بحار الأنوار ج83

المغرب مثلها ، لم يلق الله عزوجل عبد بعمل أفضل من عمله إلا من جاء بمثل
عمله(1).
ويقول أيضا : بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الفجر(سبحانك لا إله إلا أنت اغفر لي
ذنوبي كلها جميعا فانه لايغفر الذنوب كلها جميعا إلا أنت)
فقد روى الحسن بن محبوب
عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله في حديث هذا
المراد منه أن العبد إذا قال ذلك قال الله جل للكتبة : اكتبوا لعبدي المغفرة
بمعرفته أنه لايغفر الذنوب كلهاجميعا إلا أنا(2).
بيان :(ثان رجله)أي لم يغيرها عما كانت عليه في التشهد ببسطها بالقيام أو
غير ذلك ، وهو المراد بقوله(قبل أن ينقض ركبتيه)وفي بعض النسخ(قبل أن يقبض)
أي يرفعهما مقربا لهما إلى بدنه(يحيي ويميت ويميت ويحيي)الاحياء الاول في الدنيا ، وكذا الاماتة أولا والاماتة الثانية في القبر فتدل ضمنا على أحياء آخر ، ولما
كانت مدة تلك الحياة قليلة لم يذكرها صريحا ، والا حياء ثانيا في الاخرة ولم يذكر
الاحياء والاماتة في الرجعة لعدم عمومها وشمولها لكل أحد ، مع أنه يحتمل
أن تكون الاماتة الثانية إشارة إليه ، ولايبعد أن يكون المراد بكل من الفقرتين
جنس الاماتة والاحياء ، والتكرير لبيان استمرارهما وكثرتهما .
قوله عليه السلام :(إلا من جاء)فيه أنه إذا جاء بمثل عمله كيف يكون أفضل من
عمله ؟ إلا أن يقال : المراد أنه جاء بأعمال اخر مع هذا العمل ، والحاصل أنه
لايكون عمل آخر أفضل من هذا العمل إلا إذا انضم إليه فيكون المجموع
أفضل .
أقول : وذكر الشيخ(3)والكفعمي وابن الباقي وغيرهم أكثر الادعية المتقدمة
وزادوا عليها : ثم قل عشرا ما شاء الله لاقوة إلا بالله أستغفر الله)ويقول :(اللهم إني
أسئلك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والسلامة من كل أثم ، والغنيمة من كل


(1 - 2)فلاح السائل ص 231 .
(3)مصباح الشيخ ص 73 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه