بحار الأنوار ج64

تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء آخر غير صالح لخلق المؤمن إلا أن يكون
قد تحقق تربيتها بماء المزن الجناني قبل الاكل .
وأما مأكولة الكافر التي يخلق منها المؤمن فانما يتحقق تربيتها بذلك
الماء قبل أكله لها غالبا ولذكر الله عند زرعها أو غرسها مدخل في تلك التربية
وكذلك لحل ثمنها ، وتقوى زارعها أو غارسها ، إلى غير ذلك من الاسباب .
9 - كا : العدة : عن سهل ، وغير واحد ، عن الحسين بن الحسن جميعا
عن محمد بن اورمة ، عن محمد بن علي ، عن إسماعيل بن يسار ، عن عثمان ابن
يوسف ، عن عبدالله بن كيسان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك
أنا مولاك عبدالله بن كيسان قال : أما النسب فأعرفه وأما أنت فلست أعرفك .
قال : قلت له : إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس ، وإنني اخالط
الناس في التجارات وغير ذلك ، فاخالط الرجل ، فأرى له حسن السمت ، وحسن
الخلق وكثرة أمانة ، ثم افتشه فافتشه عن عداوتكم ، واخالط الرجل فأرى منه
سوء الخلق ، وقلة أمانة ، وزعارة ، ثم افتشه فافتشه عن ولايتكم فيكف يكون
ذلك ؟
قال : فقال لي : أما علمت يا ابن كيسان أن الله عزوجل أخذ طينة من
الجنة طينة من النار فخلطهما جميعا ، ثم نزع هذه من هذه من وهذه من هذه ؟ فما رأيت
في اولئك من الامانة ، وحسن الخلق ، وحسن السمت ، فمما مستهم من طينة
الجنة ، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه ، وما رأيت من هؤلاء من قلة الامانة ، وسوء
الخلق والزعارة ، فمما مستهم من طينة النار ، وهم يعادون إلى ما خلقوا منه(1)
توضيح : " عن عداوتكم " التعدية بعن لتضمين معنى الكشف ، و " السمت "
الطريق وهيئة أهل الخير ، و " زعارة " بالزاي والراء المشددة ويخفف ، الشراسة
وسوء الخلق ، وفي النسخ بالدال والعين والراء المهملات وهو الفساد والفسق


(1)الكافى ج 2 ص 4 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه