بحار الأنوار ج57

أي تجعلين مركوبة لها أو لها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة . والشدائد التي
أصابت الكوفة وأهلها معروفة مذكورة في السير . وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال : هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا . وعن الصادق صلى الله عليه وآله أنه قال : تربة تحبنا
ونحبها . وعنه عليه السلام : اللهم ارم من رماها ، وعاد من عاداها . وقال محمد بن الحسين
الكيدري في شرح النهج : فمن الجبابرة الذين ابتلاهم بشاغل فيها زياد ، وقد جمع
الناس في المسجد ليلعن عليا - صلوات الله عليه - فخرج الحاجب وقال : انصرفوا ، فإن
الامير مشغول ، وقد أصا به الفالج في هذه الساعة ! وابنه عبيدالله بن زياد وقد أصابه
الجذام ، والحجاج بن يوسف وقد تولدت الحيات في بطنه حتى هلك ، وعمر بن
هبيرة وابنه يوسف وقد أصابهما البرص ، وخالد القسري وقد حبس فطولب حتى مات
جوعا . وأما الذين زماهم الله بقاتل فعبد الله بن زياد ، ومصعب بن الزبير ، وأبوالسرايا
وغيرهم قتلوا جميعا ، ويزيد بن المهلب قتل على أسوأ حال .
13 - القصص : بالاسناد إلى الصدوق ، بإسناده عن ابن محبوب ، عن داود
الرقي ، عن أبي الله عليه السلام قال : كان أبوجعفر - صلوات الله عليهما - يقول : نعم
الارض الشام وبئس القوم أهلها اليوم ، وبئس البلاد مصر ، أماإنها سجن من سخط
الله عليه من بني إسرائيل ، ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة ومعصية منهم
لله ، لان الله عزوجل قال " ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم(1)" يعني
الشام ، فأبوا أن يدخلوها وعصوا فتاهوا في الارض أربعين سنة . قال : وما كان خروجهم
من مصر ودخولهم الشام إلا من توبتهم ورضا الله عنهم . ثم قال أبوجعفر - صلوات
الله عليه - إني أكره آكل شيئا طبخ في فخار مصر ، وما أحب أن أغسل رأسي من
طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي .
العياشى : عن داود مثله .
14 - القصص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب
عن ابن أسباط ، عن الحسين بن أحمد ، عن أبي إبراهيم الموصلي ، قال : قلت لابي


(1)المائدة : 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه