بحار الأنوار ج14

عليه السلام ، ثم يستدير الكرسي بما فيه ويدور معه النسران والطاووسان والاسدان
قائلات(1)برؤوسها إلى سليمان ينضحن(2)عليه من أجوافها المسك والعنبر ، ثم تناولت
حمامة من ذهب قائمة على عمود من جوهر من أعمدة الكرسي التوراة فيفتحها سليمان عليه السلام
ويقرؤها على الناس ، ويدعوهم إلى فصل القضاء ، ويجلس عظماء بني إسرائيل على كراسي
من الذهب المفصصة بالجوهر وهي ألف كرسي عن يمينه ، وتجئ عظماء الجن وتجلس
على كراسي الفضة عن يساره وهي ألف كرسي حافين جميعا به ، ثم يحف بهم الطير
فتظلهم ، وتتقدم إليه الناس للقضاء ، فإذا دعا بالبينات والشهود لاقامة الشهادات دار
الكرسي بما فيه مع جميع ماحوله دوران(الرحى)؟ المسرعة ويبسط الاسدان أيديهما و
يضربان الارض بأذنابهما ، وينشر النسران والطاووسان أجنحتهما فيفزع منه الشهود و
يدخلهم من ذلك رعب ولا يشهدون إلا بالحق .(3)

(باب 6) (معنى قول سليمان عليه السلام : هب لي

ملكا لاينبغي لاحد من بعدي(4)

1 مع ، ع : أحمد بن يحيى المكتب ، عن أحمد بن محمد الوراق ، عن علي بن هارون
الحميري ، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، عن أبيه ، عن علي بن يقطين قال : قلت لابي
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : أيجوز أن يكون نبي الله عزوجل بخيلا ؟ فقال : لا ،
فقلت له : فقول سليمان : " رب اغفر لي وهب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي " ما وجهه
ومعناه ؟ فقال : الملك ملكان : ملك مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس ، وملك مأخوذ
من قبل الله تعالى ذكره كملك آل إبراهيم وملك طالوت وملك ذي القرنين ، فقال سليمان
عليه السلام : " هب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي " أن يقول : إنه مأخوذ بالغلبة والجور


(1)في نسخة : مائلات .(2)اي ترش عليه المسك .
(3)تفسير الثعلبي " الكشف والبيان " مخطوط لم يطبع إلى الان ، والحديث كما ترى مروى
عن وهب بن منبه العامي ، وفي اخباره شواذ وغرائب .
(4)ص : 34 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه