بحار الأنوار ج57

إلى الكواكب على انفرادها أو بمشاركة القمر بعيد غاية البعد ، وكون الكواكب عللاله
من حيث الحرارة ظاهر الفساد . وما ذكره الطائفة الثانية من أنه للا بخرة الحادثة في
باطن الارض فيرد عليه أن الابخرة الكثير الكثيفة التي نفور البحر مع عظمته لخروجها
لواجتمعت واحتبست في باطن الارض ثم خرجت دفعة كما هو الظاهر من كلامه لزم
انشقاق الارض منها انشقاقا فاحشا ثم التئامها في كل يوم وليلة ، لعله مما لا يرتاب
أحد في أنه خلاف الواقع ولا يظهر للعقل سبب لالتئام الارض بعد الانشقاق ، وكون
كل التئام مستندا إلى انشقاق ، حادث في موضع آخر من الارض قريب من موضع الاول
في غاية البعد ، ولو خرجت تدريجا لا ستلزمت غلبانا وفورانا في البحر دائما لاهذا النوع
من الحركة والامتلاء وهو واضح . وما ذكره الطائفة الثالثة من أنه كهيجان الطبائع
فيرد عليه أنه لو كان المراد أنه الطبائع تهيج بلا سبب فباطل ، ولو قيل بأن ذلك مقتضى
الطبيعة فذلك مما لم يقل به أحد ، ولو اريد أنه بسبب ولو لم يكن معلوما لنا ، فذلك
مما لاثمرة له إذ الكلام في خصوص السبب وما ذكره الطائفة الرابعة من أنه للا نقلاب
فلا يظهر له وجه ولا ينطبق على تلك الخصوصيات . فالا وجه أن يقال : إنها بقدرة
الله وتدبيره وحكمته إما بتوسط الملك إن صح الخبر ، أو بمار أى المصلحة فيه من
العلل والاسباب ، فإنه تعالى المسبب لهاوالمقدر لاوقاتها ، ولم نكلف بالخوض
في عللها وإن أمكنت مدخلية بعض تلك الوجوه التي تقدم ذكرها ، والعالم بها هو
المدبر لها ، ويكفينا ماظهر لنا من منافعها وفوائدها .
1 - الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن هلال(1)عن عيسى
بن عبدالله الهاشمى ، عن أبيه عن آبائه(2)قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة أنهار

من الجنة : الفرات والنيل وسيحان وجيحان ، فالفرات الماء في الدنيا والاخرة


(1)احمد بن هلال ابوجعفر العبر تائى ضعيف جدا . قال الشيخ في التهذيب : ان
احمد بن هلال مشهور باللعنة ، الغلو . وروى الكشى عن ابى الحسن العسكرى عليه السلام
رواية تشتمل على لعنه والتبرى منه كفوله عليه السلام " ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لارحمه الله
ومن لايبرا منه " .
(2)في الخصال : عن على عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه