بحار الأنوار ج14

ينم ولم يأكل ولم يشرب ، إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده ، وقال قوم : إن
سليمان عليه السلام ساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه ، يسحر أعيننا وليس كذلك ،
فقال المؤمنون : إن سليمان هو عبدالله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء ، فلما اختلفوا
بعث الله عزوجل الارضة فدبت في عصاه ، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر
سليمان عليه السلام من قصره على وجهه ، فشكرت الجن للارضة صنيعها ، فلاجل ذلك
لاتوجد الارضة في مكان إلا وعندها ماء وطين ، وذلك قول الله عزوجل : " فلما قضينا
عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خر
تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين " ثم قال الصادق
عليه السلام : والله ما نزلت هذه الآية هكذا ، وإنما نزلت : " فلما خر تبينت الانس
أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين .(1)
بيان : نسب صاحب الكشاف هذه القراء‌ة إلى ابن مسعود ،(2)وعلى القراء‌ة
المشهورة قيل : معناه : علمت الجن بعد ما التبس عليهم أنهم لا يعلمون الغيب ،

وقيل : معناه : علمت عامة الجن وضعفاؤهم أن رؤساء‌هم لا يعلمون الغيب ، وقيل : المعنى ،
ظهرت الجن ، وأن بما في حيزه بدل منه(3)أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما
لبثوا في العذاب .
2 ع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : أمر سليمان بن داود عليه السلام الجن فصنعوا له قبة من قوارير ،(4)فبينما
هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون وهم ينظرون إليه إذ حانت(5)
منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة ، قال : من أنت ؟(6)قال : أنا الذي لا أقبل الرشاء ،
ولا أهاب الملوك ، أنا ملك الموت ، فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن


(1)علل الشرائع : 36 عيون الاخبار : 146 147 .
(2)راجع الكشاف 3 : 453 .
(3)في الكشاف : و(أن)مع صلتها بدل من الجن بدل الاشتمال .
(4)في التفسير : فبنوا له بيتا من قوارير .
(5)في كلا المصدرين : " خانت " بالخاء .
(6)في التفسير : اذا هو برجل ففزع منه وقال : من انت ؟

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه