بحار الأنوار ج42

عند الشبهة ، والاقتصاد ، والعدل في الرضى والغضب ، وحسن الجوار ، وإكرام
الضيف ، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء ، وصلة الرحم ، وحب المساكين ومجالستهم
والتواضع فإنه من أفضل العبادة ، وقصر الامل واذكر الموت ، وازهد في الدنيا
فإنك رهين موت وغرض بلاء وطريح(1)سقم ، واوصيك بخشية الله في سر أمرك
وعلانيتك ، وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل ، وإذا عرض شئ من أمر الآخرة
فابدأ به ، وإذا عرض شئ من أمرالدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه ، وإياك و
مواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء ، فإن قرين السوء يغر(2)جليسه ،
وكن لله يا بني عاملا ، وعن الخنى زجورا ، وبالمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا
وواخ الاخوان في الله ، وأحب الصالح لصلاحه ، ودار الفاسق عن دينك وابغضه
بقلبك ، وزايله بأعمالك لئلا(3)تكون مثله ، وإياك والجلوس في الطرقات ، ودع
الممارات ومجارات من لا عقل له ولا علم ، واقتصد يا بني في معيشتك ، واقتصد
في عبادتك ، وعليك فيها بالامر الدائم الذي تطيقه ، والزم الصمت تسلم ، وقدم
لنفسك تغنم ، وتعلم الخير تعلم ، وكن لله ذاكرا على كل حال ، وارحم من أهلك
الصغير ، ووقر منهم الكبير ، ولا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله ، وعليك
بالصوم فإنه زكاة البدن وجنة لاهله . وجاهد نفسك ، واحذر جليسك ، واجتنب
عدوك ، وعليك بمجالس الذكر ، وأكثر من الدعاء فإني لم آلك يا بني نصحا
وهذا فراق بيني وبينك ، واوصيك بأخيك محمد خيرا ، فإنه شقيقك وابن أبيك
وقد تعلم حبي له ، وأما أخوك الحسين فهو ابن امك ، ولا اريد(4)الوصاة بذلك
والله الخليفة عليكم ، وإياه أسأل أن يصلحكم ، وأن يكف الطغاة البغاة عنكم ،


(1)في " ما " و(خ): صريع .
(2)في " ما " يغير . وفى " جا " يعير .
(3)في " ما " : كيلا .
(4)في " ما " : ولا ازيد . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه