بحار الأنوار ج14

وقال صاحب الكامل : لما توفي داود عليه السلام ملك بعده ابنه سليمان عليه السلام على
بني إسرائيل ، وكان عمره ثلاث عشر سنة ، وأتاه مع الملك النبوة ،(1)وسخر له الجن
والانس والشياطين والطير والريح ، فكان إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطير
وقام له الانس والجن متى يجلس فيه ،(2)وقيل : إنه سخر له الريح والجن والشياطين
والطير وغير ذلك بعد أن زال ملكه وأعاده الله إليه ، وكان أبيض جسيما كثير الشعر يلبس
البياض ، وكان يأكل من كسبه(3)وكان كثير الغزو ، وكان إذا أراد الغزو أمر فعمل
بساط من خشب يسع عسكره فيركبون عليه هم ودوابهم وما يحتاجون إليه ، ثم أمر
الريح فحملته فسار(4)في غدوته مسيرة شهر وفي روحته كذلك ، وكان له ثلاث مائة
زوجة ، وسبعمائة سرية ، وأعطاه الله أخيرا أنه لايتكلم أحد بشئ إلا حملته الريح فيعلم
مايقول . انتهى .(5)
22 أعلام الدين : قال ابن شهاب : بعث سليمان بن داود عليه السلام بعض عفاريته ،
وبعث معه نفرا من أصحابه ، فقال : اذهبوا معه وانظروا ماذا يقول ، فمروا به في السوق
فرفع رأسه إلى السماء ونظر إلى الناس فهز رأسه ، ومروا به على بيت يبكون على ميت
لهم فضحك ، ومروا به على الثوم يكال كيلا وعلى الفلفل يوزن وزنا فضحك ، ومروا به
على قوم يذكرون الله تعالى وآخرين في باطل فهز رأسه ، ثم ردوه إلى سليمان فأخبروه
بما رأوا منه ، فسأله سليمان عليه السلام : أرأيت إذ مروا بك في السوق لم رفعت رأسك
إلى السماء ونظرت إلى الارض والناس ؟ قال : عجبت من الملائكة على رؤوس الناس ما
أسرع ما يكتبون ! ومن الناس ماأسرع مايملون ! قال : ومررت على أهل بيت يبكون على
ميت وقد أدخله الله الجنة فضحكت ، قال : ومررت على الثوم يكال كيلا ومنه الترياق ،


(1)في المصدر زيادة وهي : وسأل الله ان يؤتيه ملكا لا ينبغي لاحد من بعده فاستجاب له وسخر .
(2)في المصدر : حتى يجلس .
(3)" " : من كسب يده .
(4)" " : فسارت . أي الريح .
(5)الكامل 1 : 78 . وفيه : الا حملته الريح اليه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه