بحار الأنوار ج38

وزرا(1)فتكون أفعاله عند الناس حكمة وثوابا ، وقد قال النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام يا
علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفر هالي ، وذلك قوله عزوجل :
(ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر(2))ولما أنزل الله عزوجل(عليكم أنفسكم(3))
قال النبي صلى الله عليه واله :(أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ، و
علي نفسي وأخي ، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى)ثم تلاهذه الآية
(قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل ، وعليكم ما حملتم ،
وإن تطيعوه تهتدوا ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين(4))قال محمد بن حرب الهلالي : ثم
قال(5)جعفر بن محمد : أيها الامير لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الاصنام
من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت : إن جعفر بن محمد لمجنون ! فحسبك
من ذلك ما قد سمعت(6)، فقمت إليه وقبلت رأسه ويديه وقلت : ألله أعلم حيث يجعل
رسالته(7).
بيان : قوله عليه السلام :(وانبعاث فرعه)هو مبتدء والظرف خبره ، يعني أن فرع
المصباح أي النور المتصاعد منه سوى ما يخلط بالفتيلة أو المصباح الآخر الذي يقتبس منه
مع انبعاثه عن أصله وكونه أدون منه مرتفع عليه ويكون فوقه ، فكذلك رسول الله صلى الله عليه واله
المصباح الذي يهتدى به في ظلمات الضلالة والجهالة وأميرالمؤمنين صلوات الله عليه فرعه
ولذا علاه وركبه ، وعلى هذا يكون وجها آخر وهو الظاهر ، ويحتمل أن يكون المراد
أن أميرالمؤمنين عليه السلام فرع النبي صلى الله عليه واله فلوصار النبي صلى الله عليه واله به مرتفعا لكان علي أفضل


(1)في المعانى : لا يحتمل وزرا .
(2)سورة الفتح : 2 .
(3)سورة المائده : 105 وفي المعاني : ولما أنزل الله عزوجل عليه(يا أيها الذين آمنوا
عليكم أنفسكم).
(4)سورة النور : 54 .
(5)في المعانى : ثم قال لى .
(6)في المعانى : ما قد سمعته .
(7)معانى الاخبار : 350 352 . علل الشرائع : 69 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه