بحار الأنوار ج74

أحمق الناس من طلب الدنيا . قال الله تعالى : اعلموا أنما الحيوة الدنيا لعب ولهو
وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته
ثم يهيج فتريه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد (1)قال الله تعالى

وآتيناه الحكم صبيا (2)يعني الزهد في الدنيا وقال الله تعالى لموسى يا موسى إنه
لن يتزين المتزينون بزينة أزين في عيني مثل الزهد ، يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا
فقل مرحبا بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته .
يا ابن مسعود قول الله تعالى ولولا أن يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن
يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا و
سررا عليها يتكؤن * وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحيوة الدنيا والآخرة عند
ربك للمتقين (3)وقوله : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد
ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها و
هو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا (4).
يا ابن مسعود من اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات ، ومن خاف النار
ترك الشهوات ، ومن ترقب الموت أعرض عن اللذات ، ومن زهد في الدنيا هانت
عليه المصيبات .
يا ابن مسعود قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين
والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة - الآية (5).
يا ابن مسعود إن الله اصطفى موسى بالكلام والمناجاة حين ترى خضرة
البقل من بطنه من هزاله(6)وما سأل موسى حين تولى إلى الظل إلا طعاما


(1)الحديد : 19 .
(2)مريم : 13 .
(3)الزخرف : 32 - 34 .
(4)الاسراء : 19 و 20 .
(5)آل عمران : 12 .
(6)الهزال : قلة اللحم والشحم ، نقيض السمن .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه