بحار الأنوار ج70

بعد ذكر هذه الآية : فسميت دعاء‌ك عبادة ، وتركه استكبارا ، وتوعدت على تركه
دخول جهنم داخرين .
فبئس مثوى المتكبرين (1).
فاستكبروا (2)اي فتعظموا فيها على أهلها بغير استحقاق ، واغتروا
بقوتهم وشوكتهم هو اشد نهم قوة أي قدرة وكانوا بآياتنا يجحدون اي
يعرفون أنهاحق وينكرونها .
ثم ادبر (3) أيعن الحق واستكبر عن اتباعه و يؤثر أي يروى
ويتعلم .
1 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن ابيه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن
ابان ، عن حكيم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن أدنى الالحاد ، قال : إن الكبر
أدناه(4).
بيان : قال الراغب : ألحد فلان مال عن الحق ، والالحاد ضربان : إلحاد
إلى الشرك بالله ، وإلحاد إلى الشرك بالاسباب ، فالاول ينافي الايمان ويبطله
والثاني يوهن عراه ولا يبطله ، ومن هذا النحو قوله عزوجل ومن يرد فيه
بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (5).
وقال : الكبر الحالة التي يتخصص بها الانسان من إعجابه بنفسه وذلك أن
يرى الانسان نفسه أكبر من غيره ، وأعظم التكبر التكبر على الله عزوجل بالامتناع
من قبول الحق ، والاذعان له بالعبادة ، والاستكبار يقال على وجهين : أحدهما أن يتحرى
الانسان ويطلب أن يصير كبيرا وذلك متى كان على ما يجب وفي المكان الذي يجب
وفي الوقت الذي يجب فمحمود ، والثاني أن يتشبع فيظهر من نفسه ما ليس له ، وهذا


(1)المؤمن : 76 ولم يسطر له تفسير .(2)السجدة : 15 .
(3)المدثر : 23 و 24 .
(4)الكافى ج 2 ص 309 .
(5)مفردات غريب القرآن 448 ، والاية في الحج : 25 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه