بحار الأنوار ج11

نويت أن تسميه عبد الحارث وجعلتم لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا وعاش وبقي لكم ،
فقالت : إني قد نويت أن أجعل لك فيه نصيبا ، فقال لها الخبيث : لا تدعين(1)آدم حتى
ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبدالحارث ؟ فقالت له : نعم ، فأقبلت
على آدم فأخبرته بمقالة الحارث(2)وبما قال لها ، فوقع في قلب آدم من مقالة إبليس ما خافه
فركن إلى مقالة إبليس ، وقالت حواء لآدم : لئن أنت لم تنوأن تسميه عبدالحارث وتجعل
للحارث فيه نصيبا لم أدعك تقربني ولا تغشاني ولم يكن بيني وبينك مودة ، فلما سمع
ذلك منها آدم قال لها : أما إنك سبب المعصية الاولى(3)وسيد ليك بغرور قد تابعتك وأجبت
إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا ، أو أن اسميه عبدالحارث ، فأسرا النية بينهما بذلك(4)
فلما وضعته سويا فرحا بذلك وأمنا ماكانا خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أومعزا
وأملا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس ، فلما كان يوم السابع سمياه عبد
الحارث .(5)
2 - فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن موسى بن
بكر ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الله : " فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء
فيما آتهما " فقال : هو آدم وحواء ، وإنما كان شركهما شرك طاعة ، ولم يكن شرك عبادة
فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وآله : " هو الذي خلقكم من نفس واحدة " إلى قوله : " فتعالى
الله عما يشركون " قال : جعلا للحارث نصيبا في خلق الله ، ولم يكونا أشركا إبليس في
عبادة الله .(6)


(1)في المصدر : لا تدعى . م
(2)في نسخة : فأخبرته بمقالة الخبيث الحارث .
(3)في نسخة : أما انه سبب المعصية الاولى .
(4)أن المعروف بيننا قديما وحديثا من مذهب ائمتنا عليهم السلام أنهم كانوا يبالغون في
عصمة الانبياء ، وينزهونهم عن سمات المعاصى وما ينسب إليهم العامة من اثبات ما يشين ساحتهم
من الهفوات والزلات ، فبعد ذلك لا يرتاب العارف الواقف بمذهبهم ذلك أن ما روى عنهم من خلاف
ذلك - بعد فرض صحة صدوره عنهم - صدر موافقا للقائلين بذلك تقية وحقنا لدماء شيعتهم وتحفظا
عن مخالفة الاكثرين .
(5)تفسير القمى : 232 - 233 . م
(6)< < < < : 233 - 234 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه