بحار الأنوار ج8

أصواتهما كالرعد العاصف ، وأبصار هما مثل البرق اللامع ، فينتهرانه(1)ويصيحان
به ويقولان : من ربك ؟ ومن نبيك ؟ ومادينك ومن إمامك ؟ فإن المؤمن ليغضب
حتى ينتفض من الا دلال توكلا على الله من غير قرابة ولا نسب فيقول : ربي وربكم
ورب كل شئ الله ، ونبيي ونبيكم محمد خاتم النبيين ، وديني الا سلام الذي لا يقبل
الله معه دينا ، وإمامي القرآن مهيمنا على الكتب وهوالقرآن العظيم ، فيقولان :
صدقت ووفقت وفقك الله وهداك ، انظر ماترى عند رجليك ، فإذا هوبباب من نار
فيقول : إنالله وإنا إليه راجعون ما كان هذا ظني برب العالمين .
قال : فيقولان له : يا ولي الله تحزن ولا تخش وابشر واستبشر ليس هذا لك و
لا أنت له ، إنما أراد الله تبارك وتعالى أن يريك من أي شئ نجاك ويذيقك برد عفوه
قد اغلق هذا الباب عنك ولا تدخل النار أبدا ، انظر ماترى عند رأسك ؟ فإذا هو
بمنازله من الجنة وأزواجه من العين ، قال : فيثب وثبة لمعانقة حورالعين لزوجة
من أزواجه فيقولان له : يا ولي الله إن لك إخوة وأخوات لم يلحقوا ، فنم قرير العين
كعاشق في حجلته إلى يوم الدين ، قال : فيفرش له ويبسط ويلحد ، قال : فوالله ما صبي
قدنام مدللا بين يدي امه وأبيه بأثقل نومة منه ، قال : فإذا كان يوم القيامة تجيئه
عنق(2)من النار فتطيف به ، فإذا كان مدمنا(3)على تنزيل السجدة وتبارك الذي
بيده الملك وهو على كل شئ قدير وقفت عنده تبارك وانطلقت تنزيل السجدة فقالت :
أنا آت بشفاعة رب العالمين .
قال : فتجئ عنق من العذاب من قبل يمينه فيقول الصلاة : إليك(4)عن ولي الله
فليس لك إلى ماقبلي سبيل ، فتأتيه من قبل يساره فيقول الزكاة : إليك عن ولي الله
فليس لك إلى ماقبلي سبيل ، فتأتيه من قبل رأسه فيقول القرآن : إليك عن ولي الله


(1)أى يزجرانه . وفى نسخة : فينتهزانه بالزاى المعجمة .
(2)العنق : الجماعة .
(3)أى مداوما .
(4)إليك اسم فعل بمعنى ابعد .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه