بحار الأنوار ج81

بيان : قال في النهاية : افحوص القطاة موضعها التي تجثم فيه وتبيض كأنها
تفحص عنه التراب ، أي تكشفه ، والفحص ، البحث والكشف ، ومنه الحديث من بنى لله
مسجدا ولو كمفحص قطاة ، المفحص مفعل من الفحص كالافحوص انتهى ، والتشبيه إما
في الصغر ، أو في عدم البناء والجدران ، وعلى الاول إما على الحقيقة بأن يكون موضع
السجود أو القدم مسجدا أو على المبالغة أو المعنى أن يكون بالنسبة إلى المصلي كالمفحص
بالنسبة إليه ، بأن لايزيد على موضع صلاته ، وقيل : بأن يشترك جماعة في بنائه أو يزيد
فيه قدرا محتاجا إليه .
ويؤيد الثاني أن أبا عبيدة (1)روى مثله عن أبي جعفر عليه السلام ثم قال أبوعبيدة :
مر بي أبوجعفر عليه السلام وأنا بين مكة والمدينة وأنا أضع الاحجار ، فقلت : هذا من ذاك ؟
فقال : نعم .
77 العلل : عن المظفر العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ،
عن أبيه ، عن نصر بن أحمد البغدادي ، عن موسى بن مهران ، عن مخول ، عن عبدالرحمن
ابن الاسود ، عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع ، عن أبيه وعمه ، عن أبيهما أبي رافع قال :
إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب الناس فقال : أيها الناس إن الله عزوجل أمر موسى و
هارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما أن لايبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقرب
فيه النساء إلا هارون وذريته ، وإن عليا عليه السلام مني بمنزلة هارون من موسى ، فلا يحل
لاحد أن يقرب النساء في مسجدي ، ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته ، فمن شاء
ذلك فههنا وضرب بيده نحو الشام (2).
بيان : أقول : قد مضى مثله بأسانيد جمة (3)قوله صلى الله عليه وآله : فمن شاء ذلك أي
شاء أن يعلم حقيقة ذلك فليذهب إلى الشام ، ولينظر إلى مواضع بيوتهم فيعلم أن بيت


(1)تراه في التهذيب ج 1 ص 328 ، الكافى ج 3 ص 368 ، المحاسن ص 55 و
اللفط للفقيه ج 1 ص 152 ط نجف .
(2)علل الشرايع ج 1 ص 192 .
(3)راجع ج 81 ص 60 و 61 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه