بحار الأنوار ج59

واعلم يا أمير المؤمنين أن كل واحدة من هذه الطبائع تحت ما يشاكلها ، فاغتذ
ما يشاكل جسدك ، ومن أخذ من الطعام زيادة لم(1)يغذه ومن أخذه بقدر لا زيادة
عليه ولا نقص في غذائه نفعه . وكذلك الماء فسبيله أن تأخذ من الطعام كفايتك في أيامه(2)
وارفع يديك منه ويك إليه بعض القرم(3)، وعندك إليه ميل ، فإنه أصلح لمعدتك
ولبدنك ، وأزكى لعقلك(4)وأخف لجسمك(5).
يا أمير المؤمنين ، كل البارد في الصيف ، الحار في الشتاء ، والمعتدل في الفصلين
على قدر قوتك وشهوتك . وابدأ في أول الطعام بأخف الاغذية التي يغتذي بها

بدنك بقدر عادتك وبحسب طاقتك ونشاطك . وزمانك الذي يجب أن يكون أكلك في
كل يوم عندما يمضي النهار ثمان ساعات أكلة واحدة ، أو ثلاث أكلات في يومين
تتغذى باكرا في أول يوم ، ثم تتعشى ، فإذا كان في اليوم الثاني ، فعند مضي ثمان
ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة ولم تحتج إلى العشاء . وكذا أمر جدى محمد صلى الله عليه وآله
عليا عليه السلام في كل يوم وجبة ،(6)وفي غده وجبتين . وليكن ذلك بقدر لا يزيد
ولا ينقص .
وارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه ، وليكن شرابك على أثر طعامك من
الشراب الصافي العتيق مما يحل شربه ، والذي أنا واصفه فيما بعد .
ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة
فيها في كل فصل على حدة ، وما يستعمل من الاطعمة والاشربة وما يجتنب منه ، وكيفية
حفظ الصحة من أقاويل القدماء ونعود إلى قول الائمة عليهم السلام في صفة شراب يحل
شربه ويستعمل بعد الطعام .


(1)في الصدر : لم ينفع وضره .
(2)ابانه(خ).
(3)القرم - بالتحريك - : شهوة الطعام .
(4)لعلمك(خ).
(5)على جسمك(خ).
(6)الوجبة - بالفتح - الاكلة الواحدة في اليوم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه