بحار الأنوار ج62

فائدة : قال الدميري : السلحفاة البرية بفتح اللام واحدة السلاحف ، قال
أبوعبيدة : وحكى الراوي سلحفة وسلحفاة(1)، وهي بالهآء عند الكافة ، وعند ابن
عبدوس السلحفا بغير هاء ، وذكرها يقال له : غيلم ، وهذا الحيوان يبيض في البر
فما نزل في البحر كان لجأة وما استمر في البركان سلحفاة ، ويعظم الصنفات جدا إلى
أن يصير كل واحد منهما حمل جمل ، وإذا أراد الذكر السفاد والانثى لا تطيعه يأتي
الذكر بحشيشة في فيه خاصيتها أن صاحبها يكون مقبولا فعند ذلك تطاوعه ، وهذه
الحشيشة لا يعرفها إلا قليل من الناس ، وهي إذا باضت صرفت همتها إلى بيضها بالنظر
إليه ولا تزال كذلك حتى يخلق الولد منها إذليس لها أن تحضنه حتى يكمل بحرارتها
لان أسفلها صلب لا حرارة فيه ، وربما تقبض السلحفاة على ذنب الحية وتقمع رأسها
من ذنبها(2)، والحية تضرب بنفسها على ظهر السلحفاة وعلى الارض حتى تموت ،
ولذكرها ذكران وللانثى فرجان ، والذكر يطيل المكث في السفاد ، والسلحفاة
مولعة بأكل الحيات ، فاذا أكلتها أكلت بعدها سعترا ، والترس الذي على ظهرها
وقايتها(3).
وقال : السلحفاة البحرية : اللجاة بالجيم وهي تعيش في البر والبحر ، و
اللجاة البحرية لها لسان في صدورها من أصابتها به من الحيوان قتله ، ولها حيلة
عجيبة في صيدها من طائر أو غيره ، وذلك أنها تغوص في الماء ، ثم تتمرغ في التراب ،
ثم تكمن للظبى(4)في مواضع شربها فيختفي عليه لونها فتمسكه وتغوص به في الماء
حتى يموت ، وقال أرسطاطاليس في النعوت : ما خرج من بيض اللجاة مستقبل البحر
صار إلى البر ، وكلهن يردن الماء لانهن


(1)في المصدر : وحكى الرواسى سلحفية مثل بلهنية .
(2)في المصدر : فتقطع رأسها وتمضغ من ذنبها .
(3)حياة الحيوان 2 : 17 .
(4)في المصدر : للطير .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه