بحار الأنوار ج57

والنيل العسل ، وسيحان الخمر ، وجيحان اللبن(1).
بيان : الفرات أفضل الانهار بحسب الاخبار ، وقد أوردتها في كتاب المزار
والنيل بمصر معروف ، وسيحان وجيحان قال في النهاية : هما نهران بالعواصم عند
المصيصة والطرسوس . وفي القاموس : سيحان نهر بالشام وآخر بالبصرة ، وسيحون نهر
بماوراء النهر ونهر بالهند ، وقال : جيحون نهر خوارزم وجيحان نهر بالشام والروم
معرب " جهان "(انتهى). وذكر المولى عبد العلي البر جندي في بعض رسائله : إن
نهر الفرات يخرج من جبال " أرزن الروم "(2)ثم يسيل نحو المشرق إلى " ملطية "
ثم إلى " سميساط " حتى ينتهى إلى الكوفة ثم تمر حتى ينصب في البطائح . وقال :
النيل أفضل الانهار لبعد منبعه ومروره على الاحجار والحصيات ، وليس فيه وحل ولا
يخضر الحجر فيه كغيره ، ويمر من الجنوب إلى الشمال وهو سريع الجري ، وزيادته
في أيام نقص سائر المياه ، ومنبعه مواضح غير معمورة في جنوب خط الاستواء ، ولذالم
يعلم منبعه على التحقيق . ونقل عن بعض حكماء اليونان : أن ماء‌ه يجتمع من عشرة
أنهار ، بين كل نهرين منها اثنان وعشرون فرسخا ، فتنصب تلك الانهار في بحيرة
ثم منها يخرج نهر مصر متوجها إلى الشمال حتى ينتهى إلى مصر ، فإذا جازها وبلغ
" شنطوف " انقسم قسمين ينصبان في البحر . وقال : سيحان منبعه من موضع طوله
ثمان وخمسون درجة وعرضه أربع وأربعون درجة ، ويمر في بلاد الروم من الشمال
إلى الجنوب إلى بلاد أرمن ، ثم إلى قرب " مصيصة " ثم يجتمع مع جيحان وينصبان
في بحر الروم فيمابين أياس وطرسوس ، ونهر جيحان منبعه من موضع طوله ثمان و
خمسون درجه ، وعرضه ست وأربعون درجة وهو قريب من نهر الفرات في العظمة
ويمر من الشمال إلى الجنوب بين جبال في حدود الروم إلى أن يمر إلى شمال مصيصة
وينصب في البحر(انتهى).
ثم اعلم أن هذه الرواية مروية في طرق المخالفين أيضا ، إلا أنه ليس فيها


(1)الخصال : 117 .
(2)ارزن روم(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه