بحار الأنوار ج91

بمثل صنعي ، ولولا أننا نقرأها ونأمر بقراء‌تها شيعتنا لتخطفهم الناس ، ولكن
هي والله لهم كهف(1).
ومن ذلك : دعاء الصادق عليه السلام لما استدعاه المنصور مرة ثالثة بالربذة
رويناه باسنادنا إلى محمد بن الحسين الصفار باسناده في كتاب الدعاء ، عن إبراهيم بن
جبلة ، عن مكرمة(2)الكندي قال : لمانزل أبوجعفر المنصور الربذة وجعفر بن
محمد يومئذ بها قال : من يعذرني من ابي جعفر هذا ، قد رجلا وأخر أخرى(3)
يقول : أتنحى عن محمد أقول : يعني محمد بن عبدالله بن الحسن فان يظفر فانما
الامر لي وإن تكن الاخرى فكنت قد أحرزت نفسي ، أما والله لاقتلنه ثم التفت
إلى إبراهيم بن جبلة قال : ياابن جبلة قم إليه فضع في عنقه ثيابه ، ثم ائتني به
سحبا .
قال إبراهيم : فخرجت حتى أتيت منزله ، فلم اصبه ، فطلبته في مسجد ابي ذر
فوجدته في باب المسجد ، قال : فاستحييت أن افعل ما أمرت به فأخذت بكمه فقلت له :
أجب أمير المؤمنين ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، دعنى حتى اصلي ركعتين
ثم بكى بكاء شديدا ، وأنا خلفه ، ثم قال : اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي
في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، فكم من كرب يضعف عنه
الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه القريب ، ويشمت به العدو ، وتعييني
فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته وكشفته


(1)مهج الدعوات ص 229 .
(2)مخرمة خ ل .
(3)يعنى انه وافق محمد بن عبدالله بن الحسن(وهو الخارج على المنصور بعنوان أنه
المهدى وأنه النفس الزكية في بعض الامر وحثه على الخروج وتنحى عنه ظاهرا أو حرف
الناس عن ناحيتنا ولم يوافقه في الخروج يقولاي الصادق(ع)أتنحى عن محمد بن
عبدالله بن الحسن فان يظفر محمد فالامر لى لكثرة شيعتى وعلم الناس بأنى أعلم واصلح لذلك
وان انهزم وقتل فقد نجيت نفسى من القتل ، منه رحمه الله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه