العالمين * قال رب السموات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين " قال فرعون لمن حوله :
ألا تستمعون ؟ إنكارا لما قال ، قال موسى : " ربكم ورب آبائكم الاولين " فقال فرعون
" إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون " يعني ما هذا بكلام صحيح(1)إذ يزعم أن
لكم إلها غيري ، قال موسى : " رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون " فقال فرعون
لموسى : " لئن اتخذت إلها غيري لاجعلنك من المسجونين * قال أولو جئتك بشئ مبين "
تعرف به صدقي وكذبك ، وحقي وباطلك ، قال فرعون : " فأت به إن كنت من الصادقين *
فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " فاتحة فاها قد ملات ما بين سماطي فرعون ،(2)واضعة لحييها
الاسفل في الارض والاعلى في سور القصر حتى رأى بعض من كان خارجا من مدينة مصر رأسها ،
ثم توجهت نحو فرعون ليأخذه فارفض(3)عنها الناس وذعر عنها فرعون ، ووثب عن سريره و
أحدث حتى قام به بطنه(4)في يومه ذلك أربعين مرة ! وكان فيما يزعمون لا يسعل ولا يصدع(5)
ولا يصيبه آفة مما يصيب الناس ، وكان يقوم في أربعين يوما مرة ، وكان أكثر ما يأكل الموز لكيلا
يكون له ثفل(6)فيحتاج إلى القيام ، وكان هذه الاشياء مما زين له أن قال ما قال ، لانه
ليس له من الناس شبيه ، قالوا : فلما قصدته الحية صاح : يا موسى انشدك بالله وحرمة
الرضاع إلا أخذتها وكففتها عني ، وإني اؤمن بك وارسل معك بني إسرائيل ، فأخذها
موسى فعادت عصا كما كانت ، ثم نزع يده من جيبه فأخرجها بيضاء مثل الثلج ، لها شعاع
كشعاع الشمس ، فقال له فرعون : هذه يدك ، فلما قالها فرعون أدخلها موسى جيبه ثم
أخرجها الثانية لها نور ساطع في السماء تكل منها الابصار ، وقد أضاءت ما حولها ،
يدخل نورها في البيوت ، ويرى من الكوى من وراء الحجب ، فلم يستطع فرعون النظر
إليها ، ثم ردها موسى إلى جيبه ثم أخرجها فإذا هي على لونها الاول ، قالوا : فهم فرعون
بتصديقه فقام إليه هامان وجلس بين يديه فقال له : بينا أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد ؟ ! فقال
(1)في المصدر : ما هذا بكلام رجل صحيح العقل . م
(2)أى جانباه . وفى المصدر : قد ملات ما بين جانبى القصر .
(3)في المصدر : فانفض . م
(4)في المصدر : قام من بطنه . م
(5)في المصدر : لا يسعل ولا يتمخط ولا يتصدع رأسه . م
(6)في نسخة : ثقل .(*)