بحار الأنوار ج95

امته ، فهبط إليه وقال له : حبيبي محمد إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قم في
هذا اليوم بولاية علي صلى الله عليه ليكون علما لامتك بعدك ، يرجعون إليه ، و
يكون لهم كأنت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : حبيبي جبرئيل إني أخاف تغير أصحابي لما
قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه ، فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له :
يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله
يعصمك من الناس فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء
وقدماه تشويان ، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك ، و
غيره ، ففعل ذلك ، ثم نادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع
أبوبكر وعمرو عثمان وسائر المهاجرين والانصار ، ثم قام خطيبا وذكر
بعده الولاية ، فألزمها للناس جميع فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا وتناجوا
بما أسروا
فاذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره ، وأن يلبس المؤمن
أنظف ثيابه وأفخرها ويتطيب إمكانه انبساط يده ثم يقول :
اللهم إن هذا اليوم شرفتنا فيه بولاية وليك على صلوات الله عليه وجعلته
أمير المؤمنين وأمرتنا بموالاته وطاعته وأن نتمسك بما يقربنا إليك ، ويزلفنا
لديك أمره ونهيه ، اللهم قد قبلنا أمرك ونهيك ، وسمعنا أطعنا لنبيك ، وسلمنا
ورضينا ، فنحن موالي على صلى الله عليه وأولياؤه كما أمرت نواليه ، ونعادي من
يعاديه ، ونبرء ممن تبرء منه ، ونبغض من أبغضه ، ونحب من أحبه ، على
صلى الله عليه ومولانا كما قلت ، وإمامنا بعد نبينا صلى الله عليه وآله كما أمرت
فاذا كان وقت الزوال أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات
وتقول :
الحمد لله رب العالمين كما فضلنا في دينه على من جحد وعند ، وفي نعيم
الدنيا على كثير ممن عمد ، وهدانا بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله ، وشرفنا بوصيه وخليفته

في حياته وبعد مماته ، أمير المؤمنين صلى الله عليه ، اللهم إن محمدا صلى الله عليه وآله نبينا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه