بحار الأنوار ج4

وجل : يوم يكشف عن ساق " قال : حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا ،
أو تدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود .
ج : عن الرضا عليه السلام مثله .
بيان : دمج دموجا : دخل في الشئ واستحكم فيه ، والدامج : المجتمع . قوله :
يكشف أي عن شئ من أنوار عظمته وآثار قدرته . واعلم أن المفسرين ذكروا في
تأويل هذه الاية وجوها :
الاول : أن المراد : يوم يشتد الامر ويصعب الخطب ، وكشف الساق مثل في ذلك :
وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب ، قال حاتم :
إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
الثاني : أن المعنى يوم يكشف عن أصل الامر وحقيقته بحيث يصير عيانا ، مستعار
من ساق الشجر وساق الانسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم .
الثالث : أن المعنى أنه يكشف عن ساق جهنم ، أوساق العرش ، أوساق ملك
مهيب عظيم .
قال الطبرسي رحمه الله : ويدعون إلى السجود أي يقال لهم على وجه التوبيخ :
اسجدوا فلا يستطيعون . وقيل : معناه أن شدة الامر وصعوبة حال ذلك اليوم تدعوهم
إلى السجود وإن كانوا لاينتفعون به ليس أنهم يؤمرون به ، وهذا كما يفزع الانسان إلى
السجود إذا أصابه هول من أهوال الدنيا . خاشعة أبصارهم أي ذليلة أبصارهم لا يرفعون
نظرهم عن الارض ذلة ومهانة . ترهقهم ذلة أي تغشاهم ذلة الندامة والحسرة وقد
كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون أي أصحاء يمكنهم السجود فلا يسجدون يعني
أنهم كانوا يؤمرون بالصلاة في الدنيا فلم يفعلوا . وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام
أنهما قالا في هذه الآية : أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب
الحناجر لما رهقهم من الندامة والخزي والمذلة ، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم
سالمون أي يستطيعون الاخذ بما امروا به والترك لمانهوا عنه ولذلك ابتلوا .
18 - يد : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن ابن

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه