بحار الأنوار ج66

سبحانه(ومن كفر)يدل على دخول الاعمال في الايمان ، حيث عد ترك الحج
كفرا ، وإن أوله بعضهم بحمله على جحد فرض الحج أو حمل الكفر على كفران
النعمة ، فان ترك المأمور به كفران لنعمة الامر .
(إليه يصعد الكلم الطيب)قيل : المراد به العقائد الحقة ، وقيل : كلمة التوحيد
وقيل : كل قول حسن ، والصعود كناية عن القبول من صاحبه والاثابة عليه
(والعمل الصالح يرفعه)يحتمل وجهين أحدهما إرجاع المرفوع إلى العمل ، والمنصوب
إلى الكلم أي العمل الصالح يوجب رفع العقائد وصحتها أو كمالها وقبولها ، و
ثانيهما العكس أي العقائد الحقه شرائط لصحة الاعمال ، وعلى الوجه الاول
يناسب الباب ، وقد يقال : المرفوع راجع إلى الله والمنصوب إلى العمل .
1 - كنز الكراجكى : عن أحمد بن محمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن
ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن
يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ملعون ملعون من قال : الايمان قول بلاعمل .
2 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد
ابن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قيل لاميرالمؤمنين :
من شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله كان مؤمنا ؟ قال : فأين فرائض الله
قال : وسمعته يقول : كان على عليه السلام يقول : لو كان الايمان كلاما لم ينزل فيه
صوم ولاصلاة ولا حلال ولا حرام ، قال : وقلت لابي جعفر عليه السلام : إن عندنا
قوما يقولون : إذا شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فهو مؤمن ، قال : فلم
يضربون الحدود ؟ ولم يقطع أيديهم ؟ وما خلق الله عزوجل خلقا أكرم على الله عزوجل
من مؤمن لان الملائكة خدام المؤمنين ، وإن جوار الله للمؤمنين ، وإن الجنة للمؤمنين
وإن الحوار العين للمؤمنين ، ثم قال : فما بال من جحد الفرائض كان كافرا(1)
بيان : قوله عليه السلام(فأين فرائض الله)أقول حاصله أن الايمان الذي هو سبب
لرفع الدرجات ، والتخلص من العقوبات في الدنيا والاخرة ، ليس محض العقائد _________________________________
(1)الكافى ج 2 ص 33 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه