بحار الأنوار ج4

وكل شئ وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله ، فأما ما عبرت الالسن عنه أو
عملت الايدي فيه فهو مخلوق ، والله غاية من غاياه ، والمغيى غير الغاية ، والغاية موصوفة
وكل موصوف مصنوع ، وصانع الاشياء غير موصوف بحد مسمى ، لم يتكون فتعرف
كينونته بصنع غيره ، ولم يتناه إلى غاية إلا كانت غيره ، لايزل من فهم هذا الحكم أبدا
وهو التوحيد الخالص فاعتقدوه وصدقوه وتفهموه بإذن الله عزوجل ، ومن زعم أنه
يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك لان الحجاب والمثال والصورة غيره ، وإنما
هو واحد موحد فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره ، إنما عرف الله من عرفه بالله فمن لم
يعرفه به فليس يعرفه ، إنما يعرف غيره ، ليس بين الخالق والمخلوق شئ ، والله خالق
الاشياء لا من شئ ، يسمي بأسمائه فهو غير أسمائه والاسماء غيره ، والموصوف غير
الواصف ، فمن زعم أنه يؤمن بما لا يعرف فهو ضال عن المعرفة ، لا يدرك مخلوق شيئا
إلا بالله ، ولا تدرك معرفة الله إلا بالله ، والله خلو من خلقه وخلقه خلو منه ، وإذا أراد
شيئا كان كما أراد بأمره من غير نطق ، لاملجأ لعباده مما قضى ، ولاحجة لهم فيما ارتضي ،
لم يقدروا على عمل ولا معالجة مما احدث في أبدانهم المخلوقة إلا بربهم ، فمن زعم أنه
يقوى على عمل لم يرده الله عزوجل فقد زعم أن إرادته تغلب إرادة الله ، تبارك الله رب
العالمين .
يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن بعض أصحابه ، عن بكر بن
صالح ، عن علي بن الحسن بن محمد ،(1)عن خالد ، عن عبدالاعلى مثله ، إلى قوله :
والاسماء غيره .
قال الصدوق رحمه الله : معنى ذلك أن من زعم أنه يقوى على عمل لم يرد الله أن
يقويه عليه فقد زعم أن إرادته تغلب إرادة الله ، تبارك الله رب العالمين .
بيان : قوله : اسم شئ أي لفظ الشئ أو هذا المفهوم المركب ، والاول أظهر


(1)في بعض النسخ : " عن على بن الحسين بن محمد " مثل ما في الاسناد السابق ، والاسناد مجهول
به وبخالد بن يزيد . وفى الكافى : بكر بن صالح ، عن على بن صالح ، عن الحسن بن محمد بن خالد بن يزيد
عن عبدالاعلى . وهذا أيضا لا يخلو عن جهالة وضعف .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه