بحار الأنوار ج102

ليقوموا بانجاحهم .
وبالجملة ، حقوق ذلك المنبع للكمالات ، المعدن للخيرات ، كثيرة على أهل
الدين بل على قاطبة سكان الارضين ، وبقيت آثاره ومؤلفاته إلى يوم القيامة
تجرى إلى روحه الشريف بركاتها ، وتصل إليه فوائدها ومثوباتها .
وكل مؤلفاته الشريفة على ما وقع عليه التخمين تبلغ ألف ألف بيت وأربعة
آلاف بيت وكسرا ، ولما حاسبناه بتمام عمره المكرم ، جعل قسط كل يوم ثلاث
وخمسين وكسر ، وقدقرء هذا الحقير عليه الاحاديث ، وكتب لي بخطه الشريف في
سنة خمس وثمانين وألف إجازة رواية مؤلفاته ، وساير ما اجيز له ، وصرح فيه
ببلوغى درجة الاجتهاد ، وكنت يومئذ في حدود سبع وعشرين سنة ، وحقوقه على غير
متناهية فقد كان له على حقوق الابوة والتربية والارشاد والهداية .
ولقد كنت في حداثة سنى حريصا على فنون الحكمة والمعقول صارفا جميع
الهمة دون تحصيلها وتشييدها إلى أن شرفني الله بصحبته الشريفة ، في طريق الحج
فارتبطت بجنابه واهتديت بنور هدايته ، وأخذت في تتبع كتب الفقه والحديث وعلوم
الدين وصرفت في خدمته أربعين سنة من بقية عمري متمتعا بفيوضاته مشاهدا آثار
كراماته واستجابة دعواته ، ولم أرفي هذه المدة ، بحسن طويته ، وخلوص نيته
وصفاء سجيته ، شكر الله حقوقه على أهل الايمان ، وأسكنه أعلى غرف الجنان .
وقال رحمه الله في مناقب الفضلا بعد ذكرنبذة من مؤلفات شيخه وجده : و
أشرفها بل أشرف الكتب المؤلفة في طريق الامامية ، كتاب بحار الانوار ، فلعمرى لم
يؤلف إلى الآن كتاب جامع مثله ، فانه مع اشتماله على الاخبار وضبطها وتصحيحها ، محتو
على فوايد غير محصورة ، وتحقيقات متكثرة ولم يوجد مسألة إلا وفيها أدلتها ، و
مباديها ، تحقيقها ، وتنقيحا ، مذكورة على الوجه الاليق فشكر الله سعيه ، و
أعظم أجره .
قلت : بللاتكاد تجد آية ولا خبرا في الاصول والفروع والقصص والمكارم
وغيرها إلاوله فيه بيان وتوضيح وتحقيق ومن ذلك يعرف التأمل فيما نقل عنه ، طاب

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه