بحار الأنوار ج25

من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون " 40 " .
تفسير : " ما كان لبشر " قيل : تكذيب ورد على عبدة عيسى عليه السلام ، وقيل : إن
أبا رافع القرظي والسيد النجراني قالا : يامحمد أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا ؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : معاذ الله أن نعبد غير الله ، وأن نأمر بغير عبادة الله ، فما بذلك بعثني ولا
بذلك أمرني ، فنزلت .
وقيل : قال رجل : يارسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض ؟ أفلا نسجد
لك ؟ قال : لا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق
لاهله " ولكن كونوا " أي ولكن يقول : كونوا " ربانيين " الرباني منسوب إلى
الرب بزيادة الالف والنون كاللحياني ، وهو الكامل في العلم والعمل " بما كنتم " أي
بسبب كونكم معلمين الكتاب ، وكونكم دارسين له " ولا يأمركم " بالنصب عطفا على " ثم
يقول " ولا مزيدة لتأكيد النفي في قوله : " ما كان " أو بالرفع على الاستيناف أو الحال
" أيأمركم " أي البشر أو الرب تعالى .
" لا تغلوا في دينكم " باتخاذ عيسى إلها " إلا الحق " أي تنزيهه سبحانه عن
الصاحبة والولد " قد ضلوا من قبل " أي قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله " وضلوا عن سواء السبيل "
بعد مبعثه صلى الله عليه وآله لما كذبوه .
" قل الله خالق كل شئ " يدل على عدم جواز نسبة الخلق إلى الانبياء
والائمة عليهم السلام ، وكذا قوله تعالى : " هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ "
يدل على عدم جواز نسبة الخلق والرزق والاماتة والاحياء إلى غيره سبحانه وأنه
شرك .
أقول : دلالة تلك الايات على نفي الغلو والتفويض بالمعاني التي سنذكرها
ظاهرة ، والايات الدالة على ذلك أكثر من أن تحصى ، إذ جميع آيات الخلق ودلائل
التوحيد والايات الواردة في كفر النصارى وبطلان مذهبهم دالة عليه ، فلم نتعرض
لا يرادها وتفسيرها وبيان وجه دلالتها لرضوح الامر والله يهدي إلى سواء السبيل .
1 - كش : سعد عن الطيالسي عن ابن أبي نجران عن ابن سنان قال : قال

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه