1 - ج : دخل أبوالعلاء المعري الدهري على السيد المرتضى قدس الله سره فقال
له : أيها السيد ماقولك في الكل ؟ فقال السيد : ماقولك في الجزء ؟ فقال : ماقولك
في الشعرى ؟ فقال ما قولك في التدوبر ؟ قال : ماقولك في عدم الانتهاء فقال : ماقولك
في التحيز والناعورة ؟ فقال : ماقولك في السبع ؟ فقال : ماقولك في الزائد البري من
السبع ؟ فقال : ما قولك في الاربع ؟ فقال : ماقولك في الواحد والاثنين ؟ فقال :
ماقولك في المؤثر ؟ فقال ماقولك في المؤثرات ؟(1)فقال : ماقولك في النحسين ؟ فقال :
ماقولك في السعدين ؟ فبهت أبوالعلاء ، فقال السيد المرتضى رضي الله عنه عند ذلك :
ألاكل ملحد ملهد .
وقال أبوالعلاء :(2)أخذته من كتاب الله عزوجل(يابني لاتشرك بالله إن الشرك
لظلم عظيم)وقام وخرج ، فقال السيد رضي الله عنه : قد غاب عنا الرجل وبعد هذا
لايرانا .
فسئل السيد رضي الله عنه عن شرح هذه الرموز والاشارات فقال : سألني عن
الكل وعنده الكل قديم ، ويشير بذلك إلى عالم سماه العالم الكبير ، فقال : لي ماقولك
فيه ؟ أراد أنه قديم ، وأجبته عن ذلك وقلت له : ماقولك في الجزء ؟ لان عندهم الجزء
محدث وهو المتولد عن العالم الكبير ، وهذا الجزء هو العالم الصغير عندهم ، وكان
مرادي بذلك أنه إذا صح أن هذا العالم محدث فذلك الذي أشار إليه إن صح فهو محدث
أيضا ، لان هذا من جنسه على زعمه ، والشئ الواحد والجنس الواحد لايكون بعضه
قديما وبعضه محدثا ، فسكت لما سمع ماقلته .
(1)في نسخة : ماقولك في المؤثر ؟ .
(2)في المصدر : فقال أبوالعلاء : من أين ؟ قال : من كتاب الله . والصحيح مافى المتن .(*)