بحار الأنوار ج22

عنك الحرج وهو الضيق والاثم " وكان الله غفورا " لذنوب عباده " رحيما " بهم
أو بك في رفع الحرج عنك(1).
" ترجي من تشاء " نزلت حين غار بعض امهات المؤمنين على النبي صلى الله عليه وآله و
طلب بعضهن زيادة النفقة فهجرهن شهرا حتى نزلت آية التخيير ، فأمره الله أن
يخيرهن بين الدنيا والآخرة ، وأن يخلي سبيل من اختار الدنيا ، ويمسك من
اختار الله تعالى ورسوله على أنهن امهات المؤمنين ولا ينكحن أبدا ، وعلى أنه
يؤوي من يشاء منهن ، ويرجي من يشاء منهن ويرضين به قسم لهن أو لم يقسم
او قسم لبعضهن ولم يقسم لبعضهن ، أو فضل بعضهن على بعض في النفقة والقسمة و
العشرة ، أو سوى بينهن ، والامر في ذلك إليه ، يفعل ما يشاء ، وهذا من خصائصه
فرضين بذلك كله واخترنه على هذا الشرط ، فكان صلى الله عليه وآله يسوي بينهن مع هذا إلا
امرأة منهن أراد طلاقها وهي سودة بنت زمعة فرضيت بترك القسم ، وجعلت يومها
لعايشة ، عن ابن زيد وغيره ، وقيل : لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن :
يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا ، فنزلت الآية ، و
كان ممن أرجى منهن سودة وصفية وجويرية وميمونة وام حبيب ، فكان يقسم
لهن ما شاء كما شاء ، وكان ممن آوى إليه عايشة وحفصة وام سلمة وزينب ، وكان يقسم
بينهن على السواء ، لا يفضل بعضهن على بعض عن ابن رزين " ترجي " أي تؤخر
" من تشاء " من أزواجك " وتؤوي " أي تضم " إليك من تشاء " منهن ، واختلف
في معناه على أقوال : أحدها : أن المراد تقدم من تشاء من نسائك في الايواء وهو
الدعاء إلى الفراش ، وتؤخر من تشاء في ذلك ، وتدخل من تشاء في القسم ، و
لا تدخل من تشاء ، عن قتادة ، قال : وكان صلى الله عليه وآله يقسم بين أزواجه ، وأباح الله له
ترك ذلك .
وثانيها : أن المراد تعزل من تشاء منهن بغير طلاق ، وترد إليك من تشاء
منهن بعد عزلك إياها بلا تجديد عقد ، عن مجاهد والجبائي وأبي مسلم .


(1)مجمع البيان 8 : 364 و 365 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه