بحار الأنوار ج83

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(1).
بيان :(لجة الماء)بالضم معظمه ، ومنه(بحر لجي)والراسي الثابت ،
والسكب الصب ، والروح يذكر ويؤنث ، والاطراد الجريان ،(وإمكانك)أي
إقدارك الخلق على ما تريد ، قال الجوهرى : مكنه الله من الامر وأمكنه منه بمعنى
(عتيد)أي حاضر مهيا(ومكرك مكيد)أي مقيم ثابت فعيل من مكد بمعنى أقام
والماكد الدائم الذي لاينقطع كما ذكره الفيروز آبادي أو مفعل اسم مكان من الكيد
أي مكرك محل للكيد العظيم ، والاول أظهر .
والكيد والمرك فيه سبحانه مجاز ، والمراد به استدراجه تعالى بالنعم ،
وأخذه بالعقوبات بغتة كما عرفت مرارا ، والملا بالهمزة الجماعة ، والغماء بفتح
الغين وتشديد الميم ممدودا الغم ، ويطلق على ستر السحاب الهلال في الليلة الاولى
يقال : صمنا للغماء وللغمى بالضم والفتح في الثاني ، وتنفيس الكرب تفريجه .
72 - البلد الامين : هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة كان أمير المؤمنين
عليه السلام يدعوبه عقيب الفجر وفي المهمات ، وكذا الائمة عليهم السلام ، ومن قرء‌ه
يوم الجمعة قبل الصلاة غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت حشو مابين السماء والارض
ودخل الجنة بغير حساب ، وكان في جوار الانبياء عليهم السلام ، ومن كتبه وحمله كان آمنا
من كل سر ، وباتلجملة ففضله لايحصى ولايحد وهو :
اللهم إني أسئلك يا مدرك الهاربين ، ويا ملجأ الخائفين ، ويا غياث
المستغيثين ، اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك
وباسمك العظيم الكبير الاكبر الطاهر المطهر القدوس المبارك ، ولو أن ما في الارض
من شجرة أق . م والبحر يمده من بعده سبعة أبحر مانفدت كلمات الله إن الله عزيز
حكيم ، يا الله عشرا ، يا رباه ، عشرا ، يا مولاه ياغاية رغبتاه يا هو ياهو يا من لا
يعلم ما هو إلا هو ولا كيف هو إلا هو ، ياذا الجلال والاكرام ، والافضال والانعام


(1)مهج الدعوات : 157 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه