بحار الأنوار ج18

ما أوحى " إلى قوله : " عندها جنة المأوى " فسدرة المنتهى في السماء السابعة ، ثم قال
سبحانه : " واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون(1)"
وإنما أمر تعالى رسوله أن يسأل الرسل في السماء ، ومثله قوله : " فإن كنت في شك
مما أنزلنا إليك فأسال الذين يقرؤون الكتاب من قبلك " يعني الانبياء عليهم السلام ، هذا كله
في ليلة المعراج(2).
وأما الرد على من أنكر خلق الجنة والنار فقال الله تعالى : " عند سدرة المنتهى *
عندها جنة المأوى(3)" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت
أحمر يرى داخله من خارجه وخارجه من داخله من نوره ، فقلت : يا جبرئيل لمن هذا القصر ؟
قال : لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام ، وتهجد بالليل والناس نيام
الخبر(4).
وقال صلى الله عليه وآله(5): لما اسري بي إلى السماء ، دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان(6)،
ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وربما أمسكوا ، فقلت لهم : ما
بالكم قد أمسكتم(7)؟ فقالوا : حتى تجيئنا النفقة ، فقلت : وما نفقتكم ؟ قالوا : قول المؤمن :
سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فإذا قال : بنينا ، وإذا سكت أمسكنا .


(1)الزخرف : 45 .
(2)في تفسير القمى : وانما رآهم في السماء ليله اسرى به .
(3)أضاف القمى في التفسير : والسدرة المنتهى في السماء السابعة ، وجنة المأوى عندها .
قال على بن ابراهيم : حدثنى أبى ، عن حماد ، عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : لمااسرى بى إلى السماء دخلت الجنة فرأيت قصرا من ياقوته حمراء يرى
داخلها من خارجها ، وخارجها من داخلها ، وفيها بيتان من در وزبرجد ، فقال : يا جبرئيل .
(4)للخبر ذيل تركه المصنف اختصارا .
(5)في تفسير القمى : وبهذا الاسناد وأشار إلى اسناد ذكرته في الذيل .
(6)في تفسير القمى : فيها أقول قيعانا يققا . أقول قيعان جمع القاع : أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت
عنها الجبال والاكام . ويقق محركة وككتف : شديد البياض .
(7)في تفسير القمى : مالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه