بحار الأنوار ج15

والتنوير ، وقال : في حديث ابن عباس كان الصبيان غمصا رمصا ، ويصبح رسول الله صقيلا
دهينا(1)، يقال : غمصت عينيه مثل رمصت ، يقال : غمصت العين ورمصت من الغمص
والرمص ، وهو البياض الذي يجمع في زوايا الاجفان ، فالرمص : الرطب ، والغمص : اليابس ،
والغمص والرمص جمع أغمص وأرمص ، وانتصبا على الحال لا على الخبر ، لان أصبح تامة
وهي بمعنى الدخول في الصباح ، قاله الزمخشري .
4 قب : عن ابن عباس قال : قال أبوطالب لاخيه : يا عباس اخبرك عن محمد أني
ضممته فلم افارقه ساعة من ليل أو نهار ، فلم أئتمن أحدا حتى نومته في فراشي ، فأمرته
أن يخلع ثيابه وينام معي ، فرأيت في وجهه الكراهية ، فقال : يا عماه اصرف بوجهك
عني حتى أخلع ثيابي وأدخل فراشي ، فقلت له : ولم ذاك ؟ فقال : لا ينبغي لاحد أن
ينظر إلى جسدي ، فتعجبت من قوله وصرفت بصري عنه حتى دخل فراشه ، فإذا دخلت
أنا الفراش إذا بيني وبينه ثوب ، والله ما أدخلته في فراشي ، فأمسه فإذا هو ألين ثوب ،
ثم شممته كأنه غمس في مسك ، وكنت إذا أصبحت فقدت الثوب ، فكان هذا دأبي ودأبه ،
وكنت كثيرا ما أفتقده في فراشي ، فإذا قمت لاطلبه بادرني من فراشي ، ها أناذا يا عم
فارجع إلى مكانك .
وكان النبي صلى الله عليه وآله يأتي زمزم فيشرب منها شربة ، فربما عرض عليه أبوطالب الغداء
فيقولك لا اريده أنا شعبان .
وكان أبوطالب إذا أراد أن يعشي أولاده أو يغديهم يقول : كما أنتم حتى يحضر
ابني ، فيأتي رسول الله فيأكل معهم فيبقى الطعام(2).
5 قب : القاضي المعتمد في تفسيره قال أبوطالب : لقد كنت كثيرا ما أسمع منه
إذا ذهب من الليل كلاما يعجبني ، وكنا لا نسمي على الطعام ولا على الشراب حتى
سمعته يقول : بسم الله الاحد ، ثم يأكل ، فإذا فرغ من طعامه قال : الحمد لله كثيرا ،


(1)وحكى عن ابن سعد أنه روى : وكان الصبيان يصبحون رمصاشعثا ، ويصبح رسول الله
صلى الله عليه وآله دهينا كحيلا .
(2)مناقب آل أبى طالب 1 : 25 و 26 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه