بحار الأنوار ج3


(باب 14) (نفى الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى وتأويل

الايات والاخبار في ذلك)

1 - لى : السناني ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن عمه النوفلي ، عن علي بن سالم
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان
ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة و
السكون والانتقال ، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
2 - شا ، ج : روى أن بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له : أنت خليفة
رسول الله على الامة ؟(1)فقال : نعم ، فقال : إنا نجد في التورية أن خلفاء الانبياء
أعلم أممهم ، فخبرني عن الله أين هو ؟ في السماء هو أم في الارض ؟ فقال له أبوبكر : في
السماء على العرش ، قال اليهودي : فأرى الارض خالية منه ، فأراه على هذا القول في
مكان دون مكان ! فقال له أبوبكر : هذا كلام الزنادقة ، اعزب عني وإلا قتلتك ، فولى
الرجل متعجبا يستهزئ بالاسلام ، فاستقبله أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وما اجبت به وإنا نقول : إن الله عزوجل أين الاين فلا أين له ،
وجل من أن يحويه مكان ، وهو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاورة ، يحيط علما بما
فيها ، ولا يخلو شئ من تدبيره تعالى ، وإني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم ، يصدق
بما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به ؟ قال اليهودي : نعم ، قال : ألستم تجدون في بعض
كتبكم أن موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا . إذ جاء‌ه ملك من المشرق فقال له : من أين
جئت ؟ قال : من عند الله عزوجل ، ثم جاء‌ه ملك من المغرب فقال له : من أين جئت ؟
قال : من عند الله عزوجل ، ثم جاء‌ه ملك آخر ، فقال له : من أين جئت ؟ قال : قد جئتك
من السماء السابعة من عند الله عزوجل ، وجاء‌ه ملك آخر فقال : من أين جئت ؟ قال :
قد جئتك من الارض السابعة السفلى من عند الله عزوجل ، فقال موسى عليه السلام : سبحان


(1)في نسخة : أنت خليفة رسول الله هذه الامة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه