بحار الأنوار ج3

نسروهم فيها فهزمهم ،(1)وقتل من قتل ، وهرب من هرب فترقوا في البلاد ، وأمر بالصنم
فحمل وألقى في البحر ، فاتخذت كل فرقة منهم صنما ، وسموها بأسمائها فلم يزالوا بعد
ذلك قرنا بعد قرن لا يعرفون إلا تلك الاسماء ثم ظهرت نبوة نوح عليه السلام(2)فدعاهم
إلى عبادة الله وحده ، وترك ما كانوا يعبدون من الاصنام ، فقال بعضهم : لا تذرن آلهتكم
ولا تذرن ودا اولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا .
بيان : ارفضاض الشئ : تفرقه ، وترفض : تكسر . وانحاز عنه : عدل .
9 - ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن
منذر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ذكر أن سلمان قال : إن رجلا دخل الجنة في ذباب
وآخر دخل النارفي ذباب . فقيل له : وكيف ذلك يا أباعبدالله ؟ قال : مرا على قوم في
عيد لهم ، وقد وضعوا أصناما لهم لا يجوز بهم أحد حتى يقرب إلى أصنامهم قربانا قل
أم كثر ، فقالوا لهما ، لا تجوزا حتى تقربا كما يقرب كل من مر ، فقال أحدهما :
ما معي شئ اقربه ، وأخذ أحدهماذبابا فقربه ، ولم يقرب الآخر ، فقال : لااقرب
إلى غير الله عزوجل شيئا فقتلوه فدخل الجنة ، ودخل الآخر النار .
10 - شى : عن الزهري قال : أتى رجل أبا عبدالله عليه السلام فسأله عن شئ فلم
يجبه ، فقال له الرجل : فإن كنت ابن أبيك فإنك من أبناء عبدة الاصنام ، فقال له :
كذبت إن الله أمر إبراهيم أن ينزل إسماعيل بمكة ففعل ، فقال إبراهيم : رب اجعل هذا
البلد آمناواجنبني وبني أن نعبد الاصنام . فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما قط ،
ولكن العرب عبدة الاصنام ، وقالت بنو إسماعيل : هؤلاء شفعاؤنا عند الله فكفرت
ولم تعبد الاصنام .
بيان : لعل المراد أنهم أقروا بوحدانية الصانع ، وإن أشركوا من جهة العبادة
والسجود لها ، فنفى عليه السلام عنهم أعظم أنواع الشرك وهو الشرك في الربوبية وقدمرت
الاشارة إلى الفرق بينهما في الباب السابق(3).


(1)وفى نسخة : فهزموهم .
(2)وفى نسخة : فظهرت نبوة عليه السلام .
(3)والرواية مع ذلك لاتخلو عن شئ ، فان توحيد الصانع بهذا المعنى أساس الثنوية ، واتخاذ
الاصنام آلهة وعبادتها ليس الاالقول بكونهم شفعاء . ط

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه