بحار الأنوار ج12

شديد ، قال : ولم تعرض عليه المنزل فقال : إذا جاء زوجك فقولي له : جاء ههنا شيخ و
هو يأمرك أن تغير عتبة بابك ، فلما أقبل إسماعيل وصعد الثنية وجد ريح أبيه فأقبل
إليها وقال : أتاك أحد ؟ قالت : نعم شيخ قد سألني عنك ، فقال لها : هل أمرك بشئ ؟ قالت :
نعم قال لي : إذا دخل زوجك فقولي له : جاء شيخ وهو يأمرك أن تغير عتبة بابك ، قال :
فخلى سبيلها . ثم إن إبراهيم عليه السلام ركب إليه الثانية فأخذت عليه سارة أن لا ينزل حتى
يرجع فلم يوافقه ووافق امرأته فقال : أين زوجك ؟ قالت : خرج عافاك الله للصيد ، فقال :
كيف أنتم ؟ فقالت : صالحون ، قال : وكيف حالكم ؟ قالت : حسنة ونحن بخير انزل يرحمك
الله حتى يأتي ، قال : فأبى ولم تزل به تريده على النزول فأبى ، قالت : أعطني رأسك حتى
أغسله فإني أراه شعثا ، فجعلت له غسولا ثم أدنت منه الحجر فوضع قدمه عليه فغسلت
جانب رأسه ، ثم قلبت قدمه الاخرى فغسلت الشق الآخر ، ثم سلم عليها وقال : إذا جاء
زوجك فقولي له : قد جاء ههنا شيخ وهو يوصيك بعتبة بابك خيرا ، ثم إن إسماعيل عليه السلام
أقبل فلما انتهى إلى الثنية وجد ريح أبيه فقال لها : هل أتاك أحد ؟ قالت : نعم
شيخ وهذا أثر قديمه ، فأكب على المقام وقبله ، وقال : شكا إبراهيم إلى الله تعالى ما
يلقى من سوء خلق سارة فأوحى الله تعالى إليه إن مثل المرأة مثل الضلع الاعوج ، إن تركته
استمتعت به ، وإن أقمته كسرته ، وقال : إن إبراهيم عليه السلام تزوج سارة وكانت من أولاد
الانبياء على أن لا يخالفها ولا يعصي لها أمرا فيما وافق الحق ، وإن إبراهيم كان يأتي
مكة من الحيرة في كل يوم .(1)
39 - ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن
محبوب ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن إبراهيم عليه السلام
استأذن سارة أن يزور إسماعيل بمكة فأذنت له على أن لا يبيت عنها ولا ينزل عن حماره ،
قلت : كيف كان ذلك ؟ قال : طويت له الارض .(2)
40 - ص : لما ترعرع إسماعيل عليه السلام وكبر أعطوه سبعة أعنز ، فكان ذلك أصل
ماله ، فنشأ وتكلم بالعربية وتعلم الرمي ، وكان إسماعيل عليه السلام بعد موت امه تزوج


(1 و 2)قصص الانبياء : مخطوط . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه