بحار الأنوار ج12

فأتوا به فوضعه بين الصدفين يعني بين الجبلين حتى سوى بينهما ، ثم أمرهم أن يأتوا
بالنار فأتوا بها فنفخوا تحت الحديد حتى صار(1)مثل النار ، ثم صب عليه القطر وهو الصفر
حتى سده وهو قوله : " حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا " إلى
قوله : " نقبا " فقال ذو القرنين : " هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و
كان وعد ربي حقا "
قال : إذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلك السد وخرج يأجوج و
مأجوج إلى الدنيا وأكلوا الناس وهو قوله : " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من
كل حدب ينسلون(2)" قال : فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب فكان إذا مر بقرية زأر
فيها كما يزأر الاسد المغضب ، فينبعث في القرية ظلمات ورعد وبرق وصواعق يهلك من
ناواه(3)وخالفه ، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب ، فقال
أميرالمؤمنين عليه السلام : وذلك قول الله عزوجل : " إنا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شئ
سببا " أي دليلا .
فقيل له : إن الله في أرضه عينا يقال لها عين الحياة لا يشرب منها ذو روح
إلا لم يمت حتى الصيحة ، فدعا ذالقرنين الخضر وكان أفضل أصحابه عنده ودعا ثلاث مائة وستين رجلا ودفع إلى كل واحد منهم سمكة وقال لهم : اذهبوا إلى موضع كذا وكذا فإن هناك ثلاث مائة وستين عينا ، فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه
فذهبوا يغسلون ، وقعد الخضر يغسل فانسابت(4)السمكة منه في العين وبقي الخضر
متعجبا مما رأى ، وقال في نفسه : ما أقول لذي القرنين ؟ ثم نزع ثيابه يطلب السمكة
فشرب من مائها واغتمس فيه ولم يقدر على السمكة ، فرجعوا إلى ذي القرنين فأمر ذوالقرنين
بقبض السمك من أصحابه ، فلما انتهوا إلى الخضر لم يجدوا معه شيئا فدعاه وقال له :(5)


(1)في المصدر : حتى صار الحديد . م
(2)حدب أى نشز ، وهو كل مرتفع من الارض ، أراد من كل جانب أى من البلدان والاراضى
البعيدة والغريبة . ينسلون أى يسرعون .
(3)أى عاداه وقصد عليه .
(4)اى مشت مسرعة .
(5)في نسخة : فقال له .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه