بحار الأنوار ج6

من النار ، والريحان : الدخول في دار القرار . وقيل : روح في القبر ، وريحان في الجنة .
وقيل : روح في القبر ، وريحان في القيامة .
" فسلام لك من أصحاب اليمين " أي فترى فيهم ما تحب لهم من السلامة من المكاره
والخوف . وقيل : معناه : فسلام لك أيها الانسان الذي هو من أصحاب اليمين من عذاب
الله ، وسلمت عليك ملائكة الله ، قال الفراء : فسلام لك إنك من أصحاب اليمين ، فحذف
إنك . وقيل : معناه : فسلام لك منهم في الجنة لانهم يكونون معك ويكون " لك " بمعنى
عليك .
" فنزل من حميم " أي فنزلهم الذي اعد لهم من الطعام والشراب من حميم جهنم
" وتصلية جحيم " أي إدخال نار عظيمة " كلا " أي ليس يؤمن الكافر بهذا . وقيل : معناه :
حقا " إذا بلغت " أي النفس أو الروح " التراقي " أي العظام المكتنفة بالحلق ، وكني بذلك
عن الاشفاء على الموت . وقيل : " من راق " أي وقال من حضره : هل من راق أي من طيب
شاف يرقيه ويداويه فلا يجدونه ، أو قالت الملائكة : من يرقي بروحه ؟ أملائكة الرحمة
أم ملائكة العذاب ؟ وقال الضحاك : أهل الدنيا يجهزون البدن وأهل الآخرة يجهزون
الروح " وظن إنه الفراق " أي وعلم عند ذلك أنه الفراق من الدنيا والاهل والمال
والولد ، وجاء في الحديث أن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته ، ومفاصله يسلم بعضها
على بعض تقول : عليك السلام تفارقني وافارقك إلى يوم القيامة .
" والتفت الساق بالساق " فيه وجوه : أحدها التفت شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا ،
والثاني التفت حال الموت بحال الحياة ، والثالث التفت ساقاه عند الموت لانه تذهب القوة
فتصير كجلد بعضه ببعض ، وقيل : هو أن يضطرب فلا يزال يمد إحدى رجليه و
يرسل الاخرى ويلف إحداهما بالاخرى . وقيل : هو التفاف الساقين في الكفن ، والرابع
التفت ساق الدنيا بساق الآخرة وهو شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ، والمعنى في
الجميع أنه تتابعت عليه الشدائد فلا يخرج من شدة إلا جاء أشد منها .
" إلى ربك يومئذ المساق " أي مساق الخلائق إلى المحشر الذي لا يملك فيه الامر

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه