بحار الأنوار ج14

وفي الخامسة والستين : أفصحتم في الخطبة وقصرتم في العمل ، فلو أفصحتم في
العمل وقصرتم في الخطبة لكان أرجى لكم ، ولكنكم عمدتم إلى آياتي فاتخذتموها
هزء‌ا ، وإلى مظالمي فاشتهرتم بها ، وعلمتم أن لا هرب مني ، وأمنتم فجائع الدنيا .(1)
داود ! اتل على بني إسرائيل نبأ رجل دانت له أقطار الارض حتى استوى ،(2)وسعى في
الارض فسادا ، وأخمد الحق وأظهر الباطل ، وعمر الدنيا ، وحصن(3)الحصون ، و
حبس الاموال ، فبينما هو في غضارة(4)دنياه إذ أوحيت إلى زنبور يأكل لحمة خده ، و
يدخل وليلدغ الملك ، فدخل الزنبور وبين يديه ستاره ووزراؤه وأعوانه فضرب خده
فتورمت وتفجرت منه أعين دما وقيحا ، فثير عليه بقطع من لحم(5)وجهه حتى كان كل
من يجلس عنده شم منم نتنا عظيما ،(6)حتى دفن جثة بلا رأس ، فلو كان للآدميين عبرة
تردعهم لردعتهم ، ولكن اشتغلوا بلهو الدنيا ولعبهم ، فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يأتيهم
أمري ولا أضيع أجر المحسنين ، سبحان خالق النور .(7)
أقول : سيأتي سائر ما نقلنا من الزبور وسائر حكم داود عليه السلام في كتاب المواعظ
إن شاء الله تعالى .


(1)في المصدر : وأسستم فجائع الدنيا .
(2)أي حتى استولى وظهر عليها .
(3)حصن المكان : جعله حصينا .
(4)الغضارة : النعمة وطيب العيش . السعة والخصب .
(5)في المصدر : ويقطع من لحم وجهه .
(6)" " : فكل من جلس عنده شم من دماغه نتنا عظيما .
(7)سعد السعود : 47 51 ، وفي المصدر له ذيل فيه مواعظ لم يذكره المصنف .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه