بحار الأنوار ج3

تبيان : قال البيضاوي : هل ينظرون أي ما ينتظرون يعني أهل مكة وهم ما كانوا منتظرين لذلك ولكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر شبهوا بالمنتظرين . إلا أن تأتيهم الملائكة ملائكة الموت أو العذاب . أو يأتي ربك أي أمره بالعذاب ، أو كل آية يعني آيات القيامة والهلاك الكلي لقوله : " أو يأتي بعض آيات ربك " يعني أشراط الساعة . ( 1 ) أقول : لعله عليه السلام فسر إتيان الرب بالقيامة ، وإتيان أمره تعالى بقيامها ، وإتيان بعض الآيات بنزول العذاب في الدنيا ، وإتيان الملائكة بظهورهم عند الموت ، أو الاعم منه ومن غيره . وقال الطبرسي رحمه الله أولم يروا أنا نأتي الارض أي نقصدها . ننقصها من أطرافها اختلف في معناه على أقوال : أحدها : أولم ير هؤلاء الكفار أنا ننقص أطراف الارض بإماتة أهلها . وثانيها : ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها . وثالثها : أن المراد نقصد الارض ننقصها من أطرافها بالفتوح على المسلمين منها فننقص من أهل الكفر ونزيد في المسلمين ، يعني ما دخل في الاسلام من بلاد الشرك . ورابعها : أن معناه أولم يروا ما يحدث في الدنيا من الخراب بعد العمارة ، والموت بعد الحياة ، والنقصان بعد الزيادة انتهى . وأما ما ذكره عليه السلام أخيرا في الخبر الاول فالظاهر تعلقه بالثلاثة الاخيرة ، فالمراد بالاولى نفوذ أمره تعالى في السماء والارض ، وخلقه الملائكة والحجج فيهما ، وإنفاذهم أمره تعالى فيهما ، وبالثانية كون الملائكة والحجج معهم شاهدين عليهم ، وكذا الثالثة . 5 - ج : عن يعقوب بن جعفر الجعفري ، عن أبي إبراهيم موسى عليه السلام قال : ذكر عنده قوم زعموا أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا ، فقال : إن الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل ، إنما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شئ بل يحتاج إليه ، وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، أما قول الواصفين : إنه ينزل تبارك وتعالى عن ذلك فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به فمن ظن بالله الظنون _____________________________
( 1 ) أشراط الساعة : علائمها . ( * )

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه