بحار الأنوار ج48

8 كا : علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال : دخل أبوحنيفة على
أبي عبدالله عليه السلام فقال له : رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه ، فلا
ينهاهم ، وفيه ما فيه ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ادعوا لي موسى ، فدعي فقال له : يا
بني إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلي والناس يمرون بين يديك فلم تنههم
فقال : نعم ياأبت ، إن الذي كنت اصلي له كان أقرب إلي منهم ، يقول الله عز
وجل ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (1)قال : فضمه أبو عبدالله عليه السلام إلى
نفسه ثم قال : بأبي أنت وامي يامودع الاسرار(2).
9 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن المثنى الخطيب
عن محمد بن الفضيل وبشير بن إسماعيل قال : قال لي محمد : ألا أسرك ياابن المثنى ؟
قال : قلت : بلى ، وقمت إليه قال : دخل هذا الفاسق آنفا فجلس قبالة أبي الحسن
الكاظم ، ثم أقبل عليه فقال له : ياأبا الحسن ماتقول في المحرم أيستظل على
المحمل ؟ فقال له : لا قال : فيستظل في الخباء ؟ فقال له : نعم ، فأعاد عليه القول
شبه المستهزئ يضحك فقال : ياأبا الحسن فما فرق بين هذا وهذا فقال : يابا
يوسف إن الدين ليس بقياس كقياسك ، أنتم تلعبون بالدين ، إنا صنعنا كما صنع
رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، كان رسول الله يركب راحلته
فلا يستظل عليها وتؤذيه الشمس ، فيستر جسده بعضه ببعض ، وربما ستروجهه بيده
وإذا نزل استظل بالخباء ، وفي البيت وفي الجدار(3).
10 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه قال : رأيت عبدالله بن جندب بالموقف
فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه . مازال مادا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على
خده حتى تبلغ الارض ، فلما انصرف الناس قلت له : ياأبا محمد مارأيت


(1)سورة ق الاية : 16 .
(2)الكافى ج 3 ص 297 .
(3)الكافى ج 4 ص 350 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه