بحار الأنوار ج46

أصحابه : بأي شئ وعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة
فلقيني أبوجعفر محمد بن علي عليهما السلام وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين
أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي : سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه
الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أما لاعظنه ، فدنوت منه فسلمت عليه
فرد علي بنهر ، هو يتصاب عرقا فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه
الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لوجاء‌ك أجلك وأنت على هذه الحال
ما كنت تصنع ؟ فقال : لوجاء‌ني الموت وأنا على هذه الحال جاء‌ني وأنا في طاعة من
طاعة الله عزوجل أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف
أن لو جآء‌ني الموت وأنا على معصية من معاصي الله فقلت : صدقت يرحمك الله
أردت أن أعظك فوعظتني(1).
4 ج : عن أبان بن تغلب ، قال : دخل طاووس اليماني إلى الطواف ومعه
صاحب له فاذا هو بأبي جعفر عليه السلام يطوف أمامه ، وهو شاب حدث فقال طاووس لصاحبه :
إن هذا الفتى لعالم ، فلما فرغ من طوافه صلى ركعتين ، ثم جلس فأتاه الناس
فقال طاووس لصاحبه : نذهب إلى أبي جعفر عليه السلام نسأله عن مسألة لا أدري عنده فيها
شئ ، فأتياه فسلما عليه ثم قال له طاووس : يا أبا جعفر هل تعلم أي يوم مات ثلث
الناس ؟ فقال : يا أبا عبدالرحمن لم يمت ثلث الناس قط ، بل إنما أردت ربع الناس
قال : وكيف ذلك ؟ قال : كان آدم ، وحوا ، وقابيل ، وهابيل ، فقتل قابيل هابيل
فذلك ربع الناس ، قال : صدقت ، قال أبوجعفر عليه السلام هل ترى ما صنع بقابيل ؟
قال : لا ، قال : علق بالشمس ينضح بالماء الحار إلى أن تقوم الساعة(2).
5 ج : عن أبي بصير قال : كان مولانا أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام
جالسا في الحرم وحوله عصابة من أوليائه إذ أقبل طاووس اليماني في جماعة من أصحابه
ثم قال لابي جعفر عليه السلام : ائذن لي بالسؤال قال : أذنا لك فسل ! قال : أخبرني


(1)الكافى ج 5 ص 73 وأخرجه الشيخ في التهذيب ج 6 ص 325 .
(2)الاحتجاج ص 177 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه