بحار الأنوار ج46

عليه السلام ، فجلس مكانه ، وقال : ردوه إلي فردوه فقال له : يا علي بن الحسين
إني لست قاتل أبيك ، فما يمنعك من المصير إلي ؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام :
إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه ، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته ، فان أحببت
أن تكون كهو فكن ، فقال : كلا ، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا ، فجلس
زين العابدين وبسط رداه وقال : اللهم أره حرمة أوليائك عندك ، فاذا إزاره مملوة
دررا يكاد شعاعها يخطف الابصار ، فقال له : من يكون هذا حرمته عند ربه يحتاج
إلى دنياك ؟ ! ثم قال : اللهم خذها فلا حاجة لي فيها(1).
12 شا : هارون بن موسى ، عن عبدالملك بن عبدالعزيز قال : لما ولي
عبدالملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسين عليهما السلام صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله
وصدقات أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكانتا مضمومتين ، فخرج عمر بن
علي إلى عبدالملك يتظلم إليه من ابن أخيه . فقال عبدالملك : أقول كما قال ابن
أبي الحقيق :
إنا إذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقائل
واصطرع الناس بألبابهم * نقضي بحكم عادل فاصل
لانجعل الباطل حقا ولا * نلط دون الحق بالباطل
نخاف أن تسفه أحلامنا * فنخمل الده مع الخامل(2)
13 شا : أبومحمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل
قال : حج علي بن الحسين عليه السلام فاستجهر الناس من جماله ، وتشو قواله وجعلوا
يقولون : من هذا ؟ تعظيما له وإجلالا لمرتبته ، وكان الفرزدق هناك فأنشأ يقول :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم


(1)الخرائج والجرائح ص 194 .
(2)ارشاد الشيخ المفيد ص 276 وقد سبق أن أشرنا إلى خروج عمر بن على
إلى عبدالملك يطلب منه توليته صدقات أميرالمؤمنين عليه السلام وتمثل عبدالملك بابيات
ابن أبى الحقيق ، نقلا عن العقد الفريد ، فراجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه