بحار الأنوار ج24


59 (باب) (نادر في تأويل قوله تعالى :(سيروا فيها ليالى

وأياما آمنين(1)))

1 - ج : عن أبي حمزة الثمالي قال : أتى الحسن البصري أبا جعفر عليه السلام
فقال : جئتك لاسألك عن أشياء من كتاب الله ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : ألست
فقيه أهل البصرة ؟ قال : قد يقال ذلك ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : هل بالبصرة أحد
تأخذ عنه ؟ قال : لا ، قال : فجميع أهل البصرة يأخذون عنك ؟ قال : نعم ، فقال له
أبوجعفر عليه السلام : سبحان الله لقد تقلدت(2)عظيما من الامر ، بلغني عنك أمر فما
أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك ؟ قال : ماهو ؟ قال : زعموا أنك تقول ، إن
الله خلق العباد ففوض إليهم امورهم ، قال : فسكت الحسن ، فقال : أفرأيت من
قال الله له في تابه إنك آمن ، هل عليه خوف بعد هذا القول ؟ فقال الحسن : لا
فقال أبوجعفر عليه السلام : إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطبا(3)ولا أحسبك إلا
وقد فسرته على غير وجهه ، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت ، فقال له :
ما هو ؟ قال : أرأيت حيث يقول :(وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها
قرى ظاهرة وقد رنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين)يا حسن بلغني أنك
أفتيت الناس فقلت : هي مكة ، فقال أبوجعفر عليه السلام : فهل يقطع على من حج مكة
وهل يخاف أهل مكة ؟ وهل تذهب أموالهم ؟ فمتى يكونون آمنين(4)؟ بل فينا


(1)سورة سبأ : 18 .
(2)اى توليت امرا عظيما وألزمته نفسك .
(3)في المصدر : وانهى اليك خطابا .
(4)في المصدر قال : بلى ، قال : فمتى يكونون آمنين !(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه