بحار الأنوار ج41

سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أباذر جندب بن جنادة الغفاري قال : رأيت
السيد محمدا صلى الله عليه وآله وقد قال لامير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة : إذا كان غدا اقصد إلى
جبال البقيع وقف على نشز(1)من الارض ، فإذا بزغت الشمس فسلم عليها ، فإن الله
تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك ، فلما كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه السلام و
معه أبوبكر وعمر وجماعة من المهاجرين والانصار حتى وافى البقيع ، ووقف على نشز
من الارض ، فلما طلعت الشمس قال عليه السلام : السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع
له ، فسمعوا دويا من السماء وجواب قائل يقول : وعليك السلام يا أول يا آخر يا
ظاهر يا باطن يا من هو بكل شئ(2)عليم ، فلما سمع أبوبكر وعمر والمهاجرون
والانصار كلام الشمس صعقوا ، ثم أفاقوا بعد ساعاتهم وقد انصرف أمير المؤمنين عن
المكان ، فوافوا رسول الله صلى الله عليه وآله مع الجماعة وقالوا : أنت تقول : إن عليا بشر
مثلنا وقد خاطبته الشمس بماخاطب به البارئ نفسه فقال النبي صلى الله عليه وآله : وما سمعتموه
منها ؟ فقالوا : سمعناها تقول : " السلام عليك يا أول " قال : صدقت هو أول من آمن
بي ، فقالوا : سمعناها تقول : " يا آخر " قال : صدقت هو آخر الناس عهدا بي يغسلني
ويكفنني ويدخلني قبري ، فقالوا : سمعناها تقول : " يا ظاهر " قال : صدقت بطن
سري كله له ، قالوا سمعناها تقول : " يا من هو بكل شئ عليم " قال : صدقت هو
العالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك ، فقاموا كلهم وقالوا :
لقد أوقعنا محمد صلى الله عليه وآله في طخياء ! وخرجوا من باب المسجد ، وقال في ذلك أبومحمد
العوني :
إمامي كليم الشمس راجع نورها * فهل لكليم الشمس في القوم من مثل(3)
يل : عن أبي ذر مثله(4).
بيان : الطخياء بالمد : الليلة المظلمة ، وتكلم بكلمة طخياء لا يفهم .


(1)النشز : المكان المرتفع .
(2)في(م): على كل شئ .
(3)مخطوط .
(4)الفضائل : 72 و 73 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه