بحار الأنوار ج22

رسول الله صلى الله عليه وآله وموته فبكى ابن عباس وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين -
وهو اليوم الذي قبض فيه وحوله أهل بيته وثلاثون رجلا من أصحابه - : ايتوني
بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا(1)بعدي ولا تختلفوا بعدي ، فقال رجل منهم :
إن رسول الله يهجر ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : إني لاراكم تختلفون وأنا
حي ، فكيف بعد موتي ؟ فترك الكتف ، قال سليم : ثم أقبل علي ابن عباس فقال :
يا سليم لولا ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتابا لا يضل أحد ولا يختلف ، فقال رجل
من القوم : ومن ذلك الرجل ؟ فقال : ليس إلى ذلك سبيل ، فخلوت باابن عباس
بعد ما قام القوم فقال : هو عمر ، فقلت : قد صدقت ، قد سمعت عليا عليه السلام وسلمان
وأبا ذر والمقداد يقولون : إنه عمر ، قال : يا سليم اكتم إلا ممن تثق به من إخوانك
فإن قلوب هذه الامة اشربت حب هذين الرجلين ، كما اشربت قلوب بني
إسرائيل حب العجل والسامري(2).
45 - ومن الكتاب المذكور عن أبان ، عن سليم قال : سمعت عليا عليه السلام
يقول : أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم توفي وقد أسندته إلى صدري ، ورأسه عند
اذني ، وقد أصغت المرأتان لتسمعا الكلام ، فقال رسول الله : اللهم سد مسامعهما
ثم قال : يا علي أرأيت قول الله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك
هم خير البرية " ؟ أتدري من هم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فانهم شيعتنا(3)
وأنصارك ، وموعدي وموعدهم الحوض يوم القيامة إذا جئت الامم على ركبها
وبدا لله في عرض خلقه ، فيدعوك(4)وشيعتك فتجيئوني غرا محجلين ، شباعا مرويين
يا علي " إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين
فيها اولئك هم شر البرية " فهم اليهود وبنو امية وشيعتهم ، يبعثون يوم القيامة
أشقياء جياعا عطاشا مسودا وجوههم(5).


(1)في المصدر : لن تضلوا .(2)كتاب سليم : 186 .
(3)= : شيعتك .
(4)= : قد دعا الناس إلى ما لابد لهم منه فيدعوك .
(5)كتاب السليم : 204 والاتيان في سورة البينة : 6 و 7 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه