بحار الأنوار ج81

وروى العياشي (1)عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام أن
رسول الله صلى الله عليه وآله سئل فيما النجاة غذا ؟ قال : النجاة ألا تخادعوا الله فيخدعكم فان من
يخادع الله يخدعه ، ونفسه يخدع لو شعر ، فقيل له : وكيف يخادع الله ؟ قال : يعمل
بما أمره الله ثم يريد به غيره ، فاتقوا الرياء فانه شرك بالله ، إن المرائي يدعى يوم
القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ! يافاجر ! ياغادر ! يا خاسر ! حبط عملك ، وبطل
أجرك ، ولا خلاق لك اليوم ، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له .
ولايذكرون الله إلا قليلا أي ذكرا قليلا ، وقال الطبرسي رحمه الله (2):
معناه لايذكرون الله عن نية خالصة ، ولو ذكروه مخلصين لكان كثيرا ، وإنما وصف
بالقلة لانه لغير الله ، وقيل : لايذكرون الله إلا ذكرا يسيرا نحو التكبير ، والاذكار
التي يجهر بها ، ويتركون التسبيح وما يخافت به من القراء‌ة وغيرها ، وقيل : إنما
وصف بالقلة لانه سبحانه لم يقبله ومارد الله فهو قليل .
خذوا زينتكم قد مر في أبواب اللباس (3).
ومامنعهم أن تقبل منهم نفقاتهم أي وما منعهم قبول نفقاتهم إلا كفرهم ،
وفي الكافي (4)عن الصادق عليه السلام لايضر مع الايمان عمل ، ولاينفع مع الكفر عمل ألا ترى
أنه قال : ومامنعهم أن تقبل منهم الآية .
إلا وهم كسالى متثاقلين ولاينفقون إلا وهم كارهون لانهم لايرجون
بهما ثوابا ولايخافون على تركهما عقابا .
قد أفلح المؤمنون قد حرف تأكيد يثبت المتوقع ويفيد الثبات في الماضي ،
والفلاح الظفر بالمراد ، وقيل البقاء في الخير ، وأفلح دخل في الفلاح الذينهم


(1)تفسير العياشي ج 1 ص 283 .
(2)مجمع البيان ج 3 ص 129 .
(3)راجع ج 83 ص 164 .
(4)الكافي ج 2 ص 464 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه