بحار الأنوار ج62

ونوموا حوله ففعلنا ذلك ، وجمعنا المتاع حتى ارتفع ودرنا حوله وبات عتبة فوق
المتاع فجاء الاسد فشم وجوهنا ثم وثب فاذا هو فوق المتاع فقطع رأسه ، فقال :
سيفي يا كلب ولم يقدر على غير ذلك .
وفي رواية : فضربه(1)بيده ضربة واحدة فخدشه ، فقال : قتلني ، فمات من
ساعته وطلبنا الاسد فلم نجده .
وإنما سماه النبي صلى الله عليه وآله كلبا لانه شبهه(2)في رفع رجله عند البول .
وروى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله قال : فر من المجذوم فرارك من
الاسد(3).
وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وآله أخذ بيد مجذوم وقال :(بسم الله ثقة بالله وتوكلا
عليه)وأدخلها معه الصحفة .
قال الشافعي في عيوب الزوجين : إن الجذام والبرص يعدي ، وقال : إن ولد
المجذوم قل ما يسلم منه .
قلت : معنى قوله : إنه يعدي أي بتأثير الله تعالى لا بنفسه ، لان الله تعالى
أجرى العادة بابتلاء السليم عند مخالطة المبتلى ، وقد يوافق قدرا وقضاء‌ا فيظن أنه
عدوى وقد قال صلى الله عليه وآله :(لا عدوى ولا طيرة)وقوله في الولد :(قل ما يسلم منه)
فقد قال الصيدلاني : معناه أن الولد قد ينزعه عرق من الاب فيصير أجذم ، وقد
قال صلى الله عليه وآله لرجل قد قال له : إن امرأتي ولدت غلاما أسود : لعل عرقا نزعه .
وبهذا الطريق يحصل الجمع بين هده الاحاديث ، وجاء في الحديث أنه صلى الله عليه وآله
قال :(لا يورد ذو عاهة على مصح)والذي ذكره أنه صلى الله عليه وآله أتاه مجذوم ليبايعه فلم


(1)في المصدر : فوثب الاسد فضربه .
(2)في المصدر : لانه يشبهه .
(3)رواه الصدوق في الفقيه 4 : 258 باسناده عن حماد بن عمرو وانس بن محمد
عن ابيه جميعا عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى طالب عليه السلام عن
النبي صلى الله عليه وآله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه