بحار الأنوار ج4

كان الظاهر من بعضها أحد المعنيين الاولين ، ولتحقيق الكلام في ذلك مقام آخر .
قال المحقق الدواني : لاخلاف بين المتكلمين كلهم والحكماء في كونه تعالى عالما
قديرا مريدا متكلما ، وهكذا في سائر الصفات ، ولكنهم يخالفوا في أن الصفات عين
ذاته ، أو غير ذاته ، أولا هو ولاغيره ، فذهبت المعتزله والفلاسفة إلى الاول ، وجمهور
المتكلمين(1)إلى الثاني ، والاشعري إلى الثالث ، والفلاسفة حققوا عينية الصفات بأن
ذاته تعالى من حيث إنه مبدء لانكشاف الاشياء عليه علم ، ولما كان مبدء الانكشاف
عين ذاته كان عالما بذاته ، وكذا الحال في القدرة والارادة وغيرهما من الصفات ، قالوا :
وهذه المرتبة أعلى من أن تكون تلك الصفات زائدة عليه فإنا نحتاج في انكشاف الاشياء
علينا إلى صفة مغائرة لنا قائمة بنا . والله تعالى لايحتاج إليه بل بذاته ينكشف الاشياء
عليه ، ولذلك قيل : محصول كلامهم نفي الصفات وإثبات نتائجها وغاياتها . وأما المعتزلة
فظاهر كلامهم أنها عندهم من الاعتبارات العقلية التي لاوجودلها في الخارج . انتهى
2 - يد ، لى : ابن ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن أبان
الاحمر قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا
بصيرا عليما قادرا ؟ قال : نعم .
فقلت له : إن رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول : إن الله تبارك وتعالى لم
يزل سميعا بسمع ، وبصيرا ببصر ، وعليما بعلم ، وقادرا بقدرة
قال : فغضب عليه السلام ثم قال : من قال ذلك ودان به فهو مشرك ، وليس من ولايتنا
على شئ إن الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة
3 - يد ، لى . القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن محمد بن عمارة ، عن أبيه
قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أخبرني عن الله هل له
رضى وسخط ؟ فقال : نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، ولكن غضب الله عقابه ،
ورضاه ثوابه .
4 - يد ، ن : ابن عصام ، عن الكليني ، عن العلان ، عن عمران بن موسى ، عن


(1)من أهل السنة ط .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه