بحار الأنوار ج58

ألك يد ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها ؟ قال : أبطش بها . قال : قلت : ألك قلب ؟ قال :
نعم ، قلت : وما تصنع به ؟ قال : اميز كل ماورد على هذه الجوارح . قال : قلت :
أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال : لا ، قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة
سليمة ؟ قال : يا بني إن الجوارح إذا اشكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته
أو لمسته رد ته إلى القلب فييقن اليقين ويبطل الشك . قال : فقلت : إنما أقام الله القلب
لشك الجوارح ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فلابد من القلب وإلا لم تستقم الجوارح ؟
قال : نعم ، قال : فقلت : يا أبا مروان إن الله - تعالى ذكره - لم يترك جوارحك حتى
جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وييقين ما شك فيه ويترك هذا الخلق كلهم في
حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما
لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟ ! قال : فسكت ولم يقل شيئا . قال : ثم التفت
إلي فقال : أنت هشام ؟ فقلت : لا ، فقال لي : أجالسته ؟ فقلت : لا ، قال : فمن أين
أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة . قال : فأنت إذا هو ، قال : ثم ضمني إليه وأقعدني في
مجلسه وما نطق حتى قمت . فضحك أبوعبدالله الصادق عليه السلام ثم قال : ياهشام من علمك
هذا ؟ قال : قلت : يا ابن رسول الله جرى على لساني . قال : يا هشام هذا والله مكتوب
في صحف إبراهيم وموسى .(1)
2 - العلل : عن محمد بن موسى البرقي ، عن علي بن محمد ماجيلويه ، عن أحمد
ابن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : سمعته يقول لرجل : اعلم يا فلان أن منزلة القلب(2)من الجسد بمنزلة الامام
من الناس الواجب الطاعة عليهم ، ألاترى أن جميع جوارح الجسد شرط للقلب و
تراجمة له مؤدية عنه : الاذنان والعينان والانف(3)واليدان والرجلان والفرج
فإن القلب إذاهم بالنظر فتح الرجل عينيه ، وإذاهم بالاستماع حرك اذنيه وفتح


(1)الامالى : 351 - 352 .
(2)في بعض النسخ " والجسد " والصواب ما أثبتناه موافقا لنسخ اخرى وللمصدر .
(3)زاد في المصدر : " والفم " .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه