بحار الأنوار ج27

أمير المؤمنين عليه السلام : بحقي عليك إلا ماأجبتيه(1).
قال الراوي : والله لقد سمعتها وهي تقول : لبيك لبيك ياوصي رسول الله
وخليفته ، ثم قالت : ياأبا محمد إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يجيئني في كل ليلة وقت
السحر ، ويصلي عندي ركعتين ويكثر من التسبيح فاذا فرغ من دعائه جاء‌ته غمامة
بيضاء ينفخ منها ريح المسك وعليها كرسي ، فيجلس فتسير به(2)، وكنت أعيش ببركته
فانقطع عني منذ أربعين يوما ، فهذا سبب ماتراه مني .
فقام أمير المؤمنين عليه السلام وصلى ركعتين ومسح بكفه عليها فاخضرت وعادت
إلى حالها ، وأمر الريح(3)فسارت بنا ، وإذا نحن بملك يده في المغرب والاخرى
بالمشرق(4)، فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله ولو كره المشركون ، وأشهد أنك وصيه وخليفته حقا وصدقا .
فقلنا : ياأمير المؤمنين من هذا الذي يده في المغرب والاخرى بالمشرق ؟(5)
فقال عليه السلام : هذا الملك الذي وكله الله عزوجل بظلمة الليل والنهار ، لايزوال(6)إلى
يوم القيامة .
وإن الله عزوجل جعل أمر الدنيا إلي وإن أعمال الخلق تعرض في كل يوم علي
ثم ترفع إلى الله عزوجل ، ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج ومأجوج فقال أمير المؤمنين
عليه السلام للريح : اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل ، وأشار بيده إلى جبل شامخ في
العلو وهو جبل الخضر عليه السلام ، فنظرنا إلى السد وإذا ارتفاعه مد البصر وهو أسود


(1)في المصدر : ماأجبته .
(2)في المصدر : فيجلس عليه وتسير به .
(3)في المصدر : ثم أمر به .
(4 و 5)في المصدر : واخرى في المشرق .
(6)في المصدر : وكله الله عزوجل بالليل والنهار فلا يزول .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه