بحار الأنوار ج96

إلا رجلان : أنصاري وثقفي ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه واله : قد علمت أن لكما حاجة
تريد ان تسئلاني عنها ، شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسئلاني ، وإن
شئتما فاسئلاني ، قالا : بل تخبرنا أنت يارسول الله فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد
من الارتياب وأثبت للايمان ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أما أنت يا أخا الانصار فانك
من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي ، وهذا الثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة ؟
فقال : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أما أنت يا أخا ثقيف فان جئت تسألني عن
وضوئك وصلاتك ومالك فيهما من الثواب ، فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء و
قلت : بسم الله ، تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك .
فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك
بلفظه .
فاذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك .
فاذا مسحت رأسك ، وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قديمك
فهذا لك في وضوئك .
فاذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت الكتاب وما تيسر لك من السور
ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت ، غفر لك كل ذنب فيما
بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك .
وأما أنت يا أخا الانصار فانك جئت تسألني ، عن حجك وعمرتك ومالك
فيها من الثواب ، فاعلم أنك إذا أنت توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك
ومضت بك راحتلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله لك حسنة و
محاعنك سيئة . فاذا أحرمت ولبيت كتب الله لك بكل تلبية عشر حسنات ومحا
عنك عشر سيئات .
فاذا طفت بالبيت اسبوعا كان لك بذلك عندالله عزوجل عهدا وذكرا
يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده فاذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما
ألفي ركعة مقبولة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه