بحار الأنوار ج35

(مسكينا)من مساكين المسلمين(ويتيما)من يتامى المسلمين(وأسيرا)من اسارى المشركين
ويقولون إذا أطعموهم :(إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)قال :
والله ما قولوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبرالله بإضمارهم ، يقولون : لا نريد
جزاء تكافوننا به ولا شكورا تثنون علينا به ، ولكن إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه
قال الله تعالى ذكره(فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة)في الوجوه(وسرورا)في
القلوب(وجزاهم بما صبروا جنة)يسكونها(وحريرا)يفترشونه ويلبسونه(متكئين
فيها على الارائك)والاريكة : السرير عليه الحجلة(لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا)
قال ابن عباس : فبينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان ،
فيقول أهل الجنة : يا رب إنك قلت في كتابك :(لايرون فيها شمسا)؟ ! فيرسل الله جل
اسمه إليهم جبرئيل فيقول : ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من
نور ضحكهما ، ونزلت(هل أتى)فيهم إلى قوله تعالى :(وكان سعيكم مشكورا(1)).
2 - قب : روى أبوصالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطاء وقتادة ومقاتل والليث
وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو بن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري
والثعلبي والواحدي في تفاسيرهم ، وصاحب أسباب النزول والخطيب المكي في الاربعين
وأبوبكر الشيرازي في نزول القرآن في أميرالمؤمنين ، والاشنهي في اعتقاد أهل السنة ،
وأبوبكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد ، وروى أهل البيت عن لاصبغ
بن نباتة وغيره عن الباقر عليه السلام واللفظ له ، ثم ساق الحديث إلى قوله : وأصبحوا مفطرين
ليس عندهم شئ ، ثم قال : فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل ومعه صحفة(2)من
الذهب ، مرصعة بالدر والياقوت ، مملوء‌ة من الثريد وعراق يفوح منه رائحة المسك والكافور
فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ، ولم تنقص منها لقمة واحدة ، وخرج الحسين عليه السلام ومعه
قطعة عراق ، فنادته امرأة يهودية : يا أهل بيت الجوع من أين لكم هذا ؟ أطعمنيها ، فمد
يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل وأخذها من يده ، ورفع الصحفة إلى السماء ، فقال النبي


(1)امالى الصدوق : 155 - 157 .
(2)الصحفة قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه