بحار الأنوار ج22

الفاء وتسقط العين فتسقط همزة الوصل ، والمعنى اثبتن في منازلكن والزمنها ، و
إن كان من وقر يقر فمعناه كن أهل وقار وسكينة " ولا تبرجن تبرج الجاهلية
الاولى " أي لا تخرجن على عادة النساء اللاتي كن في الجاهلية ، ولا تظهرن
زينتكن كما كن يظهرن ذلك ، وقيل : التبرج التبختر والتكبر في المشي ، و
قيل : هو أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فتواري قلائدها وقرطيها فيبدو
ذلك منها ، والمراد بالجاهلية الاولى ما كان قبل الاسلام ، وقيل : ما كان بين
آدم ونوح ثمان مائة سنة ، وقيل : ما بين عيسى ومحمد ، عن الشعبي ، قال : وهذا
لا يقتضي أن يكون بعدها جاهلية في الاسلام ، لان الاول اسم للسابق تأخر
عنه غيره أو لم يتأخر ، وقيل : إن " معنى تبرج الجاهلية الاولى " أنهم كانوا
يجوزون أن تجمع امرأة واحدة زوجا وخلا ، فتجعل لزوجها نصفها الاسفل ، و
لخلها نصفها الاعلى يقبلها ويعانقها .
أقول : سيأتي تفسير آية التطهير في المجلد التاسع .
" واذكرن " الآية ، أي اشكرن الله إذ صيركن في بيوت تتلى فيها القرآن
والسنة ، أو احفظن ذلك وليكن ذلكن منكن على بال أبدا لتعملن بموجبه ، قال
مقاتل : لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت
على نساء النبي صلى الله عليه وآله فقالت : هل نزل فينا شئ من القرآن ؟ قلن : لا ، فأتت رسول
الله صلى الله عليه وآله فقالت : يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار ، فقال : ومم ذلك ؟
قالت : لانهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :
" إن المسلمين " أي المخلصين الطاعة لله ، أو الداخلين في الاسلام ، أو المستسلمين
لاوامر الله والمنقادين له من الرجال والنساء " والمؤمنين " أي المصدقين بالتوحيد
" والقانتين " أي الدائمين على الاعمال الصالحات ، أو الداعين " والخاشعين " أي
المتواضعين الخاضعين لله تعالى " والحافظين فروجهم " من الزنا وارتكاب الفجور
" والذاكرين الله " روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : من بات على تسبيح فاطمة
عليها السلام كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرت(1).


(1)مجمع البيان 8 : 353 و 354 و 356 و 358 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه