بحار الأنوار ج10

بيان : هذا الخبر لايستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لعنهم الله ، لانه كان ألف
شهر ، ولا على تاريخ الهجرة مع بعد ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن
الرسول صلى الله عليه وآله ، ولا على تاريخ عام الفيل لانه يزيد على أحد وستين ومائة ، مع أن
أكثر نسخ الكتاب أحد وثلاثون ومائة ، وهو لايوافق عدد الحروف
وقد اشكل علي حل هذا الخبر زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الاباجاد
في كتاب عيون الحساب ، فوجدت فيه أن ترتيب ، أبجد عند المغاربة هكذا : أبجد ،
هوز ، حطي ، كلمن ، صعفض ، قرست ، ثخذ ، ظغش ، فالصاد المهملة عندهم ستون ، و
الضاد المعجمة تسعون ، والسين المهملة ثلاثمائة ، والظاء المعجمة ثمان مائة ، والغين
المعجمة تسعمائة ، والشين المعجمة ألف ، فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد
المجموع ، ولعل الاشتباه في قوله : والصاد تسعون من النساخ لظنهم أنه مبني على
المشهور ، وحينئذ يستقيم إذا بني على البعثة ، أو على نزول الآية كما لا يخفى على
المتأمل ، والله يعلم
2 ج : من سؤال الزنديق الذي سأل أبا عبدالله عليه السلام عن مسائل كثيرة : أن
قال : كيف يعبدالله الخلق ولم يروه ؟ قال عليه السلام : رأته القلوب بنور الا يمان ، وأثبتته
العقول بيقظتها إثبات العيان ، وأبصرته الابصار بمارأته من حسن التركيب وإحكام
التأليف ، ثم الرسل وآياتها والكتب ومحكماتها ، واقتصرت العلماء على مارأت من
عظمته دون رؤيته ، قال : أليس هو قادرا أن يظهر لهم حتى يروه ويعرفوه فيعبد
على يقين ؟ قال : ليس للمحال جواب ، قال : فمن أين أثبت أنبياء ورسلا ؟(2)
قال عليه السلام : إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق وكان
ذلك الصانع حكيمالم يجزأن يشاهده خلقه ولاأن يلامسوه ولا أن يباشرهم و


(1)في نسخة : للمحيل وفى اخرى : للمحل .
(2)أى من اين أثبت وجوب إرسال الانبياء والرسل أخرجه الكلينى قدس سره في كتاب الكافى
في باب الاضطرار إلى الحجة باسناده عن على بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمر الفقيمى
عن هشام بن الحكم ، عن أبى عبدالله عليه السلام من قوله :(فمن أين أثبت)إلى قوله :(وجوب
عدالته)(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه