بحار الأنوار ج39

سفر ؟ فقالت : يا جابر علي في برحات(1)منذ ثلاث ، فقلت : في أي برحات ؟
فأجافت الباب(2)دوني ، فقالت : يا جابر ظننتك أعلم مما أنت(3)، صر إلى مسجد
النبي صلى الله عليه وآله فانك سترى عليا ، فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من
نور ولا أرى عليا ، فقلت : يا عجبا غرتني أم سلمة ، فتلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب
وانشقت ونزل منها أمير المؤمنين عليه السلام وفي كفه سيف يقطر دما ، فقام إليه الساجد
فضمه إليه وقبل بين عينيه وقال : الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك
وفتح على يدك(4)، لك إلي حاجة ؟ قال : حاجتي إليك أن تقرأ ملائكة السماوات
مني السلام وتبشرهم بالنصر ، ثم ركب السحاب فطار ، فقمت إليه وقلت : يا
أمير المؤمنين لم أرك بالمدينة أياما فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية
لاسألها عنك ، فوقفت بالباب فخرجت تقول(5): من بالباب ؟ فقلت : أنا جابر ،
فقالت : ماحاجتك يا أخا الانصار ؟ فقلت : إني فقدت أمير المؤمنين عليه السلام ولم أره
بالمدينة ، فأتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين عليه السلام ، فقالت : يا جابر اذهب إلى
المسجد ستراه ،(6)فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نور ولا أراك ،
فلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب وانشقت ونزلت وفي يدك سيف يقطر دما ، فأين
كنت يا أمير المؤمنين ؟ قال : يا جابر كنت في برحات منذ ثلاث ، فقلت : وايش(7)
صنعت في برحات ؟ فقال لي : يا جابر ما أغفلك ! أما علمت أن ولايتي عرضت
على أهل السماوات ومن فيها وأهل الارضين ومن فيها ، فأبت طائفة من الجن
ولايتي . فبعثني حبيبي محمد بهذا السيف ، فلما وردت الجن افترقت الجن ثلاث


(1)في المصدر : " برجات " في الموضعين وكذا فيما يأتي .
(2)أجاف الباب : رده .
(3)في المصدر : مما أنت فيه .
(4)" " : على يديك .
(5)" " : فخرجت وهي تقول .
(6)" " : فانك ستراه .
(7)أي وأي شئ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه