بحار الأنوار ج22

الشهداء وجعفر الطيار في الجنة وفاطمة سيدة نساء العالمين والسبطان : الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، هذا شرط من الله على جميع المسلمين من الجن
والانس أجمعين ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه الله
فسيؤتيه أجرا عظيما ، ثم قرأ : " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله(1)" قال :
ولما كانت الليلة التي اصيب حمزة في يومها دعا به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا حمزة
يا عم رسول الله ، يوشك أن تغيب غيبة بعيدة ، فما تقول لو وردت على الله تبارك و
تعالى ، وسألك عن شرائع الاسلام وشروط الايمان ؟ فبكى حمزة وقال : بأبي أنت
وامي ارشدني وفهمني ، فقال : يا حمزة تشهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، وأني رسول
الله تعالى بالحق(2)قال حمزة : شهدت ، قال : وأن الجنة حق ، وأن النار حق
وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الصراط حق ، والميزان حق ، ومن يعمل
مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وفريق في الجنة ، وفريق
في السعير ، وأن عليا أمير المؤمنين ، قال حمزة : شهدت وأقررت وآمنت وصدقت
وقال : الائمة من ذريته الحسن والحسين ، وفي ذريته(3)قال حمزة : آمنت و
صدقت ، وقال : فاطمة سيده نساء العالمين(4)قال : نعم صدقت ، وقال : حمزة سيد
الشهداء وأسد الله وأسد رسوله وعم نبيه ، فبكى(5)حتى سقط على وجهه
وجعل يقبل عيني رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقال : جعفر ابن أخيك طيار في الجنة مع
الملائكة ، وأن محمد وآله خير البرية تؤمن يا حمزة بسرهم وعلانيتهم وظاهرهم
وباطنهم ، وتحيى على ذلك وتموت ، توالي من والا هم ، وتعادي من عاداهم
قال : نعم يا رسول الله ، أشهد الله واشهدك وكفى بالله شهيدا ، فقال رسول الله


(1)في المصدر : يبايعون الله يد الله فوق ايديهم اقول : الاية في سورة الفتح : 10 .
(2)= : وانى رسول الله بعثنى بالحق .
(3)= : وفى ذرية ولده .
(4)= : سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين .
(5)= : فبكى حمزة وقال : نعم صدقت وبررت يا رسول الله وبكى حمزة حتى
سقط .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه