بحار الأنوار ج50

التبجيل ، وفديته بنفسك وأبويك ؟ فقال : يا بني ذلك ابن الرضا ، ذاك إمام
الرافضة ، فسكت ساعة فقال : يا بني لوزالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما
استحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، فان هذا يستحقها في فضله ، وعفانه وهديه
وصيانة نفسه ، وزهده ، وعبادته ، وجميل أخلاقه ، وصلاحه ، ولو رأيت أباه لرأيت
رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا .
فازددت قلقا وتفكرا وغيظا على أبي مما سمعت منه فيه ، ولم يكن لي همة
بعد ذلك إلا السؤال عن خبره ، والبحث عن أمره ، فما سألت عنه أحدامن نبي -
هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا وجدته عندهم في غاية
الاجلال والاعظام ، والمحل الرفيع ، والقول الجميل ، والتقديم له على(1)
أهل بيته ومشايخه وغيرهم ، وكل يقول : هو إمام الرافضة ، فعظم قدره عندي إذ
لم أرله وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه ، والثناء عليه .
فقال له بعض أهل المجلس من الاشعريين : يا بابكر فماحال أخيه جعفر ؟
فقال : ومن جعفر فيسأل عن خبره أو يقرن به ؟ إن جعفرا معلن بالفسق ، ما جن
شريب للخمور ، أقل من رأيت من الرجال ، وأهتكهم لستره بنفسه فدم
خمار(2)قليل في نفسه ، خفيف .
والله لقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت
منه ، وما ظننت أنه يكون .
وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل ، فركب
من ساعته مبادرا إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستجعلا ومعه خمسة نفر من خدم
أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فمنهم نحرير(3)وأمرهم بلزوم دار الحسن


(1)في اعلام الورى : على جميع أهل بيته
(2)سيجئ في بيان المؤلف قدس سره بيان ذلك ، وفى المصدر المطبوع هكذا :
فدم حمار " يعنى گنك وأحمق " !
(3)في نسخة اعلام الورى والارشاد : فيهم نحرير ، وقد مر أنه كان رائضا للسباع

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه