بحار الأنوار ج78

الدنيا إلا غنا مطغيا ، أو فقرا منسيا ، أو مرضا مفسدا ، أو هرما منفدا ، أو موتا
مجهزا .
وقال صلى الله عليه وآله : إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير
الخبث من الحديد .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنين المريض تسبيح ، وصياحه تهليل
ونومه على الفراش عبادة ، وتقلبه جنبا إلى جنب فكأنما يجاهد عدو الله : ويمشي
في الناس وما عليه ذنب .
توضيح : قوله عليه السلام : يعتبطون ، رواه في الكافي(1)بسندين عن سعد بن
طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان
إبراهيم عليه السلام قال : يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت ، ويسلى بها عن
المصاب ، قال : فأنزل الله عزوجل الموم وهو البرسام ثم أنزل بعده الداء .
قال في النهاية : فيه من اعتبط مؤمنا اي قتله بلا جناية ، وكل من مات بغير
علة فقد اعتبط ، ومات فلان عبطة اي شابا صحيحا ، وعبطت الناقة واعتبطتها إذا
ذبحتها من غير مرض ، وقال : الموم هو البرسام مع الحمى ، وقيل : هو بثر أصغر
من الجدري ، وفي القاموس : البرسام بالكسر علة يهذى فيها ، وفي النهاية فيه أشد
الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل ، اي الاشرف فالاشرف ، والاعلى فالاعلى
في الرتبة والمنزلة ، ثم يقال : هذا أمثل من هذا أي افضل وأدنى إلى الخير ، و
أماثل الناس خيارهم .
وقال : الوعك الحمى وقيل ألمها ، وقد وعكه المرض وعكا ، ووعك فهو
موعوك ، وقال : أجهز على الجريح اسرع قتله .
46 كتاب الصفين : لنصر بن مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن عبد
الرحمن بن جندب قال : لما أقبل أمير المؤمنين عليه السلام من صفين ورأينا بيوت الكوفة
فاذا نحن بشيخ جالس في ظل بيت على وجهه اثر المرض ، فقال عليه السلام له : مالي


(1)الكافى ج 3 ص 111 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه