بحار الأنوار ج28

له فان عمرك الله لسلموا هذا الامر إليك ، ولا يختلف عليك اثنان بعد هذا ألا و
أنت به خليق ، وله حقيق ، ولا تبعث الفتنة قبل أو ان الفتنة قد عرفت ما في قلوب
العرب وغيرهم عليك .
فقال أمير المومنين عليه السلام : يا معاشر المهاجرين والانصار الله الله لا تنسوا عهد
نبيكم إليكم في أمري ، ولا تخرجوا سلطان محمد من داره وقعر بيته إلى دوركم
وقعر بيوتكم ، وتدفعوا أهله عن حقه ومقامه في الناس ، يا معاشر الجمع إن الله
قضى وحكم ونبيه أعلم وأنتم تعلمون أنا أهل البيت أحق بهذا الامر منكم ،
أما كان منا القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله ، المضطلع بأمر الرعية ، والله
إنه لفينا لا فيكم ، فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا ، وتفسدوا قديمكم
بشر من حديثكم .
فقال بشير بن سعد الانصاري الذي وطأ الامر لابي بكر ، وقالت جماعة
الانصار : يا أبا الحسن لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك قبل الانضمام لابي
بكر ، ما اختلف فيك اثنان(1)فقال علي عليه السلام : ياهؤلاء أكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وآله
مسجى لا أواريه وأخرج أنازع في سلطانه ؟ والله ما خفت أحدا يسمو له وينازعنا
أهل البيت فيه ، ويستحل ما استحللتموه(2)ولا علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله ترك


(1)إلى هنا يتفق الرواية مع ما ذكره ابن قتيبة في الامامة والسياسة وابن أبي
الحديد نقلا عن الجوهرى مؤلف السقيفة .
(2)رواه في الامامة والسياسة 19 وزاد بعده : وخرج على كرم الله وجهه يحمل
فاكمة بنت رسول الله على دابة ليلا في مجالس الانصار تسألهم النصرة فكانوا يقولون : يا بنت
رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق الينا قبل ابى بكر
ما عدلنا به ، فيقول على : أفكنت أدع رسول الله في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس
سلطانه ؟ فقالت فاطمة : ما صنع أبوالحسن الا ماكان ينبغى له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم
وطالبهم .
وروى ابن ابى الحديد ج 2 ص 5 عن احمد بن عبدالعزيز الجوهرى باسناده عن(*)=

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه