بحار الأنوار ج61

الجمع ليس بجمع ولا اسم جمع ، إنما هو دال على الجنس ، وروى ابن ماجة أن النبى
صلى الله عليه وآله قال : " الابل عز لاهلها ، والغنم بركة ، والخير معقود في نواصي الخيل إلى
يوم القيامة " والابل من الحيوان العجيب(1)وإن كان عجبها سقط من أعين الناس لكثرة
رؤيتهم لها ، وهوأنه حيوان عظيم الجسم شديد الانقياد ينهض بالحمل الثقيل ويبرك
به وتأخذ زمامه فأرة تذهب به حيث شاء‌ت وتحمل على ظهره بيتا يقعد فيه الانسان(2)
مع مأكوله ومشروبه وملبوسه وظروفه ووسائده كما في بيته وتتخذ للبيت سقفا(3)
وهو يمشي بكل هذه ، ولهذا قال تعالى : " أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت "
وعن بعض الحكماء أنه حدث عن البعير وعظم خلقه(4)وكان قد نشأ بأرض لا إبل
بها ففكر ،(5)ثم قال : يوشك أن تكون طوال الاعناق ، وحين أراد الله(3)بها أن تكون
سفائن البر صبرها على احتمال العطش حتى أن ظمأها يرتفع إلى العشر ، وجعلها
ترعى كل شئ نابت في البراري والمفاوز مالا يرعاه سائر البهائم ، وفي الحديث :
" لاتسبوا الابل فان فيها رقوء الدم ومهر الكريمة " أي تعطى(7)في الديات فتحقن
بها الدماء فتقطع عن أن يهراق(8)دم القائل ، وقال أصحاب الكلام : في طبائع الحيوان
ليس لشئ من الفحول مثل ماللجمل عند هيجانه إذ يسوء خلقه ويظهر زبده ورغاؤه
فلو حمل ثلاثة أضعاف عادته حمل ، ويقل أكله(9)، وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الصلاة


(1)في المصدر : والابل من الحيوانات العجيبة .
(2)في المصدر : ويتخذ على ظهره بيت يقعد الانسان فيه .
(3)في المصدر : كانه في بيته ويتخذ للبيت سقف .
(4)في المصدر : وعن بديع خلقها .
(5)في المصدر : ففكر ساعة .
(6)في المصدر : وحيث أراد الله .
(7)في المصدر : أى انها تعطى .
(8)في المصدر : وتمنع من أن يهراق .
(9)زاد في المصدر : ويخرج الشقشقة وهى الجلدة الحمراء التى يخرجها من جوفه
وينفخ فيها فتظهر من شدقه لا يعرف ماهى اه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه