بحار الأنوار ج35

الصفات على ما ذكرناه .
ثم أردف بقوله :(وأقام الصلاة وآتى الزكاة)فكان(1)هوالمعني بها بدلالة
قوله تعالى :(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون(2)): واتفق أهل النقل على أنه عليه السلام هو المزكي في حال ركوعه
في الصلاة ، فطابق هذا الوصف وصفه في الآية المتقدمة وشاركه في معناه .
ثم أعقب ذلك بقوله عزاسمه :(والموفون بعهدهم إذا عاهدوا)وليس أحد من
الصحابة إلا من نقض عهده(3)في الظاهر أو تقول ذلك عليه إلا أميرالمؤمنين عليه السلام فإنه
لا يمكن أحدا أن يزعم أنه نقض ما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله من النصرة ، والمواساة .
فاختص أيضا بهذا الوصف .
ثم قال سبحانه :(والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس)ولم يوجد أحد
صبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله عند الشدائد غير أميرالمؤمنين عليه السلام فإنه باتفاق وليه وعدوه
لم يول دبرا ولافر من قرن ولاهاب(4)في الحرب خصما ، فلم استكمل هذه الخصال
بأسرها(5)قال سبحانه :(اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون)يعني به أن
المدعو إلى اتباعه من جملة الصادقين ، وهو من دل على اجتماع الخصال فيه ، وذلك أمير
المؤمنين عليه السلام وإنما عبر عنه بحرف الجمع تعظيما له وتشريفا ، إذ العرب تضع لفظ
الجمع على الواحد إذا أرادت أن تدل على نباهته(6)وعلو قدره وشرفه ومحله(7)، و
إن كان قد يستعمل فيمن لابراد له ذلك إذا كان الخطاب يتوجه إليه ويعم غيره بالحكم


(1)في المصدر : وكان .
(2)المائدة : 55 .
(3)في المصدر : من نقض العهد .
(4)القرن بكسر القاف : كفؤك . من يقاومك . نظيرك في الشجاعة . هاب من الخصم :
خافه واتقاه .
(5)أى بجميعها .
(6)النباهة : الشرف .
(7)في المصدر : وشرف محله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه