بحار الأنوار ج55

يتمتعون بضوء النهار ، لاشتغال البصراء بالمهمات والحوائج ومن جملتها حوائج
الاضراء ، وأما الثالثة فان كان التبصير فيها من إبصار العين فهو لغيرهم ، وإن كان
من البصيرة فيشملهم ، وهذا يؤيد حمله على الاخير . وأما شرح تتمة الدعاء فموضعه
الفرائد الطريفة .
38 الدر المنثور : عن عبدالله بن مغفل(1). قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن عيسى بن مريم عليهما السلام قال : يا معشر الحواريين ! الصلاة جامعة . فخرج الحواريون
في هيئة العبادة ، قد تضمرت البطون ، وغارت العيون ، واصفرت الالوان ، فساربهم
عيسى عليه السلام إلى فلاة من الارض ، فقام على رأس جرثومة فحمدالله وأثنى عليه ثم

أنشأ يتلو عليهم من(2)آيات الله وحكمته فقال : يا معشر الحواريين ! اسمعوا ما
أقول لكم ، إني لاجد في كتاب الله المنزل الذي أنزله(3)الله في الانجيل أشياء معلومة
فاعملوا بها ، قالوا : يا روح الله وما هي ؟ قال : خلق الليل لثلاث خصال ، وخلق
النهار لسبع خصال ، فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه
الليل والنهار يوم القيامة فخصماه ، خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي
أتعبتها في نهارك ، وتستغفر لذنبك الذي كسبته بالنهار(4)ثم لاتعود فيه ، وتقنت
فيه قنوت الصابرين ، فثلث تنام ، وثلث تقوم ، وثلث تضرع(5)إلى ربك ، فهذا


(1)عبدالله بن مغفل بمعجمة وفاء كمعظم هو عبدالله بن مفغل بن عبدغنم وقيل عبد
نهم بن عفيف ابن اسحم المزنى قال في اسد الغابة(3 : 264)كان من اصحاب الشجرة
يكنى أبا سعيد ، وقيل أبوعبدالرحمن ، وقيل أبوزياد ، سكن المدينة ثم تحول إلى البصرة
وابتنى بها دارا قرب الجامع ، وكان من البكائين الذين أنزل الله عزوجل فيهم(ولا على الذين
اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه ولوا وأعينهم تفيض من الدمع الاية)وكان
أحد العشرة الذين بعثهم عمر إلى البصرة يفقهون الناس(انتهى)توفى بالبصرة سنة(59)
وقيل سنة(60)ايا أمارة ابن زياد بالبصرة ، وصلى عليه أبوبرزة الاسلمى بوصية منه بذلك .
(2)في المصدر : آيات الله .
(3)في المصدر : انزل الله .
(4)في المصدر : في النهار .
(5)في المصدر : تتضرع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه