بحار الأنوار ج99

الدهور ، ولا يفنيك الزمان ولا تداولك الايام ، ولا يختلف عليك الليالي
ولا تحاولك الاقدار(1)ولا تبلغك الاجال ، لا زوال لملكك ولا فناء لسلطانك
ولا انقطاع لذكرك ، ولا تبديل لكلماتك ، ولا تحويل لسنتك ، ولا خلف لوعدك
ولا تأخذك سنة ولا نوم ولا يمسك نصب ولا لغوب .
فأنت الجليل القديم الاول الاخر الباطن الظاهر القدوس ، عزت أسماؤك
وجل ثناؤك ، ولا إله سواك ، وصفت نفسك أحدا صمدا فردا لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا ، لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد .
أنت الدائم في غير وصب(2)ولا نصب ، لم تشغلك رحمتك عن عذابك ، ولا عذابك
عن رحمتك ، خلقت خلقك من غير وحشة بك إليهم ولا انس بهم ، وابتدعتهم لا من
شئ كان ولا بشئ شبهتهم .
لا يرام عزك ، ولا يستضعف أمرك ، لا عز لمن أذللت ، ولا ذل لمن أعززت
أسمعت من دعوتك وأجبت من دعاك .
اللهم اكتب شهادتي هذه واجعلها عهدا عندك توفنيه يوم تسأل الصادقين
عن صدقهم ، وذلك قولك لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا .
اللهم إني أتوجه إليك بمحمد نبيك صلى الله عليه واله ، وبايماني به ، وبطاعتي له
وتصديقي بما جاء به من عندك ، فنزل به الروح الامين من وحيك على محمد نبي
الرحمة ، القائد إلى الرحمة ، الذي بطاعته تنال الرحمة ، وبمعصيته تهتك
العصمة صلى الله عليه وآله ورحم وكرم يا داحي المدحوات(3)ويا باني


(1)لا تحاولك الاقدار : أى لا تقصدك ولا تريدك التقديرات كالعباد يتوجه اليهم
قضاياك وتقديراتك .
(2)الوصب : المرض .
(3)داحي المدحوات : أى باسط المبسوطات ، والدحو : البسط أراد بها الارضين
المبسوطة كالارض التى نسكنها ، والمراد بالبسط أن تكون صالحة للاستقرار كالفراش كما
قال عزوجل الذي جعل لكم الارض فراشا *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه