بحار الأنوار ج38

فأجاره وأكرمه وأحسن إليه ، فمدحه وأقام عنده ، ثم إنه لم يرله نصيبا في الجبلين : أجا
وسلمى(1)، فخاف أن لا يكون له منعة(2)فتحول فنزل على خالد بن سدوس بن أصمع
التيهاني ، فأغارت بنو جديلة على امرى ء القيس وهو في جوار خالد بن سدوس ، فذهبوا
بإبله ، وكان الذي أغار عليه منهم باعث بن حويص ، فلما أتى امرأ القيس الخبر ذكر ذلك
لجاره(3)، فقال له : أعطني رواحلك ألحق عليها القوم فأرد عليك إبلك ، ففعل فركب
خالد في أثر القوم حتى أدركهم ، فقال يا بني جديلة أغرتم على إبل جاري ، قالوا : ما هو
لك بجار ، قال : بلى والله وهذه رواحله ، قالوا : كذلك ؟ قال : نعم ، فرجعوا إليه فأنزلوه
عنهن وذهبوا بهن وبالابل ! وقيل : بل انطوى خالد على الابل فذهب بها ، فأنشد
امرؤ القيس هذه القصيدة .
وحجراته : نواحيه ، الواحدة : حجرة مثل جمرات وجمرة . وصيح في حجراته أي
صياح الغارة . والرواحل جمع راحلة وهي الناقة التي تصلح لان يشد الرحل(4)على
ظهرها . ويقال للبعير راحلة . و انتصب(حديثا)بإضمار فعل أي هات حديثا أوحدثني
حديثا ، ويروى(ولكن حديث)أي ولكن مرادي أو غرضي حديث ، فحذف المبتدا ، و(ما)
ههنا يحتمل أن يكون إبهامية وهي التي إذا اقترنت بإسم نكرة زادته إبهاما وشياعا ،
كقولك :((أطني كتاباما)تريدأي كتاب كان ، ويحتمل أن يكون صلة مؤكدة كالتي
في قوله تعالى : فبما نقضهم ميثاقهم(5))وأما حديث الثاني فقد ينصب وقد يرفع ، فمن
نصب أبدله عن حديث الاول ، ومن رفع جاز أن يجعل(ما)موصولة بمعنى(الذي)
وصلتها الجملة ، أي الذي هو حديث الرواحل ، ثم حذف صدر الجملة كما حذف في
(تماما على الذي أحسن(6))ويجوز أن يرفع بجعلها استفهامية(7)بمعنى أي .


(1)أجأبوزن فعل أحد جبلى طئ وسلمى أحدهما ، راجع المراصد 1 : 28 و 2 : 729 .
(2)المنعة بالتحريك العز والقوة .
(3)وهو خالد بن سدوس .
(4)في المصدر : تصلح أن ترحل أى يشد الرحل اه‍ .
(5)سورة النساء : 155 . سورة المائدة : 13 .
(6)سورة الانعام : 154 .
(7)في المصدر : ويجوز أن يجعل(ما)استفهامية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه