بحار الأنوار ج74

وأعمالهم داء لا يقبل الدواء أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .
يا ابن مسعود ما يغني من يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النار يعلمون ظاهرا
من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون . يبنون الدور ويشيدون القصور ويزخرفون
المساجد وليست همتهم إلا الدنيا ، عاكفون عليها ، معتمدون فيها ، آلهتهم بطونهم
قال الله تعالى : وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * وإذا بطشتم بطشتم جبارين *
فاتقوا الله وأطيعون (1)قال الله تعالى : أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله
الله على علم وختم على سمعه وقلبه - إلى قوله - أفلا تذكرون (2)وماهو إلا
منافق جعل دينه هواه وإلهه بطنه كلما اشتهى من الحلال والحرام لم يمتنع منه قال
الله تعالى وفرحوا بالحيوة الدنيا وما الحيوة الدنيا في الآخرة إلا متاع (3).
يا ابن مسعود محاريبهم(4)نساؤهم وشرفهم الدارهم والد نانير وهمتهم بطونهم
اولئك همشر الاشرار الفتنة معهم وإليهم يعود .
يا ابن مسعود قول الله تعالى أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاء‌هم ما كانوا
يوعدون * ما أغنى عنهم ماكانوا يمتعون (5).
ياابن مسعود أجسادهم لا تشبع ، وقلوبهم لا تخشع .
يا ابن مسعود الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا كما بدء ، فطوبى للغرباء ، فمن
أدرك ذلك الرمان من أعقابكم فلا تسلموا في ناديهم ، ولا تشيعوا جنائزهم ، ولا
تعودو امرضا هم ، فانهم يستنون بسنتكم ، ويظهرون بدعوا كم ، يخالفون أفعالكم
فيموتون على غير ملتكم اولئك ليسوا مني ، ولا أنا منهم ، فلا تخافن أحدا غير الله
فان الله تعالى يقول : أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة (6)


(1)الشعراء : 129 - 131 .
(2)الجاثية : 22 .
(3)الرعد : 26 .
(4)المحاريب : جمع محراب .
5)الشعراء : 205 - 207 .
(6)النساء 78 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه