بحار الأنوار ج72

بعضا (1).
بيان : الانتصار الانتقام ، وكذلك نولي أقول : قبله قوله تعالى : ويوم
يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس ، وقال أولياؤهم من الانس
ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثويكم خالدين
فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ثم قال سبحانه : وكذلك نولي بعض
الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (2)وقال الطبرسي رحمه الله : الكاف للتشبيه
أي كذلك المهل بتخلية بعضهم على بعض للامتحان الذي معه يصح الجزاء على
الاعمال ، توليتنا بعض الظالمين بعضا بأن نجعل بعضهم يتولى أمر بعض للعقاب
الذي يجري على الاستحقاق ، وقيل : معناه أنا كما وكلنا هؤلاء الظالمين من
الجن والانس بعضهم إلى بعض يوم القيامة وتبرأنا منهم ، فكذلك نكل الظالمين
بعضهم إلى بعض يوم القيامة ، ونكل الاتباع إلى المتبوعين ، ونقول للاتباع
قولوا للمتبوعين حتى يخلصوكم من العذاب عن الجبائي ، وقال غيره : لما حكى
الله سبحانه ما يجري بين الجن والانس من الخصام والجدال في الاخرة ، قال :
وكذلك أي وكما فعلنا بهؤلاء من الجمع بينهم في النار ، وتولية بعضهم بعضا
نفعل مثله بالظالمين جزاء على أعمالهم ، وقال ابن عباس : إذا رضي الله عن قوم
ولى أمرهم خيارهم ، وإذا سخط على قوم ولى أمرهم شرارهم بما كانوا يكسبون
من المعاصي أي جزاء على أعمالهم القبيحة ، وذلك معنى قوله : إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (3)ومثله ما رواه الكلبي عن مالك بن دينار قال :
قرأت في بعض كتب الحكمة أن الله تعالى يقول : إني أنا الله مالك الملوك ، قلوب
الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة
فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، ولكن توبوا إلى اعطفهم عليكم ، وقيل : معنى
نولي بعضهم بعضا نخلي بينهم وبين ما يختارونه من غير نصرة لهم ، وقيل : معناه


)(1)الكافى ج 2 ص 334 .(2)الانعام : 128 و 129 .
(3)الرعد : 11 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه