بحار الأنوار ج58

" ونفخت فيه من روحي " أن يكون المراد بروحه ذاته سبحانه إشارة إلى شدة
ارتباط الروح المقربين والمحبين من الشيعة المخلصين بجناب الحق تعالى ، حيث لا
يغفلون عن ربهم ساعة ، ويفيض عليهم منه سبحانه آنا فآنا وساعة فساعة العلم والحكم
والكمالات والهدايات ، بل الارادة(1)أيضا لتخليهم عن إرادتهم وتفويضهم جميع
امورهم إلى ربهم كما قال فيهم : " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله "(2)وقال في الحديث
القدسي " فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله ولسانه " وسيأتي تمام القول فيه
في محله إن شاء الله تعالى بحسب فهمي والله الموفق .
26 - قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد قال : سمعت
جعفرا عليه السلام وسئل : هل يكون أن يحب الرجل الشئ ولم يره ؟ قال : نعم ، فقيل له :
مثل أي شئ ؟ فقال : مثل اللون من الطعام يوصف للانسان ولم يأكله فيحبه ، وما
أشبه ذلك مثل الرجل يحب الشئ يذكر لاصحابه ، ومالك أكثر مما تدع .
بيان : لعل المعنى : إذا تفكرت في أمثلة ذلك كان مالك منها أكثر مما تتركه
كناية عن كثرة أمثلة ذلك وظهورها ، ويمكن أن يكون تصحيف " تسمع " ويمكن أن
يكون غرض السائل السؤال عن حب المؤمن أخاه من غير سابقة كما في سائر الاخبار .
27 - مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي
عن عبدالله بن أحمد بن نهيك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر بن
يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلام جمع بنيه فأوصاهم
ثم قال : يا بني إن القلوب جنود مجندة ، تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها ، وكذلك
هي في البغض ، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه ، وإذا أبغضتم
الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه .
28 - مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه
عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن حنان


(1)في نسختين مخطوطتين : الارادات .
(2)التكوير : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه