بحار الأنوار ج46

عليه السلام : البلدان أوسع من ذاك ، فمن أين جئت ؟ قال : جئت من الاحقاف
أحقاف عاد ، قال : نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها ؟
قال : وما علمك جعلني الله فداك ؟ قال : هو عندنا في كتاب وأي شئ رأيت أيضا ؟
قال : رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لايبصر قعره ، قال : وتدري ما ذاك الوادي
قال : لا والله ما أدري ، قال : ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ، ثم قال : أين بلغت ؟
قال : فقطع بالاعرابي ، فقال : بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ، ليس لهم طعام
ولاشراب ، إلا ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ، ثم نظر إلى السماء فقال :
اللهم العنه ، فقال له جلساؤه : من هو جعلنا فداك ؟ قال : هو قابيل يعذب بحر
الشمس وزمهرير البرد ، ثم جاء‌ه رجل آخر ، فقال له : رأيت جعفرا ؟ فقال
الاعرابي : ومن جعفر هذا الذي يسأل عنه ؟ قالوا : ابنه قال : سبحان الله وما
أعجب هذا الرجل يخبرنا عن خبر السماء ولا يدري أين ابنه(1)! ؟
بيان : البلدان أوسع من ذاك : أي هي أكثر من أن تأتي من أقصاه أو من
أن يعين ويعرف بذلك ، والهام طائر من طير الليل وهو الصدى ، قوله : فيه نسمة
كل كافر أي يعذب فيها أرواحهم وسيأتي بيانها في كتاب الجنائز ، وقوله : فقطع
الاعرابي على المجهول أي بهت وسكت ، اؤ بالمعلوم أي قطع عليه السلام كلامه وعلى
التقديرين فاعل قال بعد ذلك هو أبوجعفرعليه السلام وبلغت بصيغة الخطاب وإنما سأل
عليه السلام عن هذا القوم ليبين أن ابن آدم يعذب في قريتهم ، ولذا قال بعد
ذلك : اللهم العنه .
31 يج : روي عن أبي بصير قال : دخلت المسجد مع أبي جعفر عليه السلام والناس
يدخلون ويخرجون فقال لي : سل الناس هل يرونني ؟ فكل من لقيته قلت له :
أرأيت أبا جعفر ؟ يقول : لا ، وهو واقف حتى دخل أبوهارون المكفوف ، قال : سل
هذا ، فقلت : هل رأيت أبا جعفر ؟ فقال : أليس هو بقائم ، قال : وما علمك ؟ قال :
وكيف لاأعلم وهو نور ساطع ، قال : وسمعت يقول لرجل من أهل الافريفية : ما حال


(1)بصائر الدرجات ج 19 باب 18 ص 148 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه