بحار الأنوار ج53

وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ، ولا تبقي لهم آثارا ، وتطهر منهم بلادك .
واشف منهم صدور عبادك ، وجدد به ما امتحامن دينك ، وأصلح به ما بدل
من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود دينك به وعلى يده غضا جديدا صحيحا
لا عوج فيه ، ولا بدعة معه ، حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين ، فانه عبدك الذي
استخلصته لنفسك ، وارتضته لنصرة دينك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب
وبرأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ، وطهرته من الرجس ، ونقيته
من الدنس .
اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين
وبلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة
ورياء وسمعة ، حتى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة ولينا ، وشدة الزمان علينا ووقوع
الفتن بنا، وتظاهر الاعداء ، وكثرة عدونا ، وقلة عددنا .
اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله وبصبر منك تيسره ، وإمام عدل تظهره
إله الحق رب العالمين .
اللهم إنا نسألك أن تاذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك وقتل أعدائك
في بلادك حتى لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها ولا بنية(1)إلا أفنيتها ولا قوة إلا
أوهنتها ، ولا ركنا إلا هددته ، ولا حدا إلا فللته ، ولا سلاحا إلا كللته ، ولا راية
إلا نكستها ، ولا شجاعا إلا قتلته ، ولا حيا(2)إلا خذلته .
أرمهم يا رب بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وببأسك الذي لا يرد
عن القوم المجرمين ، وعذب أعداء‌ك وأعداء دينك وأعداء رسولك ، بيد وليك
وأيدي عبادك المؤمنين .
اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ، وكد من كاده ، وامكر


م(1)في المصدر ج 2 ص 192 : ولا بقية الا أفنيتها وهو أنسب .
(2)في المصدر : ولا جيشا الا خذلته .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه