وقال : فيه لا غول ولا صفر ولكن السعالى ، هي جمع سعلاة وهم سحرة الجن
أي أن الغول لا تقدر على أن تغول أحدا أو تضله ، ولكن في الجن سحرة كسحرة
الانس لهم تلبيس وتخييل ، وفي القاموس : الزوبعة " اسم شيطان أو رئيس للجن ، و
منه سمي الاعصار زوبعة ، وقال : " الحجون " جبل بمعلاة مكة .
114 حياة الحيوان : روى البيهقي في دلائل النبوة عن أبي دجانة واسمه
سماك بن خرشة قال : شكوت إلى النبي صلى الله عليه وآله أني نمت في فراشي فسمعت صريرا
كصرير الرحا ، ودويا كدوي النحل ، ولمعانا كلمع البرق ، فرفعت رأسي فاذا أنا بظل
أسود يعلو ويطول بصحن داري ، فمسست جلده فاذا هو كجلد القنفذ فرمى في وجهي
مثل شرر النار ، فقال صلى الله عليه وآله : عامر دارك يا أبا دجانة ، ثم طلب دواة وقرطاسا ، وأمر
عليا على السلام أن يكتب " بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا كتاب من رسول رب العالمين إلى من طرق الدار(1)من العمار والزوار إلا
طارقا يطرق بخير ، أما بعد : فان لنا ولكم في الحق سعة فان يكن عاشقا مولعا أو
فاجر مقتحما فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم
تعملون ، إن رسلنا(2)يكتبون ما يمكرون ، اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى
عبدة الاصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا
وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون ، حم لا يبصرون ، حمعسق ، تفرق أعداء الله ، وبلغت
حجة الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع
العليم " .
قال أبودجانة : فأخذت الكتاب وأدرجته وحملته إلى داري وجعلته تحت رأسي
فبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول : يا أبا دجانة أحرقتنا بهذه الكلمات
فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب ، فلا عود لنا في دارك ولا في جوارك ولا
(1)في المصدر : يطرق .
(2)في المصدر : ورسلنا .