بحار الأنوار ج42

أن أول من يلي الامر من بني هاشم يكون(1)امه حارثية ؟ وبأي طريق عرف
بنو هاشم أن الامر سيصير إليهم ويملكه عبيد أولادهم حتى عرفوا(أولادهم)صاحب
الامر منهم كما قد جاء في هذا الخبر ؟ فقال : أصل هذا كله محمد بن الحنفية ، ثم
ابنه عبدالله المكنى أبا هاشم ، قلت له : أفكان محمدبن الحنفية مخصوصا من أميرالمؤمنين
بعلم يستأثر به على أخويه حسن وحسين عليهما السلام ؟ قال : لا ولكنهما كتما وأذاع .
ثم قال : قد صحت الرواية عندنا عن أسلافنا وعن غيرهم من أرباب الحديث أن
عليا عليه السلام لما قبض أنى محمد ابنه أخويه حسنا وحسينا فقال لهما : أعطياني ميراثي
من أبي ، فقالا له : قد علمت أن أباك لم يترك صفراء ولا بيضاء ، فقال : قد علمت
ذلك وليس ميراث المال أطلب ، إنما أطلب ميراث العلم ، أبوجعفر :(2)فروى
أبان بن عثمان عمن روى له ذلك عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : فدفعا إليه صحيفة لو
أطلعاه على أكثر منها لهلك ، فيها ذكر دولة بني العباس .
قال أبوجعفر : وقد روى أبوالحسن علي بن محمد النوفلي قال : حدثني عيسى
بن علي بن عبدالله بن العباس قال : لما أردنا الهرب من مروان بن محمد لما قبض
على إبراهيم الامام جعلنا نسخة الصحيفة التي دفعها أبوهاشم بن محمد بن الحنفية
إلى محمد بن علي بن عبدالله بن العباس - وهي التي كان آباؤنا يسمونها صحيفة الدولة -
في صندوق من نحاس صغير ، ثم دفناه تحت زيتونات بالشراة(3)لم يكن بالشراة
من الزيتون غيرهن ، فلما افضي السلطان إلينا وملكنا الامر أرسلنا إلى ذلك
الموضع ، فبحث وحفر فلم يوجد شئ ، فأمرنا بحفر جريب من الارض في ذلك
الموضع ، حتى بلغ الحفر الماء ولم نجد شيئا .


(1)في المصدر : تكون .
(2)كذا في النسخ . والصحيح كما في المصدر : قال ابوجعفر .
(3)الشراة صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، من بعض نواحيه
القرية المعروفة بالحميمة التى كان يسكنها ولد على بن عبدالله بن عباس في ايام بنى مروان . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه