أقول : قد أوردنا تأويلا آخر للآية في باب غرائب التأويل في الائمة عليهم السلام
في كتاب الامامة(1).
18 المكارم : عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : العسل شفاء من كل داء ولاداء فيه ،
يقل البلغم ويجلو القلب .
وعن الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عزوجل جعل البركة
في العسل ، وفيه شفاء من الاوجاع ، وقد بارك عليه سبعون نبيا(2).
19 كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد عن محمد بن محمد بن الاشعث عن
موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
العسل شفاء يطرد الريح والحمى .
20 حياة الحيوان : اعلم أن الله سبحانه وتعالى جمع في النحلة السم والعسل
دليلا على كمال قدرته ، وأخرج منها العسل ممزوجا بالشمع ، وكذلك عمل المؤمن
ممزوج بالخوف والرجاء ، وفي العسل ثلاثة أشياء : الشفاء ، والحلاوة ، واللين ، وكذلك
المؤمن قال الله تعالى : " ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " ويخرج من الشباب
خلاف ما يخرج من الكهل والشيخ ، وكذلك حال المقتصد والسابق ، وأمرها الله تعالى
بأكل الحلال حتى صار لعابها شفاء ، وكل ذباب في النار إلا النحل ، ودواء الله حلو
وهو العسل ، ودواء الاطباء مر ، وهي تأكل من كل شجر ولا يخرج منها إلا الحلو ،
ولا يغيرها اختلاف مأكلها " والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه " .
وقوله تعالى : " فيه شفاء للناس " لا يقتضي العموم لكل علة وفي كل إنسان لانه
نكرة وليس في سياق النفي ، بل إنه خبر عن أنه يشفي كما يشفي غيره من الادوية
في حال دون حال ، وعن ابن عمر أنه كان لا يشكو شيئا إلا تداوى بالعسل ، حتى كان
يدهن به الدمل والقرحة ، ويقرأ هذه الآية ، وهذا يقتضي أنه كان يحمله على
العموم ، وروي ابن ماجه والحاكم عن ابن مسعود أن النبى صلى اله عليه وآله قال : العسل شفاء
(1)راجع ج 24 ص 112 .
(2)مكارم الاخلاق 189 .