بحار الأنوار ج12

" وابعث فيهم رسولا " هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله كما قال : أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة
عيسى .(1)
" ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " أي لا يترك دين إبراهيم وشريعته
إلا من أهلك نفسه وأوبقها ; وقيل : أضل نفسه ; وقيل : جهل قدره . وقيل : جهل نفسه
بما فيها من الآيات الدالة على أن لها صانعا ليس كمثله شئ .(2)
" ولقد اصطفيناه في الدنيا " أي اخترناه بالرسالة " وإنه في الآخرة لمن الصالحين "
أي من الفائزين " وقيل : أي لمع الصالحين ، أي مع آبائه الانبياء في الجنة " إذ قال له
ربه " أي اصطفيناه حين قال له ربه " أسلم " واختلف في أنه متى قيل له ذلك ، فقال الحسن :
كان هذا حين ألفت الشمس ورأى إبراهيم تلك الآيات والادلة وقال : " يا قوم إني برئ
مما تشركون " وقال ابن عباس : إنما قال ذلك إبراهيم حين خرج من السرب ، وإنما
قال ذلك بعد النبوة ، ومعنى " أسلم " استقم على الاسلام وأثبت على التوحيد ; وقيل :
معنى أسلم أخلص دينك بالتوحيد " قال أسلمت " أي أخلصت الدين " لله رب العالمين *
ووصى بها " أي بالملة ، أو بالكلمة التي هي قوله : " أسلمت لرب العالمين " وقيل : بكلمة
التوحيد " إبراهيم بنيه " إنما خص البنين لان إشفاقه عليهم أكثر . وهم بقبول وصيته
أجدر ، وإلا فمن المعلوم أنه كان يدعو جميع الانام إلى الاسلام " ويعقوب " أي ووصى
يعقوب بنيه " إن الله اصطفى لكم الدين " أي اختار لكم دين الاسلام " فلا تموتن إلا و
أنتم مسلمون " أي فلا تتركوا الاسلام فيصادفكم الموت على تركه .(3)
" ولقد جاء‌ت رسلنا " قيل : كانوا ثلاثة : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، عن ابن
عباس ; وقيل : أربعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ; قيل : والرابع اسمه كروبيل ; وقيل : تسعة ;
وقيل : أحد عشر وكانوا على صورة الغلمان " بالبشرى " أي بالبشارة بإسحاق ونبوته ، وأنه
يولد له يعقوب . وروي عن أبي جعفر عليه السلام أن هذه البشارة كانت بإسماعيل من هاجر ;


(1)مجمع البيان 1 : 209 - 210 . م
(2)وقيل : أذلها واستخف بها .
(3)مجمع البيان 1 : 212 - 213 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه