بحار الأنوار ج75

أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله ، وحشره في صورة الذر لحمه وجسده وجميع أعضائه
حتى يورده مورده .
وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من أغاث
لهفانا من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله ، وآمنه يوم الفزع الاكبر ، وآمنه
عن سوء المنقلب ، ومن قضى لاخيه المؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة إحديها
الجنة ، ومن كسا أخاه المؤمن من عرى كساه الله من سندس الجنة وإستبرقها و
حريرها ولم يزل يخوض في رضوان الله مادام على المكسو منها سلك ، ومن أطعم
أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة ، ومن سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق
المختوم رية ، ومن أخدم أخاه أخدمه الله من الولدان المخلدين ، وأسكنه مع
أوليائه الطاهرين ، ومن حمل أخاه المؤمن من رحله حمله الله على ناقة من نوق
الجنة ، وباهى به الملائكة المقربين يوم القيامة ، ومن زوج أخاه المؤمن امرأة
يأنس بها ويشد عضده ويستريح إليها ، زوجه الله من الحور العين ، وآنسه بمن
أحب من الصديقين من أهل بيت نبيه وإخوانه وآنسهم به ، ومن أعان أخاه
المؤمن على سلطان جائر أعانه الله على إجازة الصراط عند زلزلة الاقدام ، ومن
زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه كتب من زوار الله ، وكان حقيقا
على الله أن يكرم زائره .
يا عبدالله وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول لاصحابه يوما : معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من آمن بلسانه ولم يؤمن
بقلبه ، فلا تتبعوا عثراة المؤمنين فانه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم
القيامة وفضحه في جوف بيته .
وحدثني أبي عن علي عليه السلام أنه قال : أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدق
في مقالته ولا ينتصف من عدوه ، وعلى أن لا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه ، لان كل
مؤمن ملجم ، وذلك لغاية قصيرة وراحة طويلة ، أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه