بحار الأنوار ج48

كيف تعقد الامامة ؟ قال هشام : كما عقد الله النبوة ؟ قال : فاذا هو نبي ؟ قال هشام :
لا لان النبوة يعقدها أهل السماء ، والامامة يعقدها أهل الارض ، فعقد النبوة
بالملائكة ، وعقد الامامة بالنبي ، والعقدان جميعا بإذن الله عزوجل .
قال : فما الدليل على ذلك ؟ قال هشام : الاضطرار في هذا قال ضرار : وكيف
ذلك ؟ قال هشام : لايخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه :
إما أن يكون الله عزوجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله فلم يكلفهم
ولم يأمرهم ولم ينههم ، وصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي لاتكليف عليها ، أفتقول
هذا ياضرار أن التكليف عن الناس مرفوع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال :
لا أقول هذا .
قال هشام : فالوجه الثاني ينبغي أن يكون الناس المكلفون قد استحالوا
بعد الرسول علماء ، في مثل حد الرسول في العلم ، حتى لايحتاج أحد إلى أحد
فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم ، وأصابوا الحق الذي لا اختلاف فيه أفتقول
هذا أن الناس قد استحالوا علماء حتى صاروا في مثل حد الرسول في العلم حتى
لايحتاج أحد إلى أحد ، مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق ؟ قال : لا أقول
هذا ، ولكنهم يحتاجون إلى غيرهم .
قال : فبقي الوجه الثالث لانه لابد لهم من علم يقيمه الرسول لهم لايسهو
ولا يغلط ، ولا يحيف ، معصوم من الذنوب ، مبرأ من الخطايا ، يحتاج إليه
ولا يحتاج إلى أجد . قال : فما الدليل عليه ؟ قال هشام : ثمان دلالات أربع في نعت
نسبه ، وأربع في نعت نفسه .
فأما الاربع التي في نعت نسبه : بأن يكون معروف الجنس ، معروف القبيلة
معروف البيت ، وأن يكون من صاحب الملة والدعوة إليه إشارة ، فلم ير جنس من
هذا الخلق أشهر من جنس العرب ، الذين منهم صاحب الملة والدعوة ، الذي ينادى
باسمه في كل يوم خمس مرات على الصوامع ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه