بحار الأنوار ج27

وفارس كانوا في وقت جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام رؤساء الشيعة في الحديث ورواة(1)
الحديث والكلام ، وقد صنفوا الكتب وجمعوا المسائل والروايات وأضافوا أكثر ما
اعتمدوه من الرواية إليه وإلى أبيه محمد عليه السلام وكان لكل إنسان منهم أتباع وتلامذة
في المعنى الذي ينفرد به ، وأنهم كانوا يرحلون من العراق إلى الحجاز في كل عام أو
أكثر أو أقل ثم يرجعون ويحكون عنه الاقوال ويسندون إليه الدلالات ، وكانت
حالهم في وقت الكاظم والرضا عليهما السلام على هذه الصفة ، وكذلك إلى وفاة أبي محمد
العسكري عليه السلام .
وحصل العلم باختصاص هؤلآء بأئمتنا عليهم السلام كما نعلم اختصاص أبي يوسف ومحمد
ابن الحسن(2)بأبي حنيفة ، وكما نعلم اختصاص المزني والربيع بالشافعي واختصاص
النظام بأبي الهذيل ، والجاحظ والاسواري بالنظام .
ولا فرق بين من دفع الامامية عمن ذكرناه ومن دفع من سميناه عمن وصفناه في
الجهل بالاخبار وفي العناد والانكار ، وإذا كان الامر على ماذكرناه لم تخل الامامية في
شهادتها بامامة هؤلآء عليهم السلام من أحد أمرين : إما أن تكون محقة في ذلك صادقة ، أو
مبطلة في شهادتها كاذبة :
فان كانت محقة صادقة في نقل النص عنهم على خلفائهم عليهم السلام مصيبة فيما
اعتقدته(3)من العصمة والكمال ، فقد ثبت إمامتهم على ماقلناه ، وإن كانت كاذبة في
شهادتها مبطلة في عقيدتها فلن يكون كذلك إلا ومن سميناهم من أئمة الهدى عليهم السلام
ضالون برضاهم بذلك ، فاسقون بترك النكير عليهم ، مستحقون للبرآء‌ة من حيث تولوا
الكذابين مضلون للامة لتقريبهم إياهم واختصاصهم بهم من بين الفرق كلها ، ظالمون
في أخذ الزكاة والاخماس عنهم ، وهذا مالا يطلقه مسلم فيمن نقول بامامته .


(1)في نسخة :(ورواية الحديث)وهو الموجود في المصدر .
(2)أى الشيباني .
(3)في نسخة :(اعتقدوه فيهم)وفي المصدر : اعتقدته فيهم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه