بحار الأنوار ج93

هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم ، ومن تخاف عليه من الناس
وفراره إلى معاوية .
فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : أتأمروني أن أطلب النصر بالجور ؟ لاوالله
ما أفعل ما طلعت شمس ، ولاح في السماء نجم ، والله لو كان مالهم لي لواسيت بينهم
وكيف وإنما هو أموالهم ، قال ثم أتم(1)أمير المؤمنين عليه السلام طويلا ساكتا ثم
قال : من كان له مال فاياه والفساد فان إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف
وهو وإن كان ذكرا لصاحبه في الدنيا ، فهو تضييعه عند الله عزوجل ، ولم يضع
رجل ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم ، وكان لغير هم وده
فان بقي معه من يوده ويظهر له الشكر ، فانما هو ملق بكذب يريد التقرب به
إليه لينال منه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل ، فان زلت بصاحبه النعل فاحتاج إلى
معونته أو مكافاته ، فشرخليل ، وألام خدين(2)ومن صنع المعروف فيما أتاه
فليصل به القرابة ، وليحسن فيه الضيافة ، وليفك به العاني ، وليعن به الغارم ، و
ابن السبيل والفقراء والمجاهد ين في سبيل الله ، وليصبر نفسه على النوائب و
الحقوق ، فان الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ، ودرك فضائل الاخرة(3).


(1)أتم يأتم - كنصر - أتما : قطع وبالمكان : أقام ، وأتم - كعلم - أتما : أبطأ
والمراد أنه عليه السلام قطع كلامه ، أو بقى على هيئته ، أو أبطأ في الكلام وهو يريد
ذلك . هذا على نسخة الاصل والكمبانى ، وفى المصدر المطبوع وهكذا الكافى ج 4 ص 31
أزم يقال : أزم عن الشئ - كضرب - أزما وأزوما : أمسك عنه ، وقال أبوزيد :
الازم - كفاعل - الذى ضم شفتيه ، وفى الحديث أن عمر سأل الحارث بن كلدة : ما الدواء ؟
فقال : الازم : يعنى الحمية - وكان طبيب العرب ، قاله الجوهرى وأزم - كعلم - أزما :
تقبض وانضم ، والمراد أنه عليه السلام تقبض نفرة عن كلامهم ، أو أنه أمسك عن الكلام
وقد ضم شفتيه لايفتحهما . وكلاهما موجهان .
(2)الخدين : الصدق .
(3)امالى الطوسى ج 1 ص 197 : وترى ذيله في النهج تحت الرقم 124 من
قسم الحكم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه