الايات : المائدة : وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم
قوم لايعقلون (1).
الجمعة : وإذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (2).
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في الآية الاولى (3): قيل في معناه قولان :
أحدهما أنه كان إذا أذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهم ، وتغامزوا على طريق السخف والمجون ، تجهيلا لاهلها ، وتنفيرا للناس عنها ، وعن الداعي إليها ، والآخر
أنهم كانوا يرون المنادي إليها بمنزلة اللاعب الهاذي بفعلها ، جهلا منهم بمنزلتها ذلك
بأنهم قوم لايعقلون مالهم في إجابتهم إليها من الثواب ، وما عليهم في استهزائهم
بها من العقاب ، وأنهم بمنزلة من لا عقل له يمنعه من القبايح .
قال السدى : كان رجل من النصارى بالمدينة فسمع المؤذن ينادي بالشهادتين
فقال : حرق الكاذب ، فدخلت خادمة له ليله بنار وهو نائم وأهله ، فسقطت شررة فاحترق
هو وأهله ، واحترق البيت .
وقال في كنز العرفان : اتفق المفسرون على أن المراد بالنداء الاذان (4)ففيه
دليل على أن الاذان والنداء إلى الصلاة مشروع بل مرغوب فيه من شعائر الاسلام
(1)المائدة : 58 .
(2)الجمعة : 9 .
(3)مجمع البيان ج 3 ص 213 .
(4)كنز العرفان ج 1 ص 112 .