بحار الأنوار ج54

فيها آدم عليه السلام فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة ، ومثله قال ابن مسعود ، وابن عباس من رواية أبي صالح عنه ، إلا أنهما لم يذكرا خلق آدم ولا الساعة ، وقال ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة عنه : إن الله خلق الارض بأقواتها من غير أن يدحوها ، ثم استوى إلى السماء فسويهن سبع سماوات ، ثم دحا الارض بعد ذلك ، فذلك قوله(والارض بعد ذلك دحاها)وهذا القول عندي هو الصواب . وقال ابن عباس أيضا من رواية عكرمة عنه : إن الله وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام ، ثم دحيت الارض من تحت البيت . ومثله قال ابن عمر ، ورواه السدي عن أبي صالح وعن أبي مالك عن ابن عباس وأبي مرة عن ابن مسعود في قوله تعالى(هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى إلى السماء)إن الله عز وجل كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه(سماء)ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين يوم الاحد ويوم الاثنين ، فخلق الارض على حوت ، والحوت النون الذي ذكره الله في القرآن(ن والقلم)والحوت في الماء والماء على ظهر صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على صخرة ، والصخرة في الريح ، وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الارض ، فتحرك الحوت واضطربت وتزلزلت الارض ، فأرسى عليها الجبال فقرت ، والجبال تفخر على الارض فذلك قوله تعالى(وجعل فيها رواسي). وقال ابن عباس والضحاك ومجاهد وكعب وغيرهم : كل يوم من هذه الايام الستة التي خلق الله فيها السماء والارض كألف سنة(انتهى). وكلام سائر المؤرخين جار هذا المجرى ، ولا جدوى في إيرادها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه