بحار الأنوار ج3

بيان : قال اليضاوي في قوله تعالى : صبغة الله : أي صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله
التي فطر الناس عليها ، فإنها حلية الانسان ، كما أن الصبغة حلية المصبوغ ، أو هدانا
هدايته وأرشدنا حجته ، أو طهر قلوبنا بالايمان تطهيره . وسماه صبغة لانه ظهر أثره
عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ ، وتداخل قلوبهم تداخل الصبغ الثوب ، أو للمشاكلة
فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية ويقولون هو تطهير
لهم وبه تحقق نصرانيتهم .(1)
15 - مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان ،
عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة " قال :
هي الاسلام .
16 - سن : ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
عن قول الله : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم
ألست بربكم قالوا بلى " قال : ثبتت المعرفة في قلوبهم ، ونسو الموقف ، وسيذكرونه
يوما ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه .
17 - سن : البزنطي ، عن رفاعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله : " وإذ أخذ ربك
من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " قال :
نعم الله الحجة على جميع خلقه أخذهم يوم أخذ الميثاق هكذا وقبض يده - .
18 - شف : من كتاب القاضي القزويني ، عن هارون بن موسى التلعكبري
عن محمد بن سهل ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن علي بن حسان ،(3)عن عبدالرحمن بن


(1)قال الشيخ الطوسى في كتابه التبيان - بعد ذكر ذلك المعنى من الفراء - : وقال قتادة : اليهود
تصبغ أبناء‌ها يهودا ، والنصارى تصبغ أبناء‌ها نصارى . فهذا غير المعنى الاول ، وانما معناه أنهم
يلقنون أولادهم اليهودية والنصرانية فيصبغونهم بذلك لما يشربون قلوبهم منه ، فقيل : صبغة الله
التى أمر بها ورضيها يعنى الشريعة لا صبغتكم . وقال الجبائي : سمى الدين صبغة لانه هيئة تظهر
بالمشاهدة من أثر الطهارة والصلاة وغير ذلك من الاثار الجميلة التى هى كالصبغة .
(2)هو على بن حسان بن كثير الهاشمى مولى عباس بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس ابن أخى
عبدالرحمن بن كثير ، قال النجاشى : ضعيف جدا ، ذكره بعض أصحابنا في الغلاة ، فاسد الاعتقاد
له كتاب تفسير الباطن تخليط كله . انتهى . وحكى عن ابن الغضائرى أنه لا يروى إلا عن عمه . أقول :
الظاهر اتحاد الحديث مع ما تقدم في الباب تحت الرقم 10 وتقدم ترجمة عبدالرحمن ههنا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه