بحار الأنوار ج24

وعياله ، وقد بقيت في نفسه حزازتها(1)واقتطع دون أمانيه فلم ينلها ، فيقول له ملك
الموت : مالك تتجرع غصصك ؟ فيقول : لاضطراب أحوالي واقتطاعى دون آمالي(2)
فيقول له ملك الموت : وهل يجزع(3)عاقل من فقد درهم زائف(4)قد اعتاض عنه بألف
ألف ضعف(5)الدنيا ؟ فيقول : لا ، فيقول له ملك الموت : فانظر فوقك ، فينظر
فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الاماني ، فيقول له ملك الموت :
تلك منازلك(6)ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ، ومن كان من أهلك ، ههنا
وذريتك صالحا فهم هناك معك ، أفترضى به بدلا مما ههنا ؟ فيقول : بلى والله
ثم يقول له : انظر ، فينظر فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما في أعلى عليين
فيقول له : أولا تراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك ، هم هناك جلاسك وآناسك ، أفما ترضى
بهم بدلا مما تفارق ههنا ؟ فيقول : بلى وربي ، فذلك ماقال الله تعالى :(إن الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا)فما أمامكم من الاهوال
فقد كفيتموها(ولا تحزنوا)على ماتخلفونه من الذراري والعيال والاموال ، فهذا
الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم(وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)هذه
منازلكم ، وهؤلاء سادانكم آناسكم(7)وجلاسكم(نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا
وفي الآخرة ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدعون * نزلا من غفور رحيم(8).
بيان : قال الطبرسي رحمه الله في تفسيره هذه الآية :(إن الذين قالوا ربنا الله):
أي وحدوا الله تعالى بلسانهم ، واعترفوا به ، وصدقوا أنبياء‌ه(ثم استقاموا)أى


(1)الحزازة : وجع في القلب من غيظ ونحوه وفى نسخة : حسراتها .
(2)في المصدر : وافتطاعك لى دون امانى(اموالى خ ل).
(3)في المصدر : وهل يحزن .
(4)درهم زائف : المردود عليه لغش .
(5)في نسخة وفى المصدر : واعتياض الف الف ضعف الدنيا .
(6)في نسخة : هذه منازلك .
(7)في المصدر : وآناسكم .
(8)التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه السلام : 96 . والايات في فصلت 30 - 32 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه