بحار الأنوار ج79

وعن أبى المقدام قال : مررت مع ابي جعفر عليه السلام بالبقيع فمررنا بقبر رجل
من الشيعة قال فوقف عليه ثم قال :(اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس
وحشته ، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن
كان يتولاه).
بيان : كلمة(من)في قوله :(من رحمتك)بيانية أو سببية ، قوله :
(وعندك نحتسبه)أي أجر مصيبته أي أصبر عليها احتسابا وطالبا للاجر ، أو
الضمير راجع إلى ما فعل من الدفن وغيره بهذا المعنى أو راجع إلىالميت ،
بمعنى أني أظنه عندك في جواز رحمتك وكرامتك ، أو عند أوليائك .
44 كنز الكراجكى : عن أسد بن إبراهيم السلمي والحسين بن محمد الصيرفي
معا عن أبي بكر المفيد الجرجرائي ، عن أبي الدنيا المعمر المغربي ، عن أمير
المؤمنين عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لا تتخذوا قبرى عيدا ، ولا تتخذوا
قبوركم مساجد ، ولا بيوتكم قبورا الخبر .
45 مجالس الشيخ : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ،
عن أبي بكر مثله(1).
توضيح : هذا الخبر رواه في فردوس الاخبار وغيره من كتب المخالفين
عن علي عليه السلام ، وقال الطيبي في شرح المشكوة في قوله صلى الله عليه وآله :(لا تتخذوا قبري
عيدا)أي لا تجعلوا زيارة قبري عيدا أو قبري مظهر عيد ، أي لا تجتمعوا لزيارتي
اجتماعكم للعيد ، فانه يوم لهو وسرور ، وحال الزيارة بخلافة ، وكان دأب أهل
الكتاب فأورثهم القسوة ، ومن هجيرى(2)عبدة الاوثان حتى عبدوا الاموات ، أو
اسم من الاعتياد من عاده واعتاده إذا صار عادة له ، واعتياده يؤدي إلى سوء الادب و
ارتفاع الحشمة ، ويؤيده قوله(فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم)أي لا تتكلفوا المعاودة


(1)لا يوجد في المصدر المطبوع .
(2)الهجير مثال الفسيق : الدأب والعادة وكذلك الهجيرى والاهجيرى . قاله
الجوهرى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه