بحار الأنوار ج39

أبي ليلي ، عن أبي جعفر المنصور قال : كان عندنا بالشراة(1)قاص إذا فرغ من
قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينا هو كذلك إذا ترك ذلك يوما ومن الغد ، فقالوا :
نسي ، فلما كان اليوم الثالث تركه أيضا ، فقالوا له أو سألوه(2)، فقال : لا والله لا
أذكره بشتيمة أبدا ، بينا أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى الله عليه وآله فيقول لرجل :
اسقهم ، حتى وردت على النبي صلى الله عليه وآله فقال له : اسقه ، فطردني ، فشكوت ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقلت : يارسول الله مره فليسقني ، فقال : اسقه ، فسقاني قطرانا فأصبحت
وأنا أتجشى(3).
19 قب : زياد بن كليب قال : كنت جالسا في نفر فمر بنا محمد بن صفوان مع
عبيد الله بن زياد ، فدخلا المسجد ثم رجعا إلينا وقد ذهب عينا محمد بن صفوان ، فقلنا :
ما شأنه ؟ فقال إنه قام في المحراب وقال : إنه من لم يسب عليا بنية فإنه(4)
يسبه بنية ، فطمس الله بصره . وقد رواه عمر بن ثابت عن أبي معشر .
البلاذري والسمعاني والمامطيري والنطنزي والفلكي أنه مر بسعد بن
مالك رجل يشتم عليا عليه السلام فقال : ويحك ماتقول ؟ قال : أقول ما تسمع ، فقال :
اللهم إن كان كاذبا فأهلكه ، فخبطه جمل بختي(5)فقتله .
ابن المسيب : صعد مروان المنبر وذكر عليا عليه السلام فشتمه ، قال سعيد :


(1)الشراة جبل شامخ مرتفع من دون عسفان ، تأويه القرود لبني ليث ، عن يسار عسفان ،
وبه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك عسفان ، يقال له الخريطة ، والخريطة تلي الشراة
جبل صلد لاينبت شيئا .
(2)في المصدر : وسألوه .
(3)أمالي ابن الشيخ : 39 . والقطران بالفتح فالكسر : سيال دهني يطلى به الابل
التي فيها الجرب : فيحرق بحدته وحرارته الجرب . وتجشأ الرجل : أخرج من فمه الجشاء ،
وهو ريح يخرج من الفم مع صوت عند الشبع .
(4)الضمير في قوله " فانه " يرجع إلى محمد بن صفوان ، أي قال : من لايفعل هذا الامر
فاني أفعله ، ومثل هذا شائع .
(5)خبطه : ضربه ضربا شديدا . وطئه شديدا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه