بحار الأنوار ج49

شهر رمضان فقلت له : جعلت فداك لمولاك فلان علي حق وقد والله شهرني وأنا أظن
في نفسي أنه يأمره بالكف عني ، والله ما قلت له : كم له علي ولا سميت له شيئا
فأمرني بالجلوس إلى رجوعه .
فلم أزل حتى صليت المغرب وأنا صائم فضاق صدري وأردت أن أنصرف فاذا
هو قد طلع علي وحوله الناس ، وقد قعد له السؤال ، وهو يتصدق عليهم فمضى
فدخل بيته ثم خرج فدعاني فقمت إليه فدخلت معه فجلس وجلست معه فجعلت
احدثه عن ابن المسيب وكان أمير المدينة ، وكان كثيرا ما احدثه عنه فلما فرغت
قال : ما أظنك أفطرت بعد قلت : لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي ، وأمر الغلام
أن يأكل معي فأصبت والغلام من الطعام .
فلما فرغنا قال : ارفع الوسادة وخذ ما تحتها فرفعتها فاذا دنانير فأخذتها
ووضعتها في كمي وأمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوا بي منزلي ، فقلت :
جعلت فداك إن طائف ابن المسيب يدور ، وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك ، قال :
أصبت أصاب الله بك الرشاد ، وأمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم .
فلما دنوت من منزلي وآنست رددتهم وصرت إلى منزلي ، ودعوت السراج
ونظرت إلى الدنانير فاذا هي ثمانية وأربعون دينارا ، وكان حق الرجل علي
ثمانية وعشرين دينارا وكان فيها دينار يلوخ فأعجبني حسنه فأخذته وقربته من
السراج ، فاذا عليه نقش واضح(حق الرجل عليك ثمانية وعشرين دينارا وما بقي
فهو لك)ولا والله ما كنت عرفت ماله علي على التحديد(1).
13 قب : موسى بن يسار قال : كنت مع الرضا عليه السلام وقد أشرف على حيطان
طوس وسمعت واعية فأتبعتها فاذا نحن بجنازة ، فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد
ثنى رجله عن فرسه ، ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ، ثم أقبل يلوذ بهما كما تلوذ
السخلة بامها ، ثم أقبل علي وقال : يا موسى بن يسار ، من شيع جنازة ولي من
أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه ، حتى إذا وضع الرجل على


(1)كتب الارشاد ص 288 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه