بحار الأنوار ج23

الطريقة في هذا الخبر وحمله كل منهم على ما يوافق طريقته ومذهبه ، دل ذلك
على صحة ما ذكرناه .
فإن قيل : فما المراد بالعترة فإن الحكم متعلق بهذا الاسم الذي لابد من
بيان معناه ؟
قلنا : عترة الرجل في اللغة : هم نسله كولده وولد ولده ، وفي أهل اللغة من
وسع ذلك فقال : إن عترة الرجل هم أدنى قومه إليه في النسب ، فعلى القول الاول
يتناول ظاهر الخبر وحقيقته الحسن والحسين وأولادهما عليهم السلام ، وعلى القول الثاني
يتناول من ذكرناه ، ومن جرى مجراهم في الاختصاص بالقرب من النسب ، على
أن الرسول قد قيد القول بما أزال به الشبهة ، وأوضح القول(1)بقوله : " عترتي
أهل بيتي " فوجه الحكم إلى من استحق هذين الاسمين ، ونحن نعلم أن من يوصف
من عترة الرجل بأنهم أهل بيته هو ما قدمنا ذكره من أولاده وأولاد أولاده ، و
من جرى مجراهم في النسب القريب ، على أن الرسول عليه السلام قد بين من يتناوله
الوصف بأنه من أهل البيت ، وتظاهر الخبر بأنه صلى الله عليه وآله جمع أمير المؤمنين وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام في بيته وجللهم بكسائه ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فنزلت الآية(2)فقالت ام سلمة : " يا
رسول الله ألست من أهل بيتك ؟ فقال : لا ، ولكنك على خير " فخص هذا الاسم
بهؤلاء ، دون غيرهم ، فيجب أن يكون الحكم متوجها إليهم وإلى من الحق بهم
بالدليل ، وقد أجمع كل من أثبت فيهم هذا الحكم أعني وجوب التمسك والاقتداء
على أن أولادهم في ذلك يجرون مجراهم ، فقد ثبت توجه الحكم إلى الجميع .
فإن قيل : على بعض(3)ما أوردتموه يجب أن يكون أمير المؤمنين عليه السلام ليس
من العترة إن كانت العترة مقصورة على الاولاد وأولادهم(4)؟


(1)في المصدر : واوضح الامر .
(2)راجع الاحزاب 33 .
(3)في المصدر : فان قيل : فعلى بعض .
(4)في المصدر : على الاولاد وأولاد أولادهم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه