بحار الأنوار ج36

أولم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا ؟ أولم ينسبوا موسى عليه السلام
إلى ما نسبوه من القتل ؟ أولم ينسبوا رسول الله إلى ما نسبوه من حديث زيد ؟ أولم ينسبوا
علي ابن أبي طالب عليه السلام إلى ما نسبوه من حديث القطيفة ؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ
الاسلام ليرجعوا على أعقابهم ، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم " تعالى الله عن ذلك
علوا كبيرا "(1).
بيان : " وصعقت الجبال " فيه استعارة أوتجوز في الاسناد ، وفي بعض النسخ " و
صفصفت " أي استوت بالارض أوانفردت عن أهلها . في القاموس : الصفصفت : المستوي من
الارض وصفصف : سار وحده فيه(2).
17 - نص : أحمد بن إسماعيل ، عن محمد بن همام ، عن الحميري ، عن موسى بن
مسلم ، عن مسعدة قال : كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على
عصاه ، فسلم فرد أبوعبدالله عليه السلام الجواب ، ثم قال : ياابن رسول الله ناولني يدك
اقبلها ، فأعطاه يده فقبلها ، ثم بكى ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ما يبكيك ياشيخ ؟ قال :
جعلت فداك يا ابن رسول الله أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول : هذا الشهر وهذه
السنة ، وقد كبرت سني ودق عظمي(3)واقترب أجلي ، ولا أرى فيكم ما احب(4)
أراكم مقتلين مشردين ، أرى عدوكم يطيرون بالاجنحة ، فكيف لا أبكي ؟ فدمعت
عينا أبي عبدالله عليه السلام ثم قال : ياشيخ إن الله أبقاك حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام
الاعلى ، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله ونحن ثقله ، فقد قال
صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهمالن تضلوا : كتاب الله وعترتي
أهل بيتي ، فقال الشيخ : لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر .
ثم قال : يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب


(1)كفاية الاثر : 35 .
(2)القاموس 3 : 163 .
(3)في المصدر : ورق عظمى .
(4)في المصدر : وأرى فيكم ما لااحب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه