بحار الأنوار ج64

10 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن كليب بن
معاوية ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ما ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى
أخيه ، فمن دونه ، المؤمن عزيز في دينه(1).
بيان : " أن يستوحش " : أي يجد الوحشة ، ولعله ضمن معنى الميل والسكون
فعدي بإلى ، أي استوحش من الناس مائلا أو ساكنا إلى أخيه .
قال في الوافي : ضمن الاستيحاش معنى الاستيناس ، فعداه بإلى ، وإنما لا
ينبغي له ذلك ، لانه ذل ، فلعل أخاه الذي ليس في مرتبته لا يرغب في صحبته .
وقال بعضهم : " إلى " بمعنى " مع " والمراد بأخيه : أخوه النسبي ، و " من "
موصولة ، " ودون " منصوب بالظرفية ، والضمير لاخيه ، أي لا ينبغي للمؤمن أن
يجد وحشة مع أخيه النسبي إذا كان كافرا ، فمن كان دون هذا الاخ من الاقارب
والاجانب ، وقيل : أي لا ينبغي للمومن أن يسوحش من الله ومن الايمان به إلى
أخيه فكيف من دونه إذ للمؤمن أنس بالايمان وقرب الحق من غير وحشة ، فلو انتفى
الانس وتحققت الوحشة ، انتفى الايمان والقرب .
وأقول : الاظهر ما ذكرنا أولا من أن المؤمن لا ينبغي أن يجد الوحشة
من قلة أحبائه وموافقيه ، وكثرة أعدائه ومخالفيه ، فيأنس لذلك ، ويميل إلى
أخيه الديني أو النسبي ، فمن دونه من الاعادي أو الاجانب ، وقوله : " المؤمن
عزيز في دينه " جملة استينافية ، فكأنه يقول قائل : لم لا يستوحش ؟ فيجيب بأنه
منيع رفيع القدر بسبب دينه ، فلا يحتاج في عزه وكرامته وغلبته إلى أن يميل إلى
أحد ويأنس به ، والحاصل أن عزته بالدين لا بالعشاير ، والتابعين ، فكلمة " في "
سببية .
وأقول : في بعض النسخ " عمن دونه " وفي بعضها " عن دونه " فهو صلة
للاستيحاش ، أي يأنس مستوحشا عمن هو غيره .
11 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن فضالة
ابن أيوب ، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة ، عن فضيل بن يسار قال : دخلت على


(1)الكافى ج 2 ص 245

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه