بحار الأنوار ج14

46 وقال عليه السلام : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره(1)
47 وروي أنه عليه السلام مر مع الحواريين على جيفة ،(2)فقال الحواريون : ماأنتن
ريح هذا(الكلب ؟)! فقال عيسى عليه السلام : ماأشد بياض أسنانه ! .(3)
48 وقال عليه السلام : لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا ، اكنزوا كنزكم عند
من لا يضيعه ، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة ، وصاحب كنز الله لا يخاف عليه
الآفة .(4)
49 وقال عليه السلام : يا معشر الحواريين إني قد أكببت لكم الدنيا على وجهها
فلا تنعشوها(5)بعدي ، فإن من خبث الدنيا أن عصي الله فيها ، وإن من خبث الدنيا أن
الآخرة لا تدرك(6)إلا بتركها ، فاعبروا الدنيا ولا تعمروها ، واعلموا أن أصل كل
خطيئة حب الدنيا ، ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا .(7)
50 وقال عليه السلام : إني بطحت(8)لكم الدنيا وجلستم على ظهرها ، فلا ينازعنكم
فيها إلا الملوك والنساء ، فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لم يتعرضوا لكم ما تركتم
دنياهم ، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة .(9)
51 وقال عليه السلام : لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن ، كما لايستقيم الماء
والنار في إناء واحد .(10)
52 وقيل له عليه السلام : لو اتخذت بيتا ، قال : يكفينا خلقان من كان قبلنا .(11)


(1)تنبيه الخواطر 1 : 96 . وفيه : لموعود غائب لم يره .
(2)في المصدر : على جيفة كلب .
(3)تنبيه الخواطر 1 : 117 .
(4)" " 1 : 129 .
(5)في نسخة : فلا تغشوها بعدي .
(6)في المصدر : لا تنال ولا تدرك .
(7)تنبيه الخواطر 1 : 129 .
(8)بطحه : ألقاه على وجهه .
(9 11)تنبيه الخواطر 1 : 129 . والخلقان كعثمان جمع الخلق : البالي .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه