بحار الأنوار ج41

عليه ثوبان ، فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : ياأمير المؤمنين
في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس ، إنه ليس من عبد إلا وله من الله
عزوجل حافظ وواقية ، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في
بئر ، فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شئ(1).
8 - نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لما أنزل الله سبحانه قوله : " ألم أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون(2)" علمت أن الفتنة لا تنزل بنا
ورسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرنا ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله
تعالى بها ؟ فقال : يا علي إن أمتي سيفتنون من بعدي ، فقلت : يا رسول الله
أوليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين واخرت(3)
عني الشهادة فشق ذلك علي فقلت لي : ابشر فإن الشهادة من ورائك ؟ فقال لي :
إن ذلك لذلك ، فكيف صبرك إذا ؟ فقلت : يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر
ولكن من مواطن البشرى والشكر(4).
9 - ن : المفسر باسناده إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم السلام قال : قيل
لامير المؤمنين عليه السلام : ما الاستعداد للموت ؟ قال : أداء الفرائض ، واجتناب المحارم
والاشتمال على المكارم ، ثم لا يبالي إن وقع على الموت أووقع الموت عليه ، والله ما
يبالي ابن أبي طالب إن وقع على الموت أووقع الموت عليه(5).


(1)اصول الكافى(الجزء الثانى من الطبعة الحديثة): 58 و 59 .
(2)سورة العنكبوت : 2 .
(3)في المصدر " وحيزت " أى منعت .
(4)نهج البلاغة(عبده ط مصر)1 : 303 و 304 .
(5)عيون الاخبار : 165 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه