بحار الأنوار ج82

بالدنيا وأن الله لن يجمع لنا بين النبوة والخلافة ، وصدقه عمر وأبوعبيدة و
سالم مولى حذيفة على ذلك ، وزعموا أنهم سمعوا هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وآله
كذبا وزورا فشبهوا على الانصار والامة ، والنبي صلى الله عليه وآله قال : من كذب على متعمدا
فليتبوء مقعده في النار .
وقوله :(وعقبة ارتقوها)إشارة إلى أصحاب العقبة وهم أبوبكر وعمر و
عثمان وطلحة والزبير وأبوسفيان ومعاوية ابنه وعتبة بن أبي سفيان وأبوالاعور
السلمي والمغيرة بن شعبة وسعد بن أبي وقاص وأبوقتادة وعمرو بن العاص وأبو -
موسى الاشعري اجتمعوا في غزوة تبوك على كؤد لايمكن أن يجتاز عليها إلا فرد رجل
أو فرد جمل ، وكان تحتها هوة مقدار ألف رمح من تعدى عن المجرى هلك من وقوعه
فيها ، وتلك الغزوة كانت في أيام الصيف . والعسكر تقطع المسافة ليلا فرارا من
الحر فلما وصلوا إلى تلك العقبة أخذوا دبابا كانوا هيؤها من جلد حمار ، ووضعوا
فيها حصى وطرحوها بين يدي ناقة النبي صلى الله عليه وآله لينفروها به فتلقيه في تلك الهوة
فيهلك صلى الله عليه وآله .
فنزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله بهذه الاية(يحلفون بالله ما قالوا ولقد
قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بمالم ينالوا)(1)الاية وأخبره
بمكيدة القوم ، فأظهر الله تعالى برقا مستطيلا دائما حتى نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى القوم
وعرفهم وإلى هذه الدباب التي ذكرناها أشار عليه السلام بقوله :(وباب دحرجوها)وسبب
فعلهم هذا مع النبي صلى الله عليه وآله كثرة نصه على علي عليه السلام بالولاية والامامة والخلافة ،
وكانوا من قبل نصه أيضا يسوؤنه لان النبي صلى الله عليه وآله سلطه على كل من عصاه من طوائف
العرب ، ققتل مقاتليهم ، وسبا ذراريهم ، فما من بيت إلا وفي قلبه ذحل ، فانتهزوا في
هذه الغزوة هذه الفرصة ، وقالوا إذا هلك محمد صلى الله عليه وآله رجعنا إلى المدينة ، ونرى رأينا
في هذا الامر من بعده ، وكتبوا بينهم كتابا فعصم الله نبيه منهم ، وكان من فضيحتهم
ما ذكرناه .


(1)براء‌ة : 74 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه