بحار الأنوار ج88

مزدجر ، وقد جعل الله تعالى الاستغافر لدور الارزاق ورحمة الخل ، فقال
سبحانه : واستغفروا ربكم إنه كان غفاار * يرسل السماء عليكم مدرارا * و
يمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا .
فرحم الله عبدا قدم توبته ، واستقال عثرته ، وذكر خطيئته ، وحذر منيته ، فان
أجله مستور عنه ، وأمله فادع له ، والشيطان موكل به يزين له المعصية ليركبها
ويمنيه التوبة ليسوفها ، حتى تهجم عليه منيته أغفل ما يكون عنها ، فيالها حسرة
على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة ، وأن تؤديه أيامه إلى شقوة .
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة ، ولا تحل به بعد
الموت ندامة ولانقمة .
بيان : قدم توبته أي على موته أو على وقت سيحضر ويمنيه التوبة
أي يجعلها في أمانيه ، ويقول ستفعلها ، والتسويف أن يقول في نفسه سوف أفعل ، و
أكثر ما يستعمل في الوعد الذى لا إنجاز له أغفل منصوب على الحالية فيها لها حسرة
الضمير مبهم وحسرة تمييزله ، واللام قيل للاستغاثه ، أي يا للحسرة على الغافلين
ماأكثرك ، وقيل بل لام الجر فتحت لدخولها على الضمير ، والمنادى محذوف
تقديره ياقوم أدعوكم لها لتقضوا التعجب من هذه الحسرة ، وأن في موضع النصب بحذف
الجار كأنه قيل لماذا تقع الحسرة عليهم ؟ فقال : على كون أعمارهم حجة عليهم يوم
القيامة ، والبطر الطغيان عند النعمة .
21 - مشكوة الانوار :(1)نقلا من محاسن البرفي ، عن الباقر عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : خمس خصال إن أدركتموها فتعوذوا بالله من النار : لم تظهر
الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن
في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة المونة
وجور السلطان ، ولم يمنع الزكاة إلا منع القطر من السماء ، فلولا البهائم لم يمطروا
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم ، فأخذوا بعض ما في أيديهم


(1)مشكاة الانوار : 148 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه