بحار الأنوار ج45

فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل ، فأقبل حتى وقف أمام الحسين عليه السلام ونادى
عمربن سعد ، : يادريد أدن رأيتك فأدناها ثم وضع سهما في كبد قوسه ثم رمى وقال :
اشهدوا أني أول من رمى الناس(1)
وقال محمدبن أبي طالب : فرمى أصحابه كلهم فما بقي من أصحاب الحسين
عليه السلام إلا أصابه من سهامهم ، قيل : فلما رموهم هذه الرمية ، قل أصحاب
الحسين عليه السلام وقتل في هذه الحملة خمسون رجلا ، وقال السيد : فقال عليه السلام
لاصحابه : قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه فان هذه السهام رسل القوم
إليكم ، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة ، حتى قتل من أصحاب الحسين عليه السلام
جماعة ، قال : فعندها ضرب الحسين عليه السلام يده على لحيته ، وجعل يقول : اشتد غضب
الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا ، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة
واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه ، واشتد غضبه على قوم اتفقت
كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم ، أما والله لااجيبهم إلى شئ مما يريدون حتى
ألقى الله تعالى ، وأنا مخضب بدمي
وروي عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال : سمعت أبي عليه السلام يقول : لما التقى
الحسين عليه السلام وعمربن سعد لعنه الله وقامت الحرب ، انزل النصر حتى رفرف على
رأس الحسين عليه السلام ثم خيربين النصر على أعدائه وبين لقاء الله تعالى ، فاختار
لقاء الله تعالى
قال الراوي : ثم صاح عليه السلام : أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذاب
يذب عن حرم رسول الله(2)
وقال المفيد رحمه الله : وتبارزوا فبرز يسار مولى زياد بن أبي سفيان وبرزإليه
عبدالله بن عمير ، فقال له يسار : من أنت فانتسب له فقال : لست أعرفك حتى يخرج

إلي زهيربن القين أو حبيب بن مظاهر ، فقال له عبدالله بن عمير : ياابن الفاعلة


(1)كتاب الارشاد ص 219
(2)الملهوف ص 89 و 90

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه