بحار الأنوار ج57

وسادسها أن يكون المراد بالانسان آدم عليه السلام ومعنى " من عجل " أي في سرعة
من خلقه ، لانه تعالى لم يخلقه من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة كما خلق غيره
وإنما ابتدأه الله ابتداء وأنشأه إنشاء ، فكأنه تعالى نبه بذلك على الاية العجيبة
في خلقه له ، وأنه عزوجل يري عباده من آياته وبيناته أولاأولا ما تقتضيه
مصالحهم وتستدعيه أحوالهم .
وسابعها ما روي عن مجاهد وغيره أن الله تعالى خلق آدم بعد خلق كل شئ
آخر نهار يوم الجمعة على سرعة معاجلا به غروب الشمس ، وروي أن آدم عليه السلام لما
نفخت فيه الروح وبلغت أعالي جسده ولم تبلغ أسافله قال : رب استعجل بخلقي قبل
غروب الشمس
وثامنها ما روي عن ابن عباس والسدي أن آدم عليه السلام لما خلق وجعلت الروح
في أكثر جسده وثب عجلان مبادرا إلى ثمار الجنة . وقال : قوم بل هم بالوثوب ، فهذا
معنى قوله " خلق الانسان من عجل " وهذه الاجوبة الثلاثة المتأخرة مبنية على أن
المراد بالانسان فيها آدم عليه السلام دون غيره .

40 (باب آخر)

نورد ما ذكره محمد بن بحر الشيباني المعروف بالدهني(1)في كتابه من قول مفضلي
الانبياء والرسل والائمةوالحجج على الملائكة صلوات الله عليهم أجمعين على ما


(1)كذا في جميع نسخ البحار ، والمشهور ضبطه بالراء المهملة المضمومة نسبة إلى
" رهنه " قرية بكرمان ، وحكى ابن داود عن نسخة " الدهنى " بالدال قال النجاشى : محمد
ابن بحر الرهنى : ابوالحسن الشيبانى ساكن نر ماشير من ارض كرمان قال اصحابنا انه كان
في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، ولاادرى من اين قيل وقال في محكى الفهرست ،
محمد بن بحر الرهنى من اهل سجستان وكان من المتكلمين وكان عالما بالاخبار فقيها الا انه
متهم بالغلو وله نحو من خمسمائه مصنف ورسالة - انتهى - والظاهران منشأ اتهامه بالغلو مبالغته
في تفضيل الائمه وعلو رتبتهم عليهم السلام ولم يثبت منه قول بحلون او اتحاد أو تفويض ونحوها
فلا يبعد كونه حسنا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه