بحار الأنوار ج93

فليعطها غيره ولايردها في ماله(1).
قال ابن فهد رحمه الله : الصدقة على خمسة أقسام :
الاول صدقة المال وقد سلفت .
الثاني صدقة الجاه وهي الشفاعة قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل الصدقة صدقة
اللسان قيل : يا رسول الله وما صدقة اللسان ؟ قال : الشفاعة تفك بها الاسير وتحقن
بها الدم ، وتجربها المعروف إلى أخيك ، وتدفع بها الكريهة ، وقيل : المواساة في
الجاه والمال عودة بقائهما .
الثالث صدقة العقل والرأي وهي المشورة وعن النبي صلى الله عليه وآله قال : تصدقوا
على أخيكم بعلم يرشده ، ورأي يسدده .
الرابع صدقة اللسان ، وهي الوساطة بين الناس ، والسعي فيما يكون سببا
لاطفاء النائرة ، وإصلاح ذات البين ، قال تعالى : لاخير في كثير من نجويهم إلا
من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس (2).
الخامس صدقة العلم وهي بذله لاهله ، ونشره على مستحقه ، وعن النبي صلى الله عليه وآله :
ومن الصدقة أن يتعلم الرجل العلم ، ويعلمه الناس ، وقال عليه السلام : زكاة العلم
تعليمه من لايعلمه .
وعن الصادق عليه السلام : لكل شئ زكاة وزكاة العلم أن يعلمه أهله ، وباع
علي عليه السلام حديقته التي غرسها له النبي صلى الله عليه وآله وسقاها هو بيده باثني عشر ألف
درهم ، وراح إلى عياله وقد تصدق بأجمعها فقالت له فاطمة عليها السلام : تعلم أن لنا
أياما لم نذق فيها طعاما ، وقد بلغ بنا الجوع وما أظنك إلا كأحدنا فهلا
تركت لنا من ذلك قوتا فقال عليه السلام : منعنى من ذلك وجوه أشفقت أن أرى عليها
ذل السؤال(3)-
69 - اعلام الدين : قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلل زكاة البدن والمعروف


(1)عدة الداعى : 44 - 46 .
(2)النساء : 114 . * *(3)عدة الداعى : 47 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه