بحار الأنوار ج22

من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثا ، ثم مد يده إلى علي عليه السلام فجذبه إليه حتى أدخله
تحت ثوبه الذي كان عليه ، ووضع فاه على فيه ، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى
خرجت روحه الطيبة ، صلوات الله عليه وآله ، فانسل علي من تحت ثيابه وقال :
أعظم الله اجوركم في نبيكم ، فقد قبضه الله إليه ، فارتفعت الاصوات بالضجة والبكاء
فقيل لامير المؤمنين عليه السلام : ما الذي ناجاك به رسول الله صلى الله عليه وآله حين أدخلك تحت
ثيابه ؟ فقال : علمني ألف باب ، يفتح لي كل باب ألف باب(1).
بيان : أرن ورن أي صاح ، وحر الوجه بالضم : ما بدا من الوجنة ، قوله
صلى الله عليه وآله : حتى كنفت ، أي أحاطت ، وفي بعض النسخ : لثقت بالثاء
المثلثة والقاف ، يقال : لثق يومنا كفرح : ركدت ريحه ، وكثر نداه ، وألثقه : بلله
ونداه ، ولثقة تلثيقا : أفسده .
10 - ل : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن معروف
عن ابن أبي عمير ، عن أبي حمزة ، عن عقبة بن بشير قال : جئت إلى أبي جعفر عليه السلام
يوم الاثنين فقال : كل ، فقلت ، إني صائم ، فقال : وكيف صمت ؟ قال : قلت :
لان رسول الله صلى الله عليه وآله ولد فيه ، فقال : أما ما ولد فيه فلا تعلمون(2)وأما ما قبض
فيه فنعم ، ثم قال : فلا تصم ولا تسافر فيه(3).
أقول : الاخبار كثيرة في أن وفاته صلى الله عليه وآله كان في يوم الاثنين ، وستاتي في
أبواب الاسبوع .
11 - ل : فيما أجاب أمير المؤمنين عليه السلام اليهودي الذي سأل عما ابتلي به
عليه السلام وهو من علامات الاوصيآء ، فقال عليه السلام : أما أولهن يا أخا اليهود
فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به ، أو أعتمد عليه ، أو أستنيم
إليه ، أو أتقرب به غير رسول الله صلى الله عليه وآله ، هو ربانى صغيرا ، وبوأني كبيرا ، وكفاني
العيلة ، وجبرني من اليتم ، وأغناني عن الطلب ، ووقاني المكسب ، وعال لي
النفس والولد والاهل ، هذا في تصاريف أمر الدنيا ، مع ما خصنى به من الدرجات


(1)امالى الصدوق : 376 - 379 .(2)يعلمون خ ل .
(3)الخصال 2 : 26 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه