بحار الأنوار ج13

وعن ابن عباس أمر الله جبلا من جبال فلسطين فانقلع من أصله حتى قام على رؤوسهم مثل
الظلة ، فذلك قوله سبحانه : " وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور " الآية وقوله :
" وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة " .
قال عطا عن ابن عباس : رفع الله تعالى فوق رؤوسهم الطور ، وبعث نارا من قبل
وجوههم ، وأتاهم البحر الملح من خلفهم ، وقيل لهم : " خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا "
فإن قبلتموه وفعلتم ما امرتم به وإلا رضختكم بهذا الجبل ، وغرقتكم في هذا البحر(1)
وأحرقتكم بهذه النار ، فلما رأوا أن لا مهرب لهم منها قبلوا ذلك وسجدوا على شق وجوههم
وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود ، فصارت سنة في اليهود لا يسجدون إلا على أنصاف
وجوههم ، فلما زال الجبل قالوا : سمعنا وأطعنا ولولا الجبل ما أطعناك .
وروى قتادة عن الحسن قال : مكث موسى عليه السلام بعدما تغشاه نور رب العالمين و
انصرف إلى قومه أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات حتى اتخذ لنفسه برنسا وعليه برقع لا
يبدي وجهه لاحد مخافة أن يموت .(2)


(1)الصحيح كما في المصدر : اغرقتكم في هذا البحر .
(2)العرائس : 117 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه