بحار الأنوار ج27

فالتفت ألي أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ياقنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا
على أهل السماوات وأهل الارض من الجن والانس والثمر وغير ذلك فما قبل منه
ولايتنا طاب وطهر وعذب ، ومالم يقبل منه خبث وردي ونتن(1).
بيان : التأثم : الكف عن الاثم ، وكأنه خاف أن يخرج أيضا مرا فينسب
الاثم في ذلك إليه ، أو تحرز عن الاسراف ، وإن كان ينافي علو شأنه ، فعلى الاول
مأمورة ، أي بكونها حلوة ، أو قابلة لامر الميثاق ، وعلى الثاني المعنى أنها كثيرة كثيرة
النتاج ولا إسراف فيه ، وفي الحديث : مهرة مأمورة أي كثيرة النتاج والنسل .
7 - مد : من مناقب ابن المغازلي باسناده عن الاعمش قال : دخلت على المنصور
وهو جالس للمظالم فلما بصر بي قال : يابا سليمان حدثني الصادق عن الباقر عن
السجاد عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أتاني جبرئيل عليه السلام فقال :
تختموا بالعقيق فانه أول حجر أقر لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي ولولده
بالولاية(2).
بيان : أقول : هذه الاخبار وأمثالها من المتشابهات التي لايعلم تأويلها إلا الله
والراسخون في العلم ، ولابد في مثلها من التسليم ورد تأويلها إليهم عليهم السلام ، ويمكن
أن يقال : لعل الله تعالى أعطاها شعورا وكلفها بالولاية ثم سلبه عنها ، ويخطر بالبال
أنه يحتمل أن تكون استعارة تمثيلية لبيان حسن بعض الاشياء وشرافتها وقبح بعض
الاشياء وردائتها ، فان للاشياء الحسنة والشريفة من جميع الاجناس والانواع مناسبة
من جهة حسنها ، وللاشياء القبيحة والرذيلة مناسبة من جهة قبحها ، فكل ماله جهة
شرافة وفضيلة وحسن فهي منسوبة إلى أشرف الاشارف : محمد وأهل بيته صلوات الله
عليهم ، فكأنه أخذ ميثاق ولايتهم عنها وقبلتها .


(1)الاختصاص : 249 .
(2)العمدة : 197 وفيه :(اتاني جبرئيل آنفا)وفيه : وعلى بالوصية ولولده .
بالامامة ولشيعته بالجنة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه