بحار الأنوار ج9

علي وعلى امتي فيها الصلاة ، وقال : " أقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل "
وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوفق تلك الساعة أن
يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلا حرم الله عزوجل جسده على النار ، وأما صلاة
العصر فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله تعالى من الجنة فأمر
الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة ، واختارها لامتي ، فهي من أحب الصلوات
إلى الله عزوجل ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات ، وأما صلاة المغرب فهي الساعة
التي تاب الله فيها على آدم عليه السلام ، وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب
الله تعالى فيها عليه ثلاث مائة سنة من أيام الدنيا ، وفي أيام الآخرة يوم كألف
سنة من وقت صلاة العصر إلى العشاء ،(1)فصلى آدم ثلاث ركعات : ركعة لخطيئته ،
وركعة لخطيئة حواء ، وركعة لتوبته ، فافترض الله عزوجل هذه الثلاث الركعات
على امتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، فوعدني ربي أن يستجيب
لمن دعاه فيها ، وهذه الصلوات التي أمرني بها ربي عزوجل فقال :(2)" سبحان الله حين
تمسون وحين تصبحون " ، وأما صلاة العشاء الآخرة فإن للقبر ظلمة ، وليوم القيامة
ظلمة ، أمرني الله وامتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنور لهم القبور وليعطوا
النور(3)على الصراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله تعالى جسدها
على النار ، وهي الصلاة التي اختارها الله للمرسلين قبلي ، وأما صلاة الفجر فإن الشمس
إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان(4)فأمرني الله عزوجل أن اصلي صلاة الفجر(5)
قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد امتي لله ، وسرعتها أحب إلى الله ،
وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار .


(1)في العلل : ما بين العصر والعشاء .
(2)= : في قوله : سبحان الله .
(3)= : وليعطينى وامتى النور اه‍ .
(4)= : على قرنى شيطان .
(5)= : صلاة الغداة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه