بحار الأنوار ج46

بيان : مسرف هو مسلم بن عقبة الذي بعثه يزيد لعنه الله لوقعة الحرة فسمي
بعدها مسرفا لاسرافه في إهراق الدماء ، وقوله : ما أعذرني للامير : الظاهر أن كلمة
ما للتعجب أي ما أظهر عذره في ؟ ويحتمل أن تكون نافية من قولهم أعذر إذا قصر
أي ما قصر الامير في حقي ، والاول أظهر .
15 قب : حلية الاولياء(1)ووسيلة الملا وفضائل أبي السعادات بالاسناد
عن ابن شهاب الزهري قال : شهدت علي بن الحسين عليه السلام يوم حمله عبدالملك بن
مروان من المدينة إلى الشام ، فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة وجمع
فاستأذنتهم في التسليم والتوديع له ، فأذنوا فدخلت عليه ، والاقياد في رجليه والغل
في يديه ، فبكيت وقلت : وددت أني مكانك وأنت سالم ، فقال : يا زهري أو تظن
هذا بما ترى علي وفي عنقي يكربني ؟ أما لو شئت ما كان فانه وإن بلغ بك ومن
أمثالك ليذكرني عذاب الله ، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد ثم قال :
يا زهري لاجزت معهم على ذا منزلتين من المدينة ، قال : فما لبثنا إلا أربع ليال
حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه ، فكنت فيمن سألهم عنه ، فقال
لي بعضهم : إنا نراه متبوعا ، إنه لنازل ، ونحن حوله لاننام نرصده إذ أصبحنا فما
وجدنا بين محمله إلا حديده ، فقدمت بعد ذاك على عبدالملك فسألني عن علي بن
الحسين فأخبرته فقال : إنه قد جاء‌ني في يوم فقده الاعوان ، فدخل علي فقال :
ما أنا وأنت ؟ ! فقلت : أقم عندي ، فقال : لا احب ، ثم خرج فوالله لقد امئلا ثوبي
منه خيفة ، قال الزهري : فقلت : ليس علي بن الحسين عليه السلام حيث تظن إنه
مشغول بنفسه فقال : حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به(2).
16 كشف : عن الزهري مثله(3).
بيان : قوله عليه السلام : وإن بلغ بك أي لوشئت أن لايكون بي ما ترى لم يكن


(1)حلية الاولياء ج 3 ص 135 .
(2)مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 275 .
(3)كشف الغمة ج 2 ص 263 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه