بحار الأنوار ج39

إني لاكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك فارجع ورائك خيرا لك(1)، فقال علي
عليه السلام : إن قريشا يتحدث عنك أنك قلت : لايدعوني أحد إلى ثلاث الا أجيب(2)
ولو إلى واحدة منها ، قال : أجل ، قال : فإني أدعوك إلى الاسلام ، قال : دع
هذه ، قال : فإني أدعوك إلى أن ترجع بمن يتبعك من قريش إلى مكة ، قال :
إذا تتحدث نساء قريش عني أن غلاما خدعني ! قال : فإني أدعوك إلى البراز
راجلا ، فحمي عمرو(3)وقال : ماكنت أظن أحدا من العرب يرومها مني ، ثم نزل
فعقر فرسه وقيل . ضرب وجهه ففر وتجاولا ، فثارت لهما غبرة وارتهما عن
العيون إلى أن سمع الناس التكبير عاليا من تحت الغبرة ، فعلموا أن عليا قتله
وانجلت الغبرة عنهما وعلي راكب صدره يجز رأسه ، وفر أصحابه ليعبروا الخندق
فظفرت بهم خيلهم إلا نوفل بن عبدالله ، فإنه قصر فرسه فوقع في الخندق ، فرماه
المسلمون بالحجارة ، فقال : يامعشر الناس أكرموا من هذه(4)، فنزل إليه علي
عليه السلام فقتله ، وأدرك الزبير هبيرة بن أبي وهب فضربه فقطع قربوسه(5)وسقطت درع
كان حملها من ورائه ، فأخذه الزبير ، وألقى عكرمة رمحه ، وناوش(6)عمر بن الخطاب
ضرار بن عمرو(7): فحمل عليه ضرار حتى إذا وجد عمر مس الرمح رفعه عنه وقال :
إنها لنعمة مشكورة فاحفظها ياابن الخطاب ، إني كنت آليت أن لا يمتلئ يداي(8)
من قتل قرشي فأقتله ، فانصرف ضرار راجعا إلى أصحابه ، وقد كان جرى له معه


(1)في المصدر : خير لك .
(2)" : إلا أجبت .
(3)حمى من الشئ : أنف أن يفعله .
(4)كذا في(ك)، وفي غيره من النسخ : اكرم من هذا . وفي المصدر : فقال : يامعاشر الناس
قتلة أكرم من هذه :
(5)في المصدر : فقطع ثفر فرسه . وهو السير الذي في مؤخر السرج .
(6)ناوش فلانا : تناوله ليأخذ برأسه ولحيته .
(7)كذا في النسخ والمصدر ، وهو سهو ، فان ضرار كان ابن الخطاب وأخا عمر ، وقد أمر
رسول الله(ص)عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب ، راجع المجلد السادس من طبعة أمين
الضرب باب غزوة الاحزاب .
(8)في المصدر : أن لاتمكنني يداي .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه