بحار الأنوار ج47

له يقال له يحيى بالمدينة فقال : ليس هو بالمدينة وهو بمصر ، وقد علمنا كونه فيها
ولكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوء‌ه ذلك ، لعلمه بكراهتنا لخروجهم
عنها(1).
وكان علي بن جعفر رضي الله عنه راوية للحديث ، سديد الطريق ، شديد الورع
كثير الفضل ، ولزم موسى أخاه عليه السلام ، وروى عنه شيئا كثيرا .
وكان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلا .
وكان موسى بن جعفر عليهما السلام أجل ولد أبي عبدالله قدرا ، وأعظمهم محلا و
أبعدهم في الناس صيتا ، ولم ير في زمانه أسخى منه ، ولاأكرم نفسا وعشرة ، وكان
أعبد أهل زمانه ، وأورعهم وأجلهم وأفقههم ، واجتمع جمهور شيعة أبيه عليه السلام على
القول بامامته ، والتعظيم لحقه ، والتسليم لامره ، وررووا عن أبيه عليه السلام نصوصا عليه
بالامامة ، وإشارات إليه بالخلافة ، وأخذوا عنه معالم دينهم ، وروي عنه من الآيات
والمعجزات ما يقطع بها على حجته ، وصوال القول بامامته(2).
3 ك(3)لى : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين بن الهيثم
عن عباد بن يعقوب الاسدي ، عن عنبسة بن بجاد العابد قال : لما مات إسماعيل
ابن جعفر بن محمد عليهما السلام وفرغنا من جنازته ، جلس الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
وجلسنا حوله وهو مطرق ، ثم رفع رأسه فقال : أيها الناس إن هذه الدنيا دار
فراق ، ودار التواء ، لا دار استواء ، على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة
لاترد ، وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء ، وصحة الفكرة ، فمن لم يثكل أخاه
ثكله أخوه ، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد ، ثم تمثل عليه السلام بقول
أبي خراش الهذلي(4)يرثي أخاه :


(1)المصدر السابق ص 306 .
(2)نفس المصدر ص 307 .
(3)كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 163 .
(4)هذا البيت من أبيات قالها أبوخراش الهذلى بعد مقتل أخيه عروة ، وقد دخلت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه