بحار الأنوار ج89

بطل ما قد عملتم ؟ قال عمر : فما الحيلة ؟ قال زيد أنتم أعلم بالحيلة ، فقال عمر : ما حيلة
دون أن نقتله ونستريح منه ، فدبر في قتله على يد خالدبن الوليد ، فلم يقدر على
ذلك وقد مضى شرح ذلك فلما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن
فيحرفوه فيما بينهم ، فقال : يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به
إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه ، فقال علي عليه السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما
جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
أو تقولوا ما جئتنا به ، إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والاوصياء
من ولدي ، فقال عمر : فهل وقت لا ظهاره معلوم ؟ قال علي عليه السلام : نعم إذا اقام القائم
من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة عليه(1).
3 ج : في خبر من ادعى التناقض في القرآن : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : وأما
هفوات الانبياء ، وما بينه الله في كتابه ووقوع الكناية عن أسماء من اجترم أعظم
مما اجترمته الانبياء ممن شهد الكتاب بظلمهم ، فان ذلك من أدل الدلايل على
حكمة الله عزوجل الباهرة ، وقدرته القاهرة ، وعزته الظاهرة ، لانه علم أن
براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور اممهم ، وأن منهم يتخذ بعضهم إلها كالذي
كان من النصارى في ابن مريم ، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي تفرد
به عزوجل ، ألم تسمع إلى قوله في صفة عيسى ، حيث قال فيه وفي امه :(كانا
يأكلان الطعام)(2)يعني أن من أكل الطعام كان له ثفل ، ومن كان له ثفل ، ومن كان له
ثفل فهو بعيد مما ادعته النصارى لا بن مريم ، ولم يكن عن أسماء الانبياء
تجبرا وتعززا بل تعريفا لاهل الاستبصار ، إن الكناية عن أسماء ذوي الجرائر
العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين
والمبدلين ، الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين .
وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله :(فويل للذين يكتبون الكتاب


(1)الاحتجاج ص 82 .
(2)المائدة : 75 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه