بحار الأنوار ج70

فيقتل النفس أي إحدى ثمرات الغضب قتل النفس مثلا وهو يوجب
القصاص في الدنيا ، والعذاب الشديد في الآخرة ، والاخرى قذف المحصنة ، وهي
العفيفة وهو يوجب الحد في الدنيا والعقاب العظيم في الآخرة .
26 كا : عنه ، عن ابن فضال ، عن إبراهيم بن محمد الاشعري ، عن عبدالاعلى
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : علمني عظة أتعظ بها ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله
أتاه رجل فقال له : يا رسول الله علمني عظة أتعظ بها فقال له : انطلق فلا تغضب
ثم عاد إليه فقال له : انطلق فلا تغضب ثلاث مرات(1).
بيان : قال في المصباح : وعظه يعظه عظة أمره بالطاعة ووصاه بها ، فاتعظ
اي ائتمر وكف نفسه ، وقال بعض المتقدمين : الوعظ تذكير مشتمل على زجر
وتخويف وحمل على طاعة الله بلفظ يرق له القلب والاسم الموعظة .
27 كا : عنه ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عمن سمع
أبا عبدالله عليه السلام يقول : من كف غضبه ستر الله عورته(2).
بيان : ستر الله عورته اي عيوبه وذنوبه في الدنيا ، فلا يفضحه بها ، أو
في الآخرة فيكون كفارة عنها أو الاعم منهما وقيل : لانه إذا لم يغضب لا يقول
فيه الناس ما يفضحه ، واختلفوا في أن من كان شديد الغضب وكف غضبه ومن لا
يغضب أصلا لكونه حليما بحسب الخلقة أيهما افضل ؟ فقيل الاول لان الاجر على
قدر المشقة ، وفيه جهاد النفس ، وهو أفضل من جهاد العدو .
وغضب النبي صلى الله عليه وآله مشهور إلا أن غضبه لم يكن من مس الشيطان ورجزه
وإنما كان من بواعث الدين ، وقيل : الثاني لان الاخلاق الحسنة من الفضائل
النفسانية ، وصاحب الخلق الحسن بمنزلة الصائم القائم .
28 كا : عنه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني
عن أبي جعفر عليه السلام قال : مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عزوجل به موسى :
يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي(3).


(31)الكافي ج 2 ص 303 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه