بحار الأنوار ج48

الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ، ولا يراه هو ، فدعا بالماء للوضوء ، فتمضمض
ثلاثا ، واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وخلل شعر لحيته ، وغسل يديه إلى
المرفقين ثلاثا ، ومسح رأسه واذنيه ، وغسل رجليه والرشيد ينظر إليه .
فلما رآه وقد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى أشرف عليه بحيث يراه ، ثم ناداه :
كذب يا علي بن يقطين من زعم أنك من الرافضة . وصلحت حاله عنده ، وورد عليه
كتاب أبي الحسن عليه السلام : ابتداء‌ا : من الآن يا علي بن يقطين فتوض كما أمر الله ، واغسل وجهك مرة فريضة ، واخرى إسباغا ، واغسل يديك من المرفقين كذلك
وامسح مقدم رأسك ، وظاهر قدميك بفضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كان يخاف
عليه والسلام(1).
15 شى : عن سليمان بن عبدالله قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام
قاعدا فاتي بامرأة قد صار وجهها قفاها فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى
من خلف ذلك ، ثم عصر وجهها عن اليمين ثم قال : إن الله لايغير مابقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم (2)فرجع وجهها فقال : احذري أن تفعلين كما فعلت
قالوا : ياابن رسول الله وما فعلت ؟ فقال : ذلك مستور إلا أن تتكلم به ، فسألوها
فقالت : كانت لي ضرة فقمت اصلي فظننت أن زوجي معها ، فالتفت إليها فرأيتها
قاعدة وليس هو معها ، فرجع وجهها على ماكان(3).
16 قب : خالد السمان في خبر أنه دعا الرشيد رجلا يقال له علي بن
صالح الطالقاني وقال له : أنت الذي تقول : إن السحاب حملتك من بلد الصين
إلى طالقان ؟ فقال : نعم قال : فحدثنا كيف كان ؟ قال : كسر مركبي في لجج
البحر فبقيت ثلاثة أيام على لوح تضربني الامواج ، فألقتني الامواج إلى البر


(1)الارشاد ص 314 .
(2)سورة الرعد ، الاية : 11 .
(3)تفسير العياشي ج 2 ص 205 وأخرج الحديث الشيخ الحر العاملي في اثبات الهداة
ج 5 ص 550 والسيد البحراني في البرهان في تفسير الاية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه