بحار الأنوار ج15

57 أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش(1)عنه قال : أقبنلا
من صفين مع أميرالمؤمنين عليه السلام فنزل العسكر قريبا من دير نصراني ، إذ خرج علينا من
الدير شيخ جميل(2)حسن الوجه ، حسن الهيئة والسمت ، معه كتاب في يده ، حتى أتى
أميرالمؤمنين عليه السلام فسلم عليه بالخلافة ، فقال علي عليه السلام : مرحبا يا أخي شمعون بن حمون ،
كيف حالك رحمك الله ؟ فقال : بخير يا أميرالمؤمنين ، وسيد المسلمين ، ووصي رسول
رب العالمين ، إني من نسل رجل من(3)حواري عيسى بن مريم عليه السلام .
وفي رواية اخرى : أنا من نسل حواري أخيك عيسى بن مريم عليه السلام .
من نسل شمعون بن يوحنا ، وكان أفضل حواري عيسى بن مريم عليه السلام الاثنى عشر ،
وأحبهم إليه ، وآثرهم عنده ، وإليه أوصى عيسى عليه السلام ، وإليه دفع كتبه علمه وحمته ،
فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين عليه(4)لم يكفروا ولم يبدلوا ولم يغيروا ، و
تلك الكتب عندى إملاء عيسى بن مريم عليه السلام ، وخط أبينا بيده ، وفيه كل شئ يفعل
الناس من بعده ملك ملك وما يملك ، وما يكون في زمان كل ملك منهم حتى يبعت الله
رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، من أرض تدعى تهامة ، من قرية
يقال لها : مكة ، يقال له : أحمد ، الانجل(5)العينين ، المقرون الحاجبين ، صاحب الناقة
والحمار ، والقضيب ولاتاج ، يعني العمامة ، له اثنا عشر اسما ، ثم ذكر مبعثه ومولده
وهجرته ، ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه ، وكم يعيش ، وما تلقى امته بعده إلى أن
ينزل الله عيسى بن مريم عليه السلام من السمآء ، فذكر في ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا(6)


(1)تقدم إسناد الكتاب في ج 1 ص 76 ، وأوعزنا نحن هناك في الذيل أن كتاب سليم من
أقدم الكتب المصنفة في الاسلام ، وترجمنا مؤلفه في المقدمة : 156 ، وأشرنا هناك إلى أنه من
الاصول المعتبرة التى ترجع إليه الشيعة في كل عصر .
(2)في المصدر : شيخ كبير جميل .
(3)المصدر خال عن قله : رجل من .
(4)في المصدر : متمسكين بملته .
(5)نجل الرجل : وسعت عينه وحسنت فهو أنجل .
(6)وهم النبى صلى الله عليه وآله والائمة الاثنا عشر عليهم السلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه