بحار الأنوار ج13

هارون ، فانطلق به إلى جبل كذا وكذا ، فانطلقا نحوه فإذا هما بشجرة لم يريا مثلها ،
وفيه بيت مبني ، وسرير عليه فرش ، وريح طيبة ، فلما رآه هارون أعجبه ، فقال : يا موسى
إني احب(1)أن أنام على هذا السرير ، فقال له موسى : نم ، قال : إني أخاف رب هذا
البيت أن يأتي فيغضب علي ، قال موسى : لا تخف أنا أكفيك ،(2)قال : فنم معي ، فلما ناما
أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال : يا موسى خدعتني(3)فتوفي ورفع على
السرير إلى السماء ، ورجع موسى إلى بني إسرائيل فقال له بنو إسرائيل : إنك قتلت
هارون لحبنا إياه ، فقال : ويحكم أفتروني أن أقتل أخي ؟ فلما أكثروا عليه صلى ودعا
الله تعالى فنزل بالسرير حتى نظروا إليه ما بين السماء والارض ، فأخبرهم أنه مات و
أن موسى لم يقتله ، فصدقوه فكان موته في التيه .
قال : وكان جميع عمر موسى مائة وعشرين سنة ،(4)وقيل : بينما موسى عليه السلام يمشي
ومعه يوشع بن نون فتاه إذا أقبلت ريح سوداء ، فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة
فالتزم موسى وقال : لا تقوم الساعة(5)وأنا ملتزم نبي الله ، فاستل(6)موسى من تحت
القميص ، وبقي القميص في يدي يوشع ، فلما جاء يوشع بالقميص اخذه بنو إسرائيل و
قالوا : قتلت نبي الله ، فقال : ما قتلته ولكنه استل مني ، فلم يصدقوه ، قال : فإذا لم
تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام ، فوكلوا به من يحفظه ، فدعا الله فاتي كل رجل كان
يحرسه في المنام فاخبر أن يوشع لم يقتل موسى ، وأنا رفعناه إلينا ، فتركوه ، وقيل :
إنه مر منفردا برهط من الملائكة يحفرون قبرا . وذكرا نحوا مما مر في الاخبار .
ثم قال : ولما توفي موسى عليه السلام بعث الله يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن


(1)في نسخة إني اريد .
(2)في نسخة : أنا أكفيكه .
(3)هذا بعيد من هارون أن يخاطب موسى بمثله .
(4)في المصدر هنا زيادة لم يذكرها المصنف اختصارا وهى هذه : من ذلك في ملك افريدون
عشرون ، وفى ملك منوجهر مائة سنة ، وكان ابتداء أمره منذ بعثه الله إلى أن قبضه في ملك منوجهر
ثم نبئ بعده يوشع بن نون ، فكان في زمن منوجهر عشرين سنة ، وفى زمن افراسياب سبع سنين .
(5)في نسختين : تقوم الساعة ؟
(6)استل الشئ من الشئ : انتزعه وأخرجه برفق .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه