بحار الأنوار ج75


25 . (باب) (مواعظ موسى بن جعفر وحكمه عليهما

السلام)

1 - ف(1): وصيته عليه السلام لهشام وصفته للعقل : إن الله تبارك وتعالى(2)
بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : فبشر عباد الذين يستمعون القول


(1)التحف ص 383 .
(2)رواه الكلينى في المجلد الاول من كتابه الكافى مع اختلاف نشيراليه . وهشام هو
أبومحمد وقيل : أبوالحكم هشام بن الحكم البغدادى الكندى مولى بنى شيبان ممن اتفق
الاصحاب على وثاقته وعظم قدره ورفعة منزلته عند الائمة عليهم السلام ، وكانت له مباحث
كثيرة مع المخالفين في الاصول وغيرها ، صحب أبا عبدالله وبعده أبا الحسن موسى عليهما السلام
وكان من أجلة أصحاب أبى عبدالله عليه السلام وبلغ من مرتبة علوه عنده أنه دخل عليه بمنى
وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفى مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر
ويونس بن يعقوب وأبى جعفر الاحول وغيرهم فرفعه على جماعتهم وليس فيهم الا من هو
أكبر سنا منه ، فلما رأى أبوعبدالله عليه السلام أن ذلك الفعل كبر على أصحابه قال : هذا
ناصرنا بقلبه ولسانه ويده . وكان له أصل وله كتب كثيرة ، وان الاصحاب كانوا
يأخذون عنه . مولده بالكوفة ومنشاؤه واسط وتجارته بغداد وكان بياع الكرابيس وينزل
الكرخ من مدينة السلام بغداد في درب الجنب ، ثم انتقل إلى الكوفة في أواخر عمره
ونزل قصر وضاح وتوفى سنة 199 أو 179 في أيام الرشيد مستترا وكان لاستتاره قصة مشهورة
في المناظرات ، وترحم عليه الرضا عليه السلام وقيل في شأنه : انه من متكلمى الشيعة
وبطائنهم ومن دعى له الصادق عليه السلام فقال : أقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لحسان : لا تزل مؤيدا بروج القدس ما نصرتنا بلسانك . وهو الذى فتق الكلام في الامامة
وهذب المذهب وسهل طريق الحجاج فيه . وكان حاذقا بصناعة الكلام ، حاضر الجواب .
وكان أولا من أصحاب الجهم بن صفوان ثم انتقل إلى القول بالامامة بالدلائل والنظر وهو
منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى بن خالد وكان القيم بمجالس كلامه ونظره ثم تبع

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه