بحار الأنوار ج18

8 - عم ، يج : روي أن أصحابه شكوا إليه في غزوة تبوك نفاد أزوادهم ، فدعا
بفضلة زاد لهم فلم يوجد إلا بضع عشرة تمرة ، فطرحت بين يديه فمسها بيده ودعا ربه ،
ثم صاح في الناس فانحفلوا ، وقال : كلوا بسم الله ، فأكل القوم وهم الوف ، فصاروا كأشبع
ما كانوا ، وملاوا مزاودهم وأوعيتهم ، والتمرات بحالها كهيئتها يرونها عيانا لا شبهة
فيه(1).
9 - يج : روي أنه صلى الله عليه وآله ورد في غزاته هذه على ماء قليل لا يبل حلق واحد من
القوم وهم عطاش ، فشكوا ذلك إليه ، فأخذ من كنانته سهما فأمر بغرزه(2)في أسفل الركي
ففار الماء إلى أعلى الركي فارتووا للمقام واستقوا للظعن ، وهم ثلاثون ألفا ، ورجال من
المنافقين حضور متحيرين(3)
يج : روي أن أصحابه صلى الله عليه وآله كانوا معه في سفر فشكوا إليه أن لا ماء معهم ،
وأنهم بسبيل هلاك ، فقال : كلا إن معي ربي(4)، عليه توكلي ، وإليه مفزعي ، فدعا
بركوة فطلب ماء فلم يوجد إلا فضلة في الركوة ، وما كانت تروي رجلا ، فوضع كفه فيه
فنبع الماء من بين أصابعه يجري ، فصيح في الناس فسقوا واستسقوا(5)، وشربواحتى
نهلوا(6)وعلوا وهم الوف ، وهو يقول : أشهد(7)أني رسول الله حقا .


< - الورى فالفاظه فيه هكذا : ان اصحابه أرملوا وضاق بهم الحال ، وصاروا بمعرض الهلاك ، لفناء
الازواد يوم الاحزاب ، فدعاه رجل من أصحابه إلى طعامه ، فاحتفل القوم معه فدخل وليس عند
القوم الاقوت رجل أو رجلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : غطوا اناء‌كم ، ثم برك عليه و
قدمه والقوم الوف ، فأكلوا وصدروا كأن لم يسغبوا قط شباعا ورواء ، والطعام بحاله لم يفقدوا
منه شيئا .
(1)اعلام الورى : 17 ط 1 و 36 ط 2 ، والظاهر أن الحديث مخرج من الخرائج وألفاظه
في اعلام الورى يخالفه راجعه ، ويوجد في الخرائج حديث فيه تفصيل ذلك راجع ص 189 .
(2)أى باثباته وادخاله في أسفل الركى .
(3)اعلام الورى : 17 و 18 ط 1 و 36 ط 2 .
(4)سيهدين خ .
(5)واستقوا خ ل .
(6)انهلوا خ ل .
(7)اشهدوا خ ل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه