بحار الأنوار ج88

لك ، وحتى اخلص لك في النصيحة حبا لك ، وحتى أتوكل عليك في الامور كلها
بحسن ظنى بك سبحان خالق النور سبحان الله وبحمده .
اللهم صل على محمد وآله ، وتفضل على في اموري كلها بما لا يملكه غيرك
ولا يقف عليه سواك ، واسمع ندائى وأجب دعائي ، واجعله من شأنك فانه عليك
يسير وهو عندي عظيم يا أرحم الراحمين(1).
المتهجد : فاذا فرغت من الصلاة عقبت بعدها فسبحت تسبيح الزهراء عليها السلام
ثم تدعو بهذا الدعاء : يا من لا تخفى إلى آخر الدعاء‌ين(2).
بيان بعظمتك أى عظمة صفاتك التى اشتققتها من كبريائك أي عظمة
ذاتك فانها راجعة إليها وعينها ، والكبرياء الذاتية مشتقة من كينونته ووجوده
الذي هو عين ذاته ، إذ وجوب الوجود مستتبع لجميع الكمالات ، ولما كان وجوب
الوجود مستتبعا لوجود الممكنات ، فكأنه مشتق من جوده وكونه فياضا على
الاطلاق .
ويحتمل أن يكون المراد بالاشتقاق الاظهار والابراز بمعنى أظهرت عظمة
صفاتك من كبرياء ذاتك من وجوب وجودك ووجوب وجودك من
جودك الفائض على الممنات وكذا سائر الفقرات ، والاظهر أن هذه من مكنونات
الاسرار ولا تصل عقولنا إليها .
والعانى الاسير والمحبوس ، والطرد الابعاد ، والتشريد التفريق حاجتى
أي أسأل حاجتي أو أطلبها ، وجملة أسئلك فكاك رقبتى بيان لهذه الجملة ، ويحتمل
أن يكون حاجتي مفعول أسئلك قدم للتخصيص ، فيكون فكاك بيانا لحاجتي ،
او معمولا لمقدر ، و ومناصحة أهل التوبة أي لله ولرسوله وحججه عليهم السلام و
أنفسهم وساير المؤمنين .
قال في النهاية فيه إن الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين


(1)جمال الاسبوع :
(2)مصباح المتهجد ص 213 - 217 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه