بحار الأنوار ج10

وكلمته ،(1)فوافقنا على ذلك المسلمون ، وادعى المسلمون أن محمدا نبي فلم نتابعهم
عليه ، وما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه ، فقال له الرضا عليه السلام : ما اسمك ؟ قال يوحنا ،
قال : يايوحنا إنا آمنا بعيسى روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد ويبشر به
ويقر على نفسه أنه عبدمربوب : فإن كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس
هو الذي آمن بمحمد وبشر به ، ولاهو الذي أقرلله بالعبودية والربوبية فنحن منه
برآء ، فأين اجتمعنا ، فقام فقال لصفوان بن بحيى : قم فماكان أغناناعن هذا المجلس ؟ !(2)
4 - ن : تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمدبن علي الانصاري ،
عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سأل المأمون أبا الحسن علي بن
موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل :(وهو الذي خلق السموات والارض في
ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا)فقال : إن الله تبارك و
تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والارض ، فكانت الملائكة
تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله عزوجل ، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر
بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنه على كل شئ قدير ، ثم رفع العرش بقدرته ونقله
فجعله فوق السماوات السبع ، ثم خلق السماوات والارض في ستة أيام وهو مستول
على عرشه ، وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين ، ولكنه عزوجل خلقها في ستة أيام
ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعدشئ فتستدل بحدوث مايحدث على الله تعالى ذكره
مرة بعدمرة ، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه ، لانه غني عن العرش وعن جميع
ما خلق ، لايوصف بالكون على العرش لانه ليس بجسم ، تعالى عن صفة خلقه علوا
كبيرا .(3)وأما قوله عزوجل :(ليبلوكم أيكم احسن عملا)فإنه عزوجل خلق خلقه
ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لاعلى سبيل الامتحان والتجربة ، لانه لم يزل عليما
بكل شئ . فقال المأمون : فرجت عني يا أباالحسن فرج الله عنك ، ثم قال له : ياابن


(1)في المصدر : ان عيسى روح الله وكلمة ألقاها .
(2)عيون الاخبار : ص 345 .
(3)أخرجه إلى هنا ايضا في باب نفى الزمان والمكان عنه تعالى . راجع ج 3 ص 317 و 318 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه