بحار الأنوار ج57

ومن بعد هذا كر تسعون تسعة * * وتلك البرابي تستخر وتهدم
وتبدى كنوزي كلها غير أنني * * أرى كل هذا أن يفرقه الدم
رمزت مقالي في صخور قطعتها * * ستفنى وأفنى بعدها ثم اعدم(1)
فحينئذ قال أبوالحسن حمادويه بن أحمد : هذا شئ ليس لاحد فيها حيلة إلا القائم
من آل محمد عليهم السلام وردت البلاطة مكانها كما كانت . ثم إن أبا الحسن(2)بعد ذلك
بسنة قتله طاهر الخادم على فراشه وهو سكران ، ومن ذلك الوقت عرف خبر الهرمين
ومن بناهما . فهذا أصح ما يقال في خبر النيل والهرمين .
بيان : السرب - بالتحريك - : الحفير تحت الارض . والبلاطة - بالفتح - :
الحجارة التي تفرش في الدار . والقارب : السفينة الصغيرة . والاسوان - بالضم و
يفتح - بلد بالصعيد بمصر . كل ذلك ذكره الفيروزآبادي . وقال : الهرمان - بالتحريك -
بناء ان أوليان بناهما إدريس عليه السلام لحفظ العلوم فيهما عن الطوفان ، أو بناء سنان بن
المشلشل أو بناء الاوائل لما علموا بالطوفان من جهة النجوم وفيهما كل طب وطلسم
وهنالك أهرام صغاركثيرة - انتهى - . وقال أبوريحان في كتاب الاثار الباقية :
إن الفرس وعامة المجوس أنكروا الطوفان بكليته ، وزعموا أن الملك متصل فيه من
لدن " كيومرث گل شاه " الذي هو الانسان الاول عندهم ، ووافقهم على إنكارهم إياه
الهند والصين وأصناف الامم المشرقية ، وأقربه بعض الفرس ووصفوة بغير الصفة
الموصوف بهافي كتب الانبياء ، وقالوا : كان من ذلك شئ بالشام والمغرب في زمان
طهمورث لم يعم العمران كلها ولم يغرق فيه إلا امم قليلة ، وإنه لم يجاوز عقبة حلوان
ولم يبلغ ممالك المشرق .
وقالوا : إن أهل المغرب لماأنذر به حكماؤهم بنوا أبنية
كالهرمين المبنيتين في أرض مصر ، وقالوا : إذا كانت الافة من السماء دخلناهاوإذا كانت من
الارض صعدناها ، فزعموا أن آثار ماء الطوفان وتأثيرات الامواج بينة على أنصاف
هذين الهرمين الم يجاوزهما . وقيل : إن يوسف عليه السلام بناهما وجعل فيهما الطعام و


(1)عدم(خ).
(2)ابا الجيش(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه