بحار الأنوار ج10

يريد به عليه السلام أن الحواس بغير عقل لا يوصل إلى معرفة الغائبات ، وأن الذي
أراه من حدوث الصورة معقول بني العلم به على محسوس .(1)
أقول : قدمر شرح الخبر في كتاب التوحيد .(2)
13 - قب : أبوجعفر الطوسي في الامالي وأبونعيم في الحلية وصاحب الروضة
بالاسناد والرواية يزيد بعضها على بعض عن محمد الصير في ، وعن عبدالرحمن بن سالم
أنه دخل ابن شبرمة(3)وأبوحنيفة على الصادق عليه السلام فقال لابي حنيفة : اتق الله
ولا تقس الدين برأيك ، فإن أول من قاس إبليس ، إذ أمره الله تعالى بالسجود فقال :
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، ثم قال : هل تحسن أن تقيس رأسك من
جسدك ؟ قال : لا . قال : فأخبرني عن الملوحة في العينين ، والمرارة في الاذنين ، والبرودة
في المنخرين ، والعذوبة في الشفتين لاي شئ جعل ذلك ؟ قال : لا أدري .
فقال عليه السلام : إن الله تعالى خلق العينين فجعلهما شحمتين ، وجعل الملوحة فيهما
منا على بني آدم ، ولولا ذلك لذابتا ، وجعل المرارة في الاذنين منا منه على بني آدم
ولولا ذلك لقحمت الدواب فأكلت دماغه ، وجعل الماء في المنخزين ليصعد النفس وينزل
ويجد منه الريح الطيبة والرديئة ، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه
ومشربه .
ثم قال له : أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان . قال : لا أدري . قال :
(لا إله إلا الله)ثم قال : أيما أعظم عندالله تعالى القتل أو الزنا ؟ فقال : بل القتل .
قال : فإن الله تعالى قدرضي في القتل بشاهدين ولم يرض في الزنا إلا بأربعة .
ثم قال : إن الشاهد على الزنا شهد على اثنين ، وفي القتل على واحد ، لان
القتل فعل واحد ، والزنا فعلان . ثم قال : أيما أعظم عندالله تعالى : الصوم أو الصلاة ؟


(1)الارشاد : 301 .
(2)راجع ج 3 ص 32 وج 4 ص 141 .
(3)بضم الشين وسكون الباء وضم الراء هو عبدالله بن شبرمة بن طفيل بن حسان الضبى ، عده الشيخ
في رجاله من اصحاب الامامين : السجاد والصادق عليهما السلام ، كان من فقهاء العامة العاملين بالقياس ،
وكان قاضيا للمنصور على سواد الكوفة ، وثقه ابن حجر في التقريب : 270 ، مات في سنة 144 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه