بحار الأنوار ج7

فيقول محمد : يا رب أنت الشاهد لي بتبليغ الرسالة ، وملائكتك ، والابرار من امتي
وكفى بك شهيدا ، فيدعا بالملائكة فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة ، ثم يدعا بامة
محمد فيسألون : هل بلغكم محمد رسالتي وكتابي وحكمتي وعلمي وعلمكم ذلك ؟ فيشهدون
لمحمد بتبليغ الرسالة والحكمة والعلم ، فيقول الله لمحمد : فهل استخلفت في امتك
من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي وعلمي ، ويفسر لهم كتابي ، ويبين لهم ما يختلفون
فيه من بعدك حجة لي وخليفة في الارض ؟ فيقول محمد : نعم يارب قد خلفت فيهم
علي بن أبي طالب أخي ووزيري ووصيي وخير امتي ، ونصبته لهم علما في حياتي ،
ودعوتهم إلى طاعته ، وجعلته خليفتي في امتي(1)إماما يقتدي به الامة بعدي إلى يوم
القيامة ، فيدعا بعلي بن أبي طالب فيقال له : هل أوصى إليك محمد واستخلفك في امته
ونصبك علما لامته في حياته ؟ فهل قمت فيهم من بعده مقامه ؟ فيقول له علي : نعم
يا رب قد أوصى إلي محمد وخلفني في امته ، ونصبني لهم علما في حياته ، فلما قبضت
محمدا إليك جحدتني امته ، ومكروا بي واستضعفوني وكادوا يقتلونني ، وقدموا قدامي
من أخرت ، وأخروا من قدمت ، ولم يسمعوا مني ، ولم يطيعوا أمري ، فقاتلتهم في
سبيلك حتى قتلوني ، فيقال لعلي :(2)فهل خلفت من بعدك في امة محمد حجة وخليفة
في الارض يدعو عبادي إلى ديني وإلى سبيلي ؟ فيقول علي : نعم يا رب قد خلفت
فيهم الحسن ابني وابن بنت نبيك ، فيدعا الحسن بن علي فيسأل عما سئل عنه علي بن
إبي طالب ، قال : ثم يدعا بإمام إمام وبأهل عالمه فيحتجون بحجتهم فيقبل الله
عذرهم ويجيز حجتهم ، قال : ثم يقول الله : " اليوم ينفع الصادقين صدقهم " قال : ثم
انقطع حديث أبي جعفر عليه وعلى آبائه السلام . " ص 178 - 180 "
بيان : قوله عليه السلام : وهو على عرشه أي عرش العلم ، أو مستول على عرشه ، أو يظهر
كلامه وأمره ونهيه وقضاء‌ه من لدن عرشه ، ويقال : أفلج برهانه أي قومه وأظهره .
4 - كا : محمد بن يحيي ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن محمد ،
عن جميل بن صالح ، عن يوسف بن أبي سعيد قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام ذات يوم
فقال لي : إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح صلى الله عليه أول


(1)في المصدر : على امتى اه‍ . م(2)في المصدر : فيقول الله لعلى اه‍ . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه