بحار الأنوار ج57

ويغيب النصف الظاهر جزء بعد جزء كذلك في جميع نصف الافق الغربي في مدة اليوم
بليلته إلى يعود وضع الفلك إلى حاله الاولى ، ويزيد النهار في تلك الافاق إلى
أن يصير مقدار يوم بليلته نهارا كلها ، وذلك عند وصول الشمس إلى المنقلب الظاهر .
وهذا إذا اعتبر ابتداء النهار من وصول مركز الشمس إلى الافق ، وإن اعتبر ابتداء
النهار من ظهور الضوء واختفاء الثوابت كان نهارهم عند الوصول المذكور شهرا - على
مابينه " ساو ذوسيوس " في الرسالة التي بين فيها حال المساكن - ثم يحدث ليل في غاية
القصر بحيث يتداخل الشفق والفجر ، ويزيد شيئا فشيئا إلى أن يصير مقدار يوم بليلته
ليلة كله ، وبعد ذلك يحدث نهار قصير ، وهكذا . وفي هذا القسم نهاية العمارة في
جانب الشمال ، ولا تمكن العمارة بعده لشدة البرد .
وأما القسم الخامس فيكون فيه أعظم المدارات الابدية الظهور قاطعا لمنطقة
البروج على نقطتين يساوي ميلهما في جهة القطب الظاهر ، وأعظم المدارات الابدية
الخفاء قاطعا لهاعلى نقطتين متقابلتين لهما ، فتنقسم منطقة البروج لامحالة إلى أربع
قسي يتوسطها الاعتدالان والانقلابان : إحديهما أبدي الظهور وهي التي يتوسطها
المنقلب الذي في جهة القطب الظاهر ، ومدة كون الشمس فيها نهارهم الاطول . والثانية
أبدي الخفاء وهي التي يتوسطها المنقلب الاخر ، ومدة كون الشمس فيها ليلهم الاطول
وأما القوسان الباقيتان فالتي يتوسطها أول الحمل تطلع معكوسة أي يطلع آخرها
قبل أولها ، وتغرب مستوية أي يغرب أولها قبل آخر ها إن كان القطب الظاهر شماليا
وتطلع مستوية وتغرب معكوسة إن كان القطب الظاهر جنوبيا ، والتى يتوسطها أول
الميزان يكون بالضد من ذلك . ومثلوا لتصوير الطلوع والغروب المعكوسين مثالا
لسهولة تصورهما تركناه مع سائر أحكام هذا القسم لقلة الجدوى .
وأما الموضع الذي عرضه ربع الدور وهو تسعون درجة فأوضاعه غريبة جدا
وذلك لا يكون على الارض ألا عند موضعين يكون أحد قطبي المعدل على سمت الرأس
والاخر على سمت القدم ، فتصير لامحالة دائرة معدل النهار منطبقة على الافق ، و
يدور الفلك بالحركة الاولى التابعة للفلك الاعظم رحوية ولا يبقى في الافق مشرق

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه