بحار الأنوار ج91

بى زاد الطريق في المسير إليك ، فقد أوصلته بذخائر ما اعددته من فضل تعويلي
عليك .
سيدي إذا ذكرت رحمتك ضحكت لها عيون مسائلي ، وإذا ذكرت عقوبتك
بكت لها جفون وسائلي ، سيدي ادعوك دعاء من لم يدع غيرك في دعائه ، وأرجوك
رجاء من لم يقصد غيرك برجائه ، سيدي وكيف أرد عارض تطلعي إلى نوالك
وإنما أنا في هذا الخلق أحد عيالك ، سيدي كيف اسكت بالافحام(1)لسان ضراعتي
وقد اقلقني ما أبهم علي من تقدير عاقبتي .
سيدي قد علمت حاجة جسمي إلى ما قد تكفلت لي من الرزق ايام حياتي
وعرفت قلة استغنائي عنه بعد وفاتي ، فيا من سمح لي به متفضلا في العاجل ، لا تمنعنيه
يوم حاجتي إليه في الآجل ، فمن شواهد نعماء الكريم إتمام نعمائه ، ومن محاسن آلاء
الجواد إكمال آلائه .
إلهي لولا ما جهلت من أمري لم أستقلك عثراتي ، ولولا ما ذكرت من شدة
التفريطلم اسكب عبراتي ، سيدي فامح مثبتات العثرات لمسبلات العبرات ، وهب
كثير السيئات ، بقليل(2)الحسنات .
سيدي إن كنت لا ترحم إلا المجدين في طاعتك فالى من يفزع المقصرون ؟
وإن كنت لا تقبل إلا من المجتهدين فإلى من يلجاء الخاطئون ؟ وإن كنت لا تكرم
إلا أهل الاحسان فكيف يصنع المسيئون ؟ وإن مكان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون
فبمن يستغيث المذنبون ؟ سيدي إن كان لا يجوز على الصراط إلا من أجازته براء‌ة
عمله فأنى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل دنو أجله ؟ وإن لم تجد إلا على من عمر
بالزهد مكنون سريرته ، فمن للمضطر الذي لم يرضه بين العالمين(3)سعى نقيته ؟
سيدي إن حجبت عن أهل توحيدك نظر تغمدك بخطيئاتهم أوبقهم غضبك بين
المشركين بكرباتهم ، سيدي إن لم تشملنا يد إحسانك يوم الورود ، اختلطنا في الخزي
يوم الحشر بذوي الجحود . فأوجب لنا بالاسلام مذخور هباتك ، واصف ما كدرته


(1)بالافهام خ ل .(2)لقليل خ ل .(3)العاملين سعى نفسه خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه