بحار الأنوار ج18

زيه ، قال : فحييته بتحية الملك ، وقلت له : يا أيها الملك مالي أراك في غيرمجلس الملك ،
وفي غير رياشه ، وفى غير زيه ؟ فقال : إنا نجد في الانجيل من أنعم الله عليه بنعمة فليشكر
الله ، ونجد في الانجيل أن ليس من الشكر لله شئ يعدله مثل التواضع ، وأنه ورد علي
في ليلتي هذه أن ابن عمك محمد قد أظفره ؟ ؟ الله بمشركي أهل بدر ، فأحببت أن أشكر الله
بما ترى .
11 - أقول قال في المنتقى : من جملة ما كان في السنة الخامسة ، الهجرة إلى أرض
الحبشة ، وذلك أنه لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله بالنبوة ؟ لم ينكر عليه قريش ، فلما سب
آلهتهم أنكروا بالغوا في أذى المسلمين ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالخروج إلى الحبشة ،
فخرج قوم وستر الباقون إسلامهم ، فخرج في الهجرة الاولى أحد عشر رجلا ، وأربع نسوة
متسللين(1)سرا ، فصادف وصولهم إلى البحر سفينتين للتجار فحملوهم فيها(2)إلى
أرض الحبشة ، وكان مخرجهم في رجب في الخامسة وخرجت قريش في آثارهم ففاتوهم ،
فأقاموا عند النجاشي آمنين .
فأقاموا شعبان ورمضان وقدموا في شوال فلم يدخل أحد منهم مكة إلا بجوار إلا
ابن مسعود فإنه مكث قليلا ، ثم رجع إلى أرض الحبشة ، فسطت(3)، بهم عشائرهم و
آذوهم ، فإن لهم رسول الله صلى الله عليه وآله في الخروج مرة اخرى إلى أرض الحبشة فخرج خلق
كثير .
قال محمد بن إسحاق : جميع من لحق بأرض الحبشة من المسلمين سوى أبنائهم الذين
خرجوا بهم صغارا أو ولدوا بها نيف وثمانون رجلا ، ومن النساء إحدى عشرة ، فلما
سمعوا بمهاجر النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا ، وثمان نسوة ،
فمات منهم رجلان بمكة ، وحبس منهم سبعة ، وشهد بدرا منهم أربعة وعشرون(4).


(1)تسلل : انطلق في استخفاء .
(2)أى في سفينة منهما .
(3)سطابه وعليه : وثب عليه وقهره .
(4)المنتقى في موارد المصطفى : 40 ، الفصل الثانى فيما كان في السنة الخامسة من نبوته .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه