بحار الأنوار ج4

الطور فناجى ربه عزوجل ، قال يا رب أرني خزائنك قال : يا موسى إنما خزائني إذا
أردت شيئا أن أقول له كن فيكون .
2 - ل : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن
معروف ، عن ابن مهزيار ، عن حكم بن بهلول ، عن إسماعيل بن همام ، عن ابن اذينة ،
عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عليا عليه السلام يقول لابي الطفيل
عامر بن واثلة الكنانى : يا أبا الطفيل العلم علمان : علم لا يسع الناس إلا النظر فيه وهو
صبغة الاسلام ، وعلم يسمع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عزوجل .
بيان : صبغة الاسلام هي العلوم التي يوجب العلم بها الدخول في دين الاسلام
والتلون بلونه من توحيد الواجب تعالى ، وتنزيهه عن النقائص وسائر ما يعد من اصول
المذهب . وأما قوله : وهو قدرة الله تعالى فلعل المراد بها التفكر في قضاء الله وقدره كما
نهي في أخبار اخر عن التفكر فيها ، ويحتمل أن يكون المراد التفكر في كيفية القدرة ،
ويشكل بأن التفكر في كيفية سائر الصفات منهي عنه فلا يختص بالقدرة .
3 - ن : السناني ، عن محمد الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن
محمد بن عيسى ، عن محمد بن عرفة قال : قلت للرضا عليه السلام : خلق الله الاشياء بالقدرة
أم بغير القدرة ؟ فقال عليه السلام : لا يجوز أن يكون خلق الاشياء بالقدرة لانك إذا قلت :
خلق الاشياء بالقدرة فكأنك قد جعلت القدرة شيئا غيره ، وجعلتها آلة له بها خلق
الاشياء وهذا شرك ، وإذا قلت : خلق الاشياء بقدرة(1)فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار
عليها وقدرة ،(2)ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره بل هو سبحانه قادر
لذاته لابالقدرة .
يد : الدقاق ، عن أبي القاسم العلوي ، عن البرمكي مثله إلى قوله : إلى غيره .
ثم قال الصدوق رحمه الله : إذا قلنا : إن الله لم يزل قادرا فإنما نريد بذلك نفى العجز
عنه ، ولا نريد إثبات شئ معه لانه عزوجل لم يزل واحدا لا شئ معه .


(1)وفى نسخة : وإذا قلت : خلق الاشياء بغير قدرة .
(2)في العيون المطبوع : فانما تصفه بالاقتدار عليها ولا قدرة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه