بحار الأنوار ج40

قتل فلانة العابدة فإنها قد بغت . وإن القاضيين قد شهدا عليها بذلك ، وأكثر(1)
الناس في ذلك ، وقال الملك لوزيره : ما عندك في هذا من حيلة ؟ فقال : ما عندي في
ذلك من شئ ، فخرج الوزير يوم الثالث وهو آخر أيامها فإذا هو بغلمان عراة
يلعبون وفيهم دانيال وهو لا يعرفه ، فقال دانيال : يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون
أنا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين
عليها ، ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب وقال للصبيان : خذوا بيد هذا فنحوه
إلى مكان كذا وكذا ، وخذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا ، ثم دعا بأحدهما
فقال له : قل حقا فإنك إن لم تقل حقا قتلتك ، بم تشهد ؟ والوزير قائم يسمع و
ينظر(2)فقال : أشهد أنها بغت ، قال متى ؟ قال : يوم كذا وكذاقال : مع من ؟ قال :
مع فلان ابن فلان ، قال : وأين ؟ قال : موضع كذا وكذاقال : ردوه إلى مكانه
وهاتوا الآخر ، فردوه إلى مكانه وجاؤوا بالآخر ، فقال له : بم تشهد ؟ قال : أشهد
أنها بغت ، قال : متى ؟ قال : يوم كذا وكذا ، قال : مع من ؟ قال : من فلان ابن
فلان ، قال : وأين ؟ قال : موضع كذا وكذا ، فخالف صاحبه ،(3)فقال دانيال :
الله أكبر شهدا بزور ، يا فلان ناد في الناس إنما شهدا(4)على فلانة بزور ، فاحضروا
قتلهما ، فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر ، فبعث الملك إلى القاضيين
فاختلفا كما اختلف الغلامان ، فنادى الملك في الناس وأمر بتقلهما .(5)
قب : مرسلا مثله .(6)
84 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم


(1)في الكافى : فأكثر الناس .
(2)في الكافى : ينظر ويسمع .
(3)في الكافى : فخالف أحدهما صاحبه .
(4)في الكافى : انهما شهدا .
(5)التهذيب 2 : 93 و 94 ، فروع الكافى(الجزء السابع من الطبعة الحديثة): 425 427 .
(6)مناقب آل ابى طالب 1 : 501 و 502 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه