بحار الأنوار ج61

معرفة الاله ، وطلب الرزق ، ومعرفة الذكر والانثى ، وتهيأكل واحد منهما
لصاحبه .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة يعج
إلى الله تعالى يقول يا رب إن هذا قتلني عبثا لم ينتفع بي ولم يدعني فآكل من حشارة(1)الارض .
الثاني أن المراد كونها أمثالكم في كونهاامما وجماعات ، وفي كونها مخلوقة
بحيث يشبه بعضهابعضا ويأنس بعضها ببعض ويتوالد بعضها من بعض ، إلاأن للسائل
أن يقول : حمل الآية على هذاالوجه لا يفيد فائدة معتبرة ، إذ معلوم لكل أحد
كونها كذلك .
الثالث : أن المراد أنها أمثالنا في أن دبرها الله تعالى وخلقها وتكفل
برزقها ، وهذا يقرب من القول الثاني فيما ذكر .
الرابع : أن المراد أنه تعالى كما أحصى في الكتاب كل ما يتعلق بأحوال
البشر من العمر والرزق والاجل والسعادة والشقاوة ، فكذلك أحصى في الكتاب جميع هذه الاحوال في حق كل الحيوانات ، قالوا : والدليل عليه قوله تعالى : " ما فرطنا
في الكتاب من شئ " .
والخامس : أنه أراد تعالى أنها أمثالها(2)في أنها تحشر يوم القيامة وتوصل(3)
إليها حقوقها كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يقتص للجماء من القرناء .
السادس : ما رواه الخطابي عن سفيان بن عيينة أنه لما قرأ هذه الآية قال :
ما في الارض آدمي إلا وفيه شبه من بعض البهائم ، فمنهم من يقدم إقدام الاسد
ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ومنهم من يتطوس


(1)في المصدر :(خشاش الارض)والمعنى واحد وهو حشرات الارض .
(2)في المصدر : امثالنا .
(3)في المصدر : يوصل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه