بحار الأنوار ج52

فناديت : يا صالح يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله فتراء‌ى لي في
منتهى البادية شبح ، فلما تأملته حضر عندي في زمان يسير فرأيته شابا حسن الوجه
نقي الثياب ، أسمر ، على هيئة الشرفاء ، راكبا على جمل ، ومعه أداوة ، فسلمت
عليه فرد علي السلام وقال : أنت عطشان ؟ قلت : نعم فأعطاني الاداوة فشربت
ثم قال : تريد أن تلحق القافلة ؟ قلت : نعم ، فأردفني خلفه ، وتوجه نحو مكة .
وكان من عادتي قراء‌ة الحرز اليماني في كل يوم ، فأخذت في قراء‌ته
فقال عليه السلام في بعض المواضع : اقرأ هكذا ، قال : فما مضى إلا زمان يسير حتى قال
لي : تعرف هذا الموضع ؟ فنظرت فاذا أنا بالابطح فقال : انزل ، فلما نزلت رجعت
وغاب عني .
فعند ذلك عرفت أنه القائم عليه السلام فندمت وتأسفت على مفارقته ، وعدم معرفته
فلما كان بعد سبعة أيام أتت القافلة ، فرأوني في مكة بعد ما أيسوا من حياتي
فلذا اشتهرت بطي الارض .
قال الوالد - رحمه الله - : فقرأت عنده الحرز اليماني وصححته وأجازني
والحمد لله .
ومنها ما أخبرني به جماعة عن جماعة عن السيد السند الفاضل الكامل
ميرزا محمد الاستر ابادي نورالله مرقده أنه قال : إني كنت ذات ليلة أطوف حول
بيت الله الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه ، فأخذ في الطواف ، فلما قرب مني
أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه ، فأخذت منه وشممته ، وقلت له : من أين
يا سيدي ، قال : من الخرابات ثم غاب عني فلم أره .
ومنها ما أخبرني به جماعة من أهل الغري على مشرفه السلام أن رجلا من
أهل قاشان أتى إلى الغري متوجها إلى بيت الله الحرام ، فاعتل علة شديدة حتى
يبست رجلاه ، ولم يقدر على المشي ، فخلفه رفقاؤه وتركوه عند رجل من الصلحاء
كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة ، وذهبوا
إلى الحج .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه