بحار الأنوار ج50

قال المسعودي : وقد ذكرنا خبر علي بن محمد مع زينب الكذابة بحضرة
المتوكل ونزوله إلى بركة السباع ، وتذللها له ، ورجوع زينب عما ادعته من
أنها ابنة للحسين ، وأن الله أطال عمرها إلى ذلك الوقت : في كتابا أخبار الزمان
وقيل : إنه عليه السلام مات مسموما .
23 - عيون المعجزات : روي أن بريحة العباسي كتب إلى المتوكل :
إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها فانه قد دعا الناس إلى نفسه
واتبعه خلق كثير ، ثم كتب إليه بهذا المعنى زوجة(1)المتوكل فنفذ يحيى بن
هرثمة وكتب معه إلى أبي الحسن عليه السلام كتابا جيدا يعرفه أنه قداشتاق إليه و
سأله القدوم عليه وأمر يحيى بالمسير إليه وكتب إلى بريحة يعرفه ذلك .
فقدم يحيى المدينة ، وبدأ ببريحة ، وأصل الكتاب إليه ثم ركبا جميعا إلى
أبي الحسن عليه السلام وأوصلا إليه كتاب المتوكل فاستأجلها ثلاثة أيام ، فلما كان بعد
ثلاثة عادا إلى داره فوجدا الدواب مسرجة والاثقال مشدودة ، قد فرغ منها
فخرج صلوات الله عليه متوجها إلى العراق ومعه يحيى بن هرثمة .
وروي أنه لما كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكل أمر المتوكل
بني هاشم بالنرجل والمشي بين يديه ، وإنما أراد بذلك أن يترجل أبوالحسن
عليه السلام .
فترجل بنوهاشم وترجل أبوالحسن عليه السلام واتكأ على رجل من مواليد
فأقبل عليه الها شميون وقالوا : يا سيدنا ما في هذاالعالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا
الله ، به تعزز هذا ، قال لهم أبوالحسن عليه السلام : في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم
على الله من ناقة ثمود لماعقرت الناقة صالح الفصيل إلى الله تعالى فقال الله سبحانه :
" تمتعوا في دار كم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب "(2)فقتل المتوكل يوم
الثالث .


(1)فوجه خ ل .
(2)هود : 65 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه