بحار الأنوار ج22

مالك(1)الاشتر فصلى بنا عليه ، ثم دفناه ، فقام الاشتر على قبره ، ثم قال : اللهم
هذا أبوذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عبدك في العابدين ، وجاهد فيك المشركين ، لم
يغير ولم يبدل ، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفي وحرم
واحتقر ، ثم مات وحيدا غريبا ، اللهم فاقصم من حرمه ، ونفاه من مهاجره وحرم
رسولك صلى الله عليه وآله ، قال : فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا : آمين ، ثم قدمت الشاة التي صنعت
فقالت : إنه قد أقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تتغدوا فتغدينا وارتحلنا(2).
8 - ضه : قيل له عند الموت : يابا ذر ما مالك ؟ قال : عملي ، قالوا : إنما
نسألك عن الذهب والفضة ، قال : ما أصبح ولا أمسي وما أمسي ولا أصبح لنا كندوج
فيه حر متاعنا ، سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كندوج المرء قبره(3).
ما : بإسناده عن موسى بن بكر ، عن أبي إبراهيم مثله(4).
كش : علي بن محمد القيتبي ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبيه ، عن علي بن
الحكم ، عن موسى بن بكر مثله(5).
بيان : الكندوج بالكسر : شبه المخزن معرب كندو ، والحر بالضم : خيار
كل شئ .
9 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إن أبا ذر أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبرئيل في صورة دحيل الكلي
وقد استخلاه رسول الله صلى الله وآله ، فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما ، فقال
جبرئيل : يا محمد هذا أبوذر قد مر بنا ولم يسلم علينا ، أما لو سلم لرددنا عليه ، يا
محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء
فلما ارتفع جبرئيل عليه السلام جاء أبوذر إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ما


(1)في المصدر : مالكا الاشتر .
(2)رجال الكشى : 44(ط 1)ر 62(ط 2).
(3)روضة الواعظين : 245 .(4)امالى الشيخ : 78 .
(5)رجال الكشى : 18 و 19 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه