بحار الأنوار ج14

بالخمسين سنة ،(1)فلما حضرته الوفاة نزل عليه ملك الموت ، فقال آدم : قد بقي من عمري
خمسون سنة ، فقال : فأين الخمسون التي جعلتها لابنك داود ؟ قال : فإما أن يكون
نسيها أو أنكرها ، فنزل عليه جبرئيل وميكائيل وشهدا عليه فقبضه ملك الموت ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : وكان أول صك كتب في الدنيا .(2)
8 شى : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى
أهبط ظللا من الملائكة على آدم وهو بواد يقال له الروحاء(3)وهو واد بين الطائف و
مكة ، ثم صرخ بذريته وهم ذر(4)قال فخرجوا كما يخرج النحل من كورها(5)
فاجتمعوا على شفير الوادي ، فقال الله لآدم : انظر ماذا ترى ؟ فقال آدم : ذرا كثيرا(6)
على شفير الوادي ، فقال الله : يا آدم هؤلاء ذريتك ، أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق
لي بالربوبية ، ولمحمد بالنبوة ، كما أخذته عليهم في السماء ، قال آدم : يارب وكيف
وسعتهم ظهري ؟ قال الله : يا آدم بلطف صنيعي ونافذ قدري ، قال آدم : يارب فما تريد
منهم في الميثاق ؟ قال الله : أن لا يشركوا بي شيئا ، قال آدم : فمن أطاعك منهم يارب
فما جزاؤه ؟ قال الله : أسكنه جنتي ، قال آدم : فمن عصاك فما جزاؤه ؟ قال : أسكنه


(1)قد نص فيما تقدم من الاخبار في قصص آدم عليه السلام وفيما ياتي بعد ذلك أن كتابة الصك
صارت سنة بعد مانسى ذلك آدم عليه السلام فتامل . ويعارضها ذلك وخبر تقدم هناك ، وعلى اي لا
صعد القول بصدورها تقية لانها تشتمل على السهو الذي يخالف مذهب الامامية والعامة رووها بطرق
مختلفة . والصك : كتاب الاقرار بالمال أو غيره .
(2)فروع الكافي 2 : 348 349 .
(3)الروحاء : من عمل الفرع على نحو من اربعين يوما ، أو ست وثلاثين يوما ، أو ثلاثين
على اختلاف ذكره ياقوت ، والفرع : قرية من نواحي المدينة عن يسار السقيا بينها وبين المدينة
ثمانية برد على طريق مكة ، وقيل أربع ليال . وتقدم في الحديث الثاني من الباب الثامن من قصص
آدم عليه السلام وادي الدخيا وغيره ، وذكرنا هناك ما يقتضى المقام ، وبذلك يعرف ان ما تقدم
هناك مصحف راجع 11 : 259
(4)في نسخة : ثم خرج بذريته وهم ذر .
(5)الكور بالضم : موضع الزنابير .
(6)في نسخة : ذر كثير .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه