بحار الأنوار ج4

وروى الكليني عن محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري
عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه علي بن يقطين قال : قال لي
أبوالحسن عليه السلام : الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة ، قال : وقال يقطين لابنه علي بن
يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن ؟ قال : فقال له : علي : إن الذي قيل
لنا ولكم كان من مخرج واحد غير أن أمر كم حضر فاعطيتم محضة فكان كما قيل لكم ،
وأن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني ، فلوقيل لنا : إن هذا الامر لا يكون إلا إلى مائتي
سنة أو ثلاث مائة سنة لقست القلوب ، ولرجع عامة الناس عن الاسلام ، ولكن قالوا :
ما أسرعه وما أقربه تأليفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج . وقوله : قيل لنا أي في خلافة
العباسية - وكان من شيعتهم - أوفي دولة آل يقطين . وقيل لكم أي في أمر القائم وظهور
فرج الشيعة .
وروى أيضا عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الخزاز ،
عن عبدالكريم بن عمر والخثعمي ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت :
لهذا الامر وقت ؟ فقال : كذب الوقاتون ، كذب الوقاتون ، كذب الوقاتون ، إن موسى
- على نبينا وآله وعليه السلام - لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاد الله
إلى الثلاثين عشرا قال قومه : قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا ، فإذا حدثنا كم الحديث
فجاء على ما حدثنا كم فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثنا كم الحديث فجاء على خلاف ما
حدثنا كم به فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين .
وسيأتي كثير من الاخبار في ذلك في كتاب النبوة لاسيما في أصواب قصص نوح و
موسى وشعيا على نبينا وآله وعليهم السلام ، وسيأتي أيضا في كتاب الغيبة ، فأخبارهم عليهم السلام
بما يظهر خلافه ظاهرا من قبيل المجملات والمتشابهات التي تصدر عنهم بمقتضى الحكم
ثم يصدر عنهم بعد ذلك تفسيرها وبيانها ، وقولهم : يقع الامر الفلاني في وقت كذا معناه
إن كان كذا ، أو إن لم يقع الامر الفلاني الذي ينافيه ، وإن لم يذكروا الشرط كما قالوا
في النسخ قبل الفعل ، وقد أوضحناه في باب ذبح إسماعيل على نبينا وآله وعليه السلام ،
فمعني قولهم عليهم السلام : ما عبدالله بمثل البداء : أن الايمان بالبداء من أعظم العبادات القلبية

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه