بحار الأنوار ج61

عليه حتى إذا أكبره وأدبره وأهزله أراد نحره وبيع لحمه(1)، ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : يا جابر اذهب به إلى صاحبه وائتني به ، فقلت : لا أعرف
صاحبه ، فقال : هو يدلك عليه ، قال : فخرجت معه حتى انتهيت إلى بني واقف
فدخل في زقاق فاذا أنا بمجلس فقالوا : يا جابر كيف تركت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ وكيف
تركت المسلمين ؟ قلت : هم صالحون ، ولكن أيكم صاحب هذا البعير ؟ فقال بعضهم :
أنا ، فقلت : أجب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : مالي قلت : استعدى عليك بعيرك فجئت
أنا والبعير وصاحبه(2)إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : إن بعيرك يخبرني أنك عملت
عليه حتى إذا أكبرته وأدبرته وأهزلته أردت نحره وبيع لحمه ، فقال : قد كان ذلك
يا رسول الله ، قال : فبعنيه(3)قال : هو لك يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله : بل(4)بعنيه
فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله منه ، ثم ضرب على صفحته فتركه يرعى في ضواحي المدينة
فكان الرجل منا إذا أراد الروحة أو الغدوة منحه رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال جابر :
رأيته بعد وقد ذهب دبره وصلح(5).
بيان : أكبره أي جعله كبيرا في السن مجازا ، أو وجده كبيرا ، وأدبره أي
جعله ذا دبر وهو بالتحريك : قرحة الدابة ، وضواحي المدينة : نواحيها ، وفي
القاموس منحه كمنعه وضربه : أعطاه ، والاسم المنحة بالكسر ، ومنحه الناقة : جعل
له وبرها ولبنها وولدها ، وهي المنحة والمنيحة .
35 - الاختصاص : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمد البرقي
عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما
مات علي بن الحسين عليه السلام جاء‌ت ناقة له من الرعى حتى ضربت بجرانها القبر


(1)في البصائر : اراد ان ينحره ويبيع لحمه .
(2)في البصائر فجئت اناوهو البعير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله .
(3)في البصائر : بعه منى قال : بل هو .
(4)في البصائر : بل بعه منى .
(5)بصائر الدرجات : 101 لم يذكر فيه :(وصلح)الاختصاص : 299 و 300 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه