بحار الأنوار ج50

لا اجيب لا حد منهم دعوة ، ولا حد قبله مظلمة(1)
قال محمد بن علي : فوالله لقد كتب المهتدي الخبربخطه ولقد كنت أسمعه
في جوف الليل وقد خلابربه وهو يبكي ويقول : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا
والراغبين في الاخرة إلى أن كان من أمر مع الا تراك ما كان .
اقول : روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن علي بن عاصم الكوفي لاعمى قال :
دخلت على سيدي الحسن العسكري فسلمت عليه فرد علي السلام وقال : مرحبا
بك يا ابن عاصم اجلس هنيئا لك يا ابن عاصم أتدري ما تحت قدميك ؟ فقلت : يامولاي
إني أرى تحت قدمي هذا البساط كرم الله وجه صاحبه ، فقال لي : يا ابن عاصم اعلم
أنك على بساط جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين ، فقلت : يا سيدي ليتني كنت
لا افارقك ما دمت في دار الدنيا ثم قلت في نفسى ليتني كنت أرى هذا البساط فعلم
الامام عليه السلام ما في ضميري فقال : ادن مني فدنوت منه فمسح يده على وجهي فصرت
بصيرا باذن الله .
قال : هذا قوم أبينا آدم ، وهذا أثر هابيل ، وهذا أثر شيث ، وهذا أثر إدريس
وهذا أثر هود ، وهذا أثر صالح ، وهذا أثر لقمان ، وهذا أثر إبراهيم ، وهذا أثر
لوط ، وهذا أثر شعيب وهذا أثر موسى ، وهذا أثر داود ، وهذا أثر سليمان ، وهذا
أثر الخضر ، وهذا أثر دانيال ، وهذا أثر ذي القرنين ، وهذاأثر عدنان ، وهذا أثر
عبدالمطلب وهذاأثر عبدالله ، وهذا أثر عبد مناف ، وهذاأثر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
وهذاأثر جدي علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال علي بن عاصم : فأهويت على الاقدام كلها فقبلتها ، وقبلت يد
الامام عليه السلام وقلت له : إني عاجز عن نصرتكم بيدي ، وليس أملك غير موالاتكم
والبراء‌ة من أعدائكم ، واللعن لهم في خلواتي ، فكيف حالي يا سيدي ؟ فقال عليه السلام :
حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من ضعف على نصرتنا أهل البيت ولعن
في خلواته أعداء‌نا بلغ الله صوته إلى جميع الملائكة ، فكلما لعن أحد كم أعداء‌نا


(1)تراها في نهج البلاغة تحت الرقم 104 من الحكم والمواعظ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه