قاهر عدل حكيم لطيف بعباده لا يفعل بهم إلا الاصلح ، وأنه المدبر للعالم ، وبيده
نظامه ، فكلما كان العلم بتلك الامور أتم ، كان الرضا بقضائه أكمل وأعظم . وأيضا
الرضا من ثمرات المحبة ، والمحبة تابعة للمعرفة ، فبعد حصول المحبة لا يأتي من
محبوبه إليه شئ إلا كان أحلى من كل شئ .
20 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن يحيى بن إبراهيم ، عن عاصم بن
حميد ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : الصبر والرضا عن الله رأس
طاعة الله ، ومن صبر ورضى عن الله فيما قضى عليه فما أحب أو كره لم يقض الله
عزوجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له(1).
بيان : مضمونه موافق لحديث بعض الاشياخ ، فان قوله عليه السلام :
ومن صبر ورضى الخ المراد به أن الصبر والرضا وقعا موقعهما فان المقضي
عليه لا محالة خير له ، لا أنه إذا لم يصبر ولم يرض لم يكن خيرا له ، ولو حمل
على هذا الوجه واعتبر المفهوم يحتمل أن يكون الرضا سببا لمزيد الخيرية ، ولو
لم يكن إلا الاجر المترتب على الصبر والرضا لكفى في ذلك مع أنه قد جرب
أن الراضي بالسوء من القضاء تتبدل حاله سريعا من الشدة إلى الرخاء .
وقيل : لابد من القول بأن المفهوم غير معتبر ، أو القول بان ما قضاه الله
شر له لفقده أجر الصبر والرضا ، أو في نظره ، بخلاف الصابر والراضي ، فانه
خير في نظرهما وفي الواقع .
21 كا : عن العدة : عن سهل ، عن البزنظي ، عن صفوان الجمال ، عن
أبي الحسن الاول عليه السلام قال : ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ، ولا
يتهمه في قضائه(2).
22 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن علي بن
هاشم بن البريد ، عن أبيه ، قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : الزهد عشرة أجزاء
(1)الكافي ج 2 ص 60 .
(2)الكافي ج 2 ص 61 .