بحار الأنوار ج24

رسولهم قضي بينهم بالقسط)قال : معناه أن الرسل يقضون بالقسط وهم لايظلمون
كما قال الله(1).
بيان : لعله على تأويل الباطن المراد بالرسول معناه اللغوي ليشمل الامام
أو المعنى أنهم عليهم السلام بمنزلة الانبياء في الامم السالفة ، ففي كل قرن بهم تتم الحجة
كما ورد أن(علماء امتي كأنبياء بني إسرائيل)وفسربهم عليهم السلام ، وأما تفسيره
لقوله تعالى :(وقضى بينهم بالقسط)فهو وجه حسن لم يذكره المفسرون ، بل
قالوا : بعد تكذيبهم رسولهم قضى الله بينهم وبينه بالعدل بإنجائه وإهلاكهم ، و
قيل : هو بيان لحالهم في القيامة وشهادة الرسل عليهم وعدل الله فيهم .
7 - كا : أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمارة بن
مروان(2)عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : أما قوله :(أفكلما جاء‌كم)
محمد(3)(بما لاتهوى أنفسكم)بموالاة علي(استكبرتم ففريقا)من آل محمد(كذبتم
وفريقا تقتلون(4)).
8 - شى : عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : أما قوله :(أفكلما جاء‌كم
رسول بما لاتهوى أنفسكم)الآية إلى(يعملون)(5)قال أبوجعفر عليه السلام : ذلك
مثل موسى والرسل من بعده وعيسى صلوات الله عليه ضرب لامة محمد صلى الله عليه وآله مثلا
فقال الله لهم : فإن جاء‌كم محمد بما لاتهوى أنفسكم بموالاة علي استكبرتم ففريقا
من آل محمد كذبتم وفريقا تقتلون ، فذلك تفسيرها في الباطن(6).
بيان : على هذا التأويل يكون الخطاب متوجها إلى الكافرين والمكذبين
للرسل جميعا في صدر الآية ، وفي قوله تعالى :(ففريقا)إلى هذه الامة أي فأنتم


(1)تفسير العياشى 2 : 123 . والاية في يونس : 47 .
(2)في المصدر : عمار بن مروان .
(3)تفسير لقوله تعالى : رسول .
(4)اصول الكافى 1 : 418 . والاية في البقرة : 87 .
(5)البقرة : 87 - 96 .
(6)تفسير العياشى 1 : 49 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه