بحار الأنوار ج9


(أبواب احتجاجات الرسول صلى الله عليه وآله )


(باب 1 ) (ما احتج صلى الله عليه وآله به

على المشركين والزنادقة وسائر أهل الملل الباطلة)

1 - م : قوله عزوجل : : " وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى
تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن
فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " قال الامام عليه السلام : قال أمير المؤمنين
عليه السلام : " وقالوا " يعني اليهود والنصارى . قالت اليهود : " لن يدخل الجنة إلا من
كان هودا " أي يهوديا ، وقوله : " أو نصارى " يعني وقالت النصارى : لن يدخل الجنة
إلا من كان نصرانيا ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : وقد قال غيرهم قالت الدهرية : الاشياء
لا بدء لها وهي دائمة ، من خالفنا ضال مخطئ مضل ، وقالت الثنوية : النور والظلمة
هما المدبران ، من خالفنا فقد ضل ، وقالت مشركوا العرب : إن أوثاننا آلهة من
خالفنا في هذا ضل ، فقال الله تعالى : " تلك أمانيهم " التي يتمنونها " قل " لهم " هاتوا
برهانكم " على مقالتكم " إن كنتم صادقين " .
وقال الصادق عليه السلام وقد ذكر عنده الجدال في الدين ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله
والائمة عليهم السلام قد نهوا عنه فقال الصادق عليه السلام : لم ينه عنه مطلقا ، ولكنه نهى عن
الجدال بغير التي هي أحسن أما تسمعون الله يقول : " ولا تجادلو أهل الكتاب إلا بالتي
هي أحسن " ؟ وقوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم
بالتي هي أحسن " ؟ .
فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين ، والجدال بغير التي
هى أحسن محرم حرمه الله على شيعتنا ، وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول :

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه