بحار الأنوار ج22

الناس(1)" يعني محمدا ، وقال لامته : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا(2)" .
السابع : الهداية ، قال للحبيب : " ويهديك صراطا مستقيما(3)" وقال
لامته : " وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم(4)" .
والثامن : السلام ، قال للحبيب في ليلة المعراج : السلام عليك أيها النبي و
رحمة الله وبركاته ، وقال لامته : " وإذا جاء‌ك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام
عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة(5)" .
والتاسع : الرضا ، قال للحبيب : " ولسوف يعطيك ربك فترضى(6)" وقال
لامته : " ليدخلنهم مدخلا يرضونه(7)" يعني الجنة : ومن رحمة الله سبحانه على
هذه الامة وتخصيصه إياهم دون الامم ما خص به شريعتهم من التخفيف والتيسير
فقال سبحانه : " يريد الله أن يخفف عنكم(8)" وقال : " ما يريد الله ليجعل عليكم
من حرج(9)" وقال : " وما جعل عليكم في الدين من حرج(10)" وقال : " يريد
الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر(11)" وقال : " ويضع عنهم إصرهم والاغلال
التي كانت عليهم(12)" . وكان مما أنعم الله تعالى على هذه الامة أن الامم الماضية
كانوا إذا أصابهم بول أو غائط أو شئ من النجاسات كان تكليفهم قطعه وإباتته من
أجسادهم ، وخفف عن هذه الامة بأن جعل الماء طهورا لما يصيب أبدانهم وأثوابهم
قال الله تعالى : " وأنزلنا من السماء ماء طهورا(13)" وقال : " وينزل عليكم من
السماء ماء ليطهركم(14)" ومنها أنهم كانوا يعتزلون النساء في حال الحيض فلم


(1)الحج : 75 .(2)فاطر : 32 .
(3)الفتح : 2 .(4 و 7)الحج : 54 و 59 .
(5)الانعام : 54 .(6)الضحى : 5 .
(8)النساء : 28 .(9)المائدة : 6 .
(10)الحج : 78 .(11)البقرة . 185 .
(12)الاعراف : 157 .(13)الفرقان : 48 .
(14)الانفال : 11 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه