بحار الأنوار ج49

وفي مواليك للتحزين مشغلة * من أن يبت بمفقود على أثر
كم من ذراع لهم بالطف بائنة * وعارض بصعيد الترب منعفر
أمسى الحسين ومسراهم بمقتله * وهم يقولون هذا سيد البشر
يا أمة السوء ماجازيت أحمد في * حسن البلاء على التنزيل والسور
خلفتموه على الابناء حين مضى * خلافة الذئب في إنقاد ذي بقر
قال يحيى بن أكثم وأنفذني المأمون في حاجة فعدت وقد انتهى إلى قوله :
لم يبق حي من الاحياء نعلمه * من ذي يمان ولابكر ولامضر
إلا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر
قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة * فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني الفتاح من عذر
قوم قتلتم على الاسلام أولهم * حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر
أبناء حرب ومروان وأسرتهم * بنو معيط الاة الحقد والوغر
أربع بطوس على قبرالزكي بها * إن كنت تربع من دين على وطر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * له يداه فخذ ماشئت أو فذر
قال : فضرب المأمون بعمامته الارض ، وقال ، صدقت والله يا دعبل .
ايضاح : قوله(زوري)أي ازواري وبعدي عن النساء(والحلم)الاناة
والعقل ، قوله(ترجو الصبى)أي ترجو مني أن أتصابى لها(والحلبة)بالتسكين
خيل تجمع للسباق من كل أوب لاتخرج من اصطبل واحد ،(وأخنى عليه الدهر)
أي أتى عليه وأهلكه ، و(الشعب)الصدع في الشئ وإصلاحه أيضا قوله(أصات
بهم)أي صوت بهم ودعاهم .
قوله(لم أقر)من وقريقر بمعنى جلس ، قوله(للتحزين)أي لمواليك
بسبب مظلوميتكم وحزنه لها شغل من أن يبيت لانه يتذكر مفقودا على أثر مفقود
منكم ، وفي بعض النسخ للخدين ويؤل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه ، وعلى التقديرين
لا يخلو من تكلف ، وأثر التصحيف والتحريف فيه ظاهر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه