بحار الأنوار ج33

الصحابة والتابعين وأهل الفضل والدين مثل عمرو بن الحمق الخزاعي
وحجر بن عدي الكندي فيمن قتل من أمثالهم على أن يكون له العزة والملك
والغلبة .
ثم ادعاؤه زياد بن سمية أخا ونسبته إياه إلى أبيه والله تعالى يقول :
*(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عندالله)*(5 / الاحزاب : 33)ورسوله يقول :
ملعون من ادعى إلى غير أبيه أو انتمي إلى غير مواليه(1).
وقال :(الولد للفراش وللعاهر الحجر)فخالف حكم الله تعالى ورسوله
جهارا وجعل الولد لغير الفراش والحجر لغير العاهر فأحل بهذه الدعوة من
محارم الله ورسوله في أم حبيبة أم المؤمنين وفي غيرها من النساء من شعور
ووجوه قد حرمها الله وأثبت بها من قربى قد أبعدها الله ما لم يدخل الدين
خلل مثله ولم ينل الاسلام تبديلا يشبهه .
ومن ذلك إيثاره لخلافة الله على عباده ابنه يزيد السكير الخمير صاحب
الديكة والفهود والقردة وأخذ البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة
والتوعد والاخافة والتهديد والرهبة وهو يعلم سفهه ويطلع على رهقه وخبثه
ويعاين سكراته وفعلاته وفجوره وكفره فلما تمكن قاتله الله فيما تمكن منه طلب
بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين فأوقع بأهل المدينة في وقعة الحرة


الله له به اللعنة قتله من قتل صبرا من خيار الصحابة والتابعين وأهل الفضل
والديانة ، مثل عمرو بن الحمق وحجر بن عدي فيمن قتل(من)أمثالهم في أن تكون
له العزة والملك والغلبة ، ولله العزة والملك والقدرة ، والله عزوجل يقول : *(ومن يقتل
مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خاذدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)*
(93 / النساء : 4).
(1)ومثله في شرح ابن أبي الحديد ، غير أن فيه(ورسول الله صلى الله عليه وآله
يقول . .)وفي تاريخ الطبري : ومما استحق به اللعنة من الله ورسوله إدعاؤه زياد بن
سمية ، جرأة على الله ، والله يقول :(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عندالله . .)
(5 / الاحزاب : 33)ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ملعون من ادعى إلى
غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه