بحار الأنوار ج48

عليهم السلام كلمات الله ، فانهم يعبرون عن الله .
قوله : ماأدري : جواب القسم ، والبطائن كأنه جمع البطانة بالكسر أي
سرائرها ، وشرائحها أي مايشرحها ويبينها وكأنه كناية عن ظواهرها ، وفي بعض
النسخ شرايعها أي طرق تعلمها أو ظواهرها ، ولا بدعائها ، الدراية تتعدى بنفسها و
بالباء يقال دريته ودريت به ، ماأقل ضربك أي مثلك ، رجل خلفته أي موسى عليه السلام .
قوله : ليس بيت المقدس اسم ليس ضمير مستتر للذي بالشام ، وضمير لكنه
لبيت المقدس ، والحاصل أنه ليس الذي بالشام اسمه بيت المقدس ولكن المسمى ببيت
المقدس هو البيت المقدس المطهر وهو بيت آل محمد الذين أنزل الله فيهم آية التطهير فهو
بيت المقدس ، ضمير هو للذي بالشام ، والجملة جواب أما وخبر ما ، والحاصل أي
ماسمعت إلى الآن غير الذي بالشام مسمى ببيت المقدس وتأنيث تلك باعتبار الخبر
أو بتأويل البقعة ونحوها والحظيرة : في الاصل هي التي تعمل لللابل من شجر ثم
استعمل في كل مايحيط بالشئ خشبا أو قصبا أو غيرهما ، وقرب البلاء أي الابتلاء
والافتتان والخذلان ، وهو المراد بحلول النقمات في دور شياطين الانس أو الاعم
منهم ومن الجن ، بسلب مايوجب هدايتهم عنهم ، وهو قول الله : كان الضمير لمصدر
نقلوا ، وقوله : البطن إلى قوله مثل معترضة .
وقوله إن هي الخ بيان لقول الله ، وحاصل الكلام أن آيات الشرك ظاهرها
في الاصنام الظاهرة ، وباطنها في خلفاء الجور الذين أشركوا مع أئمة الحق و
نصبوا مكانهم ، فقوله سبحانه أفرأيتم اللات والعزى ومنواة الثالثة الاخرى (1)
اريد في بطنها باللات الاول وبالعزى الثاني ، والمبنوة الثالث ، حيث سموهم
بأمير المؤمنين وبخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وبالصديق والفاروق وذي
النورين وأمثال ذلك .
وتوضيحه : أن الله تعالى لم ينزل القرآن لاهل عصر الرسول صلى الله عليه وآله ، و
الحاضرين في وقت الخطاب فقط ، بل يشمل سائر الخلق إلى انقضاء الدهر ، فاذا
___________________________
(1)سورة النجم الاية : 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه