بحار الأنوار ج46

فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به(1).
ايضاح : هو قتادة بن دعامة من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم ، قوله :
فأنت أنت أي فأنت العالم المتوحد الذي لايحتاج إلى المدح والوصف ، وينبغي أن
يرجع إليك في العلوم ، قوله تعالى : وقد رنا فيها السير ، اعلم أن المشهور بين المفسرين
ان هذه الآية لبيان حال تلك القرى في زمان قوم سبا أي قدرنا سيرهم في القرى
على قدر مقيلهم ومبيتهم ، لايحتاجون إلى ماء ولازاد لقرب المنازل والامر في قوله تعالى
(سيروا)متوجه إليهم على إرادة القول بلسان الحال ، أو المقال ، ويظهر من كثيرمن
الاخبار أن الامر متوجه إلى هذه الامة أو خطاب عام يشملهم أيضا .
قوله عليه السلام : ولم يعن البيت ، أي لايتوهم أن المراد ميل القلوب إلى البيت
وإلا لقال إليه بل كان غرض إبراهيم عليه السلام أن يجعل الله ذريته الذين أسكنهم عند
الببيت أنبياء وخلفاء ، تهوي إليهم قلوب الناس ، فالحج وسيلة للوصول إليهم ، وقد
استجاب الله هذا الدعاء في النبي وأهل بيت صلوات الله عليهم ، فهم دعوة إبراهيم .
قال الجزري(2): ومنه الحديث وساخبركم بأول أمري دعوة أبي إبراهيم
وبشارة عيسى ، دعوة إبراهيم هي قوله تعالى(وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم
آياتك)(3)وبشارة عيسى قوله :(ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)(4)
قوله : لاجرم أي البتة ولامحالة .
3 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن
شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ؟ أبي عبدالله عليه السلام
قال : إن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن علي بن الحسين عليهما السلام يدع
خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليهما السلام فأردت أن عظه فوعظني فقال له


(1)الكافى ج 8 ص 311 .
(2)النهاية ج 2 ص 25 .
(3)سورة البقرة ، الاية : 129 .
(4)سورة الصف ، الاية : 6 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه