بحار الأنوار ج12

14 - ل ، مع : على بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس الشجري(1)
عن عمرو بن حفص ، عن عبدالله بن محمد بن أسد ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن يحيى بن
سعيد البصري ، عن ابن جريح ، عن عطا ، عن عتبة بن عمير الليثي ، عن أبي ذر رحمه الله
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أنزل الله على إبراهيم عشرين صحيفة ، قلت : يارسول الله ما كانت
صحف إبراهيم ؟ قال : كانت أمثالا كلها ، وكان فيها : أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك
لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن(2)بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها
وإن كانت من كافر ، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يناجي
فيها ربه عزوجل ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر فيما صنع الله عزوجل إليه ،
وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال ، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات ، واستجمام
للقلوب وتوزيع لها ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه
فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ، وعلى العاقل أن يكون طالبا
لثلاث : مرمة لمعاش ، أو تزود لمعاد ، أو تلذذ في غير محرم ، قلت : يا رسول الله فما كانت
صحف موسى عليه السلام ؟ قال : كانت عبرا كلها ،(3)وفيها : عجب(4)لمن أيقن بالموت كيف
يفرح ؟ ولمن أيقن بالنار لم يضحك ؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها ؟ ولمن
يؤمن بالقدر كيف ينصب ؟ ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل ؟ قلت : يا رسول الله هل في أيدينا
مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى ؟ قال : يا أباذر اقرء " قد أفلح
من تزكي * وذكر اسم ربه فصلى . بل تؤثرون الحيوة الدنيا * والآخرة خير وأبقى *
إن هذا لفي الصحف الاولى . صحف إبراهيم وموسى " .(5)


(1)بفتح الشين والجيم نسبة إلى شجرة وهى قرية بالمدينة ، أو إلى غيرها . وفى الخصال المطبوع
السجرى ، وفى نسخة . السحرى ، ولعلهما مصحف السجزى بكسر السين وسكون الجيم نسبة إلى
سجستان على غير قياس .
(2)في نسخة : ولكنى .
(3)في نسخة : كان عبرا كلها ، وفى المصدر : كانت عبرانية كلها . م
(4)في نسخة : وفيها : عجبا .
(5)الخصال ج 2 : 104 - 105 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه