بحار الأنوار ج64

" وبالدنيا تحرز الآخرة " : أي تحاز وتجمع سعاداتهما ، فان الدنيا مضمار
الآخرة ، ومحل الاستعداد ، واكتساب الزاد ليوم المعاد ، أو المراد بالدنيا :
الاموال ونحوها : أي يمكن للانسان أن يصرف ما أعطاه الله من المال ونحوه
على وجه يكتسب به الآخرة ، والزلفة والزلفى بالضم فيهما : القربة ، وأبرزه
الشئ إبرازا وبرزه تبريزا : أي أظهره وكشفه .
والغاوى : العامل بما يوجب الخيبة أي بالقيامة أو فيها يقرب الجنة للمتقين
ليدخلوها أو ليستبشروا بها ، ويكشف الغطاء عن الجحيم للضالين كما قال سبحانه :
" وازلفت الجنة للمتقين ، وبرزت الجحيم للغاوين(1)" قيل : وفي اختلاف
الفعلين دلالة على غلبة الوعد ، والقصر بالفتح : الغاية ، كالقصارى بالضم وقصرت
الشئ : حبسته وقصرت فلانا على كذا : رددته على شئ دون ما أراد . كذا في
العين : إى لا محبس للخلق أو لاغاية لهم دون القيامة أو لا مرد لهم غنها .
وأرقل : أي أسرع ، والمضمار : موضع تضمير الفرس ومدته ، وهو أن تعلفه
حتى يسمن . ثم ترده إلى القوت ، وفسر المضمار بالميدان وهو أنسب بالمقام .
27 - نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها شتاء ولا قيظا ، قيل :
يا رسول الله وماهي ؟ قال : النخلة .
بيان : القيظ : صميم الصيف من طلوع الثريا إلى طلوع سهيل .
28 - ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن أحمد بن محمد العلوي ، عن جده
الحسين ، عن أبيه إسحاق بن جعفر ، عن أخيه الكاظم ، عن آبائه عليهم السلام عن النبي
صلى الله عليه وآله قال : يعير الله عزوجل عبدا من عباده يوم القيامة ، فيقول :
عبدي ! ما منعك إذ مرضت أن تعودني ؟ فيقول : سبحانك سبحانك أنت رب العباد
لا تألم ولا تمرض ، فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده ، وعزتي وجلالي
لو عدته لو جدتني عنده ، ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك وذلك من كرامة عبدي


(1)الشعراء : 90 و 91 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه