بحار الأنوار ج27

ومحبي لله محب ، ومبغضك لي مبغض ، ومبغضي لله تعالى مبغض(1).
24 - ما : المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن ابن عيسى عن
صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال : وجدت
في كتاب ميثم رضي الله عنه يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
فقال لنا : ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا
أصبح عبد سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه ، فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا
ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم
وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار
جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لاصحاب أهل الرحمة(2)، فهنيئا لاصحاب
الرحمة رحمتهم وتعسا لاهل النار مثواهم .
إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبنا من يحب مبغضنا
إن ذلك لايجتمع في قلب واحد ، ماجعل الله لرجل من قلبين(3)يحب بهذا قوما
ويحب بالآخر عدوهم ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا
غش فيه .
نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء ، وأنا وصي الاوصياء ، وأنا حزب الله
ورسوله صلى الله عليه وآله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا
فليمتحن قلبه فان وجد فيه حب من ألب(4)علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل
وميكائيل والله عدو للكافرين(5).


(1)أمالي ابن الشيخ : 82 و 83 .
(2)في المصدر : لاصحاب الرحمة .
(3)في المصدر : من قلبين في جوفه .
(4)أي تجمع وتحشد علينا .
(5)امالي ابن الشيخ : 92 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه