بحار الأنوار ج38

فقلت : علي بن أبي طالب ،(1)فقالت : كذبت ، فقلت : ما كان أغناني يا ام المؤمنين أن
تكذبيني ، قال : فدخل مسروق فقالت : من قتل الخوارج ؟ فقال : قتلهم علي بن أبي طالب
وذكروا اذا الثدية ، فقالت : ما يمنعني أن أقول الذي سمعت من رسول الله ، سمعته يقول ،
علي مع الحق والحق معه .
ومنه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا علي إن الحق معك والحق على لسانك
وفي قلبك وبين عينيك .
ومنه عن أبي رافع أنه دخل رجل على ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه واله فأخبرها بيوم
الجمل ، فقالت : إلى أين طار قلبك إذا طارت القلوب مطائرها ؟ قال : كنت يا ام المؤمنين
مع علي بن أبي طالب عليه السلام قالت : أحسنت وأصبت أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول
يرد علي الحوض وأشياعه ، والحق معم لا يفارقونه .
ومنه عن أبي رافع أنه صلى الله عليه واله قال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو
على الحق وهم على الباطل ؟ يكون حقا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده
فيجاهدهم بلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شئ ، قلت : ادع لي(2)
إن أدركتهم أن يعينني ويقو يني على قتالهم ، فلما بايع الناس علي بن أبي طالب وخالفه
معاوية وسار طلحة والزبير إلى البصرة قلت : هؤلاء القوم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه واله
ما قال ، فباع أرضه بخيبر وداره بالمدينة وتقوى بها هو وولده ، ثم خرج مع علي بجميع
أهله وولده وكان معه حتى استشهد علي عليه السلام فرجع إلى المدينة مع الحسن ولا أرض له
بالمدينة ولا دار ، فأقطعه الحسن عليه السلام أرضا بينبع(3)من صدقة علي عليه السلام وأعطاه دارا .
ومنه عن أبي موسى الاشعري قال : أشهد أن الحق مع علي عليه السلام ولكن مالت
الدنيا بأهلها ، ولقد سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول له : يا علي أنت مع


(1)في المصدر : قتلهم على بن ابى طالب .
(2)في المصدر : قال : قلت : ادعاللهلى اه‍ .
(3)ينبع حصن قرية غناء على يمين رضوى لمن كان منحدرا من أهل المدينة إلى البحر على
ليلة من رضوى ، وهى لبنى حسن بن على بن أبى طالب ، وفيها عيون عذاب(مراصد الاطلاع
3 : 1485).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه