بحار الأنوار ج41

28 - ختص : صفوان ، عن أبي الصباح الكناني زعم أن أبا سعيد(1)عقيصا
حدثه أنه سار مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نحو كربلاء ، وأنه أصابنا
عطش شديد ، وأن عليا صلوات الله عليه نزل في البرية ، فحسر عن يديه ثم أخذ
يحثو التراب ويكشف عنه حتى برزله حجر أسود(2)، فحمله ووضعه جانبا ،
وإذا تحته عين من ماء من أعذاب ما طعمته وأشده بياضا ، فشرب وشربنا ، ثم سقينا
دوابنا ، ثم سواه ، ثم سار منه ساعة ، ثم وقف ثم قال : عزمت عليكم لما رجعتم
فطلبتموه ، فطلبه الناس حتى ملوا فلم يقدروا عليه ، فرجعوا إليه فقالوا : ما قدرنا
على شئ(3).
29 - البرسي في مشارق الانوار عن ابن عباس قال : إن رجلا قدم إلى
أمير المؤمنين عليه السلام فاستضافه ، فاستدعا قرصة من شعير يابسة وقعبا فيه ماء ، ثم كسر
قطعة وألقاها في الماء ، ثم قال للرجل : تناولها ، فأخرجها فإذا هي فخذ طائر
مشوي ، ثم رمى له اخرى فقال : تناولها ، فأخرجها فإذا هي قطعة من الحلواء
فقال الرجل : يا مولاي تضع لي كسرا يابسة فأجدها أنواع الطعام ، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام : نعم هذا الظاهر وذاك الباطن ، وإن أمرنا هكذا والله .
وروي لما جاء‌ت فضة إلى بيت الزهراء عليها السلام لم تجد هناك إلا السيف و
الدرع والرحى ، وكانت بنت ملك الهند ، وكانت عندها ذخيرة من الاكسير ، فأخذت
قطعة من النحاس وألانتها وجعلتها على هيئة سبيكة ، وألقت عليها الدواء وصنعتها
ذهبا ، فلما جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وضعتها بين يديه فلما رآها قال : أحسنت
يافضة ، لكن لو أذبت الجسد لكان الصبغ أعلى والقيمة أغلى ، فقالت : يا سيدي
تعرف هذا العلم ؟ قال : نعم وهذا الطفل يعرفه - وأشار إلى الحسين عليه السلام - فجاء


(1)في المصدر : أبا سعد .
(2)= و(م): ابيض .
(3)الاختصاص : 219 .
(4)في المصدر : إلى الحسن عليه السلام .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه