بحار الأنوار ج42

ابن امية ، قال معاوية يا أبا يزيد : ما ظنك بعمك أبي لهب ؟ قال : إذا دخلت النار
فخذ على يسارك تجده مفترشا عمتك حمالة الحطب ، أفناكح في النار خير أم منكوح ؟ !
قال : كلاهما شر والله(1).
وقال في موضع آخر : عقيل بن أبي طالب هو أخو أميرالمؤمنين عليه السلام لابيه
وامه ، وكانوا بنو أبي طالب أربعة : طالب وهو أسن من عقيل بعشر سنين ، وعقيل
وهو أسن من جعفر بعشر سنين ، وجعفر وهو أسن من علي بعشر سنين ، وعلي
عليه السلام وهو أصغر هم سنا وأعظمهم قدرا بل وأعظم الناس بعد ابن عمه قدرا ، وكان
أبوطالب يحب عقيلا أكثر من حبه سائر بنيه ، فلذلك قال للنبي صلى الله عليه واله وللعباس
حين أتياه ليقسما بنيه عام المحل(2)فيخففا عنه ثقلهم : دعوا لي عقيلا وخذوا من
شئتم ، فأخذ العباس جعفرا وأخذ محمد عليا ، وكان عقيل يكنى أبا يزيد ، قال له
رسول الله صلى الله عليه واله : يا أبا يزيد إني احبك حبين : حبا لقرابتك مني وحبا لما
كنت أعلم من حب عمي إياك . اخرج عقيل إلى بدر مكرها كما اخرج العباس
فاسر وفدي وعاد إلى مكة ، ثم أقبل مسلما مهاجرا قبل الحديبية ، وشهد غزاة
مؤتة مع أخيه جعفر ، وتوفي في خلافة معاوية في سنة خمسين ، وكان عمره ست و
تسعون سنة ، وله دار بالمدينة معروفة ، وخرج إلى مكة(3)ثم إلى الشام ثم عاد
إلى المدينة ، ولم يشهد مع أخيه أميرالمؤمنين عليه السلام شيئا من حروبه أيام خلافته
وعرض نفسه وولده عليه فأعفاه ولم يكلفه حضور الحرب ، وكان أنسب قريش و
أعلمهم بأيامها ، وكان مبغضا إليهم ، لانه كان يعد مساويهم ، وكانت له طنفسة(4)
تطرح في مسجد رسول الله فيصلي عليها ، ويجتمع إليه الناس في علم النسب وأيام
العرب ، وكان حينئذ قد ذهب بصره ، وكان أسرع الناس جوابا وأشد هم عارضة


(1)شرح النهج 1 : 481 .
(2)بالفتح فالسكون : انقطاع المطرويبس الارض .
(3)في المصدر : إلى العراق .
(4)الطنفسة - مثلثة الطاء والفاء - : البساط . الحصير . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه