بحار الأنوار ج67

بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (1).
ومرجع الايمان إلى العلم ، وذلك لان الايمان هو التصديق بالشئ على
ماهو عليه ، ولا محالة هو مستلزم لتصور ذلك الشئ كذلك بحسب الطاقة ، وهما
معنى العلم ، والكفر مايقابله ، وهو بمعنى الستر والغطاء ومرجعه إلى الجهل
وقد خص الايمان في الشرع بالتصديق بهذه الخمسة ولو إجمالا فالعلم بها لابد
منه وإليه الاشارة بقوله صلى الله عليه وآله : طلب العلم فريضة على كل مسلم
ومسلمة ولكن لكل إنسان بحسب طاقته ووسعه لايكلف الله نفسا إلا
وسعها (2)فان للعلم والايمان درجات مترتبة في القوة والضعف ، والزيادة
والنقصان ، بعضها فوق بعض ، كما دلت عليه الاخبار الكثيرة .
وذلك لان الايمان إنما يكون بقدر العلم الذي به حياة القلب ، وهو نور
يحصل في القلب بسبب ارتفاع الحجاب بينه وبين الله جل جلاله الله ولي الذين
آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور (3) أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له
نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها (4)وليس العلم
بكثرة التعلم إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يريد أن يهديه .
وهذا النور قابل للقوة والضعف والاشتداد والنقص كسائر الانوار وإذا
تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا (5) وقل رب زدني علما (6)كلما ارتفع حجاب
ازداد نور ، فيقوى الايمان ويتكامل إلى أن ينبسط نور فينشرح صدره ، ويطلع
على حقائق الاشياء ، وتجلى له الغيوب ، ويعرف كل شئ في موضعه ، فيظهر له


(1)النساء : 136 .
(2)البقرة : 286 .
(3)البقرة : 257 .
(4)الانعام : 122 .
(5)الانفال : 2 .
(6)طه : 114 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه