بحار الأنوار ج46

هذا ابن خير عبادالله كلهم * هذا التقي النقي الظاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ماجاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
أي القبائل ليست في رقابهم * لاولية هذا أوله نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الامم
إذا رأته قريش قال قائلها : * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم(1)
14 شا : أبومحمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن داود بن القاسم ، عن
الحسين بن زيد ، عن عمه عمر بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام إنه كان
يقول : لم أر مثل التقدم في الدعاء ، فإن العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت
وكان مما حفظ عنه عليه السلام من الدعاء حين بلغه توجه مسرف به عقبة إلى المدينة
(رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها
قل لك عندها صبري ، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، وقل عند بلائه
صبري فلم يخذلني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ، ويا ذا النعماء التي
لاتحصى عددا ، صل على محمد وآل محمد وادفع عني شره فاني أدرء بك في نحره
وأستعيذ بك من شره)فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال لايريد غير علي بن
الحسين عليه السلام فسلم منه وأكرمه وحباه ووصله ، وجاء الحديث من غير وجه أن
مسرف بن عقبة لما قدم المدينة أرسل إلى علي بن الحسين عليه السلام فأتاه فلما صار
إليه قربه وأكرمه وقال له : أوصاني أميرالمؤمنين تبرك وتمييزك من غيرك فجزاه
خيرا ثم قال : أسرجوا له بغلتي وقال له : انصرف إلى أهلك فاني أرى أن قد
أفزعناهم وأتعبناك بمشيك إلينا ، ولو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقك
لوصلناك ، فقال له علي بن الحسين عليه السلام : ما أعذرني للامير ، وركب ، فقال
مسرف بن عقبة لجلسائه : هذا الخير الذي لاشر فيه مع موضعه من رسول الله صلى الله عليه وآله
ومكانه منه(2).


(1)الارشاد ص 276 .
(2)الارشاد ص 277 وفيه :(ثم قال لمن حوله : أسرجوا له بغلتي).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه