بحار الأنوار ج72

ولاية الله أي محبته لله ، أو محبة الله له ، أو نصرة الله له ، أو نصرته لله ، أو كناية
عن سلب إيمانه فان الله ولي الذين آمنوا ، والحاصل أنه لا يتولى الله اموره ولا
يهديه بالهدايات الخاصة ، ولا يعينه ولاينصره .
24 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن
النعمان ، عن أبي حفص الاعشى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : من سعى في حاجة لاخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله(1)
بيان : فلم يناصحه وفي بعض النسخ فلم ينصحه أي لم يبذل الجهد في
قضاء حاجته ولم يعتم بذلك ، ولم يكن غرضه حصول ذلك المطلوب ، قال
الراغب : النصح تحري قول أو فعل فيه صلاح صاحبه انتهى وأصله الخلوص وهو
خلاف الغش ، ويدل على أن خيانة المؤمن خيانة لله والرسول .
25 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد وأبوعلي الاشعري
عن محمد بن حسان جميعا عن إدريس بن الحسن ، عن مصبح بن هلقام قال : أخبرنا
أبوبصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أيما رجل من أصحابنا استعان به
رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهده فقد خان الله ورسوله و
المومنين ، قال أبوبصير : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما تعني بقولك والمؤمنين ؟ قال :
من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم(2).
بيان : في القاموس الجهد الطاقة ويضم والمشقة ، وأجهد جهدك أي أبلغ
غايتك ، وجهد كمنع جد كاجتهد ، قوله من لدن أمير المؤمنين يحتمل أن يكون
المراد بهم الائمة عليهم السلام كما في الاخبار الكثيرة تفسير المومنين في الايات بهم
عليهم السلام فانهم المؤمنون حقا الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم ، وأن يكون
المراد ما يشمل سائر المؤمنين وأما خيانة الله فلانه خالف أمره وادعى الايمان
ولم يعمل بمقتضاه ، وخيانة الرسول والائمة عليهم السلام لانه لم يعمل بقولهم وخيانة


(1)الكافى ج 2 ص 362 .
(2)المصدر ج 2 ص 362 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه