بحار الأنوار ج19

7 .

(7باب) (نزوله صلى الله عليه وآله المدينة ، وبناؤه المسجد

والبيوت وجمل أحواله إلى شروعه في الجهاد)

1 - عم : روي عن ابن شهاب الزهري قال : كان بين ليلة العقبة وبين
مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أشهر ، كانت بيعة الانصار رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة
العقبة في ذي الحجة ، وقدوم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة في شهر ربيع الاول لاثنتي
عشرة ليلة خلت خلت منه يوم الاثنين ، وكانت الانصار خرجوا يتوكفون أخباره(1)،
فلما آيسوا رجعوا إلى منازلهم ، فلما رجعوا أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما وافى
ذا الحليفة سأل عن طريق بني عمرو بن عوف فدلوه فرفعه الآل ، فنظر رجل من
اليهود وهو على اطم إلى ركبان ثلاثة يمرون على طريق بني عمرو بن عوف ،
فصاح : يا معشر المسلمة(2)هذا صاحبكم قد وافى ، فوقعت الصيحة بالمدينة ، فخرج
الرجال والنساء والصبيان مستبشرين لقدومه يتعادون(3)فوافى رسول الله صلى الله عليه وآله و
قصد مسجد قباء ونزل ، واجتمع إليه بنو عمرو بن عوف وسروا به واستبشروا
واجتمعوا حوله ، ونزل على كلثوم بن الهدم شيخ من بني عمر ، صالح مكفوف
البصر ، واجتمعت إليه بطون الاوس ، وكانت بين الاوس والخزرج عداوة فلم
يجسروا أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان بينهم من الحروب ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله
يتصفح الوجوه فلا يرى أحدا من الخزرج ، وقد كان قدم على بني عمرو بن عوف
قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله ناس من المهاجرين فنزلوا فيهم .
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة جاء النساء والصبيان فقلن :


(1)أى ينتظرون حضوره ، ويستخبرون وروده .
(2)في نسخة : يا معشر المسلمين . وفيه : فرفعت الصيحة .
(3)تعادى القوم : تسابقوا في العدو والركض .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه