بحار الأنوار ج38

بي قبل ، قال : وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم مااختلفوا فيه .
وهذا من قول الله عزوجل(وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا
فيه(1)فأقام عليا لبيان ذلك . وقد تقدم حديث الوصية في بيعة العشيرة بالاتفاق .
ومن كلام الصاحب : صنوه(2)الذي واخاه ، وأجابه حين دعاه ، وصدقه قبل
الناس ولباه ، وساعده واساه ، وشيد الدين وبناه ، وهزم الشرك وأخزاه ، وبنفسه
على الفراش فداه ، ومانع عنه وحماه ، وأرغم من عانده وقلاه(3)، وغسله وواراه ، وأدى
دينه وقضاه ، وقام بجميع ما أوصاه ، ذلك أميرالمؤمنين لاسواه .
والاجماع في حديث ابن عباس في وفاة رسول الله صلى الله عليه واله قال النبي صلى الله عليه واله : يا عباس
يا عم رسول الله تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ فقال العباس يا رسول الله : عمك
شيخ كبير ذو عيال كثير وأنت تباري الريح سخاء وكرما(4)، وعليك وعد لا ينهض به
عمك ، فأقبل على علي عليه السلام فقال : تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ فقال :
نعم يا رسول الله فقال : ادن مني ، فدنا منه وضمه إليه ونرع خاتمه من يده وقال له :
خذ هذا فضعه في يدك ، ودعا بسيفه ودرعه يروى أن جبرئيل نزل من السماء(5)فجئ
بها إليه فدفعها إلى علي فقال له : اقبض هذا في حياتي ، ودفع إليه بغلته وسرجها وقال :
امض على اسم الله إلى منزلك ، ثم اغمي عليه ، القصة .
ابن عبد ربه في العقد بل روته الامة بأجمعها عن أبي رافع وغيره أن عليا نازع
العباس إلى أبي بكر في برد النبي(6)وسيفه وفرسه ، فقال : أبوبكر أين كنت يا عباس
حين جمع رسول الله بني عبدالمطلب وأنت أحدهم فقال : أيكم يوازرني فيكون وصيي


(1)سورة النحل : 64 .
(2)الصنو بفتح الصاد وكسرها الاخ الشقيق .
(3)قلى الرجل وقلاه : أبغضه .
(4)بارى الرجل : سابقه . أى كما ان الريح يصيب كل شئ ومكان فكذلك جودك وسخاؤك
يصيب كل أحد ، ولا أقدر على ذلك .
(5)في المصدر : نزل بها من السماء .
(6)في المصدر : في رداء النبى خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه