أن هذا من كلامه عليه السلام في هذا المقام إما في أثناء الصلاة ، على أن لاتكون صلاة
= مفاصل لايمكنه أن يقع على الارض سالما الا على الهيئة المعتادة كما قال (ع) ان ابن
آدم يسجد على سبعة أعظم يعنى طبيعة السجدة بمراعاة خلقة الانسان وفطرته ، فاذا سجد
الانسان بمعنى أنه وقع على الارض يكون جبهته وكفاه وركبتاه ورؤس أصابع رجليه واقعة
على الارض .
واما وقوع الذقن بدل الجبهة كما في قوله عزوجل : ان الذين اوتوا العلم من
قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا إلى قوله عزوجل : ويخرون للاذقان يبكون
ويزيدهم خشوعا أسرى 109107 ، فهو وصف لسجدة النصارى فانهم لم يتنبهوا أن ابن
آدم انما يسجد على سبعة أعظم فطرة وطبعا ، بل وقعوا على الارض منبطحين على وجوههم
كما يقع العمود ولما لم يمكنهم الذكر والتوجه إلى قبلتهم بهذا الحال رفعوا رؤسهم وجعلوا
أذقانهم على الارض ، فلا تغفل .
ويتفرع على ذلك : أن الاحسن والاليق بحال المتعبد الساجد أن يخر إلى الارض
باستقبال الارض بباطن كفيه ثم ايقاع ركبتيه على الارض من دون تمالك بحيث يسمع لوقع
الاعضاء عند وقوعها على الارض صوت ، كما يسمع عند خرور السقف والعمود والحائط ، ثم
بعد تمالك البدن على أربعة أعظم بل ستة ، يضع جبهته على الارض ويسوى رؤس أصابع
رجليه سويا كما مر شرحه .
ولذلك مدح الله عزوجل السجود كذلك ورغب المؤمنين اليه بقوله عز من قائل و
رفع أبويه على العرش وخروا له سجدا : يوسف : 100 انما يؤمن بآياتنا الذين اذا
ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون السجدة : 15 (وهى آية
السجدة).
والاحسن أن يكون ذاك الخرور بصورة الركوع كما قال عزوجل في مدح داود :
وخر راكعا وأناب ص : 24 يعنى أنه خر إلى الارض ساجدا بحالة الركوع لا بحالة
القعود ووضع الركبتين قبل اليدين ، على ماهو دأب الاكثرين .
وأما قوله عليه السلام ووضع الانف على الارض سنة أى سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وآله =