الجفان ، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو
فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم فما اشتبه عليك علمه فالفظه(فالقطه
(خ))وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه .
ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدى به ويستضئ بنور علمه .
ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه ألا
وإنكم لاتقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد
وعفة وسداد فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا ولا ادخرت من غنائمها وقرأ ولا
أعددت لبالي ثوبي طمرا(ولا حزت من أرضها شبرا ، ولا أخذت منه إلا
كقوت أتان دبرة ، ولهي في عيني أو هى وأهون من عفصة مقرة)(1). بلى
كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم
وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله .
وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته
آثارها وتغيب أخبارها وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لضغطها
(لاضغطها(خ))الحجر والمدر وسد فرجها التراب المتراكم وإنما هي نفسي
أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الاكبر وتثبت على جوانب المزلق .
ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح
ونسائج هذا القز ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير
الاطعمة ولعل بالحجاز أو باليمامة من لاطمع له في القرص ولا عهد له بالشبع أو أن
أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى ! أو أن أكون كما قال القائل :
وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال(لي): أميرالمؤمنين ولا أشاركهم في مكاره
الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات
(1)ما بين المعقوفين مأخوذ من نسخة شرحها ابن أبي الحديد وهو أصح النسخ - وقد
سقط من أصلي من ط الكمباني من البحار .