بحار الأنوار ج65

الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض
ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ، ويعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا حيث
كنا ، نحن الادلاء على الله(1).
10 - شى : عن ثعلبة بن ميمون ، عن ميسرة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن
أبانا إبراهيم كان مما اشترط على ربه فقال : فاجعل أفئدة من الناس تهوي
إليهم .
11 - وفي رواية اخرى عنه قال : كنا في الفسطاط عند أبي جعفر عليه السلام نحو
من خمسين رجلا قال : فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال : مالكم لا تنطقون
لعلكم ترون أني نبي ؟ لا والله ما أنا كذلك ، ولكن لي قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله
قريبة ، وولادة ، من وصلها وصله الله ، ومن أحبها أحبه الله ، ومن أكرمها أكرمه
الله .
أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة ؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد
على نفسه ، فقال : تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها ثم
قال : أتدري أي بقعة أفضل من مكة ؟ فلم يتكلم أحد وكان هو الراد على نفسه فقال :
ما بين حجر الاسود إلى باب الكعبة ، ذلك حطيم إبراهيم نفسه ، الذي كان يزود(2)
فيه غنمه ويصلي فيه .
فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل
وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ، ثم لم يعرف لنا حقنا أهل البيت وحرمتنا
لم يقبل الله منه شيئا أبدا ، إن أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط
على ربه أن قال : فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم أما إنه لم يقل الناس كلهم
أنتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم ، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في
الثور الاسود ، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض ، ينبغي للناس أن يحجوا هذا
البيت وأن يعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا أينما كنا نحن الادلاء على الله .


(1)تفسير العياشى ج 2 ص 233 .
(2)الظاهر كما في المصدر ، يذود اى يطردها فيه للتعليف ، والمذود ، معتلف الدابة ،
والمذاد : المرتع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه