بحار الأنوار ج82

فلا ريب في أنه أحوط بل هو المتعين ، للاخبار الكثيرة الدالة على وجوبها كما سيأتي
في باب الصلاة عليه في كتاب الدعاء ، وإن كان في بعضها ضعف على المشهور لكن كثرتها
وتعاضدها بالاية مما يجبر ضعفها ، وسيأتي تمام القول فيها وفي فروعها في محله ، وقد
مر في صحيحة الفضلاء في خبر المعراج أن الله تعالى أمرالنبي صلى الله عليه وآله بالصلاة عليه وعلى
أهل بيته في التشهد ، فقول الصدوق بوجوبها كل ما ذكر صلى الله عليه وآله وعدم وجوبها في التشهد
مما يوهم التناقض إلا أن يقال : يوجبها من حيث الذكر عموما لامن حيث الجزئية
خصوصا ، وهذا لايخلو من وجه ، وبه يمكن الجمع بين الاخبار .
وأما قوله سبحانه :(وسلموا تسليما)فقيل المراد به : انقادوا له في الامور
كلها وأطيعوه ، وقد وردت الاخبار الكثيرة في أن المراد به التسليم لهم عليهم السلام في
كل ماصدر عنهم من قول أوفعل ، وعدم الاعتراض عليهم في شئ كما مر في كتاب العلم
وقيل : سلموا عليه بأن تقولوا السلام عليك يا رسول الله ، ونحو ذلك ، وربما رجح
هذا بالمقارنة بالصلاة ، وقد يحمل على المعنيين معا وعلى التقديرين فيه دلالة على
وجوب السلام في الجملة ، فهو إما في ضمن التسليم المخرج من الصلاة ، كما قيل ، و
استدل به عليه على قياس الصلاة ، أو يقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله و
بركاته ، قبل التسليم المخرج كما في الكنز ، والاستدلال بنحو مامر ، مع أن الظاهر
التسليم على النبي فلايشمل نحو التسليم المخرج ، واحتمل المحقق الاردبيلي قدس
سره وجوبه في حال حياته صلى الله عليه وآله وغيره الاستحباب مطلقا أؤ مؤكدا في الصلاة ويشكل
الاستدلال لقيام ماسبق من الاحتمال .
1 - ثواب الاعمال : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن
محمد بن علي الكوفي ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن هارون ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إذا صلى أحدكم ولم يصل على النبي صلى الله عليه وآله في صلاته ، يسلك بصلاته غير سبيل
الجنة(1).


(1)ثواب الاعمال ص 187 ، ووجه الحديث ما عرفت من أن الصلاة عليه صلى الله
عليه وآله سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه