بحار الأنوار ج74

لامر يراد بها مدا مدا ، واشتد المثارون إلى الله(1)شدا شدا ، وتزاحفت
الخلايق إلى المحشر زحفا زحفا(2)ورد المجرمون على الاعقاب ردا ردا ، وجد
الامر ويحك يا إنسان جدا جدا ، وقربوا للحساب فردا فردا ، وجاء ربك و
الملك صفا صفا ، يسألهم عما عملوا حرفا حرفا ، فجئ بهم عراة الابدان ، خشعا
أبصارهم ، أمامهم الحساب ، ومن ورائهم جهنم يسمعون زفيرها ويرون سعيرها ، فلم
يجدوا ناصرا ولا وليا يجيرهم من الذل ، فهم يعدون سراعا(3)إلى مواقف الحشر
يساقون سوقا فالسموات مطويات بيمينه كطي السجل للكتب ، والعباد على الصراط
وجلت قلوبهم ، يظنون أنهم لا يسلمون ، ولا يؤذن لهم فيتكلمون ، ولا يقبل منهم
فيعتذرون ، قد ختم على أفواهم ، واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون . يالها
من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب ، حين ميز بين الفريقين فريق في الجنة وفريق
في السعير .
من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الاخرة لها يعمل العاملون .
36 - ما :(4)عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن علي بن المفضل ، عن
علي بن حسن النحوي ، عن الحسن بن علي الزفري(5)عن العباس بن بكار الضبي
عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال :
الحمد لله الذي لا يحويه مكان ، ولا يحده زمان ، علا بطوله ودنى بحوله ، سابق كل


(1)ثار اليه وثب عليه وفى بعض النسخ المبارون .
(2)تزاحف القوم في الحرب : بعضهم إلى بعض وتدانوا . والزحف : الجيش
يزحفون إلى العدو أى يمشون . ويقال زحف اليه كمنع زحفا اذا مشى نحوه . وزحفا زحفا
أى زحفا بعد زحف متفرقين .
(3)في بعض النسخ يقودون سراعا .
(4)الامالى ج 2 ص 296 .
(5)كذا وفى المصدر الرمزنى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه