بحار الأنوار ج99

تدلون وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله
تحكمون ، سعد(والله)من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل
من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم
وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ،
ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم في أسفل درك
من الجحيم .
أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى ، وجار لكم فيما بقي ، وأن أرواحكم
ونوركم وطينتكم واحدة ، طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنوارا
فجعلكم بعرشه محدقين ، حتى من علينا بكم ، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع
ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلواتنا(1)عليكم ، وما خصنا به من ولايتكم ، طيبا
لخلقنا وطهارة لانفسنا ، وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ، فكنا عنده مسلمين(2)
بفضلكم ، ومعروفين بتصديقنا إياكم .
فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين ، وأرفع
درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فايق ، ولا يسبقه سابق ،
ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا
صديق ولا شهيد ولا عالم ، ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح
ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد
إلا عرفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، و
صدق مقاعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ، ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم
عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه .
بأبي أنتم وامي وأهلي ومالي واسرتي ، اشهدالله واشهدكم أني مؤمن
بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم ، وبضلالة


(1)صلاتنا خ ل .
(2)مسمين خ ل *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه