بحار الأنوار ج49


14 (باب) (سائر ما جرى بينه عليه السلام وبين المأمون

وامرائه)

1 ن : وجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحباء والشرط من الرضا
علي بن موسى عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ، ولم أرو ذلك
عن أحد .
أما بعد فالحمد لله البدئ البديع ، القادر القاهر ، الرقيب على عباده ، المقيت
على خلقه ، الذي خضع كل شئ لملكه ، وذل كل شئ لعزته ، واستسلم كل
شئ لقدرته ، وتواضع كل شئ لسلطانه وعظمته ، وأحاط بكل شئ علمه ، وأحصاه
عدده ، فلا يؤوده كبير ، ولا يعزب عنه صغير ، الذي لا تدركه أبصار الناظرين ، ولا
تحيط به صفة الواصفين ، له الخلق والامر ، والمثل الاعلى في السماوات والارض
وهو العزيز الحكيم .
والحمد لله الذي شرع الاسلام دينا ، ففضله وعظمه وشرفه وكرمه ، و
جعله الدين القيم الذي لا يقبل غيره ، والصراط المستقيم الذي لا يضل من لزمه
ولا يهتدي من صدف عنه .
وجعل فيه النور والبرهان ، والشفا والبيان ، وبعث به من اصطفى من ملائكته
إلى من اجتبى من رسله ، في الامم الخالية ، والقرون الماضية ، حتى انتهت رسالته
إلى محمد صلى الله عليه وآله فختم به النبيين ، وقفى به على آثار المرسلين ، وبعثه رحمة للعالمين
وبشيرا للمؤمنين المصدقين ، ونذيرا للكافرين المكذبين ، لتكون له الحجة البالغة
وليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم .
والحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة ، واستودعهم العلم والحكمة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه