بحار الأنوار ج100

حتى رأيت ابنه محمد بن على فأردت أن أعظه فوعظنى فقال له أصحابه : بأى شئ
وعظك ؟ .
قال : خرجت إلى بعض نواحى المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن على
وكان رجلا بدنيا وهو متك على غلامين له أسودين أو مولبين ، فقلت في نفسى : شيخ
من شيوخ قريش في هذه الحال في طلب الدنيا ، أشهد لاعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم على بنهر وقد تصبب عرقا فقلت : أصلحك الله شيخ
من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاء‌ك الموت
وأنت على هذه الحال .
قال : فخلا عن الغلامين من يده ثم تساند عليه الصلاة والسلام وقال : لو جاء‌نى
والله الموت وأنا في هذه الحال جاء‌نى وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكف بها
نفسى عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف الموت لو جاء‌نى وأنا على معصية من
معاصى الله ، فقلت : يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتنى(1) .
35 - جع : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طلب الحلال فريضة على كل مسلم
ومسلمة(2) .
36 - و روى عن النبى صلى الله عليه وآله : العبادة سبعون جزء‌ا أفضلها طلب الحلال(3) .
37 - وقال عليه السلام : العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلال(4) .
38 - روى ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذا نظر إلى الرجل
فأعجبه قال : هل له حرفة فان قالوا لا قال : سقط من عينى قيل : وكيف ذاك يا رسول
الله ؟ قال : لان المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه(5) .
39 - وقال من أكل من كد يده مر على الصراط كالبرق الخاطف(6) .
40 - وقال عليه السلام : من أكل من كد يده نظر الله إليه بالرحمة ثم لا يعذبه


(1) ارشاد الشيخ المفيد ص 273 طبع النجف .
(6 - 2) جامع الاخبار ص 139(الطبعة الاخيرة الممتازة المصححة) ط الحيدرية
في النجف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه