بحار الأنوار ج77

فجرت السنة في الاستنجاء بالماء ، فلما حضرته الوفاة كان غائبا عن المدينة فأمر
أن يحول وجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصى بالثلث من ماله ، فنزل الكتاب بالقبلة
وجرت السنة بالثلث(1).
3 - العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد
الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان الناس
يستنجون بثلاثة أحجار ، لانهم كانوا يأكلون البسر ، فكانوا يبعرون بعرا ، فأكل
رجل من الانصار الدبا فلان بطنه ، فاستنجى بالماء فبعث إليه النبي صلى الله عليه وآله .
قال : فجاء الرجل وهو خائف أن يكون قد نزل فيه أمر يسوؤه في استنجائه
بالماء ، فقال له : عملت في يومك هذا شيئا ؟ فقال : نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني
والله ما حملني على الاستنجاء بالماء إلا أني أكلت طعاما فلان بطني ، فلم تغن عني
الحجارة شيئا فاستنجيت بالماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هنيئا لك ، فان الله عزوجل
قد أنزل فيك آية فأبشر إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فكنت أول
من صنع هذا ، أول التوابين وأول المتطهرين(2).
تفسير العياشى : عن أبي خديجة مثله(3).
ايضاح : قال والدي قدس الله روحه : ذكر التوابين مع المتطهرين في هذا
المقام يمكن أن يكون لاظهار شرف التطهير كأنه تعالى يقول : إني احب المتطهرين
كما احب التوابين ، فان محبة الله للتوابين بمنزلة لا يمكن وصفها ويمكن
أن يكون حصلت له توبة أيضا في ذلك اليوم مع التطهر ، ويمكن أن يكون
بالمعنى اللغوي أي الرجوع ، فانه لما رجع عن الاكتفاء بالاحجار إلى ضم الماء


(1)الخصال ج 1 ص 90 .
(2)علل الشرائع ج 1 ص 271 .
(3)تفسير العياشى ج 1 ص 109 و 110 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه