بحار الأنوار ج9

" وقال تعالى " : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل " إلى قوله " : ثم توليتم إلا
قليلا منكم وأنتم معرضون * وإذ أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماء‌كم ولا تخرجون
أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و
تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى
تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض " إلى
قوله " : وقالوا قلوبنا غلف(1)بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون * ولما جاء‌هم
كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما
جاء‌هم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين * بئسما اشتروابه أنفسهم أن يكفروا
بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباء‌وا بغضب على غضب
وللكافرين عذاب مهين * وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا
ويكفرون بما وراء‌ه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل
إن كنتم مؤمنين * " إلى قوله " : قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من
دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله
عليم بالظالمين " إلى قوله " : قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن
الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين " إلى قوله " : يا أيها الذين آمنوا لا
تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم " إلى قوله " : أم تريدون


(1)قال الرضى في التلخيص " ص 8 " : إما أن يكون غلف جمع أغلف مثل أحمر وحمر ، أو
يكون جمع غلاف مثل حمار وحمر ويخفف فيقال : حمر ، قال أبوعبيدة : كل شئ في غلاف
فهو أغلف ، يقال : سيف أغلف ، وقوس غلفاء ، ورجل أغلف : إذا لم يختتن ، فمن قرأ غلف على جمع
أغلف فالمعنى : أن المشركين قالوا : قلوبنا في أغطية عما تقوله ، يريدون النبى صلى الله عليه وآله ، و
نظير ذلك قوله سبحانه حاكيا عنهم : " وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر "
ومن قرأ قلوبنا غلف على جمع غلاف بالتثقيل والتخفيف فمعنى ذلك أنهم قالوا : قلوبنا أوعية
فارغة لا شئ فيها فلا تكثر علينا من قولك فانا لا نعى منه شيئا ، فكان قولهم هذا على طريق الاستعفاء
من كلامه والاحتجاز عن دعائه انتهى . قلت : وقيل : إن معناه : قلوبنا أوعية للعلم تنبيها على أنا
لا نحتاج أن نتعلم منك فلنا غنية بما عندنا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه