بحار الأنوار ج22

امتي ما يوعدون ، ولا يزال هذا الدين ظاهرا على الاديان كلها مادام فيكم من
قد رآني(1).
12 - وبهذا الاسناد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وآله يأتي أهل الصفة ، وكانوا ضيفان رسول الله صلى الله عليه وآله ، كانوا هاجروا
من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة ، فأسكنهم رسول الله صلى الله عليه وآله صفة المسجد ، وهم
أربعمائة رجل ، فكان يسلم عليهم بالغداة والعشي ، فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف
نعله ، ومنهم من يرقع ثوبه ، ومنهم من يتفلى(2)، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يرزقهم
مدا مدا من تمر في كل يوم ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله التمر الذي
ترزقنا قد أحرق بطوننا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما إني لو استطعت أن اطعمكم
الدنيا لاطعمتكم ، ولكن من عاش منكم من بعدي يغدى عليه بالجفان ، ويراح عليه
بالجفان ، ويغدو أحدكم في خميصة ، ويروح في اخرى ، وينجدون(3)بيوتكم
كما تنجد الكعبة ، فقام رجل فقال : يا رسول الله إنا إلى ذلك الزمان بالاشواق
فمتى هو ؟ قال صلى الله عليه وآله : زمانكم هذا خير من ذلك الزمان ، إنكم من ملاتم
بطونكم من الحلال توشكون أن تملاوها من الحرام ، فقام سعد بن أشج فقال :
يا رسول الله ما يفعل بنا بعد الموت ؟ قال : الحساب والقبر ، ثم ضيقه بعد ذلك أو
المتظاهرة التي لا اجازيها ولا جزاء من سبعة ، فقال سعد بن أشج : إني اشهد الله
واشهد رسوله ومن حضرني أن نوم الليل علي حرام ، والاكل بالنهار علي حرام
ولباس الليل علي حرام ، ومخالطة الناس علي حرام ، وإتيان النساء علي حرام
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا سعد لم تصنع شيئا ، كيف تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر
إذا لم تخالط الناس ؟ وسكون البرية بعد الحضر كفر للنعمة ، نم بالليل ، وكل


(1)نوادر الراوندى : 23 .
(2)فلى رأسه او ثوبه : نقاها من القمل .
(3)الخميصة : ثوب اسود مربع . نجد البيت : زينه . انجد البناء : ارتفع .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه