بحار الأنوار ج74

وحجتهم(1)فإن التبرم والعز والنخوة من كثير من الكتاب إلا من عصم الله .
وليس للناس بد من طلب حاجاتهم ، ومهما كان في كتابك من عيب فتغابيت عنه
ألزمته(2)أو فضل نسب إليك مع مالك عندالله في ذلك من حسن الثواب .
ثم التجار وذوي الصناعات فاستوص وأوص بهم خيرا ، المقيم منهم والمضطرب
بماله(3)والمترفق بيده فانهم مواد للمنافع وجلا بها في البلاد في برك وبحرك
وسهلك وجبلك ، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها(4)ولا يجترئون عليها من بلاد
أعدائك من أهل الصناعات التي أجرى الله الرفق منهم على أيديهم ، فاحفظ حرمتهم
وآمن سبلهم ، وخذلهم بحقوقهم ، فإنهم سلم لا يخاف بائقته(5)وصلح لا تحذر
غائلته ، احب الامور إليهم أجمعها للامن ، وأجمعها للسلطان ، فتفقد امورهم
بحضرتك وفي حواشي بلادك . واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا(6)و
شحا قبيحا ، واحتكارا للمنافع ، وتحكما في البياعات ، وذلك باب مضرة للعامة ، و
عيب على الولاية ، فامنع الاحتكار فإن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عنه ، وليكن البيع
والشراء بيعا سمحا(7)بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين مع البائع


(1)في بعض النسخ وقبولهم ولينهم وحجتهم . والتبرم : التضجر .
(2)تغابيت أى تغافلت عن عيب في كتابك يكون ذلك العيب لا صقابك .
(3)المضطرب بماله : المتردد بأمواله في الاطراف والبلدان . والمترفق بيده : المكتسب
به وأصله ما به يتم الانتفاع كالادوات . والجلاب : ألذى يجلب الارزاق والمتاع إلى البلدان .
(4)يلتئم : يجتمع وينضم أى بحيث لا يمكن اجتماع الناس في مواضع تلك المرافق
ولا يجترئون أى ولا يكون لهم الجرأة على الاقدام من تلك الامكنة من بلاد الاعداء . والرفق
- بالفتح - : النفع .
(5)البائقة : الداهية والشر . والغائلة : الفتنة والفساد والشر . أى فان التجار و
الصناع مسالمون ولا تخشى منهم فتنة ولا داهية .
(6)الضيق : عسر المعاملة . البياعات : جمع بياعة : ما يباع .
(7)السمحة : السهلة التى لا ضيق فيها وبيع السماح : ما كان فيه تساهل في بخس الثمن
وفى الخبر السماح رباح أى المساهلة في الاشياء تربح صاحبها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه