بحار الأنوار ج25

من شعاع نورنا .
40 - وعن الثمالي : قال : دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر عليه السلام فقالت :
أخبرني يابن رسول الله أي شئ كنتم في الاظلة ؟ فقال عليه السلام : كنا نورا بين يدي الله
قبل خلق خلقه ، فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا ، وهللنا فهللوا ، وكبرنا فكبروا ،
وذلك قوله عزوجل : " وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا(1) "
الطريقة حب علي صلوات الله عليه ، والمآء الغدق المآء الفرات وهو ولاية آل محمد
عليهم السلام .
41 - وروي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة
ونحن عهد الله ونحن ذمة الله ، لم نزل أنوارا حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء
لتسبيحنا ، فلما نزلنا إلى الارض سبحنا فسبح أهل الارض ، فكل علم خرج إلى
أهل السماوات والارض فمنا وعنا ، وكان في قضاء الله السابق أن لا يدخل النار
محب لنا ، ولا يدخل الجنة مبغض لنا ، لان الله يسأل العباد يوم القيامة عما عهد
إليهم ولا يسألهم عما قضى عليهم .
42 - وعن محمد بن سنان عن ابن عباس قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه آله فأقبل
علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له النبي صلى الله عليه وآله : مرحبا بمن خلقه الله قبل أبيه بأربعين
ألف سنة ، قال : فقلنا : يا رسول الله أكان الابن قبل الاب ؟ فقال نعم ، إن الله خلقني
وعليا من نور واحد قبل خلق آدم بهذه المدة ثم قسمه نصفين ، ثم خلق الاشياء من
نوري ونور علي عليه السلام ، ثم جعلنا عن يمين العرش فسبحنا فسبحت الملائكة ، فهللنا

فهللوا ، وكبرنا فكبروا ، فكل من سبح الله وكبره فإن ذلك من تعليم علي
عليه السلام .
43 - قال : وروى محمد بن بابويه مرفوعا إلى عبدالله بن المبارك عن سفيان
الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أميرالمؤمنين عليهم السلام أنه قال : أن الله خلق
نور محمد صلى الله عليه وآله قبل خلق المخلوقات كلها بأربعمائة ألف سنة وأربعة وعشرين ألف سنة


(1) الجن : 16 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه