بحار الأنوار ج67

وإن اليقين أفضل من الايمان ، وما من شئ أعز من اليقين(1).
وعن صفوان الجمال قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل :
وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فقال : أما إنه
ماكان ذهبا ولا فضة إنما كان أربع كلمات : أنا الله لاإله إلا أنا من أيقن بالموت
لم يضحك سنه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر لم يخش
إلا الله(2).
وقال أبوعبدالله عليه السلام : الصبر من اليقين ، وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان
قنبر غلام علي عليه السلام يحب عليا حبا شديدا فاذا خرج علي عليه السلام خرج على أثره
بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال : ياقنبر مالك ؟ فقال : جئت لامشي خلفك يا
أمير المؤمنين ، فقال : ويحك أمن أهل السماء تحرسني أو من أهل الارض ؟ قال :
لا بل من أهل الارض ، فقال : إن أهل الارض لايستطيعون لو شاؤا إلا باذن الله
من السماء ، فارجع قال : فرجع .
وعنه عليه السلام : ليس شئ إلا له حد قال : قلت : جعلت فداك فما حد
التوكل ؟ قال : اليقين ، قلت : فما حد اليقين ؟ قال : لاتخاف(مع الله)شيئا .
وقال : إن محمد بن الحنفية كان رجلا رابط الجأش ، وكان الحجاج يلقاه
فيقول له : لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك ، فيقول : كلا إن الله في كل يوم
ثلاثمائة وستين لحظة فأرجو أن يكفيك باحداهن(3).
وسأل أمير المؤمنين الحسن والحسين عليهما السلام فقال لهما : مابين الايمان
واليقين ؟ فسكتا فقال للحسن عليه السلام : أجب ياأبا محمد قال : بينهما شبر ، قال :
وكيف ذاك ؟ قال : لان الايمان ماسمعناه بآذاننا وصدقناه بقلوبنا ، واليقين ما
أبصرناه بأعيننا واستدللنا به على ماغاب عنا(4).


(1)مشكاة الانوار ص 11 .
(2)مشكاة الانوار ص 12 .
(3)مشكاة الانوار ص 13 .
(4)مشكاة الانوار ص 15 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه