بحار الأنوار ج72

في نور يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ، أو المراد بها الشدائد والاهوال كما
قيل في قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر (1).
64 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، عن
زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها في نفسه
أو ماله ، وأما الظلم الذي بينه وبين الله فاذا تاب غفر له(2).
بيان : ذكر النفس والمال على المثال لمامر وسيأتي من إضافة الولد ، وفيه
إشعار بأن رد المظالم ليس جزء‌ا من التوبة بل من شرائط صحته .
65 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة
جبار من الجبارين أن ائت هذا الجبار فقل له إني لم أستعملك على سفك الدماء
واتخاذ الاموال ، وإنما استعملك لتكف عني أصوات المظلومين فاني لن أدع
ظلامتهم ، وإن كانوا كفارا(3).
بيان : الظلامة بالضم ما تطلبه عند الظالم ، وهو اسم ما أخذ منك ، وفيه دلالة
على أن سلطنة الجبارين أيضا بتقديره تعالى ، حيث مكنهم منها وهيأ لهم أسبابها
ولا ينافي ذلك كونهم معاقبين على أفعالهم ، لانهم غير مجبورين عليها ، مع أنه يظهر
من الاخبار أنه كان في الزمن السابق السلطنة الحق لغير الانبياء والاوصياء أيضا
لكنهم كانوا مأمورين بأن يطيعوا الانبياء فيما يأمرونهم به ، وقوله : فانى لن أدع
ظلامتهم تهديد للجبار بزوال ملكه ، فان الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى
مع الظلم .
66 كا : عن الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن علي بن
أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من أكل مال أخيه
ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة(4).


(1)الانعام : 63 .(2)الكافى ج 2 ص 332 .
(3 و 4)الكافى ج 2 ص 333 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه