يمينا وشمالا ، فيمكن أن يكون المقربون في يمينه ، ومن دونهم في شماله ، وكلاهما
يمين مبارك يأمن من استقر فيهما ، وقيل يحتمل أن يراد به الرحمة ولها أفراد
متفاوتة ، فأقواهما يمين وأدونهما يسار ، وكلاهما مبارك ينجي من أهوال القيامة .
وقال في النهاية فيه(وكلتا يديه يمين)أي أن يديه تبارك وتعالى بصفة
الكمال لانقص في واحدة منهما ، لان الشمال ينقص عن اليمين ، وكل ماجاء
في القرآن والحديث من إضافة اليد والايدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح
إلى الله تعالى فانما هو على سبيل المجاز والاستعارة ، والله تعالى منزه عن التشبيه
والتجسيم انتهى .
وفي الكافي(أشد بياضا وأضوأ)وكأنه سقط قوله(من الثلج)من النساخ
(يغبطهم)تقول غبطهم كضرب غبطا إذا تمنى مثل ما ناله من غير أن يريد زواله
لما أعجبه من حسنه ، وكأن المعنى أن الملك والنبي مع جلالة قدرهما ، وعظم
نعمتهما يعجبهما هذه المنزلة ويعدانها عظيمة ، فلا يستلزم كون منزلته دون منزلتهما
وربما يقرأ(يغبطهم)على بناء التفعيل أي يعدانهم ذوي غبطة وحسن حال ، أو
مغبوطين للناس .
19 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن نضر بن سويد ، عن هشام
ابن سالم ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إذا جمع الله
عزوجل الاولين والاخرين ، قال مناد فنادى يسمع الناس فيقول : أين المتحابون
في الله ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنة بغير حساب قال
فتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين ؟ فيقولون : إلى الجنة بغير حساب ، قال :
فيقولون : فأي ضرب(1)أنتم من الناس ؟ فيقولون : نحن المتحابون في الله قال :
فيقولون : وأي شئ كانت أعمالكم ؟ قالوا : كنا نحب في الله ، ونبغض في الله
قال : فيقولون : نعم أجر العاملين(2).
(1)فأى حزب خ ل .
(2)الكافى ج 2 ص 126 .