بحار الأنوار ج39

قالفاستسقيت أنا فأبيا علي ، فأتيت النبي أسأله ، فقال : لاتسقوه فإن في جوارك

رجلا يلعن عليا فلم تمنعه ، فدفع إلي سكينا وقال : اذهب فاذبحه ، قال : فخرجت
وذبحته ودفعت السكين إليه ، فقال : ياحسين اسقه ، فسقاني وأخذت الكأس بيدي
ولاأدري أشربت أم لا ، فانتبهت وإذا أنا بولولة ويقولون : فلان ذبح على فراشه ، وأخذ
الشرط(1)الجيران ، فقمت إلى الامير فقلت : أصلحك الله هذا أنا فعلته والقوم برآء ،
وقصصت عليه الرؤيا ، فقال : اذهب جزاك الله خيرا .
عبدالله بن السائب وكثير بن الصلت قالا : جمع زياد بن أبيه أشراف الكوفة في
مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين والبراء‌ة منه ، فأغفيت فإذا أنا بشخص
طويل العنق أهدل أهدب قد سد مابين السماء والارض ، فقلت له : من أنت ؟ فقال :
أنا النقاد ذو الرقبة طاعون بعثت إلى زياد ، فانتبهت فزعا وسمعنا الواعية عليه ، و
أنشأت أقول :
قد جشم الناس أمرا ضاق ذرعهم * يحملهم حين أداهم إلى الرحبة
يدعو على ناصر الاسلام دام له * على المشركين الطول والغلبة(2)
ما كان منتهيا عما أراد به * حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
فأسقط الشق منه ضربة عجبا * كما تناول ظلما صاحب الرحبة(3)
أقول : قال ابن أبي الحديد : روى أبوالفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي
في كتاب المنتظم أن زيادا لما حصبه(4)أهل الكوفة وهو يخطب على المنبر قطع
أيدي ثمانين منهم وهم أن يخرب دورهم ويجمر نخلهم ، فجمعهم حتى ملا بهم المسجد
والرحبة ليعرضهم على البراء‌ة من علي عليه السلام وعلم أنهم سيمتنعون فيحتج بذلك
على استئصالهم وإخراب بلدهم ، قال عبدالرحمن بن السائب الانصاري : فإني لمع


(1)جمع الشرطى .
(2)الظرف متعلق بقوله : دام . والطول فاعله .
(3)مناقب آل أبي طالب 1 : 479 و 480 .
(4)حصبه : رماه بالحصباء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه