بحار الأنوار ج64

الكافرين الذين نأوا عن كل خير ، وإنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن
كل خير وتباعد عنه ، وقال الله عزوجل : " يخرج الحي من الميت ومخرج
الميت من الحي " فالحي المؤمن الذي يخرج طينته من طينة الكافر ، والميت
الذي يخرج هو من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن ، فالحي المؤمن
والميت الكافر ، وذلك قول الله عزوجل : " أو من كان ميتا فأحييناه "(1)فكان
موته اختلاط طينته مع طينة الكافر ، وكان حياته حين فرق الله عزوجل بينهما
بكلمته ، كذلك يخرج الله عزوجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها
إلى النور ، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور ، وذلك
قوله عزوجل :(2)" لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "(3).
تبيين : قوله " في أول ساعة " الخ قيل : لما كان خلق آدم عليه السلام بعد خلق
السماوات والارض ضرورة تقدم البسيط على المركب وكان خلق السماوات والارض
وأقواتها في ستة أيام من الاسبوع ، وقد جمعت جميعا في الجمعة صار بدو خلق
الانسان فيه .
والمراد بكلمته جبرئيل عليه السلام لانه حامل كلمته ، أو لاهتداء الناس به
كاهتدائهم بكلام الله ، أو لكونه مخلوقا بكلمة " كن " بلا مادة ، وقيل : المراد
بالسماوات درجات الجنة ، وبالارضين دركات سحين ، ليطابق الاخبار الاخر
ويحتمل أخذها منهما معا .
وقيل : كأن المراد بالتربة ماله مدخل في تهيئة المادة القابلة لان يخلق
منها شئ فيشمل الطينة بمعنى الجبلة ، وآثار القوى السماوية المربية للنطفة
وبالجملة ماله مدخل في السبب القابلي . انتهى .
وقيل : إطلاق التربة على ما اخذ من السماوت من قبيل مجاز المشارفة أي
ما يصير تربة وينقلب إليهما ، و " القصوى " أي الابعد ، ويدل على
أن الارض سبع طبقات كالسماوات كما قال الله تعالى : " الله الذي خلق سبع


(1)الانعام : 22 . / /(2)يس : 70 / /(3)الكافى ج 2 ص 5 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه