بحار الأنوار ج62

الديك وصوت قارئ القرآن وصوت المستغفرين بالاسحار .
وروى الامام أحمد وأبوداود وابن ماجة عن زيد بن خالد الجهنى أن النبي
صلى الله عليه وآله قال : لا تسبوا الديك فانه يوقظ للصلاة .
إسناده جيد ، وفي لفظ : فانه يدعو إلى الصلاة .
قال الامام الحليمي قوله صلى الله عليه وآله :(فانه يدعو إلى الصلاة)فيه دليل على أن
كل من استفيدمنه خير لا ينبغي أن يسب ويستهان ، بل حقه أن يكرم ويشكر ويتلقى
بالاحسان ، وليس معنى دعاء الديك إلى الصلاة أن يقول بصراخه حقيقة : الصلاة
أوقد حانت الصلاة ، بل معناه أن العادة قدجرت بأن يصرخ صرخات متتابعة عند
الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها فتذكر الناس بصراخه الصلاة ، ولا يجوز لهم
أن يصلوا بصراخه من غير دلالة سواه إلا من جرب منه لا ما لا يخلف فيصير ذلك له إشارة
والله أعلم انتهى .
وروى الحاكم في المستدرك(1)عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الله تعالى
أذن لي أن احدث عن ديك رجلاه في الارض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول :
(سبحانك ما أعظم شأنك ؟)قال : فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي لاذبا .
وروى أبوطالب المكي والغزالي عن ميمون بن مهران أنه قال : بلغني أن تحت
العرش ملكا في صورة ديك رأسه من لؤلؤة ، وجناحاه من زبرجد أخضر(2)، فاذا مضى
ثلث الليل الاول ضرب بجناحيه وزقا(3)وقال : ليقم القائمون ، فاذا مضى نصف
الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال : ليقم المصلون ، فاذا طلع الفجر ضرب بجناحيه وزقا
وقال : ليقم الغافلون : وعليهم أوزارهم . ومعنى زقا : صاح .


(1)زاد في المصدر : في أوائل كتاب الايمان والطبرانى ورجاله رجال الصحيح .
(2)في المصدر : براثنه من لؤلؤ صيصيته من زبرجد أخضر .
(3)زقا الطائر : صاح .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه