بحار الأنوار ج65

محمد الطيار ، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : لم تتواخوا على هذا الامر ولكن
تعارفتم عليه(1).
تبيان : لم تتواخوا على هذا الامر أقول : الخبر يحتمل وجوها :
الاول : ما أفاده الوالد قدس الله روحه ، وهو أن التواخى بينكم لم يقع
على التشيع ، ولا في هذه النشأة ، بل كانت اخوتكم في عالم الارواح قبل الانتقال
إلى الاجساد ، وإنما حصل تعارفكم في هذا العالم بسبب الدين ، فكشف ذلك عن
الاخوة في العليين ، وذلك مثل رجلين كانت بينهما مصاحبة قديمة فافترقا زمانا
طويلا ثم تلا قيا فعرف كل منهما صاحبه .
ويؤيده الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله الارواح جنود مجندة ما تعارف
منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، وهذا الخبر وإن كان عاميا لكن ورد مثله في
أخبارنا بأسانيد جمة .
منها ما روى الصفار في البصائر بأسانيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : جاء رجل إلى
أمير المؤمنين عليه السلام فقال : والله يا أمير المؤمنين إني لاحبك ، فقال : كذبت ، فقال
الرجل : سبحان الله كأنك تعرف ما في قلبي ، فقال علي عليه السلام : إن الله خلق
الارواح قبل الابدان بألفي عام ثم عرضهم علينا ، فأين كنت لم أرك ؟(2).
وعن عمارة قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ أقبل رجل فسلم
عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين والله إني لاحبك ، فسأله ثم قال له : إن الارواح
خلقت قبل الابدان بألفي عام ثم اسكنت الهواء ، فما تعارف منها ثم ائتلف ههنا ، و
ما تناكر منها ثم اختلف ههنا ، وإن روحي أنكر روحك(3).
وبسنده أيضا عن أبي عبدالله عليه السلام مثله إلا أنه قال : إن الله خلق الارواح
قبل الابدان بألفي عام ، فأسكنها الهواء ، ثم عرضها علينا أهل البيت ، فوالله ما منها
روح إلا وقد عرفنا بدنه ، فوالله ما رأيتك فيها فأين كنت ؟(4).


(1)الكافى ج 2 ص 168 .
(2 - 4)بصائر الدرجات ص 87 و 88 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه