بحار الأنوار ج44

بكفه فلما امتلات لطخ بها رأسه ولحيته ويقول : ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم
متلطخ بدمي ، ثم خر على خده الايسر صريعا .
وأقبل عدو الله سنان الايادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين عليه السلام فقال بعضهم لبعض : ما
تنتظرون ؟ أريحوا الرجل ، فنزل سنان بن الانس الايادي وأخذ بلحية الحسين وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول : والله إني لاجتز رأسك وأنا أعلم أنك
ابن رسول الله وخير الناس أبا واما ، وأقبل فرس الحسين حتى لطخ عرفه وناصيته
بدم الحسين ، وجعل يركض ويصهل فسمعت بنات النبي صهيله فخرجن فاذا الفرس
بلا راكب ، فعرفن أن حسينا قد قتل ، وخرجت ام كلثوم بنت الحسين واضعا يدها
على رأسها تندب وتقول : وا محمداه ، هذا الحسين بالعراء ، قد سلب العمامة والرداء
وأقبل سنان حتى أدخل رأس الحسين بن علي عليهما السلام على عبيد الله بن زياد وهو
يقول(1):
املا ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس اما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا
فقال له عبيد الله بن زياد : ويحك ، فان علمت أنه خير الناس أبا واما لم قتلته
إذا ؟ فأمر به فضربت عنقه وعجل الله بروحه إلى النار ، وأرسل ابن زياد قاصدا إلى
ام كلثوم بنت الحسين عليه السلام فقال لها : الحمد لله الذي قتل رجالكم فكيف ترون ما فعل بكم ؟ فقالت : يا ابن زياد لئن قرت عينك بقتل الحسين فطال ما قرت عين جده صلى الله عليه وآله به ، وكان يقبله ويلثم شفتيه ، ويضعه على عاتقه ، يا ابن زياد أعد لجده
جوابا فانه خصمك غدا(2).


(1)قال الواقدى : وجاء سنان بن أنس وقيل شمر فوقف على باب فسطاط عمر بن
سعد وقال :
أوقر ركابى فضة وذهبا * وأنا قتلت ا لسيد المحجبا
البيت فناداه عمر بن سعد : أو مجنون أنت ؟ لو سمعك ابن زياد لقتلك .
(2)أمالى الصدوق المجلس 30 ص 150 164 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه