بحار الأنوار ج39

قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرك(1)، قال : قدك فإنك امرؤ ملبوس
عليك ، إن دين الله لايعرف بالرجال بل بآية الحق ، فاعرف الحق تعرف أهله
يا حار إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحق أخبرك فارعني
سمعك ، ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك ، ألا إني عبدالله وأخو رسوله
وصديقه الاول ، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الاول في
أمتكم حقا ، فنحن الاولون ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصته يا حار وخالصته
وصنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب
وعلم القرون والاسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي
كل باب إلى ألف ألف عهد ، وأيدت أو قال : أمددت بليلة القدر نفلا ، وإن
ذلك ليجري لي ومن استحفظ من ذريتي ماجرى الليل والنهار حتى يرث الله
الارض ومن عليها ، وأبشرك يا حار ليعرفني والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
وليي وعدوي في مواطن شتى ، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة
فقال : وما المقاسمة يا مولاي ؟ قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا ، أقول :
هذا وليي وهذا عدوي .
ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث وقال : يا حار أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله
بيدي(2)فقال لي واشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين لي إنه إذا كان يوم

القيامة أخذت بحبل أو بحجزة يعني عصمة من ذي العرش تعالى ، وأخذت أنت
يا علي بحجزتي ، وأخذ ذريتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع
الله بنبيه ؟ وما يصنع(3)نبيه بوصيه ؟ خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة ، أنت
مع من أحببت ولك ما احتسبت أو قال : ما اكتسبت قالها : ثلاثا ، فقال الحارث :


(1)في المصدر : من أمرنا .
(2)كذا في(ك). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : أخذت بيدك كما أخذ رسول الله
بيدي . والظاهر أن يكون كذلك : أخذ رسول الله بيدي كما أخذت بيدك .
(3)في المصدر : وماذا يصنع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه