بحار الأنوار ج93

وقال الباقر عليه السلام : إن الصدقة لتدفع سبعين علة من بلايا الدنيا مع ميتة
السوء إن صاحبها لايموت ميتة سوء أبدا .
وقيل بينا عيسى عليه السلام مع أصحابه جالسا إذمر به رجل فقال : هذا ميت
أو يموت ، فلم يلبثوا أن رجع إليهم وهو يحمل حزمة خطب ، فقالوا : يا روح الله
أخبرتنا أنه ميت وهو ذانراه حيا ؟ فقال عليه السلام : ضع حزمتك ! فوضعها ففتحها
فاذا فيه أسود قد القم حجرا ، فقال له عيسى عليه السلام أي شئ صنعت اليوم ؟ فقال :
يا روح الله وكلمته كان معي رغيفان فمربي سائل فأعطيته واحدا .
وقال الصادق عليه السلام : ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة
على ولده من بعده .
وكان عليه السلام بمنى فجاء‌ه سائل فأمرله بعنقود ، فقال : لاحاجة لي في هذا إن
كان درهم ، فقال : يسع الله لك فذهب ولم يعطه شيئا فجاء‌ه آخر فأخذ أبوعبدالله عليه السلام
ثلاث حبات من عنب فناوله إياها فأخذها السائل فقال : الحمد لله رب العالمين الذي
رزقني ، فقال عليه السلام : مكانك فحثاله مل‌ء كفيه فناوله إياه ، فقال السائل : الحمد لله
رب العالمين فقال أبوعبدالله عليه السلام : مكانك ! يا غلام أي شئ معك من الدراهم ؟ قال :
فاذا معه نحو من عشرين درهما فيما حرزنا أو نحوها ، فقال : ناولها إياه فأخذها
ثم قال : الحمدلله رب العالمين ، هذا منك وحدك لا شريك لك . فقال : عليه السلام : مكانك
فخلع قميصا كان عليه ، فقال : البس هذا فلبسه ، ثم قال : الحمد لله الذي ، كساني
وسترنى يا عبدالله جزاك الله خيرا ، لم يدع له عليه السلام إلا بذا ثم انصرف فذهب
فظننا أنه لولم يدع له لم يزل يعطيه لانه كان كلما حمدالله تعالى أعطاه .
وقال عليه السلام : من تصدق بصدقة ثم ردت فلا يبعها ولا يأكلها ، لانه لا
شريك له في شئ مما جعل له ، إنما هي بمنزلة العتاقة لايصلح له ردها بعد
مايعتق .
وعنه عليه السلام في الرجل يخرج بالصدقة ليعطيها السائل فيجده قد ذهب ، قال :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه