بحار الأنوار ج61

ضفدعة ، وناس يقولون : ضفدع بفتح الدال ، قال الخليل : ليس في الكلام فعلل إلا
أربعة أحرف : درهم وهجرع - وهو الطويل - وهبلع - وهو الاكول - وقلعم و
هو اسم .
وقال ابن الصلاح : الاشهر فيه من حيث اللغة كسر الدال وفتحها أشهر في
ألسنة العامة وأشباه العامة من الخاصية ، وقد أنكره بعض أئمة اللغة ، وقال البطليوسي في
شرح أدب الكاتب : وحكي أيضا ضفدع بضم الضاد وفتح الدال وهو نادر حكاه المطرزي أيضا
قال في الكفاية : وذكر الضفادع يقال له : العلجوم بضم العين والجيم وإسكان اللام
والواو وآخره ميم ، والضفدع أنواع كثيرة ، وتكون من سفاد وغيره سفاد ، وتتولد
من المياه القائمة الضعيفة الجري ومن العفونات وعقب الامطار الغزيرة حتى يظن
أنه يقع من السحاب لكثرة مايرى منه على الاسطحة عقيب . المطر والريح ، وليس
ذلك عن ذكر وانثى ، وإنما الله تعالى يخلقه في تلك الساعة من طباع تلك التربة ،
وهي من الحيوان التي لا عظام لها ، ومنها من ينق ومنها لا ينق والذي منها ينق
يخرج صوته من قرب اذنه ، ويوصف بحدة السمع إذا تركت النقيق وكانت خارج
الماء ، وإذا أرادت أن تنق أدخلت فكها الاسفل في الماء ، ومتى دخل الماء في فيها
لا تنق ، قال عبد القاهر : والثعبان : يستدل بصياح الضفدع عليه فيأتى على صياحه
فيأكله ، وتعرض لبعض الضفادع مثل ما يعرض لبعض الوحوش من رؤية النار حيرة
إذا رأتها وتتعجب منها لانها تنق ، فاذا أبصرت النار سكتت . ولا تزال تدمن
النظر إليها وأول نشوها في الماء أن تظهر مثل حب الدخن الاسود ، ثم تخرج منه
وهي كالدعموس ، ثم بعد ذلك ينبت لها الاعضاء ، فسبحان القادر على ما يشاء وعلى
مايريد سبحانه لا إله غيره إلا هو .
وفي الكامل لابن عدي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله قال : من قتل ضفدعا فعليه
شاة محرما كان أو حلالا .
قال سفيان : يقال : إنه ليس شئ أكثر ذكرالله منه .
وفيه أنه روي عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس أن ضفدعا ألقت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه