بحار الأنوار ج59

وأخبرنا ابن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين
بن سعيد عن محمد بن جمهور بجميع كتبه .
وقال محمد بن شهراشوب - قدس سره - في كتاب معالم العلماء في ترجمة محمد بن
الحسن : له الرسالة المذهبة عن الرضا عليه السلام في الطب - انتهى - .
وذكر الشيخ منتجب الدين في الفهرست أن السيد فضل الله بن علي الراوندي
كتب عليها شرحا سماه ترجمة العلوي للطب الرضوي .
فظهر أن الرسالة كانت من المشهورات بين علمائنا ، ولهم إليه طرق وأسانيد
لكن كان في نسختها التي وصلت إلينا اختلاف فاحش أشرنا إلى بعضها ، ولنشرع في
ذكر الرساله ثم في شرحها على الاجمال .
اعلم يا أمير المؤمنين أن الله تعالى لم يبتل العبد المؤمن ببلاء حتى جعل له
دواء يعالج به ، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير ونعت ، وذلك أن الاجسام
الانسانية جعلت على مثال الملك ، فملك الجسد هو القلب(1)، والعمال العروق و
الاوصال والدماغ ، وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد ، والاعوان يداه ورجلاه و
شفتاه وعيناه ولسانه واذناه ، وخزانته معدته وبطنه ، وحجابه صدره .
فاليدان عونان يقربان ويبعدان ويعملان على ما يوحي إليهما الملك . والرجلان
تنقلان الملك حيث يشاء .
والعينان تدلانه على ما يغيب عنه ، لان الملك من وراء الحجاب لا يوصل إليه
شئ إلا بهما ،(2)وهما سراجان أيضا ، وحصن الجسد وحرزه الاذنان لا يدخلان
على الملك إلا ما يوافقه ، لانهما لا يقدران أن يدخلا شيئا حتى يوحي الملك إليهما
فإذا أوحى الملك إليهما أطرق الملك منصتا لهما حتى يسمع منهما ، ثم يجيب بما يريد
فيترجم عنه اللسان بأدوات كثيرة ، منها ريح الفؤاد ، وبخار المعدة ، ومعونة الشفتين


(1)هو ما في القلب(خ).
(2)باذن(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه