بحار الأنوار ج18

عليه ، فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من المدينة هاب الرجل أن
يدخل ، فقال له قيس : أما إذا أبيت أن تدخل فكن في هذاالجبل حتى آتيه ، فإن
رأيت الذي تحب(1)أدعوك فاتبعني ، فأقام ومضى قيس حتى إذا دخل على النبي صلى الله عليه وآله
المسجد فقال : يا محمد أنا آمن ؟ قال : نعم وصاحبك الذي تخلف في الجبل ، قال : فإني
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، فبايعه ، وأرسل إلى صاحبه فأتاه ، فقال له
النبي صلى الله عليه وآله : يا قيس إن قومك قومي ، وإن لهم في الله وفي رسوله خلفا .
27 - قب ، يج : روي أن أباذر قال : يا رسول الله إني قد اجتويت المدينة أفتأذن
لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى الغابة فتكون بها ؟ فقال : إني أخشى أن تغير حي من
العرب فيقتل ابن أخيك فتأتي فتسعى فتقوم بين يدي متكئا على عصاك فتقول : قتل ابن
أخي ، واخذ السرح(2)، فقال : يا رسول الله لا يكون إلا(3)خير ، فأذن له فأغارت خيل
بني فزارة ، فأخذوا السرح وقتلوا ابن أخيه ، فجاء أبوذر معتمدا على عصاه ووقف عند
رسول الله صلى الله عليه وآله وبه طعنة قد جافته(4)فقال : صدق الله رسوله(5).
بيان : قال الجزري : في الحديث العرنيين : فاجتووا المدينة ، أي أصابهم الجوى
وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها ، يقال :
اجتويت البلد : إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة انتهى . والغابة : موضع بالحجاز ،


(1)نحب خ ل .
(2)السرح : الماشية .
(3)على خير خ ل .
(4)أجافته خ ل .
(5)مناقب آل أبى طالب 1 : 100 ط النجف ، ألفاظ الحديث فيه هكذا : واستأذن أبوذر
رسول الله أن يكون في مزينة مع ابن أخيه ، فقال : انى أخشى أن تغير عليك خيل من العرب فتقتل
ابن أخيك فتأتينى شعثا فتقوم بين يدى متكئا على عصى فتقول : قتل ابن أخى واخذ السرح ، ثم
أذن له فخرج ولم يلبث الا قليلا حتى أغارعليه عيينة بن حصن وأخذ السرح وقتل ابن أخيه و
أخذت امرأته ، فأقبل أبوذر يستند حتى وقف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وبه طعنة جائفة ، فاعتمد
على عصاه وقال : صدق الله ورسوله ، اخذ السرح ، وقتل ابن أخى ، وقمت بين يديك على عصاى ،
فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله في المسلمين فخرجوا بالطلب فردوا السرح .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه