بحار الأنوار ج38

فلما بعث هذا النبي صلى الله عليه واله أتاه أبي وآمن به صدقه وكان شيخا كبيرا ، فلما
أدركته الوفاة قال لي : إن خليفة محمد في هذا الكتاب بعينه(1)سيمربك إذا مضى ثلاثة أئمة
من أئمة الضلال والدعاة إلى النار . وهم عندي مسمون بأسمائهم وقبائلهم ، وهم فلان وفلان
وفلان ، وكم يملك كل واحد منهم ، فإذا جاء بعدهم الذي له الحق عليهم فاخرج إليه
وبايعه وقاتل معه ، فإن الجهاد معه مثل الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه واله الموالي له كالموالي
لله والمعادي له كالمعادي لله ، يا أميرالمؤمنين مد يدك فأنا أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك
له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك خليفته في امته وشاهده على خلقه وحجته على عباده وخليفته
في الارض ، وأن الاسلام دين الله وأني أبرأ إلى الله من كل من خالف دين الاسلام ،
وأنه دين الله الذي اصطفاه وارتضاه لاوليائه ، وأن دين الاسلام دين عيسى بن مريم ومن
كان قبله من الانبياء والرسل الذين دان لهم من مضى من آبائه ، وإني أتوالى وليك وأبرء
من عدوك وأتوالى الائمة الاحد عشر من ولدك وأبرء من عدو هم وممن خالفهم وممن
ظلمهم وجحد حقهم من الاولين والآخرين .
وعند ذلك(2)ناوله يده وبايعه ، فقال : ناولني كتابك ، فناوله إياه ، فقال لرجل
من أصحابه : مع هذاالرجل(3)فانظر له ترجمان يفهم كلامه فينسخه بالعربية مفسرا
فأتني به مكتوبا بالعربية ، فلما أن أتوا به قال عليه السلام لولده الحسين : ايتني بذلك الكتاب
الذي دفعته إليك ، فأتى به ، قال : اقرأه وانظر أنت يا فلان في هذاالكتاب فإنه خطي
بيدي ، أملاه رسول الله صلى الله عليه واله علي ، فقرأه فما خالف حرف حرفا ، ما فيه تأخير ولا تقديم
كأنه أملاه رجل واحد على رجل واحد ، فعند ذلك حمد الله علي عليه السلام وأثنى عليه وقال :
الحمدلله الذي جعل ذكري عنده وعند أوليائه وعند رسوله ولم يجعلني من أولياء الشيطان
وحزبه ، قال : ففرح عند ذلك من حضر من شيعته من المؤمنين وساء من كان المنافقين
حتى ظهر في وجوههم وألوانهم(4).


(1)لعلها تصحيف(نعته).
(2)في المصدرين و(م): فعند ذلك .
(3)في المصدرين : قم مع هذاالرجل .
(4)الروضة : 24 و 25 . الفضائل : 149 152 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه