بحار الأنوار ج70

بيان : لعل المراد بالطمع ما في القلب من حب ما في أيدي الناس وأمله
وبالرغبة إظهار ذلك والسؤال والطلب عن المخلوق ، والقود يناسب الاول كما أن
الذلة تناسب الثاني .
10 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن عبدالرزاق
عن معمر ، عن الزهري قال : قال علي بن الحسين عليه السلام : رأيت الخير كله قد اجتمع
في قطع الطمع عما في أيدي الناس(1).
بيان : رأيت الخير كله اي الرفاهية وخير الدنيا وسعادة الآخرة لان
الطمع يورث الذل والحقارة والحسد والحقد والعداوة والغيبة والوقيعة وظهور
الفضائح والظلم والمداهنة والنفاق والرياء والصبر على باطل الخلق ، والاعانة عليه
وعدم التوكل على الله والتضرع إليه والرضا بقسمه والتسليم لامره إلى غير ذلك
من المفاسد التي لا تحصى ، وقطع الطمع يورث أضداد هذه الامور التي كلها خيرات .
11 كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن حسان ، عمن
حدثه(2)عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله(3).
بيان : ما أقبح صيغة تعجب و أن تكون مفعوله ، والمراد الرغبة
إلى الناس بالسؤال عنهم وهي التي تصير سببا للمذلة ، وأما الرغبة إلى الله فهي عين
العزة . والصفة تحتمل الكاشفة والموضحة .
12 كا : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابه ، عن علي بن
سليمان بن رشيد ، عن موسى بن سلام ، عن سعدان ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال :
قلت له : الذي يثبت الايمان في العبد ؟ قال : الورع ، والذي يخرجه منه ؟ قال :
الطمع(4).
بيان : الورع اجتناب المحرمات والشبهات ، وفي المقابلة إشعار بأن الطمع
يستلزم ارتكابهما .


(1 و 3 و 4)الكافي ج 2 ص 320 .
(2)الراوى حباب أوحبيب الواسطى كما مر عن صفات الشيعة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه