بحار الأنوار ج69

بالجهالة ، والفقهاء بالحسد .
وقال أبوالحسن الثالث عليه السلام : الحسد ماحق الحسنات ، والزهو جالب
المقت ، والعجب صارف عن طلب العلم داع إلى الغمط(1)والجهل ، والبخل أذم
الاخلاق ، والطمع سجية سيئة .
28 نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب
ويفوته الغنى الذي اياه طلب ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في
الاخرة حساب الاغنياء ، وعجبت للمتكبر الذي كان بالامس نطفة ، ويكون
غدا جيفة ، وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله ، وعجبت لمن نسى الموت
وهو يرى من يموت ، وعجبت لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى
وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء(2).
29 عده الداعي : روي عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال : إياكم وفضول المطعم
فانه يسم القلب بالفضلة ، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة ، ويصم الهمم عن سماع
الموعظة ، وإياكم وفضول النظر فانه يبذر الهوى ، ويولد الغفلة ، وإياكم
واستشعار الطمع ، فانه يشوب القلب بشدة الحرص ، ويختم على القلب بطابع
حب الدنيا ، وهو مفتاح كل معصية ، ورأس كل خطيئة ، وسبب إحباط كل حسنة
(3).
30 نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام لرجل سأله أن يعظه : لا تكن ممن
يرجو الاخرة بغير العمل ، ويرجئ التوبة بطول الامل ، يقول في الدنيا بقول
الزاهدين ، ويعمل فيها بعمل الراغبين ، إن اعطى منها لم يشبع ، وإن منع منها لم


(1)يقال : غمط الناس من بابي ضرب وعلم استحقرهم وازدرى بهم والعافية :
لم يشكرها والنعمة : بطرها وحقرها ؟ وغمط الحق من باب علم جحده ، ومنه قولهم :
شر ما استقبلت به الايادي الغمط ، وخير ما شيعت به البسط .
(2)نهج البلاغة ج 2 ص 272 ، الرقم 126 من الحكم .
(3)عدة الداعي ص 236 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه