بحار الأنوار ج69

عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أيوب النبي عليه السلام
حين دعا ربه : يا رب كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحدا ؟ فوعزتك
إنك تعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على
بدني ، قال : فنودي : ومن فعل ذلك بك يا أيوب ؟ قال : فأخذ التراب فوضعه على
رأسه ، ثم قال : أنت يارب(1).
37 عدة الداعي : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثلاث مهلكات : شح مطاع
وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وهو محبط للعمل ، وهو داعية المقت
من الله سبحانه(2).
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك .
وعن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يا داود
بشر المذنبين ، وانذر الصديقين ، قال : كيف ابشر المذنبين وانذر الصديقين ؟
قال : يا داود بشر المذنبين بأني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصديقين
أن يعجبوا بأعمالهم فانه ليس عبد يعجب بالحسنات إلا هلك وفي رواية اخرى
فانه ليس عبد ناقشته الحسنات إلا هلك .
وعن أبي جعفر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال الله تعالى : أنا أعلم بما
يصلح به أمر عبادي وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادته فيقوم من رقاده
ولذيد وساده ، فيجتهد ويتعب نفسه في عبادتي ، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين
نظرا مني له ، وإبقاء عليه ، فينام حتى يصبح ، فيقوم ماقتا لنفسه زاريا عليها ، ولو
اخلى بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب باعماله فيأتيه ما فيه
هلاكه لعجبه بأعماله ، ورضاه عن نفسه ، حتى يظن أنه قد فاق العابدين ، وجاز
في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك ، وهو يظن أنه تقرب إلي .
ومن طريق آخر رواه صاحب الجواهر بزيادة على هذا الكلام تتمة له :


(1)أمالي الطوسي ج 2 ص 275 .
(2)عدة الداعي : 172 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه