بحار الأنوار ج15

ها هنا حتى يخرج هذا النبي ، فأما أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه(1).
7 ك : أحمد بن محمد بن الحسين البزاز ، عن محمد بن يعقوب الاصم ، عن أحمد بن
عبدالجبار ، عن يونس بن بكر(2)، عن زكريا بن يحيى ، عن عكرمة قال : سمعت ابن عباس
يقول : لا يشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان مسلما(3).
بيان : اختلف في تبع هل كان مسلما أم لا ، وهذه الروايات تدل على إسلامه .
قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى :(أهم خير أم قوم تبع)أي أمشركوا قريش
أظهر نعمة ، وأكثر أموالا ، وأعز في القوة والقدرة أم قوم تبع الحميري ، الذي سار
بالجيوش حتى حير الحيرة ، وأتى سمرقند فهدمها ثم بناها ، وكان إذا كتب كتب :
(بسم الذي ملك بر او بحرا ، وضحا وريحا(4))، عن قتادة ، سمي تبعا لكثرة أتباعه
من الناس ، وقيل : لانه تبع من قبله من ملوك اليمن ، والتبابعة : اسم ملوك اليمن ،
فتبع لقب له كما يقال : خاقان لملك الترك ، وقيصر لملك الروم ، واسمه أسعد أبوكرب ،
وروى سهل بن سعد ، عن البني صلى الله عليه واله أنه قال :(لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم)
قال كعب : نعم الرجل الصالح ، ذم الله قومه ولم يذمه(5).
وقال البيضاوي : وكان مؤمنا وقومه كافرين ، ولذلك ذمهم دونه ، وعنه عليه السلام :
ما أدري أكان تبع نبيا أو غيرنبي(6).
8 ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن العلاء ، عن محمد بن
مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم بفناء الكعبة يوم افتتح مكة
إذ أقبل إليه وفد فسلموا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : من القوم ؟ قالوا : وفد من بكر بن


(1)كمال الدين : 101 و 102 .
(2)في المصدر : يونس بن بكير .
(3)كمال الدين : 102 .
(4)الضح : الشمس ، وقولهم : جاء فلان بالضح والريح أى بما طلعت عليه الشمس ، وما جرت
عليه الريح ، يعنى من الكثرة .
(5)مجمع البيان 9 : 66 .
(6)أنوار التنزيل 2 : 419 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه