بحار الأنوار ج33

الاحنف أن عليا عليه السلام كان يأذن لبني هاشم وكان يأذن لي معهم قال :
فلما كتب إليه معاوية إن كنت تريد الصلح فامح عنك اسم الخلافة . فاستشار
بني هاشم فقال له رجل منهم انزح هذا الاسم الذي نرحه الله . قال : فإن
كفار قريش لما كان بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبينهم ما كان وكتب
هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله أهل مكة كرهوا ذلك وقالوا : لو نعلم
أنك لرسول الله ما منعناك أن تطوف بالبيت قال : فكيف إذا قالوا : أكتب هذا
ما قاضى عليه محمد بن عبدالله أهل مكة فرضي .(قال الاحنف :)فقلت لذلك
الرجل كلمة فيها غلظة وقلت لعلي : أيها الرجل والله مالك ما قال رسول
الله إنا ما حابيناك في بيعتنا ولو نعلم أحدا في الارض اليوم أحق بهذا الامر
منك لبايعناه ولقاتلناك معه أقسم بالله إن محوت عنك هذا الاسم الذي دعوت
الناس إليه وبايعتهم عليه لانرجع إليه أبدا .
بيان : انزح هذا الاسم من باب الافعال أي بعد أو على بناء المجرد من
نزح البئر يقال : نزحتني أي أنفدت ما عندي ولعله كان هذا القبيح من القول
للتضجر من اضطراب الامر .
وقراء‌ته بصيغة الماضي على الاستفهام الانكاري فيكون المرفوع في الاول
والمنصوب في الثاني راجعين إلى معاوية بعيدة .
ويمكن أن يكون بالباء الموحدة والراء المهملة(1)أي عظمه وأكرمه أو بالياء
والجيم أي أظهره فيكون غلظة الاحنف على القائل الثاني .
563 - رواه أبوعمرو الكشي رحمه الله تحت الرقم :(28)في ترجمة الاحنف بن قيس من رجاله
ص 85 ط النجف .
والظاهر أنه هو مارواه الطبري بسياق أجود في آخر حرب صفين من تاريخه : ج 5 ص 53 ط
بيروت قال :
حدثني علي بن مسلم الطوسي قال : حدثنا حبان ، قال حدثنا مبارك عن الحسن قال :
أخبرني الاحنف . .
(1)أي(برحه الله)وهكذا أثبت في تاريخ الطبري في حديثه الذي أشرنا إليه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه