بحار الأنوار ج71

أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ فقلت : ما أعرف ذلك فينا
فقال أبوجعفر عليه السلام : فلا شئ إذا قلت : فالهلاك إذا ؟ فقال : إن القوم لم يعطوا
أحلامهم بعد(1).
بيان : قوله عليه السلام فلا شئ إذا أي فلا شئ من الايمان في أيديهم إذا ؟ أو ليس شئ
من آداب الايمان بينهم إذا ، وكأن السائل حمله على المعنى الاول ولذا قال : فالهلاك
إذا ؟ أي فالعذاب الاخروى ثابت لهم إذا ؟ فاعتذر عليه من قبل الشيعة أي
أكثرهم بأنهم لم يعطوا أحلامهم بعد أي لم يكمل عقولهم بعد ، ويختلف التكليف
باختلاف مراتب العقول كما مر إنما يداق الله العباد على قدر ما آتاهم من
العقول أو لم يتعلموا الاداب من الائمة عليهم السلام بعد ، فهم معذورون كما يشير إليه
الاخبار السابقة واللاحقة حيث لم يذكروا الحقوق أولا معتذرين بأنه يشكل عليكم
العمل بها فيومئ إلى أنهم معذورون في الجملة مع عدم العلم .
وقيل : هو تأديب للسائل ، حيث لم يفرق بين ما هو من الاداب ومكملات
الايمان ، وبانتفائه ينتفي كمال الايمان ، وبين ما هو من أركان الايمان أو فرائضه
وبانتفائه ينتفي الايمان أو يحصل استحقاق العذاب وهو بعيد ، وفي القاموس الحلم
بالكسر الاناة والعقل ، والجمع أحلام وحلوم ، ومنه أم تأمرهم أحلامهم(2)
52 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن الحسين بن الحسن ، عن محمد بن أورمة
رفعه عن معلى بن خنيس قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن حق المؤمن فقال سبعون
حقا لا اخبرك إلا بسبعة فاني عليك مشفق أخشى أن لا تحتمل ، فقلت : بلى إنشاء الله
فقال عليه السلام : لا تشبع ويجوع ، ولا تكتسي ويعرى ، وتكون دليله ، وقميصه الذي
يلبسه ، ولسانه الذى يتكلم به ، وتحب له ما تحب لنفسك ، وإن كانت لك جارية
بعثتها لتمهد فراشه ، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار ، فاذا فعلت ذلك وصلت


(1)الكافى ج 2 ص 173 .
(2)القاموس ج 4 : 98 ، والاية في الطور : 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه