بحار الأنوار ج3

ولا ترجع إليه منفعة ، ولا تناله مضرة ، مستحق للوصف بذلك بأنه أبقى الباقين ، وأكمل
الكاملين ، فاعل لا يشغله شئ عن شئ ، ولا يعجز شئ ، ولا يفوته شئ ، مستحق للوصف
بذلك بأنه إله الاولين والآخرين ، وأحسن الخالقين ، وأسرع الحاسبين ، غني لا يكون
له قلة ، مستغن لا يكون له حاجة ، عدل لا تلحقه مذمة ، ولاترجع إليه منقصة ، حكيم
لا يقع منه سفاهة ، رحيم لا يكون له رقة ويكون في رحمته سعة ، حليم لا يلحقه موجدة ،(1)
ولا يقع منه عجلة ، مستحق للوصف بذلك بأنه أعدل العادلين ، وأحكم الحاكمين ،
وأسرع الحاسبين ، وذلك لان أول الاولين لا يكون إلا وحدا ، وكذلك أقدر القادرين ،
وأعلم العالمين ، وأحكم الحاكمين ، وأحسن الخالقين ، وكل ما جاء على هذا الوزن ، فصح
بذلك ما قلناه ، وبالله التوفيق ومنه العصمة والتسديد .

(باب 7) (عبادة الاصنام والكواكب والاشجار والنيرين وعلة حدوثها

وعقاب من عبدها أو قرب اليها قربانا)

الايات ، الانعام : قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا 71
الاعراف : أيشركون مالا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا
أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم
صامتون * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن
كنتم صادقين * ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها
أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركائكم ثم كيدون فلا تنظرون * إن وليي الله الذي
نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا
أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا
يبصرون 191 - 198
يونس : ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله
قال أتنبؤن الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون 18


(1)الموجدة بفتح الميم وسكون الواو : الغضب .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه