بحار الأنوار ج65

ولكن الله رحمه لاطلاق كلمة على ما عنى ، لا على تعمد كذب ، وأنت يا عبدالله
اعلم أن الله عزوجل قد خلصه بأنه من موالينا ومحبينا ، وليس من شيعتنا ، فقال
الوالي : ماكان هذا كله عندنا إلا سواء فما الفرق ؟
قال الامام : الفرق أن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ، ويطيعونا في جميع
أوامرنا ونواهينا ، فاولئك شيعتنا ، فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه
فليسوا من شيعتنا .
قال الامام عليه السلام للوالي : وأنت قد كذبت كذبة لو تعمدتها وكذبتها لا
ابتلاك الله عزوجل بألف سوط وسجن ثلاثين سنة في المطبق ، قال : وما هي يا ابن
رسول الله ؟ قال : بزعمك أنك رأيت له معجزات إن المعجزات ليست له إنما هي لنا
أظهرها الله فيه إبانة لحجتنا ، وإيضاحا لجلالتنا وشرفنا ، ولو قلت : شاهدت فيه
معجزات ، لم انكره عليك ، أليس إحياء عيسى الميت معجزة ؟ أفهي للميت
أم لعيسى ؟ أو ليس خلقه ، من الطين كهيئة الطير فصار طيرا باذن الله أهي للطائر
أو لعيسى ؟ أو ليس الذين جعلوا قردة خاسئين معجزة فهي معجزة للقردة أو لنبي
ذلك الزمان ، فقال الوالي : أستغفر الله ربي وأتوب إليه .
ثم قال الحسن بن علي عليه السلام للرجل الذي قال إنه من شيعة علي عليه السلام :
يا عبدالله لست من شيعة علي عليه السلام إنما أنت من محبيه ، إنما شيعة علي عليه السلام
الذين قال الله عزوجل فيهم : والذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك أصحاب
الجنة هم فيها خالدون (1)هم الذين آمنوا بالله ، ووصفوه بصفاته ، ونزهوه عن
خلاف صفاته ، وصدقوا محمدا في أقواله وصوبوه في أفعاله ، ورأوا عليا بعده سيدا
إماما وقرما هماما ، لا يعدله من امة محمد أحد ، ولا كلهم لو جمعوا في كفة يوزنون
بوزنه بل يرجح عليهم كما يرجح السماء على الارض ، والارض على الذرة ، و
شيعة علي عليه السلام هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على
الموت ، وشيعة علي عليه السلام هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم


(1)البقرة : 82 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه