بحار الأنوار ج39

واحد منا وسلم فلم يردوا الجواب ، فقام علي عليه السلام فقال : " السلام عليكم أهل
الكهف " فسمعنا : وعليك السلام ياوصي محمد ، إنا قوم محبوسون ههنا في زمن
دقيانوس ، فقال(1): لم لم تردوا سلام القوم ؟ فقالوا : نحن فتية لانرد إلا على نبي
أو وصي نبي ، وأنت وصي خاتم النبيين وخليفة رسول رب العالمين ، ثم قال :
خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثم قال : ياريح احملينا ، فإذا نحن في الهواء ،
فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا فوضعتنا ، ثم ركض برجله الارض فنبعت
عين ماء فتوضأ وتوضأنا ثم قال : ستدركون الصلاة مع النبي أو بعضها ، ثم قال :
ياريح احملينا ، ثم قال : ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد
صلى من الغداة ركعة .
فقال أنس : فاستشهدني علي وهو على منبر الكوفة فداهنت ، فقال : إن كنت
كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله صلى الله عليه وآله إياك فرماك الله ببياض في جسمك ولظى
في جوفك وعمى في عينيك ، فبما برحت حتى برصت وعميت ، فكان أنس لا يطيق
الصيام في شهر رمضان ولا غيره ، والبساط أهدوه أهل هربوق ، والكهف في بلاد روم
في موضع يقال له " اركدى " وكان في ملك باهندق ، وهو اليوم اسم الضيقة(2).
وفي خبر أن الكساء أتى به حطي بن الاشرف أخو كعب ، فلما رأى معجزات
علي عليه السلام أسلم وسماه النبي صلى الله عليه وآله محمدا(3).
10 ارشاد القلوب : عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : دخل أبوبكر
وعمر وعثمان على رسول الله فقالوا : ما بالك يارسول الله(4)تفضل علينا عليا في كل
حال ؟ قال : ما أنا فضلته بل الله تعالى فضله ، فقالوا : وما الدليل ؟ فقال صلى الله عليه وآله :


(1)في المصدر : من زمن دقيانوس ، فقال لهم اه‍ .
(2)الصحيح كما في المصدر : اسم الضيعة .
(3)مناقب آل أبي طالب 1 : 474 475 .
(4)في المصدر : يا رسول الله ما بالك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه