بحار الأنوار ج18

بعضهم لبعض : " أنصتوا " يعني اسكتوا " فلما قضى " أي فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من القراء‌ة
" ولو إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا
لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوابه "
إلى قوله : " اولئك في ضلال مبين " فجاء‌وا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم
رسول الله صلى الله عليه وآله شرائع الاسلام فأنزل الله(1)على نبيه " قل اوحي إلي أنه استمع نفر
من الجن " السورة كلها ، فحكى الله قولهم وولى رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم منهم ، وكانوا يعودون
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في كل وقت ، فأمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن يعلمهم ويفقههم
فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان(2).
9 - قب : ابن جبيرقال : توجه النبي صلى الله عليه وآله تلقاء مكة وقام بنخلة في جوف
الليل يصلي ، فمر به نفر من الجن فوجدوه يصلي صلاة الغداة ويتلو القرآن فاستمعوا
إليه ، وقال آخرون : امر رسول الله صلى الله عليه وآله أن ينذر الجن فصرف الله إليه نفرا من الجن
من نينوى .
قوله : " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " : وكان بات في وادي الجن وهو على
ميل من المدينة ، فقال عليه السلام : إني امرت أن أقرأعلى الجن الليلة ، فأيكم يتبعني ،
فاتبعه ابن مسعود وساق الحديث مثل ما رواه الطبرسي .
وروي عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين ، فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وآله
رسلا إلى قومهم ، وقال زر بن حبيش : كانوا سبعة منهم زوبعة ، وقال غيره : وهم مسار و
يسار وبشار والازد وخميع(3).
10 - قب : لما سار النبي صلى الله عليه وآله إلي وادي حنين للحرب إذا بالطلائع قد رجعت
والاعلام والاولوية قد وقفت ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : يا قوم ما الخبر ؟ فقالوا : يا رسول الله
حية عظيمة قد سدت علينا الطريق كأنها جبل عظيم ، لا يمكننا من المسير ، فسار


(1)في المصدر : فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يطلبون شرائع الاسلام ، فأنزل الله اه
(2)تفسير القمى : 623 و 624 .
(3)مناقب آل أبي طالب 1 ، 44 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه