بحار الأنوار ج10

الرحمن حين أخذ الطير(1)فقطعهن قطعا ، ثم وضع على كل جبل منهن جزء ، ثم
ناداهن فأقبلن سعيا إليه ، ثم موسى بن عمران وأصحابه السبعون الذين اختارهم
صاروامعه إلى الجبل فقالوا له : إنك قد رأيت الله سبحانه ، فأرناه كما رأيته ، فقال
لهم : إني لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة
فاحترقواعن آخرهم ، وبقي موسى وحيدا فقال : يارب إني اخترت سبعين رجلا من
بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم به ؟ فلوشئت
أهلكتهم من قبل وإياي ، أتهلكنا بمافعل السفهاء منا ؟ فأحياهم الله عزوجل من
بعد موتهم ، وكل شئ ذكرته لك من هذا لاتقدر على دفعه ، لان التوراة والانجيل
والزبور والفرقان قدنطقت به ، فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الاكمه والابرص
والمجانين يتخذ ربا من دون الله فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ، ماتقول يايهودي ؟(2)قال
الجاثليق : القول قولك ، ولا إله إلا الله
ثم التفت عليه السلام إلى رأس الجالوت فقال : يايهودي أقبل علي أسألك بالعشر
الآيات التي انزلت على موسى بن عمران ، هل تجد في التوراة مكتوبا نبأ محمد وامته :
(إذاجاء‌ت الامة الاخيرة أتباع راكب البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا
جديدا في الكنائس الجدد فليفزع بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم لتطمئن قلوبهم ،
فإن بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الامم الكافرة في أقطار الارض)أهكذا هو في
التوراة مكتوب ؟ قال رأس الجالوت : نعم إنا لنجده كذلك . ثم قال للجاثليق : يا
نصراني كيف علمك بكتاب شعيا ؟ قال : أعرفه حرفا حرفا ، قال لهما : أتعرفان هذا
من كلامه :(ياقوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور ، ورأيت راكب
البعير ضوؤه مثل ضوء القمر)؟ فقالا : قد قال ذلك شعيا .
قال الرضا عليه السلام : يا نصراني هل تعريف في الانجيل قول عيسى :(إني ذاهب إلى
ربكم وربي(3)والبارقليطا جاء ، هو الذي يشهد لى بالحق كما شهدت له ، وهو


(1)في نسخة وفى العيون : حين اخذ الطير اربعة . وفى التوحيد : حين اخذ الطيور فقطعهن .
(2)في التوحيد وهامش العيون : ماتقول يانصرانى ؟ .
(2)في المصدر : انى ذاهب إلى ربى وربكم(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه