بحار الأنوار ج57

قال مفضلوا الملائكة : إن الحسن البصري يقول : إن هاروت وماروت علجان
من أهل بابل ، وأنكر أن يكونا من الملائكة ، فلم تعتر ضونا بالحجة بهما وبإبليس
فتحتجون علينا بجني فيه .
قال مفضلوا الانبياء والحجج عليهم السلام : ليس شذوذ الحسن عن جميع المفسرى
من الامة بموجب أن يكون ما يقول ، وأنتم تعلمون أن الشئ لايستثنى إلا
من جنسه ، وتعلمون أن الجن سمواجنا لا جتنانهم عن الرؤية إلا إذا أراد واالترائي
بماجعل الله عزوجل فيهم من القدرة على ذلك ، وأن إبليس من صفوف(1)الملائكة
وغير جائز في كلام العرب أن يقول قائل : جاء‌ت الابل كلها إلا حمارا ، ووردت البقر
كلها إلا فرسا ، فإبليس من جنس ما استثني . وقول الحسن في هاروت وماروت بأنهما
علجان من أهل بابل شذوذ شذ به عن جميع أهل التفسير ، وقول الله عزوجل يكذبه
إذ قال " وما انزل على الملكين - بفتح اللام - ببابل هاروت وماروت " وليس في
قولكم عن قول الحسن فرج لكم ، فادعوا(2)مالا فائدة فيه من علة ، ولا عائدة
من حجة .
قال مفضلوا الملائكة : قد علمتم ما للملائكة في كتاب الله عزوجل من المدح والثناء
مما بانوا به عن خلق الله جل وعلا ، إذ لولم يكن فيه إلا قوله " بل هم عباد مكرمون
لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون(3).
قال مفضلوا الانبياء والحجج عليهم السلام : لواستقصينا آي القرآن في تفضيل الانبياء
والحجج صلوات الله عليهم أجمعين لاحتجنا لذلك إلى التطويل والاكثار ، وترك
الايجاز والاختصار ، وفي ماجئنا به من الحجج النظرية التي تزيح العلل من الجميع
مقنع ، إذ ذكرنا ترتيب الله عزوجل خلقه ، فجعل الارض دون النامي ، والنامي أعلى
وأفضل من الارض ، وجعل النامي الحيوان ، والحيوان أعلى وأرفع من النامي


(1)في المصدر : صنوف .
(2)فدعوا(خ).
(3)الانبياء : 26 - 27 . وفى المصدر بعد ذكر الاية " لكفى " .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه