بحار الأنوار ج1

أعماله ، وهو موجب للترفع على الناس والتطاول عليهم فيصير سببا لوحشة الناس عنه
ومستلزما لترك إصلاح معائبه ، وتدارك ما فات منه فينقطع عنه مواد رحمة الله ولطفه
وهدايته ، فينفرد عن ربه وعن الخلق ، فلا وحشة أوحش منه . وقوله عليه السلام : ولا ورع
هو بالاضافة إلى ورع من يتورع عن المكروهات ، ولا يتورع عن المحرمات . و
الشخوص : الذهاب من بلد إلى بلد ، والسير في الارض ، ويمكن أن يكون المراد هنا
ما يشمل الخروج من البيت . والخطوة بالضم والكسر : المكانة والقرب والمنزلة . أي
يشخص لتحصيل ما يوجب المكانة والمنزلة في الآخرة .
14 - ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني
عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام في خبر سلمان وعمر إنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : يا معشر قريش ! إن حسب المرء دينه ، ومروته خلقه ، وأصله عقله .
15 - ما : المفيد ، عن إسماعيل بن محمد الكاتب ، عن عبدالصمد بن علي ، عن محمد بن
هارون بن عيسى ، عن أبي طلحة الخزاعي ، عن عمر بن عباد ، عن أبي فرات ، قال :
قرأت في كتاب لوهب بن منبه ، وإذا مكتوب في صدر الكتاب : هذا ما وضعت الحكماء
في كتبها : الاجتهاد في عبادة الله أربح تجارة ، ولا مال أعود من العقل ، ولا فقر أشد من
الجهل ، وأدب تستفيده خير من ميراث ، وحسن الخلق خير رفيق ، والتوفيق خير قائد ،
ولا ظهر أوثق من المشاورة ، ولا وحشة أوحش من العجب ، ولا يطمعن صاحب الكبر
في حسن الثناء عليه .
بيان : العائدة : المنفعة ، ويقال : هذا أعود أي أنفع . ولا ظهر أي لا معين ولا مقوي
فإن قوة الانسان بقوة ظهره .
16 - ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير
عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما خلق الله عزوجل شيئا أبغض إليه من الاحمق ،
لانه سلبه أحب الاشياء إليه وهو عقله .
بيان : بغضه تعالى عبارة عن علمه بدناء‌ة رتبته ، وعدم قابليته للكمال ، وما
يترتب عليه عن عدم توفيقه على ما يقتضي رفعة شأنه لعدم قابليته لذلك ، فلا ينافي

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه