بحار الأنوار ج25

الحكم بالظن الذي يزول بظن آخر كما مر .
قوله : اقطع قاطع الكف ، عمل به أكثر أصحابنا وإن ضعف الخبر عندهم .
قوله : فلذلك عمي بصري ، هذا اعتراف منه كما يدل عليه ما سيأتي ، لا استفهام إنكار
كما يترآى من ظاهره ، ثم بعد اعترافه قال له عليه السلام : وما علمك بذلك ؟ وقوله :
فوالله ، من كلام الباقر عليه السلام ، وقائل : " فاستضحك " أيضا الباقر عليه السلام ، وقوله :
ما تكلمت بصدق ، إشارة إلى اعترافه .
ثم لما استبعد ابن عباس في اليوم السابق علمه عليه السلام بتلك الواقعة ذكر عليه السلام
تفصيلها بقوله : قال لك علي بن أبي طالب ، ليظهر لابن عباس علمه بتفاصيل تلك
الواقعة ، قوله : تتبدا لك الملك ، يمكن أن يكون المراد ظهور كلامه له ، وعلى
التقديرين لعله باعجاز أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال أي الملك : رأت عيناي ما حدثك به
على عليه السلام من نزول الملائكة ، لاني من جملة الملائكة النازلين عليه ، ولم تره عينا
علي لانه محدث ولا يرى الملك في وقت إلقاء الحكم .
وقر في سمعه كوعد ، أي سكن وثبت ، ثم صفقك أي الملك وهو كلام الباقر
عليه السلام ، والصفقة : الضربة يسمع لها صوت قوله : ما اختلفنا في شئ ، لعل
غرضه أن الله يعلم المحق منا والمبطل ، تعريضا بأنه محق ، أو غرضه الرجوع إلى
القرآن في الاحكام ، فأجاب عليه السلام بأنه لا ينفع لرفع الاختلاف ، وكان هذه المناظرة
بين الباقر عليه السلام وابن عباس في صغره وفي حياة أبيه عليهما السلام إذ ولادته عليه السلام كانت
في سنة سبع وخمسين ، ووفاة ابن عباس سنة ثمان وستين ، ووفاة سيد الساجدين عليه السلام
سنة خمس وتسعين .
قوله عليه السلام : والمحكم ليس بشيئين ، الحكيم فعيل بمعنى مفعول ، أي المعلوم
اليقيني ، من حكمه كنصره : إذا أتقنه كأحكمه والمراد بشيئين أمران متنافيان(1)
كما يكون في المظنونات ، والمراد بالعلم الخاص العلوم اللدينة(2) من المعارف


(1) في النسخة المصححة : امران متباينان .
(2) في النسخة المصححة : من العلوم الدينية . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه