بحار الأنوار ج10

فأما كتاب الله تبارك وتعالى فقوله عزوجل :(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم)فدعانا سبحانه إلى طاعة اولي الامر كما دعانا إلى
طاعة نفسه وطاعة رسوله ، فاحتجنا إلى معرفة اولي الامر كما وجبت علينا معرفة
الله تعالى ، ومعرفة الرسول عليه وآله السلام ، فنظرنا في أقاويل الامة فوجدناهم قد
اختلفوا في اولي الامر ، وأجمعوا في الآية على ما يوجب كونها في علي بن أبي طالب
عليه السلام ، فقال بعضهم : اولي الامر هم امراء‌السرايا ، وقال بعضهم : هم العلماء ، وقال
بعضهم : هم القوام على الناس ، والامرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر ، وقال
بعضهم : هم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب والائمة من ذريته عليهم السلام ، فسألنا الفرقة
الاولة فقلنا لهم : أليس علي بن أبي طالب عليه السلام من امراء السرايا ؟ فقالوا : بلى ،
فقلنا للثانية : ألم يكن عليه السلام من العلماء ؟ قالوا : بلى ، فقلنا للثالثة : أليس علي عليه السلام
قد كان من القوام على الناس بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ فقالوا : بلى ، فصار
أميرالمؤمنين عليه السلام معينا بالآية باتفاق الامة واجتماعها ، وتيقنا ذلك بإقرار المخالف
لنافي الامامة(1)والموافق عليها ، فوجب أن يكون إماما بهذه الآية لوجود الاتفاق على
أنه معني بها ، ولم يجب العدول إلى غيره والاعتراف بإمامته لوجود الاختلاف في
ذلك وعدم الاتفاق وما يقوم مقامه من البرهان .
وأما السنة فإنا وجدنا النبي صلى الله عليه وآله استقضى عليا عليه السلام على اليمن ، وأمره


* أبوه من أصحاب يونس وروى عن ابى جعفرالثانى عليه السلام أيضا ، وللفضل مصنفات كثيرة تبلغ
مائة وثمانين كتابا ، أورد عدة منها الطوسى والنجاشى في فهرستيهما ، منها : كتاب الرد على
الحسن البصرى في التفضيل ، كتاب النقض على الاسكافى ، كتاب الرد على أهل التعطيل ، كتاب
الرد على الثنوية ، كتاب الرد على المنانية ، كتاب الرد على الغالية المحمدية ، كتاب الرد على
محمد بن كرام ، كتاب الرد على الاصم ، كتاب الرد على الفلاسفة ، كتاب الرد على الباطنية
والقرامطة ، كتاب الرد على يزيد بن بزيع الخارجى ، كتاب الرد على المرجئة ، كتاب تبيان اهل
الضلالة ، كتاب الرد على الحشوية ، تاب الاعراض والجواهر ، كتاب العلل ، كتاب السنن ، كتاب
الفرائض الكبير ، كتاب الفرائض الاوسط ، كتاب الفرائض الصغير ، كتاب مسائل البلدان ، كتاب
الامامة الكبيرة وغير ذلك .
(1)في المصدر : وتيقنا ذلك باقرار المخالف لنا في امامته عليه السلام .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه