بحار الأنوار ج91

والثاني يتعدى إلى مفعولين ، نحو فان علمتموهن مؤمنات (1) ما أنت اي
اي شئ أنت فلا يهابك أى لا يخافك .
ألفت قال الامام الراغب المؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة ، ورتب
ترتيبا ، قدم فيه ما حقه أن يقدم ، وأخر فيه ما حقه أن يؤخر بمشيتك أي
إرادتك الازلية الفرق هي القطعة المنفصلة ، ومنه الفرق للجماعة المنفردة من
الناس وفلقت بقدرتك الفلق هو شق الشئ وإبانة بعضه عن بعض الفلق هو
الصبح ، وقيل الانهار المذكورة في قوله تعالى أمن جعل الارض قرارا وجعل
خلالها أنهارا (2).
وأنرت من الانارة بكرمك دياجى الغسق قال الجوهري : دياجي الليل
حنادسه ، والحندس بالكسر الليل الشديد الظلمة ، والغسق هو أول ظلمة الليل وأنهرت
المياه يقال أنهرت الدم اي أسلته ، وفي بعض النسخ أهمرت والهمر الصب وقد همر
الدمع والماء يهمره همرا من الصم يقال حجر صم اي صلب مصمت الصياخيد هي
جمع صيخود ، وصخرة صيخود اي شديد عذبا هو الماء الطيب وقد عذب عذوبة
وأجاجا ماء أجاج اي ملح وأنزلت من المعصرات هي السحاب التي تعصر
بالمطر ماء هو الذي يشرب ، والهمزة فيه مبدلة من الهاء ، بدليل مويه واصله
موه بالتحريك لانه يجمع على أمواه في القلة ، ومياه في الكثرة ثجاجا يقال
ثججت الدم والماء إذا اسلته بالوادي يثججه اي يسيله ، ومطر ثجاج إذا انصب
جدا .
وجعلت الشمس والقمر للبرية يقال برء الله الخلق برء‌ا ، وهوالباري
والبرية الخلق ، وقد ترك العرب همزه ، وقال الفراء : إن أخذت البرية من
البري ، وهو التراب فاصلها غير الهمز سراجا هو الزاهر بفتيلة ودهن ، ويعبر به
عن كل مضئ وهاجا الوهج بالتسكين مصدر وهجبت النار وهجانا إذا اتقدت


(1)الممتحنة : 10 .
(2)النمل : 61 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه