بحار الأنوار ج10

صلى الله عليه وآله ؟ قال الشعبي : فكأنما ألقمه حجرا ،(1)فقال : أطلقوه قبحه الله ،

وادفعوا إليه عشرة ألف درهم لا بارك الله له فيها . ثم أقبل علي فقال : قد كان رأيك
صوابا ولكنا أبيناه ، ودعا بجزور فنحره وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه ، وما
تكلم بكلمة حتى انصرفنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما .(2)
بيان : قال الجوهري : استوفز في قعدته : إذا قعد قعودا منتصبا غير مطمئن .
وفي القاموس : وجم كوعد وجما ووجوما : سكت على غيظ . والشئ : كرهه .(3)

(باب 12) (مناظرات محمد بن على الباقرو احتجاجاته عليه السلام)

1 - فس : حدثني أبي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن عبدالله الثقفي قال
أخرج هشام بن عبدالملك أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام من المدينة إلى الشام ، وكان ينزله
معه ، فكان يقعد مع الناس في مجالسهم ، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه
إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك فقال : ما لهؤلاء القوم ؟ ألهم عيداليوم ؟ قالوا
لا يا ابن رسول الله ، ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم
فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم ، قال أبوجعفر : وله علم ؟
فقالوا : من أعلم الناس ، قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام ، قال :
فهلم أن نذهب إليه ،(4)فقالوا : ذلك إليك يا ابن رسول الله ، قال فقنع أبوجعفر رأسه
بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل ، قال : فقعد أبوجعفر وسط
النصارى هو وأصحابه ، فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد ، ثم دخلوا فأخرجوا
ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه(5)كأنهما عينا أفعي ، ثم قصد نحو أبي جعفر عليه السلام(6)فقال له


(1)مثل يضرب لمن تكلم فاجيب بمسكتة .
(2)كنز الفوائد : ص 167 .
(3)القاموس المحيط : فصل الواو من الميم .
(4)في المصدر : فهلم نذهب إليه .
(5)في نسخة : وربطوا عينه فقليب عينيه اه‍ .
(6)في نسخة : ثم قصد قصد أبى جعفر عليه السلام .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه