العدوان ، أو من عدا على الشئ : إذا اختلسه ، وفي الحديث : من كف عن مؤمن
عادية ماء ونار .
2 - جا : علي بن بلال ، عن علي بن عبدالله الاصبهاني ، عن الثقفي ، عن
محمد بن علي ، عن الحسين بن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي جهضم الازدي ، عن أبيه
وكان من أهل الشام قال : لما سير عثمان أبا ذر من المدينة إلى الشام كان يقص
علينا ، فيحمد الله فيشهد شهادة الحق ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ويقول : أما بعد
فإنا كنا في جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب ويبعث فينا الرسول ، ونحن
نوفي بالعهد ، ونصدق الحديث(1)، ونحسن الجوار ، ونقري الضيف ، ونواسي
الفقير ، فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله وأنزل علينا كتابه كانت تلك الاخلاق
يرضاها الله ورسوله ، وكان أحق بها أهل الاسلام ، وأولى أن يحفظوها ، فلبثوا
بذلك ما شاء الله أن يلبثوا ، ثم إن الولاة قد أحدثوا أعمالا قباحا ما نعرفها : من
سنة تطفى ، وبدعة تحيى ، وقائل بحق مكذب ، وأثرة لغير تقي وأمين مستأثر
عليه من الصالحين ، اللهم إن كان ما عندك خيرا لي فاقبضني إليك غير مبدل ولا
مغير ، وكان يعيد هذا الكلام ويبديه ، فأتى حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان
فقال : إن أبا ذر يفسد عليك الناس بقوله : كيت وكيت ، فكتب معاوية إلى عثمان
بذلك ، فكتب عثمان أخرجه إلي ، فما صار إلى المدينة نفاه إلى الزبدة(2).
3 - جا : بهذا الاسناد عن أبي جهضم ، عن أبيه قال : لما أخرج عثمان أبا ذر
الغفاري رحمه الله من المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم فيعظ الناس ويأمرهم
بالتمسك بطاعة الله ، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ، ويروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله
ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام ويحضهم على التمسك بعترته ، فكتب
معاوية إلى عثمان : أما بعد فإن أبا ذر يصبح إذا أصبح ويمسي إذا أمسى وجماعة
من الناس كثيرة عنده ، فيقول : كيت وكيت ، فإن كان لك حاجة في الناس قبلي
(1)في المصدر : ونصدق بالحديث .
(2)مجالس المفيد : 70 و 71 .