بحار الأنوار ج61

بالخير ثواب الآخرة " كذلك سخرناها لكم " أي ذللناها لكم لا تمتنع عما تريدون
منها من النحر والذبح بخلاف السباع الممتنعة ولتنتفعوا بركوبها وحملها ونتاجها نعمة
مناعليكم " لعلكم تشكرون " ذلك(1)" وإن لكم في الانعام لعبرة " أي دلالة تستدلون
بها على قدرة الله تعالى " نسقيكم مما في بطونها " أراد به اللبن " ولكم فيها منافع كثيرة "
في ظهورها وألبانها وأولادها(2)وأصوافها وأشعارها " ومنها تأكلون " أي من لحومهاو
أولادها والتكسب بها " وعليها " يعني على الابل خاصة " وعلى الفلك تحملون "
وهذا كقوله : " وحملناهم في البر والبحر "(3)أما في البر فالابل ، وأما في البحر
فالسفن .(4). " ومن الناس والدواب " التي تدب على وجه الارض " والانعام " كالابل
والغنم والبقر " مختلف ألوانه كذلك " أي كاختلاف الثمرات والجبال(5)" وخلقنالهم
من مثل مايركبون " أي وخلقنا لهم من مثل سفينة نوح سفنا يركبون فيها ، وقيل ، إن
المراد به الابل وهي سفن البر عن مجاهد وقيل : مثل السفينة من الدواب كالابل والبقر
والحمير عن الجبائي " أولم يروا " أي أولم يعلموا " أنا خلقنا لهم " أي لمنافعهم " مما عملت
أيدينا " أي مما ولينا خلقه بابداعنا وإنشائنا ، لم نشارك فشي خلقه ولم نخلقه باعانة معين ،
واليد في اللغة على أقسام : منها الجارحة ، ومنها النعمة ، ومنها ، القوة ، ومنها تحقيق
الاضافة ، يقال في معنى النعمة : لفلان عندي يدبيضآء ، وبمعنى القدرة :(6)تلقى فلان
قولي باليدين أي بالقوة والتقبل . ويقولون : " هذا ما جنت يداك " وهو المعني في الآية
وإذا قال الواحد منا : عملت هذابيدي ، دل ذلك على انفراده بعمله من غير أن يكله إلى


(1)مجمع البيان 7 : 85 و 86 .
(2)في المصدر : وأوبارها .
(3)الاسراء : 70 .
(4)مجمع البيان 7 : 103 .
(5)مجمع البيان 8 : 407 فيه : والبقر خلق مختلف ألوانه كذلك .
(6)في المصدر : بمعنى القوة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه