بحار الأنوار ج65

أن يسلم عليهم وملك الموت مذكور في الملائكة وأعد لهم أجرا كريما أي ثوابا
جزيلا انتهى(1).
وأقول : روى العامة بأسانيد جمة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : صلت الملائكة
علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره(2).
وروى الصدوق في التوحيد في حديث طويل(3)عن علي عليه السلام يقول فيه وقد
سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات : واللقاء هو البعث فان جميع ما في كتاب الله من
لقائه فانه يعني بذلك البعث وكذلك قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام يعني أنه
لا يزول الايمان عن قلوبهم يوم يبعثون .
وقال في المجمع في قوله تعالى : والذين يحملون العرش عبادة لله وامتثالا .
لامره ومن حوله يعني الملائكة المطيفين بالعرش وهم الكروبيون وسادة الملائكة
يسبحون بحمد ربهم أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلاء المجادلون ، وقيل
يسبحونه بالتسبيح المعهود ويحمدونه على إنعامه ويؤمنون به أي ويصدقونن به
ويعترفون بوحدانيته ويستغفرون أي يسألون الله المغفرة للذين آمنوا من
أهل الارض ، أي صدقوا بوحدانية الله ، واعترفوا بإلهيته ، وبما يجب الاعتراف
به ، ويقولون في دعائهم لهم ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما أي وسعت رحمتك
وعلمك كل شئ .
والمراد بالعلم المعلوم . كما في قوله ولا يحيطون بشئ من علمه (4)أي
بشئ من معلومه على التفصيل فجعل العلم في موضع المعلوم ، والمعنى أنه لا


(1)مجمع البيان ج 8 ص 362 و 363 .
(2)أخرجها ابن شهر آشوب في مناقب آل أبى طالب ج 2 ص 16 ، عن جمع من
أصحاب السنن ، وترى في البحار ج 38 ص 201 - 288 أحاديث في ذلك . أخرجها
المصنف من المصادر المختلفة فراجع الطبعة الحديثة .
(3)التوحيد ص 274 ، في حديث يذكره من ص 259 - 277 .
(4)البقرة : 255 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه