سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، قال : إن جعدة بنت الاشعث بن قيس
الكندي سمت الحسن بن علي عليهما السلام وسمت مولاة له ، فأما مولاته فقاءت السم
وأما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط به فمات(1).
بيان : نفطت الكف كفرح قرحت عملا أو مجلت وفي بعض النسخ انتقض .
13 أقول : روي في بعض تأليفات أصحابنا أن الحسن عليه السلام لما دنت وفاته
ونفدت أيامه ، وجرى السم في بدنه ، تغير لونه واخضر ، فقال له الحسين عليه السلام :
ما لي أرى لونك مائلا إلى الخضرة ؟ فبكى الحسن عليه السلام وقال : يا أخي لقد صح
حديث جدي في وفيك ، ثم اعتنقه طويلا وبكيا كثيرا .
فسئل عليه السلام عن ذلك ؟ فقال : أخبرني جدي قال : لما دخلت ليلة المعراج
روضات الجنان ، ومررت على منازل أهل الايمان ، رأيت قصرين عاليين متجاورين
على صفة واحدة إلا أن أحدهما من الزبرجد الاخضر ، والآخر من الياقوت
الاحمر ، فقلت : يا جبرئيل لمن هذان القصران ؟ فقال : أحدهما للحسن ، والآخر
للحسين عليهما السلام .
فقلت : يا جبرئيل فلم لم يكونا على لون واحد ؟ فسكت ولم يرد جوابا
فقلت : لم لا تتكلم ؟ قال : حياء منك ، فقلت له : سألتك بالله إلا ما أخبرتني
فقال : أما خضرة قصر الحسن فانه يموت بالسم ، ويخضر لونه عند موته ، وأما
حمرة قصر الحسين ، فانه يقتل ويحمر وجهه بالدم .
فعند ذلك بكيا وضج الحاضرون بالكباء والنحيب .
وقال ابن أبي الحديد : روى أبوالحسن المدائني قال : سقي الحسن عليه السلام
السم أربع مرات ، فقال : لقد سقيته مرارا فما شق علي مثل مشقة هذه المرة .
وروى المدائني عن جويرية بن أسماء قال : لما مات الحسن عليه السلام أخرجوا
جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره ، فقال له الحسين عليه السلام : تحمل اليوم جنازته
وكنت بالامس تجرعه الغيظ ؟ قال مروان : نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن
(1)الكافى باب مولد الحسن بن على عليهما السلام الرقم 4(ج 1 ص 462).