بحار الأنوار ج79

فسجدت لله شكرا فقال : يا محمد ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فاذا أطناب السماء
قد خرقت ، والحجب قد رفعت ، ثم قال : لي طأطئ رأسك ، وانظر ما ترى فطأطأت
رأسي ، فنظرت إلى بيتكم هذا وإلى حرمكم هذا ، فاذا هو مثل حرم ذلك البيت
يتقابل ، لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه ، فقال لي : يا محمد هذا الحرم ، و
أنت الحرام ، ولكل مثل مثال .
ثم قال ربي عزوجل : يا محمد مد يدك(1)فيتلقاك ماء يسيل من ساق عرشي
الايمن ، فنزل الماء فتلقيته باليمين ، فمن أجل ذلك أول الوضوء باليمنى ، ثم
قال : يا محمد ! خذ ذلك فاغسل به وجهك وعلمه غسل الوجه فانك تريد
أن تنظر إلى عظمتي وأنت طاهر ، ثم اغسل ذراعيك اليمين واليسار و
علمه ذلك فانك تريد أن تتلقا بيديك كلامي وامسح بفضل ما في يديك من
الماء رأسك ورجليك إلى كعبيك وعلمه المسح برأسه ورجليه وقال إني اريد
أن أمسح رأسك وابارك عليك ، فأما المسح على رجليك فاني اريد أن اوطئك
موطئا لم يطأه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد غيرك ، فهذا علة الوضوء والاذان .
ثم قال : يا محمد استقبل الحجر الاسود ، وهو بحيالي ، وكبرني بعدد حجبي
فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا ، لان الحجب سبعة ، وافتتح القراء‌ة عند انقطاع
الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة ، والحجب مطابقة ثلاثا بعدد(2)النور


(1)في الكافى ، ثم أوحى الله إلى : يا محمدادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها
وصل لربك ، فدنى رسول الله صلى الله عليه وآله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الايمن فتلقى
رسول الله صلى الله عليه وآله الماء بيده اليمنى الخ .
(2)في الكافى : والحجب متطابقة بينهن بحار النور ، وذلك النور الذى أنزله
الله على محمد صلى الله عليه وآله فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات
انتهى .
والمعنى أن الافتتاح بالتكبير يكون ثلاث مرات : مرة بثلاث تكبيرات متواليات ثم
يفصل بالدعاء ومرة أخرى بتكبيرتين ثم يفصل بالدعاء ، ومرة ثالثة بتكبيرتين أخراوين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه