بحار الأنوار ج90

عليهم ثياب خضر ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : قوم ليسوا بأنبياء ولا شهداء
ولكنهم تحابوا بجلال الله ، ويدخلون الجنة بغير حساب ، نسأل الله أن يجعلنا
منهم برحمته .
وأما قوله : فمن ثقلت موازينه * ومن خفت موازينه (1)فانما يعني
الحساب بوزن الحسنات والسيئات ، والحسنات ثقل الميزان ، والسيئات خفة
الميزان .
وأما قوله : قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم (2)وقوله :
الله يتوفى الانفس حين موتها (3)وقوله : توفته رسلنا وهم لا يفرطون (4)
وقوله : الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفهسم (5)وقوله : الذين تتوفيهم
الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم (6)فان الله تبارك وتعالى يدبر الامور
كيف يشاء ، ويوكل من خلقه من يشاء بمايشاء ، أما ملك الموت فان الله عز
وجل يوكله بخاصة من يشاء من خلقه ، ويوكل رسله من الملائكة خاصة
بما يشاء من خلقه تبارك وتعالى ، والملائكة الذين سماهم الله عزوجل وكلهم
بخاصة من يشاء من خلقه تبارك وتعالى ، يدبر الامور كيف يشاء ، وليس كل العلم
يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ، لان منهم القوي والضعيف ولان
منه مايطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلا أن يسهل الله له حمله ، وأعانه عليه من خاصة
أوليائه ، وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت ، وأنه يتوفى الانفس
على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم ، قال : فرجت عني يا أمير المؤمنين
أنفع الله المسلمين بك .
فقال علي عليه السلام للرجل : لئن كنت قد شرح الله صدرك بما قد بينت لك


(1)الاعراف : 8 و 9 ، المؤمنون : 102 103 .
(2)السجدة : 11 . * *(3)الزمر : 42 .
(4)الانعام : 61 . * *(5)النحل : 28 .
(6)النحل : 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه