بحار الأنوار ج65

الاذعان ، أو الثبات عليه ومن ذريتنا أي واجعل بعض ذريتنا امة أي جماعة
يؤمون أي يقصدون ويقتدى بهم ، وقيل أراد بالامة امة محمد صلى الله عليه وآله وعن الصادق
عليه السلام : هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وفي
رواية العياشي(1)عنه عليه السلام أنه أارد بالامة بني هاشم خاصة إذ قال له ربه أسلم
تدل هذه الايات على أن السلام قد يطلق على أعلا مدارج الايمان ووصى بها
أي بالملة أو راجع إلى أسلمت بتأويل الكلمة أو الجملة اصطفى لكم الدين أي دين
الاسلام الذي هو صفوة الاديان فلا تموتن ظاهره النهي عن الموت على خلاف
حال الاسلام ، والمقصود هو النهي عن أن يكونوا على خلاف تلك الحال إذا ماتوا
والامر بالثبات على الاسلام(2)كقولك لا تصل إلا وأنت خاشع ، وتغيير
العبارة للدلالة على أن موتهم لا على الاسلام موت لا خير فيه وأن من حقه أن لا
يحل بهم ونحن له مسلمون حال من فاعل نعبد ، أو مفعوله أو منهما ، ويحتمل
أن يكون اعتراضا .
في السلم كافة (3)قال : البيضاوي(4)السلم بالكسر والفتح الاستستلام والطاعة
ولذلك يطلق في الصلح ، والاسلام ، وفتحه ابن كثير ونافع والكسائي وكسره
الباقون و كافة اسم للجملة لانها تكف الاجزاء من التفرق ، حال من الضمير أو
السلم لانها تؤنث كالحرب ، والمعنى استسلموا لله وأطيعوه جملة ظاهرا وباطنا


(1)تفسير العياشى ج 1 ص 61 .
(2)المراد بالاسلام معناه اللغوى ، وهو التسليم لامر الله ، والجملة كناية عن مواظبتهم
على طاعة الله والاجتناب عن معاصيه في كل الاحوال ، وذلك لان الموت لا يعلم وقته حتى
يسلم الله حينذاك فيفوز بالسعادة وحسن الخاتمة ، بل الموت متوقع في كل حال وهو لا يؤمن
على نفسه منه في حال من الحالات ، حتى يجترئ ويعارض ربه بالمعاصى في تلك الحالة
فعلى المؤمن الذى يرغب في حسن الختام والفوز بالسعادة جزما وقطعا أن يكون في كل
حالاته مسلما لله عزوجل حتى يأتيه الموت ، وهو مسلم .
(3)البقرة : 208 .(4)انوار التنزيل 53 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه