بحار الأنوار ج10

5 - قال : وأخبرني الشيخ أدام الله عزه قال : سئل أبوالحسن علي بن ميثم رحمه
الله(1)فقيل له : لم صلى أميرالمؤمنين عليه السلام خلف القوم ؟ قال : جعلهم بمثل سواري
المسجد ، قال السائل : فلم ضرب الوليد بن عقبة الحدبين يدي عثمان ؟ فقال : لان
الحدله وإليه فإذا أمكنه إقامته أقامه بكل حيلة ، قال : فلم أشار على أبي بكر وعمر ؟
قال : طلبا منه أن يحيى أحكام الله ويكون دينه القيم كما أشار يوسف على ملك مصر نظرا
منه للخلق ، ولان الارض والحكم فيها إليه ، فإذا أمكنه أن يظهر مصالح الخلق
فعل ، وإذا لم يمكنه ذلك بنفسه توصل إليه على يدي من يمكنه طلبا منه لاحياء أمر
الله تعالى ، قال : فلم قعد عن قتالهم ؟ قال : كما قعد هارون بن عمران عليه السلام عن السامري
وأصحابه وقد عبدوا العجل ، قال : أفكان ضعيفا ؟ قال : كان كهارون حيث يقول :(يا ابن
ام إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني)وكان كنوح عليه السلام إذ قال :(إني مغلوب
فانتصر)وكان كلوط عليه السلام إذ قال :(لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)
وكان كهارون وموسى عليهما السلام إذ قال :(رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي)قال : فلم قعد
في الشورى ؟ قال : اقتدارا منه على الحجة ، وعلما منه بأن القوم إن ناظروه وأنصفوه
كان هو الغالب ، ولو لم يفعل وجبت الحجة عليه ، لانه من كان له حق فدعي إلى
أن يناظر فيه فإن ثبت له الحجة اعطيه فلم يفعل بطل حقه(2)وأدخل بذلك الشبهة
على الخلق ، وقد قال يومئذ : اليوم ادخلت في باب ان انصفت فيه وصلت إلى حقي
يعني أن أبابكر استبد بها يوم السقيفة ولم يشاور ،(3)قال : فلم زوج عمر بن الخطاب
ابنته ؟(4)قال : لاظهاره الشهادتين ، وإقراره بفضل رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأراد بذلك
استصلاحه وكفه عنه ، وقد عرض لوط عليه السلام بناته على قومه وهم كفار ليردهم عن
ضلالهم ، فقال :(هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس
منكم رجل رشيد).(5)


(1)في المصدر : سئل أبوالحسن على بن إسماعيل بن ميثم رحمه الله .
(2)في المصدر : فان ثبت له الحجة سلم الحق إليه واعطيه فان لم يفعل بطل حقه .
(3)في المصدر : ولم يشاوره .
(4)سيأتى الاختلاف في انه عليه السلام زوج عمر بن الخطاب ابنته أم لا .
(5)الفصول المختارة 1 : 39 و 40 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه