بحار الأنوار ج5

12 - فس : أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن سنان قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام : أول من سبق من الرسل إلى بلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذلك أنه
كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل : - لما
اسري به إلى السماء - تقدم يا محمد فقد وطأت موطئا لم تطأه ملك مقرب ولا نبي
مرسل .(1)ولولا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه ، فكان من الله
عزوجل كما قال الله : " قاب قوسين أو أدنى " أي بل أدنى(2)فلما خرج الامر من الله
وقع إلى أوليائه عليهم السلام فقال الصادق عليه السلام : كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ،
ولرسوله بالنبوة ، ولامير المؤمنين والائمة بالامامة ، فقال : ألست بربكم ، ومحمد
نبيكم ، وعلي إمامكم ، والائمة الهادون أئمتكم ؟ فقالوا : بلى ، فقال الله : " شهدنا
أن تقولوا يوم القيمة " أي لئلا تقولوا يوم القيامة " إنا كنا عن هذا غافلين " فأول ما أخذ الله
عزوجل الميثاق على الانبياء بالربوبية ،(1)وهو قوله : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم "
فذكر جملة الانبياء ، ثم أبرز أفضلهم بالاسامي فقال : " ومنك " يا محمد ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وآله
لانه أفضهلم ، " ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم " فهؤلاء الخمسة أفضل
الانبياء ، ورسول الله صلى الله عليه وآله أفضلهم ، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله على الانبياء له
بالايمان به ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين ، فقال : " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم
من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله " لتؤمنن
به ولتنصرنه " يعني آمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا اممكم بخبره وخبر وليه من
الائمة . " ص 229 - 230 "
13 - فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام


(1)في المصدر : لم يطأه احد قبلك ملك ولا نبى مرسل . م
(2)أراد عليه السلام في هذا التفسير القرب المعنوى لا المكانى ، وفسرت الاية بأن الدنو و
التدلى كان بينه صلى الله عليه وآله وبين جبرئيل عليه السلام وسياق الايات قبلها وبعدها
يؤيده .
(3)في المصدر : له بالربوبية . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه