بحار الأنوار ج14

" وكذلك بعثناهم " أي وكما أنمناهم آية بعثناهم آية على كمال قدرتنا " ليتساء‌لوا
بينهم " ليسأل بعضهم بعضا فيتعرفوا حالهم وما صنع الله بهم فيزدادوا يقينا .
قال المفسرون : إنهم دخلوا الكهف غدوة وبعثهم الله في آخر النهار ، فلذلك قالوا
" يوما " فلما رأوا الشمس قالوا : " أو بعض يوم " .
" قالوا ربكم " قال ابن عباس : القائل هو تمليخا رئيسهم " بورقكم " الورق :
الدراهم " فلينظر أيها " أي أي أهلها " أزكى طعاما " أحل وأطيب ، أو أكثر وأرخص " و
ليتلطف " وليتكلف اللطف في المعاملة حتى لا يغبن ، أو في التخفي حتى لا يعرف
" يرجموكم " يقتلوكم بالرجم ، أو يؤذوكم أو يشتموكم " أعثرنا عليهم " أي أطلعنا عليهم
" ليعلموا أن وعد الله " بالبعث " حق " لان نومهم وانتباههم كحال من يموت ثم يبعث
" إذ يتنازعون " أي فعلنا ذلك حين تنازعوا في البعث ، فمنهم من أنكره ، ومنهم من قال
ببعث الارواح دون الاجساد ، ومنهم من أثبت البعث فيهما ، وقيل : إن معناه : إذ يتنازعون
في قدر مكثهم وفي عددهم وفيما يفعل بهم بعد أن اطلعوا عليهم فسقطوا ميتين ، فقال بعضهم :
ماتوا ، وقال بعضهم : ناموا نومهم أول مرة ، وقالت طائفة : نبني عليهم بنيانا يسكنه الناس
ويتخذونه قرية ، وقال آخرون : لنتخذن عليهم مسجدا يصلى فيه .
وقوله : " ربهم أعلم بهم " اعتراض إما من الله ردا على الخائضين في أمرهم من
أولئك المتنازعين ، أو من المتنازعين فيهم على عهد الرسول ، أو من المتنازعين للرد إلى الله
بعد ماتذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أنسابهم وأحوالهم فلم يتحقق لهم ذلك " سيقولون "
أي الخائضون في قصتهم في عهد الرسول من أهل الكتاب والمؤمنين " ثلاثة رابعهم كلبهم "
قيل : هو قول اليهود ، وقيل : قول السيد من نصارى نجران " ويقولون خمسة " قالته
النصارى ، أو العاقب " رجما بالغيب " يرمون رميا بالخبر الخفي الذي لا مطلع لهم عليه
أو ظنا بالغيب " ويقولون سبعة " قاله المسلمون ، واستدل على هذا بإتباعه بقوله :
" قل ربي " وإتباع الاولين بقوله : " رجما بالغيب " .
" ما يعلمهم إلا قليل من الناس " قال ابن عباس : أنا من ذلك القليل ، هم سبعة و
ثامنهم كلبهم " فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا " فلا تجادل في شأن الفتية إلا جدالا ظاهرا

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه