بحار الأنوار ج25

واسطة بين الدنيا والاخرة ، بالنسبة إلى جماعة دار تكليف وبالنسبة إلى جماعة دار
جزاء ، فكما يجوز اجتماعهم في القيامة لا يبعد اجتماعهم في ذلك الزمان .
الثالث : أن أخبار الرجعة أكثر وأقوى من تلك الاخبار ، فلا ينبغي ردها و
الاخذ بهذه ، ومنهم من يشبه على العوام والجهال فيقول : مع اجتماعهم أيهم يتقدم
في الصلوة والحكم والقضاء مع أن القائم عليه السلام هو صاحب العصر ؟ والجواب إنا لم
نكلف بالعلم بذلك ، وليس لنا رد أخبارهم المستفيضة بمحض الاستبعادات الوهمية
ونعلم مجملا أنهم يعملون في ذلك وغيره بما امروا به
وهذا القائل لم يعرف أنه لا فرق بين حيهم وميتهم ، وأنه ليس بينهم اختلاف
وأن كلا منهم إمام أبدا ، وأنهم عليهم السلام نواب النبي صلى الله عليه وآله في حياته وبعد
وفاته ، وإيضا مع اجتماعهم في الزمان لا يلزم اجتماعهم في المكان ، مع أنه يحتمل أن
يكون اجتماعهم في زمان قليل ، وأيضا يحتمل أن يكون رجوعهم عليهم السلام بعد انقضاء
زمان حكومة القائم عليه السلام وجهاده وما امر به منفردا ، مع أن هذا الزمان الطويل
الذي مضى من زمانه يكفي لما توهمتم .
وأن قلتم : إنه عليه السلام كان مخفيا ولم يكن باسط اليد ، فأكثر أئمتنا عليهم السلام
كانوا مختفين خائفين غير متمكنين ، ثم نقول : قد وردت أخبار مستفيضة في أن النبي .
صلى الله عليه وآله ظهر في مسجد قباء لابي بكر وأمره برد الحق إلى أميرالمؤمنين
عليه السلام ، وأنه ظهر أمير المؤمنين وبعض الائمة عليهم السلام بعد موتهم للامام الذي
بعدهم فليزم رد تلك الاخبار أيضا لتلك العلل .
ولو كان عدم العلم بخصوصيات أمر مجوزا لرده لجاز رد المعاد للاختلاف
الكثير فيه ، وورود الشبه المختلفة في خصوصياته ، ولجاز نفي علمه تعالى للاختلاف في
خصوصياته ، ولجاز نفي علم الائمة عليهم السلام للاخبار المختلفة في جهات علومهم ، وبأمثال
هذه تطرقت الشبه والشكوك والرد والانكار في أكثر ضروريات الدين ، في زماننا
إذ لو كان محض استبعاد الوهم مجوزا لرد الاخبار المستفيضة كانت الشبه القوية التي
عجزت عقول أكثر الخلق عن حلها أولى بالتجويز .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه