بحار الأنوار ج19

جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور ، وترك اسم الله ، فابعثوا إلى صحيفتكم
فإن كان حقا فأتقوا الله وارجعوا عما أنتم عليه من الظلم والجور وقطيعة الرحم
وإن كان باطلا دفعته إليكم ، فإن شئتم قتلتموه ، وإن شئتم استحييتموه ، فبعثوا
إلى الصحيفة وأنزلوها من الكعبة وعليها أربعون خاتما ، فلما أتوا بها نظر كل
رجل منهم إلى خاتمه ثم فكوها فإذا ليس فيها حرف واحد إلا " باسمك اللهم "
فقال لهم أبوطالب : يا قوم اتقوا الله ، وكفوا عما أنتم عليه ، فتفرق القوم ولم يتكلم
أحد ، ورجع أبوطالب إلى الشعب .(1)
2 - عم : وقال في ذلك قصيدته البائية التي أولها :
ألا من لهم آخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب(2)
وفيها :
وقد كان في أمر الصحيفة عبرة * متى ما يخبر غائب القوم يعجب
محا الله منها كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحق معرب
وأصبح ما قالوا من الامر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
وأمسى ابن عبدالله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب
ولا تحسبونا مسلمين محمدا * لذي عزة منا(3)ولا متعزب
ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في الناس خير مركب(4)
3 - ص : وقال عند ذلك نفر من بني عبد مناف وبني قصي ورجال من قريش
ولدتهم نساء بني هاشم منهم مطعم بن عدي بن عامر بن لوي - وكان شيخا كبيرا كثير
المال له أولاد - وأبوالبختري بن هشام ، وزهير بن امية المخزومي في رجال من أشرافهم
نحن برآء مما في هذه الصحيفة ، فقال أبوجهل : هذا أمر قضي بليل ، وخرج النبي


(1)اعلام الورى : 32 - 34 ، قصص الانبياء : مخطوط .
(2)في المصدر : وشعب القضا من قومك المتشعب .
(3)في المصدر : لذى عزة فينا .
(4)اعلام الورى : 13 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه