بحار الأنوار ج58

والنحلة إنسان كسوب عظيم الخطرو البركة . وطير الماء أفضل الطير في التأويل ، لانها أكثرها
ريشا وأقلها غائلة ، ولها سلطانان في البر والماء . والسمك الطري الكبار إذ أكثرها عددها
مال وغنيمة ، وصغارها هموم كالصبيان . ومن أصاب سمكة طرية أوسمكتين أصاب امرأة أو
امرأتين ، فان أصاب في بطنها لؤلؤة أصاب منها غلاما . والضفدع إنسان عابد مجتهد ، فإن
كثر من الضفادع فعذاب والجراد جند ، والجنود إذا دخلوا موضعا فهو خراب . وروى مسلم و
البخاري في صحيحيهما بأسناد هما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : نحن الآخرون
السابقون بينا أتا نائم إذ اوتيت خزائن الارض ، فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا
علي وأهماني ، فاوحي إلي أن انفخهما ، فنفختهما فطارا . فأو لتهما الكذابين اللذين
أنا بينهما ، صاحب صنعاء ، وصاحب اليمامة . وفي رواية الترمدي قال : رأيت في المنام
كأن في يدي سوارين ، فأولتهما كاذبين يخرجان من بعدي ، يقال لاحدهما مسيلمة
صاحب اليمامة ، والعبسي صاحب صنعاء .
وقال علماء التعبير : من رأى عليه سوارين من ذهب أصابه ضيق في ذات يده ، ومن
الفضة خير من الذهب ، فإن رأى عليه خلخالا من ذهب أو فضة أصابه حبس أوخوف
أوقيد ، وليس يصلح للرجال في المنام من الحلي إلا القلادة والتاج والعقد والقرط والخاتم
وللنساء كله زينة . والقلادة ولاية وأمانة ، واللؤلؤ المنظوم كلام الله أو من كلام البر وإن كان
منثورا فهو ولد وغلمان ، وربما كان اللؤلؤ جارية أو امرأة . والقرط زينة وجمال ، والخاتم
إذا كان معروف الصياغة والنقش سلطان صاحبه . فإن اعطي خاتما فتختم به ملك شيئا وربما
كان الخاتم امرأة ومالا أو ولدا .
وفص الخاتم وجه ما يعبر الخاتم به . وإن كان الخاتم من ذهب كان

مانسب إليه حراما ، فإن رأى حلقته انكسرت وسقطت وبقي الفص ذهب سلطانه
وبقي الذكر والجمال . ومن رأى أنه أصاب ذهبا يصيبه غرم ويذهب ماله ، فإن كان
الذهب معمولا من إناء أونحوه كان أضعف في التأويل . والدراهم مختلفة التأويل على
اختلاف الطبائع ، فمنهم من يراها في المنام فيصيبها في اليقظة ، ومنهم من يعبرها
بالكلام ، فإن كانت بيضا فهي كلام حسن ، وإن كانت ردية فكلام سوء ومنهم من

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه