بحار الأنوار ج91

لحجتك علي ، وذلك أكثر من أن يحصيه القائلون ، أويثني بشكره العاملون
فخالفت ما يقربني منك ، واقترفت ما يباعدني عنك ، فظاهرت علي جميل سترك
وأدنيتني بحسن نظرك وبرك ، ولم يباعدني عن إحسانك تعرضي لعصيانك . بل
تابعت علي في نعمك ، وعدت بفضلك وكرمك ، فان دعوتك اجبتني ، وإن سالتك
أعطيتني وإن شكرتك زدتني ، وإن أمسكت عن مسئلتك ابتدأتني ، فلك الحمد على
بوادي أياديك وتواليها ، حمدا يضاهي آلاء‌ك ويكافيها .
سيدي سترت علي في الدنيا ذنوبا ضاق علي منها المخرج ، وأنا إلى سترها
علي في القيامة أحوج ، فيا من جللني بستره عن لواحظ المتوسمين ، لا تزل سترك
عني على رؤس العالمين .
سيدي أعطيتني فاسنيت حظي ، وحفظتني فأحسنت حفظي ، وغذيتني
فأنعمت غذائي ، وحبوتني فأكرمت مثواى ، وتوليتني بفوائد البر والاكرام
وخصصتني بنوافل الفضل والانعام ، فلك الحمد على جزيل جودك ، ونوافل
مزيدك ، حمدا جامعا لشكرك الواجب ، مانعا من عذابك الواصب مكافئا لما
بذلته من اقسام المواهب.
سيدي عودتني إسعافي بكل ما اسئلك(1)وإجابتي إلى تسهيل كل ما أحاوله
وأنا أعتمدك في كل ما يعرض لي من الحاجات ، وأنزل بك كل ما يخطر ببالي
من الطلبات ، واثقا بقديم طولك(2)، ومدلا بكريم تفضلك ، وأطلب الخير من
حيث تعودته ، والتمس النجح من معدنه الذي تعرفته ، وأعلم أنك لا تكل اللاجين
إليك إلى غيرك ، ولا تخلي الراجين لحسن تطولك من نوافل برك .
سيدي تتابع منك البر والعطاء ، فلزمني الشكر والثناء ، فما من شئ أنشره
وأطويه من شكرك ، ولا قول أعيده وأبديه في ذكرك ، إلا كنت له أهلا ومحلا
وكان في جنب معروفك(3)مستصغرا مستقلا .
سيدي أستزيدك من فوائد النعم ، غير مستبطئ منك فيه سني الكرم


(1)اساله خ ل .(2)تطولك خ ل .(3)معرفتك خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه