بحار الأنوار ج45

واقتله ، فلم يلبث أن جاء ومعه رأسه فقال حفص : إنالله وأنا إليه راجعون ، فقال
له : أتعرف هذا الرأس ؟ قال : نعم ، ولاخير في العيش بعده ، فقال : إنك لاتعيش
بعده ، فقال : وأمر بقتله وقال المختار : عمربالحسين ، وحفص بعلي بن الحسين
ولاسواء ، والله لاقتلن سبعين ألفا كماقتل بيحيى بن زكريا عليه السلام وقيل : إنه
قال : لوقتلت ثلاثة أرباع قريش لما وفوا بأنملة من أنامل الحسين عليه السلام
وكان محمد ابن الحنفية يعتب على المختار لمجالسة عمربن سعد وتأخير قتله
فحمل الرأسين إلى مكة مع مسافربن سعد الهمداني وظبيان بن عمارة التميمي
فبينا محمد ابن الحنفية جالسا في نفر من الشيعة ، وهويعتب على المختار ، فماتم كلامه
إلا والرأسان عنده فخر ساجدا ، وبسط كفيه ، وقال : اللهم لاتنس هذا اليوم
للمختار ! وأجزه عن أهل بيت نبيك محمد خير الجزاء ، فوالله ماعلى المختار بعدهذا
من عتب
فلما قضى المختار من أعداء الله وطره وحاجته ، وبلغ فيهم امنيته ، قال :
لم يبق على أعظم من عبيدالله بن زياد ، فأحضر إبراهيم بن الاشتر وأمره بالمسير
إلى عبيدالله ، فقال : إني خارج ولكني أكره خروج عبيدالله بن الحرمعي وأخاف
أن يغدربي وقت الحاجة ، فقال له : أحسن إليه واملا عينه بالمال ، وأخاف إن
أمرته بالقعود عنك فلايطيب له ، فخرج إبراهيم من الكوفة ومعه عشرة آلاف
فارس ، وخرج المختار في تشييعه وقال : اللهم انصر من صبر ، واخذل من كفر
ومن عصى وفجر ، وبايع وغدر ، وعلاوتجبر ، فصار إلى سقر ، لاتبقي ولاتذر ، ليذوق
العذاب الاكبر ، ثم رجع ومضى إبراهيم وهويرتجز ويقول :
أنا وحق المرسلات عرفا حقا وحق العاصفات عصفا
لنعسفن من بغانا عسفا حتى يسوم القوم منا خسفا
زحفا إليهم لانمل الرجفا حتى نلاقي بعد صف صفا
وبعد ألف قاسطين ألفا نكشفهم لدى الهياج كشفا
فسار إلى المدائن فأقام بها ثلاثا ، وسار إلى تكريت ، فنزلها ، وأمر بجباية

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه