بحار الأنوار ج44

2 ب : محمد بن الوليد ، عن ابن بكير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول
الله عزوجل وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (1)قال : فقال : هو
ويعفو عن كثير قال : قلت له : ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته من ذلك ؟
قال : فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله عزوجل كل يوم سبعين مرة
من غير ذنب(2).
3 ل : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن
أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : إن أيوب عليه السلام ابتلي سبع سنين من
غير ذنب وإن الانبياء لا يذنبون لانهم معصومون مطهرون ، لا يذنبون ولا يزيغون
ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا .
وقال عليه السلام : إن أيوب عليه السلام من جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة
ولا قبحت له صورة ، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح ، ولا استقذره أحد رآه
ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدود(3)شئ من جسده وهكذا يصنع الله عزوجل
بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره
وضعفه في ظاهر أمره ، بجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره ، من التأييد والفرج ، وقد
قال النبي صلى الله عليه وآله : أعظم الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل .
وإنما ابتلاه الله عزوجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس
لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهد واما أراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالى
متى شاهدوه ، ليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى ذكره على ضربين :
استحقاق واختصاص ، ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه ، ولا فقيرا لفقره ، ولا مريضا
لمرضه ، وليعلموا أنه يسقم من يشاء ، ويشفي من يشاء ، متى شاء ، كيف شاء بأي
سبب شاء ، ويجعل ذلك عبرة لمن شاء ، وشقاوة لمن شاء ، وسعادة لمن شاء ، وهو


(1)الشورى : 30 .
(2)قرب الاسناد ص 103 .
(3)يقال : داد الطعام يدادا دودا وتدود واداد : صار فيه الدود فهو مدود .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه