بحار الأنوار ج35

2 كشف : قال الخطيب أبوالمؤيد الخوارزمي(1)عن أبي إسحاق قال : لقد
رأيت عليا أبيض الرأس واللحية ، ضخم البطن ، ربعة من الرجال . وذكر ابن منده أنه
كان شديد الادمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس
واللحية . وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ،
حسن الوجه ، ضخم الكراديس . واشتهر عليه السلام بالانزع البطين ، أما في الصورة فيقال :
رجل أنزل : بين النزع ، وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النزعة ،
وهما النزعتان ، ولا يقال لامرأة : نزعاء ، ولكن زعراء . والبطين : الكبير البطن . وأما
المعنى فان نفسه نزعت يقال : نزع إلى أهله ينزع نزاعا : اشتاق ، ونزع عن الامور
نزوعا : انتهى عنها(2) عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها ، ونزعت إلى اجتناب السيئات
فسد عليها مذهبها(3)، ونزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ، ونزعت إلى
استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها .
وامتلا علما فلقب بالبطين وأظهر بعضها وأبطن بعضها حسبما اقتضاه علمه الذي
عرف به الحق اليقين . أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح ، وأسير في الآفاق من
سرى الرياح . وأما ما بطن فقد قال :(بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطر بتم
اضطراب الارشية في الطوى البعيدة(4)).


(1)هو الحافظ أبوالمؤيد وأبومحمد موفق بن أبى سعيد اسحاق بن المؤيد المكى الحنفى
المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غريز العلم حافظا طايل الشهرة ، محدثا كثير الطرق خطيبا
متمكنا في العربية ، خبيرا على السيرة والتاريخ ، له خطب وشعر مدون ، وله تآليف جمة ممتعة .
(2)* أقول : ما بين العلامتين اما جملة معترضة واما تعليقة كانت في الهامش فأثبتها النساخ في
المتن(ب).
(3)في المصدر وفي(ت)فسد عليه مذهبها . وفى(ض)فشد عليها مذهبهما(فسد عليه خ ل).
(4)في هامش المصدر و(ك): اندمج : اذا دخل في الشئ واستتر فيه . والارشية : الحبال
واحدها رشاء . والطوى : البئر المطوية . وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال :
من كان قد عرقته مدية دهره * ومرت له اخلاف سم منقع
فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل * بامامه الهادى البطين الانزع
نزعت عن الاثام طرا نفسه * ورعا فمن كالا نزع المتورع
وحوى العلوم عن النبى وراثة * فهو البطين لكل علم مودع
وهو الوسيلة في النجاة إذا لورى * رجفت قلوبهم لهم المجمع

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه