بحار الأنوار ج41

بقتل حية الوادي والاسد العاوي(1)، ونهض مغضبا فأنشأ الوليد بن عقبة :
يقول لنا معاوية بن حرب * أما فيكم لواتر كم طلوب -
يشد على أبي حسن علي * بأسمر لا تهجنه الكعوب -
فقلت له أتلعب يابن هند * فإنك بيننا رجل غريب -
أتأمرنا بحية بطن واد * يتاح لنا به أسد مهيب -
كأن الخلق لما عاينوه * خلال النقع ليس لهم قلوب
فقال عمرو : والله ما يعير أحد بفراره من علي بن أبي طالب عليه السلام .
ولما نعي بقتل أميرالمؤمنين عليه السلام دخل عمروبن العاص على معاوية مبشرا
فقال : إن الاسد المفترش ذراعيه بالعراق لاقى شعوبه ، فقال معاوية :
قل للارانب تربع حيث ما سلكت * وللظباء بلا خوف ولا حذر
أبوالسعادات في فضائل العشرة : روي أن عليا عليه السلام كان يحارب رجلا
من المشركين ، فقال المشرك : يا ابن أبي طالب هبني سيفك ، فرماه إليه ، فقال
المشرك : عجبا يا ابن أبي طالب في مثل هذا الوقت تدفع إلي سيفك ؟ ! فقال : يا هذا
إنك مددت يد المسألة إلي ، وليس من الكرم أن يرد السائل ، فرمى الكافر نفسه
إلى الارض وقال : هذه سيرة أهل الدين ، فقبل(2)قدمه وأسلم .
وقال له جبرئيل : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي .
وروى الخلق أن يوم بدر لم يكن عند الرسول صلى الله عليه وآله ماء ، فمر علي يحمل
الماء إلى وسط العدو ، وهم على بئر بدر فيما بينهم ، وجاء إلى البئر ونزل وملا
السطيحة ووضعها على رأس البئر ، فسمع حسا وإثارا لمن يقصده(3)، فبرك في
البئر ، فلما سكن صعد فرأى الماء مصبوبا ، ثم نزل ثانيا فكان مثل ذلك ، فنزل
ثالثا وحمل الماء ولم يصعد بل صعد به حاملا للماء ، فلما حمل إلى النبي صلى الله عليه وآله ضحك


(1)كذا في(ك)وفي غيره من النسخ والمصدر : العادى .
(2)في المصدر : فباس قدمه .
(3)كذا في(ك): وفي غيره من النسخ والمصدر : وأشار لمن يقصده .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه