بحار الأنوار ج94

نفر قلبه إلى مودتنا ، ويعلم فضل علمنا ، وما نضرب من الامثال التي لا يعلمها إلا
العالمون بفضلنا .
قال السائل : بينها في أي ليلة أقصدها ؟ قال : اطلبها في سبع الاواخر ، والله
لئن عرفت آخر السبعة لقد عرفت أولهن ، ولئن عرفت أولهن لقد أصبت ليلة
القدر ، قال : ما أفقه ما تقول ، قال : إن الله طبع على قلوب قوم فقال :(إن
تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا)(1)فأما إذا أبيت وأبى عليك أن تفهم
فانظر فاذا مضت ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان فاطلبها في أربع وعشرين ، وهي
ليلة السابع ، ومعرفة السبعة ، فان من فاز بالسبعة كمل الدين كله ، وهي
الرحمة للعباد والعذاب عليهم ، وهم الابواب التي قال الله تعالى(لكل باب
منهم جزء مقسوم)(2)يهلك عند كل باب جزء ، وعند الولاية كل باب .
8 ومنه : عن يحيى بن صالح ، عن مالك بن خالد ، عن الحسن بن إبراهيم
عن عبدالله بن الحسن ، عن عباية ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله
اعتكف عاما في العشر الاول من شهر رمضان ، واعتكف في العام المقبل في العشر
الاوسط منه ، فلما كان الغام الثالث رجع من بدر فقضى اعتكافه فنام ، فرأى في
منامه ليلة القدر في العشر الاواخر كأنه يسجد في ماء وطين ، فلما استيقظ رجع
من ليلته ، وأزواجه واناس معه من أصحابه ، ثم إنهم مطروا ليلة ثلاث وعشرين
فصلى النبي صلى الله عليه وآله حين أصبح فرئي في وجه النبي صلى الله عليه وآله الطين ، فلم يزل يعتكف
في العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله .
9 كتاب المقتضب : لاحمد بن محمد بن عياش ، عن أحمد بن محمد بن يحيى
العطار ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير
عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله اختار من الايام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، و


(1)الكهف : 57 .
(2)الحجر : 44 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه