بحار الأنوار ج14

أن تخدم العباد ، وليس الذكر كالانثى في الخدمة ، قال : فشبت وكانت تخدمهم وتناولهم
حتى بلغت ، فأمر زكريا عليه السلام أن يتخذ لها حجابا دون العباد ، فكان يدخل عليها
فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء ، فهنالك دعا وسأل ربه
زكريا فوهب له يحيى .(1)
21 شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : أوحى الله إلى
عمران إني واهب لك ذكرا مباركا ، يبرئ الاكمه والابرص ، ويحيي الموتى بإذن الله
ورسولا إلى بني إسرائيل ، فأخبر بذلك امرأته حنة فحملت فوضعت مريم ، فقالت : " رب
إني وضعتها أنثى " والانثى لاتكون رسولا ، وقال لها عمران : إنه ذكر يكون نبيا ،
فلما رأت ذلك قالت ماقالت ، فقال الله وقوله الحق : " والله أعلم بما وضعت " فقال أبوجعفر
عليه السلام : فكان ذلك عيسى بن مريم عليه السلام ، فإن قلنا لكم : إن الامر يكون في
أحدنا فكان في ابنه وابن ابنه أو ابن ابن ابنه فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك .(2)
أقول : سيأتي بعض أخبارها في أبواب أحوال فاطمة عليها السلام .
22 لى : بإسناده عن ابن عباس في حديث طويل(3)رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال في فاطمة عليها السلام وما يصيبها من الظلم بعده : ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام
أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران
فتقول : يافاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يافاطمة اقنتي لربك
واسجدي واركعي مع الراكعين ، ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله إليها مريم بنت
عمران تمرضها(4)وتؤنسها في علتها . إلى آخر الخبر .(5)


(1)تفسير العياشي مخطوط ، وفي البرهان : وسأل ربه زكريا أن يهب له ذكرا فوهب
له يحيى .
(2)تفسير العياشي مخطوط واخرجه البحراني وما تقدم في البرهان 1 : 282 .
(3)في فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ولم يذكر المصنف إسناد الحديث
اختصارا ويذكره في محله وهو هكذا : علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد
ابن ابي عبدالله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي
عن الحسن بن علي بن ابي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .
(4)مرضه : داواه واعتنى به في مرضه .
(5)امالي الصدوق : 69 و 70 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه