بحار الأنوار ج61

ولا يقع على شجرة اليقطين ، ولذلك أنبتها الله على يونس عليه السلام حين خرج من بطن
الحوت ، ولو وقعت عليه ذبابة لآلمته فمنع الله تعالى عنه الذباب فلم يزل كذلك حتى
تصلب جسمه ، ولا يظهر كثيرا إلا في الاماكن العفنة ومبدأ خلقه منها ثم من السفاد
وربما بقي الذكر على الانثى عامة اليوم ، ومن الحيوان الشمسية(1)لانه يخفى
شتاء ويظهر صيفا .
وروى البخاري وغيره(2)أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إذا وقع الذباب في إناء
أحدكم فليمقله فان في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ، وإنه يتقي بجناحيه الذى
فيه الداء .
وفى رواية النسائي وابن ماجة أن إحدى جناحي الذباب سم والآخر شفاء فاذا
وقع في الطعام فامقلوه فانه يقدم السم ويؤخر الشفاء .
وقال الخطابي : وقد تكلم على هذا الحديث بعض من لاخلاق له وقال : كيف يكون
هذا وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة ؟ وكيف تعلم ذلك في نفسها حتى تقدم
جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء وما أداها إلى ذلك ؟ قال : وهذا سؤال جاهل أو متجاهل
فان الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان(3)قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة
واليبوسة وهي أشياء متضادة إذا تلاقت تفاسد ، ثم يرى الله(4)سبحانه قد ألف بينها و
قهرها على الاجتماع وجعل منها قوى الحيوان التى منها بقاؤه وصلاحه لجدير أن لا ينكر
اجتماع الداء والشفاء في جزئين من حيوان واحد ، وإن الذي ألهم النحلة أن نتخذ
البيت العجيب الصنعة وأن تعسل فيه ، وألهم الذرة أن تكتسب قوتها وتدخره
لاوان حاجتها إليه ، هوالذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية إلى أن تقدم جناحا وتؤخر


(1)في المصدر : وهو من الحيوانات الشمسية .
(2)في المصدر : وروى البخارى وابوداود والنسائى وابن ماجة وابن خزيمة وابن
حبان .
(3)في المصدر : ونفس سائر الحيوانات .
(4)في المصدر : ثم يرى ان الله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه