بحار الأنوار ج88

بيان : الطفل يكون واحدا وجمعا كما قال تعالى : أو الطفل الذين لم
يظهروا على عورات النساء (1)والناشي الغلام إذا شب وارتفع عن حد الصبا و
قرب من الادراك فلما بلغت بي أجل الكتاب أي من إيجادي أو إيصالي حد
المعرفة ، وكلمة من في قوله : من علمك تعليلية ، ويحتمل التبعيض أيضا أي
مما تعلم من مصالحي وأحوالي ، ونسبه ينسبه بالضم وينسبه بالكسر ذكر نسبه ، و
الجوهري لم يذكر الكسر ، وأسميته أي الكتاب .
ثم إن هذا الدعاء يدل على أن جميع فواتح السور من أسماء النبي
صلى الله عليه وآله قال الكفعمي : قلت اختلف في الحروف المفتتح بها السور
على أقوال :
الاول : أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله ، وهو المروي عن
الائمة عليهم السلام .
الثانى : أنها من أسماء السور ومفاتحها .
الثالث : أن المراد بها أسماء الله تعالى لان عليا عليه السلام كان يقول في دعائه
يا كهيعص ويا حمعسق ولعله أراد يا منزلهما .
الرابع : أن المراد بها الدلالة على أسمائه تعالى فمعنى الم أنا الله أعلم ،
والمر أنا الله أعلم وأرى ، والمص أنا الله أعلم وافصل ، والكاف في كهيعص من
كاف ، والهاء من هاد ، واليا ، من حكيم كذا، والعين من عليم ، والصاد من صادق
وقيل الكاف كربلا ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد ، والعين عطش الحسين ، و
الصاد صبره ، وقيل : الالف يدل على اسم الله ، واللام على اسم جبرئيل ، والميم على
اسم محمد صلى الله عليه وآله أي القرآن منزل من الله بلسان جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله ، وقيل الالف
مفتاح اسم الله واللام مفتاح اسم الطيف ، والميم مفتاح اسم محمد صلى الله عليه وآله .
وقال أهل الاشارة : الالف من أنا واللام من لي والميم من مني فأشار بالالف
إلى أنه الكل وباللام إلى أن له الكل ، وبالميم إلى أن منه الكل ، وقيل الالف


(1)النور : 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه