لابيه وجده عليهما السلام ولا يشعر بذلك من فعله قال محمد بن علي : فخرج سلام الله عليه
متوجها إلى العراق لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأنا معه وليس معنا ذو
روح إلا الناقتين ، فلما انتهى إلى النجف من بلاد الكوفة وصار إلى مكان منه فبكى
حتى اخضلت لحيته بدموعه وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته اشهد أنك جاهدت يا أمير المؤمنين في
الله حق جهاده ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله حتى دعاك الله إلى
جواره ، فقبضك إليه باختياره ، لك كريم ثوابه ، وألزم أعداءك الحجة مع مالك
من الحجج البالغة على عباده ، اللهم صل على محمد وآله واجعل نفسي مطمئنة بقدرك
راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك
وسمائك ، صابرة عند نزول بلائك ، شاكرة لفواضل نعمائك ، ذاكرة لسابغ آلائك
مشتاقة إلى فرحة لقائك ، متزودة التقوى ليوم جزائك ، مستنة بسنن أوليائك
مفارقة لاخلاق أعدائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك .
ثم وضع خده على قبره وقال : اللهم إن قلوب المخبتين اليك والهة ، و
سبل الراغبين إليك شارعة ، وأعلام القاصدين إليك واضحة ، وأفئدة والوفدين
إليك فازعة ، واصواب الداعين إليك صاعدة ، وأبواب الاجابة له مفتحة ، ودعوة
من ناجاك مستجابة ، وتوبة من أناب إليك مقبولة ، وعبرة من بكى من خوفك
مرحومة ، والاغاثة لمن استغاث بك موجودة . والاعانة لمن استعان بك مبذولة ، و
عداتك لعبادك منجزة ، وزلل من استقالك مقالة ، وأعمال العاملين لديك محفوظة
وأرزاق الخلائق من لدنك نازلة ، وعوائد المزيد متواترة ، وجوائز المستطعمين
معدة ، ومناهل الظماء مترعة ، اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي واجمع بيني
وبين أوليائي وأحبائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين آبائي إنك
ولي نعمائى ومنتهى مناي وغاية رجائي في منقلبي ومثواي .
قال جابر : قال الباقر عليه السلام : ما قال هذا الكلام ولادعا به أحد من شيعتنا
عند قبر أمير المؤمنين أو عند قبر أحد من الائمة عليهم السلام إلا رفع دعاؤه في درج من