بحار الأنوار ج11

صالحا وأهله بياتا " ثم لنقولن لوليه " أي لذي رحم صالح إن سألنا عنه : " ما شهدنا
مهلك أهله " أي ما قتلناه ولا ندري من قتله " وإنا لصادقون " في هذا القول ، وإنهم دخلوا
على صالح ليقتلوه فأنزل الله سبحانه الملائكة فرموا كل واحد منهم بحجر حتى قتلوهم وسلم
صالح من مكرهم ، عن ابن عباس ، وقيل : نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم ليأتوا
صالحا فهجم عليهم الجبل " خاوية " أي خالية .(1)
" صاعقة العذاب الهون " أى ذي الهون وهو الذي يهينهم ويخزيهم ، وقد قيل : إن
كل عذاب صاعقة لان من يسمعها يصعق لها .(2)
" وفي ثمود " أي آية " إذ قيل لهم تمتعوا " وذلك أنهم لما عقروا الناقة قال لهم صالح :
تمتعوا ثلاثة أيام(3)" فأخذتهم الصاعقة " وهي الموت أو العذاب ، والصاعقة كل
عذاب مهلك .(4)
" فارتقبهم " أي انتظر أمر الله فيهم أو ما يصنعون " واصطبر " على ما يصيبك من الاذى
" قسمة بينهم " يوم للناقة ويوم لهم " كل شرب محتضر " أي كل نصيب من الماء يحضره
أهله " فنادوا صاحبهم " وهو قدار " فتعاطى " أي تناول الناقة بالعقر " صيحة واحدة " يريد
صيحة جبرئيل ، وقيل : الصيحة العذاب " كهشيم المحتظر " أي فصاروا كهشيم ، وهو
حطام الشجر المنقطع بالكسر(5)والرض الذي يجمعه صاحب الحظيرة الذي يتخذ
لغنمه حظيرة يمنعها من برد الريح ، وقيل : أي صاروا كالتراب الذي يتناثر من الحائط
وتصيبه الرياح فيتحظر مستديرا .(6)
" بالطاغية " أي اهلكوا بطغيانهم وكفرهم ، أو بالصيحة الطاغية وهي التي جاوزت
المقدار .(7)


(1)مجمع البيان 7 : 226 - 227 . م
(2)< < 9 : 9 . م
(3)في المصدر : ثلاثة ايام وهو قوله تمتعوا حتى حين فعتوا عن امر ربهم . م
(4)مجمع البيان 9 : 159 . م
(5)في نسخة : المتقطع بالكسر . م
(6)مجمع البيان 9 : 191 - 192 . م
(7)< < 10 : 343 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه