بحار الأنوار ج101

بشهادة المملوك ، فغضب عليه السلام ثم قال : خذوا الدرع فقد قضى بجور ثلاث مرات
فسأله عن ذلك ، فقال عليه السلام : إنى لما قلت لك إنها درع طلحة أخذت غلولا يوم
البصرة فقلت هات على ما قلت بينة ، فقلت : رجل لم يسمع الحديث ، وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وآله حيث ما وجد غلول اخذ بغير بينة ، ثم أتيتك بالحسن فشهد
فقلت هذا شاهد ولا أقضي بشاهد حتى يكون معه آخر ، وقد قضي رسول الله صلى الله عليه وآله
بشاهد ويمين ، فهذان اثنتان ، ثم أتيتك بقنبر فقلت هذا مملوك ولا بأس بشهادة
المملوك إذا كان عدلا فهذه الثالثة ، ثم قال : يا شريح إن إمام المسلمين يؤتمن
في امورهم على ما هو أعظم من هذا(1)
7 قب : ان غلاما طلب مال أبيه من عمر وذكر أن والده توفي بالكوفة
والولد طفل بالمدينة ، فصاح عليه عمر وطرده فخرج يتظلم منه ، فلقيه على عليه السلام
فقال : ايتوني به إلى الجامع حتى أكشف أمره فجئ به ، فسأله عن حاله فأخبره
بخبره ، فقال عليه السلام : لاحكمن فيكم بحكومة حكم الله بها من فوق سبع سماواته
لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه ، ثم استدعي بعض أصحابه وقال : هات بمحفرة
ثم قال : سيروا بنا إلى قبر والد الصبي ، فساروا فقال : احفروا هذا القبر وانبشوه
واستخرجوا إلى ضلعا من أضلاعه ، فدفعه إلى الغلام فقال له : شمه ، فلما شمه
انبعث الدم من منخريه فقال عليه السلام : إنه ولده فقال عمر : بانبعاث الدم تسلم
إليه المال ؟ فقال : إنه أحق بالمال منك ومن ساير الخلق أجمعين ، ثم أمر
الحاضرين بشم الضلع فشموه فلم ينبعث الدم من واحد منهم ، فأمر أن اعيد إليه
ثانية وقال : شمه فلما شمه انبعث الدم انبعاثا كثيرا فقال عليه السلام : إنه أبوه فسلم
إليه المال ثم قال : والله ما كذبت ولا كذبت(2)


(1)المناقب ج 1 ص 373
(2)المناقب ج 2 ص 181

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه