بحار الأنوار ج20

القتل في هذه الوقعة(1)لم تمتعوا في الدنيا إلا أياما قلائل " قل من ذا الذي
يعصمكم من الله " أي يدفع عنكم قضاء الله " إن أراد بكم سوء‌ا " أي عذابا وعقوبة
" أو أراد بكم رحمة " أي نصرا وعزا ، فإن أحدا لا يقدر على ذلك " ولا يجدون لهم
من دون الله وليا " يلي أمورهم " ولا نصيرا " ينصرهم ويدفع عنهم " قد يعلم الله
المعوقين منكم " وهم الذين يعوقون غيرهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله ويثبطونهم
ويشغلونهم لينصرفوا عنه ، وذلك بأنهم قالوا لهم : ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ،
ولو كانوا لحما لالتهمهم(2)أبوسفيان وهؤلاء الاحزاب " والقائلين لاخوانهم " يعني
اليهود ، قالوا لاخوانهم المنافقين : " هلم إلينا " أي تعالوا ، وأقبلوا إلينا ودعوا محمدا
وقيل : القائلون هم المنافقون ، قالوا لاخوانهم من ضعفة المسلمين : لا تحاربوا و
خلوا محمدا فإنا نخاف عليكم الهلاك " ولا يأتون البأس " أي ولا يحضرون القتال في
سبيل الله " إلا قليلا " يخرجون رياء وسمعة قدر ما يوهمون أنهم معكم ، وقيل
لا يحضرون القتال إلا كارهين يكون(3)قلوبهم مع المشركين " أشحة عليكم " أي
يأتون البأس بخلا بالقتال معكم وقيل بخلا بالنفقة في سبيل الله والنصرة " كالذي
يغشى عليه من الموت " وهو الذي قرب من حال الموت ، وغشيته أسبابه فيذهل و
يذهب عقله ويشخص بصره فلا يطرف ، فكذلك هؤلاء تشخص أبصارهم وتحار
أعينهم من شدة خوفهم " فإذا ذهب الخوف " وجاء الامن والغنيمة " سلقوكم
بألسنة حداد " أي آذوكم بالكلام ، وخاصموكم سليطة ذربة ، وقيل : معناه
بسطوا ألسنتهم فيكم وقت قسمة الغنيمة يقولون : أعطونا فلستم بأحق بها منا

عن قتادة ، قال : فأما عند البأس فأجبن قوم واخذله للحق(4)وأما عند
الغنيمة فأشح قوم ، وهو قوله : " أشحه على الخير " أي بخلا بالغنيمة يشاحون


(1)الواقعة خ ل .
(2)قال الفيروز آبادي : لهمه كسمعه لهما ويحرك وتلهمه والتهمه : ابتلعه بمرة منه
قدس سره .
(3)في المصدر : تكون .
(4)في المصدر : واخذلهم للحق .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه