بحار الأنوار ج12

كذبا بأن تسموا هذه الاوثان آلهة .(1)
" مودة بينكم " أي لتتوادوا بها " فآمن له لوط " أي فصدق بإبراهيم وهو ابن
اخته ، وهو أول من صدق بإبراهيم " وقال " إبراهيم " إني مهاجر إلى ربي " أي خارج
من جملة الظالمين على جهة الهجر لهم على قبيح أعمالهم إلى حيث أمرني ربي ; وقيل :
معناه : قال لوط إني مهاجر ، وخرج إبراهيم ومعه لوط وامرأته سارة - وكانت ابنة عمته -
من كوثى(2)وهى قرية من سواد الكوفة إلى أرض الشام .(3)
" وإن من شيعته لابراهيم " أي من شيعة نوح ، يعني أنه على منهاجه وسننه
في التوحيد والعدل واتباع الحق ; وقيل : من شيعة محمد صلى الله عليه وآله " إذ جاء ربه بقلب سليم "
أي حين صدق الله وآمن به بقلب خالص من الشرك برئ من المعاصي والغل والغش على
ذلك عاش وعليه مات ; وقيل : بقلب سليم من كل ما سوى الله لم يتعلق بشئ غيره ، عن
أبي عبدالله عليه السلام .(4)
" أئفكا آلهة " قال البيضاوي : أي تريدون آلهة دون الله إفكا ، فقدم المفعول للعناية
ثم المفعول له لان الاهم أن يقرر أنهم على الباطل ، ويجوز أن يكون " إفكا " مفعولا
به و " آلهة " بدل منه على أنها إفك في أنفسها للمبالغة ، والمراد عبادتها فحذف المضاف ، أو
حالا بمعنى آفكين .(5)
قال الطبرسي : " فما ظنكم برب العالمين " أن يصنع بكم مع عبادتكم غيره أو
كيف تظنون برب تأكلون رزقه وتعبدون غيره ؟ أو ماتظنون بربكم أنه على أي صفة
ومن أي جنس من أجناس الاشياء حتى شبهتم به هذه الاصنام ؟ " فراغ إلى آلهتهم " أي
فمال إليها " فقال ألا تأكلون " خاطبها وإن كانت جمادا على وجه التهجين لعابديها و
تنبيههم على أن من لا يقدر على الجواب كيف تصح عبادتها ، وكانوا صنعوا للاصنام طعاما


(1)مجمع البيان 8 : 277 . م
(2)كوثى كطوبى وسيأتى تفسيرها .
(3)مجمع البيان 8 : 280 . م
(4)مجمع البيان : 449 .
(5)أنوار التنزيل 2 : 133 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه