بحار الأنوار ج50

أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب ا لاستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساء‌لهم * تلك الوجوه عليها الدود تقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا وقد شربوا * وأصبحوا اليوم بعد الاكل قد اكلوا
قال : فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه ، وبكى الحاضرون ، و
دفع إلى علي عليه السلام أربعة آلاف دينار ، ثم رده إلى منزله مكرما(1).
اقول : روى الكراجكي في كنز الفوائد وقال : فضرب المتوكل بالكأس


(1)روى المسعودى عن المبرد قال : وردت سرمن رأى فادخلت على المتوكل
وقد عمل فيه الشراب ، وبين يديه المتوكل البحترى الشاعر فابتدا ينشده قصيدة يمدح بها
المتوكل أولها :
عن أى ثغر تبتسم * وبأى طرف تحتكم
حسن يضبئ بحسنه * والحسن أشبه بالكرم
قل للخليفة جعفر * المتوكل ابن المعتصم
المرتضى ابن المجتبى * والمنعم بن المنتقم
إلى أن قال :
نلنا الهدى بعد العمى * بك والغنى بعد العدم
فلما انتهى ، مشى القهقرى للانصراف ، فوثب أبوالعنبس فقال : يا أمير المؤمنين تأمر
برده ، فقد والله عارضته في قصيدته هذه ، فأمر برده فأخذ أبوالعنبس ينشد :
من اى سلح تلتقم * وبأى كف تلتطم
أدخلت رأس البحترى * أبى عبادة في الرحم
ووصل ذلك بما اشبهه من الشتم ، فضحك المتوكل حتى استلقى على قفاه ، وفحص
برجله اليسرى وقال يدفع إلى ابى العنبس عشرة آلاف درهم ، فقال الفتح : ياسيدى البحترى
الذى هجى واسمع المكروه ينصرف خائيا ؟ قال : ويدفع إلى البحترى عشرة آلاف
درهم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه