لابن عباس : قف ياوقاف كيف ينظر الماء من تحت الارض ولايرى الفخ إذا غطي
له بقدر إصبع من تراب ؟ فقال ابن عباس : إذا نزل القضاء عمي البصر .
ثم قال : والاصح تحريم أكله لنهي النبي صلى الله عليه وآله عن قتله(1)، ولانه منتن
الريح ويقتات الدود ، وقيل : يحل أكله(2).
وقال : الحبارى بضم الحاء المهملة : طائر معروف ، وهو اسم جنس يقع على
الذكر والانثى واحده وجمعه سواء ، وإن شئت قلت في الجمع : حبارات ، وهو من أشد
الطير طيرانا وأبعدها صوتا(3)، وهو طائر طويل العنق ، رمادي اللون في منقاره
بعض طول ، ويضرب بها المثل في الحمق(4).
وقال : الصرد كرطب قال الشيخ أبوعمرو بن الصلاح : هو مهمل الحروف
على وزن جعل كنيته أبوكثير ، وهو طائر فوق العصفور يصيد العصافير والجمع صردان ، قاله
النضر بن شميل ، وهو أبقع ضخم الرأس يكون في الشجر ، نصفه أبيض ونصفه أسود
ضخم المنقار له برثن عظيم ، يعنى أصابعه عظيمة ، لا يرى إلا في سعفه أو في شجرة لا
يقدر عليه أحد ، وهو شرس النفس شديدة النقرة ، غذاؤه من اللحم وله صفير مختلف
يصفر لكل طائر يريد صيده بلغته ، فيدعوه إلى التقرب منه ، فاذا اجتمعوا إليه
شد على بعضهم وله منقار شديد ، فاذا نقر واحدا قده من ساعته وأكله ، ولا يزال
كذلك ، هذا دأبه ، ومأواه الاشجار ورؤوس القلاع .
ونقل أبوالفرج بن الجوزي في المدهش في قوله تعالى : " وإذقال موسى لفتيه "
الآية عن ابن عباس والضحاك ومقاتل قالوا : إن موسى عليه السلام لما أحكم التوراة
وعلم ما فيها قال في نفسه : لم يبق في الارض أحد أعلم مني من غير أن يتكلم مع أحد
فرأى في منامه كأن الله أرسل الماء بالماء حتى غرق ما بين المشرق والمغرب ، فرأى
(1)في المصدر : عن اكله .
(2)حياة الحيوان 2 : 272 - 274 .
(3)في المصدر : وأبعدها شوطا .
(4)حياة الحيوان 1 : 163 .