بحار الأنوار ج81

الكوثر : فصل لربك وانحر .
تفسير : وقوموا لله يدل على وجوب النية والاخلاص فيها كما مر
ونسكي قيل عبادتي وتقربي كله فيكون تعميما بعد تخصيص فيدل على امتياز
الصلاة عن سائر العبادات واختصاصها بمزيد الفضل ، وقيل مناسك حجي وقيل ذبحي
لان المشركين كانوا يشركون فيهما الاصنام .
ومحياي ومماتي أي ما آتي به في حيائي وأموت عليه من الايمان والاعمال
الصالحة ، وقيل العبادات والخيرات الواقعة حال الحياة التي تقع بعد الموت بالوصية
ونحوها كالتدبير ، وقيل نفس الحياة والموت أي إنما اريد الحياة إذا كان موافقا
لرضاه وكذا الموت ، أو المعنى أنهما منه تعالى ، وقيل طاعتي في حياتي لله ، وجزائي
بعد موتي من الله ، وقيل جميع ماآتي عليه في حياتي حتى الحياة وجميع ماأموت
عليه حتى الموت لله رب العالمين أي أجعلهما لله لانه رب العالمين ، ولايستحق
العبادة غيره ، أو شكر المنعم واجب ، أو كل ذلك منه إذ العبادات بتوفيقه وهدايته
والمحيا والممات بخلقه وتدبير ، أو يقال كونه لله في العبادات بمعنى أنه المستحق
لان يفعل له ، وفي غيرها بمعنى أنه بقدرته وخلقه ، وعلى بعض الوجوه المتقدمة
في المحيا والممات لانحتاج إلى تلك التكلفات .
لاشريك له أي في الالهية أو في العبادة والاحياء والاماتة ، أو لا أشرك معه
في تلك الامور أحدا وبذلك أمرت أي بالاخلاص المذكور ، أو بالقول المذكور
والاعتقاد به أمرني ربي وأنا أول المسلمين فان إسلام كل نبي مقدم على
إسلام امته ، أو لانه صلى الله عليه وآله أول من أقر في عالم الذر كما يشهد به غير واحد من الخبر
ويحتمل أن يراد بالمسلمين المنقادون لجميع الاوامر والنواهي .
ثم الآية تدل على تحريم فسمي الشرك الظاهر كعبادة الاصنام والكواكب
ونحوها ، والخفي كالريا والسمعة ، وأنه لايجوز إسناد شئ من ذلك إلى غيره
تعالى لا مستقلا ولا مشاركا كالكواكب والافلاك والعقول وغيرها ، وأما قصد حصول

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه