بحار الأنوار ج26


4(باب) (النهى عن اخذ فضائلهم من مخالفيهم)

1 - ن : أبي عن الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود
قال : قلت للرضا عليه السلام : يابن رسول الله إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عنكم ، أفندين بها ؟ فقال :
يابن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق عن الله عزوجل فقد عبدالله ، وإن كان
الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس .
ثم قال الرضا عليه السلام : يابن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا
وجعلوها على أقسام ثلاثة : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح
بمثالب أعدائنا ، فاذا فاذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول
بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذاسمعوا مثالب أعدائنا بأسمآئهم
ثلبونا بأسمآئنا ، وقد قال الله عزوجل : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا
الله عدوا بغير علم "(1).
يابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا فانه من لزمنا
لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، إن أدنى مايخرج الرجل من الايمان أن يقول للحصاة :
هذه نواة ، ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه ، يابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد
جمعت لك فيه خير الدينا والآخرة(2)
بيان : النهي عن الاعتقاد بما تفرد به المخالفون من فضائلهم لا ينافي جواز
الاحتجاج عليهم بأخبارهم ، فانه لا يتأنى إلا بذلك ، ولا ذكر ما ورد في طريق أهل
البيت عليهم السلام من طريق المخالفين أيضا تأييدا وتأكيدا(3).


(1)الانعام : 109 .(2)عيون اخبار الرضا : 168 و 169 .
(3)مقتضى التعليل الوارد في كلامه عليه السلام مرجوحيه ذكر هذه الروايات في كتبنا
سواء كان ذكرها للاستناد أو للتأييد ، واما الاحتجاج عليهم بها فلعله لم يكن به بأس .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه