بحار الأنوار ج24

ذكر الاكثر ، إما لان بعضهم لم يعرف الحق لنقصان العقل ، أو لعدم بلوغ الدعوة
وقيل : الضمير للامة ، وقيل : أي أكثرهم الكافرون بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ، ولكن
لايساعده هذا الخبر ، وتفسيره عليه السلام قريب من قول السدي ، ولاريب أن الولاية
من أعظم نعم الله على العباد ، إذ بها تنتظم مصالح دنياهم وعقباهم .
فإن قيل : الآية الاولى من سورة النحل وهي مكية ، والثانية من المائدة
وهي مدنية ، والخبر يدل على أن الاولى نزلت بعد الثانية ، قلت : ذكر الطبرسي(1).
رحمه الله أن أربعين آية من أول السورة مكية ، والباقي من قوله :(والذين هاجروا
في الله من بعد ماظلموا)إلى آخر السورة مدنية ، فهي مدنية ، مع أنه لا اعتماد
على ضبطهم في ذلك .
49 - كنز : روى الصدوق رحمه الله باسناده إلى(2)محمد بن الفيض بن المختار
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
ذات يوم وهو راكب وخرج علي عليه السلام وهو يمشي ، فقال له : يا أبا الحسن إما أن
تركب إذا ركبت(3)، وتمشي إذا مشيت ، وتجلس إذا جلست إلا أن يكون في
حد من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلا
وأكرمك بمثلها ، وخصني الله بالنبوة والرسالة(4)، وجعلك وليي في ذلك تقوم في
حدوده وصعب اموره ، والذي بعثني بالحق نبيا ما آمن بي من أنرك ، ولا أقربي
من جحدك ، ولا آمن بالله من كفربك ، وإن فضلك فضلك لمن فضلي ، وإن فضلي لفضل الله
وهو قول ربي عزوجل ،(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما


(1)في مجمع البيان 6 : 347 .
(2)في المصدر : روى الشيخ أبوجعفر محمد بن بابويه رحمه الله عن على بن احمد بن
عبدالله البرقى عن أبيه عن محمد بن خالد باسناد متصل إلى .
(3)في المصدر : يا ابا الحسن اما أن تركب واما أن تنصرف ، فان الله امرنى ان تركب
إذا ركبت .
(4)في المصدر : الا وقد اكرمك بمثلها ، وخصنى بالنبوة والرسالة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه