بحار الأنوار ج55

يمكن أن يكون نسبة الحمل إليهم مجازا لقيام العرش بهم في القيامة وكونهم
الحكام عنده والمقربين لديه .
وثانيها : العلم كما عرفت إطلاقهما في كثير من الاخبار عليه وقد مر
الفرق بينهما في خبر معاني الاخبار وغيره ، وذلك أيضا لان منشأ ظهوره سبحانه
على خلقه العلم والمعرفة ، وبه يتجلى على العباد ، فكانه عرشه وكرسيه سبحانه
وحملتهما نبينا وأئمتنا عليهم السلام لانهم خزان علم الله في سمائه وأرضه لاسيما ما يتعلق
بمعرفته سبحانه .
وثالثها الملك ، وقد مر إطلاقهما عليه في خبر(حنان)والوجه ما مر أيضا .
ورابعها : الجسم المحيط وجميع ما في جوفه أو جميع خلق الله كما ذكره
الصدوق ره ويستفاد من بعض الاخبار ، إذ ما من شئ في الارض ولا في السماء
وما فوقها إلا وهي من آيات وجوده وعلامات قدرته ، وآثار وجوده وفيضه وحكمته
فجميع المخلوقات عرش عظمته وجلاله ، وبها تجلى على العارفين بصفات كماله
وهذا أحد المعاني التي خطرت ببالي الفاتر في قولهم عليهم السلام(وارتفع فوق كل منظر)
فتدبر .
وخامسها : إطلاق العرش على كل صفة من صفاته الكماليه والجلالية
إذ كل منها مستقر لعظمته وجلاله ، وبها يظهر لعباده على قدر قابليتهم ومعرفتهم
فله عرش العلم ، وعرش القدرة ، وعرش الرحمانية ، وعرش الرحيمية ، وعرش
الوحدانية ، وعرش التنزه كما مر في خبر حنان وغيره . وقد أول الوالده ره
الخبر الذي ورد في تفسير قوله تعالى(الرحمن على العرش استوى)أن المعنى :
استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ ، أن المراد بالعرش هنا عرش
الرحمانية والظرف حال أي الرب سبحانه حالكونه على عرش الرحمانية استوى من
كل شئ ، إذ بالنظر إلى الرحيمية التي هي عبارة عن الهدايات والرحمات الخاصة
بالمؤمنين أقرب ، أو المراد أنه تعالى بسبب صفة الرحمانية حال كونه على عرش الملك
والعظمة والجلال استوى نسبته إلى كل شئ ، وحينئذ فائدة التقييد بالحال نفي

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه