بحار الأنوار ج40

يده إلى السماء باسطا وهو يقول : عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد ، فأوحى
الله عزوجل إليه أن ائت احدا أنت ومن تثق به(1)، فأعاد الدعاء فأوحى الله جل
وعز إليه : امض أنت وابن عمك حتى تأتي احدا وتصعد(2)على ظهره ، واجعل
القبلة في ظهرك ، ثم ادع وحش الجبل تجبك ، فإذا أجابتك تعمد(3)إلى جفرة
منهن انثى وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد(4)قرناها الطلوع تشخب أودجها
دما ، وهي التي لك ، فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة
يقلب(5)داخلها ، فإنه سيجدها مدبوغة ، وسانزل عليك الروح الامين وجبرئيل و
معه دواة وقلم ومداد ، ليس هو من مداد الارض ، يبقى المداد ويبقى الجلد ، لا
تأكله الارض ولا تبليه التراب ، لا يزداد كلما نشر إلا جدة ، غير أنه محفوظ مستور
يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون إليك ، وتمليه على ابن عمك وليكتب وليستمد
من تلك الدواة .
فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى الجبل ، ففعل ما أمره الله به وصادف
ما وصفه له ربه ، فلما ابتدأ علي عليه السلام في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الامين
وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله ، ومن حضر ذلك المجلس بين يديه ، و
جاء‌ته الدواة والمداد خض كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور(6)ثم نزل الوحي على
محمد صلى الله عليه وآله وكتب علي عليه السلام يصف(7)كل زمان وما فيه ، ويخبره بالظهر والبطن
وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفسرله أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله


(1)أى مع من تثق به .
(2)في المصدر : ثم تصعد .
(3)صيغة أمر من(تعمد)أى قصد .
(4)أى أشرف .
(5)في المصدر : ويقلب .
(6)من النور بفتح النون : الزهر .
(7)في المصدر وفي هامش(د): إلا انه يصف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه