بحار الأنوار ج88

والظاهر هو الذي ظهر فوق كل شئ وعلا عليه ، وقيل هو الذي عرف بطرق
الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وصنائعه ، الباطن هو المحتجب عن
أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ، ولا يحيط به وهم ، وقيل هو العالم بما بطن
يقال : بطنت الامر إذا عرفت باطنه ، والاخر هو الباقي بعد فناء خلقه كله كما مر
والطاهر أي عن العيوب والنقايص المطهر لغيره عنها ، واللطيف المجرد أو الذي
يفعل بعباده ما يقربهم إلى الطاعة أو صانع لطائف الخلق وقيل هو الذي اجتمع له
الرفق في الفعل والعلم بدقايق المصالح ، وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه ،
يقال : لطف به وله بالفتح تلطف : إذا رفق به ، وأما لطف بالضم يلطف فمعناه
صغر ودق .
الخفي بحسب كنه الذات والصفات والمليك مبالغة في المالك ، والفتاح هو
الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده وقيل معناه الحاكم بينهم يقال : فتح الحاكم
بين الخصمين إذا فصل بينهما ، والفاتح الحاكم والفتاح من أبنية المبالغة وكذا العلام
والطول الفضل والعلو على الاعداء ، والحول القوة والحيلة ، والمعين أي على
الطاعات وسائر الامور .
والجلال العظمة والاستغناء المطلق ، والاكرام الفضل العام ، والاغاثة الاعانة
والمحمود المستحق للحمد في جميع الاحوال ، والمعبود المستحق للعبادة على
الاطلاق ، والمحسن ذو الاحسان العظيم ، والمجمل المعامل بالجميل ، والحنان
بتشديد النون الرحيم بعباده ، فعال من الحنان بمعنى الرحمة للمبالغة ، والمنان
هو المنعم المعطي من المن العطاء لا المنة ، والضر بالضم سوء الحال وكبت الله
العدو صرفه وأذله .
ويقال أخذت بكظمه بالتحريك أي بمخرج نفسه تهتك العصم الهتك خرق
الستر والعصم جمع العصمة ، وهي ما يعتصم به ، ولما كان الستر مما يعتصم به عن
الفضيحة عبر عنه بالعصمة ، أو استعمل الهتك هنا بمعنى الفصم والقطع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه