بحار الأنوار ج14

حتى قتله الله ، وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون(1)ومعه
الحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام وعند ذلك ملك بخت نصر(2)مائة سنة وسبعا و
ثمانين سنة ، وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا عليه السلام وخرب
بيت المقدس ، وتفرقت اليهود في البلدان ، وفي سبع وأربعين سنة من ملكه بعث الله العزير(3)
نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله أهلها ثم بعثهم له ، وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا
من الموت ، فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين ، وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم
وإيمانهم وأحبهم على ذلك وآخاهم عليه ، فغاب عنهم يوما واحدا ، ثم أتاهم فوجدهم
موتى صرعى فحزن عليهم وقال : " أنى يحيي هذه الله بعد موتها " تعجبا منه حيث أصابهم
وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد ، فأماته الله عند ذلك مائة عام وهى مائة سنة ،(4)ثم بعثه
الله وإياهم ، وكانوا مائة ألف مقاتل ، ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم واحد على يدي
بخت نصر .
ثم ملك مهرويه بن بخت نصر(5)ستة عشرة سنة وعشرين يوما ،(6)فأخذ عند
ذلك دانيال وحفر له جبا(7)في الارض ، وطرح فيه دانيال وأصحابه وشيعته من المؤمنين ،
وألقى عليهم النيران ، فلما رأى أن النار لا تقربهم(8)ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه
الاسد والسباع ، وعذبهم بكل نوع(9)من العذاب حتى خلصهم الله منه ، وهم الذين


(1)في اثبات الوصية : أوحى الله إليه أن يجعل الامامة في ولد شمعون ، فاحضر ولد شمعون
والحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام وأمرهم باتباع منذر بن شمعون .
(2)تقدم الخلاف في ذلك وأن بخت نصر كان قبل عيسى عليه السلام أكثر من 600 سنة ،
وأن الذي اختاره المسعودي في اثبات الوصية هو بخت نصر بن ملتنصر بن بخت نصر الاكبر .
(3)راجع قصة عزير عليه السلام .
(4)في المصدر : فلبث فيهم مائة سنة .
(5)" " : وملك بعده مهرفيه بن بخت نصر . وفي اثبات الوصية : ملك ابنه فهرا .
(6)في المصدر : ست عشر سنة وست وعشرين يوما .
(7)في نسخة : وخد له خدا في الارض .
(8)في المصدر : فلما رأى أن النار ليست تقربهم .
(9)" " : بكل لون .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه