بحار الأنوار ج11


(باب 3) (علة المعجزة وانه لم خص الله كل نبى

بمعجزة خاصة)

1 - ع ، ن : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن أبي عبدالله السياري ،(1)عن أبي يعقوب
البغدادي(2)قال : قال ابن السكيت(3)لابي الحسن الرضا عليه السلام : لماذا بعث الله موسى
بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر ؟ وبعث عيسى بالطب ؟ وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام
والخطب ؟ .
فقال له أبوالحسن عليه السلام إن الله تبارك وتعالى لما بعث موسى عليه السلام كان الاغلب
على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عندالله عزوجل بمالم يكن في وسع القوم مثله ،(4)
وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم ، وأن الله تبارك وتعالى بعث عيسى في وقت
ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب ، فأتاهم من عندالله عزوجل بمالم يكن
عندهم مثله ، وبما أحيالهم الموتى وأبرأ الاكمه والابرص بإذن الله ، وأثبت به الحجة
عليهم ، وإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا في وقت كان الاغلب على أهل عصره الخطب والكلام
- وأظنه قال : والشعر - فأتاهم من كتاب الله عزوجل ومواعظه وأحكامه ما أبطل(5)به
قولهم وأثبت الحجة عليهم ، فقال ابن السكيت : تالله ما رأيت مثل اليوم قط ،(6)فما


(1)هو احمد بن محمد بن سيار ابوعبدالله الكتاب البصرى ، تقدم ترجمته في ج 1 : 162 .
(2)هو يزيد بن حماد الانبارى السلمى تقدم ترجمة في ج 1 ص 105 .
(3)هو يعقوب بن إسحاق السكيت ابويوسف الامامى الثقة الثبت ، كان وجيها في علم العربية
واللغة ، ثقة مصدق لا يطعن عليه ، وكان مقدما عند ابى جعفر الثانى وابى الحسن عليهما السلام
له كتب كثيرة في اللغة والادب وغيرهما ، قتل رحمه الله في سادس شهر رجب سنة 244 ، قتله
المتوكل لاجل تشيعه وقصته مشهور .
(4)في العيون : بما لم يكن عند القوم وفى سعتهم . م
(5)في نسخة : بما ابطل به ، وفي الاحتجاج : فاتاهم من عند الله من مواعظه واحكامه ما ابطل .
(6)في العيون : مثلك اليوم قط . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه