بحار الأنوار ج17

58 - يج : روي أن عبدالله قال : إنكم تعدون الآيات عذابا ، وإنا كنا نعدها
بركة على عهد النبي صلى الله عليه وآله ، لقد كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وآله ونحن نسمع التسبيح
من الطعام .
59 - عم ، نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته القاصعة : ولقد كنت معه لما
أتاه الملا من قريش ، فقالوا له : يامحمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد
من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن
لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب ، فقال صلى الله عليه وآله لهم : وما تسألون ؟ قالوا : تدعو لنا هذه
الشجرة حتى تنقلع بعروقها ، وتقف بين يديك ، فقال صلى الله عليه وآله : إن الله على كل شئ قدير ،
فإن فعل الله ذلك لكم أتؤمنون وتشهدون بالحق ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني ساريكم
ما تطلبون ، وإني لاعلم أنكم لا تفيؤون إلى خير(1)، وإن فيكم من يطرح في القليب(2)
ومن يحزب الاحزاب ، ثم قال صلى الله عليه وآله : ياأيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم
الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله ، فوالذي بعثه
بالحق لانقلعت بعروقها ، وجاء‌ت ولها دوي شديد ، وقصف كقصف(3)أجنحة الطير
حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مرفوفة ، وألقت بغصنها الاعلى على رأس رسول الله
صلى الله عليه وآله ، وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه صلى الله عليه وآله ، فلما نظر القوم
إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ، فأمرها بذلك ، فأقبل
إليه ، نصفها كأعجب(4)إقبال وأشده دويا ، فكادت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا كفرا
وعتوا : فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان ، فأمره صلى الله عليه وآله فرجع ، فقلت أنا : لا إله
إلا الله ، إني أول مؤمن بك يارسول الله ، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر
الله تعالى تصديقا لنبوتك(5)، وإجلالا لكلمتك ، فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب ،


(1)أى لا ترجعون اليه .
(2)القليب كامير : البئر ، والمراد منه قليب بدر طرح فيه عدة من أكابر قريش .
(3)وقصيف كقصيف خ ل .
(4)بأعجب عم .
(5)في المصدر . تصديقا بنبوتك .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه