بحار الأنوار ج76


فتلففت بجلبابى واضطجعت ونمت في مكانى اذ مر بى صفوان بن المعطل السلمى
وقد كان تخلف عن العسكر ، فلما رآنى قرب البعير فقال : اركبى واستأخر عنى وانطلق
سريعا يطلب الناس حتى أتينا الجيش وقد نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فلما رأونى
يقود بى صفوان قال أهل الافك ما قالوا ، وكان الذى تولى الافك عبدالله بن أبى بن سلول
في رجال من الخزرج .
فلما علمت بذلك استأذنت رسول الله أن آتى أبوى ، فأذن لى فجئت وقلت لامى :
يا أمتاه ما يتحدث الناس ؟ قالت يا بنية هونى عليك قلما كانت امرء‌ة وضيئة عند رجل يحبها
ولها ضرائر ، الا أكثرن عليها ، فقلت : سبحان الله .
ولما تحدث الناس بهذا دعا رسول الله على بن أبيطالب وأسامة بن زيد فاستشارهما
فأما أسامة فأثنى على خيرا وأما على فانه قال : ان النساء لكثير وانك لقادر على أن
تستخلف ، سل الجارية فانها ستصدقك ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بريرة ليسألها ، فقام اليها
على بن ابى طالب فضربها ضربا شديدا ، يقول : اصدقى رسول الله ، فقالت : والله ما
أعلم الا خيرا الا أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن فتأكله .
فاستعذر رسول الله يومئذ في خطبة قصيرة خطبها فقال : من يعذرنى من رجل بغلنى
أذاه في أهل بيتى فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أعذرك ان كان من الاوس ضربت عنقه ،
وان كان من الخزرج أمرت ففعلنا أمرك ، فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان قبل
ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر والله ما تقتله ولا تقدر على
قتله ، فتثاور الحيان : الاوس والخزرج ، فسكتهم رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم دخل رسول الله على وعندى ابواى ، فجلس وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
يا عائشة ! قد كان ما بلغك من قول الناس ، فاتقى الله وان كنت قد قارفت سوء‌ا فتوبى
إلى الله ، فقلت : والله لا أتوب والله يعلم انى لبريئة ، فما برح رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نزل
عليه الوحى ببراء‌تى .
ثم ان حسانا هجا صفوان بن المعطل ، فاعترضه صفوان وضربه بذباب السيف

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه