بحار الأنوار ج67

كنز لهما (1)فقال والله : ماكان ذهبا ولا فضة ، ولكنه كان لوح من ذهب ، مكتوب
عليه أربعة أحرف : أنا الله لا إله إلا أنا ، من أيقن بالموت لم يضحك سنه ، ومن
أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر علم أنه لا يصيبه إلا ماقدر عليه .
وأروي من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب ، وإذا اشتهى وإذا غضب ، حرم
الله جسده على النار .
وسألت العالم عليه السلام عن أزهد الناس قال : الذي لايطلب المعدوم حتى
ينفد الموجود .
20 مص : قال الصادق عليه السلام : الزهد مفتاح باب الآخرة ، والبراء‌ة من
النار ، وهو تركك كل شئ يشغلك عن الله ، عن غير تأسف على فوتها ، ولا إعجاب
في تركها ، ولا انتظار فرج منها ، ولا طلب محمدة عليها ، ولا عوض منها ، بل
ترى فوتها راحة ، وكونها آفة ، وتكون أبدا هاربا من الآفة ، معتصما بالراحة
والزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا ، والذل على العز ، والجهد على الراحة
والجوع على الشبع ، وعاقبة الآجل على محبة العاجل ، والذكر على الغفلة
ويكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، ألا ترى كيف أحب
ماأبغضه الله ، وأي خطاء أشد جرما من هذا .
وقال بعض أهل البيت عليهم السلام : لو كانت الدنيا بأجمعها لقمة في فم طفل
لرجمناه ، فكيف حال من نبذ حدود الله وراء ظهره في طلبها ، والحرص عليها
والدنيا دار لو أحسنت إلى ساكنها لرحمتك وأحسنت وداعك .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما خلق الله الدنيا أمرها بطاعته ، فأطاعت ربها
فقال لها : خالفي من طلبك ، ووافقي من خالفك ، فهي على ماعهد إليها الله ، وطبعها
عليه(2).


(1)الكهف : 82 .
(2)مصباح الشريعة ص 22 و 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه