بحار الأنوار ج50

وفتح الكيس الاخر وكان فيه أربع مائة دينار ، فأمر أن يضم إلى البدرة
بدرة اخرى وقال لي : احمل ذلك إلى أبي الحسن واردد عليه السيف والكيس بما
فيه ، فحملت ذلك إليه واستحييت منه ، وقلت : ياسيدي عز علي بدخول دارك
بغير إذنك ، ولكني مأموربه ، فقال لي " سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "(1)
يج : عن إبراهيم بن محمد مثله .
دعوات الراوندى : مرسلا مثله .
بيان : قوله " كسب الغنم " الكسب بالضم عصارة الدهن ، ولعل المراد
هنا ما يشبهها مما يتلبد من السرقين تحت أرجل الشاة " والدوف " الخلط والبل
بماء ونحوه ، قوله " واستقل " في ربيع الشيعة استبل أي حسنت حاله بعد الهزال
قوله : عز علي أي اشتد على .
11 - شا : كان سبب شخوص أبي الحسن عليه السلام من المدينة إلى سر من رأى
أن عبدالله بن محمد كان يتولى الحرب والصلاة في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فسعى بأبي
الحسن إلى المتوكل ، وكان يقصده بالاذى ، وبلغ أبا الحسن عليه السلام سعايته به
فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبدالله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به ، فتقدم
المتوكل بإ جابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل
والقول فخرجت نسخة الكتاب وهي :
" بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ، فان أمير المؤمنين عارف بقدرك راع
لقرابتك ، موجب لحقك ، مؤثر من الامور فيك وفي أهل بيتك ، ما يصلح الله به
حالك وحالهم ، يثبت به منعزك وعزهم ويدخل الامن عليك وعليهم
يبتغي بذلك رضا ربه ، وأداء ما فرض عليه فيك وفيهم .
فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبدالله بن محمد عما كان يتولى من الحرب و
الصلاة بمدينة الرسول ، اذ كان على ماذكرت من جهالته بحقك ، واستخفافه
بقدرك ، وعند ماقرفك به ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير المؤمنين براء‌تك


(1)الارشاد ص 309 و 310 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه