بحار الأنوار ج13

وثلاثين ذراعا وثلث ذراع بذراع الملك ،(1)وكان عوج يحتجر(2)بالسحاب ويشرب ،
ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ثم يأكله ! .(3)
ويروى أنه أتى نوحا عليه السلام أيام الطوفان فقال له : احملني معك في سفينتك ، فقال
له : اذهب يا عدو الله فإني لم اومر بك ، وطبق الماء ما على الارض من جبل وما جاوز
ركبتي عوج ! وعاش عوج ثلاثة آلاف سنة حتى أهلكه الله تعالى على يد موسى عليه السلام ،
وكان لموسى عليه السلام عسكر فرسخ في فرسخ ، فجاء عوج حتى نظر إليهم ، ثم أتى الجبل
وقور منه صخرة على قدر العسكر ثم حملها ليطبقها عليهم ، فبعث الله تعالى إليه الهدهد ومعه
المسن - يعني منقاره -(4)حتى قور الصخرة فانتقبت(5)فوقعت في عنق عوج فطوقته
فصرعته ، فأقبل موسى عليه السلام وطوله عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع ونزا في السماء
عشرة أذرع فما أصاب إلا كعبه وهو مصروع بالارض فقتله .
قالوا : فأقبلت جماعة كثيرة ومعهم الخناجر فجهدوا حتى جزوا رأسه ، فلما قتل
وقع على نيل مصر فجسرهم سنة ، قالوا : وكانت امه عنق ويقال عناق إحدى بنات
آدم عليه السلام من صلبه ،(6)فلما لقيهم عوج وعلى رأسه حزمة حطب أخذ الاثني عشر وجعلهم
في حجزته وانطلق بهم إلى امرأته ، وقال : انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم


(1)المصدر خال عن(ثلث ذراع)والمذكور فيه هكذا : ثلاثة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة
وثلاثة وثلاثون ذراعا بالذراع الاول .
(2)في المصدر : يحتجز بالسحب ويشرب منه الماء . قال المصنف في الهامش : يحجر اما
بالمهملة قال في القاموس : احتجر به : التجأ واستعاذ ، أو بالمعجمة قال الجوهرى : احتجز الرجل
بازار : شده على وسطه ، أى كان السحاب في وسطه ، والاول أظهر .
(3)هذا وما بعده من أساطير العامة ولم يرد بطرقنا في ذلك شئ .
(4)قال الفيروز آبادى : سن السكين : أحده . وكل ما يسن به أو عليه مسن ، وقال : السنة
بالسكر الفأس : منه قدس سره .
(5)في المصدر : فبعث الله عليه الهدهد ومعه الطيور فجعلت تنقر بمناقيرها حتى قورت الصخرة و
انثقبت . قلت : قور الشئ : قطعه من وسطه خرقا مستديرا .
(6)توجد في المصدر المطبوع بمصر نقيصة من قوله : " فلما لقيهم " إلى قول موسى : عليه
السلام فيما يأتى " رب انى لا أملك " .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه