فيها ليالي وأياما آمنين . فعلى تأويله عليه السلام تكون هذه الجملة معترضة بين تلك القصة
لبيان أن هذا الامن الذي كان لهم في تلك القرى وقد زال عنهم بكفرانهم سيعود في ليالي
وأيام زمان القائم عليه السلام ، ولذا قال تعالى : وقدرنا .
وأماقوله تعالى : ومن دخله . فعلى تأويله عليه السلام يكون المراد الدخول في ذلك
الزمان مع بيعته عليه السلام في الحرم ، أو أنه لما كانت حرمة البيت مقرونة بحرمتهم عليهم السلام
راجعة إليها فيكون الدخول فيها كناية عن الدخول في بيعتهم ومتابعتهم على هذا اليطن
من الآية .
وأما قوله عليه السلام : أيما أرجس لعله ذكره الزاما عليه لانه كان يقول : بأن البول
أرجس حتى أنه نسب إليه أنه قال : بطهارة المني بعد الفرك ، وأما في مسألة السحق
وإن لم يذكر عليه السلام جوابه ههنا فقد قال الشيخ في النهاية : أن على المرأة الرجم و
يلحق الولد بالرجل ، ويلزم المرأة المهر ، وعليه دلت صحيحة محمد بن مسلم وغيرها ،
وقد خالف بعض الاصحاب في لزوم الرجم بل اكتفوا بالجلد ، وبعضهم في تحقق النسب .
وسيأتي الكلام فيه في محله .
وأما سقوط البيت على الجاريتين فالظاهر أن السؤال عن اشتباه ولد المملوك
وولد المولى كمامر ، وفرض سقوط البيت على الجاريتين لتقريب فرض الاشتباه ، والمشهور
بين الاصحاب فيه القرعة كما تقتضيه اصولهم ، وكلاهما مرويان في الكافي .
14 - ع : الحسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد قال : حدثنا أبوعبدالله
الداري ، عن ابن البطائني ، عن سفيان الحريري ، عن معاذ ، عن بشر بن يحيى العامري ،
عن ابن أبي ليلى قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام ومعي نعمان فقال أبوعبدالله : من الذي
معك ؟ فقلت : جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له نظر ونفاذ رأي(1)يقال له : نعمان . قال :
فلعل هذا الذي يقيس الاشياء برأيه ؟ فقلت : نعم . قال : يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك ؟
فقال : لا ، فقال : ما أراك تحسن شيئا ولا فرضك إلا من عند غيرك ، فهل عرفت كلمة
أولها كفرو آخرها إيمان ؟ قال : لا . قال : فهل عرفت ما الملوحة في العينين ، والمرارة
(1)وفى نسخة ونقاد رأى . *