بحار الأنوار ج12

عن موضعه ، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي فأبطأت عنه بالاجابة
حتى خاف أن لايجيبه ، ثم أجابته فخرج إلى صوتها(1)فإذا هي على جانب العين ، و
إذا ماؤها أشد بياضا من اللبن ، وأصفى من الياقوت ، وأحلى من العسل ، فشرب منه ثم
خلع ثيابه فاغتسل منها ، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته ، فخرج إلى
أصحابه وركب وأمرهم بالمسير فساروا ، ومر ذو القرنين بعده فأخطأ الوادي فسلكوا تلك
الظلمة أربعين يوما وأربعين ليلة ، ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه
نور ، فخرجوا إلى أرض حمراء رملة خشخاشة(2)فركة كان حصاها اللؤلؤ ، فإذا هو
بقصر مبني على طول فرسخ .(3)
فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه ، ثم توجه بوجهه وحده إلى القصر فإذا
طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر ، والطير أسود معلق في تلك
الحديدة بين السماء والارض كأنه الخطاف أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف أو هو
خطاف ،(4)فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين قال : من هذا ؟ قال : أنا ذو القرنين ، فقال
الطائر : يا ذا القرنين أما كفاك ماوراء‌ك حتى وصلت إلى حد بابي هذا ، ففرق(5)ذوالقرنين فرقا
شديدا ، فقال : ياذا القرنين لاتخف وأخبرني ، قال : سل ، قال : هل كثر في الارض بنيان الآجر
والجص ؟ قال : نعم ، قال : فانتفض الطير وامتلا حتى ملا من الحديدة ثلثها ، ففرق ذو القرنين
فقال : لاتخف وأخبرني ، قال : سل ، قال : هل كثرت المعازف ؟ قال : نعم ، قال : فانتقض
الطير وامتلا حتى ملا من الحديدة ثلثيها ، ففرق ذوالقرنين فقال : لاتخف وأخبرني ، قال :
سل ، قال : هل ارتكب الناس شهادة الزور في الارض ؟ قال : نعم ، فانتفض انتفاضة وانتفخ فسد
مابين جداري القصر ، قال : فامتلا ذو القرنين عند ذلك فرقا منه ، فقال له : لا تخف وأخبرني ، قال :


(1)في نسخة : فخرج إلى ضوئها .
(2)في نسخة : ورملة خشخاشة .
(3)في العرائس : فاذا بقصر مبنى في تلك الارض طوله فرسخ في فرسخ عليه باب اه‍ .
(4)في العرائس : واذا طائر أسود يشبه الخطاف مزموما بأنفه إلى الحديدة معلقا بين السماء
والارض .
(5)أى ففزع .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه