بحار الأنوار ج21

فأي أيامنا(1)تنكر ، أم لايها ويك تلمز(2)؟ فما أتى على أخر كلامه حتى
انتظم نصل نبلة كانت في يده بكفه غيظا وغضبا وهو لا يشعر ، فلما أمسك كرز بن
سبرة أقبل عليه العاقب واسمه عبد المسيح بن شرجيل(3)وهو يومئذ عميد القوم وأمير رأيهم
وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون جميعا إلا عن قوله ، فقال له : أفلح وجهك ، و
أنس ربعك وعز جارك ، وامتنع ذمارك ، ذكرت وحق مغبرة(4)الجباه حسبا صميما
وعيصا(5)كريما وعزا قديما ، ولكن أبا سبرة ! لكل مقام مقال ، ولكل عصر رجال
والمرء بيومه أشبه منه بأمسه ، وهي الايام تهلك جيلا ، وتديل قبيلا(6)، والعافية
أفضل جلباب ، وللآفات أسباب ، فمن أو كد أسبابها التعرض لابوابها . ثم صمت
العاقب مطرقا فأقبل عليه السيد واسمه أهتم بن النعمان وهو يومئذ أسقف نجران
وكان نظير العاقب في علو المنزلة ، وهو رجل من عاملة وعدادة في لخم ، فقال
له : سعد جدك وسما جدك أبا وائلة(7)! إن لكل لا معة ضياء ، وعلى كل صواب
نورا ، ولكن لا يدر كه وحق واهب العقل إلا من كان بصيرا ، إنك أفضيت و
هذان فيما تصرف بكما(8)الكلمة إلى سبيلي حزن وسهل ، ولكل على تفاوتكم
حظ من الرأي الربيق(9)، والامر الوثيق إذا أصيب به مواضعه ، ثم إن أخا
قريش قد نجدكم(10)لخطب عظيم ، وأمر جسيم ، فما عند كم فيه قولوا . وأنجزوا ،
أبخوع وإقرار ، أم نزوع ؟ قال عتبة . الهدير والنفر من أهل نجران : فعاد كرز بن
سبرة بكلامه وكان كميا أبيا ، فقال : أنحن نفارق دينا رسخت عليه عروقنا ، و
مضى عليه آباؤنا ، وعرف ملوك الناس ، ثم العرب ذلك(11)، أنتها لك إلى ذلك ،
أم نقر بالجزية ، وهي الخزية حقا ؟ لا والله حتى نجر دالبواتر من أغمادها ، و


(1)ينكر خ ل .(2)نلمز خ ل .(3)شرحبيل خ ل .
(4)مغير الحياة خ ل .(5)عصبا خ ل .
(6)أى تنزع الدولة من قبيلة وتحولها إلى اخرى .(7)ابا واثلة خ ل .
(8)في نسخة من المصدر : بكم .(9)الرتيق خ
(10)استنجدكم خ .(11)في المصدر : ثم العرب ذلك منا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه