بحار الأنوار ج41

فقال علي عليه السلام " إنها لكبيرة إلا على الخاشعين " يا أخا بني نهدهل هو إلا رجل
من المسلمين انتهك حرمة من حرمة الله فأقمنا عليه حدها زكاة له وتطهيرا ؟ يا أخا
بني نهد إنه من أتى حد افاليم(1)كان كفارته ، يا أخا بني نهد إن الله عزوجل
يقول في كتابه العظيم : " ولا يجر منكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب
للتقوى(2)" فخرج طارق والنجاشي معه إلى معاوية ، ويقال : إنه رجع(3).
3 قب : الحسن الحسيني في كتاب النسب أنه رأى أمير المؤمنين علي عليه السلام
يوم بدر عقيلا في قيد فصد عنه ، فصاح به : يا علي أما والله لقد رأيت مكاني ولكن
عمدا تصدعني ، فأتى علي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : يا رسول الله هل لك في أبي يزيد
مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة(4)؟ فقال : انطلق بنا إليه .
قوت القلوب : قيل لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إنك خالفت فلانا في كذا ،
فقال : خيرنا أتبعنا لهذا الدين(5).
وقصد علي عليه السلام دار أم هانئ متقنعا بالحديد يوم الفتح ، وقد بلغه أنها
آوت الحارث بن هشام وقيس بن السائب وناسا من بني مخزوم ، فنادى : أخرجوا
من آويتم ، فيجعلون يذرقون(6)كما يذرق الحبارى خوفا منه ، فخرجت إليه أم
هانئ وهي لا تعرفه ، فقالت : يا عبدالله أنا أم هانئ بنت عم رسول الله صلى الله عليه وآله واخت
أمير المؤمنين ، انصرف عن داري ، فقال عليه السلام : أخرجوهم ، فقالت : والله لاشكونك
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنزع المغفر عن رأسه فعرفته ، فجاء‌ت تشتد حتى التزمته ،
فقالت : فديتك حلفت لاشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال لها : اذهبي فبري


(1)أى حصل له ألم ووجع لاجل الحد وفي المصدر : فأقيم .
(2)سورة المائدة : 8 .
(3)مناقب آل ابى طالب 1 : 340 و 341 .
(4)النسع : سير أو حبل عريض طويل تشد به الرحال . والقطعة منه " النسعة " .
(5)مناقب آل ابى طالب 1 : 340 .
(6)في المصدر : فجعلوا يذرقون . وذرق الطائر : رمى بسلحه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه