بحار الأنوار ج20

جئنا لنوادع(1)محمدا ، فرجع أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : " خاف القوم أن أغزوهم فأرادوا الصلح بيني وبينهم " ثم بعث إليهم بعشرة
أحمال تمر(2)فقدمها أمامه ، ثم قال : نعم الشئ الهدية أمام الحاجة ، ثم أتاهم
فقال : يا معشر أشجع ما أقدمكم ؟ قالوا : قربت دارنا منك ، وليس في قومنا أقل
عددا منا ، فضقنا بحربك لقرب دارنا منك وضقنا لحرب قومنا(3)لقلتنا فيهم ،
فجئنا لنوادعك ، فقبل النبي صلى الله عليه وآله ذلك منهم ووادعهم فأقاموا يومهم ثم رجعوا إلى
بلادهم ، وفيهم نزلت هذه الآية : " إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق "
الآية(4).
7 - قب : ثم بعد غزاة بني قريظة(5)بعث رسول الله عليه وآله عبدالله بن عتيك
إلى خيبر فقتل أبا رافع بن أبي الحقيق .
بنو المصطلق من خزاعة وهو المريسيع ، غزاهم علي عليه السلام في شعبان ، و
رأسهم الحارث بن أبي ضرار ، وأصيب يومئذ ناس من بني عبدالمطلب ، فقتل علي
عليه السلام مالكا وابنه ، فأصاب النبي صلى الله عليه وآله سبيا كثيرا ، وكان سبى علي عليه السلام جويرية

بنت الحارث بن أبي ضرار ، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وآله ، فجاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وآله
بفدآء ابنته ، فسأله النبيي صلى الله عليه وآله عن جملين خباهما في شعب كذا ، فقال الرجل : أشهد
أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله(6)، والله ما عرفهما أحد سواي ، ثم قال : يا
رسول الله إن ابتني لا تسبى ، إنها امرأة كريمة ، قال : " فاذهب فخيرها " قال :
قد أحسنت وأجملت ، وجاء إليها أبوها فقال لها : يا بنية لا تفضحي قومك ، فقالت :


(1)في المصدر المطبوع : لنواعد .
(2)" " : بعشرة أجمال تمر .
(3)" " : المطبوع : " لقرب دارنا ، وضقنا بحرب قومنا " وفى نسختى المخطوطة :
وليس في قومنا اقل عددا منا قمينا لحربك ، لقرب دارنا ، وضقنا لحرب قومك .
(4)تفسير القمى : 133 - 135 والاية في سورة النساء : 89 و 90 .
(5)في المصدر : " ثم بعث " فقوله :(بعد غزاة بنى قريظة)من المصنف أورده تبينا .
(6)في المصدر : وانك لرسول الله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه