بحار الأنوار ج90

28 تم : من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب في حديث أبي ولاد حفص
ابن سالم الخياط قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام بالمدينة وكان معي
شئ فأوصلته إليه فقال : أبلغ أصحابك وقال لهم : اتقوا الله عزوجل فانكم في
إمارة جبار يعني أبا الدوانيق ، فأمسكوا ألسنتكم ، وتوقوا على أنفسكم ودينكم
وادفعوا ما تحذرون علينا وعليكم منه بالدعاء فان الدعاء والله والطلب إلى الله
يرد البلاء وقد قدر وقضي ، ولم يبق إلا إمضاؤه ، فاذا دعي الله وسئل صرف البلاء
صرفا فألحوا في الدعاء أن يكفيكموه الله .
قال أبوولاد : فلما بلغت أصحابي مقالة أبي الحسن عليه السلام قال : ففعلوا
ودعوا عليه ، وكان ذلك في السنة التي خرج فيها أبوالدوانيق إلى مكة فمات عند
بئر ميمون ، قبل أن يقضي نسكه ، وأراحنا الله منه ، قال أبوولاد : وكنت تلك
السنة حاجا فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال : ياأبا ولاد كيف رأيتم نجاح ما
أمرتكم به وحثثتكم عليه من الدعاء على أبي الدوانيق ؟ يا أبا ولاد ما من بلاء ينزل
على عبد مؤمن فيلهمه الله الدعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا ، ومامن بلاء
ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا ، فاذا نزل البلاء
فعليكم بالدعاء .
29 تم : الحسين بن سعيد ، عن حماد وفضالة ، عن معاوية بن عمار قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة ، فتلا هذا من
القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته
ثم انصرفا في ساعة واحدة ، أيهما أفضل ؟ فقال : كل فيه فضل ، كل حسن
قال : قلت : قد علمت أن كلا حسن ، وأن كلا فيه فضل ، فقال : الدعاء أفضل
أما سمعت قول الله تبارك وتعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (1)هي والله العبادة ، هي والله العبادة
أليست هي العبادة ؟ هي والله العبادة ، هي والله العبادة ، أليست أشد هن ، هي والله
أشد هن ، هي والله أشدهن ، هي والله أشد هن(2).


(1)غافر : 60 . * *(2)فلاح السائل ص 30 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه