بحار الأنوار ج71

الاول أنه يمكن أن يكون له عليه السلام عذر آخر لم يظهره للسائل ، ولذا
لم يذهب معه فأفاد الحسن عليه السلام ذلك لئلا يتوهم السائل أن الاعتكاف في نفسه
عذر في ترك هذا ، فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا .
الثاني أنه لا استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال
إمامته ، أو اختيار الامام ما هو أقل ثوابا لا سيما قبل الامامة .
الثالث ما قيل إنه لم يفعل ذلك لايثار أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في
إدراك ذلك الفضل .
الرابع أن فعلت بمعنى أردت الاستعانة ، وقوله عليه السلام فذكر على بناء
المجهول أي ذكر بعض خدمه أو أصحابه أنه معتكف فلذا لم أذكر له .
ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء خروج المعتكف
فيها عن محل اعتكافه إلا أنه لا يجلس بعد الخروج ، ولا يمشي تحت الظل اختيارا
على المشهور ، ولا يجلس تحته على قول .
114 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن أبي جميلة ، عن
عن ابن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : قال الله عزوجل : الخلق عيالي فأحبهم
إلى ألطفهم بهم ، وأسعاهم في حوائجهم(1).
بيان : كونهم عياله تعالى لضمانه أرزاقهم .
115 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي
عمارة قال : كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال : كرر علي حديثك فاحدثه
قلت : روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة ، صار مشاء في
حوائج الناس عانيا بما يصلحهم(2).
بيان : أبوعمارة كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر عليه السلام وكلهم
مجاهيل ، وحماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول ، والظاهر أنه كان يسأل تكرار هذا
الحديث بعينه ، لا لتذاذه بسماعه ، أو ليؤثر فيه ، فيحثه على العمل به ، وقيل المراد


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 199 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه