بحار الأنوار ج17

في صحراء لا يرى طرفاها ، ثم يقول بيده هكذا(1)، ويقول : أطلعي ياأيتها المودعات لمحمد
وأنصاره ما أودعكها الله من الاشجار والاثمار(2)وأنواع الزهر والنبات ، فتطلع من
الاشجار الباسقة والرياحين المونقة والخضرات النزهة ما يتمتع به القلوب والابصار ، و
يتجلى(3)به الهموم والافكار ، ويعلمون أنه ليس لاحد من ملوك الارض مثل صحرائهم
على ما تشتمل عليه من عجائب أشجارها ، وتهدل أثمارها(4)، واطراد أنهارها ، وغضارة
رياحينها ، وحسن نباتها ، ومحمد هو الذي لما جاء‌ه رسول أبي جهل يتهدده ويقول : يامحمد
إن الخيوط التي في رأسك هي التي ضيقت عليك مكة ، ورمت بك إلى يثرب . وإنها
لا تزال بك حتى تنفرك(5)وتحثك على ما يفسدك ويتلفك(6)إلى أن تفسدها على أهلها ، و
تصليهم حر نار(7)تعديك طورك ، وما أرى ذلك إلا وسيؤول إلى أن تثور عليك قريش ثورة
رجل واحد لقصد آثارك(8)، ودفع ضررك وبلائك ، فتلقاهم بسفهائك المغترين بك ، و
يساعد(9)على ذلك من هو كافر بك مبغض لك ، فيلجئه إلى مساعدتك ومظاهرتك خوفه لان
يهلك بهلاكك ، ويعطب عياله بعطبك ، يفتقر هو ومن يليه بفقرك ، وبفقر متبعيك(10)إذ
يعتقدون أن أعدائك إذا قهروك ودخلوا ديارهم عنوة لم يفرقوا بين من والاك وعاداك ، و
اصطلموهم باصطلامهم لك وأتوا على عيالهم وأموالهم بالسبي والنهب ، كما يأتون على عيالك
وأموالك ، وقد أعذر من أنذر(11)وبالغ من أوضح ، اديت هذه الرسالة إلى محمد وهو بظاهر


(1)بيده هكذا وبيده هكذا خ ل .
(2)الثمار خ ل . وفى المصدر المخطوط : والانهار .
(3)وينجلى خ ل .
(4)ثمارها خ ل .
(5)وتنفرك خ ل .
(6)في المصدر المطبوع : وتبلغك . ولعله الاصح .
(7)في المصدر وتصليهم حرنا .
(8)دمارك خ ل صح .
(9)ويساعدهم خ ل .
(10)شيعتك خ ل .
(11)أى من حذرك ما يحل بك فقد أعذر إليك ، أى صار معذورا عندك .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه