العلمية و العملية صاحب النفس القدسية والسمات الملكوتية والكرامات السنية
والمقامات العلية ناشر الاخبار الدينية والآثار اللدنية والاحكام النبوية والاعلام
الامامية العالم العلم الرباني المؤيد بالتأييد السبحاني المولى محمد تقي ابن المجلسي
الاصفهاني قدس الله روحه ونور ضريحه .
واعلم أنه قد ظهر من مطاوي الحكايات السابقة وجه ما اشتهر من ميله إلى
التصوف ، حتى أن معاصره مير محمد لوحي الملقب بالمطهر قد أكثر في أربعينه من
الطعن عليه وعلى ولده الاجل ، ونسبتهما إليه وإلى غيره مما لا يليق بهما ، وكذا
صحة ما صرح به ولده العلامة وغيره من براءة ساحته عن ذلك ، فان المنفي عنه
عقائدهم الباطلة ، وآرائهم الكاسدة التي لايتوهم ميله إليها ، وإنما كان له همة علية
وعزيمة قويمة ، في تهذيب النفس وتخليتها عن الرذايل والملكات الردية ، وهذا أمر
مطلوب محبوب قد أكثر في الكتاب والسنة من الامر به بل لاشئ بعد المعارف ألزم
وأهم منه إذ لاينتفع بشئ من العلوم الشرعية بدونه ، ويشارك الصوفية أهل الشرع
في هذا الغرض الاهم وظلبه ، وفي بعض طرق تحصيله ، وإنما يفترقان في ساير طرق
الوصول إليه .
ومما يشتركان فيه المواظبة على عمل مخصوص أربعين يوما ، وقد ذكرنا في
حواشي كتابنا المسمى بكلمة طيبة أربعين خبرا يستظهر منها أن في المواظبة على
شئ حسن أوقبيح أربعين يوما تأثيرا في الانتقال من حال إلى حال ، وصفة إلى صفة
حسنة كانت أو قبيحة ، وقد صرح العلامة المجلسي - ره - في أجوبة المسائل الهندية
أنه كان يواظب عليه في أغلب السنين ، وكذا والده المعظم ، نعم تهذيبه بالطرق الغير
الشرعية والاعمال المبتدعة ، والاوراد المحترمة ، من خصايص هذه الفرقة المبتذعة
وإليه يشير ما في الدروس في بحث المكاسب بقوله : ويحرم الكهانة إلى قوله وتصفية
النفس .
والمولى المزبور كان في أوائل سيره وسلوكه يميل إلى بعض طرقهم لكثرة شوقه
إليه كما يظهر من رسالته السير والسلوك وبعض الاشعار التي رأيتها بخطه في بعض