بحار الأنوار ج74

الاشتهار بالعبادة ريبة ، إن أبي حدثني ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام أن
رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله قال : أعبد الناس من أقام الفرائض ، وأسخى الناس من أدى زكاة ماله
وأزهد الناس من اجتنب الحرام ، وأتقى الناس من قال الحق فيماله وعليه ، وأعدل
الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه ، وأكيس الناس من
كان أشد ذكرا للموت ، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب يرجو
الثواب ، وأغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال ، وأعظم الناس في الدنيا
خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا ، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه
وأشجع الناس من غلب هواه ، وأكثر الناس قيمة أكثر هم علما ، وأقل الناس قيمة
أقلهم علما ، وأقل الناس لذة الحسود ، وأقل الناس راحة البخيل ، وأبخل الناس من
بخل بما افترض الله عزوجل عليه ، وأولى الناس بالحق أعلمهم به ، وأقل الناس
حرمة الفاسق ، وأقل الناس وفاء الملوك ، وأقل الناس صديقا الملك ، وأفقر الناس
الطامع ، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا ، وأفضل الناس إيمانا أحسنهم
خلقا ، وأكرم الناس أتقاهم ، وأعظم الناس قدرا من ترك ما لا يعنيه ، وأورع الناس
من ترك المراء وإن كان محقا ، وأقل الناس مروة من كان كاذبا ، وأشقى الناس
الملوك ، وأمقت الناس المتكبر ، وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب ، وأحلم
الناس من فرمن جهال الناس ، وأسعد الناس من خالط كرام الناس ، وأعقل
الناس أشدهم مدارة للناس ، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة ، وأعتى
الناس من قتل غير قاتله أوضرب غير ضاربه ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة
وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب ، وأذل الناس من أهان الناس ، وأحزم الناس أكظمهم
للغيظ ، وأصلح الناس أصلحهم للناس ، وخير الناس من انتفع به الناس .
كتاب الغايات(1)روي عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
الاشتهار بالعبادة إلى آخره .


(1)تأليف أبي محمد بن أحمد بن على القمى نزيل الرى مخلوط .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه