بحار الأنوار ج26

كثير صلاح ، قال : لا تكذب على الله فإن الله قد سماك صالحا حيث يقول : " اولئك
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين " يعني الذين
آمنوا بنا وبأمير المؤمنين وملائكته وأنبيائه وجميع حججه عليه وعلى محمد وآله الطيبين
الطاهرين الاخيار الابرار السلام .(1)
بيان : قال في النهاية : فيه(2)فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم وقد تكرر في
الحديث والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد عليهم ، وزيدت
فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ، ومعناه أن ظهرا منهم قد امه وظهرا خلفه فهو مكفوف
من جانبيه ومن جوانبه إذا قيل : بين أظهرهم ، ثم كثر استعماله حتى استعمل في الاقامة
بين القوم مطلقا .
وقال : في حديث أبي ذر : قلت : يا رسول الله كم الرسل ؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة
عشر جم الغفير ، هكذا جاء‌ت الرواية ، قالوا : والصواب جما غفيرا يقال : جاء القوم
جما غفيرا ، أو الجماء الغفير وجماء غفيرا ، أي مجتمعين كثيرين ، والذي انكر من
الرواية صحيح فانه يقال : الجم الغفير ثم حذف الالف واللام وأضاف من باب صلوة
الاولى ومسجد الجامع ، وأصل الكلمة من الجموم والجمة وهو الاجتماع والكثرة
والغفير من الغفر وهو التغطية والستر انتهى .
فقوله : في بعض الرواية : مثل جم الغفير ، أي مثل الانبياء والرسل
الكثيرين ، أو مثل الشئ الكثير أي علما كثيرا . والحصنة كعنبة جمع الحصن ،
أي هذه المرتبة عند الله أعز من آلاف حصن مثلا عندك . والحبر بالفتح : السرور و
النعمة والكرامة .
6 - ير : أحمد بن موسى عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن يوسف الابزاري
عن المفضل قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام ذات يوم - وكان لا يكنينى قبل ذلك : -
يابا عبدالله ، فقلت : لبيك جعلت فداك ، قال : إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا


(1)بصائر الدرجات : 36 .
(2)اى في الحديث .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه