32 - ين : ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : لما كان يوم فتح مكة قام رسول الله صلى الله عليه واله في الناس خطيبا فحمدالله وأثنى
عليه ثم قال : أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ، إن الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم
بالاسلام نخوة الجاهلية ، والتفاخر بآبائها وعشائرها ، أيها الناس إنكم من آدم
وآدم من طين ، ألا وإن خيركم عندالله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم ، وأطوعكم
له ، ألا وإن العربية ليست بأب والد ، ولكنها لسان ناطق ، فمن طعن بينكم و
علم أنه يبلغه رضوان الله حسبه ، ألا وإن كل دم أو مظلمة أو إحنة كانت في الجاهلية
فهي مطل(1)تحت قدمي إلى يوم القيامة(2).
33 - كا : محمد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن الحكم بن
مسكين ، عن رجل من قريش من أهل مكة ، عن الصادق عليه السلام قال : خطب رسول الله
في مسجد الخيف(3): نضرالله عبداسمع مقالتي فوعاها ، وبلغها من لم يبلغه ، يا
أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه
إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، و
النصيحة لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم
المؤمنون إخوة تتكافئ ، دماؤهم وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم(4).
(1)مظل خ ل . أقول : طل الدم ، هدر اولم يثأرله فهو طليل ومطلول ومطل .
(2)كتاب المؤمن : مخطوط .
(3)خطبه صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ، فكان الانسب ايرادها هنا لك ، وللحديث صدر
وذيل ترك المصنف ذكره فراجع .
(4)اصول الكافى 1 : 403 و 404 قوله : نضرالله أى نعمه ، ويروى بالتخفيف والتشديد
من النضارة وهى في الاصل حسن الوجه ، واراد حسن خلقه وقدره . لا يغل من الاغلال : الخيانة في
كل شئ ، ويروى يغل بفتح الياء من الغل وهو الحقد والشحناء أى لايدخله حقديزيله عن الحق ، و
روى يغل بالتخفيف من الوغول : الدخول في الشر ، والمعنى ان هذه الخلال الثلاث تستصلح
بها القلوب ، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر : وعليهن في موضع الحال
تقديره لايغل كائنا عليهن قلب مؤمن . قوله : والنصيحة لائمة المسلمين ، النصيحة كلمة يعبربها
عن ارادة الخير للمنصوح له ، واصل النصح الخلوص : ونصيحة الائمة أن يطيعهم في الحق ولايخالف