بحار الأنوار ج89

سائر أو قال : بقية القرآن على خير هذه الامة وأقضاهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله
علي بن أبي طالب صلوات الله عليه(1).
أقول : سئل الشيخ المفيد رحمه الله في المسائل السروية : ما قوله أدام
الله تعالى حراسته في القرآن ؟ أهو ما بين الدفتين الذي في أيدي الناس أم هل
ضاع مما أنزل الله تعالى على نبيه منه شئ أم لا ؟ وهل هو ما جمعه أميرالمؤمنين
عليه السلام أم م جمعه عثمان على ما يذكره المخالفون).
الجواب : إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله
وليس فيه شئ من كلام البشر ، وهو جمهور المنزل ، والباقي مما أنزله الله
تعالى قرآنا ، عند المستحفظ للشريعة ، المستودع للاحكام ، لم يضع منه شئ
وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الان لم يجعله في جملة ما جمع لاسباب
دعته إلى ذلك ، منها قصورة عن معرفة بعضه ، ومنه ما شك فيه ، ومنه ما عمد بنفسه
ومنه ما تعمد إخراجه منه .
وقد جمع أميرالمؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره ، وألفه
بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكى على المدني ، والمنسوخ على الناسخ
ووضع كل شئ منه في حقه ، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : أما والله
لوقرئ القرآن كما انزل لالفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا ، وقال
عليه السلام : نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع قصص
وأمثال ، وربع قضايا وأحكام ، ولنا أهل البيت فضائل القرآن .
فصل : غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم أمروا بقراء‌ة ما بين
الدفتين وأن لا نتعداه بلازيادة فيه ولا نقصان منه ، حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرئ
الناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أميرالمؤمنين عليه السلام وإنما نهونا عليهم السلام
عن قراء‌ة ما وردت به الاخبار من أحرف يزيد على الثابت في المصحف ، لانها
لم يأت على التواتر وإنما جاء بالاحاد ، وقد يغلط الواحد فيما ينقله ، ولانه


(1)أمالى الطوسى ج 2 ص 219 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه