بحار الأنوار ج35

وعلي وصيك من بعدك وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين إبناك سيدا
شباب أهل الجنة ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع
الملائكة في الجنة ، والسقاية للعباس عمك فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ويلك يا حارث ما فعلت ذلك ببني عبدالمطلب ، لكن الله فعله بهم ، فقال :
(إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء)الآية . فأنزل الله تعالى :
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم(1))ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحارث فقال : إما أن
تتوب أو ترحل عنا ، قال : فإن قلبي لا يطاوعني إلى التوبة لكني أرحل عنك ! فركب
راحلته فلما أصحر(2)أنزل الله عليه طيرا من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة ، فأنزلها
على هامته(3)وخرجت من دبره إلى الارض ، ففحص برجله(4)، وأنزل الله تعالى على
رسوله :(سأل سائل بعذاب واقع)للكافرين بولاية علي ، قال : هكذا نزل به جبرئيل
عليه السلام(5).
18 - فر : الحسين بن سعيد ، ومحمد بن عيسى بن زكريا ، عن يحيى بن الصباح
المزني ، عن عمرو بن عمير ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا إلى شعب فأعظم
فيه العناء(6)، فلما أن جاء قال : يا علي قد بلغني نبؤك والذي صنعت ، وأنا عنك راض
قال : فبكى علي عليه السلام فقال : قال(7)رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا علي أفرح أم حزن ؟
قال : بل فرح ومالي لا أفرح يا رسول الله وأنت عني راض ، قال النبي صلى الله عليه وآله : أما(8)و
إن الله وملائكته وجبرئيل وميكائيل عنك راضون ، أما والله لولا أن يقول فيك طوائف من


(1)الانفال : 33 .
(2)اى خرج إلى الصحراء .
(3)الهامة : رأس كل شئ وتطلق على الجثة .
(4)فحص برجله التراب كناية عن تحرك رجليه عند النزع .
(5)مناقب آل أبي طالب 1 : 478 .
(6)العناء : التعب والمشقة وفى المصدر : فاعظم فيه البلاء .
(7)ليست كلمة(قال)في المصدر .
(8)كذا في المصدر ، وفى النسخ(أنا)وهو ؟ ؟ ؟ ؟ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه