بحار الأنوار ج64

فلا يحتاج إلى ما قيل : إن الظاهر أنه كان من النبيين ، لان الصنف الاول
إما نبي ، أو صديق ، أو شهيد ، أو صالح ، والصنف الثاني ، يكون مع هؤلاء
بشفاعتهم ، " زلت به قدم " كأن الباء للتعدية ، أي أزلته قدم وإقدام على المعصية
وقيل : الباء للسببية أي زلت بسببه قدمه ، أي فعله عمدا من غير نسيان وإكراه
و " كيفما " مركب من " كيف " للشرط نحو كيف تصنع أصنع ، و " ما " زائدة
للتأكيد .
وفي النهاية : يقال : كفأت الاناء ، وأكفأته : إذا كببته ، وإذا أملته ، وفي
القاموس : كفأه كمنعه : صرفه وكبه وقلبه ، كأكفأه واكتفأه ، وانكفأ : رجع
ولونه تغير(1).
3 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن مهران ، عن يونس بن يعقوب
عن أبي مريم الانصاري ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين
فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان ، فقال : الاخوان صنفان : إخوان
الثقة ، وإخوان المكاشرة :
فأما إخوان الثقة : فهم الكف والجناح ، والاهل والمال ، فاذا كنت من
أخيك على حد الثقة ، فابذل له مالك وبدنك ، وصاف من صافاه ، وعاد من عاداه
واكتم سره وعيبه ، وأظهر منه الحسن ، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت
الاحمر .
وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم ، فلا تقطعن ذلك منهم ، ولا
تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه ، و
حلاوة اللسان(2).
بيان : " الاخوان صنفان " المراد بالاخوان : إما مطلق المؤمنين ، فإن
المؤمنين إخوة ، أو المؤمنين الذين يصاحبهم ويعاشرهم ، ويظهرون له المودة والاخوة


(1)القاموس : ج 1 : 26 .
(2)الكافى ج 2 : 248 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه