بحار الأنوار ج71

فقام إليه عبدالله بن الكواء اليشكري فقال يا أمير المؤمنين أو يكون ذنوب تعجل
الفناء ؟ فقال : نعم ويلك قطيعة الرحم ، إن أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة
فيرزقهم الله عزوجل وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله
وهم أتقياء(1).
بيان : ابن الكواء كان من رؤساء الخوارج لعنهم الله ويشكر اسم أبي قبيلتين
كان هذا الملعون من إحداهما فيحرمهم الله أي من سعة الارزاق ، وطويل الاعمار
وإن كانوا متقين فيما سوى ذلك ، ولا ينافيه قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له
مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب (2).
108 - كا : عن العدة ، عن ابن محبوب ، عن ابن عطية ، عن أبي حمزة ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام إذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في
أيدي الاشرار(3).
بيان : جعلت الاموال في أيدي الاشرار هذا مجرب وأحد أسبابه أنهم
يتخاصمون ويتنازعون ويترافعون إلى الظلمة وحكام الجور ، فيصير أموالهم بالرشوة
في أيديهم ، وأيضا إذا تخاصموا ولم يتعاونوا يستلط عليهم الاشرار ويأخذونها
منهم .
109 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : كفر بالله من تبرء من نسب وإن دق .(4).
بيان : وإن دق أي بعد أو وإن كان خسيسا دنيا ويحتمل أن يكون ضمير
دق راجعا إلى التبري بأن لا يكون صريحا بل بالايماء ، وهو بعيد وقيل : يعني وإن
دق ثبوته وهو أبعد ، والكفر هنا ما يطلق على أصحاب الكبائر وربما يحمل على ما إذا
كان مستحلا لان مستحل قطع الرحم كافر ، أو المراد به كفر النعمة لان قطع النسب


(1 - 3)الكافى ج 2 ص 347 .
(2)الطلاق : 3 .
(4)الكافى ج 2 ص 350 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه