بحار الأنوار ج20

وأوصلهم للرحم ، وأوفاهم بالعهد " وكان أشجع بلادهم قريبا من بلاد بني ضمرة ،
وهم بطن من كنانة ، وكانت أشجع بينهم وبين بني ضمرة حلف بالمراعاة(1)والامان ،
فأجدبت بلاد أشجع ، وأخصبت بلاد بني ضمرة ، فصارت أشجع إلى بلاد بني ضمرة ،
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله مسيرهم إلى بني ضمرة تهيأ للمسير(2)إلى أشجع فيغزوهم(3)
للموادعة(4)التي كانت بينه وبين بني ضمرة ، فأنزل الله : " ودوا لو تكفرون كما
كفروا " الآية ، ثم استثنى بأشجع فقال : " إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم و
بينهم ميثاق أو جاؤكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم " إلى قوله :
" فما جعل الله لكم عليهم سبيلا " .
وكانت أشجع محالها البيضاء والحل(5)والمستباح ، وقد كانوا قربوامن
رسول الله صلى الله عليه وآله ، فهابوا لقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبعث إليهم من يغزوهم ، و
كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد خافهم أن يصيبوا من أطرافه(6)شيئا ، فهم بالمسير إليهم ،
فبينا هو على ذلك إذ جاء‌ت أشجع ورئيسها مسعود بن رجيلة(7)وهم سبعمائة ،
فنزلوا(8)شعب سلع ، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ست ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله
أسيد بن حصين(9)فقال له : " اذهب في نفر من أصحابك حتى تنظر ما أقدم أشجع "
فخرج أسيد ومعه ثلاثة نفر من أصحابه فوقف عليهم فقال : ما أقدمكم ؟ فقام إليه
مسعود بن رجيلة(10)وهو رئيس أشجع فسلم على أسيد وعلى أصحابه ، وقالوا :


(1)في المراعاة خ ل .
(2)للمصير خ ل . أقول : هو الموجود في المصدرالمطبوع .
(3)ليغزوهم خ ل .
(4)للمواعدة خ ل .
(5)في المصدر المطبوع ونسخة مخطوطة : والجبل .
(6)في المصدرالمطبوع : من افراطه .
(7 و 10)ذكرنا سابقا انه مسعود بن رخيلة ، بالخاء ، وعن ابن اسحاق انه مسعر بن رخيلة .
(8)ونزلوا خ ل .
(9)خضير خ ل . أقول : لعله الصحيح ، اذ لم نجد اسيد بن حصين في الصحابه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه