بحار الأنوار ج83

محوأة : للارض الكثيرة الافاعي والحيات ، ونظائر ذلك كثيرة فجعل عليه السلام هذه الكلمات
لقائلهن بمنزلة السلاح الكثير الذي يدفع عنع المخاوف ويرد الايدي البواطش .
والاستعارة الاخرى قوله عليه السلام :(ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن)والمراد
ولم يعمل من الاعمال السيئة في يومه ما يغلب إثمة أجر هذه الكلمات إذا قالها على
الوجه المحدود فيها .
وينبغي أن يكون المراد بذلك الذنوب الصغائر دون الذنوب الكبائر
لان عقاب الكبيرة بعظم ، فيكون كالقاهر لتلك الحسنات التي ذكرها والدرجات
التي أشار إليها ، ولما أقام عليه السلام تلك الكلمات مقام السلاح لقائلها ، جعل ما في مقابلتها
من إثم موتغ وذنب موبق ، بمنزلة القاهر لها والثالم فيها ملامحة بين صفحات الالفاظ
ومزاوجة بين فرائد الكلام ، وهذا موضع المجاز الثاني الذي أفضنا في ذكره وكشفنا
عن سره(1).
اقول : قد مر بعض أخبار الباب في باب تعقيب كل صلاة ، وفي باب تعقيب
المغرب .


(1)المجازات النبوية : 255 ، والموتغ : المهلك المفسد ، يقال : هذا مما يوتغ الدين والمروء‌ة ، أي يفسدها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه