بحار الأنوار ج35

فلقيا أبا طالب فصبراه ، ولفضل آبائه ذكراه ، وقالا له : إنا نريد أن نحمل عنك
بعض الحال ، فادفع إلينا من أولادك من يخف عنك به الاثقال ، قال أبوطالب : إذا تركتما
لي عقيلا وطالبا فافعلا ماشئتما ، فأخذ العباس جعفرا ، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا ،
فانتجبه لنفسه ، واصطفاه لمهم أمره ، وعول عليه في سره وجهره ، وهو مسارع لمرضاته ،
موفق للسداد(1)في جميع حالاته ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في ابتداء طروق الوحي إليه ، كلما
هتف به هاتف أو سمع من حوله رجفة راجف(2)أورأى رؤيا أو سمع كلاما ، يخبر بذلك
خديجة وعليا عليهما السلام ويستسر هما هذه الحال ، فكانت خديجة تثبته وتصبره ، وكان علي
عليه السلام يهنئه ويبشره ويقول له : والله يا ابن عم ما كذب عبدالمطلب فيك ، ولقد صدقت
الكهان فيما نسبته إليك ، ولم يزل كذلك إلى أن أمر صلى الله عليه وآله بالتبليغ ، فكان أول من
آمن به من النساء خديجة ، ومن الذكور أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعمره
يومئذ عشر سنين(3).
بيان : الشرد : جمع شارد ، وهو البعير النافر . والمحمر(4): الناقة يلتوي(5)في
بطنها ولدها وجاب يجوب جوبا خرق وقطع . والبلطح : المكان الواسع . وكذ الصلطح .

وصلاطح بلاطح أتباع . والزمع محركة شبه الرعدة تأخذه الانسان ، والدهش و

الخوف . والزجر : العيافة والتكهن


(1)في المصدر : موفق السداد .
(2)رجف الرعد : تردد صوته .
(3)كنز الكراجكى 115 117 .
(4)على زنة(مكرم).
(5)التوى : تثاقل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه