بحار الأنوار ج41

النبي صلى الله عليه وآله أربعين ألفا " فإن صح هذا الخبر فليس فيه أنه كان دينارا أو درهما
وأربعون ألف درهم هو أربعة آلاف دينار ، ومال خديجة أكثر من ماله ، ونفع ذلك
للمسلمين عامة ، وقد شرحت ذلك في كتابي المشهور . فأما قوله : " فأما من أعطى
واتقى(1)" فعموم ، ويعارض بقوله : " ووجدك عائلا فأغنى(2)بمال خديجة ،
وروي أنه نزلت في علي "(3)عليه السلام وفيه يقول العبدي :
أبوكم هو الصديق آمن واتقى * وأعطى وما أكدى وصدق الحسنى
الضحاك عن ابن عباس نزلت في علي " ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى(4)"
الآية ، ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبي وأبوصالح والواحدي والطوسي
والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيري والثمالي والنقاش والفتال و
عبيدالله بن الحسين وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم أنه كان عند علي بن أبي
طالب عليه السلام أربعة دراهم من الفضة ، فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد
سر او بواحد علانية ، فنزل " الذين ينفقون أموالهم بالليل(5)الآية ، فسمى كل
درهم مالا وبشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص .
تفسير النقاش وأسباب النزول قال الكلبي : فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما حملك
على هذا ؟ قال : حملني أن أستوجب عفوالله الذي وعدني ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله
ألا إن ذلك ذلك لك ، فأنزل الله هذه الآية .
الضحاك عن ابن عباس قال : لما أنزل الله : " للفقراء الذين احصروا في سبيل
الله(6)" الآية ، بعث عبدالرحمن بن عوف بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى


(1)سورة الليل : 5 .
(2)سورة الضحى : 8 .
(3)في المصدر : في خديجة(خ ل)وعلى .
(4)سورة البقرة : 262 .
(5)= = : 274 .
(6)= = : 273 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه