بحار الأنوار ج91

وحده لانه المقضي بالذات ، والشر مقضي بالعرض ، إذ لا يوجد شر جزئي ما لم
يتضمن خيرا كليا أو لمراعاة الادب في الخطاب ، ونبه على أن الشر ايضا بيده بقوله
إنك على اه .
تولج الليل في النهار أي تنقص من قوس الليل ، وتزيد في قوس النهار
والولوج الدخول في مضيق وتولج النهار في الليل اي تنقص من قوس النهار وتزيد
في قوس الليل وتخرج الحي من الميت بتشديد الياء وتسكينها ، وذلك بانشاء
الحيوان من النطفة وتخرج الميت من الحي وذلك بانشاء النطفة من الحيوان
وترزق من تشاء الرزق يقال للعطاء الجاري ، وللنصيب ، ولما يصل إلى الجوف
ويتغدى به ، قال الله تعالى : أنفقوا مما رزقناكم * وتجعلون رزقكم أنكم *
فليأتكم برزق منه (1) بغير حساب هو استعمال العدد .
لا إله اي معبود بالحق إلا أنت وإنما خصصنا المعبود بالحق
لان غير الله قد يعبد بالباطل كالاصنام والكواكب ، وبعض الصوفية يطلقون المعبود
ويقولون كل ما يعبد فهو الله في الحقيقة ، لان الموود الحقيقي نور واحد ظهر
بصورة العالم ونسبة الحق إلي العالم كنسبة البحر إلى الامواج سبحانك اللهم
التسبيح التنزيه ، وسبحان في الاصل مصدر كغفران ، وهوههنا مفعول مطلق اي
اسبحك تسبيحا وبحمدك اي وكان ذلك التسبيح مقرونا بحمدك ، والحمد عند
الصوفية إظهار صفات الكمال .
من ذا يعرف ذا ههنا بمعنى الذي ، والمعرفة والعرفان إدراك الشئ
بفكر وتدبر لاثر ، وهو اخص من العلم ويضاده الانكار قدرك قدر الشئ مبلغه
وفي بضع النسخ قدرتك فلا يخافك الخوف ضد الرجاء ومن ذا يعلم العلم
إدراك الشئ بحقيقته ، وذلك ضربان إدراك ذات الشئ والحكم بوجود الشئ له
أونفي الشئ عنه ، والاول يتعدى إلى مفعول واحد ، نحو لا تعلمونهم الله يعلمهم (2)


(1)البقرة 254 الواقعة : 82 ، الكهف : . 19
(2)الانفال : 60 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه