بحار الأنوار ج33

أبا سفيان من قد عرفت شرفه وجوده وقد أمرني أن أصيب له بغيا فهل لك ؟
فقال : نعم يجئ الآن عبيد بغنمه وكان راعيا فإذا تعشى ووضع رأسه أتيته
فرجعت إلى أبي سفيان فأعلمته فلم يلبث أن جاء‌ت تجر ذيلها فدخلت معه
فلم تزل عنده حتى أصبحت فقلت له لما انصرفت : كيف رأيت صاحبتك ؟
فقال : خير صاحبة لولا ذفر في إبطيها .
فقال زياد من فوق المنبر : يا أبا مريم لاتشتم أمهات الرجال فتشتم
أمك .
فلما انقضى كلام معاوية ومناشدته قام زياد فحمدالله وأثنى عليه ثم
قال : أيها الناس إن معاوية والشهود قد قالوا ما سمعتم ولست أدري حق
هذا من باطله وهو والشهود أعلم بما قالوا وإنما عبيد أب مبرور ووال مشكور
ثم نزل .
انتهى كلام ابن أبي الحديد .
أقول : وإنما أوردت تلك القصص لتعلم أن ما صدر من زياد وولده لعنة
الله عليهما إنما نشاء من تلك الانساب الخبيثة وتزيد إيمانا ويقينا بأنه لا
يبغضهم إلا من ولد من الزنا كما تواتر عن أئمة الهدى .
ولنرجع إلى شرح الكتاب قال في النهاية : الغرب : الحدة ومنه غرب
السيف . والفل : الكسر والفلة الثلمة في السيف ومنه حديث علي عليه السلام
(يستفل غربك)من الفل : الكسر قوله عليه السلام(ليقتحم غفلته)أي
ليلج ويهجم عليه وهو غافل جعل اقتحامه إياه اقتحاما للغفلة نفسها .
كذا ذكره ابن أبي الحديد وقال : ليس المراد باستلاب الغرة أن يأخذ الغرة
لانه لو كان كذلك لصار ذلك الغافل لبيبا عاقلا وإنما المعنى ما يعنيه الناس
بقولهم : أخذ فلان غفلتي وفعل كذا أي أخذ ما يستدل به على غفلتي كذا
انتهى .
وأقول : لو كان الاسناد مجازيا كما حمل عليه الفقرة الاولى لم يفد هذا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه