بحار الأنوار ج16

النبي صلى الله عليه واله وقد جعلت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : أيكم فجع(1)هذه ؟
فقال رجل من القوم : أنا أخذت بيضها ، فقال النبي صلى الله عليه واله : ارددها ، ومنه كلام البعير و
العجل والضبي والشاة والذئب والذب ، وسخرت له(2)" الجن والشياطين ، وقال
للنبي صلى الله عليه واله : " قل اوحي إلي أنه استمع نفر من الجن(3)" ، وقوله : " وإذ صرفنا
إليك نفرا من الجن(4)" وهو التسعة من أشراف الجن بنصيبين واليمن من بني عمرو بن
عامر ، منهم شصاه ، ومصاه ، والهملكان ، والمرزبان ، والمازمان ، ونضاه ، وهاضب ، وعمرو ،
وبايعوه على العبادات ، واعتذروا بأنهم قالوا على الله : شططا ، وسليمان عليه السلام كان يصفدهم
لعصيانهم ، ونبينا أتوه طائعين راغبين ، وسأل سليمان ملكا دنيا : " رب هب لي ملكا(5)"
وعرض مفاتيح خزائن الدنيا على محمد صلى الله عليه واله فردها ، فشتان بين من يسأل وبين من يعطى
فلا يقبل ، فأعطاه الله الكوثر والشفاعة والمقام المحمود " ولسوف يعطيك ربك فترضى(6)"
وقال لسليمان : " امنن أو أمسك بغير حساب(7)" وقال لنبينا : " ما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا(8)" .
حسان بن ثابت :
وإن كانت الجن قد ساسها * سليمان والريح تجري رخا
فشهر غدو به دائبا * وشهر رواح به إن يشا
فإن النبي سرى ليلة * من المسجدين إلى المرتقى
كعب بن مالك :
وإن تك نمل البر بالوهم كلمت * سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمى
فهذا نبي الله أحمد سبحت * صغار الحصى في كفه بالترنم
يحيى عليه السلام قال الله تعالى له : " وآتيناه الحكم صبيا(9)" وكان في عصر لا جاهلية


(1)فجعه : أوجعه باعدامه ما يتعلق به من أهل أو مال .
(2)أي لسليمان عليه السلام .
(3)الجن : 1 .
(4)الاحقاف : 29 .
(5)ص : 35 وهو منقول معناه والاية هكذا : " قال رب اغفر لي وهب لى ملكا " .
(6)الضحى : 5 .(7)ص : 39 . وفيه : فامنن .
(8)الحشر : 7 وفيه : وما اتاكم .(9)مريم : 12 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه