بحار الأنوار ج79

عن الله عن بذلك .
بيان : قال الجوهري : الوحشة الخلوة والهم ، وقد أوحشت الرجل
فاستحوش ، وأرض وحشة وبلد وحش بالتسكين أي قفر ، وتوحشت الارض صارت
وحشة وأوحشت الارض وجدتها وحشة ، وقال : القفر مغازة لانبات فيها ولاماء ، يقال :
أرض قفر ومفازة قفرة وأقفرت الدار خلت .
25 نهج البلاغة : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : وقد رجع من صفين فأشرف
على القبور بظاهر الكوفة(يا أهل الديار الموحشة ، والمحال المقفرة ، والقبور المظلمة ،
يا أهل التربة ، يا أهل الغربة ، يا أهل الوحدة ، يا أهل الوحشة ، أنتم لنا فرط سابق ، و
نحن لكم تبع لاحق ، أما الدور فقدسكنت ، وأما الازواج فقد نكحت ، وأما الاموال
فقد قسمت ، هذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال :
أما لو اذن لهم في الكلام لاخبروكم أن خير الزاد التقوى(1).
وقال عليه السلام : إن لله ملكا ينادي في كل يوم : لدوا للموت ، واجمعوا للفناء
وابنوا للخراب(2).
وقال عليه السلام : الهم نصف الهرم(3).
وقال عليه السلام : فيما كتب إلى الحارث الهمداني : أكثر ذكر الموت وما بعد
الموت ، ولا تتمن الموت إلا بشرط وثيق(4).
بيان : أي لا تتمن الموت إلا مشروطا بالمغفرة أو بعد تحصيل ما يوجب
رفع درجات الاخرة في بقية العمر ، وقال ابن أبي الحديد : أي لا تتمن الموت
إلا وأنت واثق من أعمالك الصالحة أنها تؤديك إلى الجنة وتنقذك من النار .
أقول : على هذا يحتمل أن يكون نهيا عن تمني الموت مطلقا فان ذلك


(1)نهج البلاغة تحت الرقم 130 من قسم الحكم .
(2)نهج البلاغة تحت الرقم 132 من قسم الحكم .
(3)نهج البلاغة تحت الرقم 143 من قسم الحكم .
(4)نهج البلاغة تحت الرقم 69 من قسم الكتب والرسائل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه