بحار الأنوار ج35

نجران : يا معشر النصارى إني لارى وجوها لوشاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله
بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا فلم يبق(1)على وجه الارض نصراني إلى يوم القيامة .
فقالوا : يا أباالقاسم رأينا أن لانباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا ، قال
صلى الله عليه وآله : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم ،
فأبوا ، قال : فإني أنا جزكم(2)، فقالوا : مالنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على
أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة : ألفا
في صفر وألفا(3)في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد ، فصالحهم النبي صلى الله عليه وآله على
ذلك وقال : والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا
قردة وخنازير ، ولا ضطرم(4)عليهما الوادي نارا ، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتى
الطير على رؤوس الشجر ، ولم حال الحول(5)على النصارى كلهم حتى يهلكوا .
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج وعليه مرط مرحل(6)من شعر أسود ، فجاء
الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاء(7)فاطمة ثم علي ، ثم قال :(إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
فإن قلت : ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه ، وذلك أمر
يختص به وبمن يكاذبه ، فما معنى ضم الابناء والنساء ؟ قلت : كان(8)ذلك آكد للدلالة
على ثقته بحاله ، واستيقانه بصدقه ، حيث استجرأ على تعريض أعزته ، وأفلاذ كبده(9)،


(1)في المصدر : ولا يبقى وهو الصحيح .
(2)ناجزه : بارزه وقاتله .
(3)في المصدر(الف)في الموضعين .
(4)اضطرمت النار : اشتعلت
(5)الحول : السنة .
(6)قد سبق معناه عندالكلام في آية التطهير .
(7)كذا في نسخ الكتاب . وليست كلمة(جاء)في المصدر .
(8)ليست في المصدر كلمة(كان).
(9)في النهاية(2 : 213): الافلاذ جمع فلذ والفلذ جمع فلذة ، وهى القطعة المقطوعة طولا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه