بحار الأنوار ج3

يفعلون في الجاهلية ببناتهم . قوله عليه السلام : أو يقيمه أي عدم طلوع الاسنان . قوله عليه السلام :
ذلك بما قدمت أيديهم ، يحتمل أن يكون هذا لتعذيب الآباء وإن كان الاولاد يوجرون
لقباحة منظرهم ، أو للاولاد لما كان في علمه تعالى صدوره عنهم باختيارهم . ويرصده
أي يرقبه . قوله عليه السلام : فإن كان الاهمال أي إذا لم يكن الاشياء منوطة بأسبابها ، ولم
ترتبط الامور بعللها ، فكما جاز أن يحصل هذا الترتيب واللنظام التام بلا سبب فجاز
أن يصير التدبير في الامور سببا لاختلالها ، وهذا خلاف ما يحكم به عقول كافة الخلق
لما نرى من سعيهم في تدبير الامور وذمهم من يأتي بها على غير تأمل وروية ، ويحتمل
أن يكون المراد أن الوجدان يحكم بتضاد آثار الامور المتضادة ، وربما أمكن إقامة
البرهان عليه أيضا ، فإذا أتى الاهمال بالصواب يجب أن يأتي ضده وهو التدبير بالخطأ
وهذا أفظع وأشنع ، والمراد بالمحال الامر الباطل الذي لم يأت على وجهه الذي ينبغي
أن يكون عليه ، قال الفيروز آبادي : المحال من الكلام بالضم : ما عدل عن وجهه . انتهى .
والتيه : الضلال والحيرة . والغضامة بالفتح : الذلة والمنقصة . وقوله عليه السلام : معصبا أي
مشدودا . والتسجية : التغطية بثوب يمد عليه . والغبي على فعيل : قليل الفطنة . والاعتبار
من العبرة ، وذكر في مقابلة السهو والغفلة . وقوله : ما قدر وما يوجب كلاهما معطوفان
على موضع . وقوله : من المكلفات بيان لما يوجب أي لذهب التكاليف المتعلقة بالاولاد
بأن يبروا آباء‌هم ويعطفوا عليهم عند حاجة مك الآباد إلى تربيتهم ، وإعانتهم لكبرهم و
ضعفهم ، جزاء‌ا لماقاسوا من الشدائد في تربيتهم . قوله : أن يرى خبر لقوله : أقل ما في ذلك .
اعرف يا مفضل ما للاطفال في البكاء من المنفعة ، واعلم أن في أدمغة الاطفال
رطوبة إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة ، وعللا ، عظيمة من ذهاب البصر وغيره
فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم ، فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم ، والسلامة
في أبصارهم ، أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ، ووالده لايعرفان ذلك ،
فهما دائبان ليسكتاه ويتوخيان في الامور مرضاته لئلا يبكي ، وهما لا يعلمان أن البكاء
أصلح له وأجمل عاقبة ، فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الاشياء منافع لا يعرفها القائلون

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه