بحار الأنوار ج75

من استحفظكم الله من كتابه . ألا وإنه لا يضركم تواضع شئ من دنياكم بعد حفظكم
وصية الله والتقوى ، ولا ينفعكم شئ حافظتم عليه من أمر دنياكم بعد تضييع ما
امرتم به من التقوى ، فعليكم عبادالله بالتسليم لامره والرضا بقضائه والصبر
على بلائه .
فأما هذا الفئ فليس لاحد فيه على أحد أثرة(1)قد فرغ الله عزوجل من قسمه
فهو مال الله ، وأنتم عباد الله المسلمون ، وهذا كتاب الله ، به أقررنا ، وعليه شهدنا
وله أسلمنا ، وعهد نبينا بين أظهرنا . فسلموا - رحمكم الله -
فمن لم يرض بهذا فليتول كيف شاء ، فإن العامل بطاعة الله ، والحاكم
بحكم الله لا وحشة عليه اولئك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، اولئك
هم المفلحون ونسأل الله ربنا وإلهنا أن يجعلنا وإياكم من أهل طاعته ، وأن يجعل
رغبتنا ورغبتكم فيما عنده . أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم .
2 - ف(2): لما رأت طائفة من أصحابه بصفين ما يفعله معاوية بمن انقطع
إليه وبذله لهم الاموال - والناس أصحاب دنيا - قالوا لامير المؤمنين عليه السلام : أعط
هذا المال ، وفضل الاشراف ومن تخوف خلافه وفراقه . حتى إذا استتب(3)لك
ماتريد عدت إلى أحسن ما كنت عليه من العدل في الرعية والقسم بالسوية(4).
فقال : أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من أهل الاسلام
والله لا أطور به ماسمر به سمير(5)وما أم نجم في السماء نجما(6)ولو كان مالهم


(1)الاثرة - محركة - : الاختيار واختصاص المرء باحسن شئ دون غيره .
(2)التحف ص 185 .
(3)استتب : استقام واطرد واستمر .
(4)رواه الشيخ أبوعلى ابن الشيخ في أماليه مع اختلاف يسير أشرنا إلى بعضها .
(5)لا أطور به : لا أقاربه . والسمير : الدهر أى لا أقاربه مدى الدهر ولا أفعله أبدا .
وفى الامالى(أتأمرونى أن أطلب النصر بالجور والله لا افعلن ماطلعت شمس ولاح في السماء
نجم والله لو كان مالى لواسيت بينهم وكيف وانما هو أموالهم).
(6)أم : قصد أى ماقصد نجم نجما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه