بحار الأنوار ج70

ذلك رياء وهو ملبس ، إذ يخيل إليه أنه من المخلصين الخاشعين لله وهو مراء
بما يفعله ، فكيف يكون مخلصا ، فطلب الجاه بهذا الطريق حرام ، وكذا بكل
معصية ، وذلك يجري اكتساب المال من غير فرق ، وكما لا يجوز له أن
يتملك مال غيره بتلبيس في عوض أو غيره ، فلا يجوز له أن يتملك قلبه بتزوير
وخداع ، فان ملك القلوب أعظم من ملك الاموال .
2 كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن سعيد بن جناح ، عن أخيه أبي عامر ، عن
رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من طلب الرياسة هلك(1).
3 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن
عبدالله بن مسكان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين
يتراسون ، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك(2).
بيان : قال الجوهري : رأس فلان القوم يرأس بالفتح رياسة ، وهو رئيسهم
وراسته أناترئيسا فترأس هو ، وارتأس عليهم ، وقال : خفق الارض بنعله ، وكل
ضرب بشئ عريض خفق ، أقول : وهذا أيضا محمول على الجماعة الذين
كانوا في أعصار الائمة عليهم السلام ويدعون الرياسة(3)من غير استحقاق أو تحذير عن
تسويل النفس وتكبر واستعلائها باتباع العوام ورجوعهم إليه ، فيهلك بذلك
ويهلكهم باضلالهم ، وإفتائهم بغير علم ، مع أن زلات علمآء الجور مسرية إلى
غيرهم ، لان كل ما يرون منهم يزعمون أنه حسن فيتبعونهم في ذلك كما قال
النبي صلى الله عليه وآله : أخاف على أمتي زلة عالم .
4 كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن أيوب : عن أبي عقيلة الصيرفي
قال : حدثنا كرام ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
إياك والرياسة ، وإياك أنتطأ أعقاب الرجال ، قال : قلت : جعلت فداك


(21)الكافي ج 2 ص 297 .
(3)ما بين العلامتين أضفناه من شرح الكافي ج 2 ص 278 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه