بحار الأنوار ج85

فأنصت له أمير المؤمنين عليه السلام .
وعن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : الرجل يقرء
القرآن أيجب على من سمعه الانصات له والاستماع ؟ قال : نعم إذا قرئ عندك القرآن
وجب عليك الانصات والاستماع .
وقال الجبائي : إنها نزلت في ابتداء التبليغ ليعلموا ويتفهموا ، وقال أحمد بن
حنبل : اجتمعت الامة على أنها نزلت في الصلاة . " لعلكم ترحمون " أي لترحموا بذلك
وباعتباركم به واتعاظكم بمواعظه .
وقال - ره - : في الآية الثانية(1)فيه أقوال إلى أن قال : وخامسها : علمنا
المستقدمين إلى الصف الاول في الصلاة ، والمتأخرين عنه ، فانه كان يتقدم بعضهم
إلى الصف الاول ليدرك أفضليته ، وكان يتأخر بعضهم ينظر إلى أعجاز النساء فنزلت
الآية فيهم عن ابن عباس .
وسادسها أن النبي صلى الله عليه وآله حث الناس على الصف الاول في الصلاة ، وقال
" خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها "
وقال النبي صلى الله عليه وآله : " إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم " فازدحم الناس ، و
كانت دور بني عذرة بعيدة من المسجد ، فقالوا لنبيعن دورنا ولنشترين دورا قريبة
من المسجد حتى ندرك الصف المتقدم فنزلت هذه الآية عن الربيع بن أنس .
فعلى هذا يكون المعنى أنا نجازي الناس على نياتهم " وإن ربك هو يحشرهم "
أي يجمعهم يوم القيامة ويبعثهم للمجازات والمحاسبة " إنه حكيم " في أفعاله " عليم "
بما يستحق كل منهم .
1 - الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن
الحسن بن علي بن يقطين ، عن عمرو بن إبراهيم ، عن خلف بن حماد ، عن رجل
من أصحابنا نسي الحسن بن علي اسمه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ثلاثة لا يصلى


(1)مجمع البيان ج 6 ص 334 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه