بحار الأنوار ج21

كرب خاطب عليا :
الآن حين تقلصت منك الكلى * إذ حر نارك في الوقيعة يسطع
والخيل لاحقة الاياطل شزب * قب البطون ثنيها والاقراع
يحملن فرسانا " كراما " في الوغا * لا ينكلون إذا الرجال تكعكع
إني امرؤ أحمي حماي بعزة * وإذا تكون شديدة لا أجزع
وأنا المظفر في الموطن كلها * وأنا شهاب في الحوادث يلمع
من يلقني يلقى المنية والردى * وحياض موت ليس عنه مذيع(1)
فاحذر مصاولتي وجانب موقفي * إني لدى الهيجا أضر وأنفع(2)
فأجابه عليه السلام :
يا عمرو قدحمي الوطيس وأضرمت * نار عليك وهاج أمر مفظع
وتساقت الابطال كأس منية * فيها ذراريح وسم منقع
فإليك عني لا ينالك مخلبي * فتكون كالامس الذي لا يرجع
إني امرؤ أحمي حماي بعزة * والله يخفض من يشاء ويرفع
إني إلى قصد الهدى وسبيله * وإلى شرايع دينه أتسرع
ورضيت بالقرآن وحيا " منزلا " * وبربنا ربا يضر وينفع
فينا رسول الله أيد بالهدى * فلواؤه حتى القيامة يلمع(3)
توضيح : تقلص : انضم وانزوى . والوقعية : القتال . ولحق لحوقا ضمر
والايطل : الخاصرة . والشزب : الضوامر والاقب : الضامر البطن . والثني :
ما دخل في الثالثة في غير الابل ، وفيها في السادسة . والاقراع : التام والتكعكع :
الجبن ولاحتباس . وأذاع الناس ما في الحوض : شربوه . والوطيس : التنور . و
التساقي : أن يسقى كل منهما صاحبه . والذراح والذروح بالضم : دويبة حمراء
منقوطة بسواد تطير ، وهي من السموم ، والجمع ذرايح .


(1)في المصدر : ليس عنه مدفع .(2)في المصدر : أضر وأدفع .
(3)الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام : 79 و 80 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه