جوعا وعطشا ثم أذقته شربة من الماء لرأيت أني قد أسرفت(1).
20 تم : باسنادنا إلى هارون بن موسى التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن
محمد بن سالم بن جبهان ، عن عبدالعزيز ، عن الحسن بن علي ، عن سنان ، عن
عبدالواحد ، عن رجل ، عن معاذ بن جبل قال : قلت : حدثني بحديث سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وآله حفظته وذكرته في كل يوم من دقة ماحدثك به ، قال : نعم
وبكى معاذ فقلت : اسكت فسكت ثم نادى : بأبي وامي حدثني وأنا رديفه قال :
فبينا نسير إذ يرفع بصره إلى السماء فقال : الحمد لله الذي يقضي في خلقه ماأحب
قال : يا معاذ قلت : لبيك يارسول الله إمام الخير ونبي الرحمة ، فقال : احدثك
ماحدث نبي امته ، إن حفظته نفعك عيشك ، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت
حجتك عند الله .
ثم قال : إن الله خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السماوات ، فجعل في كل
سماء ملكا قد جللها بعظمته ، وجعل على كل باب منها ملكا بوابا ، فتكتب الحفظة
عمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسي ، ثم يرتفع الحفظة بعمله ، له نور كنور
الشمس حتى إذا بلغ سماء الدنيا ، فيزكيه ويكثره فيقول له : قف فاضرب بهذا
العمل وجه صاحبه أنا ملك الغيبة فمن اغتاب لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري أمرني
بذلك ربي .
قال : ثم يجيئ من الغد ومعه عمل صالح فيمر به ويزكيه ويكثره حتى
يبلغ السماء الثانية فيقول الملك الذي في السماء الثانية : قف فاضرب بهذا العمل
وجه صاحبه ، إنما أراد بهذا العمل غرض الدنيا أنا صاحب الدنيا لاأدع عمله
يتجاوزني إلى غيري .
قال : ثم يصعد بعمل العبد مبتهجا بصدقة وصلاة فتعجب الحفظة ويجاوزه
إلى السماء الثالثة فيقول الملك : قف فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه وظهره ، أنا
ملك صاحب الكبر ، فيقول : إنه عمل وتكبر فيه على الناس في مجالسهم ، أمرني
(1)تفسير الامام ص 152 ط 1268 ، وفي نسخة الكمبانى كما في الاصل رمز
تفسير العياشى وهو سهو ظاهر .