الآيات :
النمل : قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عندالله بل أنتم قوم
تفتنون(1).
يس : قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب
أليس قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون(2).
الواقعة : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون(3).
تفسير :(قالوا اطيرنا بك وبمن معك)أي تشأ منا بكم إذ تتابعت علينا
الشدائد من القحط وغيره ، ووقع بيننا الافتراق بما اخترعتم من دينكم(قال
طائركم)أي سببكم الذي جاء منه شركم(عندالله)وهو قضاؤه وقدره ، أوأعمالكم
السيئة المكتوبة عنده(بل أنتم قوم تفتنون)أي تختبرون بتعاقب السراء والضراء
وفيه دلالة على أنه لاأصل للطيرة ، وأن ما يقع من الخير والشر بقدر الله مترتبا
على الاعمال الحسنة والسيئة ، كما قال :(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم(4))قال صاحب الكشاف : كان الرجل يخرج مسافرا فيمر بطير فيزجره
وإن مر سانحا تيمن ، وإن مر بارحا تشأم ، فلما نسبوا الخير والشر إلى
الطائر استعير لما كان سببا للخير والشر وهو قدر الله وقسمته .
(إنا تطيرنا بكم)قال البيضاوي : تشأ منا بكم ، وذلك لاتسغرابهم ما ادعوه
(1)النمل : 47 .
(2)يس : 18 و 19 .
(3)الواقعة : 82 .
(4)الشورى : 20 .