بحار الأنوار ج58

كون الانسان مغايرا لهذا البدن والدليل على صحة ما ذكرناه قوله تعالى : " ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(1)" فهذا النص صريح في
أن اولئك المقتولين أحياء ، والحس يدل على أن هذا الجسد ميتة .
السادس : أن قوله تعالى : " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا(2)وقوله :
" أغرقوا فادخلوا نارا(3)" يدل على أن الانسان حى بعد الموت ، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله
" الانبياء لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار " وكذلك قوله صلى الله عليه وآله : " القبر روضة
من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران " وكذلك قوله صلى الله عليه وآله : " من مات فقد قامت قيامته " وإنكل هذه النصوص يدل على أن الانسان حى يبقى بعد موت الجسد
وبديهة العقل والفطرة شاهدتان بأن هذا الجسد ميت ، ولو جوزنا كونه حيا كان
يجوز مثله في جميع الجمادات ، وذلك عين السفسطة ، وإذا ثبت أن الانسان حى
ما كان الجسد ميتا لزم أن الانسان شئ غير هذا الجسد .
السابع : قوله صلى الله عليه وآله في خطبة طويلة له " حتى إذا حمل الميت على نعشه
رفرف روحه فوق النعش ويقول : يا أهلي ويا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي ،
جمعت المال من حله ومن غير حله ، فالمنهأ(4)لغيري والتعبة على ، فاحذروا مثل
ما حل بي " وجه الاستدلال : أن النبي صلى الله عليه وآله صرح بأن حال كون الجسد محمولا
على النعش بقي هناك شئ ينادي ويقول " يا أهلي ويا ولدي جمعت المال من حله و
غير حله . . " ومعلوم أن الذي كان الاهل أهلا له ، وكان الولد ولدا له ، وكان جامعا
للمال من الحرام والحلال ، والذي بقي في ربقته الوبال ، ليس إلا ذلك الانسان فهذا
تصريح بأن في الوقت الذي كان الجسد ميتا محمولا على النعش كان ذلك الانسان
حيا باقيا فاهما ، وذلك تصريح بأن الانسان شئ مغائر لهذا الجسد والهيكل .


(1)آل عمران : 165 .
(2)غافر : 46 .
(3)نوح : 25 .
(4)في المصدر : فالغنى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه