بحار الأنوار ج28

الاجماع ، قلنا : ذلك أيضا ممنوع ، لما عرفت من عدم بيعة علي عليه السلام وأصحابه
له بعد ستة أشهرأيضا ، ولو سلم أنه صفق على يده كما يفعله أهل البيعة ، فلا ريب
في أن سعد بن عبادة وأولاده لم يتفقوا على ذلك ، ولم يبايعوا أبابكر ولا عمر ،
كما قال ابن عبد البرفي الاستيعاب(1)في ترجمة أبي بكر أنه بويع له بالخلافة في
اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في سقيفة بني ساعدة ، ثم بويع البيعة العامة
يوم الثلثاء من غد ذلك اليوم ، وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج
وفرقة من قريش .
وروى أيضا ابن عبدالبر في الكتاب المذكور(2)وابن حجر العسقلاني في
الاصابة(3)أن سعدا لم يبايع أحدا من أبي بكر وعمر ولم يقدروا على إلزامه
كالزامهم لغيره ، لكثرة أقوامه من الخزرج ، فاحترزوا عن فتنتهم ، ولما وصل حكومة
أهل الاسلام إلى عمر ، مر ذات يوم سعد على سوق المدينة فوقع عليه نظر عمر و
قال له : ادخل يا سعد في بيعتنا أو اخرج من هذا البلد ، فقال سعد : حرام علي أن
أكون في بلد أنت أميره ، ثم خرج من المدينة إلى الشام ، وكانت له قبيلة كثيرة في
نواحى دمشق ، كان يعيش في كل اسبوع عند طائفة منهم ، ففي تلك الايام كان يذهب
يوما من قرية إلى اخرى ، فرموه من وراء بستان كان على طريقه بسهم فقتل .
وقال صاحب روضة الصفا(4)ما معناه إن سعدا لم يبايع أبابكر وخرج إلى
الشام وقتل بعد مدة فيها بتحريك بعض العظماء .
وقال البلاذري في تاريخه(5)إن عمر بن الخطاب أشار إلى خالد بن الوليد ومحمد


(1)الاستيعاب 2 / 655 .
(2)الاستيعاب 1 / 333 راجع الرقم 2337 .
(3)الاصابة 2 / 27 ط مصر .
(4)روضة الصفا 2 / 219 .
(5)قد مر عن تاريخ البلاذرى ص 183 نص في ذلك راجعه ، وهكذا مر ص 346(*)=

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه