بحار الأنوار ج39

فلم أجدها ، فأتيت منزل الحارث الهمداني من ساعتي أشكو إليه ما أصابني ، وأخبرته
بالخبر ، فقال : انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عليه السلام حتى نخبره ، فانطلقنا إليه
فأخبره الخبر(1)، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث : انصرف إلى منزلك وخلني
واليهودي فأنا ضامن لحميره وطعامه حتى أردها له(2)، فمضى الحارث إلى منزله
وأخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيدي حتى أتينا الموضع الذي افتقدت حميري وطعامي ،
فحول وجهه عني وحرك شفتيه ولسانه بكلام لم أفهمه ، ثم رفع رأسه فسمعته يقول :
والله ما على هذا بايعتموني يامعشر الجن(3)، وايم الله لئن لم تردوا على اليهودي
حميره وطعامه لانقضن عهدكم ولاجاهدنكم في الله حق جهاده ، قال : فوالله مافرغ
أمير المؤمنين عليه السلام من كلامه حتى رأيت حميري وطعامي بين يدي(4)، ثم قال
أمير المؤمنين عليه السلام : اختر يا يهودي إحدى خصلتين : إما أن تسوق حميرك وأحثها
عليك أو أسوقها أنا وتحثها علي أنت ، قال : قلت : بل أسوقها وأنا أقوى على حثها
وتقدم أنت ياأمير المؤمنين عليه السلام أمامها إلى الرحبة(5)، فقال : يا يهودي إن عليك
بقية من الليل فاحفظ حميرك حتى تصبح وحط أنت عنها أو أحط أنا عنها وتحفظ
أنت(6)، فقلت : يا أمير المؤمنين أنا قوي(7)على حطها وأنت على حفظها حتى
يطلع الفجر ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : خلني وإياها ونم أنت حتى يطلع الفجر
فلما طلع الفجر انتبهت ، فقال : قم قد طلع الفجر فاحفظ حميرك وليس عليك بأس
ولا تغفل عنها حتى أعود إليك إن شاء الله تعالى .


(1)في المصدر : فاخبرناه الخبر .
(2)في المصدر : حتى أردها عليه .
(3)في المصدر بعد ذلك : وعاهدتموني .
(4)في المصدر : بين يديه .
(5)في المصدر : واتبعته بالحمير حتى انتهى بها إلى الرحبه .
(6)في المصدر بعد ذلك : حتى تصبح .
(7)في المصدر و(د): أنا اقوى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه