بحار الأنوار ج57

الحاضرة ، فلما رأوها قالوا : هذا عارض ممطرنا ، فلما دنت الريح أظلتهم استبقوا(1)
الناس والمواشي فيها فألقت البادية على أهل الحاضرة فقصفتهم(2)فهلكوا جميعا(3).
47 - وعن قبيصة بن ذؤيب ، قال : ما يخرج من الريح شئ إلا عليها خزان
يعلمون قدرها وعددها ووزنها وكيلها حتى كانت الريح التي ارسلت إلى عاد ، فاندفق
منها شئ لا يعلمون قدره ولا وزنه ولا كيله غضبا لله ولذلك سميت عاتية ، والماء
كذلك حتى(4)كان أمر نوح عليه السلام ولذلك سمي طاغية(5).
48 - وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرياح
ثمان ، أربع منها عذاب ، وأربع منها رحمة ، فالعذاب منها : العاصف والصرصرو
العقيم والقاصف ، والرحمة منها : الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات .
فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ، ثم يرسل المبشرات فتلقح السحاب ، ثم يرسل
الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ، ثم تمطر وهن اللواقح . ثم يرسل
الناشرات فتنشر ما أراد(6).
49 - وعن خالد بن عرعرة ، قال : قام رجل إلى علي فقال : ما العا صفات عصفا ؟
قال : الرياح(7).
بيان : في القاموس : الحزيق : الريح الباردة الشديدة الهبابة كالحزوق واللينة
السهلة ضد والراجعة المستمرة السير أو الطويلة الهبوب ، واللقحه - بالفتح والكسر - :
الناقة الحلوب .
ذنابة
ذكر الفلاسفة في سبب حدوث الرياح على اصولهم أن البخار إذا ثقل بواسطة


(1)في المصدر : استبق .
(2)في المصدر : تقصفهم .
(3)الدر المنثور : ج 6 ، ص 259 .
(4)في المصدر : حين كان .
(5)المصدر : ج 6 ، ص 259 .
(6 و 7)الدر المنثور : ج 6 ، ص 303

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه