بحار الأنوار ج37

ونص الصادق على ابنه موسى ،(1)ونص موسى على علي ، وبظاهر الخبر عمن ذكرناه
بالعلوم الدالة على إمامتهم ، والمعجزات المنبئة عن حقهم(2)وصدقهم ، مع الخبر عن
النبي صلى الله عليه وآله بالنص عليهم من حديث اللوح ، وما رواه عبدالله بن مسعود ووصفه سلمان
من ذكر أعيانهم وأعدادهم ، وقد أجمع من ذكرناه بأسرهم والائمة من ذريتهم وجميع
أهل بيتهم على موت أبي القاسم ، وليس يصح أن يكون هؤلاء باطلا ، ويؤيد
ذلك أن الكيسانية في وقتنا هذا لا بقية لهم ولا يوجد عدد منهم يقطع العذر بنقله ،
بل لا يوجد أحد منهم يدخل في جملة أهل العلم ، بل لا نجد أحدا منهم جملة ، وإنما مع
الناس(3)الحكاية عنهم خاصة ، ومن كان بهذه المنزلة لم يجز أن يكون ما اعتمده من
طريق الرواية حقا ، لانه لو كان كذلك لما بطلت الحجة عليه بانقراض أهله ، وعدم
تواترهم ، فبان بما وصفناه أن مذهب القوم باطل لم يحتج الله به على أحد ، ولا ألزمه
اعتقاده على ما حكيناه .
قال الشيخ أدام الله عزه : ثم لم تزل الامامة على القول بنظام الامامة حتى
افترقت كلمتها بعد وفاة أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام فقال فرقة منها : أن أبا عبدالله
حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ،
لانه القائم المهدي وتعلقوا بحديث رواه رجل يقال له عنبسة بن مصعب عن أبي عبدالله
عليه السلام أنه قال : " إن جاء‌كم من يخبركم عني بأنه غسلني وكفنني ودفنني فلا
تصدقوه " وهذه الفرقة تسمى الناووسية ، وإنما سميت بذلك لان رئيسهم في هذه
المقالة رجل من أهل البصرة يقال له عبدالله بن ناووس .
وقالت فرقة اخرى : إن أبا عبدالله عليه السلام توفي ونص على ابنه إسماعيل بن
جعفر ، وإنه الامام بعده ، وهو القائم المنتظر ، وإنما لبس على الناس في أمره لامر
رآه أبوه .
(1)في المصدر : على ابنه الكاظم .
(2)= : عن حقوقهم .
(3)= : وانما يقع من الناس .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه