بحار الأنوار ج7

اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة ، فجمع الله الخلائق في ذلك اليوم في موطن
يتعارفون فيه فيكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض ، اولئك الذين بدت منهم
الطاعة من الرسل والاتباع وتعاونوا على البر والتقوى في دار الدنيا ، ويلعن أهل
المعاصي بعضهم بعضا ، الذين بدت منهم المعاصي في دار الدنيا وتعاونوا على الظلم و
العدوان في دارالدنيا ، والمستكبرون منهم والمستضعفون يلعن بعضهم بعضا ويكفر
بعضهم بعضا ، ثم يجمعون في موطن يفر بعضهم من بعض وذلك قوله : " يوم يفر المرء من
أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه " إذا تعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا
" لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " ثم يجمعون في موطن يبكون فيه فلو أن تلك
الاصوات بدت لاهل الدنيا لاذهلت جميع الخلائق عن معائشهم ، وصدعت الجبال
إلا ما شاء‌الله ، فلا زوالون يبكون حتى يبكون الدم ، ثم يجتمعون في موطن يستنطقون
فيه فيقولون : " الله ربنا ما كنا مشركين " ولا يقرون بما عملوا فيختم على أفواههم و
يستنطق الايدي والارجل والجلود فتنطق فتشهد بكل معصية بدت منهم ، ثم يرفع
الخاتم عن ألسنتهم فيقولون لجلودهم وأيديهم وأرجلهم : " لم شهدتم علينا " فتقول :
" أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ " ثم يجمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلائق
فلا يتكلم أحد إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ، ويجتمعون في موطن يختصمون
فيه ويدان لبعض الخلائق من بعض وهو القول ، وذلك كله قبل الحساب ، فإذا اخذ
بالحساب شغل كل بما لديه ، نسأل الله بركة ذلك اليوم .
8 - شى : عن محمد بن مسلم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
قال أمير المؤمنين عليه السملام في خطبته : فلما وقفوا عليها قالوا : " يا ليتنا نرد ولا نكذب
بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل " إلى قوله : " وإنهم
لكاذبون " .
9 - شى : عن خالد بن يحيى(نجيح ظ)، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " اقرء كتابك
كفى بنفسك اليوم " قال : يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه حتى كأنه فعله

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه