بحار الأنوار ج61

ونقل الزمخشري في الفائق عن عمر بن عبدالعزيز قال : سأل رجل ربه أن يريه
موضع الشيطان من قلب ابن آدم ، فرآى فيما يرى النائم رجلا كالبلور يرى داخله
من خارجه ، ورأى اليشطان في صورة الضفدع له خرطوم كخرطوم البعوضة قد أدخله
في منكبه الايسر إلى قلبه يوسوس له فاذا ذكر الله خنس .
وروى ابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا تقتلوا الضفادع فان
نقيقها تسبيح .
وقال الزمخشري : إنها تقول في نقيقها : سبحان الملك القدوس .
وعن أنس : لا تقتلوا الضفادع فانها مرت بنار إبراهيم عليه السلام فحملت في أفواهها
الماء وكانت ترشه على النار .
وفي الشفاء الصدور عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا تقتلوا
الضفادع فان نقيقهن تسبيح(1).
فذلكة : اعلم أن أكثر الاصحاب حكموا بكراهة أكل الهدهد والفاختة و
القبرة والحبارى والصرد والصوام والشقراق ، واختلفوا في الخطاف فذهب أكثر
المتأخرين إلى الكراهة ، وذهب الشيخ في النهاية والقاضي وابن ادريس إلى التحريم
بل ادعى ابن ادريس عليه الاجماع ، واستدلوا على كراهة أكثر ما ذكر بما مر من
الاخبار الناهية عن قتلها وإيذائها ، ولا يخفى أنها لا تدل على كراهة أكل لحمها
بعد القتل ، فان الظاهر أن ذلك لكرامتها واحترامها ، لا لكراهة لحومها وحرمتها
والاخبار الآتية في الفاختة إنما تدل على كراهة إيوائها في البيوت ، بل ربما يشعر
بحسن قتلها وأكلها ، قال المحقق الاردبيلي قدس سره بعد إيراد روايات النهي
عن قتل الهدهد : وظاهر الدليل هو التحريم ، والحمل على الكراهة كأنه للاصل
والعمومات وحصر المحرمات ولعدم القائل بالتحريم على الظاهر تأمل .
ثم اعلم أن الكلام في كراهة أكل اللحم والدليل ما دل عليه بل على النهي
عن أذاه وقتله ، وهوغير مستلزم للنهي عن أكل لحمه ، وهو ظاهر ، فان في أكله بعد


(1)حياة الحيوان 2 : 57 و 58 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه