بحار الأنوار ج21

ونقرب النساء وندهن ؟ وقال بعضهم : أما تستحيون تخرجون(1)رؤسكم تقطر
من الغسل ورسول الله صلى الله عليه واله على إحرامه ؟ فأنكر رسول الله صلى الله عليه واله على من خالف
في ذلك . وقال : " لو لا أني سقت الهدي لاحللت ، وجعلتها عمرة ، فمن لم يسق
هديا فليحل " فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف ، وكان فيمن أقام على الخلاف(2)
عمر بن الخطاب ، فاستدعاه رسول الله صلى الله عليه واله وقال : " مالي أراك يا عمر محرما ؟ أسقت
هديا(3)؟ " قال : لم أسق ، قال : " فلم لا تحل وقد أمرت من لم يسق(4)بالاحلال ؟ "
فقال : والله يا رسول الله لا أحللت وأنت محرم ، فقال له النبي صلى الله عليه واله : " إنك لن
تؤمن بها حتى تموت " فلذلك أقام على إنكار متعة الحج حتى رقا المنبر في إمارته
فنهى عنها نهيا مجددا وتوعد عليها بالعقاب .
ولما قضى رسول الله صلى الله عليه واله نسكه أشرك عليا عليه السلام في هديه ، وقفل إلى المدينة
وهو معه والمسلمون حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم وليس بموضع
إذ ذاك يصلح للمنزل(5)لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل عليه السلام في الموضع ونزل
المسلمون معه ، وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة في الامة من بعده ، وقد كان تقدم الوحي إليه في
ذلك من غير توقيت له ، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم
الله عزوجل أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم(6)
وأماكنهم وبواديهم ، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين عليه السلام و
تأكيد الحجة عليهم(7)فيه ، فأنزل الله تعالى(8): " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل


(1)ان تخرجوا خ ل .
(2)على الخلاف للنبى خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(3)الهدى خ ل .
(4)من لم يسق الهدى خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(5)للنزول خ ل .(6)بلادهم خ ل .
(7)تأكيدا للحجة عليهم .(8)فأنزل الله تعالى عليه خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه