بحار الأنوار ج88

إله إلا أنت ، برحمتك أستغيث ، فصل على محمدوآل محمد ، وأغثني الساعة الساعة


فعن عبادة بن الصامت قال : كنت فيمن حضر العقبة الاولى وكنا اثنى عشر رجلا
فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله على بيعة السناء ، وذلك قبل أن تفرض الحرب : على أن لا نشرك
بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزنى ، ولا نقتل أولادنا ، ولا تأتى ببهتان نفترينه من بين
ايدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ، فان وفيتم فلكم الجنة وان غشيتم من ذلك شيئا
فأمركم إلى الله عزوجل ، ان شاء عذب وان شاء غفر .
وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في بيعة العقبة الثانية : أبايعكم على
أن تمنعونى مما تمنعون منه نساء‌كم وأبناء‌كم ، فأخذ البراء بن معرور بيده صلى الله عليه وآله وقال :
نعم والذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله !
واغترضه ابن التيهان فقال : ان بيننا وبين الرجال حبالا وانا قاطعوها - يعنى اليهود -
فهل عسيت ان نحن قلنا ذلك ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسم رسول
الله صلى الله عليه وآله وقل : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، انا منكم وأنتم منى : أحارب من خاربتم
فبايعوه .
وهكذا كان يضمن لهم الجنة والرضوان من الله عزوجل بتة حين يبايعهم في الحروب
على أن لا يفروا وان خاطرهم الموت كما بايعهم في الحديبية ، والى ذلك يشير قوله عز
وجل : ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث على
نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما الفتح : 10 .
ففى كل هذه الموارد ، انما يضمن لهم رسول الله الجنة فيكون الصفقة معه ويد الله فوق
أيديهم ، لكن هذه المبالغة مع الرسول صلى الله عليه وآله ، لمن تكن كمبايعة الله عزوجل في آية الاشتراء
ولذلك قال عزوجل في آية الاشتراء : ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى
بايعتم به ذلك هو الفوز العظيم يعنى الفوز بالجنة والرضوان ، وقال عز من قائل في

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه