بحار الأنوار ج18

فقلت : على حاله ، فقال : لمن هذا(1)؟ قلت : لفلان اليهودي ، قال : متى حينه ؟ قلت :
وقت جفاف التمر قال : إذا جف التمر فلا تحدث فيه حتى تعلمني ، واجعل كل صنف
من التمر على حدة(2)، ففعلت ذلك وأخبرته صلى الله عليه وآله ، فصار معي إلى التمر وأخذ من كل
صنف قبضة بيده وردها فيه ، ثم قال : هات اليهودي فدعوته فقال له رسول الله : اختر من
هذا التمر أي صنف شئت ، فخذ دينك منه ، فقال اليهودي : وأي مقدار لهذا التمر كله
حتى آخذ صنفا بينه(3)؟ ولعل كله لا يفي بديني ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : اختر أي صنف
شئت فابتدئ به ، فأومأ إلى صنف الصيحاني فقال : أبتدئ به فقال(4): بسم الله ، فلم يزل
يكيل منه حتى استوفى منه دينه كله ، والصنف على حاله ما نقص منه شئ ، ثم قال صلى الله عليه وآله :
يا جابر هل بقي لاحد عليك شئ من دينه قلت : لا ، قال : فاحمل تمرك بارك الله لك فيه ،
فحملته إلى منزلي وكفانا السنة كلها ، فكنا نبيع منه لنفقتنا ومؤونتنا ونأكل منه ونهب
منه ونهدي إلى وقت التمر الجديد(5)، والتمر على حاله إلى أن جاء‌نا الجديد(6).
25 - يج : روي عن جابر قال : لما اجتمعت الاحزاب من العرب لحرب الخندق
واستشار النبي صلى الله عليه وآله المهاجرين والانصار في ذلك فقال سلمان : أن العجم إذا حزبها(7)
أمر مثل هذا اتخذوا الخنادق حول بلدانهم ، وجعلوا القتال من وجه واحد ، فأوحى الله
إليه أن يفعل مثل ما قال سلمان ، فخط رسول الله صلى الله عليه وآله الخندق حول المدينة ، وقسمه
بين المهاجرين والانصار بالذراع ، فجعل لكل عشرة منهم عشرة أذرع ، قال جابر : فظهرت
يوما من الخط لناصخره عظيمة لم يمكن كسرها ، ولا كانت المعاول تعمل فيها ، فأرسلني
أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لاخبره بخبرها ، فصرت إليه فوجدته مستلقيا وقد شد على
بطنه الحجر ، فأخبرته بخبر الحجر ، فقام مسرعا فأخذ الماء في فمه فرشه على الصخرة ،


(1)ممن هو ؟
(2)على حاله خ ل .
(3)حتى أختار صنفا منه خ ل .
(4)افعل خ .
(5 و 6)الحديث خ ل .
(7)حزبه أمر : أصابه واشتد عليه .(*)
بحار الانوار - 2 -

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه