بحار الأنوار ج44

عليهم اللعنة ولهم ، فاذا بلغوا أربعمائة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك
تمرة ، فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
اخفضوا أصواتكم(1)فان الوزغ يسمع ، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن
يملك بعده منهم أمر هذه الامة يعني في المنام فساء‌ه ذلك وشق عليه فأنزل الله عزوجل
في كتابه ليلة القدر خير من ألف شهر فأشهد لكم وأشهد عليكم ما سلطانكم بعد
قتل علي إلا ألف شهر التي أجلها الله عزوجل في كتابه .
وأما أنت يا عمرو بن العاص الشانئ اللعين الابتر ، فانما أنت كلب ، أول
أمرك امك لبغية ، وإنك ولدت على فراش مشترك ، فتحاكمت فيك رجال قريش
منهم أبوسفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة ، وعثمان بن الحارث ، والنضر بن الحارث
ابن كلدة ، والعاص بن وائل كلهم يزعم أنك ابنه ، فغلبهم عليك من بين قريش
ألامهم حسبا ، وأخبثهم منصبا ، وأعظمهم بغية .
ثم قمت خطيبا وقلت : أنا شانئ محمد ، وقال العاص بن وائل : إن محمدا رجل
أبتر لا ولد له ، فلو قد مات انقطع ذكره ، فأنزل الله تبارك وتعالى إن شانئك هو
الابتر فكانت امك تمشي إلى عبد قيس لطلب البغية ، تأتيهم في دورهم ورحالهم
وبطون أوديتهم ، ثم كنت في كل مشهد يشهد رسول الله عدوه أشدهم له عداوة
وأشدهم له تكذيبا .
ثم كنت في أصحاب السفينة الذين أتوا النجاشي ، والمهرج الخارج إلى
الحبشة في الاشاطة بدم جعفر بن أبي طالب وسائر المهاجرين إلى النجاشي ، فحاق
المكر السيئ بك ، وجعل جدك الاسفل وأبطل امنيتك ، وخيب سعيك ، وأكذب
احدوثتك وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ، وكلمة الله هي العليا .
وأما قولك في عثمان ، فأنت يا قليل الحياء والدين ألهبت عليه نارا ثم هربت إلى
فلسطين تتربص به الدوائر ، فلما أتتكخبرقتله حبست نفسك على معاوية فبعته دينك
يا خبيث بدنيا غيرك ، ولسنا نلومك على بغضنا ، ولا نعاقبك على حبنا وأنت عدو لبنى


(1)احفظوا أقوالكم ، خ ل . وقد مر صدر الخبر ص 6 فراجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه