بحار الأنوار ج58

21 - العلل : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى
عن الحسن بن علي ، عن عباس ، عن أسباط ، عن أبي عبدالرحمان قال : قلت لا بي عبدالله
عليه السلام : إني ربما حزنت فلا أعراف في أهل ولا مال ولاولد ، وربما فرحت فلا أعرف
في أهل ولا مال ولا ولد . فقال : إنه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان ، فإذا كان فرحه
كان(1)دنو الملك منه ، وإذا كان حزنه كان(2)دنو الشيطان منه ، وذلك قول الله
تبارك وتعالى : " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا
والله واسع عليم(3)" .
بيان : لعل المراد أن هذا لهم من أجل وساوس الشيطان وأمانيه في امور الدنيا
الفانية وإن لم يتفطن به الانسان فيظن أنه لاسبب له ، أو يكون غرض السائل فوت
الاهل والمال والولد في الماضي ، فلاينا في الهم للتفكر فيها لاجل ما يستقبل ، أو المراد
أنه لما كان شأن الشيطان ذلك يصير محض دنوه سببا للهم ، وفي الملك بعكس ذلك
في الوجهين .
22 العلل : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن
أحمد بن مدين من ولد مالك بن الحارث الاشتر ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي
بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام ومعي رجل من أصحابنا فقلت له : جعلت
فداك يا ابن رسول الله إني لاغتم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ، فقال أبوعبدالله
عليه السلام : إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منا ، لانا إذا دخل علينا حزن
أوسرور كان ذلك داخلا عليكم ، ولا نا وإياكم من نورالله عزوجل ، فجعلنا
وطينتنا وطينتكم واحدة ، ولو تركت طينتكم كما اخذت لكنا وأنتم سواء ، ولكن
مزجت طينتكم بطينة أعدائكم ، فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا . قال : قلت : جعلت فداك
فتعود(4)طينتنا ونورنا كما بدئ ؟ فقال : إي والله يا عبدالله ، أخبرني عن هذا الشعاع


(1 و 2)في المصدر كان من دنو .
(3)العلل : ج 1 ، ص 87 ، والاية في سورة البقرة : 268 .
(4)في المصدر : أفتعود .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه