بحار الأنوار ج74

يتفكر فيما صنع الله عزوجل إليه ، وساعة يخلوفيها بحظ نفسه من الحلال ، فان
هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها(1)، وعلى العاقل
أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، فان من حسب كلامه من
عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ، وعلى العاقل أن يكون طالبا(2)لثلاث مرمة
لمعاش أوتزود لمعاد ، أو تلذذ في غير محرم .
قلت : يارسول فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها وفيها : عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، ولمن أيقن بالنار لم يضحك ولمن يرى
الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها ، ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب(3)، ولمن
أيقن بالحساب لم لا يعمل . قلت : يا رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف
إبراهيم وموسى ؟ قال : يا أباذر اقرأ قدأفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى
بل تؤثرون الحيوة الدنيا . والآخرة خير وأبقى . إن هذا(4)لفي الصحف الاولى
صحف إبراهيم وموسى (5).
قلت : يارسول الله أوصني قال : اوصيك بتقوى الله فانه رأس الامر كله
قلت : زدني قال : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيرا فانه ذكر لك في السماء
ونور لك في الارض ، قلت : زدني قال : الصمت فانه مطردة للشياطين وعون لك
على أمردينك ، قلت : زدني قال : إياك وكثرة الضحك فانه يميت القلب ويذهب
بنورالوجهقلت : زدني قال : انظر إلى من هو تحتك ، ولا تنظر إلى من هو
فوقك فانه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك ، قلت : يا رسول الله زدني قال :


(1)الاستجمام التفريح ، يقال : لاستجم قلبى بشئ من اللهو أى أنى لا جعل قلبى
يتفكه بشئ من اللهو ، وقوله وتوزبع لها كذا في الخصال وفى المعانى وتفريغ لها .
(2)كذا .(3)أى يتعب نفسه بالجد والجهد وفى بعض نسخ المعانى لم يغضب
ولعله الاصلح .(4)يعنى ذكر هذه الاربع آيات .
(5)الاعلى : 14 - 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه