بحار الأنوار ج28

المؤمنين عليه السلام : زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أهدت لنا أم أيمن لبنا وزبدا وتمرا
فقدمناه فأكل منه ، ثم قام النبى صلى الله عليه وآله زاوية البيت وصلى ركعات ، فلما أن كان
في آخر سجوده بكى بكاء شديدا فلم يسأله أحد منا إجلالا له ، فقام الحسين عليه السلام فقعد في
حجره وقال له يا أبت لقد دخلت ببتنا فما سررنا بشئ كسرورنا بذلك ، ثم بكيت
بكاء غمنا فلم بكيت ؟ فقال : يا بني أتانى جبرئيل آنفا فأخبرني أنكم قتلى ، وأن
مصارعكم شتى ، فقال : يا أبت فما لمن يزور قبورنا على تشتهها ؟ فقال : يا بني
أولئك طوايف من امتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة ، وحقيق علي أن
آتيهم يوم القيامة حتى اخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم ، ويسكنهم الله
الجنة(1).
41 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي
عن عيسى بن داود النجار ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : جمع رسول
الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
وأغلق عليهم الباب ، وقال : يا أهلي ويا أهل الله إن الله عزوجل يقرأ عليكم
السلام ، وهذا جبرئيل معكم في البيت ، ويقول : إن الله عزوجل يقول : إني
قد جعلت عدوكم لكم فتنة ، فما تقولون ؟ قالوا : نصبر يا رسول الله لامر الله ، و
ما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عزوجل ، ونستكمل جزيل ثوابه ، فقد
سمعناه يعد الصابرين الخير كله ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى سمع نحيبه من خارج
البيت فنزلت هذه الاية وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا
أنهم سيصبرون أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم(2).
42 - كنز : محمد بن العباس ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن إدريس بن زياد
عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له :


(1)أمالى الطوسى ج 2 ص 280 وترى مثله في الخرائج 220 وفى كتاب المزار
أحاديث كثيرة بذلك .
(2)كنز الفوائد : ، والاية في الفرقان : 20(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه