بحار الأنوار ج19

وللرسول وبعده لمن قام مقامه يصرفه حيث يشاء من مصالح نفسه ليس لاحد فيه شئ
وقالا : إن غنائم بدر كانت للنبي صلى الله عليه وآله خاصة فسألوه أن يعطيهم وقد صح أن قراء‌ة أهل
البيت " يسألونك الانفال " فقال سبحانه : " قل الانفال لله والرسول " وكذلك ابن
مسعود وغيره إنما قرؤوا كذلك على هذا التأويل ، فعلى هذا فقد اختلفوا في كيفية
سؤالهم النبي صلى الله عليه وآله ، فقال هؤلاء : إن أصحابه سألوه أن يقسم غنيمة بدر بينهم ، فأعلمه
الله(1)سبحانه أن ذلك لله ولرسوله دونهم ، وليس لهم في ذلك شئ ، وروي ذلك
أيضا عن ابن عباس وغيره ،(2)وقالوا : إن " عن " صلة ، ومعناه يسألونك الانفال
أن تعطيهم ، ويؤيد هذا القول قوله : " فاتقوا الله " إلى آخر الآية ، ثم اختلف
هؤلاء فقال بعضهم : هي منسوخة بآيه الغنيمة ، وقيل : ليست بمنسوخة وهو الصحيح(3)
وقال آخرون : إنهم سألوا النبي صلى الله عليه وآله عن حكم الانفال وعلمها أنها لمن هي(4)
وقال آخرون : إنهم سألوه عن الغنائم وقسمتها ، وأنها حلال أم حرام كما كانت
حراما على من قبلهم ، فبين لهم أنها حلال ، واختلفوا أيضا في سبب سؤالهم فقال
ابن عباس : إن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم بدر : من جاء بكذا فله كذا ، ومن جاء بأسير
فله كذا ، فتسارع الشبان وبقي الشيوخ تحت الرايات ، فلما انقضى الحرب طلب
الشبان ما كان قد نفلهم النبي صلى الله عليه وآله به ، فقال الشيوخ : كنا ردأ لكم(5)، ولو وقعت
عليكم الهزيمة لرجعتم إلينا ، وجرى بين أبي اليسر بن عمرو الانصاري أخي بني سلمة
وبين سعد بن معاذ كلام ، فنزع الله تعالى الغنائم منهم ، وجعلها لرسوله يفعل بها ما


(1)في المصدر : فأعلمهم الله .
(2)وهم ابن جريح والضحاك وعكرمة والحسن واختاره الطبرى . راجع المصدر .
(3)علله في المصدر بقوله : لان النسخ يحتاج إلى دليل ولا تنافى بين هذه الاية وآية الخمس .
(4)في المصدر : عن حكم الانفال وعملها فقالوا : لمن الانفال ، وتقديره " يسألونك
عن الانفال لمن هى " ولهذا جاء الجواب بقوله : " قل الانفال لله والرسول " انتهى أقول : لعل
عملها مصحف علمها .
(5)الردأ : الناصر والعون .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه