بحار الأنوار ج42

بين يديك ، فاصنع ما شئت وخذ بحقك مني كيف شئت ، ثم برك على ركبتيه و
قال : يا ابن رسول الله الحمد لله الذي أجرى قتلي على يديك ، فرق له الحسن عليه الحسن عليه السلام
لان قبله كان رحيما - صلى الله عليه - فقام الحسن عليه السلام
وأخذ السيف بيده وجرده من
غمده فهزبه(1)حتى لاح الموت في حده ثم ضربه ضربة أدار بها عنقه فاشتد زحام الناس
عليه ، وعلت أصواتهم ، فلم يتمكن من فتح باعه فارتفع السيف إلى باعه فأبرأه فانقلب
عدوالله على فقاه يحور في دمه ، فقام الحسين عليه السلام إلى أخيه وقال : يا أخي أليس الاب
واحدا والام واحدة ولي نصيب في هذه الضربة ولي في قتله حق ؟ فدعني أضربه
ضربة أشفي بها بعض ما أجده ، فناوله الحسن عليه السلام السيف فأخذه وهزه وضربه
على الضربة التي ضربه الحسن عليه السلام فبلغ إلى طرف أنفه ، وقطع جانبه الآخر ،
وابتدره الناس بعد ذلك بأسيافهم ، فقطعوه إربا إربا ، وعجل الله بروحه إلى النار
وبئس القرار ، ثم جمعوا جثته وأخرجوه من المسجد ، وجمعوا له حطبا وأحرقوه
بالنار ، وقيل : طرحوه في حفرة وطموه بالتراب ، وهو يعوي كعوي الكلاب
في حفرته إلى يوم القيامة ، وأقبلوا إلى قطام الملعونة الفاسقة الفاجرة فقطعوها
بالسيف إربا إربا ، ونهبوا دارها ، ثم أخذوها وأخرجوها إلى ظاهر الكوفة وأحرقوها
بالنار ، وعجل الله بروحها إلى النار وغضب الجبار ، وأما الرجلان اللذان تحالفا
معه فأحدهما قتله معاوية بن أبي سفيان بالشام والآخر قتله عمرو بن العاص بمصر
لا رضي الله عنهما ، وأما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم بالجامع يساعدانه على
قتل علي عليه السلام فقتلا من ليلتهما ، لعنهما الله وحشر هما محشر المنافقين الظالمين في
جهنم خالدين مع السالفين .
قال أبومخنف : فلما فرغوامن إهلاكهم وقتلهم أقبل الحسن والحسين عليهما السلام
إلى المنزل ، فالتفت بهم ام كلثوم وأنشدت تقول هذه الابيات لما سمعت بقتله


(1)أى حركه . وفي(م)و(خ): وندبه . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه