بحار الأنوار ج44

ما فعلت الانصار وما بالهم لم يستقبلوني ؟ فقيل له : إنهم محتاجون ليس لهم دواب
فقال معاوية : وأين نواضحهم ؟ فقال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الانصار
وابن سيدها : أفنوها يوم بدر واحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه واله
حين ضربوك وأباك على الاسلام حتى ظهر أمرالله وأنتم كارهون ، فكست معاوية .
فقال قيس : أما إن رسول الله صلى الله عليه واله عهد إلينا أنا سلنقى بعده أثرة ، قال
معاوية : فما أمركم به ؟ فقال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه ، قال : فاصبروا
حتى تلقوه(1).
ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبدالله بن عباس
فقال له : يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة أني قاتلتكم
بصفين ، فلا تجد من ذلك يا ابن عباس ، فان عثمان قتل مظلوما ، قال ابن عباس
فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما ، قال : عمر قتله كافر ، قال ابن عباس : فمن
قتل عثمان ؟ قال : قتله المسلمون ، قال فذاك أدحض لحجتك .
قال : فانا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته عليهم السلام
فكف لسانك ، فقال : يا معاوية أتنهانا عن قراء‌ة القرآن ؟ قال : لا ، قال : أفتنهانا
عن تأويله قال : نعم ، قال : فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به ؟
ثم قال : فأيهما أوجب علينا قراء‌ته أو العمل به ؟ قال : العمل به ؟ قال :
كيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله ؟ قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله
أنت وأهل بيتك ، قال : إنما انزل القرآن على أهل بيتي ، أنسأل عنه آل أبي
سفيان ؟ يا معاوية أتنهانا أن نعبدالله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام فان لم تسأل
الامة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف .
قال : اقرؤا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم ، وارووا


(1)روى البخارى في باب مناقب الانصار ج 2 ص 311 قال : حدثنى محمد بن بشار
حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن هشام قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال النبى صلى الله
عليه وآله للانصار : انكم ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقونى وموعدكم الحوض .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه