بحار الأنوار ج46

بنائه ومساكنه وأهله ، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الاول والثاني ، حتى وردنا
خمسة عوالم ، قال ثم قال : هذه ملكوت الارض ولم يرها إبراهيم ، وإنما رأى
ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالما ، كل عالم كيهئة ما رأيت ، كلما مضى منا
إمام سكن أحد هذه العوالم ، حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن
ساكنوه ، قال : ثم قال لي : غض بصرك فغضضت بصري ، ثم أخذ بيدي فاذا نحن
في البيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه وعدنا
إلى مجلسنا ، فقلت : جعلت فداك كم مضى من النهار ؟ قال عليه السلام : ثلاث
ساعات(1).
بيان : قوله عليه السلام : ولم يرها إبراهيم ، لعل المعنى أن إبراهيم لم ير ملكوت
جميع الارضين وإنما رأى ملكوت أرض واحدة ، ولذا أتى الله تعالى الارض
بصيغة المفرد ، ويحتمل أن يكون في قرائتهم عليهم السلام الارض بالنصب .
83 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وأبوعلي الاشعري
عن محمد بن عبدالجبار جميعا ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة
قال : كان أبوجعفر عليه السلام في المسجد الحرام فذكر بني امية ودولتهم ، وقال له
بعض أصحابه : إنما نرجو أن تكون صاحبهم وأن يظهر الله عزوجل هذا الامر
على يدك ، فقال : ما أنا بصاحبهم ولا يسرني أن أكون صاحبهم ، إن أصحابهم
أولاد الزنا إن الله تبارك وتعالى لم يخلق منذ خلق السماوات والارض سنين ولا
أياما أقصر من سنيهم وأيامهم ، إن الله عزوجل يأمر الملك الذي في يده الفلك
فيطويه طيا(2).
84 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمان بن أبي هاشم
عن عنبسة بن بجاد العابد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنا عنده وذكروا
سلطان بني امية ، فقال أبوجعفر عليه السلام : لا يخرج على هشام أحد إلا قتله ، قال :


(1)بصائر الدرجات ج 8 ص 13 باب 119 .
(2)الكافى ج 8 ص 341 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه