بحار الأنوار ج61

الاباحة(1).
" ولا تتبعوا خطوات الشيطان " قال البيضاوي : أي في التحليل والتحريم من
عند أنفسكم ، " إنه لكم عدو مبين " ظاهر العداوة " ثمانية أزواج " بدل من حمولة
وفرشا ، أو مفعول " كلوا " ولا تتبعوا معترض بينهما : أو فعل دل عليه ، أو حال من
" ماء " بمعنى مختلفة أو متعددة ، والزوج : ما معه آخر من جنسه يزاوجه وقد يقال :
لمجموعهما ، والمراد الاول(2).
" من الضأن اثنين ومن المعز اثنين " قال الطبرسي قدس سره : معناه ثمانية
أفراد ، لان كل واحد من ذلك يسمى زوجا ، فالذكر : زوج الانثى والانثى زوج الذكر
وقيل : معناه ثمانية أصناف " من الضأن اثنين " يعني الذكرو الانثى " ومن المعز اثنين "
الذكر والانثى ، والضأن : ذوات الصوف من الغنم ، والمعز ذوات الشعر منه ، وواحد
الضأن ضائن ، والانثى ضائنة ، وواحد المعز ماعز ، وقيل : المراد بالاثنين الاهلي
والوحشي من الضأن والمعز والبقر ، والمراد بالاثنين من الابل العراب والبخاتي ، وهو
المروي عن أبي عبد الله عليه السلام ، " قل " يا محمد صلى الله عليه وآله لهؤلاء المشركين الذين يحرمون
ماأحل الله تعالى : " آلذكرين " من الضأن والمعز " حرم " الله " أم الانثيين "
منهما " أما اشتملت عليه أرحام الانثين " أي أم حرم ما اشتمل عليه رحم الانثى
من الضأن والانثى من المعز ، وإنما ذكر الله هذا على وجه الاحتجاج عليهم بين به
فريتهم وكذبهم على الله تعالى فيما ادعوا من أن ما في بطون الانعام حلال للذكور
وحرام على الاناث وغير ذلك مما حرموه فانهم لوقالوا : حرم الذكرين لزمهم أن
يكون كل ذكر حراما ، ولوقالوا : حرم الانثيين لزمهم أن يكون كل انثى حراما
ولو قالوا : حرام ما اشتملت عليه رحم الانثى من الضأن والمعز لزمهم تحريم الذكور
والاناث ، فان أرحام الاناث تشتمل على الذكور والاناث فيلزمهم بزعمهم تحريم
هذا الجنس صغارا وكبارا ذكورا واناثا ولم يكونوا يفعلون ذلك بل كانوا يخصون


(1)مجمع البيان 4 : 377 .
(2)انوار التنزيل 1 : 406 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه