المرأة رأسها وظهرها وصدرها ، وجمعه جلابيب ، كنى به عن الصبر . لانه يستر
الفقر كما يستر الجلباب البدن ، وقيل : إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر
أي فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمه وتشمله ، لان الغنى من أحوال
أهل الدنيا ، ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت عليهم السلام .
2 ك : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد ، عن أبيه ، عن ابن أبي
عمير ، عن حمزة بن حمران وغيره عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : خرج
أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام بالمدينة فتصحر وأتكأ على جدار من جدرانها
مفكرا ، إذ أقبل إليه رجل فقال : يا أبا جعفر على م حزنك ؟ أعلى الدنيا ؟ فرزق
الله حاضر يشترك فيه البر والفاجر ، أم على الآخرة ؟ فوعد صادق ، يحكم فيه
ملك قادر قال أبوجعفر عليه السلام : ما على هذا أحزن أما حزني على فتنة ابن الزبير
فقال له الرجل : فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه ؟ أم هل رأيت أحدا توكل
على الله فلم يكفه ؟ وهل رأيت أحدا استخارالله فلم يخرله ؟ قال أبوجعفر عليه السلام : فولى
الرجل وقال : هو ذاك ، فقال أبوجعفر عليه السلام : هذا هو الخضرعليه السلام .
قال الصدوق : جاء هذا الحديث هكذا ، وقد روي في حديث آخر أن ذلك
كان مع علي بن الحسين عليه السلام(1).
3 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن
إسحاق بن عمارقال : حدثني رجل من أصحابنا ، عن الحكم بن عتيبة قال : بينا أنا
مع أبي جعفر عليه السلام والبيت غاص بأهله ، إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له ، حتى وقف
على باب البيت فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم سكت
فقال أبوجعفر عليه السلام : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم أقبل الشيخ بوجهه على
أهل البيت وقال : السلام عليكم ، ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه
السلام ، ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام ثم قال : يا ابن رسول الله أدنني منك
(1)كمال الدين وتمام النعمة ج 2 ص 58 .