بحار الأنوار ج46

فكلم علي بن الحسين وقال : إن لي رحما وحرمي تكون مع حرمك فقال : افعل
فبعث بامرأته وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان وحرمه إلى علي بن الحسين ، فخرج
علي بحرمه وحرم مروان إلى ينبع ، وقيل : بل أرسل حرم مروان وأرسل معهم
ابنه عبدالله إلى الطائف .
ولما ظفر مسلم بن عقبة على المدينة واستباحهم دعا الناس إلى البيعة ليزيد
على أنهم خول له(1)يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء ، فمن امتنع من
ذلك قتله ، فقتل لذلك جماعة ، ثم أتى مروان بعلي بن الحسين فجاء يمشي بين
مروان وابنه عبدالملك حتى جلس بينهما عنده ، فدعا مروان بشراب ليتحرم بذلك
فشرب منه يسيرا ثم ناوله علي بن الحسين فلما وقع في يده قال مسلم : لاتشرب
من شرابنا ، فارعد كفه ولم يأمنه على نفسه وأمسك القدح ، فقال : جئت تمشي بين
هؤلاء لتأمن عندي ؟ والله لو كان إليهما لقتلتك ، ولكن أميرالمؤمنين أوصاني بك
وأخبرني أنك كاتبته ، فإن شئت فاشرب ، فشرب ثم أجلسه معه على السرير ، ثم
قال : لعل أهلك فزعوا ؟ قال : إي والله ، فأمر بدابته فاسرجت له ، ثم حمله عليها
فرده ، ولم يلزمه البيعة ليزيد على ما شرط على أهل المدينة(2).
30 ين : النضر ، عن حسن بن موسى ، عن زرارة ، عن أحدهما عليه السلام قال :
إن علي بن الحسين عليه السلام تزوج ام ولد عمه الحسن عليه السلام ، وزوج امه مولاه
فلما بلغ ذلك عبدالملك بن مروان كتب إليه : يا علي بن الحسين كأنك لاتعرف
موضعك من قومك ، وقدرك عند الناس ، تزوجت مولاة وزوجت مولاك بامك


(1)الخول : حشم الرجل وأتباعه ، واحدهم خائل ، وقد يكون واحدا ، ويقع
على العبد والامة ، وهو مأخوذ من التخويل : التمليك ، وقيل من الرعاية(ومنه حديث
أبى هريرة)اذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين كان عبادالله خولا ، أى خدما وعبيدا ، أى أنهم
يستخدمونهم ويستعبدونهم(النهاية ج 2 ص 6).
(2)الكامل لابن الاثير ج 4 ص 51 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه