بحار الأنوار ج52

يا عيسى فخبر أولياء‌نا ما رأيت ، وإياك أن تخبر عدونا فتسلبه ، فقلت :
يا مولاي ادع لي بالثبات فقال : لو لم يثبتك الله ما رأيتني ، وامض بنجحك راشدا
فخرجت أكثر حمدالله وشكرا .
55 - أقول : روى السيد علي بن عبدالحميد في كتاب السلطان المفرج عن
أهل الايمان عند ذكر من رأى القائم عليه السلام قال : فمن ذلك مااشتهرو ذاع ، وملا
البقاع ، وشهد بالعيان أبناء الزمان ، وهو قصة أبوراجح الحمامي بالحلة وقد
حكى ذلك جماعة من الاعيان الاماثل وأهل الصدق الافاضل .
منهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالى
قال : كان الحاكم بالحلة شخصا يدعى مرجان الصغير ، فرفع إليه أن
أبا راجح هذا يسب الصحابة ، فأحضره وأمر بضربه فضرب ضربا شديدا مهلكا على
جميع بدنه ، حتى أنه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه واخرج لسانه فجعل فيه
مسلة من الحديد(1)، وخرق أنفه ، ووضع فيه شركة من الشعر وشد فيها حبلا
وسلمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروابه أزقة الحلة ، والضرب يأخذ
من جميع جوانبه ، حتى سقط إلى الارض وعاين الهلاك .
فاخبر الحاكم بذلك ، فأمر بقتله ، فقال الحاضرون : إنه شيخ كبير ، وقد
حصل له ما يكفيه ، وهو ميت لما به فاتركه وهو يموت حتف أنفه ، ولا تتقلد بدمه
وبالغوا في ذلك حتى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه ولسانه ، فنقله أهله في الموت
ولم يشك أحد أنه يموت من ليلته .
فلما كان من الغد غدا عليه الناس فاذا هو قائم يصلي على أتم حالة ، وقد
عادت ثناياه التي سقطت كما كانت ، واندملت جراحاته ، ولم يبق لها أثر والشجة
قد زالت من وجهه .
فعجب الناس من حاله وساء‌لوه عن أمره فقال : إني لما عاينت الموت ، ولم


(1)المسلة : الابرة العظيمة التى تخاط بها العدول ونحوها يقال لها بالفارسية
جوالدوز *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه