بحار الأنوار ج14

فأتى الوحي إلى ولي صالح بموضع ذلك البئر وفيها الذهب والفضة ، فانطلق فأخذه
ففضه(1)على أصحابه بالسوية على الصغير والكبير .
وأما الذين ذكرهم الله في كتابه فهم قوم كان لهم نهر يدعى الرس ، وكان فيهم أنبياء
كثيرة ، فسأله رجل : وأين الرس ؟ فقال : هو نهر بمنقطع آذربيجان ، وهو بين حد
ارمينية(2)وآذربيجان ، وكانوا يعبدون الصلبان ،(3)فبعث الله إليهم ثلاثين نبيا في مشهد
واحد فقتلوهم جميعا ، فبعث الله إليهم نبيا وبعث معه وليا فجاهدهم ، وبعث الله ميكائيل في
أوان وقوع الحب والزرع ، فأنضب ماء‌هم(4)فلم يدع عينا ولا نهرا ولا ماء لهم إلا أيبسه
وأمر ملك الموت فأمات مواشيهم ، وأمر الله الارض فابتلعت ما كان لهم من تبرأ وفضة أو آنية
فهو لقائمنا عليه السلام إذا قام ، فماتوا كلهم جوعا وعطشا ، فلم يبق منهم باقية ، وبقي منهم
قوم مخلصون فدعوا الله أن ينجيهم بزرع وماشية وماء ، ويجعله قليلا لئلا يطغوا ، فأجابهم
الله إلى ذلك لما علم من صدق نياتهم ، ثم عاد القوم إلى منازلهم فوجدوها قد صارت
أعلاها أسفلها ، وأطلق الله لهم نهرهم ، وزادهم فيه عليه ما سألوا ، فقاموا على الظاهر و
الباطن في طاعة الله حتى مضى أولئك القوم وحدث بعد ذلك نسل أطاعوا الله في الظاهر و
نافقوه في الباطن ، وعصوا بأشياء شتى فبعث الله من أسرع فيهم القتل ، فبقيت شرذمة منهم
فسلط الله عليهم الطاعون فلم يبق منهم أحدا ، وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لايسكنها
أحد ، ثم أتى الله تعالى بقوم بعد ذلك فنزلوها وكانوا صالحين ، ثم أحدث قوم منهم فاحشة
واشتغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء فسلط الله عليهم صاعقة فلم يبق منهم باقية .(5)
بيان : قوله :(بموضع ذلك البئر)يظهر منه أنهم كانوا دفنوا أموالهم في بئر و
سيظهر مما سننقل من رواية الثعلبي أن فيه تصحيفا .


(1)اي ففرقه .
(2)بكسر اوله وبفتح ، وتخفيف الياء الاخيرة وقد يشدد : اسم لصقع عظيم واسع في جهة
شمال ايران .
(3)هكذا في النسخ ، وهو جمع الصليب . وفي العرائس كما يأتي بعد ذلك : يعبدون النيران .
(4)هكذا في النسخ ، وفي العرائس كما يأتي " فانصب " راجعه .
(5)قصص الانبياء مخطوط .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه