23 قب : في حديث طويل عن علي بن محمد الصوفي أنه لقي إبليس وسأله فقال له :
من أنت ؟ فقال : أنا من ولد آدم ، فقال : لا إله إلا الله ، أنت من قوم يزعمون أنهم يحبون
الله ويعصونه ويبغضون إبليس ويطيعونه ! فقال : من أنت ؟ فقال : أنا صاحب الميسم(1)،
والاسم الكبير ، والطبل العظيم ، وأنا قاتل هابيل ، وأنا الراكب مع نوح في الفلك
أنا عاقر ناقة صالح ، أنا صاحب نار إبراهيم ، أنا مدبر قتل يحيى ، أنا ممكن قوم
فرعون من النيل ، أنا مخيل السحر وقائده إلى موسى ، أنا صانع العجل لبني
إسرائيل ، أنا صاحب منشار زكريا ، أنا السائر مع أبرهة إلى الكعبة بالفيل ،
أنا المجمع لقتال محمد صلى الله عليه وآله يوم أحد وحنين ، أنا ملقي الحسد يوم السقيفة في قلوب
المنافقين ، أنا صاحب الهودج يوم البصرة والبعير ، أنا الواقف بين عسكر صفين(2)،
أنا الشامت يوم كربلاء بالمؤمنين ، أنا إمام المنافقين ، أنا مهلك الاولين ، أنا مضل
الآخرين ، أنا شيخ الناكثين ، أنا ركن القاسطين ، أنا ظل المارقين ، أنا أبومرة
مخلوق من نار لامن طين ، أنا الذي غضب الله عليه رب العالمين(3)! فقال الصوفي :
بحق الله عليك إلا دللتني على عمل أتقرب به إلى الله وأستعين به على نوائب دهري ،
فقال : اقنع من دنياك بالعفاف والكفاف ، واستعن على الآخرة بحب علي بن أبي طالب
عليه السلام وبغض أعدائه ، فإني عبدت الله في سبع سماواته وعصيته في سبع أرضيه
فلا وجدت ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا إلا وهو يتقرب بحبه ، قال : ثم غاب عن
بصري ، فأتيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بخبره فقال عليه السلام : آمن الملعون بلسانه
وكفر بقلبه .
مناقب أبي إسحاق الطبري وإبانة الفلكي قال أبوحمزة الثمالي : كان رجل
من بني تميم يقال له خيثمة ، فلما حكموا الحكمين خرج هاربا نحو الجزيرة ،
فمر بواد مخيف يقال له : " ميافارقين " فهتف به من الوادي :
(1)الميسم : الحديدة او الالة التي يوسم بها .
(2)في المصدر : أنا صاحب المواقف في عسكر صفين .
(3)" : غضب عليه رب العالمين .