بحار الأنوار ج55

والايام ، والشهور ، والسنون . فالعدد للسنين ، والحساب لما دون السنين وهي
الشهور والايام والساعات ، وبعد هذه المراتب الاربعة لايحصل إلا التكرار كما
أنهم رتبوا العدد على أربع مراتب : الآحاد ، والعشرات ، والمآت ، والالوف
وليس بعدها إلا التكرار(1).
(وكل شئ فصلناه تفصيلا)أي كل شئ بكم إليه حاجة في مصالح دينكم
ودنياكم فصلنا وشرحنا . وقال في قوله سبحانه(وجدها تغرب في عين حمئة)قرأ
ابن عامر وحمزة والكسائي وأبوبكر عن عاصم(في عين حامية)بالالف من غير
همزة أي حارة . وعن أبي ذر قال : كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله على جمل ، فرأى
الشمس حين غابت فقال : أتدري يا أبا ذر أين تغرب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم
قال : فإنها تغرب في عين حامئة وهي قراء‌ة ابن مسعود وطلحة ، وأبوعمرو
والباقون(حمئة)وهي قراء‌ة ابن عباس . واتفق أن ابن عباس كان عند معاوية
فقرأ معاوية(حامية)فقال ابن عباس : حمئة ، فقال معاوية لعبدالله بن عمر : كيف
تقرء ؟ فقال : كما يقرء أميرالمؤمنين ، ثم وجه إلى كعب الاحبار وسأله كيف
تجد الشمس تغرب ؟ قال : في ماء وطين ، كذلك نجده في التورية . والحمئة ما فيه
حمأة سوداء . واعلم أنه لا تنافي بين الحمئة والحامية ، فجائز أن يكون الماء جامعا
للوصفين(2). ثم اعلم أنه ثبت بالدليل أن الارض كرة ، وأن السماء محيطة بها
ولاشك أن الشمس في الفلك . وأيضا قال :(وجد عندها قوما)ومعلوما أن جلوس
القوم(3)في قرن الشمس غير موجود ، وأيضا فالشمس أكبر من الارض مرات
كثيرة فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الارض ؟ !
إذا ثبت هذا فنقول : في تأويله وجوه :
الاول : أن ذا القرنين لما بلغ موضعا ما في المغرب لم يبق بعده شئ من


(1)مفاتيح الغيب : ج 5 ، ص 555 .
(2)في المصدر : البحث الثانى .
(3)في المصدر : جلوس قوم في قرب الشمس .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه