بحار الأنوار ج46

إلا في ضلال)(1)، قلت : يا سيدي ومولاي العجب أنهم لا يدرون من أين اتوا
فقال عليه السلام : أجل ثم تلا(فاليوم ننساهم كمانسوا لقاء يومهم هذا وكانوا بآياتنا
يجحدون)(2)هي والله يا جابر آياتنا ، وهذه والله إحداها ، وهي مما وصف الله
تعالى في كتابه(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما
تصفون)(3)ثم قال عليه السلام : يا جابرما ظنك بقوم أما تواسنتنا وضيعوا عهدنا ، ووالوا
أعداء‌نا ، وانتهكوا حرمتنا ، وظلمونا حقنا ، وغصبونا إرثنا ، وأعانوا الظالمين
علينا ، وأحيوا سنتهم ، وساروا سيرة الفاسقين الكافرين في فساد الدين وإطفاء نور
الحق ، قال جابر : فقلت : الحمدلله الذي من علي بمعرفتكم ، وعرفني فضلكم
وألهمني طاعتكم ووفقني لموالاة أوليائكم ، ومعاداة أعدائكم ، فقال صلى الله عليه وآله : يا جابر
أتدري ما المعرفة ؟ فسكت جابر ، فأورد عليه ، الخبر بطوله(4).
بيان : قال الفيروز آبادي(5): الشأفة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى
فتذهب ، فإذا قطعت مات صاحبها ، والاصل ، واستأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب
تلك القرحة ، أو معناه أزاله من أصله انتهى .
ومالاه على الامر ساعده وشايعه ، قوله : بعينك أي بعلمك ، قوله : أبقيت عليك
أي رحمتك ، وفي بعض النسخ بقيت عليك بقية أي لم يأت زمان هلاك جميعهم
والسحق البعد ، والعواتق : جمع العاتق وهي الجارية الشابة أول ما تدرك ، والخدور
جمع الخدر بالكسر وهي ناحية من البيت يترك عليها ستر فيكون فيها الجارية البكر
وقوله : نكب على البناء للمفعول من قولهم نكبه الدهر أي بلغ منه أو أصابه
بنكبة .


(1)سورة غافر ، الاية : 50 .
(2)سورة الاعراف ، الاية : 51 .
(3)سورة الانبياء ، الاية : 18 .
(4)عيون المعجزات من ص 69 إلى ص 74 .
(5)القاموس ج 3 ص 156 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه