بحار الأنوار ج66

بفضله وتوفيقه ، وجعله ثابتا مستقرا فيهم ، وإن يشأ أن يسلبهم إياه لزوال
استعدادهم الفطري وفساد استعدادهم الكسبي ، سلبهم ورفع عنهم توفيقهم ، ويفهم
بالمقايسة حال من كفر منهم .
وأقول : من علم أنهم يموتون على الايمان كان ينبغي أن يدخلهم في القسم
الاول على هذا الوجه ، ومن علم أنهم يموتون على الكفر في القسم الثاني بل
الاحسن أن يقال لما علم الله سبحانه استعداداتهم وقابلياتهم ، ومايؤل إليه أمرهم
ومراتب إيمانهم وكفرهم ، فمن علم أنهم يكونون راسخين في الايمان كاملين فيه
وخلقهم فكأنه خلقهم للايمان الكامل الراسخ وكذا الكفر ، ومن علم أنهم يكونون
متزلزلين مترددين بين الايمان والكفر فكأنه خلقهم كذلك ، فهم مستعدون لايمان
ضعيف ، فمنهم من يختم له بالايمان ، ومنهم من يختم له بالكفر فهم المعارون .
والظاهر أن المراد بفلان أبوالخطاب وكنى عنه بفلان لمصلحة ، فان
أصحابه كانوا جماعة كثيرة كان يحتمل ترتب مفسدة على التصريح باسمه ، ويحتمل
أن يكون كناية عن ابن عباس فانه قد انحرف عن أميرالمؤمنين عليه السلام وذهب بأموال
البصرة إلى الحجاز ، ووقع بينه عليه السلام وبينه مكاتبات تدل على شقاوته وارتداده
كما مر والتقية فيه أظهر لكن سيأتي التصريح بأبي الخطاب في خبر شلقان(1)وعلى
التقديرين(منهم)خبر كان وضمير الجمع للخلق بين ذلك و(معارا)خبر بعد خبر
وقيل : فلان كناية عن عثمان والضمير للخلفاء الثلاثة ، والظرف حال عن فلان
ومعارا خبر كان ، ولايخفى بعده لفظا ومعنى ، فان الثلاثة كانوا كفرة لم يؤمنوا
قط .
17 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن
فضالة بن أيوب والقاسم بن محمد الجوهري ، عن كليب بن معاوية الاسدي ، عن


(1)يعنى مامر تحت الرقم 3 مع شرحه فان خبر عيسى شلقان في الكافى باب علامة المعار
تحت الرقم 3 ، وهذا الخبر تحت الرقم 1 ، وأما التصريح باسم أبى الخطاب فقد عرفت أنه
في غير واحد من الاحاديث كمامر عن الكشى تحت الرقم 5 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه