بحار الأنوار ج13

فرعون لموسى : أمهلني اليوم إلى غد ، وأوحى الله تعالى إلى موسى : أن قل لفرعون : إنك
إن آمنت بالله وحده عمرتك في ملكك ورددت(1)شابا طريا ، فاستنظره فرعون ، فلما
كان من الغد دخل عليه هامان فأخبره فرعون بما وعده موسى من ربه ، فقال له هامان :
والله ما يعدل هذا عبادة هؤلاء لك يوما واحدا ، ونفخ في منخره ، ثم قال له هامان : أنا
أردك شابا ، فأتاه بالوسمة فخضبه بها !(2)فلما دخل عليه موسى فرآه على تلك الحالة
هاله ذلك ، فأوحى الله تعالى : لا يهولنك ما رأيت فإنه لم يلبث إلا قليلا حتى يعود إلى
الحالة الاولى .
وفي بعض الروايات أن موسى وهارون لما انصرفا من عند فرعون أصابهما المطر
في الطريق ، فأتيا على عجوز من أقرباء امهما ، ووجه فرعون الطلب في أثرهما ، فلما
دخل عليهما الليل ناما في دارها وجاء‌ت الطلب إلى الباب والعجوز منتبهة ، فلما أحست
بهم خافت عليهما فخرجت العصا من صير الباب والعجوز تنظر(3)فقاتلتهم حتى قتلت منهم
سبعة أنفس ، ثم عادت ودخلت الدار ، فلما انتبه موسى وهارون أخبرتهما بقصة الطلب
ونكاية العصا منهم(4)فآمنت بهما وصدقتهما .(5)
توضيح : الغيضة : موضع تنبت فيه الاشجار الكثيرة . وربض المدينة بالتحريك :
ما حولها . والاندساس : الاختفاء . وأشليت الكلب على الصيد : أغريته . الطفيشل
كسميدع : نوع من المرق . والارفضاض : التفرق . والطلب بالتحريك : جمع طالب .
والصير بالكسر : شق الباب .
ثم قال الثعلبي : قالت العلماء بأخبار الانبياء : إن موسى وهارون عليهما السلام وضع
فرعون أمرهما وما أتيابه من سلطان الله سبحانه على السحر وقال للملا من حوله(6):


(1)في المصدر : ورددتك . م
(2)في المصدر : فأتاه بالوشم فخضبه به . م
(3)في المصدر : من جانب الباب والعجوز تنظر اليها . م
(4)في نسخة : ونكاية العصا فيهم .
(5)العرائس : 116 . م
(6)في نسخة : قال للملا من قومه ، وفى المصدر : قال للملا حوله . وهو الصحيح .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه