بحار الأنوار ج44


20 . (باب) (سائر ما جرى بينه صلوات الله

عليه وبين معاوية لعنه الله وأصحابه)

1 ج : روي عن الشعبي وأبي مخنف ، ويزيد بن أبي حبيب المصري أنهم
قالوا : لم يكن في الاسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل أكثر ضجيجا ولا
أعلا كلاما ولا أشد مبالغة في قول ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان
عمرو بن عثمان بن عفان ، وعمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن
عتبة بن أبي معيط ، والمغيرة بن شعبة ، وقد تواطؤوا على أمر واحد .
فقال عمرو بن العاص لمعاوية : ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره فقد
أحيا سيرة أبيه وخفقت النعال خلفه : إن أمر فاطيع ، وإن قال فصدق ، وهذان
يرفعان به إلى ما هو أعظم منهما ، فلو بعثت إليه فقصرنا به(1)وبأبيه ، وسببناه
وسببنا أباه ، وصعرنا بقدره وقدر أبيه ، وقعدنا لذلك حتى صدق لك فيه .
فقال لهم معاوية : إني أخاف أن يقلدكم قلائد يبقى عليكم عارها حتى
تدخلكم قبوركم ، والله ما رأيته قط إلا كرهت جنابه ، وهبت عتابه ، وإني
إن بعثت إليه لانصفته منكم ، قال عمرو بن العاص : أتخاف أن يتسامى باطله
على حقنا ومرضه على صحتنا ؟ قال : لا ، قال : فابعث إذا إليه .
فقاال عتبة : هذا رأي لا أعرفه ، والله ماتستطيعون أن تلقوه بأكثر ولا
أعظم مما في أنفسكم عليه ، ولا يلقاكم إلا بأعظم مما في نفسه عليكم ، وإنه لمن
أهل بيت خصم جدل(2).


(1)لعل المعنى : أن نتشاغل بنقصه ، من قولهم تقصرنا به أى تعللنا وتشاغلنا به .
(2)الخصم ككتف وصعب المخاصم المجادل ، ومثله جدل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه