بحار الأنوار ج14

دموعه ، ويقع داود فيها مثل الفرخ يضطرب ، فيجئ ابنه سليمان عليه السلام فيحمله ، ويأخذ
داود من تلك الدموع بكفيه ثم يمسح بها وجهه ويقول : يارب اغفر ماترى ، فلو عدل
بكاء داود ودموعه ببكاء أهل الدنيا ودموعهم لعدلها ، وقال وهب : لما تاب الله على داود
عليه السلام كان يبدأ بالدعاء ويستغفر للخاطئين قبل نفسه ، فيقول : اللهم اغفر للخاطئين ،
فعساك تغفر لداود معهم .
وروي أنه عليه السلام كان بعد الخطيئة لا يجالس إلا الخاطئين ، ثم يقول : تعالوا إلى
داود الخاطئ ، ولا يشرب شرابا إلا وهو ممزوج بدموع عينيه ، وكان يذر عليه الملح و
الرماد(1)فيقول وهو يأكل : هذا أكل الخاطئين ، وكان قبل الخطيئة يقوم نصف الليل
ويصوم نصف الدهر ، وبعدها صام الدهر كله ، وقام الليل كله .(2)


(1)فيه غرابة ظاهرة وكذا فيما تقدم من قوله : حتى يغرق الفراش من دموعه ، وهو بالاغراق
والمبالغة أشبه .
(2)العرائس : 159 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه