بحار الأنوار ج18

عجبت للجن وتجساسها * وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما خير الجن كأنجاسها
ومكان الثاني .
عجبت للجن وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها
إلى قوله :
فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قد اماها كأذنا بها
التجساس : تفعال من التجسس ، كالتطلاب من الطلب ، والقدامى : المتقدمون ،
والاذناب : المتأخرون
وروى فيه عن أبي هريرة أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا وكانوا
يتحامون إلى أصنامهم - فيقال لابي هريرة : هل كنت تفعل ذلك ؟ فيقول أبوهريرة :
والله فعلت فأكثرت ، فالحمد لله الذي أنقذني بمحمد صلى الله عليه وآله - قال أبوهريرة : فالقوم
مجتمعون عند صنمهم إذ سمعوا بهاتف يهتف :
يا أيها الناس ذوي الاجسام * ومسند والحكم إلى الاصنام
أكلكم أوره كالكهام * ألا ترون ما أرى أمامي
من ساطع يجلو دجى الظلام * قد لاح للناظر من تهام
قد بدأ للناظر الشئام * ذاك نبي سيد الانام
من هاشم في ذروة السنام * مستعلن بالبلد الحرام
جاء يهد الكفر بالاسلام * أكرمه الرحمن من إمام
قال أبوهريرة : فأمسكوا ساعة حتى حفظوا ذك ، ثم تفرقوا فلم تمض بهم ثالثة
حتى جاء‌هم خبر رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد ظهر بمكة .
أقول : الاوره : الاحمق ، ويقال كهمته الشدائد ، أي جبنته عن الاقدام ، وأكهم
بصره : كل ورق ، ورجل كهام كسحاب : كليل عيي لاغناء عنده ، وقوم كهام : أيضا ، و
المتكهم : المتعرض للشر . والشئام كفعال بالهمز نسبة إلى الشام ، أي يظهر نوره
للشامي كما يظهر للتهامي .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه