بحار الأنوار ج26

أمير المؤمنين عليه السلام فقبلها الملائكة وأباها ملك يقال له : فطرس ، فكسر الله جناحه .
فلما ولد الحسين بن علي عليه السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمد
صلى الله عليه وآله يهنئهم بولادته . فمر بفطرس فقال له فطرس : يا جبرئيل إلى أين
تذهب ؟ قال : بعثني الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم اهنئهم(1)بمولود ولد في هذه الليلة .
فقال له فطرس : احملني معك ، وسل محمدا يدعوني ، فقال له جبرئيل : اركب
جناحي ، فركب جناحه فأتى محمدا فدخل عليه وهناه فقال له : يا رسول الله إن فطرس
بيني وبينه اخوة ، وسألني أن أسألك أن تدعو الله له أن يرد عليه جناحه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفطرس : أتفعل ؟ قال : نعم ، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله
ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فقبلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : شأنك بالمهد فتمسح به
وتمرغ فيه .
قال : فمضى فطرس إلى مهد الحسين بن على عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو له
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فنظرت إلى ريشه وإنه ليطلع ويجري منه الدم ويطول
حتى لحق بجناحه الآخر ، وعرج مع جبرئيل إلى السمآء وصار إلى موضعه(2).
11 - ير : أحمد بن عمر(3)عن عمر بن عبدالعزيز عن الخيبري عن ابن ظبيان
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعنا يقول : ما حاورت(4)ملائكة الله تبارك وتعالى في
دنوها منه إلا بالذي أنتم عليه ، وإن الملائكة ليصفون ما تصفون ويطلبون ما تطلبون
وإن من الملائكة ملائكة يقولون : إن قولنا في آل محمد الذي جعلتهم عليه(5).
بيان : المحاورة : المجاوبة ، أي لا يتكلمون في أسباب قربهم إليه تعالى إلا
بالدين الذي أنتم عليه ، قوله : الذي جعلتهم عليه ، لعلهم إنما يقولون كذلك إقرارا


(1)في نسخة : اهنئه .
(2)بصائر الدرجات : 20 .
(3)في نسخة : أحمد بن محمد .
(4)في المصدر : ما جاوزت .
(5)بصائر الدرجات : 20 و 21 فيه : مثل الذى جعلتهم عليه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه