بحار الأنوار ج21

كنت لتجلس عليه وأنت رجس مشرك ، ثم خرج فدخل على فاطمة فقال : يا بنت
سيد العرب تجيرين بين قريش ، وتزيدين في المدة ، فتكونين أكرم سيدة في الناس
فقالت : جواري جوار رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : أتأمرين ابنيك أن يجيرا بين الناس ؟
قالت : والله ما بلغ ابناي أن يجيرا بين الناس ، وما يجير على رسول الله صلى الله عليه واله أحد(1)
فقال : يا أباالحسن إني أرى الامور قد اشتدت علي فانصحني ، فقال : أنت شيخ
قريش ، فقم على باب المسجد وأجربين قريش ، ثم الحق بأرضك ، قال : وترى
ذلك مغينا عني شيئا ؟ قال : لا والله ما أظن ذلك ، ولكن لا أجدلك غير ذلك ، فقال
أبوسفيان في المسجد فقال : يا أيها الناس إني قد أجرت بين قريش ، ثم ركب
بعيره فانطلق ، فلما أن قدم على قريش قالوا : ماوراك ؟ فأخبرهم بالقصة ، فقالوا :
والله إن زاد ابن أبي طالب على أن لعب(2)بك فما يغني عنا ما قلت ، قال : لا والله
ما وجدت غير ذلك ، قال : فأمر رسول الله بالجهاز لحرب مكة ، وأمر الناس بالتهيؤ
وقال : " اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها " وكتب
حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش فأتى رسول الله صلى الله عليه واله الخبر من السماء ، فبعث عليا
عليه السلام والزبير حتى أخذا كتابه من المرأة ، وقد مضت هذه القصة في سورة الممتحنة .
ثم استخلف رسول الله صلى الله عليه واله أبادهم(3)الغفاري ، وخرج عامدا إلى مكة
لعشرمضين من شهر رمضان سنة ثمان في عشرة آلاف من المسلمين ، ونحو من أربع
مائة فارس ، ولم يتخلف من المهاجرين والانصار عنه أحد ، وقد كان أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب وعبدالله بن أميه بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه واله بنيق
العقاب فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه ، فلم يأذن لهما ، فكلمته أم
سلمة فيهما ، فقالت : يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك ، قال : لا حاجة
لي فيهما ، أما ابن عمي فهو(4)الذي هتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري فهو
الذي قال لي بمكة ما قال ، قال فلما خرج(5)الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان


(1)واحد خ ل .(2)اراد ابن ابى طالب ان يلعب خ .
(3)في المصدر : ابارهم .(4)فهتك خ ل .(5)اخرج خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه