بحار الأنوار ج17

صلى الله عليه وآله فرقتين : فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
اشهدوا .
وفي رواية مجاهد : ونحن مع النبي صلى الله عليه وآله ، وفي بعض طرق الاعمش : بمنى ، ورواه
أيضا عن ابن مسعود الاسود وقال : حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر ، ورواه عنه مسروق
أنه كان بمكة ، وزاد : فقال كفار قريش : سحركم ابن أبي كبشة ، فقال رجل منهم : إن
محمدا إن كان سحر القمر فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الارض كلها ، فاسألوا من يأتيكم
من بلد آخر هل رأوا هذا ، فأتوا فسألوا(1)فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك . وحكى
السمرقندي عن الضحاك نحوه ، وقال : فقال أبوجهل : هذا سحر ، فابعثوا إلى أهل الآفاق
حتى ينظروا أرأوا ذلك أم لا ، فأخبر أهل الآفاق أنهم رأوه منشقا " فقالوا " يعني الكفار
" هذا سحر مستمر " ورواه أيضا عن ابن مسعود علقمة فهؤلاء أربعة عن عبدالله .
وقد رواه غير ابن مسعود ، منهم أنس وابن عباس وابن عمر وحذيفة وجبير بن مطعم
وعلي ، فقال علي عليه السلام من رواية أبي حذيفة الارحبي(2): انشق القمر ونحن مع النبي
صلى الله عليه وآله .
وعن أنس سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وآله أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر فرقتين
حتى رأوا حراء بينهما ، رواه عن أنس قتادة ، وفي رواية معمر وغيره عن قتادة عنه : أراهم
القمر مرتين(3)انشقاقه ، فنزلت " اقتربت الساعة " ، ورواه عن جبير بن مطعم ابنه محمد ،


(1)في المصدر : فسألوهم .
(2)بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الحاء المهملة وفى آخرها الباء نسبة إلى بنى أرحب وهم
بطن من همدان .
(3)قال شارح الشفاء : أى شقتن أو فلقتين ، ويؤيده انه في نسخة فرقتين ، وقيل بمعنى كرتين
وفى صحيح مسلم : فأراهم انشقاق القمر مرتين ، قال الحلبى هذه المسألة فتشت عنها كثيرا حتى
وجدتها في كلام أبى عبدالله ابن امام الجوزية ذكرها في كتابه إغاثة اللهفان فذكر كلاما وفيه : إن المرات
يراد بها الافعال تارة والاعيان تارة ، وأكثر ما تستعمل في الافعال ، وأما الاعيان فكقوله في الحديث
" انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مرتين " أى شقين وفلقتين ، ولما خفى هذا على
من لم يحط به علما زعم أن الانشقاق وقع مرة بعد مرة في زمانين ، وهذا مما يعلم أهل الحديث و
من له خبرة بأحوال الرسول صلى الله عليه وآله وسيرته أنه غلط وأنه لم يقع الانشقاق الا مرة
واحدة إه‍ ثم ذكر عن شيخه العراقى تعدد الانشقاق ورده .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه