بحار الأنوار ج4

الطهارة ونسبحك . ونسبح بحمدك ونقدس لك بمعنى واحد ، وحظيرة القدس : موضع
القدس من الادناس التي تكون في الدنيا والاوصاب(1)والاوجاع وأشباه ذلك ، وقد
قيل : إن القدوس من أسماء الله عزوجل في الكتب .
" القوى " القوي " معناه معروف ، وهو القوي بلا معاناة ولااستعانة .
" القريب " القريب معناه المجيب ، ويؤيد ذلك قوله عزوجل : " فإني قريب
اجيب دعوة الداع إذا دعان "(2)ومعنى ثان أنه عالم بوساوس القلوب . لاحجاب بينه
وبينها . ولامسافة ، ويؤيد هذا المعنى قوله عزوجل : " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما
توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "(3)فهو قريب من غير مماسة ،
بائن من خلقه بغير طريق ولا مسافة بل هو على المفارقة لهم في المخالطة ، والمخالفة لهم
في المشابهة ، وكذلك التقرب إلى الله ليس من جهة الطرق والمسائف(4)إنما هو من جهة
الطاعة وحسن العبادة فالله تبارك وتعالى قريب دان دنوه من غير تنقل لانه ليس باقتطاع
المسائف يدنو ، ولا باجتياز الهواء يعلو كيف وقد كان قبل السفل والعلو ، وقبل أن يوصف
بالعلو والدنو .
" القيوم " القيوم والقيام هما فيعول وفيعال من قمت بالشئ : إذا وليته بنفسك
وتوليت حفظه وإصلاحه ، وتقديره قولهم : ما فيها من ديور ولاديار .
" القابض " القابض اسم مشتق من القبض ، وللقبض معان : منها الملك يقال :
فلان في قبضي ؟ وهذه الضيعة في قبضي ، ومنه قوله عزوجل : " والارض جميعا قبضته
يوم القيمة ،(5)وهذا كقول الله عزوجل : " وله الملك يوم ينفخ في الصور "(6)وقوله :
" الامر يومئذ لله "(7)وقوله : " مالك يوم الدين "(8)ومنها إفناء الشئ ، ومن ذلك قولهم


(1)جمع الوصب ، وهو المرض والوجع الدائم ونحول الجسم ، وقد يطلق على التعب والفتور
في البدن .
(2)البقرة 186 .
(3)ق : 16 .
(4)المساوف جمع المسافة .
(5)الزمر : 67 .
(6)الانعام : 73 .
(7)الانفطار : 19 .
(8)الحمد : 4 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه