بحار الأنوار ج47

لا والله لا يملك أكثر من حيطان المدينة ، ولا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل
يعني إذا أجهد نفسه وما للامر من بد أن يقع فاتق الله وارحم نفسك وبني
أبيك ، فوالله إني لاراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النسآء
والله إنه المقتول بسدة أجشع بين دورها ، والله لكأني به صريعا مسلوبا بزته ، بين
رجليه لبنة ، ولا ينفع هذا الغلام ما يسمع ، قال موسى بن عبدالله : يعنيني وليخرجن
معه فينهزم ويقتل صاحبه ، ثم يمضي فيخرج معه راية اخرى فيقتل كبشها ويتفرق
جيشها ، فان أطاعني فليطلب الامان عند ذلك من بني العباس حتى يأتيه الله
بالفرج ، ولقد علمت بأن هذا الامر لايتم ، وإنك لتعلم ونعلم أن ابنك ، الاحول
الاخضر الاكشف المقتول بسدة أشجع ، بين دورها عند بطن مسيلها .
فقام أبي وهو يقول : بل يغني الله عنك ولتعودن أوليفئ الله بك وبغيرك ، وما
أردت بهذا إلا امتناع غيرك وأن تكون ذريعتهم إلى ذاك ، فقال أبوعبدالله عليه السلام :
الله يعلم ما اريد إلا نصحك ورشدك ، وما علي إلا الجهد ، فقام أبي يجر ثوبه مغضبا
فلحقه أبوعبدالله عليه السلام فقال له : اخبرك إني سمعت عمك وهو خالك يذكر أنك
وبني أبيك ستقتلون ، فإن أطعتني ورأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل ، ووالله

الذي لاإله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه
لوددت أني فديتك بولدي وبأحبهم إلي ، وبأحب أهل بيتى إلي ، ما يعدلك
عندي شئ ، فلاترى أني غششتك ، فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا .
قال : فما أقمنا بعد ذلك إلا قليلا عشرين ليلة أو نحوها ، حتى قدمت رسل
أبي جعفر فأخذوا أبي وعمومتي سليمان بن حسن ، وحسن بن حسن ، وإبراهيم بن
حسن ، وداود بن حسن ، وعلي بن حسن ، وسليمان بن داود بن حسن ، وعلي بن


(1)وهو من قصيدة تقرب من خمسين بيتا قالها يهجوبها جريرا ، ويفتخر فيها على قيس ،
اولها .
كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا
وهى مثبتة في ديوانه ص 41 51 طبع بيروت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه