أن يستجيب دعائي ، فقال صلى الله عليه واله : إذا أردت ذلك فأطب كسبك .
وروي أن موسى عليه السلام رأى رجلا يتضرع تضرعا عظيما ، ويدعو رافعا يديه
ويبتهل فأوحى الله إلى موسى : لوفعل كذا وكذا لما استجبت دعاءه ، لان في بطنه
حراما ، وعلى ظهره حراما ، وفي بيته حراما .
وقال الصادق عليه السلام : يقول الله : وعزتي وجلالي لا اجيب دعوة مظلوم دعاني
في مظلمة ، ولاحد من خلقي عنده مظلمة مثلها ،
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ربما اخرت من العبد إجابة الدعاء ، ليكون أعظم
لاجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل .
15 نهج : قال عليه السلام : الداعي بلا عمل كالرامي بلاوتر(1).
16 عدة الداعى : عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : ادفع المسألة ما وجدت
التحمل يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا ، واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب
البهاء ، ويورث التعب والعناء ، فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه ، فما
أقرب الصنع من الملهوف ، والامن من الهارب المخوف ، فربما كانت الغير نوعا
من أدب الله ، وللحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك ، فانما تنالها .
في أوانها ،
واعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في
جميع أمورك يصلح حالك ، ولاتعجل بحوائجك قبل وقتها ، فيضيق قلبك وصدرك
ويغشاك القنوط .
واعلم أن للحياء مقدارا فان زاد عليه فهو سرف ، وإن للحزم مقدارا فان
زاد عليه فهو تهور ، واحذر كل ذكي ساكن الطرف ولو عقل أهل الدنيا خربت .
قال ابن فهد رحمه الله : دل الحديث على أن العقل السليم يقتضي تخريب
الدنيا ، وعدم الاعتناء بها ، فمن عني بها أو عمرها دل ذلك على أنه لاعقل له .
وعن النبي صلى الله عليه واله : من أحب أن يستجاب دعاؤه فليطيب مطعمه ومكسبه .
(1)نهج البلاغه الرقم ص 337 من قسم الحكم .