بحار الأنوار ج25

وعدد ما في البحار وعدد الثرى ، قد وكل(1) كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه
لا يفارقه .
قلت : جعلت فداك إليكم جميعا يلقون الاخبار ؟ قال : لا إنما يلقى ذاك إلى صاحب
الامر ، وإنا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه فمن لم يقبل
حكومتنا جبرته ملائكة على قولنا ، وأمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقسروه ،
فإن كان(2) من الجن من أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذبته حتى تصير إلى
ما حكمنا به .
قلت : جعلت فداك فهل يرى الامام ما بين المشرق والمغرب ؟ قال : يابن بكر
فكيف يكون حجة على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم ؟ وكيف تكون
حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه ؟ وكيف يكون مؤديا عن الله
وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم ؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم وقد
حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم ؟ والله يقول : " وما ارسلناك إلا كافة
للناس(3) يعني به من على الارض ، والحجة من بعد النبي يقوم مقامه(4) وهو
الدليل على ما تشاجرت فيه الامة ، والآخذ بحقوق الناس ، والقيام بأمر الله والمنصف
لبعضهم من بعض فاذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول : " سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم "(5) فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق ؟ وقال : " ما نريهم
من آية إلا هي أكبر من اختها "(6) فأي آية أكبر منا ؟ والله إن بني هاشم وقريشا
لتعرف ما أعطانا الله ولكن الحسد أهلكهم كما أهلك ابليس ، وإنهم ليأتونا(7) إذا


(1) في الاختصاص : وقد وكل الله .
(2) في الكامل : ان يقروه على قولنا وان كان .
(3) سبا : 28 .
(4) في الكامل : يقوم مقام النبى صلى الله عليه وآله من بعده .
(5) فصلت : 53 .
(6) الزخرف : 48 .
(7) في الكامل : ليأتوننا . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه