بحار الأنوار ج15

السابع دعا عبدالمطلب ولده عبدالله وقال : يا بني إنه قرب ولادة آمنة ، ونحن نريد أن
نعمل وليمة ، وليس عندنا شئ ، فامض إلى يثرب واشترلنا منها ما يصلح لذلك ، فخرج
عبدالله من وقته ، وسافر حتى وصل إلى يثرب ، وطرقته حوادث الزمان فمات(1)بها ،
ووصل خبره إلى مكة ، فعظم عليهم ذلك ، وبكى أهل مكة جميعا عليه ، واقيمت المآتم في
كل ناحية ، وناح عليه أبوه وآمنة وإخوته ، وكان مصابا هائلا فظيعا ، فلما كان الشهر
التاسع أراد الله تعالى خروج النبي صلى الله عليه وآله وهي لم يظهر لها أثر الحمل ، ولا ما تعتاده النسآء ،
وكانت تحدث نفسها كيف وضعي ، ولم يعلم بي أحد من قومي ؟ وكانت دار آمنة(2)
وحدها ، فبينما هي كذلك إذ سمعت وجبة(3)عظيمة ففزعت من ذلك ، فإذا قد دخل عليها
طير أبيض ، ومسح بجناحه على بطنها ، فزال عنها ما كانت تجده من الخوف ، فبينما هي
كذلك إذ دخل عليها نسوان طوال ، يفوح منهن رائحة المسك والعنبر ، وقد تنقبن
بأطمارهن(4)، وكانت من العبقري الاحمر ، وبأيديهن أكواب من البلور الابيض ،
قالت آمنة : فقلن لي : اشربي يا آمنة من هذا الشراب ، فلما شربت أضاء نور وجهي ، و
علاه نور ساطع ، وضيآء لامع ، وجعلت أقول : من أين دخلن علي هذه النسوة ، وكنت
قد أغلقت الباب ؟ فجعلت أنظر إليهن ولم أعرفهن ثم قلن : يا آمنة اشربي من هذا
الشراب ، وابشري بسيد الاولين والآخرين محمد المصطفى صلى الله عليه وآله ، وسمعت قائلا يقول :
صلى الاله وكل عبد صالح * والطيبون على السراح الواضح
المصطفى خير الانام محمد * الطاهر العلم الضيآء اللائح
زين الانام المصطفى علم الهدى * الصادق البر التقي الناصح
صلى عليه الله ما هب الصبا * وتجاوبت ورق الحمام النائح


(1)قد روى خروجه لغير ذلك كما تقدم في أخبار اخر .
(2)وكانت آمنة في دار وحدها خ ل .
(3)الوجبة : السقطة مع الهدة أو صوت الساقط .
(4)بأرياط لهن خ ل ، قلت : الريطة : الملاء‌ة اذا كانت قطعة واحدة ونسجا واحدا . كل
ثوب يشبه الملحفة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه