بحار الأنوار ج83

وهذا منه غريب(1).
وقال - ره - : الجهد بفتح أوله وقد يضم المشقة ، وجهد البلاء هي الحالة التي يتمنى الانسان معها الموت ، وقيل : هي كثرة العيال مع الفقر انتهى ، وفي النهاية
ومن المفتوح(أعوذلك من جهد البلاء)أي الحالة الشاقة انتهى وفي بعض الروايات
جهد البلاء هو أن يقدم الرجل فيضرب عنقه صبرا والاسير مادام في وثاق العدو ، و
الرجل يجد على بطن امرأته رجلا وفي بعضها ذهاب الدين وسيأتي في أبواب الدعاء
ولعل التعميم أولى ليشمل الجميع .
والوقر بالفتح ثقل السمع ، ويمكن أن يقرأ بالكسر وهو الحمل الثقيل ، وفي
النهاية(الداء العضال)هو المرض الذي يعجز الاطباء فلادواء له ، وغلبة الرجال أي
تسلطهم واستيلاؤهم هرجا ومرجا أو غلبة السلاطين والجبارين ، وقال النووي في شرح
صحيح مسلم : غلبة الرجال كأنه يريد به هيجان النفس من شدة الشبق وإضافته
إلى المفعول أي يغلبهم ذلك ، وقال الطيبي في شرح المشكوة : إما أن تكون إضافته
إلى الفاعل أي فهر الديان إياه ، وغلبتهم عليه بالتقاضي وليس له مايقضي دينه ، أو
إلى الفاعل ، بأن لايكون أحد يعاونه على قضاء دينونه من رجاله وأصحابه انتهى ،
وقيل : أراد به المفعولية بالابنة والاول أظهر .
والخيبة الحرمان ، والمنقلب مصدر ميمي بمعنى الانقلاب ، والمراد به الرجوع
إليه سبحانه عند الموت وفي القيامة ، ويمكن التعميم بحيث يشمل الانقلاب من الاسفار
وغيرها أيضا ، قال في النهاية في حديث دعاء السفر :(أعوذ بك من كآبة المنقلب)أي
الانقلاب من السفر والعود ألى الوطن ، يعني أنه يعود إلى بيته فيرى فيه مايحزنه ، والانقلاب الرجوع مطلقا انتهى ، والاول هنا أنسب(وسوء والمنظر)أي أعوذ بك أن
أنظر إلى شئ يسوء‌ني من المذكورات ، والسوء بالفتح مصدر ساء أي فعل به مايكره
وبالضم اسم للحاصل بالمصدر ويقال أنسان سوء بالاضافة وفتح السين ، وكذلك جار


(1)وقد مرت الاشارة إلى ذلك تحت الرقم 5 في باب مايختص بتعقيب فريضة الظهر
ص 73 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه