بحار الأنوار ج19

الله ورسوله به واحذروا مخالفة أمرهما " وأصلحوا ذات بينكم " أي ما بينكم من
الخصومة والمنازعة " وأطيعوا الله ورسوله " أي اقبلوا ما امرتم به في الغنائم وغيرها
" إن كنتم مؤمنين " مصدقين للرسول فيما يأتكيم به ، وفي تفسير الكلبي : إن الخمس لم يكن مشروعا يومئذ ، وإنما شرع يوم احد ، وفيه : إنه لما نزلت هذه
الآية عرف المسلمون أنه لا حق لهم في الغنيمة ، وأنها لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالوا :
يا رسول الله سمعا وطاعة فاصنع ما شئت ، فنزل قوله : " واعلموا أنما غنمتم من شئ
فأن لله خمسه " أي ما غنمتم بعد بدر ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قسم غنائم بدر
على سواء ولم يخمس(1).
" كما أخرجك ربك من بيتك " الكاف في قوله : " كما اخرجك " يتعلق بما
دل عليه قوله : " قل الانفال لله والرسول " لان هذا في معنى(2)نزعها من أيديهم
بالحق ، كما أخرجك ربك بالحق(3)، فالمعنى قل الانفال لله ينزعها عنكم مع
كراهتكم ومشقة ذلك عليكم ، لانه أصلح لكم ، كما أخرجك ربك من بيتك
مع كراهة فريق من المؤمنين ذلك ، لان الخروج كان أصلح لكم من كونكم في
بيتكم ، والمراد بالبيت هنا المدينة ، يعني خروج النبي صلى الله عليه وآله منها إلى بدر ، وقيل :
يتعلق بيجادلونك أي يجادلونك في الحق كارهين له كما جادلوك حين أخرجك
ربك كارهين للخروج كراهية طباع ، فقال بعضهم : كيف نخرج ونحن قليل والعدو
كثير ؟ وقال بعضهم : كيف نخرج على عمياء لا ندري إلى العير نخرج أم إلى القتال ؟
فشبه جدالهم بخروجهم لان القوم جادلوه بعد خروجهم كما جادلوه عند الخروج ،
فقالوا : هلا أخبرتنا بالقتال فكنا نستعد لذلك ، فهذا هو جدالهم ، وقيل : يعمل
فيه معنى الحق بتقدير ، هذا الذكر الحق كما أخرجك ربك من بيتك بالحق


(1)مجمع البيان 4 : 517 و 518 ، فيه : على بواء أى على سواء ولم يخمس . وما ذكره
المصنف مختار ومختصر من المصدر .
(2)في المصدر : لان في هذا معنى .
(3)في المصدر : كما اخرجك من بيتك بالحق .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه