بحار الأنوار ج21

رسول الله قسم منهن ما شاء‌الله ، فلما كلمة أخته قال : أما نصيبي ونصيب بني
عبدالمطلب فهو لك ، وأما ما كان للمسلمين فاستشفعي بي عليهم ، فلما صلوا الظهر
قامت فتكلمت وتكلموا فوهب لها الناس أجمعون(1)إلا ألا قرع بن حابس وعيينة
ابن حصن ، فإنهما أبيا أن يهبا ، وقالوا : يا رسول الله إن هؤلاء قوم قد أصابوا من
نسائنا ، فنحن نصيب من نسائهم مثل ما أصابوا ، فأقرع رسول الله صلى الله عليه واله بينهم ثم
قال : " اللهم توه سهميهما " فأصاب أحدهما خادما لبني عقيل ، وأصاب الآخر خادما
لبني نمير ، فلما رأيا ذلك وهباما منعا قال : ولولا أن النساء وقعن في القسمة لوهبهن
لها كما وهب ما لم يقع في القسمة ، ولكنهن وقعن في أنصباء(2)الناس فلم يأخذ
منهم إلا بطيبة النفس .
وروي أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : " من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان
ست فرايض من أول فيئ يصيبه " فردوا إلى الناس نساء‌هم وأبناء‌هم . قال : وكلمته
أخته في مالك بن عوف فقال : إن جاء‌ني فهو أمن ، فأتاه فرد عليه ماله ، وأعطاه
مائة من الابل .
وروى الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينا نحن عند
رسول الله وهو يقسم إذا أتاه ذو الخويصرة(3)رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : " ويلك من يعدل إن أنالم أعدل ؟ وقد خبت أو خسرت إن
أنا لم أعدل " فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه ، فقال
رسول الله صلى الله عليه واله : " دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه
مع صيامه(4)يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الاسلام كما يمرق
السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد
فيه شئ ، ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شئ ، ثم ينظر في قذذه فلا


(1)في المصدر : أجمعهم .(2)جمع النصيب .
(3)اسمه حرقوص .
(4)في الامتاع ، فان له اصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه