بحار الأنوار ج15

ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا حتى ملاؤا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش
فقال لهم : هلموا إلى الماء فقدسقانا الله فاشربوا واستقوا ، فجاء‌وا فشربوا واستقوا ، ثم قالوا له
قدوالله قضي لك علينا ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه
المفازة هو سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا ، فرجع ورجعوا معه لم يصلوا إلى
الكاهنة وخلوا بينه وبين زمزم(1).
97 كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر ، عن أبان ، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : لم يزل بنو إسماعيل ولاة
البيت يقيمون للناس حجهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر حتى كان زمن عدنان
ابن ادد فطال عليهم الامد فقسمت قلوبهم ، وافسدوا(2)وأحدثوا في دينهم ، وأخرج بعضهم
بعضا ، فمنهم من خرج في طلب المعيشة ، ومنهم من خرج كراهية القتال وفي أيديهم أشياء
كثيرة من الحنيفية من تحريم الامهات والبنات ، وما حرم الله في النكاح إلا أنهم كانوا
يستحلون امرأة الاب وابنة الاخت ، والجمع بين الاختين ، وكان في أيديهم الحج و
التلبية والغسل من الجنابة إلا ما أحدثوا في تلبيتهم وفي حجهم من الشرك ، وكان فيما بين
إسماعيل وعدنان بن ادد موسى عليه السلام ، وروى أن معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم
فوضع أنصابه(3)، وكان أول من وضعها ، ثم غلبت جرهم بمكة على ولاية البيت فكان
يلي منهم كابر عن كابر حتى بغت جرهم بمكة ، واستحلوا حرمتها ، وأكلوا مال الكعبة
وظلموا من دخل مكة وعتوا وبغوا ، وكانت مكة في الجاهلية لا يظلم ولا يبغي فيها ولا
يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه ، وكانت تسمى بكة لانها تبك(4)أعناق الباغين


(1)شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد 3 : 465 ، قلت : قال ابن هشام في السيرة 1 : 156
بعد ما ذكر الحديث قال ابن اسحاق : فهذا الذى بلغنى من حديث على بن أبى طالب رضى الله
عنه في زمزم .
(2)رسول الله صلى الله عليه واله وفسدوا .
(3)الانصاب : الاعلام المنصوبة التى يعرف بها الحرم .
(4)أى تدق .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه