بحار الأنوار ج88

على أمطاء الارض ، أو المعنى أنه جعل على ظهرها حملة عرش عمله من الانبياء و
الاوصياء عليهم السلام أو حملة عرش عظمته من الايات البينات ، أو غير ذلك مما يعلمه
الله كما ذكره الوالد قدس سره ، وفي أكثر نسخ المصباح وحمل عرشه على أمطائها فالضمير راجع إلى الملائكة وفي أكثر نسخ الحديث كما مر أولا وأشرق بضوئه أي ضوء العرش ، ويحتمل إرجاعه إليه تعالى أي الضوء الذي خلقه شعاع الشمس بالرفع لكون الاشراق لازما غالبا أو بالنصب لانه قد يكون متعديا .
وأطفأ بشعاعه أي العرش أو الرب تعالى أو الشمس بتأويل النجم أو راجع
إلى الشعاع على المبالغة ، والغطش الظلمة ، والمراد هنا الليل المظلم ، أو الاسناد على
المجاز وفجر الارض عيونا أي جعل الارض كلها كأنها عيون منفجرة ، وأصله
وفجر عيون الارض فغير للمبالغة والنجوم بهورا أي إضاء‌ة أو مضيئا ، قال في
القاموس : البهر الاضاء‌ة كالبهور ، والغلبة والعجب ، وبهر القمر كمنع غلب ضوؤه
ضوء الكواكب .
ثم علافتمكن لعل المعنى أن نهاية علوه وتجرده وتنزهه صار سببا
لتمكنه في خلق ما يريد ، وتسلطه على من سواه ، وقال الوالد ره : ثم علا على
عرش العظمة والجلال ، فتمكن بالخلق والتدبلير ، أو أنه مع إيجاده تلك الاشياء
وتربيتها لم ينقص من عظمته وجلالته شيئا ، ولم يزد عليهما شئ وأقام كل شئ
في مرتبته ومقامه فتهيمن فصار رقيبا وشاهدا عليها وحافظا لها .
فخضعت له نخوة المستكبر قال في القاموس نخاه ينخوه نخوة افتخر وتعظم
وطلبت إليه خلة المتمسكن يقال : طلب إلى إذا رعب والخلة الحاجة والفقر و
الخصاصة ، والمسكين من لا شئ له ، والضعيف الذليل ، وتمسكن صار مسكينا
كل ذلك ذكره الفيروز آبادي .
فبدرجتك الرفيعة أي بعلو ذاتك وصفاتك ومحلتك المنيعة أي بجلالتك
وعظمتك المانعة من أن يصل إليها أحد أو يدركها عقول الخلائق وأقامهم وفضلك
البالغ حد الكمال ، وفي بعض النسخ السابغ أي الكامل وسبيلك الواسع أي

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه