بحار الأنوار ج83

وإن كبر تفريطي فأنت أكبر ، وإن دام بخلي فأنت أجود ، اللهم اغفر لي عظيم ذنوبي
بعظيم عفوك ، وكبير تفريطي بظاهر كرمك ، واقمع بخلي بفضل جودك ، اللهم مابنا من
نعمة فمنك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليه)(1).
مصباح الشيخ(2)والكفعمى وابن الباقى وغيرها مرسلا مثله(3).
بيان : قال الكفعمي كبر الشئ معظمه ، وأكبرت الشئ استعظمته وهذا المعنى
هو المراد إن رقمنا(وإن كبر تفريطي)بالباء المفردة ، وإن رقمنا فيه وإن كثر فالمعنى
ضد القلة ، وفي المتهجد رقم ذلك بالمفردة ، وفي مصباح ابن الباقي بالمثلثة ، والقرائتان
جائزتان غير أنه ينبغي أن يكون كبر هنا بالمفردة لاجل الاستقاق في كبر ، وأكبر ،
فاذا انتهى الداعي في الدعاء إلى قوله وكبر تفريطي فليقرأ بالباء المفردة أيضا لئلا
يعود الضمير إلى غير مذكور ، وإن قرئ وكثر تفريطي بالمثلثة قرئ فأنت أكبر بالمفردة
لانه تعالى لايوصف بالكثرة ، بل بالكبرياء والعظمة ، والفرق بين الكثير والكبير
أن الكثير ما يراد به العدد ويليق به أو الوزن والذرع وشبهه ، والكبير مايراد به علو
المنزلة والشرف ، أو يراد به الضخامة والعظم .
8 - فقه الرضا : قال عليه السلام : إذا فرغت من صلاة الزوال فارفع يديك ثم قل :
(اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرب إليك بمحمد عبدك ورسولك ،
وأتقرب إليك بملائكتك وأنبيائك ، ورسلك ، وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، و
أسألك أن تقيل عثرتي ، وتستر عورتي ، وتغفر ذنوبي ، وتقضي حاجتي ، ولا تعذبني
بقبيخ فعالي ، فان جودك وعفوك يسعني).
ثم تخر ساجدا وتقول في سجودك(ياأهل التقوى والمغفرة ، يا أرحم الراحمين
أنت مولاي وسيدي ورازقي ، أنت خير لي من أبي وامي ومن الناس أجمعين بي إليك
فقر وفاقة وأنت عني ، أسئلك بوجهك الكريم ، وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، ___________________________
(1)فلاح السائل ص 177 .
(2)مصباح الشيخ ص 44 .
(3)البلد الامين ص 14 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه