بحار الأنوار ج72

23 كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن سنان ، عن منذر بن يزيد ، عن المفضل
ابن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصدود
لاوليائي ؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم ، فيقال : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين
ونصبوا لهم ، وعاندوهم ، وعنفوهم في دينهم ، ثم يؤمر بهم إلى جهنم(1).
بيان أين الصدود لاوليائي كذا في أكثر نسخ الكتاب وثواب الاعمال(2)
وغيرهما ، وتطبيقه على ما يناسب المقام لا يخلو من تكلف(3)في القاموس صدعنه
صدودا أعرض ، وفلانا عن كذا صدا منعه وصرفه ، وصد يصد ويصد صديدا ضج
والتصدد التعرض ، وفي النهاية : الصد الصرف والمنع ، يقال صده وأصده وصد
عنه ، والصد الهجران ومنه الحديث فيصد هذا ، أي يعرض بوجهه عنه
وفي المصباح صد من كذا من باب ضرب ضحك .
وأقول : أكثر المعاني مناسبة لكن بتضمين معنى التعرض ونحوه للتعدية
باللام ، فالصدود بالضم جمع صاد وفي بعض النسخ : المؤذون لاوليائي فلا يحتاج
إلى تكلف وقال الجوهري : نصبت لفلان نصبا إذا عاديته وناصبته الحرب مناصبة
وقال : التعنيف التعبير واللوم وقيل : لعل خلو وجوههم من اللحم لاجل أنه ذاب
من الغم وخوف العقوبة أو من خدشة بأيديهم تحسرا وتأسفا ، ويؤيده ما رواه العامة
عن النبي صلى الله عليه واله قال : مررت ليلة اسري بي بقوم لهم أظفار من نحاس يخدشون
وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل ؟ قال : هم الذين يأكلون لحوم
الناس ويقعون في أعراضهم وقيل : إنما سقط لحم وجوههم لانهم كاشفوهم بوجوههم
الشديدة من غير استحياء من الله ومنهم .
وأقول : أو لانهم لما أرادوا أن يقبحوهم عند الناس في الدنيا قبحهم الله
في الاخرة عند الناس أظهر أعضائهم وأحسنها .


(1)الكافى ج 2 ص 351 .(2)مر تحت الرقم 8 .
(3)وقد روى في معنى قوله تعالى ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون
أن معنى يصدون : يضحكون أى ضحك السخرية كما يضحك المجادل الممارى اذا ظفر من
خصمه على فلتة ، وهذا المعنى هو المناسب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه