بحار الأنوار ج42

يدري ما يصنع في قضيته ، فإن ورود واحد من الخارج متعذر مع هذه العلامات
ولم يسرق من الدار شئ البتة ، ولم تزل الجيران وغيرهم في السجن إلى ورود
الحاج(1)من مكة ، فلقي الجيران في السجن فسأل عن ذلك فقيل : إن في
الليلة الفلانية وجدوا فلانا مذبوحا في داره ولم يعرف قاتله ، ففكر(2)وقال
لاصحابه : أخرجوا صورة المنام ، فإذا هي ليلة القتل ، ثم مشى هو والناس بأجمعهم
إلى دار المقتول ، فأمر بإخراج الملحفة وأخبرهم بالدم فيها ، فوجدوها كما
قال ، ثم أمر برفع المردم(3)فرفع فوجد السكين تحته ، فعرفوا صدق منامه ، وافرج
عن المحبوسين ورجع أهله إلى الايمان ، وكان ذلك من ألطاف الله تعالى في حق
بريته .
وكان في الحلة شخص من أهل الدين والصلاح ملازم لتلاوة الكتاب العزيز ،
فرجمه الجن فكان تأتي الحجارة من الخزائن والروازن المسدودة ، وألحوا عليه
بالرجم وأضجروه ، وشاهدت أنا الموضع التي(4)كان يأتي الرجم منها ، ولم يقصر
في طلب العزائم والتعاويذ ووضعها في منزله وقراء‌تها فيه ، ولم ينقطع عنه الرجم
مدة ، فخطر بباله أنه دخل ووقف على باب البيت الذي كان يأتي الرجم منه ،
فخاطبهم وهو لا يراهم ، فقال : والله لئن لم تنتهوا عني لاشكونكم إلى أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام فانقطع عنه الرجم في الحال ولم يعد إليه .
ونقل ابن الجوزي وكان حنبلي المذهب في كتاب تذكرة الخواص : كان
عبدالله بن المبارك يحج سنة ويغزو(5)سنة ، وداوم عليه على ذلك خمسين سنة ، فخرج
في بعض سني الحج وأخذ معه خمسمائة دينار إلى موقف الجمال بالكوفة ليشتري


(1)في المصدر : إلى ان ورد الحاج .
(2)" : فكبر .
(3)ثوب مردم - بتشديد الدال - : خلق مرقع .
(4)في المصدر ، المواضع التى وفى(خ)و(م): الموضع الذى .
(5)في المصدر ويعمر . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه