بحار الأنوار ج66

في النفس انتهى .
وأقول : إذا اكتفي في الايمان بالظن الحاصل من التقليد أو غيره ، فلاريب
في أنه يجوز تبدل الايمان بالكفر ، وإن اشترط فيه العلم القطعي ففي جواز زواله
إشكال ، ولما لم يقم دليل تام على عدم الجواز مع أن ظواهر الايات والاخبار
تدل على الجواز ، فالجواز أقوى مع أن كثيرا ما يعرض للانسان أنه يقطع بأمر
بحيث لايحتمل عنده خلافه ، ثم يتزلزل لشبهة قوية تعرض له ، والقول بأنه ظن
قوي يتوهم قطعا بعيد ، نعم إن اعتبر في الايمان اليقين ، وفسر بأنه اعتقاد جازم
ثابت مطابق للواقع يمتنع زواله ، فبعد زواله انكشف أنه لم يكن مؤمنا لكن اعتبار
ذلك أول الكلام ، وقد شرحنا الخبر في مرآة العقول وحققنا ذلك بوجه آخر
فان أردت الاطلاع عليه فارجع إليه .
2 - سن : عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : إن الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر ، ومن لم يدر الامر
الذي هو عليه مقيم أنفع هو له أم ضرر ، قال : قلت : فبما يعرف الناجي ؟ قال :
من كان فعله لقوله موافقا فاثبت له الشهادة بالنجاة ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا
فانما ذلك مستودع(1).
كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان مثله إلى قوله فبما
يعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك إلى قوله فاثبتت له الشهادة(2).
بيان :(إن الحسرة والندامة والويل)الحسرة اسم من حسرت على الشئ
حسرا من باب تعب وهي التلهف والتأسف على فوات أمر مرغوب ، والندامة الحزن
على فعل شئ مكروه ، والويل العذاب ، وواد في جهنم يعني هذا كله لمن لم ينتفع
بما أبصره وعلمه من العقائد والاحكام والاعمال والاخلاق والاداب ، وعدم الانتفاع
بها بأن لايعمل بمقتضى علمه بها ، ولم يدر ما الامر الذي هو عليه مقيم من العقائد


(1)المحاسن ص 252 .
(2)الكافى ج 2 : 419 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه