بحار الأنوار ج76

اعتزل نساء‌ه في مشربة له شهرين - والمشربة العلية(1)- فدخل عمر وفي البيت
اهب عطنة وقرظ(2)والنبي صلى الله عليه وآله نائم على حصير قد أثر في جنبه ، ووجد عمر
ريح الاهب ، فقال : يا رسول الله ! ما هذه الاهب ؟ قال : يا عمر هذا متاع الحي
فلما جلس النبي وكان قد أثر الحصير في جنبه ، قال عمر : أما أنا فأشهد أنك
رسول الله ، ولانت أكرم على الله من قيصر وكسرى ، وهما فيما هما فيه من الدنيا
وأنت على الحصير ، وقد أثر في جنبك .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا
الآخرة(3).
5 - مكا : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ربما قمت اصلي و
بين يدي وسادة فيها تماثيل طائر ، فجعلت عليها ثوبا ، وقد اهديت إلى طنفسة(4)
من الشام فيها تماثيل طير فأمرت به فغيرت رأسه ، فجعل كهيئة الشجر ، وقال :
إن الشيطان أشد ما يهم بالانسان إذا كان وحده(5).
عن أبي الحسن عليه السلام قال : دخل قوم على أبي جعفر عليه السلام وهو على بساط
فيه تماثيل ، فسألوه فقال : أردت أن أهبه(6).


(1)هى مشربة أم ابراهيم كانت غرفة أنزلها رسول الله فيها بالعالية
(2)الاهب بضم الهمزة والهاء وبفتحهما جمع اهاب وهو الجلد ، وقيل : انما
يقال للجلد اهاب قبل الدبغ وأما بعده فلا ، والعطنة : المنتنة التى هى في دباغها : ترك
فأفسد وأنتن ، وقيل : نضح عليه الماء فدفنه فاسترخى شعره لينتف فهى عطنة ، والقرظ - محركة -
ورق السلم يدبغ به ومنه أديم قرظى .
(3)مكارم الاخلاق ص 152 .
(4)الطنفسة : بساط له خمل كالقالى .
(5)مكارم الاخلاق ص 152 .
(6)مكارم الاخلاق ص 153

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه