بحار الأنوار ج70

البدعة القبيحة ، والمعنى من عمل بها وأفشاها بين الناس كان عليه كوزر من ابتدعها
أولا ، وهذا بالنظر إلى الابتداء أظهر ، كالاول بالنسبة إلى الاذاعة . في القاموس
بدأبه كمنع ابتدء ، والشئ فعله ابتداء كأبداه وابتداه .
وقد يقال : هذا الوعيد إنما هو في ذوي الهيئات الحسنة ، وفيمن لم يعرف
بأذية ولا فساد في الارض ، وأما المولعبن بذلك ، الذين ستروا غير مرة فلم يكفوا
فلا يبعد القول بكشفهم ، لان الستر عليهم من المعاونة على المعاصي وستر من يندب
إلى ستره ، إنما هو في معصية مضت ، وأما في معصية هو متلبس بها ، فلا يبعد القول
بوجوب المبادرة إلى إنكارها ، والمنع منها لمن قدر عليه ، فان لم يقدر رفع إلى
والي الامر ، ما لم يؤد إلى مفسدة أشد .
وأما جرح الشاهد والراوي والامناء على الاوقاف والصدقات وأموال
الايتام فيجب الجرح عند الحاجة إليه ، لانه تترتب عليه أحكام شرعية ، ولو رفع
إلى الامام مايندب الستر فيه لم يأثم ، إذا كانت نيته رفع معصية الله لا كشف ستره

وجرح الشاهد إنما هو عند طلب ذلك منه ، أو يرى حاكما يحكم بشهادته ، وقد
علم منه ما يبطلها ، فلا يبعد القول بحسن رفعه .
3 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عن حسين بن عمر بن
سليمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من لقي أخاه بما يؤنبه
أنبه الله في الدنيا والآخرة(1).
بيان : بما يؤنبه كأن كلمة ما مصدرية فالمستتر في يؤنبه راجع
إلى من ويحتمل أن تكون موصولة فيحتمل إرجاع المستتر إلى من أيضا
بتقدير العائد اي بما يؤنبه به ، أو إلى ما نفي ، والاسناد تجوزة
4 ما : المفيد ، عن ابي غالب الزراري ، عن جده محمد بن سليمان ، عن
محمد بن خالد ، عن ابن حميد ، عن الحذاء ، عن الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من


(1)الكافي ج 2 ص 356 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه