بحار الأنوار ج13

كفر الكافر(1)لا يقدح في سلطاننا وممالكنا ، كما أن إيمان المؤمن(2)لا يزيد في سلطاننا ،
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون يضرون بها لكفرهم وتبديلهم ، ثم قال(3)رسول الله صلى الله عليه وآله :
عباد الله عليكم باعتقاد ولايتنا أهل البيت ولا تفرقوا بيننا ، وانظروا كيف وسع الله عليكم
حيث أوضح لكم الحجة ليسهل عليكم معرفة الحق ، ثم وسع لكم في التقية لتسلموا من
شرور الخلق ، ثم إن بدلتم وغيرتم عرض عليكم التوبة وقبلها منكم ، فكونوا لنعماء الله
من الشاكرين .(4)
ثم قال الله عزوجل : " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية " إلى قوله تعالى : " ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون " قال الامام عليه السلام : قال الله عزوجل : واذكروا يا بني إسرائيل إذ
قلنا لاسلافكم : ادخلوا هذه القرية وهي أريحا من بلاد الشام ، وذلك حين خرجوا من التيه ،
" فكلوا منها " من القرية " حيث شئتم رغدا " واسعا بلا تعب " وادخلوا الباب " القرية " سجدا " مثل
الله تعالى على الباب مثال محمد وعلي وأمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال ، وأن يجددوا
على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما ، وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما ،
" وقولوا حطة " أي قولوا : إن سجودنا لله تعظيما لمثال محمد وعلي ، واعتقادنا لولايتهما حطة
لذنوبنا ومحو لسيئاتنا ، قال الله تعالى : " نغفر لكم " أي بهذا الفعل " خطاياكم " السالفة ،
ونزيل عنكم آثامكم الماضية " وسنزيد المحسنين " من كان فيكم(5)لم يقارف الذنوب التي
قارفها من خالف الولاية ، وثبت على ما أعطى الله من نفسه من عهد الولاية فإنا نزيدهم بهذا
الفعل زيادة درجات ومثوبات ، وذلك قوله عزوجل : " وسنزيد المحسنين " .
قوله عزوجل : " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم " أي لم يسجدوا
كما امروا ، ولا قالوا ما امروا ، ولكن دخلوها من مستقبليها بأستاههم وقالوا : هنطا
سمقانا ،(6)أي حنطة حمراء ينقونها أحب إلينا من هذا الفعل وهذا القول ، قال الله


(1)في نسخة : كفر الكافرين .
(2)في نسخة : ايمان المؤمنين .
(3)في المصدر : ثم قال : قال . وهو الصحيح .
(4)في المصدر : وفى نسخة من الكتاب : فكونوا النعماء الله الشاكرين .
(5)في المصدر : من كان منكم .
(6)في نسخة من المصدر : هطا سمقانا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه