بحار الأنوار ج58

بالجسد الارضي ، فتدخل فيه - على الجسمية - أو تظهر آثارها في الارض بتوسط
البدن - على التجرد - " ترد شأن الآخرة " أي الروح إلى السماء " فالحياة في الارض "
أي بسبب كون الروح أو تعلقها في الارض " والموت في السماء " أي بسبب عروج الروح
إلى السماء ، أو الروح في حال حياة في الارض ، وبعد الموت في السماء . " فردت الروح
والنور إلى القدرة الاولى " أي إلى عالم الارواح التي هي اولى مخلوقاته تعالى ، و
في بعض النسخ " إلى القدس الاولى " أي إلى عوالم القدس الاولى . " ويرجع كل " أي
من العناصر " إلى جوهره الاول " قبل الامتزاج ، أو كل من الروح والبدن إلى الجوهر
الاول . " وتحركت الروح بالنفس " كأن المراد بالروح هنا الحيوانية . وبالنفس ،
الناطقة أي عند الموت تتحرك الروح إلى السماء بسبب حركة النفس أو قطع تعلقها
كحركة الروح في حال الحياة في البدن من الريح التي هي النفس ، أو المراد حركتها في حال
الحياة ، أي الروح الحيوانية إنما تتحرك وتجري في مجاري البدن بسبب النفس
حركتها التي بسبب الريح والتنفس(1). ويمكن أن يقرأ " بالنفس " بالتحريك ، أي
حركة الروح الحيوانية تابعة للنفس ، كما أن النفس وتحركه تابع للريح ، فيرتكب
تأويل في تأنيث الضمير كالانفاس ونحوه ، وعلى هذا يحتمل وجها آخر بأن يكون المراد
خروج الحيوانية بالنفس ، وخروجه كحركة الروح بالريح إلى السماء بعد خروجها
والروح في قوله " فردت الروح " يمكن أيضاحملها على الحيوانية ، فالمراد بالنور
الناطقة ، ويدل عليه قوله " فهو نور مؤيد بالعقل " وإذا حملناها على الناطقة فالمراد بالنور
كمالاتها وعلمها وإدراكاتها ، والاول في أكثر أجزاء الخبر أظهر . والنكراء - بالفتح
الحيل والخداع والفطنة في الباطل ، قال في القاموس : النكر والنكارة والنكراء والنكر -
بالضم - : الدهاء والفتنة والمنكر . وقد مر في الحديث أنها شبهة(2)بالعقل
وليست به .
قوله " إحداهما من الروح " أي ما يصيب روحه من الآلام الجمسانية والروحانية


(1)النفس(خ).
(2)شبيهة(ظ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه