بحار الأنوار ج43

وقال لها : احلقي رأسه وتصدقي بوزن الشعر فضة ففعلت ذلك ، وكان وزن شعره
يوم حلقه درهما ، وشيئا ، فتصدقت به فصارت العقيقة ، والتصدق بزنة الشعر ، سنة
مستمرة ، بما شرعه النبي صلى الله عليه واله في حق الحسن عليه السلام ، وكذا اعتمد في حق
الحسين عليه السلام عند ولادته ، وسيأتي ذكره إنشاء الله تعالى .
وروى الجنابذي أن عليا سمى الحسن حمزة والحسين جعفرا فدعا
رسول الله صلى الله عليه واله عليا وقال له : قد امرت أن اغير اسم ابني هذين قال : فماشاء
الله ورسوله ، قال : فهما الحسن والحسين .
ويظهر من كلامه أنه بقي الحسن عليه السلام مسمى حمزة إلى حين ولد الحسين
وغيرت أسماؤهما عليهما السلام وقتئذ وفي هذا نظر لمتأمله أو يكون قد سمي الحسن وغيره
ولما ولد الحسين وسمي جعفرا غيره ، فيكون التسمية في زمانين والتغيير كذلك .
وكنيته أبومحمد لا غير ، وأما ألقابه فكثيرة : التقي والطيب والزكي والسيد
والسبط والولي كل ذلك كان يقال له ويطلق عليه وأكثر هذه الالقاب شهرة التقي
لكن أعلاها رتبة وأولاها به ما لقبه به رسول الله صلى الله عليه واله حيث وصفه به خصه بأن
جعله نعتا له فانه صح النقل عن النبي صلى الله عليه واله فيما أورده الائمة الاثبات والروات
الثقات أنه قال : ابني هذا سيد ، فيكون أولى ألقابه : السيد .
وقال ابن الخشاب : كنيته أبومحمد وألقابه : الوزير والتقي والقائم والطيب
والحجة والسيد والسبط والولي .
وروى مرفوعا إلى ام الفضل قالت : قلت : يا رسول الله صلى الله عليه واله رأيت في المنام
كأن عضوا من أعضائك في بيتي قال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن
قثم فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم .
وروى مرفوعا إلى علي عليه السلام قال : حضرت ولادة فاطمة عليها السلام قال رسول
الله صلى الله عليه واله لاسماء بنت عميس وام سلمة : احضراها فاذا وقع ولدها واستهل فأذنا
في اذنه اليمنى وأقيما في اذنه اليسرى فانه لا يفعل ذلك بمثله إلا عصم من الشيطان
ولا تحدثا شيئا حتى آتيكما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه