بحار الأنوار ج36

وأن عليا إمام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم
أنت ، فقال : رحمك الله ، ثم قال : اتقوا الله عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة و
وعفة البطن والفرج(1).
15 - نص : علي بن الحسين ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن
الحميري ، عن عمر بن علي العبدي ، عن داود بن كثير الرقي ، عن يونس بن ظبيان
قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت : يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك
وأصحابه وعنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت بعضهم يقول : إن لله وجها كالوجوه و
بعضهم يقول : له يدان ! واحتجوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى : " بيدي استكبرت(2)"
وبعضهم يقول : هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة ! فما عندك في هذا يا ابن رسول الله ؟ قال :
وكان متكئا فاستوى جالسا وقال : اللهم عفوك عفوك ، ثم قال : يا يونس من زعم أن لله
وجها كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله ولا
تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين ، فوجه الله
أنبياؤه وأولياؤه وقوله : " خلقت بيدي استكبرت " فاليد القدرة كقوله : تعالى " وأيدكم
بنصره(3)" فمن زعم أن الله في شئ أو على شئ أو يحول من شئ إلى شئ أو يخلو منه
شئ أو يشغل به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كل شئ ، لا يقاس بالقياس
ولا يشبه بالناس ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، قريب في بعده بعيد في قربه ، ذلك
الله ربنا لا إله غيره ، فمن أراد الله وأحبه ووصفه بهذه الصفة(4)فهو من الموحدين ، و
من أحبه ووصفه بغير هذه الصفة فالله منه برئ ونحن منه برآء .
ثم قال عليه السلام : إن اولي الالباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله
فإن حب الله إذا ورثه القلب واستضاء به أسرع إليه اللطف ، فإذا نزل منزلةاللطف(5)صار من


(1)رجال الكشى : 263 .
(2)سورة ص : 75 .
(3)سورة الانفال : 26 .
(4)في المصدر و(د)فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة .
(5)في المصدر : فان حب الله اذا ورثه القلب واستضاء به وأسرع اليه اللطف ، فاذا نزل
اللطف اه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه