بحار الأنوار ج12

بيان : المراد بالداعي أن يكون طلبه على سبيل التخيير والرضى كما هو المتعارف
فيمن يدعو ضيفا لكرامته ، وبالناعي أن يكون قاهرا طالبا على الجزم والحتم ، وكان
غرض إبراهيم عليه السلام الشفاعة والدعاء لطلب البقاء ليكثر من عبادة ربه إن علم الله صلاحه
في ذلك .
8 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن
أبي بصير ، عن أبي جعفر أو أبي عبدالله عليهما السلام قال : إن إبراهيم عليه السلام لما قضى مناسكه
رجع إلى الشام فهلك ، وكان سبب هلاكه أن ملك الموت أتاه ليقبضه فكره إبراهيم الموت
فرجع ملك الموت إلى ربه عزوجل فقال : إن إبراهيم كره الموت ، فقال : دع إبراهيم
فإنه يحب أن يعبدني ; قال : حتى رأى إبراهيم شيخا كبيرا يأكل ويخرج منه ما يأكله
فكره الحياة وأحب الموت فبلغنا أن إبراهيم أتى داره فإذا فيها أحسن صورة ما رآها قط ،
قال : من أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : سبحان الله من الذي يكره قربك وزيارتك و
أنت بهذه الصورة ؟ فقال : يا خليل الرحمن إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا بعثني
إليه في هذه الصورة ، وإذا أراد بعيد شرا بعثني إليه في غير هذه الصورة ، فقبض عليه السلام
بالشام ، وتوفي بعده إسماعيل وهو ابن ثلاثين ومائة سنة ، فدفن في الحجر مع امه .(1)
9 - ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن
القاسم وغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن سارة قالت لابراهيم عليه السلام : ياإبراهيم قد
كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر أعيننا به فإن الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب
لدعوتك إن شاء ، قال عليه السلام : فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما فأوحى الله عزوجل
إليه : أني واهب لك غلاما عليما ثم أبلوك بالطاعة لي ، قال أبوعبدالله عليه السلام : فمكث
إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاء‌ته البشارة من الله عزوجل وإن سارة قد قالت
لابراهيم : إنك قد كبرت وقرب أجلك ، فلو دعوت الله عزوجل أن ينسئ في أجلك(2)
وأن يمد لك في العمر فتعيش معنا وتقر أعيننا ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، قال :


(1)علل الشرائع : 24 . م
(2)أى يؤخر في أجلك ، يقال : أنسأ الله أجله وفى أجله أى أخره .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه