بحار الأنوار ج43

أخبار الليث بن سعد بإسناده أن رجلا نذر أن يدهن بقارورة رجلي أفضل
قريش ، فسأل عن ذلك ، فقيل : إن مخرمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش فاسأله
عن ذلك ، فأتاه وسأله وقد خرف وعنده ابنه المسور ، فمد الشيخ رجليه وقال :
ادهنهما ، فقال المسور ابنه للرجل : لا تفعل أيها الرجل ، فان الشيخ قد خرف
وإنما ذهب إلى ماكان في الجاهلية وأرسله إلى الحسن والحسين عليهما السلام وقال : ادهن
بها أرجلهما ، فهما أفضل الناس وأكرمهم اليوم .
وفي حديث مدرك بن أبي زياد ، قلت لابن عباس وقد أمسك للحسن ثم
الحسين بالركاب ، وسوى عليهما : أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب ؟ فقال :
يالكع وماتدري من هذان ؟ هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه واله أوليس مما أنعم الله علي
به أن امسك لهما واسوي عليهما .
عيون المحاسن عن الروياني أن الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا
يحسن ، فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما : أنت لا تحسن الوضوء فقالا :
أيها الشيخ كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا فتؤضئا ثم قالا : أينا يحسن ؟
قال : كلا كما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن
وقد تعلم الان منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على امة جدكما .
الباقر عليه السلام قال : ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاما له ، ولا تكلم محمد
ابن الحنفية بين يدي الحسين عليه السلام إعظاما له .
وقالوا : قيل لايوب عليه السلام نعم العبد (1)، وللحسن والحسين : نعم المطية
مطيتكما ، ونعم الراكبان أنتما ، وقال : وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون (2)وقال
الحسين عليه السلام : إن لم تصدقوني فاعتزلوني ولا تقتلوني .


(1)ص : 44 .
(2)الدخان 21 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه