بحار الأنوار ج39

عاصم بن سليمان المفسر ، عن جوير بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال :
الاعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر
ذو الجناحين ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه .
وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : أنت ياعلي والاوصياء من
ولدك أعراف الله بين الجنة والنار ، لايدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، ولا
يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه .
وسأل سفيان بن مصعب العبدي الصادق عليه السلام عنها فقال : هم الاوصياء من
آل محمد صلى الله عليه وآله الاثنا عشر ، لا يعرف الله إلا من عرفهم ، قال : فما الاعراف جعلت
فداك ؟ قال : كثائب من المسك عليها رسول الله والاوصياء يعرفون كلا بسيماهم ،
فأنشأ سفيان يقول :
وأنتم ولاة الحشر والنشر والجزا * وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع
وأنتم على الاعراف وهي كثائب * من المسك رياها بكم يتضوع(1)
ثمانية بالعرش إذ يحملونه * ومن بعدهم في الارض هادون أربع
وأما قول العامة : إن أصحاب الاعراف من لايستحق الجنة ولا النار محال
وما جعل الله في الآخرة غير منزلتين إما للثواب وإما للعقاب ، وكيف يكون أصحاب
الاعراف بهذه الحالة وقد أخبر الله أنهم يعرفون الناس يومئذ بسيماهم وأنهم
يوقفون أهل النار على ذنوبهم ويقولون لهم : " ما أغنى عنكم جمعكم(2)" الآية ، و
ينادون أهل الجنة " أن سلام عليكم(3)" الآية .
أبان بن عياش عن أنس ، والكلبي عن أبي صالح ، وشعبة عن قتادة ، والحسن
عن جابر ، والثعلبي عن ابن عباس ، وأبوبصير وعبدالصمد عن الصادق عليه السلام قال :
سئل النبي صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب(4)" قال : نزلت في علي


(1)الريا : الريح الطيبة .
(2)الاعراف : 48 .
(3)" : 46 .
(4)سورة الرعد : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه