بحار الأنوار ج10

سري عني ،(1)وتحول غضبي عليك رضى . وسكت ساعة ثم قال له :
اريد أن أسألك عن العباس وعلي بماصار علي أولى بميراث رسول الله صلى الله عليه وآله
من العباس ، والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله وصنوأبيه ؟(2)فقال له موسى : اعفني ، قال :
لاوالله لا أعفيتك(3)فأجبني ، قال : فإن لم تعفني فأمني ، قال : أمنتك ، قال : إن
النبي صلى الله عليه وآله لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر(وخ ل)إن أباك العباس
آمن ولم يهاجر ، وإن عليا آمن وهاجر ، وقال الله :(الذين آمنوا ولم
يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا)فالتمع لون هارون وتغيرو قال :
مالكم لاتنسبون إلى علي وهو أبوكم ، وتنسبون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جد كم ؟
فقال موسى عليه السلام : إن الله نسب المسيح عيسى بن مريم إلى خليله إبراهيم بامه مريم
البكر البتول التي لم يمسها بشر في قوله تعالى :(ومن ذريته داود وسليمان وأيوب
ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى و
إلياس كل من الصالحين)فنسبه بامه وحدها إلى خليله إبراهيم كمانسب داود و
سليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون بآبائهم وامهاتهم فضيلة لعيسى ومنزلة رفيعة بامه وحدها ، وذلك قوله تعالى في قصة مريم :(إن الله اصطفك وطهرك و
اصطفك على نساء العالمين)بالمسيح من غير بشر ، وكذلك اصطفى ربنا فاطمة عليها السلام
وطهرها وفضلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
فقال له هارون وقد اضطرب وساء‌ه ماسمع : من أين قلتم : الانسان يدخله
الفساد من قبل النساء ومن قبل الآباء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله ؟ فقال موسى
عليه السلام : هذه مسألة ماسأل عنها أحدمن السلاطين غيرك أميرالمؤمنين(4)ولاتيم ولاعدي
ولابنو امية ، ولا سئل عنهاأحد من آبائي فلا تكشفني عنها .(5)قال : فإن الزندقة


(1)سرى عنه : زال عنه ما كان يجده من الغضب أوالهم ، وسرى عنه أوعن قلبه : كشف
عنه الهم .
(2)الصنو : الاخ الشفيق ، والابن ، والعم . والمراد هنا الاول .
(3)في نسخة : لا اعفينك . وفى اخرى : لا اغضيك .
(4)في المصدر : يا أميرالمؤمنين .
(5)في المصدر هنا زيادة وهى هذه : قال : فان بلغنى عنك كشف هذا رجعت عما امنتك ، فقال
موسى عليه السلام لك ذلك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه