بحار الأنوار ج5

عليه السلام : لعلك أردت قضاء‌ا لازما وقدرا حتما لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب و
العقاب ، وسقط الوعد والوعيد ، والامر من الله والنهي ، وما كانت تأتي من الله لائمة
لمذنب ، ولا محمدة لمحسن ، ولا كان المحسن أولى بثواب الاحسان من المذنب ، ولا المذنب
أولى بعقوبة الذنب من المحسن ، تلك مقالة إخوان عبدة الاوثان ، وجنود الشيطان ،
وخصماء الرحمن ، وشهداء الزور والبهتان ، وأهل العمى(1)والطغيان ، هم قدرية هذه
الامة ومجوسها ; إن الله تعالى أمر تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وكلف يسيرا ، ولم يعص
مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يرسل الرسل هزلا ، ولم ينزل القرآن عبثا ، ولم يخلق
السماوات والارض وما بينهما باطلا ، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من
النار . قال ثم تلا عليهم : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه "
قال : فنهض الرجل مسرورا وهو يقول :
أنت الامام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من الرحمن رضوانا
وساق الابيات إلى قوله :
أنى يحب وقد صحت عزيمته ؟ * على الذي قال أعلن ذاك إعلانا
" ص 109 - 110 "
20 - وروي أن الرجل قال : فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين ؟
قال : الامر بالطاعة ، والنهي عن المعصية ، والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية ،
والمعونة على القربة إليه ، والخذلان لمن عصاه ، والوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب
كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره لاعمالنا ، أما غير ذلك فلا تظنه فإن الظن له محبط
للاعمال ، فقال الرجل : فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج الله عنك " ص 109 "
21 - فوائد الكراجكي ، عن المفيد ، عن محمد بن عمر الحافظ ، عن إسحاق بن
جعفر العلوي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن سليمان بن محمد القرشي ، عن السكوني ،
عن الصادق عليه السلام ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : دخل رجل من أهل العراق على
أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام ; إلى آخر الحبرين
" ص 169 - 170 "


(1)في المصدر : واهل الغى . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه