بحار الأنوار ج62

كثير النتاج مبشر بالربيع(1)وتطيب نفسه على الهواء الصافي وهبوب الشمال ، ويسوء
حاله بهبوت الجنوب حتى أنه لا يقدر على الطيران ، وهو طائر أسود باطن الجناحين
وظاهر هما أغبر على خلقة القطا إلا أنه ألطف منه ، والجاحظ جعله من أقسام الحمام
ومن شأنه أنه لا يجعل بيضه في موضع واحد بل ينقله لئلا يعرف أحد مكانه ، قال
ابن سينا : لحمه أفضل من لحوم الفواخت وأعدل وألطف ، وأكله يزيد في الدماغ
والفهم والمني(2).
وقال : القبج بفتح القاف وإسكان الباء : الحجل ، والقبجة اسم جنس يقع على
الذكر والانثى حتى تقول : يعقوب(3)فيختص بالذكر ، وكذلك الدراجة حتى
تقول : الحيقطان(4)، والنحلة حتى تقول : يعسوب ، ومثله كثير(5)، والذكر
يوصف بالقوة على السفاد ، ولكثرة سفاده يقصد موضع البيض فيكسره لئلا تشتغل
الانثى بحضنه عنه ، ولذا الانثى إذا أتى أو ان بيضها تهرب وتختبئ رغبة في الفرخ
وهي إذا هربت بهذا السبب ضاربت الذكور بعضها بعضا وكثر صياحها ، ثم إن المقهور
يتبع القاهر ويفسد القوي الضعيف ، والقبج يغيرأ صواته بأنواع شتى بقدر حاجته
إلى ذلك ، وتعمر خمسة عشر سنة(6)، ومن عجيب أمرها أنها إذا قصدها الصياد
خبأت راسها تحت الثلج وتحسب أن الصياد لايراها ، وذكورها شديد الغيرة على
اناثها ، والانثى تلقح من رائحة الذكر ، وهذا النوع كله يحب الغناء والاصوات


(1)زاد في المصدر : وهو القائل :(بالشكر تدوم النعم)وصوته مقطع على هذه
الكلمات .
(2)حياة الحيوان 2 : 243 .
(3)يعقوب : ذكر الحجل .
(4)في المصدر : حتى تقول : حيقطان والبومة حتى تقول : صدى او فياد ، والحبارى
حتى تقول : خرب ، وكذا النعامة حتى تقول : ظليم ، والنحلة .
(5)في المصدر هنا زيادة منها : واناثه تبيض خمس عشرة بيضة .
(6)في المصدر : ويعمر خمس عشرة سنة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه