بحار الأنوار ج12

لايوب عليه السلام بعد ما عافاه الله تعالى : أي شئ أشد ما مر عليك ؟ قال : شماتة
الاعداء .(1)
22 - ص - بهذا الاسناد عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أمطر الله
على أيوب من السماء فراشا من ذهب ، فجعل أيوب يأخذ ما كان خارجا من داره فيدخله
داره ، فقال جبرئيل عليه السلام : أما تشبع يا أيوب ؟ قال : ومن يشبع من فضل ربه .(2)
23 - ص : بالاسناد عن الصدوق ، بإسناده عن وهب بن منبه إن أيوب كان في زمن
يعقوب بن إسحاق صلوات الله عليهم وكان صهرا له تحته ابنة يعقوب يقال لها إليا ، وكان
أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام ، وكانت أم أيوب ابنة لوط ، وكان لوط جد أيوب صلوات الله
عليهما أبا امه ، ولما استحكم البلاء على أيوب من كل وجه صبرت عليه امرأته ، فحسد
إبليس على ملازمتها بالخدمة ، وكانت بنت يعقوب ، فقال لها : ألست أخت يوسف
الصديق عليه السلام قالت : بلى ، قال : فما هذا الجهد ؟ وما هذه البلية التي أراكم فيها ؟ قالت :
هو الذي فعل بنا ليؤجر نابفضله علينا ، لانه أعطاه بفضله منعما ، ثم أخذه ليبتلينا ، فهل
رأيت منعما أفضل منه ؟ فعلى إعطائه نشكره ، وعلى ابتلائه نحمده ، فقد جعل لنا الحسنيين
كلتيهما ، فابتلاه ليرى صبرنا ، ولا نجد على الصبر قوة إلا بمعونته وتوفيقه ، فله الحمد
والمنة ما أولانا وأبلانا ، فقال لها : أخطأت خطاء عظيما ليس من ههنا ألح عليكم البلاء ،
وأدخل عليها شبها دفعتها كلها ، وانصرفت إلى أيوب عليه السلام مسرعة وحكت له ما قال
اللعين ، فقال أيوب : القائل إبليس ، لقد حرص على قتلي إني لاقسم بالله لاجلدنك
مائة - لم أصغيت إليه - إن شفاني الله . قال وهب : قال ابن عباس : فأحيى الله لهما
أولادهما وأموالهما ورد عليه كل شئ لهما بعينه ، وأوحى الله تعالى إليه : " وخذ بيدك
ضغثا فاضرب به ولا تحنث " فأخذ ضغثا من قضبان دقاق من شجرة يقال لها الثمام فبر به
يمينه وضربها ضربة واحدة ، وقيل : أخذ عشرة منها فضربها بها عشر مرات ، و
كان عمر أيوب ثلاثا وسبعين قبل أن يصيبها البلاء فزادها الله مثلها ثلاثا وسبعين سنة
اخرى .(3)
(1 - 3)مخطوط . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه