بحار الأنوار ج22

وعدلت عن الصواب إلى ما يوجب الاثم ، وقيل : إنه شرط في معنى الامر ، أي
توبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " وإن تظاهرا عليه " أي وإن تتعاونا على النبي
صلى الله عليه وآله بالايذاء ، وعن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب : من
المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : عايشة وحفصة ، أورده البخاري
في الصحيح(1)" فإن الله هو مولاه " الذي يتولى حفظه وحياطته ونصرته " و
جبرئيل " أيضا معين له " وصالح المؤمنين " يعني خيار المؤمنين ، وقيل : يعني الانبياء
ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين
علي عليه السلام وهو قول مجاهد ، وفي كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن سدير الصيرفي
عن أبي جعفر عليه السلام قال : لقد عرفت رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أصحابه مرتين
أما مرة فحيث قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " وأما الثانية فحيث نزلت هذه
الآية : " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " وقالت أسماء بنت عميس :
سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : وصالح المؤمنين : علي بن أبي طالب " والملائكة بعد
ذلك " أي بعد الله وجبرئيل وصالح المؤمنين " ظهير " أي أعوان للنبي صلى الله عليه وآله وهذا
من الواحد الذي يؤدي معنى الجمع " عسى ربه " أي واجب من الله ربه " إن
طلقكن " يا معاشر أزواج النبي صلى الله عليه وآله " أن يبدله أزواجا خير منكن " أي أصلح
له منكن " مسلمات " أي مستسلمات لما أمر الله به " مؤمنات " أي مصدقات لله و
رسول ، وقيل : مصدقات في أفعالهن وأقوالهن " قاتتات " أي مطيعات لله تعالى
ولازواجهن ، وقيل : خاضعات متذللات لامر الله تعالى ، وقيل : ساكتات عن


(1)صحيح البخارى 6 : 195 - 197 اقول : ذكر البخارى وغيره من ائمة الحديث و
جماعة من مفسرى العامة ما سمعت من المصنف في تفسير الاية ، وانى لا ينقضى تعجبى منهم ، انهم
صرحوا بذلك في شأن عائشة وحفصة وغيرهما من ازواج النبى صلى الله عليه وآله ومع ذلك
يتمسكون باحاديثهم ، ويجعلونها حجة بينهم وبين خالقهم ، ويأمرون الناس بالاخذ عنهن
والعمل بما روين ، فكانهم لم يروا الكذب والافتراء وايذاء النبى صلى الله عليه وآله ومخالفته
مباينة للعدالة ، وجارحة للراوى . اعاذنا الله عن التعصب والحمية حمية الجاهلية .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه