بحار الأنوار ج37

خلفه ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا - ثلاث مرات –
وأنا عند عتبة الباب ، فقلت : وأنا منهم ؟ قال : إلى خير ، وما في البيت أحد غير
هؤلاء وجبرئيل ، ثم أعذف خميصة كساء خيبري فجللهم به(1)وهو معهم ، ثم أتاهم
جبرئيل بطبق فيه رمان وعنب ، فأكل النبي صلى الله عليه وآله فسبح ، ثم آكل الحسن والحسين
عليهما السلام فتناولا منه فسبح العنب والرمان في أيديهما ، فدخل علي عليه السلام فتناول منه فسبح
أيضا ، ثم دخل رجل من أصحاب وأراد أن يتناول فلم يسبح ، فقال : جبرئيل : إنما
يأكل من هذا نبي ووصي وولد نبي .
4 - يج : روي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا يوما في حاجة ، فانصرف
إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في حجرتي ، فلما دخل علي من باب الحجرة استقبله رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى وسط واسع من الحجرة ، فعانقه وأظلتهما غمامة سترتهما عني ، ثم زالت
عنهما ، فرأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وآله عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم عليا ،
فقلت : يا رسول الله تأكل وتطعم عليا ولا تطعمني ؟ قال : إن هذا من ثمار الجنة
لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا .
5 - يج : روي أن فاطمة عليها السلام قالت : يا رسول الله إن الحسن والحسين جائعان ،
قال : ما لكما يا حبيبي ؟ قالا : نشتهي طعاما ، فقال : اللهم أطعمهما طعاما ، قال سلمان :
فنظرت فإذا بيد النبي صلى الله عليه وآله سفرجلة مشبهة بالجرة الكبيرة(2)، أشد بياضا من
اللبن ، ففركها(3)بإبهامه فصيرها نصفين ، فدفع نصفها للحسن ونصفها للحسين ، فجعلت
أنظر إليها وأنا أشتهي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا طعام من الجنة لا يأكله رجل
حتى ينجو من الحساب غيرنا وإنك على خير(4).
اقول أوردنا بعض الاخبار في باب سخاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه .
6 - قب : العلاني بإسناده إلى ابن عباس في خبر طويل أنه اجتمع النبي


(1)أغذف : أرسل . الخميصة : ثوب اسود مربع . جلل الشى : غطاه .
(2)الجرة - يفتح الجيم - إناء من خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع .
(3)فرك الجوز ونحوه : دلكه وحكه حتى ينقلع قشره . والمراد هنا الشق .
(4)لم نجد الروايات الثلاث في المصدر المطبوع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه