بحار الأنوار ج17

ثم إذا صار محمد إلى رضوان الله وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان وحرفوا
تأويلاته(1)، وغيروا معانيه ، ووضعوها على خلاف وجوهها قاتلهم بعد علي على تأويلاته
حتى يكون إبليس الغاوي بهم هو الخاسئ الذليل المطرود المغلول ، قال : فلما بعث الله
محمدا صلى الله عليه وآله وأظهره بمكة ثم سيره منها إلى المدينة وأظهره بها ثم أنزل عليه الكتاب ،
وجعل افتتاح سورته الكبرى ب‍ " الم " يعني " الم ذلك الكتاب " وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت
أنبيائي السالفين أني سانزله عليك يامحمد " لا ريب فيه " فقد ظهر كما أخبرهم به أنبياؤهم
أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الماء(2)يقرؤه هو وامته على سائر أحوالهم(3).
بيان : لا يمحوه الماء لعله مخصوص بالقرآن الذى بخط أمير المؤمنين عليه السلام ، أو المراد
عدم محو جميعها بالماء ، أو إذا محي بالماء لا يذهب ، لانه آيات بينات في صدور الذين اوتوا
العلم ، وفي بعض النسخ لا يمحوه الزمان وهو ظاهر .
22 - م : " سواء عليهم ء‌أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " :
قال الامام عليه السلام : أخبر عن علمه فيهم ، وهم الذين قد علم الله أنهم لا
يؤمنون(4).
23 - م " وإذا خلا بعضهم إلى بعض " :
قال الامام عليه السلام : لما بهر رسول الله صلى الله عليه وآله هؤلاء اليهود بمعجزته ، وقطع معاذيرهم
بواضح دلالته لم يمكنهم مراجعته في حجته ، ولا إدخال التلبيس عليه في معجزته ، قالوا :
يامحمد قد آمنا بأنك الرسول الهادي المهدي ، وأن عليا أخاك(5)هو الوصي والولي ، و
كانوا إذا خلوا باليهود الآخرين يقولون لهم : إن إظهارنا له الايمان به أمكن لنا من
مكروهه(6)، وأعون لنا على اصطلامه(7)واصطلام أصحابه ، لانهم عند اعتقادهم أننا


(1)تأويله خ ل .
(2)الزمان خ ل .
(3)التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى : 22 و 23 .
(4)التفسير المنسوب إلى الامام العسكري : 33 .
(5)هكذا في نسخة المصنف ، وهو الصحيح وفى المصدر : أخوك .
(6)في المصدر : على دفع مكروهه .
(7)الاصطلام : الاستئصال .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه