بحار الأنوار ج12

قوله : " منضود " يعني بعضها على بعض منضدة . وقوله : " مسومة " أي منقوطة .(1)
بيان : قوله عليه السلام :(فأعرضها)أي أظهرها لملكه وعرض أمرها عليه ، قال في القاموس :
أعرض الشئ له : أظهره له .
قوله عليه السلام :(وكانوا يقولون له)الظاهر أنه من تتمة الخبر الشائع في الناس ،(2)
أي كان قد شاع أنهم نهوه عن ذلك وتوعده بالقتل فلم ينته عما كان عليه حتى القي في
النار فلم يحترق .
قال الشيخ طبرسي رحمه الله " وأمطرنا عليها حجارة " أي وأمطرنا على القرية
أي على الفاسقين من أهلها حجارة ، عن الجبائي ; وقيل : امطرت الحجارة على تلك القرية
حين رفعها جبرئيل عليه السلام وقيل : إنما امطر عليهم الحجاره بعد أن قلبت قريتهم تغليظا
للعقوبة " من سجيل " أي(سنگ وگل)عن ابن عباس وسعيد بن جبير ، بين بذلك صلابتها
ومباينتها للبرد وأنها ليس من جنس ماجرت به عادتهم في سقوط البرد من الغيوم ; وقيل :
إن السجيل : الطين عن قتادة وعكرمة ويؤيده قوله تعالى : " لنرسل عليهم حجارة من
طين "(3)وروي عن عكرمة أيضا أنه بحر معلق في الهواء بين الارض والسماء منه انزلت
الحجارة ، وقال الضحاك : هو الآجر ، وقال الفراء : هو طين قد طبخ حتى صار بمنزلة
الارحاء ،(4)وقال : كان أصل الحجارة طينا فشددت ، عن الحسن ; وقيل : إن السجيل :
السماء الدنيا عن ابن زبد ، فكانت تلك الحجارة منزلة من السماء الدنيا .(5)
وقال البيضاوي : أي من طين متحجر ; وقيل : إنه من أسجله : إذا أرسله ، أومن
السجل ، أي ما كتب الله أن يعذبهم به ; وقيل : أصله من سجين ، أي من جهنم ، فأبدلت
نونه لاما " منضود " نضدا : معدا لعذابهم ، أونضد في الارسال يتتابع بعضه بعضا كقطار


(1)تفسير القمى : 308 - 313 . م
(2)أو أن المارين كانوا يقولون له عند دعائهم إلى الاسلام ورفض الاصنام وترك اتباع السلطان :
لا تخالف دين الملك فان الملك يقتل من يخالفه
(3)الذاريات : 33 .
(4)جمع الرحى : الطاحون .
(5)مجمع البيان : 5 : 185 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه