بحار الأنوار ج10

والحرام وغيرهما مما لوذكرناه لطال شرحه ، فقال اليهود : كيف لنا أن نعلم أن هذا
كما وصفت ؟ فقال لهم موسى بن جعفر عليهما السلام وهوصبي وكان حاضرا : وكيف لنا بأن
نعلم ما تذكرون من آيات موسى أنها على ما تصفون ؟ قالوا : علمنا ذلك بنقل
الصادقين ، قال لهم موسى بن جعفر عليهما السلام : فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقنه
الله تعالى من غير تعليم ولا معرفة عن الناقلين ، فقالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن
محمدا رسول الله ، وأنكم الائمة الهادية والحجج من عندالله على خلقه . فوثب
أبوعبدالله عليه السلام فقبل بين عيني موسى بن جعفر عليهما السلام ثم قال : أنت القائم من بعدي .
فلهذا قالت الواقفة : إن موسى بن جعفر عليهما السلام حي وأنه القائم ، ثم
كساهم أبوعبدالله ووهب لهم وانصرفوا مسلمين . ولاشبهة في ذلك لان كل إمام
يكون قائما بعد أبيه ، فأما القائم الذي يملا الارض عدلا فهوالمهدي بن الحسن
العسكري .
أقول : سيأتي احتجاجه عليه السلام على اليهود في بيان معجزات النبي صلى الله عليه وآله بطوله
في أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله .
4 - شى : عن الحسن بن علي بن النعمان قال : لما بنى المهدي في المسجد
الحرام بقيت دار في تربيع المسجد فطلبها من أربابها فامتنعوا ، فسأل عن ذلك الفقهاء
فكل قال له : إنه لاينبغي أن تدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا ، فقال له علي بن
يقطين : يا أميرالمؤمنين لوكتبت إلى موسى بن جعفر عليهما السلام لاخبرك بوجه الامر في
ذلك ، فكتب إلى والي المدينة أن سل موسى بن جعفر عليهما السلام عن دار أردنا أن ندخلها
في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك ؟ فقال ذلك لابي الحسن عليه السلام
فقال أبوالحسن عليه السلام : ولابد من الجواب في هذا ؟ فقال له : الامر لابد منه ، فقال له اكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى ببنيانها ، وإن
كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها . فلما أتى الكتاب المهدي أخذ
الكتاب فقبله ، ثم أمر بهدم الدار ، فأتى أهل الدار أباالحسن عليه السلام فسألوه أن يكتب

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه