بحار الأنوار ج53

فقد أشرك (1).
قال : فكففت عن الطلب ، وسكنت نفسي ، وعدت إلى وطني مسرورا والحمد لله .
23 يج : روي عن أحمد بن ابي روح ، قال : خرجت إلى بغداد في مال
لابي الحسن الخضر بن محمد لاوصله وأمرني أن أدفعه إلى أبي جعفر محمد بن عثمان
العمري فأمرني أن أدفعه إلى غيره ، وأمرني أن أسال الدعاء للعلة التي هو فيها
وأسأله عن الوبر يحل لبسه ؟
فدخلت بغداد ، وصرت إلى العمري ، فأبى أن يأخذ المال وقال : صر إلى
ابي جعفر محمد بن أحمد وادفع إليه فانه أمره بأن يأخذه ، وقد خرج الذي طلبت
فجئت إلى أبي جعفر فأوصلته إليه ، فأخرج إلي رقعة فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم ، سألت الدعاء عن العلة التي تجدها ، وهب الله
لك العافية ، ودفع عنك الآفات ، وصرف عنك بعض ما تجده من الحرارة ، وعافاك
وصح جسمك ، وسألت ما يحل أن يصلي فيه من الوبر والسمور والسنجاب
والفنك والدلق والحواصل ، فأما السمور والثعالب فحرام عليك وعلى غيرك الصلاة
فيه ويحل لك جلود المأكول من اللحم إذا لم يكن فيه غيره ، وإن لم يكن لك
ما تصلي فيه ، فالحواصل جائز لك أنتصلي فيه ، الفرا متاع الغنم ، ما لم يذبح
بأرمنية يذبحه النصارى على الصليب ، فجائز لك أن تلبسه إذا ذبحه أخ لك أو
مخالف تثق به(2).
إلى هنا انتهى ما أردت إيراده في كتاب الغيبة وأرجو من فضله تعالى أن يجعلني
من أنصار حجته ، والقائم بدينه ، ومن أعوانه والشهداء تحت لوائه ، وأن يقرعيني
وعيون والدي وإخواني وأصحابي وعشايري وجميع المؤمنين برؤيته ، وأن يكحل


(1)أشاط دمه ووبدمه : أذهبه ، أو عمل في هلاكه ، أو عرضه للقتل .
(2)راجع المستدرك باب 3 من أبواب لباس المصلى تحت الرقم 1 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه