بحار الأنوار ج18

ومعه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له : حسان ، وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، و
أنشد في ذلك رجل من بنى طيئ :
تبارك سائق البقرات إني * رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يك حائدا عن ذي تبوك * فإنا قد امرنا بالجهاد
وقوله لكنانة زوج صفية والربيع : أين آنيتكما التي كنتما تعيرانها أهل مكة ؟
قالا : هزمنا فلم تزل تضعنا أرض وتقلنا أرض اخرى وأنفقناها ، فقال لهما : إنكما
إن كتمتما شيئا فاطلعت عليه استحللت دماء‌كما وذراريكما ؟ قالا : نعم ، فدعا رجلا من
الانصار وقال : اذهب إلى قراح(1)كذا وكذا ثم ائت النخيل فانظر نخلة عن يمينك
وعن يسارك ، وانظر نخلة مرفوعة فأتني بما فيها ، فانطلق فجاء بالآنية والاموال ، فضرب
عنقهما .
وقال الجارود بن عمرو العبدي وسلمة بن عباد الازدي : إن كنت نبينا فحدثنا
عما جئنا نسألك عنه ، فقال صلى الله عليه وآله : أما أنت يا جارود فإنك جئت تسألني
عن دماء الجاهلية ، وعن حلف الاسلام ، وعن المنيحة : قال : أصبت ، فقال صلى الله عليه وآله : فإن
دماء الجاهلية موضوع : وحلفها لا يزيده الاسلام إلا شدة ، ولا حلف في الاسلام ، ومن
أفضل الصدقة أن تمنح أخاك ظهر الدابة ولبن الشاة ، وأما أنت يا سلمة بن عباد فجئت
تسألني عن عبادة الاوثان ، ويوم السباسب ، وعقل الهجين ، أما عبادة الاوثان فإن الله جل
وعز يقول : " إنكم وما تعبدون من دون الله(2)" الآية ، وأما يوم السباسب فقد أبدلك
الله عزوجل ليلة القدر ويوم العيد لمحة تطلع الشمس لا شعاع لها ، وأما عقل الهجين فإن
أهل الاسلام تتكافأ دماؤهم ، ويجير أقصاهم على أدناهم ، وأكرمهم عند الله أتقاهم ، قالا :
نشهد بالله أن ذلك كان في أنفسنا .


خالد تنتظرهم ، لا يصهل منها فرس ولا يتحرك ، فساعة ؟ ؟ فصل أخذته الخيل ، وقاتل حسان حتى قتل
عند باب الحصن اه‍ ونحوه يوجد في السيرة .
(1)القراح : الارض لاماء فيها ولا شجر .
(2)الانبياء : 98 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه