الايات : آل عمران : وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل
يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون(1).
(1)آل عمران : 161 أقول : قرأ ابن كثير وأبوعمرو مع عاصم أن يغل - بفتح الياء وضم
الغين - والمعنى ما كان له أن يخون في الغنيمة والباقون بضم الياء وفتح الغين والمعنى
ما كان له أن ينسب إلى الخيانة ، لان باب الافعال قد يجئ للنسبة فمعنى أغله : نسبه
إلى الخيانة .
روى عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنها نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من
المغنم فقال بعضهم : لعل النبى صلى الله عليه وآله أخذها ، فأنزل الله وما كان لنبى أن يغل ،
أى وما كان الله ليجعل نبيا غالا ، وعن ابن عباس أن معناه ما كان لنبى أن يقسم لطائفة من
المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسمة ، ولكن يقسم بالعدل ويأخذ فيه بأمر الله ويحكم
بما أنزل الله عزوجل .
وقد كان ابن عباس ينكر على من يقرء قراءة ابن مسعود أن يغل - بضم الياء وفتح
الغين - ويقول : كيف لا يكون له أن يغل وقد كان له أن يقتل ، قال الله ويقتلون الانبياء
بغير حق ولكن المنافقين اتهموا النبى صلى الله عليه وآله في شئ من الغنيمة فأنزل الله وما كان لنبى
أن يغل .
ونقل عن مقاتل أنها نزلت في غنائم احد حين ترك الرماة المركز طلبا للغنيمة
وقالوا نخشى أن يقول رسول الله صلى الله عليه وآله من أخذ شيئا فهو له ولا يقسم كما لم يقسم يوم بدر