بحار الأنوار ج56

عن وجه الارض حتى يتم بتمامه ، وهم أيضا موكلون بصغار الحيوان ، والحفظ
لهم عن مردة الشياطين ، وإن القمر جرمه من الشمس وضوؤه من نورها ، وهما
دائبان يعملان في الليل والنهار ، وفلك القمر مملو من الملائكة ، وهم ملائكة
الرحمن مستبشر الوجوه ، لهم جمال وحسن صور ، وليس فيهم غضب ولا شدة ولا
قسوة على ولد آدم لقربهم منهم ، وهم أشبه الروحانيين بالآدميين ، وهم متعطفون
على الحيوان ، مصلحون للنبات ، دائبون في مسيرة بني آدم فلا تصالهم بهم ربما
ظهروا لهم وكلموهم ، وهم مسلطون على السماء ، يحرسون السماء من شيطانك(1)
وولده أن يسترقوا السمع من الملائكة الاعلى(2)المتصلين بفلك الشمس ، وهم
الموكلون أيضا بالحب المبذور في الارض ، يحفظونه لئلا تعرض له الشياطين ليفسدونه
فإن شيطانك(3)وولده لهم قوة عظيمة في العالم والحرث والنسل ، وكلما لطفت
خلقة من الروحانيين ورقت كان أكثر أجنحة ، ومنهم من له ستة أجنحة ، و
منهم من له خمسة أجنحة ، ومنهم من له أربعة أجنحة ، وكذلك إلى جناح واحد
وأما المفكرة التي في الطبائع حين ظهرت لحقوا بالطبائع ، فهم مستجنون في الماء
والتراب والريح ، لانهم خلقوا من حر الماء المالح والريح العاصف والتراب
المنتن ، وهم يسمون شيطائيل وولده ، وهم عصاة جفاة مفسدون في الارض ، لهم
خبث عظيم ، وقوة شديدة ، ومنظر قبيح ، ووجوه سمجة ، وأرواحهم قذرة ، وهم
على الفساد والطغيان ، وفي خراب العالم ، والخلقة العليا مسلطة عليهم ، يمنعونهم
من خراب العالم وفساده(انتهى)(4).


(1)كذا(2)كذا .(3)كذا
(4)هذا المخطط الذى ينسب رسمه إلى من يسمى " بليناس " وارتضاه المؤلف ره
مخطط رائع مزوق لكنه مبتن على فرضية الافلاك التسعة وفرضيات اخرى لم تتأيد بعقل ولا نقل
بل كلاهما على خلافها والظاهر ان سبب ارتضاء المؤلف له ظهور كلامه في كون الملائكة جسمانيين
وكون طوائف منهم موكلة بالكائنات الارضية ونحوها مما ورد في الروايات الشريفة لكن هذه
التزيينات لا تكاد تشيد الاساس الضئيل المتزازل كما لا يخفى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه