بحار الأنوار ج8

قال : وإن في الجنة لنهرا حافتاه الجواري قال : فيوحي إليهن الرب تبارك و
تعالى : أسمعن عبادي تمجيدي وتسبيحي وتحميدي ، فير فعن أصواتهن بألحان وترجيع
لم يسمع الخلائق مثلها قط ، فتطرب أهل الجنة ، وإنه لتشرف على ولي الله المرأة
ليست من نسائه من السجف فملات قصوره ومنازله ضوء‌ا ونورا ، فيظن ولي الله أن
ربه أشرف عليه ، أو ملك من ملائكته ، فيرفع رأسه فإذا هو بزوجة قد كادت يذهب
نورها نور عينية ، قال : فتناديه : قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة ، قال : فيقول لها :
ومن أنت ؟ قال : فتقول : أناممن ذكرالله في القرآن : لهم مايشاؤن فيها ولدينامزيد
فيجامعها في قوة مائة شاب ويعانقها سبعين سنة من أعمار الاولين ، ومايدري أينظر
إلى وجهها أم إلى خلفها أم إلى ساقها ؟ فما من شئ ينظر إليه منها إلا رأى وجهه
من ذلك المكان من شدة نورها وصفائها ، ثم تشرف عليها اخرى أحسن وجها وأطيب
ريحا من الاولى ، فتناديه فتقول : قد آن لنا أن يكون لنا منك دولة ، قال : فيقول لها
ومن أنت ؟ فتقول : أنا من ذكرالله(1)في القرآن : فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة
أعين جزاء بما كانوا يعملون .
قال : وما من أحد يدخل الجنة إلا كان له من الازواج خمسمائة حوراء ، مع
كل حوراء سبعون غلاما وسبعون جارية كأنهن(كأنهم ظ)اللؤلؤ المنثور ، كأنهن
اللولؤ المكنون - وتفسير المكنون بمنزلة اللؤلؤ في الصدف لم تمسه الايدي ولم
تره الاعين ، وأما المنثور فيعني في الكثرة - وله سبع قصور في كل قصر سبعون بيتا ،
في كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا ، عليها زوجة من الحور
العين تجري من تحتهم الانهار أنهار من ماء غيرآسن ، صاف ليس بالكدر وأنهار من لبن
لم يتغير طعمه لم يخرج من ضرر المواشي وأنهار من عسل مصفى لم يخرج من
بطون النحل وأنهار من خر لذة للشاربين لم يعصره الرجال بأقدامهم ، فإذا
اشتهوا الطعام جاء‌هم طيور بيض يرفعن أجنحتهن فيأكلون من أي الالوان اشتهوا جلوسا
إن شاؤوا أو متكئين ، وإن اشتهوا الفاكهة تسعبت إليهم الاغصان فأكلوا من
من أيها اشتهوا ، قال : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بماصبرتم


(1)كذا في نسخة المصنف والظاهر : أنا ممن ذكر الله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه