بحار الأنوار ج75

الرضى ، الادب حلل جدد(1)، ومرتبة الرجل عقله ، وصدره خزانة سره
والتثبت حزم ، والفكر مرآه صافية ، والحلم سجية فاضلة ، والصدقة دواء
منجح(2)، وأعمال القوم في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم ، والاعتبار تدبر
صلح(3)، والبشاشة فخ المودة .
14 - وقال عليه السلام : الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد ، فمن
لا صبر له لا إيمان له .
15 - وقال عليه السلام : أنتم في مهل ، من ورائه أجل ، ومعكم أمل يعترض
دون العمل ، فاغتنموا المهل ، وبادروا الاجل ، وكذبوا الامل ، وتزودوا من
العمل ، هل من خلاص ؟ أو مناص ؟ أو فرار ؟ أو مجاز ؟ أو معاذ ؟ أو ملاذ ؟ أولا ؟ فأنى
تؤفكون .
16 - وقال عليه السلام : اوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة للطالب الراجي ، وثقة
للهارب اللاجي ، استشعروا التقوى شعارا باطنا ، واذكروا الله ذكرا خالصا
تحيوا به أفضل الحياة ، وتسلكوا به طرق النجاة ، وانظروا إلى الدنيا نظر الزاهد
المفارق ، فإنها تزيل الثاوي الساكن(4). وتفجع المترف الامن ، لا يرجى منها
ماولى فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها فيستنظر وصل الرخاء منها بالبلاء ، والبقاء
منها إلى الفناء ، سرورها مشوب بالحزن ، والبقاء منها إلى الضعف والوهن .
17 - وقال عليه السلام : إن الخيلاء من التجبر ، والتجبر من النخوة ، والنخوة
من التكبر ، وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل ، إن المسلم أخ المسلم


(1)الحلل : جمع الحلة - بالضم - : كل ثوب جديد . والجدد : جمع جديد .
(2)انجحت حاجته : قضيت ، والرجل : فاز وظفر بها .
(3)كذا والصحيح والاعتبار منذر صالح كما في النهج . والفخ . المصيدة أى آلة
يصادبها . وفى النهج والبشاشة حبالة المودة والحبالة - بالضم - شبكة الصيد .
(4)الثاوى : القائم . يعنى أن الدنيا تزيل من اقام بها واتخذها وطنا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه