بحار الأنوار ج75

كفقر القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا قوة كغلبة الهوى ، ولا نور كنور اليقين
ولا يقين كاستصغارك الدنيا ، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ، ولا نعمة كالعافية ، ولا
عافية كمساعدة التوفيق ، ولا شرف كبعد الهمة ، ولا زهد كقصر الامل ، ولا
حرص كالمنافسة في الدرجات(1)ولا عدل كالانصاف ، ولا تعدي كالجور ، ولا جور
كموافقة الهوى ، ولا طاعة كأداء الفرائض ، ولا خوف كالحزن ، ولا مصيبة كعدم
العقل ، ولا عدم عقل كقلة اليقين ، ولا قلة يقين كفقد الخوف ، ولا فقد خوف كقلة
الحزن على فقد الخوف ، ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت
عليها ، ولا فضيلة كالجهاد ، ولا جهاد كمجاهدة الهوى ، ولا قوة كرد الغضب ،
ولا معصية كحب البقاء(2)ولاذل كذل الطمع ، وإياك والتفريط عند إمكان
الفرصة ، فإنه ميدان يجري لاهله بالخسران .
2 - ف(3): ومن كلامه عليه السلام لجابر أيضا خرج يوما وهو يقول : أصبحت
والله يا جابر محزونا مشغول القلب ، فقلت : جعلت فداك ما حزنك وشغل قلبك
كل هذا علي الدنيا ؟ فقال عليه السلام : لا يا جابر ولكن حزن هم الاخرة ، يا جابر
من دخل قلبه خالص حقيقة الايمان شغل عما في الدنيا من زينتها ، إن زينة زهرة
الدنيا إنما هو لعب ولهو ، وإن الدار الاخرة لهي الحيوان . يا جابر إن
المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا . واعلم أن أبناء
الدنياهم أهل غفلة وغرور وجهالة ، وأن أبناء الاخرة هم المؤمنون العاملون
الزاهدون ، أهل العلم والفقه ، وأهل فكرة واعتبار واختبار ، لا يملون من
ذكر الله .


(1)المنافسة : المفاخرة والمباراة .
(2)يعنى البقاء في هذه الدنيا الدنية لاستلزامه البعد عن جوار الرب تعالى .
(3)التحف ص 286 ورواه الكلينى في الكافى ج 2 ص 133 عن ابى عبدالله المؤمن
عن جابر قال : دخلت على ابى جعفر عليه السلام فقال : يا جابر والله انى لمحزون و
انى لمشغول القلب . . . الخ ورواه على بن عيسى الاربلى في كشف الغمة أيضا مع اختلاف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه