ذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ، ولكن
يحب أن يبث إليه الحوائج(1).
وقال رسول الله صلى الله عليه واله : لا يرد القضاء إلا الدعاء .
وقال الصادق عليه السلام : الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما
عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : عليكم بالدعاء فان الدعاء والطلب إلى
الله عزوجل يرد البلاء وقد قدر وقضي ، فلم يبق إلا إمضاؤه ، فاذا دعي الله وسئل
صرف البلاء صرفا .
عن سلمان فارسي ، عن النبي صلى الله عليه واله قال : لا يزيد في العمر إلا البر ، ولا يرد
القضاء إلا الدعاء .
وقال الباقر للصادق عليهما السلام : يا بني من كتم بلاء ابتلي به من الناس ، وشكى
إلى الله عزوجل كان حقا على الله أن يعافيه من ذلك .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء
وقيل : صوت معروف ، ولم يحجب عن السماء ، ومن لم يتقدم في الدعاء ، لم يستجب
له إذا نزل به البلا ، وقالت الملائكة : إن ذا الصوت لانعرفه(2).
روي عن العالم عليه السلام : أنه قال : لكل داء دواء فسئل عن ذلك ، فقال :
لكل داء دعاء فإذا الهم المريض الدعاء ، فقد أذن الله في شفائه ، وقال : أفضل
الدعاء الصلاة على محمد وآله ، ثم الدعاء للاخوان ، ثم الدعاء لنفسك فيما أحببت
وأقرب ما يكون العبد من الله سبحانه إذا سجد ، وقال : الدعاء أفضل من قراءة القرآن
لان الله عزوجل قال : قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعائكم (3)فان الله عزوجل
ليؤخر إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه ، ويقول : صوتا أحب أن أسمعه ، ويعجل
(1)مكارم الاخلاق ص 314 .
(2)مكارم الاخلاق 315 .
(3)الفرقان : 77 .