بحار الأنوار ج21

" امض إلى الوادي " قال : نعم ، وكانت له عصابة لا يتعصب بها حتى يبعثه النبي
صلى الله عليه واله في وجه شديد ، فمضى إلى منزل فاطمة عليها السلام فالتمس العصابة منها ، فقالت :
أين تريد ؟ وأين(1)بعثك أبي ؟ قال : إلى وادي الرمل ، فبكت إشفاقا عليه ، فدخل
النبي صلى الله عليه واله وهي على تلك الحال فقال لها : " مالك تبكين ؟ أنخافين أن يقتل بعلك ؟
كلا انشاء‌الله " فقال له علي عليه السلام : لا تنفس علي بالجنة يا رسول الله ، ثم خرج
ومعه لواء النبي صلى الله عليه واله فمضى حتى وافى القوم بسحر ، فأقام حتى أصبح ، ثم
صلى بأصحابه الغداة ، وصفهم صفوفا ، وانكأ على سيفه مقبلا على العدو ، فقال
لهم : يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم ، أن تقولوا : لا إله إلا الله ، وإن محمدا(2)
عبده ورسوله ، وإلا أضربنكم بالسيف ، قالوا :(3)ارجع كما رجع صاحباك
قال : أنا أرجع ؟(4)لا والله حتى تسلموا ، أو أضربكم بسيفي هذا ، أنا علي بن
أبي طالب بن عبدالمطلب ، فاضطرب القوم لما عرفوه ، ثم اجترؤا على مواقعته
فواقعهم عليه السلام فقتل منهم ستة أو سبعة ، وانهزم المشركون ، وظفر المسلمون ، و
حازوا الغنائم ، وتوجه إلى النبي صلى الله عليه واله .
فروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان نبي الله صلى الله عليه واله قائلا في بيتي
إذا نتبه فزعا من منامه ، فقلت له : الله جارك ، قال : " صدقت الله جاري ، لكن
هذا جبرئيل عليه السلام يخبرني أن عليا عليه السلام قادم " ثم خرج إلى الناس فأمرهم أن
يستقبلوا عليا عليه السلام ، فقام المسلمون له صفين مع رسول الله صلى الله عليه واله ، فلما بصر بالنبي
صلى الله عليه واله ترجل عن فرسه ، وأهوى إلى قدميه يقبلهما ، فقال له صلى الله عليه واله : " اركب فإن
الله تعالى ورسوله عنك راضيان " فبكى أمير المومنين فرحا ، وانصرف إلى
منزله وتسلم(5)المسلمون الغنائم . فقال النبي صلى الله عليه واله لبعض من كان معه في الجيش :
" كيف رأيتم أميركم ؟ " قالوا : لم ننكر منه شيئا إلا أنه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرأ


(1)واين خ ل .(2)محمد رسول الله خ ل .
(3)في المصدر : قالو اله .(4)انا لا ارجع .
(5)وقسم خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه