بحار الأنوار ج59

وإنما فرشت الشبكة تحت الدماغ ليبرد فيها الدم الشرياني والروح فيتشبه بالمزاج
الدماغي بعد النضج ، ثم يتخلص إلى الدماغ على التدريج . والفرج التي تقع بين
فروع هذه الشريانات محشوة بلحم غددي لئلا تبقى خالية ولتعتمد عليه تلك الفروع
وتبقى على أوضاعها .
وأما الاعصاب النابتة من الدماغ فسبعة أزواج أولها ينشأ من مقدم الدماغ
ويجئ إلى العين فيعطيها حس البصر بتوسط القوة الباصرة ، وهاتان العصبتان مجوفتان
وإذا نشأتا من الدماغ وبعدتا عند قليلا اتصلتا وأفضى ثقب كل واحد منهما إلى صاحبه
ثم يفترقان أيضا وهما بعد داخل القحف ، ثم يخرجان ويصير كل واحد منهما إلى
العين التي من جانبه .
والزوج الثاني ينشأ من خلف منشأ الاول ، ويخرج من القحف في الثقب الذي
في قعر العين ويتفرق في عضل العين فيكون به حركاتها .
والثالث منشأه من خلف الثاني بحيث ينتهي البطن المقدم إلى البطن الثاني
ويخالط الزوج الرابع الذي بعده ثم يفارقه .
وينقسم أربعة أقسام : أحدها ينزل إلى البطن إلى ما دون الحجاب ، والباقي
منها يتفرق في أماكن من الوجه والانف ، ومنها ما يتصل بالزوج الذي بعده .
والرابع منشأه من خلف منشأ الثالث ، ويتفرق في الحنك فيعطيه حسا
خاصا له .
والخامس يكون ببعضه حس السمع وببعضه حركة العضل الذي يحرك الخد .
والسادس يصير بعضه إلى الحلق واللسان وبعضه إلى العضل الذي في ناحية
الكتف وما حواليه ، وبعضه ينحدر من العنق ويتشعب منها في مرورها شعب تتصل
بعضل الحنجرة ، فإذا بلغت إلى الصدر انقسمت أيضا فرجع منها بعضها مصعدا حتى
يتصل بعضل الحنجرة ، ويتفرق شئ منها في غلاف القلب والرئة والمرئ وما جاورهما
ويمر الثاني وهو أكبره حتى ينفذ الحجاب ويتصل بفم المعدة منه أكثره ، ويتصل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه