بحار الأنوار ج45

وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ثم شد عليه فضربه بسيفه حتى برد ، وإنه
لمشغول بضربه إذ شد عليه سالم مولى عبيدالله بن زياد ، فصاحوابه قدرهقك العبد
فلم يشعر حتى غشيه ، فبدره بضربة اتقاها ابن عمير بيده اليسرى فأطارت أصابع
كفه ، ثم شد عليه فضربه حتى قتله ، وأقبل وقد قتلهما جميعا وهويرتجز ويقول :
إن تنكروني فأنا ابن كلب أنا امرء‌ذو مرة وعصب
ولست بالخوار عند النكب
وحمل عمروبن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسين عليه السلام فيمن كان معه من
أهل الكوفة ، فلما دنا من الحسين عليه السلام جثوا له على الركب وأشرعوا الرماح
نحوهم ، فلم تقدم خيلهم على الرماح فذهبت الخيل لترجع ، فرشقهم أصحاب
الحسين عليه السلام بالنبل ، فصرعوا منهم رجالا وجرحوا منهم آخرين وجاء رجل من بني
تميم يقال له عبدالله بن خوزة فأقدم على عسكر الحسين عليه السلام فناداه القوم : إلى أين
ثكلتك امك ؟ فقال : إني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع ، فقال الحسين عليه السلام
لاصحابه : من هذا ؟ فقيل له : هذا ابن خوزة التميمي ، فقال : اللهم جره إلى النار
فاضطرب به فرسه في جدول فوقع وتعلقت رجله اليسرى في الركاب وارتفعت اليمنى
وشد عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى فأطارت وعدابه فرسه فضرب برأسه
كل حجر وكل شجر حتى مات وعجل الله بروحه إلى النار ، ونشب القتال فقتل
من الجميع جماعة(1)
وقال محمدبن أبي طالب وصاحب المناقب وابن الاثير في الكامل ورواياتهم
متقاربة : إن الحرأتى الحسين عليه السلام فقال : ياابن رسول الله كنت أول خارج عليك
فائذن لي لاكون أول قتيل بين يديك ، وأول من يصافح جدك غدا ، وإنما قال
الحر : لاكون أول قتيل بين يديك والمعنى يكون أول قتيل من المبارزين وإلا
فان جماعة كانوا قد قتلوا في الحملة الاولى كما ذكر ، فكان أول من تقدم إلى


(1)كتاب الارشاد ص 220

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه