بحار الأنوار ج57

فكشفها عنهم وأخذهم عنوة فدخلوا في دعوته . فجند من أهل المغرب امما عظيمة فجعلهم
جندا واحدا ، ثم انطلق بهم يقودهم والظلمة تسوقهم من خلفهم وتحرسهم من خلفهم
والنور أمامهم يقوده ويدله وهو يسير في ناحية الارض اليمنى ، وهو يريد الامة
التي في قطر الارض الايمن التي يقال لها " هاويل " وسخر الله له قلبه ويده ورأيه
وعقله ونظره فلا يخطئ إذا عمل عملا ، فانطلق يقود تلك الامم وهي تتبعه ، فإذا
هي أتت إلى بحر أو مخاضة بنى سفنا من ألواح صغار ، أمثال البغال ، فنظمها في ساعة
ثم حمل فيها جميع من معه من تلك الامم وتلك الجنود فإذا هي قطع الانهار والبحار
فتقها . ثم دفع إلى كل رجل منهم لوحا فلم يكرثه حمله فلم يزل ذلك دأبه حتى
انتهى إلى " هاويل " فعمل فيها كفعله في " ناسك " فلما فرغ منها مضى على وجهه في
ناحية الارض اليمنى حتى انتهى إلى " منسك " عند مطلع الشمس فعمل فيها وجند
جنودا كفعله في الامتين فبلهما ، ثم كر مقبلا حتى أخذ ناحية الارضاليسرى
وهو يريد " قاويل " وهي الامة التي بحيال " هاويل " وهما متقابلتان بينهما عرض
الارض كله ، فلما بلغها عمل فيها وجند فيها كفعله في ماقبلها ، فذلك قوله تعالى
" حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا " يعني :
مسكنا .
قال قتادة : لم يكن بينهم وبين الشمس ستر ، وذلك أنهم كانوا في مكان لايستقر
عليه بناء ، وكانوا يكونون في أسراب لهم ، حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا إلى
معايشهم وحروثهم . وقال الحسن : كانت أرضهم أرضا لاتحتمل البناء فكانوا إذا طلعت
عليهم الشمس هووا في الماء ، فاذا ارتفعت عنهم خرجوا فتراعوا كما تتراعى البهائم . و
قال ابن جريح : وجاء‌هم جيش مرة وقال لهم أهلها لايطلع عليكم الشمس وأنتم بها
فقالوا : ما . . . تطلع الشمس فنراها ، فما توا . وقيل : فذهبوا بها هاربين في
الارض و . . . هم امة يقال لها منسك حفاة عماة عن الحق . قال : وحدثنا
عمرو بن . . . قال : وجدت رجلا بسمرقند يحدث الناس وهم يجتمعون
حوله فسألت بعض من سمع فأخبرني أنه حدثهم عن القوم الذين تطلع عليهم الشمس .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه