بحار الأنوار ج7

الله بالتدبير في يوم كان مقداره ألف سنة وهو يوم القيامة ، فالمدة المذكورة مدة
يوم القيامة إلى أن يستقر الخلق في الدارين ، فأما قوله : " في يوم كان مقداره خمسين
ألف سنة "(1)فإن المقامات في يوم القيامة مختلفة . ، وقيل : إن المراد بالاول أن مسافة
الصعود والنزول إلى سماء الدنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك
من بني آدم ، وإلى السماء السابعة مقدار خمسين ألف سنة . ، وقيل : إن الالف سنة للنزول
والعروج ، والخمسين ألف سنة لدة القيامة .
وفي قوله سبحانه : " تعرج الملائكة والروح إليه " الآية : اختلف في معناه فقيل :
تعرج الملائكة إلى الموضع الذي يأمرهم الله به في يوم كان مقداره من عروج غيرهم
خمسين ألف سنة ، وذلك من أسفل الارضين إلى فوق السماوات السبع ، وقوله :
" ألف سنة " هو لما بين السماء والارض في الصعود والنزول . ، وقيل : إنه يعني يوم القيامة ،
وأنه يفعل فيه من الامور ويقضي فيه الاحكام بين العباد مالو فعل في الدنيا لكان
مقدار خمسين ألف سنة ، وروى أبوسعيد الخدري قال : قيل : يا رسول الله ما أطول
هذا اليوم ؟ فقال : والذي نفس محمد بيده أنه ليخفف على المؤمن ، حتى يكون أخف
عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا .
وروي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : لو ولي الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين
ألف سنة من قبل أن يفرغوا ، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة .
وعنه عليه السلام أيضا قال : لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، و
أهل النار في النار . ، وقيل : معناه أن أول نزول الملائكة في الدنيا بأمره ونهيه وقضائه
بين الخلائق إلى آخر عروجهم إلى السماء وهو يوم القيامة هذه المدة ، فيكون مقدار
الدنيا خمسين ألف سنة ، لا يدرى كم مضى وكم بقي ، وإنما يعلمها الله عزوجل " فاصبر "
يا محمد على تكذيبهم إياك " صبرا جميلا " لا جزع فيه ولا شكوى " إنهم يرونه بعيدا ونراه
قريبا " أخبر سبحانه أنه يعلم مجئ يوم القيامة وحلول العقاب بالكفار قريبا ، ويظنه


(1)في المجمع المطبوع : فأما قوله : في يوم كان مقداره خمسين ألف ، فانه أراد سبحانه : على
الكافر جعل الله ذلك اليوم مقدار خمسين ألف سنة ، فان المقامات إه‍ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه