بحار الأنوار ج65

المؤمنون بعلي عليه السلام هم الخالدون في الجنة]وإن كانوا في أعمالهم مسيئة على
ضد ذلك(1).
20 - م : قوله عزوجل اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت
تجارتهم وما كانوا مهتدين (2)قال الامام موسى بن جعفر عليه السلام اولئك الذين
اشتروا الضلالة بالهدى باعوا دين الله ، واعتاضوا منه الكفر بالله فما ربحت تجارتهم
أي ما ربحوا في تجارتهم في الاخرة ، لانهم اشتروا النار وأصناف عذابها بالجنة التي
كانت معدة لهم لو آمنوا وما كانوا مهتدين إلى الحق والصواب .
فلما أنز الله عزوجل هذه الاية ، حضر رسول الله صلى الله عليه وآله قوم فقالوا : يا
رسول الله سبحان الرزاق ألم تر فلانا كان يسير البضاعة ، خفيف ذات اليد ، خرج
مع قوم يخدمهم في البحر فرعوا له حق خدمته ، وحملوه معهم إلى الصين وعينوا
له يسيرا من مالهم قسطوه على أنفسهم له ، وجمعوه فاشتروا له به بضاعة من هناك
فسلمت فربح الواحد عشرة ، فهو اليوم من مياسير أهل المدينة ؟
وقال قوم آخرون بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله : يا رسول الله ألم تر فلانا كانت حسنة
حاله ، كثيرة أمواله ، جميلة أسبابه ، وافرة خيراته ، مجتمعا شمله ، أبى إلا طلب
الاموال الجمة ، فحمله الحرص على أن تهور ، فركب البحر في وقت هيجانه
والسفينة غير وثيقة ، والملاحون غير فارهين ، إلى أن توسط البحر فلعبت بسفينته
ريح عاصف فأزعجتها إلى الشاطئ وفتقتها في ليل مظلم ، وذهبت أمواله وسلم بحشاشته
فقيرا وقيرا ينظر إلى الدنيا حسرة ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا أخبركم بأحسن من الاول حالا ، وبأسوء من الثاني
حالا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما أحسن من الاول حالا فرجل
اعتقد صدقا بمحمد رسول الله وصدقا باعظام علي أخي رسول الله ووليه ، وثمرة قلبه
ومحض طاعته ، فشكر له ربه ونبيه ووصي نبيه ، فجمع الله تعالى له بذلك خير


(1)تفسير العياشى ج 1 ص 139 ، ومثله في الكافى ج 1 ص 376 في حديثين .
(2)البقرة : 16 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه