بحار الأنوار ج65

أبي عبدالله عليه السلام قال : ما من مؤمن إلا وقد وكل الله به أربعة : شيطانا يغويه
يريد أن يضله ، وكافرا يقاتله ، ومؤمنا يحسده ، هو أشد هم عليه ، ومنافقا
يتبع عثراته(1).

بيان : يريد أن يضله بيان ليغويه لئلا يتوهم أنه يقبل إغواء‌ه ويؤثر
فيه ، بل إنما ابتلاؤه به بسبب أنه يوسوسه وهو يشتغل بمعارضته ، وقد مر أن
الشيطان يحتمل الجن والانس والاعم ، وكافرا يقاتله وفي بعض النسخ يغتاله
وفي المصباح غاله غولا من باب قال : أهلكه ، واغتاله قتله على غرة ، والاسم
الغيلة بالكسر يتبع كيعلم أو على بناء الافتعال ، أي يتفحص ويتطلب عثراته أي
معاصيه التي تصدر عنه أحيانا على الغفلة وعيوبه .
13 - كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن شمر
عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إذا مات المؤمن خلي على جيرانه
من الشياطين عدد ربيعة ومضر ، كانوا مشتغلين به(2).
بيان : خلي على جيرانه على بناء المعلوم والاسناد مجازي لان موته
صار سببا لاشتغال شياطينه بجيرانه ، أو هو على بناء المجول ، والتعدية بعلى ، لتضمين
معنى الاستيلاء أي ترك على جيرانه أو خلي بين الشياطين المشتغلين به أيام حياته و
بين جيرانه ، والحاصل أن الشياطين كانوا مشغولين بإضلاله ووسوسته ، لان إضلاله
كان أهم عندهم ، أو بايذائه وحث الناس عليه ، فاذا مات تفرقوا على جيرانه
لا ضلالهم أو إيذائهم ، وقيل : الباء للسببية وضمير كانوا إما راجع إلى الشياطين
أو الجيران ، أي كان الشياطين ممنوعين عن إضلال الجيران بسببه ، لانه كان يعظهم
ويهديهم ، أو كان الجيران ممنوعين عن المعاصي بسببه ، وكأنه دعاه إلى ذلك
قال الجوهري : يقال : شغلت بكذا على مالم يسم فاعله ، واشتغلت . ولا يخفى ما
فيه و ربيعة كقبيلة و مضر كصرد قبيلتان عظيمتان من العرب يضرب بهما
المثل في الكثرة ، وهما في النسب ابنا نزار بن معد بن عدنان ، ومضر الجد السابع


(1 و 2)المصدر ج 2 ص 251 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه