بحار الأنوار ج6

لي في الموت وفيما بعد الموت ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : فيما بعد الموت فضل ، إذا بورك
لك في الموت فقد بورك لك فيما بعده . " ص 108 "
17 - ع : علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحسين ، عن الحسين
ابن الوليد ، عن عمران بن الحجاج ، عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت
لاي علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا ، وحيث ركبت لم يعلم به ؟ قال :
لانه نما عليها البدن . " ص 111 " .
بيان : قوله عليه السلام : لانه نما عليها البدن أي أن الالم إنما هو لالفة الروح
بالبدن لنموه عليها لا لمحض الاخراج حتى يكون لادخال الروح أيضا ألم ، أو أنه
لما نما عليها البدن وبلغ حدا يعرف الآلام والاوجاع فلذا يتألم بإخراج الروح ،
بخلاف حالة الادخال فإنه قبل دخول الروح ما كان يجد شيئا لعدم الحياة ، وبعده
لا ألم يحس به ، ويحتمل وجها ثالثا وهو أن السائل لما توهم أن الروح يدخل حقيقة في
البدن سأل عن الحكمة في عدم تأثر البدن بدخول الروح وتأثره بالخروج ، مع أن
العكس أنسب ، فأجاب عليه السلام بأن الروح الحيواني لا يدخل من خارج في البدن ، بل
إنما تتولد فيه وينمو البدن عليها .(1)والمس أول ما يحس به من التعب والالم منه .
18 - ن ، ل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن أحمد بن حمزة الاشعري ، عن ياسر الخادم
قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم
يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم
يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلم الله عزوجل على يحيى عليه السلام في
هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث
حيا " وقد سلم عيسى بن مريم عليه السلام على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال : " والسلام
علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا " . " ص 142 ج 1 ص 35 "


(1)لو بدل رحمه الله الروح الحيوانى بالروح الانسانى انطبق على الحركة الجوهرية القائلة
بكون الروح الانسانى إحدى مراتب البدن الاستكمالية كما يدل عليه قوله تعالى : " ثم انشأناه
خلقا آخر " الاية والمدرك للذة والالم هو النفس فيتم البيان ، فالروح حدوثه كمال للبدن وهو
نفسه فلا يشعر به ، ومفارقته مفارقة ما أنس به بالتعلق والتصرف فيوجب التألم . ط*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه