بحار الأنوار ج66

عمم الكلام حتى يدخل فيه العلماء الربانيون ، فالمراد به أنه علم فضلهم بالايات
الدالة على فضل العلماء كقوله تعالى :(إنما يخشى الله من عباده العلماء)(1)و
قوله عزوجل(هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)(2)وقوله سبحانه
(ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا)(3)إلى غير ذلك من الايات ، وقيل :
(به علموا)لاشتهارهم به عند الناس(وبهم قام الكتاب)أي بهم صارت أحكامه
قائمة في الخلق معمولا بها(وبه قاموا)أي ارتفعت منزلتهم ، ، وفازوا بالزلفى
بالعمل بما فيه ، أو ببركته انتظم الامر في معاشهم ، وقال بعض الشارحين :
أي قاموا بأوامره ونواهيه ، فلا يكون الباء مثلها في(بهم قام الكتاب)وقال
بعضهم :(بهم قام الكتاب)لانهم قرروا البراهين على صدقه وصحته(وبه قاموا)
أي باتباع أوامر الكتاب ، لانه لولا تأدبهم بآداب القرآن ، وامتثالهم أوامره
لما أغنى عنهم علمهم شيئا .
(ودون مايخافون)أي غير مايخافون من عذاب الاخرة ، والبعد من رحمة
الله ، وفي بعض النسخ(فوق ما يخافون).
قوله عليه السلام(أيها المعلل نفسه)أقول : بعض هذه الفقرات مذكورة في كلام
له عليه السلام ذكره حين سمع رجلا يذم الدنيا كما سيأتي وقال الجوهري : علله
بالشئ أي لهاه به كما يعلل الصبي بشئ من الطعام يتجزأ به عن اللبن ، يقال :
فلان يعلل نفسه بتعلة وتعلل به أي تلهى به وتجزء ، وقال : الركض تحريك
الرجل ، وركضت الفرس برجلي إذا استحثثته ليعدو ، ثم كثر حتى قيل : ركض
الفرس إذا عدا ، والحبائل جمع الحبالة وهي التي يصاد بها ، أي تركض لاخذ
ما وقع في الحبائل التي نصبتها في الدنيا ، كناية عن شدة الحرص في تحصيل متمنياتها
أو المعنى نصب لك الشيطان مصائد فيها ، ليصطادك بها ، وأن ت تركض إليها حتى


(1)فاطر : 28 .
(2)الزمر : 9 .
(3)البقرة : 269 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه