بحار الأنوار ج47

بينهما ، ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به .
فقال : اريد أن اناظرك في الاستطاعة فقال للطيار : كلمه فيها قال : فكلمه
فما ترك يكشر ، فقال اريد اناظرك في التوحيد فقال لهشام بن سالم : كلمه فسجل
الكلام بينهما ثم خصمه هشام ، فقال اريد أن أتكلم في الامامة فقال : لهشام بن
الحكم كلمه يا أبا الحكم فكلمه ما تركه يرتم ولا يحلي ولا يمر ، قال : فبقي
يضحك أبوعبدالله عليه السلام حتى بدت نواجده .
فقال الشامي : كانك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟
قال : هو ذلك ، ثم قال يا أخا أهل الشام أما حمرن فحرفك فحرت له فغلبك
بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه ، وأما أبان بن تغلب فمغث حقا بباطل
فغلبك . وأما زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك ، وأما الطيار فكان كالطير يقع ويقوم
وأنت كالطير المقصوص(لا نهوض لك)(1)وأما هشام بن سالم قام حبارى يقع ويطير
وأما هشام بن الحكم فتكلم بالحق فما سوغك بريقك ، يا أخا أهل الشام إن الله
أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما إلى الناس ، ثم بعث
أنبياء يفرقون بينهما ، فعرفها الانبياء والاوصياء فبعث الله الانبياء ليفرقوا ذلك
وجعل الانبياء قبل الاوصياء ليعلم الناس من فضل الله ومن يختص ، ولو كان الحق
على حدة والباطل على حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس إلى نبي
ولا وصي ، ولكن الله خلطهما وجعل يفرقهما الانبياء والائمة عليهم السلام
من عباده .
فقال الشامي : قد أفلح من جالسك فقال أبوعبدالله عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله
يجالسه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل يصعد إلى السمآء فيأتيه الخبر من عند
الجبار ، فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك ، فقال الشامي : اجعلني من شيعتك و
علمني فقال أبو عبدالله عليه السلام لهشام : علمه فإني احب أن يكون تلماذا لك .
قال علي بن منصور وأبومالك الخضرمي : رأينا الشامي عند هشام بعد موت


(1)مابين القوسين زيادة من المصدر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه