بحار الأنوار ج33

لعنة أهل السموات والارضين .
بيان : تخللوا أي ادخلوا في خلال الناس وتجسسوا . قال الجوهري :
تخللت القوم إذا دخلت بين خللهم وخلالهم . وقوله عليه السلام :(وكان
أول من بعث)أي من أولاد آدم .
قوله عليه السلام(أول هذا)أي بحسب الرتبة أو الاولوية إضافية
(وثم)في بعضها أيضا للترتيب الرتبي لا الزماني كإبليس .
ولعل المراد بالحية الحية التي أدخلت إبليس الجنة . وذكر الغراب المخصوص
ووصفه بعدم الركض في الرحم لانه لم يكن غرابا حقيقة وكان بصروته أو
أطلق الرحم على ما يعم البيضة تغليبا . قوله عليه السلام :(منها يبسط الله
الارض)أي عند خراب الدنيا منها يأخذ في خراب العمارات وتسيير الجبال
وإليها ينتهي افناء الارض وإذهابها بعد الحشر أو هما بمعنى الماضي أي منها
بسط الارض في بدو الخلق وإليها رجع البسط فيكون إضافيا بالنسبة إلى ما
سوى الكعبة أو أجاب عليه السلام موافقا لما في كتبهم ويحتمل أن يكون الطي
كناية عن حشر الناس إليها فيكون ما بعده تفسيرا له . واستواء الرب كناية عن
عروج الملائكة منها إلى تنظيم أمور السماء أو الاخذ بعد الفراغ منها في خلق السماء .
518 - ف : بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أميرالمؤمنين عليه السلام عن
مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أميرالمؤمنين عليه
السلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : قاتل الله
ابن آكلة الاكباد ما أضله وأضل من معه قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن
أن يتزوجها حكم الله بيني وبين هذه الامة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي
وأضاعوا أيامي ، بالحسن والحسين ومحمد فدعوا فقال : يا أخا أهل الشام هذان
ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا ابني فاسأل أيهم أحببت فقال الشامي : __________________________________
518 - رواه الحسن بن علي بن شعبة في الحديث الثالث مما اختاره من كلم الامام عليه السلام في
كتاب تحف العقول ص 164 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه