بحار الأنوار ج82

كله ، تشهد الانفعال ، وتعلم الاختلال ، وترى تخاذل أهل الخبال وجنوحهم إلى ما
جنحوا إليه من عاجل فان ، وحطام عقباه حميم آن ، وقعود من قعد وارتداد من
ارتد وخلوي من النصار ، وانفرادي من الظهار ، وبك أعتصم وبحبلك أستمسك و
عليك أتوكل .
اللهم فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي ، ولا منعت وجدي ، حتى انفل حدي
وبقيت وحدي ، فاتبعت طريق من تقدمني في كف العادية ، وتسكين الطاغية ، عن
دماء أهل المشايعة ، وحرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي ودنياي فكنت لغظيهم
أكظم ، وبنظامهم أنتظم ، ولطريقهم أتسنم ، وبميسمهم أتسم ، حتى يأتي نصرك و
أنت ناصر الحق وعونه ، وإن بعد المدى من المرتاد ، ونأى الوقت عن إفناء
الاضداد .
اللهم صل على محمد وآله ، وأخرجهم مع النصاب في سرمد العذاب ، وأعم عن
الرشد أبصارهم وسكعهم في غمرات لذاتهم حتى تأخذهم بغتة وهم غافلون ، وسحرة
وهم نائمون ، بالحق الذي تظهره ، واليد التي تبطش بها ، والعلم الذي تبديه ،
إنك كريم عليم .
ودعا عليه السلام في قنوته :
اللهم إنك الرب الرؤف الملك العطوف المتحنن المألوف ، وأنت غياث الحيران
الملهوف ، ومرشد الضال المكفوف ، تشهد خواطر أسرار المسرين كمشاهدتك أقوال
الناطقين ، أسألك بمغيبات علمك في بواطن سرائر المسرين إليك ، أن تصلي على محمد
وآله صلاة نسبق بها من اجتهد من المتقدمين ، ونتجاوز فيها من يجتهد من المتأخرين
وأن تصل الذي بيننا وبينك صلة من صنعته لنفسك واصطنعته لعينك ، فلم تتخطفه
خاطفات الظنن ، ولاواردات الفتن ، حتى نكون لك في الدنيا مطيعين ، وفي الاخرة
في جوارك خالدين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه