بفحاش ولا سخاب في الاسواق ، ولا يتبع السيئة السيئة ، ولكن يتبع السيئة الحسنة ،
فسلني عما شئت ، وأنا الذي سماني الله في القرآن : " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا
من حولك " فسل عما شئت ، قال : إن الله الذي رفع السماوات بغير عمد هو أرسلك ؟ قال :
نعم هو أرسلني ، قال : بالله الذي قامت السماوات بأمره هو الذي أنزل عليك الكتاب ،
وأرسلك بالصلاة المفروضة ، والزكاة المعقولة ؟ قال : نعم ، قال : وهو أمرك بالاغتسال من
الجنابة وبالحدود كلها ؟ قال : نعم ، قال : فإنا آمنا بالله ورسله وكتابه واليوم الآخر
والبعث والميزان والموقف والحلال والحرام صغيره وكبيره ، قال : فاستغفر له النبي صلى الله عليه واله
ودعا(1).
توضيح : قال الجزري : في صفته صلى الله عليه واله أطول من المربوع ، هو بين الطويل
والقصير ، يقال : رجل ربعة ومربوع ، وقال الفيروزآبادي : البرثن كقنفذ : الكف مع
الاصابع ، ومخلب الاسد ، أو هو للسبع كالاصبع للانسان .
وقال الكازروني : في رواية ، عن علي عليه السلام يصفه صلى الله عليه واله لاعرابي : إذا نظرت إلى
رسول الله صلى الله عليه واله عرفته ليس بالطويل المتثنى ، ولا القصير الفاحش ، أبيض مشرب حمرة ،
ربعة ، أحسن الناس ، شعره إلى شحمة اذنه ، عريض الجبهة ، ضخم العينين ، أقرن الحاجبين
مفلج الثنايا ، أسيل الخد ، كث اللحية ، على شفته السفلى خال ، كأن عنقه إبريق
فضة ، بعيد ما بين المنكبين ، صخم البراثن . كذا جاء في الرواية ، وقال بعض علمائنا :
وأظن الصواب : ضخم الكراديس ليس على ظهره ولا بطنه إلا شعر كقضيب الفضة يجري ،
شثن الكفين ، كأن كفه من لينها متن أرنب ، إذا مشى مشى متقلعا ، كأنه يهبط من صبب ،
وإذا التفت التفت بأجمعه ، وإذا صوفح لم ينزع يده حتى ينزع الآخر ، وإذا احتبى إليه
رجل لم يحل حبوته حتى يكون الرجل هو الذي يحل حبوته ، وإذا ضحك تبسم ، يجزي
بالحسنة الحسنة ، وبالسيئة الحسنة ، ليس بسخاب في الاسواق .
ثم قال : المتثنى : الذاهب طولا ، يستعمل في طول لا عرض له ، لا يستمسك طوله
من غير عرض كأنه ينحني ، قوله : إذا احتبى إليه رجل ، من عادة العرب إذا جلس
(1)تفسير العياشى : مخطوط .(*)