بحار الأنوار ج71

خرجوا خرجوا بالمغفرة لك(1).
بيان : وابش أبوقبيلة والتغدى الاكل بالغداة أي أول اليوم ، والتعشي
الاكل بالعشي أي آخر اليوم وأول الليل ، واخدمهم على بناء الافعال أي
آمر عيالي يخدمتهم ، وتهيئة أسباب ضيافتهم ، وفي مجالس الشيخ واخدمهم خادمي
وفي المحاسن ويخدمهم خادمي برزق من الله عزوجل كثير كأن التقييد بالكثير
لئلا يتوهم أنهم يأتون بقدر ما أكلوا وفي المجالس : دخلوا من الله بالرزق
الكثير والباء في قوله بالمغفرة كأنها للمصاحبة المجازية ، فانهم لما خرجوا
بعد مغفرة صاحب البيت فكأنها صاحبتهم ، أو للملابسة كذلك أي متلبسين بمغفرة
صاحب البيت وقيل الباء في الموضعين للسببية المجازية فان الله تعالى لما علم دخولهم
يهيئ رزقهم قبل دخولهم ، ولما كانت المغفرة أيضا قبل خروجهم عند الاكل ، كما
سيأتي في الابواب الاتية ، فالرزق شبيه بسبب الدخول ، والمغفرة بسبب الخروج
لوقوعهما قبلهما كتقدم العلة المعلول فلذا استعملت الباء السببية فيهما .
72 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن مقرن ، عن
عبيد الله الوصافي ، عن أبى جعفر عليه السلام قال : لان أطعم رجلا مسلما أحب إلي من
أن أعتق افقا من الناس ، فقلت : وكم الافق ؟ فقال : عشرة آلاف(2).
بيان : لا تنافي بينه وبين ما مضى في رواية أبي بصير إذا كان ما مضى إطعام مائة
ألف ، وهنا عتق عشرة آلاف ، والافق إما موضوع للعدد الكثير ، وكان المراد هناك
غيرما هو المراد ههنا ، أو المراد أهل الافق كما مر وهم أيضا مختلفون في الكثرة
أو مشترك لفظي بين العددين ، ويومئ إلى أن في الاعتاق عشرة أمثال إطعام الناس
والمراد بالناس إما المؤمن غير الكامل أو المستضعف كما مر .
73 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : من أطعم أخاه في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس
قلت : وما الفئام ؟ قال : مائة ألف من الناس(3).


(1 - 3)الكافى ج 2 ص 202 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه