بحار الأنوار ج67

ونحن له مخلصون (1)أي في الايمان والطاعة لانشرك به شركا جليا
ولا خفيا .
لله (2)أي لوجه الله خالصا ويدل على وجوب نية القربة فيهما من
يشري (3)أي يبيع نفسه ببذلها ابتغاء مرضاة الله أي طلبا لرضاه سبحانه ، ويدل
على أن طلب الرضا أيضا أحد وجوه القربة وروت العامة والخاصة(4)بأسانيد
جمة أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام حين بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وفي
تفسير الامام عليه السلام ومن الناس من يشري نفسه يبعيها ابتغاء مرضات الله فيعمل
بطاعته ويأمر الناس بها ، ويصبر على مايلحقه من الاذى فيها يكون كمن باع نفسه
وسلمها وتسلم مرضاة الله عوضا منها فلا يبالي ماحل بها بعد أن يحصل لها رضا ربها
والله رؤف بالعباد كلهم أما الطالبون لرضا ربهم فيبلغهم أقصى أمانيهم ، ويزيدهم
عليها مالم تبلغه آمالهم ، وأما الفاجرون في دينه فيتأناهم ويرفق بهم يدعوهم إلى
طاعته ولا يقطع ممن علم أنه سيتوب عنه ذنبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته(5).
وقوموا لله (6)يدل على وجوب نية القربة في القيام للصلاة بل فيها .
مثل الذين ينفقون (7)أي يخرجون أموالهم في وجوه البر ابتغاء
مرضاة الله أي لطلب رضاه فيدل(على)اشتراط ترتب الثواب على الصدقات وسائر
الخيرات بالقربة .
فقل أسلمت وجهى لله (8)أي أخلصت نفسي وجملتي له لا اشرك فيها
غيره ، قيل : عبر عن النفس بالوجه لانه أشرف الاعضاء الظاهرة ، ومظهر القوى


(1)البقرة : 139 .
(2)يعنى الحج والعمرة في قوله تعالى : وأتموا الحج والعمرة لله .
(3)البقرة : 207 .
(4)راجع ج 19 ص 55 باب الهجرة ومباديها ، وهكذا ج 36 ص 40 51 .
(5)تفسير الامام ص 284 .(6)البقرة : 238 .
(7)البقرة : 265 .
(8)آل عمران : 20 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه