بحار الأنوار ج12

من إبراهيم غير وثاقه ;(1)وقيل : إن إبراهيم ألقي في الناروهو ابن ست عشرة سنة .
" وأرادوا به كيدا " أي شرا وتدبيرا في إهلاكه " فجعلناهم الاخسرين " قال ابن
عباس : هو أن سلط الله على نمرود وخيله البعوض حتى أخذت لحومهم وشربت دمائهم
ووقعت واحدة في دماغه حتى أهكته .(2)
" إلى الارض التى باركنا " أي الشام أو بيت المقدس أو مكة .(3)
" فنظل لها عاكفين " أي مصلين ، عن ابن عباس ; أو نقيم على عبادتها مداومين " هل
يسمعونكم " أي هل يستجيبون دعاء‌كم إذا دعوتموهم ، أو ينفعونكم إذا عبدتموهم ، أو
يضرونكم إذا تركتم عبادتها ؟ " أفرأيتم ما كنتم تعبدون " أي الذي كنتم تعبدونه من
الاصنام " أنتم " الآن " وآباؤكم الاقدمون " أي المتقدمون " فإنهم عدولي " أي إن عباد
الاصنام معها عدو لي ، إلا أنه غلب مايعقل ; وقيل : إنه يعني الاصنام وإنما قال :
" فإنهم " لما وصفها بالعداوة التي لا تكون إلا من العقلاء ، وجعل الاصنام كالعدو في الضرر
من جهة عبادتها ، ويجوز أن يكون قال : " فإنهم " لانه كان منهم من يعبد الله مع عبادته
الاصنام فغلب مايعقل وذلك استثنى فقال : " إلا رب العالمين " استثناه من جميع المعبودين
قال الفراء : إنه من المقلوب ، والمعنى : فإني عدولهم " فهو يهدين " أي يرشدني إلى ما
فيه نجاتى أو إلى جنته " والذي أطمع أن يغفرلي إنما قال ذلك عليه السلام على سبيل
الانقطاع منه إلى الله تعالى من غير ذنب ، أو المعنى : أن يغفر لمن يشفعني فيه ; فأضافه إلى
نفسه " رب هب لى حكما " أي حكمة وعلما أو نبوة " واجعل لي لسان صدق " أي
ثناء حسنا وذكرا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة ، وقيل : ولد صدق وهو
محمد صلى الله عليه وآله " ولا تخزني هذا أيضا على الانقطاع .(4)
" أوثانا " أي أصناما من حجارة لا تضر ولا تنفع " وتخلقون إفكا " أي تفعلون


(1)الوثاق : ما يشد به من قيد وحبل ونحوهما .
(2)مجمع البيان 7 : 55 . م
(3)مجمع البيان : 56 م
(4)مجمع البيان : 193 - 194 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه