بحار الأنوار ج48

قال : فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس
هارون فقال النوفلي : أرى هشاما مااستطاع أن يعتل فقال ابن ميثم : بأي شئ
يستطيع أن يعتل ؟ وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله قال : يعتل بأن يقول :
الشرط علي في إمامته أن لايدعوا أحدا إلى الخروج ، حتى ينادي مناد من السمآء
فمن دعاني ممن يدعي الامامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام ، وطلبت من
أهل هذا البيت من لا يقول إنه يخرج ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السمآء
فأعلم أنه صادق .
فقال ابن ميثم : هذا من أخبث الخرافة ، ومتى كان هذا في عقد الامامة إنما
يروى هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام أجدل من أن يحتج بهذا ، على أنه لم يفصح
بهذا الافصاح الذي قد شرطته أنت ، إنما قال : إن أمرني المفروض الطاعة بعد
علي عليه السلام فعلت ، ولم يسم فلان دون فلان كما تقول : إن قال لي طلبت غيره ، فلو
قال هارون له : وكان المناظر له من المفروض الطاعة ؟ فقال له : أنت . لم يكن
أن يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري ، وتنتظر
المنادي من السمآء ، هذا لايتكلم به مثل هذا ، لعلك لو كنت أنت تكلمت به .
قال : ثم قال علي بن اسماعيل الميثمي : إنا لله وإنا إليه راجعون ، على
مايمضي من العلم إن قتل ، ولقد كان عضدنا وشيخنا ، والمنظور إليه فينا(1).
بيان : قوله فشيعه عنده أي نسب يحيى هشاما إلى التشيع عند هارون ، و
الالباد بالارض الالصاق بها كناية عن ترك الخروج ، وعدم الرضا به ، قوله : إذ لم
يعلمه بذلك أي يعلمه أولا واغتنم تلك المناظرة وحيرتهم ، لتكون وسيلة إلى
إحضار هشام بحيث لايشعر بالحيلة ، قوله : على مايمضي من العلم إن قتل أي إن قتل
يمضي مع علوم كثيرة .
2 كش : روي عن عمر بن يزيد قال : كان ابن أخي هشام يذهب في الدين
مذهب الجهمية خبيثا فيهم فسالني أن ادخله على أبي عبدالله عليه السلام ليناظره فأعلمته


(1)رجال الكشى ص 167 بتفاوت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه