بحار الأنوار ج18

هداهم للاسلام ، فكتب إلي كتابا يؤمرني ، قلت : مر لي بشئ من صدقاتهم ، فكتب(1)
وكان في سفر له فنزل منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ، فقال : لا خير في
الامارة لرجل مؤمن(2)، ثم أتاه آخر فقال : أعطني ، فقال من سأل الناس عن ظهر(3)غني
فصداع في الرأس وداء في البطن ، فقال : أعطني من الصدقة ، فقال : إن الله لم يرض فيها
بحكم نبي ولا غيره حتى حكم هو فيها ، فجزاها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك
الاجزاء أعطيناك حقك .
قال الصيدائي(4): فدخل في نفسي من ذلك شئ فأتيته بالكتابين ، قال : فدلني
على رجل اؤمره عليكم ، فدللته على رجل من الوفد ، ثم قلنا : إن لنا بئرا إذا كان
الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها ، وإذا كان الصيف قل ماؤها وتفرقنا على مياه
حولنا ، وقد أسلمنا ، وكل من حولنا لنا أعداء ، فادع الله لنا في بئرنا أن لا تمنعنا ماء‌ها
فنجتمع عليها ولا نتفرق ، فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن ثم قال :
اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واذكروا اسم الله ، قال زياد ففعلنا ما
قال لنا ، فما استطعنا بعد(5)أن ننظر إلى قعر البئر ببركة رسول الله(6).
بيان : قوله : بإسلام ، أي ضامن أو كفيل أو رهن بإسلام قومي .
28 - قب : رأى صلى الله عليه وآله عمرة بنت رواحة تذهب بتميرات إلى أبيها يوم الخندق ،
فقال : اجعليها على يدي ، ثم جعلها على نطع فجعل يربو حتى أكل منه ثلاثة آلاف
رجل .
ومنه حديث علي بن أبي طالب عليه السلام وقد طبخ له ضلعا وقت بيعة العشيرة .


(1)في الصمدر : يومرنى عليهم . وفيه : فكتب لى بذلك .
(2)في المصدر : إلا لرجل مؤمن .
(3)في النهاية : خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى أى ما كان عفوا قد فضل عن غنى ، وقيل :
أراد ما فضل عن العيال ، والظهر قد يزاد في مثل هذا اشباعا للكلام وتمكينا ، كأن صدقته مستندة
إلى ظهر قوى من المال .
(4)الصحيح : الصدائى كما تقدم والمراد بالكتابين : ما كتبه صلى الله عليه وآله في تاميره وأخذ الصدقات .
(5)في المصدر : بعد ذلك .
(6)الخرائج : 221 و 222 . وقد مر الحديث في ج 17 ص 234 و 239 فراجعه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه