بحار الأنوار ج18

فقال : يا ابن أخي هذا حسبك فينا(1).
86 - عم : روي أن أبا جهل عاهد الله أن يفضخ(2)رأسه صلى الله عليه وآله بحجر إذا سجد
في صلاته ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي وسجد - وكان إذا صلى صلى بين الركنين : الاسود
واليماني ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام - احتمل أبوجهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى
إذا دنا منه رجع منتقعا(3)لونه مرعوبا قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من
يده ، وقام إليه رجال من قريش فقالوا : مالك يا أبا الحكم ؟ قال : عرض لي دونه فحل من
الابل ما رأيت مثل هامته وقصرته ولا أنيابه لفحل قط ، فهم أن يأكلني(4).
بيان : القضرة محركة : أصل العنق .
87 - يج : روي أنه لما نزل " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا
كفيناك المستهزئين ؟ ؟(5)" يعني خمسة نفر ، فبشر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه أن الله كفاه أمرهم
فأتى الرسول صلى الله عليه وآله البيت والقوم في الطواف ، وجبرئيل عن يمينه ، فمر الاسود بن
المطلب فرمى(6)في وجهه بورقة خضراء فأعمى الله بصره ، وأثكله ولده ، ومر به الاسود
بن عبد يغوث فأومأ إلى بطنه فسقى ماء فمات حبنا(7)، فمر به الوليد بن المغيرة فأومأ
إلى جرح كان في أسفل رجله فانتقض بذلك فقتله ، ومر به العاص بن وائل فأشار إلى
أخمص رجله فخرج على حمار له يريد الطائف فدخلت فيه شوكة فقتلته ، ومر به الحارث
بن طلاطلة فأومأ إليه فتفقأ قيحا فمات(8).


(1)اصول الكافى 1 : 449 .
(2)أى أن يكسر رأسه .
(3)انتقع لونه : تغير واختطف لامر أصابه كالحزن والفرغ .
(4)اعلام الورى : 19 ط 1 و 39 ط 2 .
(5)تقدم الايعاز إلى موضع الاية مكررا .
(6)أى جبرئيل .
(7)الحبن : عظم البطن وتورمه ، والمراد به الاستسقاء .
(8)تفقأ الدمل : تشقق . واستظهر المصنف في الهامش أنه مصحف : فتقيأ . أقول : تقدم ذكر
المستهزئين وكيفية قتلهم في ج 17 : 282 و 283 وفى باب معجزاته في كفاية شر الاعداء بما
يخالف المذكور ههنا راجع ص 65 - 67 .(*)
بحار الانوار - 15 -

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه