بحار الأنوار ج55

واستقباحهم له وتنفرهم عنه(لئن لم تنتهوا)عن مقالتكم هذه(طائركم معكم)
سبب شومكم معكم ، وهو سوء عقيدتكم وأعمالكم(أئن ذكرتم)وعظتم به ، وجواب
الشرط محذوف مثل(تطيرتم)أو(توعدتم بالرجم والتعذيب)(بل أنتم قوم
مسرفون)قوم عادتكم الاسراف في العصيان ، فمن ثم جاء‌كم الشوم ، أو في الضلال
ولذلك توعدتم وتشأ متم بمن يجب أن يكرم ويتبرك به(1).
(وتجعلون رزقكم)قال الطبرسي ره : أي وتجعلون حظكم من الخير
الذي هوكالرزق لكم أنكم تكذبون به ، وقيل : وتجعلون شكر رزقكم التكذيب
عن ابن عباس قال : أصاب الناس عطش في بعض أسفاره فدعا صلى الله عليه وآله فسقوا ، فسمع
رجلا يقول : مطرنا بنوء كذا ، فنزلت الآية . وقيل : معناه وتجعلون حظكم من
القرآن الذي رزقكم الله التكذيب به ، عن الحسن(2). وقرأه علي عليه السلام وابن
عباس ورويت عن النبي صلى الله عليه وآله(وتجعلون شكركم(3))فالمعنى : تجعلون مكان
الشكر الذي يجب عليكم التكذيب ، وقد يكون المعنى : وتجعلون شكر رزقكم
التكذيب(4)، قال ابن جني : هو على(وتجعلون بدل شكركم(5)).
1 تفسير على بن ابراهيم : عن محمد بن أحمد بن ثابت ، عن الحسن بن محمد
بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز ، جميعا عن صالح بن خالد ، عن ثابت بن شريح
عن أبان بن تغلب ، عن عبدالاعلى الثعلبي ، ولا أراني إلا وقد سمعته من عبدالاعلى
عن أبي عبدالرحمن السلمي أن عليا عليه السلام قرأ بهم الواقعة(وتجعلون شكركم
أنكم تكذبون)فلما انصرف قال : إني قد عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأ هكذا
قراء‌تها ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤها كذلك ، وكانوا إذا مطروا قالوا : مطرنا


(1)انوار التنزيل : ج 2 ، ص 309 .
(2)مجمع البيان : ج 9 ، ص 226 .
(3)مجمع البيان : ج 9 ، ص 224 .
(4)في المصدر : فهو حذف المضاف وقال .
(5)مجمع البيان : ج 9 ، ص 225 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه