بحار الأنوار ج56

52 وعن الخزرج قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ونظر إلى ملك
الموت عند رأس رجل من الانصار ، فقال : يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن
فقال ملك الموت : طب نفسا وقر عينا ، واعلم بأني بكل مؤمن رفيق ، واعلم
أني يا محمد لاقبض روح ابن آدم ، فإذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه
فقلت : ما هذا الصارخ ؟ والله ما ظلمنا ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره ، وما لنا في
قبضه من ذنب ، فإن ترضوا بما صنع الله توجروا ، وإن تسخطوا تأثموا وتوزروا
وإن لنا عندكم عودة بعد عودة ، فالحذر ! الحذر ! وما من أهل بيت شعر ولا مدر
بر ولا فاجر ، سهل ولا جبل ، إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة ، حتى لانا
أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ، والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما
قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن بقبضها(1).
53 وعن ابن عباس قال : وكل ملك الموت بقبض أرواح الآدميين فهو
الذى يلي قبض أرواحهم ، وملك في الجن ، وملك في الشياطين ، وملك في الطير
والوحش والسباع والحيتان والنمل ، فهم أربعة أملاك ، والملائكة يموتون في
الصعقة الاولى ، وإن ملك الموت يلي قبض أرواحهم ، ثم يموت ، وأما الشهداء
في البحر فإن الله يلي قبض أرواحهم ، لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه(2)
54 وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام(3)قال : دخل النبي صلى الله عليه وآله على
رجل من الانصار يعوده ، فإذا ملك الموت عند رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا
ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال : أبشر يا محمد ، فإني بكل مؤمن
رفيق ، واعلم يا محمد أني لاقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله ، فأقوم في جانب من
الدار فأقول : والله مالي ذنب ، وإن لي لعودة وعودة ، الحذر ! الحذر ! وما خلق
الله من أهل بيت مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم فيه في كل


(1)الدر المنثور : ج 5 ، ص 173 .
(2)الدر المنثور : ج 5 ، ص 173 .
(3)في المصدر : رضى الله عنهما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه