بحار الأنوار ج13

ثم قال الله عزوجل : " وضربت عليهم الذلة " أي الجزية اخزوا(1)بها عند ربهم
وعند مؤمني عباده " والمسكنة " هي الفقر والذلة " وباء‌وا بغضب من الله " احتملوا الغضب
واللعنة من الله " ذلك بأنهم كانوا " ذلك الذي لحقهم من الذلة والمسكنة واحتملوا من
غضب الله بأنهم كانوا " يكفرون بآيات الله " قبل أن ضرب عليهم هذه الذلة والمسكنة " ويقتلون
النبيين بغير الحق " وكانوا يقتلونهم بغير حق بلا جرم كان منهم إليهم ولا إلى غيرهم " ذلك
بما عصوا " ذلك الخذلان الذي استولى عليهم حتى فعلوا الآثام التي من أجلها ضربت
عليهم الذلة والمسكنة وبأووا بغضب من الله بما عصوا " وكانوا يعتدون " يتجاوزون أمر الله إلى
أمر إبليس .(2)
20 - كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن
القاسم ، عن أبي سعيد الخراساني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبوجعفر عليه السلام : إن
القائم عليه السلام إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد
منكم طعاما ولا شرابا ، ويحمل حجر موسى بن عمران - وهو وقر بعير -(3)فلا ينزل منزلا إلا
انبعث عين منه ، فمن كان جائعا شبع ، ومن كان ظامئا روي ، فهو زادهم حتى ينزل النجف من
ظهر الكوفة .(4)
21 - م : أقبل رسول الله على اليهود وقال : احذروا أن ينالكم بخلاف أمر الله وخلاف
كتاب الله ما أصاب أوائلكم الذين قال الله فيهم : " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل
لهم " وامروا بأن يقولوه ، فقال الله تعالى : " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا " عذابا " من
السماء " طاعونا نزل بهم فمات منهم مائة وعشرون ألفا ، ثم أخذهم بعد ذلك فمات منهم
مائة وعشرون ألفا أيضا ، وكان خلافهم أنهم لما أن بلغوا الباب رأوا بابا مرتفعا فقالوا :
ما بالنا نحتاج إلى أن نركع عند الدخول ههنا ؟ ظننا أنه باب منحط(5)لابد من


(1)في نسخة : " خذوا " ولعله تصحيف " خزوا " .
(2)تفسير العسكرى : 102 - 105 .
(3)أى حمل بعير .
(4)الاصول : 231 .
(5)في نسخة وفى المصدر : باب متطأمن أى منخفض .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه