بحار الأنوار ج46

حق جهاده ، ودفع عن رعيته ، وذب عن حريمه ، قال أبوجعفر عليه السلام : هل تعرف
يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجئ عليه بشاهد من كتاب الله ، أو حجة
من رسول الله صلى الله عليه وآله أو تضرب به مثلا فان الله عزوجل أحل حلالا وحرام
حراما ، وفرض فرائض وضرب أمثالا وسن سننا ، ولم يجعل الامام القائم بأمره
في شبهة فيما فرض له من الطاعة ، أن يسبقه بأمر قبل محله ، أو يجاهد فيه قبل
حلوله ، وقد قال الله عزوجل في الصيد :(لاتقتلوا الصيد وأنتم حرم)أفقتل
الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم الله ؟ وجعل لكل شئ محلا وقال عزوجل
(وإذا حللتم فصطادوا)وقال عزوجل(ولا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام)
فجعل الشهور عدة معلومة فجعل فيها أربعة حرما وقال :(فسيحوا في الارض
أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله)ثم قال تبارك وتعالى(فاذا انسلخ
الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)فجعل لذلك محلا وقال :
(ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله)فجعل لكل شئ محلا
ولكل أجلا كتابا .
فان كنت على بينة من ربك ، ويقين من أمرك ، وتبيان من شأنك
فشأنك وإلا فلا ترو من أمرا أنت منه في شك وشبهة ، ولا تتعاط زوال ملك لم
ينقض اكله ، ولم ينقطع مداه ، ولم يبلغ الكتاب أجله ، فلو قد بلغ مداه وانقطع
اكله ، وبلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل وتتابع النظام ، ولاعقب الله في التابع
والمتبوع الذل والصغار ، أعوذ بالله من إمام ضل عن وقته ، فكان التابع فيه
أعلم من المتبوع ، أتريد يا أخي أن تحيي ملة قوم قد كفروا بآيات الله ، وعصوا
رسوله واتبعوا أهواء‌هم بغير هدى من الله ، وادعوا الخلافة بلا برهان من الله ، ولا
عهد من رسوله ، اعيذك بالله يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة ، ثم ارفضت
عيناه وسالت دموعه ، ثم قال : الله بيننا وبين من هتك سترنا وجحدنا حقنا وأفشى
سرنا ، ونسبنا إلى غير جدنا ، وقال فينا ما لم نقله في أنفسنا .(1).


(1)الكافى : ج 1 ص 356 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه