بحار الأنوار ج78

وما ذاك ؟ فقالت اسألك : أن لا يصلي علي أبوبكر ولا عمر ، وماتت من ليلتها ، فدفنها
قبل الصباح .
فجاء‌ا حين أصبحا ، فقالا : لا تترك عداوتك يا ابن ابي طالب أبدا ، ماتت
بنت رسول الله فلم تعلمنا ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لئن لم ترجعا لافضحنكما !
قالهاثلاثا ، فلما قال انصرفوا .
14 ومنه : عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : لما حضرت فاطمة
الوفاة كانت قد ذابت من الحزن ، وذهب لحمها ، فدعت أسماء بنت عميس وقال
أبوبصير في حديثه عن أبي جعفر عليه السلام : أنها دعت أم أيمن فقالت : يا أم أيمن
اصنعي لي نعشا يواري جسدى ، فاني قد ذهب لحمي ، فقالت لها : يا بنت رسول
الله صلى الله عليه وآله الا أريك شيئا يصنع في أرض الحبشة ، قالت فاطمة : بلى ، فصنعت لها
مقدار ذراع من جرايد النخل ، وطرحت فوق النعش ثوبا فغطاه ، فقالت فاطمة عليها السلام
سترتيني سترك الله من النار .
قال الفرات بن أحنف في حديثه : قال أبوجعفر عليه السلام : وذلك النعش أول
نعش عمل على جنازة امرء‌ة في الاسلام .
15 ومنه : عن أبي جعفر عليه السلام قال دفن أمير المؤمنين عليه السلام فاطمة بنت
محمد صلوات الله عليهم بالبقيع ، ورش ماء حول تلك القبور لئلا يعرف القبر ، و
بلغ أبا بكر وعمر أن عليا دفنها ليلا ، فقالا له : فلم لم تعلمنا ؟ قال : كان الليل
وكرهت أن أشخصكم ، فقال له عمر : ما هذا ، ولكن شحناء في صدرك ، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام : أما إذا أبيتما فانها استحلفتني بحق الله وحرمة رسوله وبحقها
علي أن لا تشهدا جنازتها .
16 ومنه : عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قالت : أوصت فاطمة عليها السلام
أن لا يصلي عليها أبوبكر ولا عمر ، فلما توفيت أتاه العباس فقال : ما تريد أن
تصنع ؟ قال أخرجا ليلا ، قال : فذكر كلمة خوفه بها العباس منهما ، قال :
فاخرجها ليلا فدفنها ورش الماء على قبرها ، قال : فلما صلى أبوبكر الفجر ، التفت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه