يأسا لغة في يئست منه أيأس يأسا ، ومصدرهما واحد وآيسني منه فلان مثل أيئسني
وكذلك التأييس ، وقال : اليأس القنوط وقد يئس من الشئ ييأس وفيه لغة اخرى
يئس ييئس بالكسر فيهما وهو شاذ انتهى(1).
وقوله : ولا يكون جملة حالية أو هو من عطف الخبر على الانشاء ، ويدل
على أن اليأس من الخلق ، وترك الرجاء منهم ، يوجب أجابة الدعاء ، لان
الانقطاع عن الخلق كلما ازداد زاد القرب منه تعالى ، بل عمدة الفائدة في الدعاء
ذلك كما سيأتي تحقيقه إنشاء الله تعالى في كتاب الدعاء .
16 - كا : بالاسناد المتقدم عن المنقري ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري
عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في
أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شئ ، ورد أمره إلى الله عزوجل في جميع
اموره ، استجاب الله عزوجل له في كل شئ(2).
توضيح : اجتماع الخيرات في قطع الطمع ظاهر ، إذ كل خير غيره إما موقوف
عليه أو شرط له أو لازم له ، لانه لا يحصل ذلك إلا بمعرفة كاملة لجناب الحق
تعالى ، واليقين بأنه الضار النافع وبقضائه وقدره ، وأن أسباب الامور بيد الله وبلطفه
ورحمته ، وفناء الدنيا وعجز أهلها واليقين بالاخرة ومثوباتها وعقوباتها وما من
خير إلا وهو داخل في تلك الامور .
17 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن على بن الحكم ، عن
الحسين بن أبي العلى ، عن عبدالاعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ، ومذهبة للحياء ، واليأس مما في أيدي
الناس عز للمؤمن في دينه ، والطمع هو الفقر الحاضر(3).
بيان : الاستلاب الاختلاس أي يصير سببا لسلب العز سريعا مذهبة للحياء المذهبة إما بالفتح مصدرا ميميا والحمل على المبالغة أو هو بمعنى اسم الفاعل أو اسم
(1)الصحاح 903 و 989 .
(2)الكافي ج 2 ص 148 .(3)الكافي ج 2 ص 148 .