بحار الأنوار ج19

ومما كان في هذه السنة ما روي أنه كان امرأة من بنى النجار يقال لها : فاطمة
بنت النعمان لها تابع من الجن ، وكان يأتيها ، فأتاها حين هاجر النبي صلى الله عليه وآله
فأنقض(1)على الحائط ، فقالت : مالك لم تأت كما كنت تأتي ؟ قال : قد جاء النبي
الذي يحرم الزنا والحرام .
وفيها مات البراء بن معرور ، وكان أول من تكلم ليلة العقبة حين لقي
رسول الله صلى الله عليه وآله السبعون من الانصار فبايعوه ، وهو أحد النقباء توفي قبل قدوم
رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة بشهر ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله انطلق بأصحابه فصلى على قبره ،
وقال : " اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت " وهو أول من مات من النقباء .
وفيها مات أسعد بن زرارة أحد النقباء مات قبل أن يفرغ رسول الله صلى الله عليه وآله
من بناء مسجده ، ودفن بالبقيع ، والانصار يقولون : هو أول من دفن فيها ، و
المهاجرون يقولون : عثمان بن مظعون ، ولما مات أسعد بن زرارة جاء‌ت بنو النجار
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : قد مات نقيبنا فنقب علينا(2)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
أنا نقيبكم .
وفيها مات كلثوم بن الهدم وكان شريفا كبير السن قبل قدومه(3)، فلما
هاجر نزل عليه ، ونزل عليه جماعة منهم أبوعبيد والمقداد وخباب في آخرين ،


(1)أى فصوت .
(2)اى اجعل نقيبا علينا ، والنقيب : شاهد القوم وضمينهم وعريفهم وسيدهم .
(3)هكذا في النسخ وفيه سقط : وفي المصدر : اسلم قبل قدومه .
< - - المحبر 71 : جماعة فنذكر اولا من ذكر الاول ثم نضيف إليه من أضاف الثانى ، قال ابن هشام : قال
ابن اسحاق : وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اصحابه من المهاجرين والانصار ، فقال فيما
بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل : تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد على بن أبى
طالب فقال : هذا أخى ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله سيد المرسلين ، وامام المتقين ، ورسول
رب العالمين الذى ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلى بن أبى طالب رضى الله عنه أخوين .
" أقول : هذا هو المشهور بين الخاصة والعامة الا ان ابن حبيب خالف المشهور واتى بقول - - >(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه