بحار الأنوار ج22

كان يقول له : اقدم حيزوم ، فيجيب ويقبل ، وعلى الاول يدل على أن خطاب
جبرئيل كان لفرس النبي صلى الله عليه وآله لا لفرس نفسه ، كما فهمه الاكثر ، قال الجوهري
الحيزوم اسم فرس من خيل الملائكة ، أقول : قد مر تفسير ساير أجزاء الخبر من
أسماء الدواب وغيرها في باب أسمائه صلى الله عليه وآله .
4 - فر : عبيد بن كثير معنعنا عن جابر الانصاري رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله فر مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليها السلام : بأبي وامي أنت(1)ارسلي
إلى بعلك فادعيه لي ، فقالت فاطمة للحسين(2): انطلق إلى أبيك فقل : يدعوك
جدي ، قال : فانطلق إليه الحسين(3)فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام عنده وهي تقول :
واكرباه لكربك يا أبتاه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله لا كرب على أبيك بعد اليوم
يا فاطمة ، إن النبي صلى الله عليه وآله لا يشق عليه الجيب ، ولا يخمش عليه الوجه ، ولا يدعى
عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم : تدمع العينان وقد يوجع
القلب ، ولا نقول : ما يسخط الرب ، وإنا بك يا ابراهيم لمحزونون ، ولو عاش
إبراهيم لكان نبيا ، ثم قال : يا علي ادن مني فدنا منه ، فقال : ادخل اذنك في في
ففعل فقال : يا أخي ألم تسمع قول الله في كتابه : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
اولئك هم خير البرية " قال : بلى يا رسول الله ، قال : هم أنت وشيعتك يجيئون
غرا محجلين شباعا مرويين ، أولم تسمع قول الله في كتابه " إن الذين كفروا من
أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية(4)"
قال : بلى يا رسول الله ، قال : هم عدوك وشيعتهم يجوزون(5)يوم القيامة ظمأ
مظمئين أشقياء معذبين ، كفارا منافقين ، ذلك لك ولشيعتك ، وهذا لعدوك
ولشيعتهم ، هكذا روى جابر الانصاري رضي الله عنه(6).


(1)في المصدر : بابى انت وامى .(2 و 3)للحسن خ ل .
(4)البنية : 6 و 7 .(5)في المصدر : يجيئون .
(6)تفسير فرات : 220 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه