بحار الأنوار ج21

وراوغهم حتى انحاز بالمسلمين منهزما ، ونجابهم من الروم ، وأنفذ رجلا(1)يقال
له : عبدالرحمن بن سمرة إلى النبي صلى الله عليه واله بالخبر ، قال عبدالرحمن : فسرت إلى
النبي صلى الله عليه واله فلما وصلت إلى المسجد قال لي رسول الله صلى الله عليه واله : " على رسلك يا عبد
الرحمن " ثم قال صلى الله عليه واله : " أخذ اللواء زيد فقاتل به فتقل ، رحم الله زيدا ، ثم أخذ
اللواء جعفر وقاتل وقتل ، رحم الله جعفرا ، ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة وقاتل
فتقل ، فرحم الله عبدالله " قال : فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وهم حوله فقال لهم
النبي صلى الله عليه واله : " وما يبكيكم ؟ " فقالوا : وما لنا لانبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا
وأهل الفضل منا ؟ فقال لهم صلى الله عليه واله : " لا تبكوا فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام
عليها صاحبها فأصلح رواكبها ، وبنى مساكنها ، وحلق سعفها ، فأطعمت عاما فوجا
ثم عاما ، ثم عاما فوجا(2)فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا ، و
أطولها شمراخا ، والذي بعثني بالحق نبيا ليجدن عيسى بن مريم في أمتي خلفا(3)
من حواريه " قال : وقال كعب بن مالك : يرثي جعفربن أبي طالب رضي الله عنه
والمستشهدين معه :
هدت العيون(4)ودمع عينك يهمل * سحا كما وكف الضباب(5)المخضل
وكأن ما بين الجوانح والحشا * مما تأو بني شهاب مدخل
وجدا على النفر الذين تتابعوا * يوما(6)بمؤتة أسندوا لم ينقلوا(7)
فتغير القمر المنير لفقدهم * والشمس قد كسفت وكادت تأفل
قوم بهم نصر الاله(8)عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل


(1)في المصدر : وأنفذ رجلا من المسلمين .
(2)المصدر خال عن قوله : " ثم عاما فوجا " الثاني .
(3)في المصدر :(خلقا)بالقاف .(4)في سيرة ابن هشام : نام العيون .
(5)في السيرة : " الطباب المخضل " ، والطباب : ثقب في خرزا المزادة التي يجعل فيها الماء .
(7)قتلا خ ل .(7)لم يقفلوا خ ل .
(8)في السيرة : عصم الاله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه