بحار الأنوار ج1

ذكره لاجتماعهم عليه وما هذا إلا جزء من كل ، ولا أنا - علم الله تعالى - إلا معترف
بالعجز والتقصير كما قال أبوالجوائز .
رويت وما رويت من الرواية * وكيف وما انتهيت إلى نهاية
وللاعمال غايات تناهى * وإن طالت وما للعلم غاية
وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الاخبار ، وعدلت عن
الاطالة والاكثار والاحتجاج من الظواهر ، والاستدلال على فحواها ، وحذفت أسانيدها
لشهرتها ، ولاشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد
المراسيل ، وتلحق بباب المسندات .
وربما تتداخل الاخبار بعضها في بعض ، ويختصر منها موضع الحاجة ، أو نختار
ما هو أقل لفظا ، أو جاء‌ت غريبة من مظان بعيدة ، أو وردت منفرة محتاجة إلى التأويل
فمنها : ما وافقه القرآن ، ومنها : ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم
العمل به ، ومنها : ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا ، ومنها : ما نطقت به الشعراء والشعرورة ،
لتبذلها ، فظهرت مناقب أهل البيت عليهم السلام بإجماع موافقيهم وإجماعهم حجة على ما ذكر
في غير موضع ، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ، ولا يقدرون على
الانكار ، على ما أنطق الله به رواتهم ، وأجراها على أفواه ثقاتهم ، مع تواتر الشيعة بها
وذلك خرق العادة ، وعظة لمن تذكر ، فصارت الشيعة موفقة لما نقلته ميسرة ، والناصبة
مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها ، وحمل تلك ما هو
حجة لخصمها دونها ، وهذا كاف لمن ألقى السمع وهو شهيد وإن هذا لهو البلاء المبين
وتذكرة للمتذكرين ، ولطف من الله تعالى للعالمين .
هذا آخر ما نقلناه عن المناقب . ولنذكر ما وجدناه في مفتتح تفسير الامام
العسكري صلوات الله عليه . قال الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي
أدام الله تأييده : حدثنا السيد محمد بن شراهتك(1)الحسني الجرجاني ، عن السيد أبي جعفر


(1)في التفسير : سراهنك الحسني الجرجاني . ثم ان الظاهر أن " مهتدي " مصحف " مهدي "
وهو كما يأتي عن الاحتجاج مهدي بن العابد أبي الحرب الحسيني المرعشي ، وعده المحقق الوحيد رحمه الله
في التعليقه من أجلاء الطائفة ومن مشائخ الاجازة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه