بحار الأنوار ج17

النبي صلى الله عليه واله فيقولون : السام عليك ، والسام : الموت ، وهم يوهمونه أنهم يقولون : السلام
عليك ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يرد على من قال ذلك ويقول : وعليك " ويقولون في أنفسهم "
أي يقول بعضهم لبعض " لولا يعذبنا الله بما نقول " أي لو كان هذا نبيا فهلا يعذبنا الله
ولا يستجيب له فينا قوله : عليكم(1)" حسبهم " أي كافيهم " جهنم يصلونها " يوم القيامة
ويحترقون فيها " فبئس المصير " أي فبئس المرجع والمال جهنم " وتناجوا بالبر والتقوى "
أي بأفعال الخير والطاعة واتقاء معاصي(2)الله " إنما النجوى من الشيطان " يعني نجوى
المنافقين والكفار " ليحزن الذين آمنوا " بتوهمهم أنها في نكبة أصابتهم " وليس "
الشيطان أو التناجي " بضارهم ، أى المؤمنين(3)" شيئا إلا باذن الله " أي بعلم الله ، و
قيل : بأمر الله ، لان سببه بأمره وهو الجهاد " إذا قيل لكم تفسحوا " قال قتاده : كانوا
يتنافسون في مجلس رسول الله صلى الله عليه واله ، فإذا رأوا من جاء‌هم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند
رسول الله ، فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض ، وقال المقاتلان : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الصفة ،
وفي المكان ضيق ، وذلك يوم الجمعة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكرم أهل بدر من المهاجرين ،
والانصار ، فجاء أناس من أهل بدر وفيهم ثابت بن قيس بن شماس ، وقد سبقوا في المجلس
فقاموا حيال النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فرد عليهم
النبي صلى الله عليه وآله ، ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم ، فقاموا على أرجلهم ينظرون إلى
القوم فلم يفسحوا لهم(4)، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله فقال لمن حوله من المهاجرين والانصار
من غير أهل بدر : قم يافلان ، قم يافلان بقدر النفر الذين كانوا بين يديه من أهل بدر ،
فشق ذلك على من أقيم من مجلسه ، وعرف الكراهية في وجوههم ، وقال المنافقون
للمسلمين : ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس ، فوالله ما عدل على هؤلاء ، إن


(1)في المصدر : وعليكم يعني السام وهو الموت ، فقال سبحانه .
(2)في المصدر : والطاعة والخوف من عذاب الله واتقاء معاصى الله .
(3)المنقول هنا من قوله :(ليحزن)إلى هنا يخالف المصدر ، نعم يوافق ما في البيضاوي ،
والظاهر أنه وهم في النسبة .
(4)في المصدر : ينتظرون أن يوسع لهم فلم يفسحوا لهم .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه