بحار الأنوار ج43

الطعام ، فعلم رسول الله صلى الله عليه واله ما تداخلني فقال : يا علي إني سأدعو الله بالبركة
قال علي : فأكل القوم عن آخرهم طعامي ، وشربوا شرابي ، ودعوا لي بالبركة و
صدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل ، ولم ينقص من الطعام شئ .
ثم دعا رسول الله صلى الله عليه واله بالصحاف فملئت ووجه بها إلى منازل أزواجه ، ثم
أخذ صحفة وجعل فيها طعاما وقال : هذا لفاطمة وبعلها حتى إذا انصرفت الشمس
للغروب قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا ام سلمة هلمي فاطمة ، فانطلقت فأتت بها وهي
تسحب أذيالها ، وقد تصببت عرقا حياء من رسول الله صلى الله عليه واله ، فعثرت . فقال رسول
الله صلى الله عليه واله : أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة .
فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي عليه السلام ، ثم
أخذ يدها فوضعها في يد علي عليه السلام وقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله يا علي
نعم الزوجة فاطمة ، ويا فاطمة نعم البعل علي انطلقا إلى منزلكما ولا تحدثا أمرا
حتى آتيكما .
قال علي : فأخذت بيد فاطمة وانطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة
وجلست في جانبها وهي مطرقة إلى الارض حياء مني وأنا مطرق إلى الارض
حياء منها .
ثم جاء رسول الله صلى الله عليه واله فقال : من ههنا ؟ فقلنا : ادخل يارسول الله مرحبا
بك زائرا وداخلا ، فدخل ، فأجلس فاطمة من جانبه ثم قال : يا فاطمة ايتيني بماء
فقامت إلى قعب في البيت فملاته ماء ثم أتته به ، فأخذ جرعة فتمضمض
بها ثم محبها في القعب ثم صب منها على رأسها ، ثم قال : أقبلي ! فلما أقبلت
نضح منه بين ثدييها ، ثم قال : أدبري ، فأدبرت فنضح منه بين كتفيها ثم قال :
اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلى ، اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي
اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا ، وبارك له في أهله ، ثم قال : يا علي ادخل بأهلك
بارك الله لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد .
بيان : مزمل أي ملفوف ، والشريط : خوص مفتول يشرط به السرير ونحوه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه