بحار الأنوار ج27

شخصه وهو يقول : ياابا جعفر(1)صاحبك خلف القصر عند السدة ، فأقرئه مني السلام
فالتفت فلم أر أحدا ، ثم رد علي الصوت باللفظ الذي كان ، ثم فعل ذلك ثلاثا فاقشعر
جلدي ، ثم انحدرت في الوادي حتى أتيت قصد الطريق الذي خلف القصر ولم أطأ في
القصر .
ثم أتيت السد نحو السمرات ثم انطلقت قصد الغدير فوجدت خمسين حيات
روافع من عند الغدير ، ثم استمعت فسمعت كلاما ومراجعة ، فصفقت بنعلي ليسمع
وطئي ، فسمت أبا الحسن يتنحنح ، فتنحنحت وأجبته ، ثم نظرت وهجمت فاذا حية
متعلقة بساق شجرة فقال : لا عتي ولا ضائر(2)، فرمت بنفسها ثم نهضت على منكبه
ثم أدخلت رأسها في اذنه ، فأكثرت من الصفير فأجاب : بلى قد فصلت بينكم ولا يبغي
خلاف ماأقول إلا ظالم ، ومن ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته مع عقاب شديد
اعاقبه إياه وآخذ(3)مالا إن كان له حتى يتوب .
فقلت : بأبي أنت وامي ألكم عليهم طاعة ؟ فقال : نعم والذي أكرم محمدا صلى الله عليه وآله


(1)كينة لابراهيم بن وهب .
(2)في المصدر :(لاتخشى ولا ضائر)وفي هامش المصدر حاشية تبين بعض ألفاظ الحديث
ونقلها لايخلو عن فائدة وهي هكذا : السراة بالفتح اسم جمع للسرى بمعنى الشريف . واسم
لمواضع . والسمرة بضم الميم : شجرة معروفة . وروافع بالفاء والعين المهملة أي رفعت رؤوسها
أو بالغين المعجمة من الرفع وهو سعة العيش أي مطمئنة غير خائفة . او بالقاف والعين المهملة
أي ملونة بألوان مختلفة ، ويحتمل أن يكون في الاصل بالتاء والعين المهملة أي ترتع حول
الغدير . فطفقت بنعلى أي شرعت أضرب به ، والظاهر انه بالصاد كما في بعض النسخ . والصفق :
الضرب يسمع له صوت . لاتخشى ولا ضائر اي لاتخافى فانه ليس هنا احد يضرك ، يقال :
ضاره اى ضره ، وفي بعض النسخ : لاعسى ، وهو تصحيف ، وقليل ماهم أي المطيعون من الانس
أو من الجن بالنسبة إلى غيرهم .
(3)في المصدر : واخذ ماله .
(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه