بحار الأنوار ج42

*(قصة البدوى مع شحنة الكوفة)* 9 - وفي سنة خمس وسبعين وخمس مائة كان الامير مجاهد الدين سنقر الامن(1)
يقطع الكوفة ، وقد وقع بينه وبين بني خفاجة(2)، فما كان أحد منهم يأتي إلى
المشهد ولا غيره إلا وله طليعة ، فأتى فارسان فدخل أحدهما وبقي الآخر طليعة ،
فخرج سنقر من مطلع الرهيمي وأتى مع السور ، فلما بصر به الفارس نادى بصاحبه
جاء‌ت العجم وتحته سابق من الخيل ، فأفلت ومنعوا الآخر أن يخرج من الباب
واقتحموا وراء‌ه ، فدخل راكبا ثم نزل عن فرسه قدام باب السلام الكبير البراني
فمضت الفرس فدخلت في باب ابن عبدالحميد(3)النقيب ابن اسامة ، ودخل
البدوي ووقف على الضريح الشريف ، فقال سنقر : ايتوني به ، فجاء‌ت المماليك
يجذبونه من الضريح الشريف(4)، وقد لزم البدوي برمانة الضريح وقال : يا -
أبا الحسن أنا عربي وأنت عربي وعادة العرب الدخول ، وقد دخلت عليك يا أبا الحسن
دخيلك دخيلك ، وهم يفكون أصابعه عن الرمانة الفضة(5)وهو ينادي ويقول :
لا تخفر(6)ذمامك يا أبا الحسن ، فأخذوه ومضوا به ، فأراد أن يقتله ، فقطع على
نفسه مأتي دينار وحصان(7)من الخيل الذكور ، فكفله ابن بطن الحق على ذلك
ومضى ابن بطن الحق يأتي بالفرس والمال ، فلما كان الليل(8)وأنا نائم مع


(1)في(ت): امر بقطع الكوفة . وفي المصدر : سنقر الاس مقطع الكوفة .
(2)في المصدر : وبين خفاجة شئ .
(3)" : في باب عبدالحميد .
(4)في المصدر و(خ): من على الضريح الشريف .
(5)" : من على الرمانة الفضة .
(6)خفر فلانا : نقض عهده .
(7)في المصدر : وحصانا .
(8)" : قال ابن طحال : فلما كان الليل . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه