بحار الأنوار ج47

ثكلتك امك ، دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وسألني عنك ، وأخبرته أنه مرضي عند
الجيران في الحالات كلها ، غير أنه لايقر بولايتكم فقال : ما يمنعه ذلك ؟ قلت :
يزعم أنه يتورع ، قال : فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ ؟ ! فقال : أخبرك أبوعبدالله
بهذا ؟ قلت : نعم قال : أشهد أنه حجة رب العالمين ، قلت : أخبرني عن قصتك
قال : أقبلت من وراء نهر بلخ فصحبني رجل معه وصيفة فارهة ، فقال : إما أن تقتبس
لنا نارا فأحفظ عليك ، وإما أن أقتبس نارا فتحفظ علي قلت : اذهب واقتبس ، و
أحفظ عليك ، فلما ذهب قمت إلى الوصيفة وكان مني إليها ما كان ، والله ما أفشت
ولا أفشيت لاحد ، ولم يعلم إلا الله ، فخرجت من السنة الثانية وهو معي فأدخلته على
أبي عبدالله عليه السلام فما خرج من عنده حتى قال بامامته .
221 كا : علي ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن يونس بن يعقوب قال : كنت
عند أبي عبدالله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام ، فناظر أصحابه عليه السلام حتى انتهى
إلى هشام بن الحكم فقال الشامي : يا هذا من أنظر للخلق ؟ أربهم ؟ أو أنفسهم ؟
فقال هشام : ربهم أنظر لهم منهم لانفسهم ، قال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع لهم
كلمتهم ، ويقيم أودهم ، ويخبرهم بحقهم من بالطلهم ؟ فقال هشام : هذا القاعد الذي
تشد إليه الرحال ، ويخبرنا بأخبار السمآء ، وراثة عن أب ، عن جد ، قال الشامي :
فكيف لي أن أعلم ذلك ؟ قال هشام : سله عما بدالك قال الشامي : قطعت عذري
فعلي السؤال . فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا شامي اخبرك كيف كان سفرك ، وكيف كان
طريقك وكان كذا وكان كذا ، فأقبل الشامي يقول : صدقت ، أسلمت لله الساعة
فقال أبوعبدالله عليه السلام : بل آمنت بالله الساعة ، إن الاسلام قبل الايمان ، وعليه
يتوارثون ويتناكحون ، والايمان عليه يثابون ، فقال الشامي : صدقت فأنا الساعة
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك وصي الاوصياء(1).
222 قب(2)ج : عن يونس مثله(3).


(1)الكافى ج 1 ص 171 . \ \ \(2)المناقب ج 3 ص 368 .
(3)الاحتجاج ص 198 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه