بحار الأنوار ج35

يتعز زواربهم .(1)والرابع : يجعل بعضهم يحب بعضا . والخامس : أن معناه : سيجعل لهم
ودا في الآخرة فيحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد ولده ، انتهى .(2)
أقول : ذكر النيسابوري في تفسيره(3)وابن حجر في صواعقه(4)أنها نزلت
فيه ، وقال العلامة في كشف الحق : روى الجمهور عن ابن عباس أنها نزلت فيه .(5)
* 11 - وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام عن محمد بن
المظفر ، عن زيد بن محمد بن المبارك الكوفي ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، عن الحسين

بن ثابت بن عمر وخادم موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن أبيه ، عن شعبة عن الحكم ، عن عكرمة
عن ابن عباس قال : أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم - ونحن بمكة - بيدي علي عليه السلام فصلى أربع
ركعات على ثبير ،(6)ثم رفع رأسه إلى السماء وقال لعلي : يا أبا الحسن ارفع يديك
إلى السماء وادع ربك وسله يعطك ، فرفع علي يديه إلى السماء وهو يقول : اللهم اجعل
لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، فأنزل الله تعالى :(إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا)فتلا النبي صلى الله عليه وآله على أصحابه فعجبوا من ذلك عجبا
شديدا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : مم تعجبون ؟ إن القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت ،
وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وإن الله عزوجل أنزل
في علي كرائم القرآن .
وسيأتي في باب حبه عليه السلام أخبار في ذلك ، وإذا ثبت بنقل المخالف والمؤلف
أنها نزلت فيه دلت على فضيلة عظيمة له عليه السلام . ويمكن الاستدلال بها علي إمامته بوجوه .


(1)في المصدر : ويعتزوا بهم .
(2)مجمع البيان 6 : 532 و 533 .
(3)ج 2 : 520 .
(4)ص 170 .
(5)كشف الحق : 90 .
* من هنا إلى قوله(وسيأتى)يوجد في هامش(ك)و(د)فقط .
(6)ثبير - بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة - اسم اربعة مواضع منها ثبير منى . قال الاصمعى : ثبير
الاعرج هو المشرف بمكة .(مراصد الاطلاع 1 : 292).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه