بحار الأنوار ج99

الاعتذار ، ويتعذر معها اللبث والقرار .
فأستودعكم الله ، وأسأله بكم رضاه ، وداع عازم على العود إليكم ، متأسف
لتعذر المقام لديكم ، وكيف لا يتأسف على فراق مشاهدكم الشريفة المعظمة ،

وبقاع قبوركم المباركة المكرمة ، وفيها يستجاب الدعاء ، ويصرف السوء
والبلاء ، ويمحى الشقاء ، ويشفى الداء ، وبكم يؤمن العذاب ، وتهون الصعاب
وينجح الطلاب ، ويرجح الثواب ، وبكم تتم النعمة ، ونعم الرحمة ، وتندفع
النقمة ، وتنكشف الغمة ، وتقبل التوبة ، وتغفر الحوبة ، وتزكو الاعمال ،
وتنال الامال ، ويتحقق الرجاء ، وتبلغ السراء ، وتدفع الضراء ، وتهدى
الاراء وترشد الاهواء ، وتحصل السيادة ، وتكمل السعادة ، ويقبل الايمان
ويدرك الامان ، وتدخل الجنان ، وعنكم يسأل الانس والجان .
فوا أسفا لمفارقة جنابكم ، وواشوقاه إلى تقبيل أعتابكم ، والولوج بإذنكم
لابوابكم ، وتعفير الخد على أريج ترابكم ، واللياذ بعرصاتكم ، ومحال أبدانكم
وأشخاصكم ، المحفوفة بالملائكة الكرام ، والمتحوفة من الله بالرحمة والسلام
وددت أن(1)كنت لها سادنا ، وفي جوارها قاطنا ، لا يزعجني عنها الرحيل ، ولا يفوتني
بها المقيل ، ليكثر بها إلمامي ، واستلامي لها وسلامي .
فأسأل الله الذي هداني لمعرفتكم ، وأكرمني بمحبتكم ، وتعبدني بولايتكم
وندبني إلى زيارتكم ، العود ما أبقاني إلى حضرتكم ، والبشارة إذا توفاني
بمرافقتكم ، والحشر في زمرتكم ، والدخول في شفاعتكم ، فياليت شعري يا سادتي
كيف حالي في رحلتي ، أمغفورة ذنوبي ، ومستورة عيوبي ، ومقضية حاجتى ،
ومنجحة طلبتي ، فذاك الذي أملته ، وفي كرمكم توسمته ، فما أسعدني بكم ،
وأعظم فوزي بحبكم ، أم راحل بوزري ، مثقل به ظهري ، محجوبا دعائي ،
خائبا رجائي .
فياشقوتاه إن كانت هذه حالى ، ويا خيبة آمالي ، يأبى ذلك بركم و


(1)لوكنت خ ل *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه