بحار الأنوار ج18

إن الله سريع الحساب 119 .
المائدة : " 5 " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و
رهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ماانزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع
مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاء‌نا
من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري
من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين 82 - 85 .
تفسير : قوله تعالى : " وإن من أهل الكتاب " قال الطبرسي رحمه الله : اختلفوا
في نزولها ، فقيل : نزلت في النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة ، وهو بالعربية عطية
وذلك أنه لما مات نعاه جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله في اليوم الذي مات فيه ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم ، قالوا : ومن هو ؟ قال : النجاشي
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى البقيع وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة ، فأبصر سرير
النجاشي وصلى عليه .
فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني حبشي لم يره قط وليس
على دينه ، فأنزل الله هذه الآية ، عن جابر بن عبدالله ، وابن عباس وأنس وقتادة ، وقيل :
نزلت في أربعين رجلا من أهل نجران من بني الحارث بن كعب ، واثنين وثلاثين من أرض
الحبشة ، وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليه السلام فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله عن عطاء ،
وقيل : نزلت في جماعة من اليهود كانوا أسملوا ، منهم عبدالله بن سلام ومن معه عن ابن
جريح وابن زيد وابن إسحاق وقيل : نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلهم ، لان الآية قد
نزلت على سبب ، وتكون عامة في كل ما يتناوله عن مجاهد(1).
وقال رحمه الله في قوله : " ولتجدن أقربهم مودة " : قال(2)المفسرون ائتمرت
قريش أن يفتنوا المؤمنين عن دينهم ، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يوذونهم


(1)مجمع البيان 2 : 561 .
(2)زاد في المصدر قبل ذلك نزلت في النجاشى وأصحابه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه