بحار الأنوار ج39

إشارة إلى قوله تعالى : " فقد استمسك بالعروة الوثقى(1)" والعروة : مايتمسك به
وكلمة التقوى إشارة إلى قوله تعالى : " وألزمهم كلمة التقوى(2)" وقد مر بيانها
قوله عليه السلام : " وأنا عين الله " أي شاهده على عباده من العين بمعنى الباصرة أو الجاسوس
وقال الجزري : في حديث عمر : " أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم(3)
المسلمين ، فلطمه علي عليه السلام فاستعدى عليه(4)، فقال : ضربك بحق ، أصابته عين من
عيون الله " أراد خاصة من خواص الله ووليا من أولياء الله(5).
وشبه عليه السلام باللسان لان اللسان يعبر ويظهر ما يريد الرجل إظهاره ، وهو
صلوات الله عليه يبين علومه تعالى وأسراره . واليد : النعمة والرحمة وهو مجاز شائع
والمراد بالجنب إما الجانب والناحية وهو صلوات الله عليه الناحية التي أمر الله الخلق
بالتوجه إليها ، أو هو كناية عن قربهم من جنابه تعالى وأن قربه تعالى لا يحصل
إلا بالتقرب بهم ، كما أن من أراد أن يقرب من الملك يجلس بجنبه ومن يجلس
بجنبه فهو أقرب الخلق إليه وأعزهم إليه .
قال الكفعمي : قال الباقر(6)عليه السلام : معناه أنه ليس شئ أقرب إلى الله تعالى
من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيه ، فهو في القرب كالجنب ، وقد بين الله
تعالى ذلك في كتابه في قوله : " أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله(7)"
يعني في ولاية أوليائه . وقال الطبرسي في مجمعه : الجنب : القرب ، أي ياحسرتى
على مافرطت في قرب الله وجواره ، وفلان في جنب فلان أي في قربه وجواره ، ومنه


(1)سورة البقرة : 256 .
(2)سورة الفتح : 26 .
(3)بضم الاول وفتح الثاني جمع الحرمة ، حرم الرجل وأهله .
(4)في المصدر : فاستعدى عليه عمر .
(5)النهاية 3 : 145 . وفيه : ووليا من أوليائه .
(6)في المصدر : قال الصادق عليه السلام .
(7)سورة الزمر : 56 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه