بحار الأنوار ج75

فاتقوا الله عباد الله تقوى مؤمل ثوابه ، وخاف عقابه(1)، فقدلله أنتم أعذرو أنذر
وشوق وخوف ، فلا أنتم إلى ما شوقكم إليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون ، ولا
أنتم مما خوفكم به من شديد عقابه وأليم عذابه ترهبون فتنكلون(2)وقد نبأكم
الله في كتابه أنه : من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له
كاتبون(3) . ثم ضرب لكم الامثال في كتابه وصرف الايات لتحذروا عاجل
زهرة الحياة الدنيا فقال : إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم(4)
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا ، فاتقوا الله واتعظوا بمواعظ الله . وما أعلم
إلا كثيرا منكم قد نهكته(5)عواقب المعاصي فما حذرها ، وأضرت بدينه فما
مقتها . أما تسمعون النداء من الله بعيبها وتصغيرها حيث قال : اعلموا أنما
الحيوة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد
كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة
عذاب شديد . ومغفرة من الله ورضوان وما الحيوة الدنيا إلا متاع الغرور * سابقوا
إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا
بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم(6) . وقال :
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله
خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم اولئك هم
الفاسقون(7) .


(1)الخاف : الشديد الخوف .(2)تنكلون : تنكصون وتخافون .
(3)سورة الانبياء : 94 .
(4)سورة التغابن : 15 .
(5)نهكه : بالغ في عقوبته . ونهك العمى فلانا : هزلته وأضنته . وفى بعض النسخ
لقد هلكته .
(6)سورة الحديد : 20 - 21 .
(7)سورة الحشر : 18 - 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه