بحار الأنوار ج23

عليهما السلام فوجدهما جائعين فقال : هؤلاء أحق من قراباتي فأعطاهما إياهما
ولم يدر بماذا يحتج في منزله ، فجعل يمشي رويدا يتفكر فيما يتعذر(1)به عندهم
ويقول لهم : ما فعل بالدرهم إذا لم يجئهم بشئ فبينما هو متحير في طريقه إذا بفيج
يطلبه فدل عليه فأوصل إليه كتابا من مصر وخمسمائة دينار في صرة ، وقال : هذه
بقية حملته إليك من مال ابن عمك مات بمصر ، وخلف مائة ألف دينار على تجار
مكة والمدينة وعقارا كثيرا ومالا بمصر بأضعاف ذلك ، فأخذ الخمسمائة دينار ووضع
على عياله(2)، ونام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا صلى الله عليهما فقالا له : كيف
ترى إغناء‌نا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك ؟ ثم لم يبق بالمدينة ولا بمكة ممن
عليه شئ من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي في منامه وقالا له : إما بكرت بالغداة
على فلان بحقه من ميراث ابن عمه وإلا بكر عليك بهلاكك واصطلامك وإزالة
نعمك وإبانتك من حشمك ، فأصبحوا كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم حتى حصل
عنده مائة ألف دينار ، وما ترك أحد بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعلي عليهما السلام
في منانه وأمراه أمر تهدد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه ، وأتى محمد وعلي
هذا المؤثر لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه فقالا له : كيف رأيت صنع الله لك(3)؟
قد أمرنا من بمصر أن يعجل إليك مالك ، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك
ويسفتج إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة ؟ قال : بلى ، فأتى محمد وعلي عليهما السلام
حاكم مصر في منامه فأمراه أن يبيع عقاره ، والسفتجة بثمنه إليه ، فحمل إليه من
تلك الاثمان ثلاثمائة ألف دينار ، فصار أغنى من بالمدينة . ثم أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال : يا عبدالله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك ، ولاعطينك
في الآخرة بدل كل حبة(4)من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من


(1)في المصدر : يعتل .
(2)في المصدر : ووسع على عياله .
(3)في المصدر : صنع الله بك
(4)في نسخة : بكل حبة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه