بحار الأنوار ج22

رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ، ألا وإن علي بن أبيطالب أخي
ووصيي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله " فكان صلى الله عليه وآله
يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه ، ثم إنه عقد لاسامة بن زيد
بن حارثة الامرة ، وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الامة إلى حيث اصيب أبوه
من بلاد الروم ، واجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي(1)المهاجرين و
الانصار في معسكره ، حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ، و
يطمع في التقدم على الناس بالامارة ، ويستتب(2)الامر لمن استخلفه من بعده
ولا ينازعه في حقه منازع ، فعقد له الامرة على ما ذكرناه ، وجد في إخراجهم
وأمر اسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف ، وحث الناس على الخروج
إليه(3)والمسير معه ، وحذرهم من التلوم والابطاء عنه ، فبينا هو في ذلك إذ
عرضت له الشكاة التي توفي فيها ، فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد علي
بن أبي طالب واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع ، فقال للذي اتبعه :
إنني قد امرت بالاستغفار لاهل البقيع ، فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم ، و
قال : " السلام عليكم أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس ، أقبلت
الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها "(4)ثم استغفر لاهل البقيع
طويلا ، وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : " إن جبرئيل عليه السلام كان يعرض علي
القرآن كل سنة مرة ، وقد عرضه علي العام مرتين ، ولا أراه إلا لحضور أجلي
ثم قال : " يا علي إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة(5)،
فاخترت لقاء ربي والجنة ، فإذا أنا مت فاستر عورتي(6)فانه لا يراها أحد
إلا أكمه " ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا ، ثم خرج إلى المسجد(7)


(1)من متقدمى خ ل .(2)ليستتب خ ل .
(3)على الخروج معه خ ل .(4)في المصدر : يتبع اولها آخرها .
(5)في المصدر : والجنة .
(6)فاذا انامت فاغسلنى واستر عورتى خ ل . أقول : يوجد ذلك في اعلام الورى .
(7)في اعلام الورى : ثم خرج إلى المسجد يوم الاربعاء .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه