وقيل سبعة أشهر ، ونقل عن ابن الاعرابى أن ولد الضأن إنما يجذع ابن سبعة
أشهر إذا كان أبواه شابين ، وإن كانا هرمين لم يجذع حتى يستكمل ثمانية أشهر ، و
أجمعوا على أنه لا يجزى في غير الضأن إلا الثنى ، وأن الثني في الابل ما كمل
له خمس سنين والمشهور في البقر والمعز أنه ما دخل في الثانية ، وقيل في
الثالثة .
فان ذلك مستدرك من الكلام يعرفه كل أحد المراد أعضاء الهدى العشرة : أربع قوائمه .
وعيناه واذناه وقرناه ، بحيث اذا كملت هذه الاعضاء العشرة من دون نقص فيها ، فالهدى
هدى مجز والا فلا .
فقوله عزوجل : تلك عشرة كاملة حل محل قوله : تلك بمنزلة الهدى وهذا
الوجه البديع من تبديل جملة إلى جملة اخرى بحيث يفيد معنى كلتا الجملتين من مختصات
القرآن الكريم واسلوبه الحكيم ، ومن ذلك قوله عزوجل في سورة القتال : يا أيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم حيث ان مقتضى سياق السورة
والمرصد لكل سامع أن يقول عزوجل : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول ولا تكفروا بعد ايمانكم لكنه عزوجل ، لما كان الكفر بعد الايمان مساوقا و
ملازما لبطلان الاعمال وحبطها ، بدل جملة من جملة ، فأفاد ضمنا أن الكفر بعد الايمان
مبطل للاعمال السابقة ، ونهى عن الكفر وابطال الاعمال معا مطلقا .
وهكذا فيما نحن ، كان مقتضى الكلام والمرصد من سياقه أن يقول عزوجل : فمن
لم يجد - ما استيسر من الهدى - فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة اذا رجعتم ، تلك الصيام
بمنزلة الهدى يقع موقعه ويجزى مجزاه لكنه عزوجل ، لما كان الهدى عنده هو الذى
كانت أعضاؤه العشرة كاملة ، بدل جملة من الكلام عوض جملة اخرى وقال : تلك عشرة
كاملة اى هذه الصيام له بمنزلة الاعضاء العشرة الكاملة التى كانت مساوقا للهدى وملازما
لاجزائه .
وهذا بحث طويل الذيل ، وموضعه كتاب الحج الذى فاتنا الاشراف عليه ، والله
الموفق والمعين .