بحار الأنوار ج91

هذا الخلق المنكوس ، وعندي عقد تحصن به نفسك ، وتحترز به من الشرور والبلايا
والمكاره والآفات والعاهات كما أنقذني الله منك البارحة ولو لقيت به جيوش الروم
والترك ، واجتمع عليك وعلى غلبتك أهل الارض جميعا ما تهيأ لهم منك شئ باذن
الله الجبار ، وإن أحببت بعثت به إليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك قال : نعم
فاكتب ذلك بخطك وابعثه إلي قال : نعم .
قال ياسر : فلما اصبح ابوجعفر عليه السلام بعث إلي فدعاني ، فلما سرت إليه
وجلست بين يديه ، دعا برق ظبي من ارض تهامة ، ثم كتب بخطه هذا العقد ، ثم
قال : يا ياسر احمل هذا إلى أمير المؤمنين وقل حتى يصاغ له قصبة من فضة منقوش
عليها ما أذكره بعده ، فاذا أراد شدة على عضده ، فليشده على عضده الايمن
وليتوضأ وضوء‌ا حسنا سابغا وليصل اربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب
مرة وسبع مرات آية الكرسي ، وسبع مرات شهد الله ، وسبع مرات والشمس وضحيها
وسبع مرات والليل إذا يغشى ، وسبع مرات قل هو الله أحد ، فاذا فرغ منها فليشده
على عضده الايمن عند الشدائد والنوائب يسلم بحول الله وقوته من كل شئ يخافه
ويحذره ، وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب ولو أنه غزا أهل الروم
وملكهم ، لغلبهم باذن الله ، وبركة هذا الحرز .
وروي أنه لما سمع المأمون من ابي جعفر عليه السلام من أمر هذا الحرز هذه الصفات
كلها غزا أهل الروم فنصره الله تعالى عليهم ، ومنح منهم من المغنم ما شاء الله ، ولم
يفارق هذا الحرز عند كل غزاة ومحاربة ، وكان ينصره الله عزوجل بفضله ، ويرزقه
الفتح بمشيته ، إنه ولي ذلك بحوله وقوته(1).
الحرز : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها ، ألم تر


(1)روى القصة باختلاف يسير في سردها ، القطب الراوندي في الخرائج والجرائح
كما في مختاره ص 207 و 208 ، وقد مر في ج 50 ص 7269 من تاريخ الامام محمد
الجواد عليه الصلاة والسلام ، وفيه نقل كلام من صاحب كشف الغمة ينظر في صحة هذا
الخبر ، راجعه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه