بحار الأنوار ج36

" هو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " كذا نزلت . وقال علي بن
إبراهيم في قوله : " والذين آمنوا وعلموا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار
والمقداد ، لمن ينقضوا العهد " وآمنوا بما نزل على محمد " أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله
" وهو الحق " يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه " من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح
بالهم " أي حالهم ، ثم ذكر أعمالهم فقال : " ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل " وهم
الذين اتبعوا أعداء أمير المؤمنين عليه السلام(1)، " وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من
ربهم " .
قال : وحدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال : في سورة محمد آية
فينا وآية في عدونا ، والدليل على ذلك قوله : " كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا
لقيتم الذين كفرا فضرب الرقاب " إلى قوله : " لانتصر منهم " فهذا السيف الذي هو على
مشركي العجم(2)من الزنادقة ومن ليس معه الكتاب من عبدة النيران والكواكب ،
وقوله : " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب " فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول الله صلى الله عليه وآله
والامام بعده(3)" والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم
ويدخلهم الجنة عرفها لهم " أي وعدها إياهم وداخرها لهم(4)" ليبلوا بعضكم ببعض "
أي يختبر ، ثم خاطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا
الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ثم قال : " والذين كفروا فتسعا لهم وأضل أعمالهم ذلك
بأنهم كرهوا ما أنزل الله " في علي " فأحبط أعمالهم " حدثنا جعفر بن أحمد قال : حدثنا
عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد فضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا : ذلك بأنهم كرهوا ما
أنزل الله في علي ، إلا أن كشط الاسم " فأحبط أعمالهم " .


(1)في المصدر : اعداء آل محمد وأمير المؤمنين عليهما السلام .
(2)= = : لموالى على على مشركى العجم .
(3)= = : من بعده .
(4)= = : وأذخرها لهم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه