بحار الأنوار ج75

43 - وقال عليه السلام : الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك
حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، إن على كل حق نورا ، وما
خالف كتاب الله فدعوه ، إن أسرع الخير ثوابا البر ، وإن أسرع الشر عقوبة
البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير الناس بما
لا ينفيه عن نفسه ، أو يتكلم بكلام لا يعنيه .
44 - وقال عليه السلام : من عمل بما يعلم علمه الله مالم يعلم .
45 - واجتمع عنده جماعة من بني هاشم وغيرهم فقال لهم : اتقوا الله شيعة آل محمد
وكونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي ، قالوا له :
وما الغالي ؟ قال الذي يقول فينا مالا نقوله في أنفسنا ، قالوا : وما التالي ؟ قال :
الذي يطلب الخير فيزيد به خيرا ، إنه والله ما بيننا وبين الله من قرابة ، ولا لنا
عليه حجة ، ولا يتقرب إلى الله إلا بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا لله يعمل بطاعته
نفعته ولايتنا أهل البيت ، ومن كان منكم عاصيا لله يعمل بمعاصيه لم تنفعه ولايتنا ،
ويحكم لا تغتروا .
46 - وقال لبعض شيعته وقد أراد سفرا فقال له : أوصني فقال : لا تسيرن
سيرا وأنت خاف ، ولا تنزلن عن دابتك ليلا إلا ورجلاك في خف ، ولا تبولن
في نفق ، ولا تذوقن بقلة ولا تشمها حتى تعلم ما هي ، ولا تشرب من سقاء حتى
تعرف ما فيه ، ولا تسيرن إلا مع من تعرف ، واحذر من لا تعرف .
47 - وقيل له عليه السلام : من أعظم الناس قدرا فقال : من لا يبالي في يد من كانت
الدنيا .
48 - وقال عليه السلام تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة وطلبه عبادة ، ومذاكرته
تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعلمه صدقة ، وبذله لاهله قربة ، والعلم ثمار
الجنة ، وانس في الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ورفيق في الخلوة ، ودليل على
السراء ، وغون على الضراء ، ودين عند الاخلاء ، وسلاح عند الاعداء ، يرفع
الله به قوما فيجعلهم في الخير سادة ، وللناس أئمة ، يقتدى بفعالهم ، ويقتص

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه