بحار الأنوار ج43

الكروبيين ، قد غفل عن ذكر ربه طرفة عين ، فجعله الله هكذا وأنا مستشفع
بكما إلى الله تعالى فاشفعاله ، فوثب الحسن والحسين عليهما السلام فأسبغا الوضوء ، وصليا
ركعتين وقالا : اللهم بحق جدنا الجليل الحبيب محمد المصطفى وبأبينا علي المرتضى
وبامنا فاطمة الزهراء ، إلا ما رددته إلى حالته الاولى .
قال : فما استتم دعاء هما فإذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من
الملائكة ، وبشر ذلك الملك برضى الله عنه ، وبرده إلى سيرته الاولى ثم ارتفعوا
به إلى السماء وهم يسبحون الله تعالى .
ثم رجع جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو متبسم وقال : يارسول
الله إن ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع السماوات ويقول لهم : من مثلي وأنا
في شفاعة السيدين السبطين الحسن والحسين .
وقال : حكي عن عروة البارقي قال : حججت في بعض السنين فدخلت مسجد
رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدت رسول الله جالسا وحوله غلامان يافعان ، وهو
يقبل هذا مرة وهذا اخرى فاذا رآه الناس يفعل ذلك أمسكوا عن كلامه حتى
يقضي وطره منهما ، وما يعرفون لاي سبب حبه إياهما .
فجئته وهو يفعل ذلك بهما فقلت : يارسول الله هذان ابناك ؟ فقال : إنهما ابنا
ابنتي وابنا أخي وابن عمي وأحب الرجال إلى ومن هو سمعي وبصري ، ومن نفسه
نفسي ونفسي نفسه ، ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني ، فقلت له : قد عجبت يا
رسول الله من فعلك بهما وحبك لهما فقال لي : احدثك أيها الرجل .
إني لماعرج بي إلى السماء ودخلت الجنة انتهيت إلى شجرة في رياض الجنة
فعجبت من طيب رائحتها ، فقال لي جبرئيل : يامحمد لا تعجب من هذه الشجرة فثمرها
أطيب من ريحها فجعل جبرئيل يتحفني من ثمرها ، ويطعمني من فاكهتها وأنا لا أمل
منها ، ثم مررنا بشجرة اخرى فقال لي جبرئيل : يامحمد كل من هذه الشجرة فانها
تشبه الشجرة التي أكلت منها الثمر ، فهي أطيب طعما وأذكى رائحة قال : فجعل
جبرئيل يتحفني بثمرها ويشمني من رائحتها وأنا لا أمل منها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه