بحار الأنوار ج50

بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس و
نزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم
بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمرالله عزوجل كل واحد
ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العلم من الجهل .
وقد ادعى هذا المبطل المدعي على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية
حالة هي له رجاء أن يتم دعواه أبفقه في دين الله ، فوالله ما يعرف حلالا من حرام
ولا يفرق بين خطأ وصواب ، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكما من متشابه
ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه لصلاة الفرض أربعين
يوما يزعم ذلك لطلب الشعبذة ، ولعل خبره تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره
منصوبة ، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهودة قائمة ، أم بآية فليأت بها أم بحجة
فليقمها أم بدلالة فليذ كرها .
قال الله عزوجل في كتابه العزيز : " بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل
الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السموات والارض وما بينهما إلا بالحق
وأجل مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون * قل أفرأيتم ماتدعون من دون
الله أروني ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من قبل
هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا
يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء
وكانوا بعبادتهم كافرين(1).
فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك ، وامتحنه واسأله آية
من كتاب الله يفسرها أوصلاة يبين حدودها ، وما يجب فيها لتعلم حاله ومقداره
ويظهر لك عواره ونقصانه والله حسيبه .
حفظ الله الحق على أهله ، وأقره في مستقره ، وقد أبى الله عزوجل أن
يكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام وإذا أذن الله لنافي القول ظهر


(1)الاحقاف : 1 - 6 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه