بحار الأنوار ج23

16 - نى : الكليني عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمرو
ابن ثابت عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : " ومن الناس من
يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله " قال : هم أولياء فلان وفلان اتخذوهم
أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما ، وكذلك قال : " ولو يرى الذين
ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين
اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا
لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا " الآية ، ثم قال أبوجعفر عليه السلام :
هم والله يا جابر أئمة الظلم وأشياعهم(1).
بيان : المشهور بين المفسرين أن المراد بالانداد الاوثان ، وقال السدي :
هم رؤساؤهم الذين يطيعونهم طاعة الارباب ، كما فسره عليه السلام ، ويؤيده ضمير
" يحبونهم " .
قال الطبرسي : وقوله : " يحبونهم " على هذا القول الاخير أدل ، لانه
يبعد أن يحبوا الاوثان كحب الله مع علمهم بأنها لا تضر ولا تنفع ، ويدل أيضا
عليه قوله : " إذ تبرأ الذين اتبعوا(2)" .
والامام عليه السلام إنما استشهد بهذا الوجه لانه قد يقع إرجاع ضمير ذوي
العقول على الاصنام وإن كان على خلاف الاصل .
وقال الطبرسي : معنى حبهم حب عبادتهم ، أو القرب إليهم ، أو الانقياد لهم
أو جميع ذلك كحب الله ، أو كحب المؤمنين لله ، أو كحب المشركين له ، أو كالحب
الواحب عليهم لله(3).
وبعد ذلك في القرآن : " والذين آمنوا أشد حبا لله " قال : يعني حب
المؤمنين فوق حق هؤلاء لاخلاصهم العبادة من الشرك ، ولعلمهم بأنه المنعم عليهم
والمربي لهم ، ولعلمهم بالصفات العلى والاسماء الحسنى ، وأنه الحكيم الخبير


(1)غيبة النعمانى ص 64 ، والايات في البقرة : 165 - 167 .
(2 و 3)مجمع البيان 1 : 249 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه