بحار الأنوار ج11

إنه لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش ومات فدفن مع أبويه بغار أبي قيس ، وكان مولده
لمضي مائتي سنة وخمس وثلاثين سنة من عمر آدم ، وقيل غير ذلك ، وكانت وفاته وقد أتت له
تسعمائة سنة واثنتا عشر سنة .(1)
10 - مع ، ل : في خبر أبي ذر ،(2)عن النبي صلى الله عليه وآله أن أربعة من الانبياء
سريانيون : آدم وشيث وإدريس ونوح ، وأن الله تعالى أنزل على شيث خمسين صحيفة .(3)
11 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن
ابن اورمة ، عن النوفلي ، عن علي بن داود اليعقوبي ، عن مقاتل بن مقاتل ، عمن سمع
زرارة يقول : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن بدء النسل من آدم عليه السلام كيف كان ؟ وعن بدء
النسل من ذرية آدم - وساق الحديث إلى آخر ما أوردنا في باب تزويج آدم - ثم قال :
فلم يلبث آدم عليه السلام بعد ذلك إلا يسيرا حتى مرض فدعا شيثا وقال : يا بني إن أجلي قد
حضر وأنا مريض ، وإن ربي قد أنزل من سلطانه ما قد ترى ، وقد عهد إلي فيما قد عهد أن
أجعلك وصيي وخازن ما استودعني ، وهذا كتاب الوصية تحت رأسي وفيه أثر العلم و
اسم الله الاكبر ، فإذا أنا مت فخذ الصحيفة وإياك أن يطلع عليها أحد ، وأن تنظر فيها
إلى قابل في مثل هذا اليوم الذي يصير إليك فيه ، وفيها جميع ما تحتاج إليه من امور دينك
ودنياك ، وكان آدم عليه السلام نزل بالصحيفة التي فيها الوصية من الجنة .
ثم قال آدم عليه السلام لشيث : يا بني إني قد اشتهيت ثمرة من ثمار الجنة
فاصعد إلى جبل الحديد فانظر من لقيته من الملائكة فاقرأه مني السلام وقل له : إن أبي
مريض وهو يستهديكم من ثمار الجنة ، قال : فمضى حتى صعد إلى الجبل فإذا هو بجبرئيل
في قبائل من الملائكة ، فبدأه جبرئيل بالسلام ثم قال : إلى أين يا شيث ؟ فقال له شيث :
ومن أنت يا عبدالله ؟ قال : أنا الروح الامين جبرئيل ، فقال : إن أبي مريض وقد أرسلني
إليكم وهويقرؤكم السلام ويستهديكم من ثمار الجنة ، فقال له جبرئيل عليه السلام : وعلى


(1)كامل التواريخ 1 : 22 . وبه قال اليعقوبى وقد تقدم قبل ذلك .
(2)تقدم في الباب الاول .
(3)معانى الاخبار . 95 ، الخصال 2 : 104 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه