بحار الأنوار ج63

من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور ، فعليكم بالشفائين القرآن والعسل(1).
وحكى النقاش عن أبي وجزة أنه كان يكتحل بالعسل ويتداوي به من كل سقم ، وروي
أيضا عن عون بن مالك أنه مرض فقال : ائتوني بماء فان الله تعالى قال : " وأنزل من
السماء ماء مباركا " ثم قال : ائتوني بعسل وقرأ الآية ثم قال : ائتوني بزيت فانه من
شجرة مباركة فخلط الجميع ثم شربه فشفي .
وروي البخاري ومسلم والنسائي والترمذي عن أبي سعيد الخدري قال : جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : إن أخي استطلق بطنه فقال صلى الله عليه وآله : اسقه عسلا فسقاه
ثم جاء‌ه فقال : يا رسول الله صلى الله عليك قد سقيته فلم يزد إلا استطلاقا ، فقال صلى الله عليه وآله :
اسقه عسلا ثلاث مرات ، ثم جاء في الرابعة فقال : اسقه عسلا قال : قد سقيته فلم
يزده إلا استطلاقا فقال صلى الله عليه وآله : صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا فسقاه فبرئ
انتهى .(1)
أقول : قال ابن حجر في فتح الباري في شرح هذا الخبر : قال الخطابي وغيره :
أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطاء ، يقال : كذب سمعك أي زل فلم
يدرك حقيقة ما قيل له ، فمعنى كذب بطنه أي لم يصلح لقبول الشفاء بل زل عنه .
وقد اعترض بعض الملاحدة فقال : العسل مسهل فكيف يوصف لمن وقع به
الاسهال ؟
والجواب : أن ذلك جهل من قائله ، بل هو كقول الله تعالى : " بل كذبوا بما لم
يحيطوا بعلمه " فقد أتفق الاطباء على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف
السن والعادة والزمان والغذاء المألوف والتدبير وقوة الطبيعة ، وعلى أن الاسهال
يحدث من أنواع منها : الهيضة التي تحدث عن تخمة ، واتفقوا على أن علاجها بترك
الطبيعة وفعلها ، فان احتاجت إلى مسهل اعينت مادام بالعليل قوة .


(1)راجع سنن ابن ماجة كتاب الطب الباب 7 ، مجمع الزوائد ج 5 ص 91 .
الدر المنثور 4 ر 123 . حياة الحيوان 2 ر 300 و 301 .
(1)راجع صحيح البخاري كتاب الطب الباب 24 ، صحيح مسلم كتاب السلام الباب 91 .
سنن الترمذى كتاب الطب الباب 31 ، مسند ابن حنبل ج 3 ص 19 و 92 ، الدر المنثور 4 ر 123 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه