بحار الأنوار ج40

النبي صلى الله عليه وآله أزهد من علي بن أبي طالب عليه السلام . قال : حدثنا أبوالنجيب سعد بن
عبدالله الهمداني المعروف بالمروزي بهذا الحديث عاليا عن الامام الحافظ سليمان
ابن إبراهيم الاصفهاني .
ومنه عن سويد بن غفلة قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام العصر(1)
فوجدته جالسا بين يديه صحيفة فيها لبن حازر ، أجدريحه من شدة موضته ، وفي
يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه ، وهو يكسر بيده أحيانا ، فإذا غلبه كسره
بركبته وطرحه فيه ، فقال : ادن فأصب(2)من طعامنا هذا ، فقلت : إني صائم ،
فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من منعه الصوم من طعام يشتهيه كان حقا على
الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها ، قال فقلت لجاريته وهي قائمة
بقريب منه : ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ ؟ ألا تنخلون له طعاما مما
أرى فيه من النخالة ؟ فقالت : لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما ، قال : ما قلت
لها فأخبرته(3)فقال : بأبي وامي من لم ينخل له طعام ولم يشبع من خبز البر
ثلاثة أيام حتى قبضه الله عزوجل(4).
قب : عن ابن غفلة مثله ، ثم قال : وقال لعقبة بن علقمة : يا أبا الجندب
أدركت رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل أيبس من هذا ، ويلبس أخشن من هذا ، فإن أنا
لم آخذ به خفت أن لا ألحق به(5).
بيان : الحازر : الحامض من اللبن .
14 كشف : المناقب عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي


(1)في المصدر : القصر .
(2)في المصدر : وأصب .
(3)أى أخبرت عليا عليه السلام بما قلته للجارية .
(4)كشف الغمة : 47 .
(5)مناقب آل أبى طالب 1 : 305 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه