بحار الأنوار ج91

واستعيذ بك من بوادر النقم ، غير مخيل(1)في عدلك خواطر التهم ، سيدي عظم قدر من
اسعدته باصطفائك ، وعدم النصر من أبعدته من فنائك ، سيدي ما أعظم روح قلوب
المتوكلين عليك ، وأنجح سعى الآملين لما لديك .
سيدي أنت أنقذت أولياء‌ك من حيرة الشكوك ، وأوصلت إلى نفوسهم(2)
حبرة الملوك ، وزينتهم بحلية الوقار والهيبة ، وأسبلت عليهم ستور العصمة والتوبة
وسيرت هممهم في ملكوت السماء ، وحبوتهم بخصائص الفوائد والحباء ، وعقدت
عزائمهم بحبل محبتك ، وآثرت خواطرهم بتحصيل معرفتك ، فهم في خدمتك متصرفون
وعند نهيك وأمرك واقفون ، وبمناجاتك آنسون ، ولك بصدق الارادة مجالسون
وذلك برافة تحننك عليهم ، وما اسديت من جميل منك إليهم .
سيدى بك وصلوا إلى مرضاتك ، وبكرمك استشعروا ملابس موالاتك ، سيدي
فاجعلني ممن ناسبهم من أهل طاعتك ، ولا تدخلني فيمن جانبهم من أهل معصيتك
واجعل ما اعتقدته من ذكرك خالصا من شبه الفتن ، سالما من تمويه الاسرار والعلن
مشوبا بخشيتك في كل أوان ، مقربا من طاعتك في الاظهار والابطان ، داخلا فيما
يؤيده الدين ويعصمه ، خارجا مما تبنيه الدنيا وتهدمه ، منزها عن قصد أحد
سواك ، وجيها عندك يوم اقوم لك والقاك ، محصنا من لواحق الرئاء ، مبرء‌ا من
بوائق الاهواء ، عارجا إليك مع صالح الاعمال ، بالغدو والآصال ، متصلا لا
ينقطع بوادره ، ولا يدرك آخره ، مثبتا عندك في الكتب المرفوعة في عليين ، مخزونا
في الديوان المكنون الذي يشهده المقربون ، ولا يمسه إلا المطهرون .
اللهم أنت ولي الاصفياء والاخيار ، ولك(3)الخلق والاختيار ، وقد ألبستني
في الدنيا ثوب عافيتك ، وأودعت قلبي صواب معرفتك ، فلا تخلني في الآخرة عن
عواطف رأفتك ، واجعلني ممن شمله عفوك ، ولم ينله سطوتك .
يا من يعلم علل الحركات وحوادث السكون ، ولا تخفى عليه عواض الخطرات
في محال الظنون ، اجعلنا من الذين أوضحت لهم الدليل عليك ، وفسحت لهم السبيل


(1)(1)مجيل خ ، محيل خ .(2)قلوبهم خ ل .(3)واليك خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه