بالعمل بالفرائض وترك الكبائر أو العمل بجميع الواجبات وترك جميع المحرمات .
والحاصل أنه يحتمل أن يكون المراد بالاسلام الاسلام الظاهري وإن لم
يكن مع التصديق القلبي ، وبالايمان العقائد القلبية مع الاقرار بالولاية والاتيان
بالاعمال ويحتمل أن يكون المراد بقوله والى ولينا وعادى عدونا موالاة
أولياء الائمة عليهم السلام ومعاداة أعدائهم ، فالاسلام عبارة عن الاذعان بجميع العقائد
الحقة ظاهرا أو ظاهرا وباطنا ، والايمان عبارة عن انضمام العقائد القلبية والاعمال
معه ، أو الاعمال فقط ، على كل تقدير يرجع إلى أحد المعاني المتقدمة لهما .
55 - كا : عن محمد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن الاشعث بن محمد ، عن محمد بن حفص
ابن خارجة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول وسأله رجل عن قول المرجئة في الكفر
والايمان وقال : إنهم يحتجون علينا ويقولون كما أن الكافر عندنا هو الكافر عند الله
فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بايمانه أنه عند الله مؤمن ، فقال : سبحان الله كيف يستوي
هذان ؟ والكفر إقرار من العبد ؟ فلا يكلف بعد إقراره ببينة والايمان دعوى لا تجوز إلا
ببينة وبينته عمله ونيته ، فاذا اتفقا فالعبد عند الله مؤمن ، والكفر موجود بكل
جهة من هذه الجهات الثلاث من نية أو قول أو عمل ، والاحكام تجري على القول
والعمل ، فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالايمان ، ويجري عليه أحكام المؤمنين
وهو عندالله كافر ، وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله(1).
بيان : مفعول يقول قوله سبحان الله إلى آخر الكلام ، وإعادة فقال
للتأكيد لطول الفصل ، وقد مر أن المرجئة قوم يقولون إنه لا يضر مع الايمان
معصية كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة ، ويظهر من هذا الخبر أنهم كانوا يقولون
بأن الايمان هو الاقرار الظاهري ولا يشترط فيه الاعتقاد القلبي ، وكذا الكفر
لكنه غير مشهور عنهم .
قال في المواقف وشرحه : من كبار الفرق الاسلامية : المرجئة لقبوا به لانهم
يرجئون العمل عن النية أي يؤخرونه أو لانهم يقولون لا يضر مع الايمان معصية