بحار الأنوار ج14

وضامه حقه : انتقصه . والضيم : الظلم .
قوله عليه السلام :(تمتد نحوه)أي يؤمله المؤملون ، ويرجوه الراجون ، فإن كل
من أمل شيئا يطمح إليه بصره ، ويسافر برغبته إليه ، فكني عن ذلك بمد العنق ، وشد
عقد الرحال .
قوله عليه السلام :(فكانت النيات مشتركة)أي بين الله وبين ما يأملون من الشهوات ،
غير خالصة له تعالى ، وحسناتهم مقتسمة بينه تعالى وبين تلك الشهوات ، أو المعنى أنهم
لو كانوا كذلك لآمن بهم جل الخلق للرغبة والرهبة ، فلم يتميز المؤمن والمنافق ، و
المخلص والمرائي . وجبل وعرأي غليظ حزن .
قوله عليه السلام :(وأقل نتائق الدنيا)قال ابن أبي الحديد : أصل هذه اللفظة من قولهم
امرأة نتاق أي كثيرة الحبل والولادة ، يقال : ضيعة منتاق أي كثيرة الريع فجعل عليه السلام
الضياع ذوات المدر التي يثار للحرث نتائق ، وقال : إن مكة أقلها صلاحا للزرع ، لان
أرضها حجرية .(1)والقطر : الجانب .
قوله عليه السلام :(دمثة)أي سهلة ، وكلما كان الرمل أسهل كان أبعد من أن ينبت و
من أن يزكو به الدواب لانها تتعب في المشي به . قوله :(وشلة)أي قليلة الماء . قوله :(أعطافهم)
عطفا الرجل : جانباه ، أي يميلو جوانبهم معرضين عن كل شئ متوجهين نحوه . والمثابة :
المرجع والنجعة في الاصل طلب الكلاء ، ثم سمي كل من قصد أمرا يروم النفع فيه
منتجعا . وثمرة الفؤاد هي سويداء القلب . والسحيق : البعيد . والفج : الطريق بين الجبلين
وهز المناكب : كناية عن السفر إليه مشتاقين .(2)وقوله :(يهلون)أي يرفعون


(1)قال في النهاية : في حديث علي عليه السلام " أقل نتائق الدنيا مدرا " النتائق جمع نتيقة
فعيلة بمعنى مفعولة من النتق وهو أن يقلع الشئ فترفعه من مكانه لترمى به ، هذا هو الاصل و
أراد بها ههنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها . انتهى . وماذكرناه في الاصل ذكر ابن ابي
الحديد ولعله أوفق . منه رحمه الله .
(2)وقيل : أي يحركوا مناكبهم أي رؤوس أكتافهم لله ، يرفعون أصواتهم بالتلبية وذلك في
السعي والطواف .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه