لادعون الله عليك في كل صلاة اصليها .
ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس فقال لهم : أيبيت كل رجل منكم معانقا
لحليلته مسرورا بأهله وتركتموني وأما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي !
فقالوا يا خليفة رسول الله إن هذا الامر لا يستقيم وأنت أعلمنا بذلك ، إنه إن كان
هذا لا يقم لله دين ، فقال والله لو لا ذلك وما أخاف من رخاء هذه العروة ، ما
بت ليلة ، ولي في عنق مسلم بيعة ، بعد ما سمعت ورأيت من فاطمة ، قال : فلم يبايع
على حتى ماتت فاطمة ، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمسا وسبعين ليلة(1).
ولنوضح بعض ما ربما يشتبه على الناظر فيما أوردنا من الاخبار السالفة .
قال الجزري القعيد الذي يصاحبك في قعودك ، فعيل بمعنى فاعل ، وقال
الفيروز آبادي أدلى فلان برحمه : توسل وبحجته أحضرها ، وإليه ماله دفعه ، و
قال نهنهه عن الامر فتنهنه زجره فكف ، وقال تلكأ عليه اعتل وعنه أبطأ ، وقال
الجزري في النهاية يقال تفوت فلان على فلان في كذا ، وافتات عليه إذا انفرد برأيه
دونه في التصرف فيه ، ولما ضمن معنى التغليب عدي بعلى ، ومنه حديث عبدالرحمن
ابن أبي بكر أمثلي يفتات عليه في بناته ، هو افتعل من الفوت السبق يقال لكل من
أحدث شيئا في أمرك دونك : قد افتات عليه فيه .
والشبل بالكسر ولد الاسد ، والعريس والعريسة بكسر العين وتشديد الراء
فيهما مأوى الاسد قوله لنعيدها جذعة أي نعيد المحاربة التي كانت في بدو الامر
مستأنفة جديدة ، قال الجوهري قولهم فلان في هذا الامر جذع ، إذا كان أخذ فيه
حديثا ، قوله عفتك عفاة لعله دعاء له أي أتتك الاضياف دائما ، وعليه أي محا أثرك
المصايب التي تذهب بالديار والاثار ، قال الجوهري عفت الريح المنزل درسته وقال
أيضا العفاة طلاب المعروف ، وفلان تعفوه الاضياف وهو كثير العفاة ، وفي أكثر
النسخ غفتك غفاف بالغين المعجمة ولم أحد له معنى مناسبا ، وفي أكثر الكتب عقتك
عقاق أي كما عققت الرحم وقطعتها عقتك أرحامك العاقة وفي رواية ابن قتيبة عافك
(1)الامامة والسياسة : 1 / 12 - 20(*).