بحار الأنوار ج50

الارض وتنغص عيشه في ذلك اليوم(1)
25 - كتاب الاستدراك : عن ابن قولويه باسناده إلى محمد بن العلا السراج
قال : أخبرني البختري قال : كنت بمنبج(2)بحضرة المتوكل إذ دخل عليه
رجل من أولاد محمد ابن الحنفية حلو العينين ، حسن الثياب ، قد قرف عنده بشئ
فوقف بين يديه والمتوكل مقبل على الفتح يحدثه .
فلماطال وقوف الفتى بين يديه وهو لا ينظر إليه قال له : يا أميرالمؤمنين
إن كنت أحضرتني لتأديبي فقد أسأت الادب ، وإن كنت قد أحضرتني ليعرف من
بحضرتك من أو باش الناس استهانتك بأهلي فقد عرفوا .
فقال له المتوكل : والله يا حنفي لولا ما يثنيني عليك من أوصال الرحم
ويعطفني عليك من مواقع الحلم لانتزعت لسانك بيدي ، ولفرقت بين رأسك وجسدك
ولوكان بمكانك محمد أبوك قال : ثم التفت إلى الفتح فقال : أماترى مانلقاه من آل
أبي طالب ؟ إما حسني يجذب إلى نفسه تاج عز نقله الله إلينا قبله ، أو حسيني يسعى
في نقض ما أنزل الله إلينا قبله أو حنفي يدل بجهله أسيافنا على سفك دمه .
فقال له الفتى : وأي حلم تركته لك الخمور وإدمانها ؟ أم العيدان وفتيانها
ومتى عطفك الرحم على أهلي وقد ابتززتهم فدكا إرثهم من رسول الله صلى الله عليه وآله فورثها
أبوحرملة ، وأما ذكرك محمدا أبي فقد طفقت تضع عن عز رفعه الله ورسوله ، وتطاول
شرفا تقصر عنه ولا تطوله ، فأنت كما قال الشاعر :
فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا
ثم ها أنت تشكو لي علجك هذا ما تلقاه من الحسني والحسيني والحنفي
فلبئس المولى ولبئس العشير .
ثم مدرجليه ثم قال : هاتان رجلاي لقيدك ، وهذه عنقي لسيفك ، فبوء باثمي


(1)ورواه سبط ابن الجوزى في التذكره ص 203 نقلا عن المسعودى في
مروج الذهب .
(2)منبج - كمجلس - اسم موضع من أعمال الشام .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه