بحار الأنوار ج11

رحمك الله ؟ فقال له أبي : نقضي طوافنا ثم تسألني ، فلما قضى أبي الطواف دخلنا الحجر
فصلينا الركعات نم التفت فقال : أين الرجل يا بني ؟ فإذا هو وراء‌ه قد صلى ، فقال :
ممن الرجل ؟ فقال : من أهل الشام ، فقال : ومن أي أهل الشام ؟ فقال ممن يسكن
بيت المقدس ، فقال : قرأت الكتابين ، قال : نعم ، قال : سل عما بدالك ، فقال : أسألك
عن بدء هذا البيت ، وعن قوله : " ن والقلم وما يسطرون " وعن قوله : " والذين في أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم " فقال : يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا ولا تكذب علينا ،
فإن من كذب علينا في شئ فإنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ،(1)ومن كذب على
رسول الله فقد كذب على الله ، ومن كذب على الله عذبه الله عزوجل ، أما بدؤ هذا البيت
نإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة " إني جاعل في الارض خليفة " فردت الملائكة على
الله عزوجل ، فقالت : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فأعرض عنها فرأت
أن ذلك من سخطه فلاذت بعرشه ، فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في السماء
السادسة(2)يسمى الضراح بإزاء عرشه فصيره لاهل السماء يطوفون به ، يطوف به
سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون ويستغرون ، فلما أن هبط آدم إلى الدنيا أمره
بمرمة هذا البيت وهو بإزاء ذلك ، فصيره لآدم وذريته كما صير ذلك لاهل السماء ،
قال : صدقت يابن رسول الله .(2)
55 - أقول : قال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود : من صحائف إدريس
النبي عليه السلام قال في صفة خلق آدم : إن الارض عرفها الله جل جلاله(4)أنه يخلق
منها خلقا ، فمنهم من يطيعه ومن يعصيه ، فاقشعرت الارض واستعطفت الله ، وسألته لا
يأخذ عنها من يعصيه ويدخل النار ، وأن جبرئيل أتاها ليأخذ منها طينة آدم عليه السلام


(1)في نسخة : فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله .
(2)تقدم في الخبر 23 و 24 : أنه في السماء الرابعة .
(3)فروع الكافى ج 1 : 215 - 216 . وتقدم الحديث مشروحا بطريق آخر تحت رقم 16
ولعله أضبط من هذا .
(4)في المصدر بعد ذلك : < < ولعله بلسان الحال > > والظاهر انه من كلام السيد ولهذا لم يذكره
المصنف . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه