بحار الأنوار ج5

يرميه من فمه " إلا لديه " حافظ حاضر معه ، يعني الملك الموكل به ، إما صاحب اليمين ،
وإما صاحب الشمال ، يحفظ عمله ، لا يغيب عنه . والهاء في لديه تعود إلى القول أو إلى القائل .
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات
عن العبد المسلم المخطئ أو المسئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتب واحدة .
وفي رواية أخرى إن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فإذا عمل حسنة
كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها ، وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها
قال له صاحب اليمين : أمسك ، فيمسك عنه سبع ساعات ، فإن استغفر الله منها لم يكتب
عليه شئ وإن لم يستغفر الله كتبت له سيئة واحدة .
وقال في قوله تعالى : " إن عليكم لحافظين " أي من الملائكة يحفظون عليكم
ما تعملونه من الطاعات والمعاصي ، ثم وصف الحفظة فقال : " كراما " على ربهم " كاتبين "
يكتبون أعمال بني آدم يعلمون ما تفعلون من خير وشر فيكتبونه عليكم لا يخفى عليهم
من ذلك شئ . وقيل إن الملائكة تعلم ما يفعله العبد إما باضطرار وإما باستدلال .
وقيل : معناه : يعلمون ما تفعلون من الظاهر دون الباطن .
1 - كا : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن
جبلة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن المؤمنين إذا قعدا يتحدثان
قالت الحفظة بعضها لبعض : اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما ; فقلت :
أليس الله عزوجل يقول : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ؟ فقال : يا إسحاق إن
كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى .
2 - كا : علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد
الرحمن بن سالم ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أخبرني بأفضل
المواقيت في صلاة الفجر ، فقال : مع طلوع الفجر إن الله تعالى يقول : " وقرآن الفجر إن
قرآن الفجر كان مشهودا " يعني صلاة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ، فإذا
صلى العبد الصبح مع(1)طلوع الفجر أثبتت له مرتين ، أثبتها ملائكة الليل وملائكة
النهار . " ف ج 1 ص 78 "


(1)في نسخة من المصدر : من طلوع الفجر . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه