بحار الأنوار ج76


فلما جاء به إلى رسول الله استوهبه من حسان فوهبه له وأعطاه عوضا منها بئر حاء وسيرين
أمة قبطية فولدت له عبدالرحمن بن حسان ، ولقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلا
حصورا ما يأتى النساء ، وفى لفظ أنه لما بلغه خبر الافك قال : سبحان الله والله ما كشفت
كنف أنثى قط ، فقتل بعد ذلك شهيدا في سبيل الله .
هذا ملخص القصة ، وقد كان الغالب عليها طنطنة القصاصين ، فأعرضنا عن ذكرها
بتفصيلها ، لان العارف بسبك الاثار المختلقة قليل ، وانما ذكرنا منها ما يمكننا النقد عليها
ويصح تمسك العموم بها ، فنقول :
1 - راوية هذا الافك نفس عائشة ، وقد تفرد بنقله ، ولم يرد في سرد غزوة المريسيع
ذكر من ذلك ، وكل من ذكر القصة أفرد لها فصلا عليحدة بعد ذكره غزوة المريسيع
برواية عائشة .
2 - ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن ليخرج معه نساء‌ه في الغزوات ، ولم يرد ذكر من
ذلك في غزوة من غزواته حتى في غزوة بنى المصطلق الا من عائشة في حديثه هذا .
3 - غزا رسول الله بنى المصطلق مغيرا يسرع السير اليهم فهجم عليهم ، لما بلغه أنهم
يجمعون له ، فلم يكن يناسب له مع هذا أن يخرج معه عائشة ولا غيرها .
4 - كان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالجيش فبات به بعض الليل ثم ارتحل بالليل ، ولم
تكن عائشة تحتاج بالليل أن تبعد عن الجيش لقضاء حاجتها ، فكيف لم تسمع همهمة الركبان
وقعقعة السلاح وصهيل الافراس حين قفلوا وأبعدوا ، وكيف لم تعد حتى تدرك القافلة ،
وكيف غلبتها عينها فنامت والحال هذه .
5 - هل كانت عائشة في هذه الغزوة وحدها ، لم تكن معه امرء‌ة أخرى من خادم و
غيره ؟ كيف يكون ذلك ؟ ولو كان معها غيرها كيف لم يخبر الرحالين أن عائشة راحت
لتفقد عقدها ، والهودج خالية عنها .
6 - أشار على على رسول الله أن يسئل الجارية - وهي بريرة مولاة عائشة - فان كانت
هى عندها في سفرتها هذه فكيف لم تخبر الناس أن الهودج خالية ، واذا لم نكن عندها

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه