بحار الأنوار ج11

أثمن لك ، قال : لا أمتعك ولا أسومك دع عنك ذكرها ، فغضب الملك عند ذلك وأسف
وانصرف إلى أهله وهو مغموم مفكر في أمره ، وكانت له امرأة من الازارقة(1)وكان بها
معجبا يشاورها في الامر إذا نزل به ، فلما استقر في مجلسه بعث إليها ليشاورها في أمر
صاحب الارض فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب ، فقالت له : أيها الملك ما الذي دهاك(2)
حتى بدا الغضب في وجهك قبل فعلك(3)فأخبرها بخبر الارض وما كان من قوله لصاحبها
ومن قول صاحبها له فقالت : أيها الملك إنما يغتم ويأسف(4)من لا يقدر على التغيير والانتقام
وإن كنت تكره أن تقتله بغير حجة فأنا أكفيك أمره واصير أرضه بيدك بحجة لك فيها
العذر عند أهل مملكتك ، قال : وماهي ؟ قالت : أبعث إليه أقواما من أصحابي أزراقة حتى يأتوك
به فيشهدوا عليه عندك إنه قد برئ من دينك فيجوز لك قتله وأخذ أرضه ، قال : فافعلي ذلك
قال : فكان لها أصحاب من الازارقة على دينها يرون قتل الرافضة من المؤمنين ، فبعثت إلى
قوم منهم فأتوهم فأمرتهم أن يشهدوا على فلان الرافضي عند الملك أنه قد برئ من دين
الملك فشهدوا عليه أنه قد برئ من دين الملك فقتله واستخلص أرضه ، فغضب الله للمؤمن
عند ذلك فأوحى الله إلى إدريس عليه السلام أن ائت عبدي هذا الجبار فقل له : أما رضيت أن
قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك فأحوجت عياله من بعده و
أجعتهم ؟ أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل ، ولاسلبنك ملكك في العاجل ، ولاخربن
مدينك ، ولا ذلن عزك ، ولا طعمن الكلاب لحم امرأتك ، فقد غرك يا مبتلى حلمي عنك .
فأتاه إدريس عليه السلام برسالة ربه وهو في مجلسه وحوله أصحابه . فقال : أيها الجبار إني
رسول الله إليكم(5)وهو يقول لك : أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت
أرضه خالصة لك ، وأحوجت عياله من بعده وأجعتهم ؟ أما وعزتي لانتقمن له منك في
الآجل ، ولاسلبنك ملك في العاجل ، ولاخربن مدينتك ، ولاذلن عزك ، ولا طعمن


(1)أى كانت بصفة الازارقة ، فلما أن الازارقة يرون غير أهل نحلتهم مشركا ويستحلون دمه
وأمواله فكذلك هذه المرأة ، والازارقة فرقة من الخوارج .
(2)دهى فلانا : أصابه بداهية . والداهية : الامر العظيم .
(3)في نسخة : قبل ايقاعك .
(4)في المصدر : يغتم ويهتم به(ويأسف خ). م
(5)في نسخة : اتى رسول الله إليك(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه