بحار الأنوار ج21

عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " فإنه كان سبب غزات(1)حنين أنه
لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله إلى فتح مكة أظهر أنه يريد هوازن ، وبلغ الخبر
الهوازن(2)فتهيؤا وجمعوا الجموع والسلاح واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن
عوف النضري(3)فرأ سوه عليهم ، وخرجوا وساقوا معهم أموالهم ونساء‌هم و
ذراريهم ، ومروا حتى نزلوا بأوطاس ، وكان دريد بن الصمة الجشمي في القوم ، و
كان رئيس جشم ، وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره(4)فلمس الارض بيده فقال :
في أي واد أنتم ؟ قالوا : بوادي أوطاس ، قال : نعم مجال خيل ، لا حزن ضرس ، ولا
سهل دهس ، مالي أسمع رغاء البعير ، ونهيق الحمار ، وخوار البقر ، وثغاء الشاة
وبكاء الصبي ؟ فقالوا(5): إن مالك بن عوف ساق مع الناس أموالهم ونساء‌هم و
ذراريهم ليقاتل كل امرئ عن نفسه وماله وأهله ، فقال دريد : راعي ضأن ورب
الكعبة ، ماله وللحرب ؟ ثم قال : ادعوا لي مالكا ، فلما جاء(6)قال له : يا مالك
ما فعلت ؟ قال : سقت مع الناس أموالهم ونساء‌هم وأبناء‌هم ليجعل كل رجل أهله
وماله وراء ظهره فيكون أشد لحربه ، فقال : يا مالك إنك أصبحت رئيس(7)قوم
وإنك تقاتل رجلا كريما ، وهذا اليوم لما بعده(8)ولم تصنع في تقدمة بيضة هوازن
إلى نحور الخيل شيئا ، ويحك وهل يلوي المنهزم على شئ ؟ اردد بيضة هوازن
إلى عليا بلادهم وممتنع محالهم ، والق الرجال على متون الخيل ، فإنه لا ينفعك
إلا رجل بسيفه وفرسه ، فإن كان(9)لك لحق بك من وراء‌ك ، وإن كانت عليك
لا تكون قد فضحت في أهلك وعيالك ، فقال له مالك : إنك قد كبرت وكبر


(1)غزوة خ ل .
(2)هكذا في نسخة المنصف معرفا باللام ، والصحيح بالاحرف تعريف .
(3)هكذا في الكتاب ومصدره ، والصحيح : النصرى بالصاد المهملة ، نسبة إلى نصر بن
معاوية بن بكر بن هوازن .(4)قد ذهب بصره من الكبر خ .
(5)فقالوا له خ ل .(6)فلما جاء‌ه خ ل .
(7)رئيس قومك خ ل . أقول : ذلك في المصدر .
(8)في المصدر : وهذا يوم له ما بعده .(9)فان كانت خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه