بحار الأنوار ج50

حاضرة عندهم عليهم السلام ، يرونها ويلتذون بها لكن لما كانت أجساما لطيفة روحانية
ملكوتية لم يكن سائر الخلق يرونها فقوى الله بصر السائل با عجازه عليه السلام
حتى رآها .
فعلى هذا لا يبعد أن يكون في وادي السلام جنات ، وأنهار ، ورياض ، وحياض
تتمتع بها أرواح المؤمنين بأجسادهم المثالية اللطيفة ، ونحن لانراها .
وبهذا الوجه تنحل كثير من الشبه عن المعجزات ، وأخبار البرزخ والمعاد
وهذا قريب من عالم المثال الذي أثبته الاشراقيون من الحكماء والصوفية لكن
بينهما فرق بين .
هذه هي التي خطرت ببالي وأرجو من الله أن يسددني في مقالي وفعالي .
16 - ير : محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا ، عن معاوية بن حكيم ، عن
أبي المفضل الشيباني(1)عن هارون بن الفضل قال : رأيت أبا الحسن عليه السلام في اليوم .


= = قال : قلت : يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك ؟ قال : نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا
حلقا محتبين يتحادثون ، فقلت : أجسام أم أرواح ؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت
في بقعة من بقاع الارض الاقيل لروحه : الحقى بوادى السلام ، وانها لبقعة من جنة عدن .
(1)الشيبانى نسبة إلى شيبان بن ثعلبة ، بطن من بكربن وائل ، من العدنانية ، وهم
بنوشيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل .
والرجل أبوالمفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول بن همام بن
المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة - الصغرى - بن همام بن مرة - وكان سيدهم في
الجاهلية - بن ذهل بن شيبان .
قال النجاشى : سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفى ، وكان في أول أمره ثبتا
ثم خلط ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه ، رأيت هذا النسخ وسمعت منه كثيراثم
توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بينى وبينه .
وقال صاحب الذريعة : ولما كانت ولادة النجاشى سنة 372 ، وكان عمره يوم وفاة
أبى المفضل خمس عشرة سنة ، احتاط أن يروى عنه بلا واسطة بل كان يروى عنه بالواسطة
كما صرح به فلا وجه حينئذ لد عوى أن توقف النجاشى كان لغمز فيه . = =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه