بحار الأنوار ج20

أقول : ستأتي قصتها في أبواب أحوال أزواجه صلى الله عليه وآله .
ثم قال : وفي هذه السنة في ذي الحجة ركب رسول الله صلى الله عليه وآله فرسا إلى الغابة
فسقط عنه ، فجحش فخذه الايمن ، فأقام في البيت خمسا يصلي قاعدا .
وفي هذه السنة نزلت فريضة الحج وأخره رسول الله صلى الله عليه وآله من غير مانع فإنه
خرج إلى مكة سنة سبع لقضاء العمرة ، لم يحج ، وفتح مكة سنة ثمان ، وبعث
أبابكر على الحاج سنة تسع ، وحج رسول الله سنة عشر(1).
وقال عند ذكر حوادث السنة السادسة : فيها زار رسول الله صلى الله عليه وآله أمه(2)مرجعه
من غزاة بني لحيان ، وكانوا بناحية عسفان ، وكانت في ربيع الاول سنة ست ،
فسمعت بنو لحيان فهربوا في رؤوس الجبال ، فلم يقدورا على أحد منهم ، فجاز على
قبر أمه .
وفيها كانوا غزاة رسول الله صلى الله عليه وآله الغابة وهي على بريد من المدينة بطريق
الشام في ربيع الاول ، روي عن سلمة بن الاكوع قال : خرجت قبل أن يؤذن
بالاولى ، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وآله ترعى بذي قرد ، قال : فلقيني غلام لعبد -
الرحمن بن عوف فقال : أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت : من أخذها ؟ قال :
غطفان ، قال : فصرخت ثلاث صرخات : يا صباحاه ، فأسمعت ما بين لابتي المدينة ،
ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم ، وقد أخذوا يستقون من الماء فجعلت أرميهم
بنبل وكنت راميا ، وأقول :
أنا ابن(3)الاكوع * واليوم يوم الرضع
وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم ، واستلبت منهم ثلاثين بردة قال : وجاء
النبي صلى الله عليه وآله والناس ، فقلت : يا رسول الله قد حميت الماء(4)وهم عطاش فابعث إليهم


(1)المنتقى في مولد المصطفى : الباب الخامس فيما كان سنة خمس من الهجرة .
(2)في المصدر : قبر أمه .
(3)في الامتاع : خذها وانا ابن الاكوع . وذكر ما وقع في تلك الغزوة مفصلا راجعه .
(4)في المصدر : فدحميت القوم الماء .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه