بحار الأنوار ج39

أبوطالب غائب ، فسمته أسدا باسم أبيها : فلما قدم أبوطالب كره هذا الاسم الذي
سمته به أمه وسماه عليا ، فلما رجز علي عليه السلام يوم خيبر ذكر الاسم الذي سمته
أمه فقال ، " حيدرة " اسم من أسماء الاسد ، والسندرة شجرة يعمل منها القسي وفي
الحديث يحتمل أن يكون مكيالا يتخذ من هذه الشجرة ، ويحتمل أن يكون السندرة
أيضا امرأة تكيل كيلا وافيا(1).
أقول : قد مضت الاخبار المعتبرة في ذلك في أنواع ماظهر من إعجازه صلوات الله
عليه في تلك الغزوة في باب قصة خيبر ، وإنما أوردنا ههنا قليلا من الاخبار من
طرق المخالفين الزاما عليهم .
وروى السيد المرتضى في كتاب الشافي عن أبي سعيد الخدري أن النبي
صلى الله عليه وآله أرسل عمر إلى خيبر فانهزم ومن معه ، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله يجبن أصحابه
ويجبنونه ، فبلغ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله كل مبلغ ، فبات ليلته مهموما ، فلما
أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال : " لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار " فتعرض لها جميع المهاجرين والانصار ،
فقال صلى الله عليه وآله : أين علي ؟ فقالوا : يارسول الله هو أرمد ، فبعث إليه أبا ذر وسلمان
فجاء‌ا به يقاد لايقدر على فتح عينيه من الرمد ، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وآله تفل في
عينيه وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد وانصره على عدوه فانه عبدك يحبك
ويحب رسولك غير فرار "(2)ثم دفع إليه الراية ، واستأذنه حسان بن ثابت أن
يقول فيه شعرا فأذن(3)فأنشأ يقول :
وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا


(1)العمدة : 75 . وتوجد روايات الباب في صلى الله عليه وآله 68 79 من الكتاب المذكور .
(2)في المصدر : كرار غير فرار .
(3)" : قال قل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه