الذي ولد فيه إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما وعلى ذريتهما وعلى آلهما
يصلح لكل شئ ، ولكل حاجة من شراء وبيع وزرع وغرس وتزويج وبناء ، و
من مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء الله . وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : من ولد فيه يكون
حكيما حليما صادقا مباركا مرتفعا أمره ، ويعلو شأنه ، ويكون صادق اللسان
صاحب وفاء ، ومن أبق له فيه آبق وجده ، ومن ضلت له فيه ضالة وجدها إن شاء
الله تعالى .
2 المناقب : حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر عليهم السلام بالجلوس
للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه ، فقال : إني قد فتشت الاخبار عن
جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فلم أجد لهذ العيد خبرا ، وإنه سنة الفرس ومحاها الاسلام
ومعاذ الله أن نحيي ما محاها الاسلام . قال المنصور : إنما نفعل هذا سياسة للجند
فسألتك بالله العظيم إلا جلست ، فجلس(1)إلى آخر ما أوردته في أبواب تاريخه
عليه السلام(2).
بيان : هذا الخبر مخالف لاخبار المعلى ، ويدل على عدم اعتبار النيروز شرعا
(1)المناقب : ج 4 ، ص 319 .
(2)قد ورد روايتان متخالفتان في النيروز : احديهما عن معلى بن الخنيس عن الصادق
عليه السلام تدل على عظمته وشرافته والاخرى عن الكاظم عليه السلام تدل على كونه من سنن
الفرس التى محاها الاسلام . وليس شئ منهما صحيحة او معتبرة بحيث يثبت بهما حكم شرعى
وفي روايه معلى اشكالات اخرى من جهة تطبيق النيروز على كثير من ايام الشهور العربية وان
اتعب المؤلف كغيره نفسه في توجيمها بما لا يخلو عن تكلف لا يكاد يخفى على المتأمل والظاهر
من هذه الرواية حرمة تعظيم اليوم لكونه تعظيما لشعار الكفار والحياءا للسنة التى محاها الاسلام
وهى وان لم تكن واجدة لشرائط الحجية الا ان الكبرى المشار اليها فيها ثابتة بالادلة العامة
والصعرى بالوجدان . واما ما افتى به كثير من الفقهاء من استحباب الغسل والصوم فيه فمبنى
ظاهرا على التسامح في ادلة السنن لرواية " من بلغه ثواب على عمل . . " لكن اجراء
القاعدة ههنا لا يخلو عن اشكال لا نصرافها عن الموارد التى يحتمل فيها الحرمة غير التشريعية
وههنا يحتمل حرمة الغسل والصوم لاجل احتمال كونهما مصداقين للتعظيم المحرم ولو احتمالا
والقاعدة لا تثبت في موردها الاستحباب المصطلح ، فغاية ما يمكن ان يقال هو ثبوت الثواب
عليهما اذا اتى بهما برجاء المطلوبية لا على وجه التعظيم فتأمل .