بحار الأنوار ج21

تعالى فيه(1)أذن في الناس به ، وبلغت دعوته إلى أقاصي بلاد الاسلام(2)
فتجهز الناس للخروج معه ، وحضر المدينة من ضواحيها ومن حولها
ويقرب(3)منها خلق كثير ، وتهيئوا(4)للخروج معه ، فخرج صلى الله عليه واله بهم
لخمس بقين من ذي القعدة ، وكاتب أمير المؤمنين عليه السلام بالتوجه إلى الحج من
اليمن ولم يذكر له نوع الحج الذي قد عزم عليه وخرج صلى الله عليه واله قارنا للحج
بسياق الهدي ، وأحرم عليه السلام من ذي الحليفة ، وأحرم الناس معه ، ولبى من عند
الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية حتى انتهى إلى كراع الغميم ،
وكان الناس معه ركبانا ومشاة ، فشق على المشاة المسير ، وأجهد هم السير
والتعب(5)فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه واله واستحملوه ، فأعلمهم أنه لا يجد لهم
ظهرا ، وأمرهم أن يشدوا على أوساطهم ، ويخلطوا الرمل بالنسل ، ففعلوا ذلك و
استراحوا إليه ، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام بمن معه من العسكر الذي كان صحبه
إلى اليمن ، ومعه الحلل الذي(6)كان أخذها من أهل نجران ، فلما قارب رسول
الله صلى الله عليه واله إلى مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين عليه السلام من طريق اليمن ، و
تقدم الجيش للقاء النبي صلى الله عليه واله ، وخلف عليهم رجلا منهم ، فأدرك النبي صلى الله عليه واله و
قد أشرف على مكة فسلم عليه وخبره بما صنع ، وبقبض ما قبض ، وأنه سارع
للقائه أمام الجيش ، فسر رسول الله صلى الله عليه واله لذلك(7)وابتهج بلقائه ، وقال له : بم
أهللت يا علي ؟ فقال : يا رسول الله إنك لم تكتب لي(8)بإهلالك ولا عرفته(9)
فعقدت نيتي بنيتك ، فقلت : اللهم إهلالا كإهلال نبيك ، وسقت معي من البدن


(1)في المصدر : واداء ما فرض الله عليه فيه
(2)بلاد أهل الاسلام خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(3)وبقرب خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(4)وأهبوا خ ل أقول : في المصدر : وتأهبوا وتهيؤا .
(5)والتعب به خ ل .(6)الحلل التى خ ل .
(7)بذلك خ ل .(8)إلى خ ل .
(9)ولا عرفتنيه خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه