بيان : كأن النكت في الاول كناية عن التوفيق لقبول الحق أو إفاضة علم
يقيني ينتقش فيه فأضاء له سمعه وقلبه أي يسمع الحق ويقبله بسهولة ، ويصير
طالبا لدين الحق ، وفي الثاني كناية عن منع اللطف منه ، لعدم استحقاقه لذلك
فيخلي بينه وبين الشيطان ، فينكت في قلبه الشكوك والشبهات فمن يرد الله أن
يهديه قيل أي يعرفه طريق الحق ويوفقه للايمان يشرح صدره للاسلام فيتسع
له ويفسح ما فيه مجاله ، وهو كناية عن جعل النفس قابلة للحق مهيأة لحلوله فيها
مصفاة عما يمنعه وينافيه ومن يرد أن يضله أي يمنع عنه لطفه يجعل صدره ضيقا
حرجا بحيث ينبو عن قبول الحق فلا يدخله الايمان كأنما يصعد في السماء شبهه
مبالغه في ضيق صدره بمن يزاول ما لا يقدر عليه ، فان صعود السماء مثل فيما يبعد
عن الاستطاعة .
17 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن
محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه
نكتة بيضاء ، وفتح مسامع قلبه ، ووكل به ملكا يسدده ، وإذا أراد بعبد سوءا
نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه ، ووكل به شيطانا يضله(1).
 |
23 . (باب آخر) (في |
 |
 |
أن السلامة والغنا في الدين ، وما أخذ على المؤمن من الصبر على ما يلحقه في الدين) |
 |
1 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن
أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل فوقاه الله سيئات ما مكروا
فقال : أما لقد بسطوا عليه وقتلوه ، ولكن أتدرون ما وقاه ؟ وقاه أن يفتنوه
في دينه(2).
(1)الكافى ج 2 ص 214 .
(2)الكافى ج 2 ص 215 ، والاية في غافر : 40 .