بحار الأنوار ج75

وقال : ابن حمدون في تذكرته(1)قال موسى بن جعفر عليه السلام : وجدت
علم الناس في أربع : أولها أن تعرف ربك ، والثانية أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة
أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك .
معنى هذه الاربع : الاولى وجوب معرفة الله تعالى الذي هي اللطف ، الثانية
معرفة ما صنع بك من النعم اللتي يتعين عليك لاجلها الشكر والعبادة ، الثالثة
أن تعرف ما أراده منك فيما أوجبه عليك وندبك إلى فعله لتفعله على الحد الذي
أراده منك فتستحق بذلك الثواب ، والرابعة أن تعرف الشئ الذي يخرجك عن
طاعة الله فتجتنبه .
6 - كش(2)، عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ،
عن محمد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد السائي(3)قال : كتبت إلى أبي
الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس أسأله فيه عن حاله وعن جواب مسائل كتبت بها
إليه فكتب بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد الله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره
أبصر قلوب المؤمنين ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون ، وبعظمته ابتغى إليه الوسيلة
بالاعمال المختلفة والاديان الشتى ، فمصيب ومخطئ ، وضال ومهتدي ، وسميع
وأصم ، وأعمى وبصير ، وحيران ، فالحمدلله الذي عرف وصف دينه بمحمد صلى الله عليه وآله .
أما بعد فإنك امرء أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة مودة بما ألهمك
من رشدك وبصرك من أمر دينك بفضلهم ، ورد الامور إليهم والرضا بما قالوا - في
كلام طويل - وقال : ادع إلى صراط ربك فينا من رجوت إجابته ولا تحصر حصرنا(4)


(1)المصدر : ج 3 ص 45 .
(2)اختيار رجال الكشى ص 386 .
(3)السائى نسبة إلى ساية : اسم واد من حدود الحجاز . وقيل : قرية من قرى
المدينة المشرفة ، وقيل : انها قرية بمكة ، وقيل واد بين الحرمين . وقال في منهج المقال
قرية بالمدينة .
(4)في بعض النسخ ولا تحصن بحصن رياء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه