بحار الأنوار ج33

فقال رجل منهم من بني سعد : إنما حضرت اغترارا بهذا الرجل - يعني عبدالله
وأراه قد شك واعتزل عن الحرب بجماعة من الناس .
وما ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الانصاري وكان على مينة علي عليه
السلام فقال لاصحابه : احملوا عليهم فوالله لايقتل منكم عشرة ولا يسلم
منهم عشرة . فحمل عليهم فطحنهم طحنا(و)قتل من أصحابه عليه السلام
تسعة وأفلت من الخوارج ثمانية .

وذكر المبرد وغيره أيضا أن أميرالمؤمنين عليه السلام لما وجه إليهم عبد
الله بن العباس ليناظرهم قال لهم : ما الذي نقمتم على أميرالمؤمنين قالوا له :
قد كان للمؤمنين أميرا فلما حكم في دين الله خرج من الايمان فليتب بعد
إقراره بالكفر نعد إليه .
قال ابن عباس : ما ينبغي لمؤمن لم يشب إيمانه بشك أن يقر على نفسه بالكفر .
قالوا : إنه أمر بالتحكيم . قال : إن الله أمر بالتحكيم في قتل صيد فقال(يحكم به ذوا
عدل منكم)(95 / المائدة)فكيف في إمامة قد أشكلت على المسلمين ؟ فقالوا : إنه
قد حكم عليه فلم يرض . قال : إن الحكومة كالامامة ومتى فسق الامام وجبت
معصيته وكذلك الحكمان لما خالفا نبذت أقاويلهما . فقال بعضهم لبعض :
اجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم فإن هذا من الذين قال الله فيهم : *(بل هم
قوم خصمون)*(58 / الزخرف)وقال جل ثناؤه : *(وتنذر به قوما لدا)*
(97 / مريم).
وقال المبرد : أول من حكم عروة بن أدية وقيل رجل من بني
محارب يقال له سعيد . ولم يختلفوا في اجتماعهم على عبدالله بن وهب
الراسبي وأنه امتنع عليهم وأومى إلى غيره فلم يرضوا إلا به فكان إمام القوم
وأول سيف سل من سيوف الخوارج سيف عروة بن أدية وذاك إنه أقبل على
الاشعث فقال له : ما هذه الدنية يا أشعث وما هذا التحكيم أشرط أوثق من
شرط الله عزوجل ؟ ثم شهر عليه السيف والاشعث مول فضرب به عجز بغلته .
وعروة(هذا)من الذين نجوا من حرب النهروان فلم يزل باقيا مدة في

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه