بحار الأنوار ج42

والصبر الصبر حتى ينزل الله الامر ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(1).
بيان : وارتضاه لخيرته أي لان يكون مختاره من بين الخلق .
8 - جا ، ما : المفيد ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن موسى
بن يوسف القطان ، عن محمد بن سليمان المقري ، عن عبدالصمد بن علي النوفلي
عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الاصبغ بن نباتة قال : لما ضرب ابن ملجم لعنه الله
أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عدونا(2)نفر من أصحابنا أنا والحارث و
سويد بن غفلة وجماعة معنا ، فقعدنا على الباب ، فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا
الحسن بن علي عليه السلام فقال : يقول لكم أميرالمؤمنين عليه السلام : انصرفوا إلى منازلكم
فانصرف القوم غيري ، فاشتد البكاء من منزله فبكيت ، وخرج الحسن عليه السلام وقال :
ألم أقل لكم : انصرفوا ؟ فقلت : لا والله يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله لا يتابعني(3)نفسي
ولا يحملني رجلي أنصرف(4)حتى أرى أميرالمؤمنين عليه السلام قال : فبكيت ، ودخل
فلم يلبث أن خرج فقال لي : ادخل ، فدخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام فإذا هو مستند
معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف واصفر وجهه ما أدري وجهه أصفر أو العمامة
فأكببت عليه فقبلته وبكيت ، فقال لي : لا تبك يا أصبغ فإنها والله الجنة ، فقلت
له : جعلت فداك إني أعلم والله أنك تصير إلى الجنة ، وإنما أبكي لفقداني إياك
يا أميرالمؤمنين جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله فإني أراك
لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا ، قال : نعم يا أصبغ دعاني رسول الله صلى الله عليه واله
يوما فقال لي : يا علي انطلق حتى تأتي مسجدي ثم تصعد منبري ، ثم تدعو الناس
إليك فتحمد الله تعالى وتثني عليه وتصلي علي صلاة كثيرة ، ثم تقول : أيها الناس
إني رسول رسول الله إليكم ، وهو يقول لكم : إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين


(1)امالى المفيد : 129 و 130 . امالى الشيخ : 4 و 5 . وفيه : ولا حول ولا قوة اه‍ .
(2)في " ما " : غدونا عليه اه‍ .
(3)في المصدرين : لا يتابعنى .
(4)" : أن أنصرف . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه