بحار الأنوار ج26

السابق في وقت إمامته ، وإن افيض علي روحه المقدسة مقارنا للافاضة على إمام
الوقت .
ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما مر من الترقي في المعارف الربانية فإنها
ترجع إلى ثلاثة تنقسم إلى خمسة لانها صفات ثبوتية راجعة إلى ثلاث : العلم والقدرة
والارادة ، أو الحياة بدل الارادة ، وصفات سلبية ترجع إلى وجوب الوجود وصفات
فعل كالخالقية والرازقية ، وهذا أحد معاني ما يحدث بالليل والنهار كما عرفت ، و
الله يعلم وحججه عليهم السلام .
54 - ير : محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم أو عمن رواه عنه عن بعض أصحابنا
عن عمر بن يزيد قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : إني سألت أباك عن مسألة
اريد أن أسألك عنها قال : وعن أي شئ تسأل ؟ قال : قلت له : عندك علم رسول الله
صلى الله عليه وآله وكتبه وعلم الاوصيآء وكتبهم ؟ قال : فقال : نعم وأكثر من
ذاك ، سل عما بدا لك .(1)
55 - ير : يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الاعور عن
أبي عبيدة الحذاء قال : كنا زمان أبي جعفر عليه السلام حين مضى عليه السلام نتردد كالغنم لا راعي
لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا با عبيدة من إمامك ؟ قلت : أئمتي آل محمد ،
فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام وهو يقول : من مات
ليس له إمام مات ميتة جاهلية ؟ قلت : بلى لعمري لقد كان ذلك
ثم بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبدالله عليه السلام فرزق الله لنا المعرفة
فدخلت عليه فقلت له : لقيت سالما فقال لي : كذا وكذا ، وقلت له : كذى وكذى .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا ويل لسالم ، ثلاث مرات ، أما يدري سالم ما منزلة
الامام ؟ الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا باعبيدة إنه لم يمت
منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بمثل سيرته ويدعو إلى
مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن اعطى سليمان أفضل مما أعطى


(1)بصائر الدرجات 150 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه