بحار الأنوار ج71

معروف صدقة ، فقلت : يا ابن رسول الله ! وإن كان غنيا ؟ فقال : وإن كان غنيا .
وأروي : المعروف كاسمه ، وليس شئ أفضل منه إلا ثوابه ، وهو هدية من الله
إلى عبده المؤمن ، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ، ولا
كل من رغب فيه يقدر عليه ، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه ، فاذا من الله على
العبد المؤمن جمع له الرغبة والقدرة والاذن ، فهناك تمت السعادة .
ونروي : عن النبي صلى الله عليه وآله من أدخل على مؤمن فرحا فقد أدخل علي فرحا
ومن أدخل علي فرحا فقد اتخذ عند الله عهدا ، ومن اتخذ عند الله عهدا ، جاء من الامنين
يوم القيامة .

وروي : اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله فان لم يكن من أهله فكن
أنت من أهله ، وروي : لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال : تعجيله وتصغيره وستره فاذا
عجلته ، هنأته ، وإذا صغرته عظمته ، وإذا سترته أتممته ، وروي : إذا سألك أخوك
حاجة فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها .
ونروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : من سر مؤمنا فقد سرني ، ومن سرني
فقد سر رسول الله صلى الله عليه وآله ومن سر رسول الله فقد سر الله ، ومن سر الله أدخله جنته .
28 - شي : عن ابن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
يأتي على الناس زمان عضوض يعض كل أمرئ على ما في يديه ، وينسون الفضل
بينهم ، قال الله ولا تنسوا الفضل بينكم (1).
29 - شى : عن عمرو بن عثمان قال : خرج علي عليه السلام على أصحابه وهم
يتذاكرون المروء‌ة فقال : أين أنتم ؟ أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك قالوا : يا
أمير المؤمنين في أي موضع ؟ قال : في قوله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء
ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر فالعدل الانصاف ، والاحسان التفضل(2).
30 - جا : عمر بن محمد الصيرفي ، عن أحمد بن الحسن الصوفي ، عن


(1)تفسير العياشى ج 1 ص 126 ، والاية في البقرة : 237 .
(2)تفسير العياشى ج 2 ص 267 والاية في النحل : 90 والعض : الامساك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه