بحار الأنوار ج13

من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين * ولما توجه تلقاء
مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس
يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا
شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير
فقير * فجاء‌ته إحديهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت
لنا فلما جاء‌ه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين * قالت إحديهما يا أبت
استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين * قال إني اريد أن انكحك إحدى ابنتي هاتين
على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما اريد أن أشق عليك ستجدني
إن شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك أيما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله
على ما نقول وكيل * فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال
لاهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون * فلما
أتاها نودي من شاطئ الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب
العالمين * وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل و
لا تخف إنك من الآمنين * اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك
من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملائه إنهم قوما فاسقين * قال رب إني قتلت
منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردء‌ا يصدقني
إني أخاف أن يكذبون * قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون
إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون 3 - 35
تفسير : قال الطبرسي نور الله ضريحه : " علا في الارض " أي بغى وتجبر في أرض
مصر " وجعل أهلها شيعا " أي فرقا يكرم أقواما ويذل آخرين ، أو جعل بني إسرائيل
أقوما في الخدمة والتسخير " يستضعف طائفة منهم " يعني بني إسرائيل " يذبح أبناء‌هم و
يستحيي نساء‌هم " يقتل الابناء ويستبقي البنات ولا يقتلهن ، وذلك أن بعض الكهنة قال له :
إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملكك ، وقيل : رأى فرعون في منامه
أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه