بحار الأنوار ج37

ومحمد بن بشير كان من أصحاب الكاظم عليه السلام ثم غلا وادعى الالوهية له عليه السلام
والنبوة لنفسه من قبله ! ولما توفي موسى عليه السلام قال بالوقف عليه وقال : إنه قائم بينهم
موجود كما كان ، غير أنهم محجوبون عنه وعن إدراكه ، وإنه هو القائم المهدي ، وإنه
في وقت غيبته استخلف على الامة محمد بن بشير وجعله وصيه ، وأعطاه خاتمه ، وأعلمه
جميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم ، وكان صاحب شعبدة ومخاريق ، وكانت
عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه السلام من ثياب الحرير ، قد
طلاها بالادوية(1)وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيهة بصورة إنسان ، فيريها
الناس ويريهم من طريق الشعبدة أنه يكلمه ويناجيه ، وكانت عنده أشياء عجيبة من
صنوف الشعبدة ، فهلك بها جماعة حتى رفع خبره إلى بعض الخلفاء ، وتقرب إليه بمثل
ذلك ، ثم قتل . وتبرأ الله موسى عليه السلام ولعنه ودعا عليه وقال : أذاقه الله حر الحديد
وقتله أخبث ما يكون من قتله ، فاستجيب دعاؤه عليه السلام وسيأتي أحواله في المجلد
الحاديعشر .
والحسن بن موسى هو الخشاب النوبختي من أعاظم متكلمي الامامية ، وعد
النجاشي(2)وغيره من كتبه كتاب فرق الشيعة وكتاب الرد على فرق الشيعة ما خلا
الامامية ، وكتاب الرد على المنجمين ، وحجج طبيعية مستخرجة من كتب أرسطاطاليس
في الرد على من زعم أن الفلك حي ناطق .
اقول : إنما أوردنا هذه الجملة من كلام الشيخ ليطلع الناظر في كتابنا على
المذاهب النادرة في الامامة ، وأما الزيدية فمذاهبهم مشهورة ، والدلائل على إبطالها
في الكتب مسطورة ، وما أوردنا من الاخبار في النصوص كاف في أبطالها ، وجملة القول
في مذاههم أنهم ثلاث فرق :
الجاروديه وهم أصحاب أبي الجاورد زياد بن المنذر ، قالوا بالنص من النبي صلى الله عليه وآله
في الامامة على أمير المؤمنين عليه السلام وصفا لا تسميه ، والصحابة كفروا بمخالفته وتركهم


(1)أى لطخه بها .
(2)راجع رجاله ص 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه