بحار الأنوار ج26

ونزهته عن صفاتنا ، فلماشاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إلا الله ،
وأنا عبيد ولسنابآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه ، فقالوا : لا إله إلا الله .
فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم
المحل إلا به(1)، فلما شاهدوا ما جعله(2)لنا من العز والقوة قلنا : لا حول ولا قوة
إلا بالله(3)لتعلم الملائكة أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله .
فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله
لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه(4)فقالت الملائكة :
الحمدلله ، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده .
ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه ، وأمر الملائكة بالسجود له
تعظيما لنا وإكراما ، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة ، لكوننا
في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون .
وإنه لما عرج بي إلى السمآء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ، ثم
قال لي : تقدم يا محمد ، فقلت له : يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال : نعم ، لان الله تبارك
وتعالى فضل أنبيآء‌ه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة ، فتقدمت فصليت بهم
ولا فخر .
فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل : تقدم يا محمد وتخلف عني
فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال : يا محمد إن(5)انتهاء حدي الذي


(1)في الاكمال : من ان ينال ، وانه عظيم فلما .
(2)في الاكمال والعيون : ما جعله الله لناوفى الاكمال : والقدرة مكان :
والقوة .
(3)في الاكمال : الا بالله العلى العظيم .
(4)في نسخة : على نعمته .
(5)في الاكمال : ان هذا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه