بحار الأنوار ج24

بيان : قال الطبرسي قدس الله روحه في تفسير الآية : ضرب سبحانه مثلا
للكافر وعبادته الاصنام فقال :(ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون)أي
مختلفون سيؤا الاخلاق(1)وإنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين ، ولكنه
ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين ، فيكون المثل المضروب
له مضروبا لهم جميعا ، ويعني بقوله :(رجلا فيه شركاء)أي يعبد آلهة مختلفة و
أصناما كثيرة وهم متشاجرون متعاسرون ، هذا يأمره ، وهذا ينهاه ، ويريد كل
واحد منهم أن يفرده بالخدمة ، ثم يكل كل منهم أمره إلى الآخر ويكل الآخر
إلى آخر فيبقى هو خاليا عن المنافع ، وهذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء
والاهواء ، هذا مثل الكافر ، ثم ضرب مثل المؤمن الموحد فقال :(ورجلا سلما
لرجل)أي خالصا يعبد مالكا واحدا لايشوب بخدمته خدمة غيره ، ولايأمل سواه
ومن كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته ، لاسيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا
كريما(2).
10 - وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني بالاسناد عن علي عليه السلام أنه قال :
أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله(3).
11 - وروى العياشي باسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال : الرجل
السلم للرجل(4)علي حقا وشيعته(5).
قوله عليه السلام : فلان الاول ، أي أبوبكر ، فإنه لضلالته وعدم متابعته للنبي
صلى الله عليه وآله اختلف المشتركون في ولايته على أهواء مختلفة يلعن بعضهم بعضا
ومع ذلك تقول العامة : كلهم على الحق ، وكلهم من أهل الجنة ، قوله عليه السلام :
فإنه الاول حقا ، يعني أميرالمؤمنين عليه السلام ، وبالرجل الثاني رسول الله صلى الله عليه وآله
فإنه الامام الاول حقا ، وهذا يحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بالرجل


(1)في المصدر : سيئوا الاخلاق متنازعون .
(2 و 4 و 5)مجمع البيان 8 : 497 .
(3)في المصدر : السلم للرجل حقا على وشيعته .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه