بحار الأنوار ج10

أبي طالب ويقال : قتله ولايقبل مني قولي : إنه هو(لهوخ)الجاني على نفسه
فتبسم علي عليه السلام وقال : يا عبدالله أصح ماكنت بدناالآن لم يضر ني مازعمت
أنه سم فغمض عينيك ، فغمض ثم قال : افتح عينيك ففتح ونظر إلى وجه علي عليه السلام
فإذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة فارتعد الرجل لمارآه ، وتبسم علي عليه السلام وقال :
أين الصفار الذي زعمت أنه بي ؟ فقال : والله لكأنك لست من رأيت من قبل ، كنت
مصفرا فأنت الآن مورد
قال علي عليه السلام : فزال عني الصفار بسمك الذي تزعم أنه قاتلي ، وأما ساقاي
هاتان - ومدرجليه وكشف عن ساقيه - فإنك زعمت أني أحتاج إلى أن أرفق ببدني
في حمل ما أحمل عليه لئلاينقصف الساقان ، وأنا اريك(أدلك خ ل)أن طب الله عزوجل
خلاف طبك ، وضرب بيديه إلى اسطوانة خشب عظيمة(1)على رأسها سطح مجلسه
الذي هو فيه ، وفوقه حجرتان : إحداهما فوق الاخرى ، وحركها واحتملها فارتفع
السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان ، فغشي على اليوناني فقال أميرالمؤمنين عليه السلام
صبوا عليه ماء ، فصبوا عليه ماء فأفاق وهو يقول : والله مارأيت كاليوم عجبا
فقال له علي عليه السلام : هذه قوة الساقين الدقيقتين واحتمالها في طبك هذا يايوناني
فقال اليوناني : أمثلك كان محمد ؟ فقال علي عليه السلام : وهل علمي ألامن علمه ؟ وعقلي إلامن عقله ؟
وقوتي إلا من قوته ؟ لقدأتاه ثقفي كان أطب العرب فقال له : إن كان بك جنون داويتك
فقال له محمد صلى الله عليه واله وسلم : أتحب أن اريك آية تعلم بها غناي عن طبك ، وحاجتك إلى طبي
قال : نعم قال : اي آية تريد ؟ قال : تدعو ذلك العذق(2)وأشار إلى نخلة سحوق
فدعاها فانقلع أصلها(3)من الارض وهي تخد الارض(4)حتى وقف بين يديه
فقال له : أكفاك ؟ قال : لا قال فتريد ماذا ؟ قال : تأمرها أن ترجع إلى حيث جاء‌ت
منه وتستقر في مقرها الذي انقلعت منه ، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها


(1)في نسخة : غليظة
(2)العذق من النخل هو كالعنقود من العنب
(3)في نسخة : اصولها
(4)في النسخة المقروء‌ة على المصنف : وجعل تخدفى الارض وخد الارض شقها(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه