بحار الأنوار ج70

بالنسبة إلى غير المستدرجين فان كثيرا من أصحاب الكبائر يوسع عليهم الرزق
وفي النهاية زويت الارض أي جمعت ، وفي حديث الدعاء : وما زويت عني مما أحب
اي صرفته عني وقبضته .
7 كا : عن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن محمد بن إبراهيم
النوفلي ، عن الحسين بن مختار ، عن رجل ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم ، ملعون ملعون من كمه أعمى
ملعون ملعون من نكح بهيمة(1).
بيان : قال الصدوق رضي الله عنه في كتاب معاني الاخبار : بعد إيراد هذه
الرواية قال مصنف هذا الكتاب : معنى قوله : ملعون من كمه أعمى يعني من أرشد
متحيرا في دينه إلى الكفر وقرره في نفسه حتى اعتقده وقوله : من عبد الدينار
والدرهم يعني به من يمنع زكاة ماله ، ويبخل بمواساة إخوانه ، فيكون قد آثر
عبادة الدينار والدرهم على عبادة الله ، وأما نكاح البهيمة فمعلوم انتهى(2).
وأقول : اللعن الطرد والابعاد عن الخير من الله تعالى ومن الخلق السب
والدعاء وطلب البعد من الخير ، وكل من أطاع من يأمره الله بطاعته فقد عبده
كما قال تعالى :(3) أن لا تعبدوا الشيطان (4)وقال سبحانه : اتخذوا
أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله (5)وكذا من آثر حب شئ على رضا الله وطاعته
فقد عبده كعبادة الدينار والدرهم .
قال الراغب : العبودية إظهار التذلل والعبادة أبلغ منها لانها غاية التذلل
ولا يستحقها إلا من له غاية الافضال وهو الله تعالى ، والعبد على أربعة أضرب
الاول عبد بحكم الشرع وهو الانسان الذي يصح بيعه وابتياعه ، والثاني عبد


(1)الكافي ج 2 ص 270 .
(2)معانى الاخبار ص 403 وقد مر ص 140 فيما سبق من هذا المجلد .
(3)ما بين العلامتين أضفناه من شرح الكافي ج 2 ص 244 .
(4)يس : 60 60 .(5)براء‌ة : 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه