بحار الأنوار ج72

وأعداء الدين ، بقرينة أن أعداء‌هم كانوا كفارا لامحاله كما يومئ إليه قوله تعالى :
ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم (1)وسيأتي
عن علي بن الحسين عليهما السلام أن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء ويدعو
عليه قالوا له : بئس الاخ أنت لاخيك كف أيها المستر على ذنوبه وعورته
واربع على نفسك ، واحمد الله الذي ستر عليك ، واعلم أن الله عزوجل أعلم
بعبده منك .
الثالث ما قيل : إنه يدعو كثيرا ولا يعلم الله صلاحه في إجابته ، فيؤخرها

فييئس من روح الله ، فيصير ظالما على نفسه ، وهو بعيد .
الرابع أن يكون المعنى أنه يلح في الدعاء حتى يستجاب له فيسلط على
خصمه فيظلمه فينعكس الامر ، وكانت حالته الاولى أحسن له من تلك الحالة .
الخامس أن يكون المراد به لا تدعوا كثيرا على الظلمة فانه ربما صرتم
ظلمة فيستجيب فيكم ما دعوتم على غيركم .
السادس ما قيل : كأن المراد من يدعو للظالم يكون ظالما لانه رضي بظلمه
كما روي عن النبي صلى الله عليه واله من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه .
وأقول : هذا أبعد الوجوه .

80 . (باب) (آداب الدخول على السلاطين والامراء)

1 دعوات الراوندى : عن النبي صلى الله عليه واله قال : إذا دخلت على سلطان جائر
فاقرأ حين تنظر إليه قل هو الله أحد ثلاث مرات ، واعقد بيدك اليسرى ، ولا تفارقها
حتى تخرج .


(1)يوسف : 11 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه