بحار الأنوار ج14

وظلموا أنفسهم " فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض ، وأنهار
جارية ، وأموال ظاهرة ، فكفروا بأنعم الله(1)وغيروا ما بأنفسهم ، فأرسل الله عليهم سيل
العرم فغرق قراهم ، وأخرب ديارهم ، وذهب بأموالهم ، وأبدلهم مكان جناتهم جنتين
ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ، ثم قال الله عزوجل : " ذلك جزيناهم
بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور " .(2)
كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله .(3)
ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ،
عن ابن محبوب مثله .(4)
قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " لقد كان لسبأ " المراد بسبأ ههنا القبيلة الذين
هم أولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان " في مساكنهم "(5)أي في بلدهم " آية " أي حجة
على وحدانية الله عز اسمه وكمال قدرته ، وعلامة على سبوغ نعمه ، ثم فسر سبحانه
الآية فقال : " جنتان عن يمين وشمال " أي بستانان عن يمين من أتاهما وشماله ، وقيل :
عن يمين البلد وشماله ، وقيل : إنه لم يرد جنتين اثنتين ، والمراد : كانت ديارهم على وتيرة
واحدة ، إذ كانت البساتين عن يمينهم وشمالهم متصلة بعضها ببعض ، وكان من كثرة النعم
أن المرأة كانت تمشي والمكتل(6)على رأسها فيمتلئ بالفواكه من غير أن تمس بيدها
شيئا ، وقيل : الآية المذكورة هي أنه لم يكن في قريتهم بعوضة ولا ذباب ولا برغوث ولا
عقرب ولا حية ، وكان الغريب إذا دخل بلادهم وفي ثيابه قمل ودواب ماتت ، عن ابن زيد ،


(1)في الكافي في الاسناد الاتي : فكفروا نعم الله عزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله
فغير الله ما بهم من نعمة ، وان الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ، فارسل الله اه‍ . وفيه :
وخرب ديارهم وأذهب أموالهم .
(2)روضة الكافي : 395 و 396 .
(3)اصول الكافي 2 : 274 .
(4)قصص الانبياء مخطوط .
(5)هكذا في النسخ وهو تحريف ، والصحيح كما في المصدر : في مسكنهم .
(6)المكتل : زنبيل من خوص .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه