بحار الأنوار ج49

وكان أحب الخلق إلى الله تعالى وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصاحب الباب فتح
له وسد أبواب المسجد ، وهو صاحب الراية يوم خيبر ، وصاحب عمرو بن عبدود
في المبارزة ، وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله حين آخى بين المسلمين .
وهو منيع جزيل ، وهو صاحب آية(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيرا)(1)وهو زوج فاطمة سيدة العالمين وسيدة نساء أهل الجنة وهو ختن
خديجة عليها السلام وهو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وآله رباه وكفله وهو ابن أبي طالب عليه السلام في
نصرته وجهاده ، وهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم المباهلة ، وهو الذي لم يكن
أبوبكر وعمر ينفذان حكما حتى يسألانه عنه ، فما رأى إنفاذه أنفذاه ، وما لم يره
رداه ، وهو دخل من بني هاشم في الشورى .
ولعمري لو قدر أصحابه على دفعه عنه عليه السلام كما دفع العباس رضوان الله
عليه ووجدوا إلى ذلك سبيلا لدفعوه .
فأما تقديمكم العباس عليه ، فان الله تعالى يقول :(أجعلتم سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون
عند الله)(2)والله لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب والفضائل والاي المفسرة
في القرآن خلة واحدة في رجل واحد من رجالكم أو غيره ، لكان مستأهلا متأهلا
للخلافة ، مقدما على أصحاب رسول الله بتلك الخلة ، ثم لم يزل الامور تتراقى
به إلى أن ولي امور المسلمين ، فلم يعن بأحد من بني هاشم إلا بعبد الله بن عباس
تعظيما لحقه ، وصلة لرحمه وثقة به ، فكان من أمره الذي يغفر الله له ، ثم نحن وهم
يد واحدة ، كما زعمتم ، حتى قضى الله تعالى بالامر إلينا فأخفناهم وضيقنا عليهم
وقتلناهم أكثر من قتل بني امية إياهم .
ويحكم إن بني امية إنما قتلوا منهم من سل سيفا وإنا معشر بني العباس
قتلناهم جملا فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ، ولتسألن نفوس القيت


(1)الدهر : 3 .(2)التوبة : 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه