بحار الأنوار ج82

يعطك ، عن جماعة من المفسرين ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام .
وفي مجمع البيان قال الصادق عليه السلام هوالدعاء في دبر الصلاة وأنت جالس واستدل بالفاء
على الاشتغال به بغير فصل .
وفي الاية أقوال اخر الاول إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل عن
ابن مسعود ، الثاني إذا فرغت من دنياك فانصب في عبادة ربك عن الجبائي ومجاهد في
رواية ، الثالث إذا فرغت من جهاد أعدائك فانصب في عبادة ربك عن الحسن وابن زيد
الرابع إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب في جهاد نفسك ، الخامس إذا فرغت علي أداء
الرسالة فانصب لطلب الشفاعة ، قيل أي استغفر للمؤمنين ، وفي المجمع وسئل عن ابن
طلحة عن هذه الاية فقال : القول فيه كثير ، وقد سمعنا أنه يقال إذا صححت فاجعل
صحتك وفراغك نصبا في العبادة(1).
(وإلى ربك فارغب)أي بجميع حوائجك وامورك ، ولاترغب إلى غيره
بوجه ، قيل : ويجوز عطفه على الجزاء والشرط .
أقول : وقد مر تأويلات اخر لهذه الاية في أبواب الايات النازلة في أمير -
المؤمنين صلوات الله عليه ، وستأتي الاخبار في تأويلها ، ولنذكر بعض ماقيل في حقيقة
التعقيب وشرايطه .
قال شيخنا البهائى نور الله ضريحه : لم أظفر في كلام أصحابنا قدس الله أرواحهم
بكلام شاف فيما هو حقيقة التعقيب شرعا ، بحيث لونذر التعقيب لانصرف إليه ، ولو
نذر لمن هو مشتغل بالتعقيب في الوقت الفلاني لاستحق المنذور إذا كان مشتغلا به
فيه ، وقد فسره بعض اللغويين كالجوهري وغيره بالجلوس بعد الصلاة لدعاء أو مسألة
وهذا يدل بظاهره على أن الجلوس داخل في مفهومه ، وأنه لواشتغل بعد الصلاة
بالدعاء قائما أو ماشيا أو مضطجعا لم يكن ذلك تعقيبا .
وفسره بعض فقهائنا بالاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر وما أشبه ذلك ،
ولم يذكر الجلوس ، ولعل المراد بما أشبه الدعاء والذكر : البكاء من خشية الله


(1)مجمع البيان ج 10 ص 509 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه