بحار الأنوار ج14

الموتى فأحييتهم بإذن الله ، وعالجت الاحمق فلم أقدر على إصلاحه ، فقيل : ياروح الله وما
الاحمق ؟ قال : المعجب برأيه ونفسه ، الذي يرى الفضل كله له لا عليه ، ويوجب ويوجب الحق
كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا ، فذلك الاحمق الذي لاحيلة في مداواته .(1)
37 ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن سنان ، عن البزنطي ، عن أبي
بصير ، عن الصادق عليه السلام قال إن عيسى عليه السلام مر بقوم مجلبين(2)فسأل عنهم ، فقيل :
بنت فلان تهدى إلى بيت فلان ، فقال : صاحبتهم ميتة من ليلتهم ، فلما كان من الغد قيل :
إنها حية ، فذهب مع الناس إلى دارها ، فخرج زوجها ، فقال له : سل زوجتك ما
فعلت البارحة من الخير ؟ فقالت : ما فعلت شيئا إلا أن سائلا كان يأتيني كل ليلة جمعة
فيما مضى ، وإنه جاء‌نا ليلتنا فهتف فلم يجب ، فقال : عز علي أنها لا تسمع صوتي و
عيالي يبقون الليلة جياعا ،(3)فقمت متنكرة فأنلته مقدار ما كنت أنيله فيما مضى ، قال
عيسى عليه السلام : تنحي عن مجلسك ، فتنحت فإذا تحت ثيابها أفعي عاض على ذنبه ، فقال :
بما تصدقت صرف عنك هذا .(4)
38 جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار
عن رجل ، عن واصل بن سليمان ، عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان
المسيح عليه السلام يقول لاصحابه : إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة و
البغضاء من الناس ، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني ، إنما أعلمكم لتعملوا ،(5)ولا
أعلمكم لتعجبوا ، إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ماتشتهون ، وبصبركم على ما


(1)الاختصاص مخطوط .
(2)أجلب القوم : ضجوا واختلطت أصواتهم .
(3)في نسخة : ضياعا .
(4)قصص الانبياء مخطوط . وتقدم الحديث عن الامالي في باب فضله عليه السلام مع اختلاف
في ألفاظه وتفصيل .
(5)في المصدر : لتعلموا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه