ثلاثة أيام ، وقيل : عاشوا سبعة أيام ثم ماتوا ، عن مقاتل ، وقيل : إنهم توالدوا ، عن
الحسن ، وليس بالوجه ، لان من المعلوم أن القردة ليست من أولاد آدم ، كما أن
الكلاب ليست منهم ، ووردت الرواية عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله
تعالى لم يمسخ شيئا فجعل له نسلا وعقبا .
القصة : قيل : كانت هذه القصة في زمن داود عليه السلام .
وعن ابن عباس قال : أمروا باليوم الذي أمرتم به يوم الجمعة فتركوه واختاروا
يوم السبت فابتلوا به ، وحرم عليهم فيه الصيد ، وأمروا بتعظيمه ، فكانت الحيتان تأتيهم
يوم السبت شرعا بيضا سمانا حتى لا يرى الماء من كثرتها ، فمكثوا كذلك ماشاء الله لا
يصيدون ، ثم أتاهم الشيطان وقال : إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت ، فاتخذوا الحياض
والشبكات فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة ، ثم يأخذونها يوم الاحد ، وعن ابن
زيد قال : أخذ رجل منهم حوتا وربط في ذنبه خيطا وشده إلى الساحل ، ثم أخذه يوم
الاحد وشواه ، فلاموه على ذلك ، فلما لم يأته العذاب أخذوا ذلك وأكلوه وباعوه ، و
كانوا نحوا من اثني عشر ألفا ، فصار الناس ثلاث فرق على ما تقدم ذكره ، فاعتزلتهم
الفرقة الناهية ولم تساكنهم ، فأصبحوا يوما ولم يخرج من العاصية أحد فنظروا فإذا هم
قردة ففتحوا الباب فدخلوا وكانت القردة تعرفهم وهم لا يعرفونها ، فجعلت تبكي فإذا قالوا
لهم : ألم ننهكم ؟ قالت برؤوسها : أن نعم ، قال قتادة : صارت الشبان قردة ، والشيوخ
خنازير .(1)
14 كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ،
عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : " لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم " قال : الخنازير على لسان داود عليه السلام ،
والقردة على لسان عيسى ابن مريم عليه السلام .(2)
(1)مجمع البيان 4 : 491 492 493 .
(2)روضة الكافي : 200 .