بحار الأنوار ج56

أعجبته كما أعجبت الآخر ، فقال لها مثل مقالة صاحبه ، فواعدته الساعة التي
واعدت صاحبه ، فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة ، فاستحيى كل واحد من صاحبه
حيث رآه وطأطآ رؤوسهما ونكسا ، ثم نزع الحياء منهما ، فقال أحدهما لصاحبه :
يا هذا ! جاء بي الذي جاء بك ، قال : ثم راوداها عن نفسها ، فأبت عليهما حتى
يسجدا لوثنها ويشربا من شرابها ، وأبيا عليها وسألاها فأبت إلا أن يشربا من
شرابها فلما شربا صليا لوثنها ، ودخل مسكين فرآهما ، فقالت لهما : يخرج هذا
فيخبر عنكما ، فقاما إليه فقتلاه ، ثم راوداها عن نفسها فأبت حتى يخبراها بما
يصعدان به إلى السماء ، فأبيا وأبت أن تفعل ، فأخبراها ، فقالت ذلك لتجرب
مقالتهما وصعدت ، فرفعا أبصارهما إليها فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما ينظرون
إليهما ، وتناهت إلى السماء فمسخت ، فهي الكواكبة التي ترى .
10 ومنه : عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد ، قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : جعلت فداك ، إن رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلوة قد
ابتلى بحب اللهو وهو يسمع الغناء ، فقال : أيمنعه ذلك من الصلوة لوقتها أو من صوم
أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ ؟ قال : قلت : لا ليس يمنعه ذلك
من شئ من الخير والبر ، قال : فقال : هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن
شاء الله . ثم قال : إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني
ذلكم الحلال ليس الحرام ، قال : فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة
لهم ، قال : فألقى الله في همة اولئك الملائكة اللذات والشهوات كيلا يعيبون
المؤمنين ، قال : فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك ، فقالوا : ربنا
عفوك عفوك ، ردنا إلى ما خلقتنا له ، واخترتنا عليه ، فإنا نخاف أن نصير في أمر
مريج . قال : فنزع الله ذلك من هممهم ، قال : فإذا كان يوم القيامة وصار أهل
الجنة في الجنة استأذن اولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذون لهم ، فيدخلون عليهم
فيسلمون عليهم ويقولون لهم : سلام عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات والشهوات
الحلال .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه