بحار الأنوار ج17

لا استلم ؟ فدنا منه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : اسكن عليك السلام(1)غير مهجور ، ودخل حائطا
فنادته العراجين من كل جانب السلام عليك يارسول الله ، وكل واحد منها يقول : خذ
مني ، فأكل ، ودنا من العجوة فسجدت فقال : " اللهم بارك عليها وانفع بها " فمن ثم روي
أن العجوة من الجنة ، وقال صلى الله عليه وآله : إني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن ابعث
إني لاعرفه الآن ، ولم يكن صلى الله عليه وآله يمر في طريق يتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من
طيب عرفه ، ولم يكن يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له(2).
ير : محمد بن عبدالجبار إلى قوله : غير مهجور(3).
17 - ص : الصدوق ، عن عبدالله بن حامد ، عن حامد بن محمد ، عن علي بن عبدالعزيز ،
عن محمد بن سعيد الاصفهاني ، عن شريك ، عن سماك ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس رضي الله
عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : بم أعرف أنك رسول الله ؟ قال : أرأيت
إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة فأتاني أتشهد أني رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : فدعا
العذق فجعل العذق ينزل من النخل حتى سقط على الارض ، فجعل يبقر حتى أتى
النبي صلى الله عليه وآله ، ثم قال : ارجع فرجع حتى عاد إلى مكانه ، فقال : اشهد أنك لرسول الله ،
وآمن ، فخرج العامري يقول : ياآل عامر بن صعصعة والله لا اكذبه بشئ أبدا .
وكان رجل من بني هاشم يقال له : ركانة وكان كافرا من أفتك الناس ، يرعى غنما
له بواد يقال له : وادي إضم(4)، فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى ذلك الوادي فلقيه ركانة ،
فقال : لولا رحم بيني وبينك ما كلمتك حتى قتلتك ، أنت الذي تشتم آلهتنا ؟ ادع إلهك
ينجيك مني ، ثم قال : صار عني فإن أنت صرعتني فلك عشرة من غنمي ، فأخذه النبي
صلى الله عليه وآله وصرعه وجلس على صدره ، فقال ركانة : فلست بي فعلت هذا ، إنما فعله إلهك


(1)السلام على فعال بمعنى التسليم لا السلام بالكسر بمعنى الاستلام إذ لم يرد في اللغة بمعناه ،
ويأبى عنه التعدية بعلى أيضا منه قدس سره .
(2)قصص الانبياء : مخطوط .
(3)بصائر الدرجات : 148 .
(4)ذكره ياقوت بالكسر ثم الفتح وأنه اسم لمواضع منها ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة
عند السمينة . ومنها واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه