بحار الأنوار ج81

السماء السادسة فيقول الملك : قفوا أنا صاحب الرحمة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه
واطمسوا عينيه لان صاحبه لم يرحم شيئا إذا أصاب عبدا من عباد الله ذنبا للآخرة
أو ضرا في الدنيا شمت به ، أمرني ربي أن لاأدع عمله يجاوزني .
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد بفقه واجتهاد وورع ، وله صوت كالرعد ،
وضوء كضوء البرق ، ومعه ثلاثة آلاف ملك ، فتمر به إلى ملك السماء السابعة
فيقول الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحب ، أنا ملك الحجاب ، أحجب كل
عمل ليس لله إنه أراد رفعة عند القواد ، وذكرا في المجالس ، وصيتا في المدائن أمرني
ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري مالم يكن لله خالصا .
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة
وحسن خلق وصمت وذكر كثير تشيعه ملائكة السماوات والملائكة السبعة بجماعتهم ، فيطوف
الحجب كلها حتى يقوموا بين يديه سبحانه ، فيشهدوا له بعمل ودعاء ، يقول الله أنتم
حفظة عمل عبدي ، وأنا رقيب على مافي نفسه ، إنه لم يردني بهذا العمل ، عليه لعنتي
فتقول الملائكة : عليه لعنتك ولعنتنا .
قال : ثم بكى معاذ قال : قلت : يارسول الله صلى الله عليه وآله ماأعمل قال : اقتد بنبيك
يامعاذ في اليقين ، قال : قلت أنت رسول الله وأنا معاذ قال صلى الله عليه وآله : وإن كان في عملك
تقصير يا معاذ فاقطع لسانك عن إخوانك ، وعن حملة القرآن ، ولتكن ذنوبك عليك
لاتحملها على إخوانك ، ولاتزك نفسك بتذميم إخوانك ، ولا ترفع نفسك بوضع
إخوانك ، ولا تراء بعملك ، ولا تدخل من الدنيا في الآخرة ، ولاتفحش في مجلسك
لكي يحذروك بسوء خلقك ، ولاتناج مع رجل وأنت مع آخر ، ولاتتعظم على الناس
فينقطع عنك خيرات الدنيا ولاتمزق الناس فتمزقك كلاب أهل النار ، قال الله تعالى :
والناشطات نشطا (1)أقتدري ما الناشطات ؟ كلاب أهل النار تنشط اللحم والعظم قلت :
ومن يطيق هذه الخصال ؟ قال : يا معاذ أما إنه يسير على من يسره الله عليه .
قال : وما رأيت معاذا يكثر تلاوة القرآن كما يكثر تلاوة هذا الحديث .


(1)النازعات : 2 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه