بحار الأنوار ج23

هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى رفع عنا الاختلاف
ومكننا من الاتفاق ؟ فقال الشامي : نعم ، قال هشام : فلم اختلفنا نحن وأنت جئتنا من
الشام فخالفتنا(1)وتزعم أن الرأي طريق الدين وأنت مقر بان الرأي لا يجمع على
القول الواحد المختلفين ، فسكت الشامي كالمفكر ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : مالك

لا تتكلم ؟ قال : إن قلت : إنا ما اختلفنا كابرت ، وإن قلت : إن الكتاب والسنة
يرفعان عنا الاختلاف أبطلت ، لانهما يحتملان الوجوه ، وإن(2)قلت : قد
اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذا الكتاب والسنة ، ولكن لي
عليه مثل ذلك(3)، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : سله تجده مليا ، فقال الشامي لهشام :
من أنظر للخلق . ربهم أم أنفسهم ؟ فقال : بل ربهم أنظر لهم ، فقال الشامي :
فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم(4)ويرفع اختلافهم ، ويبين لهم حقهم من باطلهم ؟
فقال هشام : نعم ، قال الشامي : من هو ؟ قال هشام أما في ابتداء الشريعة فرسول
الله صلى الله عليه وآله ، وأما بعد النبي صلى الله عليه واله فغيره ، قال الشامي : من هو غير(5)النبي القائم
مقامه في حجته ؟ قال هشام : في وقتنا هذا أم قبله ؟ قال الشامي : بل في وقتنا هذا
قال هشام :(6)هذا الجالس يعني أبا عبدالله عليه السلام الذي نشد(7)إليه الرحال
ويخبرنا بأخبار السماء(8)وراثة عن أب عن جد ، قال الشامي : وكيف لي بعلم


(1)في النسخة المخطوطة والاحتجاج : تخالفنا
(2)النسخة المخطوطة والاحتجاج خاليان من قوله : وإن قلت إلى قوله : ولكن .
(3)في الكافى : الان ان لى عليه هذه الحجة .
(4)في الكافى : من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم ؟ فقال
هشام : في وقت رسول الله صلى الله عليه وآله او الساعة قال الشامى : وقت رسول الله رسول الله
صلى الله عليه وآله ، والساعة من ؟ فقال هشام : هذا القاعد الذى تشد اليه الرحال .
(5)في الاحتجاج : واما بعد النبى فعترته ، قال الشامى : من هو عترة النبى .
(6)في النسخة المطبوعة : خبر هذا .
(7)في الاحتجاج والكافى : تشداقول : هذا كناية عن كثرة من يفد اليه من الافاق
لتعلم الاحكام وكسب الحقائق والعلوم .
(8)في الكافى : باخبار السماء والارض .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه