بحار الأنوار ج13

كما سيأتي ، وأما قوله تعالى : " اهبطوا مصرا " فقيل : أراد مصر فرعون الذي خرجوا
منه ، وقيل : بيت المقدس ، وقيل : أراد مصرا من الامصار ، يعني إن ما تسألونه إنما يكون
في الامصار كما سيجئ في الاخبار ، وقوله : " إلا قارون " أي أنه لم يدخل في التوبة ،
وسيأتي شرحه وتمام القصة في باب قصص قارون .
4 - فس : " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعفكون على أصنام لهم " فإنه
لما غرق الله فرعون وأصحابه وعبر موسى وأصحابه البحر نظر أصحاب موسى إلى قوم يعكفون
على أصنام لهم ، فقالوا لموسى : " يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " فقال موسى : " إنكم
قوم تجهلون * إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون * قال أغير الله أبغيكم
إلها وهو فضلكم على العالمين " إلى قوله : " وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم " وهو
محكم .(1)
أقول :(2)روى الثعلبي ، عن محمد بن قيس(3)قال : جاء يهودي إلى علي بن
أبي طالب عليه السلام فقال : يا أبا الحسن ما صبرتم بعد نبيكم إلا(4)خمسا وعشرين سنة حتى
قتل بعضكم بعضا ، قال : بلى ولكن ما جف أقدامكم من البحر حتى قلتم : " يا موسى اجعل
لنا إلها كما لهم آلهة " ! .(5)
5 - ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبان ،
عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما انتهى بهم إلى الارض المقدسة قال لهم : " ادخلوا
الارض المقدسة " إلى قوله : " فإنكم غالبون " قالوا : " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا
قاعدون * قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين " فلما


(1)تفسير القمى : 222 .
(2)في نسخة : بيان : أقول .
(3)في المصدر : أخبرنى الحسن بن محمد بن قيس .
(4)المصدر خال عن كلمة " الا " .
(5)عرائس الثعلبى : 113 . وفيه : بلى قد كان صبر وخير ولكنكم ما جفت اقدامكم من
حما البحر اه‍ . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه