بحار الأنوار ج12

أقول : سيأتي بيان أحوالهم في كتاب الغيبة إن شاء الله تعالى . ثم اعلم أنا إنما أوردنا قصة ذي القرنين بعد قصص إبراهيم عليه السلام تبعا للصدوق رحمه الله ، ولمامر من أنه
كان في زمنه عليه السلام ، وذهب بعض المؤرخين إلى أنه كان متقدما على إبراهيم عليه السلام .
غريبة : قال الثعلبي في العرائس : يحكى أن الواثق بالله رأى في المنام كأن السد
مفتوح ، فوجه سلاما الترجمان في خمسين رجلا وأعطاه ديته خمسة آلاف دينار ، وأعطى
كل رجل من الخمسين ألف درهم ورزق سنة ، وأعطاه مائتي بغل لحمل الزاد والماء ،
فتوجه من سر من رأى بكتاب من الواثق إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب ارمينية وكان
بتفليس ، وكتب له إسحاق إلى صاحب السرير ملك الاردن ، وكتب له ملك الاردن إلى
طلخيذ فيلاذ شاه ملك الخور(1)فأقام عنده حتى وجه خمسين رجلا أدلاء فساروا خمسة
وعشرين يوما حتى انتهوا إلى أرض سوداء منتنة الريح ، وكانوا قد حملوا خلا يشمونه من
الرائحة الكريهة ،(2)فساروا فيها سبعة وعشرين يوما(3)فمات ههنا قوم .
ثم ساروا في مدن خربة عشرين يوما ، فسألوا عن تلك المدن فقالوا : إنها قد ظهرت
يأجوج ومأجوج فخربوها ، ثم ساروا إلى حصون با لقرب من الجبل يتكلمون بالعربية و
الفارسية يقرؤون القرآن لهم كتاتيب(4)ومساجد ، فقالوا : من القوم ؟ قالوا : رسل أمير المؤمنين
فقالوا : من أمير المؤمنين ؟ قالوا : بالعراق ، فتعجبوا وقالوا : شيخ أوشاب ، وزعموا أنه لم
يبلغهم خبره ، ثم ساروا(5)إلى جبل أملس ليس عليه خضرة ، وإذا جبل مقطوع بواد عرضه مائة
وخمسون ذراعا ، فإذا عضادتان مبنيتان مقابلتا الجبل من جنبتي الوادي ، كل عضادة خمسة
وعشرون ذراعا(6)الظاهر من تحتها عشرة أذرع ، مبنية بلبن من حديد ، مركبه بنحاس


(1)فيه تصحيف ، والموجود في العرائس : وكتب اسحاق إلى صاحب السرير ، وكتب له
صاحب السرير إلى ملك اللان ، وكتب له ملك اللان إلى الازلى طلجند فبلاد شاه ملك الخزر قلت : قال
ياقوت في المعجم : اللان آخره نون : بلاد واسعة في طرف ارمينية قرب باب الابواب مجاورون للخزر .
(2)في العرائس : قد حملوا شيئا يشمونه من الرائحة الذكية .
(3)في العرائس : تسعة وعشرين يوما .
(4)في المصدر : مكاتب . وهما جمع المكتب والمكتبة : موضع التعليم .
(5)في العرائس : فقالوا : من هو أمير المؤمنين ؟ قلنا : من أولاد العباس ملك بالعراق ،
فتعجبوا منه وقالوا : شيخ أوشاب ؟ وزعموا انهم لم يبلغهم خبره ، ثم فارقوهم وساروا .
(6)في المصدر : عضادتاه مبنيتان مقابلتا الجبل ، عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه