بحار الأنوار ج75

فلا تخاذلوا ولا تنابزوا فإن شرايع الدين واحدة ، وسبله قاصدة ، فمن أخذ بها
لحق ، ومن فارقها محق ، ومن تركها مرق(1). ليس المسلم بالكذوب إذا نطق
ولا بالمخلف إذا وعد ، ولا بالخائن إذا ائتمن .
18 - وقال عليه السلام : العقل خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والرفق والده ،
واللين أخوه . ولا بد للعاقل من ثلاث : أن ينظر في شأنه ، ويحفظ لسانه ، ويعرف
زمانه ، ألا وإن من البلاء الفاقة ، وأشد من الفافة مرض البدن وأشد من مرض البدن
مرض القلب ، ألا وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ،
وأفضل من صحة البدن تقوى القلب .
19 - وقال عليه السلام : إن للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجي فيها ربه ، و
ساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل . و
ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث : مرمة لمعاشه(2)وخطوة لمعاده أو لذة
في غير محرم .
20 - وقال عليه السلام : كم مستدرج بالاحسان إليه(3)وكم من مغرور بالستر
عليه ، وكم من مفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله عبدا بمثل الاملاء له(4).
قال الله عزوجل : إنما نملي لهم ليزدادوا إثما (5).
21 - وقال عليه السلام : ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم
يكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك(6)ويكون استغناؤك عنهم في


(1)محق : هلك . ومرق : خرج من الدين بضلالة أو بدعة .
(2)رممت الشئ - بالتئقيل - : اصلحته . والمرمة : الاصلاح .
(3)استدرجه الله من حيث لا يعلم بالانعام والاحسان اليه ، وهو يعصى الله ولا يعلم أن
ذلك بلاغا للحجة عليه واقامة للمعذرة في أخذه .
(4)الاملاء : الامهال .
(5)سورة آل عمران : 178 .
(6)البشر - بالكسر - : بشاشة الوجه . والنزاهة : العفة والبعد عن المكروه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه