بحار الأنوار ج91

سبحانه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع بينهما ، ولذا بدأ علي عليه السلام هذا
الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصلى عليه في آخره .
وافتح اللهم ؟ عطف على صل مصاريع الصباح جمع مصراع ، و
المصراعان من الابواب ، وبه شبه المصراعان في الشعر بمفاتيح هو جمع مفتاح
الرحمة وهي رقة في القلب تقتضي الاحسان ، ويضاف إليها باعتبار غايتها
والفلاح هو الظفر ، وإدراك البغية ، وفي بعض النسخ بدل الفلاح النجاح
والنجح والنجاح الظفر بالحوائج .
وألبسني من الالباس أي ألبسني خلعة من افضل خلع وهي جمع خلعة
الهداية قد تطلق على إراء‌ة الطريق كما في قوله تعالى وأما ثمود فهديناهم
فاستحبوا العمى على الهدى (1)وقد تطلق على الاراء‌ة والايصال إلى المقصد
كما في قوله تعالى إنك لا تهدي من أحببت (2) والصلاح هو ضد الفساد .
واغرز اللهم اما بتقديم الراء المهملة على المعجمة ، يقال : غرزت
الجرادة بذنبها في الارض تغريزا ، وغرزت الشئ بالابرة أغرزه غرزا ، وإما
بتقديم المعجمة من باب الافعال كما في بعض النسخ ، والغزارة الكثرة ، وقد غزر
الشئ بالضم يغزر فهو غزر ، وغزرت الناقة كثر لبنها بعظمتك عظم الشئ
وأصله كبر عظمة ، ثم استعير لكل كبير فاجري مجراه محسوسا كان أو معقولا
عينا كان أو معنى في شرب هو بكسر الشين الحظ من الماء جناني هو بالفتح القلب
ينابيع جمع ينبوع وهو عين الماء ، من نبع الماء ينبع ونبع نبوعا اي خروجا
الخشوع هو الضراعة ، واكثر ما يستعمل فيما يوجد في الجوارح والضراعة
أكثر مايستعمل فيما يوجد في القلب وأجر من الاجراء بهيبتك على الاجلال
والمخافة من أماقي موق العين طرفها مما يلي الانف والاذن ، واللحاظ
طرفها الذي يلي الاذن . والجمع آماق وأمآق زفرات الدموع هي جمع دمع


(1)فصلت : 17 .
(2)القصص : 56 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه