الرب الجليل .
قال عمر : فانصرف هشام إلى أبي عبدالله عليه السلام وترك مذهبه ، ودان بدين
الحق ، وفاق أصحاب أبي عبدالله عليه السلام كلهم والحمد لله(1).
قال : واعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها ، فامتنع من الاستعانة
بالاطباء ، فسألوه أن يفعل ذلك فجاؤوا بهم إليه فأدخل عليه جماعة من الاطباء فكان
إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ سأله فقال : ياهذا هل وقفت على علتي ؟ فمن
بين قائل يقول : لا ومن قائل يقول : نعم ، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها
فاذا أخبره كذبه ويقول : علتى غير هذه ، فيسأل عن علته فيقول : علتي فزع القلب
مما أصابني من الخوف ، وقد كان قدم ليضرب عنقه ، ففزع قلبه لذلك حتى مات
رحمه الله(2).
3 كش : محمد بن مسعود ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى العبيدي
عن يونس قال : قلت لهشام : إنهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليك عبد
الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم فأبيت أن تقبل رسالته ، فأخبرني
كيف كان سبب هذا ، وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام ، أولا ؟ وهل تكلمت بعد
نهيه إياك ؟ فقال هشام : إنه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الاهواء ، و
كتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا ، ثم قرأ الكتاب على الناس .
فقال يونس : قد سمعت الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة
ومرة اخرى بمدينة الوضاح(3)فقال : إن ابن المفضل صنف لهم صنوف الفرق
فرقة فرقة حتى قال في كتابه : وفرقة يقال لهم : الزرارية ، وفرقة يقال لهم :
العمارية ، أصحاب عمار الساباطي ، وفرقة يقال لهم : اليعفورية ، ومنهم فرقة
(1)نفس المصدر ص 166 .
(2)نفس المصدر ص 167 .
(3)مدينة الوضاح : لعلها الوضاحية وهى قرية منسوبة إلى بنى وضاح مولى لبنى أمية
وكان بربريا .