بحار الأنوار ج58

كأحوال الشجر في الطبع والنفع وطيب الريح ، فمن رأى شجرا أو أصاب شيئا من
ثمره أصاب من رجل في مثل حال ذلك الشجر . والنخل رجل شريف . والتمر مال .
وشجر الجوز رجل أعجمي شحيح ، والجوز نفسه مال مكنون . وشجرة السدر رجل
شريف ، وشجرة الزيتون رجل مبارك نفاع ، وثمر الزيتون هم وحزن . والكرم
والبستان امرأة . والعنب الابيض في وقته غضارة الدنيا وخيرها ، وفي غير وقته مال يناله
قبل وقته الذي يرجوه . والاشجار العظام التي لا ثمر لها كالدلب والصنوبر إن رأى
فهو رجل ضخم بعيد الصوت قليل الخير والمال . والشجرة ذات الشوك رجل صعب
المرام . والصفر من الثمار مثل المشمش والكمثرى والزعرور الاصفر ونحوها أمراض
والحامض منها هم وحزن . والحبوب كلها مال . والحشيش مال . والزرع عمله في دينه
أو دنياه . والثوم والبصل والجزر والشلجم هم وحزن ، والرياحين كلها بكاء وحزن إلا
ما يرى منها ثابتا في موضعه من غير أن يمسه وهو يجد ريحه .
وروى البخاري وغيره من المخالفين بأسنادهم عن النبي صلى الله عليه وآله قال : رأيت في
المنام أني اهاجر من مكة إلى أرض لها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر
فإذا هي المدينة يثرب . ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره ، فإذا
هو ما اصيب من المؤمنين يوم احد ، ثم هززته اخرى فعاد أحسن ما كان ، فإذا هو
ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين . ورأيت أيضا فيها بقرا والله(1)خير
فإذا هم النفر من المؤمنين يوم احد ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد ، وثواب
الصدق الذي أتانا الله بعد يوم بدر .
قال في النهاية : وهل إلى الشئ بالفتح ، يهل بالكسر ، وهلا بالسكون ، إذا
ذهب وهمه إليه(انتهى). وضبطه النووي بالتحريك ، وقال : الوهل - بالتحريك -
معناه الوهم والاعتقاد . وسائر اللغويين على الاول .
ورووا أيضا عن جابر في خبر غزوة احد أن النبي صلى الله عليه وآله قال : رأيت كأني في
درع حصينة ، ورأيت بقرا تنحر . فأولت الدرع الحصينة بالمدينة ، البقر بقرة والله


(1)كذا في جميع النسخ ، ولعله سقط منه شئ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه