بحار الأنوار ج80

صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلك البقعة ، وإن كانت مقدسة مطهرة فليست
بأقدس وأطهر من الصلاة . وإن كانت صلاته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسى
عليه السلام أنه لم يعرف الحلال من الحرام ، ويعلم ماجازت الصلاة فيه مما
لم تجز ، وهذا كفر .
قلت : فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما ؟ قال : إن موسى عليه السلام ناجى
ربه بالواد المقدس فقال : يا رب إني أخلصت لك المحبة مني وغسلت قلبي عمن
سواك ، وكان شديد الحب لاهله ، فقال الله تبارك وتعالى :(اخلع نعليك)أي
انزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة ، وقلبك من الميل إلى من
سواي مغسولة(1)والخبر طويل مذكور في محله(2).
بيان : يظهر منه أن الخبر الاول محمول على التقية ، ومع قطع النظر
عنه محمول على عدم علمه عليه السلام بذلك أو أنه عليه السلام لم يكن يصلي فيها إن جوزنا
الاستعمال في غيرها ، أول ميكن في شرعه تحريم الصلاة في جلد الميتة ، وقد مر بعض
القول فيه مع تأويل الاية وتفسيرها في المجلد الخامس(3)وقد مضى بعض الاخبار
المناسبة للباب في باب ما يؤخذ من سوق المسلمين(4)وأبواب آداب اللباس .


(1)اكمال الدين ج 2 ص 134 في حديث طويل .
(2)راجع ج 52 ص 83 من هذه الطبعة الحديثة .
(3)راجع ج 13 ص 64 - 66 من هذه الطبعة الباب الثالث من أبواب قصص
موسى عليه السلام .
(4)راجع ج 80 ص 83 - 82 من هذه الطبعة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه