بحار الأنوار ج87

وبمجدك الذي ظهر - إلى قوله - في جبل فاران قال أما طور سينا فقد مر
شرحه عند ذكر جبل حوريث ، وفي التكرار دلالة على تعظيم شأنه ، وساعير جبل
بالحجاز يدعى جبل الشرات ، كان عيسى عليه السلام يناجي الله عليه وعنده إجابة الدعاء
وقيل ساعير قبة كانت مع موسى كما يقال تخت الملك كرسيه وعندها إجابة
الدعاء .
وأما فاران فهو جبل كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله يناجي الله تعالى عليه ، وهو قريب
من مكة وقال الطبرسي في الاحتجاج : بين فاران وبين مكة يومان وطلعة الله تعالى
في ساعير وظهوره في جبل فاران عبارة عن ظهور وحيه وأمره ، وبروز إرادته
واقتداره .
قال الشهرستاني صاحب الملل والنحل : قد ورد في التوراة أنه تعالى جاء من
طور سيناء وظهر على ساعير وعلن بفاران ، ولما كانت الاسرار الالهية والانوار
الربانية في الوحي والتنزيل والمناجاة والتأويل على مراتب ثلاثة مبدء ووسط
وكمال والمجئ أشبه بالمبدء ، والظهور بالوسط ، والاعلان بالكمال ، عبر عن
طلوع شريعة التوراة بالمجئ من طور سيناء ، وعن طلوع شريعة عيسى بالظهور على
ساعير ، وعن البلوغ إلى درجة الكمال والاستواء وهي شريعة المصطفى صلى الله عليه وآله
بالاعلان على فاران .
بربوات المقدسين - إلى قوله - المسبحين قال : الربوات مواضع نزول الوحي
على موسى عليه السلام ، ومن قال : إن الربوات بنو إسرائيل فليس بشئ وهي جمع ربوة
مثلثة الراء ، وهي ما ارتفع من الارض وكذا الرابية ، وفي الحديث : الفردوس ربوة
الجنة أي أرفعها ، وكل شئ زاد وارتفع فقد ربا يربو فهو راب ، والجنود هي الاعوان
والملائكة مشتقة من الالوكة وهي الرسالة ، والصافين أي تصف صفوفا في السماء
أو تصف أقدامها في السماء كما تصف المؤمنون أو أجنحتها في الهواء منتظرين أمر
الله ، أو أجنحتها حول العرش ، قيل : ولما نزل قوله تعالى : وإنا لنحن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه