بحار الأنوار ج36

أقول : أول ابن بطريق قوله عليه السلام : " والمسيح آخرها " بأنه لما كان نزوله
بعد ظهور أمر المهدي عليه السلام فهو بعده ، ويكون آخرا بهذا المعنى لا أنه يبقى بعد القائم
عليه السلام فإن الارض لا تبقى بغير إمام(1).
أقول : وروى من الجمع بين الصحاح الستة من صحيح أبي داود وصحيح الترمذي
بإسنادهما عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لو لم يبق من الدهر إلا واحدا(2)
لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا وعن ام سلمة قالت :
سمعت رسول الله يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة ، وعن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله المهدي مني وهو أجلى الجبهة أقنى الانف(3)، يملا الارض قسطا
وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يملك سبع سنين قال ، وقال بعض الرواة تسع سنين
وعن أبي إسحاق قال : قال علي عليه السلام - ونظر إلى ابنه الحسين - فقال : إن ابني هذا
سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه
في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملا الارض عدلا . ومن صحيح النسائي عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لن تهلك امة أنا أولها ومهديها وسطها والمسيح بن مريم
آخرها(4).
أقول : وروى ابن بطريق أيضا في المستدرك من كتاب الحلية لابي نعيم عن زر بن
حبيش عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يذهب الدنيا حتى يملك رجل من
أهل بيتي : يواطئ(5)اسمه اسمي . ومنه أيضا عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية ، عن أبيه


(1)وهذا محصل كلام ابن بطريق راجع العمدة : 227 و 228 .
(2)في المصدر : لو لم يبق من الدنيا الا يوم .
(3)قنى الانف : ارتفع وسط قصبته وضاق منخراه .
(4)العمدة : 224 و 225 وقال في تأويل قوله : " يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق " :
هذا من أحسن الكنايات عن انتقام المهدى ممن كفر وظلم ، لان النبى صلى الله عليه وآله بعث
رحمة للعالمين كما ذكر الله سبحانه في كتابه العزيز ، والمهدى عليه السلام يظهر نقمة من اعداء
الله تعالى ، فتفاوت الخلقان مع استواء الخلقين . لانه شبيه له في الجسمية مخالف له في الفعلية
(العمدة : 227).
(5)واطأ فلانا : وافقة وساهمه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه