بحار الأنوار ج38

في مسند أبي هريرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله لعن من يحدث في المدينة حدثا ، وجعلها
حرما ، وكان ذلك النهب على يد مسلم بن عقبة نائبه الذي نفذه إليهم ، وسبى أهل المدينة
وبايعهم على أنهم عبيدقن(1)ليزيد بن معاوية ، وأباحها ثلاثة أيام حتى ذكر جماعة
من أصحاب التواريخ أنه ولد منهم في تلك المدة أربعة آلاف مولود لا يعرف لهم أب ،
وكان في المدينة وجوه بني هاشم والصحابة والتابعين وحرم خلق عظيم(2)من المسلمين ،
وأتبع يزيد ذلك في وصيته لمسلم بن عقبة بإنفاذ الحصين بن نمير السكوني لقتال عبدالله
ابن الزبير بمكة ، فرمى الكعبة بخرق الحيض والحجارة(3)! وهتك حرمة حرم الله تعالى
وحرم رسوله صلى الله عليه وآله وتجاهر بالفساد في العباد والبلاد ، وكان ذلك الاختيار سبب وصول
الخلافة إلى سفهاء بني امية ، وإلى هرب بني هاشم منهم خوفا على أنفسهم ، وإلى قتل
الصالحين والاخيار ، وإلى إحياء سنن الجبابرة والاشرار ، حتى وصل الامر إلى خلافة
الوليد بن يزيد الزنديق الذي تفأل يوما من المصحف(4)فخرج(واستفتحوا وخاب كل
جبار عنيد(5))فرمى المصحف من يده ، وأمر أن يجعل هدفا ورماه بالنشاب(6)! وأنشد
(نظم(7))
تهددني بجبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد !
إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يا رب مزقني الوليد !


(1)القن بكسر أوله عبد ملك هو وأبواه .
(2)في المصدر : وحرم خلق كثير . والحرم بالفتحتين ما يحميه الرجل ويدافع عنه .
ما لا يحل انتهاكه .
(3)في المصدر : فرمى الكعبة بالحجارة .
(4)في المصدر : الذى تفأل بالمصحف .
(5)سورة ابراهيم : 15 .
(6)النشتاب : السهام الواحدة : نشاية .
(7)في المصدر : وأنشد يقول .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه