بحار الأنوار ج13

أي لعل أسلافكم يشكرون الحياة التي فيها يتوبون ويقلعون وإلى ربهم ينيبون ، لم يدم
عليهم(1)ذلك الموت فيكون إلى النار مصيرهم وهم فيها خالدون ، قال : وذلك أن موسى
عليه السلام لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان فرق ما بين المحقين والمبطلين لمحمد صلى الله عليه وآله
بنبوته ولعلي عليه السلام بإمامته ، وللائمة الطاهرين بإمامتهم ، قالوا : " لن نؤمن لك " أن
هذا أمر ربك " حتى نرى الله جهرة " عيانا يخبرنا بذلك " فأخذتهم الصاعقة " معاينة
" وأنتم تنظرون " وهم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم .
وقال الله عزوجل : يا موسى إني أنا المكرم أوليائي المصدقين بأصفيائي ولا ابالي ،
وأنا المعذب لاعدائي الدافعين حقوق أصفيائي ولا ابالي ، فقال موسى للباقين الذين لم
يصعقوا : ماذا تقولون ؟ أتقبلون وتعترفون وإلا فأنتم بهؤلاء لاحقون ؟ قالوا : يا موسى
لا ندري ما حل بهم لماذا أصابهم ، كانت الصاعقة ما أصابتهم لاجلك إلا أنها نكبة
من نكبات الدهر تصيب البر والفاجر ، فإن كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر
محمد وعلي وآلهما فاسأل الله ربك بمحمد وآله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي
هؤلاء المصعوقين لنسألهم لماذا أصابهم ما أصابهم ، فدعى الله عزوجل بهم موسى
فأحياهم الله عزوجل ، فقال لهم موسى عليه السلام : سلوهم لماذا أصابهم ، فسألوهم فقالوا :
يا بني إسرائيل أصابنا ما أصابنا لابائنا اعتقاد نبوة محمد مع اعتقاد إمامة علي عليه السلام ، لقد
رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته وحجبه وكرسيه وعرشه وجنانه ونيرانه فما
رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك وأعظم سلطانا من محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ،
وإنا لما متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران فناداهم محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام
كفوا عن هؤلاء عذابكم ، فهؤلاء يحيون بمسألة سائل ربنا عزوجل بنا(2)وبآلنا الطيبين
وذلك حين لم يقذفونا في الهاوية ، فأخرونا إلى أن بعثنا بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد
وآله الطيبين ، فقال الله عزوجل لاهل عصر محمد صلى الله عليه وآله : فإذا كان بالدعاء بمحمد وآله
الطيبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم أفلا يجب عليكم أن لا تتعرضوا لمثل


(1)في المصدر : ولم يدم عليهم .
(2)في المصدر : سائل يسأل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه