1 - ن : الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال : كان الرضا عليه السلام يكلم
الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة ، فقلت له يوما :
يابن رسول الله إني لاعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ؟ فقال : يا أبا الصلت
أنا حجة الله على خلقه ، وما كان ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما
بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام : اوتينا فصل الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إلا معرفة
اللغات(1).
2 - ب : محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن أبي حمزة قال : كنت عند
أبي الحسن عليه السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش وقد اشتروهم له ، فكلم غلاما
منهم وكان من الحبش جميل فكلمه بكلامه ساعة حتى أتى على جميع(2)ما يريد
وأعطاه درهما ، فقال : أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما
ثم خرجوا .
فقلت : جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فماذا أمرته ؟ قال :
أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما ، وذلك أني
لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم ، فأوصيته بجميع ما احتاج إليه
فقبل وصيتي ومع هذا غلام صدق .
ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية ، لا تعجب فما خفي عليك من
أمر الامام أعجب وأكثر ، وما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر
قطرة من ماء ، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟
(1)عيون الاخبار : 343 و 344 .
(2)في نسخة : بجميع .(*)