أرزاق المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون .
73 - محص : عن على بن السندي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله جعل
أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون ، وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه .
74 - محص : عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الدنيا
دول فما كان لك منها أتاك على ضعفك ، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك ، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه ، ومن رضي بما رزقه الله قرت عينه .
75 - محص : عن ابن فضال رفعه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ليكن
طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص الراضى بدنياه المطمئن
إليها ، وأنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ، ترفع نفسك عن منزلة
الواهن الضعيف ، وتكتسب ما لابد للمؤمن منه ، إن الذين اعطوا المال ثم لم
يشكروا لا مال لهم .
76 - دعوات الراوندى : ذكروا أن سليمان عليه السلام كان جالسا على
شاطئ بحر فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر ، فجعل سليمان
ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء وفتحت فاها
فدخلت النملة فاها وغاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة ، وسليمان يتفكر في ذلك
متعجبا .
ثم إنها خرجت من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة من فيها ، ولم
تكن معها الحبة فدعاها سليمان وسألها عن حالها وشأنها وأين كانت ، فقالت : يا نبي
الله في قعر هذا البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها
الله تعالى هنالك فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها وقد وكلني الله برزقها ،
فأنا أحمل رزقها وسخرالله هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها ، وتضع
فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت رزقها إليها خرجت من ثقب
الصخرة إلى فيها فتتخرجني من البحر ، قال سليمان : وهل سمعت لها من تسييحة ؟