بحار الأنوار ج14

فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد ،(1)قال : وأصبح يونس وهو يظن أنهم هلكوا
فوجدهم في عافية فغضب وخرج كما قال الله مغاضبا حتى ركب سفينة فيها رجلان ،
فاضطربت السفينة فقال الملاح : ياقوم في سفينتي لمطلوب ، فقال يونس : أنا هو ، وقام ليلقي
نفسه ، فأبصر السمكة وقد فتحت فاها فهابها وتعلق به الرجلان وقالا له : أنت ويحك ونحن
رجلان ؟ فساهمهم(2)فوقعت السهام عليه فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث مرات
أنها لاتخطئ ، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار سبعة(3)حتى صار إلى البحر
المسجور وبه يعذب قارون ، فسمع قارون دويا(4)فسأل الملك عن ذلك ، فأخبره أنه
يونس ، وأن الله حبسه في بطن الحوت ، فقال له قارون : أتأذن لي أن أكلمه ؟ فأذن له ،
فسأله عن موسى عليه السلام فأخبره أنه مات فبكى ، ثم سأله عن هارون عليه السلام فأخبره أنه
مات(5)فبكى وجزع جزعا شديدا ، وسأله عن أخته كلثم وكانت مسماة له فأخبره
أنها ماتت فبكى وجزع جزعا شديدا ، قال : فأوحى الله(6)إلى الملك الموكل به أن ارفع
عنه العذاب بقية الدنيا لرقته على قرابته .(7)
14 شى : عن معمر قال : قال أبوالحسن الرضا عليه السلام : إن يونس عليه السلام لما أمره
الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا وبين أولادهم وبين البهائم وأولادها ، ثم


(1)قال ياقوت : آمد بكسر الميم : أعظم ديار بكر .
(2)في البرهان : أنت وحدك(ويحك خ)ونحن رجلان ، نتساهم فتساهموا .(فساهم خ).
(3)" " : البحار السبعة . وهو الصواب .
(4)" " : صوتا ، مكان دويا .
(5)" " : فقال : يايونس فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران ؟ فأخبره أنه مات
قال : فما فعل الرؤوف العطوف على قومه هارون بن عمران ؟ فأخبره أنه مات .
(6)في البرهان : وكانت سميت له فاخبره أنها ماتت ، فقال : وا أسفاه على آل عمران ،
فاوحى الله .
(7)تفسر العياشي مخطوط ، وأخرجه البحراني في البرهان 2 : 203 ، وفي نسخة منه :
على قومه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه