بحار الأنوار ج17

أن يجمع(1)التوارى - يعني قصاعا كانت من خشب - والجفان ، ثم قال : ما عندكم من
الطعام ؟ فأعلمته ، فقال : غطوا السدانة(2)والبرمة والتنور واغرفوا ، وأخرجوا الخبز و
اللحم وغطوا ، فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئا حتى شبع القوم وهم
ثلاثة آلاف ، ثم أكل جابر وأهله وأهدوا وبقي عندهم أياما .
ومن ذلك أن سعد بن عبادة الانصاري أتاه عشية وهو صائم فدعاه إلى طعامه ، و
دعا معه على بن أبي طالب عليه السلام ، فلما أكلوا قال النبي صلى الله عليه وآله : نبي ووصي أياسعد(3)
أكل طعامك الابرار ، وأفطر عندك الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة ، فحمله سعد على
حمار قطوف ، وألقى عليه قطيفة ، فرجع الحمار وإنه لهملاج ما يساير .
ومن ذلك أنه أقبل من الحديبية وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي
الراكب والراكبين ، فقال : من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه ، فلما انتهى إليه دعا بقدح
فتمضمض فيه ثم صبه في الماء ، ففاض الماء فشربوا وملا واأداواهم ومياضيهم وتوضؤوا ، فقال
النبي صلى الله عليه وآله : لان بقيتم وبقى(4)منكم ليسقين(5)بهذا الوادي يسقى ما بين يديه من
كثرة مائه ، فوجدوا ذلك كما قال .
ومن ذلك إخباره عن الغيوب وما كان وما يكون فوجدوا ذلك موافقا لما يقول .
ومن ذلك أنه أخبر صبيحة الليلة التي اسري به بما رأى في سفره ، فانكر ذلك بعض
وصدقه بعض ، فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة ، وهيأتهم ومنازلهم وما معهم من الامتعة
وأنه رأى عيرا أمامها بعير أورق ، وأنه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس ،
فعدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم ، فلما كانوا هناك طلعت الشمس ، فقال
بعضهم : كذب الساحر ، وبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الاورق فقالوا : صدق ،
هذه ، نعم قد أقبلت .


(1)أمرنا أن نجمع خ ل .
(2)السدانة : ستر الباب والمراد غطوا الباب بالستر وكذلك غطوا البرمة والتنور لئلا
يرون الناس ما فيها .
(3)ياسعد خ ل . وهو الموجود في المصدر .
(4)أو بقى .
(5)ليسمعن .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه