بحار الأنوار ج71

إذا عفن وتهرى في الدباغ ، فيفسد ويهلك انتهى ولا يخلو من مناسبة .
105 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير
عن عنبسة العابد قال : جاء رجل فشكا إلى أبي عبدالله عليه السلام أقاربه ، فقال له : اكظم
غيظهم وافعل فقال : إنهم يفعلون ويفعلون ، فقال : أتريد أن تكون مثلهم ؟ فلا
ينظر الله إليكم(1).
بيان وافعل أي اكظم الغيظ دائما ، وإن أصروا على الاساء‌ة أو افعل
كلما أمكنك من البر ، فيكون حذف المفعول للتعميم إنهم يفعلون أى الاضرار
وأنوا ع الاساء‌ة ، ولا يرجعون عنها أتريد أن تكون مثلهم في القطع وارتكاب
القبيح وترك الاحسان فلا ينظر الله إليكم أي يقطع عنكم جميعا رحمته في الدنيا
والاخرة ، وإذا وصلت فإما أن يرجعوا فيشملكم الرحمة ، وكنت أولى بها وأكثر
حظا منها ، وإما أن لا يرجعوا فيخصكم الرحمة ، ولا انتقام أحسن من ذلك .
106 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تقطع رحمك وإن قطعتك(2).
بيان : ظاهره تحريم القطع وإن قطعوا ، وينافيه ظاهرا قوله تعالى فاعتدوا
عليه بمثل ما اعتدى عليكم (3)ويمكن تخصيص الاية بتلك الاخبار ، ولم يتعرض
أصحابنا رضي الله عنهم لتحقيق تلك المسائل مع كثرة الحاجة إليها ، والخوض فيها
يحتاج إلى بسط وتفصيل لا يناسبان هذه التعليقة وقد مر بعض القول فيها في باب
صلة الرحم(4)وسلوك سبيل الاحتياط في جميع ذلك أقرب إلى النجاة .
107 - كا : عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه رفعه عن أبي حمزة
الثمالي قال : قال أمير المؤمنين في خطبته : أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء


(1 - 2)الكافى ج 2 ص 347
(3)البقرة : 194 .
(4)يعنى باب صلة الرحم من الكافى ، وقد تقدمت أحاديثها مستخرجة من الكافى
تحت الرقم 69 - 98 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه