بحار الأنوار ج19

أي يصدوكم عن دين الاسلام(1)ويلجئوكم إلى الارتداد " إن استطاعوا " أي إن
قدروا على ذلك(2).
قوله تعالى : " خذوا حذركم " قال البيضاوي : أي تيقظوا واستعدوا
للاعداء ، والحذر والحذر كالاثر والاثر ، وقيل : ما يحذر به كالحزم ، والسلاح
" فانفروا " فاخرجوا إلى الجهاد " ثبات " جماعات متفرقين ، جمع ثبة " أو انفروا
جميعا مجتمعين كركبة واحده " وإن منكم لمن ليبطئن " الخطاب لعسكر
رسول الله صلى الله عليه وآله المؤمنين منهم والمنافقين ، والمبطئون منافقوهم ، تثاقلوا وتخلفوا عن
الجهاد ، أو يبطئوا غيرهم كما أبطأ ابن أبي(3)ناسا يوم أحد " فإن أصابتكم مصيبة "
كقتل وهزيمة " قال " أي المبطئ : " قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا "
حاضرا(4)فيصيبني ما أصابهم " ولئن أصابكم فضل من الله " كفتح وغنيمة " ليقولن "
أكده تنبيها على فرط تحسرهم " كأن لم يكن بينكم وبينه مودة " اعتراض بين
الفعل ومفعوله وهو " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما " للتنبيه على ضعف
عقيدتهم ، وإن قولهم هذا قول من لا مواصلة بينكم وبينه ،(5)أو حال عن الضمير في
" ليقولن " أو داخل في المقول ، أي يقول المبطئ لمن يثبطه من المنافقين وضعفة
المسلمين تطرية وحسدا ، كأن لم يكن بينكم وبين محمد مودة حيث لم يستعن بكم
فتفوزوا بما فاز يا ليتني كنت معهم ، وقيل : إنه متصل بالجملة الاولى وهو ضعيف(6)


(1)في المصدر : أى يصرفوكم عن دين الاسلام .
(2)مجمع البيان 2 : 312 و 313 .
(3)في المصدر : أو ثبطوا غيرهم كما ثبط ابن ابى ، وهو الموجود ايضا في نسخة .
(4)في المصدر : حاضرا في تلك الغزاة .
(5)زاد في المصدر : وانما يريد أن يكون معكم لمجرد المال .
(6)وقال الطبرسى : اعتراض يتصل بما تقدمه ، قال : وتقديره : قال : قد أنعم الله على إذ
لم اكن معهم شهيدا ، كان لم تكن بينكم وبينه مودة ، أى لا يعاضدكم على قتال عدوكم ، ولا يرعى
الذمام الذين بينكم عن ابى على الفارسى ، وقيل : انه اعتراض بين القول والتمنى ، وتقديره
ليقولن : يا ليتنى كنت معهم فأفوز من الغنيمة فوزا عظيما ، كانه ليس بينكم وبينه مودة ، اى - - >

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه