بحار الأنوار ج20

فلما رجع منها نزل على بئر وكان المآء قليلا فيها ، وكان أنس بن سيار(1):
حليف الانصار ، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا
على البئر ، فتعلق دلو سيار(2)بدلو جهجاه ، فقال سيار : دلوي ، وقال جهجاه : دلوي ،
فضرب جهجاه يده على وجه سيار(3)، فسال منه الدم ، فنادى سيار(4)بالخزرج ،
ونادى جهجاه بالقريش ، وأخذ الناس السلاح . وكاد أن تقع الفتنة ، فسمع عبدالله
ابن أبي الندآء فقال : ما هذا ؟ فاخبروه الخبر(5)، فغضب غضبا شديدا ، ثم قال :
قد كنت كارها لهذا المسير إني لاذل العرب ، ما ظننت أني(6)أبقى إلى أن أسمع
مثل هذا فلا يكون(7)عندي تغيير ، ثم أقبل على أصحابه فقال : هذا عملكم ،
أنزلتموهم منازلكم ، وواسيتموهم بأموالكم ، ووقيتموهم بأنفسكم ، وأبرزتم نحوركم
للقتل فأرمل نساء‌كم وايتم صبيانكم ، ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم(8)،
ثم قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ، وكان في القوم
زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في ظل
شجرة في وقت الهاجرة(9)وعنده قوم بن أصحابه من المهاجرين والانصار ،
فجاء زيد فأخبره بما قال عبدالله بن أبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لعلك وهمت
ياغلام " ؟ قال : لا والله ما وهمت ، فقال : " فلعلك غضبت عليه " ؟ قال : لا والله ما
غضبت عليه ، قال : " فلعلة سفه عليك " قال(10): لا والله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله


(1)هكذا في الكتاب ومصدره ، ولم نجد له ذكرا في الصحابة ، والموجود في تاريخ
الطبرى ومجمع البيان كما تقدم : سنان الجهنى . وفي السيرة واسد الغابة : سنان بن
وبر الجهنى .
(2 - 4)هكذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : ابن سيار .
(5)بالخبر خ ل .
(6)أن ابقى خ ل .
(7)فلا يكن خ ل .
(8)لغيركم خ ل .
(9)الهاجرة مؤنث الهاجر : نصف النهار في القيظ ، أو من عند زوال الشمس إلى العصر ، لان
الناس يستكنون في بيوتهم كانهم هاجروا .
(10)فقال خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه