بحار الأنوار ج55

بيان : يدل على حرمة هذا القول أو الكراهة الشديدة ، وأنه لايصير سببا
للكفر مع عدم الاعتقاد بكونها مؤثرة ، وأن هذا الاعتقاد كفر يوجب الارتداد
واستحقاق القتل .
8 العياشى : عن يعقوب بن شعيب ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله
تعالى(وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون(1))قال : كانوا يقولون : نمطر
بنوء كذا وبنوء كذا ، ومنها أنهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون .
بيان : قال الطبرسي ره في قوله تعالى(وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم
مشركون): اختلف في معناه على أقوال : أحدها أنهم مشركوا قريش ، كانوا
يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا ، ويعبدون الاصنام ويدعونها آلهة ، عن ابن عباس
وثانيها أنها نزلت في مشركي العرب ، إذا سئلوا : من خلق السماوات والارض
وينزل القطر ؟ قالوا : الله ، ثم هم يشركون ، كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا
شريك لك ، إلا شريك هولك ، تملكه وما ملك . وثالثها أنهم أهل الكتاب ، آمنوا
بالله واليوم الآخر والتورية والانجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن وإنكار نبوة
نبينا صلى الله عليه وآله وهذا القول مع ما تقدم رواه دارم بن قبيصة ، عن الرضا عن جده
أبي عبدالله عليهما السلام ورابعها أنهم المنافقون ، يظهرون الايمان ويشركون في السر
وخامسها أنهم المشبهة ، آمنوا في الجملة وأشركوا(2)بالتفصيل ، عن ابن عباس
أيضا . وسادسها أن المراد بالاشراك شرك الطاعة لاشرك العبادة ، أطاعوا الشيطان
في المعاصي التي يرتكبوها مما أوجب عليها النار ، فأشركوا بالله في طاعته ، ولم
يشركوا في(3)عبادته ، فيعبدون معه غيره ، عن أبي جعفر عليه السلام . وروي عن أبي
عبدالله عليه السلام أنه قال : قول الرجل لولا فلان لهلكت ولو لا فلان لضاع عيالي جعل
لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه . فقيل له : لو قال : لو لا أن من الله علي بفلان


(1)يوسف : 106 .
(2)في المصدر : في التفصيل ، وروى ذلك عن ابن عباس أيضا .
(3)في المصدر : ولم يشركوا بالله شرك عبادة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه