بحار الأنوار ج43

قال علي عليه السلام : وكانت غداة قرة وكنت أنا وفاطمة تحت العباء فلما سمعنا
كلام رسول الله صلى الله عليه واله لاسماء ذهبنا لنقوم فقال : بحقي عليكما لا تفترقا حتى أدخل
عليكما ، فرجعنا إلى حالنا ودخل صلى الله عليه واله وجلس عند رؤوسنا ، وأدخل رجليه فيما
بيننا ، وأخذت رجله اليمنى فضممتها إلى صدري ، وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها
إلى صدرها ، وجعلنا ندفئ رجليه من القر .
حتى إذا دفئتا قال : يا علي ائتني بكوز من ماء فأتيته ، فتفل فيه ثلاثا
وقرأفيه آيات من كتاب الله تعالى ، ثم قال : يا علي اشربه ، واترك فيه قليلا
ففعلت ذلك فرش باقي الماء على رأسي وصدري ، وقال : أذهب الله عنك الرجس
يا أبا الحسن وطهرك تطهيرا .
وقال : ائتني بماء جديد ، فأتيته به ، ففعل كما فعل وسلمه إلى ابنته عليها السلام
وقال لها : اشربي واتركي منه قليلا ، ففعلت فرشه على رأسها وصدرها ، وقال
صلى الله عليه وآله : أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا ، وأمرني بالخروج من
البيت . وخلا بابنته ، وقال : كيف أنت يا بنية وكيف رأيت زوجك ؟ قالت له :
يا أبه خير زوج إلا أنه دخل علي نساء من قريش وقلن لي : زوجك رسول الله
صلى الله عليه واله من فقير لامال له فقال لها :
يابنية ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير ، ولقد عرضت علي خزائن الارض
من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربي عز جل .
يابنية لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت الدنيا في عينيك .
يابنية ما ألوتك نصحا أن زوجتك أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما
وأعظمهم حلما .
يابنية إن الله عزوجل اطلع إلى الارض الطلاعة فاختار من أهلها رجلين :
فجعل أحدهما أباك والاخر بعلك ، يابنية نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمرا .
ثم صاح بي رسول الله صلى الله عليه واله : يا علي ، فقلت لبيك يا رسول الله : قال : ادخل
بيت ، والطف بزوجتك ، وارفق بها فان فاطمة بضعة مني ، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه