بحار الأنوار ج72

أتدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال : يارب ولم ذاك ؟ قال : فأوحى الله
تبارك وتعالى إليه : ياموسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي
نفسا منك : ياموسى إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب أو قال : على
الارض(1).
بيان : بكلامي أي بأن اكلمك بلا توسط ملك إني قلبت عبادي
أي اختبرتهم بملاحظة ظواهرهم وبواطنهم ، كناية عن إحاطة علمه سبحانه بهم
وبجميع صفاتهم وأحوالهم ، قال في المصباح : قلبته قلبا من باب ضرب حولته
عن وجهه ، وقلبت الرداء حولته ، وجعلت أعلاه أسفله ، وقلبت الشئ للابتياع
قلبا أيضا تصفحته فرأيت داخله وباطنه ، وقلبت الامر ظهرا لبطن اختبرته انتهى
وقيل : ظهرا بدل من عبادي واللام في لبطن للغاية فهي بمعنى الواو مع المبالغة
أو قال الترديد من الراوي ويدل على استحباب وضع الخد على التراب أو الارض
بعد الصلاة .
30 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مر علي بن الحسين عليهما السلام على المجذومين وهو راكب
حماره وهم يتغدون ، فدعوه إلى الغداء فقال : أما إني لولا أني صائم لفعلت ، فلما
صار إلى منزله أمر بطعام فصنع وأمر أن يتنوقوا فيه ثم دعاهم فتغدوا عنده
وتغدى معهم(2).
تبيان : في القاموس : الجذام كغراب علة تحدث من انتشار السوداء في البدن
كله فيفسد مزاج الاعضاء وهيئاتها وربما انتهى إلى تأكل الاعضاء وسقوطها عن
تقرح ، جذم كعني فهو مجذوم ومجذم أجذم ووهم الجوهري في منعه ، وكأن
صومه عليه السلام كان واجبا حيث لم يفطر مع الدعوة أن يتأنقوا وفي بعض النسخ يتنوقوا
أي يتكلفوا فيه ويعلموه لذيذا حسنا ، في القاموس : تأنق فيه عمله بالاثقان كتنوق
وقال : تنيق في مطعمه وملبسه تجود وبالغ كتنوق انتهى فتغدوا عنده أي في


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 123 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه