بيان : الاسم عندهم بفتح الهمزة وكسر النون ثم الياء الساكنة ثم الراء
المهملة المفتوحة . ثم اعلم أن الظاهر من أكثر هذه الروايات أن المراد بالايام
المذكورة فيها أيام الشهور العربية ، ويظهر من بعضها كخبر سلمان رضي الله
عنه أن المراد بها الشهور العجمية وأيامها ، كما يظهر من أسمائها وتوافقها لما
نقله المنجمون عن الفرس في ذلك . ويمكن أن يقال : لما كان في بدء خلق العالم
شهر فروردين مطابقا على بعض الشهور العربية ابتداء وانتهاء سرت السعادة
والنحوسة في أيام الشهرين معا ، كما نقل أن في أول خلق العالم كان الشمس في
الحمل ، وعند افتراقها سرتا فيهما أو اختصتا بأحدهما . ويمكن حمل اختلاف الاخبار
أيضا على ذلك بأن يكون ما ورد في سعادة بعض الايام في بعض الاخبار ونحوسته
بعينه في الاخرى بسبب اختلاف المقصود من الشهر فيهما وكون المراد في إحداهما
العربية وفي الاخرى الفرسية ، لكن التعيين والتخصيص مشكل ، ولو أمكن
رعايتهما معا كان أولى ، وسيأتي تمام القول في ذلك في الباب الآتي إن شاء الله تعالى .
 |
22 (باب) (يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم |
 |
 |
ونحوستها وبعض النوادر) |
 |
1 أقول : رأيت في بعض الكتب المعتبرة : روى فضل الله بن علي بن عبيد
الله بن محمد بن عبدالله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن محمد بن الحسن
ابن جفعر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبيطالب تولاه الله في الدارين بالحسنى
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد بن أحمدبن العباس الدرويستي ، عن أبي محمد جعفر بن
= وما يشابهها مما سيأتى لا سيما ما يتعلق بالعجمية منها اشبه شئ بمجعولات الاحكامين من منجمى الفرس
ولا يبعد وجود اغراض سياسية في جعلها كاحياء السنن القومية وتقوية الدول الفارسية ونزعات اخرى لا
تخفى على من يعرف الاعيب السلطان الحاكمة بعقائد الناس وافكارهم ومقدساتهم وخاصة
استخدام الكهنة والاحكاميين في هذا السبيل .