الايات : المائدة : يا أيها الذين آمنوا إذاقمتم إلى الصلوة فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين(1).
الواقعة : إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا
المطهرون(2).
تفسير : قيل إقباله جل شأنه بالخطاب بهذا الامر يتضمن تنشيط المخاطبين
والاعتناء بشأن المأمور به ، وجبر كلفة التكليف بلذة المخاطبة ، ثم إن قلنا
باختصاص كلمة يا بنداء البعيد كما هو الاشهر ، فالنداء بها للبعد البعيد بين
مقامي عز الربوبية وذل العبودية ، أو لتنزيل المخاطبين ولو تغليبا منزلة البعداء
للانهماك في لوازم البشرية ، وإن كان سبحانه أقرب إلينامن حبل الوريد ، أولما
يتضمنه هذا النداء من تفخيم المخاطب به ، والاشارة إلى رفعة شأنه بالايماء إلى
أننا بمراحل عن توفية حقه ، وحق ماشرع لاجله .
ولفظة أي لما كانت وصلة إلى نداء أمثال هذه المعارف ، اعطيت حكم
المنادى ، ووصفت بالمقصود بالنداء ، وتوسيط ها التنبيه بينهما تعويض عمااستحقه
من المضاف إليه ، وتأكيد للخطاب ، وقد كثر النداء بيا أيها الذين آمنوا في القرآن
المجيد ، لمافيه من وجوه التأكيد بالايماء إلى التفخيم ، وتكرار الذكر والابهام
أولا ثم الايضاح ثانيا .
(1)المائدة : 6
(2)الواقعة : 77 - 79 .