بحار الأنوار ج61


(باب 12 الذباب والبق والبرغوث والزنبور والخنفساء والقملة والقرد والحلم

وأشباهها )

الآيات : البقرة 2 : إن الله لايستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها 26 .
الحج : 27 يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون
الله لن يخلقوه اذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف
الطالب والمطلوب ماقدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز 72 .
تفسير : " أن يضرب مثلاما " أي للحق يوضحه به لعباده المؤمنين أي مثل
كان ما بعوضة فما فوقها وهو الذ باب ، رد بذلك على من طعن في ضربه الامثال بالذباب
وبالعنكبوت وبمستوقد النار والصيب في كتابه وفي مجمع البيان عن الصادق عليه السلام
إنما ضرب الله المثل بالبعوضة لانها على صغر حجمهاخلق الله فيها جميع ما خلق الله
في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين(1)، فأراد الله أن ينبه بذلك المؤمنين على
لطيف خلقه وعجيب صنعه " فاستمعوا له " أي استماع تدبر وتفكر " إن الذين تدعون
من دون الله " يعني الاصنام " لن يخلقوا ذبابا " أي لا يقدرون على خلقه مع صغره
" ولو اجتمعوا له " أي ولو تعاونوا على خلقه " وإن يسلبهم الذباب " الخ أي فكيف
يكونون آلهة قادرين على المقدورات كلها ؟
وروي في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : كانت قريش تلطخ الاصنام التي كانت
حول الكعبة بالمسك والعنبر وكان يغوث قبال الباب ، ويعوق عن يمين الكعبة ، و
نسرعن يسارها ، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ، ثم يستديرون


(1)سيأتى في الحديث : " أنه فضل على الفيل بالجناحين " وفى كلام الدميرى : ان
للبعوض مضافا إلى اعضاء الفيل رجلين زائدتين واربعة اجنحة وخرطوم الفيل مصمت وخرطومه
مجوف نافذ للجوف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه