بحار الأنوار ج17

عليا أخا رسول الله ووصيه ، وهو جاعل(1)ثواب الله لك ، وربح عملك الذي عملته ،
أفتحب أني أدلك على تجارة تشغل(2)هذه الاموال بها ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال صلى الله عليه وآله :
اجعلها بذور أشجار الجنان ، قال : كيف أجعلها ؟ قال : واس منها إخوانك(3)المؤمنين
المقصرين عنك في رتب محبتنا ، وساو فيها إخوانك المؤمنين المساوين لك في موالاتنا وموالاة
أوليائنا ، ومعاداة أعدائنا ، وآثر بها إخوانك المؤمنين الفاضلين عليك في المعرفة بحقنا ،
والتوقير لشأننا ، والتعظيم لامرنا ، ومعاداة أعدائنا ، ليكون ذلك بذر شجر الجنان ، أما
إن كل حبة تنفقها على إخوانك الذين ذكرتهم لتربى لك حتى تجعل كألف ضعف
أبي قبيس ، وألف ضعف احد وثور وثبير(4)فتبنى لك بها قصور(5)في الجنة شرفها
الياقوت ، وقصور الذهب(6)شرفها الزبرجد ، فقام رجل وقال : يارسول الله فأني فقير ، ولم
أجد مثل ما وجد هذا ، فمالي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لك منا الحب الخالص ، والشفاعة
النافعة المبلغة ، أرفع الدرجات العلى ، بموالاتك لنا أهل البيت ، ومعاداتك لاعدائنا(7).
بيان : لعل المراد بابن أبي الهقاقم وأبي الدواهي كليهما عمر ، ويحتمل أن يكون
المراد بابن أبي الهقاقم عثمان(8)، يقال : هقم كفرح : اشتد جوعه فهو هقم ككتف ،
والهقم بكسر الهاء وفتح القاف المشددة : الكثير الاكل ، وقال الجوهري : قولهم : لم


(1)وهو جاء على ثواب الله لك خ ل وهو الموجود في المصدر : واستظهر المصنف في الهامش
أن الصحيح : عاجل ثواب الله لك أقول وكأنه مصحف جعل بالضم اى الاجر .
(2)تشتغل خ ل .
(3)أى عاون بها إخوانك .
(4)ثور بالفتح وثبير وزان شريف : جبلان بمكة .
(5)قصور الفضة خ ل .
(6)هكذا في الكتاب ومصدره المطبوع ، وفى نسختين مخطوطتين من المصدر : وقصور الجنة
شرفها الزبرجد . ولعل الصحيح : وقصور في الجنة . - أو فيها - شرفها الزبرجد : أو الصحيح كما
تقدم : فتبنى لك بها قصور الفضة شرفها الياقوت ، وقصور الذهب شرفها الزبرجد .
(7)التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه السلام : 254 - 256 .
(8)قد مر نظير ذلك في الحديث 15 ص 335 وأقول الظاهر ان تلك الكنى والالقاب من
مخترعات رواة الاخبار وناقلى الاثار حين يروونها في المجالس العامة .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه