بحار الأنوار ج73

في أمرنا ، لا تزعم ذلك ، فانه لايقدر إلى آخر مامر وعلى الوجهين محمول على
ماإذا لم يبلغ حد الغلو والارتفاع ، وإذا كان تفرط على بناء التفعيل فالمعني لا
تظن أنك تقصر في معرفتنا ، فانها فوق طاقتكم ، ولا تقدرون على ذلك ، وإنما
كلفتم بقدر عقولكم ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها (1)فكما لم تكلفوا كمال
معرفة الله ، فكذا لم تكلفوا كمال معرفتنا ، والاستفهام أيضا يرجع إلى ذلك كما
عرفت .
17 كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن محمد
ابن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : زاملت أبا جعفر عليه السلام فحططنا الرحل ثم مشى
قليلا ثم جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت : جعلت فداك أو ماكنت معك
في المحمل ؟ فقال : أوما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر
الله إليهما بوجهه ، فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه ، ويقول للذنوب : تحات عنهما
فتنحات يا أباحمزة كمايتحات الورق عن الشجر ، فيفترقان وما عليهما من
ذنب(2)،
بيان : في المصباح الرحل كل شئ يعد للرحيل ، من وعاء للمتاع ، ومركب
للبعير ، وجلس ورسن ، وجمعه أرحل ورحال ، ورحل الشخص مأواه في الحضر
ثم أطاق على أمتعة المسافر لانها هناك مأواه ، وقال : جال الفرس في الميدان
يجول جولة وجولانا قطع جانبه ، وجالوا في الحرب جولة جال بعضهم على بعض
وجال في البلاد طاف غير مستقر فيها انتهى ، وظاهره أنه يكفي لاستحباب تجديد
المصافحة المشي قليلا والافتراق ، وإن لم يغب أحدهما عن الآخر .
18 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن حد المصافحة قال : دور نخلة(3).
بيان : يدل على أنه يكفي لاستحباب تجديد المصافحة غيبة أحدهما عن
صاحبه ولو بنخلة أو شجرة كما سيأتي ، ويمكن حمل الخبر السابق أيضا على الغيبة


(1)البقرة : 286 . * *(2)الكافى ج 2 ص 180 . * *(3)الكافى ج 2 ص 181 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه