بحار الأنوار ج79

الله ، قال الرماني : وفيه بعد ، لكثرة الحذف ، وقيل الذين يظنون انقضاء آجالهم
وسرعة موتهم ، فهم أبدا على حذر ووجل ، ولا يركنون إلى الدنيا كما يقال لمن
مات لقي الله(1).
(وإنهم إليه راجعون)قال الامام أي إلى كراماته ونعيم جناته ، قال : وإنما
قال : يظتون لانهم لا يدرون بماذا يختم لهم ، لان العاقبة مستورة عنهم ، لا يعلمون
ذلك يقينا ، لانهم لا يأمنون أن يغيروا ويبدلوا انتهى(2)ويسأل ويقال : ما
معنى الرجوع هنا ، وهم ما كانوا قط في الاخرة فيعودوا إليها ؟ ويجاب بوجوه
أحدها أنهم راجعون بالاعادة في الاخرة . وثانيها أنهم كانوا أمواتا فاحيوا ثم
يموتون فيرجعون أمواتا كما كانوا ، وثالثها أنهم راجعون بالموت إلى موضع لا يملك
أحدهم ضرا ولا نفعا غيره تعالى ، كما كانوا في بدئ الخلق ، فانهم في أيام حياتهم قد

يملك غيره الحكم عليهم ، والتدبير لنفعهم وضرهم .
والحق أنه لما دلت الاخبار على أن الارواح خلقت قبل الاجساد ، فهي
قبل تعلقها بالاجساد كانت في حالة تعود بعد قطع التعلق إليها .
(والذين يمسكون بالكتاب)(3)أي يتمسكون به ، وقرء أبوبكر يمسكون
بتسكين الميم وتخفيف السين ، والباقون بالتشديد على بناء التفعيل ، يقال أمسك
ومسك وتمسك واستمسك بالشئ بمعنى واحد ، أي استعصم به ، والكتاب التوراة
أو القرآن(وأقاموا الصلاة)في تخصيص الصلاة بالذكر من بين سائر العبادات دلالة
على جلالة موقعها ، وشدة تأكدها .
وكذا قوله سبحانه :(فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا


(1)مجمع البيان ج 1 ص 101 .
(2)التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى ص 115 .
(3)الانعام : 170 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه