بحار الأنوار ج93

أيضا عنهم المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وآله من العرب لقوله الذين اخرجوا من
ديارهم وأموالهم ، لان قريشا كانت تأخذ ديار من هاجر منها وأموالهم ، ولم تكن
العرب تفعل ذلك بمن هاجر منها .
ثم أثنى على المهاجرين الذين جعل لهم الخمس وبرأهم من النفاق بتصديقه
إياهم حين قال : فاولئك هم الصادقون لا الكاذبون ، ثم أثنى على الانصار
وذكر ما صنعوا وحبهم للمهاجرين ، وإيثارهم إياهم ، وأنهم لم يجدوا في أنفسهم
حاجة يقول : حزازة مما اوتوا يعني المهاجرين دونهم ، فأحسن الثناء عليهم فقال :
والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في
صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح
نفسه فاولئك هم المفلحون .
وقد كان رجال اتبعوا النبي صلى الله عليه وآله قدوتر هم المسلفون فيما أخذوا من أموالهم
فكانت قلوبهم قد امتلات عليهم ، فلما حسن إسلامهم استغفروا لانفسهم مما كانوا
عليه من الشرك ، وسألوا الله أن يذهب بما في قلوبهم من الغل لمن سبقهم إلى
الايمان ، واستغفروا لهم حتى يحلل ما في قلوبهم ، وصاروا إخوانا لهم ، فأثنى
الله على الذين قالوا ذلك خاصة فقال : والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا
اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا
إنك رؤف رحيم .
فأعطى رسول الله المهاجرين عامة من قريش على قدر حاجتهم فيما يرى لانها
لم تخمس فتقسم بالسوية ، ولم يعط أحدا منهم شيئا إلا المهاجرين من قريش
غير رجلين من الانصار يقال لاحدهما : سهل بن حنيف ، وللاخر سماك بن خرشة
أبودجانة ، فانه أعطاهما لشدة حاجة كانت بهما من حقه ، وأمسك النبي صلى الله عليه وآله
من أموال بني قريظة والنضير مالم يوجف عليه خيل ولا ركاب سبع حائط لنفسه
لانه لم يوجف على فدك خيل أيضا ولاركاب .
وأماخيبر فانها كانت مسيرة ثلاثة أيام من المدينة وهي أموال اليهود ، ولكنه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه