بحار الأنوار ج46

وكان إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملاها دمعا ، فقيل له في ذلك
فقال : وكيف لا أبكي ؟ وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش .
وقيل له : إنك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا ؟ فقال : نفسي قتلها
وعليها أبكي(1).
2 ل(2)لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف
عن محمد بن سهيل البحراني رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : البكاؤن خمسة : آدم
ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين عليه السلام فأما آدم : فبكى على
الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية ، وأما يعقوب : فبكى على يوسف حتى
ذهب بصره ، وحتى قيل له :(تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون
من الهالكين)(3)وأما يوسف : فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن
فقالوا : إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، وإما أن تبكي بالليل وتسكت
بالنهار ، فصالحهم على واحد منهما ، وأما فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله : فكبت على رسول الله
صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة ، وقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة
بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم
تنصرف ، وأما علي بن الحسين عليهما السلام : فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين
سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك
يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين قال : إنما أشكو بثي
وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لاتعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني
لذلك عبرة(4).
3 مل : أبي وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن


(1)مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 303 طبع النجف الاشرف .
(2)الخصال للصدوق ص 131 أبواب الخمسة .
(3)سورة يوسف ، الاية : 85 .
(4)أمالى الشيخ الصدوق ص 140 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه