بحار الأنوار ج37

وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك(1).
17 - قب : وأما الخبر " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "
فقد أخرجه الشيخان في صحيحهما(2)والنظنزي في الخصائص أنه سئل رجل شافعي
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى
إلا النبوة .
وصنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في طرقه قد تلقته الامة بالقبول إجماعا ، وقد
قال صلى الله عليه وآله : ذلك مرارا ، منها لما خلفه في غزاة تبوك على المدينة والحرم فريدا ، لان
تبوك بعيدة منها(3)فلم يأمن أن يصيروا إليها ، وأنه قد علم أنه لا يكون هناك قتال ، و
خرج في جيش أربعين ألف رجل وخلف جيشا وهو علي وحده ، وقد قال الله تعالى في غيره
" رضوا بأن يكونوا مع الخوالف(4)" الآية ، فما ظنك بالمدينة ليس فيها إلا منافق أو امرأة(5)
قال أبوسعيد الخدري : فلما وصل النبي إلى الجرف(6)أتاه علي عليه السلام فقال : يا نبي
الله زعم المنافقون أنك لما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني ، فقال صلى الله عليه وآله كذبوا ،
إنما خلفتك لما وراي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي ، فرجع علي عليه السلام . وفي روايات
كثيرة : إلا أنه لا بني بعدي ولو كان لكنته . رواه الخطيب في التاريخ وعبدالملك العكبري
في الفضائل وأبوبكر بن مالك وابن الثلاج وعلي بن الجعد في أحاديثهم . وابن فياض في


(1)اليقين : 151 .
(2)في المصدر : في صحيحيهما .
(3)تبوك قرية بين وادى القرى والشام ، بها عين ماء ونخل وكان لها حصن خرب ، وإليها
انتهى النبي صلى الله عليه وآله في غزوته المنسوبة إليها ، كان قد بلغه أنه تجمع إليها الروم و
لخم وجذام ، فوجدهم قد تفرقوا ولم يلق كيدا ، وأقام بها ثلاثة ايام(مراصد الاطلاع 1 : 253).
(4)سورة التوبة : 87 و 93 .
(5)أى إن تخليف رسول الله عليا قد يوهم أنه استثقله وتخفف منه ، كيف لا وقد عاتب الله
سبحانه في غير هذا المورد القاعدين عن الجهاد .
(6)الجرف - بالضم ثم السكون - موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام ، بها كانت
أموال لعمر بن الخطاب ولاهل المدينة(مراصد الاطلاع 1 : 326).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه