بحار الأنوار ج78

كتابته بعد ترك العمل لعذر من الاعذار .
العدة : عن جابر رحمه الله قال : أقبل رجل أصم أخرس حتى وقف على
رسول الله صلى الله عليه وآله فأشار بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعطوه صحيفة حتى يكتب
فيها ما يريد فكتب إني اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله : اكتبوا له كتابا تبشروه بالجنة ، فانه ليس من مسلم يفجع بكريمته
أو بلسانه أو بسمعه أو برجله أو بيده فيحمد الله على ما أصابه ويحتسب عند الله ذلك
إلا نجاه الله من النار ، وأدخله الجنة .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن لاهل البلايا في الدنيا لدرجات في الآخرة
ما تنال بالاعمال حتى أن الرجل ليتمنى أن جسده في الدنيا كان يقرض
بالمقاريض ، مما يرى من حسن ثواب الله لاهل البلاء من الموحدين ، فان الله
لا يقبل العمل في غير الاسلام .
وروى أبوالصباح قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما اصاب المؤمن من بلاء
أفبذنب ؟ قال : لا ، ولكن ليسمع الله أنينه وشكواه ودعاء‌ه ليكتب له الحسنات
ويحط عنه السيئات ، وإن الله ليعتذر إلى عبده المؤمن كما يعتذر الاخ إلى أخيه
فيقول : لا وعزتي ما أفقرتك لهوانك علي فارفع هذا الغطاء ، فيكشف فينظر في
عوضه فيقول : ما ضرني يا رب ما زويت عني ، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم ، وإن
عظيم الاجر لمع عظيم البلاء .
وإن الله يقول : إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى
والصحة في البدن ، فأبلوهم به .
وإن من العباد لمن لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة ، والسقم في
أبدانهم فأبلوهم به ، فيصلح لهم أمر دينهم .
وإن الله أخذ ميثاق المؤمن على أن لا يصدق في مقالته ولا ينتصر من عدوه
وإن الهل إذا أحب عبدا غته بالبلاء ، فاذا دعا قال له لبيك عبدي إني على ما
سألت لقادر ، وإن ما ادخرت لك فهو خير لك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه