بحار الأنوار ج6

فإنك امرؤ ملبوس عليك ، إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق ، فاعرف الحق
تعرف أهله .
يا حارث إن الحق أحسن الحديث والصادع(1)به مجاهد ، وبالحق اخبرك
فارعني سمعك ، ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك ، ألا إني عبدالله ، وأخو
رسوله ، وصديقه الاول قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقة الاول
في امتكم حقا فنحن الاولون ، ونحن الآخرون ، ونحن خاصته يا حارث وخالصته
وأنا صفوه ووصيه ووليه ، وصاحب نجواه وسره ، اوتيت فهم الكتاب ، وفصل الخطاب
وعلم القرون والاسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي
كل باب إلى ألف(2)عهد ، وايدت واتخذت وامددت بليلة القدر نفلا ، وإن ذلك
ليجري لي ولمن تحفظ(3)من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض
ومن عليها ، وابشرك ياحارث لتعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند
المقاسمة .
قال الحارث ، وما المقاسمة ؟ قال : مقاسمة النار اقاسمها قسمة صحيحة ، أقول :
هذا وليي فاتركيه ، وهذا عدوي فخذيه . ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث فقال :
يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيدي ، فقال لي - وقد شكوت إليه
حسد قريش والمنافقين لي - : إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحجزته - يعني
عصمته - من ذي العرش تعالى ، وأخذت أنت يا علي بحجزتي ، وأخذ ذريتك بحجزتك
وأخذ شيعتكم بحجزكم ، فماذا يصنع الله بنبيه ؟ وما يصنع نبيه بوصيه ؟ خذها إليك
ياحارث قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت - يقولها ثلاثا - فقام
الحارث يجر رداء‌ه ويقول : ما ابالي بعدها متى لقيت الموت أو لقيني . قال جميل بن
صالح : وأنشدني أبوهاشم السيد الحميري رحمه الله فيما تضمنه هذا الخبر :
قول علي لحارث عجب * كم ثم اعجوبة له حملا


(1)صدع بالحق . تكلم به جهارا .(2)في نسخة : الف الف .(3)في نسخة : استحفظ .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه