بحار الأنوار ج66

أن أزواجنا خديجة ، وذرياتنا فاطمة ، وقرة أعين الحسين والحسين واجعلنا للمتقين
إماما علي بن أبي طالب والائمة عليهم السلام قال : وقرئ عنده عليه السلام هذه الاية فقال :
قد سألوا عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة فقيل له : كيف هذا يا ابن رسول الله ؟ قال :
إنما انزل(واجعل لنامن المتقين)(1).
(اولئك يجزون الغرفة)أي أعلى مواضع الجنة ، وهي اسم جنس اريد به
الجمع(بما صبروا)أي بصبرهم على المشاق من مضض الطاعات ، ورفض الشهوات
وتحمل المجاهدات(ويلقون فيها تحية وسلاما)أي دعاء بالتعمير وبالسلامة
أي يحييهم الملائكة ويسلمون عليهم ، أو يحيي بعضهم بعضها ويسلم عليه ، أو تبقية
دائمة وسلامة من كل آفة(خالدين فيها)لايموتون ولايخرجون .
(إن الذين قالوا ربنا الله)(2)اعترافا بربوبيته ، وإقرارا بوحدانيته(ثم
استقاموا)على مقتضاه وفي أخبار كثيرة أن المراد به الاستقامة على الولاية ، وفي نهج البلاغة
وإني متكلم بعدة الله وحجته قال الله تعالى(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)
الاية ، وقد قلتم ربنا الله فاستقيموا على كتابه ، وعلى منهاج أمره ، وعلى الطريقة الصالحة
من عبادته ، ثم لاتمرقوا منها ولاتبتدعوا فيها ولاتخالفوا عنها ، فان أهل المروق
منقطع بهم عندالله يوم القيامة(3)وقد ورد في الاخبار الكثيرة أن المراد بالاستقامة
الاستقامة على ولاية الائمة عليهم السلام واحدا بعد واحد(4).
(تتنزل عليهم الملائكة)قال الطبرسي رحمه الله : يعني عند الموت ، وروي
ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام ، وقيل : تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف
بالبشارة من الله تعالى وقيل : إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت
وفي القبر ، وعند البعث(أن لاتخافوا)عقاب الله(ولاتحزنوا)فوت الثواب ، أو


(1)تفسير القمى ص 468 و 469 .
(2)فصلت : 29 .
(3)نهج البلاغة تحت الرقم 147 من الخطب .
(4)راجع ج 24 ص 25 - 30 من هذه الطبعة الحديثة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه