بحار الأنوار ج63

المعلى : أنا ، فقال أحسنت(1).
8 ومن الرسالة والطرابلسيات بالاسناد المتقدم ، عن الحسين بن سعيد ، عن
القاسم بن محمد ، عن محمد بن يحيى الخثعي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أناني رجلان
أظنهما من أهل الجبل ، فسألني أحدهما عن الذبيحة يعنى ذبيحة أهل الذمة ، فقلت
في نفسى : والله لا ابر دلكما على ظهرى ، لا تأكل ، قال محمد بن يحيى : فسألت أنا أبا عبدالله
عليه السلام عن ذبيحة اليهود والنصارى ، فقال : لا تأكل .
تبيان هذا الخبر مروي في التهذيب(2)عن الحسين بن سعيد بهذا السند ، وليس
فيه " يعني ذبيحة أهل الذمة " وهو المراد . وكأنه من كلام المفيد والسيد رحمهما الله
وفيه " لا برد لكما على ظهري " وفي بعض النسخ " عن ظهرى "(3)وهو من معضلات الاخبار
ويمكن أن يوجه بوجوه :
الاول : وهو أظهرها أن يكون المعنى على نسخة المفيد لا اثبت لكما على ظهري


(1)الكافى 6 ر 239 بالرقم 7 لتهذيب 9 ر 64 مع اختلاف سيجئ شرحه تحت
الرقم 24 .
(2)التهذيب 9 ر 67 .
(3)يقال : لا تبرد عن فلان من باب التضعيف اى ان ظلمك فلا تشتمه فتنتقص
اثمه ، ويقال : برد الحق على فلان : ثبت ووجب ، ومنه قولهم " لم يبرد منه شئ " والمعنى
لم يستقر ولم يثبت ، ويقال : ما يرد لك على فلان ؟ أى ما ثبت ووجب ؟ وبرد لى عليه كذا
من المال . قاله الجوهرى .
والظاهر أن هذا اللفظ يستعمل في مورد التفريق بأن يكون لزيد عند عمرو مال
ولعمر وعلى زيد اجرة أو دين ، فرفعا حسابهما فبرد لزيد على عمرو كذا وكذا درهما مثلا
اى بقى بعد المحاسبة ، ومنه قول عمر لابى موسى على ما في صحيح البخارى " هل يسرك أن
اسلامنا مع رسول الله وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد وأن كل عمل عملنا بعده
نجونا منه كفافا رأسا برأس ؟ " .
فعلى هذا يكون المعنى : لا والله لا ابقى لكما على ظهرى حقا تراجعانى بعد ذلك
وتطلبانه عنى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه