إنما الدين من الرب أمره ونهيه .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يا رسول الله إنك قد قلت لي حين
خزلت عني الشهادة واستشهد من استشهد من المؤمنين يوم أحد الشهادة من ورائك .
قال : فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأسه
ولحيته ثم قال أمير المؤمنين : يا رسول الله ليس حينئذ هو من مواطن الصبر ، ولكن
من مواطن البشرى يوم القيامة ، قال : يا علي أعد خصومتك فانك مخاصم قومك يوم
القيامة(1).
بيان : خزلت : على المجهول أي قطعت .
40 - ما : الحسين بن إبراهيم القزوينى ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن
حبشي ، عن العباس بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحسين
ابن أبى غندر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر عليه السلام قال : قال أمير
= شكر ، قال : أجل أصبت ! فأعد للخصومة فانك مخاصم .
فقلت : يارسول الله لو بينت لى قليلا فقال : ان امتى ستفتن من بعدى فتناول القرآن
وتعمل بالرأى وتستحل الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع وتحرف الكتاب عن
مواضعه . وتغلب كلمة الضلال ، فكن جليس بيتك حتى تقلدها ، فاذا قلدتها ، جاشت عليك
الصدور وقلبت لك الامور فقاتل حينئذ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فليست
حالهم الثانية بدون حالهم الاولى .
فقلت : يا رسول الله فبأى المنازل أنزل هؤلاء المفتونين ، من بعدك : أبمنزلة فتنة أم
بمنزله ردة ؟ فقال : بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل ، فقلت : يا رسول الله
أيدركهم العدل منا أم من غيرنا قال : بل منا : بنا فتح الله وبنايختم ، وبنا ألف الله بين
القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة ، فقلت : الحمد لله على ما وهب لنا من
فضله .
(1)تفسير فرات : 232 ، ومثله في كنز الفوائد للكراجكى : 220 ، وحديث
الشهادة قد مر في باب تاريخه(ع)وان شئت راجع اسد الغابة ج 4 ص 34(*).