بحار الأنوار ج77

نار (1)فاما أن تكون جبه وقميصا حقيقة من النار ، كالرصاص والحديد
أو تكون كناية عن لصوق النار بهم كالجبة والقميص ، ولعل السرفى كون
ثياب النار مقطعات أو التشبيه بها ، كونها أشد اشتمالا على البدن من غيرها ،
فالعذاب بها أشد .
وفي بعض النسخ مفظعات بالفاء والظاء المعجمة ، جمع المفظعة بكسر
الظاء من فظع الامر بالضم فظاعة ، فهو فظيع ، أي شديد شنيع ، وهو تصحيف ،
والاول موافق للاية الكريمة حيث يقول : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب
من نار .
والتغشية : التغطية ، والبركة : النماء والزيادة ، وقال في النهاية في قولهم :
وبارك على محمد وآل محمد أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة ، و
هو من برك البعير إذا ناخ في موضع فلزمه ، وتطلق البركة أيضا على الزيادة و
الاصل الاول انتهى ، ولعل الرحمة بالنعم الاخروية أخص كماأن البركة بالدنيوية
أنسب ، كما يفهم من موارد استعمالهما ، ويحتمل التعميم فيهما .
وقال الوالد قدس سره : يمكن أن يكون الرحمة عبارة عن نعيم الجنة
وما يوصل إليها ، والبركات عن نعم الدنيا الظاهرة والباطنة ، من التوفيقات للاعمال
الصالحة والعفو ، والخلاص من غضب الله وما يؤدي إليه .
قوله : من كل قطرة أي بسببهاأو من عملها ، بناء على تجسم الاعمال
والتسبيح والتقديس مترادفان بمعنى التنزيه ، ويمكن تخصيص التقديس بالذات
والتسبيح بالصفات ، والتكبير بالافعال وقوله عليه السلام إلى يوم القيمة إما
متعلق بيكتب ، أو يخلق أو بهما أو بالافعال الثلاثة على التنازع .
وإنما أطنبنا الكلام في تلك الرواية لكثرة رجوع الناس إليها ، وكثرة
جدواها واشتهارها وتكررها في الاصول .
13 - دعائم الاسلام : عن علي عليه السلام أنه قال : ما من مسلم يتوضأ فيقول


(1)الحج : 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه