بحار الأنوار ج61

ما أحسن هذا المكان ينبغي أن يكون لذلك العبد الصالح ، فلم يلبثا أن جاء الخضر
حتى انتهى إلى ذلك المكان والبقعة ، فلما قام عليها اهتزت خضرا ، قالوا : وإنما
سمى الخضر لانه لا يقوم على بقعة بيضآء إلا صارت خضراء ، فقال موسى عليه السلام :
السلام عليك يا خضر ، فقال : وعليك السلام يا موسى ، يا نبي بني إسرائيل ، فقال :
ومن أدراك من أنا ؟ قال : أدراني دلك على مكاني ، فكان من أمرهما ماكان و
ما قصة القرآن العظيم انتهى .
وقال القرطبي : ويقال له : الصر الصوام ، روينا في معجم عبدالغني بن قانع
عن أبي غليظة امية بن خلف الجمحي قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى يده صرد(1)
فقال : هذا أول طير صام عاشورا . وكذلك أخرجه الحافظ أبوموسى ، والحديث مثل
اسمه غليظ ، قال الحاكم : وهو من الاحاديث التى وضعها قتلة الحسين عليه السلام
رواه أبوعبدالله بن معاوية بن موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن امية بن خلف
الجمحي عن أبيه عن أبي غليظ قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى يده صردة(2)قال :
هذا أول طير صام عاشورا .
وهو حديث باطل ورواته مجهولون .
وقيل : لما خرج إبراهيم عليه السلام من الشام لبناء البيت كانت السكينة معه
والصرد ، وكان الصرد دليله على الموضع والسكينة بمقداره ، فلماصار إلى موضع
البيت وقفت السكينة في موضع البيت ونادت : إبن ياإبراهيم على مقدار ظلي .
وروى أحمد وأبوداود وابن ماجه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن قتل
النحلة والنملة والهدهد والصرد .
والعرب تتشأم بصوته وشخصه ، قال القاضي أبوبكر : إنما نهى النبي صلى الله عليه وآله
عن قتله لان العرب كانت تتشأم به ، فنهى عن قتله ليخلع عن قلوبهم ما ثبت فيها
من اعتقادهم الشوم فيه لا أنه حرام(3).


(1 و 2)في المصدر : وعلى يدى صرد .
(3)حياة الحيوان 2 : 41 و 42 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه