بحار الأنوار ج42

قال حبيب : فقلت له : وما الذي ترى يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : يا حبيب أرى ملائكة
السماء والنبيين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني ، وهذا أخي محمد رسول
الله صلى الله عليه واله جالس عندي يقول : أقدم فإن أمامك خيرلك مما أنت فيه ، قال : فما
خرجت من عنده حتى توفي عليه السلام .
فلما كان من الغد وأصبح الحسن عليه السلام قام خطيبا على المنبر فحمد الله و
أثنى عليه ثم قال : أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن ، وفي هذه الليلة رفع
عيسى بن مريم ، وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون ، وفي هذه الليلة مات أبي
أميرالمؤمنين عليه السلام والله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الاوصياء إلى الجنة ، ولا من
يكون بعده ، وإن كان رسول الله صلى الله عليه واله ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن يساره ، وماترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه
كان يجمعها ليشتري بها خادما لاهله(1).
7 - جا ، ما : المفيد ، عن عمر بن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن همام
الاسكافي ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن سلامة الغنوي ، عن محمد بن
الحسن العامري ، عن معمر(2)عن أبي بكر بن عياش ، عن الفجبع العقيلي
قال : حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال : لما حضرت والدي الوفاة
أقبل يوصي فقال :
هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أخو محمد رسول الله صلى الله عليه واله وابن عمه وصاحبه
أول وصيتي أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله وخيرته ، اختاره بعلمه
وارتضاه لخيرته ، وأن الله باعث من في القبور ، وسائل الناس عن أعمالهم ، عالم بما
في الصدور ، ثم إني اوصيك يا حسن - وكفى بك وصيا - بما أوصاني به رسول الله
صلى الله عليه واله فإذا كان ذلك يا بني الزم بيتك ، وابك على خطيئتك ، ولا تكن الدنيا أكبر
همك ، واوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها ، والصمت


(1)أمالى الصدوق : 192 .
(2)في المصدرين : حدثنا ابومعمر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه