بحار الأنوار ج8

جواز الشفاعة عقلا ووجوبهاسمعابصريح الآيات ، وبخبر الصادق ، وقد جاء‌ت
الآثار التي . بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين ، و
أجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة عليها ، ومنعت الخوارج وبعض
المعتزلة منها ، وتعلقوا بمذاهبهم في تخليد المذنبين في النار ، واحتجوا بقوله تعالى :
فما تنفعهم شفاعة الشافعين (1)وأمثاله وهي في الكفار ، وأما تأويلهم أحاديث
الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل ، وألفاظ الاحاديث في الكتاب وغيره صريحة
في بطلان مذهبهم ، وإخراج من استوجب النار ، لكن الشفاعة خمسة أقسام : أولها
مختصة بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وهو الازاحة من هول الموقف وتعجيل الحساب .
الثانية : في إدخال قوم الجنة بغيرحساب ، وهذه أيضا وردت لنبينا صلى الله عليه وآله .
الثالثة : الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا صلى الله عليه وآله ومن يشاء الله .
الرابعة : فيمن دخل النار من المؤمنين وقد جاء‌ت الاحاديث بإخراجهم من
النار بشفاعة نبينا صلى الله عليه وآله والملائكة وإخوانهم من المؤمنين ، ثم يخرج الله تعالى كل
من قال : لا إله إلاالله كما جاء في الحديث : لا يبقى فيها إلا الكافرون .
الخامسة : الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة لاهلها وهذه لا ينكرها المعتزلة
ولاينكرون أيضا شفاعة الحشر الاولى انتهى .


(1)المدثر : 48 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه