بحار الأنوار ج11

خلفا من هابيل ، فولدت حواء غلاما زكيا مباركا ، فلما كان يوم السابع أوحى الله إليه :
يا آدم إن هذا الغلام هبة مني لك فسمه هبة الله ، فسماه آدم هبة الله .(1)
تفسير : " ما أنا بباسط " قيل : إن القتل على سبيل المدافعة لم يكن مباحا في ذلك
الوقت ، وقيل : إن المعنى : لئن بسطت إلى يدك على سبيل الظلم والابتداء لتقتلني ما أنا
بباسط إليك يدي على وجه الظلم والابتداء .
وقال السبد المرتضى قدسى سره : المعنى إني لا أبسط يدي إليك للقتل ، لان المدافع
إنما يحسن منه المدافعة للظالم طلبا للتخلص من غير أن يقصد إلى قتله " إني اريد أن
تبوء بإثمي وإثمك " أي إثمي لو بسطت إليك يدي ، وإثمك ببسطك يدك إلي ، أو بإثم
قتلي وبإثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك ، قيل : لم يرد معصية أخيه وشقاوته بل
قصده بهذا الكلام إلى أن ذلك إن كان لا محالة واقعا فاريد أن يكون لك لالي ، فالمقصود
بالذات أن لا يكون له لا أن يكون لاخيه ، ويجوز أن يكون المراد بالاثم عقوبته و
إرادة عقاب العاصي جائزة .(2)وقال الجوهري : الشدخ : كسر الشئ الاجوف ، تقول :
شدخت رأسه فانشدخ .
9 - فس : أبي ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي
جعفر عليه السلام قال : كنت جالسا معه في المسجد الحرام فإذا طاوس في جانب يحدث أصحابه
حتى قال : أتدري أي يوم قتل نصف الناس ؟ فأجابه أبوجعفر عليه السلام فقال : أو ربع الناس
يا طاوس ، فقال : أو ربع الناس ، فقال : أتدري(3)ما صنع بالقاتل ؟ فقلت : إن هذه لمسألة
فلما كان من الغد غدوت على أبي جعفر عليه السلام فوجدته قد لبس ثيابه وهو قاعد على الباب
ينتظر الغلام أن يسرج له ، فاستقبلني بالحديث قبل أن أسأله فقال : إن بالهند - أو من
وراء الهند -(4)رجل معقول(5)برجل يلبس المسح(6)موكل به عشرة نفر ، كلما مات


(1)تفسير القمى ؟ 153 - 154 . م
(2)مجمع البيان 3 : 184 . م
(3)في المصدر : تدرى . م
(4)الترديد من الراوى .
(5)في نسخة : معقود .
(6)المسح : البلاس ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للجسد(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه