بحار الأنوار ج67

9 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي جميلة قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : قال الله تبارك وتعالى : ياعبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في
الدنيا فانكم تتنعمون بها في الآخرة(1).
ايضاح : تنعموا بعبادتي الظاهر أن الباء صلة ، فان الصديقين
والمقربين يلتذون بعبادة ربهم ، ويتقوون بها ، وهي عندهم أعظم اللذات
الروحانية ، وقيل الباء سببية ، فان العبادة سبب الرزق كما قال تعالى : ومن
يتق الله يجعل له مخرجا (2)وهو بعيد . فانكم تتنعمون بها أي بأصل العبادة
فانها أشهى عندهم من اللذات الجسمانية ، فهم يعبدون للذة لا للتكليف كما أن
الملائكة طعامهم التسبيح ، وشرابهم التقديس ، أو بسببها أو بقدرها أو بعوضعها
والاول أظهر .
10 كا : عن علي ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عمرو بن جميع ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها
وأحبها بقلبه ، وباشرها بجسده وتفرغ لها ، فهو لايبالي على ماأصبح من الدنيا
على عسر أم على يسر ؟(3).
بيان : عشق من باب تعب والاسم العشق ، وهو الافراط في المحبة أي أحبها
حبا مفرطا من حيث كونه وسيلة إلى القرب الذي هو المطلوب الحقيقي ، وربما
يتوهم أن العشق مخصوص بمحبة الامور الباطلة ، فلا يستعمل في حبه سبحانه
وما يتعلق به ، وهذا يدل على خلافه وإن كان الاحوط عدم إطلاق الاسماء
المشتقة منه على الله تعالى بل الفعل المشتق منه أيضا بناء على التوقيف .
قيل : ذكرت الحكماء في كتبهم الطبية أن العشق ضرب من الماليخوليا
والجنون والامراض السوداوية ، وقرروا في كتبهم الالهية أنه من أعظم الكمالات


(1)الكافي ج 2 ص 83 .
(2)الطلاق : 3 .
(3)الكافي ج 2 ص 83 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه