بحار الأنوار ج95

حسنة وفي الاخرة حسنة ، وأن تقيني عذاب النار
اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الامر المحتوم ، وفيما تفرق من الامر
الحكيم ، في ليلة القدر ، من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل ولا يغير ، أن تكتبني
من حجاج بيتك الحرام ، المبرور حجهم ، المشكور سعيهم ، المغفور ذنبهم ، المكفر
عنهم سيئاتهم ، واجعل فيما تقضي وتقدر أن تعتق رقبتي من النار ، يا أرحم
الراحمين
اللهم إني أسئلك ولم يسأل العباد مثلك جودا وكرما ، وأرغب إليك ولم
يرغب إلى مثلك ، أنت موضع مسألة السائلين ، ومنتهى رغبة الراغبين ، أسألك
بأعظم المسائل كلها وأفضلها وأنجحها ، التي ينبغي للعباد أن يسئلوك بها ، يا الله
يا رحمان ، وبأسمائك ما علمت منها وما لم أعلم ، وبأسمائك الحسنى ، وأمثالك
العليا ، وبنعمتك التي لا تحصى ، وبأكرم أسمائك إليك ، وأحبها إليك ، و

أشرفها عندك منزلة ، وأقربها منك وسيلة ، وأجزلها منك ثوابا وأسرعها لديك
إجابة ، وباسمك المكنون المخزون ، الحي القيوم ، الاكبر الاجل الذي تحبه
وتهواه ، وترضى عمن دعاك به ، وتستجيب له دعاء‌ه ، وحق عليك ألا تخيب
سائلك وأسألك بكل اسم هو لك في التوراة والانجيل والزبور والفرقان ، و
بكل اسم دعاك به حملة عرشك ، وملائكة سمواتك ، وجميع الاصناف من خلقك
من نبي أو صديق أو شهيد ، وبحق الراغبين إليك ، المقربين منك ، المتعوذين
بك ، وبحق مجاوري بيتك الحرام حجاجا ومعتمرين ، ومقدسين ، والمجاهدين
في سبيلك ، وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر أو سهل أو جبل أدعوك دعاء
من قد اشتدت فاقته ، وكثرت ذنوبه ، وعظم جرمه ، وضعف كدحه ، دعاء من
لا يجد لنفسه سادا ، ولا لضعفه معولا ، ولا لذنبه غافرا غيرك ، هاربا إليك متعوذا
بك متعبدا لك غير متكبر ولا مستنكف ، خائفا بائسا فقيرا مستجيرا بك أسألك
بعزتك وعظمتك وجبروتك وسلطانك ، وبملكك وببهائك وجودك وكرمك
وبآلائك وحسنك وجمالك ، وبقوتك على ما أردت من خلقك أدعوك يا رب

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه