بحار الأنوار ج14

في حيرة وظلمة ، وأديان مختلفة ، وأمور متشتتة ، وسبل ملتبسة ، ومضت تلك القرون
كلها ، فمضى صدر منها على منهاج نبيها ، وبدل آخرها نعمة الله كفرا وطاعته عدوانا .
فعند ذلك استخلص الله عزوجل لنبوته ورسالته من الشجرة المشرفة الطيبة ،
والجرثومة المتخيرة(1)التي اصطفاها الله عزوجل في(سابق)؟ علمه ونافذ قوله ، قبل
ابتداء خلقها ، وجعلها منتهى خيرته ، وغاية صفوته ،(2)ومعدن خاصته محمدا صلى الله عليه وآله ، و
اختصه بالنبوة ، واصطفاه بالرسالة ، وأظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء ، و
يعطي في الحق جزيل العطاء ، ويحارب أعداء رب السماء ، وجمع عند ذلك ربنا تبارك و
تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله علم الماضين ، وزاده من عنده القرآن الحكيم بلسان عربي مبين ، لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فيه خبر الماضين وعلم
الباقين .(3)
بيان : جرثومة الشئ بالضم : أصله .
5 ك :(4)علي بن عبدالله الاسواري ، عن مكي بن أحمد قال : سمعت إسحاق بن
إبراهيم الطوسي يقول وكان قد أتى عليه سبعة وتسعون سنة على باب يحيى بن منصور
قال : رأيت سربايك(5)ملك الهند في بلد تسمى صوح ،(6)فسألته(7)كم أتى عليك


(1)في المصدر : من الشجرة المشرقة الطيبة ، والجرثومة المثمرة .
(2)" " : وعلية صفوته ، أي من أشراف القوم وجلتهم ، ومن اهل الرفعة والشرف .
(3)كمال الدين : 130 132 . قلت : سيأتي خبر بحيرا في أحوالات نبينا محمد صلى الله
عليه وآله وسلم . وأخبار الملوك بتفاصيلها مذكورة في كتب تواريخ الفرس والعرب ولا يسعنا
ذكرها وبيان الخلاف في مدة أعمارهم وملكهم ، وقد أشرنا إلى بعض الخلاف من كتاب اثبات
الوصية لان المظنون أن الصدوق والمسعودي أخذا الحديث من مصدر واحد .
(4)في نسخة(كا)وهو وهم . والحديث لم يوجد في كمال الدين المطبوع .
(5)الصحيح كما في التراجم " سرباتك " ذكره ابن الاثير في اسد الغابة 2 : 266 وابن
حجر في لسان الميزان 3 : 10 ، قال ابن الاثير بعد مانقل صدر الحديث إلى قوله : وقبل كتاب
النبي(صلى)؟ الله عليه وآله : أخرجه أبوموسى ، وبحق ماتركه ابن منده وغيره ، فان تركه أولى
من اثباته ، ولولا شرطنا أننا لانخل بترجمة ذكروها أو أحدهم لتركنا هذه وأمثالها . وقال ابن حجر
بعد نقل صدر الحديث : قال الذهبي : هذا كذب واضح . قلت : والحديث كما ترى غير وارد من
طرقنا بل هو من مرويات اهل السنة .
(6)في اسد الغابة : تسمى قنوج .
(7)في نسخة : فسألناه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه