بحار الأنوار ج21

أعدني(1)على هذا الفاجر الذي قتل والدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أهدر(2)
الاسلام ما كان في الجاهلية ، فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بني الحارث
ابن كعب ، ومضى إلى قومه ، فاستدعى رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن
أبي طالب عليه السلام وأمره على المهاجرين ، وأنفذه إلى بني زبيد ، وأرسل
خالد بن الوليد في الاعراب وأمره أن يعمد لجعفي(3)فإذا البقيا فأمير الناس
أمير المؤمنين عليه السلام ، فسار أمير المؤمنين عليه السلام واستعمل على مقدمته خالد بن
سعيد ابن العاص ، واستعمل خالد على مقدمته أبا موسى الاشعري ، فأما جعفي

فإنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين : فذهبت فرقة إلى اليمن ، وانضمت الفرقة
الاخرى إلى بني زبيد . فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فكتب إلى خالد بن الوليد :
أن قف حيث إدركك رسولي ، فلم يقف ، فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص تعرض
له حتى تحبسه ، فاعترض له خالد حتى حبسه ، وأدركه أميرالمؤمنين عليه السلام فعنفه
على خلافه ، ثم سار حتى لقي بني زبيد بواد يقال له : كثير(4)فلما رآه بنو زبيد
قالوا لعمرو : كيف أنت يا با ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الاتاوه
قال :(5)سيعلم إن لقيني ، قال : وخرج عمرو فقال : من يبارز ؟ فنهض إليه أمير المؤمنين عليه السلام وقام(6)إليه خالد بن سعيد وقال له : دعني يا أباالحسن بأبي أنت
وأمي أبارزه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن كنت ترى أن لي عليك طاعة فقف
مكانك(7)فوقف ، ثم برز إليه أمير المؤمنين عليه السلام فصاح به صيحة فانهزم عمرو و
قتل أخاه(8)وابن أخيه وأخذت امرأته ركانة بنت سلامة ، وسبى منهم نسوان ، و
انصرف أمير المؤمنين عليه السلام وخلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم ، و
يؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلما ، فرجع عمرو بن معدي كرب ، واستأذن على


(1)اعدى فلانا على فلان : نصره واعانه وقواه .(2)أبطله واباحه .
(3)جعفى بن سعد العشيره : بطن من سعد العشيرة من مذحج من القحطانية
(4)كثر خ ل . أقول : في المصدر : كسر . وفي القاموس : كسر بالكسر : قرى كثيرة باليمن .
(5)فقال خ ل .(6)فقام خ ل .
(7)في مكانك خ ل .(8)اخوه خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه