخذا المأمون كل شئ كان له وذلك بعد موت الرضا عليه السلام قيل انه كان في الحبس اربع سنين ، وروى المفيد(ره)في الاختصاص انه حبس سبع عشر سنين ، وفي حال استتاره وكونه في الحبس دفنت اخته كتبه فهلكت الكتب ، وقيل : تركها في غرفة فسال عليها المطر فحدث من حفظه ومما كان سلف له في ايدى الناس ، فلهذا تسكن الاصحاب إلى مراسيله ، قال المحقق الداماد في الرواشح السماوية(ص : 67)مراسيل محمد بن أبى عمير تعد في حكم المسانيد ، إلى ان قال : كان يروى ما يرويه باسانيد صحيحة ، فلما ذهبت كتبه ارسل رواياته التى كانت هي من المضبوط المعلوم المسند عنده بسند صحيح ، فمراسيله في الحقيقة مسانيد معلومة الاتصال(انتهى)قال النجاشي(ص : 250)لقى أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه احاديث إلى ان قال وروى عن الرضا عليه السلام(انتهى)وقيل انه ادرك أبا الحسن موسى عليه السلام ولم يرو عنه وروى عن الرضا والجواد عليهما السلام واستظهر في(جامع الرواة)انه ادرك اربعة من الائمة : الصادق : والكاظم والرضا والجواد عليهم السلام وأيده بتأييدات يطول ذكرها(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه