بحار الأنوار ج16

كسر التاء الاولى بلا إشباع ، وسكن الثانية ، وقيل : الضمير للقرآن أى وما يصح
للقرآن أن يكون شعرا(1).
وفي قوله تعالى : " واستغفر لذنبك " : وأقبل على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك
الاولى(2)والاهتمام بأمر العدى بالاستغفار ، فإنه تعالى كافيك في النصر وإظهار الامر
" وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار " : ودم على التسبيح والتحميد لربك ، وقيل : صل
لهذين الوقتين ، إذ كان الواجب بمكة ركعتان(3)بكرة ، وركعتان عشآء(4).
وفي قوله تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة " : أي في الجزاء وحسن العاقبة
" إدفع " أي السيئة حيث اعترضتك " بالتي هي أحسن " منها وهي الحسنة ، أو بأحسن ما
يمكن رفعها به من الحسنات " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " أي إذا
فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق " وما يلقاها " أي هذه السجية وهي
مقابلة الاساء‌ة بالاحسان " إلا الذين صبروا " فإنها تحبس النفس عن الانتقام " وما يلقاها
إلا ذو حظ عظيم " من الخير وكمال النفس ، وقيل : الحظ العظيم : الجنة " وإما ينزغنك
من الشيطان نزغ " أي نخس(5)، شبه به وسوسته لانها بعث على ما لا ينبغي كالدفع
بما هو أسوء " فاستعذ بالله " من شره ولا تطعه " إنه هو السميع " لاستعاذتك " العليم "
بنيتك أو بصلاحك(6).
وفي قوله تعالى : " وقيله " : عطف على " الساعة "(7)أي وقول الرسول " فاصفح
عنهم " فأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم " وقل سلام " تسلم منكم ومتاركة " فسوف


(1)أنوار التنزيل 2 : 316 .
(2)في المصدر : كترك الاولى .
(3)الصحيح كما في المصدر : ركعتين بكرة ، وركعتين عشاء .
(4)أنوار التنزيل 2 : 378 .
(5)أى ازعاج وتهييج .
(6)أنوار التنزيل 2 : 389 .
(7)في قوله تعالى :(وعنده علم الساعة)منه قدس سره .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه