بحار الأنوار ج10

في هذا إجماع ، لاتفاق أنهما كانا على الشرك ، ولوجود طائفة كثيرة العدد تقول :
إنهما كانا بعدإظهارهما الاسلام على ظاهر كفر بجحد النص ، وإنه قد كان يظهر
منهما النفاق في حياة النبي صلى الله عليه وآله .
فقال الشوطي :(1)قد بطل ما أردت أن اورده على هذا السؤال بما أوردت ،
وكنت أظن أنك تطلق القول على ما سألتك . فقال له الشيخ : قد سمعت ما عندي ،
وقد علمت ما الذي أردت فلم امكنك منه ، ولكني أنا أضطرك إلى الوقوع فيما ظننت
أنك توقع خصمك فيه ، أليس الامة مجتمعة على أنه من اعترف بالشك في دين الله
عزوجل والريب في نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله فقد اعترف بالكفر وأقربه ؟(2)فقال : بلى ،
فقال له الشيخ : فإن الامة مجتمعة لاخلاف بينها على أن عمر بن الخطاب قال : ما
شككت منذ أسلمت إلا يوم قاضى رسول الله صلى الله عليه وآله أهل مكة ، فإني جئت إليه فقلت
له : يا رسول الله ألست بنبي ؟ فقال : بلى ، فقلت : ألسنا بالمؤمنين ؟ قال : بلى ، فقلت
له : فعلام تعطي هذه الدنية من نفسك ؟ فقال : إنها ليست بدنية ، ولكنها خير
لك ، فقلت له : أفليس وعدتنا أنك تدخل مكة ؟(3)قال : بلى ، قلت : فما بالنالا
ندخلها ؟ قال : وعدتك أن تدخلها العام ؟(4)قلت : لا ، قال : فستدخلها إن شاء الله
تعالى : فاعترف بشكه في دين الله عزوجل ونبوة رسوله ، وذكر مواضع شكوكه
وبين عن جهاتها ، وإذا كان الامر على ما وصفناه فقد حصل الاجماع على كفره
بعد إظهار الايمان واعترافه بموجب ذلك على نفسه ، ثم ادعى خصوم من الناصبة(5)
أنه تيقن بعد الشك ورجع إلى الايمان بعد الكفر ، فأطر حناقولهم لعدم البرهان
منهم ،(6)واعتمدنا على الاجماع فيما ذكرناه ، فلم يأت بشئ أكثر من أن قال :


(1)في المصدر : الشطوى .
(2)في المصدر : وأقر به على نفسه .
(3)في المصدر : أفليس وعدتنا أن ندخل مكة ؟ .
(4)في المصدر : أو وعدتك أن تدخلها العام ؟ .
(5)في المصدر : ثم ادعى خصومنا من الناصبة .
(6)في المصدر : لعدم البرهان عليه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه