بحار الأنوار ج23

تفسير : قال الطبرسي في قوله تعالى : " وكذلك جعلناكم امة وسطا " الوسط
العدل ، وقيل : الخيار ، قال صاحب العين : الوسط من كل شئ أعدله وأفضله ، و
متى قيل : إذا كان في الامة من ليست(1)هذه صفته فكيف وصف جماعتهم بذلك ؟ فالجواب
أن المراد به من كان بتلك الصفة لان كل عصر لا يخلو من جماعة هذه صفتهم .
وروى بريد عن الباقر عليه السلام قال : نحن الامة الوسط ، ونحن شهداء الله
على خلقه وحجته في أرضه .
وفي رواية اخرى : قال عليه السلام : إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصر .
وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني ، في كتاب شواهد التنزيل باسناده عن
سليم بن قيس عن علي عليه السلام إن الله تعالى ، إيانا عنى بقوله : " لتكونوا شهداء على
الناس " فرسول الله شاهد علينا . ونحن شهداء الله على خلقه ، وحجته في أرضه ، و
نحن الذين قال الله : " وكذلك جعلناكم امة وسطا " .
وقوله : " لتكونوا شهداء على الناس " فيه ثلاثة أقوال : أحدها لتشهدوا على
الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا والآخرة كما قال : " وجيئ
بالنبيين والشهداء(2)" .
والثاني : لتكونوا حجة على الناس فتبينوا لهم الحق والدين ويكون
الرسول شهيدا عليكم مؤديا للذين إليكم .
والثالث : أنهم يشهدون للانبياء على اممهم المكذبين لهم بأنهم قد بلغوا ، و
قوله : " ويكون الرسول عليكم شهيدا " أي شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم
وقيل : حجة عليكم ، وقيل : شهيدا لكم بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون
به ، ويكون " على " بمعنى اللام كقوله : " وما ذبح على النصب(3)" أي للنصب(4).


(1)في المصدر : من ليس .
(2)الزمر : 7 .
(3)المائدة : 3 .
(4)مجمع البيان 2 : 224 و 225 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه