بحار الأنوار ج70

يكون فيمن كان ذليلا فعز وأما من نشأ في العزة لا يتكبر غالبا بل شأنه التواضع
الثالث أن التكبر إنما يكون فيمن لم يكن له كمال واقعي فيتكبر لاظهار الكمال
الرابع أن يكون المراد المذلة عند الله اي من كان عزيزا ذا قدر ومنزلة عند الله
لا يتكبر ، الخامس ما قيل : إن اللام لام العاقبة أي يصير ذليلا بسبب التكبر .
18 كا : عن علي ، عن ابيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن
حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال عليه السلام : ومن ذهب أن له على
الآخر فضلا فهو من المستكبرين ، فقلت : إنما يرى أن له عليه فضلا بالعافية
إذا رآه مرتكبا للمعاصي ، فقال : هيهات هيهات فلعله أن يكون غفر له ما أتى
وأنت موقوف محاسب ، أما تلوت قصة سحرة موسى عليه السلام الحديث(1).
19 كا : عن علي ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا فلان
ابن فلان حتى عد تسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما إنك عاشرهم في النار(2).
بيان : أما إنك عاشرهم في النار أي إن آباء‌ك كانوا كفارا وهم في النار
فما معنى افتخارك بهم وأنت ايضا مثلهم في الكفر باطنا إن كان منافقا أو ظاهرا ايضا
إن كان كافرا ، فلا وجه لافتخارك اصلا ، والحاصل أن عمدة أسباب الفخر بل أشيعها
وأكثرها الفخر بالآباء ، وهو باطل لان الآباء إن كانوا ظلمة أو كفرة فهم من
أهل النار ، فينبغعي أن يتبرء منهم لا أن يفتخر بهم ، وإن كانوا باعتبار أن لهم مالا
فليعلم أن المال بيس بكمال يقع به الافتخار ، بل ورد في ذمه كثير من الاخبار
ولو كان كمالا كانلهم لا له ، والعاقل لا يفتخر بكمال غيره وإن كان باعتبار أنه كان
خيرا أو فاضلا أو عالما فهذا جهل من حيث إنه تعزز بكمال غيره(3)ولذلك قيل :
لئن فخرت بآباء ذوي شرف * لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا
فالمتكبر بالنسب إن كان خسيسا في صفات ذاته فمن أن يجبر خسته كمال
غيره ، وايضا ينبغي أن يعرف نسبه الحقيقي فيعرف أباه وجده ، فان أباه نطفة


(1)الكافي ج 8 ص 128 في حديث طويل .
(2)الكافي ج 2 ص 329 .(3)راجع شرح الكافي ج 2 ص 316 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه