عليه على قول ابن عياش .(1)
14 - ص : إن أبا طالب رضي الله عنه توفي في آخر السنة العاشرة من مبعث
رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم توفيت خديجة رضي الله عنها بعد أبي طالب بثلاثة أيام ، فسمى
رسول الله ذلك العام عام الحزن ، فقال : ما زالت قريش قاعدة عني حتى مات
أبوطالب .(2)
15 - قب : كان النبي صلى الله عليه وآله يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم ، فلقي
رهطا من الخزرج فقال : ألا تجلسون أحدثكم ؟ قالوا : بلى ، فجلسوا إليه فدعاهم
إلى الله ، وتلا عليهم القرآن ، فقال بعضهم لبعض : ياقوم تعلمون ؟ والله إنه النبي
الذي كان يوعدكم به اليهود ، فلا يسبقنكم إليه أحد ، فأجابوه ، وقالوا له : إنا
قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر مثل ما بينهم ، وعسى أن يجمع الله
بينهم بك ، فستقدم(3)عليهم وتدعوهم إلى أمرك ، وكانوا ستة نفر ، قال : فلما
قدموا المدينة فأخبروا قومهم بالخبر فما دار حول إلا وفيها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله
حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم من الانصار اثنا عشر رجلا ، فلقوا النبي صلى الله عليه وآله
فبايعوه على بيعة النساء(4)ألا يشركوا بالله شيئا ، ولا يسرقوا ، إلى آخرها ، ثم
انصرفوا ، وبعث معهم مصعب بن عمير يصلي بهم ، وكان بينهم بالمدينة يسمى المقرئ
فلم يبق دار في المدينة إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا دار امية وحطيمة ووائل
وهم من الاوس ، ثم عاد مصعب إلى مكة ، وخرج من خرج من الانصار إلى الموسم
مع حجاج قومهم ، فاجتمعوا في الشعب عند العقبة ثلاثة وسبعون رجلا ، وامرأتان
في أيام التشريق بالليل ، فقال صلى الله عليه وآله : ابايعكم على الاسلام ، فقال له بعضهم :
(1)المصباح : 566 .
(2)قصص الانبياء : مخطوط .
(3)في المصدر : فتقدم .
(4)المراد ببيعة النساء ما ورد في سورة الممتحنة من قوله تعالى : " يا ايها النبى إذا
جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن " إلى آخر الآية : 12 .