الانس لا شتكى كل عرق منه على حياله بمنزلة سفود كثير الشعب القي على صوف مبتل
ثم يطوفه(يدارفيه ظ)فلم يأت على شئ إلا انتزعه ، كذلك خروج نفس الكافر من عرق
وعضوو مفصل وشعرة ، فإذا بلغت الحلقوم ضربت الملائكة وجهه ودبره ، وقيل اخرجوا
أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بماكنتم تقولون على الله غيرالحق وكنتم عن آياته
تستكبرون وذلك قوله : يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا
محجورا فيقولون : حراما عليكم الجنة محرما ، وقال : يخرج روحه فيضعه ملك الموت بين
مطرقة وسندان فيفضح أطراف أنامله وآخر ما يشدخ منه العينان ، فيسطع لها ريح
منتن يتأذى منه أهل السماء كلهم أجمعون ، فيقولون : لعنة الله عليها من روح كافرة
منتنة خرجت من الدنيا ، فيلعنه الله ويلعنه اللاعنون ، فإذا اتي بروحه إلى السماء الدنيا
اغلقت عنه أبواب السماء ، وذلك قوله : لاتفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة
حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين يقول الله : رد وها عليه ،
فمنها خلقتهم ، وفيها اعيدهم ، ومنها اخرجهم تارة اخرى ، فإذا حمل على سريره
حملت نعشه الشياطين ، فإذا انتهوا به إلى قبره قالت كل بقعة منها : اللهم لا تجعله في
بطني ، حتى يوضع في الحفرة التي قضاها الله ، فإذا وضع في لحده قالت له الارض :
لامرحبا بك يا عدوالله ، أما والله لقد كنت ابغضك وأنت على متني ،(1)وأنالك اليوم
أشد بغضا وأنت في بطني ، أما وعزة ربي لا سيئن جوارك ، ولا ضيقين مدخلك ، و
لاوحشن مضجعك ، ولابدلن مطمعك ،(2)إنما أنا روضة من رياض الجنة ، أو حفرة
من حفر النيران . ثم ينزل عليه منكرونكير وهما ملكان أسودان أرزقان يبحثان القبر
بأنيا بهما ، ويطآن في شعورهما ، حدقتا هما مثل قدر النحاس ، وكلامهما مثل الرعد
القاصف ، وأبصارهما مثل البرق اللامع فينتهرانه(3)ويصيحان به ، فيتقلص نفسه حتى
يبلغ حنجرته ، فيقولان له : من ربك ؟ ومادينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ فيقول :
لاأدري ، قال : فيقولان : شاك في الدنيا ، وشاك اليوم ، لا دريت ولا هديت ، قال :
(1)متن الارض : ما ارتفع منها واستوى .
(2)كذا في نسخة المصنف .
(3)أى فيز جرانه .