1 - ف(1): وصيته عليه السلام لعبدالله بن جندب(2)روي أنه عليه السلام قال : يا
عبدالله لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها إلا أولياءنا ، ولقد جلت
الاخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا ، ثم قال : آه آه على قلوب حشيت
نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الارقم(3)والعدو الاعجم(4)أنسوا
بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون ، أولئك أوليائي حقا ، وبهم تكشف كل
فتنة وترفع كل بلية .
يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة
على نفسه فيكون محاسب نفسه ، فان رأى حسنة استزاد منها . وإن رأى سيئة
استغفر منها لئلا يخزي يوم القيامة . طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من -
*(الحامش)*(1)التحف ص 301 .
(2)بضم الكاف وسكون النون وفتح الدال . هو عبدالله بن جندب البجلى الكوفى ثقة
جليل القدر من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وانه من المخبتين وكان وكيلا
لابى ابراهيم وأبى الحسن عليهما السلام . كان عابدا رفيع المنزلة لديهما على ما ورد في
الاخبار . ولما مات رحمه الله قام مقامه على بن مهزيار .
(3)حشيت أى ملات . والشجاع - بالكسر والضم - : الحية العظيمة التى تواثب
الفارس وربما قلعت رأس الفارس وتكون في الصحارى ويقوم على ذنبه . والارقم : الحية
التى فيها سواد وبياض وهو أخبث الحيات ، ويحتمل أن يكون الشجاع الاقرع وهو حية قد
تمعط شعر رأسها لكثرة سمها .
(4)الاعجم الدابة وسميت به لانها لا تتكلم . وكل من لا يقدر على الكلام أو لا
يفهم الكلام فهو أعجم .