بحار الأنوار ج25

الصدوق بسندين من طريق العامة عن أبي رافع وحذيفة بن اسيد أنهما قالا : إن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيبا فقال : إن رجالا لا يجدون في أنفسهم أن اسكن عليا في
المسجد واخرجهم ، والله ما أخرجتهم وأسكنته(1) ، إن الله عزوجل أوحى إلى
موسى وأخيه : " أن تبوء‌ا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلوة "
ثم أمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله جنب إلا هارون وذريته
وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى ، وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل لاحد أن
ينكح فيه النساء إلا علي وذريته فمن شاء فههنا ، وأشار بيده نحو الشام(2) .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " واجعلوا بيوتكم قبلة " اختلف في
ذلك فقيل : لما دخل موسى مصر بعد ما أهلك الله فرعون امروا باتخاذ مساجد يذكر
فيها اسم الله وأن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة ونظيره " في بيوت أذن الله أن
ترفع " وقيل إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني إسرائيل ومنعهم من الصلوة فأمروا أن
يتخذوا مساجد في بيوتهم يصلون فيها خوفا من فرعون وذلك قوله " واجعلوا بيوتكم
قبلة " أي صلوا فيها وقيل : معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا انتهى(3) .
واما الاشتشهاد بقوله : " أنا مدينة الحكمة " فلرد إنكارهم الشرح والبيان
حيث قالوا : لا يوجد إلا عندكم ، فأجاب عليه السلام بأنه يلزمكم قبول ذلك منا لقول
النبي صلى الله عليه وآله : " أنا مدينة الحكمة وعلي بابها " .
ويحتمل أن يكون إيراد ذلك على سبيل النظير ، أي إذا كان هو عليه السلام باب
حكمة الرسول صلى الله عليه وآله فلا يبعد مشاركته مع الرسول صلى الله عليه وآله في فتح الباب إلى المسجد
واختصاصه بذلك .
قوله : واخرى ، أي حجة أو علة اخرى ، والرجل الاول كناية عن


(1) علل الشرايع : 78 .
(2) يونس : 87 .
(3) مجمع البيان 5 : 129 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه