بحار الأنوار ج18

بيان : قال الجوهري : النهل : الشرب الاول ، وقد نهل بالكسر وأنهلته أنا ،
لان الابل تسقى في أول الورد فترد إلى العطن(1)، ثم تسقى الثانية وهي العلل فترد إلى المرعى ،
يقال : عله يعله ويعله ، وعل بنفسه يتعدي ولا يتعدي ، وأعل القوم : شربت إبلهم العلل .
11 - عم ، يج : روي أن قوما شكوا إليه ملوحة مائهم(2)، فأشرف على بئرهم
وتفل فيها ، وكانت مع ملوحتها غائرة فانفجرت بالماء العذب(3)، فهاهي يتوارثها أهلها
يعدونها أعظم مكارمهم(4)، وهذه البئر بظاهر مكة بموضع يسمى الزاهر ، واسمها العسيلة ،
وكان مما أكد الله صدقه فيه أن قوم مسيلمة لما بلغهم ذلك سألوه مثلها ، فأتى بئرا فتفل
فيها فغار ماؤها ملحا اجاجا كبول الحمير ، فهي بحالها إلى اليوم معروفة الاهل و
المكان(5).
قب : من لطائف القصص مثله(6).
بيان : قال الفيروز آبادي : الزاهر : موضع بين مكة والتنعيم ، وقال : العسيلة
كجهينة : ماء شرقي سميراء .
12 - يج : روي أن سلمان الفارسي أتاه فأخبر أنه قد كاتب مواليه على كذا و
كذا ودية وهي صغار النخل كلها تعلق ، وكان العلوق أمرا غير مضمون عند العاملين على
ماجرت به عادتهم ، لولا ما علم من تأييد الله لنبيه ، فأمر سلمان بضمان ذلك لهم ، فجمعها
لهم ، ثم قام عليه السلام وغرسها بيده ، فما سقطت واحدة منها ، وبقيت علما معجزا يستشفى


(1)العطن : مبرك الابل ومربض الغنم حول الماء .
(2)زاد في اعلام الورى : وانهم في جهد من الظماء وبعد المياه وأن لا قوة لهم على شربه فجاء
معهم في جماعة أصحابه حتى أشرف .
(3)في اعلام الورى : العذب الفرات .
(4)في اعلام الورى : يعدونها أسنى مفاخرهم وأجل مكارمهم وانهم لصادقون ، وكان مما أكد
الله به صدقه اه‍ .
(5)إعلام الورى : 18 ط 1 و 36 ط 2 .
(6)مناقب آل أبى طالب 1 : 102 و 103 ط النجف . وألفاظه تغاير المذكور راجعه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه