بحار الأنوار ج7

بالشكر ؟ وعن أوامره هل امتثلوها ؟ وعن نواهيه هل اجتنبوها ؟ وإنما وصف بالقرب
لان كل ما هو آت قريب " وهم في غفلة " من دنوها وكونها " معرضون " عن التفكر فيها
والتأهب لها ، وقيل : عن الايمان بها .
وقال البيضاوي في قوله تعالى : " أعمالهم كسراب بقيعة " : أي أعمالهم التي يحسبونها
صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كسراب ، وهو ما يرى في الفلاة من

لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري ، والقيعة بمعنى القاع
وهو الارض المستوية ، وقيل : جمعه كجار وجيرة " يحسبه الظمئان ماء " أي العطشان ،
وتخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عند مسيس الحاجة " حتى إذا جاء‌ه " جاء ما
توهمه ماء‌ا ، أو جاء موضعه " لم يجده شيئا " مما ظنه " ووجد الله عنده " عقابه أو زبانيته
أو وجده محاسبا إياه " فوفيه حسابه " استعواضا أو مجازاة " والله سريع الحساب "
لا يشغله حساب عن حساب .
وفي قوله تعالى : " وكأين من قرية " : أهل قرية " عتت من أمر ربها ورسله "
أعرضت عنه إعراض العاتي المعاند " فحاسبناها حسابا شديدا " بالاستقصاء والمناقشة ،
" وعذبناها عذابا نكرا " منكرا ، والمراد حساب الآخرة وعذابها ، والتعبير بلفظ الماضي
للتحقيق " فذاقت وبال أمرها " عقوبة كفرها ومعاصيها " وكان عاقبة أمرها خسرا " لا ربح
فيه أصلا . وفي قوله تعالى : " إن إلينا إيابهم " : أي رجوعهم .
وقال الطبرسي في قوله تعالى : " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " : قال مقاتل : يعني
كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوافيه
إذا لم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره وأشركوا به ، ثم يعذبون على ترك الشكر
وهذا قول الحسن قال : لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار ، وقال الاكثرون : إن المعنى : ثم
لتسألن يا معاشر المكلفين عن النعيم ، قال قتادة : إن الله سائل كل ذي نعمة عما أنعم
عليه ، وقيل : عن النعيم في المأكل والمشرب وغيرهما من الملاذ ، عن سعيد بن جبير ،
وقيل : النعيم : الصحة والفراغ ، عن عكرمة ، وقيل : هو الامن والصحة ، عن ابن مسعود
ومجاهد ، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ، وقيل : يسأل عن كل نعيم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه