بحار الأنوار ج69

قلت : نعم : قال ففكر في هذا أو هذا ، واعلم أي شئ فيهما ؟ ثم قال : من ذا
الذي تصدق وهو راكع ؟ قلت : علي تصدق بخاتمه ، قال : أتعرف غيره ؟
قلت : لا ، قال : فما قرأت إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون (1)قلت : نعم .
قال : أفما في هذه الاية نص ا لله على علي بقوله : إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون قلت : يا
أميرالمؤمنين قد جمع بقوله : الذين آمنوا قال : القرآن عربي ونزل بلغات
العرب ، والعرب تخاطب الواحد بخطاب الجمع ويقول الواحد : فعلنا وصنعنا ، وهو
من كلام الملك والعالم والفاضل وكذلك قال الله خلقنا السموات (2)وبنينا فوقكم
سبعا(3) وهو الله الواحد ، وقال : جل ثناؤه حكاية من خطابه سبحانه قال : رب
ارجعون (4)ولم يقل ارجعني لهذه العلة .
ثم قال : يا إسحاق أوما علمت أن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لما
أشاد بذكر علي وبفضله ، وطوق أعناقهم ولايته وإمامته ، وبين لهم أنه
خيرهم من بعده ، وأنه لا يتم لهم طاعة الله إلا بطاعته ، وكان في جميع ما فضله به
نص على أنه ولي الامر بعده ، قالوا إنما ينطق النبي صلى الله عليه وآله عن هواه ، وقد أضله حبه بن عمه وأغواه ، وأطنبوا في القول سرا فانزل الله المطلع على السراير
والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو
إلا وحي يوحى .
ثم قال : يا إسحاق إن الناس لا يريدون الدين إنما أرادوا الرياسة
وطلب ذلك أقوام فلم يقدروا عليه بالدنيا ، فطلبوا ذلك بالدين ، ولا حرص لهم


(1)المائدة 55 .
(2)في آيات عديدة .
(3)النبأ : 12 .
(4)المؤمنون : 99 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه