بحار الأنوار ج54

ولادته . فهو تكلف بعيد مستغنى عنه ، وما ذكرنا أقرب إلى لفظ الآية الكريمة
وأوفق بالمراد . وسيأتي معاني(1)(العرش)و(استوى(2)عليه).
(وكان عرشه على الماء)قال البيضاوي(3): أي قبل خلقهما لم يكن حائل
بينهما لا أنه كان موضوعا على متن الماء واستدل به على إمكان الخلاء وأن الماء
أول حادث بعد العرش من أجرام هذا العالم وقيل : كان الماء على متن الريح
والله أعلم بذلك(انتهى)وقال الطبرسي(4): وفي هذا دلالة على أن العرش و
الماء كانا موجودين قبل خلق السماوات والارض وكان الماء قائما بقدرة الله على
غير موضع قرار بل كان الله يمكسه بكمال قدرته وفي ذلك أعظم الاعتبار لاهل الانكار
وقيل : المراد(5)بقوله(عرشه)بناؤه يدل عليه(ومما يعرشون)أي يبنون
فالمعني(6): وكان بناؤه على الماء ، فإن البناء على الماء أبدع وأعجب ، عن أبي
مسلم(انتهى).
وقال الرازي في تفسيره(7): قال كعب : خلق الله تعالى ياقوتة خضراء
ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها ثم وضع
العرش على الماء . قال أبوبكر الاصم : ومعنى قوله(وكان عرشه على الماء)
كقولهم السماء على الارض ، وليس ذلك على سبيل كون أحدهما ملتصقا بالآخر
وكيف كانت الواقعة يدل(8)على أن العرش والماء كانا قبل السماوات والارض
قالت المعتزلة : وفي الآية دلالة على وجود الملائكة قبل خلقهما لانه لا يجوز أن


(1)في نسخة : بيان العرش .
(2)والاستواء(خ ل).
(3)أنوار التنزيل ، ج 1 س هود ى 7 .
(4)مجمع البيان ، ج 5 ، سورة هود وليس فيه لفظة الواو .
(5)ان المراد(خ ل).
(6)والمعنى(خ ل).
(7)مفاتيح الغيب ج 5 ص 57 في تفسير سورة هود .
(8)فذلك يدل(مفاتيح الغيب للرازى).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه