وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أهل الله لم يزالوا في شدة أما إن ذلك إلى
مدة قليلة ، وعافية طويلة .
وعن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عزوجل ليتعاهد المؤمن
بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب
المريض .
وعن أبي عبيدالله عليه السلام قال : دعي النبي إلى طعام فلما دخل إلى منزل الرجل
نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فوقعت البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه
ولم تسقط ولم تنكسر ، فتعجب النبي صلى الله عليه وآله منها ، فقال له الرجل أعجبت من هذه
البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط ، فنهض رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يأكل
من طعامه شيئا وقال : من لم يرزء فما لله فيه من حاجة .
توضيح : قال في القاموس السخف رقة العقل وغيره ، وسخف ككرم ، و
ثوب سخيف قليل الغزل ، قوله عليه السلام وثجه ، قال في القاموس ثج الماء سال ،
وأثجه أساله .
أقول : يحتمل أن يكون فيه حذف وإيصال ، والباء زائدة اي ثج عليه
بالبلاء ، أو يكون تسييله كناية عن شدة ألمه وحزنه ، كأنه يذوب من البلاء و
يسيل ، أو عن توجهه إلى جناب الحق تعالى للدعاء والتضرع لدفعه .
وفي القاموس كنع كمنع نوعا تقبض وانضم ، وأصابعه ضربها فأيبسها ، و
كفرح يبس وتشنجع وكمعظم ومحمل المقفع اليد أو المقطوعها ، وكنع يده أشلها
والمسقام بالكسر الكثير السقم ، وفي القاموس تعهده وتعاهده تفقده وأحدث العهد
به ، وقال : حمى المريض ما يضره منعه إياه .
54 اعلام الدين : قال النبي صلى الله عليه وآله : إن المرض ينقي الجسد من الذنوب
كما يذهب الكير خبث الحديد ، وإذا مرض الصبي كان مرضه كفارة لوالديه .
وعن الحسن بن علي بن فضال ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :
في قضاء الله للمؤمنين كل خير ، وقال عليه السلام لا يقضي الله تعالى قضاء للمسلم إلا كان