بحار الأنوار ج65

تبروأ من فعله ولا تبرؤوا منه ، أحبوه وابغضوا عمله ، قلت : فيسعنا أن نقول :
فاسق فاجر ؟ فقال : لا ، الفاسق الفاجر : الكافر الجاحد لنا الناصب لاوليائنا أبى الله
أن يكون ولينا فاسقا فاجرا ، وإن عمل ما عمل ، ولكنكم تقولون فاسق العمل
فاجر العمل ، مؤمن النفس خبيث الفعل ، طيب الروح والبدن ، والله ما يخرج
ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون ، يحشره الله على ما فيه من
الذنوب مبيضا وجهه ، مستورة عورته ، آمنة روعته ، لا خوف عليه ولا حزن ، وذلك
أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب ، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد
أو مرض ، وأدنى ما يصفى به ولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيبح حزينا لما رأى
فيكون ذلك كفارة له ، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل ، أو يشدد عليه عند
الموت ، فيلقى الله طاهرا من الذنوب ، آمنا روعته بمحمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام
ثم يكون أمامه أحد الامرين : رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل الارض
جميعا ، وشفاعة محمد وأمير المؤمنين صلى الله عليهما ، إن أخطأته رحمة ربه أدركته
شفاعة نبيه وأمير المؤمنين صلى الله عليهما فعندها تصيبه رحمة ربه الواسعة .
97 - سن : عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن سليمان
خالد قال : كنت في محملي أقرء إذ ناداني أبوعبدالله عليه السلام أقرئ يا سليمان فأنا في
هذه الايات التي في آخر تبارك والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (1)فقال : هذه فينا
أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني ، اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى
قوله إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
قال : قف هذه فيكم إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله
عزوجل فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول : عملت
كذا في يوم كذا في ساعة كذا ، فيقول : أعرف يا رب حتى يوقفه على سيئاته كلها
كل ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم


(1)الفرقان : 67 وما بعدها ذيلها إلى الاية : 70 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه