بحار الأنوار ج10

قال : نعم . قال : إذا وضعت الحرب أوزارها فلابأس . قال : أنا رجل بعثني إليك معاوية
متغفلالك أسألك عن شئ بعث فيه ابن الاصفر وقال له : إن كنت أحق بهدا الامر
والخليفة بعد محمد - صلى الله عليه وآله - فأجبني عما أسألك فإنك إذا فعلت ذلك اتبعتك وبعثت إليك
بالجائزة ، فلم يكن عنده جواب وقد أقلقه ذلك ، فبعثني إليك لاسألك عنها .
فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : قاتل الله ابن آكلة الاكباد ما أضله وأعماه ومن معه !
والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتزوج بها ، حكم الله بيني وبين هذه الامة ، قطعوا
رحمي ، وأضاعوا أيامي ، ودفعوا حقي ، وصغرو اعظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي ، علي
بالحسن والحسين ومحمد ،(1)فاحضروا ، فقال : يا شامي هذان ابنا رسول الله وهذا
ابني ، فاسأل أيهم أحببت ، فقال : أسأل ذا الوفرة يعني الحسن عليه السلام وكان صبيا ،
فقال له الحسن عليه السلام . سلني عما بدالك . فقال الشامي : كم بين الحق والباطل ؟ وكم
بين السماء والارض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وما قوس قزح ؟ وما العين التي تأوي
إليها أرواح المشركين ؟ وما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين ؟ وما المؤنث ؟(2)وما
عشرة أشياء بعضها أشد من بعض .
فقال الحسن بن علي عليهما السلام : بين الحق والباطل أربع أصابع ، فما رأيته
بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنيك باطلا كثيرا . قال الشامي : صدقت . قال : وبين
السماء والارض دعوة المظلوم ومد البصر ، فمن قال لك غير هذا فكذبه . قال : صدقت
يا ابن رسول الله . قال : وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، تنظر إليها حين تطلع
من مشرقها وحين تغيب في مغربها .(3)قال الشامي : صدقت ، فما قوس قزح ؟ قال :
ويحك لا تقل : قوس قزح ، فإن قزح اسم شيطان ، وهو قوس الله وعلامة الخصب و
أمان لاهل الارض من الغرق .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين يقال لها برهوت ، وأما
العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال لها سلمى ، وأما المؤنث فهو


(1)في الاحتجاج : يا قنبر على بالحسن والحسين ومحمد .
(2)أى الذى يشبه المرأة في لينه وتكسر أعضائه .
(3)في الاحتجاج : وتنظر إليها حين تغيب في مغربها .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه