بحار الأنوار ج11

الزوان الذي يبقى في البيدر الذي لا يستطيع البقر أن تدوسه فقرب ضغثا منه لا يريد به
وجه الله تعالى ولارضى أبيه ، فقبل الله قربان هابيل ، ورد على قابيل قربانه ، فقال إبليس
لقابيل : إنه يكون لهذا عقب يفتخرون على عقبك بأن قبل قربان أبيهم ، فاقتله حتى لا
يكون له عقب ، فقتله فبعث الله تعالى جبرئيل فأجنه ،(1)فقال قابيل : يا ويلتى أعجزت
أن أكون مثل هذا الغراب ، يعني به مثل هذا الغريب الذي لا أعرفه جاء ودفن أخي
ولم أهتد لذلك ، ونودي قابيل من السماء : لعنت لما قتلت أخاك ، وبكى آدم على هابيل
أربعين يوما وليلة .(2)
بيان : قال الجوهري : الزوان : حب يخالط البر انتهى . والخبر يدل على أن
الغراب يطلق بمعنى الغريب ولم نظفر عليه فيما عندنا من كتب اللغة .
قال الشيخ الطبرسي قدس الله روحه : قالوا كان هابيل أول ميت من الناس ،
فلذلك لم يدر قابيل كيف يواريه وكيف يدفنه حتى بعث الله غرابين أحدهما حي والآخر
ميت ، وقيل : كانا حيين فقتل أحدهما صاحبه ثم بحث الارض ودفنه فيه ، ففعل قابيل
مثل ذلك ، عن ابن عباس وابن عباس وابن مسعود وجماعة ، وقيل : معناه : بعث الله غرابا يبحث التراب
على القتيل ، فلما رأى قابيل ما أكرم الله به هابيل وأن بعث طيرا ليواريه وتقبل قربانه قال :
ياويلتى ، عن الاصم ، وقيل : كان ملكا في صورة الغراب(3)
29 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ،
عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه الصلاة والسلام قال : لما أوصى آدم عليه السلام إلى
هابيل حسده قابيل فقتله ، فوهب الله تعالى لآدم هبة الله ، وأمره أن يوصي إليه ، وأمره
أن يكتم ذلك ، قال : فجرت السنة بالكتمان في الوصية ، فقال قابيل لهبة الله : قد
علمت أن أباك قد أوصى إليك فإن أظهرت ذلك أو نطقت بشئ منه لاقتلنك كما قتلت
أخاك .(4)
30 - ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن


(1)أى دفنه .
(2 و 4)قصص الانبياء مخطوط . م
(3)مجمع البيان 3 : 185 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه