بحار الأنوار ج84

كل يوم هو في شأن ا في كل يوم ووقت له شأن بديع وخلق جديد اي يحدث
اشخاصا ويجدد أحوالا كما ورد في الحديث من شأنه يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، و
يرفع قوما ، ويضع آخرين ، وهو رد لقول اليهود لعنهم الله يد الله مغلولة وقولهم
إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا وقول الحكماء والمنكرين للبداء كما مر
تحقيقه .
مبتولا اي مجوزما مقطوعا لا تزلزل ولا بداء فيه ، قال الجوهري : بتلت
الشئ أبتله بالكسر بتلا إذا أبنته من غيره ، ومنه قولهم : طلقتها بتة بتلة ، وقال :
الاخبات الخشوع ، وقال : أضفت الرجل وضيفته إذا أنزلته بك ضيفا وقريته ، وفي
بعض النسخ وأصفني بالصاد المهملة من اصفيته اي أخترته ، يقال : اصفيته الود
اي أخلصته له ، ذكره الجوهري .
وقال : الوسيلة ما يتقرب به إلى الغير يقال : وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل
إليه بوسيلة ، إذا تقرب إليه بعمل ممن تنظر إليه النظر كناية عن الرحمة واللطف
ووجهه سبحانه ذاته أوتوجهه المشتمل على الكرم ، وقد يقال : وجه الله رضاه كما في قوله
سبحانه وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله (1)قالوا : اي رضاه ، لان الانسان إذا
رضي عن غيره أقبل بوجهه عليه ، وإذا كرهه أعرض بوجهه عنه ، فهو من قبيل إطلاق
السبب على المسبب .
والفلاح الفوز والنجاة ، والنجاح الظفر بالحوائج ، وأنجح الرجل صار ذا نج
وشفعتني على بناء التفعيل أي قبلت شفاعتي ، والرياء اي يرى الناس عمله ، والسمعة
أن يسمعهم بعده ، والاشر والبطر بالتحريك فيما شدة المرح والفرج والطغيان ، و
الدعة السكون ، والخفض سعة العيش ، والعصمة أي من المعاصي أو الاعم منها ومن
شر الاعادي نور السماء أي منورها بنور الوجود والكمالات والانوار الظاهرة وبنور
وجهه اي ذاته المنير اشرقت السموات والارضون بتلك الانوار .
وبديع السماء أي مبدعها ، والصريخ المغيث ، والمستصرخ المستغيث ، واللجج


(1)البقرة : 272 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه