بحار الأنوار ج21

ويخصهم بما لا يشركهم فيه غيرهم ، فلو صح أن كمال العقل غير معتاد في تلك
السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ، ودلالة على مكانهم من الله واختصاصهم به .
ومما يؤيده من الاخبار قول النبي صلى الله عليه واله : ابناي هذان إمامان قاما أوقعدا .
" ونساء‌نا " اتفقوا على أن المراد به فاطمة عليها السلام ، لانه لم يحضر المباهلة
غيرها من النساء ، وهذا يدل على تفضيل الزهراء عليها السلام على جميع النساء ، ويعضده
ماجاء في الخبر أن النبي صلى الله عليه والله قال : فاطمة بضعة مني يريبني مارابها ، وقال :
إن الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها .
وقد صح عن حذيفة أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه واله يقول : أتاني ملك فبشرني
أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ونساء أمتي
وعن الشعبي عن مسروق ، عن عائشة قالت : أسر النبي صلى الله عليه واله إلى فاطمة
شيئا فضحكت ، فسألتها قالت(1): قال لي : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة
أو نساء المؤمنين(2)، فضحكت لذلك . " ونساء‌كم " أي من شئتم من نساء‌كم
" وأنفسنا " يعني عليا عليه السلام خاصة ، ولا يجوز أن يكون المعني به النبي صلى الله عليه واله
لانه هو الداعي ، ولا يجوز أن يدعو الانسان نفسه ، وإنما يصح أن يدعو غيره
وإذا كان قوله : " وأنفسنا " لابد أن يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون
إشارة إلى علي عليه السلام ، لانه لا أحد يدعي دخول غير أميرالمؤمنين وزوجته وولديه
عليهم السلام في المباهلة ، وهذا يدل على غاية الفضل وعلو الدرجة ، والبلوغ منه إلى
حيث لا يبلغه أحد ، إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول ، وهذا مالا يدانيه فيه أحد
ولا يقاربه ، ومما يعضده في الروايات ما صح عن النبي صلى الله عليه واله أنه سئل عن بعض
أصحابه ، فقال له قائل : فعلي ؟ فقال : إنما سألتني عن الناس ، ولم تسألني
عن نفسي .
وقوله صلى الله عليه واله لبريدة(3): لا تبغض عليا فإنه مني وأنا منه ، وإن الناس


(1)في المصدر : فقالت .(2)في المصدر : ونساء المؤمنين .
(3)في المصدر : لبريدة الاسلمى يا بريدة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه