بحار الأنوار ج68

أبيه ، عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه في حروبه أن عليا
عليه السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه :
لاقتلن معاوية وأصحابه ، ثم قال : في آخر قوله : إنشاء الله يخفض به صوته
وكنت منه قريبا فقلت : ياأمير المؤمنين إنك حلفت على ماقلت ، ثم استثنيت فما
أردت بذلك ؟ فقال عليه السلام : إن الحرب خدعة وأنا عند أصحابي صدوق
فأردت أن اطمع أصحابي في قولي كيلا يفشلوا ولايفروا ، فافهم فانك تنتفع بها
بعد إنشاء الله(1)
17 - ثو : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن اليقطيني ، عن
عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن عجلان قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إن
العبد إذا صدق كان أول من يصدقه الله ونفسه تعلم إنه صادق ، وإذا كذب كان
أول من يكذبه الله ونفسه تعلم أنه كاذب(2)
18 - مص : قال الصادق عليه السلام : الصدق نورغير متشعشع إلافي عالمه
كالشمس يستضئ بها كل شئ يغشاه من غير نقصان يقع على معناها ، والصادق
حقا هوالذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق مالديه ، وهوالمعنى الذي لايسمع
معه سواه أو ضده مثل آدم عليه السلام صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم
ماهية الكذب في آدم عليه السلام قال الله عزوجل : ولم نجدله عزما (3)ولان
إبليس أبدع شيئا كان أول من أبدعه وهوغير معهود ظاهرا وباطنا فخسر هوبكذبه
على معنى لم ينتفع به من صدق آدم عليه السلام على بقاء الابد وأفاد آدم عليه السلام بتصديقه
كذبه بشهادة الله عزوجل بنفي عزمه عمايضاد عهده على الحقيقة ، على معنى
لم ينقص من اصطفائه بكذبه شيئا
فالصدق صفة الصادقين وحقيقة الصدق مايقتضي تزكية الله عزوجل لعبده


(1)تفسير القمى ص 419(2)ثواب الاعمال 162
(3)طه : 115

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه