نتذاكر هذا القول ونتواصف جلالة محل أبي عمرو .
وأخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون ، عن محمد بن همام ، عن عبدالله بن جعفر
قال : حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد عليه السلام فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة
السلام فرأيت أبا عمرو عنده فقلت : إن هذا الشيخ وأشرت إلى أحمد بن إسحاق وهو
عندنا الثقة المرضي حدثنا فيك بكيت وكيت ، واقتصصت عليه ما تقدم يعني
ماذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحله وقلت : أنت الآن من لايشك في قوله وصدقه
فأسألك بحق الله وبحق الامامين اللذين وثقاك ، هل رأيت ابن أبي محمد الذي
هو صاحب الزمان ، فبكى ثم قال : على أن لا تخبر بذلك أحدا وأنا حي ؟ قلت :
نعم ، قال : قد رأيته عليه السلام وعنقه هكذا يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا وتماما ، قلت :
فالاسم ، قال : قد نهيتم عن هذا .
وروى أحمد بن علي بن نوح أبوالعباس السيرافي قال : أخبرنا أبونصر
عبدالله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب قال : حدثنا بعض الشراف من
الشيعة الامامية أصحاب الحديث قال : حدثني أبومحمد العباس بن أحمد الصائغ
قال حدثني الحسين بن أحمد الخصيبي قال : حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن
عبدالله الحسينان قالا : دخلنا على أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأى وبين يديه
جماعة من أوليائه وشيعته ، حتى دخل عليه بدر خادمه ، فقال : يامولاي بالباب قوم
شعث غبر ، فقال لهم : هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلى أن
ينتهي إلى أن قال الحسن عليه السلام لبدر : فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا
إلا يسيرا حتى دخل عثمان ، فقال له سيدنا أبومحمد عليه السلام : امض يا عثمان فانك
الوكيل والثقة المأمون على مال الله ، واقبض من هؤلاء اليمنيين ماحملوه
من المال .
ثم ساق الحديث إلى أن قالا : ثم قلنا بأجمعنا : ياسيدنا والله إن عثمان
لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وأنه وكيلك وثقتك على
مال الله ، قال : نعم ، واشهدوا على أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه