بحار الأنوار ج16

6 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبي علي الواسطي ، عن عبدالله
ابن عصمة ، عن يحيى بن عبدالله ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله ، فاذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول : والله
يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لامك علينا فضلا ، وأى فضل كان لها علينا ؟ ! ما هي إلا
كبعضنا ، فسمع مقالتها لفاطمة فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله بكت ، فقال : ما يبكيك
يا بنت محمد ؟ ! قالت : ذكرت امي فتنقصتها فبكيت ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : مه يا
حميراء ، فإن الله تبارك وتعالى بارك في الودود الولود ، وإن خديجة رحمها الله ولدت مني
طاهرا وهو عبدالله وهو المطهر ، وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وام كلثوم وزينب ،
وأنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا(1).
7 - ص : تزوج النبي صلى الله عليه وآله بخديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وتوفيت
خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام .
8 - يج : روي عن جابر قال : كان سبب تزويج خديجة محمدا أن أبا طالب قال :
يا محمد إني اريد أن ازوجك ولا مال لي اساعدك به ، وإن خديجة قرابتنا ، وتخرج كل
سنة قريشا في مالها مع غلمانها يتجر لها ويأخذ وقر بعير(2)مما أتى به ، فهل لك أن
تخرج ؟ قال : نعم ، فخرج أبوطالب إليها وقال لها : ذلك ، ففرحت وقالت لغلامها ميسرة :
أنت وهذا المال كله بحكم محمد صلى الله عليه وآله ، فلما رجع ميسرة حدث أنه ما مر بشجرة ولا
مدرة إلا قالت : السلام عليك يا رسول الله ، وقال : جاء بحيرا الراهب ، وخدمنا لما رأى
الغمامة على رأسه تسير حيثما سار تظله بالنهار ، وربحا في ذلك السفر(3)ربحا كثيرا ،
فلما انصرفا قال ميسرة : لو تقدمت يا محمد إلى مكة وبشرت خديجة بما قد ربحنا لكان
أنفع لك ، فتقدم محمد على راحلته ، فكانت خديجة في ذلك اليوم جالسة على غرفة مع نسوة
فظهر لها محمد راكبا(4)، فنظرت خديجة إلى غمامة عالية على رأسه تسير بسيره ، ورأت ملكين


(1)المصدر 2 : 37 و 38 .
(2)أى حمل بعير .
(3)في المصدر : وربحنا في هذه السفرة .
(4)في المصدر : راكبا على راحلته .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه