داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ، ومعقلا منيعا ذروته ، وعزا
لمن تولاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن أئتم به ، وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا
لمن تكلم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاج به ، وحاملا لمن حمله
ومطية لمن أعمله ، وآية لمن توسم ، وجنة لمن استلام(1)، وعلما لمن وعى
وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى(2).
22 كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث
عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : عدد درج الجنة عدد آي القرآن ، فاذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل
له : ارقأ واقرأ لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة .
23 نهج : من خطبة له عليه السلام : واعلموا أنه ليس من شئ إلا ويكاد صاحبه
يشبع منه ويمله إلا الحياة فانه لا يجد في الموت راحة ، وإنما ذلك بمنزلة الحكمة
التي هي حياة للقلب الميت ، وبصر للعين العمياء ، وسمع للاذن الصماء ، وري
للظمآن ، وفيها الغنا كله والسلامة .
كتاب الله تبصرون به وتسمعون به(3)وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على
بعض ، ولا يختلف في الله ، ولا يخالف بصاحبه عن الله ، قد اصطلحتم على الغل فيما
بينكم ، ونبت المرعى على دمنكم(4)وتصافيتم على حب الامال ، وتعاديتم في
(1)الجنة بالضم الدرقة أو كل ما به يتقى من الضرر ، واستلام : لبس اللامة وهى
الدرع أوكل ما يحذر به من سلاح العدو ، ويتقى من بأسه ، فالقرآن جنة ودرع لمن أراد
أن يظهر على الشبهات والضلالات .
(2)نهج البلاغة الرقم 196 من الخطب .
(3)يعنى أن كتاب الله هو الحكمة التى بها حياة القلب الميت تبصرون به كما تنتفعون
بالحياة من أبصاركم وتسمعون به كما تنتفعون بالحياة من أسماعكم الخ .
(4)يعنى كأنكم قد اتفقتم وأزمعتم على أن تغشوا فيما بينكم ويأخذ كل أحد متاع غيره
في خفية خيانة ونفاقا ، ومعذلك الغش والنفاق والخيانة والغلول التى هى حاكمة على