بحار الأنوار ج41

أهل الشام وكذلك أهل بيتي ، وهم فريستنا ونحن نأوي النيل ، قال : فما جاء
بك إلى الكوفة ؟ قال : يا أميرالمؤمنين أتيت الحجاز فلم اصادف شيئا وأنا في هذه
البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير موضعي هذا وإني لمنصرف من ليلتي
هذه إلى رجل يقال له : سنان بن وابل فيمن أفلت(1)من حرب صفين ينزل القادسية
وهو رزقي في ليلتي هذه ، وإنه من أهل الشام وأنا إليه متوجه .
ثم قام من بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال لي : مم تعجبت ؟ هذا أعجب
من الشمس أم العين أم الكواكب أم سائر ذلك ؟ فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة
لوأحببت أن اري الناس مما علمني رسول االله صلى الله عليه وآله من الايات والعجائب لكانوا(2)
يرجعون كفارا ، ثم رجع أميرالمؤمنين عليه السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية
فركبت من ليلتي فوافيت القادسية قبل أن يقيم الموذن الاقامة ، فسمعت الناس
يقولون : افترس سنانا السبع(3)، فأتيته فيمن أتاه ينظرإليه(4)، فما ترك الاسد
إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الاصابع ، وإني على بابه تحمل رأسه(5)إلى
الكوفة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فبقيت(فبقي خ ل)متعجبا ، فحدثت الناس ما
كان من حديث أمير المؤمنين عليه السلام والسبع ، فجعل الناس يتبركون بتراب تحت
قدمي أمير المؤمنين ويستشفون به ، فقام خطيبا فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : معاشر
الناس ما أحبنا رجل فدخل الناروما أبغضنا رجل فدخل الجنة ، وأنا قسيم الجنة
والنار : أقسم بين الجنة والنار ، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا
أقول لجهنم يوم القيامة : هذا لي وهذا لك ، حتى تجوزشيعتي على الصراط كالبرق


(1)أى تخلص . وفي المصدر : سنان بن وائل .
(2)في المصدر : لكاد .
(3)= : افترس السبع سنانا .
(4)= : فنظرت إليه
(5)= : واتى على ما به . فحمل رأسه اه‍ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه