بحار الأنوار ج44

الخصومة والقتال .
22 جا ، ما : المفيد ، عن محمد بن عمران المرزباني ، عن محمد بن أحمد
الحكيمي ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن سعيد بن يحيى ، عن يحيى بن سعيد ، عن
عبدالملك بن عمير اللخمي قال : قدم حارثة بن قدامة السعدي على معاوية ومع
معاوية على السرير الاحنف بن قيس والحباب المجاشعي فقال له معاوية : من أنت
قال : أنا حارثة بن قدامة قال : وكان نبيلا فقال له معاوية : ما عسيت أن تكون
هل أنت إلا نحلة .
فقال : لا تفعل يا معاوية ، قد شبهتني بالنحلة(1)وهي والله حامية اللسعة
حلوة البصاق ، ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب ، وما امية إلا تصغير أمة ، فقال
معاوية : لا تفعل قال : إنك فعلت ففعلت .
قال له : فادن اجلس معي على السرير ! فقال : لا أفعل ، قال : ولم ؟ قال :
لاني رأيت هذين قد أماطاك عن مجلسك فلم أكن لا شاركهما قال له معاوية : ادن
اسارك ، فدنا منه فقال : يا حارثة إني اشتريت من هذين الرجلين دينهما ، قال :
ومني فاشتر يا معاوية قال له : لا تجهر .
بيان : حامية اللسعة إما كناية عن عدم الشوك فيها ، وعدم التضرر بها
أو أنها لطولها يمكن التحرز عن المؤذيات بالصعود عليها ، أو أن ثمرها ينفع في
دفع السموم .


(1)النحلة : واحدة النحل بالفتح وهو ذباب العسل ، يقع على الذكر والانثى
والحامية من قولهم حمى النار حموا : اذا اشتد حرها فالنحلة شديد حر لسعتها ، حلوة
لعابها وهو العسل ، والمصنف قدس سره - لما قرأ الكلمة النخلة جرى
في بيانها على ما ستعرف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه