بحار الأنوار ج56

بيان : قوله " ويظلم " أي البياض مجازا ، وفي بعض النسخ بالتاء ، أي الدنيا
ويمكن أن يكون المراد بالاضاء‌ة ظهور الانوار المعنوية للمقربين بسبب فتح
أبواب سماء الرحمة ، ونزول الملائكة لارشاد العباد وتنبيههم وندائهم إياهم من
ملكوت السماوات ، كما ورد في سائر الرويات ، ويمكن أن تكون أنوارا ضعيفة
تخفى على أكثر الناس في أكثر الاوقات وتظهر على أبصار العارفين الذين
ينظرون بنور الله ، كما أن الملائكة يراهم الانبياء والاوصياء عليهم السلام ولا يراهم غيرهم .
وقد يقال ظهور البياض كناية عن نزول الملك الذي ينزل نصف الليل إلى سماء الدنيا
لينادي العباد فتضئ له الدنيا ، أي يقوم الناس للعبادة فيظهر له نور من الارض
بسبب عبادتهم ، كما ورد في الخبر أنهم يضيئون لاهل السماء . " ثم يذهب " لانهم
ينامون قليلا كما ورد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يقومون إذا بقي ثلث الليل .
وظهور البياض من قبل المشرق ، لان الملك ينتقل إليه " ثم يظلم قبل الفجر "
أي ينامون قليلا . وبالجملة الخبر من المتشابهات وعلمه عند من صدر عنه إن لم يكن
من الموضوعات .
5 الخرائج : روي عن صفوان الجمال ، قال كنت بالحيرة مع أبي عبدالله
عليه السلام إذ أقبل الربيع وقال : أجب أمير المؤمنين . فلم يلبث أن عاد ، قلت :
أسرعت الانصراف ، قال : إنه سألني عن شئ فاسأل الربيع عنه ، فقال صفوان : و
كان بيني وبين الربيع لطف ، فخرجت إلى الربيع وسألته ، فقال : أخبرك بالعجب
إن الاعراب خرجوا يجتنون الكمأة فأصابوا في البر خلقا ملقى ، فأتوني به
فأدخلته على الخليفة ، فلما رآه قال : نحه وادع جعفرا ، فدعوته فقال : يا
أبا عبدالله أخبرني عن الهواء ما فيه ؟ قال : في الهواء موج مكفوف ، قال : ففيه
سكان ؟ قال : نعم ، قال : وما سكانه ؟ قال : خلق أبدانهم أبدان الحيتان ، ورؤوسهم
رؤوس الطير ، ولهم أعرفة كأعرفة الديكة ، ونغانغ كنغانغ الديكة ، وأجنحة كأجنحة
الطير من ألوان أشد بياضا من الفضة المجلوة . فقال الخليفة : هلم الطشت .
فجئت بها وفيها ذلك الخلق ، وإذا هو والله كما وصفه جعفر ، فلما خرج جعفر

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه