بحار الأنوار ج47

في أول الليل فقال له : لا أدعك تجوز ، فألح عليه ، وطلب إليه ، فأبى إباء ومصادف
معه ، فقال له مصادف : جعلت فداك إنما هذا كلب قد آذاك ، وأخاف أن يردك ، و
ما أدري ما يكون من أمر أبي جعفر ، وأنا مرازم أتأذن لنا أن نضرب عنقه ثم نطرحه
في النهر ؟ فقال : كف يا مصادف ، فلم يزل يطلب إليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن
له فمضى ، فقال : يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه ؟ قلت : هذا جعلت فداك فقال :
يا مرازم إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير(1).
49 - اعلام الدين للديلمى : روي عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن
أبيه ، عن جده قال : ولي علينا بالاهواز رجل من كثاب يحيى بن خالد ، وكان
علي بقايا من خراج ، كان فيها زوال نعمتي وخروجي من ملكي ، فقيل لي : إنه
ينتحل هذا الامر ، فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما بلغني حقا فيكون خروجي
من ملكي وزوال نعمتي ، فهربت منه إلى الله تعالى وأتيت الصادق عليه السلام مستجيرا
فكتب إليه رقعة صغيرة فيها " بسم الله الرحمن الرحيم إن لله في ظل عرشه ظلا له
يسكنه إلا من نفس عن أخيه كربة ، وأعانه بنفسه ، أو صنع إليه معروفا ولو
بشق تمرة ، وهذا أخوك المسلم " ثم ختمها ودفعها إلي وأمرني أن اوصلها إليه ، فلما
رجعت إلى بلادي صرت إلى منزله فاستأذنت عليه وقتل : رسول الصادق عليه السلام بالباب
فإذا أنابه وقد خرج إلي حافيا ، فلما بصربي سلم علي وقبل ما بين عيني ، ثم
قال لي : يا سيدي أنت رسول مولاي ؟ فقال : نعم فقال : هذا عتقي من النار إن
كنت صادقا ، فأخذ بيدي وأدخلني منزله ، وأجلسني في مجلسه وقعد بين يدي ، ثم
قال : يا سيدي كيف خلفت مولاي ؟ فقال : بخير فقال : الله الله ؟ قلت : الله
حتى أعادها ، ثم ناولته الرقعة فقرأها وقبلها ، ووضعها على عينيه ، ثم قال :
يا أخي مر بأمرك ! فقلت : في جريدتك علي كذا وكذا ألف درهم ، وفيه عطبي(2)
وهلاكي ، فدعا بالجريدة فمحا عني كل ما كان فيها ، وأعطاني براء‌ة منها .


(1)الكافى ج 8 ص 87 .
(2)العطب : الهلاك يقال عطب كفرح ، هلك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه