بحار الأنوار ج7

ينافي التفسير الاول لان السور المضروب وبابه هما ولاية محمد وعلى صلوات الله عليهما و
مثلا للناس ، وجميع الاحوال والافعال في الدنيا تتجسم وتتمثل في النشأة الاخرى ،
إما بخلق الامثلة الشبيهة لها بإزائها ، أو بتحول الاعراض هناك جواهر ، والاول
أوفق لحكم الحق ، ولا ينافيه صريح ما ورد في النقل .
قال الشيخ البهائي قدس الله روحه : تجسم الاعمال في النشأة الاخروية قد ورد
في أحاديث متكثرة من طرق المخالف والمؤالف ، وقد روى أصحابنا رضي الله عنهم
عن قيس بن عاصم(1)قال : وفدت مع جماعة من بني تميم على النبي صلى الله عليه وآله فدخلت
عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس(2)فقلت : يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنا قوم
نعبر في البرية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا قيس إن مع العز ذلا ، وإن مع الحياة موتا
وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شئ حسيبا ، وإن لكل أجل كتابا ، وإنه لابد لك
يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي ، وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريما أكرمك


(1)هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد المنقرى : قال ابن حجر في التقريب ص 426 :
صحابى مشهور بالحلم نزل البصرة انتهى . وترجمه ابن عبدالبر في الاستيعاب " ج 3 ص 224 " وقال : قدم
في وفد بنى تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة تسع فلما رآه رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : هذا سيد أهل الوبر ، وكان رضى الله عنه عاقلا حليما مشهورا بالحلم ، وكان
قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية اه‍ . قلت : لم نجد ترجمته في كتب أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم .
(2)ترجمه ابن حجر في الاصابة " ج 2 ص 186 " قال : قال ابن حبان : له صحبة ، وحكى عن أمالى
ابن دريد عن أبى حاتم السجستانى ، عن العتبى ، عن أبيه قال : قيس بن عاصم فوفدت مع جماعة
من بنى تميم فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قيس : يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها
فوعظهم موعظة حسنة ، فقال قيس : احب أن يكون هذا الكلام أبياتا من الشعر نفتخر به على من
يلينا وندخرها فأمر من يأتيه بحسان ، فقال الصلصال : يا رسول الله قد حضرنى أبيات أحسبها توافق
ما أراد قيس ، فقال : هاتها ، فقال :
تجنب خليطا من مقالك انما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل -
ولابد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل -
وان كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذى يرضى به الله تشغل -
ولن يصحب الانسان من قبل موته * ومن بعده الا الذى كان يعمل -
ألا انما الانسان ضيف لاهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه