بحار الأنوار ج49

2 - ن : الوراق والمكتب وحمزة العلوي والهمداني جميعا ، عن علي
عن أبيه ، عن الهروي وحدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن أحمد بن إدريس ، عن
إبراهيم بن هاشم عن الهروي قال : رفع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى
الرضا عليه السلام يعقد مجالس الكلام ، والناس يفتتنون بعلمه ، فأمر محمد بن عمرو
الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره ، فلما نظر إليه زبره
واستخف به فخرج أبوالحسن الرضا عليه السلام من عنده مغضبا وهو يدمدم بشفتيه
ويقول : وحق المصطفى والمرتضى وسيدة النساء لاستنزلن من حول الله عزوجل
بدعائي عليه ما يكون سبيا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به ، و
بخاصته وعامته .
ثم إنه عليه السلام انصرف إلى مركزه واستحضر الميضأة وتوضأ وصلى ركعتين
وقنت في الثانية فقال :
أللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة الواسعة ، والمنن المتتابعة
والآلاء المتوالية ، والايادي الجميلة ، والمواهب الجزيلة ، يامن
لا يوصف بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يامن خلق
فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدرفأحسن
وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ ، وأنعم فأسبغ ، وأعطى فأجزل
يا من سما في العز ففات خواطر الابصار ، ودنا في اللطف فجاز
هو اجس الافكار ، يامن تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه
وتوحد بالكبريآء فلا ضد له في جبروت شأنه ، يا من حارت في
كبرياء هيبته دقائق لطائف الاوهام ، وحسرت دون إدراك عظمته

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه