بحار الأنوار ج33

قوله عليه السلام(كما وافق شن طبقة)قال في مجمع الامثال قال
الشرقي بن القطامي : كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له شن فقال :
والله لاطوفن حتى أجد امرأة مثلي فأتزوجها فبينما هو في بعض مسيره إذا رافقه
رجل في الطريق فسأله شن : أين تريد ؟ فقال : موضع كذا وكذا . يريد القرية التي
يقصدها شن فرافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قال شن : أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل : يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أم تحملني .
فسكت عنه شن فسارا حتى إذا قربا من القرية إذا هما بزرع قد استحصد
فقال : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ فقال له الرجل : يا جاهل ترى نبتا
مستحصدا فتقول أكل أم لا ، فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما
جنازة فقال شن : أترى صاحب هذا النعش حيا أم ميتا ؟ فقال الرجل : ما رأيت
أجهل منك جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي فسكت عنه شن فأراد
مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يسير به إلى منزله فمضى معه .
وكان للرجل بنت يقال لها طبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه
فأخبرها بمرافقته إياه وشكى إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت : يا أبت ما
هذا بجاهل . أما قوله(أتحملني أم أحملك)فأراد : أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع
طريقنا .
وأما قوله(أترى هذا الزرع أكل أم لا)فإنما أراد : هل باعه أهله فأكلوا
ثمنه أم لا ؟
وأما قوله في الجنازة فأراد : هل ترك عقبا يحيي بهم ذكره أم لا .
فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال : أتحب أن أفسر لك ما
سألتني عنه ؟ قال : نعم . ففسره ، فقال شن : ما هذا من كلامك فأخبرني من
صاحبه ؟ فقال : ابنة لي . فخطبها إليه ، فزوجه وحملها إلى أهله فلما رأوها قالوا :
وافق شن طبقة . فذهبت مثلا يضرب للمتوافقين .
وقال الاصمعي : هم قوم كان لهم وعاء أدم فتشنن فجعلوا له طبقا فوافقه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه