فلما دخل قال : يا ابن رسول الله لم منعتني الدخول عليك ؟ وأنا من
شيعتك ومواليك ؟ قال عليه السلام : لانك طردت ابن عمنا عن بابك ، فبكى أحمد و
حلف بالله أنه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لان يتوب من شرب الخمر ، قال :
صدقت ولكن لابد عن إكرامهم واحترامهم ، على كل حال ، وأن لا تحقرهم ولا
تستهين بهم ، لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين .
فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم ، وكان الحسين معهم فلما رآه أحمد
وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس ، فاستغرب الحسين ذلك منه و
استبدعه وسأله عن سببه فذكرله ما جرى بينه وبين العسكري عليه السلام في ذلك .
فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة ، وتاب منها ، ورجع إلى بيته وأهرق
الخمور وكسر آلاتها ، وصار من الاتقياء المتور عين ، والصلحاء المتعبدين ، وكان
ملازما للمساجد معتكفا فيها ، حتى أدركه الموت ، ودفن قريبا من مزار فاطمة
رضي الله عنهما .