بحار الأنوار ج84

8 العيون : بالاسناد المتقدم في نافلة الظهر عن رجاء بن أبي الضحاك في
بيان عمل الرضا عليه السلام في طريق خراسان ، قال : إذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب
ثلاثا بأذان وإقامة ، وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراء‌ة ، فاذا سلم جلس في
مصلاه يسبح الله تعالى ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ، ثم سجد سجدة الشكر
ثم رفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم فيصلي أربع ركعات بتسليمتين ، يقنت في كل
ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراء‌ة ، وكان يقرء في الاولى من هذه الاربع
الحمد ، وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد ، ويقرء في الركعتين
الباقيتين الحمد وقل هو الله أحد ، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله ثم
يفطر(1)
فائدة
اعلم أن المشهور أن وقت نافلة المغرب بعدها إلى ذهاب الحمرة المغربية ،
وظاهر المعتبر والمنتهى اتفاق الاصحاب عليه ، وذهب الشهيد رحمه الله في الدروس
والذكرى إلى امتداد وقتها بوقت المغرب ، ومال إليه بعض من تأخر عنه ، ويشهد
له صحيحة أبان بن تغلب(2)قال : صليت خلف أب عبدالله عليه السلام المغرب بالمزدلفة ،
فقام فصلى المغرب ثم صلى العشاء الآخرة ولم يركع بينهما ، ثم صليت خلفه بعد
ذلك بسنة ، فلما صلى المغرب قام فتنفل بأربع ركعات ثم أقام فصلى العشاء
الآخرة .
إذ ظاهر أن بعد المجئ بالمزدلفة يخرج وقت فضيلة المغرب ، ويؤيده الاخبار
الدالة على استحباب تأخير العشاء ، إذ الظاهر أن عدم جواز إيقاع النافلة بعد دخول
وقت العشاء لئلا يزاحمها ، وبالجملة الظاهر جواز الاتيان بالنافلة بعد ذهاب الحمرة
إن لم يزاحم الفريضة كثيرا بأن يؤخرها عن وقت فضلها ، لكن الاحوط إيقاع
النافلة بعدها .


(1)عيون الاخبار ج 2 ص 181 .
(2)التهذيب ج 1 ص 500 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه