بحار الأنوار ج25

الكبر(1) والفضل والوصية ، إذا قدم الركب المدينة فقالوا : إلى من أوصى فلان ؟
قيل : إلى فلان(2) ، ودوروا مع السلاح حيث ما دار ، فأما المسائل فليس فيها حجة(3) .
بيان : أي ليس فيها حجة للعوام لعدم تمييزهم بين الحق والباطل .
36 - نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه : وقد علمتم أنه لا ينبغي أن
يكون(4) على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في
أموالهم نهمته ، ولا الجاهل فيضلهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف(5)
للدول فيتخذ قوما دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون
المقاطع ، ولا المعطل للسنة فيهلك الامة(6) .
بيان : النهمة بالفتح : الحاجة وبلوغ الهمة والحاجة والشهوة في الشئ ، وبالتحريك
كما في بعض النسخ : إفراط الشهوة في الطعام . والجفاء : خلاف البر والصلة ، والغلظة
في الخلق . فيقطعهم بجفائه أي عن حاجتهم لغلظته عليهم ، أو بعضهم عن بعض لانه يصير
سببا لتفرقتهم . والحائف بالمهملة : الظالم . والدول بالضم جمع دولة وهي المال الذي
يتداول به ، فالمعنى الذي يجور ولا يقسم بالسوية وكما فرض الله ، فيتخذ قوما مصرفا
أو حبيبا فيعطيهم ما شاء ويمنع آخرين حقوقهم .
وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ، والدول بالكسر جمع دولة بالفتح وهي الغلبة

في الحرب وغيره وانقلاب الزمان ، فالمراد الذي يخاف تقلبات الدهر وغلبة أعدائه
فيتخذ قوما يتوقع نصرهم ونفعهم في دنياه ويقويهم بتفضيل العطاء وغيره ، ويضعف
آخرين .


(1) بكسر الكاف وضمه : الشرف والرفعة .
(2) في المصدر : إلى فلان بن فلان .
(3) اصول الكافى 1 : 285 .
(4) في المصدر : ان يكون الوالى .
(5) في نسخة : ولا الخائف .
(6) نهج البلاعة 1 : 267 و 268 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه