بحار الأنوار ج23

ورد وهو أول ما اختطت(1)لحيته ، وليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه ، قال :
فوسع له أبوعبدالله عليه السلام وقال له : ناصرنا بقلبه ويده ولسانه ، ثم قال لحمران :
كلم الرجل يعني الشامي ، فكلمه حمران وظهر عليه ، ثم قال : يا طافي كلمه
فكلمه فظهر عليه ، يعني بالطافي محمد بن النعمان(2)ثم قال لهشام بن سالم : فكلمه
فتعارفا ، ثم قال لقيس الماصر : كلمه ، فكلمه ، فأقبل أبوعبدالله عليه السلام تبسم(3)
من كلامهما وقد استخذل الشامي في يده ، ثم قال للشامي : كلم هذا الغلام ، يعني
هشام بن الحكم فقال : نعم ، ثم قال الشامي لهشام : يا غلام سلني في إمامة هذا ، يعني
أبا عبدالله عليه السلام ، فغضب هشام حتى ارتعد ، ثم قال له : أخبرني يا هذا أربك أنظر
لخلقه أم خلقه لانفسهم ؟ فقال الشامي : بل ربي أنظر لخلقه ، قال : ففعل بنظره
لهم في دينهم ماذا ؟ قال : كلفهم وأقام لهم حجة ودليلا على ما كلفهم(4)وأزاح
في ذلك عللهم ، فقال له هشام : فما هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟ قال الشامي : هو
رسول الله ، قال هشام : فبعد رسول الله صلى الله عليه وآله من ؟ قال : الكتاب والسنة ، فقال :


بل في خلافة المأمون ، وكان هشام ، يقول : ما رأيت مثل مخالفينا عمدوا إلى من ولاه الله من
سمائه فعزلوه ، والى من عزله من سمائه فولوه ، ويذكر قصة مبلغ سورة براء‌ة ومرد ابى بكر
وايراد على عليه السلام بعد نزول جبرئيل عليه السلام قائلا لرسول الله صلى الله عليه وآله عن الله
تعالى : انه لا يؤديها عنك الا انت او رجل منك فرد ابا بكر وانفذ عليا عليه السلام ، وترجمه في
ص 250 ، ايضا واطراه وذكر من كتبه عدة كثيرة ، وقد نسب مخالفونا اليه امورا شنيعة هو عنها
برئ ، ولعلها كانت مما اعتقد بها قبل رجوعه إلى الصادق عليه السلام كما يشير اليه بعض الاحاديث
ووثقوه علماؤنا الامامية وأطرأوه بمدائح جليلة .
(1)اختط الغلام : اذا نبت لحيته .
(2)في الاحتجاج ، فكلمه فظهر عليه محمد بن نعمان ، وفى الكافى ، فظهر عليه الاحول .
(3)في الاحتجاج ونسخة من الكتاب : يتبسموفى الكافى : يضحك من كلامهما مما
قد اصاب الشامى ، فقال للشامى .
(4)في الاحتجاج : على ما كلفهم بهوفى الكافى : قال : اقام لهم حجة ودليلا كيلا
يتشتتوا او يختلفوا ، يتألفهم ، ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم ، قال : فمن هو ؟قوله : ازاح
عللهم أى ازالها .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه