بحار الأنوار ج41

لاخي رسول الله(1)، يريد به العلو على علي بن أبي طالب عليه السلام فأحبط الله عمله
وصيره وبالا عليه ، أما لو تصدق بهذه النية من الثرى إلى العرش ذهبا أو لؤلؤا(2)
لم يزدد بذلك من رحمة الله إلا بعدا ، ولسخط الله تعالى إلا قربا ، وفيه ولوجا
واقتحاما .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فأيكم اليوم دفع عن أخيه المؤمن بقوته(3)قال
علي عليه السلام : أنا مررت في طريق كذا ، فرأيت فقيرا من فقراء المؤمنين قد تناوله أسد
فوضعه تحته وقعد عليه ، والرجل يستغيث بي من تحته ، فناديت الاسد : خل عن
المؤمن ، فلم يخل ، فتقدمت إليه فركلته(4)برجلي ، فدخلت رجلي في جنبه
الايمن وخرجت من جنبه الايسر ، فخر الاسد صريعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
وجبت ، هكذا يفعل الله بكل من آذى ذلك وليا ، يسلط الله عليه في الآخرة سكاكين
النار وسيوفها ، يبعج(5)بها بطنه ويحشى نارا ، ثم يعاد خلقا جديدا أبد الآبدين
ودهر الداهرين .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وأيكم اليوم نفع بجاهه أخاه المؤمن ؟ فقال علي
عليه السلام : أنا ، قال : صنعت ماذا ؟ قال : مررت بعمار بن ياسر وقد لازمه بعض اليهود
في ثلاثين درهما كانت له عليه ، فقال عمار : يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله يلازمني(6)ولا
يريد إلا إيذائي وإذلالي لمحبتي لكم أهل البيت . فخلصني منه بجاهك ، فأردت
أن اكلم له اليهودي فقال : يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا أجللك(7)في قلبي وعيني ، .


(1)في المصدر : أعطى ما أعطى نظيرا له ومعاندة على أخى رسول الله .
(2)= : ذهبا وفضة ولؤلؤا .
(3)= : فايكم دفع اليوم عن أخيه المؤمن بقوته ضررا .
(4)ركله : ضربه برجل واحدة يقال " ركل الفرس " اى ضربه برجله ليعدو
(5)بعج البطن : شقه .
(6)في المصدر : هذا يلازمنى .
(7)= : انك أجل . وفي(خ)و(م): أنا اجلك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه