بحار الأنوار ج82

الركوع في الصلاة ، وقال صاحب العين : كل شئ ينكب لوجهه فيمس ركبتيه الارض
أو لايمس بعد أن يطأطئ رأسه فهو راكع .
قال : وإنما خص الركوع بالذكر ، وهو من أفعال الصلاة بعد قوله :(وأقيموا
الصلاة)لاحد وجوه أحدها أن الخطاب لليهود ، ولم يكن في صلاتهم ركوع(1)فكان
الاحسن ذكر المختص دون المشترك لانه أبعد من اللبس ، وثانيها أنه عبر بالركوع
عن الصلاة لانه أول ما يشاهد من الافعال التي يستدل بها على أن الانسان يصلي فكأنه
كرر ذكر الصلاة تأكيدا ، وثالثها أنه حث على صلاة الجماعة لتقدم ذكر الصلاة
في أول الاية انتهى .
(اركعوا واسجدوا)قيل أي صلوا فانهما من أعظم أركانها ، وافعلوهما فيها ، كما
رواه الشيخ(2)في الموثق عن سماعة قال : سألته عن الركوع والسجود هل نزل في
القرآن ؟ فقال : نعم قول الله عزوجل :(يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا)
الخبر وقيل : كان الناس أول ما أسلموا يسجدون بلا ركوع ، ويركعون بلا سجود ،
فامروا أن تكون صلاتهم بركوع وسجود .
(وخر راكعا)قال الطبرسي(3)أي صلى لله تعالى وأناب إليه ، وقيل
سقط ساجدا لله ورجع إليه ، وقد يعبر عن السجود بالركوع ، قال الحسن إنما قال :
وخر راكعا لانه لايصير ساجدا حتى يركع .


= = لما كان هذه سنة في فريضة ، كان الاخذ بها هدى وتركها ضلالة ، وكل ضلالة في النار ،
فاذا ركع المصلى ولم يضع يديه على ركبتيه من دون عذر ، فأيا مافعل : وضع يديه على
ظهره ! أو أرسلهما إلى الارض كهيئة الذى يريد أن يأخذ شيئا من الارض ! أو قبضهما
إلى صدره كالنساء ! أوجعلهما إلى الاذقان فهم مقمحون ! أياما فعل ، فقد خرج عن السنة
إلى البدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
(1)ويرد هذا قوله عزوجل خطابا لمريم عليها السلام :(واركعى مع الراكعين)
(2)التهذيب ج 1 ص 155 .
(3)مجمع البيان ج 8 ص 471 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه