بحار الأنوار ج10

من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي ؟
وكان شهيدا .
ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام كلم الموتى فلقد كان لمحمد صلى الله عليه وآله ماهو أعجب
من هذا ، إن النبي صلى الله عليه وآله لما نزل بالطائف وحاصرأهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة
مطلية(مطبوخة خ ل)بسم فنطق الذراع منها فقالت : يا رسول الله لا تأكلني فإني
مسمومة ، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عزوجل على
المنكرين لنبوته ، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي ، ولقد كان صلى الله عليه وآله
يدعو بالشجرة فتجيبه ، وتكلمه البهيمة ، وتكلمه السباع وتشهدله بالنبوة وتحذرهم
عصيانه ، فهذا أكثر مما اعطي عيسى عليه السلام .
قال له اليهودي : إن عيسى يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في
بيوتهم . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله فعل ماهو أكثر من هذا ،
إن عيسى عليه السلام أنبأ قومه بما كان من وراء حائط ، ومحمدصلى الله عليه وآله أنبأ عن مؤتة وهو عنها
غائب ، ووصف حربهم ومن استشهد منهم ، وبينه وبينهم مسيرة شهر .
وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شئ فيقول صلى الله عليه وآله : تقول أوأقول ؟ فيقول :
بل قل يا رسول الله فيقول : جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته .
ولقد كان صلى الله عليه وآله يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتي لايترك من أسرارهم شيئا ، منها
ماكان بين صفوان بن امية وبين عميربن وهب إذا أتاه عمير فقال : جئت في فكاك ابني
فقال له : كذبت بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر : والله
للموت خير لنا من البقاء(1)مع ماصنع محمد صلى الله عليه وآله بنا ، وهل حياة بعد أهل القليب ؟
فقلت أنت : لولا عيالى ودين علي لارحتك من محمد فقال صفوان : علي أن أقضي دينك
وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن من خير أوشر . فقلت أنت : فاكتمها علي
وجهزني حتى أذهب فأقتله ، فجئت لتقتلني فقال : صدقت يا رسول الله ، فأنا أشهد أن
لا إله إلاالله ، وأنك رسول الله . وأشباه هذا مما لايحصى .


(1)في المصدر : وقلتم : والله للموت أهون علينا من البقاء .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه