بحار الأنوار ج88

ناء من خلفك ، حتى يخصب لامراعها المجدبون ، ويحيى ببركتها المسنتون ، و
تترع بالقيعان غدرانها ، وتورق ذى الاكام رجواتها ، ويدهام بذرى الاكام
شجرها وتستحق علينا بعد اليأس شكرا منة من مننك مجللة ، ونعمة من نعمك متصلة ، على بريتك المرملة ، وبلادك المعرنة ، وبهائمك المعملة ، ووحشك
المهملة .
اللهم منك ارتجاؤنا ، وإليك مآربنا ، فلا تحبسه عنا لنبطنك سرائرنا ، ولا تؤاخدنا بما فعل السفهاء منا ، فانك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا ، وتنشر رحمتك
وأنت الولي الحميد .
ثم بكى عليه السلام فقال :
سيدي صاحت جبالنا ، واغبرت أرضنا ، وهامت دوابنا ، وقنط ناس منا
وتاهت البهائم ، وتحيرت في مراتعها ، وعجت عجيج الثكلى على أولادها ، وملت
الدوران في مراتعها ، حين حبست عنها قطر السماء ، فدق لذلك عظمها ، وذهب
لحمها وذاب شحمها ، وانقطع درها اللهم ارحم أنين الانة ، وحنين الحانة ارحم
تحيرها في مراتعها وأنينها في مرابضها يا كريم(1).
بيان : سابق النعم أي ذي النعم السابغة الكاملة وبارئ النسم ، النسم
بالتحريك جمع نسمة به(2)وهو الانسان الذي جعل السموات المرساة عمادا ،
المرسات المثبتات وهى عماد لما فوقها من العرض والكرسى والملائكة ، وفي التهذيب
والفقيه وغيرهما جعل السموات لكرسية عمادا فلعله لكونها تحته فكأنها بمنزلة
العماد له ملائكة على أرجائها الارجاء جمع ارجاء ، وهى الناحية ، والضمير
راجع إلى السموات والارض ، وكذا ضمير أمطائها في قوله وحملة عرضه على
أمطائها يحتمل الوجهين .
والامطاء جمع مطاء وهو الظهر ، وروي أن أرجل حملة العرش الاربعة


(1)المصباح المتهجد ص 368 .
(2)أى بالتحريك أيضا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه