بحار الأنوار ج58

أخلاقهم لاجرم كانوا في غاية الخسة والدناء‌ة ، أن سكان الاقليم السابع وهم
الصقالبة لما قل نصيبهم من المعارف الحقيقة والاخلاق الفاظلة فلاجرم تقرر في عقول
العقلاء خسة درجاتهم ودناء‌ة مراتبهم . وأما سكان وسط المعمورة لما فازوا بالمعارف
الحقيقة والاخلاق الفاضلة لاجرم أقر كل أحد بأنهم أفضل طوائف البشر وأكملهم
وذلك يدل على أن فضيلة الانسان وكماله لايظهر إلا بالعلوم الحقيقة والاخلاق الفاضلة .

(43 باب آخر) (في خلق الارواح قبل الاجساد ، وعلة

تعلقها بها ، وبعض شؤونها من ائتلافها واختلافها وحبها وبعضها وغير ذلك من أحوالها)

1 - البصائر : عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن آدم أبي الحسين(1)
عن إسماعيل بن أبي حمزة ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : جاء رجل إلى
أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : والله يا أميرالمؤمنين إني لاحبك ، فقال : كذبت . فقال
الرجل : سبحان الله ! كأنك تعرف مافي قلبي . فقال علي عليه السلام : إن الله خلق الارواح
قبل الابدان بألفي عام ثم عرضهم علينا ، فأين كنت لم أرك(2)؟ !
2 - ومنه : عن عبدالله بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن عبدارحمان بن أبي هاشم
عن سلام بن أبي عمير(3)، عن عمارة ، قال : كنت جالسا عند أميرالمؤمنين عليه السلام إذ
أقبل رجل فسلم عليه ، ثم قال : يا أميرالمؤمنين والله إني لاحبك ، فسأله ثم قال له :


(1)في المصدر : أبي الحسن .
(2)البصائر : 87 .
(3)كذا في جميع النسخ ، والظاهرانه " سلام بن أبى عمرة " لعدم ذكر " سلام بن أبى عمير "
في كتب الرجال ، واما عمارة فلم نعرف أنه من هو ، ومن المعلوم انه غير عمارة بن أبي سلامة
الهمدانى شهيد الطف ، وعلى فرض كونه اياه فلايمكن رواية سلام عنه بلا واسطة ، وكيف كان
فلا تخلو الرواية عن ضعف او ارسال كسابقتها ولاحقاتها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه