بحار الأنوار ج62

بدنا أو ريشا أو شعرا حتى يصير المكان عفنا .
قال الجاحظ : وربما كان الانسان قمل الطباع وإن تنظف وتعطر وبدل
الثياب ، قال : ومن طبعه أنه يكون في شعر الرأس في الاحمر أحمر ، وفي الاسود الاسود
وفي الابيض أبيض ، ومتى تغير الشعر تغير إلى لونه ، وهو من الحيوان الذي اناثه
أكبر من ذكوره ، ويقال : ذكوره الصيبان ، وقيل : الصيبان بيضه(1).
وقال : عنقاء مغرب(2)قال بعضهم : هو طائر غريب يبيض بيضا كالجبال وتبعد
في طيرانها ، وقيل : سميت بذلك لانه كان في عنقها بياض كالطوق ، وقيل : هو طائر
يكون عند مغرب الشمس ، وقال القزويني : إنها أعظم الطيرجثة وأكبرها خلقة
تختطف الفيل كما تختطف الحدأة الفأرة : وكانت في قديم الزمان بين الناس فتأذوا
منها إلى أن سلب يوما عروسا بحليها فدعا عليها حنظلة النبي فذهب الله بها إلى
بعض جزائر البحر المحيط وراء خط الاستواء وهي جزيرة لا يصل إليه الناس ، وفيها
حيوان كثير كالفيل والكركدن والجاموس والببر والسماع(3)وجوارح الطير ، وعند
طيران عنقاء مغرب يسمع لاجنحتها دوي كدوي الرعد العاصف(4)والسيل ، وتعيش
ألفي سنة وتتزاوج إذا مضى لها خمسمائة سنة ، فاذا كان وقت بيضها ظهربها ألم شديد
ثم أطال في وصفها .
وذكر أرسطاطاليس في النعوت أن العنقاء قد تصاد فيصنع من مخاليبها أقداح

عظام للشرب ، قال : وكيفية صيدها أنهم يوقفون ثورين ويجعلون بينهما عجلة و
يثقلونها بالحجارة العظام ويتخذون بين يدي العجلة بيتا يختبأ فيه رجل معه نار فتنزل
العنقاء على الثورين لتخطفهما فاذا نشبت أظفارها في الثورين أو أحدهما لم تقدر على
اقتلاعهما لما عليهما من الحجارة الثقيلة ولم تقدر على الاستقلال لتخلص بمخاليبها(5)


(1)حياة الحيوان 2 : 183 .
(2)في المصدر : عنقاء مغرب ومغربة من الالفاظ الدالة على غير معنى .
(3)في المصدر : والبقر وسائر انواع السباع .
(4)في المصدر : كدوى الرعد القاصف .
(5)في المصدر : لتخلص مخالبها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه