بحار الأنوار ج14

فتزوجها سليمان وهي بلقيس بنت الشرح(1)الجبيرية ، وقال سليمان للشياطين :
اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها ، فعملوا الحمامات وطبخوا النورة(2)فالحمامات
والنورة مما اتخذته الشياطين لبلقيس ، وكذا الارحية التي تدور على الماء .
وقال الصادق عليه السلام : أعطي سليمان بن داود عليه السلام مع علمه معرفة المنطق بكل
لسان ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم والسباع ، فكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية
وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية ، فإذا خلا مع نسائه(3)تكلم
بالسريانية والنبطية ، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية ، وإذا جلس للوفود
والخصماء تكلم بالعبرانية قوله : " لاعذبنه عذابا شديدا " يقول : لانتفن ريشه ، قوله :
" أن لاتعلوا علي " يقول : لاتعظموا علي ، قوله : " لا قبل لهم بها " يقول : لاطاقة لهم بها ،
وقول سليمان : " ليبلونئ أشكر " الذي آتاني من الملك " أم أكفر " إذا رأيت من هو دوني(4)
أفضل مني علما ، فعزم الله له على الشكر .(5)
4 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره ، عن محمد بن حماد ، عن أخيه أحمد بن
حماد ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك أخبرني
عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم ؟ قال : نعم ، قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال :
مابعث الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أعلم منه قال : قلت : إن عيسى بن مريم عليه السلام كان يحيي الموتى
بإذن الله ، قال : صدقت ، وسليمان بن داود عليه السلام كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله
صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل ، قال : فقال : إن سليمان بن داود عليه السلام قال
للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال : " مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " حين فقده
فغضب عليه فقال : " لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " وإنما غضب


(1)في نسخة : الشراحيل ، وفي اخرى : الشرجيل . وفي العرائس : بنت البشرخ وهو الهذهاذ
وفي المحبر والطبري : بنت اليشرح ، وفي الكامل ، ابنة أنيشرح وهو الهدهاد ، ثم ذكروا نسبها
وفيه اختلاف يطول ذكره .
(2)في نسخة : وطبخوا النورة والزرنيخ .
(3)في المصدر : فاذا خلا بنسائه .
(4)في نسخة : إذا رأيت من هو أدون .
(5)تفسير القمي : 476 478 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه