بحار الأنوار ج41

ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء بكربلا في موكب -
حتى أتى متبتلا في قائم * ألقى قواعده بقاع مجدب -
يأتيه ليس بحيث يلقى عامر * غير الوحوش وغير أصلع أشيب -
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا * كالنسر فوق شظية من مرقب -
هل قرب قائمك الذي بوأته * ماء يصاب ؟ فقال ما من مشرب -
إلا بغاية فرسخين ومن لنا * بالماء بين نقا وقي سبسب -
فثنى الاعنة نحو وعث فاجتلى * ملساء يلمع كاللجين المذهب(1)-
قال اقلبوها إنكم إن تقلبوا * ترووا ولا تروون إن لم تقلب -
فاعصوصبوا في قلعها فتمنعت * منهم تمنع صعبة لم تركب -
حتى إذا أعيتهم أهوى لها * كفا متى ترد المغالب تغلب -
فكأنها كرة بكف حزور * عبل الذراع دحا بها في ملعب -
فسقاهم من تحتها متسلسلا * عذبا يزيد على الالد الاعذب -
حتى إذا شربوا جميعا ردها * ومضا فخلت مكانها لم يقرب(2)
وزاد فيها ابن ميمون قوله :
وآيات راهبها سريرة معجز * فيها وآمن بالوصي المنجب -
ومضى شهيدا صادقا في نصره * أكرم به من راهب مترهب -
أعني ابن فاطمة الوصي ومن يقل * في فضله وفعاله لا يكذب -
كلا كلا طرفيه من سام وما(3)* حام له بأب ولا بأب أب -


(1)ثنى الشئ : عطفه وطواه والاعنة جمع العنان . وفي اعلام الورى وكذا في شرح
البائية للسيد المرتضى " ملساء تبرق كاللجين المذهب " وهو المناسب لما ذكر في البيان حيث
قال : ومعنى " تبرق " تلمع .
(2)كذا في(ك)واعلام الورى وفي سائر النسخ وكذا الارشاد : ومضى اه‍ . وومض
البرق ومضا : لمع خفيفا .
(3)كذا في النسخ . وفي الارشاد : رجلا كلا طرفيه اه‍ وليس هذا البيت وتاليه في اعلام
الورى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه