بحار الأنوار ج89

ما استطعتم ، إنه النور المبين ، والشفاء النافع ، تعلموه فان الله يشرفكم بتعلمه
تعلموا سورة البقرة وآل عمران ، فان أخذهما بركة ، وتركهما حسرة ، ولا
يستطيعهما البطلة ، يعني السحرة ، وإنهما ليجيئان يوم القيامة كأنه غمامتان أو
عباء‌تان ، أو فرقان من طير صواف ، يحاجان عن صاحبهما ، ويحاجهما رب
العزة ، يقولان : يا رب الارباب ! إن عبدك هذا أقرأنا وأظمأنا نهاره ، وأسهرنا
ليله ، وأنصبنا بدنه .
فيقول الله عزوجل : يا أيها القرآن فكيف كان تسليمه لماأنزلته فيك من تفضيل
علي بن أبي طالب أخي محمد رسول الله ؟ يقولان : يا رب الارباب وإله الالهة ، والاه
ووالى وليه ، وعادى أعداء‌ه ، إذا قدر جهر ، وإذا عجز اتقى واستتر ، يقول الله
تعالى : فقد عمل إذا بكما أمرته ، وعظم من حقكما ما أعظمته ، يا علي أما
تستمع شهادة القرآن لوليك هذا ؟ فيقول علي : بلي يا رب ، فيقول الله : فاقترح
له ما تريد فيقترح له ما يريده علي عليه السلام من أماني هذا القادري أضعاف المضاعفات
مالا يعلمه إلا الله عزوجل ، فيقال : قد أعطيته ما اقترحت يا علي .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وإن والدي القاري ليتوجان بتاج الكرامة ، يضئ
نوره من مسيرة عشرة آلاف سنة ، ويكسيان حلة لا يقوم لاقل سلك منها مائة ألف
ضعف ما في الدنيا ، بما يشتمل عليه من خيراتها ، ثم يعطى هذا القاري الملك بيمينه
في كتاب ، والخلد بشماله في كتاب ، يقرأ من كتابه بيمينه : قد جعلت من أفاضل
ملوك الجنان ، ومن رفقاء محمد سيد الانبياء ، وعلي خير الاوصياء ، والائمة
بعدهما سادة الاتقياء ، ويقرأ من كتابه بشماله : قد أمنت الزوال والانتقال عن هذا
الملك واعذت من الموت والاسقام ، وكفيت الامراض والاعلال ، وجنبت حسد
الحاسدين ، وكيد الكائدين .
ثم يقال له : اقرأ وارق ، ومنزلك عند آخر آية تقرأها ، فاذا نظر والداه
إلى حليتهما وتاجيهما قالا : ربنا أنى لنا هذا الشرف ، ولم تبلغه أعمالنا ؟ فقال
لهما : إكرام الله عزوجل هذا لكما بتعليمكما ولد كما القرآن(1).


(1)تفسير الامام ص 28 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه