بحار الأنوار ج27

2 - فس : " والجان خلقناه من قبل من نار السموم "(1)قال : أبوإبليس ، و
قال : الجن من ولد الجان ، منهم مؤمنون وكافرون ويهود(2)ونصارى ، ويختلف
أديانهم ، والشياطين من ولد إبليس ، وليس فيهم مؤمنون إلا واحد إسمه هام بن هيم
بن لا قيس بن إبليس ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فرآه جسيما عظيما وامرء‌ا مهولا ،
فقال له : من أنت ؟ قال : أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس كنت يوم قتل قابيل
هابيل غلاما ابن أعوام ، أنهى عن الاعتصام وآمر بافساد الطعام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بئس
لعمري الشاب ، المؤمل والكهل المؤمر فقال : دع عنك هذا يامحمد ، فقد جرت توبتي على يد نوح
ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته(3)على دعائه على قومه ، ولقد كنت مع إبراهيم حيث
القي في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون
ونجى بني إسرائيل ، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته ، ولقد كنت مع صالح
فعاتبته على دعائه على قومه ، ولقد قرأت الكتب فكلها(4)تبشرني بك ، والانبياء
يقرئونك السلام ويقولون : أنت أفضل الانبياء وأكرمهم ، فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين صلوات الله عليه : علمه ، فقال هام : يامحمد إنا
لانطيع إلا نبيا أو وصي نبي ، فمن هذا ؟ قال : هذا أخي ووصيي ووزيري ووارثي
علي بن أبي طالب ، قال : نعم نجد اسمه في الكتب أليا ، فعلمه أمير المؤمنين ، فلما
كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام(5).
بيان : المؤمل على بناء المفعول ، أي بئس حالك عند شبابك حيث كانوا يأملون
منك الخير ، وفي حال كونك كهلا حيث أمروك عليهم ، وفي البصائر : " المتأمل " كما
سيأتي ، وهو إما من الاصل أيضا أو بمعنى التثبت في الامر والنظر فيه ، والغلام


(1)الحجر : 27 .
(2)في المصدر : ويهودي .
(3)في نسخة :(فعاينته)وكذا في المواضع الاتية .
(4)في نسخة : وكلها .
(5)تفسير القمي : 351 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه