بحار الأنوار ج35

الصحابة فيها ، أو لدخول المخاطبين فيها ، فيكون التقدير : أبناء‌نا وإياكم ، ويكون
إعادة الابناء لمرجوحية العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار ، أو تكون الجمعية
باعتبار أنه بظاهر الحال كان يحتمل أن يكون من يصلح للمباهلة جماعة من كل صنف ،
فلما لم يجد من يصلح لذلك من جانبه سوى هؤلاء اقتصر عليهم ، وتعيين الجماعة قبل
تحقيق المباهلة لم يكن ضرورا ، وكذا جمعية الضمير في أبناء‌نا ونساء‌نا وأنفسنا تحتمل ما
سوى الوجة الثالث ، والوجه الثالث في الاول أيضا بعيد جدا ، لانه معلوم أن دعوة كل
منهما تختص بفريقه .
فنرجع ونفول : لو كانت الجمعية للتعظيم وكان المراد(1)نفس من تصدى للمباهلة
وكان المتصدي لها من هذا الجانب الرسول فلاوجه لادخال أميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك مع
أنه كان داخلا باتفاق الفريقين ورواياتهم ، وكان للنصارى أن يقولوا : لم أتيت به وهو
لم يكن داخلا فيمن شرطنا ؟ إلا أن يقولوا : كان لشدة الاختصاص والتناسب وقرب
المنزلة بمنزلة نفسه فلذا أتى به ، وهو مع بعده لوارتكبته(2)كان مستلزما لمقصودنا على
أتم وجه بل هو أدعى لمطلوبنا من الوجه الذي دفعتم(3)، فقد وقعتم فيما منه فررتم !
وأما الوجه الثاني فنقول : لوكانت الامة والصحابة داخلين في المباهلة فلم لم يأت
بجميع من حضر منهم ؟ إلا أن يقال : إحضار الجميع لما كان موجبا للغوغاء(4)العام و
موهما لعدم اعتماده على حقيته ، بل كان اعتماده على كثرة الناس ليرهب به العدو أو ليتكل
على دعائهم ، فلذلك(5)أتى بنفسه لانه كان نبيهم وأولى بهم وضامنا لصحة معتقدهم ،
وبعلي عليه السلام لانه كان إمامهم وقائدهم وأولى بهم والشاهد على صحة نبوة نبيهم ، و
التالي له في الفضل ولا تحاد أبنائهما ، وانتساب فاطمة عليها السلام إليهما ، فأتى كل منهما مع


(1)اى وكان المراد من كلمة(انفسنا):
(2)في(د): لوار تكبتموه .
(3)لان المدعى قد اثبت بذلك اتحادهما صلوات الله عليهما بحيث لم يكن ادخال اميرالمؤمنين
عليه السلام مخالفا للشرط حتى في نظر النصارى . فافهم جيدا فانه نفيس جدا .
(4)الغوغاء : الكثير المختلط من الناس .
(5)جواب لما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه