بحار الأنوار ج70

وخامسها أن المراد سأصرف عن إبطال آياتي والمنع من تبليغها هؤلاء المتكبرين .
فاستكبروا (1)اي عن اتباعها وكانوا قوما مجرمين اي معتادين
الاجرام ، فلذلك تهاونوا في رسالة ربهم ، واجترؤا على ردها .
ما نريك إلا بشرا مثلنا (2)اي لا مزية لك علينا تخصك بالنبوة
ووجوب الطاعة إلا الذين هم أراذلنا اي أخساؤنا(3)وقال علي بن إبراهيم :(4)
يعني المساكين والفقراء بادي الرأي اي ظاهر الرأي من غير تعمق من البدو
أو أول الراي من البدء ، وإنما استرذلوهم لفقرهم ، فانهم لما لم يعلموا إلا
ظاهرا من الحياة الدنيا كان الاحظ بها أشرف عندهم ، والمحروم أرذل وما نرى
لكم أي لك ولمتبعيك علينا من فضل يؤهلكم للنبوة ، واستحقاق المتابعة
بل نظنكم كاذبين أنت في دعوى النبوة وإياهم في دعوى العلم بصدقك .
وما أنا بطارد الذين آمنوا (5)يعني الفقراء ، وهو جواب لهم حين
سألوا طردهم إنهم ملاقوا ربهم يلاقونه ويفوزون بقربه فيخاصمون طاردهم
فكيف أطردهم ولكني اريكم قوما تجهلون الحق وأهله ، وتتسفهون عليهم
بأن تدعوهم أراذل من ينصرني من الله يدفع انتقامه إن طردتهم وهم بتلك
المثابة ، أفلا تذكرون لتعرفوا أن التماس طردهم وتوفيق الايمان عليه ليس
بصواب .
ولا اقول لكم عندي خزائن الله (6)اي خزائن رزقه حتى جحدتم فضلي
ولا أعلم الغيب أي ولا أقول : أنا أعلم الغيب ، حتى تكذبوني استبعادا أو


(1)يونس : 75 .
(2)هود : 27 .
(3)مجمع البيان ج 5 ص 154 . انوار التنزيل : 193 .
(4)تفسير القمي : 301 .
(5)هود : 29 .
(6)هود : 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه