بحار الأنوار ج95

ورحمته ، فلك الحمد إلهى أمرتني فعصيتك ، ونهيتني فارتكبت نهيك ، فأصبحت
لا ذابراء‌ة فأعتذر ، ولا ذا قوة فأنتصر ، فبأي شئ أستقبلك يا مولاي ، أبسمعى أم
ببصري أم بلساني أم برجلي ؟ أليس كلها نعمك عندي ، وبكلها عصيتك يا مولاي ، فلك
الحجة والسبيل علي ، يا من سترني من الاباء والامهات أن يزجروني ، ومن
العشائر والاخوان أن يعيروني ، ومن السلاطين أن يعاقبوني ولواطلعوا
يا مولاي على ما اطلعت عليه مني ، إذا ما أنظروني ولرفضوني وقطعونى ، فها
أنا ذابين يديك يا سيدي ، خاضعا ذليلا حقيرا لا ذو براء‌ة فأعتذر ، ولا
قوة فأنتصر ، ولا حجة لى فأحتج بها ، ولا قائل لم أجترح ولم أعمل سوء‌ا ، وما
عسى الجحود لوجحدت يا مولاي فينفعني ، وكيف وأنى ذلك وجوارحى كلها
شاهدة على بما قد علمت يقينا غير ذي شك أنك سائلى عن عظائم الامور ، وأنك
الحكيم العدل الذي لا يجوز وعدلك مهلكى ، ومن كل عدلك مهربى ، فان
تعذبنى فبذنوبى يا مولاي بعد حجتك على ، وإن تعف عنى فبحلملك وجودك
وكرمك
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من المستغفرين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين ، لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الوجلين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين
الراغبين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين ، لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من المهللين المسبحين ، لا إله إلا أنت ربى ورب آبائي الاولين
اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا ، وإخلاصي موحدا ، وإقراري بآلائك معدا
وإن كنت مقرا أني لا أحصيها لكثرتها وسبوغها وتظاهرها وتقادمها إلى حادث ما
لم تزل تتغمدني به معها مذ خلقتني وبرأتني ، من أول العمر ، من الاغناء بعد الفقر
وكشف الضر ، وتسبيب اليسر ، ودفع العسر ، وتفريج الكرب ، والعافية في البدن
والسلامة في الدين ، ولو رفدنى على قدر ذكر نعمك علي جميع العالمين من الاولين
والاخرين ، لما قدرت ولا هم على ذلك ، تقدست وتعاليت من رب عظيم كريم رحيم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه