بحار الأنوار ج15

تلك السنة على ما ذهبت إليه الشيعة بتسعة عشر يوما ، فصار عمره صلى الله عليه واله ثلاثلا وستين إلا تلك
الايام المعدودة ، وأما ما رواه في كتاب النبوة فيمكن أن يكون الحمل في أول سنة
وقع الحج في حميدي الثانية ، ومن سنة الحمل إلى سنة حجة الوداع أربع وستون سنة ،
وفي الخمسين تمام الدورتين ، وتبتدئ الثالثة من جميدي الثانية ، ويكون في حجة
الوداع ، والتي قبلها الحج في ذي الحجة ، ولا يخالف شيئا إلا مامر عن مجاهد أن حجة
الوداع كانت مسبوقة بالحج في ذي القعدة ، وقوله غير معتمد في مقابلة الخبر إن ثبت أنه
رواه خبرا ، وتكون مدة الحمل على هذا تسعة أشهر إلا يوما ، فيوافق ما هو المشهور في مدة
حمله صلى الله عليه واله عند المخالفين .(6 ص : روي أنه صلى الله عليه واله ولد في السابع عشر من شهر ربيع الاول عام الفيل
يوم الاثنين ، وقيل : يوم الجمعة ، وقال صلى الله عليه واله :(ولدت في زمن الملك العادل)يعني أنوشيروان
بن قباد قاتل مزدك والزنادقة(1).
7 ك ، لى : الدقاق ، عن ابن ذكريا القطان ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن
محمد ، عن أبيه ، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي جهم ، عن أبيه ، عن
جده قال : سمعت أبا طالب حدث(2)عن عبدالمطلب قال : بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت
رؤيا هالتني ، فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز ، وجمتي تضرب منكبي ، فلما نظرت
إلي عرفت في وجهي التغير فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي ، فقالت : ما شأن سيد العرب
متغير اللون ؟ هل رابه من حدثنان الدهر ريب ؟ فقلت لها : بلى إني رأيت الليلة وأنا نائم
في الحجر ، كأن شجرة قد نبتت على ظهري قد نال رأسها السمآء ، وضربت بأغصانها الشرق
والغرب ، ورأيت نورا يزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ، ورأيت العرب والعجم
ساجدة لها ، وهي كل يوم تزاد عظما ونورا ، ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها ،
فإذادنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها ، وأنظفهم ثيابا ، فيأخذهم ويكسر
ظهورهم ، ويقلع أعينهم ، فرفعت يدي لاتناول غصنا من أغصانها ، فصاح في الشاب وقال : مهلا


(1)قصص الانبياء : مخطوط .
(2)في المصدر : يحدث .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه