بحار الأنوار ج43

رأى النبي صلى الله عليه واله فاطمة وعليها كساء من أجلة الابل وهي تطحن بيديها وترضع
ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه واله فقال : يابنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة
الآخرة ، فقالت : يارسول الله الحمد لله على نعمائه ، والشكر لله على آلائه
فأنزل الله ولسوف يعطيك ربك فترضى (1).
ابن شاهين في مناقب فاطمة ، وأحمد في مسند الانصار بإسنادهما عن أبي هريرة
وثوبان أنهما قالا : كان النبي صلى الله عليه واله يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت
وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها فلما رآه النبي صلى الله عليه واله تجاوز عنها
وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها
ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال عليه السلام :
قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات مالال محمد وللدنيا فانهم خلقوا للاخرة وخلقت
الدنيا لهم .
وفي رواية أحمد : فان هؤلاء أهل بيتي ولا احب أن يأكلوا طيباتهم في
حياتهم الدنيا .
أبوصالح المؤذن في كتابه بالاسناد عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه واله دخل على
ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعها فرمت بها ، فقال رسول الله :
أنت مني يا فاطمة ثم جاء‌ها سائل فناولته القلادة .
أبوالقاسم القشيري في كتابه : قال بعضهم : انقطعت في البادية عن القافلة
فوجدت امرأة ، فقلت لها : من أنت ؟ فقالت وقل سلام فسوف تعلمون(2)فسلمت
عليها ، فقلت : ما تصنعين ههنا ؟ قالت : من يهدي الله فلا مضل له (3)فقلت : أمن
الجن أنت أم من الانس ؟ قالت : يا بني آدم خذوا زينتكم (4)فقلت : من أين


(1)الضحي : 5 .(2)الزخرف : 89 .
(3)لم نجد بهذا اللفظ آية في القرآن والموجود فيه : الزمر : 38 ومن يهدى
الله فماله من مضل .(4)الاعراف : 29 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه