بحار الأنوار ج91

وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا ، واجعل لي من كل ضنك مخرجا وإلى كل
سعة منهجا(1)إنك أرحم الراحمين ، وصلى الله عليه محمد وآله الطيبين الطاهرين
آمين رب العالمين(2).
5 مهج : ومن ذلك عوذة علي بن موسى الرضا عليه السلام التي تعوذ بها لما
ألقي في بركة السباع وجدت ما هذا لفظه : قال الفضل بن الربيع : لما اصطبح الرشيد
يوما ثم استدعا حاجبه ، فقال له : امض إلى علي بن موسى العلوي وأخرجه من
الحبس ، وألقه في بركة السباع ، فما زلت ألطف به وأرفق ، ولا يزداد إلا غضبا
وقال : والله لئن لم تلقه إلى السباع لالقينك عوضه .
قال : فمضيت إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام فدخلت عليهفقلت له :
إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وبكذا ، قال : افعل ما أمرت به ، فاني مستعين بالله
تعالى عليه ، وأقبل بهذه العوذة وهو يمشي معي إلى أن انتهيت إلى البركة ، ففتحت
بابها وأدخلته فيها ، وفيها أربعون سبعا ، وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل
مثله على يدي ، وعدت إلى موضعي .
فلما انتصف الليل أتاني خادم فقال لي : إن أمير المؤمنين يدعوك ، فصرت
إليه فقال : لعلى أخطأت البارحة أو أتيت منكر فانى رأيت البارحة مناما هالنى
وذاك أنى رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي ، وبأيديهم ساير السلاح ، وفي
وسطهم رجل كأنه القمر ، ودخل إلى قلبي هيبته ، فقال لي قائل : هذا أمير المؤمنين
علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وعلى أبنائه ، فتقدمت إليه لاقبل قدميه فصرفني
عنه ، وقال : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم ؟ (3)
ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت مذعورا لذلك .


(1)برحمتك ومعافاتك ، ومنك وفضلك ، ولا تفقرنى إلى أحد من خلقك ، برحمتك
يا أرحم الراحمين ، انك على كل شئ محيط ، وحسبنا الله ونعم الوكيل خ .
(2)مهج الدعوات ص 317315 .
(3)القتال ص 22 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه