بحار الأنوار ج45

منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت ؟ فقلت : أيها الامير دخلت في سفرتي هذه
منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليه السلام فقال لي : يامنهال مافعل حرملة بن
كاهل الاسدي فقلت : تركته حيا بالكوفة ، فرفع يديه جميعا فقال : اللهم أذقه
حرالحديد اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار
فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا ؟ فقلت : الله لقد
سمعته يقول هذا ، قال : فنزل عن دابته وصلى ركعتين فأطال السجود ثم قام
فركب وقد احترق حرملة وركبت معه ، وسرنا فحاذيت داري فقلت : أيها الامير
إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي ، فقال : يامنهال
تعلمني أن علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثم تأمرني أن
آكل ؟ هذا يوم صوم شكرا الله عزوجل على مافعلته بتوفيقه ، وحرملة هوالذي
حمل رأس الحسين عليه السلام
بيان : الحرمة مالايحل انتهاكه ، ومنه قولهم : تحرم بطعامه ، وذلك لان
العرب إذا أكل رجل منهم من طعام غيره حصلت بينهما حرمة وذمة يكون كل
منهما آمنا من أذى صاحبه
2 - ما : المفيد ، عن محمدبن عمران المرزباني ، عن محمدبن إبراهيم ، عن
الحارث بن أبي اسامة قال : حدثنا المدائني ، عن رجاله أن المختار بن أبي
عبيد الثقفي ظهر بالكوفة ليلة الاربعاء لاربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر
سنة ست وستين ، فبايعه الناس على كتاب الله وسنة رسول الله والطلب بدم الحسين

ابن علي عليه السلام ودماء أهل بيته رحمة الله عليهم والدفع عن الضعفاء ، فقال الشاعر
في ذلك :
ولما دعا المختار جئنا لنصره على الخيل تردي من كميت وأشقرا
دعا يال ثأرات الحسين فأقبلت تعادي بفرسان الصباح لتثأرا
ونهض المختار إلى عبدالله بن مطيع وكان على الكوفة من قبل ابن الزبير
فأخرجه وأصحابه منها منهزمين وأقام بالكوفة إلى المحرم سنة سبع وستين ، ثم عمد

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه