بحار الأنوار ج13

22 - أقول : وجدت بخط أبي نور الله ضريحه ما هذا لفظه : جعفر بن الحسين(1)
شيخ الصدوق محمد بن بابويه وثقه(جش)(2)وله كتاب النوادر وكان ذلك عندنا فمن
أخباره : بسم الله الرحمن الرحيم : عن الاوزاعي إن لقمان الحكيم لما خرج من بلاده
نزل بقرية بالموصل يقال لها كوماس ،(3)قال : قلما ضاق بها ذرعه(4)واشتد بها
غمه ولم يكن أحد يتبعه على أثره(5)أغلق الابواب وأدخل ابنه يعظه ، فقال : يا بني
إن الدنيا بحر عميق هلك فيها ناس كثير ، تزود من عملها ، واتخذ سفينة حشوها تقوى
الله ، ثم اركب الفلك تنجو ، وإني لخائف أن لا تنجو ، يا بني السفينة إيمان ، وشراعها
التوكل ، وسكانها الصبر ، ومجاذيفها(6)الصوم والصلاة والزكاة ، يا بني من ركب البحر
من غير سفينة غرق ، يا بني أقل الكلام ، واذكر الله عزوجل في كل مكان ، فإنه قد
أنذرك وحذرك وبصرك وعلمك ، يا بني اتعظ بالناس قبل أن يتعظ الناس بك ، يا
بني اتعظ بالصغير(7)قبل أن ينزل بك الكبير ، يا بني املك نفسك عند الغضب حتى
لا تكون لجهنم حطبا ، يا بني الفقر خير من أن تظلم وتطغى ، يا بني إياك وأن تستدين
فتخون في الدين .(8)
23 - ختص : عن الاوزاعي مثله ، وزاد فيه : يا بني إن تخرج من الدنيا فقيرا


(1)الظاهر هو جعفر بن الحسين بن على بن شهريار ، أبومحمد المؤمن القمى ، ذكره النجاشى
في فهرسته وأطرأه بقوله : شيخ من أصحابنا القميين ثقة ، انتقل إلى الكوفة وأقام بها وصنف
كتابا في المزار وفضل الكوفة ومساجدها ، وله كتاب النوادر ، أخبرنا عدة من أصحابنا رحمهم الله
عن أبى الحسين بن تمام عنه بكتبه ، وتوفى جعفر بالكوفة سنة أربعين وثلاثمائة انتهى ، وعنونه
العلامة في الخلاصة وقال : جعفر بن الحسن مكبرا .
(2)أى النجاشى .
(3)في نسخة : كومليس ، ولم نجد ذكرها في البلدان .
(4)أى ضعفت طاقته وقل صبره .
(5)في نسخة : ولم يكن أحد يعينه على أمره . والاثر : السنة .
(6)المجاذيف والمجاديف جمع المجذاف والمجداف : جناح السفينة .
(7)أى بالشئ الصغير الذى نزل من بك المصيبة والبلاء .
(8)في نسخة : فتحزن من(في خ)الدين .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه