بحار الأنوار ج9

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ويحك أجهلت أمر الله ؟ وماذنب جبرئيل إن أطاع الله
فيما يريده بكم ؟ أرأيتم ملك الموت أهو عدوكم وقد وكله الله بقبض أرواح الخلق
الذي أنتم منه ؟ أرأيتم الآباء والامهات إذا أوجروا الاولاد الادوية(1)الكريهة
لمصالحهم أيجب أن يتخذهم أولادهم أعداء من أجل ذلك ؟ لا ، ولكنكم بالله جاهلون
وعن حكمته غافلون ، أشهد أن جبرئيل وميكائيل بأمر الله عاملان ، وله مطيعان ،
وأنه لا يعادي أحدهما إلا من عادى الآخر ، وأنه من زعم أنه يحب أحدهما ويبغض
الآخر فقد كذب ، وكذلك محمد رسول الله وعلي أخوان ، كما أن جبرئيل و
ميكائيل أخوان ، فمن أحبهما فهو من أولياء الله ، ومن أبغضهما فهو من أعداء الله ، و
من أبغض أحدهما وزعم أنه يحب الآخر فقد كذب ، وهما منه بريئان ، وكذلك من
أبغض واحدا مني ومن علي ثم زعم أنه يحب الآخر فقد كذب ، وكلانا منه بريئان
والله تعالى وملائكته وخيار خلقه منه برآء .(2)
2 - م : قوله عزوجل : " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك
بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا لله وملائكته
ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " قال الامام عليه السلام : قال الحسين(3)
ابن علي بن أبي طالب عليه السلام : إن الله تعالى ذم اليهود في بغضهم لجبرئيل الذي كان ينفذ
قضاء الله فيهم بما يكرهون ، وذمهم أيضا وذم النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل
عليهما السلام وملائكة الله النازلين لتأييد علي بن أبي طالب عليه السلام على الكافرين حتى
أذلهم بسيفه الصارم ، فقال : " قل " يا محمد " من كان عدوا لجبريل " من اليهود لرفعه من
بخت نصر أن يقتله دانيال من غير ذنب كان جناه بخت نصر حتى بلغ كتاب الله في
اليهود أجله وحل بهم ما جرى في سابق علمه ، ومن كان أيضا عدوا لجبرئيل من سائر
الكافرين ومن أعداء محمد وعلي الناصبين لان الله تعالى بعث جبرئيل لعلي عليه السلام مؤيدا


(1)أى جعلوا الدواء فيه .
(2)تفسير العسكرى : ص 164 ، الاحتجاج : ص 23 .
(3)في المصدر : الحسن بن على .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه