بحار الأنوار ج39

إذ أقبل رجل عليه بردان أخضران ، وله عقيصتان(1)سوداوان ، أبيض اللحية ،
فلما سلم أمير المؤمنين عليه السلام من صلاته أكب عليه فقبل رأسه ، ثم أخذ بيده فأخرجه
من باب كندة ، قال : فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه ، فاستقبلنا عليه السلام في
چارسوخ كندة قد أقبل راجعا ، فقال : مالكم ؟ فقلنا : لم نأمن عليك هذا الفارس
فقال : هذا أخي الخضر ، ألم تروا حيث أكب علي ؟ قلنا : بلى ، فقال : إنه قال
لي : إنك في مدرة لايريدها جبار بسوء إلا قصمه الله ، واحذر الناس ، فخرجت معه
لاشيعه لانه أراد الظهر(2).
2 قب : عن ابن نباتة مثله . وروى خرور وسعد بن طريف عن الاصبغ أنه
جاء‌ه ثانية فإذا ميثم يصلي إلى تلك الاسطوانة ، فقال : يا صاحب السارية اقرأ
صاحب الدار السلام يعني عليا وأعلمه أني بدأت به فوجدته نائما(3).
بيان : قال الجزري : مدرة الرجل بلدته .
3 ص : الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن علي الكوفي ، عن إبراهيم
ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن الحارث الاعور الهمداني قال : رأيت مع أمير المؤمنين
عليه الصلاة والسلام شيخا بالنخيلة(4)، فقلت : يا أمير المؤمنين من هذا ؟ قال :
هذا أخي الخضر ، جاء‌ني يسألني عما بقي من الدنيا ، وسألته عما مضى من الدنيا ،
فأخبرني وأنا أعلم بما سألته منه ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : فأتينا بطبق رطب من
السماء ، فأما الخضر فرمى بالنوى وأما أنا فجمعته في كفي ، قال الحارث : وقلت
فهبه لي يا أمير المؤمنين ، فوهبه(5)فغرسته ، فخرج مشانا جيدا بالغا عجبا لم
أر مثله قط .(6).


(1)العقيصة : ضفيرة الشعر .
(2)أمالي الشيخ : 32 .
(3)مناقب آل أبي طالب 1 : 409 .
(4)مصغرا ، موضع قرب الكوفة على سمت الشام .
(5)في غير(ك)فوهبه لي .
(6)مخطوط .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه