بحار الأنوار ج45

برجله الارض ، يرضي قتله أهل السماء والارض ، فسمع الهيثم قوله ووقع في
نفسه أنه أراد عمربن سعد ، فبعث ولده العريان فعرفه قول المختار وكان عبدالله
ابن جعدة بن هبيرة أعز الناس على المختار ، قد أخذ لعمرأما ناحيث اختفى ، فيه :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا أمان المختار بن أبي عبيد الثقفي لعمربن سعد بن
أبي وقاص إنك آمن بأمان الله على نفسك وأهلك ومالك وولدك ، لاتؤاخذ بحدث
كان منك قديما ماسمعت وأطعت ولزمت منزلك ، إلا أن تحدث حدثا ، فمن لقي
عمربن سعد من شرطة الله وشيعة آل محمد عليهم السلام فلايعرض له إلا بسبيل خير والسلام "
ثم شهد فيه جماعة
قال الباقر عليه السلام : إنما قصد المختار " أن يحدث حدثا " هوأن يدخل بيت
الخلاء ، ويحدث ، فظهر عمرإلى المختار فكان يدنيه ويكرمه ويجلسه معه على
سريره
وعلم أن قول المختا رعنه ، فعزم على الخروج من الكوفة فأحضر رجلا
من بني تيم اللات اسمه مالك وكان شجاعا وأعطاه أربعمائة دينار وقال : هذه معك
لحوائجنا وخرجا ، فلما كان عند حمام عمرأونهر عبدالرحمان وقف وقال : أتدري
لم خرجت ؟ قال : لا ، قال : خفت المختار ، فقال ابن دومة يعني المختار : أضيق
استا من أن يقتلك وإن هربت هدم دارك ، وانتهب عيالك ومالك ، وخرب ضياعك
وأنت أعز العرب ، فاغتر بكلامه فرجعا على الروحاء فدخلا الكوفة مع الغداة :
هذا قول المرزباني وقال غيره : إن المختار علم خروجه من الكوفة ، فقال :
وفينا له وغدر ، وفي عنقه سلسلة لوجهد أن ينطلق مااستطاع ، فنام عمرعلى
الناقة فرجعت وهولايدري حتى ردته إلى الكوفة ، فأرسل عمرابنه إلى المختار
قال له : أين أبوك ؟ قال : في المنزل ولم يكونا يجتمعان عند المختار ، وإذا حضر
أحدهما غاب الآخر خوفا أن يجتمعا فيقتلهما ، فقال حفص : أبي يقول : أتفي لنا
بالامان ؟ قال : اجلس وطلب المختار أباعمرة ، وهوكيسان التمار فأسر إليه أن اقتل
عمربن سعد وإذا دخلت ورأيته يقول : ياغلام علي بطيلساني فانه يريد السيف فبادره

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه