ثراه ، من أنه حكى يوما في مجلسه كثرة تصانيف آية الله العلامة الحلي وجعل
الحاضرون يتعجبون منها ، فقال بعضهم ما معناه : إن تصانيف مولانا ، لا تقصرعنها
فقال المولى المجلسى ما معناه : أين تقع تصانيفي التي هي مؤلفات ، من كتبه التي هي
تحقيقات ومطالب علمية نظرية .
وهذا منه تواضع وخضوع ، وإن توهم غيره من لااطلاع له بشروحه
وحواشيه وتحقيقاته ولاخبرة له بكيفية جمع المشتتات وإخراجها ، من مآخذها
وتصحيح متون الاخبار وتمييز مبهماتها ، فانا لاننكر علو مقام العلامة في النظر و
الفهم والدقة والاطلاع ، وإنما الكلام في اشتمال تصانيفه على تحقيقات أكثر من تصانيف
المولى المعظم وتحقيقاته وفوائده ، التي من جهتها لقبه أعلام العلماء الذين لايجازفون
في القول ، ولايغرقون في الثناء بالعلامة كالاستاد الاكبر البهبهانى ، وآية الله
بحر العلوم ، والاستاد الاعظم الانصارى وغيرهم كما لا يخفى على من راجع
مصنفاتهم .
ثم بعد ذلك ماله من ترجمة أغلب متون الاخبار المتداولة على ما هو عليه
وهوأصعب شئ على المتقن الخبير .
وكذا فساد ما اشتهر بين البطالين الطاعنين على العلماء الربانيين من أنه كان
له أعوان كثيرة على جمع الاخبار ، ولم يكن له حظ من تصانيفه إلا ذكر العنوان
وصدر الخبر ، الباقي يكتبه من حضر عنده(1)فان هذا كلام من لادربة له بالتصنيف
(1)والذى ظهر لنا بعد التتبع في اجزاء نسخة الاصل - التى كانت بخط يده قدس
سره وقد عثرنا عليها وجعلناها أصلا لطبعتنا هذه الرائقة النفيسة - أنه قد كان للعلامة
المجلسى قدس الله لطيفه كتاب يكتبون باشارته وتحت اشرافه وقد عرفنا منهم اثنين احدهما
ملا ذوالفقار ، والاخر ملا محمد رضا ، وهما غير معدودين في عداد العلماء ، راجع في
ذلك تقدمة الجزء 79 ص ز وغير ذلك مما قدمنا في سائر الاجزاء المطبوعة بعنايتنا .
وهذا كله في سرد الاخبار وكتابتها واما استخراج الايات الكريمة المناسية لصدر
الابواب ، فقد كان يستخرجها بنفسه الشريفة ويكتب تفسيرها بقلمه الشريف ، ولعمرى لو