بحار الأنوار ج75

وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقيكم(1) فمن اتقى
الله فهو الشريف المكرم المحب ، وكذلك أهل طاعته وطاعة رسول الله ، يقول الله
في كتابه : إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور
رحيم(2). وقال : وأطيعوا الله واطيعوا الرسول فان توليتم فإن الله لا يحب
الكافرين(3) .
ثم صاح بأعلى صوته : يا معاشر المهاجرين والانصار ، ويا معاشر المسلمين
أتمنون على الله وعلى رسوله بإسلامكم ، ولله ولرسوله المن عليكم إن كنتم
صادقين .
ثم قال : ألا إنه من استقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، وشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله أجرينا عليه أحكام القرآن ، وأقسام الاسلام ، ليس لاحد
على أحد فضل إلا بتقوى الله وطاعته ، جعلنا الله وإياكم من المتقين ، وأوليائه وأحبائه
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ثم قال : ألا إن هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنونها وترغبون فيها ، وأصبحت
تعظكم وترميكم ليست بداركم ولا منزلكم الذي خلقتم له ، ولا الذي دعيتم إليه
ألا وإنها ليست بباقية لكم ولا تبقون عليها . فلا يغرنكم عاجلها فقد حذرتموها
ووصفت لكم وجربتموها ، فأصبحتم لا تحمدون عاقبتها . فسابقوا - رحمكم الله - إلى
منازلكم التي امرتم أن تعمروها فهي العامرة التي لا تخرب أبدا ، والباقية التي لا تنفد
رغبكم الله فيها ودعاكم إليها ، وجعل لكم الثواب فيها .
فانظروا يا معاشر المهاجرين والانصار ، وأهل دين الله ما وصفتم به في كتاب الله
ونزلتم به عند رسول الله صلى الله عليه وآله وجاهدتم عليه فيما فضلتم به أبالحسب والنسب ؟ أم
بعمل وطاعة ، فاستتموا نعمه عليكم - رحمكم الله - بالصبر لانفسكم والمحافظة على


(1)سورة الحجرات : 14 .(2)سورة آل عمران : 31 .
(3)مضمون مأخوذ من الاية 32 سورة آل عمران .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه