بحار الأنوار ج14

24 ص : في خبر آخر أن عيسى بن مريم عليه السلام بعث يحيى بن زكريا عليه السلام
في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس وينهاهم عن نكاح ابنة الاخت ، قال : وكان لملكهم
بنت أخت تعجبه ، وكان يريد أن يتزوجها ، فلما بلغ أمها أن يحيى عليه السلام نهى عن
مثل هذا النكاح أدخلت بنتها على الملك مزينة ، فلما رآها سألها عن حاجتها ، قالت :
حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا ، فقال : سلي غير هذا ، فقالت : لا أسألك غير هذا ، فلما
أبت عليه دعا بطشت ودعا بيحيى عليه السلام فذبحه فبدرت(1)قطرة من دمه فوقعت على الارض
فلم تزل تعلو(2)حتى بعث الله بخت نصر عليهم ، فجاء‌ته عجوز من بني إسرائيل فدلته
على ذلك الدم ، فألقى في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن ، فقتل عليها
سبعين ألفا في سنة واحدة حتى سكن .(3)
25 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عثمان
ابن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عاقر ناقة صالح
كان أزرق ابن بغي ، وإن قاتل يحيى بن زكريا عليه السلام ابن بغي ، وإن قاتل علي عليه السلام ابن
بغي ، وكانت مراد تقول : مانعرف له فينا أبا ولا نسبا ، وإن قاتل الحسين بن علي عليه السلام
ابن بغي ، وإنه لم يقتل الانبياء ولا أولاد الانبياء إلا أولاد البغايا . وقال في قوله تعالى
جل ذكره : " لم نجعل له من قبل سميا " قال : يحيى بن زكريا عليه السلام لم يكن له سمي
قبله ، والحسين بن علي عليه السلام لم يكن له سمي قبله ، وبكت السماء عليهما أربعين صباحا
وكذلك بكت الشمس عليهما ، وبكاؤها أن تطلع حمراء وتغيب حمراء . وقيل : أي بكى أهل
السماء وهم الملائكة .(4)
بيان : قد يوجه بكاء السماء والارض كما ذكره الراوندي رحمه الله ،(5)و
يمكن أن يقال : كناية عن شدة المصيبة حتى كأنه بكى عليه السماء والارض ، أو عن
_________________________
(1)اي اسرعت وسبقت .
(2)في نسخة : فلم تزل تغلى .
(3 و 4)قصص الانبياء مخطوط .
(5)في قوله : وقيل : أي بكى إه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه