الاحسان ; ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك ، فانه يسعى في مضرته ويغفل وليس
جزاء من سرك أن تسوءه ،
إلى قوله عليه السلام : ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغناء(1)
36 - كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسن
ابن الحسين قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا بني عبدالمطلب
إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر ، ورواه عن
القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله عليه السلام إلا أنه قال :
يا بني هاشم(2).
بيان : في النهاية يقال : وسعه الشئ يسعه سعة فهو واسع ، ووسع بالضم وساعة
فهو وسيع ، والوسع والسعة الجدة والطاقة ، ومنه الحديث : إنكم لن تسعوا الناس
بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم أي لا تتسع أموالكم لعطائهم ، فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم
وقال : فيه : أن تلقاه بوجه طلق ، يقال : طلق الرجل بالضم يلطق طلاقه فهو
طلق وطليق أي منبسط الوجه ، متهلله ، وفي القاموس هو طلق الوجه مثلثة وككتف
وأمير ضاحكة مشرقة ، والبشر بالكسر طلاقة الوجه وبشاشته ، وقيل حسن البشر
تنبيه على أن زيادة البشر وكثرة الضحك مذمومة ، بل الممدوح الوسط من ذلك .
وأقول : يحتمل أن يكون للمبالغة في ذلك أو يكون إشارة إلى أن البشر
إنما يكون حسنا إذا كان عن صفاء الطوية والمحبة القلبية ، لا ما يكن على وجه
الخداع والحيلة ، وبنو هاشم وبنو عبدالمطلب مصداقهما واحد لانه لم يبق لهاشم ولد
إلا من عبدالمطلب .
37 - كا : عن العدة ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة : الانفاق
(1)نهج البلاغة ج 2 ص 51 .
(4)الكافى ج 2 ص 103 .