بحار الأنوار ج43

حتى مجلت(1)يداها وطب الرحى في يدها .
بيان : طب أي تأنى في الامور وتلطف ولعل المعنى أثرت فيها قليلا قليلا
ولعل فيه تصحيفا(2).
8 - قب : في الصحيحين إن عليا عليه السلام قال أشتكي مما أندء بالقرب فقالت

فاطمة عليها السلام : والله إني أشتكي يدي مما أطحن بالرحى وكان عند النبي صلى الله عليه واله اسارى
فأمرها أن تطلب من النبى صلى الله عليه واله خادما ، فدخلت على النبي صلى الله عليه واله وسلمت عليه و
رجعت ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : مالك ؟ قالت : والله ما استطعت أن اكلم رسول
الله صلى الله عليه واله من هيبته ، فانطلق علي معها إلى النبي صلى الله عليه واله ، فقال لهما : لقد جاء‌ت
بكما حاجة ، فقال علي : مجاراتهما فقال صلى الله عليه واله : لا ولكني أبيعهم وانفق أثمانهم على أهل
الصفة ، وعلمها تسبيح الزهراء .
كتاب الشيرازي أنها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله صلى الله عليه واله فقال :
يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولاثياب
ولولا خشيتي خصلة لاعطيتك ما سألت ، يا فاطمة إني لااريد أن ينفك عنك أجرك
إلى الجارية ، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة بين
يدي الله عزوجل إذا طلب حقه منك ثم علمها صلاة التسبيح فقال أميرالمؤمنين
: مضيت تريدين من رسول الله صلى الله عليه واله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة .
قالقال أبوهريرة : فلما خرج رسول الله صلى الله عليه واله من عند فاطمة أنزل الله
على رسوله وإما تعرضن عنهم ابتغآء رحمة من ربك ترجوها يعني عن قرابتك
وابنتك فاطمة ابتغاء مرضاة الله ، يعني طلب رحمة من ربك ، يعني رزقا من ربك
ترجوها فقل لهم قولا ميسورا (3)يعني قولا حسنا .
فلما نزلت هذه الاية أنفذ رسول الله صلى الله عليه واله جارية إليها للخدمة وسماها فضة .
تفسير الثعلبي ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، وتفسير القشيري ، عن جابر الانصاري أنه


(1)مجلت يده قرحت يده او تجمع ماء فيها بين الجلد واللحم بسبب العمل .
(2)بل المراد بالطب أن تجعل طبابة أى سيرا من الجلد على الرحى فتمسكها بيدها
وتدير .(3)الاسراء : 30 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه