بحار الأنوار ج6

ياسلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم ، وإن سكتوا استباحوهم
ليستأثروا بفيئهم(1)، وليطؤن حرمتهم ، وليسفكن دماء‌هم ، ولتملان قلوبهم رعبا ، فلا
تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين ، قال سلمان : وإن هذا لكائن يارسول الله ؟
قال إي والذي نفسي بيده .
ياسلمان : إن عندها يؤتى بشئ من المشرق وشئ من المغرب يلون امتي(2)
فالويل لضعفاء امتي منهم ، والويل لهم من الله ، لا يرحمون صغيرا ، ولا يوقرون كبيرا
ولا يتجاوزون عن مسئ ، أخبارهم خناء ، جثتهم جثة الآدميين(3)وقلوبهم قلوب
الشياطين ، قال سلمان : وإن هذا لكائن يارسول الله ؟ قال : إي والذي نفسي بيده .
ياسلمان ، وعندها تكتفي الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ويغار على
الغلمان(4)كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، ويشبه الرجال بالنساء ، والنساء
بالرجال ، ويركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من امتي لعنة الله ، قال سلمان : وإن
هذا لكائن يارسول الله ؟ فقال صلى الله عليه واله : إي والذي نفسي بيده .
ياسلمان إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس ،(5)و
يحلى المصاحف ، وتطول المنارات ، وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة ،
قال سلمان : وإن هذا لكائن يارسول الله ؟ قال صلى الله عليه واله : إي والذي نفسي بيده .
وعندها تحلى ذكور امتي بالذهب ، ويلبسون الحرير والديباج ، ويتخذون
جلود النمور صفافا ،(6)قال سلمان : وإن هذا لكائن يارسول الله ؟ قال صلى الله عليه واله : إي
والذي نفسي بيده .


(1)في المصدر : ليستأثرن يفيئهم . م
(2)أى تختلف أخلاقهم ، فلا ترى فيهم الخلق الاسلامية .
(3)في المصدر : ولا يتجافون عن شئ ، جثثهم جثت اه‍ . م
(4)أغار عليهم : هجم وأوقع بهم .
(5)بيع كعنب : معابد النصارى ، مفردها بيعة بالكسر . وكنائس : معابد اليهود والنصارى
مفردها كنيسة .
(6)في المصدر : صفافا . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه