بحار الأنوار ج17

منه ولا يترك ؟ ! هكذا هلكت بنوا إسرائيل ، حضرت أبدانهم ، وغابت قلوبهم ، ولا يقبل
الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه(1).
بيان : أقول : في هذا الحديث مع ضعف سنده إشكال من حيث اشتماله على التعيير
بأمر مشترك(2)، إلا أن يقال : إنه صلى الله عليه وآله إنما فعل ذلك عمدا لينبههم على غفلتهم ، و
كان ذلك لجواز الاكتفاء ببعض السورة(3)كما ذهب إليه كثير من أصحابنا ، أو لان الله
تعالى أمره بذلك في خصوص تلك الصلاة لتلك المصلحة ، والقرنية عليه ابتداؤه صلى الله عليه وآله
بالسؤال ، أو يقال : إنما كان الاعتراض على إتفاقهم على الغفلة واستمرارهم عليها .
16 - ير : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن عبدالله بن إدريس ، عن محمد بن سنان ، عن
المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يامفضل إن الله تبارك وتعالى جعل للنبي صلى الله عليه وآله
خمسة أرواح : روح الحياة ، فيه دب ودرج(4)، وروح القوة فيه نهض وجاهد ، وروح
الشهوة فيه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الايمان فيه أمر وعدل ، وروح
القدس فيه حمل النبوة ، فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس ، فصار في الامام ، وروح
القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو ، والاربعة الارواح تنام وتلهو وتغفل وتسهو ،
وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الارض وغربها وبرها وبحرها ، قلت : جعلت فداك
يتناول الامام ما ببغداد بيده ؟ قال : نعم وما دون العرش(5).
ختص : سعد ، عن إسماعيل بن محمد البصري ، عن عبدالله بن إدريس مثله .
أقول : سيأتي أخبار كثيرة في أن روح القدس لا يلهو ولا يسهو ولا يلعب .
17 - يه : الحسن بن محبوب ، عن الرباطي ، عن سعيد الاعرج قال ، : سمعت


(1)المحاسن : 260 و 261 .
(2)وهو النسيان .
(3)وقد يمكن أن يقال : انه قرأ سورة بتمامها ، وآيات من سورة اخرى .
(4)دب : مشى على اليدين والرجلين درج : مشى . يقال : هو أكذب من دب ودرج أى أكذب
الاحياء والاموات .
(5)بصائر الدرجات : 134 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه