بحار الأنوار ج78

وقال صلى الله عليه وآله : إن الله ليغذي عبده المؤمن بالبلاء كما تغدي الوالدة ولدها
باللبن ، وإن البلاء إلى المؤمن أسرع من السيل إلى الوهاد ، ومن ركض
البراذين ، وإنه إذا نزل بلاء من السماء بدء بالانبياء ثم بالاوصياء ثم الامثل
فالامثل .
وإنه سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ويبغض ، ولا يعطي الآخرة إلا أهل
صفوته ومحبته .
وإنه يقول سبحانه وتعالى : ليحذر عبدي الذي يستبطئ رزقي أن أغضب
فأفتح عليه بابا من الدنيا
وروي أن الله سبحانه إذا لم يكن له في العبد حاجة فتح عليه الدنيا .
وقال النبي صلى الله عليه وآله قال الله تعالى : وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي !
لولا حيائي من عبدي المؤمن ، لما جعلت له خرقة ليواري بها جسده ، وإني إذا
أكملت له إيمانه ابتليته بفقر في ماله ، ومرض في بدنه ، فان هو حرج أضعفت
عليه ، وإن هو صبر باهيت به ملائكتي ، وإني جعلت عليا علما للايمان فمن أحبه
واتبعه كان هاديا مهديا ، ومن أبغضه وتركه كان ضالا مضلا ، وأنه لايحبه
إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضه إلا منافق شقى .
وقال الصادق عليه السلام : أربعة لم تخل منها الانبياء ولا الاوصياء ولا أتباعهم :
الفقر في المال ، والمرض في الجسم ، وكافر يطلب قتلهم ، ومنافق يقفو
أثرهم .
وقال عليه السلام : لاصحابه لا تتمنوا المستحيل ، قالوا : ومن يتمنى المستحيل
فقال : أنتم ، ألستم تمنون الراحة في الدنيا ، قالوا : بلى ، فقال الراحة للمؤمن
في الدنيا مستحيلة .
53 مسكن الفواد : روي عبدالرحمان بن الحجاج قال : ذكر عند
أبي عبدالله عليه السلام البلاء ، وما يختص الله عزوجل به المؤمنين ، فقال : سئل
رسول الله صلى الله عليه وآله من اشد الناس بلاء في الدنيا ؟ فقال : النبيون ثم الامثل فالامثل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه