بحار الأنوار ج83

اللهم إليك فقر بني ، وعلى حسن الخلق فقومني ، ومن شر شياطين الجن
والانس فسلمني ، وفي آناء الليل والنهار فاحرسني ، وفي أهلي ومالي وولدي وإخواني وجميع
ما أنعمت به علي فاحفظني ، واغفرلي ولوالدي ولسائر المؤمنين والمؤمنات ، ياولى
الباقيات الصالحات ، إنك على كل شئ قدير ، ونعم المولى ونعم النصير ، برحمتك
يا أرحم الراحمين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد النبي صلى الله
عليه وآله وعترته الطاهرين(1).
توضيح :(بعينك التي لاتنام)أي بعلمك الذي لايغفل عن شئ(واكنفني)في النهاية الكنف بالتحريك الجانب والناحية ، وكنفت الرجل قمت بأمره وجعلته في
كنف ، والركن معتمد البناء بعد الاساس ، وركنا الجبل جانباه ، وفي القاموس الركن
بالضم الجانب الاقوى ، وما يقوى به من ملك وجند وغيره ، والعز والمنعة انتهى ،
وفي التنزيل(أوآوي إلى ركن شديد)(2)وقال تعالى :(فتولى بركنه)(3)(لايرام)
أي لايمكن لاحد أن يقصده أو يقصد من لجأ إليه بسوء ، والطوارق البلايا النازلة
(تولني)أي كن وليي والمتكفل باموري فيما غبت عنه من امور الاخرة و
الدرجات العالية ، أو الاعم منها ومما لم يأتني بعد من امور الدنيا(فيما حصرته)من
امور دنياي ، والخائنة مصدر مثل الخيانة وخيانة الاعين كل ما يحرم عليها كالهمز واللمز
والاشارة بها ، وقال البضاوي في قوله تعالى :(يعلم خائنة الاعين)(4)النظرة الخائنة
كالنظرة الثانية إلى غير المحرم ، واستراق النظر ، أو خيانة الاعين(وماتخفي الصدور)
من الضماير والنيات والاخلاق والعقائد(وما أقلت)أي حملت ، قال الجوهري :
أقول الجرة أطاق حملها(وما ذرت)أي طيرته وأذهبته(وتشملني بعافيتتك)أي
تجعل عافيتك شاملة لجميع بدني وكل أحوالي .


(1)فلاح السائل ص 249 - 250 .
(2)هود : 80 .
(3)الذاريات : 29 .
(4)غافر : 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه