بحار الأنوار ج44

أقبلوا إليه في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول : مالي ولكم ؟ تريدون أن
تدخلوا بيتي من لا احب ، وجعل مروان يقول : يا رب هيجا هي خير من دعة
أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي ؟ صلى الله عليه وآله لا يكون ذلك أبدا
وأنا أحمل السيف ، وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم ، وبين بني امية .
فبادر ابن عباس رحمه الله إلى مروان فقال له : إرجع يا مروان من حيث جئت
فانا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم
نرده إلى جدته فاطمة ، فندفنه عندها بوصيته بذلك ، ولو كان أوصى بدفنه مع
النبي صلى الله عليه وآله لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك ، لكنه كان أعلم بالله وبرسوله
وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره ، ودخل بيته بغير إذنه .
ثم أقبل على عائشة وقال لها : واسوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل ؟
تريدين أن تطفئي نور الله وتقاتلي أولياء الله ، ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت
ما تحبين ، والله منتصر لاهل هذا البيت ولو بعد حين .
وقال الحسين عليه السلام : والله لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء وأن لا اهريق
في أمره محجمة دم ، لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مآخذها ، وقد نقضتم العهد
بيننا وبينكم ، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لانفسنا . ومضوا بالحسن عليه السلام فدفنوه
بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها .
قب : مثله مع اختصار وزاد فيه : ورموا بالنبال جنازته حتى سل منها سبعون
نبلا فقال ابن عباس بعد كلام : جملت وبغلت ولو عشت لفيلت(1).
26 شا : لما استقر الصلح بين الحسن عليه السلام ومعاوية خرج الحسن عليه السلام
إلى المدينة ، فأقام بها كاظما غيظه ، لازما منزله ، منتظرا لامر ربه عزوجل
إلى أن تم لمعاوية عشر سنين من إمارته ، وعزم على البيعة لابنه يزيد ، فدس إلى
جعدة بنت الاشعث بن قيس وكانت زوجة الحسن عليه السلام من حملها على سمه ، وضمن
لها أن يزوجها بابنه يزيد ، فأرسل إليها مائة ألف درهم ، فسقته جعدة السم فبقي


(1)الارشاد ص 174 176 . مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 29 و 42 44 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه