بحار الأنوار ج65

ومات عليه ، أخرجه من الايمان ، ولم يخرجه من الاسلام ، وكان عذابه أهون من
عذاب الاول(1).
*(تذييل وتفصيل)*
قال الشهيد الثاني رفع الله درجته في كتاب حقائق الايمان : قيل : الاسلام و
الايمان واحد ، وقيل بتغايرهما والظاهر أنهم أرادوا الوحدة بحسب الصدق لا
في المفهوم ، ويظهر من كلام جماعة من الاصوليين أنهما متحدان بحسب المفهوم
أيضا حيث قالوا : إن الاسلام هو الانقياد والخضوع لالوهية الباري تعالى والاذعان
بأوامره ونواهيه ، وذلك حقيقة التصديق الذي هو الايمان على ما تقدم .
وأما القائلون بالتغاير صدقا ومفهوما فانهم أرادوا أن الاسلام أعم من الايمان
مطلقا ، وقد أشرنا فيما تقدم في أوائل المقدمة الاولى أن المحقق نصير الدين -


(1)طبع في نسخة الكمبانى بعد تمام هذا الخبر - قائلا في هامشه : هكذا نسخة
الاصل - شطرا ناقصا غير مفهوم من حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله في شرايع الاسلام
من دون رمز إلى مصدر الحديث ، هكذا :
شئ لم يكن علمه منى ولا سمعه ، فعليه بعلى بن أبى طالب فانه قد علم كما قد علمته ، و
ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه إلى آخر مانقله وهو نحو عشرة أبيات كما سيأتى في الباب
27 تحت الرقم 41 .
وهذا الحديث تمامه عشرون بيتا من باب واحد ملتئم الاجزاء لا يصح تقطيعها ، يعرف
فيه شرائع الاسلام ، ولذا نقله المؤلف العلامة رضوان الله عليه بتمامه في آخر باب دعائم
الاسلام نقلا عن كتاب الطرف بروايته عن عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه
قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله أباذر وسلمان والمقداد فقال لهم : أتعرفون شرايع الاسلام
وشروطه ؟ - . إلى أن قال : . وعلى أن تحللوا حلال القرآن وتحرموا حرامه وتعملوا
بالاحكام ، وتردوا المتشابه إلى أهله ، فمن عمى عليه شئ لم يكن علمه منى الخ .
فالظاهر أن هذا الشطر من الحديث كان مكتوبا على ورقة مبدوا في أول السطر
بقوله : شئ لم يكن علمه فوقعت مسودة في البين ، وكان على المؤلف العلامة أن يضرب
عليها ، فغفل عن ذلك ، وبقى النسخة كما نقلت في الكمبانى ، فراجعه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه