لربهم وأقاموا الصلوة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون * والذين إذا
أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه
لا يحب الظالمين(1)
الفتح : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم
ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود
ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى
على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعدالله الذين آمنوا وعملوا الصالحات
منهم مغفرة وأجرا عظيما(2).
البينة : وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلوة
ويوتوا الزكوة وذلك دين القيمة - إلى قوله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
اولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار
خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه(3).
تفسير : " إنما المؤمنون "(4)قيل أي الكاملون في الايمان " وجلت قلوبهم "
أي فزعت لذكره استعظاما له ، وهيبة من جلاله ، " زادتهم إيمانا " : ازدادوا بها
يقينا وطمأنينة نفس ، " وعلى ربهم يتوكلون " : أي وإليه يفوضون امورهم
فيما يخافون ويرجون " اولئك هم المؤمنون حقا " لانهم حققوا إيمانهم بضم
مكارم الاخلاق ، ومحاسن أفعال الجوارح إليه ، " لهم درجات عندالله " أي كرامة
وعلو منزلة ، " ومغفرة " لما فرط منهم ، " ورزق كريم " اعد لهم في الجنة .
قال علي بن إبراهيم :(5)نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ، وأبي ذر وسلمان
(1)الشورى : 36 - 40 .
(2)الفتح : 29 .
(3)البينة : 5 - 8 .
(4)الانفال : 2 .
(5)تفسير القمى ص 236 .