بحار الأنوار ج65

ألسنتكم ، وكفوها عن الفضول ، وقبح القول .(1)
بيان : كونوا لنا زينأ أي كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح
لتكونوا زينة لنا فان حسن أتباع الرجل زينة له ، إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه
بخلاف ما إذا كانوا فسقة فانه يصير سببا لتشنيع رئيسهم ، ويكونون شينا وعيبا
لرئيسهم ، وعمدة الغرض في هذا المقام رعاية التقية وحسن العشرة مع المخالفين لئلا
يصير سببا لنفرتهم عن أئمتهم ، وسوء القول فيهم ، بقرينة ما بعده وقولوا للناس

حسنا (2)فيه تضمين للاية الكريمة قال الطبرسي - ره - : اختلف في معنى قوله حسنا
فقيل : هو القول الحسن الجميل والخلق الكريم عن ابن عباس ، وقيل : هو الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر وقال الربيع : حسنا أي معروفا وروى جابر عن أبي
جعفر عليه السلام في قوله قولوا للناس حسنا قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن
يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ، الفاحش المتفحش
السائل الملحف ، ويحب الحليم العفيف ثم اختلف فيه من وجه آخر
فقيل هو عام في المؤمن والكافر على ما روي عن الباقر عليه السلام وقيل هو خاص في
المؤمن ، واختلف من قال إنه عام فقيل إنه منسوخ بآية السيف ، وقد روي أيضا
عن الصادق عليه السلام وقال الاكثرون : إنها ليست بمنسوخة لانه يمكن قتالهم مع
حسن القول في دعائهم إلى الايمان كما قال الله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (3)وقال في آية اخرى ولا تسبوا
الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم (4)انتهى .
وأقول : عمدة الغرض هنا حسن القول مع المخالفين تقية ، وكذا المراد
بحفظ الالسنة حفظها عما يخالف التقية ، والفضول زوائد الكلام ، وما لا منفعة
فيه ، قال في المصباح الفضل الزيادة ، والجمع فضول كفلس وفلوس ، وقد استعمل


(1)أمالى الطوسى ج 2 ص 55 .
(2)البقرة : 83 .
(3)النحل : 125 .
(4)الانعام : 108 ، راجع مجمع البيان ج 1 ص 149 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه