بحار الأنوار ج88

ونفست همى ، وفرجت غمي وأصلحت حالى .
وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك ثم تضع خدك الايمن على الارض
وتقول مائة مرة في سجودك يامحمد يا علي ياعلي يا محمد اكفياني فانكما كافياي
وانصراني فانكما ناصراي ، وتضع خدك الايمن على الارض وتقول مائة مرة
أدركني وتكررها كثيرا وتقول الغوث الغوث الغوث ، حتى ينقطع النفس ، و
ترفع رأسك فان الله بكرمه يقضي حاجتك إنشاء الله .
فلما اشتغلت بالصلاة والدعاء خرج ، فلما فرغت خرجت إلى ابن جعفر
لاسأله عن الرجل ، وكيف دخل ، فرأيت الابواب على حالها مغلقة مقفلة ، فعجبت
من ذلك وقلت لعله باب ههنا ولم أعلم ، فأنبهت ابن جعفر القيم ، فخرج إلى
عندي من بيت الزيت ، فسألته عن الرجل ودخوله ، فقال الابواب مقفلة كما ترى
ما فتحتها .
فحدثته بالحديث فقال هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد شاهدته
دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس ، فتأسفت على ما فاتنى منه ، وخرجت
عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه .
فماأضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائى ويسألون عني
أصدقائي ومعهم أمان من الوزير ، ورقعة بخطه فيها كل جميل ، فحضرت مع ثقة
من أصدقائي عنده ، فقام والتزمني ، وعاملني بمالم أعهده منه ، وقال : انتهت
بك الحال إلى أن تشكونى إلى صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه ؟ فقلت قدكان
مني دعاء ومسألة ، فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله
عليه في النوم يعني ليلة الجمعة ، وهو يأمرنى بكل جميل ويجفو على في ذلك جفوة
خفتها ، فقلت لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق ، رأيت البارحة مولانا
في اليقظة وقال كذا وكذا ، وشرحت مارأيته في المشهد ، فعجب من ذلك وجرت
منه امور عظام حسان في هذا المعنى وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صلوات

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه