بحار الأنوار ج44

خيبري ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وامي ، ولم يكن أحد تصيبه
جنابة في المسجد ويولد فيه إلا النبي صلى الله عليه وآله وأبي تكرمة من الله لنا وتفضيلا
منه لنا ، وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلى الله عليه وآله .
وأمر بسد الابواب فسدها وترك بابنا ، فقيل له في ذلك فقال : أما إني
لم أسدها وأفتح بابه ، ولكن الله عزوجل أمرني أن أسدها وأفتح بابه .
وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا ، ولم أر نفسي لها أهلا
فكذب معاوية ، نحن أولى بالناس في كتاب الله عزوجل وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله
ولم نزل أهل البيت مظلومين ، منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله فالله بيننا وبين من ظلمنا
حقنا ، وتوثب على رقابنا ، وحمل الناس علينا ، ومنعنا سهمنا من الفيئ ومنع امنا
ما جعل لها رسول الله صلى الله عليه وآله .
واقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلى الله عليه وآله لاعطتهم السماء
قطرها ، والارض بركتها ، وما طمعت فيها يا معاوية ، فلما خرجت من معدنها
تنازعتها قريش بينها ، فطمعت فيها الطلقاء ، وأبناء الطلقاء : أنت وأصحابك ، وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما ولت امة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل
أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا ، فقد تركت بنو إسرائيل هارون
وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري ، وقد تركت هذه الامة أبي
وبايعوا غيره ، وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا النبوة ، وقد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن
يبلغ الشاهد منهم الغائب .
وقد هرب رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه ، وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتى دخل
الغار ، ولو وجد أعوانا ما هرب ، وقد كف أبي يده حين ناشدهم ، واستغاث فلم
يغث ، فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ، وجعل الله النبي صلى الله عليه وآله
في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا ، وكذلك أبي وأنا في سعة من الله حين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه