بحار الأنوار ج24


39 (باب) (انهم عليهم السلام السبع المثانى)

1 - فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن محمد بن سيار(1)عن سورة
بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا ، ونحن
وجه الله ، نتقلب في الارض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، وجهلنا من جهلنا ، من
عرفنا فأمامه اليقين ، ومن جهلنا فأمامه السعير(2).
بيان : قوله : فأمامه اليقين ، أي الموت المتيقن فينتفع بتلك المعرفة حينئذ
أو أن المعرفة التي حصلت له في الدنيا بالدليل تحصل له حينئذ بالمشاهدة وعين
اليقين ، أو تحصل له المثوبات المتيقنة ، وأما قوله : نحن المثاني ، فهو إشارة إلى
قوله تعالى :(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم(3))والمشهور بين
المفسرين أنها سورة الفاتحة ، وقيل : السبع الطوال ، وقيل : مجموع القرآن
لقسمته أسباعا ، وقوله : من المثاني ، بيان للسبع ، والمثاني من التثنية أو الثناء
فإن كل ذلك مثنى ، تكرر قراء‌ته وألفاظه ، أو قصصه ومواعظه ، أو مثنى بالبلاغة
والاعجاز ، ومثن على الله بما هو أهله من صفاته العظمى وأسمائه الحسنى ، ويجوز
أن يراد بالمثاني القرآن ، أو كتب الله كلها فتكون(من)للتبعيض ، وقوله :
(والقرآن العظيم)إن اريد بالسبع الآيات أو السور فمن عطف الكل على البعض
أو العام على الخاص ، وإن اريد به الاسباع فمن عطف أحد الوصفين على الآخر
هذا ما قيل في تفسير ظاهر الآية الكريمة ، ويدل عليها بعض الاخبار أيضا
وأما تأويله عليه السلام لبطن الآية فلعل كونهم عليهم السلام سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة


(1)في المصدر : عن محمد بن سنان .
(2)تفسير القمى : 353 .
(3)الحجر : 87 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه