بحار الأنوار ج10

مذاهبه كلها بأهون سعي ، ولم يبق معه شئ ، واستغنيت عن مناظرته ، قال فحرك
السترالرشيد ، وأصغى يحيى بن خالد فقال : هذا متكلم الشيعة واقف الرجل مواقفة(1)
لم يتضمن مناظرة ، ثم ادعى عليه أنه قد قطعه وأفسد مذهبه ،(2)فمره أن يبين عن
صحة ما ادعاه على الرجل ، فقال يحيى بن خالد لهشام : إن أميرالمؤمنين يأمرك أن
تكشف عن صحة ماادعيت على هذا الرجل ، قال : فقال هشام رحمه الله : إن هؤلاء
القوم لم يزالوا معنا على ولاية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حتى كان من أمر
الحكمين ما كان ، فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك ، وهم الذين اضطروه إليه ،
والآن فقد حكم هذا الشيخ وهو عماد أصحابه مختارا غير مضطر رجلين مختلفين في
مذهبهما : أحدهما يكفره ، والآخر يعدله ، فإن كان مصيبا في ذلك فأميرالمؤمنين
أولى بالصواب ، وإن كان مخطئا كافرا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها ،
والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا عليه السلام . قال : فاستحسن ذلك
الرشيد وأمر بصلته وجائزته .(3)
4 - وقال الشيخ أدام الله عزه : وهشام بن الحكم من أكبر أصحاب أبي عبدالله
جعفربن محمد عليهما السلام ، وكان فقيها ، وروى حديثا كثيرا ، وصحب أبا عبدالله عليه السلام ، وبعده
أباالحسن موسى عليه السلام ، وكان يكنى أبا محمد وأبا الحكم ، وكان مولى بني شيبان ، و
كان مقيما بالكوفة ، وبلغ من مرتبته وعلوه عند أبي عبدالله جعفربن محمد عليهما السلام أنه
دخل عليه بمنى وهو غلام أول ما اختط عارضاه ، وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران
ابن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الاحول وغيرهم ، فرفعه على
جماعتهم ، وليس فيهم إلا من هو أكبر سنا منه ، فلما رأى أبوعبدالله عليه السلام أن ذلك
الفعل كبر على أصحابه قال : هذا ناصر نابقلبه ولسانه ويده ، وقال له أبوعبدالله عليه السلام
وقد سأله عن أسماء الله عزوجل واشتقاقها فأجابه ثم قال له : أفهمت يا هشام فهما
تدفع به أعداء‌نا الملحدين مع الله عزوجل ؟ قال هشام : نعم ، قال أبوعبدالله عليه السلام :


(1)في المصدر : وافق الرجل موافقة .
(2)في المصدر : وأفسد عليه مذهبه .
(3)الفصول المختارة 1 : 26 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه