بحار الأنوار ج37

يا أبت خرج الحسن والحسين فما أدري أين باتا ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله : يا فاطمة
لا تبكين فالله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك ، ورفع النبي يده إلى السماء فقال :
اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما ، فنزل جبرئيل من السماء فقال :
يا محمد إن الله يقرؤك السلام وهو يقول : لا تحزن ولا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا
فاضلان في الآخرة وأبوهما خير منهما(1)، هما نائمان في حظيرة بني النجار ، وقد وكل
الله بهما ملكا ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وآله فرحا ومعه أصحابه حتى أتوا حظيرة بني النجار ،
فإذا هم بالحسن معانق للحسين(2)، وإذا الملك الموكل بهما قد افترش أحد جناحيه
تحتهما وغطاهما بالآخر ، قال : فمكث النبي صلى الله عليه وآله يقبلهما حتى انتبها ، فلما
استيقظا حمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن وحمل جبرئيل الحسين ، فخرج من الحظيرة وهو يقول
والله لاشرفنكما كما شرفكم الله عزوجل .
فقال له أبوبكر : ناولني أحد الصبيين اخفف عنك ، فقال : يابا بكر نعم الحاملان
ونعم الراكبان(3)وأبوهما أفضل منهما ، فخرج(4)حتى أتى باب المسجد فقال : يا
بلال هلم علي بالناس ، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة فاجتمع الناس عند
رسول الله في المسجد ، فقام على قدميه فقال : يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس
جدا وجدة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين فإن جدهما محمد وجدتهما
خديجة بنت خويلد ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس أبا واما ؟ قالوا بلى
يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين فإن أباهما(5)يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله وامهما فاطمة بنت رسول الله ، يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس عما
وعمة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : الحسن والحسين فإن عمهما جعفر بن أبي طالب
الطيار في الجنة مع الملائكة وعمتهما ام هانى بنت أبي طالب ، يامعشر الناس ألا


(1)في المصدر و(م): وأبوهما أفضل منهما .
(2)= = : : معانقا للحسين .
(3)المحمولان خ ل .
(4)في المصدر : فخرج منها .
(5)= : فان أباهما على اه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه