بحار الأنوار ج7

ماشاء الله قبل الدخول ، كأنه قيل : النار مثواكم أبدا إلا ما أمهلكم " إن ربك
حكيم " في أفعاله " عليم " بأعمال الثقلين وأحوالهم " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا "
نكل بعضهم إلى بعض ، أو نجعل بعضهم يتولى بعضا فيغويهم ، أو أولياء بعض وقرناء‌هم
في العذاب كما كانوا في الدنيا " بما كانوا يكسبون " من الكفر والمعاصي " يا معشر الجن
والانس ألم يأتكم رسل منكم " الرسل من الانس خاصة ، لكن لما جمعوا مع الجن
في الخطاب صح ذلك ، وتعلق بظاهره قوم وقالوا : بعث إلى كل من الثقلين رسل من
جنسهم ، وقيل : الرسل من الجن رسل الرسل إليهم لقوله : " ولوا إلى قومهم منذرين "
" يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا " يعني يوم القيامة " قالوا شهدنا
على أنفسنا " بالجرم والعصيان ، وهو اعتراف منهم بالكفر واستيجاب العذاب .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " إلا ماشاء الله " : وجوه : أحدها : ما
روي عن ابن عباس أنه قال : كان وعيد الكفار مبهما غير مقطوع به ثم قطع به بقوله
سبحانه : " إن الله لا يغفر أن يشرك به " .
وثانيها : أن الاستثناء إنما هو من يوم القيامة لان قوله : " يوم يحشرهم
جميعا " هو يوم القيامة : فقال : خالدين فيها مذ يوم يبعثون إلا ماشاء الله من مقدار
حشرهم من قبورهم ومقدار مدتهم في محاسبتهم عن الزجاج ، قال : وجائز أن يكون
المراد : إلا ماشاء الله أن يعذبهم به من أصناف العذاب .
وثالثها : أن الاستثناء راجع إلى غير الكفار من عصاة المسلمين الذين هم في
مشية الله إن شاء عذبهم بذنوبهم بقدر استحقاقهم عدلا ، وإن شاء عفا عنهم فضلا .
ورابعها : أن معناه : إلا ماشاء الله ممن آمن منهم .
و قال البيضاوي في قوله سبحانه : " هل ينظرون " : هل ينتظرون " إلا تأويله " :
إلا مايؤول إليه أمره من تبين صدقه بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد " يقول الذين
نسوه " أي تركوه ترك الناسي .
وفي قوله سبحانه : " للذين أحسنوا الحسنى " المثوبة : الحسنى " وزيادة "
وما يزيده على مثوبته تفضلا ، لقوله : " ويزيدهم من فضله " وقيل : الحسنى مثل
حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وأكثر ، وقيل : الزيادة مغفرة من

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه