بحار الأنوار ج4

الادراك وإن عدمنا الحاسة فلما كان إجازة هذا خروجا عن المعقول كان الاول مثله .
14 - يد : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة ،
عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : المشيئة محدثة .
15 - يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن ابن أبان ، عن بكر بن صالح
عن ابن أسباط ، عن الحسن بن الجهم ، عن بكر بن أعين قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام :
علم الله ومشيئته هما مختلفان أم متفقان ؟ فقال : العلم ليس هو المشيئة ألاترى أنك تقول :
سأفعل كذا إن شاء الله ، ولا تقول : سأفعل كذا إن علم الله ، فقولك : إن شاء الله دليل على
أنه لم يشاء ، فإذا شاء ، كان الذي شاء كما شاء وعلم الله سابق للمشيئة .
بيان : لعل المراد المشيئة المتأخرة عن العلم الحادثة عند حدوث المعلوم ، و
قد عرفت أنه في الله تعالى ليس سوى الايجاد ، ومغائرته للعلم ظاهر . ويحتمل أن يكون
المقصود بيان عدم اتحاد مفهوميهما ، إذ ليست الارادة مطلق العلم إذ العلم يتعلق بكل
شئ بل هي العلم بكونه خيرا وصلاحا ونافعا ، ولاتتعلق إلا بما هو كذلك ، وفرق آخر
بينهما وهو أن علمه تعالى بشئ لا يستدعي حصوله بخلاف علمه به على النحو الخاص
فالسبق على هذا يكون محمولا على السبق الذاتي الذي يكون للعام على الخاص ،
والاول أظهر كما عرفت .(1)
16 - يد : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن
ابن حميد ،(2)عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : لم يزل الله مريدا ؟ فقال : إن المريد لا
يكون إلا لمراد معه بل لم يزل عالما قادرا ثم أراد .
بيان : لما عرفت أن الارادة المقارنة للفعل ليس فيه تعالى إلا نفس الايجاد فهي
حادثة ، والعلم أزلي ، وقال بعض المحققين : أي لا يكون المريد بحال إلا حال كون المراد


(1)قد عرفت دلالة الاخبار على أن المشيئة والارادة نفس المعلوم الخارجى واصراره مع
ذلك على كونها العلم بالصلاح والخير عجيب . ط
(2)ضبطه العلامة في القسم الاول من الخلاصة بضم الحاء قال : عاصم بن حميد " بضم
الحاء " الحناط - بالنون - الحنفى أبوالفضل مولى ، كوفى ثقة ، عين صدوق ، روى عن أبى عبدالله
عليه السلام ص 62 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه