بحار الأنوار ج55

حتى تحكم علينا بأحكامهم كالنجوم المنسوبة إلى العرب أو إلى الملوك أو إلى العلماء
والاشراف فإنا فوق ذلك كله(نحن ناشئة القطب)أي الفرقة الناشئة المنوسبة إلى
القطب . أي حقيقة لثباتهم واستقرارهم في درجات العز والكمال ، أو كناية عن أنهم
عليهم السلام غيرمنسوبين إلى الفلك والكواكب ، بل هي منسوبة إليهم وسعادتها
بسببهم ، وأنهم قطب الفلك ، إذ الفلك يدور ببركتهم ، وهم أعلام الفلك بهم يتزين
ويتبرك ويسعد . ثم ألزم عليه السلام عليه في قوله(انقدح من برجك النيران)بأن للنار
جهتين : جهة نور ، وجهة إحراق ، فنورها لنا وإحراقها على عدونا ، ويحتمل أن
يكون المراد به أن الله يدفع ضررها عنا بتوسلنا به تعالى وتوكلنا عليه(فهذه
مسأله عميقة)أي كوننا ممتازين عن سائر الخلق في الاحكام ، أو كون النيران خيرا
لنا وشرا لعدونا ، أو أن التوسل و الدعاء يدفع النحوس والبلاء مسألة عميقة خارجة
عن قانون نجومك وحسابك ، و يبطل جميع ما تظن من ذلك .
3 الاحتجاج : عن هشام بن الحكم ، قال سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام
فقال : ما تقول فيمن زعم أن هذا التدبير الذي يظهر في هذا(1)العالم تدبير النجوم
السبعة ؟ قال عليه السلام : يحتاجون إلى دليل أن هذا العالم الاكبر والعالم الاصغر
من تدبير النجوم التي تسبح في الفلك ، وتدور حيث دارت ، متعبة لاتفتر ، وسائرة
لاتقف . ثم قال : وإن كل نجم منها موكل مدبر ، فهي بمنزلة العبيد المأمورين
المنهيين ، فلو كانت قديمة أزلية لم تتغير من حال إلى حال . قال : فما تقول في
علم النجوم ؟ قال : هو علم قلت منافعه وكثرت مضراته ، لانه لا يدفع به المقدور
ولا يتقى به المحذور ، إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء ، وإن
أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله ، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه ، والمنجم
يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه(الخبر)(2).
4 مجالس الصدوق : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم


(1)في المصدر : في العالم .
(2)الاحتجاج : 191 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه