بحار الأنوار ج64

المسلمين ، وعامتهم ، النصيحة كلمة يعبربها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له
وأصل النصح في اللغة : الخلوص ، ومعنى نصيحة الله : صحة الاعتقاد في وحدانيته
وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله : هو التصديق به والعمل بما فيه
ونصحية رسوله صلى الله عليه وآله : التصديق بنبوته ورسالته ، والانقياد لما أمر به ونهى عنه ،
ونصيحة الائمة : أن يطيعهم في الحق ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى
مصالحهم انتهى .
" وانتهاء في شهوة " أي يقبل نهي الله في حال شهوة المحرمات ، في الصحاح :
نهيته عن كذا فانتهى عنه ، تناهى أي كف ؟ " وورع في رغبة " أي يتورع عن
الشبهات في حال الرغبة فيها ، فان الورع يطلق غالبا في ترك الشبهات ، وقيل :
في الرغبة عنها ، وعدم الميل إليها وهو بعيد .
" وحرص في جهاد " الجهاد : بالكسر والمجاهدة : القتال مع العدو ، ويطلق
على مجاهدة النفس أيضا ، وهو الجهاد الاكبر ، أي حرص في القتال ، أو في العبادة

مع مجاهدة النفس ، وعلى الاول " في " بمعنى " على " وفي بعض النسخ " في اجتهاد "
" وصلاة في شغل " أي مع شغل القلب بها ، أو في حال اشتغاله بالامور الدنيوية
كما قال سبحانه : " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة(1)"
وروي عن الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية أنه قال : كانوا أصحاب تجارة ، فاذا
حضرت الصلاة تركوا التجارة ، وانطلقوا إلى الصلاة ، وهم أعظم أجرا ممن لا
يتجر(2).
وقيل : المراد ذكر الله في أشغاله وهو بعيد ، " وفي الهزاهز وقور " عطف
على قوله : " له قوة في دين " " وليس بواهن " أي في امور الدين .
" ولا فظ ولا غليظ " الفظ : الخشن الخلق في القول والفعل ، والغلظة :
غلظة القلب ، كما قال تعالى : " ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك(3)


(1)النور : 37 . / /(2)مجمع البيان ج 7 : 145 .
(3)آل عمران : 159 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه