بحار الأنوار ج45

النصاب : فان كان قتل الحسين باطلا فهوأعظم من صيد السمك في السبت ، أفماكان
يغضب على قاتليه كماغضب على صيادي السمك ؟ قال علي بن الحسين : قل لهؤلاء
النصاب : فان كان إبليس معاصيه أعظم من معاصي من كفر باغوائه ، فأهلك الله من
شاء منهم كقوم نوح وفرعون ولم يهلك إبليس وهوأولى بالهلاك فماباله أهلك
هؤلاء الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف
المخزيات ؟ ألاكان ربنا عزوجل حكيما بتدبيره وحكمه فيمن أهلك وفيمن استبقى
فكذلك هؤلاء الصائدون في السبت وهؤلاء القاتلون للحسين عليه السلام ، يفعل في
الفريقين مايعلم أنه أولى بالصواب والحكمة لايسأل عمايفعل وعباده يسألون
وقال الباقر عليه السلام : لماحدث علي بن الحسين بهذا الحديث قال له بعض
من في مجلسه : ياابن رسول الله كيف يعاتب الله ويوبخ هؤلاء الاخلاف على قبائح
أتى بها أسلافهم ؟ وهويقول : " ولاتزروازرة وزر اخرى " ؟ فقال زين العابدين عليه السلام :
إن القرآن نزل بلغة العرب ، فهويخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم يقول الرجل
التميمي قدأغارقومه على بلد وقتلوا من فيه : أغرتم على بلد كذى ويقول العربي
أيضا : ونحن فعلنا ببني فلان ونحن سبينا آل فلان ونحن خربنا بلدكذا ، لايريد
أنهم باشروا ذلك ، ولكن يريد هؤلاء بالعذل ، واولئك بالافتخار أن قومهم فعلوا
كذا ، وقول الله عزوجل في هذه الآية إنما هو توبيخ لاسلافهم وتوبيخ العذل
على هؤلاء الموجودين لان ذلك هو اللغة التي انزل بها القرآن ، ولان هؤلاء
الاخلاف أيضا راضون بمافعل أسلافهم مصوبون ذلك لهم ، فجاز أن يقال لهم :
أنتم فعلتم ، أي إذ رضيتم قبيح فعلهم(1)
3 - ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمدبن محمد ، عن محمدبن سنان ، عن
إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : القائم والله يقتل ذراري
قتلة الحسين بفعال آبائها
4 - مل : محمدبن جعفر الرزاز ، عن محمدبن الحسين ، عن عثمان بن عيسى


(1)كتاب الاحتجاج ص 160

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه