بحار الأنوار ج79

ولو لا ذلك لما قال في كتابه(أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم
في الخيرات بل لا يشعرون)(1).
ولو لا ذلك لما جاء في الحديث : لو لا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر
عصابة من حديد لا يصدع رأسه أبدا ، ولو لا ذلك لما جاء في الحديث أن الدنيا
لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، ولو لا ذلك ما سقا كافرا منها شربة من ماء ، ولو
لا ذلك لما جاء في الحديث(لو أن مؤمنا على قلة جبل لا بتعث الله له كافرا أو
منافقا يؤذيه).
ولو لا ذلك لما جاء في الحديث أنه إذا أحب الله قوما أو أحب عبدا صب
عليه البلاء صبا ، فلا يخرج من غم إلا وقع في غم ، ولو لا ذلك لما جاء في الحديث
ما من جرعتين أحب إلى الله عزوجل أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من جرعة
غيظ كظم عليها وجرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء واحتساب .
ولو لا ذلك لما كان أصحاب رسول الله يدعون على من ظلمهم بطول العمر
وصحة البدن ، وكثرة المال والولد ، ولو لا ذلك ما بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان
إذا خص رجلا بالترحم عليه والاستغفار استشهد .
فعليكم يا عم وابن عم وبني عمومتي وإخوتي بالصبر والرضا والتسليم
والتفويض إلى الله عزوجل ، والرضا والصبر على قضائه ، والتمسك بطاعته ،
والنزول عند أمره . أفرغ الله علينا وعليكم الصبر وختم لنا ولكم بالاجر والسعادة
وأنقذكم وإيانا من كل هلكة بحوله وقوته ، إنه سميع قريب ، وصلى الله على
صفوته من خلقه ، محمد النبي وأهله بيته(2).
مسكن الفؤاد : بالسند الاول من السندين مثله .


(1)المؤمنون : 56 .
(2)كتاب اقبال الاعمال ص 578 581 وفي ط 49 51 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه