بحار الأنوار ج18

88 - يج روي أنه صلى الله عليه وآله لما تلا " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما
غوى(1)" قال رجل من قريش(2): كفرت برب النجم ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : سلط الله
عليك كلبا من كلابه ، يعني أسدا ، فخرج مع أصحابه(3)إلى الشام حتى إذا كانوا بها
رأى أسدا فجعلت فرائصة ترعد(4)، فقيل له : من أي شئ ترعد وما نحن وأنت إلا سواء
فقال : إن محمدا دعاعلي ، لا والله ما أظلت هذه السماء ذا لهجة(5)أصدق من محمد ، ثم
وضعوا العشاء فلم يدخل يده في فيه ، ثم جاء القوم فحاطوه بأنفسهم وبمتاعهم ووسطوه
بينهم وناموا جميعا حوله ، فجاء‌هم الاسد فهمس يستنشق رجلا رجلا حتى انتهى إليه
فضغمه ضغمه كانت إياها ، وقال بآخر رمق : ألم أقل إن محمدا أصدق الناس ؟ ومات(6).
بيان : الهمس : الصوت الخفي وأخفى ما يكون من صوت القدم ، والضغم : العض
كانت إياها : إي موتته وقاطعة حياته .
89 - وأقول : قال في المنتقى : في السنة الخامسة من نبوته صلى الله عليه وآله توفيت سمية
بنت حياط ؟ ؟ مولاة أبي حذيفة بن المغيرة ، وهي ام عمار بن ياسر ، أسلمت بمكة قديما ، و
كانت ممن تعذب في الله لترجع عن دينها فلم تفعل . فمر بها أبوجهل فطعنها في قلبها(7)
فماتت ، وكانت عجوزا كبيرة ، فهي أول شهيدة في الاسلام .
وفي سنة ست أسلم حمزة وعمر ، وقد قيل : أسلمنا في سنة خمس ، قال : ولما أنزل
الله تعالى : " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " قام رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا ونادى
في أيام الموسم : يا أيها الناس إني رسول الله رب العالمين ، فرمقه الناس بأبصارهم ، قالها
ثلاثا ، ثم انطلق حتى أتى المروة ثم وضع يده في اذنه ثم نادى ثلاثا بأعلى صوته : يا


(1)النجم : 1 و 2 .
(2)تقدم في باب معجزاته في كفاية شر الاعداء ص : 57 أنه عتبة بن أبى لهب .
(3)مع أصحابه في كثرة خ ل .
(4)في المصدر : ترتعد ، وكذا فيما بعده .
(5)في المصدر : من ذى لهجة .
(6)الخرائج : 185 . أقول : ضغمه ، عضه بمل‌ء فمه .
(7)في المصدر : فطعنها في قبلها ، وقدتقدم مثله في حديث .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه