وقال تعالى : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها إن الله كان
على كل شئ حسيبا (1).
المائدة : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة و
= أن السكر ليس هو سكر الشراب فقط ، حتى يعترض على الاية بانها كيف تجوز شرب
المسكرات وتجعله اصلا ثم يتفرع عليه النهى عن الاقتراب إلى الصلاة حال السكر .
اذا عرفت ذلك فاعلم أن الذى سكر من النوم أو الافيون أو الخمر ، اذا تحقق
سكره ذهب عنه التحفظ في القول والعمل بذهاب المشاعر ، فلا هو يدرى ما يقول اذا
تكلم ولعله يقول هجرا أو يقول كلمة الكفر ، ولا هو يقدر على حفظ عدد الركعات وهو
واجب عليه خصوصا مع فرضه وكونه ركنا بالنسبة إلى الركعتين الاوليين ، فلا يدرى بثنتين
صلى الظهر أم بثمانيا . بل الذى سكر اذا تحقق سكره أرخى وكاء السته منه فلا يعقل ولا يحس
بما يخرج منه من الفسوة والضرطة وغيرهما ، وقد مر في كتاب الطهارة ج 80 ص 215
أن السكر كالاغماء والجنون والنوم أمارة عقلائية فطرية لنقض الطهارة ، فلا يجوز لهذا
السكران أن يقرب من المسجد ، ولا من عبادة الصلاة ، حتى يصحو من سكره ، ويكون
صحوه بحيث يعلم مايقول اذا تكلم .
فقوله تعالى : حتى تعلموا ماتقولون حد الصحو الذى يجوز معه الاقتراب من
الصلوات بكلا معنييه ، لا أنه يجب أن يعلم ويفهم مايقوله من القراءة والتسبيح والتهليل
بحيث اذا غفل عن ذكره وقراءته كانت صلاته باطلة ، والا لكانت صلاة الاكثرين وخصوصا
الاعجمين الذى لم يتعلموا العربية باطلة .
(1)النساء : 86 . والاية كما أشرنا إلى ذلك قبلا من المتشابهات بأم الكتاب
تشبه أنها مستقلة برأسها وليست كذلك ، بل هي مؤولة أولها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الصلاة
سنة في فريضة ، فلو ترك المصلى رد السلام متعمدا بطلت صلاته ، وان تركه جاهلا أو ساهيا
أو لايدري فلا شئ عليه .
وزعم جمهور المخالفين أن الاية من المحكمات أم الكتاب مستقلة برأسها كسائر
الفرائض فليست داخلة في الصلاة ، ولما كان كلاما آدميا يخاطب آدميا من البشر لا =