بحار الأنوار ج58

القوى النباتية منبثا في أعراق البدن يسمى روحا طبيعيا - انتهى - .
قوله " دليله أنك تنظر فيه " كأن الغرض التنبيه على أن هذا العضو بنفسه ليس
شاعرا لشئ ، لانه مثل سائر الاجسام الصقيلة التي يرى فيها الوجه كالماء والمرآة
فكما أنها ليست مدركة لما ينطبع فيها فكذا العين وغيرها من المشاعر ، أو دفع(1)
لتوهم كون الانطباع دليلا على كونها شاعرة ، فيكون سندا للمنع .
قوله " دارتها " أي جرمها المستدير . في القاموس : الدار : المحل ، يجمع البناء
والعرصة ، كالدارة ، وبالهاء ما أحاط بالشئ كالدائرة ، ومن الرمل ما استدار منه
وهالة القمر . وفي المصباح : الدارة دارة القمر وغيره ، سميت بذلك لاستدارتها
- انتهى - . والرأس مذكر ، وتأنيث الفعل كأنه لاشتماله على الاعضاء الكثيرة إن لم
يكن من تصحيف النساخ .
5 - التوحيد : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد
بن أبي إسحاق ، عن عدة من أصحابنا أن عبدالله الديصاني أتى هشام بن الحكم فقال
له : ألك رب ؟ فقال : بلى ، قال : قادر ؟ قال : بلى(2)قادر قاهر ، قال : يقدر أن
يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تكبر(3)البيضة ولا تصغر الدنيا ؟ فقال هشام : النظرة .
فقال له : قد أنظرتك حولا ! ثم خرج عنه ، فركب هشام إلى أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن
عليه فأذن له ، فقال : يا ابن رسول الله ، أتاني عبدالله الديصاني بمسألة ليس المعول
فيها إلا على الله وعليك ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : عماذا سألك ؟ فقال : قال لي كيت
وكيت . فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا هشام ، كم حواسك ؟ قال : خمس ، فقال : أيها
أصغر ؟ فقال : الناظر . قال : وكم قدر الناظر ؟ قال : مثل العدسة أو أقل منها ، فقال :
يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخرني بما ترى . فقال : أرى سماء وأرضا ودورا
وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : إن الذي قدر أن يدخل


(1)رفع خ .
(2)في المصدر : نعم .
(3)في المصدر " لا يكبر في البيضة " والصواب ما في المتن .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه