بحار الأنوار ج25

عترة رسول الله صلى الله عليه واله ، ونحن القبة التي طالت أطنابها ، واتسع فناؤها ، من ضوى
إلينا نجا إلى الجنة ، ومن تخلف عنا هوى إلى النار ، قلت : لوجه ربي الحمد(1) .
بيان : رعاة شمس الله ، أي نرعيها(2) ترقبا لاوقات الفرائض والنوافل ، ويحتمل
أن يراد بها النبي صلى الله وآله وسلم ، وضوى إليه كرمى : أوى إليه وانضم .
5 - كنز : روى الصدوق رحمه الله في كتاب المعراج عن رجاله إلى ابن عباس(3)
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وهو يخاطب عليا عليه السلام ويقول : يا علي إن الله تبارك
وتعالى كان ولا شئ معه فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله ، فكنا أمام عرش
رب العالمين نسبح الله ونقدسه ونحمده ونهلله ، وذلك قبل أن يخلق السماوات
والارضين ، فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة واحدة من طينة عليين
وعجننا بذلك النور وغمسنا في جميع الانوار وأنهار الجنة ، ثم خلق آدم واستودع
صلبه تلك الطينة والنور ، فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم وقررهم(4)
بالربوبية ، فأول خلق(5) إقرارا بالربوبية أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم و
قربهم من الله عزوجل ، فقال الله تبارك وتعالى : صدقتما وأقررتما يا محمد ويا علي
وسبقتما خلقي إلى طاعتي ، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما ، فأنتما صفوتي من
خلقي ، والائمة من ذريتكما وشيعتكما وكذلك خلقتكم ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله
يا علي فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه ، فما زال ذلك النور
ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبدالمطلب
فافترق نصفين ، فخلقني الله من نصفه واتخذني نبيا ورسولا ، وخلقك من النصف


(1) تفسير فرات : 207 و 208 .
(2) في النسخة المصححة : مرعاها .
(3) في المصدر : مرفوعا عن ابن عباس .
(4) في المصدر : وقررهم بدينه .
(5) فاول خلق الله خ ل . أقول : في المصدر : فاول من خلقه فاقر له بالربوبية

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه