بحار الأنوار ج67

وقال النبي صلى الله عليه وآله : أصل الدين الورع ، كن ورعا تكن أعبد الناس ، وكن
بالعمل بالتقوى أشد اهتماما منك بالعمل بغيره ، فانه لايقل عمل بالتقوى ، وكيف
يقل عمل يتقبل لقول الله عزوجل إنما يتقبل الله من المتقين وفي الوحي
القديم : العمل مع أكل الحرام كناقل الماء في المنخل .
وعنهم عليهم السلام : جدوا واجتهدوا ، وإن لم تعملوا فلا تعصوا ، فان من يبني ولا يهدم
يرتفع بناؤه ، وإن كان يسيرا وإن(من يبني ويهدم يوشك أن لايرتفع بناؤه .
وروى محمد بن يعقوب يرفعه إلى أبي حمزة قال : كنت عند علي بن الحسين
عليهما السلام فجاء‌ه رجل فقال له)ياأبا محمد إني مبتلى بالنساء فأزني يوما وأصوم
يوما أفيكون ذا كفارة لذا ؟ فقال له عليه السلام : إنه ليس شئ أحب إلى الله عزوجل
من أن يطاع فلا يعصى فلا تزن ولا تصم ، فاجتذبه أبوجعفر عليه السلام إليه فأخذه بيده و
قال له : تعمل عمل أهل النار ، وترجو أن تدخل الجنة(1).
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم من الحسنات كجبال
تهامة ، فيؤمر بهم إلى النار ، فقيل : يانبي الله أمصلون ؟ قال : كانوا يصلون
ويصومون ويأخذون وهنا من الليل لكنهم كانوا إذا لاح لهم شئ من الدنيا وثبوا
عليه .
9 مشكوة الانوار : نقلا من المحاسن قال أمير المؤمنين عليه السلام : التقوى
سنخ الايمان وقيل لامير المؤمنين عليه السلام : صف لنا الدنيا فقال : وماأصف لكم منها ؟
لحلالها حساب ، ولحرامها عذاب ، لو رأيتم الاجل ومسيره للهيتم عن الامل
وغروره ، ثم قال : من اتقى الله حق تقاته أعطاه الله انسا بلا أنيس ، وغناء بلا
مال ، وعزا بلا سلطان . وقال أبوعبدالله عليه السلام : القيامة(عرس المتقين .
وقال أبوعبدالله عليه السلام : لايغرنك)بكاؤهم إنما التقوى في القلب .
وقال أبوعبدالله عليه السلام : في قوله جل ثناؤه : هو أهل التقوى
وأهل المغفرة (2)قال : أنا أهل أن يتقيني عبدى ، فان لم يفعل فأنا أهل أن


(1)راجع الكافى ج 5 ص 542 .(2)المدثر : 56 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه