بحار الأنوار ج72

بيان : ثلاث أي ثلاث خصال لم يتم له عمل أي لم يكمل ولم يقبل
منه عمل من العبادات أو الاعم منها ومن امور المعاش ، ومعاشرة الخلق ، فتأثير
الورع في قبول الطاعات وكمالها ظاهر لانه إنما يتقبل الله من المتقين (1)وكذا
الاخيران لان تركهما قد ينتهي إلى ارتكاب المعاصي ، ويحتمل ان يكونا
لامور المعاش بناء على تعميم العمل ، وكأن الفرق بين الخلق والحلم أن الخلق
وجودي ، وهو فعل ما يوجب تطييب قلوب الناس ورضاهم والحلم عدمي وهو
ترك المعارضة والانتقام في الاساء‌ة ، وقال في النهاية : فيه رأس العقل بعد الايمان مداراة
الناس : المداراة غير مهموزة ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم ، لئلا ينفروا
عنك وقد تهمز .
105 كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم
عن الحسين بن الحسن قال : سمعت جعفرا عليه السلام يقول : جاء جبرئيل عليه السلام إلي
النبي صلى الله عليه واله فقال : يا محمد ربك يقرئك السلام ، ويقول لك : دار خلقي(2).
بيان : المداراة إما مخصوصة بالمؤمنين ، أو تعم المشركين أيضا ، مع عدم
الاضطرار إلى المقابلة والمحاربة ، كما كان دأبه صلى الله عليه واله فانه كان يداريهم ما أمكن
فاذا لم يكن ينفع الوعظ والمداراة ، كان يقاتلهم ليسلموا ، وبعد الظفر عليهم أيضا
كان يعفو ويصفح ، ولا ينتقم منهم ، ويحتمل أن يكون ذلك قبل أن يؤمر صلى الله
عليه وآله بالجهاد .
106 كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن
سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : في التوراة مكتوب فيما
ناجى الله عزوجل به موسى بن عمران عليه السلام يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك
وأظهر في علانيتك الماداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ، ولا تستسب لي عندهم
باظهار مكتوم سري ، فتشرك عدوك وعدوي في سبي(3).


(1)المائدة : 30 .(2)الكافى ج 2 ص 116 .
(3)الكافى ج 2 ص 117 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه