بحار الأنوار ج18

بعد واحد ، فجعلت تقلع رغيفا وتناوله إياه ، وهو وعلي يثردان في الجفنة ، ثم تعود المرأة
إلى التنور فتجد مكان الرغيف الذي قلعته(1)رغيفا آخر ، فلما امتلات الجفنة بالثريد
غرف عليها(2)من القدر ، وقال : أدخل علي عشرة من الناس ، فدخلوا وأكلوا حتى
شبعوا ، ثم قال : يا جابر ايتني بالذراع ، ثم قال : أدخل علي عشرة ، فدخلوا وأكلوا
حتى شبعوا ، والثريد بحاله ، ثم قال : هات الذراع فأتيته به فقال : أدخل عشرة فأكلوا
وشبعوا ، ثم قال : هات الذراع ، قلت : كم للشاة من ذراع ؟ قال : ذراعان ، قلت : قدآتيت
بثلاث أذرع ، قال : لو سكت لاكل الجميع من الذراع ، فلم يزل يدخل عشرة ، ويخرج
عشرة حتى أكل الناس جميعا ، ثم قال : تعالى حتى نأكل نحن وأنت . فأكلت أنا ومحمد
صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وخرجنا ، والخبز في التنور بحاله(3)، والقدر على حالها
والثريد في الجفنة على حاله ، فعشنا أياما بذلك .
26 - يج : روي أن أعرابيا جاء إليه فشكى إليه نضوب ماء بئرهم ، فأخذ حصاة
أو حصاتين وفركها بأنامله ، ثم أعطاها الاعرابي وقال : ارمها بالبئر ، فلما رماها فيها

فار الماء إلى رأسها .
بيان : نضب الماء نضوبا ، أي غار في الارض وسفل .
27 - يج : روي عن زياد بن الحارث الصيدائي(4)صاحب النبي صلى الله عليه وآله أنه بعث
جيشا إلى قومي ، فقلت : يا رسول الله اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي(5)، فرده ، فكتبت
إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم ، فقال صلى الله عليه وآله : إنك لمطاع في قومك ، قلت : بل الله


(1)اقتلعته خ ل .
(2)غرف عليه خ ل .
(3)على حاله خ ل .
(4)هكذا في النسخة ، وفى المصدر الصيداوى ، وفيهما وهم والصحيح : الصدائى بضم الصاد
نسبة إلى صداء واسمه الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج ، وقيل : اسمه يزيد بن حرب بن
علة بن جلد بن مالك وهو مذحج وهى قبيلة من اليمن .
(5)في المصدر : وأنا أضمن لك باسلام قومى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه