بحار الأنوار ج83

صلى الله عليه وآله كان يقول بعد صلاة الفجر : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال ، وبوار الايم ، والغفلة
والزلة والقسوة والعلية والمسكنة ، وأعوذبك من نفس لاتشبع ، ومن قلب لايخشع ، و
من عين لاتدمع ، ومن دعاء لايسمع ، ومن صلاة لاتنفع ، وأعوذ بك من امرأة يشيبني قبل
أو ان مشيبي وأعوذ بك من ولد يكون على ربا ، وأعوذ بك من مال يكون علي عذابا ،
وأعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها ، وإن رأى سيئة أفشاها . اللهم لاتجعل
لفاجر على يدا ولامنة(1).
توضيح : منهم من فرق بين الهم والحزن بأن الهم إنما يكون في الامر
المتوقع ، والحزن فيما قد وقع ، والهم هو الحزن الذي يذيب الانسان يقال : همني
المرض بمعنى أذابني ، وسمي به ما يعتري الانسان من شدائد الغم لانه يذيبه أبلغ
وأشد من الحزن الذي أصله الخشونة ، والعجز أصله التأخر عن الشئ مأخوذ من
العجز ، وهو مؤخر الشئ وللزومه الضعف والقصور عن الاتيان بالشئ استعمل في
مقابلة القدرة ، والكسل التثاقل عن الشئ مع وجود القدرة .
وفي النهاية فيه نعوذ بالله من بوار الايم أي كسادها ، من بارت السوق والايم
التي لازوج بها انتهى وسيأتي في الحديث تفسير له في كتاب الدعاء(2)وفي النهاية
عال يعيل عيلة افتقر ، وفي القاموس الشيب بياض الشعر كالمشيب ، وشيب الحزن رأسه
وبرأسه وكذلك أشاب .
(يكون علي ربا)أي مربيا ومنعما وأكون محتاجا إليه ، فان ذلك أصعب
الاشياء لكونه على خلاف العادة ، بل الغالب بالعكس ، والتعدية بعلى لتضمين معنى


(1)الفيه : ج 1 ص 221 .
(2)راجع ج 95 ص 134 ، وفيه عن عبدالملك بن عبدالله القمى قال : سأل أبا عبدالله
عليه السلام الكاهلى وأنا عنده : أكان على(ع)يتغوذ من بوار الايم ؟ فقال : نعم ، وليس حيث
تذهب ، انما كان يتعوذ من العاهات ، والعمة يقولون بوار الايم كسادهاوليس كما يقولون .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه