بحار الأنوار ج57

منتهى نهايته ؟ وهذا الفراغ أي شئ هو ؟ وكذلك الطبقة الثامنة من الارض والثامنة
من السماء نقطع أن هناك فراغا أم لا ؟ فإن قلت : لا ، طالبتك بماوراء الملا ، القديم
تعالى يعلم أن هناك نهاية ، فإن قلت : نعم ، طالبتك أي شئ وراء النهاية ؟
فأجاب - رحمه الله - : إن الفراغ لا يوصف بأنه منته ، ولا أنه غير منته على
وجه الحقيقة ، وإنما يوصف بذلك مجازا واتساعا ، وأما قوله : وهذا الفراغ أي
شئ هو ؟ فقد علمنا(1)أنه لاجوهر ولا عرض ولاقديم ولا محدث ولا هوذات ولا
هو معلوم كالمعلومات . وأما الطبقة الثامنة من الارض فما تغرفها ، والذي نطق به
القرآن : " سبع سموات طباقا ومن الارض مثلهن ، " فأما غير ذلك فلا سبيل للقطع
به من عقل ولا شرع(انتهى)
وأقول : بسط الكلام في هذه الامور خروج مقصود الكتاب ، ومحلة علم
الكلام .

32 (باب آخر) (في قسمة الارض إلى لاقاليم وذكر جبل

قاف وسائر الجبال وكيفية خلقها وسبب الزلزلة وعلتها)

الايات :
النحل : وألقى في الارض رواسي أن تميد بكم(2).
الكهف : حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما - إلى قوله - وكان
وعد ربي حقا(3).
الانبياء : وجعلنا في الارض رواسي أن تميد بهم وجلعنا فيها فجاجا سبلا لعلهم


(1)قلنا(خ). *(2)النحل : 15 .
(3)الكهف : 93 - 98 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه