1 - صبا : عن محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني قال : سمعت أبا العباس بن
كشمرد في داره ببغداد وسأله شيخنا أبوعلي محمد بن همام بن سهيل الكاتب - ره -
أن يذكر لنا حاله ، إذاكان عند الهجري بالانبار(1)حدثنا أبوالعباس أنه كان
ممن اسر بالهيت مع أبي الهيجاء بن حمدان قال : وكان أبوطاهر سليمان مكرما
لابي الهيجاء برا به ، وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه ، ويستدعيه أيضا بالليل
للحديث معه .
فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن
ويسأله إطلاقي ، فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه وعاد من عنده ولم يأتني ، وكان من عادته أن يغشاني ، ورفيقي في كل ليلة عند
عوده من عند سليمان ، فتسكن نفوسنا ، ويعرفنا أخبار الدنيا ، فلما لم يعاودنا
في تلك الليلة مع سؤالى إياه الخطاب في أمري ، استوحشت لذلك ، فصرت إليه إلى
منزله المرسوم به .
وكان أبوالهيجاء مبرزا في دينه ، مخلصا في ولاية سادته ، متوفرا على إخوانه
فلما وقع طرفه علي بكى بكاء شديدا ، وقال : والله يا أبا العباس لقد تمنيت
أن مرضت سنة ولم أجر ذكرك ، قلت : ولم ؟ قال : لاني لما ذكرتك له اشتد
غضبه وغيظه ، وحلف بالذي يحلف بمثله ليأمرن بضرب رقبتك غدا عند طلوع