بحار الأنوار ج49

ليس هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله في أول أمره إنما قال ذلك لاهله ومواليه ومن
يثق به فقد خصهم به دون الناس ، وأنتم تعتقدون الامامة لمن كان قبلي من آبائي
وتقولون إنه إنما يمنع علي بن موسى أن يخر أن أباه حي تقية فإني لا أتقيكم
في أن أقول إني إمام ، فكيف أتقيكم في أن أدعي أنه حي لو كان حيا(1).
بيان :(نزع بها)أي نزع الشك بها ، ولعله كان(برع)أي فاق ، قوله
قد أتانا ما نطلب أي من الدلالة والمعجزة ، ولما علقوا ذلك على الاظهار ، قال عليه السلام
قد أظهرت ذلك الآن وليس الاظهار بأن أذهب إلى هارون وأقول له ذلك ، ويحتمل
أن يكون المعنى قد أتانا ما نطلب من القدح في إمامتك لترك التقية بالجواب أني
لم أترك ما يلزم من التقية في ذلك ، والاول أظهر .
6 قب : صفوان بن يحيى قال : لما مضى أبوالحسن موسى عليه السلام وتكلم الرضا
خفنا عليه من ذلك ، وقلنا له : إنك قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك من
هذا الطاغي ، فقال عليه السلام : يجهد جهده فلا سبيل له علي .
حمزة بن جعفر الارجاني قال : خرج هارون من المسجد الحرام مرتان
وخرج الرضا عليه السلام مرتان ، فقال الرضا عليه السلام : ما أبعد الدار وأقرب اللقاء
يا طوس ستجمعني وإياه(2).
7 كا : الحسين بن أحمد بن هلال ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان قال : قلت لابي
الحسن الرضا عليه السلام في أيام هارون : إنك قد شهرت نفسك بهذا الامر ، وجلست
مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم ؟ قال : جرأني على هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إن أخذ أبوجهل من رأسي شعره فاشهدوا أني لست بنبي وأنا أقول لكم : إن أخذ
هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بامام(3).


عيون أخبار الرضا ج 2 ص 213 .
(2)مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 340 .
(3)روضة الكافى ص 257 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه