بحار الأنوار ج90

ربك مقاما محمودا (1)فطوبى لمن كان في ذلك المقام حظ ونصيب ، وويل
لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب .
ثم يجتمعون في موطن آخر ويدال بعضهم عن بعض ، وهذا كله قبل الحساب
فاذا أخذ في الحساب شغل كل إنسان بما لديه ، نسأل الله بركة ذلك اليوم ، قال :
فرجت عني فرج الله عنك يا أمير المؤمنين ، وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك .
فقال عليه السلام : : وأما قوله عزوجل : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها
ناظرة (2)وقوله : لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار (3)وقوله :
ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى (4)وقوله : يومئذ لا تنفع الشفاعة
إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا * يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون
به علما (5)فأما قوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فان ذلك في
موضع ينتهي فيه أولياء الله عزوجل بعد مايفرغ من الحساب إلى نهر يسمى
الحيوان ، فيغتسلون فيه ، ويشربون منه ، فتنضر وجوههم إشراقا ، فيذهب عنهم
كل قذى ووعث ، ثم يؤمرون بدخول الجنة ، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم
كيف يثيبهم ، ومنه يدخلون الجنة فذلك قول الله عزوجل في تسليم الملائكة
عليهم : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (6)فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة
والنظر إلى ماوعدهم ربهم فذلك قوله : إلى ربها ناظرة وإنما يعني بالنظر
إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى .
وأما قوله : لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار فهو كما قال : لا
تدركه الابصار ولا تحيط به الاوهام ، وهو يدرك الابصار ، يعني يحيط بها ، وهو
اللطيف الخبير ، وذلك مدح امتدح به ربنا نفسه تبارك وتعالى وتقدس علوا


(1)أسرى : 79 .
(2)القيامة : 22 23 . * *(3)الانعام : 103 .
(4)النجم : 13 14 * *(5)طه : 109 .
(6)الزمر : 73 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه