بحار الأنوار ج33

الناس عند المساء ألا من كان يريد الله والدار الآخرة فليقبل(إلي)فأقبل إليه
ناس فشد في عصابة من أصحابه على أهل الشام مرارا فليس من وجه يحمل
عليه إلا صبروا له وقوتل فيه قتالا شديدا فقال لاصحابه : لايهولنكم ما ترون
من صبرهم فوالله ما ترون منهم إلا حمية العرب وصبرها تحت راياتها وعند
مراكزها وإنهم لعلى الضلال وإنكم لعلى الحق يا قوم اصبروا وصابروا
واجتمعوا واصبروا وامشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا واذكروا الله ولا
يسلمن رجل أخاه ولاتكثروا الالتفات واصمدوا صمدهم وجالدوهم محتسبين
حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .
فقال أبوسلمة : فمضى في عصابة من القراء فقاتل قتالا شديدا هو
وأصحابه حتى رأى بعض ما يسرون به إذ خرج عليهم فتى شاب وشد
يضرب بسيفه ويلعن ويشتم ويكثر الكلام فقال له هاشم : إن هذا الكلام
بعده الخصام وإن هذا القتال بعده الحساب فاتق الله فإنك راجع إلى ربك
فسائلك عن هذا الموقف وما أردت به قال : فإني أقاتلكم لان صاحبكم لايصلي كما
ذكر لي وإنكم لاتصلون وأقاتلكم لان صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم وأزرتموه
على قتله ! فقال له هاشم : وما أنت وابن عفان إنما قتله أصحاب محمد وقراء
الناس حين أحدث أحداثا وخالف حكم الكتاب وأصحاب محمدهم أصحاب
الدين وأولى بالنظر في أمور المسلمين وما أظن أن أمر هذه الامة ولا أمر هذا
الدين هناك طرفة عين قط ؟ قال الفتى أجل والله لا أكذب فإن الكذب يضر
ولا ينفع ويشين ولا يزين فقال له هاشم : إن هذا الامر لا علم لك به فخله
وأهل العلم به . قال : أظنك والله قد نصحتني فقال له هاشم : وأما قولك : فإن
صاحبنا لايصلي فهو أول من صلى لله مع رسوله صلى الله عليه وآله وأفقهه في
دين الله وأولاه برسول الله وأما من ترى معه فكلهم قارئ الكتاب لاينام
الليل تهجدا فلا يغررك عن دينك الاشقياء المغرورون .
قال الفتى : يا عبدالله إني لاظنك امرء‌ا صالحا أخبرني هل تجد لي من
توبة ؟ قال : نعم تب إلى الله يتب عليك قال فذهب الفتى راجعا فقال رجل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه