بحار الأنوار ج11

يكون في لغتهم بمعنى الحياة ، مع أنه كثيرا ما يرد الاشتقاق في لغة العرب على خلاف
قياسهم فيسمونه سماعيا وشاذا فليكن هذا منها .
6 - ع : في خبر ابن سلام(1)أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله عن آدم لم سمي آدم ؟ قال :
لانه خلق من طين الارض وأديمها ، قال : فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد ؟
قال : بل من الطين كله ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة
واحدة ، قال : فلهم في الدنيا مثل ؟ قال : التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر
وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب ، فلذلك صار
الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب .
قال : فأخبرني عن آدم خلق من حواء أو خلقت حواء من آدم ؟(2)قال : بل
حواء خلقت من آدم ، ولو كان آدم خلق من حواء لكان اللطلاق بيد النساء ، ولم يكن بيد
الرجال .
قال : فمن كله خلقت أم من بعضه ؟ قال : بل من بعضه ، ولو خلقت من كله لجاز
القصاص في النساء كما يجوز في الرجال .
قال : فمن ظاهره أو باطنه ؟ قال : بل من باطنه ، ولو خلقت من ظاهره لا نكشفن النساء
كما ينكشف الرجال ، فلذلك صار النساء مستترات .
قال : فمن يمينه أو من شماله ؟ قال : بل من شماله ، ولو خلقت من يمينه لكان لللانثى
كحظ الذكر من الميراث ، فلذلك صار للانثى سهم وللذكر سهمان ، وشهادة امر أتين مثل
شهادة رجل واحد .

قال : فمن أين خلقت ؟ قال : من الطينة التي فضلت من ضلعه الايسر .(3)
بيان : الاشقر : الشديدة الحمرة . وقال الفيروز آبادي : الصهب محركة : حمزة أو
شقرة في الشعر كالصهبة . والاصهب : بعير ليس بشديد البياض ، والصيهب كصيقل : الصخرة
الصلبة ، والموضع الشديد ، والارض المستوية ، والحجارة .


(1)والخبر طويل اخرجه مسندا في كتاب الاحتجاجات في باب احتجاج النبى صلى الله عليه
وآله على اليهود في مسائل شتى .
(2)في نسخة : ام خلقت حواء من آدم ؟
(3)علل الشرائع : 161 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه