بحار الأنوار ج6

ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا(1)من السماء فتصبح صعيدا زلقا "(2)
أي محترقا " أو يصبح ماؤها غورا " . فوقع فيها ما قال الفقير في ذلك(3)الليلة " فأصبح "
الغني " يقلب كفيه "(4)على ما أنفق فيها " وهي خاوية(5)على عروشها ويقول ياليتني لم اشرك
بربي أحدا ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا " وهذه عقوبة الغني .(6)
" ص 396 - 397 "
3 - عن سليمان بن عبدالله قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام قاعدا فاتي
بامرأة قد صار وجهها قفاها ، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك
ثم عصر وجهها عن اليمين ، ثم قال : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
فرجع وجهها ، فقال احذري أن تفعلي كما فعلت ، قالوا : يابن رسول الله وما فعلت ؟
فقال : ذلك مستور إلا ان تتكلم به ، فسألوها فقالت : كانت لي ضرة فقمت اصلي
فظننت أن زوجي معها فالتفتت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها ، فرجع وجهها على
ما كان .
4 - شى : عن أبي عمرو المدائني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أبي كان يقول :
إن الله قضى قضاء‌ا حتما : لا ينعم على عبده بنعمة فيسبلها إياه قبل أن يحدث العبد ما
يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة ، وذلك قول الله : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم " .
5 - شى : عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله " إن الله لا يغير


(1)بضم الحاء ، قال الراغب في مفرداته : قيل : نارا وعذابا وإنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه
فيجازى بحسبه انتهى . وقيل : أصل السهام التى ترمى لتجرى في طلق واحد وكان ذلك من رمى
الاساورة ، والحسبان : المرامى الكثيرة . وقيل : بردا .
(2)أرض زلق : لمساء ليس بها شئ .
(3)في المصدر : في تلك الليلة . م
(4)تقليب الكف عبارة عن الندم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم ، أى فاصبح يصفق ندامة .
(5)خاوية أى ساقطة من خوى النجم : إذا سقط ، أو خالية من خلى المنزل : إذا خلى من أهله
وكل مرتفع أظلك من سقف أو كرم أو بيت فهو عرش .
(6)في المصدر : فهذه عقوبة البغى . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه