بحار الأنوار ج47

بالكوفة ، وكان معنا في السوق حبيب بن نزار بن حسا فجاء إلى الهيثم فقال له
قد بلغني مادار عنك في علي وقوله - وكان حبب مولى بني هاشم - فقال له الهيثم :
النظر يمر فيه أكثر من هذا فخفض الامر ، فحججنا بعد ذلك ومعنا حبيب فدخلنا
على أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام فسلمنا عليه فقال له حبيب : يا أبا عبدالله كان من
الامر كذا وكذا ، فتبين الكراهية فز وجه أبي عبدالله عليه السلام فقال له حبيب : هذا
محمد بن نوفل حضر ذلك ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : أي حبيب كف ، خالقوا الناس
بأخلاقهم وخالفوهم بأعمالكم ، فان لكل امرئ ما اكتسب ، وهو يوم القيامة
مع من أحب ، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا ، وادخلوا في دهماء الناس فان لنا أياما
ودولة يأتي بها الله إذا شاء ، فسكت حبيب فقال : أفهمت يا حبيب ؟ لا تخالفوا أمري
فتندموا ، قال : لن اخالف أمرك ، قال أبوالعباس : سألت علي بن الحسن ، عن
محمد بن نوفل فقال : كوفي ، قلت : ممن ؟ قال : أحسبه مولى لبني هاشم ، وكان
حبيب بن نزار بن حسان مولى لنبي هاشم ، وكان الخبر فيما جرى بينه وبين أبي حنيفة
حين ظهر أمر بني العباس ، فلم يمكنهم إظهار ما كان عليه آل محمد عليهم السلام(1).
5 - كش : محمد بن قولويه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن
أبي كهمس قال : دخلت على أبي عبدالله فقال لي : شهد محمد بن مسلم الثقفي القصير
عند ابن أبي ليلى بشهادة فرد شهادته ؟ فقلت : نعم ، فقال : إذا صرت إلى الكوفة
فأتيت ابن أبي ليلى ، فقل له : أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقول
قال أصحابنا ، ثم سله عن الرجل يشك في الركعيتن الاوليين من الفريضة ، وعن
الرجل يصيب جسده أو ثيباه البول كيف يغسله ؟ وعن الرجل يرمي الجمار بسبع
حصيات فيسقط منه واحدة كيف يصنع ؟ فاذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له : يقول
لك جعفر بن محمد : ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك ، وأعلم
بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله منك .


(1)أمالى المفيد ص 14 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه