بحار الأنوار ج18

عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فاطمة تحدثن
نساء قريش وغيرهن وعيرتها ، وقلن : زوجك رسول الله صلى الله عليه وآله من عائل لا مال له ، فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة أما ترضين ؟ إن الله تبارك وتعالى اطلع اطلاعة إلى الارض
فاختار منها رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ، يافاطمة كنت أنا وعلي نورا(1)
بين يدي الله مطيعين من قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق
آدم قسم ذلك النور بجزء‌ين جزء أنا ، وجزء علي ، ثم إن قريشا تكلمت في ذلك وفشا
الخبر ، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله فأمر بلالا فجمع الناس ، وخرج إلى مسجده ورقي منبره يحدث
الناس بما خصه الله تعالى من الكرامة ، وبما خص به عليا عليه السلام وفاطمة عليها السلام ، فقال :
يا معشر الناس إنه بلغني مقالتكم ، وإني محدثكم حديثا فعوه واحفظوا مني واسمعوه(2)،
فإني مخبركم بماخص الله به أهل البيت ، وبما خص به عليا من الفضل والكرامة ،
وفضله عليكم ، فلا تخالفوه فتنقلبوا على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله
شيئا وسيجزي الله الشاكرين .
معاشر الناس ! إن الله قد اختارني من خلقه فبعثني إليكم رسولا ، واختار لي عليا
خليفة ووصيا(3).
معاشر الناس ! إني لما اسري(4)بي إلى السماء فما مررت بملا من الملائكه في
سماء من السماوات إلا سألوني عن علي بن أبي طالب وقالوا : يا محمد إذا رجعت إلى الدنيا
فاقرأ عليا وشيعته منا السلام ، فلما وصلت إلى السماء السابعة وتخلف عني جميع من كان
معي من ملائكة السماوات وجبرئيل عليه السلام ، والملائكة المقربين(5)، ووصلت إلى حجب ربي
دخلت سبعين ألف حجاب ، بين كل حجاب إلى حجاب من حجب الغرة ؟ ؟ والقدرة والبهاء
والكرامة والكبرياء والعظمة والنور والظلمة والوقار(6)حتى وصلت إلى حجاب الجلال


(1)في المصدر : نورين .
(2)في المحتضر : وأبلغوه عنى ، فانى مخبركم بما خصنا الله به .
(3)في نسخة : واختار لى عليا ، فجعل لى أخا وخليفة ووصيا .
(4)في المحتضر : انه لما اسرى بى .
(5)في المحتضر : والملائكة المقربون .
(6)في نسخة زاد : والكمال .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه