بحار الأنوار ج42

يبق بيت من العرب إلا وقد دخلت مظلمتي عليهم ، وما زلت مظلوما حتى قعدت
مقعدي هذا ، إن كان عقيل بن أبي طالب يومه ليرمد فما يدعهم يذرونه(1)حتى
يأتوني فاذر وما بعيني رمد ، ثم كتب له بظلامته ورحل ، فهاج الناس وقالوا :
قد طعن على الرجلين ، فدخل عليه الحسن عليه السلام فقال : قد علمت ما شرب قلوب
الناس من حب هذين ، فخرج فقال : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر
فحمد الله وأثنى عليه فقال : أيها الناس إن الحرب خدعة ، فإذا سمعتموني أقول :
" قال رسول الله " فوالله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله
كذبة ، وإذا حدثتكم أن الحرب خدعة ، ثم ذكر غير ذلك ، فقام رجل يساوي
برأسه رمانة المنبر فقال : أنا براء من الاثنين والثلاثة ، فالتفت إليه أميرالمؤمنين عليه السلام
فقال : بقرت العلم في غير إبانة ، لتبقرن كما بقرته ، فلما قدم ابن سمية أخذه
فشق بطنه وحشا فوقه حجارة وصلبه(2).
6 - كا : علي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن عبدالله بن ميمون
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل أمير المؤمنين عليه السلام المسجد فإذا هو برجل على باب
المسجد كئيب حزين ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : مالك ؟ قال : يا أميرالمؤمنين
اصبت بأبي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت(2)، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام :
عليك بتقوى الله والصبر ، تقدم عليه غدا ، والصبر في الامور بمنزلة الرأس من الجسد
فإذا فارق الرأس من الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الامور فسدت الامور(4).
7 - كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن
سلمة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اجتمع عيدان على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام فخطب
الناس ثم قال : هذا يوم اجتمع فيه عيدان ، فمن أحب أن يجمع معنا فليفعل ، ومن


(1)أى يصبون في عينه الدواء .
(2)لم نجده في المصدر المطبوع .
(3)اى انى اخاف أن ينشق مرارتى لاجل المصيبة الواردة على .
(4)اصول الكافى(الجزء الثانى من الطبعة الحديثة): 90 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه