بحار الأنوار ج71

من ريح روحه ، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لابيه وامه ، فإذا أصاب روحا من تلك
الارواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لانها منها(1).
6 - كتاب المؤمن : بإسناده ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تنفست
بين يديه ثم قلت : يا ابن رسول الله ! هم يصيبني وساق نحو ما مر إلى قوله
صديقي ، فقال : نعم يا جابر فقلت : فمم ذلك يا ابن رسول الله ! قال عليه السلام : وما
تصنع به ؟ قلت : احب أن أعلمه قال عليه السلام : يا جابر إن الله عزوجل إلى آخر
الخبر .
تبيين : تقبضت التقبض ظهور أثر الحزن ضد الانبساط ، في القاموس انقبض
انضم وضد انبسط وتقبض عنه اشمأز وفي المحاسن(2) تنفست أي تأوهت وحزنت
من باب علم أو على بناء المجهول من باب نصر ، فانه متعد حينئذ وصديقي عطف على
أهلي و ريح روحه أي من نسيم روحه الذي نفخه في الانبياء والاوصياء عليهم السلام كما
قال : ونفخت فيه من روحي (3)أو من رحمة ذاته كما قال الصادق عليه السلام : والله
شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون ، أو الاضافة بيانية شبه الروح بالريح
لسريانه في البدن كما أن نسبة النفخ إليه لذلك أي من الروح الذي هو كالريح واجتباه و
اختاره وقد روي عن الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى ونفخت فيه من روحي كيف هذا النفخ ؟
فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحا لانه اشتق اسمه من الريح وإنما
أخرجه على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح ، وإنما أضافه إلى نفسه لانه
اصطفاه على سائر الارواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال : بيتي وقال : لرسول
من الرسل خليلي وأشباه ذلك وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر .
ويمكن أن يقرأ بفتح الراء أي من نسيم رحمته كما ورد في خبر آخر : وأجرى
فيهم من روح رحمته .


(1)الكافى ج 2 ص 166 .
(2)كما سيجئ تحت الرقم 16 من الباب 17 .
(3)الحجر : 29 ، ص 72 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه