بحار الأنوار ج27

المؤمنين من جاء بالصدق وهو رسول الله صلى الله عليه وآله ،(1)وكان علي عليه السلام هو المصدق .
فانقطع الحروري .
قال أبوجعفر عليه السلام : وأما ماذكرت أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار فذلك
رذيلة لا فضيلة من وجوه : الاول أنا لا نجد له في الآية مدحا أكثر من خروجه معه
وصحبته له وقد أخبر الله في كتابه أن الصحبة قد يكون للكافر مع المؤمن حيث يقول :
" قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت "(2)وقوله : " أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم
تتفكروا مابصاحبكم من جنة "(3)ولا مدح له في صحبته إذ لم يدفع عنه ضيما ولم
يحارب عنه عدوا .
الثاني قوله تعالى : " لاتحزن إن الله معنا(4)" وذلك يدل على قلقه وضرعه و
قلة صبره وخوفه على نفسه وعدم وثوقه بما وعده الله ورسوله من السلامة والظفر ولم
يرض بمساواته للنبي صلى الله عليه وآله حتى نهاه عن حاله .
ثم إني أسألك عن حزنه هل كان رضا لله تعالى أو سخطا له ؟ فان قلت : إنه
رضا لله تعالى خصمت لان النبي صلى الله عليه وآله لاينهى عن شئ لله فيه رضا ، وإن قلت : إنه
سخط فما فضل من نهاه رسول الله صلى الله عليه وآله عن سخط الله ؟ وذلك أنه إن كان أصاب في حزنه
فقد أخطأ من نهاه ، وحاشا النبي صلى الله عليه وآله أن يكون قد أخطأ ، فلم يبق إلا أن حزنه كان
خطأ ، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وآله عن خطائه .
الثالث قوله تعالى : " إن الله معنا " تعريف لجاهل لم يعرف حقيقة مايهم
فيه(5)، ولو لم يعرف النبي صلى الله عليه وآله فساد اعتقاده لم يحسن منه القول : " إن الله معنا "
وأيضا فان الله تعالى مع الخلق كلهم حيث خلقهم ورزقهم وهم في علمه كما قال الله تعالى :


(1)في نسخة : ومن جاء بالصدق هو رسول الله صلى الله عليه وآله .
(2)الكهف : 37 .
(3)سبأ : 46 .
(4)التوبة : 40 .
(5)في نسخة : ماهم فيه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه