بحار الأنوار ج44

ومع أبيه ثلاثين سنة ، وبعد تسع سنين ، وقالوا : عشر سنين .
وكان عليه السلام ربع القامة ، وله محاسن كثة(1)وبويع بعد أبيه يوم الجمعة
الحادي والعشرين من شهر رمضان في سنة أربعين ، وكان أمير جيشه عبيدالله بن
العباس ثم قيس بن سعد بن عبادة ، وكان عمره لما بويع سبعا وثلاثين سنة
فبقي في خلافته أربعة أشهر وثلاثة أيام ، ووقع الصلح بينه وبين معاوية في سنة
إحدى وأربعين ، وخرج الحسن إلى المدينة فأقام بها عشر سنين .
وسماه الله الحسن وسماه في التوراة شبرا ، وكنيته أبومحمد ، وأبوالقاسم
وألقابه : السيد ، والسبط ، والامين(2)والحجة ، والبر ، والتقي ، والاثير
والزكي ، والمجتبى ، والسبط الاول ، والزاهد ، وامه فاطمة بنت رسول
الله صلى الله عليه واله وظل مظلوما . ومات مسموما ، وقبض بالمدينة بعد مضي عشر سنين من
ملك معاوية فكان في سني إمامته أول ملك معاوية .
فمرض أربعين يوما ومضى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة
وقيل : سنة تسع وأربعين ، وعمره سعبة وأربعون سنة وأشهر ، وقيل : ثمان وأربعون
وقيل : في سنة تمام خمسين من الهجرة .
وكان بذل معاوية لجعدة بنت محمد بن الاشعث الكندي وهي ابنة ام فروة
اخت أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار ، وإقطاع عشرة ضياع من سقي سورا(3)
وسواد الكوفة ، على أن تسم الحسن عليه السلام وتولى الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه
وقبره بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد(4).


(1)يقال : كث اللحية : اذا اجتمع شعرها وكثر نبته وجعد من غير طول .
(2)في المصدر : الامير .
(3)قال الفيروزآبادى : سورى كطوبى موضع بالعراق وهو من بلد السريانين .
(4)راجع المناقب ج 4 ص 28 و 29 . أقول : قال ابن الاثير : كان سبب موته
أن زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس سقته السم فكان توضع تحته طست وترفع اخرى نحو
أربعين يوما فمات منه ، ولما اشتد مرضه قال لاخيه الحسين : يا أخى سقيت السم ثلاث

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه