بحار الأنوار ج82

ثم قال - ره - بعد ذكر جلسة الاستراحة : ويكره الاقعاء فيها وفي الجلوس بين
السجدتين على الاشهر .
ثم قال بعد نقل كلام المحقق وغيره : وصورة الاقعاء أن يعتمد بصدر قدميه على
الارض ويجلس على عقبيه ، قاله في المعتبر ، ونقل عن بعض أهل اللغة أنه الجلوس
على أليتيه ناصبا فخذيه إقعاء الكلب ، والمعتمد الاول ، ومثله قال الشهيد الثاني - ره -
في شرح النفلية ، وشرح الارشاد وغيرهما ، والسيد في المدارك ، ولانطيل الكلام بذكر
كلام غيرهم من أصحابنا فانهم لم يذكروا إلا مثل مانقلنا .
وقال البغوي من علماء العامة في شرح السنة بعد ماروى باسناده عن الحارث
عن علي عليه السلام قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي احب لك ما احب لنفسي وأكره لك
مأكره لنفسي ، لاتقرأ وأنت راكع ، ولا أنت ساجد ، ولا تصل وأنت عاقص شعرك ،
فانه كفل الشيطان ، ولاتقع بين السجدتين :
على كراهية الاقعاء بين السجدتين أكثر أهل العلم ، وقد صح عن عائشة قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وآله ينهى عن عقبة الشيطان والاقعاء قال أبوعبيد : هو جلوس الانسان على
أليتيه ناصبا فخذيه واضعا يديه على الارض من إقعاء الكلب والسبع ، وليس هذا معنى
الحديث من الاقعاء ، وتفسير أصحاب الحديث في عقبة الشيطان وفي الاقعاء واحد ، وهو
أن يضع أليتيه على عقبيه مستوفزا غير مطمئن إلى الارض .
وذهب بعض أهل العلم إلى الاقعاء بين السجدتين ، قال طاوس : قلت لابن عباس
في الاقعاء على القدمين قال : هي السنة ، قال طاوس : رأيت العبادة يفعلون ذلك : عبدالله
ابن عمر ، وابن عباس ، وابن الزبير ، قال أبوسليمان الخطابي وقد روى عن ابن عمر
أنه قال لبنيه : لاتقتدوا بي في الاقعاء فاني إنما فعلت هذا حين كبرت ، وروى عن ابن عمر
أنه كان يضع يديه بالارض بين السجدتين فلا يفارقان الارض حتى يعيد السجود ، و
هكذا يفعل من أقعى ، وكان يفعل ذلك حين كبرت سنه قال الخطابي ويشبه أن يكون
حديث الاقعاء منسوخا ، والاحاديث الثابتة في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله عن
أبي حميد ووائل بن حجر أنه قعد بين السجدتين مفترشا قدمه اليسرى ، وقد رويت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه