بحار الأنوار ج14

فأوحى الله إليه : ارجع إليهم فإنك إن تأتني بعبد آبق أثبتك في اللوح حميدا .(1)
27 نبه : روي أنه مكتوب في حكمة آل داود : حق على العاقل أن لايغفل عن
أربع ساعات : فساعة فيها يناجي ربه ، وساعة فيها يحاسب نفسه ، وساعة يفضي إلى
إخوانه(2)الذين يصدقونه عن عيوب نفسه ،(3)وساعة يخلي بين نفسه ولذتها فيما يحل
ويحمد ،(4)فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات .(5)
28 يه : في الصحيح عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : كانت امرأة على عهد داود عليه السلام
يأتيها رجل يستكرهها على نفسها ، فألقى الله عزوجل في نفسها فقالت له : إنك لاتأتيني
مرة إلا وعند أهلك من يأتيهم ، قال : فذهب إلى أهله فوجد عند أهله رجلا ، فأتى به
داود عليه السلام فقال : يانبي الله أتى إلي مالم يؤت إلى أحد ، قال : وماذاك ؟ قال : وجدت
هذا الرجل عند أهلي ، فأوحى الله عزوجل إلى داود : قل له : كما تدين تدان .(6)
29 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام : ما اعتصم بي عبد من عبادي
دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات والارض ومن فيهن إلا
جعلت له المخرج من بينهن ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من
نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه(7)وأسخت الارض من تحته ،(8)ولم أبال
بأي واد تهالك .(9)


(1)ارشاد القلوب 1 : 208 وفيه : اثبتك في اللوح جميلا .
(2)اي وصل اليهم .
(3)في نسخة : على عيوب نفسه .
(4)في المصدر : فيما يحل ويجمل .
(5)تنبيه الخواطر 2 : 23 .
(6)من لا يحضره الفقيه : 471 .
(7)في المصدر : الا قطعت اسباب السماوات والارض من يديه .
(8)قال المصنف في مرآت العقول : واسخت بالخاء المعجمة وتشديد التاء من السخت
هو الشديد ، وهو من اللغات المشتركة بين العرب والعجم ، أي لا ينبت له زرع ولا يخرج له خير
من الارض ، أو من السوخ وهو الانخساف على بناء الافعال اي خسفت الارض به ، وربما يقرء بالحاء
المهملة من السياحة كناية عن الزلزلة .
(9)اصول الكافي 2 : 63 ، وفي نسخة : هلك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه