بحار الأنوار ج67

وأخبروني أيضا عن القضاة أجور منهم(1)حيث يفرضون على الرجل منكم
نفقة امرأته إذا قال : أنا زاهد وإنه لا شئ لي ، فان قلتم جور ظلمتم أهل
الاسلام(2)وإن قلتم بل عدل خصمتم أنفسكم ، وحيث يردون صدقة من تصدق
على المساكين عند الموت بأكثر من الثلث .
أخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم
فعلى من كان يتصدق بكفارات الايمان والنذور ، والصدقات من فرض الزكاة من
الابل والغنم والبقر ، وغير ذلك من الذهب والفضة والنخل والزبيب وسائر ماقد
وجبت فيه الزكاة ، إذا كان الامر على ماتقولون لاينبغي لاحد أن يحبس شيئا من
عرض الدنيا إلا قدمه ، وإن كان به خصاصة ، فبئس ماذهبتم إليه ، وحملتم
الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنة نبيه وأحاديثه التي يصدقها الكتاب
المنزل ، وردكم إياها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير
بالناسخ من المنسوخ ، والمحكم والمتشابه والامر والنهي .
وأخبروني أنتم عن سليمان بن داود عليه السلام حيث سأل الله ملكا لاينبغي لاحد
من بعده ، فأعطاه الله ذلك ، وكان يقول الحق ويعمل به ، ثم لم نجد الله عاب
ذلك عليه ، ولا أحدا من المؤمنين ، وداود قبله في ملكه وشدة سلطانه .
ثم يوسف النبي حيث قال لملك مصر اجعلني على خزائن الارض إني
حفيظ عليم (3)فكان من أمره الذي كان(أن)اختار مملكة الملك ، وما حولها
إلى اليمن ، فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم ، وكان يقول الحق


(1)في الكافي : أجورة هم وهى جمع جائر نحو جهلة جمع جاهل .
(2)في نسخة الكافي : فان قلتم جورة ظلمكم أهل الاسلام وان قلتم بل عدول
والمعنى ان قلتم أن القضاة جورة في ذلك ظلمكم اى نسبكم أهل الاسلام إلى الظلم في هذا
القول ، وعلى نسخة التحف : نسبتم أهل الاسلام وهم القضاة الحكام إلى الظلم ، فظلم من
باب التفعيل للنسبة ، ويحتمل التخفيف .
(3)يوسف : 56 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه