بحار الأنوار ج83

بيان : السمع مصدر بمعناه ، أو بمعنى المسموع ، والاول أظهر(يامن
لايغلطه السائلون)أي لا تصير كثرة أصوات السائلين في وقت واحد سببا لاشتباه الامر
عليه ، وعدم فهم مقاصدهم ، كما في المخلوقين(برد عفوك)أي راحته ولذته .
أقول : رواه السيد أيضا في فلاح السائل عن المجالس(1).
2 - مكارم الاخلاق : عن النبي صلى الله عليه واله أنه من دعا به عقيب كل صلاة مكتوبة
حفظ في نفسه وداره وماله وولده ، وهو(اللهم اغفرلي ماقدمت وما أخرت ، وما أعلنت
وما أسررت ، وإسرافي على نفسي ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم أنت المقدم وأنت
المؤخر ، لا إله إلا أنت بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أجمعين ، ما علمت الحياة
خيرا لي فأحيني ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، اللهم إني أسئلك خشيتك في السر
والعلانية ، وكلمة الحق في الغضب والرصا ، والقصد في الفقر والغنا ، وأسئلك نعيما
لاينفد ، وقرة عين لاتنقطع ، والرضا بالقضاء ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذة النظر
إلى وجهك ، وشوقا للقائل ، من غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة .
اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداة مهتدين ، اللهم اهدنا فيمن هديت
اللهم إني أسئلك عظيمة الرشاد ، والثبات في الامر لرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، و
حسن عافيتك ، وأداء حقك ، وأسئلك يارب قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأستغفرك
لما تعلم ، وأسئلك خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ماتعلم ، فانك تعلم ولاتعلم ، وأنت
علام الغيوب(2).
توضيح : روى هذا الدعاء في الكافي(3)بسنده عن أبي جعفر الثاني عليه السلام وهو
مروي في أكثر كتب دعواتنا ، بطرق المخالفين في كتبهم أيضا(ما قدمت وما أخرت ،
لعل المراد بما قدم ما صنعه في حياته واستحق به العقاب ، وبما أخر ما يترتب على
أفعاله بعد موته من بدعة أحدثها يعمل بها بعد موته ، أو وصية بشر وغير ذلك ، أو المراد


(1)فلاح السائل ص 167 .
(2)مكارم الاخلاق ص 327 .
(3)الكافى ج 2 ص 548 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه