بحار الأنوار ج46

الجوهري(1): فلان يسرد الحديث سردا : إذا كان جيد السياق له ، وحاصل
إلزامه عليه السلام أن الله تعالى إنما يحب من يعمل بطاعته لانه كذلك ، فكيف يحب
من يعلم بزعمك الفاسد أنه يكفر ويحبط جميع أعماله .
2 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن
سنان ، عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر فقال عليه السلام :
يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال : هكذا يزعمون فقال أبوجعفر عليه السلام : بلغني
أنك تفسر القرآن ؟ قال له قتادة : نعم ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : بعلم تفسره
أم بجهل ؟ قال : لا بعلم ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت
أنت ، وأنا أسألك ؟ قال قتادة : سل ، قال : أخبرني عن قول الله عزوجل في سبا :
(وقد رنافيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين)(2)فقال قتادة : ذاك من خرج
من بيته بزاد حلال وراحلة حلال وكرى حلال ، يريد هذا البيت كان آمنا حتى
يرجع إلى أهله فقال أبوجعفر عليه السلام : نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج
الرجل من بيته بزاد حلال وكرى حلال يريد هذا البيت ، فيقطع عليه الطريق
فتذهب نفقته ، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه ؟ قال قتادة : اللهم نعم .
فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء
نفسك ، فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال ، فقد هلكت
وأهلكت ، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال ، يروم
هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عزوجل :(فاجعل أفئدة من الناس
تهوي إليهم)(3)ولم يعن البيت ، فيقول(إليه)فنحن والله دعوة إبراهيم صلى الله
عليه التي من هوانا قلبه ، قبلت حجته ، وإلا فلا ، يا قتادة فاذا كان كذلك كان
آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة : لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا


(1)الصحاح ج 1 ص 234 .
(2)سورة سبأ ، الاية : 18 .
(3)سورة ابراهيم ، الاية : 37 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه