بحار الأنوار ج84

في انفراده بصفة العظمة والكبرياء اي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق
مجازا كالرحمة والكرم وغيرهما ، وشبههما بالازار والرداء لان المتصف بهما يشملانه
كمايشمل الرداء الانسان ، ولانه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد فكذلك الله لا ينبغي أن
يشركه فيهما أحد ، انتهى .
والوريد عرق في صفحة العنق بين الاوداج تنفتح عند الغضب ، وهما وريدان
لان الروح ترده ، وقيل هو عرق بين العنق والمنكب ، و حبل الوريد من
إضافة الشئ إلى نفسه ، لاختلاف اللفظين ، وهو مثل في فرط القرب كما يقال
معقد الارار .
ويا من يحول بين المرء وقلبه قيل تمثيل لغاية قربه من العبد كالسابق
أو تنبيه على أنه مطلع على مكنونات القلوب ما عسى يغفل عنه صاحبها ، أو يحول
بينه وبين بالموت أو غيره ، أو تصوير وتخييل لتملكه على العبد قلبه ، فيفسخ
عزائمه ، ويغر مقاصده ، ويبدله بالذكر نسيانا ، وبالنسيان ذكرا ، وبالخوف أمنا
وبالامن خوفا ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام عرفت الله بفسخ العزائم .
ليس كمثله شئ أي ليس مثله شئ يزاوجه ويماثله ، والمراد من مثله ذاته
كما في قولهم مثلك لا يفعل كذا ، على قصد المبالغة في نفيه عنه ، فانه إذا نفي عمن
يناسبه ويسد مسده كان نفيه عنه أولى ، وقيل الكاف زائدة ، وقيل مثله : صفته أي
ليس كصفته صفة .
يا لا إله إلا انت كلمة يا في مثله للتنبيه أو للنداء ، والمنادى محذوف أي
يا لا إله إلا أنت أو يا من لا إله إلا أنت ، والاول هنا بعيد .
وخيفة منك وخشية لك يحتمل كون الثانية مؤكدة للاولى أو يكون
الاولى الخوف من عقوبة الدنيا ، والثانية من عذاب الآخرة ، أو بالعكس ، كما
قال تعالى : يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب (1)ولمن خاف مقام ربه (2)


(1)الرعد : 21 .
(2)الرحمن : 46 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه