فصار لابي طالب من ذلك أربعة أسياف : سيف لابي طالب ، وسيف لعلي ، وسيف لجعفر ،
وسيف لطالب ، وكان للزبير سيفان ، وكان لعبد الله سيفان ، ثم عادت فصار لعلي الاربعة
الباقية : اثنين من فاطمة ، واثنين من أولادها(1)، فطاح(2)سيف جعفر يوم أصيب فلم يدر
في يدمن من وقع حتى الساعة ، ونحن نقول : لا يقع سيف من أسيافنا في يدغيرنا إلا رجل
يعين به معنا إلا صار فحما ، قال : وإن منها لواحدا في ناحية يخرج كما تخرج الحية فيبين منه
ذراع وما يشبهه فتبرق له الارض مرارا ، ثم يغيب ، فإذا كان الليل فعل مثل ذلك فهذا
دأبه حتى يجئ صاحبه ولو شئت أن اسمى مكانه لسميته ، ولكن أخاف عليكم من أن
اسميه فتسموه فينسب إلى غير ما هو عليه(3).
بيان : حتى تجلاه النوم ، أي غشيه وغلب عليه ، وجد من الجود أو من الجد و
الاول أنسب بترك الذخيرة ، ولاضمير في قوله : ولا تذخرها راجع إلى الغنيمة المدلول
عليها بقوله : تغنم ، والمقسم مصدر ميمي بمعنى القسمة ، أي لا تجعلها ذخيرة لان تقسم
بعدك ، والتبر بالكسر : الذهب والفضة ، وفي بعض النسخ : البئر .
قوله عليه السلام : واستعيا عنها عبدالمطلب : لعلة من قولهم : عيي : إذا لم يهتد لوجهه ، و
أعي الرجل في المشي وأعي عليه الامر ، والمعنى أنه تحير في الامر ولم يدر معنى ما رأى
في منامه ، أوضعف وعجز عن البئر وحفرها ، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة والباء الموحدة
من قولهم : غبى عليه الشئ : إذا لم يعرفه ، وهو قريب من الاول .
قوله عليه السلام : وأراد أن يبث أي ينشر ويذكر خبر الرؤيا ، فكتمه ، أو يفرق السيوف
على الناس فأخره ، وفي بعض النسخ : يثب بتقديم المثلثة من الوثوب ، أي يثب عليها فيتصرف
فيها ، أو يثب على الناس بهذه السيوف .
قوله : فلان خليفة الله ، أي القائم عليه السلام ، والاسود لعله كان الشيطان ، والقائم عليه السلام
يقتله كما سيئاتي في كتابى الغيبة ، ولذا قال عبدالمطلب : فأظنه مقطوع الذنب .
قوله عليه السلام : ويضرب السيوف صفايح للبيت ، أي يلصقها بباب البيت ، لتكون
(1)في المصدر : فصارت لعلى الاربعة الباقية : اثنان من فاطمة ، واثنان من أولادها .
(2)طاح : سقط وهلك .
(3)فروع الكافى 1 : 226 .