بحار الأنوار ج43

على الله تاج التقى ، قال : فوثب إليه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال :
فداك أبي وامي وما تاج التقى فذكر من صفته ، قال : فنزع علي عليه السلام عمامته
فعمم بها الاعرابي .
ثم التفت النبي صلى الله عليه واله فقال : من يزود الاعرابي وأضمن له على الله عزوجل
زاد التقوى ، قال : فوثب إليه سلمان الفارسي فقال : فداك أبي وامي ومازاد التقوى ؟
قال : ياسلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عزوجل قول شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله فان أنت قلتها لقيتني ولقيتك ، وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم
ألقك أبدا .
قال : فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله صلى الله عليه واله فلم يجد
عند هن شيئا ، فلما أن ولى راجعا نظرإلى حجرة فاطمة عليها السلام فقال : إن يكن
خير فمن منزل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله ، فقرع الباب فأجابته من وراء الباب : من
بالباب ؟ فقال لها : أنا سلمان الفارسي فقالت له : يا سلمان وما تشاء ؟ فشرح قصة
الاعرابي والضب مع النبي صلى الله عليه واله . قالت له : يا سلمان والذي بعث محمدا صلى الله عليه واله
بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من
شدة الجوع ، ثم رقدا كأنها فرخان منتوفان ، ولكن لا أرد الخير إذا نزل
الخير ببابي .
ياسلمان خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل له : تقول
لك فاطمة بنت محمد : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك
إنشاء الله تعالى .
قال : فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى شمعون اليهودي فقال له : يا شمعون
هذا درع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله تقول لك : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من

شعير أرده عليك إنشاء الله .
قال : فأخذ شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالدموع
وهو يقول : ياسلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه