بحار الأنوار ج61

أجل ذلك صار الصيادون يجعلونها تحت شباكهم ليقع لهم الطير ، ونقل المسعودي
عن الجاحظ أن البومة لا تطير(1)بالنهار خوفامن أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها
ولما تصور في نفسها أنهاأحسن الطير لم تظهر إلابالليل ، وتزعم العرب في أكاذيبها
أن الانسان إذامات أو قتل يتصور(2)نفسه في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشة
لجسدها .
والبوم أصناف وكلها تحب الخلوة بنفسها(3)والتفرد ، وفي أصل طبعها
عداوة الغربان .
وفي تاريخ ابن النجار أن كسرى قال لعامل له : صد لي شر الطير واشوه بشر
الوقود وأطعمه شر الناس ، فصاد بومة وشواها بحطب الدفلى وأطعمها ساعيا .
وفي سراج الملوك لابي بكر الطرطوسي أن عبدالملك بن مروان أرق(4)ليلة
فاستدعى سميرا(5)له يحدثه فكان فيما حدثه به أن قال : يا أميرالمؤمنين كان بالموصل
بومة وبالبصرة بومة ، فخطبت بومة الموصل إلى بومة البصرة بنتها لابنها ، فقالت بومة
البصرة : لا أفعل إلا أن تجعل لى صداقها مائة ضيعة خراب ، فقالت بومة الموصل :
لا أقدر على ذلك الآن ولكن إن دام والينا علينا سلمه الله تعالى سنة واحدة فعلت ذلك
فاستيقظ لها عبدالملك وجلس للمظالم وأنصف الناس بعضهم عن بعض ، وتفقد أمر
الولاة .
ورأيت في بعض المجاميع بخط بعض العلماء الاكابر أن المأمون أشرف يوما
من قصره فرأى رجلا قائما وبيده فحمة وهويكتب بها على حائط قصره ، فقال المأمون


(1)في المصدر : لا تظهر بالنهار .
(2)في المصدر : " تتصور " وفيه : تصرخ .
(3)في المصدر : بانفسها .
(4)أرق : ذهب عنه النوم في الليل .
(5)السمير : صاحب السمر ، والسمر : الحديث ليلا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه