بحار الأنوار ج38

في مضجعه أنتظر مجئ القوم إلي ، حتى دخلوا علي ، فلمااستوى بي وبهم البيت نهضت
إليهم بسيفي فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الناس ،
فلما أصبح عليه السلام امتنع ببأسه وله عشرون سنة ، وأقام بمكة وحده مراغما
لاهلها(1)حتى أدى إلى كل ذي حق حقه .
محمد الواقدي وأبوالفرج النجدي وأبوالحسن البكري وإسحاق الطبراني أن
عليا عليه السلام لما عزم على الهجرة قال له العباس : إن محمدا ما خرج إلا خفياوقد طلبته
قريش أشد طلب ، وأنت تخرج جهارا في أثاث(2)وهوادج ومال ورجال ونساء تقطع بهم
السباسب(3)والشعاب من بين قبائل قريش ، ما أرى لك أن تمضي إلا في خفارة خزاعة(4)،
فقال علي عليه السلام :
إن المنية شربة مورودة * لا تجزعن وشد للترحيل
إن ابن آمنة النبي محمدا * رجل صدوق قال عن جبريل
أرخ الزمام ولا تخف من عائق * فالله يرديهم عن التنكيل
إني بربي واثق وبأحمد * وسبيله متلاحق بسبيلي
قالوا : فكمن مهلع غلام حنظلة بن أبي سفيان في طريقه بالليل ، فلما رآه سل
سيفه ونهض إليه ، فصاح علي صيحة خر على وجهه ، وجلله بسيفه ، فلما أصبح توجه
نحو المدينة ، فلما شارف ضجنان(5)أدركه الطلب بثمانية فوارس ، وقالوا : يا غدر ظننت
أنك تاج بالنسوة ، القصة .
وكان الله تعالى قد فرض على الصحابة الهجرة وعلى علي عليه السلام المبيت ثم الهجرة ،
إنه تعالى(6)قد كان امتحنه بمثل ما امتحن به إبراهيم بإسماعيل وعبدالمطلب بعبدالله


(1)اى مغاضبا لاهلها .
(2)في المصدر و(د)في اناث .
(3)السبب : المفازة . الارض البعيدة المستوية .
(4)خفره : أجاره وحماه وامنه .
(5)ضجنان بالتحريك جبل بتهامة . وقيل : جبل على بريد من مكة .
(6)في المصدر و(د)و(ت)ثم انه تعالى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه