مستحيل منه من حيث القدرة ومتى اريد استحالة ذلك يما يرجع إلى فقد العلم فذلك
خطأ في العبارة دون المعنى .
أقول : ثم أعاد رحمه الله الكلام على كل من الوجوه المذكورة على
الترتيب المذكور ، فقال في الصرفة :
واعترض فقالوا : إذا كان الصرف هو المعجز فلم لم يجعل القرآن من أرك
الكلام وأقله فصاحة ، ليكون أبهر في باب الاعجاز .
الجواب : لو فعل ذلك لجاز لكن المصلحة معتبرة في ذلك ، فلا يمتنع أنها
اقتضت أن يكون القرآن على ما هو عليه من الفصاحة فلاجل ذلك لم ينقص منه
ولا يلزم في باب المعجزات أن يفعل ما هو أبهر وأظهر ، وإنما يفعل ما تقتضيه
المصلحة بعد أن تكون دلالة الاعجاز قائمة فيه ، ثم يقال : فهلا جعل الله القرآن
أفصح مما هو عليه ، فما قالوا فهو جوابنا عنه ، وليس لاحد أن يقول : ليس
وراء هذه الفصاحة زيادة ، لان الغايات التي ينتهي إليها الكلام الفصيح غير متناهية .
ومن اعتراضاتهم قولهم : لو كان الصرف لم خفي ذلك على فصحاء العرب
لانهم إذا كانوا يتأتى منهم قبل التحدي ما تعذر بعده ، وعند روم المعارضة ، فالحال
في أنهم صرفوا عنها ظاهرة ، فكيف لم ينقادوا .
والجواب لابد أن يعلموا تعذر ما كان متأتيا منهم ، لكنهم يجوز أن ينسبوه
إلى الاتفاقات أو إلى السحر أو العناد ويجوز أن يدخل عليهم الشبهة على أنه
يلزمهم مثل ما ألزمونا بأن يقال : إن العرب إذا علموا أن القرآن خرق العادة
بفصاحته ، فلم لم ينقادوا فجوابهم جوابنا .
واعترضوا فقالوا : إذا لم يخرق القرآن العادة بفصاحته فلم شهد له
بالفصاحة متقدموا العرب كالوليدبن المغيرة وكعب بن زهير ، والاعشى الكبير
لانه ورد ليسلم فمنعه أبوجهل ! ! ؟ وخدعه ، وقال : إنه يحرم عليك الاطيبين
فلو لا أنه بهرهم بفصاحته وإلا لم ينقادوا .
والجواب جميع ما شهد به الفصحاء من بلاغة القرآن فواقعة موقعه ، لان