بحار الأنوار ج61

قال : اهديت لرسول الله صلى الله عليه وآله بغلة فركبها ، فقال علي عليه السلام(1): لوحملنا الحمير
على الخيل لكانت لنا مثل هذه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما يفعل ذلك الذين
لا يعلمون .
قال ابن حبان : معناه الذين لا يعلمون النهي عنه ، قال الخطابي : يشبه أن
يكون المعنى في ذلك - والله أعلم - أن الحمير إذا حملت على الخيل تعطلت منافع
الخيل وقل عددها وانقطع نماؤها ، والخيل يحتاج إليها للركوب(2)والركض
والطلب ، وعليها يجاهد العدو وبها تحرز الغنائم ، ولحمها مأكول ، ويسهم للفرس
كمايسهم للفارس وليس للبغل شئ من هذه الفضائل ، فأحب النبي صلى الله عليه وآله أن ينمو
عدد الخيل ويكثر نسلها لما فيها من النفع والصلاح ، فاذا كانت الفحول خيلا و
الامهات حميرا فيحتمل أن لا يكون داخلا في النهي إلا أن يتأول متأول أن المراد
بالحديث صيانة الخيل عن مزاوجة الحمير وكراهة اختلاط مائها بمائها ، لئلا يكون
منها الحيوان المركب من نوعين مختلفين ، فان أكثر الحيوان المركب(3)من
جنسين من الحيوان أخبث طبعا من اصولها التي تتولد منها ، وأشد شراسة كالسمع
ونحوه(4).
ثم إن البغل حيوان عقيم ليس لها نسل ولانماء ولا يذكى ولا يزكى ، ثم قال :
ولا أرى هذا الرأى طائلا فان الله تعالى قال : " والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "(5)


(1)في المصدر : " فقالوا : لو " أقول : اى أصحابه صلى الله عليه وآله .
(2)في المصدر : للركوب والعدو والركض .
(3)في المصدر : فان أكثر الحيوانات المركبة من نوعين .
(4)في المصدر : " كالسمع والعسبار ونحوهما " : أقول : السمع بكسر فسكون :
ولد الذئب من الضبع : والعسبار : ولد الذئب او ولد الضبع من الذئب .
(5)النحل : 8 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه