فمن يكون أسوء حالا مني إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبري ، ولم
امهده لرقدتي ، ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي ، ومالي لا أبكي ولا أدري
إلى ما يكون مصيري ، وأرى نفسي تخادعني ، وأيامي تخاتلني ، وقد خفقت عند
رأسي أجنحة الموت ، فمالي لا أبكي ، أبكي لخروج نفسي ، أبكي لظلمة قبري
أبكي لضيق لحدي ، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي ، أبكي لخروجي عن قبرى
عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري ، أنظر مرة عن يمنيي واخرى عن شمالي
إذا الخلائق في شأن غير شأني لكل امرءي منهم يومئذ شأن يغنيه ، وجوه يومئذ مسفرة
ضاحكه مستبشرة ، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة وذلة ، سيدي عليك معولي
ومعتمدي ورجائي وتوكلي ، وبرحمتك تعلقي ، تصيب برحمتك من تشاء ، وتهدي
برحمتك من تحب
اللهم فلك الحمد على ما نقيت من الشرك قلبي ، ولك الحمد على بسط لساني
أفبلساني هذا الكال أشكرك ؟ أم بغاية جهدي في عملي ارضيك ؟ وما قدر لساني يا
رب في جنب شكرك ؟ وما قدر عملي في جنب نعمك وإحسانك ؟ إلهي إن جودك بسط
أملي ، وشكرك قبل عملي ، سيدي إليك رغبتي ، ومنك رهبتي ، وإليك تأميلي
فقد ساقني إليك أملى ، وعليك يا واجدي عكفت همتي ، وفيما عندك انبسطت رغبتي
ولك خالص رجائي وخوفي ، وبك أنست محبتي ، وإليك ألقيت بيدي ، وبحبل
طاعتك مددت يدي ، مولاي بذكرك عاش قلبي ، وبمناجاتك بردت أمل الخوف عني
فيا مولاي ويا مؤملي ، ويا منتهى سؤلي ! صل على محمد وآل محمد وفرق بيني و
بين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك ، فانما أسألك لقديم الرجاء لك ، وعظيم
الطمع فيك ، الذي أوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة ، فالامر لك وحدك
لا شريك لك ، والخلق كلهم عبادك وفي قبضتك ، وكل شئ خاضع لك تباركت
يا رب العالمين
اللهم فارحمني إذا انقطعت حجتي ، وكل عن جوابك لساني ، وطاش عند
سؤالك إياي لبي فيا عغظيما يرجى لكل عظيم ، أنت رجائي فلا تخيبني إذا اشتدت