بحار الأنوار ج14

وكذا ، وكيت وكيت ،(1)فقال اوريا أيفعل الانبياء مثل هذا ؟ ! فناداه فلم يجبه ، فوقع
داود عليه السلام على الارض باكيا ، فأوحى الله عز وجل إلى صاحب الفردوس ليكشف عنه ،
فكشف عنه ، فقال اوريا : لمن هذا ؟ فقال لمن غفر لداود خطيئته ، فقال : يارب قد وهبت
له خطيئته ، فرجع داود عليه السلام إلى بني إسرائيل وكان إذا صلى قام وزيره يحمد الله ويثني
عليه ،(2)ويثني على الانبياء عليهم السلام ثم يقول : كان من فضل نبي الله داود قبل الخطيئة
كيت وكيت ، فاغتم داود عليه السلام فأوحى الله عزوجل إليه : ياداود قد وهبت لك خطيئتك
وألزمت عار ذنبك بني إسرائيل ، قال : يارب كيف وأنت الحكم العدل الذي لا تجور ؟
قال : لانه لم يعاجلوك النكير ،(3)وتزوج داود عليه السلام بامرأة اوريا بعد ذلك ، فولد له
منها سليمان عليه السلام ، ثم قال عز وجل : " فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن
مآب " .
وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " وظن داود " أي علم " و
أناب " أي تاب ، وذكر أن داود كتب إلى صاحبه أن لاتقدم اوريا بين يدي التابوت و
رده ، فقدم اوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيام ثم مات .(4)
بيان : اعلم أن هذا الخبر محمول على التقية(5)لموافقته لما روته العامة في ذلك ،
وسيأتي تحقيق القول فيه .(6)
2 ن : الهمداني والمكتب والوراق جميعا ، عن علي بن إبراهيم ، عن القاسم بن
محمد البرمكي ، عن أبي الصلت الهروي قال : سأل الرضا عليه السلام علي بن محمد بن الجهم
فقال : مايقول من قبلكم في داود عليه السلام ؟ فقال : يقولون : إن داود عليه السلام كان في محرابه
يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن مايكون من الطيور ، فقطع داود صلاته و


(1)كيت وكيت وقد يكسر آخره : يكنى بهما عن الحديث والخبر .
(2)المصدر خال عن قوله : ويثنى عليه .
(3)في المصدر : لم يعاجلوك بالنكير .
(4)تفسير القمي : 562 565 .
(5)مع معارضته لرواية ابي الجارود وأبي الصلت وغيرهما .
(6)في الحديث آلاتي وفي آخر الباب .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه