الايات ، البقرة " 2 " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان
ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر 102 .
سبأ " 34 " فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته
فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين 14 .
تفسير : قال الطبرسي رحم الله : " واتبعوا " أي اليهود الذين كانوا على عهد النبي
صلى الله عليه وآله ، أو على عهد سليمان عليه السلام ، أو الاعم ، أي اقتدوا بما كانت " تتلوا
الشياطين " أي تتبع وتعمل به ، وقيل : تقرأ ، وقيل : تكذب ، يقال : تلا عليه : إذا كذب ،
والشياطين : شياطين الجن ، وقيل : شياطين الانس " على ملك سليمان " قيل : أي في
ملك سليمان على وجهين : أحدهما في عهده ، والثاني في نفس ملك سليمان ، كما يقال :
فلان يطعن في ملك فلان ، وقيل : معناه : على عهد ملك سليمان " وما كفر سليمان " بين
بهذا أن ما كانت تتلوه الشياطين وترويه كان كفرا إذ برئ سليمان منه ، ثم بين أن ذلك
الكفر كان من نوع السحر ، فإن اليهود أضافوا إلى سليمان السحر ، وزعموا أن ملكه
كان به فبرأه الله منه ، وقيل : في السبب الذي لاجله أضافت السحر(1)إلى سليمان عليه السلام
أن سليمان عليه السلام كان قد جمع كتب السحرة ووضعها في خزائنه ، وقيل : كتمها تحت
كرسيه لئلا يطلع الناس عليها ولا يعملوا بها ، فلما مات سليمان عليه السلام استخرجت
السحرة تلك الكتب وقالوا : إنما تم ملك سليمان عليه السلام بالسحر ، وبه سخر الجن
والانس والطير ، وزينوا السحر في أعين الناس بالنسبة إلى سليمان عليه السلام وشاع ذلك
في اليهود وقبلوه لعداوتهم لسليمان عليه السلام " ولكن الشياطين كفروا " بما استخرجوه من
السحر ، أو بما نسبوه إلى سليمان عليه السلام ، أو بأنهم سحروا فعبر عن السحر بالكفر
(1)في المصدر : أضافت اليهود السحر إلى سليمان .