بحار الأنوار ج48

ماأقول : أي من جهة صدق ماأقول وكذبه ، أو في جملة صادقة وكاذبة .
مالايخطره الخاطرون بتقديم المعجمة على المهملة : أي مالايخطر ببال أحد
لكن في الاسناد توسع ، لان الخاطر هو الذي يخطر بالبال ، ولذا قرأ بعضهم
بالعكس أي لايمنعه المانعون ، ولا يستره الساترون : أي لايقدرون على ستره لشدة
وضوحه .
ولا يكذب فيه من كذب بالتخفيف فيهما أو بالتشديد فيهما ، أو بالتشديد في الاول
والتخفيف في الثاني ، أو بالعكس والاول أظهر ، فيحتمل وجهين : الاول : أن
المعنى من أراد أن يكذب فيما أنعم الله عليك وينكره لايقدر عليه لوضوح الامر ، و
من أنكر فباللسان دون الجنان نظير قوله تعالى لاريب فيه أي ليس محلا للريب
والثاني : أن يكون المراد أنه كل من يزعم أنه يفرط في مدحك فليس بكاذب
بل مقصر عما تستحقه من ذلك ، نفخت على المجهول أي نفخ فيها ، فيه قال
الجوهري نفخ فيه ونفخه أيضا لغة .
قوله فاسمه مرثا ، وفي بعض الروايات أن اسمها حنة كما في القاموس فيمكن
أن يكون أحدهما اسما والآخر لقبا ، أو يكون أحدهما موافقا للمشهور بين أهل
الكتاب ، وهو اليوم الذي هبط ، أي إلى مريم للنفخ ، أو إلى الرسول صلى الله عليه وآله للبعثة
أو أولا إلى الارض ، حجبت فيه لسانها : أي منعت عن الكلام لصوم الصمت ، اليوم
الاحدث : أي هذا اليوم فان الايام السالفة بالنسبة إليه قديمة ، وبررت أي في
تسميتك أياه بعبد الله ، أو صدقت فيما سألت وبررت في إفادة مالم أسأل ، لانه عليه السلام
تبرع بذكر اسم جدته وأبيه ، سميته على صيغة المتكلم ، أي كان اسمه جبرئيل
وسميته أنا في هذا المجلس عبدالرحمن ، بناء‌ا على مرجوحية التسمية باسم الملائكة
أو بالخاطب بأن يكون اسم جده جبرئيل وسماه في نفسه في هذا المجلس عبدالرحمن
طلبا للمعجزة والاول أظهر .
غيلة بالكسر أي فجأة وبغتة ، قبل كنيتي كأنه كان له اسم قبل الكنية ثم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه