قوله : في الفدادين ، قال الجزري : الفدادون بالتشديد : الذين تعلوا
أصواتهم في حروثهم ومواشهيم ، يقال : يفد الرجل يفد فديدا : إذا اشتد صورته ، و
قيل : هم المكثرون من الابل ، وقيل : هم الجمالون والبقارون والحمارون و
الرعيان ، وقيل : إنما هم الفدادين مخففا ، واحدها فدان مشددا ، وهو البقر
الذي يحرث بها ، وأهلها أهل جفاء وقسوة . قوله : أصحاب الوبر أي أهل البوادي
فإن بيوتهم منه قوله : من حيث يطلع قرن الشمس ، قال الجوهري : قرن الشمس
أعلاها ، وأول ما يبدو منها في الطلوع .
أقول : لعل المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في شرقي المدينة
وفي روايات المخالفين حيث يطلع قرن الشمس ، ومذحج كمسجد : أبوقبيلة من
اليمن ، وحضرموت : اسم بلد وقبيلة أيضا ، وعامر بن صععصة أبوقبيلة ، وبجيلة
كسفينة : حي باليمن ، ورعل بالكسر وذكوان بالفتح : قبيلتان من سليم ، ولحيان
أبوقبيلة ، وفي القاموس مخوس كمنير ومشرح وجمد ، وأبضعة : بنو معدي كرب الملوك
الاربعة الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولعن اختهم العمردة وفدوا مع الاشعث
فأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير ، فقال نائحتهم :
يا عين بكي لي الملوك الاربعة .
قوله صلى الله عليه وآله : لعن الله المحلل ، قال في النهاية : فيه لعن الله المحلل والمحلل
له ، وفي رواية المحل والمحل له ، وفي حديث بعض الصحابة : لا اوتي بحال ولا
محلل إلا رجمته ، جعل الزمخشري هذا الاخير حديثا لا أثرا ، وفي هذه اللفظة ثلاث
لغات : حللت وأحللت وحللت ، فعلى الاولى جاء الاول ، يقال : حلل فهو محلل
ومحلل له ، وعلى الثانية جاء الثاني تقول : أحل فهو محل ومحل له ، وعلى الثالثة
جاء الثالث تقول : حللت فأنا حال وهو محلول له ، والمعنى في الجميع هو أن يطلق
الرجل امرأته ثلاثا فيتزوجها رجل آخر على شريطة أن يطلقها بعد وطيها لتحل
لزوجها الاول ، وقيل : سمي محللا بقصده إلى التحليل كما يسمى مشتريا إذا
قصد الشراء انتهى .