بحار الأنوار ج48

ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبه فيها وسأل الراهب عن
أشياء لم يكن عند الراهب فيها شئ فأخبره بها ، ثم إن الراهب قال : أخبرني
عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الارض منها أربعة ، وبقي في الهواء منها أربعة
على من منزلت تلك الاربعة التي في الهواء ومن يفسرها ؟ قال : ذلك قائمنا فينزله
الله عليه فيفسره وينزله عليه مالم ينزل على الصديقين والرسل والمهتدين .
ثم قال الراهب : فأخبرني عن الاثنين من تلك الاربعة الاحرف التي في
الارض ماهي ؟ قال : اخبرك بالاربعة كلها ، أما أولين فلا إله إلا الله وحده لا
شريك له باقيا ، والثانية محمد رسول الله مخلصا ، والثالثة نحن أهل البيت ، والرابعة
شيعتنا منا ، ونحن من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله من الله بسبب .
فقال له الراهب : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن ماجاء
به من عند الله حق ، وأنكم صفوة الله من خلقه ، وأن شيعتكم المطهرون المستبدلون
ولهم عاقبة الله والحمد لله رب العالمين ، فدعا أبوإبراهيم عليه السلام بجبة خز وقميص
قوهي وطيلسان وخف وقلنسوة فأعطاها إياه ، وصلى الظهر وقال له اختتن فقال :
قد اختتنت في سابعي(1).
توضيح : في القاموس الخصفة الجلة تعمل من الخوص للتمر ، والثوب الغليظ
جدا(2)انتهى وكأن الاضافة إلى البواري لبيان أن المراد بها ما يعمل من الخوص
للفرش مكان البارية لا ما يعمل للتمر ، وكأن هذا هو المراد بالبواري فيما سيأتي ، و
سندان الآن غير معروف ، لا يرد أي سائله كما سيأتي أو المسئول به ، عبرة بالكسر
وهي ما يعتبر به أي ليستدلوا به على كمال قدرة الله حيث خلقه من غير أب ، وفتنة
أي امتحانا ليشكروه على نعمة إيجاد عيسى لهم كذلك فيثابوا ، ويمكن أن يقرأ
العبرة بالفتح الاسم من التعبير عما في الضمير ، كما يقال لعيسى كلمة الله وللائمة


(1)الكافى ج 1 ص 481 .
(2)القاموس ج 3 ص 134 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه