بحار الأنوار ج45

اطلعني على الذي يريد لخرجت معه إلى الحسين(1)
فأخذيدنو من الحسين قليلا قليلا ، فقال له مهاجربن أوس : ماتريد ياابن
يزيد ؟ أتريد أن تحمل ؟ فلم يجبه فأخذه مثل الافكل وهي الرعدة ، فقال له
المهاجر : إن أمرك لمريب ، والله مارأيت منك في موقف قط مثل هذا ، ولوقيل لي :
من أشجع أهل الكوفة ؟ لما عدوتك ، فما هذا الذي أرى منك ؟ فقال له الحر : إني
والله اخير نفسي بين الجنة والنار ، فوالله لاأختار على الجنة شيئا ولوقطعت
واحرقت
ثم ضرب فرسه فلحق الحسين عليه السلام فقال له : جعلت فداك ياابن رسول الله
أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك
في هذا المكان ، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ، ولايبلغون
منك هذه المنزلة ، والله لو علمت أنهم ينتهون بك إلى ماأرى ماركبت مثل الذي
ركبت ، وأناتائب إلى الله مما صنعت ، فترى لي من ذلك توبة ؟ فقال له
الحسين عليه السلام : نعم يتوب الله عليك فانزل فقال : أنا لك فارسا خير مني راجلا
قاتلهم على فرسي ساعة ، وإلى النزول مايصير آخر أمري ، فقال له الحسين عليه السلام :
فاصنع يرحمك الله مابدالك
فاستقدم أمام الحسين عليه السلام فقال : ياأهل الكوفة لامكم الهبل والعبر(2)
أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا أتاكم أسلمتموه ؟ وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه
ثم عدوتم عليه لتقتلوه ؟ أمسكتم بنفسه ، وأخذتم بكلكله ، وأحطتم به من كل جانب
لتمنعوه التوجه إلى بلاد الله العريضة ، فصار كالاسير في أيديكم : لايملك لنفسه
نفعا ولايدفع عنها ضرا ، وحلاتموه ونساء‌ه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري
تشربه اليهود والنصارى والمجوس ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابهم ، وهاهم قد
صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمدا في ذريته ، لاسقاكم الله يوم الظمأ


(1)كذب عدوالله ، فانه قد رأى الحربعد ذلك حين يقاتل ذبا عن آل رسول الله
(2)الهبل : الثكل ، والعبر : الموت يقال عبر القوم : ماتوا :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه