بحار الأنوار ج19

ثم دار خلفه فألقى رسول الله صلى الله عليه وآله عن كتفه الازار ، فنظر سلمان إلى خاتم النبوة و
الشامة(1)فأقبل يقبلها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : من أنت ؟ قال : أنا رجل من
أهل فارس قد خرجت من بلادي منذ كذا وكذا ، وحدثه بحديثه .
وله حديث فيه طول(2).
فأسلم وبشره رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : أبشر واصبر فإن الله سيجعل لك فرجا
من هذا اليهودي .
فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله فارقه أبوبكر ، ودخل المدينة ، ونزل على بعض
الانصار ، وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله بقباء نازلا على كلثوم بن الهدم(3).
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله المغرب والعشاء الآخرة جاء‌ه أسعد بن زرارة مقنعا
فسلم على رسول الله وفرح بقدومه ثم قال : يا رسول الله ما ظننت أن أسمع بك في مكان
فأقعد عنك ، إلا أن بيننا وبين إخواننا من الاوس ما تعلم ، فكرهت أن آتيهم ، فلما
أن كان هذا الوقت لم أحتمل أن أقعد عنك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للاوس : من يجيره
منكم ؟ فقالوا : يارسول الله جوارنا في جوارك فأجره ، قال : لا بل يجيره بعضكم
فقال عويم بن ساعدة وسعد بن خيثمة : نحن نجيره يا رسول الله ، فأجاروه ، وكان
يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيتحدث عنده ويصلي خلفه ، فبقي رسول الله خمسة عشر
يوما فجاء‌ه أبوبكر فقال : يا رسول الله تدخل المدينة فإن القوم متشوقون إلى
نزولك عليهم ، فقال صلى الله عليه وآله : لا أريم من هذا المكان حتى يوافي أخي علي عليه السلام ، وكان
رسول الله قد بعث إليه أن احمل العيال وأقدم ، فقال أبوبكر : ما أحسب عليا يوافي
قال : بلى ما أسرعه إن شاء الله ، فبقي خمسة عشر يوما فوافى علي عليه السلام بعياله(4).


(1)الشامة : الخال . وهو بثرة سوداء في البدن .
(2)يأتى انشاء الله في موضعه .
(3)في المصدر : نازلا على بيت كلثوم .
(4)في امتاع الاسماع : 48 ، وقدم على رضى الله عنه من مكة للنصف من ربيع الاول ورسول
الله صلى الله عليه وآله بقباء لم يرم بعد ، وقدم معه صهيب ، وذلك بعد ما ادى على عن رسول الله - - >

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه