بحار الأنوار ج97

جرمى ، وما أخاف أن تظلمني ولكن أخاف سوء الحساب ، فانطر اليوم تقلبي على
قبر عم نبيك صلى الله عليه وآله فبهما فكنى من النار ، ولا تخيب سعيي ، ولا يهونن عليك
ابتهالي ، ولا تحجبن عنك صوتى ، ولا تقلبنى بغير حوائجي ، يا غياث كل مكروب
ومحزون ، ويا مفرجا عن الملهوف الحيران الغريق المشرف على الهلكة ، فصل على
محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة لا أشقى بعدها ابدا ، وارحم تضرعي وعبرتي و
انفرادي ، فقد رجوت رضاك ، وتحريت الخير الذي لا يعطيه أحد سواك ، فلا ترد
أملي ، اللهم إن تعاقب فمولى له القدرة على عبده وجزائه بسوء فعله فلا أخيبن
اليوم ولا تصرفني بغير حاجتي ، ولا تخيبن شخوصي ووفادتي ، فقد أنفدت نفقتي
وأتعبت بدني وقطعت المفازات وخلفت الاهل والمال وما خولتني ، وآثرت ما
عندك على نفسي ، ولذت بقبر عم نبيك صلى الله عليه وآله ، وتقربت به ابتغاء
مرضاتك ، فعد بحلمك على جهلي ، وبرأفتك على ذنبي ، فقد عظم جرمي برحمتك
يا كريم يا كريم(1).
19 ثم تأتي قبور الشهداء بأحد رضوان الله عليهم أجمعين فتزورهم فتقول :
السلام على رسول الله ، السلام على نبي الله ، السلام على محمد بن عبدالله ، السلام على
أهل بيته الطاهرين ، السلام عليكم ايها الشهداء المؤمنون ، السلام عليكم يا أهل
بيت الايمان والتوحيد ، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار رسوله عليه وآله
السلام ، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، أشهد أن الله اختاركم لدينه
واصطفاكم لرسوله ، واشهد أنكم قد جاهدتم في الله حق جهاده وذببتم عن دين
الله وعن نبيه وجدتم بأنفسكم دونه ، وأشهد أنكم قتلتم على منهاج رسول الله
فجزاكم الله عن نبيه وعن الاسلام وأهله افضل الجزاء ، وعرفنا وجوهكم في
محل رضوانه وموضع إكرامه ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا ، أشهد أنكم حزب الله ، وأن من حاربكم فقد حارب الله
الله ، وأنكم لمن المقربين الفائزين الذينهم أحياء عند ربهم يرزقون ، فعلى من


(1)مصباح الزائر ص 3029 والمزار الكبير ص 2524 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه