بحار الأنوار ج61

الكواكب والامطار(1)" الله الذي جعل لكم الانعام " قال في المجمع : من الابل و
البقر والغنم " لتركبوا منها " أي لتنتفعوا بركوبها " ومنها تأكلون " يعني أن بعضها
للركوب والاكل كالابل والبقر ، وبعضها للاكل كالاغنام ، وقيل : المراد بالانعام ههنا
الابل خاصة ، لانها التي تركب وتحمل عليها في أكثر العادات ، واللام في قوله : " لتركبوا "
لام الغرض ، وإذا كان الله تعالى خلق هذه الانعام وأراد أن ينتفع خلقه بها وكان جل
جلاله لا يريد القبيح ولا المباح فلا بد أن يكون أراد انتفاعهم بها على وجه القربة إليه
والطاعة له . " ولكم فيها منافع " من جهة ألبانها وأصوافها وأوبارها وأشعارها
" ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم " بأن تركبوها وتبلغوا المواضع التي تقصدونها
بحوائجكم " وعليها " أي وعلى الانعام وهي الابل هنا " وعلى الفلك " أي وعلى
السفن " تحملون " يعني على الابل في البر ، وعلى الفلك في البحر تحملون في
الاسفار .(2)
" جعل لكم من أنفسكم " قال البيضاوي : من جنسكم " أزواجا " نساء " ومن
الانعام أزواجا " أي وخلق للانعام من جنسها أزواجا ، أو خلق لكم من الانعام اصنافا
أو ذكورا وإناثا " يذرؤكم " يكثركم ، من الذرء وهو البث " فيه " في هذا التدبير وهو
جعل الناس والانعام أزواجا تكون ؟ ؟ بينهم توالد فانه كالمنبع للبث والتكثير .(3)
" أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت " قال الطبرسي قدس سره : كانت الابل
عيشا من عيشهم فيقول : أفلا يتفكرون فيها وما يخرج الله من ضروعها من بين فرث
ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ، يقول : كما صنعت هذا الهم فكذلك أصنع لاهل الجنة
في الجنة ، وقيل : معناه أفلا يعتبرون بنظرهم إلى الابل وماركبه الله عليه من عجيب
الخلق فانه مع عظمته وقوته يذلله الصغير فينقادله بتسخير الله إياه لعباده فيبركه و
يحمل عليه ثم يقول ، وليس ذلك في غيره من ذوات الاربع فلا يحمل على شئ منها


(1)انوار التنزيل 2 : 353 .
(2)مجمع البيان 8 : 534 .
(3)انوار التنزيل 2 : 394 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه