وكان صلى الله عليه وآله يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام ، ويشرب في
الاقداح التي يتخذ من الخشب ، وفي الجلود ، ويشرب في الخزف ، ويشرب بكفيه
يصب الماء فيهما ويشرب ، ويقول : ليس إناء أطيب من اليد ، ويشرب من أفواه القرب و
الاداوى ، ولا يختنثها اختناثا ، ويقول : إن الختناثها ينتنها وكان صلى الله عليه وآله يشرب قائما
وربما شرب راكبا ، وربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو الاداوة ، وفي كل إناء يجده
وفي يديه .
وكان صلى الله عليه وآله يشرب الماء الذي حلب عليه اللبن ، ويشرب السويق ، وكان أحب
الاشربة إليه الحلو ، وفي رواية أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الحلو البارد وكان
صلى الله عليه وآله يشرب الماء على العسل ، وكان يماث له الخبز فيشربه أيضا وكان صلى الله عليه وآله
يقول : سيد الاشربة في الدنيا والآخرة الماء(1).
55 الفقيه : سأل الصادق عليه السلام بعض أصحابه عن ا لشرب بنفس واحد ، فقال : إذا
كان الذي يناول الماء مملوكا فاشرب في ثلاثة أنفاس ، وإن كان حرا فاشربه بنفس واحد .
قال الصدوق رحمه الله : وهذا الحديث في روايات محمد بن يعقوب الكليني(2).
65 المكارم : عنه عليه السلام مثله ثم قال : وبرواية اخرى وهو الاصح عنه
عليه السلام قال : ثلاثة أنفاس في الشراب أفضل من الشراب بنفس واحد ، وكان يكره
أن يشبه بالهيم : قلت : وما الهيم قال : الابل .
57 الدعايم : عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن
الشرب الاكل بالشمال ، وأمر أن يسمى الله الشارب إذا شرب ويحمده إذا فرغ
يفعل ذالك كلما تنفس في الشرب ، ابتدأ أو قطع .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه نهى عن اختناث الاسقية ، وهو أن تثنى أفواه القربة
ثم يشرب منها ، وقيل : إن ذالك نهي عنه لوجهين أحدهما أنه يخاف أن يكون
فيها دابة أوحية فتنساب في الشارب ، والثاني أن ذلك ينتنها .
(1)مكارم الاخلاق 33 32 .
(2)فقيه من لا يحضره الفقيه 3 ر 223 ومثله في المكارم 173 .