بحار الأنوار ج38

يرى مالا يرى الغائب ؟ فقال : بل الشاهد قد يرى ما لا يرى الغائب فأقبلت موشحا
السيف(1)فوجدته عندها ، فاخترطت السيف(2)، فلما أقبلت نحوه عرف أني اريده ،
فأتى نخلة فرقي فيها(3)، ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه(4)، فإذا هو أجب
أمسح ماله مما للرجل قليل ولا كثير ، فأغمدت سيفي ثم أتيت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته
فقال : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت الامتحان(5).
عن ابن بابويه عن الصادق عليه السلام قال أمير المؤمنين في آخر احتجاجه على أبي بكر
بثلاث وعشرين خصلة :(نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن
إبراهيم ليس منك وإنه من فلان القبطي ، فقال : يا علي فاذهب فاقتله ، فقلت :(يا رسول الله
إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمي في الوبر لما أمرتني)المعنى سواء(6).
البخاري عن سهل بن سعد الساعدي : وكانت فاطمة تغسل الدم عن وجهه وعلي
يأتي بالماء يرشه(7)، فأخذ حصيرا فحرق فحشابه يعني النبي صلى الله عليه وآله يوم احد .
تاريخ الطبري : لما كان من وقعة احد ما قد كان بعث النبي صلى الله عليه وآله علي بن ابي طالب
عليه السلام فقال : اخرج في آثار القوم فانظر ما يصنعون وماذا يريدون في كلام له
قال علي عليه السلام : فخرجت في آثار القوم أنظر ما يصنعون ، فلما جنبوا الخيل وامتطوا
الابل(8)وتوجهوا إلى مكة أقبلت أصيح يعني بانصرافهم .
المفسرون في قوله تعالى :(ومن شر النفاثات في العقد(9))أنه لما سحر النبي


(1)في المصدر : متوشحا السيف . أى متقلدا .
(2)اخترط السيف : استله .
(3)كذافى المصدر ، وفي نسخ الكتاب(فرقا فيها)ولعله مصحف(فرقا منها)والفرق :
الفزع ، أى أتى نخلة فزعا وخوفا من السيف .
(4)شغر رجله : رفعه .
(5)وأورده الجزرى في اسد الغابة في ترجمة مارية القبطية ج 5 : 544 و 545 .
(6)اى ذكر المعنى سواء .
(7)رش الماء : نفضه وفرقه .
(8)جنب الخيل : قاده إلى جنبه . امتطت الدابة ركبها .
(9)سورة الفلق : 4 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه