بحار الأنوار ج20

وقال : لا تساكنوني(1)وقد هممتم بما هممتم به ، وقد أجلتكم عشرا ، فأرسل(2)
إليهم ابن أبي : لا تخرجوا ، فان معي ألفين من قومي وغيرهم يدخلون حصونكم
فيموتون من آخرهم ويمدكم قريظة وحلفاؤهم من غطفان ، فطمع حيي(3)فيما
قال ابن أبي ، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وآله فصلى العصر بفناء(4)بني النضير . وعلي
عليه السلام يحمل رأيته ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله
قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة ، فاعتزلتهم قريظة ، وخفرهم ابن أبي(5)،
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وقطع نخلهم ، وكانت النخلة من نخيلهم ثمن وصيف ،
وأحب إليهم من وصيف ، وقيل قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة ، وقيل : كان جميع
ما قطعوا وأحرقوا ست نخلات ، فقالوا : نحن نخرج من بلادك فأجلاهم عن المدينة ،
وولى إخرجهم محمد بن مسلمة ، وحملوا النساء والصبيان ، وتحملوا على ستمائة


(1)في المصدر : ففعل ذلك على حتى تناثلوا اليه ثم تبعوه ولحقوا به ، فقالوا : قمت
ولم نشعر ، فقال : همت اليهود بالغدر فاخبرنى الله بذلك ، فقمت ، وبعث اليهم رسول الله
صلى الله عليه وآله ان اخرجوا من بلدتى ولا تساكنونى .
(2)في المصدر زيادة هى : فمن رئى بعد ذلك ضرب عنقه ، فمكثوا اياما يتجهزون وتكاروا
من اناس ابلا ، فأرسل اه‍ .
(3)اى حيى بن اخطب وفى الامتاع : ثم بعث حيى بن اخطب مع اخيه جدى بن اخطب
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انا لا نخرج فليصنع ما بدالك ، فلما بلغ جدى رسالة اخيه
حيى كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر من معه وقال :(حاربت اليهود)ونادى مناديه
بالمسير إلى بني النضير .
(4)في المصدر والامتاع : بفضاء .
(5)" " : وخفرهم ابن ابى وحلفاؤهم من غطفان . وفى الامتاع : ولم يأتهم
ابن ابى واعتزلتهم قريظة فلم تعنهم بسلاح ولا رجال ، وجعلوا يومون يومهم بالنبل والحجارة
حتى امسوا ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله العشاء وقد تتام اصحابه رجع إلى بيته في
عشرة من اصحابه وعليه الدرع والمغفر وهو على فرس ، واستعمل عليا رضى الله عنه على
العسكر ، وبات المسلمون محاصريهم يكبرون حتى اصبحوا ، واذن بلال رضى الله عنه بالمدينة :
فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله في اصحابه الذين كانوا معه فصلى بالناس في فضاء بنى خطمة ،
واستعمل على المدينة ابن ام مكتوم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه