نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب
المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما * ورد الله الذين كفروا
بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا * وأنزل
الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون
وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله
على كل شئ قدير 9 - 27 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " أم حسبتم " : قيل : نزلت
يوم الخندق لما اشتدت المخافة وحوصر المسلمون في المدينة ، فدعاهم الله إلى الصبر
ووعدهم بالنصر ، وقيل : نزلت في حرب أحد ، لما قال عبدالله بن أبي لاصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى متى تقتلون أنفسكم ؟ لو كان محمد صلى الله عليه وآله نبيا لما سلط الله عليه
الاسر والقتل ، وقيل نزلت في المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة
إذ تركوا ديارهم وأموالهم ومستهم الضراء " ولما يأتكم مثل الذين خلوا من
قبلكم " أي ولما تمتحنوا وتبتلوا بمثل ما امتحنوا به فتصبروا كما صبروا " مستهم
البأساء والضراء " البأساء : نقيض النعماء ، والضراء : نقيض السراء(1)" وزلزلوا "
أي حركوا بأنواع البلايا(2)" حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر
الله " قيل : استعجال للموعود ، وإنما قاله الرسول استبطاء للنصر على جهة التمني
وقيل : إن معناه الدعاء لله بالنصر : ألا إن نصر الله قريب " قيل : إن هذا من
كلامهم فإنهم قالوا عند الاياس : متى نصر الله ، ثم تفكروا فعلموا أن الله منجز
وعده فقالوا ذلك ، وقيل : إن الاول كلام المؤمنين ، والثاني كلام الرسول(3).
وقال في قوله تعالى : " قل اللهم مالك الملك " : قيل : لما فتح رسول الله
(1)زاد في المصدر : وقيل : البأساء : القتل والضراء : الفقر ، وقيل : هو ما يتعلق بمضار
الدين من حرب وخروج من الاهل واخراج .
(2)زاد في المصدر : وقيل معناه هنا ازعجوا بالمخافة من العدو وذلك لفرط الحيرة .
(3)مجمع البيان 2 : 309 .