بحار الأنوار ج64

والخبث " فخلطهما جميعا " أي في صلب آدم عليه السلام إلى أن يخرجوا من أصلاب
أولاده ، وهو المراد بقوله " ثم نزع هذه من هذه " إذ يخرج المؤمن من صلب
الكافر والكافر من صلب المؤمن .
وحمل الخلط على الخلطة في عالم الجساد ، واكتساب بعضهم الاخلاق من
بعض بعيد جدا ، وقيل " ثم نزع هذه من هذه " معناه أنه نزع طينة الجنة من
طينة النار ، وطينة النار من طينة الجنة ، بعد ما مست إحداهما الخرى ، ثم خلق
أهل الجنة من طينة الجنة ، أوأهل النار من طينة النار .
و " اولئك " إشارة إلى الاعداء ، وهؤلاء إلى الاولياء ، و " ما خلقوا منه "
في الاول طينة النار وفي الثاني طينة الجنة .
10 - كا : عن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسين بن زيد
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله
عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم
الجمعة فقبض بيمينه قبضة فبلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ، و
أخذ من كل سماء تربة ، وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى
الارض السابعة القصوى .
فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه ، والقبضة الاخرى
بشماله ففلق الطين فلقتين ، فذرا من الارض ذروا من السماوات ذروا ، فقال للذي
بيمينه : منك الرسل والانبياء والاوصياء والصديقون المؤمنون والسعداء ومن
اريد كرامته ، فوجب لهم ما قال كما قال ، وقال للذي بشماله : منك الجبارون و
المشركون الكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته ، فوجب لهم ما قال
كما قال .
ثم إن الطينتين خلطتا جميعا ، وذلك قول الله عزوجل " إن الله فالق
الحب والنوى "(1)فالجحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته ، والنوى طينة


(1)الانعام : وما بعدها ذيلها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه