بحار الأنوار ج76

يوم القيامة من طينة خبال .
وسمي المسجد الذي قعد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم اكفئت الاشربة مسجد
الفضيخ من يومئذ لانه كان أكثر شئ اكفي من الاشربة الفضيخ .
فأما الميسر ، فالنرد والشطرنج ، وكل قمار ميسر ، وأما الانصاب فالاوثان
التي كان يعبدها المشركون ، وأما الازلام فالقداح التي كانت تستقسم بها
مشركوا العرب في الجاهلية ، كل هذا بيعه وشراؤه والانتفاع بشئ من هذا
حرام من الله محرم وهو رجس من عمل الشيطان ، وقرن الله الخمر والميسر
مع الاوثان .
وأما قوله : وأطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا (1)يقول : لا
تعصوا ولا تركبوا الشهوات من الخمر والميسر فان توليتم يقول : عصيتم
فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين إذا قد بلغ وبين فانتهوا .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه سيكون قوم يبيتون وهم على اللهو وشرب
الخمر والغناء ، فبيناهم كذلك إذ مسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير ،
وهو قوله : واحذروا أي لا تعتدوا كما اعتدى أصحاب يوم السبت ، فقد كان
أملى لهم حتى آثروا وقالوا : إن السبت لنا حلال ، وإنما كان حرم على اولانا
وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت ، فأما نحن فليس علينا حرام ، وما زلنا
بخير منذ استحللناه ، وقد كثرت أموالنا ، وصحت أجسامنا ، ثم أخذهم الله
ليلا وهم غافلون ، فهو قوله : واحذروا أن يحل بكم مثل ما حل بمن
تعدى وعصى .
فلما نزلت تحريم الخمر والميسر ، والتشديد في أمرهما ، قال الناس من
المهاجرين والانصار : يا رسول الله ! قتل أصحابنا وهم يشربون الخمر ، وقد
سماه رجسا وجعلها من عمل الشيطان ، وقد قلت ما قلت ، أفيضر أصحابنا ذلك


(1)المائدة : 92 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه