بحار الأنوار ج70

الجنة فلا تبيعوها إلا بها(1).
وقال عليه السلام : منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب دنيا(2).
وقال عليه السلام : الدنيا خلقت لغيرها ، ولم تخلق لنفسها(3).
ومن خطبة له عليه السلام : ألا وإن الدنيا دار لا يسلم منها إلا فيها ، ولا ينجى
بشئ كان لها ، ابتلى الناس بها فتنة ، فما أخذوه منها لها أخرجوا منه ، وحوسبوا
عليه ، وما أخذوه منها لغيرها قدموا عليه ، واقاموا فيه ، فانها عند ذوي العقول
كفئ الظل ، بينا تراه سابغا حتى قلص ، وزائدا حتى نقص(4).
وقال عليه السلام : ما اصف من دار أولها عناء ، وآخرها فناء . في حلالها حساب
وفي حرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن ساعاها فاتته
ومن قعد عنها واتته ، ومن أبصر بها بصرته ، ومن ابصر إليها أعمته(5).
137 نهج : منم خطبة له عليه السلام : بعثه حين لا علم قائم ، ولا منار ساطع
ولا منهج واضح ، أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحذركم الدنيا فانها دار شخوص
ومحلة تنغيص ، ساكنها ظاعن ، وقاطنها بائن ، تميد بأهلها ميدان السفينة ، تعصفها
العواصف في لجج البحار ، فمنهم الغرق الوبق(6)، ومنهم الناجي على متون


(1)نهج البلاغة الرقم 456 واللماظة بالضم : ما بقى من الطعام في الفم : عبر
عن الدنيا الفانية التي أدبرت وآذنت بوداع باللماظة الباقية في الفم بعد أكل الطعام
وقبل المضمضة والاستياك ، كما شبهها في غير مورد بصبابة الاناء وسملة الحوض .
(2)نهج البلاغة الرقم 457 من الحكم .
(3)نهج البلاغة الرقم 463 من الحكم .
(4)نهج البلاغة الرقم 61 من الخطب .
(5)نهج البلاغة الرقم 80 من الخطب .
(6)الوبق ككتف الهالك والحفز الدفع . والمعنى أن الذي غرق في البحرحين
تكسر به السفينة فلا يستدرك ، ولا يمكن خلاصه ، وأما من حمل على متن الامواج ، ولاقى
شدة المحن والاهوال حين يلقيه موج إلى موج ، تارة يعلو على الماء ومرة يعلو الماء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه