بحار الأنوار ج5

قف فإنه قد هم بالسيئة ، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه ، وريقه مداده ، فأثبتها
عليه . " ج 2 ص 429 "
17 - كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان
المرادي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربع من كن فيه لم
يهلك على الله بعدهن إلا هالك(1): يهم العبد الحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله
له حسنة بحسن نيته ، وإن هو عملها كتب الله له عشرا ; ويهم بالسيئة أن يعملها فإن
لم يعملها لم يكتب عليه شئ وإن هو عملها أجل سبع ساعات ، وقال صاحب الحسنات
لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ،
فإن الله يقول : " إن الحسنات يذهبن السيئات " أو الاستغفار ، فإن هو قال : " أستغفر
الله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة ، العزيز الحكيم ، الغفور الرحيم ذو
الجلال والاكرام وأتوب إليه " لم يكتب عليه شئ ، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها
بحسنة ولا استغفار(2)قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات : اكتب على الشقي
المحروم . " ج 2 ص 429 - 430 "
18 - نهج : قال : أمير المؤمنين عليه السلام : فاتقوا الله الذي أنتم بعينه ، ونواصيكم
بيده ، وتقلبكم في قبضته ، إن أسررتم علمه ، وإن أعلنتم كتبه ، وقد وكل بذلك حفظة
كراما ، لا يسقطون حقا ولا يثبتون باطلا .


(1)قال المصنف في مرآت العقول : اعلم أن الهلاك في قوله :(يهلك)بمعنى الخسران واستحقاق
العقاب ، وفى قوله :(هالك)بمعنى الضلال والشقاوة الجبلية ، وتعديته بكلمة(على)إما بتضمين
الورود ، أى لم يهلك حين وروده على الله ، أو معنى الاجتراء أى مجترئا على الله ، أو معنى العلو و
الرفعة ، كأن من يعصيه تعالى يترفع عليه ويخاصمه . ويحتمل أن يكون(على)بمعنى(في)نحوه قوله
تعالى :(على حين غفلة)أى في معرفته وأوامره ونواهيه ، أو بمعنى(من)بتضمين معنى الحينية ، كما
في قوله تعالى : " إذا اكتالوا على الناس يستوفون " أو بمعنى(عن)بتضمين معنى المجاوزة ، أو بمعنى
(مع)أى حالكونه معه ومع ما هو عليه من اللطف والعناية . أقول : الخصال الاربع : اولها أن
يهم بالحسنة من دون عمل ، الثانيه أن يعمل بها ، الثالث أن يهم بالسيئة من دون عمل والرابعة
أن يعمل بها ولكن يتبعها بحسنة تمحوها ، أو استغفار قبل مضى سبع ساعات .
(2)في المصدر : ولم يتبعها حسنة واستغفار . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه