بحار الأنوار ج62

كان ، وهو مختلف الطباع لانه يأكل ما تأكله السباع وما ترعاه البهائم وما يأكله
الانسان ، وفي طبعه فطنة عجيبة لقبول التأديب ، لكنه لا يطيع معلمه إلا بعنف عظيم
وضرب شديد(1).
وقال : الضب بفتح الضاد : حيوان برى معروف يشبه الول ، قال ابن خالويه :
الضب لا يشرب الماء ويعيش سبعمائة سنة فصاعدا ، ويقال : إنه يبول في كل أربعين
يوما قطرة ولا يسقط له سن ، ويقال : إن سنه قطعة واحدة ليست بمفرجة(2)،
قال عبداللطيف البغدادي : الول والضب والحرباء وسحمة الارض والوزغ كلها
متناسبة في الخلق ، وللضب ذكران وللانثى فرجان كما للورل والحرذون ، والضب
يخرج من جحره كليل البصر فيجلوه بالتحدق للشمس ويغتذي بالنسيم ، ويعيش
ببرد الهواء ، وذلك عند الهرم وفناء الرطوبات ونقص الحرارات ، وبينه وبين العقرب
مودة ، فلذلك يهيأ في جحره لتلسع المتحرض(4)إذا أدخل يده لاخذه ، ولا يتخذ
جحره إلا في كدية حجر خوفا من السيل والحافر ، ولذلك توجد براثنه ناقصة كليلة
وذلك لحفر الاماكن الصعبة(5)، وفي طبعه النسيان وعدم الهداية ، وبه يضرب المثل
في الحيرة ، ولذلك لا يحفر جحره إلا عند اكمة أو صخرة لئلا يضل عنه إذا خرج
لطلب الطعم ، ويوصف بالعقوق لانه يأكل حسوله(6)وهو طويل العمر ، ومن هذه
الجهات يناسب الحيات والافاعي ، ومن شأنه أنه لا يخرج في الشتاء من جحره ،
روى الدار قطني والبيهقي والحاكم وابن عدي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان
في محفل من الصحابة إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمله ليذهب


(1)حياة الحيوان 1 : 236 و 237 .
(2)في المصدر : ان اسنانه قطعة واحدة ليست مفرقة .
(3)في المصدر : يؤويها .
(4)اى الصائد للضباب .
(5)في المصدر : لحفره بها في الاماكن الصعبة .
(6)الحسول جمع الحسل : ولد الضب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه