بحار الأنوار ج48

فاذا هو ببعير يخب فقال : هشام ورب الكعبة ، فظننا أن هشاما رجل من ولد
عقيل كان شديد المحبة لابي عبدالله عليه السلام فاذا هشام بن الحكم قد ورد وهو أول ما
اختطت لحيته ، وليس فينا إلا من هو أكبر منه سنا .
قال : فوصع إليه أبو عبدالله عليه السلام وقال : ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ، ثم
قال لحمران : كلم الرجل يعني الشامي فتكلم حمران ، فظهر عليه ثم قال :
ياطاقي كلمه فكلمه فظهر عليه محمد بن النعمان ، ثم قال : ياهشام بن سالم كلمه
فتعارفا ثم قال لقيس الماصر : كلمه فكلمه وأقبل أبوعبدالله عليه السلام فتبسم من كلامهما
وقد استخذل الشامي في يده ثم قال للشامي : كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم
فقال : نعم .
ثم قال الشامي لهشام : ياغلام سلني في إمامة هذا يعني أبا عبدالله عليه السلام
فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال : أخبرني ياهذا أربك أنظر لخلقه ؟ أم هم لانفسهم ؟
فقال الشامي : بل ربي أنظر لخلقه قال : ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا ؟ قال : كلفهم
وأقام لهم حجة ودليلا على ماكلفهم ، وأزاح في ذلك عللهم ، فقال له هشام : فما
هذا الدليل الذي نصبه لهم ؟ قال الشامي : هو رسول الله صلى الله عليه وآله قال هشام : فبعد
رسول الله صلى الله عليه وآله من ؟ قال : الكتاب والسنة .
قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه ، حتى رفع
عنا الاختلاف ، ومكننا من الاتفاق ؟ قال الشامي : نعم فقال له هشام : فلم اختلفنا
نحن وأنت ، وجئت لنا من الشام تخالفنا ، وتزعم أن الرأي طريق الدين
وأنت مقر بأن الرأي لايجمع على القول الواحد المختلفين ؟ فسكت الشامي
كالمفكر .
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : مالك لاتتكلم ؟ قال : إن قلت : إنا ما اختلفنا
كابرت ، وإن قلت : إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف ، أبطلت ، لانهما
يحتملان الوجوه ، لكن لي عليه مثل ذلك فقال له أبوعبدالله عليه السلام : سله تجده مليا .
فقال الشامي لهشام : من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم ؟ فقال هشام : بل ربهم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه