بحار الأنوار ج77

قوله يا محمد إلى آخره ، ثم حذف المبتدأ مدلولا عليه بقوله قال يا محمد الخ
وعلى قول الزجاج وهو كون إذا ظرف زمان يكون مبتدأ مخرجا عن
الظرفية ، خبره بينا وبينما ، فالمعنى حنيئذ وقت قول أمير المؤمنين عليه السلام حاصل
بين أوقات جلوسه يوما من الايام مع محمد ابن الحنفية .
قول ائتني يدل على أن طلب إحضار الماء ليس من الاستعانة المكروهة ،
وقال الجوهري : كفأت الاناء كببته وقلبته فهو مفكوء ، وزعم ابن الاعرابي
إلى أن أكفأته لغة انتهى ، ويظهر من الخبر أن أكفأته لغة فصيحة إن صح الضبط
وفي الكافي فصبه .
قوله عليه السلام بيده اليمنى كذا في النسخ الفقيه والكافي وبعض النسخ التهذيب
وفي أكثرها بيده اليسرى على يده اليمنى ، وعلى كلتا النسختين الاكفاء إما للاستنجاء
أو لغسل اليد قبل إدخالها الاناء ، والاول أظهر ، ويؤيده استحباب الاستنجاء
باليسرى على نسخة الاصل ، وعلى الاخرى يمكن أن يقال : الظاهر أن الاستنجاء
باليسرى إنما يتحقق بأن تباشر اليسرى العورة وأما الصب فلابد أن يكون
باليمني في استنجاء الغايط ، وأما في استنجاء البول ، فان لم تباشر اليد العورة
فلا يبعد كون الافضل الصب باليسار ، وإن باشرتها ، فالظاهر أن الصب
باليمين أولى .
قوله عليه السلام بسم الله أي أستعين أو أتبرك باسمه تعالى طهورا أي
مطهرا كما يناسب المقام ، ولان التأسيس أولى من التأكيد على بعض
الوجوه ولم يجعل نجسا أي متأثرا من النجاسة أو بمعناه ، فانه لو كان نجسا
لم يمكن استعماله في إزالة النجاسة ، ولعل كلمة ثم في المواضع منسلخة عن معنى
التراخي كما قيل في قوله تعالى : ثم أنشأناه خلقا آخر (1).
والمضمضة تحريك الماء في الفم كما ذكره الجوهري ، والتلقين التفهيم
وهوسؤال منه تعالى أن يلهمهم في يوم لقائه ما يصير سببا لفكاك رقابهم من النار


(1)المؤمنون : 14 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه