بحار الأنوار ج44


33 . (باب) (العلة التى من أجلها لم يكف الله

قتلة الائمة عليهم السلام ومن ظلمهم عن قتلهم وظلمهم ، وعلة ابتلائهم صلوات الله عليهم أجمعين)

1 ك ، ج ، ع : محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : كنت عند الشيخ
أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري
فقام إليه رجل فقال له : اريد أن أسألك عن شئ ، فقال له : سل عما بدالك فقال
الرجل : أخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام أهو ولي الله ؟ قال : نعم ، قال :
أخبرني عن قاتله أهو عدو الله ؟ قال : نعم ، قال الرجل : فهل يجوز أن يسلط الله
عدوه على وليه ؟ .
فقال له أبوالقاسم قدس الله روحه : افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله
عزوجل لا يخاطب الناس بشهادة العيان ، ولا يشافههم بالكلام ، ولكنه عزوجل
بعث إليهم رسولا ، من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ، فلو بعث إليهم رسلا من غير
صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ، ولم يقبلوا منهم ، فلما جاؤهم وكانوا من جنسهم يأكلون
الطعام ، ويمشون في الاسواق قالوا لهم : أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشي ء
نعجز أن نأتي بمثله ، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه ، فجعل الله عزوجل لهم
المعجزات التي يعجز الخلق عنها ، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الانذار والاعذار
فغرق جميع من طغى وتمرد ، ومنهم من القي في النار ، فكانت عليه بردا وسلاما
ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبنا ، ومنهم من فلق له
البحر وفجر له من الحجر العيون ، وجعل له العصا اليابسة ثعبانا فتلقف ما يأفكون
ومنهم من أبرأ الاكمه والابرص وأحيى الموتى بإذن الله عزوجل وأنبأهم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه