بحار الأنوار ج63

وهذا لا يشترك فيه إلا الانس ، فتعجبت منه وقلت : من أين علم هذا ؟ قال : ثم قلت
لابي جعفر عليه السلام ما كان من قول الرجل لي فقال عليه السلام : ذاك رجل من الجن
أراد إرشادك(1).
بيان : كأنه أشار اولا إلى الحوض ، وثانيا إلى البئر ، أو الدلو : أى اشرب
من الدلاء قبل الصب في الحوض ، فان الحوض يستعمله الجن أيضا كالانس ، فتذهب
بركته أو لوجه آخر ويحتمل أن يكون أشار أولا إلى دلو مخصوص قد علم مشاركة
الجن فيه ، وثانيا إلى غيره ، والاول أظهر .
15 المكارم : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل البرد ويتفقد ذلك اصحابه فيلتقطونه
له فيأكله ، ويقول : إنه يذهب باكلة الاسنان(2).
بيان : يدل على مدح البرد ، وقد مر ما يدل على ذمه ، وكان أقوى سندا
إذ الظاهر أن هذا الخبر عامي ، ويمكن الجمع بأن التجويز إذا كانت في الاسنان
أكلة أو مظنة ذلك فيكون أكله للدواء وإن كان بعيدا .
16 المكارم : من طب الائمة عن الصادق عليه السلام قال : سيد شراب أهل الجنة الماء .
وعن الصادق عليه السلام قال : ماء زمزم شفاء لماشرب له ، وروي في حديث آخر :
ماء زمزم شفاء من كل داء وامان من كل خوف .
وعن خالد بن جرير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لو أني عندكم لاتيت الفرات
كل يوم فاغتسلت ، وأكلت من رمان سوراء في كل يوم رمانة .
وقال علي بن أبي طالب عليه السلام : ماء نيل مصر يميت القلب ، ولا تغسلوا رؤسكم
من طينها ، فانها تورث الزمانة الدياثةظ .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : صبوا على المحموم الماء البارد ، فانه يطفئ حرها .
وعن الصادق عليه السلام قال : الماء البارد يطفئ الحرارة ، ويسكن الصفراء ، ويذيب
الطعام في المعدة ، ويذهب بالحمي .


(1)الكافى 6 ر 390 .
(2)مكارم الاخلاق : 21 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه