بحار الأنوار ج37

صلى الله عليه وآله وعلي وجعفر عند فاطمة وهي في صلاتها ، فلما سلمت أبصرت عن يمينها رطبا
على طبق ، وعلى يسارها سبعة أرغفة وسبع طيور مشويات ، وجام من لبن ، وطاس من
عسل ، وكأس من شراب الجنة ، وكوز من ماء معين(1)، فسجدت وحمدت وصلت على
أبيها ، وقدمت الرطب ، فلما فرغوا من أكله قدمت المائدة ، فإذا بسائل ينادي من
وراء الباب : أهل بيت الكرم هل لكم في إطعام المساكين(2)؟ فمدت فاطمة يدها إلى
رغيف ووضعت عليه طيرا وحملت بالجام وأرادت أن تدفع إلى السائل ، فتبسم رسول
الله(3)في وجهها وقال : إنها محرمة على هذا السائل ، ثم نبأها بأنه إبليس لعنه الله
وأنه لو واسيناه لصار من أهل الجنة ، فلما فرغوا من الطعام خرج علي من الدار وواجه
إبليس وبكته(4)ووبخه وقال له : الحكم بيني وبينك السيف ، ألا تعلم بفناء من نزلت
يالعين ؟ شوشت ضيافة نور الله في أرضه - في كلام له - فقال النبي صلى الله عليه وآله : كل أمره
إلى ديان يوم الدين ، فقال إبليس : يا رسول الله اشتقت إلى رؤية علي فجئت آخذ منه
الحظ الاوفر ، وايم الله إني من أودائه وإني لاواليه .
أبوصالح المؤذن في الاربعين بإسناده عن زينب بنت جحش في حديث دخول
النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة وقوله لها : هاتي ذلك الطريان(5)وكان من موائد الجنة
فإذا سائل فقال : السلام عليكم يا أهل البيت أطعمونا مما رزقكم الله ، فرد النبي صلى الله عليه وآله
يطعمك الله يا عبدالله ، فجاء مرة اخرى فرده ، إلى آخر الخبر .
كتاب أبي إسحاق العدل الطبري ، عن عمر بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام
قال : دعانا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وعلي *وفاطمة والحسن والحسين ، ثم نادى بالصفحة(6)
فيها طعام كهيئة السكنجبين وكهيئة الزبيب الطائفي الكبار ، فأكلنا منه ، فوقف سائل


(1)هو من قولهم " معن الماء " أى جرى .
(2)في المصدر : المسكين .
(3)في المصدر و(م)نبى الله .
(4)بكته : ضربه بسيف أو عصا . غلبه بالحجة .
(5)في المصدر : هاتى ذاك الطيرتان .
(*)كذا في النسخ لكنه زائد(ب).
(6)الصحفة : قصة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه