بحار الأنوار ج17

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله - وأشار إلى حجر فيه قدر خمسة أرطال(1)- ياأيها الحجر
تدحرج فتدحرج ، فقال(2)لمخاطبه : خذه وقربه من اذنك فسيعيد عليك ما سمعت ، فإن
هذا جزء من ذلك الجبل ، فأخذه الرجل فأدناه إلى أذنه فنطق الحجر بمثل ما نطق به
الجبل أولا من تصديق رسول الله صلى الله عليه وآله وفيما(3)ذكره عن قلوب اليهود ، فيما(4)أخبر
به من أن نفقاتهم في دفع أمر محمد باطل ووبال عليهم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله أسمعت
هذا ؟ أخلف هذا الحجر أحد يكلمك يوهمك(5)أنه الحجر يكلمك ؟ قال : لا ، فأتني
بما اقترحت في الجبل ، فتباعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فضاء واسع ، ثم نادى الجبل : يا أيها
الجبل بحق محمد وآله الطيبين الذين بجاههم ومسألة عباد الله بهم أرسل الله على قوم عاد
ريحا صرصرا عاتية ، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل خاوية ، وأمر جبرئيل أن يصيح صيحة
في قوم صالح عليه السلام حتى صاروا كهشيم المحتظر ، لما انقلعت من مكانك بإذن الله ، وجئت
إلى حضرتي هذه - ووضع يده على الارض بين يديه - فتزلزل الجبل وسار كالقارح
الهملاج(6)حتى دنا من أصبعه أصله فلزق(7)بها ، ووقف ونادى : هاأناذا سامع لك
مطيع يارسول رب العالمين ، وإن رغمت أنوف هؤلاء المعاندين فأمرني أء‌تمر بأمرك .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن هؤلاء افترحوا على أن آمرك أن تنقلع من أصلك فتصير
نصفين ، ثم ينحط أعلاك ، ويرتفع أسفلك فتصير ذروتك(8)أصلك وأصلك ذروتك ، فقال الجبل :
أفتأمرني بذلك يارسول رب العالمين ؟ قال : بلى ، فانقطع نصفين وانحط أعلاه إلى الارض
وارتفع أسفله فوق أعلاه ، فصار فرعه أصله ، وأصله فرعه ، ثم نادى الجبل : معاشر اليهود


(1)فقال خ ل .
(2)ثم قال خ ل . وهو الموجود في المصدر المخطوط .
(3)فيما خ ل .
(4)في المصدر : وفيما أخبر به .
(5)في المصدر المطبوع : ويوهمك .
(6)دابة هملاج : حسنة السير في سرعة وبخترة .
(7)في المصدر : حتى صار بين يديه ودنا من اصبعه أصله فلصق بها .
(8)الذروة بالضم والكسر : أعلى الشئ .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه