بحار الأنوار ج82

ليستعملوا معناه في المعاملات والامانات والانصافات ، وتصديق مصاحبتهم فيما بينهم
وصحة معاشرتهم ، فان أردت أن تضع السلام موضعه ، وتؤدي معناه فاتق الله و
ليسلم منك دينك وقلبك وعقلك ولاتدنسها بظلمة المعاصي ، ولتسلم حفظتك ألا
تبرمهم وتملهم وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم ثم صديقك ثم عدوك فان من
لم يسلم منه من هو أقرب إليه ، فالابعد أولى ، ومن لم يضع السلام مواضعه هذه ، فلا
سلم ، ولا سلام ، وكان كاذبا في سلامه ، وإن أفشاه في الخلق .
واعلم أن الخلق بين فتن ومحن في الدنيا ، إما مبتلا بالنعمة ليظهره شكره
وإما مبتلا بالشدة ليظهر صبره ، والكرامة في طاعته والهوان في معصيته ، ولاسبيل
إلى رضوانه إلا بفضله ، ولا وسيلة إلى طاعته إلا بتوفيقه ، ولاشفيع إليه إلا باذنه
ورحمته(1).
13 - فلاح السائل : يقول :(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله و
بركاته ، السلام على جميع أنبياء الله وملائكته ورسله ، السلام على الائمة الهادين
المهديين ، السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين)ثم يسلم إن كان إماما أو منفردا
تجاه القبلة ، يومئ بمؤخر عينه إلى يمينه ، وإن كان مأموما سلم عن يمينه ويساره
إن كان على يساره أحد ، وإن لم يكن كفاه التسليم عن يمينه(2).
14 - دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : إذا قضيت التشهد فسلم
عن يمينك وعن شمالك ، تقول :(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)(3).
بيان : قال الشهيد رحمه الله في الذكرى : روى علي بن جعفر(4)أنه رأى
موسى وإسحاق ومحمدا يسلمون على الجانبين(السلام عليكم ورحمة الله ، السلام
عليكم ورحمة الله)ويبعد أن يختص الرؤية بهم مأمومين لاغير ، بل الظاهر الاطلاق


(1)مصباح الشريعة ص 14 .
(2)فلاح السائل : 163 .
(3)دعائم الاسلام ج 1 ص 165 .
(4)رواه في التهذيب ج 1 ص 226 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه