بحار الأنوار ج102

مداها ، كانت شيمته إغاثة اللهيف وإعانة الضعيف ، لم يسئله سائل فيكون محروما ولم
يلتجئ إليه ضعيف فيكون ممنوعا .
أنعم الله تعالى على هذا الفاضل العلام بنعم جسام فخام إحداها تلك المرتبة من
الفضيلة قل من اوتيها .
وثانيها ذلك التوفيق للطاعات والقربات فانه مع كمال الشيخوخة كان يحضر
المسجد قبل طلوع الصبح بساعتين ، فيتنفل ويقرء الادعية ، ويشتغل بقرآن إلى
أن يطلع الصبح فليقس عليه غيره .
ثالثها الاخلاق الحسنة والاداب المستحسنة ، فانه كان كاملا فيها .
رابعها إعانة الفقراء والسادات والعوام ، فانه كان يخرج من بيته وفي أحد
كيسيه الزكوات وما ينحو نحوها ، فيعطيها العوام الفقراء ، وفي الآخر الاخماس
وما يناسبها فيعطيها السادات الفقراء .
وخامسها الجاه العظيم والوجاهة العامة كان في المشهد المقدس قريبا من
أربعين سنة وكل من كان فيها من الفراعنه والجبابرة يعظمونه ويكرمونه نهاية
التعظيم والتكريم والنادر مع كمال خباثته وبسطة ملكه لايقصر من تعظيمه أصلا ،
وكذا ابنه رضا قلي وأهل هند وبخارا كانوا يكاتبونه ويرسلون إليه الهدايا وأموال
الفقراء بالتفخيم .
سادسها اليسر التام والوجد العام ، فانه كان يتعيش أحسن التعيش في المطاعم
والملابس والمراكب والمناكح .
وسابعها العمر الكثير فانه قرب من المأة ، وبالجملة نعم الله تعالى عليه كان
كثيرة ومواهبه خطيرة وفي مدة كونه في المشهد المقدس ألقى دروسا منها شرح المقاصد
والتهذيب والبيضاوي وشرح المختصر وإلهيات الشفاء ، والفضلا كانوا يجيئون إليه من
كل جانب ويجالسهم ويجالسونه ويجاورهم ويجاورونه ، فحصل من اللذات مالايحصى
كثرة .
وله الحواشي على كتاب الشافي والمدارك وشرح اللمعة والبيضاوي وحواشي

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه