ولابأس باتباعهما لانهما جليلان ، لايقولان إلا عن ثبت .
وقال في الفقيه : وإن كنت خلف إمام تأتم به فسلم تجاه القبلة واحدة ردا
على الامام ، وتسلم على يمينك واحدة ، وعلى يسارك واحدة إلا أن لايكون على
يسارك إنسان فلا تسلم على يسارك إلا أن تكون بجنب الحائط فتسلم على يسارك ، و
لاتدع التسليم على يمينك ، كان على يمينك أحد أولم يكن .
وقال الوالد قدس سره : الظاهر أنه أخذه مما رواه في العلل عن المفضل بن
عمر(1)لان ما ذكره سابقا مأخوذ منه ، وظاهر كلامه أنه إذا كان على يساره الحائط
يسلم على اليسار كما فهمه الاصحاب ، وظاهر الخبر أنه إذا كان على يمينه الحائط
لايسلم على اليمين بل على اليسار ، وهو غريب إلا أن يحمل قوله :(ولاتدع
التسليم)على غير صورة الحائط ، ليكون مطابقا للرواية ، انتهى كلامه رفع
مقامه .
ولايخفى أن ما يستفاد من الخبر أنسب وأوفق بالاعتبار وسيأتي الخبر .
ثم إنه اختلفت الاخبار في إيماء الامام ، ففي بعضها يسلم إلى القبلية ، وفي بعضها
إلى اليمين ، وربما يجمع بينهما بأنه بتدئ أولا من القبلة ، ثم يختمه مائلا
إلى اليمين ، أو أنه لايميل كثيرا ليخرج عن حد القبلة ، بل يميل بوجهه قليلا ،
والاظهر حملها على التخيير ، ويؤيده ما في فقه الرضا عليه السلام حيث قال : ثم سلم عن
يمينك ، وإن شئت يمينا وشمالا ، وإن شئت تجاه القبلة .
وأما المأموم فقال السيد في المدارك : ليست فيما وقفت عليه من الروايات دلالة
على الايماء بصفحة الوجه ، ولا يخفى أن ظاهر هذا الخبر الايماء بالوجه ، إذلايعقل
من التسليم عن اليمين إلا ذلك ، وأما الاكتفاء بذكر اليمين في هذا الخبر فهو إما
محمول على ما إذا لم يكن على يساره أحد ، أو على أقل المجزي ، فان الثاني
مستحب اتفاقا .