بحار الأنوار ج79

وعن الصادق عليه السلام أنه ذكر الله عندما أحل وحرم(1).
وقال الطبرسي(2)أي ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه
بطاعته ، عن ابن عباس وغيره ، وقيل : ذكرالعبد لربه أكبر مما سواه وأفضل
من جميع أعماله عن سلمان وغيره ، وعلى هذا فيكون تأويله أن أكبر شئ في
النهي عن الفواحش ذكر العبد ربه وأوامره ونواهيه ، وما أعده من الثواب
والعقاب فانه أقوى لطف يدعو إلى الطاعة وترك المعصية ، وهو أكبر من كل
لطف ، وقيل : معناه ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة ، وقيل ذكر الله
هو التسبيح والتقديس وهو أكبر وأحرى بأن ينهى عن الفحشاء والمنكر .
(ولا تكونوا من المشركين)(3)فيه إيماء إلى أن ترك الصلاة نوع
من الشرك .
(الذين يقيمون الصلاة)(4)فيه إيماء إلى أن العمدة في الاحسان إقامة
الصلاة .
(إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب)(5)أي بالقلب الذي هو غايب
عن الحواس أو هم غائبون عما يخشون الله بسببه من أحوال الاخره وأهوالها
أو يخشون ربهم في خلواتهم وغيبتهم عن الخلق(وأقاموا الصلاة)لعل
فيه إيماء إلى أن الصلاة المقبولة هي التي تكون لخشية الله تعالى ومقرونة بها
وإنما خص الانذار بهم لانهم المشفعون به دون غيرهم .
(إن الذين يتلون كتاب الله)(6)في الصلاة وغيرها(لن تبور)


(1)الخصال ج 1 ص 63 .
(2)مجمع البيان ج 8 ص 285 .
(3)الروم : 31 .
(4)لقمان : 4 .
(5)فاطر : 18 .
(6)فاطر : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه