بحار الأنوار ج48

فلما رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل وقال : ياعم احب أن توصيني
فقال : اوصيك أن تتقي الله في دمي فقال : لعن الله من يسعى في دمك ، ثم قال :
ياعم أوصني فقال : اوصيك أن تتقي الله في دمي ، قال : ثم ناوله أبوالحسن عليه السلام
صرة فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها محمد ، ثم ناوله اخرى فيها مائة وخمسون
دينارا فقبضها ، ثم أعطاه صرة اخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ، ثم أمر
له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده ، فقلت له في ذلك ولاستكثرته فقال : هذا
ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته .
قال : فخرج إلى العراق فلما ورد حضرة هارون أتى باب هرون بثياب
طريقه قبل أن ينزل واستأذن على هارون وقال للحاجب : قل لامير المؤمنين إن
محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب فقال الحاجب : انزل أولا وغير ثياب
طريقك وعد لادخلك إليه بغير إذن فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت فقال : اعلم
أمير المؤمنين أني حضرت ولم تأذن لي فدخل الحاجب وأعلم هارون قول محمد بن
إسماعيل فأمر بدخوله فدخل قال : ياأمير المؤمنين خليفتان في الارض موسى بن
جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج فقال : والله ! ؟ فقال :
في جوف ليلته فمات وحول من الغد المال الذي حمل إليه(1).
بيان : روى في الكافي(2)قريبا من ذلك عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى
عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر وفيه : فرماه الله بالذبحة وهي كهمزة
وعنبة وكسرة وصبرة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل ، ثم إن في بعض الروايات
محمد بن إسماعيل وفي بعضها علي بن إسماعيل ، ويمكن أن يكون فعل كل منهما ما
نسب إليه وسيأتي ذمهما في باب أحوال عشآئره عليه السلام .


(1)رجال الكشى ص 170 .
(2)الكافى ج 8 ص 124 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه