بحار الأنوار ج8

فقد اختلف قول علمائنا فيهم ، فمنهم من حكم بكفر لانهم دفعوا ماعلم ثبوته من
ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره ، وذهب آخرون إلى أنهم فسقة
وهو الاقوى ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة : أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم
استحقاقهم الجنة ، الثاني قال بعضهم : إنهم يخرجون من النار إلى الجنة ، الثالث
ماارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب
للخلود ، ولا يدخلون الجنة لعدم الايمان المقتضي لا ستحقاق الثواب انتهى .
وقال رحمه الله في شرح الياقوت : أما دافعون النص فقد ذهب أكثر أصحاب بنا إلى
تكفيرهم ، ومن أصحابنا من يحكم بفسقهم خاصة ، ثم اختلف أصحابنا في أحكامهم
في الآخرة فالاكثر قالوا بتخليدهم ، وفيهم من قال بعدم الخلود ، وذلك إما بأن
ينقلوا إلى الجنة وهو قول شاذ عنده ، أولا إليهما واستحسنه المصنف انتهى .
اقول : القول بعدم خلودهم في النار نشأ من عدم تتبعهم للاخبار ، والاحاديث
الدالة على خلودهم متواترة أو قريبة منها ، نعم الاحتمالان الاخيران آتيان في المستضعفين
منهم كما ستعرف .
(*)والقول بخروج غير المستضعفين من النار قول مجهول القائل ، نشأبين
المتأخرين الذين لا معرفة لهم بالاخبار ولا بأفوال القدماء الاخيار ، قال الصدوق رحمه
الله : اعتقادنا في الظالمين أنهم ملعونون والبراء‌ة منهم واجبة ، واستدل على ذلك بالآيات
والاخبار . ثم قال : والظلم هو وضع الشئ في غير موضعه ، فمن ادعى الامامة وليس
بإمام فهوالظالم الملعون ، ومن وضع الامامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون ، وقال النبي
صلى الله عليه وآله : من جحد عليا إمامته من بعدى فإنما جحد نبوتي ، ومن جحد نبوتي فقد
جحدالله ربوبيته .
ثم قال : واعتقادنا فيمن جحد إمامة أميرالمؤمنين والائمة من بعده عليهم السلام أنه


(1)هذه المطالب النفيسة التى تنتهى إلى قوله فيما سيأتى :(وقال شارح المقاصد)غير موجودة
في غير نسخة المصنف ، ويظهر أنه قد أضافها في مراجعاته بعد تأليف الكتاب ، حيث كتبها في
هامش نسختهه بخطه الشريف .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه