بحار الأنوار ج66

يقدمون المهاجرين على أنفسهم(ولو كان بهم خصاصة)أي حاجة(ومن يوق شح
نفسه)حتى يخالفها فيما يغلب عليها من حب المال وبغض الانفاق(فاولئك هم
المفلحون)الفائزون بالثناء العاجل والثواب الاجل .
(والذين جاؤا من بعدهم)قيل : هم الذين هاجروا من بعد حين قوي الاسلام
أو التابعون باحسان ، وهم المؤمنون بعد الفريقين إلى يوم القيامة ولذلك قيل إن
الاية قد استوعبت جميع المؤمنين(يقولون ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا
بالايمان)أي يدعون ويستغفرون لانفسهم ولمن سبقهم بالايمان(ولا تجعل في قلوبنا
غلا للذين آمنوا)حقدا وغشا وعداوة(ربنا إنك رؤف رحيم)أي متعطف
على العباد منعم عليهم .
وأقول : إنما أوردناها لدلالتها من جهة الترتيب الذكري على فضل المهاجرين
من الصحابة على الانصار ، وفضلهما على التابعين لهم باحسان .
1 - كا : عن العدة عن البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمار بن أبي الاحوص
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل وضع الايمان على سبعة أسهم : على البر
والصدق ، واليقين ، والرضا ، والوفاء ، والعلم ، والحلم ، ثم قسم ذلك بين الناس ، فمن
جعل فيه هذه السبعة الاسهم فهو كامل محتمل ، وقسم لبعض الناس السهم ولبعض
السهمين ولبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى السبعة ، ثم قال : لاتحملوا على صاحب
السهم سهمين ، ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهظوهم ثم قال كذلك حتى انتهى
إلى السبعة(1).
توضيح : البر الاحسان إلى نفسه وإلى غيره ، ويطلق غالبا على الاحسان
بالوالدين والاقربين والاخوان من المؤمنين كما ورد(من خالص الايمان البر
بالاخوان)والصدق : هو القول المطابق للواقع ، ويطلق أيضا على مطابقة العمل
للقول والاعتقاد ، وعلى فعل القلب والجوارح المطابقين للقوانين الشرعية والموارين
العقلية ، ومنه الصديق وهو من حصل له ملكة الصدق في جميع هذه الامور ، ولا


(1)الكافى ج 2 ص 42 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه