بحار الأنوار ج79

ما تعملان له .
30 أعلام الدين للديلمى : عن الزهري ، عن أنس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس
مرات ، فاذا وجد الانسان قد نفد أجله ، وانقطع أكله ، ألقى عليه الموت فغشيته
كرباته ، وغمرته غمراته ، فمن أهل بيته الناشرة شعرها ، والضاربة وجهها ، الصارخة
بويلها ، الباكية بشجوها ، فيقول ملك الموت : ويلكم مم الفزع ؟ وفيم الجزع ؟
والله ما أذهب لاحد منكم مالا ولا قربت له أجلا ولا أتيته حتى امرت ، ولا
قبضت روحه حتى استأمرت ، وإن لي إليكم عودة ثم عودة حتى لا ابقي منكم
أحدا .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده ، لو يرون مكانه ، ويسمعون
كلامه ، لذهلوا عن ميتهم ، وبكوا على نفوسهم ، حتى إذا حمل الميت على نعشه ،
رفرف روحه فوق النعش ، وهو ينادي : يا أهلي وولدي ، لا تلعبن بكم الدنيا ، كما
لعبت بي جمعته من حله ومن غير حله ، وخلفته لغيري ، والمهناله ، والتبعات على
فاحذروا من مثل ما نزل بي .
وعن أنس قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الاية(ونفخ في الصور فصعق من
في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله)(1)قالوا : يا رسول الله من هؤلاء
الذين استثنى الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فاذا
قبض الله أرواح الخلائق قال : يا ملك الموت من بقي ؟ قال : يقول سبحانك ربي
تباركت ربي وتعاليت ربي ذا الجلال والاكرام بقي جبرائيل وميكائيل و
إسرافيل وملك الموت ، قال : فيقول خذ نفس إسرافيل فيأخذ نفس إسرافيل قال :
فيقول : يا ملك الموت من بقي ؟ قال : فيقول سبحانك ربي تباركت وتعاليت ربي
ذا الجلال والاكرام بقي جبرائيل وميكائيل وملك الموت ، قال : فيقول : خذ
نفس ميكائيل ، قال : فيأخذ نفس ميكائيل فيقع كالطود العظيم ، فيقول : يا ملك الموت


(1)الزمر : 68 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه