بحار الأنوار ج72

إلى خير أي إلى التوبة وصالح الاعمال أو إلى الايمان .
40 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن
مفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من روى على مؤمن رواية يريد بها
شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان
فلا يقبله الشيطان(1).
بيان : من روى على مؤمن بأن ينقل عنه كلاما يدل على ضعف عقله ، وسخافة
رأيه ، على ما ذكره الاكثر ، ويحتمل شموله لرواية الفعل أيضا يريد بها شينه
أي عيبه ، في القاموس : شانه يشينه ضد زانه يزينه ، وقال الجوهري : المروء‌ة
الانسانية ، ولك أن تشدد ، قال أبوزيد : مرء الرجل صار ذا مروء‌ة انتهى ، وقيل :
هي آداب نفسانية تحمل مراعاتها الانسان على الوقوف على محاسن الاخلاق وجميل
العادات ، وقد يتحقق بمجانبة ما يؤذن بخسة النفس من المباحات كالاكل في
الاسواق ، حيث يمتهن فاعله .
وقال الشهيد رحمه الله : المروة تنزيه النفس عن الدناء‌ة التي لا تليق بأمثاله
كالسخرية ، وكشف العورة التي يتاكد استحباب سترها في الصلاة ، والاكل في
الاسواق غالبا ، ولبس الفقيه لباس الجندي بحيث يسخر منه أخرجه الله من
ولايته في النهاية وغيره الولاية بالفتح المحبة والنصرة ، وبالكسر التولية والسلطان
فقيل : المراد هنا المحبة وإنما لا يقبله الشيطان لعدم الاعتناء به ، لان الشيطان
إنما يحب من كان فسقه في العبادات ، ويصيره وسيلة لاضلال الناس .
وقيل : السر في فدم قبول الشيطان له أن فعله أقبح من فعل الشيطان
لان سبب خروج الشيطان من ولاية الله ، هو مخالفة أمره مستندا بأن أصله أشرف
من أصل آدم عليه السلام ولم يذكر من فعل آدم ما يسوء به ويسقطه عن نظر
الملائكة ، وسبب خروج هذا الرجل من ولايته تعالى هو مخالفة أمره عزوجل
من غير أن يسندها إلى شبهة إذ الاصل واحد ، وذكره من فعل المؤمن ما يؤذيه


(1)الكافى ج 2 ص 358 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه