بحار الأنوار ج79

(ولان يهبطوا بهم جناب ذلة)الجناب الناحية أي يذلوا ويخشعوا بذكر
مصارعهم أو يذكروهم بالموت والاندراس والذلة(وأحجى)بمعنى أولى وأجدر و
أحق ، من قولهم حجى بالمكان إذا أقام وثبت ، والعشوة مرض في العين ، والضرب
في الارض السير فيها ، وقال الخليل في العين : الضرب يقع على كل فعل ، والغمر
الماء الكثير ، والغمرة الشدة ، ومزدحم الشئ أي صاروا بسببهم في بيداء جهالة أو
ألقوا أنفسهم في شدتها ومزدحمها ، أو خاضوا في بحرها .
(ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية)أي لو طلب الاحياء أن
تنطق العرصات والربوع ، وتفصح عن أحوال الاموات لنطقت بلسان حالها أو مقالها
بناء على شعورها ، وبينت أحوال الاموات ، واستطردت بيان حال الاحياء ،
فالضمير في(استنطقوا)راجع إلى الاحياء وفي(عنهم)إلى الاموات والعكس بعيد ،
ويحتمل إرجاع الضمير في(عنهم)إلى الجميع ، فلا يكون بيان حال الاحياء
استطرادا ، والديار والربوع منازلهم حال حياتهم أو قبورهم والخاوية الخالية أو
الساقطة ، والربع الدار والمحلة ، والهامة الرأس والجمع هام أي تمشون على
رؤسهم .
(وتستثبتون)أي تنصبون الاشياء الثابة كالعمود والاساطين وفي بعض النسخ
تستنبتون أي تزرعون النبات ، ورتعت الماشية أي أكلت ما شاء‌ت ، ولفظت الشئ رميته
(وتسكنون فيما خربوا)أي فارقوها وأخلوها فكأنهم خربوها أولم يعمروها
بالذكر والعبادة .
(اولئكم سلف غايتكم)السلف المتقدمون ، والغاية الحد الذي ينتهى إليه
حسا أو معنى ، والمراد هنا الموت ، وفرط القوم من سبقهم إلى الماء ، والمنهل المورد
وهو عين ماء ترده الابل في المراعي ، وتسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار
مناهل ، لان فيها ماء .
و(مقاوم العز)دعائمه جمع مقوم وأصلها الخشبة التي تمسكها الحراث و(حلبات
الفخر)جمع حلبة وهي الخيل تجمع للسباق ، والسوق جمع سوقة ، وهو من دون

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه