قط أوسع علما من أبى نواس ولا احفظ منه مع قلة كتبه وقال الامام أبوعبيدة اللغوى :
المشهور كان أبونواس للمحدثين مثل امرء القيس للمتقدمين وقال الجاحظ : مارأيت اعلم
باللغة من أبى نواس ويروى ان الخصيب صاحب مصر سأله عن نسبه فقال : اغنانى أدبى
عن نسبى فامسك عنه
وذكر ابن خلكان نقلا عن محمدبن داود الجراح في كتاب الوراقة ان أبانواس ولد
بالبصرة ونشأ بها ثم خرج إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ثم صار إلى بغداد وقال
غيره : أنه ولد بالاهواز ونقل منها وعمره سنتان وامه اهوازيه اسمها حلبان وكان أبوه من
جند مروان الحمار آخر ملوك بن أمية وكان من أهل دمشق وانتقل إلى الاهواز للرباط
فتزوج حلبان وأولدها عدة أولاد منهم أبونواس بن أبومعاذ
و أما أبونواس فاسلمته امه إلى بعض العطاربن فرآه أبوأسامة والبة بن الحباب
فاستحلاه فقال : انى أرى فيك مخايل أرى لك ان لا تصنيعها وستقول الشعر فاصحبنى
أخرجك فقال له : ومن أنت قال : فلان قال : نعم أنا والله في طلبك ولقد أردت الخروج
إلى الكوفة بسببك لاخذ عنك واسمع منك شعرك فصار أبونواس وقدم به بغداد وعاش
فيه حتى مات
وله محاورات ومطايبات ذكروها أرباب التراجم والمعاجم في كتبهم واشعاره مذكورة
في طبقات الشعراء وغيرها وفيه اختلاف انه من أهل الحق أو من الباطل نعم أنه قد يقول مديحة
لاهل البيت عليهم السلام منها ما في كشف الغمة وعيون الاخبار عن محمدبن يحيى الفارسى
قال : نظر أبونواس إلى الرضا عليه السلام ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة
له ، فدنا منه وسلم عليه وقال : يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا وأحب ان تسمعها منى
فقال : هات فانشأ يقول :
مطهرون نقيات ثيابهم تجرى الصلاة عليهم اينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه فماله من قديم الدهر مفتخر
فأنتم الملاء الاعلى وعندكم علم الكتاب وما جائت به السور