بحار الأنوار ج33

يحيى بن صالح عن الوليد بن عمرو عن عبدالرحمان بن سليمان عن جعفر بن
محمد قال : بعث علي عليه السلام مصدقا من الكوفة إلى باديتها فقال :
عليك يا عبدالله بتقوى الله ولا تؤثرن دنياك على آخرتك وكن حافظا لما
ائتمنتك عليه راعيا لحق الله حتى تأتي نادي بني فلان فإذا قدمت عليهم فانزل
بفنائهم من غير أن تخالط أبياتهم .
ثم ساق الحديث نحوا مما مر إلى قوله عليه السلام(وأقرب لرشدك فينظر
الله إليها وإليك وإلى جهدك ونصيحتك لمن بعثك وبعثت في حاجته فإن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ما نظر الله إلى ولي يجهد نفسه لامامه
بالطاعة والنصيحة إلا كان معنا في الرفيق الاعلى .
719 - نهج : ومن عهد له عليه السلام إلى بعض عماله وقد بعثه على
الصدقة في مثله :
أمره بتقوى الله في سرائر أموره وخفيات أعماله حيث لاشهيد غيره ولا
وكيل دونه .
وأمره أن لايعمل بشئ من طاعة الله فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسر
ومن لم يختلف سره وعلانيته وفعله ومقالته فقد أدى الامانة وأخلص العبادة
وأمره أن لايجبههم ولايعضههم ولايرغب عنهم تفضلا بالامارة عليهم فإنهم
الاخوان في الدين والاعوان على استخراج الحقوق .
وإن لك في هذه الصدقة نصيبا مفروضا وحقا معلوما وشركاء أهل مسكنة
وضعفاء ذوي فاقة وإنا موفوك حقك فوفهم حقوقهم وإلا فإنك من أكثر
الناس خصوما يوم القيامة وبؤسا لمن خصمه عندالله الفقراء والمساكين
والسائلون والمدفوعون والغارم وابن السبيل .


719 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار :(26)من الباب الثاني من كتاب نهج
البلاغة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه