بحار الأنوار ج66

يلزمه التولي أو عدم ارتكاب شئ من الامرين ، فان نفي أحدهما لايستلزم ثبوت الاخر .
(أن يحمل صاحب السهم على ماعليه صاحب السهمين)أي يقاس حاله بحاله
ويتوقع منه ما يتوقع من الثاني من الفهم والمعرفة والعمل(وزينه له)أي
حسن الاسلام في نظره(فأتاه سحيرا)وهو تصغير وهو سدس آخر الليل أو ساعة
آخر الليل ، وقيل قبيل الصبح ، والتصغير لبيان أنه كان قريبا من الصبح أو بعيدا
منه(ومربنا)أي معنا(وخرج معه)أي إلى المسجد(ما شاء‌الله)أي كثيرا
(حتى أصبحا)أي دخلا في الصباح ، والمراد الاسفار وانتشار ضوء النهار ، وظهور
الحمرة في الافق قال : في المفردات الصبح والصباح أول النهار ، وهو وقت ما
احمر الافق بحاجب الشمس ، قوله(وأقل من أوله)أي مما انتظرت بعد الفجر
لصلاة الظهر(أدخله في شئ)أي من الاسلام صار سببا لخروجه من الاسلام رأسا
أو المراد بالشئ الكفر أي أدخله بجهله في الكفر الذي أخرجه منه(أوقال : أدخله
في مثل هذا)أي العمل الشديد(وأخرجه من مثل هذا)أي هذا الدين القويم .
3 - كا : عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن موسى ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيى بن
أبان ، عن شهاب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو علم الناس كيف خلق الله
تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا ، فقلت : أصلحك الله ، وكيف ذلك ؟
قال : إن الله تبارك وتعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزء‌ا ثم جعل الاجزاء
أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار ، ثم قسمه بين الخلق ، فجعل في رجل عشر جزء
وفي آخر عشري جزء حتى بلغ به جزء‌ا تاما وفي آخر جزء‌ا وعشر جزء ، وفي
آخر جزء‌ا وعشري جزء ، وفي آخر جزء‌ا وثلاثة أعشار جزء ، حتى بلغ به جزئين
تامين ، ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزء‌ا فمن لم يجعل فيه
إلا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين ، وكذلك صاحب العشرين
لايكون مثل صاحب الثلاثة الاعشار ، وكذلك من تم له جزء لايقدر على أن يكون
مثل صاحب الجزء‌ين ، ولو علم الناس أن الله عزوجل خلق هذا الخلق على هذا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه