بحار الأنوار ج44

ابن الحسين فقلت : حدثني عن مقتل ابن رسول الله صلى الله عليه واله فقال : حدثني أبي
عن أبيه عليهما السلام قال : لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد لعنه الله فأجلسه بين
يديه فقال له : يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ، ووطدت لك البلاد
وجعلت الملك وما فيه لك طعمة ، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك
بجهدهم وهم : عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وعبدالله بن الزبير ، والحسين بن
علي(1).
فأما عبدالله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه ، وأما عبدالله بن الزبير فقطعه إن
ظفرت به إربا إربا ، فانه يجثو لك كما يجثو الاسد لفريسته ، ويواربك مؤاربة
الثعلب للكلب(2).
وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله وهو من لحم رسول الله ودمه ، وقد
علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه ، فان ظفرت


(1)قال ابن الجوزى في التذكرة ص 134 : وكان معاوية قد قال ليزيد لما أوصاه
انى قد كفيتك الحل والترحال ، وطأت لك البلاد والرجال ، وأخضعت لك أعناق العرب
وان لا اتخوف عليك ان ينازعك هذاالامر الذى أسست لك الا أربعة نفر من قريش : الحسين
ابن على ، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن عمر ، وعبدالرحمان بن أبى بكر .
فأما ابن عمر ، فرجل قد وقذته العبادة ، واذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين
فان أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه ، فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فان له
رحما ماسة ، وحقا عظيما . وأما ابن أبى بكر ، فانه ليست له همة الافى النساء واللهو ، فاذا
رأى أصحابه قد صنعوا شيئا صنع مثله ، واما الذى يجثم لك جثوم الاسد ، ويطرق اطراق
الافعوان ، ويراوغك مراوغة الثعلب ، فذاك ابن الزبير ، فان وثب عليك وامكنتك الفرصة
منه فقطعه اربا اربا ،
(2)آربه مؤاربة : داهاه وخاتله ، ومنه مؤاربة الاريب جهل وعناء من حيث ان
الاريب لا يختل عن عقله . والمراد بمؤاربة الثعلب : روغانه وعسلانه : يذهب هكذا وهكذا مكرا وخديعة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه