وأما المولى محمد تقي(1)فجلالة قدره أعلى من أن يحيط بها مثلي ، قال العالم
الخبير المولى حاج محمد الاردبيلي تلميذ ولده العلامة في كتاب جامع الرواة : محمد تقي
ابن المقصود علي الملقب بالمجلسي وحيد عصره ، فريد دهره ، أمره في الجلالة
والثقة الامانة وعلو القدر وعظم الشأن وسمو الرتبة والتبحر في العلوم أشهر من
أن يذكر ، وفوق ما يحوم حوله العبارة ، أورع أهل زمانه وأزهدهم وأتقاهم وأعبدهم
بلغ فيضه دينا ودنيا بأكثر أهل زمانه من العوام والخواص ، ونشر أخبار الائمة
بإصفهان جزاه الله تعالى جزاء المحسنين .
له تأليفات منها شرح عربي على من لايحضره الفقيه ، وشرح فارسي عليه أيضا
وكتاب حديقة المتقين ، وشرح على بعض كتاب تهذيب الاحكام ، ورسالة في أفعال
الحج ، ورسالة الرضاع أخبرنا بها ابنه الامام الاجل محمد باقر عنه توفى قدس الله
روحه الشريف سنة سبعين بعد الالف وله نحو من نحو سبع وستين سنة رضي الله تعالى
عنه وأرضاه .
وفى مرآة الاحوال أنه استفاد العلم من شيخ الاسلام والمسلمين الشيخ بهاء الدين
العاملي العلامة الزاهد المقدس الورع المولى عبدالله الشوشتري وغيرهما ، وكان
متوطنا باصبهان وأساس فضله وكماله أعلى من أن يحكيه لسان القلم ، وبعد فراغه من
التحصيل أتى إلى النجف الاشرف ، واشتغل بالرياضات وتهذيب الاخلاق وتصفية الباطن
حتى صار متهما بالتصوف ، تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا ، ويستفاد من شرحه
للجامعة الكبيرة أنه فاز بسعادة لقاء صاحب الامر عليه السلام في اليقظة والمنام وذكر من
مؤلفاته كتاب الاربعين وقال : توفى رحمه الله باصبهان ، وقيل : في تاريخ وفاته قدس
الله روحه الشريف وقبره بها ، وله قبة عالية هي مطاف للشيعة .
قلت : قال المولى المذكور في شرح مشيخة الفقيه في ترجمة شيخه عبدالله بن
الحسين الشوشتري رضي الله عنه : كان شيخنا وشيخ الطائفة الامامية في عصره ، العلامة
(1)قد مضى ترجمته في باب مشايخه - ره - وقد ذكره العلامة الرجالى المولى
محمد الاردبيلى في الجامع ج 2 ص 82 واثنى عليه .