بحار الأنوار ج13

وقال كعب : كانوا اثني عشر ألفا ، وقال السدي : كانوا بضعا وثلاثين ألفا ، وقال عكرمة :
سبعين ألفا ، وقال محمد بن المنكدر : ثمانين ألفا فاختار منهم سبعة آلاف ليس منهم إلا ساحر
ماهر ، ثم اختار منهم سبعمائة ، ثم اختار من اولئك السبعمائة سبعين من كبرائهم و
علمائهم ، قال مقاتل : وكان رئيس السحرة أخوين بأقصى مدائن مصر ، فلما جاء‌هما رسول
فرعون قالا لامهما : دلينا على قبر أبينا . فدلتهما عليه ، فأتياه فصاحا باسمه فأجابهما ،
فقالا : إن الملك وجه إلينا أن نقدم عليه لانه أتاه رجلان ليس معهما رجال ولا سلاح
ولهما عز ومنعة وقد ضاق الملك ذرعا(1)من عزهما ، ومعهما عصا إذا ألقياها لا يقوم لهما
شئ ، تبلع الحديد والخشب والحجر ، فأجابهما أبوهما : انظرا إذا هما ناما فإن قدرتما
أن تسلا العصا فسلاها ، فإن الساحر لا يعمل سحره وهو نائم ، وإن عملت العصا وهما
نائمان فدلك أمر رب العالمين ، ولا طاقة لكما بهما ولا للملك ولا لجميع أهل الدنيا ،
فأتياهما في خفية وهما نائمان ليأخذا العصا فقصدتهما العصا .
قالوا : ثم واعدوه يوم الزينة وكان يوم سوق لهم ، عن سعيد بن جبير ، وقال
ابن عباس : كان يوم عاشوراء ، ووافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة وهو
يوم النيروز ، وكان يوم عيد لهم يجتمع إليه الناس من الآفاق ، قال عبدالرحمن بن
زيد بن أسلم : وكان اجتماعهم للميقات بالاسكندرية ، ويقال : بلغ ذنب الحية من
وراء البحيرة(2)يومئذ ، قالوا : ثم قال السحرة لفرعون : " أئن لنا لاجرا إن كنا نحن
الغالبين " قال فرعون : وإنكم إذا لمن المقربين عندي في المنزلة ، فلما اجتمع الناس جاء
موسى وهو متكئ على عصاه ومعه أخوه هارون حتى أتى(3)الجمع وفرعون في مجلسه
مع أشراف قومه ، فقال موسى عليه السلام للسحرة حين جاء‌هم : " ويلكم لا تفتروا على الله كذبا
فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى " فتناجى السحرة بينهم وقال بعضهم لبعض : ما هذا
بقول ساحر ، فذلك قوله تعالى : " فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى " فقالت السحرة :


(1)أى ضاق صدره وضعفت طاقته .
(2)في المصدر : بلغ ذنب الحية الجزيرة من وراء ، البحرة . م
(3)في المصدر : حتى أتيا المجمع . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه