بحار الأنوار ج67

ربي أن لاأدع عمله يتجاوزني إلى غيري .
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الدرى في السماء له دوي
بالتسبيح والصوم والحج فيمر به إلى ملك السماء الرابعة فيقول له : قف فاضرب
بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه ، أنا ملك العجب فانه كان يعجب بنفسه وإنه عمل
وأدخل نفسه العجب أمرني ربي لاأدع عمله يتجاوزني إلى غيري وأضرب به وجه
صاحبه .
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوفة إلى أهلها فيمر به إلى
ملك السماء الخامسة بالجهاد والصلاة مابين الصلاتين ، ولذلك رنين كرنين الابل
عليه ضوء كضوء الشمس ، فيقول الملك : قف أنا ملك الحسد ، فاضرب بهذا العمل
وجه صاحبه وتحمله على عاتقه(إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله بطاعته ، فإذا
رأي لاحد فضلا في العمل والعبادة حسده ووقع فيه فيحمله على عاتقه)ويلعنه عمله .
قال : وتصعد الحفظة فيمر بهم إلى ملك السماء السادسة فيقول الملك :
قف أنا صاحب الرحمة ، اضرب بهذا العمل وجه صاحبه ، واطمس عينيه لان صاحبه
لم يرحم شيئا إذا أصاب عبدا من عباد الله ذنبا للآخرة أو ضرا في الدنيا يشمت به
أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري .

وقال : وتصعد الحفظة بعمل العبد أعمالا بفقه واجتهاد وورع ، له صوت
كالرعد وضوء كضوء البرق ، ومعه ثلاثة آلاف ملك فيمر بهم إلى ملك السماء
السابعة فيقول الملك : قف واضرب بهذا العمل وجه صاحبه ، أنا ملك الحجاب
أحجب كل عمل ليس لله ، إنه أراد رفعة عند القواد ، وذكرا في المجالس وصوتا
في المدائن ، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري مالم يكن خالصا .
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من خلق حسن ، وصمت وذكر
كثير ، تشيعه ملائكة السماوات السبعة بجماعتهم ، فيطؤون الحجب كلها
حتى يقوموا بين يديه فيشهدوا له بعمل صالح ودعاء ، فيقول الله : أنتم حفظة ، عمل
عبدي وأنا رقيب على مانفسه عليه ، لم يردني بهذا العمل ، عليه لعنتي ، فيقول

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه