بحار الأنوار ج45

قال : خرجنا مع الحسين فمانزل منزلا وماارتحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا
وقتله ، وقال يوما : ومن هوان الدنيا على الله عزوجل أن رأس يحيى بن زكريا
اهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل
ومضى الحسين عليه السلام في يوم السبت العاشر من المحرم سنة إحدى وستين
من الهجرة ، بعد صلاة الظهر منه قتيلا مظلوما ظمآن صابرا محتسبا ، وسنه يومئذ
ثمان وخمسون سنة ، أقام بها مع جده سبع سنين ، ومع أبيه أمير المؤمنين ثلاثين
سنة(1)ومع أخيه الحسن عشر سنين ، وكانت مدة خلافته بعد أخيه أحد عشر
سنة
وكان عليه السلام يخضب بالحناء والكتم ، وقتل عليه السلام وقد نصل(2)
الخضاب من عارضيه(3)
29 - م : قال الامام عليه السلام : ولما امتحن الحسين عليه السلام ومن معه بالعسكر
الذين قتلوه ، وحملوا رأسه ، قال لعسكره : أنتم في حل من بيعتي ، فالحقوا
بعشائركم ومواليكم ، وقال لاهل بيته : قد جعلتكم في حل من مفارقتي فانكم
لاتطيقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم ، وماالمقصود غيري فدعوني والقوم ، فان الله
عزوجل يعينني ولايخليني من حسن نظره ، كعاداته في أسلافنا الطيبين ، فأما
عسكره ففارقوه ، وأما أهله الادنون من أقربائه فأبواوقالوا : لانفارقك ، ويحزننا
مايحزنك ، ويصيبنا مايصيبك ، وإنا أقرب مانكون إلى الله إذاكنا معك
فقال لهم : فان كنتم قدوطنتم أنفسكم على ماوطنت نفسي عليه ، فاعلموا
أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره ، وإن الله وإن كان
خصني - مع من مضى من أهلي الذين إنا آخرهم بقاء في الدنيا - من الكرامات
بمايسهل علي معها احتمال المكروهات ، فان لكم شطرذلك من كرامات الله تعالى


(1)في المصدر : سبعاوثلاثين سنة ومع أخيه الحسن سبعا وأربعين سنة
(2)نصل الخضاب أى خرج
(3)كتاب الارشاد ص 236

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه