بحار الأنوار ج52

اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء ، وبه تقوم الارض ، وبه
تفرق بين الحق والباطل ، وبه تجمع بين المتفرق ، وبه تفرق بين المجتمع ، وبه
أحصيت عدد الرمال ، وزنة الجبال ، وكيل البحار ، أن تصلي على محمد وآل محمد
وأن تجعل لي من أمري فرجا(ومخرجا).
ثم نهض ودخل الطواف ، فقمنا لقيامه حتى انصرف وانسينا أن نذكر أمره
وأن نقول : من هو ؟ وأي شئ هو ؟ إلى الغد في ذلك الوقت ، فخرج علينا من
الطواف ، فقمنا له كقيامنا بالامس وجلس في مجلسه متوسطا فنظر يمينا وشمالا
وقال : أتدرون ما كان يقول أميرالمؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة ؟ فقلنا : وما كان
يقول ؟ قال : كان يقول :
إليك رفعت الاصوات ، ودعيت الدعوات ، ولك عنت الوجوه ، ولك خضعت
الرقاب ، وإليك التحاكم في الاعمال ، يا خير من سئل ، ويا خير من أعطى ، يا
صادق يا بارئ ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من أمر بالدعاء ووعد بالاجابة ، يا من
قال : ادعوني أستجب لكم يا من قال : وإذا سألك عبادي عني فاني قريب
اجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ويا من
قال : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعا إنه هو العزيز الرحيم (1)لبيك وسعديك ها أنا ذابين يديك ، المسرف
وأنت القائل لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا .
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال : أتدرون ما كان أميرالمؤمنين عليه السلام
يقول في سجدة الشكر ؟ فقلت : وما كان يقول ؟ قال : كان يقول :
يا من لا يزيده كثرة العطاء إلا سعة وعطاء ، يا من لا ينفد خزائنه ، يا من
له خزائن السماوات والارض ، يا من له خزائن ما دق وجل ، لا يمنعك إساء‌تي
من إحسانك ، أنت تفعل بي الذي أنت أهله ، فأنت أهل الجود والكرم والعفو


(1)راجع المصدر ص 67 وفي نسخة كمال الدين هناك سقط وهكذا في سائر فقرات
الدعاء الختلاف راجع ج 2 ص 146 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه