بحار الأنوار ج19

فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك ، وكتب بينهم كتابا ألا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وآله
ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع(1)في السر والعلانية
لا بليل ولا بنهار ، الله بذلك عليهم شهيد ،(2)فإن فعلوا فرسول الله في حل من
سفك دمائهم وسبي ذراريهم ونسائهم ، وأخذ أموالهم ، وكتب لكل قبيلة منهم
كتابا على حدة ، وكان الذي تولى أمر بني النضير حي(3)ابن أخطب ، فلما رجع
إلى منزله قال له إخوته : جدي(4)بن أخطب وأبوياسر بن أخطب : ما عندك ؟
قال : هو الذي نجده في التوراة ، والذي بشرنا به علماؤنا ، ولا أزال له عدوا ، لان
النبوة خرجت من ولد إسحاق وصارت في ولد إسماعيل ، ولا نكون تبعا لولد
إسماعيل أبدا .
وكان الذي ولى امر قريظة كعب بن أسد ، والذي ولى أمر بني قينقاع مخيريق
وكان أكثرهم مالا وحدائق ، فقال لقومه : تعلمون(5)أنه النبي المبعوث ؟ فهلموا
نؤمن به ونكون قد أدركنا الكتابين ، فلم يجبه قينقاع إلى ذلك .
قال وكان رسول اله صلى الله عليه وآله يصلي في المربد بأصحابه .
فقال لاسعد بن زرارة : اشتر هذا المربد من أصحابه ، فساوم اليتيمين عليه
فقالا : هو لرسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا إلا بثمن ، فاشتراه بعشرة دنانير ، و
كان فيه ماء مستنقع ، فأمر به رسول الله فسيل(6)، وأمر باللبن فضرب ، فبناه رسول الله
صلى الله عليه وآله فحفره في الارض ، ثم أمر بالحجارة فنقلت من الحرة ،(7)فكان


(1)الكراع يطلق على الخيل والبغال والحمير .
(2)في نسخة : الله بذلك عليم شهيد .
(3)هكذا في النسخ ، والصحيح : حيى كسمى .
(4)جدى بالضم كسمى .
(5)في المصدر : ان كنتم تعلمون .
(6)استنقع الماء في الغدير أى اجتمع وثبت ، وسال الماء سيلا وسيلانا ، جرى ، مجهوله سيل .
(7)الحرة بالفتح : الارض ذات حجارة نخرة سود كانها احرقت بالنار .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه