بحار الأنوار ج8

40 - كا : بإسناده عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : ثلاثة لا ينظر
الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ، ومن
جحد إماما من الله ، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيب(1). ج 1 ص 373
41 - شى : عن جابر قال : سألت أباعبدالله عليه السلام عن قول الله : ومن الناس من
يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله قال : فقال : هم أولياء فلان وفلان وفلان ،
اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما فلذلك قال الله تبارك وتعالى
ولويرى الذين ظلموا إذيرون العذاب أن القوة الله جميعا وأن الله شديد العذاب
إذتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا إلى قوله : وماهم بخارجين من النار قال : ثم قال أبوجعفر عليه السلام : هم والله يا جابر أئمة الظلم وأتباعهم .
تذييل : اعلم أن الذي يقتضيه الجمع بين الآيات والاخبار أن الكافر المنكر
لضروري من ضروريات دين الاسلام مخلد في النار ، لا يخفف عنه العذاب إلا المستضعف
الناقص في عقله أو الذي لم يتم عليه الحجة ولم يقصر في الفحص والنظر ، فإنه
يحتمل أن يكون من المرجون لامرالله كما سيأتي تحقيقه في كتاب الايمان والكفر ،
وأما غير الشيعة الامامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئا من
ضروريات دين الاسلام فهم فرقتان : إحداهما المتعصبون العاندون منهم ممن قدتمت
عليهم الحجة فهم في النار خالدون ، والاخرى المستضعفون منهم وهم الضعفاء
العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت
في زمان الفترة ، أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة فهم المرجون لا
الله ، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ، فيرجى لهم النجاة من النار ، وأما أصحاب الكبائر من الامامية فلا خلاف بين الامامية في أنهم لا يخلدون في النار ، وأما أنهم
هل يدخلون النار أم لا ؟ فالاخبار مختلفة فيهم اختلافا كثيرا ، ومقتضى الجمع بينها أنه
يحتمل دخولهم النار وأنهم غير داخلين في الاخبار التي وردت أن الشيعة والمؤمن
لايدخل النار ، لانه قدورد في أخبار اخر أن الشيعة من شايع عليها في أعماله ، وأن
الايمان مركب من القول والعمل ، لكن الاخبار الكثيرة دلت على أن الشفاعة تلحقهم


(1)في المصدر : نصيبا ، وهو الارفق . م

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه