بحار الأنوار ج49

جبرا وتخرجين إلى المجالس ، فزجرها إسحاق بن جعفر وقال اسكتي فان النساء
إلى الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا .
ثم إن عليا عليه السلام التفت إلى العباس فقال : يا أخي أنا أعلم إنه إنما حملكم
على هذا الغرائم والديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقض
عنهم ، واقبض زكاة حقوقهم ، وخذ لهم البراء‌ة ولا والله لا أدع مواساتكم وبركم
ما مشيت على الارض فقولوا ما شئتم .
فقال العباس : ما تعطينا إلا من فضول أموالنا وما لنا عندك أكثر فقال عليه السلام :
قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فان تحسنوا فذاك لكم عند الله ، وإن تسيئوا فان الله
غفور رحيم والله إنكم لتعرفون أنه مالي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم ، ولئن
حسبت شيئا مما تظنون أو اد خرته فانما هو لكم ومرجعه إليكم ; والله ما ملكت
منذ مضى أبوك رضي الله عنه شيئا إلا وقد سيبته حيث رأيتم .
فوثب العباس فقال : والله ما هو كذلك وما جعل الله لك من رأي علينا ، ولكن
حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد مما لا يسوغه الله إياه ولا إياك ، وإنك لتعرف أني
أعرف صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة ولان سلمت لاغصصنه بريقه و
أنت معه .
فقال علي عليه السلام : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أما إني يا إخوتي
فحريص على مسرتكم ، الله يعلم .
(اللهم إن كنت تعلم أني احب صلاحهم وأني بار بهم واصل لهم ، رفيق
عليهم ، أعني بامورهم ليلا ونهارا فاجزني به خيرا ، وإن كنت على غير ذلك فأنت
علام الغيوب فاجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا ، وإن كان خيرا فخيرا
اللهم أصلحهم وأصلح لهم ، واخسأ عنا وعنهم شر الشيطان ، وأعنهم على طاعتك
ووفقهم لرشدك).
أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم ، جاهد على صلاحكم ، والله على ما
نقول وكيل ، فقال العباس : ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه