ما أنت حين تخص آل محمد * بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم * والمدح منك لهم بغير عطاء
فابشر فانك فائز في حبهم * لو قد وردت عليهم بجزاء
ما يعدل الدنيا جميعا كلها * من حوض أحمد شربة من ماء(1)
اقول وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنه روى باسناده عن سهل بن ذبيان
قال : دخلت على الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في بعض الايام ، قبل أن يدخل
عليه أحد من الناس ، فقال لي : مرحبا بك يا ابن ذبيان ، الساعة أراد رسولنا أن
يأتيك لتحضر عندنا ، فقلت : لمذا يا ابن رسول الله ؟ فقال : لمنام رأيته البارحة ، و
قد أزعجني وأرقني ، فقلت : خيرا يكون إن شاء الله تعالى فقال : يا ابن ذبيان
رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة ، فصعدت إلى أعلاه ، فقلت : يا مولاي
اهنيك بطول العمر ، وربما تعيش مائة سنة لكل مرقاة سنة ، فقال لي عليه السلام : ما شاء
الله كان .
ثم قال : يا ابن ذبيان ، فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت
في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها ، ورأيت جدي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم جالسا فيها ، وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان ، يشرق النور من
وجوههما ، ورأيت امرأة بهية الخلقة ، رأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا
عنده ورأيت رجلا واقفا بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة : " لام عمرو باللوى
مربع " .
فلما رآني النبي صلى الله عليه وآله قال لي : مربحا بك ويا ولدي يا علي بن موسى الرضا
سلم على أبيك علي ، فسلمت عليه ، ثم قال لي : سلم على أمك فاطمة الزهراء
فسلمت عليها ، فقال لي : وسلم على أبويك الحسن والحسين فسلمت عليهما ، ثم
(1)رجال الكشى ص 135 وروى الحديث عنه أبوعلى في منتهى المقال ص 58 و
المامقانى في رجاله ج 1 ص 143 واشار اليه الخونسارى في الروضات ص 31 وأخرج
الابيات الامين في اعيان الشيعة ج 12 ص 213 .