بحار الأنوار ج5

9 - ين : النضر ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول
الله تبارك وتعالى : " إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد " قال : هما الملكان .
وسألته عن قول الله تبارك وتعالى : " هذا ما لدي عتيد " قال : هو الملك الذي يحفظ
عليه عمله . وسألته عن قول الله عزوجل : " قال قرينه ربنا ما أطغيته " قال : هو شيطان .
10 - ج : سأل الزنديق الصادق عليه السلام : ما علة الملائكة الموكلين بعباده يكتبون
عليهم ولهم ، والله عالم السر وما هو أخفى ؟ قال : استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على
خلقه ليكون العباد لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة ، وعن معصيته أشد
انقباضا ، وكم من عبد يهم بمعصية فذكر مكانها فارعوى وكف ، فيقول : ربي يراني ، و
حفظتى بذلك تشهد ،(1)وإن الله برأفته ولطفه أيضا وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة
الشياطين ، وهوام الارض ، وآفات كثيرة من حيث لا يرون بإذن الله إلى أن يجئ أمر

الله عزوجل . " ص 191 "
11 - أقول : روي في كتاب قضاء الحقوق وثواب الاعمال ورجال الكشي
بأسانيدهم عن إسحاق بن عمار قال : لما كثر مالي أجلست على بابي بوابا يرد عني فقراء
الشيعة ، فخرجت إلى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبدالله عليه السلام ، فرد علي بوجه
قاطب مزور ،(2)فقلت له : جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك ؟ قال : تغيرك
على المؤمنين ، فقلت : جعلت فداك والله إني لاعلم أنهم على دين الله ولكن خشيت
الشهرة على نفسي ، فقال : يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله
بين إبهاميهما مائة رحمة ، تسعة وتسعين لاشدهما حبا ، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ،
فإذا لبثا لا يريدان بذلك إلا وجه الله تعالى قيل لهما : غفر لكما ; فإذا جلسا يتسائلان
قالت الحفظة بعضها لبعض : اعتزلوا بنا عنهما فإن لهما سرا وقد ستره الله عليهما ; قال
قلت : جعلت فداك فلا تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى : " ما يلفظ من قول
إلا لديه رقيب عتيد " ؟ قال : فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته ،


(1)في المصدر : وحفظتى على ذلك يشهد . م
(2)قطب الرجل . زوى وقبض ما بين عينيه وعبس . وزور عنه : مال . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه