بحار الأنوار ج75

أفدني ، فقال : بعد ثمانية عشر سنة يا جابر ؟ قلت : نعم إنكم بحر لا ينزف ولا
يبلغ فعره(1)قال : يا جابر بلغ شيعتي عني السلام وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا و
بين الله عزوجل ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له ، يا جابر من أطاع الله وأحبنا
فهو ولينا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا .
يا جابر من هذا الذي سأل الله فلم يعطه ؟ أو توكل عليه فلم يكفه ؟ أو وثق
به فلم ينجه ؟ .
يا جابر أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحول وهل الدنيا إلا
دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب . ولا أحد يعبأبها ،
أو كثوب لبسته ، أو كجارية وطئتها .
يا جابر الدنيا عند ذوي الالباب كفيئ الظلال . لا إله إلا الله إعزاز لاهل
دعوته ، الصلاة بيت الاخلاص وتنزيه عن الكبر ، والزكاة تزيد في الرزق ، و
الصيام والحج تسكين القلوب ، القصاص والحدود حقن الدماء ، وحبنا أهل
البيت نظام الدين ، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من
الساعة مشفقون .
9 - مع(2): عن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي
عن هارون بن الجهم ، عن المفضل بن صالح ، عن سعد الاسكاف ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات(3)وثلاث منجيات
فأما الدرجات فافشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، و
أما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات
والمحافظة على الصلوات ، وأما الموبقات فشح مطاع ، وهو متبع ، وإعجاب
المرء بنفسه ، وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى و


(1)لا ينزف أى لا يغنى ماؤها على كثرة الاستقاء .
(2)معانى الاخبار : ص 314 ورواه في الخصال ج 1 ص 41 بسند آخر .
(3)الموبقة : المهلكة ، والموبقات المهلكات من المعاصى والذنوب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه