بحار الأنوار ج89

واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد
المضروبة دون الغيوب ، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب
فقالوا : آمنا به كل من عند ربنا ، فمدح الله عزوجل اعترافهم بالعجز عن تناول
ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق في حاله ، ما لم يكلفهم البحث عنه
منهم رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك ، فتكون من
الهالكين(1).
9 شى : عن أبي عبدالرحمن السلمي أن عليا عليه السلام مر على قاض ، فقال :
هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال : لا ، فقال : هلكت وأهلكت تأويل كل
حرف من القرآن على وجوه(2).
10 شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ليس شئ أبعد من عقول
الرجال من تفسير القرآن إن الاية تنزل أولها في شئ ، وأوسطها في شئ ، وآخرها
في شئ ، ثم قال :(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا)من ميلاد الجاهلية(3).
11 شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من فسر القرآن
برأيه فأصاب لم يوجر ، وإن أخطأ كان إثمه عليه(4).
12 شى : عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ما علمتم فقولوا
وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ، فان الرجل ينزع بالاية فيخر بها أبعد ما بين
السماء والارض(5).
13 شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من فسر القرآن
برأيه إن أصاب لم يوجر ، وإن أخطأ فهو أبعد من السماء(6).


(1)روى هذه الخطبة في النهج تحت الرقم 89 من الخطب مع اختلاف .
(2)تفسير العياشى ج 1 ص 12 .
(3)تفسير العياشى ج 1 ص 17 ، والاية في سورة الاحزاب : . 33
(4 6(تفسير العياشى ج 1 ص 17 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه