بحار الأنوار ج65

عليه السلام عشية ذلك اليوم ، وشهد جنازته ونحن معه .
قال الراوي عن نوف : فصرت إلى الربيع بن خثيم فذكرت له ما حدثني
نوف ، فبكى الربيع حتى كادت نفسه أن تفيض ، وقال : صدق أخي ، لاجرم أن
موعظة أمير المؤمنين وكلامه ذلك مني بمرء‌ى ومسمع ، وما ذكرت ما كان من همام
ابن عبادة يومئذ وأنا في بلهنية إلا كدرها ، ولا شدة إلا فرجها .
بيان : قد مر هذا الخبر بروايات عديدة في باب صفات المؤمن(1)وشرحناها
هناك ، ونوضح هيهنا ما يختص بهذه الرواية نوف بفتح النون وسكون الواو
وقال الجوهري : نوف البكالي كان حاجب علي رضوان الله عليه ، قال تغلب : هو
منسوب إلى بكالة قبيلة انتهى ، وقيل : هو بالكسر منسوب إلى بكالة قرية باليمن ، و
سيأتي الكلام فيه إنشاء الله تعالى فاستتبعت أي جعلتهما تابعين لي في المضي
إليه وفي النسخ هنا الربيع بن خثيم بتقديم المثناة على المثلثة ، وفي كتب اللغة و
الرجال بالعكس مصغرا وهو أحد الزهاد الثمانية ، ورأيت بعض الطعون فيه
وهو المدفون بالمشهد المقدس الرضوي صلوات الله على مشرفه ، وقال الجوهري :
البرنس قلنسوة طويلة ، وكان النساك يلبسونها في صدر الاسلام ، أي كان من الزهاد
والعباد المشهورين بذلك ، وفي المصباح أفضيت إلى الشئ وصلت إليه .
مبدنين بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة أي سمانا ملحمين كما
هو هيئة المترفين بالنعم في القاموس البادن والبدين والمبدن كمعظم الجسيم ، وفي
أساس اللغة بدنت لما بدنت أي سمنت لما أسننت ، يقال : بدن الرجل وبدن بدنا
وبدانة فهو بدين وبادن ، وبادنني فلان وبدنته أي كنت أبدن ، ورجل مبدان
مبطان سمين ضخم وفي القاموس أفاضوا في الحديث اندفعوا ، وحديث مفاض فيه
وقال : الاحدوثة ما يتحدث به ، وقال : فكههم بملح الكلام تفكيها أطرفهم بها ، و
هو فكه وفاكه طيب النفس ضحوك ، أو يحدث صحبه فيضحكهم ، وفاكهه مازحه
وتفكه تندم ، وبه تمتع ، وقال : لها لهوا لعب كالتهى وألهاه ذلك ولهى عنه غفل


(1)راجع ج 67 ص 315 و 341 و 365 ومثله في كتاب الروضة ج 78 ص 28 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه