بحار الأنوار ج12

6 - ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبى أيوب
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والارض
التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات . حتى رأى ثلاثة
فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا إبراهيم دعوتك مجابة ، فلا تدعو(1)
على عبادي فإنى لو شئت لم أخلقهم ، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف ، عبدا يعبدني
لايشرك بي شيئا فأثيبه ; وعبدا يعبد غيري فلن يفوتني ; وعبدا يعبد غيري فأخرج من
صلبه من يعبدني .
ثم التفت فرأى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر ، تجئ سباع البحر
فتأكل ما في الماء ، ثم ترجع فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، ويجئ سباع البر
فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا ، فعند ذلك تعجب إبراهيم
مما رأى وقال : يارب أرني كيف تحيي الموتى هذه أمم يأكل بعضها بعضا ، قال : أولم
تؤمن ؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي - يعني حتى أرى هذا(2)كما رأيت الاشياء
كلها - قال : خذ أربعة من الطير فقطعهن ، واخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه
السباع التي أكل بعضها بعضا فخلط ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا ثم ادعهن يأتينك
سعيا فلما دعاهن أجبنه كانت الجبال عشرة . قال : وكانت الطيور الديك والحمامة ، والطاووس
والغراب .(3)
فس : أبي ، عن ابن أبي عمير إلى قوله : من يعبدني .(4)
شى : عن أبي بصير مثله .(5)
ايضاح : إراء‌ته ملكوت السماوات والارض يحتمل أن يكون ببصر العين بأن


(1)في نسخة : ولا تدع .
(2)في المصدر : فتحيى حتى أرى هذا . م
(3)علل الشرائع : 195 . م
(4)تفسير القمى : 194 . م
(5)مخطوط . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه