بحار الأنوار ج104

وكان رضي الدين علي ره صاحب كرامات حكي لي بعضها وروى لي والدي ره عنه
البعض الاخر
ومن ذلك جميع ما صنفه الشيخ السعيد نجيب الدين يحيى بن سعيد(1)
ورواه واجيز له روايته وهذا الشيخ كان زاهدا ورعا
ومن ذلك جميع مارواه الشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم(2) واجيزله روايته
وقرأه على المشايخ ، وهذا الشيخ كان فقيها عارفا بالاصولين ، وكان الشيخ الاعظم
خواجه نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه وقد تقدم ذكره وزير
السلطان هلاكو فأنفذه إلى العراق فحضر الحلة فاجتمع عنده فقهاء الحلة فأشار إلى
الفقيه نجم الدين جعفربن سعيد ، وقال : من أعلم هؤلاء الجماعة ؟ فقال له : كلهم
فاضلون علماء ، إن كان واحد منهم مبرزا في فن كان الاخر مبرزا في فن آخر ، فقال
من أعلمهم بالاصولين ؟ فأشار إلى والدي سديدالدين يوسف بن المطهر وإلى الفقيه
مفيد الدين محمد بن جهيم ، فقال : هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام واصول الفقه
فتكدر الفقيه يحيى بن سعيد وكتب إلى ابن عمه أبي القاسم يعتب عليه


(1) هو يحيى بن أحمدبن سعيد شيخنا الامام العلامة الورع القدوة وكان جامعا لفنون
العلم : الادبية والفقهية والاصولية وكان اورع الفضلاء وازهدهم - له تصانيف جامعة للفوائد
منها كتاب الجامع للشرايع في الفقه وكتاب(المدخل) في اصول الفقه وغير ذلك مات في
ذى الحجة سنة 690 أمل الامل ص 91 جامع الرواة ج 2 ص 325 - رجال ابن
داود ص 372
(2) هو الفاضل الكامل المتقدم في الفقه والادب والاصولين محمدبن جهيم الاسدى
الحلى الملقب بمفيد الدين وهو الذى قد يعبر عنه في كتب الاجازات وغيرها بالمفيد بن
الجهم والجهم الكلح في الوجه ولكن المشتهرفى هذه الصيغة التصغير وقد اشير إلى درجة
فضله الباهر في ذيل ترجمة استاد المحقق الروضات ص 570 - وفى الامل الامل ص
77 : محمدبن جهيم الاسدى كان عالما صدوقا فقيها شاعرا وجيها أديبا يروى عن مشايخ
المحقق كفخار بن معد وغيره وقال العلامة انه كان فقيها عارفا بالاصولين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه