بحار الأنوار ج17

عليهم ، وكانوا مع ذلك ينكرون على سائر اليهود الاخبار للناس عما كانوا يشاهدونه من
آياته ، ويعاينونه من معجزاته ، فأظهر الله تعالى محمدا رسوله على سوء اعتقاداتهم ، وقبح
دخيلاتهم(1)، وعلى إنكارهم على من اعترف بما شاهده من آيات محمد وواضحات(2)بيناته
وباهرات معجزاته فقال : يامحمد " أفتطمعون " أنت وأصحابك من علي وآله الطيبين " أن
يؤمنوا لكم " هؤلاء اليهود الذين هم بحجج الله قد بهرتموهم ، وبآيات الله ودلائله الواضحة
قد قهرتموهم ، أن يؤمنوا لكم : يصدقوكم(3)بقلوبهم ويبدوا في الخلوات لشياطينهم شرايف(4)
أحوالكم ، " وقد كان فريق منهم " يعني من هؤلاء اليهود من بني إسرائيل " يسمعون
كلام الله " في أصل جبل طور سيناء ، وأوامره ونواهيه " ثم يحرفونه " عما سمعوه إذا أدوه
إلى من ورائهم من سائر بني إسرائيل " من بعد ما عقلوه " وعلموا أنهم فيما يقولونه كاذبون ،
" وهم يعلمون " أنهم في قلبهم(5)كاذبون ، وذلك أنهم لما ساروا مع موسى عليه السلام إلى الجبل
فسمعوا كلام الله ، ووقفوا على أوامره ونواهيه ، رجعوا فأدوه إلى من بعدهم فشق عليهم ،
فأما المؤمنون منهم فثبتوا على إيمانهم ، وصدقوا في نياتهم ، وأما أسلاف هؤلاء اليهود
الذين نافقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه القصة فإنهم قالوا لبني إسرائيل : إن الله تعالى قال
لنا هذا ، وأمرنا بما ذكرناه لكم ونهانا ، وأتبع(6)ذلك بأنكم إن صعب عليكم ما أمرتكم
به فلا عليكم أن لا تفعلوه ، وإن صعب(7)ما عنه نهيتكم فلا عليكم أن ترتكبوه(8)وتواقعوه ،
هذا وهم يعلمون أنهم بقولهم هذا كاذبون


(1)
دخيلة المرء : باطنه وضميره . وفى المصدر المخطوط : دخلاتهم : وفى المطبوع :
أخلاقهم .
(2)وواضح خ ل .
(3)في المصدر : ويصدقوكم .
(4)شريف خ ل .
(5)في قولهم خ ل . وفى المصدر : في قيلهم .
(6)وسع خ ل .
(7)في المصدر : صعب عليكم .
(8)أن تركتموه خ ل .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه