بحار الأنوار ج10

هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله زقا زقا ،
سلوني فإن عندي علم الاولين والآخرين ، أما والله لوثنيت لي وسادة فجلست
عليها لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق علي ما كذب ،
لقد أفتاكم بما أنزل الله في ، وأفتيت أهل الا نجيل بإ نجيلهم حتى ينطق الا نجيل
فيقول : صدق علي ماكذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله في ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم
حتى ينطق القرآن فيقول : صدق علي ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله في . وأنتم
تتلون القرآن ليلا ونهارا ، فهل فيكم أحد يعلم مانزل فيه ؟ ولولا آية في كتاب الله
عزوجل لا خبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية :
يمحوالله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لوسألتموني
عن أية آية في ليل انزلت أوفي نهار انزلت ، مكيها ومدنيها ، سفريها وحضريها ،
ناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها لا خبرتكم .
فقام إليه رجل يقال له ذعلب ،(1)وكان ذرب اللسان ،(2)بليغا في الخطب ، شجاع
القلب فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لاخجلنه اليوم لكم في مسألتي
إياه ، فقال : ياأميرالمؤمنين هل رأيت ربك ؟ فقال : ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد
ربالم أره . قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا
قال عليه السلام : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ، ولكن رأنه القلوب بحقائق
الايما ، ويلك يا ذغلب إن ربي لايوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ، ولا
بقيام قيام انتصاب ، ولابجيئة(3)ولا بذهاب ، لطيف اللطافة لايوصف باللطف ، عظيم
العظمة لايوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لايوصف بالكبر ، جليل الجلالة لايوصف بالغلظ


(1)بكسر الذال وسكون العين ، عده المامقانى من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام وقال :
الظاهر حسن حاله قلت : الظاهر من قوله في الحديث :(لاخجلنه اليوم)ومن خطابه عليه السلام
بويلك خلافه
(2)لسان ذرب : فصيح فاحش
(3)في التوحيد : ولا بمجئ(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه