بحار الأنوار ج39

الله أكرمنا بنصر نبيه * وبنا أقام دعائم الاسلام
وبنا أعز نبيه وكتابه * وأعزنا بالنصر والاقدام
في كل معترك تطير سيوفنا * منه الجماجم عن فراخ الهام(1)
ويزورنا جبريل في أبياتنا * بفرائض الاسلام والاحكام
فتكون أول مستحل حله * ومحرم لله كل حرام
نحن الخيار من البرية كلها * ونظامها وزمام كل زمام(2)
20 قب : سئل أمير المؤمنين عليه السلام : كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت وأنا
الصديق الاكبر(3)والفاروق الاعظم ، وأنا وصي خير البشر ، وأنا الاول وأنا
الآخر ، وأنا الباطن وأنا الظاهر ، وأنا بكل شئ عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب الله
وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبدالله ، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه ، وأنا
أحيي وأنا أميت(4)وأنا حي لا أموت .
فتعجب الاعرابي من قوله فقال عليه السلام : أنا الاول أول من آمن برسول الله
صلى الله عليه وآله وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده ، وأنا الظاهر
ظاهر الاسلام ، وأنا الباطن بطين من العلم ، وأنا بكل شئ عليم فإني عليم
بكل شئ أخبر الله به نبيه فأخبرني به ، فأما عين الله فأنا عينه على المؤمنين و
الكفرة ، وأما جنب الله فأن تقول نفس : يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ، ومن
فرط في فقد فرط في الله ، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتما من محمد صلى الله عليه وآله
فلذلك سمي خاتم النبيين ، محمد سيد النبيين وأنا سيد الوصيين ، وأما خزان الله


(1)المعترك : موضع القتال وقوله " تطير " من باب الافعال . وفرخ الرأس : الدماغ .
والهام جمع الهامة : رأس كل شئ . وفي المصدر " وبكل معترك " وفي الديوان المنسوب إليه
عليه السلام " منها الجماجم " .
(2)مناقب آل أبي طالب 1 : 356 . ويقال : هو زمام قومه أي سيدهم .
(3)في(م)و(د)وكذا المصدر : وأنا الصديق الاول .
(4)في المصدر : وأنا أحيي وأميت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه