بحار الأنوار ج39

والاصحاب والخزنة والابواب " يشير إلى نفسه ، وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ، و
مراده الواحد ، والشعار مايلي الجسد من الثياب ، فهو أقرب من سائرها إليه ، و
مراده الاختصاص برسول الله صلى الله عليه وآله والخزنة والابواب يمكن أن يعنى به خزنة العلم
وأبواب العلم بقول(1)رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة
فليأت الباب " وقوله : " فليأت خازن علمي(2)" وقال : تارة أخرى : " عيبة علمي "
ويمكن أن يريد به خزنة الجنة وأبواب الجنة ، أي لا يدخل الجنة إلا من وافى
بولايتنا ، فقد جاء في حقه الشائع المستفيض(3)أنه قسيم النار والجنة ، وذكر
أبوعبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا :
لانه لما كان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كان بهذا الاعتبار قسيم النار
والجنة ، قال أبوعبيد : وقال غير هؤلاء : بل هو قسيمها بنفسه على الحقيقة ، يدخل
قوما إلى الجنة وقوما إلى النار وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيرا هو يطابق الاخبار
الواردة فيه : يقول للنار : هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه(4).
وقال ابن الاثير في النهاية : في حديث علي عليه السلام : " أنا قسيم النار " أراد أن
الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلال . فنصف معي
في الجنة ونصف علي في النار ، وقسيم فعيل بمعنى مفاعل . انتهى(5).
أقول : قد مضى مايدل على ذلك في الابواب السالفة ، وسيأتي في الابواب
اللاحقة ، وقد أوردنا جلها في كتاب المعاد ، ولا شك في تواترها ، ولا يريب عاقل في
أن من كان قسيم الجنة والنار لايكون تابعا لغيره ، وكيف يجوز عاقل أن يكون
الامام محتاجا في دخول الجنة إلى إذن أحد من رعيته ؟ مع أنه لايخفى على منصف
تتبع الآثار أن من تقدم عليه كانوا أعداء‌ه ، وقد اشتمل تلك الاخبار على أنه يدخل
أعداء‌ه النار ، فالحمد لله الذي رزقنا ولايته وولاية الائمة من ذريته الاخيار .


(1)في المصدر : لقول .
(2)" " : وقوله فيه " خازن علمي " .
(3)" " : الخبر الشائع المستفيض .
(4)شرح النهج 2 : 676 .
النهاية 3 : 253 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه