بحار الأنوار ج95

يقيني وخالص صريح توحيدي ، وباطن مكنون ضميري ، وعلائق مجاري نور
بصري ، وأسارير صفحة جبيني ، وخرق مسارب نفسي ، وخذاريف مارن عرنيني
ومسارب صماخ سمعي ، وما ضمت وأطبقت عليه شفتاي ، وحركات لفظ لساني
ومغرز حنك فمى وفكي ، ومنابت أضراسي ، وبلوغ حبائل بارع عنقي ، ومساغ
مطعمي ومشربي ، وحمالة أم رأسي ، وجمل حمائل حبل وتيني ، وما اشتمل
عليه تامور صدري ، ونياط حجاب قلبي ، وأفلاذ حواشي كبدي ، وما حوته شراسيف
أضلاعي ، وحقاق مفاصلي ، وأطراف أناملي ، وقبض عواملي ، ودمي وشعري
وبشري وعصبي وقصبي وعظامي ومخى وعروقي وجميع جوارحى ، وما انتسج
على ذك أيام رضاعي ، وما أقلت الارض مني ونومي ويقظتي وسكوني وحركتي
وحركات ركوعي وسجودي أن لو حاولت واجتهدت مدى الاعصار والاحقاب
- لو عمرتها - أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك إلا بمنك الموجب
علي شكرا آنفا جديدا ، وثناء طارفا عتيدا
أجل ولو حرصت والعادون من أنامك أن نحصى مدى إنعامك سالفة وآنفة
لما حصرناه عددا ، ولا أحصيناه أبدا ، هيهات أنى ذلك وأنت المخبر عن نفسك في
كتابك الناطق ، والنبأ الصادق وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها صدق كتابك
اللهم ونباؤك ، وبلغت أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك ، وشرعت لهم
من دينك ، غير أني أشهد بجدي وجهدي ، ومبالغ طاقتي ووسعي ، وأقول
مؤمنا موقنا :
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا ، ولم يكن له شريك في الملك
فيضاده فيما ابتدع ، ولا ولي من الذل فيرفده فيما صنع ، سبحانه سبحانه سبحانه
لو كان فيهما آلهه إلا الله لفسدتا وتفطرتا فسبحان الله الواحد الحق الاحد الصمد
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكته
المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين و
آله الطاهرين المخلصين ، اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك ، وأسعدني بتقواك ،

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه