بحار الأنوار ج20

بن قيس بن شماس في الجاهلية يوم بغاث(1)، فأخذه فجز ناصيته ثم خلى سبيله ،
فجاء يوم قريظة وهو شيخ كبير فقال : يا با عبدالرحمن هل تعرفني ؟ قال : وهل
يجهل مثلي مثلك ؟ قال : إني أريد أن أجزيك بيدك عندي ، قال : إن الكريم
يجزي بجزاء(2)الكريم ، قال : ثم أتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله قد
كان للزبير عندي يد وله علي منة ، وقد أحببت أن أجزيه بها فهب لي دمه ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : هو لك ، فأتاه فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد وهب لي دمك(3)
فقال شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة ؟ فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
يا رسول الله أهله وولده ، قال : هم لك ، فأتاه فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني
امرأتك وولدك(4)، قال : أهل بيت بالحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم على ذلك ! فأتى
ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ماله يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : هو لك ، فأتاه فقال : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله قد أعطاني مالك فهو لك وفاء ، فقال : أي ثابت ما فعل الذي كان وجهه
مرآة(5)حسنة تترا أى فيه عذارى الحي : كعب بن أسد ؟ قال : قتل ، قال : فما
فعل سيد الحاضر والبادي : حيي بن أخطب ؟ قال : قتل ، قال : فما فعل مقدمتنا
إذا شددنا ، وحسامنا(6)إذا كررنا : غزال بن شمول ؟ قال : قتل ،(7)قال : فإني
أسألك بيدي عندك يا ثابت إلا ما ألحقتني بالقوم ، فوالله ما في العيش بعد هؤلاء من
خير ، فما أنا بصابر حتى ألقى الاحبة(8)فقدمه ثابت فضرب عنقه .


(1)في المصدر والسيرة : يوم بعاث بالعين المهمله وهو الصحيح .
(2)المصدر والسيرة خاليان عن كلمة " بجزاء " .
(3)زاد في السيرة : فهو لك .
(4)زاد في السيرة : فهم لك .
(5)في السيرة : مرآة صينية .
(6)في المصدر : وحامينا اذا كررنا عزال بن شمول . وفي السيرة : وحاميتنا اذا فررنا
عزال بن سموأل .
(7)زاد في السيرة : قال : فما فعل المجلسان ؟ يعنى بنى كعب بن قريظة وبنى عمرو بن
قريطة ، قال : ذهبوا قتلوا .
(8)في السيرة : فما انا بصابر لله فتلة دلو ناضح حتى ألقى الاحبة . قال ابن هشام : قبلة دلو
ناضح .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه