بحار الأنوار ج90

وكثرته ، والناس يومئذ على طبقات ومنازل ، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا
وينقلب إلى أهله مسرورا ، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لانهم لم
يتلبسوا من أمر الدنيا بشئ ، وإنما الحساب هناك على من تلبس بها هنا ، ومنهم
من يحاسب على النقير والقطمير ، ويصير إلى عذاب السعير ، ومنهم أئمة الكفر
وقادة الضلالة ، فاولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولا يعبأبهم ، لانهم لم يعبؤا

بأمره ونهيه ، ويوم القيامة هم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون .
ومن سؤال هذا الزنديق أن قال : أجد الله يقول : قل يتوفيكم ملك الموت
الذي وكل بكم (1)و : الله يتوفى ألا نفس حين موتها (2)و : الذين
تتوفيهم الملائكة طيبين (3)وما أشبه ذلك ، فمرة يجعل الفعل لنفسه ، ومرة
لملك الموت ، ومرة للملائكة .
وأجده يقول : ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه (4)
ويقول : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (5)أعلم في
الآية الاولى أن الاعمال الصالحة لا تكفر ، وأعلم في الآية الثانية أن الايمان
والاعمال الصالحة لا ينفع إلا بعد الاهتداء .
وأجده يقول : واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا (6)فكيف يسأل
الحي الاموات قبل البعث والنشور .
وأجده يقول : إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين
أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (7)فما هذه
الامانة ؟ ومن هذا الانسان ؟ وليس من صفة العزيز الحكيم التلبيس على عباده .
وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله : وعصى آدم ربه فغوى (8)وبتكذيبه


(1)السجدة : 11 . * *(2)الزمر : 42 .
(3)النحل : 32 . * *(4)الانبياء : 94 .
(5)طه : 82 . * *(6)الزخرف : 45 .
(7)الاحزاب : 72 . * *(8)طه : 121 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه