بحار الأنوار ج19

حليفا لعتبة بن ربيعة ، فلما نظر ابن الحضرمي إلى عبدالله بن جحش وأصحابه
فزعوا وتهيؤوا للحرب ، وقالوا : هؤلاء أصحاب محمد ، فأمر عبدالله بن جحش أصحابه
أن ينزلوا ويحلقوا رؤوسهم ، فنزلوا وحلقوا رؤوسهم ، فقال ابن الحضرمي : هؤلاء
قوم عمار ليس علينا منهم بأس ، فاطمأنوا ، ووضعوا السلاح ، فحمل عليهم عبدالله
ابن جحش فقتل ابن الحضرمي وأفلت أصحابه ، وأخذوا العير بما فيها وساقوها
إلى المدينة ، وكان ذلك في أول يوم(1)من رجب من الاشهر الحرم ، فعزلوا العير
وما كان عليها ، فلم ينالوا منها شيئا ، فكتبت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم أنك استحللت الشهر الحرام ، وسفكت فيها الدم ، وأخذت المال ، وكثر
القول في هذا(2)، وجاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله أيحل القتل في
الشهر الحرام ؟ فأنزل الله " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير
وصد عن سبيل الله ، وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله و
الفتنة أكبر من القتل " قال : القتال في الشهر الحرام عظيم ، ولكن الذي فعلت
بك قريش يامحمد من الصد عن المسجد الحرام والكفر بالله وإخراجك منه هو أكبر
عند الله " والفتنة " يعني الكفر بالله " أكبر من القتل " ثم أنزل عليه : " الشهر
الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما
اعتدى عليكم(3)" .
أقول : قال في المنتقى في حوادث السنة الثانية من الهجرة : في هذه السنة
تزوج علي بن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله في صفر لليال(4)
بقين منه وبنى بها في ذي الحجة ، وقد روي أنه تزوجها في رجب بعد مقدم رسول الله


(1)وهم من القمى او من الروات او من النساخ ، والصحيح : في آخر يوم من رجب .
(2)في المصدر : وأكثروا القول في هذه .
(3)تفسير القمى : 61 و 62 . والاية في البقرة : 184 .
(4)قال المقريزى أيضا في الامتاع : 54 انه تزوج في صفر على رأس أحد عشر شهرا من
مهاجره صلى الله عليه وآله . وسيأتى الكلام في ذلك في محله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه