بحار الأنوار ج62

بالطوق الخضرة أو الحمرة أو السواد المحيط بعنق الحمامة في طوقها ، وكان الكسائي
يقول : الحمام هو البري ، واليمام ما يألف البيوت ، والصواب ما قاله الاصمعي ونقل
الازهري عن الشافعي أن الحمام كل ما عب وهدر وإن تفرقت أسماؤه في الطائر
عب(1)ولا يقال : شرب والهدر جمع الصوت(2)ومواصلته من غير تقطيع له ، قال
الرافعي : والاشبه أن ماعب هدر ، ولو اقتصروا في تفسير الحمام على العب لكفاهم
ويدل عليه أن الشافعى ذكر في عيون المسائل وماعب من الماء عبا فهو حمام ، وما شرب
قطرة قطرة كالدجاج فليس بحمام انتهى .
وفيما قاله الرافعي نظر لانه لا يلزم من العب الهدير ، وقال الشاعر :
على حويضي نغر مكب * اذا فترت فترة يعب
وحمرات شربهن عب
وصف النغر بالعب مع أنه لا يهدرو إلا كان حماما ، والنغر نوع من العصفور(3).
إذا علمت ذلك انتظم لك كلام الشافعي ، وأهل اللغة يقولون : إن الحمام يقع

على الذي يألف البيوت ويستفرخ فيها وعلى اليمام والقماري وساق حر وهو ذكر
القمري والفواخت والدبسي(4)والقطا والوراشين واليعاقيب(5)والسنفين(6)


(1)في المصدر : والعب بالعين المهملة : شدة جرع الماء من غير تنفس ، قال ابن سيده :
يقال في الطائر : عب .
(2)في المصدر : ترجيع الصوت .
(3)يكون حمر المناقير .
(4)الدبسى بفتح الدال وكسر السين المهملة ويقال ايضا بضم الدال : طائر صغير منسوب
إلى دبس الرطب والادبس من الطير والخيل : الذى في لونه غبرة بين السواد والحمرة وهذا النوع
قسم من الحمام البرى ، وقيل هو ذكر اليمام قال الجاحظ : قال صاحب منطق الطير : يقال في
الوحشى من القمارى والفواخت وما اشبه ذلك : دباسى .
(5)جمع اليعقوب : ذكر الحجل .
(6)هكذا في المطبوع وفى المخطوط :(السفنين)وكلاهما مصحفان والصحيح

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه