بحار الأنوار ج102

وأما توهم أنه كان يكتبه غيره ، فانما هو في بعض الادعية الكبيرة ، والاخبار
الطويلة كما رأينا بعض نسخ أصل البحار ، وأين هذا من ساير الاخبار ، والبيانات
والتراجم ، مع أنا رأينا بل عندنا كثير من مجلداتها التي بخط غيره ، قد كان ما ألحقه


وهو مضبوط في مكتبة دانشگاه بتهران مرقم بالرقم . . . من فهرس الكتب التى ابتاعوها
من الفاضل الخبير الميرزا فخرالدين النصيرى المذكور آنفا ، وقد فرغ المؤلف العلامة
قدس سره من تأليفه 1070 قبل شروعه بتأليف كتابه الكبير - بحار الانوار -
فقد كان قدس سره رقم أولا عناوين الكتب وأبوابها المناسبة لها طبقا لما نجدها
في كتابه الكبير بحار الانوار مع تقديم وتأخير في بعضها ، ثم عمد إلى عشرة من
المصادر المعتبرة التى لاتقصر عن الصحاح ورموزها : ن ، ع ، يد ، ل ، لى ، مع
ب ، ما ، فس ، ج فاختار من كل كتاب نسخة مهذبة مصححة ثم رقم أحاديثها بالاعداد
الهندسية ، وشرع في مطالعتها بدقة وسبر كل حديث بتأمل وألحقه بالابواب المناسبة ذكرا
له بالرمز ، إلى أن فرغ من تأليفه ذلك .
ثم نشط بعد سنين متوسعا في هذا النطاق وضم إلى المصادر العشرة سائر ما صنفه
أصحابنا رضوان الله عليهم وشرع في تأليف كتابه البحار طبقا لعناوين وأبواب هذا الفهرس
القيم واستعمل لمعاونته على ما أشرنا اليه قبل ذلك كتابا منهم مولى محمد رضا ولعله ابن
عمه الاتى ترجمته تحت الرقم 39 من الفصل الثالث .
فعلى هذا يسقط كل الاعتراضات التى قد يتفوه بها البطالون بأنه كان للمجلسى اعوان
كثيرة على جمع الاخبار ولم يكن له حظ من تصانيفه الا ذكر العنوان وصدر الخبر و
الباقى يكتبه من حضر عنده .
فلو كانت نسخ كتاب البحار أعنى نسخ المؤلف قدس سره كلها بخط كتابه وأعوانه
كان نسبة الكتاب وتأليفه وترصيفه وتنسيقه إلى العلامة المجلسى نسبة صحيحة تامة لاريب
فيها ، كيف وقد عرفت أن نسخة الاصل من كل جزوة رأيناها كانت أكثرها بخط يده قدس
سره ، وقد كان تأسيس أبوابها واستخراج الايات الكريمة وتصدير الابواب بها ثم
تفسيرها ثم بيان الاخبار وتوضيحها بعناية شخصه الشخيص ، جزاء الله عنا وعن المسلمين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه