بحار الأنوار ج51

وأخذت برجله وسحبته إلى وسط الدار(وركلته ركلا كثيرا )(1 )فخرج ابنه مستغيثا
بأهل بغداد يقول : قمي رافضي قد قتل والدي ! فاجتمع علي منهم خلق كثير
فركبت دابتي وقلت : أحسنتم ياأهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم
أنا رجل من أهل همذان من أهل السنة وهذا ينسبني إلى قم ويرميني بالرفض
ليذهب بحقي ومالي ، قال : فمالوا عليه وأرادوا أن يدخلوا إلى حانوته حتى
سكنتهم وطلب إلي صاحب السفتجة أن آخذ ما فيها وحلف بالطلاق أنه يوفيني
مالي في الحال فاستوفيت منه .
(بيان : في القاموس : السفتجة كقرطقة أن تعطي مالا لاخذ وللآخذ(2 )
مال في بلد المعطي فيوفيه إياه ثم ، فيستفيد أمن الطريق ، وفعله السفتجة بالفتح .
وقال : الغريم المديون والدائن ، ضد . انتهى .
وأقول : تكنيته عليه السلام به تقية يحتمل الوجهين ، أما على الاول فيكون
على التشبيه لان من عليه الديون يخفي نفسه من الناس ويستتر منهم ، أو لان
الناس يطلبونه لاخذ العلوم والشرائع منه وهو يهرب منهم تقية فهو غريم مستتر
محق صلوات الله عليه ، وأما على الثاني فهو ظاهر لان أمواله عليه السلام في أيدي
الناس وذممهم لكثيرة ، وهذا أنسب بالادب .
واستقص في بعض النسخ بالضاد المعجمة من قولهم : استقضى فلانا : طلب
إليه ليقضيه ، فالتعدية بعلى لتضمين معنى الاستيلاء والاستعلاء ، إيذانا بعدم المساهلة
والمدهنة تقية وفي(بعضها )بالمهملة من قوله : استقصى المسألة وتقصى إذا بلغ الغاية
فيها ، والمماطلة : التسويف بالعدة والدين ، واستخف به أي عده خفيفا واستهان
به وسفهه عليه كفرح وكرم جهل .


(1 )في القاموس المطبوع بمصر هكذا : أن يعطى مالا لاخر وللاخر وهو أنسب
ويحتمل أن يكون هكذا : أن يعطى مالا لاخذ وللاخذ الخ .
(2 )هذه الزيادة موجودة في نسخة الكافى(ج 1 ص 522 )ساقطة عن الارشاد
(ص 334 )وهكذا عن النسخة المطبوعة وسيجئ معناه في البيان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه