من إسقاط أسماء حججه منه ، وتلبيسهم ذلك على الامة ، ليعينوهم على باطلهم ، فأثبت
فيه الرموز ، وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب
الدال على ما أحدثوه فيه ، وجعل أهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه
من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ، أي يظهر
مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت ، وجعل أعداءها أهل الشجرة الملعونة
الذين حاولوا إطفاء نورالله بأفواههم ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره .
ثم بين عليه السلام ذلك بأوضح البيان ، إلى أن قال : وأما قوله :(كل شئ هالك
إلا وجهه)فالمراد كل شئ هالك إلا دينه ، لان من المحال أن يهلك منه كل شئ ، و
يبقى الوجه ، هو أجل وأعظم وأكرم من ذلك ، وإنما يهلك من ليس منه ، ألا ترى أنه
قال :(كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك)ففصل بين خلقه ووجهه(1).
20 - فس : علي بن الحسين عن البرقي عن البزنطي عن هشام بن سالم
عن ابن طريق عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى :(تبارك اسم ربك ذي الجلال
والاكرام)فقال : نحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد
بطاعتنا(2).
21 - ك : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير
عن عمر بن أبان عن ضريس الكناسي عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل :
(كل شئ هالك إلا وجهه)قال : نحن الوجه الذي يؤتى الله منه(3).
22 - يد : العطار عن أبيه عن سهل عن ابن يزيد عن محمد بن سنان عن
أبي سلام عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام قال : نحن المثاني التي أعطاها الله
نبينا صلى الله عليه وآله ، ونحن وجه الله نتقلب في الارض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، ومن
جهلنا فأمامه اليقين(4).
(1)احتجاج الطبرسى : 129 و 133 و 134 . والايات قد تقدم الايعاز إلى مواضعها .
(2)تفسير القمى : 660 و 661 . والاية في الرحمن : 78 .
(3)اكمال الدين : 134 . والاية في القصص : 88 .
(4)توحيد الصدوق : 140(*)