بحار الأنوار ج59

أما الكعب فإن الانساني منه أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوانات ، وكأنه
أشرف عظام القدم النافعة في الحركة ، كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في
الثبات ، وهو موضوع بين الطرفين النابتين من قصبتي الساق ، يحتويان عليه بمقعرهما
من جوانبه ، ويدخل طرفاه في العقب في نقرتين ، دخول ركز . وهو واسطة بين الساق
والعقب ، به يحسن اتصالهما ويتوثق المفصل بينهما ، ويؤمن عليه الاضطراب . وهو
موضوع في الوسط بالحقيقة ، ويرتبط به العظم الزورقي من قدام ، ارتباطا مفصليا .
وهذا الزورقي متصل بالعقب من خلف ، ومن قدام بثلاثة من عظام الرسغ ، ومن
الجانب الوحشي بالعظم النردي .
وأما العقب فهو موضوع تحت الكعب ، صلب مستدير إلى خلف ، ليقاوم
المصاكات والآفات مملس الاسفل ليحسن استواء الوطء وانطباق القدم على المستقر
عند القيام . وخلق مثلثا إلى الاستطالة يدق يسيرا يسيرا حتى ينتهي فيضمحل عند
الاخمص إلى الوحشي ليكون تقعير الاخمص متدرجا من خلف إلى متوسطة .
واما الرسغ فيخالف رسغ الكف بأنه صف واحد وذاك صفان ، وعظامه
أقل عددا ، وذلك لان الحاجة في الكف إلى الحركة والاشتمال أكثر ، وفي القدم
إلى الوثاقة أشد . وخلق شكل القدم مطاولا إلى قدام ليعين على الانتصاب بالاعتماد
عليه ، وخلق له أخمص من الجانب الانسي ليكون ميل القدم عند الانتصاب - وخصوصا
لدى المشي - إلى الجهة المضادة لجهة الرجل المشيلة للنقل ، فيعتدل القوام
وليكون الوطء على الاشياء المدورة والنائتة مهندما من غير ألم ، وليحسن اشتمال
القدم على ما يشبه الدرج ، وليكون بعض أجزائها متجافية عن الارض فيكون المشي
أخف والعدو أسهل . ولمثل هذه المنافع خلقت من عظام كثيرة وإنها بذلك تحتوي
على الموطوء عليه كالكف علي المقبوض .
ايضاح : في القاموس : الزرفين - بالضم وبالكسر - : حلقة للباب أو عام
معرب . وقد زرفن صدغيه : جعلهما كالزرفين . وقال الجوهري الزرد مثل السرد
وهو مداخل حلق الدروع بعضها في بعض . والزرد - بالتحريك - : الدروع المزرودة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه