بحار الأنوار ج70

فيه بمعصية الله ، فشقي بما جمعت له ، وليس أحد هذين أهلا أن تؤثره على
نفسك ، وتحمل له على ظهرك ، فارج لمن مضى رحمة الله ، ولمن بقي رزق
الله عزوجل(1).

124 . (باب) (حب الرياسة)

الايات : القصص : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في
الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين(2).
1 كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن عليه السلام أنه ذكر
رجلا فقال إنه يحب الرياسة ، فقال : ما ذئببان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها
بأضر في دين المسلم من طلب الرياسة(3).
بيان : إنه ذكر رجلا ضماير إنه و ذكر و فقال أولا ، راجعة
إلى معمر ، ويحتمل رجوعها إلى الامام عليه السلام ، والرياسة الشرف والعلو على الناس
من رأس الرجل يراس مهموزا بفتحتين رياسة شرف وعلا قدره ، فهو رئيس والجمع رؤساء
مثل شريف وشرفاء ، والضاري السبع الذي اعتاد بالصيد وإهلاكه ، والرعاء بالكسر
والمد جمع راع اسم فاعل وبالضم اسم جمع صرح بالاول صاحب المصباح
وبالثاني القاضي ، وتفرق الرعاء لبيان شدة الضرر ، فان الراعي إذا كالن حاضرا
يمنع الذئب عن الضرر ويحمي القطيع .
والظاهر أن قوله : في دين المسلم صلة للضرر المقدر أي ليس ضرر
الذئبين في الغنم بأشد من ضرر الرياسة في دين المسلم ، ففي الكلام تقديم وتأخير .


(1)نهج البلاغة الرقم 416 من الحكم .
(2)القصص : 83 .
(3)الكافي ج 2 ص 297 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه