بحار الأنوار ج66

على عدلك(1).
بيان : إنما أوردت هذا الدعاء لانه من مناجاة أولياء الله ، ومشتمل على
كثير من صفاتهم المختصة بهم ، رزقناالله الوصول إلى درجتهم قوله عليه السلام(بأوليائك)
في بعض النسخ(لاوليائك)وقال بعضهم الباء أنسب أي أنت أكثرهم انسا بأوليائك
وعطفا وتحننا عليهم(وأحضرهم بالكفاية)الحضور ضد الغيبة ، والحضر بالضم
والاحضار ارتفاع الفرس في عدوه ، قيل : أي أبلغهم إحضارا لكفاية المتوكلين
وأقومهم بذلك ، وقيل أي أسرعهم إحضارا لما استعد منهم من الكمال ، والاظهر
أن المعنى أشدهم وأكثرهم حضورا عند الكفاية ، فانه لايغيب عن كفايتهم ، ولا
يعزب عن علمه شئ ، وقيل : الكفاية بيان للحضور .
والكافي من يقوم بالامر ، ويحصل به الاستغناء عن الغير ، وتوكل على الله
أي اعتمد عليه ووثق به ، والبصير المعرفة وعقيدة القلب والفطنة وقيل : البصائر
العزائم ، والملهوف المكروب ، والمظلوم المستغيث أي قلوبهم مستغيثة راغبة عند
الكرب والحاجة إليك ، والمستجير الذي يطلب الامان أو الحفظ ، وفهه كفرح
أي عيي ، وعمه كفرح أيضا أي تردد في الضلال أو تحير في منازعة أو طريق أولم
يعرف الحجة ، والمراشد مقاصد الطريق أي مافيه الاستقامة والفوز بالمقصد(وخذ
بقلبي إلى مراشدي)أي جره إليها ، والنكر العجيب ، والبدع بالكسر الامر
المبتدع ، أي لم يعهد مثله(واحملني على عفوك)أي عاملني يوم الجزاء بعفوك .


(1)نهج البلاغة ج 1 ص 484 تحت الرقم 225 من الخطب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه