بحار الأنوار ج38

إن محمد بن الحنفية كان ممن رجع(1).
وعلي بن أبي طالب عليه السلام كان ممن وصفه الله تعالى في قوله :(واجنبني وبني
أن نعبد الاصنام(2))ثم قال :(ومن ذريتنا امة مسلمة لك(3))فنظرنا في أمر
الظالم فإذا الامة قد فسروه أنه عابد الاصنام وأن من عبدها فقد لزمه الذل ، وقد
نفى الله أن يكون الظالم خليفة بقوله :(لاينال عهدي الظالمين(4))ثم إنه لم يشرب
الخمر قط ولم يأكل ماذبح على النصب وغير ذلك من الفسوق ، وقريش ملوثون بها و
كذلك يقول القصاص : أبوفلان فلان ! ، والطاهر علي .
تفسيرالقطان عن عمرو بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن البصري قال :
اجتمع عثمان بن مظعون وأبوطلحة وأبوعبيدة ومعاذبن جبل وسهيل بن بيضا وأبودجانة في
منزل سعد بن أبي وقاص فأكلوا شيئا ، ثم قدم إليهم شيئا من الفضيخ(5)، فقام علي
وخرج من بينهم ، فقال عثمان في ذلك ، فقال علي : لعن اله الخمر والله لا أشرب شيئا
يذهب بعقلي ويضحك بي من رآني وازوج كريمتي من لا اريد ! وخرج من بينهم فأتى
المسجد ، وهبط جبرئيل بهذه الآية(ياأيها الذين آمنوا)يعني هؤلاء الذين اجتمعوا
في منزل سعد(إنما الخمر والميسر(6))الآية ، فقال علي : تبالها ، والله يا رسول الله
لقد كان بصري فيها نافذا منذ كنت صغيرا ، قال الحسن : والله الذي لاإله إلا هو ما شربها
قبل تحريمها ولا ساعة قط .
ثم إنه عليه السلام لم يأت بفاحشة قط ، ونزلت فيه(قدأفلح المؤمنون(7))
الآيات .
في التاريخ من ثلاثة طرق عن عمار بن ياسر وذكره جماعة بطرق كثيرة عن بريدة


(1)راجع التهذيب 2 : 391 .
(2)سورة ابراهيم : 35 .
(3)سورة البقرة : 128 .
(4)سورة البقرة : 124 .
(5)الفضيخ : عصير العنب . شراب يتخذ من التمر .
(6)سورة المائدة : 90 .
(7)سورة المؤمنون : 1 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه