بحار الأنوار ج67

جا : عبدالله بن جعفر مثله(1).
13 ضا : نروي أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله رأى بعض أصحابه منصرفا من
بعث كان بعثه ، وقد انصرف بشعثه وغبار سفره ، وسلاحه عليه ، يريد منزله ، فقال
صلى الله عليه وآله : انصرفت من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الاكبر ، فقيل له :
أو جهاد فوق الجهاد بالسيف ؟ قال : نعم ، جهاد المرء نفسه . ونروي في قول الله تبارك
وتعالى : اعبروا يااولي الابصار قبل أن يعتبر بكم وأروي أن الهم في الدين
يذهب بذنوب المؤمن ، ونروي أن الهموم ساعات الكفارات وسألني رجل عما
يجمع خير الدنيا والآخرة ، فقلت : خالف نفسك .
14 مص : قال الصادق عليه السلام : من رعى قلبه عن الغفلة ، ونفسه عن الشهوة
وعقله عن الجهل ، فقد دخل في ديوان المتنبهين ثم من رعى عمله عن الهوى ، ودينه
عن البدعة ، وماله عن الحرام ، فهو من جملة الصالحين .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وهو علم
الانفس ، فيجب أن يكون نفس المؤمن على كل حال في شكر أو عذر ، على معنى
إن قبل ففضل ، وإن رد فعدل ، ويطالع الحركات في الطاعات بالتوفيق ، ويطالع
السكون عن المعاصي بالعصمة ، وقوام ذلك كله بالافتقار إلى الله ، والاضطرار إليه
والخشوع والخضوع ، ومفتاحها الانابة إلى الله ، مع قصر الامل بدوام ذكر الموت
وعيان الموقف بين يدي الجبار ، لان في ذلك راحة من الحبس ، ونجاة من العدو
وسلامة النفس ، والاخلاص في الطاعة بالتوفيق وأصل ذلك أن يرد العمر إلى يوم واحد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ، وباب ذلك كله ملازمة
الخلوة بمداومة الفكرة ، وسبب الخلوة القناعة ، وترك الفضول من المعاش ، وسبب
الفكرة الفراغ ، وعماد الفراغ الزهد ، وتمام الزهد التقوى ، وباب التقوى الخشية
ودليل الخشية التعظيم لله ، والتمسك بتخليص طاعته وأوامره ، والخوف والحذر
والوقوف عن محارمه ، ودليلها العلم قال الله عزوجل : إنما يخشى الله من


(1)أمالي المفيد ص 102 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه