بحار الأنوار ج48

إليه ، فاذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة
سجوده فقلت له : السلام عليك ياابن رسول الله أجب الرشيد فقال : ماللرشيد و
مالي ؟ أما تشغله نعمته عني ؟ ثم قام مسرعا ، وهو يقول : لولا أني سمعت في خبر
عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله : أن طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ماجئت .
فقلت له : استعد للعقوبة ياأبا إبراهيم رحمك الله فقال عليه السلام : أليس معي
من يملك الدنيا والآخرة ، ولن يقدر اليوم على سوء بي إنشآء الله قال الفضل بن
الربيع : فرأيته وقد أدار يده يلوح على رأسه ثلاث مرات فدخلت إلى الرشيد فاذا
هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآني قال لي : يافضل فقلت : لبيك فقال :
جئتني بابن عمي ؟ قلت : نعم قال : لا تكون أزعجته ؟ فقلت : لا قال : لا تكون
أعلمته أني عليه غضبان ؟ فاني قد هيجت على نفسي مالم ارده ائذن له بالدخول
فأذنت له .
فلما رآه وثب إليه قائما وعانقه وقال له : مرحبا بابن عمي وأخي ، ووارث
نعمتي ، ثم أجلسه على فخذه وقال له : ما الذي قطعتك عن زيارتنا ؟ فقال : سعة
ملكك وحبك للدنيا فقال : ايتوني بحقة الغالية ، فاتي بها فغلفه بيده ثم أمره
أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير فقال موسى بن جعفر عليه السلام : والله لو
لا أني أرى من ازوجه بها من عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله أبدا ما قبلتها
ثم تولى عليه السلام وهو يقول : الحمد لله رب العالمين .
فقال الفضل : ياأمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال
لي : يافضل إنك لما مضيت لتجيئني به رأيت أقواما قد أحوقوا بداري بأيديهم
حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون : إن آذى ابن رسول الله خسفنا به وإن
أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه .
فتبعته عليه السلام فقلت له : ماالذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال : دعآء
جدي علي بن أبي طالب عليه السلام كان إذا دعا به مابرز إلى عسكر إلا هزمه ، ولا
إلى فارس إلا قهره ، وهو دعآء كفاية البلاء قلت : وماهو ؟ قال : قلت : اللهم بك

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه