بحار الأنوار ج69

وقال الابي : في إكمال الاكمال : في المسألة خلاف والمتحصل فيها أربعة
أقوال ، قيل : الغنا أفضل ، وقيل : الفقر أفضل ، وقيل : الكفاف أفضل ، وقيل :
بالوقف ، وقال : المراد بالرزق المذكور ما ينتفع به صلى الله عليه وآله في نفسه وفي أهل بيته
وليس المراد به الكسب لانه كسب من خيبر وغيرها فوق القوت انتهى .
4 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن إبراهيم بن
محمد النوفلي رفعه إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : مر رسول الله صلى الله عليه وآله
براعي إبل فبعث يستسقيه فقال : أما ما في ضروعها فصبوح الحي ، وأما ما في
آنيتها فغبوقهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم أكثر ماله وولده . ثم مر براعي
غنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها وأكفأ ما في إنائه في إناء رسول الله
صلى الله عليه وآله وبعث إليه بشاة وقال : هذا ما عندنا ، وإن أحببت أن نزيدك
زدناك قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم ارزقه الكفاف .
فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله دعوت للذي ردك بدعاء عامتنا نحبه
ودعوت للذي أسعفك بحاجتك بدعاء كلنا نكرهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن ما
قل وكفى خير مما كثر وألهى ، اللهم ارزق محمدا وآل محمد الكفاف(1).
توضيح : الصبوح بالفتح شرب الغداة أو ما حلب أول النهار ، والغبوق بالفتح
أيضا الشرب بالعشي أو ما حلب آخر النهار ، وفي القاموس كفأه كمنعه صرفه وكبه
وقلبه كأكفأه وقال الجوهري : كفأت الاناء كببته وقلبته فهو مكفوء ، وزعم ابن
الاعرابي أن أكفأته لغة ، وقال الكسائي : كفأت الاناء كببتة وأكفأته أملته
وقال : أسعفت الرجل بحاجته إذا قضيتها له .
5 كا : عن العدة(2)عن أبيه ، عن أبي البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : إن الله عزوجل يقول : يحزن عبدي المؤمن إن قترت عليه ، وذلك أقرب
له مني ، ويفرح عبدي المؤمن أن وسعت عليه وذلك أبعد له مني(3).
بيان : الحزن بالضم الهم وحزن كفرح لازم ، وحزن كنصر متعد ، يقال :


(1)الكافي ج 2 ص 140 و 141 .(2)في المصدر : عنه عن أبيه .
(3)الكافي ج 2 ص 141 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه