بحار الأنوار ج48

وهو قول الله تبارك وتعالى : البطن لآل محمد والظهر مثل : إن هي إلا أسماء
سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان (1).
فقلت له : إني قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرضت إليك بحارا وغموما و
هموما وخوفا ، وأصبحت وأمسيت مؤيسا ألا أكون ظفرت بحاجتي فقال لي : ما
أرى امك حملت بك إلا وقد حضرها ملك كريم ، ولا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع
بامك إلا وقد اغتسل وجاء‌ها على طهر ، ولا أزعم إلا أنه كان درس السفر الرابع من
سحره ذلك فختم له بخير ، ارجع من حيث جئت ، فانطلق حتى تنزل مدينة محمد
صلى الله عليه وآله التي يقال لها طيبة ، وقد كان اسمها في الجاهلية يثرب ، ثم اعمد
إلى موضع منها يقال له البقيع ، ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فانزلها ، وأقم
ثلاثا ، ثم سل الشيخ الاسود الذي يكون على بابها يعمل البواري ، وهي في بلادهم
اسمها الخصف فتلطف بالشيخ وقل له : بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية
في البيت الذي فيه الخشيبات الاربع ، ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني ، وسله
أين ناديه ، وسله أي ساعة يمر فيها فليريكاه ، أو يصفه لك فتعرفه بالصفة ، وسأصفه
لك ، قلت : فاذا لقيته فأصنع ماذا ؟ فقال : سله عما كان وعما هو كائن ، وسله
عن معالم دين من مضى ومن بقي .
فقال له أبوإبراهيم عليه السلام : قد نصحك صاحبك الذي لقيت ، فقال الراهب :
مااسمه جعلت فداك ؟ قال : هو متمم بن فيروز ، وهو من أبناء الفرس ، وهو ممن
آمن بالله وحده لا شريك له ، وعبده بالاخلاص والايقان ، وفر من قومه لما خالفهم
فوهب له ربه حكما ، وهداه لسبيل الرشاد ، وجعله من المتقين وعرف بينه وبين
عباده المخلصين ، وما من سنة إلا وهو يزور فيها مكة حاجا ، ويعتمر في رأس كل
شهر مرة ، ويجي من موضعه من الهند إلى مكة فضلا من الله وعونا ، وكذلك
نجزي الشاكرين .


(1)سورة النجم الاية : 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه