بحار الأنوار ج15

صبيا ، قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه واله سقط من بطن امه واضعا يده
اليسرى على الارض ، ورافعا يده اليمنى إلى السمآء ، ويحرك شفتيه بالتوحيد ، وبدا
من فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام ومايليها ، والقصور الحمر من أرض
اليمن وما يليها ، والقصور البيض من إصطخر ومايليها ، ولقد أضائت الدنيا ليلة ولد
النبي صلى الله عليه واله حتى فزعت الجن والانس والشياطين وقالوا : يحدث(1)في الارض حدث ،
ولقد رأت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل ، وتسبح وتقدس ، وتضطرب النجوم وتتساقط
النجوم علامات لميلاده ، ولقدهم إبليس بالظعن في السمآء لما رأى من الاعاجيب في تلك
الليلة ، وكان له مقعد في السمآء الثالثة ، والشياطين يسترقون السمع ، فلما رأوا الاعاجيب
أرادوا أن يسترقوا السمع ، فإذاهم قد حجبوا من السمآوات كلها ، ورموا بالشهب دلالة
لنبوته صلى الله عليه واله(2).
بيان : بصرى : بلد بالشام ، وإصطخر بالفارس معروف ، قوله عليه السلام : ولقد رأت
الملائكة ، أى الشياطين رأوهم .
12 لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن
المنذر ، عن ليث بن سعد قال : قلت لكعب وهو عند معاوية : كيف تجدون صفة مولد
النبي صلى الله عليه واله ؟ وهل تجدون لعترته فضلا ؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه ،
فأجرى الله عزوجل على لسانه فقال : هات يا أبا إسحاق رحمك الله ما عندك ، فقال كعب :
إني قد قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها انزلت من السمآء ، وقرأت صحف دانيال كلها ،
ووجدت في كلها ذكر مولده ومولد عترته ، وإن اسمه لمعروف وإنه لم يولد بني قط
فنزلت عليه المئلاكة ما خلا عيسى وأحمد صلوات الله عليهما ، وما ضرب على آدمية حجب الجنة
غير مريم وآمنة ام أحمد صلى الله عليه واله ، وما وكلت الملائكة بانثى حملت غير مريم ام المسيح عليه السلام
وآمنة ام أحمد صلى الله عليه واله ، وكان من علامة حمله أنه لما كانت الليلة التي حملت آمنة به صلى الله عليه واله


(1)في المصدر : حد .
(2)الاحتجاج : 118 و 119 . والحديث طويل أخرجه المصنف في كتاب الاحتجاجات ، راجع
ج : 10 : 28 49 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه