بحار الأنوار ج67

سعيد بن هلال قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أوصني فقال : اوصيك بتقوى الله
والورع والاجتهاد ، واعلم أنه لاينفع اجتهاد لا ورع فيه ، وانظر إلى من هو دونك
ولاتنظر إلى من هو فوقك فكثيرا ما قال الله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وآله ولا تعجبك
أموالهم ولا أولادهم (1)وقال عز ذكره : ولاتمدن عينيك إلى مامتعنا به
أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا (2)فان نازعتك نفسك إلى شئ من ذلك فاعلم
أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قوته الشعير ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف ، وإذا اصبت
بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله فان الناس لم يصابوا بمثله أبدا(3).
33 الدرة الباهرة : سئل الرضا عليه السلام عن صفة الزاهد فقال : متبلغ بدون
قوته ، مستعد ليوم موته ، متبرم بحياته .
34 نهج : قال عليه السلام : أفضل الزهد إخفاء الزهد .
وقال عليه السلام : ازهد في الدنيا يبصرك الله عوراتها ، ولاتغفل فلست
بمغفول عنك(4).
35 نهج : عن نوف البكالي قال : رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة وقد
خرج من فراشه ، فنظر إلى النجوم فقال : يانوف أراقد أنت أم رامق ؟ فقلت : بل
رامق ياأمير المؤمنين ، فقال : يانوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة
اولئك قوم اتخذوا الارض بساطا وترابها فراشا ، وماء‌ها طيبا ، والقرآن شعارا
والدعاء دثارا ، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عليه السلام .
يانوف إن داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال : إنها ساعة
لايدعو فيها عبد ربه إلا استجيب له ، إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا أو
صاحب عرطبة ، وهي الطنبور أو صاحب كوبة وهي الطبل ، وقد قيل أيضا : إن


(1)براء‌ة : 85 .
(2)طه : 131 .
(3)أمالي الطوسي ج 2 ص 294 .
(4)نهج البلاغة ج 2 ص 148 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه