بحار الأنوار ج18

أخذ البراء السهم فجف الماء كأنه لم يكن هناك ماء .
أمير المؤمنين عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في بعض غزواته وقد نفد الماء يا
علي قم وائت بتور(1)، قال : فأتيته فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور ، فقال : انبع
فنبع .
وفي رواية سالم بن أبي الجعد وأنس : فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون
فشربنا ووسعنا(2)، وذلك في يوم الشجرة ، وكانوا(3)في ألف وخمسمأة رجل .
وشكى أصحابه صلى الله عليه وآله إليه في غزوة تبوك من العطش ، فدفع سهما إلى رجل فقال :
انزل فاغرزه في الركي ، ففعل ففار الماء ، فطما(4)إلى أعلى الركي فارتوى منه ثلاثون
ألف رجل في دوابهم .
ووضع عليه السلام يده تحت وشل بوادي المشقق(5)فجعل ينصب في يديه فانخرق الماء
حتى سمع له حس كحس الصواعق ، فشرب الناس واستقوا حاجتهم منه ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله لئن بقيتم أو بقي منكم أحد ليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه
قيل : وهو إلى اليوم كما قاله صلى الله عليه وآله .
وفي رواية أبي قتادة : كان يتفجر الماء من بين أصابعه لما وضع يده فيها حتى شرب
الجيش العظيم ، وسقوا وتزودوا في غزوة بني المصطلق .
وفي رواية علقمة بن عبدالله : أنه وضع يده في الاناء فجعل الماء يفور من بين أصابعه
فقال : حي(6)على الوضوء والبركة من الله فتوضأ القوم كلهم .


(1)التور : اناء صغير .
(2)في المصدر : وشبعنا .
(3)خلا المصدر عن لفظة(في).
(4)طما الماء : ارتفع وملاء الركى .
(5)المشقق : واد في طريق تبوك ، قال ياقوت في معجم البلدان : قال ابن اسحاق في غزوة
تبوك : وكان في الطريق ماء يخرج من وشل ما يروى الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له :
المشقق اه‍ . ثم ذكر الحديث بتفصيله .
(6)أى هلموا وأقبلوا على الوضوء .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه