4 - كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن الثمالي
قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : " قل إنما أعظكم بواحدة "
فقال : إنما أعظكم بولاية علي عليه السلام ، هي الواحدة التي قال الله تعالى : " إنما
أعظكم بواحدة(1).
بيان : قال البيضاوي : " قل إنما أعظكم بواحدة " ارشدكم وأنصح لكم
بخصلة واحدة ، هي ما دل عليه " أن تقوموا لله " وهو القيام من مجلس رسول الله
صلى الله عليه وآله ، أو الانتصاب في الامر خالصا لوجه الله تعالى معرضا عن المراء
والتقليد " مثنى وفرادى " متفرقين اثنين اثنين ، أو واحدا واحدا ، فإن الازدحام
يشوش الخاطر ويخلط القول " ثم تتفكروا " في أمر محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به لتعلموا
حقيقته " ما بصاحبكم من جنة " فتعلموا ما به من جنون يحمله على ذلك ، أو استيناف
على أن ما عرفوا من رجاحة عقله(3)كاف في ترجيح صدقه ، فإنه لا يدعه أن
يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من غير تحقق ووثوق ببرهان ، فيفتضح
على رؤوس الاشهاد ، ويسلم ويلقى نفسه إلى الهلاك ، كيف وقد انضم إليه معجزات
كثيرة ؟
وقيل : " ما " استفهامية ، والمعنى ثم تتفكروا أي شئ به من آثار الجنون(3)
انتهى .
وأما التأويل الوارد في تلك الاخبار فهي من متشابهات التأويلات التي لا
يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، والمراد بالواحدة الخصلة الواحدة ، أو الطريقة
الواحدة للرد على من نسب إليه صلى الله عليه وآله أنه يأتي كل يوم بأمر غريب ، موهما أن
الامور التي يأتي بها متخالفة ، وقوله : " أن تقوموا " بدل من الواحدة ، ولعل
قوله : " مثنى وفرادى " منصوبان بنزع الخافض ، أي تقوموا للاتيان بما هو مثنى
(1)اصول الكافى 1 : 420 .
(2)في المصدر : او استئناف منه لهم ان ما عرفوا من رجاحة كمال عقله .
(3)انوار التنزيل 2 : 294 .(*)