بحار الأنوار ج64

الاربعين نادرا ، مع أنه يمكن أن يكون ابتلاء المؤمن قبل الاربعين ، وأيضا الخبر
ليس بصريح في ابتلائه بالجذام .
" والميتة " بالكسر للحال والهيئة ، ويدل على أن قاتل نفسه ليس بمؤمن
سواء قتلها بحربة ، أو بشرب السم ، أو بترك الاكل والشرب ، أو ترك مداواة جراحة
أو مرض علم نفعها ، أما لو أحرق العدو السفينة فألقى من فيها نفسه في البحر فمات
فالظاهر أنه أيضا داخل في هذا الحكم خلافا لبعض العامة فإنه أخرجه منه ، لانه
فرمن موت إلى يموت وهو ضعيف ، وربما يحمل على من استحل قتل نفسه ، والظاهر
أن المراد بالمؤمن : الكامل .
5 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن عثمان
النوا ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل يبتلي المؤمن بكل
بلية ، ويميته بكل ميتة ، ولا يبتليه بذهاب عقله ، أما ترى أيوب كيف سلط الله
إبليس على ماله ، وعلى ولده وعلى أهله ، وعلى كل شئ من ، ولم يسلط على عقله
ترك له ليوحد الله به(1).
بيان : " ولا يبتليه بذهاب عقله " لان فائدة الابتلاء التصبر والتذكر
والرضا ونحوها ، ولا يتصور شئ من ذلك بذهاب العقل وفساد القلب ، ولا ينافي
ذهبا العقل لا لغرض الابتلاء ، على أن الموضع هو المؤمن ، والمجنون لا يتصف
بالايمان كذا قيل ، لكن ظاهر الخبر أن المؤمن الكامل لا يبتلي بذلك ، وإن لم
يطلق عليه في تلك الحال اسم الايمان ، وكان بحكم المؤمن .
ويمكن أن يكون هذا غالبيا فانا نرى كثيرا من صلحاء المؤمنين ، يبتلون
في أواخر العمر بالخرافة وذهبا العقل ، أو يخص بنوع منه ، والوجه الاول لا
يخلو من وجه ، " وعلى كل شئ منه " ظاهره تسلطه على جميع أعضائه وقواه سوى
عقله وقد يؤول بتسلطه على بيته ، وأثاث بيته ، وأمثال ذلك ، وأحبائه وأصدقائه


(1)الكافى ج 2 ص 256 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه