بحار الأنوار ج18

ثم ضرب المعول بيده وسط الصخرة برقت منها برقة ، فنظر المسلمون فيها إلى قصور
اليمن وبلدانها ، ثم ضربها ضربة اخرى فبرقت برقة اخرى نظر(1)المسلمون فيها إلى قصور
العراق وفارس ومدنها ، ثم ضربها الثالثة فانهارت الصخرة(2)قطعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
ما الذي رأيتم في كل برقة ؟ قالوا : رأينا في الاولى كذا ، وفي الثانية كذا ، وفي الثالثة كذا
قال سيفتح الله عليكم ما رأيتموه ، قال جابر : وكان في منزلي صاع من شعير وشاة مشدودة
فصرت إلى أهلي فقلت : رأيت الحجر على بطن رسول الله صلى الله عليه وآله وأظنه جائعا ، فلو أصلحنا
هذا الشعير وهذه الشاة ودعونا رسول الله صلى الله عليه وآله إلينا كان لنا قربة عند الله ، قالت : فاذهب
فأعلمه ، فإن أذن فعلناه ، فذهبت فقلت له : يا رسول الله إن رأيت أن تجعل غداء‌ك اليوم
عندنا ، قال : وما عندك ؟ قلت : صاع من الشعير وشاة ، قال : أفأصير إليك مع من احب
أو أنا وحدي ؟ قال : فكرهت أن أقول : أنت وحدك قلت : بل مع من تحب ، وظننته يريد
عليا عليه السلام بذلك ، فرجعت إلى أهلي فقلت : أصلحي أنت الشعير ، وأنا أصلح(3)الشاة ،
ففرغنا من ذلك ، وجعلنا الشاة كلها قطعا في قدر واحدة وماء وملحا ، وخبزت أهلي ذلك
الدقيق ، فصرت إليه وقلت : يا رسول الله قد أصلحنا ذلك ، فوقف على شفير الخندق ونادى
بأعلى صوته : يامعشر المسلمين أجيبوا دعوة جابر ، فخرج جميع المهاجرين والانصار ،
فخرج النبي - صلى الله عليه وآله - والناس(4)ولم يكن بمر بملا من أهل المدينة
إلا قال : أجيبوا دعوة جابر فأسرعت إلى أهلي(5)وقلت : قد أتانا مالا قبل لنا به ، و
عرفتها خبر الجماعة ، فقالت : ألست قد عرفت رسول الله ما عندنا ؟ ! قلت : بلى ، قالت ،
فلا عليك هو أعلم بما يفعل ، فكانت أهلي أفقه مني ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله
الناس بالجلوس خارج الدار ، ودخل هو وعلي الدار ، فنظر في التنور والخبز فيه فتفل
فيه وكشف القدر فنظر فيها ، ثم قال للمرأة : اقلعي من التنور رغيفا رغيفا ، وناوليني واحدا


(1)فنظر خ ل .
(2)أى انصدعت الصخرة وسقطت قطعا .
(3)أسلخ خ ل .
(4)والناس خلفه خ ل .
(5)نحو أهلى خ ل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه