بحار الأنوار ج50

ابن علي وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمر هم بالاختلاف
إليه ، وتعاهده في صباح ومساء .
فلما كان بعد ذلك بيومين جاء‌ه من أخبره أنه قد ضعف ، فركب حتى بكر
إليه ثم أمر المتطببين بلزومه ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضرء مجلسه ، وأمره
أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأما نته وورعه فأحضرهم فبعث
بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا .
فلم يزالوا هناك حتى توفي لايام مضت من شهر ربيع الاول من سنة
ستين ومائتين فصارت سرمن رأى ضجة واحدة " مات ابن الرضا " .
وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها
وطلبوا أثر ولده ، وجاؤا بنساء يعرفن الحبل ، فدخلن على جواريه فنظر إليهن
فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حبل ، فأمربها فجعلت في حجرة ووكل بها
نحريرالخادم وأصحابه ، ونسوة معهم(1)ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته ، وعطلت
الاسواق ، وركب أبي وبنوهاشم ، والقواد والكتاب وسائر الناس إلى جنازته
فكانت سر من رأى يومئذ شبيها بالقيامة .
فلما فرغوا من تهيئته ، بعث السلطان إلى أبي عيسى ابن المتوكل ، فأمره
بالصلاه عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة ، دنا أبوعيسى منها فكشف عن وجهه
فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء
والمعدلين ، وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه
حضره من خدم أميرالمؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن المتطببين فلان وفلان ، ومن
القضاة فلان وفلان .
ثم غطى وجهه ، وقام فصلى عليه وكبر عليه خمسا وأمر بحمله ، وحمل
من وسط داره ، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه .


(1)دخل جعفر بن على على المعتمد وكشف له عن حال ابن أخيه الحجة عليه السلام فوجه
المتعمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية ، وطالبوها بالصبى فأنكرته وادعت بها حملابها =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه