بحار الأنوار ج63

أو كانت يده نظيفة ، أو على التقية لما رواه في شرح السنة عن يحيى بن سعيد قال :
كان سفيان الثوري يكره غسل اليد قبل الطعام وإن كان روي أيضا عن سليمان قال :
قرأت في التوراة أن بزكة الطعام الوضوء بعده ، فذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وأخبرته بما
قرأت في التوراة فقال صلى الله عليه وآله : بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده .
23 المحاسن : عن الفضل بن المبارك عن الفضل بن يونس قال : لما تغدى
أبوالحسن عليه السلام عندي وجئ بالطشت بدئ به وكان في الصدر ، فقال : ابدأ بمن عن
يمينك فلما توضأ واحدا وأراد الغلام أن يرفع الطشت فقال له أبوالحسن عليه السلام : أترعها(1).
بيان : أن يرفع الطشت أي ليصب ماء‌ها ويقال : أترع الاناء أي ملاها ، و
رواه في الكافي : عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الفضل بن المبارك وفيه " فقال له
أبوالحسن عليه السلام : دعها واغسلوا أيديكم فيها(2)" وقيل : أراد أن يرفع الطشت ليأتي
إليه عليه السلام فنهاه عن ذلك وأمره بأن يغسل أيديهم على الترتيب حتى ينتهي إليه
عليه السلام والاول أظهر وقال المحقق الاردبيلي رحمه الله بعد إيراد هذه الرواية :
فيها دلالة على الابتداء بصاحب المنزل بعد الطعام ، ثم بمن علي يساره ، لان الظاهر
أنه عليه السلام غسل يديه وكان صاحب المنزل ويمين الذي يغسل يده يساره ، ويحتمل أن
يكون المراد إرادة أن يبدأ به ولم يقبل عليه السلام وأمر بغسل من على يساره ، وهو يمين
الغلام ليوافق ما تقدم انتهى .
وأقول : كأن نسخته رحمه الله كانت سقيمة ولم يكن فيها كلمة عندي ، وهكذا نقله
أيضا ، ولذا احتمل كونه عليه السلام صاحب المنزل وإلا فالظاهر أن الراوي كان صاحب
المنزل ، وأبي عليه السلام عن أن يبدأ به وأمره بأن يبدأ بمن على يمينه عند دخول
المجلس فيدل على أن المراد بيمين الباب في الخبر السابق ماعلي يمين الداخل ، فانه
المين بالنسبة إليه وإن كان يسارا بالنسبة إلى الخارج ، وأيضا لو فرض الباب رجلا
مواجها كان هذا يمينه ، وهكذا حققه أيضا هذا الفاضل رحمه الله ، حيث قال بعد


(1)المحاسن : 425 .
(2)الكافى 6 ر 291 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه