بحار الأنوار ج79

لاتزال في امتي إلى يوم القيامة : الفخر بالاحساب ، والطعن في الانساب ، والاستسقاء
بالنجوم والنياحة ، وإن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة ، وعليها
سربال من قطران ، ودرع من جرب(1).
بيان : في القاموس السربال بالكسر القميص أو الدرع ، أو كل ما لبس انتهى
والقطران ما يتحلب من الابهل ، فيطبخ فيهنأبه الابل الجربى فيحرق الجرب بحدته
وهو أسود منتن يشتعل فيه النار بسرعة ، يطلى بها جلود أهل النار حتى يكون
طلاء‌لهم كالقميص ، ليجمع عليهم لدغ القطران ووحشة لونه ونتن ريحه ، مع إسراع
النار في جلودهم ، وقرء يعقوب في الاية من قطرآن(2)والقطر النحاس أو الصفر
المذاب والاني المتناهي حره ، ويمكن أن يقرء ههنا أيضا هكذا .
8 الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن
القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله
عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : مروا أهاليكم بالقول الحسن عند
موتاكم ، فان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله لما قبض أبوها ساعدتها بنات بني هاشم ، فقالت :
دعوا التعداد وعليكم بالدعاء(3).
بيان : لعلها صلوات الله عليها إنما نهت عن تعداد الفضائل للتعليم إذ ذكر
فضائله صلى الله عليه وآله كان صدقا ، وكان من أعظم الطاعات ، فكان غرضها عليهما السلام أن لا يذكروا
أمثال ذلك في موتاهم ، لكونها مشتملة على الكذب غالبا ، وانتفاع الميت بالاستغفار
والدعاء أكثر على تقدير كونها صدقا ، والمراد بالقول الحسن أن لا يقولوا فيما


(1)الخصال ج 1 ص 107 .
(2)سورة ابراهيم : 50 قال الطبرسى : وقرأ زيد عن يعقوب(من قطرآن)على كلمتين منونتين ، وهو قراء‌ة أبى هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير والكلبى وقتادة وعيسى
الهمدانى والربيع ، وقرأ سائر القراء :(قطران). وقال الفيروزآبادى : القطران بالفتح
والكسر وكظربان عصارة الابهل والارز ونحوهما .
(3)الخصال ج 2 ص 159 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه