بحار الأنوار ج33

سامت إليه الصفوف قال عمار : اقدم يا أعور لاخير في أعور لايأتي الفزع .
فجعل عمرو بن العاص يقول : إني لارى لصاحب الراية السوداء عملا
لئن دام على هذا لتفنين العرب اليوم . فاقتتلوا قتالا شديدا .
وجعل عمار يقول : صبرا عبادالله الجنة في ظلال البيض .
قال : وكانت علامة أهل العراق بصفين الصوف الابيض قد جعلوه في
رؤوسهم وعلى أكتافهم وشعارهم يا الله يا أحد يا صمد يا رحيم .
وكانت علامة أهل الشام خرقا بيضا قد جعلوها على رؤوسهم وأكتافهم
وكان شعارهم نحن عبادالله حقا يا لثارات عثمان .
قال : فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد فما تحاجزنا حتى حجز بينا سواد
الليل وما يرى رجلا منا ولا منهم موليا فلما أصبحوا وذلك اليوم الثلاثاء
خرج الناس إلى مصافهم فقال أبونوح : فكنت في خيل علي عليه السلام
فإذا أنا برجل من أهل الشام يقول : من يدلني على الحميري أبي نوح ؟ قال :
قلت : فقد وجدته فمن أنت ؟ قال : أنا ذو الكلاع سر إلي فقال أبونوح :
معاذالله أن أسير إليك إلا في كتيبة قال ذو الكلاع : سرفلك ذمة الله وذمة رسوله
وذمة ذي الكلاع حتى ترجع إلى خيلك فإنما أريد بذلك أن أسألك عن أمر
فيكم تمارينا فيه .
فسارا حتى التقيا فقال ذوالكلاع : إنما دعوتك أحدثك حديثا حدثنا
عمرو بن العاص في إمارة عمر بن الخطاب . قال أبونوح : وما هو ؟ قال :
حدثنا عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يلتقي أهل
الشام وأهل العراق وفي إحدى الكتيبتين الحق وإمام الهدى ومعه عمار بن
ياسر قال أبونوح : لعمروالله إنه لفينا . قال : أجاد هو على قتالنا ؟ قال أبونوح :
نعم ورب الكعبة لهو أشد على قتالكم مني .
فقال ذوالكلاع : هل تستطيع أن تاتي معي صف أهل الشام فأنا لك
جار منهم حتى تلقى عمرو بن العاص فتخبره عن عمار وجده في قتالنا لعله

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه