بحار الأنوار ج90

السابعة قال : يا محمد تقدم فانك قد وطئت موطئا لم يطأ قبلك ملك مقرب ، ولا
نبي مرسل ، فلولا أن روحه كانت من ذلك المكان لم يقدر أن يتجاوزه ، وذلك أنه إذا
أمر الله تعالى فأول مايصل أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لقربه إلى ملكوته ، ثم سائر
الانبياء على طبقاتهم .
ويزيد ذالك بيانا قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم (1)فأفضل الانبياء الخمسة ، وأفضل
الخمسة محمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين ، قال الله تعالى : إنه لقول رسول
كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين (2).
والدليل على أنه أفضل الانبياء أن الله سبحانه أخذ ميثاقه على سائر الانبياء
فقال سبحانه : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم
جائكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ء‌أقررتم وأخذتم على
ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين (3)فهذا بيان
فضل رسول الله صلى الله عليه وآله على سائر المرسلين والنبيين ، ونطق به الكتاب .
ولما اسري برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء الرابعة ، ودخل إلى البيت المعمور
جمع الله عزوجل له من النبيين من آدم فهلم حتى صلى بهم ، قال الله تعالى :
واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون (4)
وفي هذا مقنع لمن تأمله .
وأما عصمة الانبياء والمرسلين والاوصياء عليهم السلام فقد قيل في ذلك أقاويل تختلف
قال بعض الناس : هو مانع من الله تعالى يمنعهم عن المعاصي فيما فرض الله عليهم
من التبليغ عنه إلى خلقه ، وهو فعل الله دونهم ، وقال آخرون : العصمة من فعلهم
لانهم يحمدون عليها ، وقال آخرون : يجوز على الانبياء والمرسلين والاصياء


(1)الاحزاب : 7 . * *(2)التكرير : 20 22 .
(3)آل عمران : 81 .
(4)الزخرف : 45 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه