بحار الأنوار ج35

هو منه ، وهو المروي عن أبي جعفر وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ورواه الطبري بإسناده
عن جابر بن عبدالله عن علي عليه السلام(1).
وقال فخرهم الرازي : قد ذكروا في تفسير الشاهد وجوها :
أحدها أنه جبرئيل ، يقرأ القرآن على محمد صلى الله عليه وآله . وثانيها أن ذلك الشاهد لسان
محمد صلى الله عليه وآله . وثالثها أن المراد هو علي بن أبي طالب عليه السلام والمعنى أنه يتلو تلك البينة
وقوله :(منه)أي هذا الشاهد من محمد وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه
بعض محمد صلى الله عليه وآله انتهى(2).
وإذ قد ثبت نزول الآية فيه عليه السلام فنقول : لا ريب أن شاهد النبي على امته
يكون أعدل الخلق ، سيما إذا تشرف بكونه بعضا منه كما ذكره الرازي ، فكيف يتقدم
عليه غيره ؟ وقوله :(ويتلوه شاهد منه)فيه بيان لكون أميرالمؤمنين عليه السلام تاليا للرسول
من غير فصل ، فمن جعله تاليا بعد ثلاثة فعليه الدلالة * .

(باب 20) (أنه نزل فيه صلوات الله عليه الذكرو النورو

الهدى والتقى في القرآن)

1 فس :(وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر(3))قال
لما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بفضل أميرالمؤمنين عليه السلام قالوا : هو مجنون ! فقال الله سبحانه :
(وماهو)يعني أميرالمؤمنين بمجنون إن هو(إلا ذكر للعالمين(4)).


(1)مجمع البيان 5 : 150 .
(2)مفاتيح الفيب 5 : 48 .
(*)أقول : مبنى الروايات على أن(يتلو)من التلو وضمير يتلوه ومنه راجع إلى الموصول و
المعنى(ويتبعه في ذلك شاهد من نفسه)وهو متين جدا ومبنى أقوالهم على أن(يتلو)من التلاوة وضمير
يتلوه راجع إلى البينة لان من مصاديقها القرآن والمعنى : ويقرء تلك البينة التى هو القرآن
شاهد من نفسه وهو لسانه او جبرئيل أو على عليه السلام وفيه اخلال بادب القرآن وفصاحته كما
لا يخفى(ب).
(3)القلم : 51 ، وما بعدها ذيلها .
(4)تفسير القمى : 693 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه