بحار الأنوار ج49

ثم قوي فيه قلبي فبعثت طاهرا إلى علي بن عيسى بن هامان فكان من أمره
ما كان ، ورددت هرثمة إلى رافع بن أعينفظفر به وقتله ، وبعثت إلى صاحب
السرير فهادنته وبذلت له شيئا حتى رجع فلم يزل أمري يقوى حتى كان من أمر
محمد ما كان ، وأفضى الله إلي بهذا الامر ، واستوى لي .
فلما وافى الله عزوجل لي بما عاهدته عليه ، أحببت أن أفي لله تعالى بما
عاهدته ، فلم أر أحدا بهذا الامر من أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فوضعتها فيه
فلم يقبلها إلا على ما قد علمت ، فهذا كان سببها .
فقلت : وفق الله أمير المؤمنين فقال : يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس
فاقعد بين هؤلاء القواد وحدثهم بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
فقلت : يا أمير المؤمنين ما أحسن من الحديث شيئا إلا ما سمعته منك ، فقال : سبحان
الله ما أجد أحدا يعينني على هذا الامر ، لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري
ودثاري .
فقلت يا أمير المؤمنين : أنا احدث عنك بما سمعته منك من الاخبار ؟ فقال :
نعم حدث عني بما سمعته مني من الفضائل فلما كان من الغد ، قعدت بين القواد
في الدار فقلت : حدثني أمير المؤمنين ، عن أبيه ، عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
من كنت مولاه فعلي مولاه ، حدثني أمير المؤمنين ، عن أبيه ، عن آبائه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله علي مني بمنزلة هارون من موسى ، وكنت أخلط الحديث بعضه
ببعض لا أحفظه على وجهه .
وحدثت بحديث خبير ، وبهذه الاحاديث المشهورة ، فقال لي عبدالله بن مالك
الخزاعي : رحم الله عليا كان رجلا صالحا . وكان المأمون قد بعث غلاما إلى
المجلس يسمع الكلام فيؤديه إليه قال الريان : فبعث إلي المأمون فدخلت إليه
فلما رآني قال : يا ريان ما أرواك للاحاديث وأحفظك لها ؟ ثم قال : قد بلغني
ما قال اليهودي عبدالله بن مالك في قوله(رحم الله عليا كان صالحا)والله
لاقتلنه إن شاء الله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه