بحار الأنوار ج6

وقال محمد بن علي عليه السلام : قيل لعلي بن الحسين عليه السلام : ما الموت ؟ قال : للمؤمن
كنزع ثياب وسخة قملة ، وفك قيود وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها
روائح ، وأوطئ المراكب ، وآنس المنازل ، وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل عن منازل أنيسة ، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل وأعظم العذاب .
وقيل لمحمد بن علي عليه السلام : ما الموت ؟ قال : هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة ،
إلا أنه طويل مدته ، لا ينتبه منه إلا يوم القيامة ، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح
ما لا يقادر قدره ومن أصناف الاهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه ؟
هذا هو الموت فاستعدوا له . " ص 83 "
بيان : النكد الشدة والعسر . والثبور : الهلاك :
10 - مع : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري ، عن
آبائه عليهم السلام قال : دخل موسى بن جعفر عليه السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو
لا يجيب داعيا فقالوا له : يابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا ؟
فقال : الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر
وزر بقي عليهم ، وتصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو
آخر ثواب حسنة تكون لهم ، وأما صاحبكم هذا فقد نخل(1)من الذنوب نخلا وصفي
من الآثام تصفية ، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ ، وصلح لمعاشرتنا أهل
البيت في دارنا دار الابد . " ص 83 - 84 "
11 - مع : بهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليه السلام قال : مرض رجل من أصحاب
الرضا عليه السلام فعاده فقال : كيف تجدك ؟ قال : لقيت الموت بعدك - يريد ما لقيه من شدة
مرضه - فقال : كيف لقيته ؟ فقال : أليما شديدا ، فقال : ما لقيته إنما لقيت ما ينذرك
به ، ويعرفك بعض حاله ، إنما الناس رجلان : مستريح بالموت ، ومستراح به منه ،


(1)نخل الدقيل : غربله وأزال نخالته ، ونخل الشئ : اختاره وصفاه .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه