بحار الأنوار ج15

فلم أفهم ما قال إلا أنه قال : في أمان الله وحفظه وكلائته ، قد حشوت قلبك إيمانا وعلما و
حلما ويقينا وعقلا وشجاعة(1)، أنت خير البشر ، طوبى لمن اتبعك ، وويل لمن تخلف عنك ،
ثم أخرج صرة اخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم فضرب على كتفيه(2)، ثم
قال : أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس فنفخ فيه ، وألبسه قميصا ، وقال : هذا
أمانك من آفات الدنيا ، فهذا ما رأيت يا عباس بعيني ، قال العباس : وأنا يومئذ أقرء(3)
فكشفت عن ثوبه فإذا خاتم النبوة بين كتفيه ، فلم أزل أكتم شأنه وأنسيت(4)الحديث
فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله صلى الله عليه واله(5).
بيان : الجلبة : اتلاط الاصوات . والسندس بالضم : ما رق من الديباج و
رفع(6).
9 لى : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ،
عن أبي عبدالله الصادق صلى الله عليه واله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السمآوات السبع ، فلما
ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سمآوات ، وكان يخترق أربع سمآوات ، فلما ولد رسول
الله صلى الله عليه واله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام
الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن امية : وكان من أزجر أهل
الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ، ويعرف بها أزمان الشتآء والصيف ، فإن كان
رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الاصنام كلها
صبيحة ولد النبي صلى الله عليه واله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة
أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السمآوة ،


(1)في كمال الدين : وحكما ، مكان وعقلا .
(2)بين كتفيه خ ل وفي المصدر : فضرب به على كتفيه .
(3)وعمى العباس في أواخر عمره .
(4)في كمال الدين : نسيت . قلت : حديث النسيان لا يخلو عن غرابة .
(5)كمال الدين : 104 و 105 ، الامالى : 158 و 159 .
(6)رفع الثوب : خلاف غلظ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه