بحار الأنوار ج47

درج : فقلت له : يا غلام من ذا الذي إلى جنبك ؟ - لمولى لهم - فقال : هذا مولاي
فقال له المولى - يمازحه : لست لك بمولى فقال : ذاك شر لك ، فطعن في جنازة
الغلام فمات فاخرج في سفط إلى البقيع ، فخرج أبوجعفر عليه السلام وعليه جبة خز
صفراء وعمامة صفراء ومطرف خز أصفر فانطلق يمشي إلى البقيع وهو معتمد علي
والناس يعزونه على ابن ابنه .
فلما انتهى إلى البقيع تقدم تقدم أبوجعفر عليه السلام فصلى عليه وكبر عليه أربعا ثم
أمر به فدفن ، ثم أخذ بيدي فتنحى بي ثم قال : إنه لم يكن يصلى على الاطفال
إنما كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمربهم فيدفنون من وراء ولا يصلى عليهم ، و
إنما صليت عليه من أجل أهل المدينة كراهية أن يقولوا لا يصلون على أطفالهم(1).
بيان : قد درج أي كان ابتداء مشيه ، قوله ذاك شر لك : أي نفي كونك
مولى لي شر لك ، إذ كونك مولى لي شرف لك .
قوله : في جنازة الغلام كأنه من باب مجاز المشارفة ، وفي التهذيب(2)جنان وهو
أظهر ، وقيل هو حتار بالكسر ، قال في القاموس(3)الحتار حلقة الدبر أو ما بينه
وبين القبل ، أو الخط بين الخصيتين ورتق الجفن ، وشئ في أقصى فم البعير .
قوله : من وراء ، في التهذيب والاستبصار من وراء وراء مكررا ، وقال في
النهاية(4)ومنه حديث الشفاعة يقول إبراهيم : إني كنت خلايلا من وراء وراء
هكذا يروى مبنيا على الفتح أي من خلف حجاب .
ومنه حديث معقل أنه حدث ابن زياد بحديث فقال : أشئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وآله أو من وراء وراء ؟ أي ممن جاء خلفه وبعده ، ويقال لولد الولد


(1)الكافى ج 3 ص 206 .
(2)التهذيب ج 3 ص 198 وفي المطبوع حديثا " في جنازة الغلام " وأخرجه الشيخ
أيضا في الاستبصار ج 1 ص 479 .
(3)القاموس ج 2 ص 4 .
(4)النهاية ج 4 ص 207 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه