بحار الأنوار ج13

بيان : أنعم له أي قال له : نعم . والغيلة بالكسر : الاغتيال ، يقال : قتله غيلة ، و
هو أن يخدعه ويذهب به إلى موضع فإذا صار إليه قتله . ونغص كفرح : لم يتم مراده ،
والبعير لم يتم شربه ، وأنغص الله عليه العيش ونغصه عليه فتنغصت : تكدرت . قال
البيضاوي : قصته أنه كان في بني إسرائيل شيخ موسر فقتل ابنه بنو أخيه طمعا في ميراثه
وطرحوه على باب المدينة ، ثم جاؤوا يطالبون بدمه ، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه
ببعضها ليحيى فيخبر بقاتله " لا فارض ولا بكر " لا مسنة ولا فتية ، يقال : فرضت البقرة
فروضا من الفرض وهو القطع كأنها فرضت سنها ، وتركيب البكر للاولية ومنه البكرة
والباكورة . انتهى .(1)
أقول : المعنى الذي ذكره علي بن إبراهيم للفارض لم أعثر عليه ، ويمكن أن
يكون كناية عن غاية كبرها حيث لا تحمل ، والعوان : الوسط بين الصغيرة والكبيرة .
قوله : " فاقع لونها " أي شديدة صفرة لونها ، وقيل : خالص الصفرة ، وقيل : حسن الصفرة .
وروى الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن بعض أصحابه
بلغ به جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من لبس نعلا صفراء لم يزل ينظر في سرور
ما دامت عليه ، لان الله عزوجل يقول : " صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " .(2)
قوله : " بقرة لا ذلول " قال البيضاوي : أي لم تذلل للكراب وسقي الحروث ، و(لا)ذلك
صفة لبقرة ، بمعنى غير ذلول ، و(لا)الثانية مزيدة لتأكيد الاولى ، والفعلان صفتا ذلول ، كأنه
قيل : لا ذلول مثيرة وساقية " مسلمة " سلمها الله من العيوب ، أو أهلها من العمل ، أو اخلص
لونها ، من سلم له كذا : إذا خلص له " لاشية فيها " لا لون فيها يخالف لون جلدها ، وهي
في الاصل مصدر وشاه وشيا وشية إذا خلط بلونه لونا آخر " وما كادوا يفعلون " لتطويلهم
وكثرة مراجعتهم .(3)
وقال الطبرسي رحمه الله : أي قرب أن لا يفعلوا ذلك مخافة اشتهار فضيحة القاتل ،


(1)انوار التنزيل 1 : 88 .
(2)فروع الكافى 2 : 209 .
(3)انوار التنزيل 1 : 89 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه