بحار الأنوار ج28

يا رسول الله أفأجب نفسي ؟ قال جف القلم بما فيه(1)
بيان : الجب استيصال الخصية ، ولعل المراد بجف القلم جريان القضاء والحكم


(1)علل الشرائع ج 2 ص 37
أقول : أخرج الخطيب في تاريخه ج 13 ص 452 قال : لما قدم الرشيد المدينة ،
أعظم أن يرقى منبر النبى ص في قباء أسود ومنطقة ، فقال أبوالبخترى : حدثنى جعفر بن
محمد الصادق عن أبيه قال : نزل جبريل على النبى ص وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها
بخنجر
ثم كذبه في حديثه ذلك ونقل عن المعافى التيمى أشعارا ينكر فيها على أبي الخترى
منها :
يا قاتل الله ابن وهب لقد * أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى أحمدا * أتاه جبريل التقى السرى
عليه خف وقبا أسود * مخنجرا في الحقو بالخنجر
ثم ذكر في ص 453 باسناده عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبى البختري فاذا هو
يحدث بهذا الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه فقال له : كذبت يا عدو الله على رسول الله ، قال :
فأخذنى الشرط ، قال : فقلت لهم : هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبى ص و
عليه قباء ! فقالوا لي : هذا والله قاض كذاب ، وأفرجوا عنى .
قلت : اصل الحديث ما تراه في الصلب ، وظاهره نزول جبريل متمثلا بهذا الزى
ليرى رسول الله كيف يتزيى بنو عمه بزى الجبابرة ، وكيف يتخذون لباس أهل النار شعارا
لهم ، فالحديث قدح لبنى العباس ومثلبة خازية لهم ولمن يعجبه شأنهم ، لكن وهب بن وهب
أبا البخترى ، حرف الكلام عن موضعه ، وجاء بالحديث على غير وجهه ، فجعله مدحا لبنى
العباس وزيهم الجابرة الغاشمة طمعا في دنياهم الدنية ومن يرد حرث الدنيا نؤته منها
وماله في الاخرة من نصيب(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه