كانت له خؤلة في بني مخزوم ، وإن شابا منهم أتاه فقال : يا خالي إن أخي وابن
أبي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتشتهي أن تراه ؟ قال : نعم ، قال :
فأرني قبره ، فخرج ومعه برد رسول الله صلى الله عليه وآله السحاب ، فلما انتهى إلى القبر
تململت شفتاه ، ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول : " رميكا " بلسان الفارس
فقال له عليه السلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال بلى : ولكنا متنا على سنة
فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا(1).
9 - يج : روي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام أن غلاما يهوديا قدم على أبي بكر
في خلافته فقال : السلام عليك يا أبابكر ، فوجأ عنقه وقيل له : لم لا تسلم عليه
بالخلافة ؟ ثم قال له أبوبكر : ما حاجتك ؟ قال : مات أبي يهوديا وخلف كنوزا
وأموالا ، فإن أنت أظهرتها وأخرجتها لي أسلمت على يديك وكنت مولاك ، و
جعلت لك ثلث ذلك المال وثلثا للمهاجرين والانصار وثلثا لي ، فقال أبوبكر : يا
خبيث وهل يعلم الغيب إلا الله ؟ ونهض أبوبكر ، ثم انتهى اليهودي إلى عمر فسلم
عليه و قال : إني أتيت أبابكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضربا ، وأنا أسألك عن
المسألة وحكى قصته ، قال : وهل يعلم الغيب إلا الله ؟ ثم خرج اليهودي إلى علي
عليه السلام وهو في المسجد ، فسلم عليه وقال : يا أمير المؤمنين ، وقد سمعه أبوبكر
وعمر ، فوكزوه وقالوا : يا خبيث هلا سلمت على الاول كما سلمت على علي
والخليفة أبوبكر ؟ فقال اليهودي : والله ما سميته بهذا الاسم حتى وجدت ذلك
في كتب آبائي وأجدادي في التوراة ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وتفي بما تقول ؟
قال : نعم واشهد الله وملائكته وجميع من يحضرني ، قال . نعم ، فدعا برق
أبيض فكتب عليه كتابا ثم قال : تحسن أن تكتب ؟ قال : نعم ، قال : خذ معك
ألواحا وصر إلى بلاد اليمن وسل عن وادي برهوت بحضرموت ، فإذا صرت بطرف
الوادي عند غروب الشمس فاقعد هناك فإنه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي
تنعب ، فإذا نعبت هي فاهتف اسم أبيك وقل : يا فلان أنا رسول وصي محمد صلى الله عليه وآله
(1)بصائر الدرجات : 76 .(*)