كان هذا في حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك ؟ أو لما كنت جنينا ضعيفا ؟ أو
لما صرت رضيعا لطيفا ؟ أو لما كنت ناشئا صغيرا ؟ أو هل وجدت لك في ذلك
تدبيرا ؟
فكن رحمك اله عبدا مطيعاومملوكا سميعا لذلك المالك السالك بك في
تلك المسالك ، الواقي لك من المهالك ، فوالله إنه ليقبح بك مع سلامة عقلك ، وما
وهب لك من فضله الذي صرت تعتقده من فضلك أن تعمى أو تتعامى عن هذا الاحسان
الخارق للالباب أو أن تشغل عنه أو تؤثر عليه شيئا من أسباب ؟
أقول : فاستقبل هدية الله جل جلاله إليك يوم عيده ، بتعظيمه وتمجيده ، والقيام
بحق وعوده ، والخوف من وعيده ، وفرحك وسرورك بما في ذلك من المسار والمبار
على قدر الواهب جل جلاله وعلى قدر ما كنت عليه من ذل التراب ، وعقبات النشأة الاولى
وما كان فيها من الاخطار ، وترددك في الاصلاب والارحام الوفا كثيرة من الاعوام ،
يسار بك في تلك المضائق على مركب السلامة من العوائق ، حتى وصلت إلى هذه
المسافة ، وأنت مشمول بالرحمة والرأفة ، موصول بموائد الضيافة ، آمنا من المخافة
فالعجب كل العجب لك إن جهلت قدر المنة عليك فيما تولاه الله جل جلاله
من الاحسان إليك ، فاشتغل بما يريد ، وقد كفاك كل هول شديد ، وهو جل جلاله
كافيك ما قد بقي بذلك اللطف والعطف الذي أجزاه على المماليك والعبيد
فصل : فيما نذكره من الرواية بغسل يوم الاضحى باسنادنا إلى أبي جعفر ابن
بابويه رضوان الله جل جلاله عليه فيما ذكره من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال :
ما هذا لفظه :
وروى ابن المغيرة عن القاسم بن الوليد قال : سألته عن غسل الاضحى قال :
واجب إلا بمنى ، ثم قال - ره - وروى أن غسل الاضحى سنة
أقول : إنه إذا ورد لفظ الامر بالوجوب لشئ يكون ظاهر العمل عليه أنه
مندوب يعنى يكون المراد بلفظ الواجب التأكيد للعمل عليه ، وإظهار تعظيمه
على غيره من غسل مندوب لم يبلغ تعظيمه إليه