بحار الأنوار ج14

3 ك ، لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إن داود عليه السلام(1)خرج ذات يوم يقرأ الزبور ، وكان إذا قرأ
الزبور لايبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه ، فما زال يمر حتى انتهى إلى جبل ،
فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل ، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع
والطير علم أنه داود عليه السلام ، فقال داود : ياحزقيل أتأذن لي فأصعد إليك ؟ قال : لا ، فبكى
داود عليه السلام فأوحى الله جل جلاله إليه : يا حزقيل لاتعير داود وسلني العافية ، فقام حزقيل
فأخذ بيد داود فرفعه إليه ، فقال داود : ياحزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟ قال : لا ، قال :
فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله عزوجل ؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت إلى
الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها ؟ قال : بلى ربما عرض بقلبي ، قال : فماذا
تصنع إذا كان ذلك ؟(2)قال : أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه ، قال : فدخل داود النبي
عليه السلام الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية ، وعظام فانية ، وإذا لوح من حديد
فيه كتابة فقرأها داود عليه السلام فإذا هي : أنا أروى سلم(3)ملكت ألف سنة ، وبنيت ألف
مدينة ، وافتضضت ألف بكر ، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي ، والحجارة
وسادتي ، والديدان والحيات جيراني ، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا .(4)
4 نبه : دخل داود غارا من غيران بيت المقدس فوجد حزقيل يعبد ربه وقد يبس


(1)في المصدر : انه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج إه‍ . قلت :
فالروايات الواردة في قصة داود عليه السلام ورميه بما يخالف مذهب الحق كلها واحدة مرجعها
إلى هشام بن سالم ، والظاهر انه لما كان كثيرا يناظر العامة ويخالطهم ذكر الصادق عليه السلام قصة
داود عليه السلام على مايزعمون لتبكيتهم وشناعة آرائهم وبيان مزعمتهم الباطلة ، والا فالمعروف
بين المسلمين قديما وحديثا أن الامامية وائمتهم عليهم السلام قائلون بعصمة الانبياء وتنزيههم
عن السهو والخطاء وعن كل مايلطخ أذيالهم المقدسة بوسمة الخطيئات والزلات ، وحسبك في ذلك
كتاب الشريف المرتضى المعروف بتنزيه الانبياء .
(2)في كمال الدين : فما كنت تصنع اذا كان ذلك ؟
(3)في نسخة وفي المصدر : أروى شلم .
(4)كمال الدين : 289 290 أمالي الصدوق : 61 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه