بحار الأنوار ج46

وقائلة لما رأتني مسهدا(1)* كأن الحشامني يلذعها الجمر
اباطن داء لوحوى منك ظاهرا * فقلت الذي بي ضاق عن وسعه الصدر
تغير أحول وفقد أحبة * وموت دوي الافضال قالت كذا الدهر
فتعرفته فإذا هو علي بن الحسين عليهما السلام فقلت أبي أن يكون هذا الفرخ إلا
من ذلك العش(2).
بيان : قوله :(وقائلة)منصوب بفعل مقدر كرأيت أو أذكر(*)وقوله :
(اباطن داء)قول القائلة و(لو)للتمني .
86 كشف : كان عليه السلام إذا مشى لايجاوز يده فخذه ، ولايخطر بيده ، وعليه
السكينة والخشوع(3).
وقال سفيان : جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال : إن فلانا قد وقع
فيك وآذاك ، قال : فانطلق بنا إليه ، فانطلق معه وهو يرى أنه سينصر لنفسه ، فلما
أتاه ، قال له : يا هذا إن كان ما قلت في حقا ، فانه تعالى يغفره لي ، وإن كان
ما قلت في باطلا ، فالله يغره لك(4).
وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامح العيون علانيتي
وتقبح عندك سريرتي ، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي ، فإذا عدت فعد علي(5).
وكان إذا أتاه السائل يقول : مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة(6).
وإنه عليه السلام كان لايحب أن يعينه على طهوره أحد وكان يستقي الماء لطهوره
ويخمره قبل أن ينام ، فاذا قام من الليل بدأ بالسواك ، ثم توضأ ثم يأخذ في
صلاته ، وكان يقضي مافاته من صلاة نافلة النهار في الليل ، ويقول : يا بني ليس


(1)السهد والسهاد : الارق .
(2)مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 303 وفيه في البيت الاول(التجمل)بدل(التجلد)
وفى البيت الثانى(إلى العرا)بدل(إلى العز).
(*)بل الواو ، واو رب ، و(قائلة)بالكسر ، أى رب قائلة .(ب)
(3)كشف الغمة ج 2 ص 261 .
(4 6)نفس المصدر ج 2 ص 262 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه