بحار الأنوار ج80

وقال في النهاية : فيه شدة الحر من فيح جهنم الفيح سطوع الحر وفورانه
ويقال بالواو ، وفاحت القدر تفوح وتفيح إذا غلت ، وقد أخرجه مخرج التشبيه
والتمثيل ، أي كأنه نار جهنم في حرها انتهى .
وقال بعضهم : اشتكاء النار مجاز من كثرتها وغليانها ، وازدحام أجزائها بحيث
يضيق عنها مكانها ، فيسعى كل جزء في إفناء الجزء الاخر ، والاستيلاء على مكانها
ونفسها لهبها ، وخروج ما ينزل منها ، مأخوذ من نفس الحيوان في الهواء الدخاني
الذي تخرجه القوة الحيوانية ، وينقي منه حوالي القلب .
وقوله :(أشد ما يجدون من الحر)خبر مبتدأ محذوف ، أي ذلك أشد
وتحقيقه أن أحوال هذا العالم عكس امور ذلك العالم وآثارها ، فكما جعل
المستطابات وما يستلذ بها الانسان في الدنيا أشباه نعيم الجنان ، ومن جنس ما
اعدلهم فيها ليكونوا أميل إليها وأرغب فيها ، ويشهد لذلك قوله تعالى :(كلما
رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل)(1)كذلك جعل
الشدائد المولمة والاشياء المؤذية انموذجا لاحوال الجحيم ، وما يعذب
الكفرة والعصاة ليزيد خوفهم وانزجارهم عما يوصلهم إليه ، فما يوجد من
السموم المهلكة فمن حرها ، وما يوجد من الصراصر المجمدة فمن زمهريرها ،
وهو طبقة من طبقات الجحيم .
28 - ثوال الاعمال : عن أبيه عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن
عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج
عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا أبان ! هذه الصلوات الخمس
المفروضات ، من أقامهن وحافظ على مواقيتهن لقي الله يوم القيامة وله عنده عهد
يدخله به الجنة ، ومن لم يصلهن لمواقيتهن فذلك إليه ، إن شاء غفرله ، وإن
شاء عذبه(2).


(1)البقرة : 25 .
(2)ثواب الاعمال ص 27 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه