بحار الأنوار ج28

ثم روى الخطبة الشقشقية(1)ثم قال : والذى ذكرناه قليل من كثير ، ولو تقصينا
جميع ما روى في هذا الباب عنه عليه السلام وعن أهله وولده وشيعته ، لم يتسع جميع
حجم كتابناله ، وفي بعض ما ذكرناه أوضح دلالة على أن الخلاف ما زال وأنه كان
متسمرا وأن الرضا لم يحصل في حال من الاحوال .
فان قيل : جميع ما رويتموه أخبار آحاد لا توجب علما ولا يرجع بمثلها عن
المعلوم ، والمعلوم أن الخلاف لم يظهر على حد ظهوره في الاول ، ولم يروها أيضا
إلا متعصب غير موثوق بأمانته .
قلنا أما هذه الاخبار وإن كانت على التفصيل أخبار آحاد فمعناها متواتر لانه
قد رواه عدد كثير وجم غفير ، وإن كان اللفظ في التفصيل آحادا ، ثم لو سلمنا على
اقتراحكم أنها آحاد ليس يجب أن يكون مانعة من القطع على ارتفاع النكير و
ادعاء العلم بأن الخلاف قد زال وارتفع ، لانه لا يمكن مع هذه الاخبار - وهي توجب
الظن إن لم توجب العلم - أن يدعى العلم بزوال الخلاف
فأما قول السائل إنا لا نرجع بها عن المعلوم ، فأى معلوم هيهنا رجعنا بهذه


= وصلى على البى صلى الله عليه وآله ثم قال : ألا لا يرعين مرع الاعلى نفسه ، شغل من الجنة والنار
أمامه : ساع مجتهد ، وطالب يرجو ، ومقصر في النار ثلاثة ، واثنان : ملك طار بجناحيه
ونبى أخذ الله بيده ، لا سادس ، هلك من ادعى وردى من اقتحم . . . إلى أن قال : قد كانت
أمور لم تكونوا عندى فيها محمودين أما انى لو أشاء لقلت ، عفا الله عما سلف ، سبق الرجلان
وقام الثالث كالغراب همته بطنه ويحه لوقص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له ، انظروا
فان أنكرتم فانكروا وان عرفتم فآزروا ، حق وباطل ولكل أهل . . . إلى آخر
الخطبة .
وأخرجه المتقى الهندى في منتخب كنز العمال 2 / 190 - 191 وقال : رواه
اللالكائى ، الا أنه أسقط لفظ الغراب وما بعده مما يتعلق بعثمان .
(1)راجع الشافى 392 ، تلخيص الشافى 3 / 53 والخطبة الشقشقية بشرحها و
اخراج مصادرها سيأتى انشاء الله تعالى في باب شكواه عليه السلام(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه