بحار الأنوار ج20

ابن الخزرج على الماء فاقتتلا ، فصرخ الجهني : يا معشر الانصار ، وصرخ الغفاري :
يا معشر المهاجرين ، فأعان الغفاري رجل من المهاجرين يقال له : جعال وكان
فقيرا ، فقال عبدالله بن أبي لجعال : وإنك لهناك ؟(1)فقال : وما يمنعني أن أفعل
ذلك ؟ واشتد لسان جعال على عبدالله ، فقال عبدالله : والذي يحلف به لاذرنك(2)
ويهمك(3)غيرهذا ، وغضب ابن أبي وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم حديث
السن ، فقال ابن أبي : قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله(4)ما مثلنا ومثلهم إلا
كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الاعزمنها الاذل ، يعني بالاعز نفسه ، وبالاذل رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم أقبل على
من حضره من قومه فقال : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم
أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ،
ولاوشكوا أن يتحولوا من بلادكم ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم ، فقال زيد بن أرقم :
أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ، ومحمد في عز من الرحمن ومودة من المسلمين ،
والله لا أحبك بعد كلامك هذا ، فقال عبدالله : اسكت فإنما كنت ألعب ، فمشى
زيد بن أرقم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك بعد فراغه من الغزو فأخبره الخبر ، فأمر
رسول الله صلى الله عليه وآله بالرحيل ، وأرسل إلى عبدالله فأتاه فقال : ما هذا الذي بلغني عنك ؟
فقال عبدالله : والذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك قط ، وإن زيدا


(1)في المصدر : انك لهتاك .
(2)هكذا في نسخة المصنف ، وفى المصدر : لازرنك ولعله من(زر)أى لاطردنك .
(3)وسهمك خ ل .
(4)في السيرة : والله ما اعدنا وجلابيب قريش الا كما قال الاول : سمن كلبك يأكلك .
أقول : جلابيب قريش : لقب كان المشركون يلقبون به اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من اهل مكة . وقوله :(سمن كلبك)مثل من امثال العرب وفي ضده تقول العرب :
جوع كلبك يتبعك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه