بحار الأنوار ج12

فاعتنقته .(1)وقال ابن عباس : فوالذي نفس عبدالله بيده مافارقته من عناقه حتى مر
بهما كل مال لهماوولد(2)فذلك قوله : " وأيوب إذا نادى ربه أني مسني الضر " .
واختلف العلماء في وقت ندائه ومدة بلائه والسبب الذي قال لاجله " مسني الضر "
فعن أنس بن مالك(3)قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه ثماني
عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان ،
فقال أحدهما لصاحبه : والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، فقال له صاحبه :
وما ذاك ؟ قال : منذ ثمانية عشر سنة لم يرحمه الله(4)عزوجل فيكشف ما به ، فلما راحا
إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك ، فقال أيوب : ما أدري ما تقولان غير أن
الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله تعالى فأرجع إلى بيتي
فاكفر عنهما ، كراهية أن يذكر الله تعالى إلا في حق ، قال : وكان يخرج لحاجته ،
فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ . فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحى
إلى أيوب في مكانه : أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ، فاستبطأته فتلقته تنظر
وأقبل عليها(5)وقد أذهب الله عزوجل ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته
قالت : هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ؟ قال : إني أنا هو ، وكان له أندران : أندر للقمح
وأندر للشعير ، فبعث الله تعالى سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب
حتى فاض ، وأفرغت الاخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض . ويروى أن الله تعالى
أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يحثى منها في ثوبه ،(6)فناداه ربه : ألم أغنك عما


(1)في المصدر : وكيف لا أعرفه ؟ فتبسم وقال : ها أنا هو ، فعرفته لما ضحك فاعتنقته .
(2)في المصدر : كل ما كان لهما من المال والولد .
(3)أسقط المصنف اسناد الحديث للاختصار ، وهو هكذا : حدثنا الامام ابوالحسين محمد بن
على بن سهل املاء في شهر ربيع الاول سنة 384 ، اخبرنا ابوطالب عمر بن الربيع بن سليمان
الخشاب بمصر ، أخبرنا يحيى بن أيوب العلاف ، أخبرنا سعيد بن أبى مريم ، أخبرنا نافع بن يزيد ، عن
عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك .
(4)في المصدر : وما أدراك ؟ قال : منذ ثمانى عشرة سنة له في البلاء لم يرحمه الله .
(5)في المصدر : فاستبطأته فذهبت لتنظر ما شأنه فأقبل عليها .
(6)في المصدر : ولعل الصحيح : يحشى منها ثوبه أى يملاء . وفى المصدر : يحثو .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه