بحار الأنوار ج72

ونقل عن قدامة أن الاشل ستون ذراعا ، وضرب الاشل في نفسه يسمى جريبا
فكيون ثلاثة آلاف وستمائة انتهى .
فقوله عليه السلام : في جريب كأن المعنى مع جريب ، فيكون جريبين ، أو أطلق
الجريب على أحد أضلاعه مجازا للاشعار بانها كانت تملا الجريب طولا وعرضا
أو يكون الجريب في عرف زمانه عليه السلام مقدارا من امتداد المسافة كالفرسخ ، وفي
تفسير علي بن إبراهيم : وكان مجلسها في الارض موضع جريب ، والمنجل كمنبر
حديدة يحصد بها الزرع ، والنسر طائر معروف له قوة في الصيد ، ويقال : لا مخلب
له ، وإنما له ظفر كظفر الدجاجة ، وفي تفسير علي بن إبراهيم ونسرا كالحمار .
وكان ذلك في الخلق الاول أي كانت تلك الحيوانات كذلك في أول
الخلق في الكبر والعظم ، ثم صارت صغيرة كالانسان وآمن أفعل تفضيل وما
مصدرية ، وكانوا تامة ، والمصدر إما بمعناه ، أو استعمل في ظرف الزمان نحو رأيته
مجئ الحاج ، وعلى التقديرين نسبة الامن إليه على التوسع والمجاز .
والحاصل أن الله عزوجل تقل الجبارين الذين جبروا خلق الله على ما
أرادت نفوسهم الخبيثة ، من الاوامر والنواهي ، وبغوا عليهم ولم يرفقوا بهم ، على
أحسن الاحوال والشوكة والقدرة ، لفسادهم ، فلا يغتر الظالم بأمنه واجتماع
أسباب عزته ، فان الله هو القوي العزيز .
17 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : يقول إبليس لجنوده : ألقوا بينهم الحسد والبغي ، فانهما يعدلان
عندالله الشرك(1).
بيان : فانهما يعدلان الخ أي في الاخراج من الدين والعقوبة والتأثير في
فساد نظام العالم ، إذ أكثر المفاسد التي نشأت في العالم ، من مخالفة الانبياء
والاوصياء عليهم السلام وترك طاعتهم ، وشيوع المعاصي إنما نشأت من هاتين الخصلتين
كما حسد إبليس على آدم عليه السلام وبغى عليه ، وحسد الطغاة من كل امة على


(1)الكافى ج 2 ص 327 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه