بحار الأنوار ج45

فكتب إليه ابن عباس أما بعد فقدحاء‌ني كتابك تذكر دعاء ابن الزبير إياي
إلى بيعته ، والدخول في طاعته ، فان يكن ذلك كذلك فاني والله ماأرجو بذلك
برك ولاحمدك ، ولكن الله بالذي أنوى به عليم ، وزعمت أنك غير ناس بري
وتعجيل صلتي ، فاحبس أيها الانسان برك وتعجيل صلتك ، فاني حابس عنك
ودي ، فلعمري ماتؤتينا مما لنا قبلك من حقنا إلا اليسير ، وإنك لتحبس عنا
منه العريض الطويل ، وسألت أن أحث الناس إليك ، وأن أخذلهم من ابن الزبير
فلاولاء ولاسرورا ولاحباء إنك تسألني نصرتك ، وتحثني على ودك ، وقد قتلت
حسينا وفتيان عبدالمطلب مصابيح الهدى ، ونجوم الاعلام ، غادرتهم خيولك بأمرك
في صعيد واحد ، مرملين بالدماء ، مسلوبين بالعراء ، لامكفنين ولاموسدين
تسفي عليهم الرياح ، وتنتابهم عرج الضباع حتى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم
كفنوهم وأجنوهم ، وجلست مجلسك الذي جلست
فماأنسى من الاشياء فلست بناس إطرادك حسينا من حرم رسول الله إلى
حرم الله ، وتسييرك إليه الرجال لتقتله الحرم ، فمازلت في بذلك وعلى ذلك ، حتى
أشخصته من مكة إلى العراق فخرج خائفا يترقب ، فزلزلت به خيلك ، عداوة
منك لله ولرسوله ولاهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اولئك
لاكآبائك الجلاف الجفاة أكباد(الابل و)الحمير ، فطلب إليكم الموادعة ، وسألكم
الرجعة فاغتنمتم قلة أنصاره ، واستئصال أهل بيته ، تعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت
من الترك فلاشئ أعجب عندي من طلبتك ودي وقدقتلت ولد أبي وسيفك يقطر من
دمي ، وأنت أحد ثأري فانشاء الله لايبطل لديك دمي ولاتسبقني بثأري ، وإن سبقتني
في الدنيا فقبل ذلك ماقتل النبيون وآل النبيين فيطلب الله بدمائهم فكفى بالله
للمظلومين ناصرا ، ومن الظالمين منتقما ، فلايعجبك إن ظفرت بنااليوم ، فلنظفرن
بك يوما
وذكرت وفائي وماعرفتني من حقك ، فان يكن ذلك كذلك فقد والله بايعتك
ومن قبلك ، وإنك لتعلم أني وولد أبي أحق بهذا الامر منك ، ولكنكم معشر

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه