بحار الأنوار ج106

عطلت فيه مجالسه ودروسه ، وأشفى من طول هجره دروسه .
ثم أتاح الله سبحانه بمقتضى حكمته من عرف قدره ، وبذل في خدمته وسعه ، فعمر
منه الدارسة وجدد معالمه الطامسة ، وأيقظ من مراقد الغفلة رجالا فهمهم أسراره ،
وأراهم بعين البصيرة أنواره ، فرغبوا في سلوك سبيله ، وجهدوا على إحرازه وتحصيله ، لكنهم
حيث انقطعت عليهم بتك الفترة طريق الرواية من غير جهة الاجازة قلت حظوظهم من الدراية
لاحتياجها والحال هذه إلى طول الممارسة ، وإكثار المطالعة والمراجعة والمتحملون لهذه
الكلفة أقل قليل ، والاكثرون ، إنما يمرون في معاهده عابري سبيل .
هذا وإن السيد الاجل الفاضل الاوحد الطاهر الورع الناسك خلاصة
العلماء الابرار ، وسلالة النجباء الاطهار ، السيد نجم(1)بن السيد المرحوم المبرور
السيد محمد الحسيني أدام الله فضله ، وأطال بقاء‌ه ، وأسبغ عليه نعماء‌ه ممن ولى شطر
هذا المقصد وجه همته ، وظفر من مطالبه الجليلة ببغيته .
وقد التمس من هذا الضعيف الاجازة له ولولديه السعيد ين الموفقين إن شاء
الله تعالى السيد أبي عبدالله محمد والسيد أبي الصلاح على أمد الله لهما في العمر ، و
جعلهما من أهل العمل والعلم فأديت واجب إجابته ، وأجزت له ولهما روايتة جميع
ما يجوز لي روايته بالطرق المتصلة إلى علمائنا السابقين مصنفي كتب الحديث رضي
الله عنهم وإلى غيرهم من علماء الاصحاب ، بل وإلى كثير من علماء من عداهم من الفرق
الاسلامية ، على ما اقتضاه رأيهم في الرواية عنهم ، وسنذكر أكثر هذه الطرق مفصلة
إنشاء الله تعالى .
وينبغي أن يعلم أن الطرق المذكورة على كثرتها وانتشارها ، قد انحصر المهم
منها في ثلاثة مواضع ، فصارت ثلاث مراتب :
الاولى : مرتبة المتقدمين على الشيخ أبي جعفر الطوسي ره فان الرواية


(1)هو السيد العالم الفاضل الصالح معاصر شيخنا الحر العاملى له تحفة الملوك في
أحكام الشكوك وشرح ارجوزة الشيخ حسين العاملى في النحو ورسالة في الكلام وغير ذلك
فوائد الرضوية ص 692 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه