بحار الأنوار ج54

2 - ومنه : فيما سأل يزيد بن سلام النبي صلى الله عليه وآله سأله عن الدنيا لم سميت الدنيا ؟ قال : لان الدنيا دنية خلقت من دون الآخرة ، ولو خلقت مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة . قال : فأخبرني لم سميت الآخرة آخرة ؟ قال : لانها متأخرة تجئ من بعد الدنيا ، لا توصف سنينها ، ولا تحصى أيامها ، ولا يموت سكانها(1)(الخبر). بيان : قوله في الخبر الاول(لانها أدنى من كل شئ)أي أقرب بحسب المكان أو بحسب الزمان ، أو أخس وأرذل على وفق الخبر الثاني . وقوله(لان فيها الجزاء)لعله بيان لملزوم العلة ، أي لما كان فيها الجزاء ، والجزاء متأخر عن العمل ، فلذا جعلت بعد الدنيا وسميت بذلك . قال الله عزوجل(يأخذون عرض هذا الادنى(2)يعني الدنيا من الدنو بمعنى القرب ، وقال سبحانه(ولنذيقنهم من العذاب الادنى(3))وبالجملة الادنى والدنيا يصرفان على وجوه ، فتارة يعبر به عن الاقل فيقابل بالاكثر والاكبر ، وتارة عن الارذل والاحقر فيقابل بالاعلى والافضل ، وتارة عن الاقرب فيقابل بالاقصى ، وتارة عن الاولى فيقابل بالآخرة وبجميع ذلك ورد التنزيل على بعض الوجوه . وقال الجزري : الدنيا اسم لهذه الحياة لبعد الآخرة عنها .


(1)علل الشرائع ج 2 ، ص 156 .(2)الاعراف : 169 .(3)الرعد : 21(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه