بحار الأنوار ج66

وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله : من أعطى في غير حق فقد أسرف ، ومن منع
من حق فقد قتر ، وعن علي عليه السلام : ليس في المأكول والمشروب سرف وإن
كثر(1)عن الصادق عليه السلام : إنما الاسراف فيما أفسد المال وأضر بالبدن
قيل : فما الاقتار ؟ قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره ، قيل : فما القصد ؟
قال : الخبز واللحم واللبن والخل والسمن مرة هذا ومرة هذا ، وعنه عليه السلام أنه تلاهذه
الاية فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده ، قال : هذا الاقتار الذي ذكرالله في كتابه ، ثم
قبض قبضة اخرى فأرخى كفه كلها ثم قال : هذا الاسراف ، ثم أخذ قبضه اخرى
فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال : هذا القوام .
(حرم الله)أي حرمها بمعنى حرم قتلها(إلا بالحق)متعلق بالقتل
المحذوف أو بلا يقتلون(يلق أثاما)أي جزاء(ثم يضاعف)بدل من يلق ، وقال
علي بن إبراهيم : أثام واد من أودية جهنم من صفر مذاب ، قدامها حرة في جهنم
يكون فيه من عبد غير الله ومن قتل النفس التي حرم الله ، وتكون فيه الزناة
ويضاعف لهم فيه العذاب(فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)في العيون عن الرضا عليه السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة تجلى الله عزوجل لعبده المؤمن
فيقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ثم يستغفر له لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولانبيا
مرسلا ، ويستر عليه مايكره أن يقف عليه أحد ثم يقول لسيئاته : كونوا حسنات .
وأقول : الاخبار في ذلك كثيرة أوردتها في الابواب السابقة لاسيما في باب
الصفح عن الشيعة(2).
(ومن تاب)بترك المعاصي والندم عليها(وعمل صالحا)بتلافي ما فرط ، أو
خرج عن المعاصي ودخل في الطاعة(فانه يتوب إلى الله)أي يرجع إليه بذلك
(متابا)مرضيا عندالله ماحيا للعقاب محصلا للثواب ، وقال علي بن إبراهيم : لا
يعود إلى شئ من ذلك باخلاص ونية صادقة(والذين لايشهدون الزور)قال : لا


(1)مجمع البيان ج 7 ص 179 .
(2)راجع ج 68 ص 98 - 149 من هذه الطبعة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه