بحار الأنوار ج63

المسلين على الارض ، وعلي ما أكلوا عليه ، ومما أكلوا ، إلا أن ينزل به ضيف ،
فيأكل مع ضيفه ، وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف(1).
بيان : قال في النهاية فيه : أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف ، الضفف
الضيق والشدة ، أي لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة ، وقيل : الضفف اجتماع الناس ،
يقال : ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا ، أي لم يأكل خبزا ولحما وحده
ولكن يأكل مع الناس ، وقيل : الضفف أن تكون الاكلة أكثر من مقدار الطعام ،
والخفف أن يكونوا بمقداره .

9 باب (آخر في استحباب الاكل مع الاهل والخادم واطعام

من ينظر إلى الطعام والقام المؤمنين)

1 العيون : عن حمزه بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم
قال : كان الرضا عليه السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير ، فيحدثهم
ويأنس فيؤنسهم ، وكان عليه السلام إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى
السائس والحجام إلا أقعده على مائدته ، قال ياسر : فبينما نحن عنده يوما إذ سمع
وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليه السلام ، فقال لنا
أبوالحسن : قوموا تفرقوا عني فقمنا عنه ; فجاء المأمون ، الخبر(2).
بيان : كأن المراد بالسائس من يدبر أمر الغلمان ويربيهم ، أو الرائض ،
ومربي الدواب و " وقع القفل " أي وقوعه وسقوطه أو صوت صدمته على الباب ،
في القاموس الوقع وقعة الضرب بالشئ ، والوقعة في الحرب صدمة بعد صدمة وكأن
تفريقهم كان للتقية لعدم موافقته لآدابه ، أو لانه كان يريد الخلوة به عليه السلام أو


(1)مكارم الاخلاق : 27 .
(2)عيون الاخبار : 2 ر 159 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه