بحار الأنوار ج46

33 قب كتاب الارشاد(1)الزهري قال سعيد بن المسيب : كان الناس

لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين ، فخرج وخرجت معه فنزل في
بعض المنازل فصلى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه
ففزعت منه فرفع رأسه ، فقال : يا سعيد أفزعت ؟ قلت : نعم يا ابن رسول الله ، قال :
هذا التسبيح الاعظم ، وفي رواية سعيد بن المسيب : كان القراء لايحجون حتى
يحج زين العابدين عليه السلام وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض ، ويمنع نفسه
فسبق يوما إلى الرحل فألفيته وهو ساجد ، فوالذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر
والمدر والرحل والراحلة يردون عليه مثل كلامه(2).
وذكر(فصاحة)الصحيفة الكاملة عند بليغ في البصرة فقال : خذوا عني حتى
املي عليكم وأخذ القلم وأطرق رأسه فما رفعه حتى مات .
حلية أبي نعيم ، وفضائل أبي السعادات : روى أبوحمزة الثمالي ، ومنذر
الثوري ، عن علي بن الحسين عليه السلام قال : خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط
فاتكيت عليه ، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ، ثم قال : يا
علي بن الحسين ! ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ أعلى الدنيا حزنك ؟ فرزق الله حاضر
للبر والفاجر ، قلت : ما على هذا حزني وإنه لكما تقول ، قال : فعلى الآخرة ؟
فهو ودع صادق يحكم فيه ملك قاهر فعلام حزنك ؟ قال : قلت : أتخوف من فتنة
ابن الزبير ، قال : فضحك ثم قال : يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا توكل
على الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، قال . يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا خاف الله فلم
ينجه ؟ قلت : لا ، فقال : يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه ؟
قلت : لا ، ثم نظرت فإذا ليس قد امي أحد ، وكان الخضر عليه السلام(3).


(1)لم نعثر عليه في نسخة الارشاد المطبوعة بايران سنة 1308 وهى التى راجعناها
في التعليق في المقام .
(2)مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 279 .
(3)مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 279 ، واخرجه الراوندى في الخرايج والجرايح
ص 196 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه