بحار الأنوار ج17

موسى ، فدنوت فمسح يده على صدري ، ثم قال : اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله ، ثم
قال : سلوه عما بدا لكم ، قالوا : وكيف نسأل طفلا لا يفقه ؟ قلت : سلوني تفقها ، ودعوا
العنت(1).
قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي اوتيها موسى بن عمران ، قلت : العصا ، و
إخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن
والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر ، قالوا : صدقت ، * فما اعطي نبيكم من الآيات اللاتي
نفت الشك عن قلوب من ارسل إليه ؟ قلت : آيات كثيرة أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا
وعوا وافقهوا ، أما أول ذلك فإن أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه
فمنعت في أوان(2)رسالته بالرجوم ، وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة .
ومن ذلك كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته ،
وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفوليته ، وحين أيفع ، وفتى(3)وكهلا ، لا يعرف له
شكل(4)، ولا يوازيه مثل
ومن ذلك أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه(5)قريش فيهم عبدالمطلب ،
فسألهم عنه ، ووصف لهم صفته فأقروا جميعا بأن هذه الصفة في محمد ، فقال : هذا أوان مبعثه ،
ومستقره أرض يثرب وموته بها .
ومن ذلك : أن أبرهة بن يكسوم(6)قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل
مبعثه ، فقال عبدالمطلب : إن لهذا البيت ربا يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا
بعدما أخبره سيف بن ذى يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيرا أبابيل ودفعهم عن
مكة وأهلها .


(1)أى ولا تسألونى متعنتا ، والمتعنت : من يسأل غيره من جهة التلبيس عليه .
(2)من أوان خ ل . وهو الموجود في المصدر .
(3)وفتى أى حين كان فتى والفتى : الشاب الحدث .
(4)الشكل : المثل والنظير .
(5)وفد خ ل وفى المصدر : وفد عليه مثل وفد قريش . أقول : لعل كلمة مثل زائدة .
(6)تقدمت قصته في الباب الاول : ج 15 ص 65 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه