بحار الأنوار ج10

رسول الله فما معنى قول الله جل ثناؤه :(ولوشاء ربك لآمن في الارض كلهم جميعا
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين * وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله)
فقال الرضا عليه السلام : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفربن محمد ، ، عن أبيه محمدبن
علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال : إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله : لوأكرهت يارسول الله من قدرت
عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا ، فقال رسول الله : ماكنت
لالقى الله عزوجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا وما أنا من المتكلفين ، فأنزل الله
عزوجل عليه : يا محمد)ولوشاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا)على سبيل
الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمنون عندالمعاينة ورؤية البأس في الآخرة ،(1)
ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولامدحا ، ولكني اريد منهم أن يؤمنوا
مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد ،
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)وأما قوله عزوجل :(وماكان لنفس
أن تؤمن إلا بإذن الله)فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها ، ولكن على معنى
أنها ماكانت لتؤمن إلا بإذن الله ، وإذنه أمره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة ،
وإلجاؤه إياها إلى الايمان عندزوال التكليف والتعبد عنها ، فقال المأمون : فرجت
عني يا أبا الحسن فرح الله عنك ، فأخبرني عن قول الله عزوجل :(الذين كانت أعينهم
في غطاء عن ذكري وكانوا لايستطيعون سمعا)فقال : إن غطاء العين لايمنع من الذكر ،
الذكر لايرى بالعين ، ولكن الله عزوجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام
بالعميان لانهم كانوا يسثثقلون قول النبي صلى الله عليه وآله فيه ولا يستطيعون له سمعا ، فقال
المأمون : فرجت عني فرج الله عنك .(2)
ج : الهروي مثله .(3)
5 : عن صفوان يحيى قال : سألني أبوقرة المحدث صاحب شبرمة أن


(1)في نسخة : ورؤية البأس وفى الاخرة .
(2)عيون اخبار الرضا : ص 77 و 78 .
(3)الاحتجاج : ص 224 و 225 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه