بحار الأنوار ج69

ونبسط ، ولكن عبدنا ربنا حتى أتانا اليقين(1).
وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام : إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار
الصالحين ، وإذا رأيت الغنا مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته(2).
وقال عيسى عليه السلام : خادمي يداي ، ودابتي رجلاي ، وفراشي الارض
ووسادي الحجر ، ودفئي في الشتاء مشارق الارض(3)وسراجي بالليل القمر
وإدامي الجوع ، وشعاري الخوف ، ولباسي الصوف ، وفاكهتي وريحاني ما أنبتت
الارض للوحوش والانعام ، أبيت وليس لي شئ ، وأصبح وليس لي شئ ، وليس
على وجه الارض أحد أغنى مني .
وقال الصادق عليه السلام : إن الله عزوجل ليعتذر إلى عبده المحوج كان في
الدنيا ، كما يعتذر الاخ إلى أخيه ، فيقول : وعزتي ما أفقرتك لهوان كان بك
على فارفع هذا الغطاء فانظر ما عوضتك من الدنيا ، فيكشف فينظر ما عوضه الله
عزوجل من الدنيا ، فيقول ما ضرني يارب ما زويت عني ، مع ما عوضتني(4).
وقال الله عزوجل لعيسى عليه السلام : إني وهبت لك المساكين ورحمتهم :
تحبهم ويحبونك ، يرضون بك إماما وقائدا وترضى بهم صحابة وتبعا ، وهما
خلقان ، من لقيني بهما لقيني بازكى الاعمال واحبها إلي .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : الفقر فخري وبه أفتخر . وقال عيسى عليه السلام : بحق أقول لكم إن أكناف السماء لخالية من الاغنياء
ولدخول جمل في سم الخياط أيسر من دخول غني الجنة .
وعن النبي صلى الله عليه وآله : اطلعت على الجنة فوجدت أكثر أهلها الفقراء والمساكين


(1)عدة الداعي ص 84 .
(2)عدة الداعي ص 85 .
(3)يعني ما يدفع ويدفأ به سورة الشتاء وبرودته الرواح إلى مشارق الارض التي
يكون شروق الارض عليها اكثر يعني البلاد الحارة .
(4)عدة الداعي ص 68 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه