بحار الأنوار ج72

35 - كا : عن محمد ، عن ابن عيسى ، عن ابن سنان ، عن يوسف بن عمران بن
ميثم ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى
آدم عليه السلام : إنى سأجمع لك الكلام في أربع كلمات ، قال : يارب وما هن ؟ قال :
واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بينى وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس
قال : يارب بينهن لي حتى أعلمهن ؟ قال : أما التي لى فتعبدني لا تشرك بي
شيئا ، وأما التى لك فأجزيك بعملك أحوج ماتكون إليه ، وأما التى بيني وبينك
فعليك الدعاء وعلى الاجابه ، وأما التى بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى
لنفسك ، وتكره لهم ماتكره لنفسك(1).
توضيح : سأجمع لك الكلام أي الكلمات الحقة الجامعة النافعة فتعبدنى
هذه الكلمة جامعة لجميع العبادات الحقة والاخلاص الذي هو من أعظم شروطها
ومعرفة الله تعالى بالوحدانية ، والتنزيه عن جميع النقايص ، والتوكل عليه
في جميع الامور ، قوله تعالى : أحوج ما تكون إليه أحوج منصوب بالظرفية
الزمانية ، فان كلمة ما مصدرية وأحوج مضاف إلى المصدر ، وكما أن
المصدر يكون نائبا لظرف الزمان نحو رأيته قدوم الحاج فكذا المضاف إليه يكون
نائبا له ، ونسبة الاحتياج إلى الكون على المجاز ، وتكون تامة وإليه متعلق
بالاحوج ، وضميره راجع إلى الجزاء الذي هو في ضمن أجزيك .
قوله : فعليك الدعاء كأن الدعاء مبتدأ وعليك خبره ، وكذا
على الاجابة ويحتمل أن يكون بتقدير عليك بالدعاء .
36 - كا عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال
عن غالب بن عثمان ، عن روح ابن اخت المعلى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اتقوا
الله واعدلوا فانكم تعيبون على قوم لايعدلون(2).
بيان : واعدلوا أي في أهاليكم ومعامليكم وكل من لكم عليهم الولاية
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته . فانكم تعيبون


(1)الكافى ج 2 ص 146 .(2)الكافى ج 2 ص 147 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه