بحار الأنوار ج44

ايضاح : عار الفرس أي انفلت وذهب ههنا وههنا من مرحه ، ذكره الجوهري
وقال : السالخ : الاسود من الحيات ، يقال أسود سالخ غير مضاف لانه يسلخ جلده
كل عام .
أقول : قد مر أخبار فضله وشهادته رضى الله عنه في كتاب الفتن في باب أحوال
أصحاب أمير المؤمنين صلوات عليه .
21 ما : الحسين بن علي التمار ، عن محمد بن القاسم الانباري ، عن أبيه
عن علي بن الحسن الاعرابي ، عن علي بن عمروس ، عن هشام بن السائب ، عن أبيه
قال : خطب الناس يوما معاوية بمسجد دمشق وفي الجامع يومئذ من الوفود علماء
قريش ، وخطباء ربيعة ومدارهها ، صناديد اليمن وملوكها .
فقال معاوية : إن الله تعالى أكرم خلفاء‌ه ، فأوجب لهم الجنة ، وأنقذهم من
النار ، ثم جعلني منهم وجعل أنصاري أهل الشام : الذابين عن حرم الله ، المؤيدين
بظفر الله ، والمنصورين على أعداء الله .
قال : وكان في الجامع من أهل العراق الاحنف بن قيس ، وصعصعة بن
صوحان فقال الاحنف لصعصعة : أتكفيني أم أقوم إليه أنا ؟ فقال صعصعة للاحنف
بل أكفيكه أنا ثم قام صعصعة فقال : يا ابن أبى سفيان تكلمت فأبلغت ، ولم تقصر
دون ما أردت ، وكيف يكون ما تقول ، وقد غلبتنا قسرا ، وملكتنا تجبرا ، ودنتنا
بغير الحق ، واستوليت بأسباب الفضل علينا ، فأما إطراؤك لاهل الشام فما رأيت
أطوع لمخلوق وأعصى لخالق منهم : قوم ابتعت منهم دينهم وابدانهم بالمال ، فان
أعطيتهم حاموا عليك ونصروك ، وإن منعتهم قعدوا عنك ورفضوك .
قال معاوية : اسكت ابن صوحان فوالله لولا أني لم أتجرع غصة غيظ قط افضل
من حلم وأحمد من كرم سيما في الكف عن مثلك ، والاحتمال لذويك ، لما عدت
إلى مثل مقالتك ، فقعد صعصعة ، فأنشأ معاوية يقول :
قلبت جاهلهم حلما ومكرمة * والحلم عن قدرة فضل من الكرم
ايضاح : المدره كمنبر السيد الشريف ، والمقدم في اللسان ، واليد عند

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه