بحار الأنوار ج69

وقوله سبحانه : لم تقولون مالا تفعلون (1)وما ورى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال : مررت ليلة اسري بي بقوم تقرض شفاههم بمقارض من نار ، فقلت : من أنتم ؟
قالوا : كنا نأمر بالخير ولا نأتيه ، وننهي عن الشر ونأتيه ، ومثله كثير .
2 كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن عيسى ، عن ابن سنان ، عن قتيبة
الاعشى ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، أنه قال : من أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف
عدلا وعمل بغيره(2).
3 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن
ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن من أعظم الناس حسرة يوم القيامة
من وصف عدلا وخالفه إلى غيره(3).
بيان : وإنما كانت حسرته أشد لوقوعه في الهلكة مع العلم ، وهو أشد
من الوقوع فيها بدونه ، ولمشاهدته نجاة الغير بقوله ، وعدم نجاته به ، وكان
أشديه العذاب والحسرة بالنسبة إلى من لم يعلم ولم يعمل ولم يأمر ، لا بالنسبة
إلى من علم ولم يفعل ولم يأمر ، لان الهداية وبيان الاحكام وتعليم الجهال
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها واجبة كما أن العمل واجب ، فاذا
تركهما ترك واجبين ، وإذا ترك أحدهما ترك واجبا واحدا .
لكن الظاهر من أكثر الاخبار بل الايات اشتراط الوعظ والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر بالعمل ، ويشكل التوفيق بينها وبين سائر الايات والاخبار
الدالة على وجوب الهداية والتعليم ، والنهي عن كتمان العلم ، وعلى أي حال
الظاهر أنها لا تشمل ما إذا كان له مانع من الاتيان بالنوافل مثلا ، ويبين للناس
فضلها وأمثال ذلك .
4 كا : عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن


(1)الصف : 2 .
(2)الكافي ج 2 ص 300 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه