بحار الأنوار ج66

بيان : كأن ابن سعيد كان يقول بالتفويض ، وكان لايقول بمدخلية هداية
الله تعالى وتوفيقه وخذلانه في أعمال العباد ، وهذا هو مراده بالقول بالقدر ، فلذا
عده عليه السلام من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، وحرك يده مترددا في
قبوله ورده وقال :(ما أعرفه من موالي أميرالمؤمنين)لهذا القول ، ويحتمل أن
يكون(من موالي أميرالمؤمنين)استفهاما من السائل ، فقال أبوبكر : إنه يزعم
أنه ليس لله مدخل أصلا في سلطنة هشام بن عبدالملك ، وكان من خلفاء بني امية
فأنكر عليه السلام هذا القول ، وقال : إن الله جعل لابليس دولة ، ولخذلانه تعالى
وترك ألطافه بالنسبة إلى العباد ، لعدم استحقاقهم بسوء أعمالهم مدخل في ذلك كذا
خطر بالبال ، والله أعلم بحقيقة المقال .
23 - شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله(وآخرون اعترفوا
بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)قال : اولئك قوم مذنبون ، يحدثون في
إيمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهها ، فاولئك(عسى الله أن يتوب عليهم)(1).
24 - شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلنا له : من وافقنا من
علوي أو غيره توليناه ، ومن خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره ، قال : يا زرارة
قول الله أصدق من قولك ، أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا(2).
25 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام(ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأخرين)قال : هم المؤمنون من هذه الامة(3).
26 - كش : عن محمد بن مسعود ، عن محمد بن نصير قال : حدثني محمد بن عيسى
وحمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن القاسم الصيقل رفع الحديث إلى أبي عبدالله عليه السلام قال :
كنا جلوسا عنده ، فتذاكرنا رجلا من أصحابنا ، فقال بعضنا : ذلك ضعيف ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : إن كان لايقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى
تكونوا مثلنا(4).


(1 و 2)تفسير العياشى ج 2 : 106 .
(3)المصدر نفسه والاية في الحجر : 24 .
(4)رجال الكشى ص ، ولم تجده .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه