بحار الأنوار ج13

قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ، وكنه في خطابك(1)إياه ولا يرو عنك ما ألبسته من
لباس الدنيا ، فإن ناصيته بيدي ، ولا يطرف ولا ينطق ولا يتنفس إلا بعلمي ، وأخبره بأني
إلى العفو والمغفرة أسرع إلى الغضب والعقوبة ، وقل له : أجب ربك فإنه واسع المغفرة
قد أمهلك طول هذه المدة وأنت في كلها تدعي الربوبية دونه ، وتصد عن عبادته ، وفي
كل ذلك تمطر عليك السماء ، وتنبت لك الارض ، ويلبسك العافية ، ولو شاء لعاجلك
بالنقمة ، ولسلبك ما أعطاك ، ولكنه ذو حلم عظيم . ثم امسك عن موسى سبعة أيام ، ثم
قيل له بعد سبع ليال : أجب ربك يا موسى فيما كلمك . فقال : " رب اشرح لي صدري "
الآية ، فلما رجع موسى شيعته الملائكة ، فكان قلب موسى مشتغلا بولده ، وأراد أن يختنه
فأمر الله عزوجل ملكا فمد يده ولم يزل قدمه عن موضعها حتى جاء به ملففا في خرقته ،
وتناوله موسى ، فأخذ حجرتين فحك أحدهما بالآخر حتى حدده كالسكين فختن بهما(2)ابنه ،
فتفل الملك عليه وبرئ من ساعته ، ثم رده الملك إلى موضعه ، ولم يزل أهل موسى في ذلك
الموضع حتى مر راع من أهل مدين فعرفهم واحتملهم وردهم إلى مدين ، وكانوا عند
شعيب حتى بلغهم خبر موسى عليه السلام بعدما فلق البحر وجاوزه بنو إسرائيل ، وغرق الله
فرعون فبعثهم شعيب إلى موسى عليه السلام بمصر .(3)
ايضاح : فتحز بالزاي المعجمة أي تقطع . والخصاص : كل خلل وخرق في باب
وغيره . والفرضة بالضم من النهر : ثلمة يستقى منها ، ومن البحر محط السفن . وسخره
كمنعه : كلفه مالا يريد وقهره . والزند : الذي يقدح به النار . وروي النار : اتقادها . و
المحجن كمنبر : كل معطوف معوج . وطريق مهيع : بين . والمقلاع : الذي يرمى به
الحجر . وصريف ناب البعير : صوتها . وتلمظت الحية : أخرجت لسانها . وترمرم : تحرك
للكلام ولم يتكلم .


(1)أى سمه بالكنية عند الخطاب .(2)في المصدر : به . م
(3)عرائس الثعلبى : 105 - 114 ، وفد اختصره المصنف فاسقط منه كثيرا . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه