بحار الأنوار ج69

7 فس : ومن الناس من يعبد الله على حرف قال : على شك فان
أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة (1)
فانه حدثني أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن حماد ، عن ابن
الطيار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزلت هذه الاية في قوم وحدوا الله وخلعوا
عبادة من دون الله ، وخرجوا من الشرك ، ولم يعرفوا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله
فهم يعبدون الله على شك في محمد ، وما جاء به ، فأتوا رسول الله فقالوا : ننظر فان
كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنه صادق وأنه رسول الله صلى الله عليه وآله
وإن كان غير ذلك نظرنا(2).
فأنزل الله فان أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه
خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين * يدعو من دون الله مالايضره
وما لاينفعه انقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره .
فمنهم من يعرف ويدخل الايمان قلبه ، فهو مؤمن ويصدق ويزول عن
منزلته من الشك إلى الايمان ، ومنهم من يلبث على شكه ، ومنهم من ينقلب إلى
الشرك(3).


(1)الحج : 11 .(2)قال البيضاوي في أنوار التنزيل ص 278 : روى أنها نزلت في اعاريب قدموا
إلى المدينة وكان أحدهم اذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا سريا وولدت امرأته غلاما سويا
وكثر ماله وماشيته قال : ماأصبت منذ دخلت في ديني هذا الا خيرا واطمأن ، وان كان الامر
بخلافه قال : ماأصبت الا شرا وانقلب .
قال : وعن أبي سعيد أن يهوديا أسلم فأصابته مصائب فتشأم بالاسلام فأتى النبي صلى الله عليه وآله
فقال : أقلني ! فقال : ان الاسلام لايقال ، فنزلت .
وروى مثله الطبرسي في المجمع ج 7 ص 75 عن ابن عباس فراجع .
(3)تفسير القمي ص 436 ، وروى مثله الكليني في الكافي ج 2 ص 413 عن علي
ابن ابراهيم بسندين آخرين فراجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه