بحار الأنوار ج21

وخمسمائة سيف ، فقبل ذلك منه وأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه واله فحقن دمه وصالحه
على الجزية .
وفي كتاب دلائل النبوة للشيخ أبي بكر أحمد البيهقي : أخبرنا أبوعبدالله
الحافظ وذكر الاسناد مرفوعا إلى أبي الاسود عن عروة قال : لما رجع رسول
الله صلى الله عليه واله قافلا من تبوك إلى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق مكر به ناس من
أصحابه ، فتأمروا(1)أن يطرحوه من عقبة في الطريق أرادوا أن يسلكوها معه ، فأخبر
رسول الله صلى الله عليه واله خبرهم ، فقال : من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع
لكم ، فأخذ النبي صلى الله عليه واله العقبة ، وأخذ الناس بطن الوادي إلا النفر الذين أرادوا
المكر ، به استعدوا وتلثموا وأمر رسول الله صلى الله عليه واله حذيفة بن اليمان وعمار بن
ياسر فمشيا معه مشيا ، وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة ، وأمر حذيفة بسوقها ، فبيناهم
يسيرون إذ سمعوا وكزة(2)القوم من ورائهم قد غشوه ، فغضب رسول الله صلى الله عليه واله وأمر
حذيفة أن يراهم ،(3)، فرجع ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم وضربها ضربا(4)
بالمحجن ، وأبصر القوم وهم متلثمون ، فرعبهم الله حين أبصروا حذيفة وظنوا أن
مكرهم قد ظهر عليه ، فأسرعوا حتى خالطوا الناس ، وأقبل حذيفة حتى أدرك
رسول الله صلى الله عليه واله ، فلما أدركه قال : اضرب الراحلة يا حذيفة ، وامش أنت يا عمار
فأسرعوا فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس ، فقال النبي صلى الله عليه واله : يا حذيفة هل عرفت
من هؤلاء الرهط أو الركب أحدا ؟ فقال حذيفة : عرفت راحلة فلان وفلان ، وكان
ظلمة الليل غشيتهم وهم متلثمون ، فقال صلى الله عليه واله : هل علمتم ماشأن الركب وما أرادوا ؟
قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت بي العقبة
طرحوني منها ، قالوا : أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاؤك الناس فتضرب أعناقهم ؟
قال : أكره أن يتحدث الناس ويقولون : إن محمدا قد وضع يده في أصحابه ، فسماهم
لهما ثم قال : اكتماهم .


(1)اى تشاوروا .(2)ركزة خ ل .
(3)في المصدر : أن يردهم .(4)في المصدر : وضربهم ضربا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه