بحار الأنوار ج15

وائل(1)، قال : فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الايادي ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ،
قال : فما فعل ؟ قالوا : مات ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : الحمد لله رب الموت ، ورب الحياة ،
كل نفس ذائقة الموت ، كأني أنظر إلى قس بن ساعدة الايادي وهو بسوق عكاظ على
جمل له أحمر ، وهو يخطب الناس ويقول : اجتمعوا أيها الناس(2)، فإذا اجتمعتم فأنصتوا ،
فإذا أنصتم فاستمعوا ، فإذا اسمعتخم(3)فعوا ، فإذا وعيتم فاحفظوا ، فإذا حفظتم فاصدقوا ،
ألا إن من عاش مات ، ومن مات فات ، ومن فات فليس بآت ، إن في السماء خبرا ، وفي
الارض عبرا ، سقف مرفوع ، ومهاد موضوع ، ونجوم تمور ، وليل يدور ، وبحار ماء
لا تغور(4)، يحلف قس ما هذا بلعب(5)، وإن من وراء هذا لعجبا ، ما لي أرى الناس
يذهبون فلا يرجعون ؟ أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم تركوا فناموا ؟ يحلف قس يمينا غير كاذبة
إن لله دينا هو خير من الدين الذي أنتم عليه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله : رجم الله قسا
يحشر يوم القيامة امة واحدة ، ثم قال : هل فيكم أحد يحسن من شعره شيئا ؟ فقال
بعضهم : سمعته يقول :
في الاولين الذاهبين من القرون لنا بصائر * لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الاكابر والاصاغر * لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
وبلغ من حكمة قس بن ساعدة ومعرفته أن النبي صلى الله عليه واله كان يسأل من يقدم عليه
من إياد(6)عن حكمته ويصغى إليها(7).
9 كنز الكراجكى : عن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن محمد بن أحمد بن موسى ،


(1)بنو بكر بن وائل : قبيلة عظيمة من العدنانية تنسب إلى بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن
أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن نزار بن معد بن عدنان ، فيها الشهرة والعدد ، كانت ديارها من
اليمامة إلى البحرين ، إلى سيف كاظمة ، إلى البحرين فأطراف سواد العراق فالابلة فهيت .
(2)في المصدر : أيها الناس اجتمعوا .
(3)في المصدر : فاذا سمعتم .
(4)غار الماء : ذهب في الارض . وفي المصدر : وبحار ماء تغور .
(5)في المصدر زيادة وهى : والناس يلعب .
(6)اياد : بطن عظيم من العدنانية وهم بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان .
(7)كمال الدين : 99 و 100 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه