بحار الأنوار ج74

بالحكمة الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تعينوا الظالم على ظلمه
فيبطل فضلكم . الامور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه ، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه
وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل .
31 - مع(1): عن ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن
فضاله ، عن أبان ، عن إسحاق بن إبراهيم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة فاذا فيها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم إن أعتى
الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولى
غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله ومن أحدث حدثا أو آوى
محدثا لم يقبل الله تعالى منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا . قال : ثم قال : تدري ما يعني
بقوله من تولى غير مواليه قلت : ما يعني به ؟ قال : يعني أهل الدين .
والصرف التوبة في قول أبي جعفر عليه السلام والعدل الفداء في قول أبي عبدالله عليه السلام .
32 - ف(2): قال النبي صلى الله عليه وآله : ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير
من الناس حتى كأن الموت في هذا الدنيا على غير هم كتب ، وكأن الحق في
هذه الدنيا على غير هم وجب ، وحتى كأن ما يسمعون من خبر الاموات قبلهم
عندهم كسبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون(3)تبوؤنهم أجداثهم وتأكلون
تراثهم ، وأنتم مخلدون بعدهم ، هيهات هيهات أما يتغظ آخرهم بأولهم ، لقد جهلوا
ونسوا كل موعظة في كتاب الله ، وأمنوا شر كل عاقبة سوء ، ولم يخافوا نزول
فادحة(4)ولا بوائق كل حادثة .


(1)معانى الاخبار ص 379 تحت رقم 3 .
(2)التحف ص 29 .
(3)يعنى أنهم اذا سمعوا بموت فلان مثلا يظنون أنه سافر إلى مكان في الارض
ثم يرجع اليهم ثانيا بعد مضى ايام . وقوله تبوؤنهم اجداثهم في الكافى بيوتهم اجداثهم
وسياتى تفسيره .
(4)الفادحة : النازلة والفادح الصعب المثقل . والبوائق جمع البائقة وهى الداهبة
والشر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه