بحار الأنوار ج33

- وأومئ بيده إلى الحسن والحسين - فينقطع نسل رسول الله صلى الله عليه
وآله وذريته من أمته ومخافة أن يقتل هذا وهذا وأومئ بيده إلى عبدالله بن
جعفر ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهما(1)فإني أعلم لولا مكاني لم يقفا ذلك
الموقف فلذلك صبرت على ما أراد القوم مع ما سبق فيه من علم الله
عزوجل .
فلما رفعنا عن القوم سيوفنا تحكموا في الامور وتخيروا الاحكام والآراء
وتركوا المصاحف وما دعوا إليه من حكم القرآن وما كنت أحكم في دين الله
أحدا إذ كان التحكيم في ذلك الخطأ الذي لاشك فيه ولاامتراء .
فلما أبوا إلا ذلك أردت أن أحكم رجلا من أهل بيتي أو رجلا ممن أرضى
رأيه وعقله وأثق بنصيحته ومودته ودينه وأقبلت لا أسمي أحدا الا امتنع منه
ابن هند ولا أدعوه إلى شئ من الحق إلا أدبر عنه ، وأقبل ابن عند يسومنا
عسفا وما ذاك إلا باتباع أصحابي له على ذلك .
فلما أبوإلا غلبتي على التحكيم تبرأت إلى الله عزوجل منهم وفوضت
ذلك إليهم فقلدوه إمرء‌ا فخدعه ابن العاص خديعة ظهرت في شرق الارض
وغربها وأظهر المخدوع عليها ندما .
بيان(قوله عليه السلام :)(وفي أمانة حملناها)إشارة إلى أن الامانة في
قوله تعالى *(إنا عرضنا الامانة)* هي الخلافة كما مر وسيأتي وكونه حاكما أن


(1)قد ذكرنا في بعض تحقيقاتنا أن إرجاع الاشارة في قوله عليه السلام ثانيا :(هذا
وهذا)إلى ابن جعفر وابن الحنفية من سهو الرواة ، إذ لو كان لامير المؤمنين عليه
السلام ملا الدنيا مثل عبدالله بن جعفر ومحمد بن الحنفية لكان يفادي بهم في سبيل
الله ويحارب بهم أعداء ولو يهلكون في تلك الحروب ويقطع شافتهم ! !
وأما الحسن والحسين عليهما السلام بما أنهما كانا غصني شجرة النبوة ونسل رسول
الله منحصر فيما وهما أبوالائمة من ذرية رسول الله فأميرالمؤمنين كان مأمورا
بحفظهما ووقايتهما عن التلف حتى لاينقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وآله عن
صفحة العالم كي يتم بهم حجة الله على الاولين والآخرين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه