بحار الأنوار ج42

والاظهر عندي أن المراد أني جمعت مرارا حوادث الايام وغرائبها التي وقعت
علي في ذهني ، وبحثت عن السر الخفي في خفاء الحق وظهور الباطل وغلبة
أهله ، وقيل : أي السر في قتله عليه السلام فظهر لي ، فأبى الله إلا إخفاء‌ه عنكم ، لضعف
عقولكم عن فهمه ، إذ هي من غوامض مسائل القضاء والقدر .
قوله : " ومحمدا " عطف على " أن لا تشركوا " ويمكن أن يقدر فيه فعل ،
أي اذكركم محمدا أو هو نصب على الاغراء ، وفي بعض النسخ بالرفع وفي النهج
" وأما وصيتي فالله لا تشركوا به شيئا ومحمدا صلى الله عليه واله فلا تضيعوا سنته " والعمودان
التوحيد والنبوة ، وإقامتهما كناية عن إحقاق حقوقهما ، وقيل : المراد بهما
الحسنان ، وقيل : هما المراد بالمصباحين ، ويقال : خلاك ذم أي اعذرت وسقط
عنك الذم .
قوله عليه السلام : " ما لم تشردوا " أي تنفرقوا في الدين . قوله : " حمل " على
التفعيل مجهولا أو معلوما ، و " خفف " أيضا إما على بناء المعلوم أو المجهول ،
فيقدر مبتدء لقوله : " رب رحيم " أي ربكم ، أو خبر أي لكم ، وعلى الاول(1)
في إسناد الحمل والتخفيف إلى الدين والامام تجوز ، والمراد إمام كل زمان ، و
ثبوت الوطأة كناية عن البرء من المرض . والذرى اسم لما ذرته الرياح ، شبه ما
فيه الانسان في الدنيا من الامتعة بما ذرته الرياح في عدم الثبات وقلة الانتفاع
بها ، وقيل : المراد محال ذروها ، كما أن في النهج " ومهب رياح " .
قوله : " متلفقها " بكسر الفاء أي ما انضم واجتمع من متفرقات الغمام . و
مخطها ما يحدث في الارض من الخط الفاصل بين الظل والنور ، وفي بعض النسخ
بالحاء المهملة أي محط ظلها فاعله(2)، والحاصل أني إن مت فلا عجب ، فإني
كنت في امور فانية شبيهة بتلك الامور ، أو لا ابالي فإني كنت في الدنيا غير


(1)أى على كون خفف معلوما .
(2)كذا . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه