بحار الأنوار ج21

الحاضر والمستقبل من الزمان " لايعصينك في معروف " وهو جميع ما يأمرهن به ،
لانه صلى الله عليه واله لا يأمرإلا بالمعروف ، وقيل : عنى بالمعروف النهي عن النوح وتمزيق
الثياب وجز الشعر ، وشق الجيب ، وخمش الوجه ، والدعاء بالويل " فبايعهن "
على ذلك " واستغفر لهن الله " من ذنوبهن " إن الله غفور " أي صفوح عنهن " رحيم "
منعم عليهن ، وروي أن النبي صلى الله عليه واله بايعهن وكان على الصفا ، وكان عمرأسفل
منه ، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء خوفا أن يعرفها رسول الله صلى الله عليه واله
فقال : " أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا " فقالت هند : إنك لتأخذ علينا أمرا
مارأيناك أخذته على الرجال ، وذلك أنه بايع الرجال يومئذ على الاسلام والجهاد
فقط ، فقال النبي صلى الله عليه واله : " ولا تسرقن " فقالت هند : إن أباسفيان رجل ممسك ،
وإني أصبت من ماله هنات ، فلا أدري أيحل لي أم لا ، فقال أبوسفيان : ما أصبت
من شئ(1)فيما مضى وفيما غبر فهولك حلال ، فضحك رسول الله صلى الله عليه واله وعرفها ، فقال
لها : " وإنك لهند بنت عتبة ؟ " قالت : نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفاالله عنك ، فقال
ولا تزنين ، فقالت هندأ وتزني الحرة ، فتبسم عمر بن الخطاب لماجرى بينه وبينها
في الجاهلية ، فقال صلى الله عليه واله : ولا تقتلن أولادكن ، فقالت هند : ربينا هم صعاراو
قتلتموهم كبارا فأنتم وهم أعلم ، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي
طالب عليه السلام يوم بدر ، فضحك عمر حتى استلقى ، وتبسم النبي صلى الله عليه واله ، ولما قال :
ولا تأتين ببهتان ، قالت هند : والله إن البهتان قبيح ، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الاخلاق ، ولما قال : " ولا يعصينك في معروف " قالت هند : ما جلسنا مجلسنا هذا
وفي أنفسنا أن نعصيك في شئ .
وروى الزهري عن عرفه(2)عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه اله يبايع النساء
بالكلام بهذه الآية " أن لا يشركن بالله شيئا " ومامست يد رسول الله صلى الله عليه واله يدا مرأة
قط إلا امرأة يملكها ، رواه البخاري في الصحيح .


(1)من مالى خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(2)عن عروة خ ل . أقول ، يوجد ذلك في المصدر .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه