بحار الأنوار ج8

من الشعرة وأحد من السيف ، وهذا مثل مضروب لما يلحق الكافر من الشدة في
عبوره على الصراط ، وهو طريق إلى الجنة وطريق إلى النار ، يسير العبد منه إلى
الجنة ويرى من أهوال النار ، وقد يعبر به عن الطريق المعوج فلهذا قال الله تعالى
وأن هذا صراطي مستقيما(1) فميز بين طريقه الذي دعا إلى سلوكه من الدين و
بين طرق الضلال ، وقال تعالى فيما أمر عباده من الدعاء وتلاوة القرآن : اهدنا
الصراط المستقيم(2) فدل على أن سواه صراط غير مستقيم ، وصراط الله دين الله وصراط
الشيطان طريق العصيان ، والصراط في الاصل على مابيناه هو الطريق ، والصراط
يوم القيامة هو الطريق للسلوك إلى الجنة والنار على ما قد مناه انتهى .
أقول : لا اضطرار في تأويل كونه أدق من الشعرة وأحد من السيف ، وتأويل

الظواهرالكثيرة بلا ضرورة غير جائز ، وسنورد كثيرا من أخبار هذا الباب في باب
أن أميرالمؤمنين عليه السلام قسيم الجنة والنار .

(باب 23) (الجنة ونعيمها ، رزقنا الله وسائر المؤمنين ،

حورها وقصورها وحبورها وسرورها)

الايات ، البقرة 2 وبشرالذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من
تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و
اتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون 25 وقال سبحانه :
والذين آمنوا واعملوا الصالحات اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون 82 وقال
تعالى : وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند
ربه ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون 111 - 112 .


(1)الانعام : 153 .
(2)الفاتحة : 6 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه