بحار الأنوار ج50

قصاف عزاف ، يأكل ويشرب ويعشق ويتجالع فأحضره وأشهره فان الخبر يشيع
عن " ابن الرضا " بذلك ، ولا يفرق الناس بينه وبين أخيه ، ومن عرفه اتهم أخاه
بمثل فعاله .
فقال : اكتبوا بإشخاصه مكرما ، فتقدم المتوكل أن
يتلقاه جميع بني هاشم والقواد وسائر الناس وعمل على أنه إذا رآه أقطعه قطيعة
وبنى له فيها ، وحول إليه الخمارين والقيان ، وتقدم لصلته وبره ، وأفرد له
منزلا سريا أن يصلح أن يزوره هو فيه .
فلما وافى موسى تلقاه أبوالحسن عليه السلام في قنطرة وصيف ، وهو موضع يتلقى
فيه القادمون ، فسلم عليه ووفاه حقه ، ثم قال له : إن هذا الرجل قد أحضرك
ليهتكك ويضع منك ، فلا تقرله أنك شربت نبيذا واتق الله يا أخي أن ترتكب
محظورا ، فقال له موسى : إنما دعاني لهذا فما حيلتي ؟ قال : ولا تضع من قدرك
ولا تعص ربك ، ولا تفعل ما يشينك ، فما غرضه إلا هتكك . فأبى عليه موسى ، وقرر
عليه أبوالحسن عليه السلام القول والوعظ وهو مقيم على خلافه ، فلما رأى أنه لا يجيب
قال عليه السلام له : أما إن المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه ، لا تجتمع عليه أنت
وهو أبدا .
قال : فأقام موسى ثلاث سنين يبكر كل يوم إلى باب المتوكل فيقال :
قد تشاغل اليوم ، فيروح فيبكر فيقال له قد سكر ، فيبكر فيقال له : قد شرب دواء
فمازال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ، ولم يجتمع معه على شراب(1).
بيان : " القصف " اللهو واللعب ، والمعازف الملاهي ومرأة جالعة أي قليلة
الحياء تتكلم بالفحش ، وكذلك الرجل جلع وجالع ، ومجالعة القوم مجاوبتهم
بالفحش ، وتنازعهم عند الشرب والقمار ، وفي بعض النسخ بالخاء‌المعجمة وهو أيضا
كناية عن قلة الحياء .


(1)الارشادص 312 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه