بحار الأنوار ج90

تفقهه عن العلماء ، فانه رب تنزيل يشبه بكلام البشر ، وهو كلام الله ، وتأويله
لا يشبه كلام البشر ، كما ليس شئ من خلقه يشبهه ، كذلك لا يشبه فعله تعالى
شيئا من أفعال البشر ، ولا يشبه شئ من كلامه بكلام البشر ، فكلام الله تبارك
وتعالى صفته ، وكلام البشر أفعالهم ، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر ، فتهلك وتضل
قال : فرجت عني فرج الله عنك وحللت عني عقدة ، فعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين .
قال عليه السلام : وأما قوله : وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض
ولا في السماء (1)كذلك ربنا لا يعزب عنه شئ ، وكيف يكون من خلق الاشياء
لا يعلم ما خلق ، وهو الخلاق العليم .
وأما قوله : لا ينظر إليهم يوم القيمة (2)يخبر أنه لايصيبهم بخير
وقد يقول العرب : والله ماينظر إلينا فلان ، وإنما يعنون بذلك أنه لا يصيبنا منه
بخير ، فذلك النظر ههنا من الله تبارك وتعالى إلى خلقه ، فنظره إليهم رحمة لهم
قال : فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة ، فعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين .
فقال عليه السلام : وأما قوله : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (3)فانما
يعني بذلك يوم القيامة ، أنهم عن ثواب ربهم يومئذ لمحجوبون ، وقوله : ء أمنتم
من في السماء أن يخسف بكم الارض فاذا هي تمور (4)وقوله : وهو الله
في السموات وفي الارض (5)وقوله : الرحمن على العرش استوى (6)
وقوله : وهو معكم أينما كنتم (7)وقوله : ونحن أقرب إليه من حبل
الوريد (8)فكذلك الله تبارك وتعالى سبوحا قدوسا أن يجري منه ما يجري من
المخلوقين ، وهو اللطيف الخبير ، وأجل وأكبر أن ينزل به شئ مما ينزل


(1)يونس : 62 .
(2)آل عمران : 72 . * *(3)المطففين : 15 .
(4)الملك : 17 18 . * *(5)الانعام : 3 .
(6)طه : 5 . * *(7)الحديد : 4 .
(8)ق : 16 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه