بحار الأنوار ج66

وعلى ما يقابل كل واحد منها يحمل طرق الارض .
وشغر البلد كمنع إذا خلا من حافظ يمنعه ، وبلدة شاغرة برجلها لم تمنع
عن غارة أحد ، وشغرت المرأة رفعت رجلها للنكاح ، وشغرتها فعلت بها ذلك
يتعدى ولايتعدى ، وشغر الكلب إذا رفع أحد رجليه ليبول ، وقيل : الضغر البعد
والاتساع ، وقيل : كني بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة عن مدبر يردها ويحفظ
الامور وينظم الدين ، ويحتمل أن يكون كناية عن شمولها للبلاد والعباد من الشغر
بمعنى الاتساع ، أو من شغر الكلب ، أو من شغرة المرأة كناية عن تكشفها وعدم
مبالاتها بظهور عيوبها وإبداء سوء‌تها ، والوطئ الدوس بالرجل ، والخطم بالفتح
من الدابة مقدم أنفها ، وككتاب ما يوضع في أنف البعير ليقتادبه ، والوطئ في الخطام
كناية عن فقد القائد وإذا خلت الناقة من القائد تعثر وتخبط ، وتفسد ما تمر
عليه بقوائمها .
(وتذهب بأحلام قومها)أي تفسد عقول أهلها فكانت أفعالهم على خلاف ما يقتضيه
العقل ، فالمراد بأهلها المفسدون ، أو يتحير أهل زمانها فلا يهتدون إلى طريق
التخلص عنها ، فأهلها من أصابته البلية ، أو يأتي أهل ذلك الزمان إليها رغبة ورهبة
ولايتفحصون عن كونها فتنة لغفلتهم عن وجه الحق فيها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه