بحار الأنوار ج44

9 كش : روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على
المدينة :
أما بعد فان عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق ، ووجوه أهل
الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي ، وذكر أنه لا يأمن وثوبه ، وقد بحثت عن
ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلاف يومه هذا ، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده
فاكتب إلي برأيك في هذا والسلام .
فكتب إليه معاوية : أما بعد فقد بلغني وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين
فاياك أن تعرض للحسين في شئ ، واترك حسينا ما تركك ، فانا لا نريد أن نعرض
له في شئ ما وفى بيعتنا ، ولم ينازعنا سلطاننا ، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته والسلام .
وكتب معاوية إلى الحسين بن علي عليهما السلام : أما بعد فقد انتهت إلي امور عنك
إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها ، ولعمر الله إن من أعطى الله عهده وميثاقه
لجدير بالوفاء ، فان كان الذي بلغني باطلا فانك أنت أعزل الناس لذلك ، وعظ
نفسك ، فاذكر ، وبعهد الله أوف فانك متى ما تنكرني انكرك ، ومتى ما تكدني
أكدك ، فاتق شق عصا هذه الامة وأن يردهم الله على يديك في فتنة ، فقد عرفت
الناس وبلوتهم ، فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد ، ولا يستخفنك السفهاء والذين
لا يعلمون .
فلما وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه كتب إليه : أما بعد فقد بلغني
كتابك تذكر أنه قد بلغك عني امور أنت لي عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير
فان الحسنات لا يهدي لها ، ولا يسدد إليها إلا الله .
وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني ، فانه إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤن
بالنميم ، وما اريد لك حربا ولا عليك خلافا ، وأيم الله إني لخائف لله في ترك ذلك
وما أظن الله راضيا بترك ذلك ، ولا عاذرا بدون الاعذار فيه إليك ، وفي اولئك
القاسطين الملحدين حزب الظلمة ، وأولياء الشياطين .
ألست القاتل حجرا أخا كندة والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه