بحار الأنوار ج21

رسول الله صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد ، وكانت بنو
سليم على مقدمته فخرج عليهم(1)كتائب هوازن من كل ناحية ، فانهزمت بنو
سليم ، وانهزم من وراء‌هم ، ولم يبق أحد إلا انهزم ، وبقي أميرالمؤمنين عليه السلام يقاتلهم
في نفر قليل(2)ومر المنهزمون برسول الله صلى الله عليه واله لا يلوون على شئ ، وكان العباس
آخذا بلجام بلغة رسول الله صلى الله عليه واله عن يمينه ، وأبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب
عن يساره ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله ينادي ، " يا معشر الانصار أين إلي(3)، أنا
رسول الله " فلم يلو أحد عليه ، وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه
المنهزمين التراب ، وتقول ، أين(4)تفرون ؟ عن الله وعن رسوله ؟ ومر بها عمر
فقالت له : ويلك ما هذا الذي صنعت ؟ فقال لها : هذا أمر الله ، فلما رأى رسول
الله صلى الله عليه واله الهزيمة ركض نحو علي بلغته فرآه(5)قد شهر سيفه فقال :(6)يا عباس
اصعد هذا الظرب ، وناد : يا أصحاب البقرة(7)ويا أصحاب الشجرة ، إلى أين تفرون ؟
هذا رسول الله ، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه واله يده فقال : " اللهم لك الحمد إليك المشتكى
وأنت المستعان " فنزل(8)جبرئيل فقال : يا رسول الله دعوت بما دعا به موسى
حيث فلق له البحر ، ونجاه من فرعون ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لاني سفيان بن
الحارث : ناولني كفا من حصى ، فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال : " شاهت
الوجوه " ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد


(1)فخرجت خ ل . أقول : في المصدر : فخرجت عليها .
(2)قال اليعقوبى : وانهزم المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بقى عشرة من
بنى هاشم : وقيل : تسعة ، وهم على بن ابى طالب والعباس بن عبدالمطلب وابوسفيان بن
الحارث ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث وعتبة ومعتب ابنا ابى لهب والفضل بن العباس وعبدالله
بن الزبير بن عبدالمطلب ، وقيل ، ايمن بن ام ايمن أقول : ذكره المفيد ايضا على ما يأتى
قريبا .(3)في المصدر : إلى اين ؟ ألا أنا .
(4)إلى اين خ .(5)المصدر خال عن قوله : فرآه .
(6). يحوم على بغلته وقال خ ل .(7)سورة البقرة خ ل .
(8)فنزل عليه خ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه