بحار الأنوار ج12

بهما إلى موضع الحجر فاستلم جبرئيل عليه السلام(الحجر خ ل)وأمرهما أن يستلما ، وطاف
بهما أسبوعا ، ثم قام بهما في موضع مقام إبراهيم فصلى ركعتين وصليا ، ثم أراهما المناسك
وما يعملانه فلما قضيا نسكهما(1)أمر الله عزوجل إبراهيم بالانصراف ، وأقام إسماعيل
وحده ما معه أحد غيره ،(2)فلما كان من قبل قابل أذن الله عزوجل لابراهيم في الحج
وبناء الكعبة وكانت العرب تحج إليه وكان ردما(3)إلا أن قواعده معروفة ، فلما صدر
الناس جمع إسماعيل الحجارة وطرحها في جوف الكعبة ، فلما أن أذن الله عزوجل في البناء
قدم إبراهيم فقال : يا بني قد أمرنا الله عزوجل ببناء الكعبة ، فكشفا عنها فإذا هو حجر
واحد أحمر ، فأوحى الله عزوجل إليه : ضع بناء‌ها عليه ، وأنزل الله عزوجل عليه أربعة
أملاك يجمعون له الحجارة فصار إبراهيم(4)وإسماعيل يضعان الحجارة والملائكة تناولهما
حتى تمت اثنا عشر ذراعا وهيئا له بابا يدخل منه ،(5)وبابا يخرج منه ، ووضع
عليه(6)عتبة وشريجا من حديد على أبوابه ، وكانت الكعبة عريانة ،(7)فلما ورد عليه
الناس أتى امرأة من حمير أعجبته جمالها ،(8)فسأل الله عزوجل أن يزوجها إياه وكان لها
بعل ،(9)فقضى الله عزوجل على بعلها الموت فأقامت بمكة حزنا على بعلها فأسلى الله(10)
عزوجل ذلك عنها وزوجها إسماعيل ، وقدم إبراهيم عليه السلام للحج وكانت امرأة موافقة(11)


(1)في الكافى : وما يعملان به ، فلما قضيا مناسكهما .
(2)في الكافى : ما معه أحد غير امه ; وهو الصحيح .
(3)في الكافى : وإنما كان ردما . والردم : ما يسقط من الحائط المتهدم .
(4)في الكافى : يجمعون اليه الحجارة ، فكان ابراهيم ا ه‍ .
(5)في الكافى : وهيئا له بابين : باب يدخل منه ا ه‍ .
(6)في الكافى : ووضعا عليه عتبة وشريجا ، وفى نسخة : وشرجا . العتبة : اسكفة الباب أى
خشبة الباب التى يوطا عليه . الشرج : العرى .
(7)في الكافى : هنا زيادة وهى هكذا : فصدر ابراهيم وقد سوى البيت وأقام اسماعيل .
(8)في الكافى : نظر إلى امرأة من حمير أعجبه جمالها .
(9)في الكافى : وهو عليه السلام لم يعلم أن لها زوجا .
(10)أسلاه عن عمه : كشفه عنه .
(11)في الكافى : موفقة ، أى وصلت إلى الكمال في قليل من السن .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه