بحار الأنوار ج33

العباس : ما منع عليا أن يبعثك مع عمرو يوم التحكيم قال : منعه حاجز القدر
ومحنة الابتلاء وقصر المدة أما والله لو كنت لقعدت على مدارج أنفاسه ناقضا
ما أبرم ومبرما ما نقض أطير إذا أسف وأسف إذا طار ولكن سبق قدر وبقي
أسف ومع اليوم غد والآخرة خير لاميرالمؤمنين .
قال نصر : وفي حديث عمرو بن شمر قال : أقبل أبوموسى إلى عمرو
فقال : يا عمرو هل لك في أمر هو للامة صلاح ، ولصلحاء الناس رضا نولي هذا
الامر عبدالله بن عمر بن الخطاب الذي لم يدخل في شئ من هذه الفتنة ولا
في هذه الفرقة قال : وكان عبدالله بن عمرو بن العاص وعبدالله بن الزبير
قريبين يسمعان الكلام فقال عمرو : فأين أنت يا أبا موسى عن معاوية فأبى
عليه أبوموسى فقال عمرو : ألست تعلم أن عثمان قتل مظلوما ومعاوية ولي
عثمان وقد قال الله : *(ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)*(33 /
الاسراء : 17)ثم إن بيت معاوية في قريش ما قد علمت وهو أخو أم
حبيبة أم المؤمنين وزوج النبي صلى الله عليه وآله وقد صحبه وهو أحد
الصحابة ثم عرض له بالسلطان فقال له : إن هو ولي الامر أكرمك كرامة لم
يكرمك أحد قط بمثلها .
فقال أبوموسى : اتق الله يا عمرو فإن هذا الامر ليس على الشرف إنما
هو لاهل الدين والفضل مع أني لو كنت أعطيته أفضل قريش شرفا لاعطيته
علي بن أبي طالب .
وأما قولك إنه ولي عثمان فإني لم أكن أوليه إياه لنسبه من عثمان وادع
المهاجرين الاولين .
وأما تعريضك لي بالامرة والسلطان فوالله لو خرج لي من سلطانه ما وليته
ولا كنت أرتشي في الله ولكنك إن شئت أحيينا سنة عمر بن الخطاب .
وروى أنه كان يقول غير مرة : والله إن استطعت لاحيين اسم عمر بن
الخطاب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه