بحار الأنوار ج8

فيضر بانه ضربة فلا يبقى في المشرق ولا في المغرب شئ إلا سمع صيحته إلا الجن والانس ،
قال : فمن شدة صيحته يلوذ الحيتان بالطين وينفرالوحش في الخياس ،(1)ولكنكم
لا تعلمون .
قال : ثم يسلط الله عليه حيتين سوداوين رزقاوين يعذبانه بالنهار خمس ساعات
وبالليل ست ساعات ، لانه كان يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله ، فبعدا لقوم لا
يؤمنون ، قال : ثم يسلط الله عليه ملكين أصمين أعمين(أعميين خ ل)معهما مطرقتان من
حديد من نار يضربانه فلا يخطئانه(يخبطانه خ ل)ويصيح فلا يسمعانه إلى يوم القيامة ،
فإذا كانت صيحة القيامة اشتعل قبره نارا فيقول : لي الويل إذا اشتعل قبري نارا ، فينادي
مناد : ألا الويل قددنا منك والهوان ،(2)قم من نيران القبر إلى نيران لا يطفأ ، فيخرج
من قبره مسودا وجهه مزرقة عيناه ، قد طال خرطومه ، وكسف باله ، منكسا رأسه ،
يسارق النظر ، فيأتيه عمله الخبيث فيقول : والله ماعلمتك إلا كنت عن طاعة الله مبطئا ،
وإلى معصيته مسرعا ، قد كنت تركبني في الدنيا فأنا اريد أن أركبك اليوم كما كنت
تركبني وأقودك إلى النار ، قال : ثم يستوي على منكبيه فرحل(فيركل ظ)قفاه حتى
ينتهي إلى عجزة جهنم ، فإذا نظر إلى الملائكة قدا ستعدواله بالسلاسل والاغلال قد
عضوا على شفاههم من الغيظ والغضب فيقول : ياويلتى ليتني لم اوت كتابيه وينادي
الجليل : جيئوا به إلى النار ، فصارت الارض تحته نارا ، والشمس فوقه نارا ، وجاء‌ت
نار فأحدقت بعنقه ، فنادى وبكى طويلا يقول : واعقباه قال : فتكلمه النار فتقول :
أبعدالله عقبيك مما أعقبتا في طاعة الله(3)قال ثم تجئ صحيفته تطير من خلف ظهره
فتقع في شماله ، ثم يأتيه ملك فيثقب(فيقلب خ ل)صدره إلى ظهره ، ثم يفتل شماله
إلى خلف ظهره .


(1)الخياس : الشجر الملتف . غابة الاسد .
(2)في نسخة : الويل قددنى منك والهوان .
(3)في هامش نسخة المصنف بخطه : عقبا ممتا أعقبت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه