بحار الأنوار ج25

فأي بشر كان مثل آدم فيما سابقت به الاخبار ، وعرفتنا كتبك في عطاياك ؟
أسجدت له ملائكتك ، وعرفته ما حجبت عنهم من علمك(1) ، إذ تناهت(2) به قدرتك
وتمت فيه مشيتك ، دعاك بما أكننت فيه فأجبته إجابة القبول ، فلما أذنت اللهم في
انتقال محمد صلى الله عليه وآله من صلب آدم ألفت بينه وبين زوج خلقتها له سكنا ، ووصلت
لهما به سببا ، فنقلته من بينهما إلى شيث اختيارا له بعلمك فإنه بشر كان اختصاصه
برسالتك .
ثم نقلته إلى أنوش فكان خلف أبيه في قبول كرامتك واحتمال رسالاتك ، ثم
قدرت المنقول إليه قينان(3) وألحقته في الحظوة(4) بالسابقين ، وفي المنحة بالباقين ، ثم
جعلت مهلائيل : رابع أجرامه قدرة تودعها من خلقك من تضرب(5) لهم بسهم النبوة
وشرف الابوة حتى إذا قبله برد(6) عن تقديرك تناهى به تدبيرك إلى اخنوخ ،
فكان أول من جعلت من الاجرام ناقلا للرسالة ، وحاملا أعباء النبوة(7) .
فتعاليت يارب لقد لطف حلمك(8) وجل قدرتك(9 عن التفسير إلا بما دعوت
إليه من الاقرار بربوبيتك ، وأشهد أن الاعين لا تدركك ، والاوهام لا تلحقك ، والعقول
لا تصفك ، والمكان لا يسعك ، وكيف يسع من كان قبل المكان ومن خلق المكان(10) ؟


(1) اشارة إلى قوله تعالى : وعلم آدم الاسماء كلها . اه‍ .
(2) فلما تناهت خ ل .
(3) في المصدر : ثم قدرت نقل النور إلى قينان .
(4) الحظوة : المكانة والمنزلة .
(5) في المصدر : فيمن تضرب .
(6) ذكرنا فيما تقدم في كتاب النبوة اختلاف النسخ في اسماء اولاد آدم ، راجعه .
(7) الاعباء جمع العب‌ء : الثقل والحمل .
(8) في المصدر : لطف علمك .
(9) في النسخة المصححة : وجل قدرك .
(10) في المصدر : وكيف يسع المكان من خلقه وكان قبله ؟ *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه