بحار الأنوار ج43

وأما ما قلت : إنه أنزع عظيم العينين فإن الله خلقه بصفة آدم عليه السلام . وأما
طول يديه فإن الله عزوجل طولها يقتل بها أعداء‌ه وأعداء رسوله ، وبه يظهر الله
الدين ولو كره المشركون ، وبه يفتح الله الفتوح ، ويقاتل المشركين على تنزيل القرآن
والمنافقين من أهل البغى والنكث والفسوق على تأويله . ويخرج الله من صلبه
سيدي شباب أهل الجنة ، ويزين بهما عرشه .
يا فاطمة ما بعث الله نبيا إلا جعل له ذرية من صلبه وجعل ذريتي من صلب
علي ، ولو لا علي ما كانت لي ذرية .
فقالت فاطمة : يارسول الله ما أختار عليه أحدا من أهل الارض ، فزوجها
رسول الله صلى الله عليه واله فقال ابن عباس عند ذلك : والله ما كان لفاطمة كفو غير علي عليه السلام .
ايضاح : الدحداح القصير السمين واندح بطنه اندحاحا : اتسع ، وكل
عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس ، نحو المنكبين والركبتين والوركين
والانزع هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، والسكنة كقرحه مقر الرأس
من العنق ، ولم أجد لمشاشار معنى في اللغة ، ولعله كان في الاصل : له مشاش
كمشاش البعير ، والمشاش رؤوس العظام ، ولم تكن تلك الفقرة في بعض النسخ
وهو أصوب(1).
قوله : إلا وفيها فتر ، بالفاء المكسورة : مابين طرف الابهام وطرف المشيرة
وفي بعضها بالقاف قال الفيروز آبادي : القتر القدر ويحرك وفي بعضها قنو بالكسر
أي عذق ، والتدلل : التدلي ، والاسن الاجن المتغير ، وقد مر شرح سائر أجزاء
الخبر في كتاب الفقن وكتاب أحوال أميرالمؤمنين عليه السلام .
12 - لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم
ابن مقاتل ، عن حامد بن محمد ، عن عمربن هارون ، عن الصادق ، عن آبائه
عن علي عليهم السلام قال : لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه واله ولم أتجرء ______________________________
(1)وذلك لان معنى قوله : ضخم الكراديس هو معنى قوله مشاشاه كمشاشى البعير (*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه