بحار الأنوار ج27

عليها اثنتين وعشرين حجة ماقرعها قرعة قط ، فما فجأتني(1)بعد موته إلا وقد جاء‌ني
بعض الموالي فقالوا : إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين عليه السلام فانبركت
عليه فدلكت بجرانها وهي ترغو ، فقلت : أدركوها فجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو
يروها ، ثم قال أبوجعفر عليه السلام : وما كنت رأت القبر قط(2).
23 - أقول : روي البرسي في مشارق الانوار عن زيد الشحام باسناده عن ابن
نباته قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام جاء‌ه نفر من المنافقين فقالوا له : أنت الذي تقول :
إن هذا الجري مسخ حرام ؟ فقال : نعم ، فقالوا : أرنا برهانه ، فجاء بهم إلى الفرات
ونادى : هناس هناس(3)، فأجابه الجري : لبيك ، فقال له أمير المؤمنين : من
أنت ؟ فقال ممن عرضت عليه ولايتك فأبى ومسخ ، وإن فيمن معك لمن يمسخ كما مسخنا
ويصير كما صرنا(4).
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : بين قصتك ليسمع من حضر فيعلم فقال : نعم كنا
أربعة وعشرين قبيلة من بني إسرائيل وكنا قد تمردنا وعصينا وعرضت ولايتك علينا
فأبينا ، وفارقنا البلاد واستعملنا الفساد فجاء‌نا آت أنت والله أعلم به منا فصرخ فينا صرخة
فجمعنا جمعا واحدا وكنا متفرقين في البراري فجمعنا لصرخته ، ثم صاح صيحة اخرى
وقال : كونوا مسوخا بقدرة الله فمسخنا أجناسا مختلفة ، ثم قال : أيها القفار كونوا
أنهارا تسكنك هذه المسوخ وأتصلي ببحار الارض حتى لايبقى ماء إلا وفيه من هذه
المسوخ ، فصرنا مسوخا كما ترى(5).


(1)في المصدر : فما جاء‌تنى .
(2)الاختصاص : 300 و 301 ورواه الصفار في البصائر : 103 عن أحمد بن الحسن
بن فضال وفيه :(بمقرعة قط)وفيه فجاؤنى بها .
(3)في المصدر : مناش مناش .
(4)في نسخة : ويصير إلى ما صرنا .
(5)مشارق الانوار : 94 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه