بحار الأنوار ج64

داود بن الحصين ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ما
يزال الرجل ممن ينتحل أمرنا ، يقول لمن من الله عليه بالاسلام : يا نبطي ، قال
فقال : نحن أهل البيت والنبط ، من ذرية إبراهيم(1)، إنما هما نبطان من النبط
الماء والطين ، وليس بضاره في ذريته شئ فقوم استنبطوا العلم فنحن هم .(2)
بيان : قال في المصباح : النبط جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق
ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم ، والجمع أنباط ، كسبب وأسباب الواحد نباطي
بزيادة ألف والنون تضم وتفتح ، قال الليث : ورجل نبطي ، ومنعه ابن الاعرابي
واستنبطت الحكم : استخرجته بالاجتهاد ، وأنبطته إنباطا مثله ، وأصله من استنبط
الحافر الماء وأنبطه إنباطا ، إذا استخرجه بعلمه .
وفي النهاية : نبط الماء ينبط إذا نبع ، وأنبط الحفار بلغ الماء في البئر
والاستنباط الاستخراج ، والنبط والنبيط : الماء يخرج من قعر البئر إذا احتفرت .
وفي حديث عمر : تمعدوا ولا تستنبطوا ، أى تشبهوا بمعد ، ولا تشبهوا بالنبط
النبط والنبيط : جيل معروف كانوا ينزلون بالبطايح بين العراقين ، ومنه حديثه
الآخر : لا تنبطوا في المدائن أي لا تشبهوا بالنبط في سكناها واتخاذ العقار
والملك .
وحديث ابن عباس : نحن معاشر قريش من النبط من أهل كوثى(3)، قيل
لان إبراهيم الخليل صلوات الله عليه ولد بها ، وكان النبط سكانها .
ومنه حديث عمرو بن معد يكرب سأله عمر عن سعد فقال : أعرابي في حبوته
نبطي في جبوته ، أراد أنه في جباية الخراج ، وعمارة الارضين كالنبط حذقابها
ومهارة فيها لانهم كانوا سكان العراق وأربابها .


(1)من ذرية آدم وابراهيم انما هما نبطيان من أنبط الماء والطين خ ل .
(2)معانى الاخبار ص 404 .
(3)كوثى - بالضم - بلدة بالعراق قاله الفيروز آبادي .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه