بحار الأنوار ج84

إلى خلقك بحسن الصنع كأن بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم
خر إلى الارض ساجدا(1).
أقول : تمامه في أبواب تاريخه(2).
بيان : الهجوع النوم ليلا ، وفي النهاية فيه أن بين أيدينا عقبة لا يجوز
إلا المخف ، يقال أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خففت حاله ودابته
وإذا كان قليل الثقل يريد به المخف من الذنوب ، واسباب الدنيا وعلقها انتهى ،
والزرية لعلها من زرى عليه إذا عابه وفي بعض النسخ ردية .
9 فلاح السائل(3): روى صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبيطالب صلوات
الله عليه قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن
محمد بن سنان ، عن صالح بن عقبة ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن حبة
العرني قال : بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية
من الليل ، واضعا يده على الحائط شبيه الواله ، وهو يقول : إن في خلق السموات
والارض ، إلى آخر الآية ، قال : ثم جعل يقرء هذه الآيات ويمر شبه الطائر
عقله ، فقال لي : أراقد أنت يا حبة أم رامق ؟ قال : قلت : رامق ، هذا أنت تعمل
هذا العمل ، فكيف نحن ؟ قال : فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي : يا حبة إن لله موقفا
ولنا بين يديه موقف ، لا يخفى عليه شئ من أعمالنا إن الله أقرب إلي وإليك من
حبل الوريد يا حبة إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ .
قال : ثم قال أراقد أنت يا نوف ؟ قال : قال : لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد و
لقد أطلت بكائي هذه الليلة ، فقال : يا نوف إن طال بكاؤك في هذه الليلة مخافة من الله
عزوجل ، قرت عيناك غدا بين يدي الله عزوجل .
يا نوف إنه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا اطفأت بحارا


(1)مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 151 .
(2)راجع ج 46 ص 81 من طبعتنا هذهه .
(3)هذا القسم من فلاح السائل مخطوط لم يطبع بعد .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه