سكك الكوفة يريد ضربي ، ورموني بكل بهتان حتى بلغ ذلك أبا عبدالله عليه السلام ،
فلما رجعت إليه في السنة الثانية كان أول ما استقبلني به بعد تسليمه علي أن قال ،
يا مفضل ما هذا الذي بلغني أن هؤلاء يقولون لك وفيك ؟ قلت : وما علي من
قولهم ، قال : أجل بل ذلك عليهم ، أيغضبون بؤس لهم ، إنك قلت : إن أصحابك
قليل . لا والله ماهم لنا شيعة ولو كانوا لنا شيعة ما غضبوا من قولك وما اشمأزوا
منه ، لقد وصف الله شيعتنا بغير ماهم عليه ، وما شيعة جعفر إلا من كف لسانه وعمل
لخالقه ورجا سيده وخاف الله حق خيفته ، ويحهم أفيهم من قد صار كالحنايا من
كثرة الصلاة ؟ أو قد صار كالتائه من شدة الخوف ، أو كالضرير من الخشوع ، أو
كالضني من الصيام ، أو كالاخرس من طول الصمت والسكوت ، أو هل فيهم من قد
أدأب ليله من طول القيام وأدأب نهاره من الصيام ، أو منع نفسه لذات الدنيا ونعيمها
خوفا من الله وشوقا إلينا - أهل البيت - أنى يكونون لنا شيعة وإنهم ليخاصمون
عدونا فينا حتى يزيدوهم عداوة وانهم ليهرون هرير الكلب ويطمعون طمع الغراب ،
أما إني لولا أنني أتخوف عليهم أن اغريهم بك لامرتك أن تدخل بيتك وتغلق
بابك ثم لا تنظر إليهم ما بقيت ولكن إن جاؤوك فاقبل منهم ، فإن الله قد جعلهم
حجة على أنفسهم واحتج بهم على غيرهم .
لا تغرنكم الدنيا وما ترون فيها من نعيمها وزهرتها وبهجتها وملكها فإنها
لا تصلح لكم ، فوالله ما صلحت لاهلها .
 |
32 . (باب) (قصة بلوهر ويوذاسف) |
 |
1 - ك(1)عن أبي علي أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي العسكري(2)
قال : حدثنا محمد بن زكريا أن ملكا من ملوك الهند كان كثير الجند ، واسع المملكة ،
(1)كمال الدين ص 317 مع اختلاف فيه .(2)هو أحد مشايخ أبى على القطان .