بحار الأنوار ج47

قبله في ملكه وشدة سلطانه .
ثم يوسف النبي صلى الله عليه وآله حيث قال لملك مصر :(اجعلني خزائن الارض
إني حفيظ عليم)(1)فكان أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها
إلى اليمن ، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم ، وكان يقول الحق و
يعمل به ، فلم نجدأ حدا عاب ذلك عليه ، ثم ذوالقرنين عليه السلام عبد أحب الله فأحبه
الله طوى له الاسباب ، وملكه مشارق الارض ومغاربها ، وكان يقول الحق ويعمل
به ، ثم نجدأ حدا عاب ذلك عليه ، فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عزوجل
للمؤمنين ، اقتصروا على أمرالله ونهيه ، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم
به ، وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عندالله تبارك وتعالى ، وكونوا في طلب
علم ناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، ومال أحل الله فيه مما حرم
فانه أقرب لكم من الله ، وأبعد لكم من الجهل ، ودعوا الجهالة لاهلها ، فان أهل
الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ، وقد قال الله عزوجل(2)(وفوق كل ذي علم
عليم)(3).
بيان : الغرقئ كزبرج القشرة الملتزقة ببياض البيض ، والمتقشف المتبلغ
بقوت ومرقع ، ومن لا يبالي بما يلطخ بجسده ، وأدلى بحجته : أي أظهرها ،
قوله عليه السلام : حسرت على بناء المجهول من الحسر بمعنى الكشف ، أي مكشوفا عاريا
من المال ، أو من الجسور وهو الانقطاع ، يقال : حسره السفر إذا قطع به ، وعلى
التقديرين تفسير لقوله تعالى محسورا .
والالتياث : الاختلاط والالتاف والابطاء ، والقرم محركة : شهوة اللحم
قوله عليه السلام : ظلمكم على بناء التفعيل أي نسبوكم إلى الظلم ، وقوله حيث يردون
معطوف على قوله حيث يقضون .


(1)سورة يوسف ، الاية 55 .
(2)نفس السورة ، الاية : 76 .
(3)الكافى ج 5 ص 65 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه