بحار الأنوار ج33

فيه وقاربه واختلق كتابا نسبه إلى قيس فقرأه على أهل الشام .
فشاع في الشام كلها أن قيسا صالح معاوية وأتت عيون علي عليه السلام
إليه بذلك فأعظمه وأكبره وتعجب له ودعا إبنيه حسنا وحسينا وابنه محمدا
وعبدالله بن جعفر فأعلمهم بذلك وقال ما رأيكم فقال : عبدالله بن جعفر :
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك اعزل قيسا من مصر . قال علي عليه السلام :
والله إني غير مصدق بهذا على قيس فقال عبدالله : اعزله يا أميرالمؤمنين فإن
كان حقا ما قد قيل لا يعتزلك إن عزلته .
قال : فإنهم لكذلك إذ جاء‌هم كتاب من قيس بن سعد(وفيه):
أما بعد فإني أخبرك يا أميرالمؤمنين أكرمك الله وأعزك أن قبلي رجالا
معتزلين سألوني أن أكف عنهم وأدعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس
وترى ويرون وقد رأيت أن أكف عنهم ولا أعجل بحربهم وأن أتألفهم فيما
بين ذلك لعل الله أن يقبل بقلوبهم ويفرقهم عن ضلالتهم إنشاء‌الله والسلام
فقال عبدالله بن جعفر : يا أميرالمؤمنين إنك إن أطعته في تركهم واعتزالهم
استسرى الامر وتفاقمت الفتنة وقعد عن بيعتك كثير ممن تريده على الدخول
فيها ولكن مره بقتالهم فكتب إليه :
أما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فإن دخلوا فيما دخل فيه المسلمون
وإلا فناجزهم والسلام .
فلما أتى هذا الكتاب قيسا فقرأه لم يتمالك أن كتب إليه :
أما بعد ، يا أميرالمؤمنين فالعجب لك تأمرني بقتال قوم كافين عنك لم يمدوا يدا
للفتنة ولا أرصدوا لها فأطعني يا أميرالمؤمنين وكف عنهم فإن الرأي تركهم والسلام .
فلما أتاه الكتاب قال عبدالله بن جعفر : يا أميرالمؤمنين ابعث محمد بن
أبي بكر إلى مصر واعزل قيسا فبلغني والله أن قيسا يقول : إن سلطانا لايتم
إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء والله ما أحب أن لي سلطان الشام مع
سلطان مصر وأني قتلت ابن مخلد .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه