بحار الأنوار ج13

بطلبة المؤمن من قومه ، فإنه فر إلى جبل فأتبعه طائفة فوجدوه يصلي والوحوش صفوف
حوله فرجعوا رعبا فقتلهم " سوء العذاب " الغرق أو القتل أو النار .(1)
وقال الطبرسي رحمه الله : " فوقاه الله " أي صرف الله عنه سوء مكرهم فجاء مع
موسى عليه السلام حتى عبر البحر معه " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " أي يعرض آل فرعون على
النار في قبورهم صباحا ومساء فيعذبون ، وقال أبو عبدالله عليه السلام : ذلك في الدنيا قبل يوم
القيامة لان نار القيامة لا يكون غدوا وعشيا ، ثم قال : إن كانوا إنما يعذبون في النار
غدوا وعشيا ففيما بين ذلك هم من السعداء ، ولكن هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة ،
ألم تسمع قوله عزوجل : " ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " وهذا أمر
لآل فرعون بالدخول ، أو أمر للملائكة بإدخالهم في أشد العذاب وهو عذاب جهنم .(2)
1 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن الصادق عليهم السلام قال :
كان حزبيل(3)مؤمن آل فرعون يدعو قوم فرعون إلى توحيد الله ، ونبوة موسى ،
وتفضيل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله على جميع رسل وخلقه ، وتفضيل علي بن أبي طالب عليه السلام
والخيار من الائمة على سائر أوصياء النبيين ، وإلى البراء‌ة من ربوبية فرعون ، فوشى به
الواشون إلى فرعون وقالوا : إن حزبيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعداء‌ك على مضادتك ،
فقال لهم فرعون : ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي ، إن فعل ما قلتم فقد استحق
أشد العذاب على كفره نعمتي ، فإن كنتم(4)عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب
لايثاركم الدخول في مكانه ، فجاء بحزبيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا : أنت تجحد ربوبية
فرعون الملك وتكفر نعماء‌ه ؟ فقال حزبيل : أيها الملك هل جربت علي كذبا قط ؟ قال :
لا ، قال : فسلهم من ربهم ؟ فقالوا : فرعون ، قال : ومن خالقكم ؟ قالوا : فرعون هذا ، قال :
ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا : فرعون هذا ، قال حزبيل :
أيها الملك فاشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي ، وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو


(1)انوار التنزيل 2 : 151 - 153 . م
(2)مجمع البيان 8 : 525 - 526 . م
(3)في نسخة " حزقيل " وفى اخرى " خربيل " في جميع المواضع .
(4)في نسخة : على كفره لنعمتى ، وان كنتم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه