عليها فأمسك عليه السلام ساعة ونكت بإصبعه الارض وقال له : يا أخا تبع اليهود والله
إن لله عبادا لو أقسموا عليه أن يحول هذا الجدار ذهبا لفعل ، قال : فاتقد(1)
الجدار ذهبا ، فقال له عليه السلام : ما أعنيك إنما ضربتك مثلا ، فأسلم اليهودي(2).
20 - يج : عن أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى ، عن الاهوازي
عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : قال أصحاب علي عليه السلام : يا أمير المؤمنين لو أريتنا ما نطمئن إليه مما أنهى إليك
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم وقلتم : ساحر كذاب
وكاهن ! وهو من أحسن قولكم ، قالوا : ما منا أحد إلا وهو يعلم أنك ورثت رسول
الله صلى الله عليه وآله وصار إليك علمه ، قال : علم العالم شديد ولا يحتمله إلا مؤمن امتحن الله
قلبه للايمان وأيده بروح منه ، ثم قال : أما إذا أبيتم الآن اريكم بعض عجائبي
وما آتاني الله من العلم ، فاتبعه سبعون رجلا كانوا في أنفسهم خيار الناس من شيعته
فقال لهم علي عليه السلام : إني لست اريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ألا
تكفر وابي ولا ترموني بمعضلة ، فوالله ما اريكم إلا ما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله . فأخذ
عليهم العهد والميثاق أشد ما أخذه الله على رسله ، ثم قال : حولوا وجوهكم عني
حتى أدعو بما اريد ، فسمعوه يدعو بدعوات لم يسمعوا بمثلها ، ثم قال : حولوا
وجوهكم ، فحولوها فإذا جنات وأنهار وقصور من جانب والسعير تتلظى من
جانب ، حتى أنهم لم يشكوا في معاينة الجنة والنار ، فقال أحسنهم قولا : إن
هذا لسحر عظيم ! ورجعوا كفارا إلا رجلين ، فلما رجع مع الرجلين قال لهما :
قد سمعتم مقالتهم وأخذي عليهم العهود والمواثيق ورجوعهم يكفرون ، أما والله إنها
لحجتي عليهم غدا عندالله ، فإن الله ليعلم أني لست بكاهن ولا ساحر ولا يعرف ذلك
لي ولا لآبائي ، ولكنه علم الله وعلم رسوله أنهاه الله إلى رسوله وأنهاه رسول الله صلى الله عليه وآله
إلي وأنهيته إليكم ، فإذا رددتم علي رددتم على الله ، حتى إذا صار إلى المسجد
(1)أى تلالا .
(2)اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 173 و 174 .(*)