بحار الأنوار ج38

وأجمع أهل السير وقد ذكره التاريخي أن النبي صلى الله عليه واله بعث خالدا إلى اليمن
يدعوهم إلى الاسلام فيهم البراء بن عازب ، فأقام ستة أشهر فلم يجبه أحد فساء ذلك على
النبي صلى الله عليه واله وأمره(1)أن يعزل خالدا ، فلما بلغ أميرالمؤمنين عليه السلام القوم صلى بهم
الفجر ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله صلى الله عليه واله فأسلم همدان كلها في يوم واحد ، وتبايع
أهل اليمن على الاسلام ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه واله خر الله ساجدا وقال : السلام
على همدانالسلام على همدانومن أبيات لامير المؤمنين عليه السلام في يوم صفين .
ولو أن يوما كنت بواب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
واستنابه لما أنفذه إلى اليمن قاضيا على ما أطبق عليه الولي والعدو على قوله صلى الله عليه واله
وضرب على صدره وقال :(اللهم سدده ولقنه فصل الخطاب)قال : فلما شككت(2)
في قضاء بين اثنين بعد ذلك اليوم ، رواه أحمد بن حنبل وأبويعلى في مسنديهما وابن بطة
في الابانة من أربعة طرق .
واستنابه حين أنفذه إلى المدينة لمهم شرعي ، ذكره أحمد في المسند والفضائل
وأبويعلى في المسند وابن بطة في الابانة والزمخشرى في الفائق واللفظ لاحمد قال علي
عليه السلام : كنا مع رسول الله في جنازة فقال : من يأتي المدينة فلا يدع قبرا إلا سواه
ولا صورة إلا لطخها(3)ولا وثنا إلا كسره ؟ فقام رجل فقال : أنا ، ثم هاب أهل المدينة
فجلس ، فانطلقت ثم جئت فقلت : يا رسول الله لم أدع بالمدينة قبرا إلا سويته ولا صورة
إلا لطختها ولا وثنا إلا كسرته ، قال : فقال : صلى الله عليه واله من عاد فصنع شيئامن ذلك فقد كفر
بما أنزل الله على محمد ، الخبر .
واستنابه في ذبح باقي إبله فيما زاد على ثلاثة وستين ، روى إسماعيل البخاري
وأبوداود السجستاني والبلاذري وأبويعلى الموصلي وأحمد بن حنبل وأبوالقاسم الاصفهاني


(1)أى أمر أميرالمؤمنين عليه السلام وفي(ت)فبعث عليا عليه السلام وأمره اه‍ .
(2)في المصدر : فما شككت .
(3)لطخ الصورة بالمداد ونحوه لوثها ومحاها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه