بحار الأنوار ج3

قوله عليه السلام : في الجهات الاربع أي الشمال والجنوب والصبا والدبور ، ويحتمل أن يكون
المراد المتغيرة بسب الصفات الاربعة التي فسرها عليه السلام . قوله عليه السلام : تلقح أجسادهم
أي تنميها ، مستعارا من لقاح الشجر ، كما قال تعالى : وأرسلنا الرياح لواقح . وفي
أكثر النسخ بالفاء وهو بمعنى الاحراق ، فيكون كناية عن نضجها . والودق : المطر .
قوله : وقضبا يعني الرطبة ، سميت بمصدر قبضه إذا قطعه لانها تقضب مرة بعد
اخرى . وحدائق غلبا أي عظاما ، وصفت به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها ،
أو لانها ذات أشجار غلاظ مستعار من وصف الرقاب . وأبا : مرعى ، من أب إذا أم لانه
يؤم وينتجع ، أو من أب لكذا : إذا تهيأ له لانه متهيأ للرعي ، وفاكهة يابسة تؤب
للشتاء . وقال الجوهري : الاثاث : متاع البيت قال الفراء : لا واحد له ، وقال أبوزيد :
الاثاث المال أجمع ، الابل والغنم والعبيد والمتاع ، الواحدة : أثاثة . انتهي . ومتاعا أي
شيئا ينتفع به . إلى حين إلى أن تقضوا منه أو طاركم أو إلى أن يبلى ويفنى أو إلى أن تموتوا .
قوله عليه السلام : والانتفاع عطف على أصوافها ، أو في أصوافها . قوله عليه السلام : ومستقر
اسم مكان معطوف على الادواء . قوله عليه السلام : هو الاول بلا كيف أي كان أزليا من غير
اتصاف بكيفيه ، أو من غير أن تعرف كيفية أوليته بمقارنة زمان قديم بل بلا زمان .
قوله عليه السلام : لا من شئ ولا كيف أي لا من مادة ولا من شبه ومثال وتصور وخيال تمثل
فيه كيفية الخلق ثم خلق على مثال ذلك كما في المخلوقين . قوله عليه السلام ثانيا : ولا كيف
أي ليس لخلقه وإيجاده كيفيه كما في المخلوقين من حركة ومزاولة عمل فكما أنه لا كيف
لذاته لا كيف لايجاده ، وإذا وصف خلقه وإيجاده بالكيف فهو يرجع إلى كيفية مخلوقة
فإذا قيل : كيف خلق الاشياء فالمعنى الصحيح له كيف مخلوقاته لا أنه كيف كان فعله و
إيجاده ، وإليه أشار عليه السلام بقوله : وإنما الكيف بكيفية المخلوق ، ثم علل ذلك بأن
هذه صفات المحدثين ، وهو الاول لا بدء له ولا شبه فكيف يتصف بها . قوله عليه السلام :
الذي خلق خبر مبتداء محذوف أي هو الذي . وقوله عليه السلام : وتصريف الرياح عطف
على الخلق العظيم ويحتمل العطف على قوله : مثل الارض . قوله عليه السلام : بلوغا ولا
منتهى لعل المراد أنه لا يبلغ الابصار إليهما ، ولا إلى منتهى نورهما ، أو منتهى جسمهما .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه