بحار الأنوار ج5

الشعراء " 26 " وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون * ذكرى وما كنا
ظالمين 108 - 109 .
القصص " 28 " ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا
أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين 46 " وقال تعالى " : وما كان ربك
مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى
إلا وأهلها ظالمون 59 .
الاحزاب " 33 " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم 5 .
الطلاق " 65 " لا يكلف الله نفسا إلا ما آتيها 7 .
تفسير : " لا إكراه في الدين " قيل : هو منسوخ بآيات الجهاد . وقيل : خاص
بأهل الكتاب . وقيل : الاكراه في الحقيقة إلزام الغير فعلا لا يرى فيه خيرا ; ولكن
" قد تبين الرشد من الغي " أي تميز الايمان من الكفر بالآيات الواضحة ، ودلت
الدلائل على أن الايمان يوصل إلى السعادة ، والكفر يوصل إلى الشقاوة ، والعاقل
متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الايمان من غير إلجاء وإكراه " إلا وسعها " أي
ما يسعه قدرتها ، أو ما دون مدى طاقتها ، بحيث يتسع فيه طوقها كقوله تعالى :
" يريد الله بكم اليسر " .
" إن نسينا أو أخطأنا " أي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط
وقلة مبالاة ، أو يكون سؤالا على سبيل التضرع والاستكانة ، وإن كان ما يسأله لازما
على الله تعالى ، أو المراد بنسينا تركنا ، وبأخطأنا أذنبنا . " إصرا " اي عبئا ثقيلا يأصر صاحبه
أي يحبسه في مكانه ، يريد به التكاليف الشاقة . " مالا طاقة لنا به " أي من البلايا والعقوبة
أو ما يثقل علينا تحمله من التكاليف الشاقة ، وقد يقول الرجل لامر يصعب عليه : إني
لا اطيقه ; أو يكون الدعاء على سبيل التعبد كما مر .
" ليهلك من هلك عن بينة " أي ليموت من يموت عن بينة عاينها ، يعيش من
يعيش عن حجة شاهدها ، لئلا يكون له حجة ومعذرة ; أو ليصدر كفر من كفر وإيمان
من آمن عن وضوح بينة ، على استعارة الهلاك والحياة للكفر والاسلام ، المراد بمن

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه