بحار الأنوار ج42

الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته ، فقلت له : يا عبدالله ما الخبر ؟
قال : الناس على أحسن حال ، توفي أمير المؤمنين وبايع الناس يزيد ! قال : قلت :
أي يوم توفي ؟ قال : يوم الجمعة(1).
11 - محمد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي ، عن الوشاء ، عن
عبدالله بن خراش المنقري ، عن علي بن إسماعيل ، عن فضيل الرسان ، عن حمزة
بن ميثم قال : خرج أبي إلى العمرة فحدثني قال : استأذنت على أم سلمة رحمة الله
عليها ، فضربت بيني وبينها خدرا ، فقالت لي : أنت ميثم ؟ فقلت : أنا ميثم ، فقالت : كثيرا ما رأيت الحسين بن علي ابن فاطمة يذكرك ، قلت : فأين هو ؟ قالت : خرج
في غنم له آنفا ، قلت : أنا والله اكثر ذكره فاقرأه(2)فإني مبادر ، فقالت : يا جارية
اخرجي فادهنيه ، فخرجت فدهنت لحيتي ببان(3)فقلت أنا : أما والله لئن دهنتها(4)
لتخضبن فيكم بالدماء فخرجنا فإذا ابن عباس رحمة الله عليهما جالس ، فقلت : يا
ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن فإني قرأت تنزيله على أمير المؤمنين
عليه السلام وعلمني تأويله ، فقال يا جارية الدواة والقرطاس ، فأقبل يكتب ، فقلت : يا
ابن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم بالمطهرة ؟
فقال لي : وتكهن أيضا ؟ وخرق الكتاب ، فقلت : مه احفظ(5)بما سمعت مني
فإن يكن ما أقول لك حقا أمسكته وإن يك باطلا خرقته ، قال : هو ذلك ، فقدم
أبي علينا ، فما لبث يومين حتى أرسل عبيدالله بن زياد فصلبه تاسع تسعة أقصرهم
خشبة وأقربهم إلى المطهرة ، فرأيت الرجل الذي جاء إليه ليقتله وقد أشار إليه
بالحربة وهو يقول : أما والله لقد كنت ما علمتك إلا قواما ، ثم طعنه في خاصرته


(معرفة اخبار الرجال : 53 .
(2)كذا في النسخ . وفى المصدر : فاقرأنيه السلام .
(3)البان : شجر معتدل القوام لين ورقه كورق الصفصاح يؤخذ من حبه دهن طيب .
(4)في(م)و(خ): دهنتيها .
(5)في المصدر : احتفظ . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه