بحار الأنوار ج75

21 - وقال عليه السلام : خمس لو رحلتم فيهن لانضيتموهن(1)وما قدرتم على
مثلهن : لايخاف عبد إلا ذنبه ، ولا يرجو إلا ربه ، ولا يستحي الجاهل إذا سئل
عما لا يعلم أن يتعلم . والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان
لمن لا صبر له .
22 - وقال عليه السلام : يقول الله : يا ابن آدم ارض بما آتيتك تكن من أزهد
الناس . ابن آدم ! إعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس . ابن آدم ! اجتنب
مما حرمت عليك تكن من أورع الناس .
23 - وقال عليه السلام : كم من مفتون بحسن القول فيه ، وكم من مغرور بحسن
الستر عليه ، وكم من مستدرج بالاحسان إليه .
24 - وقال عليه السلام : يا سوأتاه لمن غلبت إحداته عشراته . - يريد أن السيئة
بواحدة ، والحسنة بعشرة - .
25 - وقال عليه السلام : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة . وإن الاخرة قد ترحلت
مقبلة ، ولكل واحد منهما بنون ، فكونوا من أبناء الاخرة ، ولا تكونوا من أبناء
الدنيا ، فكونوا من الزاهدين في الدنيا ، والراغبين في الاخرة ، لان الزاهدين
اتخذوا أرض الله بساطا ، والتراب فراشا ، والمدر وسادا ، والماء طيبا ، وقرضوا
المعاش من الدنيا تقريضا .
اعلموا أنه من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الحسنات وسلا عن الشهوات(2)
ومن أشفق من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه ، وراجع عن المحارم . ومن زهد


(1)أنضت الدابة : هزلتها الاسفار . والظاهر أن الضمير راجع إلى المطية التى
تفهم من فحوى الكلام ، وقد مضى هذا الكلام أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام كرارا ، وفى
بعض النسخ لو دخلتم فيهن لا بعتموهن . ورواه الصدوق في الخصال عن أمير المؤمنين
عليه السلام بدون قوله لا نضيتموهن .
(2)سلا عن الشئ : نسيه وهجره . واشفق : خاف وحذر . ورواه الكلينى في الكافى
ج 2 ص 132 بادنى تفاوت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه