بحار الأنوار ج57

كل حي . قال جعفر : سمين النساء لانس آدم بحواء حين اهبط إلى الارض ولم
يكن له انس غيرها .
فائدة : اعلم أنه قد اتفقت كلمة المليين من المسلمين واليهود والنصارى على
أن أول البشر هو آدم ، وأما الاخرون فخالفوا فيه على أقوال : أما الفلاسفة فزعموا
أنه لا أول لنوع البشر ولا لغير هم من الا نواع المتوالدة ، وأما الهند فمن كان منهم
على رأى الفلاسفة فهو يوافقهم في ماذكر ، ومن لم يكن منهم على رأي الفلاسفة وقال
بحدوث الاجسام لايثبت(1)آدم ويقول : إن الله تعالى خلق الافلاك وخلق فيها طباعا
محركة لها بذاتها فلما تحركت وحشوها أجسام لاستحالة الخلا وكانت الاجسام على
طبيعة واحدة فاختلفت طبائعها بالحركة الفلكية وكان القريب من الفلك أسخن و
ألطف ، البعيد أبرد وأكثف ، ثم اختلطت العناصر وتكونت منها المركبات ، ومما
تكون منه نوع البشر كما يتكون الدود في الفاكهة واللحم ، والبق في البطائح و
المواضع العفنة ، ثم تكون البشر بعضه من بعض بالتوالد ، ونسي التخليق الاول الذي
كان بالتولد ، ومن الممكن أن يقول : يتولد بعض البشرفي بعض الاراضي القاصية مخلوقة
بالتولد ، وإنما انقطع التولد لان الطبيعة إذا وجدت للتكون(2)طريقا استغنت عن
طريق ثان . وأما المجوس فلا يعرفون آدم ، ولا نوحا ولاساما ولا حاما و(لا)يافث .
وأول متكون من البشر عندهم كيومرث ، ولقبه كوهشاه أي ملك الجبل وقد كان
كيومرث في الجبال ، ومنهم من يسميه گلشاه أي ملك الطين لانه لم يكن حينئذ بشر
يملكهم . وقيل : تفسير كيومرث : حي ناطق ميت ، قالوا : وكان رزق من الحس
مالا يقع عليه بصر حيوان إلا وله واغمي عليه . ويزعمون أن مبدأ تكونه وحدوثه
أن يزدان وهوالصانع الاول عندهم فكر في أهر من - وهو الشيطان عندهم -
فكرة أوجبت أن عرق جبينه ، فمسح العرق ورمى به فصارت منه كيومرث . ولهم خبط
طويل في كيفية تكون أهر من عن فكرة يزدان أو من إعجابه بنفسه أو من توحشه ، و


(1)لم يثبت(خ).
(2)للكون(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه