بحار الأنوار ج23

ذلك ؟ فقال هشام : سله عما بدا لك ، قال :(1)قطعت عذري ، فعلي السؤال ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : أنا أكفيك المسألة يا شامي ، اخبرك عن(2)مسيرك وسفرك
خرجت يوم كذا ، وكان طريقك كذا ، ومررت على كذا ، ومر بك كذا ، فأقبل
الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول : صدقت والله ، ثم قال الشامي :
أسلمت لله الساعة ، فقال له أبوعبدالله : بل آمنت بالله الساعة إن الاسلام قبل الايمان
وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والايمان عليه يثابون ، قال الشامي : صدقت فأنا
الساعة أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك وصي الانبياء(3)
قال : فأقبل أبوعبدالله عليه السلام على حمران فقال : يا حمران تجري الكلام على الاثر
فتصيب ، والتفت إلى هشام بن سالم فقال : تريد الاثر ولا تعرف ، ثم التفت إلى
الاحول فقال : قياس رواغ(4)تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر ، ثم التفت
إلى قيس الماصر فقال : تتكلم وأقرب ما تكون من الخبر عن الرسول صلى الله عليه وآله أبعد
ما تكون منه ، تمزج الحق بالباطل ، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل ، أنت
والاحول قفازان حاذقان ، قال يونس بن يعقوب : فظننت والله أنه عليه السلام يقول
لهشام : قريبا مما قال لهما ، فقال عليه السلام : يا هشام لا تكاد تقع ، تلوي رجليك إذا
هممت بالارض طرت ، مثلك فليكلم الناس ، اتق الزلة والشفاعة من وراء‌ك(5).
بيان : قوله عليه السلام : " فأنت إذا شريك رسول الله صلى الله عليه وآله " يدل على بطلان الكلام
الذي لم يؤخذ من الكتاب والسنة ، وقيل : لما كانت مناظرته في الامامة والمناط
فيها قول الشارع قال له ذلك ، لانه إذا بنى أمرا لابد فيه من الرجوع إلى الشارع
على قول الرسول ، وقوله معا يلزمه الشركة معه صلى الله عليه وآله في الرسالة ، فلما نفى


(1)في الاحتجاج والكافى : قال الشامى .
(2)في النسخة المطبوعة : عن سيرك .
(3)في النسخة المطبوعة : الاوصياء .
(4)اى كثير الخداع والمكر .
(5)الاحتجاج : 198 - 200 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه