بحار الأنوار ج46


8 . (باب) (أحوال أهل زمانه من الخلفاء وغيرهم ،

وما جرى بينه عليه السلام وبينهم ، وأحوال أصحابه وخدمه ومواليه ومداحيه صلوات الله عليه)

1 كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي علي صاحب
الانماط ، عن أبان بن تغلب قال : لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها
فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها ، خرجت عليهم حية ، فمنعت الناس البناء
حتى هربوا فأتوا الحجاج ، فخاف أن يكون قد منع بناها ، فصعد المنبر ثم نشد
الناس وقال : رحم الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به ، قال : فقام إليه
شيخ فقال : إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها
ثم مضى ، فقال الحجاج : من هو ؟ فقال علي بن الحسين عليه السلام فقال : معدن ذلك
فبعث إلى علي بن الحسين عليه السلام فأتاه فأخبره بما كان من منع الله إياه البناء ، فقال له
علي بن الحسين عليهما السلام : يا حجاج عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في
الطريق وانتهبته كأنك ترى أنه تراث لك ، اصعد المنبر وأنشد الناس أن لا يبقى
أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده ، قال : ففعل وأنشد الناس أن لايبقى منهم أحد
عنده شئ إلا رده قال : فردوه .
فلما رأى جمع التراب أتى علي بن الحسين صلوات الله عليه فوضع الاساس
وأمرهم أن يحفروا ، قال : فتغيبت عنهم الحية ، فحفروا حتى انتهوا إلى موضع
القواعد ، قال لهم علي بن الحسين عليه السلام : تنحوا ، فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه
ثم بكى ثم غطاها بالتراب بيد نفسه ، ثم دعا الفعلة فقال : ضعوا بناء‌كم قال :
فوضعوا البناء ، فلما ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فالقي في جوفه فلذلك صار البيت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه