بحار الأنوار ج16

الخاتم ، والخاتم حكاه كعب الاحبار ، وقال تغلب : فالخاتم الذي ختم الانبياء(1)، و
الخاتم أحسن الانبياء خلقا وخلقا ، ويسمى بالسريانية مشفح والمتخمنا(2)، واسمه
أيضا في التوراة أحيد ، روي ذلك عن ابن سيرين ، ومعنى صاحب القضيب أي السيف ، وقع
ذلك مفسرا في الانجيل ، قال : معه قضيب من حديد يقاتل به ، وامته كذلك ، وقد يحمل
على أنه القضيب الممشوق الذي كان يمسكه ، وأما الهراوة فهي العصا ، وأراها العصا
المذكورة في حديث الحوض ، وأما التاج فالمراد به العمامة ، ولم يكن حينئذ إلا للعرب ،
والعمائم تيجان العرب ، وكانت كنيته المشهورة أبا القاسم ، وعن أنس أنه لما ولد له إبراهيم
جاء جبرئيل عليه السلام فقال له : السلام عليك يا أبا إبراهيم(3).
65 - ع : العطار ، عن سعد ، عن عبدالله بن عامر ، عن ابن أبي نجران ، عن يحيى
الحلبي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل عن قول الله عزوجل : " واوحي إلي
هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ " قال : بكل لسان(4).
ير : عبدالله بن عامر(5).
بيان : اختلف في قوله تعالى : " ومن بلغ " فقيل : المعنى ولا خوف به من بلغه
القرآن إلى يوم القيامة ، وروى الحسن في تفسيره عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : من بلغه أني
أدعو إلى أن لا إله إلا الله فقد بلغه ، يعني بلغته الحجة ، وقامت عليه ، وسيأتي الاخبار
الكثيرة في أن معناه ومن بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر
به رسول الله صلى الله عليه واله ، وأما هذا الخبر فلعله عليه السلام حمله على أحد المعنيين الاولين ، والتقدير
لانذر به من بلغه القرآن من أهل كل لسان ، ولا يختص بالعرب ، أو لانذر كل من
بلغه دعوتي بلغتهم ، واكلمهم بلسانهم ، وهو أظهر ، والله يعلم .
66 - ع : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، ومحمد البرقي ،


(1)في المصدر : ختم به الانبياء .
(2)في المصدر : المنحمنا .
(3)شرح الشفا 1 : 485 - 500 .
(4)علل الشرائع : 53 .
(5)بصائر الدرجات : 62 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه