بحار الأنوار ج49

شعثكم ، وسد ثغوركم ، وقوة دينكم ، ووقم عدوكم ، واستقامة اموركم ، وسارعوا
إلى طاعة الله وطاعة أمير المؤمنين فانه الامن إن سارعتم إليه ، وحمدتم الله عليه
وعرفتم الحظ فيه إنشاء الله .
وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين .
صورة ما كان على ظهر العهد بخط الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ، ولا راد
لقضائه ، يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، وصلى الله على نبيه محمد خاتم النبيين
وآله الطيبين الطاهرين .
أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد
ووقفه للرشاد ، عرف من حقنا ما جهله غيره ، فوصل أرحاما قطعت ، وآمن
نفوسا فزعت ، بل أحياها وقد تلفت ، وأغناها إذ افتقرت ، مبتغيا رضى رب العالمين
لا يريد جزاء من غيره ، وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين .
وإنه جعل إلي عهده ، والامرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حل عقدة
أمر الله بشدها وقصم عروة أحب الله إيثاقها فقد أباح حريمه ، وأحل محرمه ، إذ
كان بذلك زاريا على الامام ، منتهكا حرمة الاسلام ، بذلك جرى السالف ، فصبر
منه على الفلتات ، ولم يعترض بعدها على العزمات خوفا على شتات الدين ، واضطراب
حبل المسلمين ، ولقرب أمر الجاهلية ، ورصد فرصة تنتهز ، وبائقة تبتدر .
وقد جعلت لله على نفسي إن استرعاني أمر المسلمين ، وقلدني خلافته ، العمل
فيهم عامة وفي بني العباس بن عبدالمطلب خاصة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وأن لا
أسفك دما حراما ولا ابيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه
وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي ، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسئلني
الله عنه عزوجل يقول :(وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)(1).


(1)الاسراء : 34 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه