بحار الأنوار ج57

محذوفة دل عليها " مبشرات " أو عليها باعتبار المعنى ، أو على " يرسل " بإضمار فعل
معلل دل عليه . " ولتبتغوا من فضله " يعنى تجارة البحر(1).
" فرأوه مصفرا " أي فرأوا الاثر والزرع ، فإنه مدلول عليه بما تقدم ، وقيل :
السحاب لانه إذا كان مصفرا لم يمطر ، واللام موطئة للقسم دخلت على صرف الشرط .
وقوله " لظلوا من بعده يكفرون " جواب سد مسد الجزاء ولذلك فسر بالاستقبال
وهذه الاية(2)ناعية على الكفار بقلة تثبتهم وعدم تدبرهم وسرعة تزلزلهم لعدم تفكرهم
وسوء رأيتهم ، فإن النظر السوي يقتضي أن يتوكلوا على الله ويلجؤوا(3)إليه بالاستغفار
إذا احتبس القطر عنهم ولم ييأسوا من رحمته ، وأن يبادروا إلى الشكر والاستدامة
بالطاعة إذا أصابهم برحمته ولم يفرطوا في الاستبشار ، وأن يصبروا على بلائه إذا ضرب
زروعهم بالاصفرار ولم يكفروا نعمه(4).
أقول : وقدمر تفسير الذاريات بالرياح التي تذرو التراب وهشيم النبت .
وقال الطبرسي - ره - : الريح العقيم هي التي عقمت عن أن تأتي بخير ، ومن تنشئة
سحاب ، أو تلقيح شجر ، أو تذرية طعام ، أو نفع حيوان ، فهي كالمرأة الممنوعة عن
الولادة ، إذ هي ريح الاهلاك(5). وقال في قوله تعالى " ريحا صرصرا " أي شديدة
الهبوب ، وقيل : باردة من الصر وهو البرد " في يوم نحس(6)مستمر " أي دائم
الشؤم ، استمر عليهم بنحوسته " سبع ليال وثمانية أيام " حتى أتت عليهم ، وقيل :
إنه كان يوما الاربعاء آخر الشهر لايدور ، رواه العياشي بالاسناد عن أبي جعفر
عليه السلام(7).


(1)انوار التنزيل : ج 2 ، ص 248 .
(2)في المصدر : الايات .
(3)في المصدر : يلتجئوا .
(4)انوار التنزيل : ج 2 ، ص 249 .
(5)مجمع البيان : ج 9 ، ص 159 .
(6)في المصدر : أى في يوم شوم .
(7)مجمع البيان : ج 9 ، ص 190 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه