بحار الأنوار ج49

بلغ الكتاب أجله ، وقد عزم هذاالطاغي على سمي في عنب ورمان مفروك ، فأما
العنب فانه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب وأماالرمان فانه
يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده ليلطخ حبه في ذلك السم .
وإنه سيد عوني في ذلك اليوم المقبل ، ويقرب إلى الرمان والعنب ، ويسألني
أكلهما فآكلهما ، ثم ينفذ الحكم ويحضرالقضاء فاذا أنامت فسيقول أنا اغسله بيدي
فاذا قال ذلك ، فقل له عني بينك وبينه ، إنه قال لي لاتتعرض لغسلي وولا لتكفيني
ولا لدفني ، فانك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب مااخر عنك ، وحل بك أليم
ما تحذر ، فانه سينتهي .
قال : فقلت : نعم يا سيدي قال : فاذا خلى بينك وبين غسلي فسيجلس في علو
من أبنيته ، مشرفا على موضع غسلي لينظر ، فلا تعرض يا هرثمة لشئ من غسلي حتى
ترى فسطاطا أبيض قد ضربت في جانب الدار ، فاذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي
التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه ، ويكون من معك دونك ولا
تكشف عن الفسطاط حتى تراني فتهلك ، فانه سيشرف عليك ويقول لك : يا هرثمة
أليس زعمتم أن الامام لايفسله إلا إمام مثله فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى
وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس ؟ .
فاذا قال ذلك فأجبه وقل له : إنا نقول إن الامام لايحب أن يغسله إلا إمام
فان تعدى متعد وغسل الامام لم تبطل إمامة الامام لتعدي غاسله ، ولا بطلت
إمامة الامام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه ، ولو ترك أبوالحسن علي بن
موسى بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يغسله الآن أيضا إلا هو من حيث
يخفى . فاذاارتفع الفسطاط فسوف تراني مدرجا في أكفاني ، فضعني على نعش
واحملني .
فاذا أراد أن يحفر قبري فانه سيجعل قبرأبيه هارون الرشيد قبلة لقبري
ولا يكون ذلك أبدا فاذا ضربت المعاول نبت عن الارض ولم ينحفر منها شئ ، ولا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه