أقول : قد أوردنا شطرا مما يتعلق بهذا الباب في أحوال الخلفاء الثلاث
وغيرها
1 - قال السيد ابن طاوس - ره - في كتاب زوايد الفوائد : روى ابن أبي
العلاء الهمداني الواسطي ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قالا : تنازعنا في ابن
الخطاب واشتبه علينا أمره ، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي
الحسن العسكري عليه السلام بمدينة قم ، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية
فسئلناها عنه ، فقالت : هو مشغول بعيده ، فانه يوم عيد ، فقلت : سبحان الله إنما
الاعياد أربعة للشيعة : الفطر ، والاضحى ، والغدير ، والجمعة ، قالت : فان أحمد
ابن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أن هذا اليوم
يوم عيد ، وهو أفضل الاعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم ، قلنا فاستأذني
عليه وعرفيه مكاننا قالا : فدخلت عليه فعرفته فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح
مسكا ، وهو يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه فقال : لا عليكما فاني اغتسلت للعيد
قلنا أولا : هذا يوم عيد ؟ قال : نعم وكان يوم التاسع من شهر ربيع الاول ، قالا
فأدخلنا داره وأجلسنا
ثم قال : إني قصدت مولاي أبي الحسن عليه السلام كما قصدتماني بسر من
رأى فاستأذنت عليه فأذن لي ، فدخلت عليه السلام في مثل هذا اليوم ، وهو يوم التاسع
من شهر ربيع الاول فرأيت سيدنا عليه وعلى آبائه السلام قد أوعز إلى كل
واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من الثياب الجدد ، وكان بين يديه مجمرة
يحرق العود فيها بنفسه فقلت له : بآبائنا وامهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لاهل
البيت في هذا اليوم فرح ؟ فقال عليه السلام : وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من