بحار الأنوار ج96

فاغفرلي فانك أنت التواب الرحيم فبقي إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى
السماء يتضرع ويبكي إلى الله فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها فلما
أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات وتاب عليه .
ثم أفضى إلى مني وأمره جبرئيل عليه السلام أن يحلق الشعر الذي عليه فحلقه .
ثم رده إلى مكة فأتى به عند الجمرة الاولى فعرض إبليس له عندها فقال :
ياآدم أين تريد ؟ فأمره جبرئيل عليه السلام أن يرميه بسبع حصيات وأن يكبر مع كل
حصاة تكبيرة ففعل .
ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية فأمره أن يرميه بسبع حصيات
فرمى وكبر مع كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس .
ثم مضى به فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة وأمره أن يرميه بسبع حصيات
فرمي وكبر مع كل حصاه تكبيرة فذهب إبليس ، وقال له جبرئيل : إنك
لن تراه بعد هذا أبدا ، فانطلق به إلى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرات
فقال : إن الله قد قبل توبتك وحلت لك زوجتك ، قال : فلما قضى آدم حجة و
لقيته الملائكة بالابطح فقالوا : ياآدم برحجك أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت
بألفي عام(1).
15 - فس : أبي ، عن النضر ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن
إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام ، فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت
سارة من ذلك غما شديدا ، لانه لم يكن له منها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في
هاجر فتغمه فشكا إبراهيم ذلك إلى الله عزوجل فأوحلى الله إليه إنما مثل المرأة
مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها وإن أقمتها كسرتها ، ثم أمره أن
يخرج إسماعيل وامه عنها ، فقال : يارب إلى أي مكان ؟ فقال : إلى حرمي
وأمني وأول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة فأنزل عليه جبرئيل عليه السلام بالبراق
فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليهما السلام وكان إبراهيم لايمر بموضع حسن فيه


(1)تفسير على بن إبراهيم القمي ص 37 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه