بحار الأنوار ج67

أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه وأما قوله فواكه وهم مكرمون قال : فانهم
لايشتهون شيئا في الججنة إلا اكرموا به .
مخلصين له الدين (1)من الشرك الجلي بل الخفي أيضا .
فاعبدالله مخلصا له الدين (2)في المجمع من شرك الاوثان والاصنام
والاخلاص أن يقصد العبد بنيته وعمله إلى خالقه لايجعل ذلك لغرض الدنيا ألا لله
الدين الخالص والخالص هو مالا يشوبه الرئاء والسمعة ، ولا وجه من وجوه الدنيا ، وقيل
معناه ألا لله الطاعة بالعبادة التي يستحق بها الجزاء ، فهذا لله وحده ، لايجوز أن
يكون لغيره ، وقيل : هو الاعتقاد الواجب في التوحيد والعدل والنبوة والاقرار بها

والعمل بموجبها والبراء‌ة ، من كل دين سواها(3).
وقال في قوله تعالى : مخلصا له الدين أي موحدا له لاأعبد معه سواه
والعبادة الخالصة هي التي لايشوبها شئ من المعاصي وامرت أيضا لان أكون أول
المسلمين فيكون لي فضل السبق . مخلصا له ديني وطاعتي انتهى(4) فاعبدوا
ماشئتم من دونه تهديد وخذلان .
ضرب الله مثلا (5)أي للمشرك والموحد متشاكسون أي متنازعون
مختلفون ورجلا سلما لرجل أي خالصا لواحد ليس لغيره عليه سبيل ، قيل :
مثل المشرك على مايقتضيه مذهبه من أن يدعي كل واحد من معبوديه عبوديته
ويتنازعون فيه ، بعبعد يتشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه في مهامهم المختلفة ، في
تحيره وتوزع قلبه : والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل .
وأقول : قد مرت الاخبار الكثيرة في أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وغاصبي


(1)المؤمن : 14 ، لكنه مؤخر عن سورة الزمر .
(2)الزمر : 2 و 3 .
(3)مجمع البيان ج 8 ص 488 .
(4)مجمع البيان ج 8 ص 493 ، في آية الزمر : 1412 .
(5)الزمر : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه