بحار الأنوار ج15

صنعاء فاستأذنوا ، فإذا هو في راس قصر يقال له : غمدان ، وهو الذي يقول فيه امية بن
أبي الصلت :
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا(1)* في راس غمدان دارا منك محلالا(2)
فدخل عليه الآذن فأخبره بمكانهم فأذن لهم ، فلما دخلوا عليه دنا عبدالمطلب منه
فاستأذنه في الكلام ، فقال له : إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك . قال :
فقال عبدالمطلب : إن الله أحلك أيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا باذخا ، وأنبتك
منبتا طابت ارومته ، وعذبت جرثومته(3)، وثبت أصله ، وبسق فرعه ، في أكرم موطن ،
وأطيب معدن ، فأنت أبيت اللعن ملك العرب ، وريعها الذي تخصب به ، وأنت أيها الملك
راس العرب الذي له تنقاد ، وعمودها الذي عليه العماد ، ومعقلها(4)الذي يلجأ إليه العباد
سلفك خير سلف ، وأنت لنا منهم خير خلف ، فلن يخمل من أنت سلفه(5)، ولن يهلك
من أنت خلفه ، نحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته ، أشخصنا إليك الذي أبهجنا
من كشفك الكرب الذي فدحنا(6)، فنحن وفد التهنئة ، لا وفد المرزئة ، قال : وأيهم
أنت أيها المتكلم ؟ قال : أنا عبدالمطلب بن هاشم ، قال : ابن اختنا ؟ قال : نعم ، قال :
ادن(7)فأدناه ، ثم أقبل على القوم وعليه فقال : مرحبا وأهلا ، وناقة(8)ورحلا ، ومستناخا


(1)مرتفعا خ ل وهو الموجود في المصادر كلها .
(2)القصيدة طويلة أوردها ابن هشام في السيرة 1 : 69 و 70 والمسعودى بعضها في مروج
الذهب 2 : 84 و 85 .
(3)وعزت جرثومته خ ل وهو الموجود في الكنز .
(4)المعقل : الملجأ .
(5)من هم سلفه خ ل وهو الموجود في الكنز ، قوله : فلن يخمل ، أى فلن يخفى .
(6)في كمال الدين : من كشف الكرب : وفى الكنز : لكشف الكرب . قوله : فدحنا أى
أتقلنا وبهظنا .
(7)ادنه خ ل ، وفي كمال الدين : قال : ادن قدنا منه .
(8)ناقة خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه