بحار الأنوار ج75

107 - وقال عليه السلام : عجبت للبخيل الذي استعجل الفقر الذي منه هرب
وفاته الغنى الذي إياه طلب ، يعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الاخرة
حساب الاغنياء ، وعجبت للمتكبر الذي كان بالامس نطفة وهو غدا جيفة ، وعجبت
لمن شك في الله وهو يرى خلق الله ، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت ،
وعجبت لمن أنكر النشأة الاخرة وهو يرى النشأة الاولى ، وعجبت لعامر الدنيا
دار الفناء ، وهو نازل دار البقاء .
108 - وقال عليه السلام : الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ، ولا يؤمنهم
من مكر الله ، ولا يؤيسهم من روح الله ، ولا يرخص لها في معاصي الله .

17 . (باب) (ما صدر عن أمير المؤمنين عليه

السلام في العدل في القسمة ووضع الاموال في مواضعها)

1 - ف(1): أما بعد أيها الناس فإنا نحمد ربنا وإلهنا وولي النعمة علينا
ظاهرة وباطنة ، بغير حول منا ولا قوة إلا امتنانا علينا وفضلا ليبلونا أنشكر أم
نكفر فمن شكرزاده ، ومن كفر عذبه . وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له
أحدا صمدا . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، بعثه رحمة للعباد والبلاد والبهائم والانعام
نعمة أنعم بها ومنا وفضلا صلى الله عليه وآله .
فأفضل الناس - أيها الناس - عند الله منزلة وأعظمهم عندالله خطرا أطوعهم
لامر الله وأعملهم بطاعة الله وأتبعهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وأحياهم لكتاب الله فليس
لاحد من خلق الله عندنا فضل إلا بطاعة الله ، وطاعة رسوله ، واتباع كتابه ، وسنة
نبيه صلى الله عليه وآله هذا كتاب الله بين أظهرنا ، وعهد نبي الله وسيرته فينا ، لا يجهلها إلا
جاهل مخالف معاند عن الله عزو جل ، يقول الله : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر


(1)التحف ص 183 ومنقول في النهج .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه