وأما حديثه الذي يزعم أنه سمعه مني فلا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة(إنه)
ليعلم أنه قد كذب علي يقينا وأن الله لم يسمعه مني سرا ولاجهرا . اللهم العن
عمروا والعن معاوية بصدهما عن سبيلك وكذبهما على كتابك واستخفافهما بنبيك
صلى الله عليه وآله وكذبهما عليه وعلي .
514 - أقول : قال ابن ميثم رحمه الله : كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى
عمرو بن العاص من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى الابتر ابن الابتر عمرو بن
العاص شانئ محمد وآل محمد في الجاهلية والاسلام ، سلام على من اتبع الهدى .
أما بعد فإنك تركت مروتك لامرئ فاسق مهتوك ستره يشين الكريم بمجلسه
ويسفه الحليم بخلطته ، فصار قلبك لقلبه تبعا كما وافق شن طبقة فسلبك
دينك وأمانتك ودنياك وآخرتك وكان علم الله بالغا فيك فصرت كاذئب يتبع
الضرغام إذا ما الليل دجا أو الصبح أنى(1)يلتمس فاضل سؤره وحوايا فريسته
ولكن لانجاة من القدر ولو بالحق أخذت لادركت ما رجوت وقد رشد من
كان الحق قائده .
فإن يمكن الله منك ومن ابن آكلة الاكباد ألحقكما بمن قتله الله من ظلمة
قريش على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وإن تعجزا أو تبقيا بعدي فالله
حسبكما وكفى بانتقامه انتقاما وبعقابه عقابا والسلام .
وروى ابن أبي الحديد مثله عن نصر بن مزاحم من كتاب صفين .
515 - ج نهج ومن كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص :
514 - رواه كمال الدين ابن ميثم البحراني رحمه الله في شرحه على المختار :(39)من
الباب الثاني من نهج البلاغة : ج 5 ص 85 ط بيروت ، وفي ط 3 ج 5 ص 58 .
ورواه أيضا ابن أبي الحديد - نقلا عن كتاب صفين - في شرحه على المختار(39)
من الباب الثاني من نهج البلاغة : ج 16 ، ص 163 ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 4 ص 791 .
(1)هذا هو الظاهر من السياق والمستفاد قطعيا مما يأتي في بيان المصنف ، وفي ط الكمباني
من البحار هنا :(أو الصبح إذا يلتمس . .)وهذا السياق أحسن مما في أصلي من
شرح ابن أبي الحديد :(أو أتى الصبح . .).