بحار الأنوار ج12

إبراهيم ، وقيل : إن الجبال كانت سبعة ; وقيل : أربعة ; وقيل : أراد كل جبل على
العموم بحسب الامكان .
ويسأل فيقال : كيف قال : " ثم ادعهن " ودعاء الجماد قبيح ؟ وجوابه أنه أراد
بذلك الاشارة إليها والايماء لتقبل عليه إذا أحياها الله ; وقيل : معنى الدعاء هنا الاخبار
عن تكوينها إحياء ، كقوله سبحانه : " كونا قردة خاسئين " .(1)
و " إبراهيم " أي وفي صحف إبراهيم " الذي وفى " أي تمم وأكمل ما أمر به ، وقيل :
بلغ قومه وأدى ما أمر به إليهم ; وقيل : أكمل ما أوجب الله عليه من الطاعات في كل
ما أمر وامتحن به . ثم بين ما في صحفهما فقال : " ألا تزر وازرة وزر أخرى " الآيات(2)
" إن هذا لفي الصحف الاولى " أي قوله : " قد أفلح " إلى أربع آيات . ثم بين الصحف
الاولى فقال : " صحف إبراهيم وموسى " وفيه دلالة على أن إبراهيم عليه السلام كان قد أنزل
عليه الكتاب خلافا لمن يزعم أنه لم ينزل عليه كتاب . وروي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال : أنزل الله مائة وأربعة كتب : منها على إبراهيم عليه السلام عشر صحائف . وفي الحديث
إنه كان في صحف إبراهيم : ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه ، عارفا بزمانه ، مقبلا
على شأنه . وقيل : إن كتب الله كلها أنزلت في شهر رمضان .(3)
1 - فس : " وإذا بتلى إبراهيم ربه بكلمات " قال : هو ما ابتلاه الله به مما أراه في
نومه بذبح ولده فأتمها إبراهيم عليه السلام ، وساق مثل ما ذكره الطبرسي إلى قوله : وهو قوله :
" واتبع ملة إبراهيم حنيفا " .(4)
2 - فس : " وإبراهيم الذي وفي " قال : وفي بما أمره الله من الامر والنهي و
ذبح ابنه .(5)
3 - فس : " إن هذا " يعني ما قد تلوته من القرآن " لفي الصحف الاولى " .(6)


(1)مجمع البيان 2 : 373 . 2
(2)مجمع البيان 9 : 180 م
(3)مجمع البيان 10 : 476 . م
(4)تفسير القمى : 50 . م
(5)تفسير القمى : 655 وفيه بما امره الله به من الامر اه‍ .
(6)تفسير القمى 721 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه