بحار الأنوار ج82

وأداء الامانة ، وحسن الجوار ، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا
زينا ، ولاتكونوا شينا ، وعليكم بطول السجود والركوع ، فان أحدكم إذا أطال
الركوع والسجود ، يهتف إبليس من خلفه وقال : ياويلتاه أطاعوا وعصيت ، وسجدوا
وأبيت(1).
16 - مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : ما خسر والله من أتى بحقيقة
السجود ، ولو كان في العمر مرة واحدة ، وما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال
شبيها بمخادع لنفسه ، غافل لاه عما أعدالله للساجدين : من انس العاجل ، وراحة
الاجل ، ولابعد أبدا عن الله بمن أحسن تقربه في السجود ، ولاقرب إليه أبدا من
أساء أدبه ، وضيع حرمته ، بتعليق قلبه بسواه في حال سجوده ، فاسجد سجود متواضع
ذليل علم أنه خلق من تراب يطأه الخلق ، وأنه ركب من نطفة يستقذرها كل أحد
وكون ولم يكن .
وقد جعل الله معنى السجود سبب التقريب إليه بالقلب والسر والروح ، فمن
قرب منه بعد من غيره ، ألا يرى في الظاهر أنه لايستوي حال السجود إلا بالتواري
عن جميع الاشياء ، والاحتجاب عن كل ماتراه العيون ، كذلك أراد الله تعالى أمر الباطن
فمن كان قلبه متعلقا في صلاته بشئ دون الله ، فهو قريب من ذلك الشئ ، بعيد من
حقيقة ما أراد الله منه في صلاته ، قال الله عزوجل :(ما جعل الله لرجل من قلبين
في جوفه)(2)وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله عزوجل : لاأطلع على قلب عبد
فأعلم منه حب الاخلاص لطاعتي لوجهي ، وابتغاء مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته
ومن اشتغل في صلاته بغيري فهو من المستهزئين بنفسه ، ومكتوب اسمه في ديوان
الخاسرين(3).
17 - فلاح السائل : تقول في السجود ما رواه الكليني - ره - عن الحلبي ، عن


(1)المحاسن : 18 .
(2)الاحزاب : 4 .
(3)مصباح الشريعة 12 و 13 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه