بحار الأنوار ج36

يهتدي إليه كأنه كان ساكنه مذ خلق ، أو حددها لهم بحيث يكون لكل منهم جنة
مفروزة(1)" فتعسا لهم " أي عثورا وانحطاطا . قوله : " إلا أنه كشط الاسم " أي ازيل
واذهب ، في القاموس : الكشط : رفعك شيئا عن شئ قد غشاه(2). وانكشط الروع ذهب
" يعني بولاية علي عليه السلام " أي آمنوا بها . " يعني أكلا كثيرا " وقيل : غافلين عن العاقبة
" غير آسن " أي متغير طعمه وريحه ، " كمن هو خالد فيها " تقدير الكلام(3): أمثل أهل
الجنة كمثل من هو خالد ؟ أو أمثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد ؟ .
15 - فس : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه(4)قال : نزلت في قريش ، كلما
هووا شيئا عبدوه " وأضله الله على علم " أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمير المؤمنين
عليه السلام وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم ، وأزالوا
الخلافة والامامة عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لامير المؤمنين عليه السلام
وقوله : " واتخذ إلهه هواه " نزلت في قريش ، وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه
الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام واتخذوا إماما بأهوائهم ، والدليل على ذلك قوله : " ومن
يقل منهم إني إله من دونه(5)" قال : من زعم أنه إمام وليس بإمام(6).
16 - فس : قوله : " وأما القاسطون فكانوا الجهنم حطبا(7)" معاوية وأصحابه عليهم
لعائن الله " وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غذقا " الطريقة : الولاية لعلي عليه السلام " لنفتنهم
فيه " قتل الحسين عليه السلام " ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وأن المساجد لله
فلا تدعوا مع الله أحدا " إن الامام من آل محمد عليهم السلام فلا تتخذوا من غيرهم إماما(8)


(1)أفرز فلانا بشئ : أفرده وخصه به ولم يشرك معه فيه أحدا .
(2)ج 2 ، 382 .
(3)في(د)و(ك)قيل : تقدير الكلام فيها .
(4)الجاثية : 23 ، وما بعدها ذيلها .
(5)الانبياء : 22 .
(6)تفسير القمى : 619 .
(7)الجن : 15 ، وما بعدها ذيلها .
(8)في المصدر : وليا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه