بحار الأنوار ج10


(باب 21) (مناظرات أصحابه وأهل زمانه صلوات الله عليه)

1 - قال السيد المرتضى رحمه الله في كتاب الفصول : سأل علي بن ميثم(1)رحمه الله
أبا الهذيل العلاف(2)فقال : ألست تعلم أن إبليس ينهى عن الخير كله ويأمر بالشر
كله ؟ فقال : بلى ، قال : فيجوزأن يأمر بالشر كله وهو لايعرفه ؟ وينهى عن الخير كله
وهو لايعرفه ؟ قال : لا ، فقال له أبوالحسن : فقد ثبت أن إبليس يعلم الشر والخير كله ،
قال أبوالهذيل : أجل ، قال : فأخبرني عن إمامك الذي تأتم به بعدالرسول صلى الله عليه وآله هل


(1)هو على بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمار أبوالحسن مولى بنى اسد ، كوفى
سكن البصرة ، كان من وجوه المتكلمين من أصحابنا ، كلم أباالهذيل والنظام ، عده الشيخ في رجاله من
اصحاب الرضا عليه السلام ، وله مجالس وكتب : منها كتاب الامامة سماه الكامل ، كتاب الاستحقاق ،
كتاب النكاح ، كتاب الطلاق ، كتاب مجالس هشام بن الحكم ، كتاب المتعة . وقال الشيخ وابن النديم
في فهرستيهما والعلامة في الخلاصة : هو اول من تكلم على مذهب الامامية ، وحكى الصدوق
قدس سره في عيون الاخبار عن عون بن محمد الكندى أنه قال : مارأيت احدا قط اعرف بامور
الائمة وأخبارهم ومناكحهم من على بن ميثم . وقال ابن حجر في لسان الميزان 4 : 265 : هو
مشهور من أهل البصرة ، وكانت بينه وبين أبى الهذيل مناظرة ذكرها أبوالقاسم السهمى في كتاب
الحجة ، قال : اجتمع على بن ميثم وأبوالهذيل عند أميرالبصرة فقال على بن ميثم : أخبرنى عن
العقل مباح هو أو محظور ؟ فلم يجبه ، فلما افترقا سأله الامير ، فقال : بأى شئ كنت اجيبه ،
ان قلت : محظور كنت قد تابعته ، وان قلت : مباح قال : كنت تأخذ بذلك لك وحدك . انتهى
قلت : ترجمه الشيخ في الفهرست والرجال ، والنجاشى وابن النديم في فهرستيهما .
(2)هو محمدبن الهذيل بن عبدالله بن مكحول البصرى أبوالهذيل العلاف مولى عبدالقيس
شيخ المعتزلة ومقدمهم ومقررالطريقة والمناظر عليها ، ومصنف الكتب الكثيرة فيها ، أخذ الاعتزال
عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء ، وروى عن غياث بن ابراهيم القاضى وسليمان بن
مريم وغيرهما ، وروى عنه عيسى بن محمدالكاتب وأبويعقوب الشحام وأبوالعينا وآخرون ، انفرد
عن اصحابه بمقالات أوردها الشهرستانى في الملل والنحل 1 : 66 ، قدم بغداد سنة 230 وتوفى
235 عن 100 سنة ، وقيل : توفى بسرمن رأى في سنة 226 عن 104 سنة ، وقيل : في 227
و 231 و 234 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه