بحار الأنوار ج50

من أبواب الله عزوجل وفيه آخر خير من هذا كله .
فقال له أبي : وماهي ؟ فقال : يخرج الله منه غوث هذه الامة وغياثها وعلمها
ونورها خيرمولود وخير ناشئ يحقن الله به الدماء ويصلح به ذات البين ويلم به
الشعث به الصدع ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به
الخائف ، وينزل الله به القطر ، ويرحم به العباد ، خير كهل وخيرناشئ ، قوله
حكم وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه ، ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه
فقال له أبي : بأبي أنت وامي ما يكون له ولد بعده ؟ فقال : نعم ، ثم قطع الكلام .
قال يزيد : فقلت له : بأبي أنت وامي فأخبرني أنت بمثل ما أخبرنا به أبوك
فقال لي : نعم إن أبي عليه السلام كان في زمان ليس هذا الزمان مثله ، فقلت له : من
يرضى بهذا منك فعليه لعنة الله ، قال : فضحك أبوإبراهيم عليه السلام ثم قال : اخبرك
يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلا ن ، وأشركت معه بني في
الظاهر ، وأوصيته ، في الباطن وأفردته وحده ، ولوكان الامر إلي لجعلته في
القاسم لحبى إياه ، ورقتي عليه ولكن ذاك إلى الله يجعله حيث يشاء ، ولقد جاء ني
بخبره رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ارانيه وأراني من يكون بعده ، وكذلك نحن لا نوصي
إلى أحد منا حتى يخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وجدي علي بن أبي طالب عليه السلام .
ورأيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله خاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة فقلت : ماهذا
يا رسول الله ؟ فقال لي : أما العمامة فسلطان الله ، وأما السيف فعز الله ، وأما الكتاب
فنور الله ، وأما العصافقوة الله ، وأما الخاتم فجامع هذه الامور ، ثم قال والامر
قد خرج منك إلى غيرك ، فقلت : يا رسول الله أرنيه أيهم هو ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
ما رأيت من الائمة أحدا أجزع على فراق هذا الامر منك ، ولو كانت بالمحبة لكان
إسماعيل أحب إلى أبيك منك ، ولكن ذاك إلى الله عزوجل .
ثم قال أبوإبراهيم عليه السلام : ورأيت ولدي جميعا الاحياء منهم والاموات
فقال لي أمير المؤمنين عليه السلام : هذا سيدهم ، أشار إلى ابني علي فهو مني وأنا منه
والله مع المحسنين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه