بحار الأنوار ج47

حضرتك ، فقال له : إن الجواب كتبناه وأنت في الطريق(1).
قال : وروي أن المنصور يوما دعاه فركب معه إلى بعض النواحي فجلس
المنصور على تل هناك ، وإلى جانبه أبوعبدالله عليه السلام فجاء رجل وهم أن يسأل المنصور
ثم أعرض عنه وسأل الصادق عليه السلام فحثى له من رمل هناك مل‌ء يده ثلاث مرات ، و
قال له : اذهب واغل فقال له بعض حاشية المنصور : أعرضت عن الملك وسألت فقيرا
لا يملك شيئا ؟ فقال الرجل وقد عرق وجهه خجلا مما أعطاه : إني سألت من أنا واثق
بعطائه ثم جاء بالتراب إلى بيته فقالت له زوجته : من أعطاك هذا ؟ فقال : جعفر
فقالت : وما قال لك ؟ قال : قال لي اغل ، فقالت : إنه صادق فاذهب بقليل منه إلى
أهل المعرفة ، وإني أشم فيه رائحة الغنا ، فأخذ الرجل منه جزء‌ا ومربه إلى بعض
اليهود فأعطاه فيما حمل منه إليه عشرة آلاف درهم ، وقال له : ائتني بباقيه على
هذه القيمة(2).
220 يج : هارون بن رئاب قال : كان لي أخ جارودي(3)فدخلت على أبي
عبدالله عليه السلام فقال لي : ما فعل أخوك الجارودي ؟ قلت : صالح هو مرضي عند القاضي
والجيران في الحالات غير أنه لايقر بولايتكم ، فقال : ما يمنعه من ذلك ؟ قلت :
يزعم أنه يتورع ، قال : فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ ؟ ! فقدمت على أخي فقلت له :


(1)مشارق الانوار ص 110 .
(2)نفس المصدر ص 112 .
(3)الجارودية : اتباع أبى الجارود زياد بن المنذر الهمدانى الاعمى ، وقد لعنه
الصادق عليه السلام وذكر ابن النديم في الفهرست عن الامام الصادق(ع)أنه لعنه وقال :
انه أعمى القلب أعمى البصر ، ووردت في ذمه روايات لاحظ رجال الكشى ص 150 ومختصر
مقالة الجارودية أنهم قالوا بتفضيل على(ع)ثم ساقوا الامامة بعده في الحسن(ع)ثم في
الحسين(ع)ثم هى شورى بين أولادهما فمن خرج منهم مستحقا للامامة فهو الامام ، وهم
والبترية الفرقتان اللتان ينتحلان أمر زيد بن على بن الحسين ، وأمر زيد بن الحسن ومنهما
تشعبت صنوف الزيدية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه