بحار الأنوار ج47

ثم قال :
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب * والناس بين مخاتل وموارب
يفشون بينهم المودة والصفا * وقلوبهم محشوة بعقارب
وقال الواقدي : جعفر من الطبقة الخامسة من التابعين .
أقول : روى البرسى في مشارق الانوار أن فقيرا سأل الصادق عليه السلام فقال
لعبده : ما عندك ؟ قال : أربعمائة درهم ، قال : أعطه إياها ، فأعطاه ، فأخذها وولى
شاكرا فقال لعبده : أرجعه ، فقال : يا سيدي سألت فأعطيت فماذا بعد العطا ؟
فقال له : رسول الله صلى الله عليه وآله : خير الصدقة ما أبقت غنى ، وإنالم نغنك ، فخذ هذا
الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة(1).
117 ين : ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الصيقل قال : كنت عند أبي عبدالله
عليه السلام جالسا فبعث غلاما له عجميا في حاجة إلى رجل ، فانطلق ثم رجع فجعل
أبوعبدالله عليه السلام يستفهمه الجواب ، وجعل الغلام لا يفهمه مرارا قال : فلما رأيته
لا يتعبر لسانه ولا يفهمه ظننت أنه عليه السلام سيغضب عليه ، قال : وأحد عليه السلام النظر إليه
ثم قال : أما والله لئن كنت عبي اللسان فما أنت بعيي القلب ، ثم قال : إن الحياء
والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب من الايمان ، والفحش والبذاء السلاطة
من النفاق(2).
118 كتاب قضاء الحقوق للصورى : عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب
قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل
خراسان فقال : يا ابن رسول الله أنا من مواليكم أهل البيت ، وبيني وبينكم شقة بعيدة
وقد قل ذات يدي ، ولا أقدر أن أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني قال : فنظر أبوعبدالله
عليه السلام يمينا وشمالا وقال : ألا تسمعون ما يقول أخوكم ؟ إنما المعروف


(1)مشارق الانوار ص 113 .
(2)كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازى : في أواخر باب الصمت الا بخير ، وترك
الرجل مالا يعنيه ، والنميمة . وهو أول باب من الكتاب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه