بحار الأنوار ج38

ابن أبي طالب عليه السلام قال : ائذن له ، فلما دخل قال له : يا علي إني قد دعوت الله ثلاث
مرات أن يأتيني بأحب خلقه إليه وإلي أن يأكل معي هذا الطير ولو لم تجئني في
الثالثة لدعوت الله باسمك أن يأتيني بك ، فقال : يا رسول الله إني قد جئت ثلاث مرات
كل ذلك يردني أنس ويقول : رسول الله عنك مشغول ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله :
ما حملك على هذا ؟ قلت : أحببت أن يكون رجلا من قومي ! فرفع علي يده إلى السماء
فقال اللهم ارم أنسا بوضح لا يستره من الناس وفي رواية : لا تواريه العمامة(1)ثم
كشف العمامة عن رأسه فقال : هذه دعوة علي هذه دعوة علي(2).
لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن أبي هدبة(3)قال : رأيت أنس بن مالك معصوبا
بعصابة ، فسألته عنها فقال : هي دعوة علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت له : وكيف كان ذلك(4)؟
وساق الحديث مثل ما مر ، وفي بعض النسخ : فلما كان يوم الدار استشهدني(5)علي
عليه السلام فكتمته فقلت : إني انسيته ، فرفع(6)علي يده إلى آخر الخبر(7).
5 قب : إنه عليه السلام كان أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله لوجوه : منها قوله
صلى الله عليه وآله :(اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر)
ومنها قوله صلى الله عليه وآله :(لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)
ومنها(ادعو إلي خليلي)فدعوا لفلان وفلان(8)فأعرض . فإذا ثبت أن عليا عليه السلام
كان أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله فلا يجوز لغيره أن يتقدم عليه ، وقد قال الله تعالى :


(1)المستفاد من روايات الباب أن دعاء‌ه عليه السلام على أنس كان يوم الشورى حين استشهده
فكتمه ، وكأن في الرواية سقطا .
(2)مناقب آل أبى طالب 1 : 435 و 436 وذكرت الجملة الاخيرة فيه مرة واحدة .
(3)بالباء الموحدة كما في اسد الغابة .
(4)في المصدر : وكيف يكون ذلك ؟ .
(5)في المصدر : يستشهدنى .
(6)في المصدر : انى نسيته : قال : رفع اه‍ .
(7)امالى الصدوق : 389 .
(8)في المصدر : ندعوا فلان بن فلان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه