بحار الأنوار ج52

اعتقد وجود الامام عليه السلام وكان ذلك في سنة أبع وأربعين وسبعمائة .
ومن ذلك بتاريخ صفر لسنة سبعمائة وتسع وخمسين حكى لي المولى الاجل
الامجد ، العالم الفاضل ، القدوة الكامل ، المحقق المدقق ، مجمع الفضائل ، و
مرجع الافاضل ، افتخار العلماء في العالمين ، كمال الملة والدين ، عبدالرحمان
ابن العماني ، وكتب بخطه الكريم ، عندي ما صورته :
قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبدالرحمن بن إبراهيم القبائقي : إني
كنت أسمع في الحلة السيفية حماها الله تعالى أن المولى الكبير المعظم جمال الدين
ابن الشيخ الاجل الاوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به
فالج ، فعالجته جدته لابيه بعد موت أبيه بكل علاج للفالج ، فلم يبرأ .
فأشار عليها بعض الاطباء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ
وقيل لها : ألا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحلة المعروفة بمقام صاحب الزمان
عليه السلام لعل الله تعالى يعافيه ويبرئه .
ففعلت وبيتته تحتها وإن صاحب
الزمان عليه السلام أقامه وأزال عنه الفالج .
ثم بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتى كنا لم نكد نفترق ، وكان له
دار المعشرة ، يجتمع فيها وجوه أهل الحلة وشبابهم وأولاد الاماثل منهم ، فاستحكيته
عن هذه الحكاية ، فقال لي : إني كنت مفلوجا وعجز الاطباء عني وحكى لي
ما كنت أسمعه مستفاضا في الحلة من قضيته وأن الحجة صاحب الزمان عليه السلام قال
لي وقد أباتتني جدتي تحت القبة : قم ! فقلت : ياسيدي لا أقدر على القيام منذ سنتي
فقال : قم باذن الله تعالى وأعانني على القيام ، فقمت وزال عني الفالج وانطبق علي
الناس حتى كادوا يقتلونني وأخذوا ما كان علي من الثياب تقطيعا وتنتيفا يتبركون
فيها وكساني الناس من ثيابهم ، ورحت إلى البيت ، وليس بي أثر الفالج ، وبعثت
إلى الناس ثيابهم ، وكنت أسمعه يحكى ذلك للناس ولمن يستحكيه مرارا حتى
مات رحمه الله .
ومن ذلك ما أخبرني من أثق به وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه