بحار الأنوار ج3

فقال : إن الله تبارك وتعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل الخلق السماوات والارض ، وكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله عزوجل ، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنه على كل شئ قدير ، ثم رفع العرش بقدرته ونقله ، وجعله فوق السماوات السبع ، ثم خلق السماوات والارض في ستة أيام وهو مستول على عرشه ، وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين ، ولكنه عزوجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة ، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه لانه عني عن العرش وعن جميع ما خلق ، لا يوصف بالكون على العرش لانه ليس بجسم ، تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا . 15 - يد ، مع ، ن : المعاذي ، عن أحمد الهمداني ، ( 1 ) عن علي بن فضال ، ( 2 ) عن أبيه قال : سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل : " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون . قال : وسألته عن قوله الله عزوجل " وجاء ربك والملك صفا صفا " فقال : إن الله عزوجل لا يوصف بالمجيئ والذهاب ، تعالى عن الانتقال ، إنما يعني بذلك وجاء أمر ربك والملك صفا صفا .


( 1 ) هو أحمد بن محمد بن سعيد السبيعى الهمداني الحافظ ، المكنى بأبى العباس ، المعروف بابن عقدة ، كان كوفيا زيديا جاروديا ثقة ، تقدم ترجمته مفصلا . ( 2 ) هو على بن الحسن بن على بن فضال بن عمر بن أيمن مولى عكرمة بن ربعى الفياض أبو الحسن كان فقيه أصحابنا بالكوفة ، ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث والمسموع قوله فيه ، سمع منه شيئا كثيرا ولم يعثر له زلة فيه ولا ما يشينه ، وقل ما روى عن ضعيف ، وكان فطحيا ، ولم يرو عن أبيه شيئا ، وقال : كنت اقابله - وسنى ثمان عشرة سنة - بكتبه ، ولا أفهم إذ ذاك الروايات ، ولا أستحل أن أرويها عنه ، وروى عن أخويه عن أبيهما ، وذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أنه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابويه ، وقال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا على بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام ، ولا يعرف الكوفيون هذه النسخة ، ولا رويت من غير هذا الطريق . قاله النجاشي وعد له كتبا كثيرة . ( * )

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه