بحار الأنوار ج66

والاجتهاد بذل الجهد في الطاعات ، والورع الاجتناب عن المعاصي ، بل الشبهات
والمكروهات .
16 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير
عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعته يسأل أبا عبدالله عليه السلام فقال له :
جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عزوجل على العباد مالايسعهم
جهله ، ولا يقبل منهم غيره ماهو ؟ فقال : أعد علي فأعاد عليه ، فقال : شهادة أن
لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت من
استطاع إليه سبيلا ، وصوم شهر رمضان ، ثم سكت قليلا ثم قال : والولاية مرتين
ثم قال : هذا الذي فرض الله عزوجل على العباد لايسأل الرب العباد يوم القيامة
فيقول : ألا زدتني على ما افترضت عليكم ، ولكن من زاد زاده الله ، إن رسول الله
سن سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الاخذ بها(1).
توضيح : قوله(مالا يسعهم)عطف بيان للدين أو مبتدأ و(ماهو)خبره قوله
(أعد علي)كأن الامر بالاعادة لسماع الحاضرين وإقبالهم إليه ، أولاظهار حسن
الكلام والتلذذ بسماعه ، وكأنه يدخل في شهادة التوحيد ما يتعلق بمعرفة الله من
صفات ذاته وصفات فعله ، وفي شهادة الرسالة ما يتعلق بمعرفة الانبياء وصفاتهم ، و
كذا الاقرار بالمعاد داخل في الاولى أو في الثانية ، لاخبار النبي بذلك ، و(إقام
الصلاة)حذفت التاء للاختصار ، وقيل المراد باقامتها إدامتها ، وقيل : فعلها على
ماينبغي ، وقيل : فعلها في أفضل أوقاتها ، وقيل : جاء على عرف القرآن في التعبير
من فعل الصلاة بلفظ الاقامة دون أخواتها ، وذلك لما اختصت به من كثرة ما يتوقف
عليه من الشرايط والفرائض والسنن والفضائل ، وإقامتها إدامة فعلها مستوفاة جميع ذلك .
أقول : ويمكن أن تكون ذكر الاقامة لتشبيه الصلاة من الايمان بمنزلة
العمود من الفسطاط ، كما ورد في الخبر ، وإنما لم يذكر الجهاد لانه لايجب


(1)الكافى ج 2 : 22 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه