بحار الأنوار ج19

ثم انتقل من بيت أبي أيوب إلى مساكنه التي بنيت له ، وقيل : كان مدة
مقامه بالمدينة إلى أن بنى المسجد وبيوته من شهر ربيع الاول إلى صفر من السنة
القابلة(1).
بيان : قال الجزري : في حديث سلمان ابني قيلة ، يريد الاوس والخزرج
قبيلتي الانصار ، وقيلة اسم أم لهم قديمة ، وهي قيلة بنت كاهل انتهى .
قوله : هذا جدكم ، أي صاحب جدكم وسلطانكم ، ويحتمل أن يريد هذا
سعدكم ودولتكم .

أقول : قال الطبرسي رحمه الله في تفسير آية الجمعة :(2)قال ابن سيرين :
جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة ، وقيل : قبل أن تنزل الجمعة
قالت الانصار : لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام ، وللنصارى يوم أيضا مثل
ذلك ، فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله عزوجل ونشكره ، أو كما قالوا
فقالوا :(3)يوم السبت لليهود ، ويوم الاحد للنصارى ، فاجعلوه يوم العروبة
فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ، وذكرهم ، فسموه يوم الجمعة
حين اجتمعوا إليه ، فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة ، فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة
وذلك لقلتهم ، فأنزل الله تعالى في ذلك : " إذا نودي للصلاة " الآية ، فهذه أول جمعة
جمعت في الاسلام ، فأما أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه فقيل : إنه قدم
رسول الله صلى الله عليه وآله مهاجرا حتى نزل قباء على بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين
لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول حين الضحى ، فأقام بقباء يوم الاثنين
والثلثاء والاربعاء والخميس وأسس مسجدهم ، ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة
عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بنى سالم بن عوف في بطن وادلهم قد اتخذوا


(1)مناقب آل أبى طالب 1 : 160 و 161 . والحديث موجود في سيرة ابن هشام 1 : 112 -
115 ، إلى قوله : وقيل .
(2)الجمعة : 9 .
(3)المصدر خال عن قوله : فقالوا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه