بحار الأنوار ج12

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن بلية أيوب عليه السلام التي ابتلي بها في الدنيا لاي علة
كانت ؟ قال : لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا وأدى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يحجب
إبليس عن دون العرش ،(1)فلما صعد ورأى شكر نعمة أيوب حسده إبليس فقال : يارب
إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة(2)إلا بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه
ما أدى إليك شكر نعمة أبدا ، فسلطني على دنياه حتى تعلم أنه لا يؤدي إليك شكر
نعمة أبدا ، فقيل له : قد سلطتك على ماله وولده ، قال : فانحدر إبليس فلم يبق له(3)مالا
ولا ولدا إلا أعطبه ،(4)فازداد أيوب لله شكرا وحمدا ، فقال : فسلطني على زرعه يارب ،
قال : قد فعلت ، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق ، فازداد أيوب لله شكرا وحمدا ، فقال :
يارب سلطني على غنمه ، فسلطه على غنمه فأهلكها فازداد أيوب لله شكرا وحمدا ، فقال :
يارب سلطني على بدنه ، فسلطه على بدنه ماخلا عقله وعينيه فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة
من قرنه إلى قدمه ، فبقي في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود ، و
كانت تخرج من بدنه(5)فيردها ويقول لها : ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه ، ونتن
حتى أخرجه أهل القرية من القرية وألقوه على المزبلة(6)خارج القرية ، وكانت امرأته
رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن(7)إسحاق بن إبراهيم خليل الله صلى الله عليهم وعليها تتصدق
من الناس وتأتيه بما تجده .
قال : فلما طال عليه البلاء ورأى إبليس صبره أتى أصحابا له كانوا رهبانا في
الجبال وقال لهم : مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته ، فركبوا بغالا شهبا
وجاؤوا ، فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه ، فقرنوا بعضا إلى بعض(8)ثم مشوا


(1)في نسخة : من دون العرش . م
(2)في نسخة : شكر هذه النعم .
(3)في نسخة : أعنى أيوب .
(4)أى أهلكه .
(5)في نسخة : فكانت ترخج من بدنه .
(6)في نسخة : حتى أخرجوه أهل القرية من القرية وألقوه في المزبلة .
(7)في نسخة : رحمة بنت افرائيم بن يوسف بن يعقوب ، وهو الاظهر .
(8)في نسخة : فقربوا بعضا إلى بعض .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه