بحار الأنوار ج62

الرؤيابعد خمسين سنة .
وفي رسالة القشيري في باب الجود والسخاء : إن عبدالله بن جعفر خرج إلى
ضيعة فنزل على نخيل قوم وفيهم غلام أسود يعمل عليها إذ اتى الغلام بغدائه وهو
ثلاثة أقراص ، فرمى بقرص منها إلى كلب كان هناك فأكله ، ثم رمى إليه الثاني
والثالث فأكلهما وعبدالله بن جعفر ينظر فقال : يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ قال :
ما رأيت ، قال : فلم آثرت هذا الكلب ؟ قال : إن هذه الارض ليست بأرض كلاب
وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت رده ، فقال له عبدالله بن جعفر : فما أنت
صانع اليوم ؟ قال : أطوي(1)يومي هذا ، فقال عبدالله بن جعفر لاصحابه : الام على
السخاء وهذا أسخى مني ، ثم إنه اشترى الغلام فأعتقه واشترى الحائط ومافيه
ووهب ذلك له(2).
ودخل أبوالعلاء المعري يوما على الشريف المرتضى فعثر برجل فقال الرجل :
من هذا الكلب ؟ فقال أبوالعلاء : الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما ، فقربه
المرتضى واختبره فوجده علامة ، وإنه جرى(3)ذكر المتنبي يوما فتنقصه الشريف
المرتضى وذكر معايبه فقال أبوالعلاء المعري : لو لم يكن من شعر المتنبي إلا
قوله(4).
لك يا منازل في القلوب منازل .
لكفاه شرفا وفضلا ، فغضب الشريف المرتضى وأمر بسحبه(5)وإخراجه من
مجلسه ، ثم قال لمن حضر مجلسه : أتدرون أي شئ أراد هذا الاعمى بذكر هذه


(1)طوى الرجل : تعمد الجوع وقصده .
(2)حياة الحيوان 2 : 197 200 .
(3)في المصدر : ثم جرى .
(4)في المصدر : لولم يكن للمتنبى من الشعر الا قوله .
(5)في المصدر : وامر بسحبه برجله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه