بحار الأنوار ج14

وقال القزويني في كتاب عجائب المخلوقات : نار الحرتين كانت ببلاد عبس ، و
إذا كان الليل تسطع من الماء ، وكانت بنو طئ تنفس منها إبلها من مسيرة ثلاث ، وربما
بدرت منها عنق فتأتي كل شئ يقربها فتحرقها ، وإذا كان النهار كانت دخانا ، فبعث الله
تعالى خالد بن سنان العبسي وهو أول نبي من بني إسماعيل فاحتفر لها بئرا وأدخلها
فيها ، وإن الناس ينظرون حتى غيبها . وقال الصفدي في شرح لامية العجم : قال
بعضهم : النار عند العرب أربعة عشر نارا إلى أن قال : ونار الحرتين التي أطفأها الله بخالد
ابن سنان العبسي ، احتفر لها بئرا ، ثم أدخلها فيها والناس يرونه ثم اقتحم فيها حتى
غيبها وخرج منها انتهى .(1)
فظهر أنه كان " نار الحرتين " فصحف بما ترى . قوله :(هذا هذا)أي شأني وأمري
هذا(وكل هذا من ذا)أي من الله تعالى . قوله :(يندى)كيرضى أي يبتل من العرق .
وروى صاحب الكامل(2)هكذا : لادخلنها وهي تلظى ، ولاخرجن منها وبناني
تندى .(3)
والعانة : القطيع من حمر الوحش ، والعير الحمار الوحشي . والابتر : المقطوع
الذنب . والسبة بالضم : العار ، أي نبش قبر نبيكم عار لكم ، أو عدم إيمانكم به مع
ظهور تلك المعجزات عار لكم ، ويؤيد الاول ما رواه صاحب الكامل حيث قال : وكره


(1)وقال الجاحظ في كتاب الحيوان 1 : 217 بعد ذكر النيران وأقسامها : ونار اخرى
وهي نار الحرتين ، وهي نار خالد بن سنان أحد بني مخزوم من بني قطيعة بن عبس ، ولم يكن في
بني إسماعيل نبي قبله ، وهو الذي أطفأ الله به نار الحرتين ، وكانت حرة ببلاد بني عبس ، فاذا
كان الليل فهي نار تسطع في السماء ، وكانت طئ تتبين بها إبلها من مسيرة ثلاث ، وربما بدرت
منها العنق فتأتي كل شئ فتحرقه ، وإذا كان النهار فانما هي دخان يفور ، فبعث الله خالد بن
سنان فاحتفر لها بئرا ثم أدخلها فيها والناس ينظرون ، ثم اقتحم فيها حتى غيبها إه‍ .
(2)الكامل 1 : 131 .
(3)في الكامل : وهو يقول : بددا بددا كل هاد مؤد إلى الله الاعلى ، لادخلنها وهي تلظى ،
ولاخرجن منها وثيابي تندى . وفي كتاب الحيوان : يقول : كذب ابن راعية المعز ، لاخرجن
منها وجبتي تندل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه