بحار الأنوار ج69

الحال في بعض النسخ بالحاء المهملة وفي بعضها بالمعجمة(1)فعلى الثاني أي قليل
المال والحظ من الدنيا والاول أيضا قريب منه ، قال في النهاية : فيه إنه صلى الله
عليه وآله لم يشبع من طعام إلا على حفف ، الحفف الضيق وقلة المعيشة ، يقال : أصابه
حفف وحفوف وحفت الارض إذا يبس نباتها أي لم يشبع إلا والحال عنده خلاف
الرخاء والخصب ومنه حديث قال له وفد العراق : إن أميرالمؤمنين بلغ منا وهو
حاف المطعم أي يابسه وقحله ومنه رأيت أبا عبيدة حفوقا أي ضيق عيش ، ومنه
إن عبدالله بن جعفر حفف وجهد أي قل ماله انتهى .
ذا حظ من صلاة أي صاحب نصيب حسن وافر من الصلاة فرضا ونقلا كما
وكيفا ، ويحتمل أن يكون من للتعليل أي ذا حظ عظيم من القرب أو الثواب
أو العفة وترك المحرمات أو الاعم بسبب الصلاة لانها تنهى عن الفحشاء والمنكر
وهي قربان كل تقي .
أحسن عبادة ربه بالغيب أي غائبا عن الناس والتخصيص لانه أخلص
وأبعد من الرئاء أو بسبب إيمانه بموعود غائب عن حواسه ، كما قال تعالى :
يؤمنون بالغيب أو الباء للالة إي إحسان عبادتهم بالقلب لا بالجوارح الظاهرة
فقط والاول أظهر .
وكان غامضا في الناس في النهاية أي مغمورا غير مشهور وأقول : إما للتقية
أو المعنى أنه ليس طالبا للشهرة ورفعه الذكر بين الناس جعل على بناء المفعول
رزقه كفافا أي بقدر الحاجة ، وبقدر ما يكفه عن السؤال ، قال في النهاية : الكفاف
هو الذي لا يفضل عن الشئ ويكون بقدر الحاجة إليه ، ومنه لا تلام على كفاف
أي إذا لم يكن عندك كفاف لم تلم على أن لا تعطي أحدا وفي المصباح : قوته كفاف


آبادي : هما بحاذة واحدة ، أي بحالة واحدة ، وقال في التاج : الحاذ والحاذة : الحال
والحالة ، واللام أعلى من الذال ، وقال الجوهري : وفي الحديث : مؤمن خفيف الحاذ
أي خفيف الظهر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه