عن أبي السرد(1)قال : سأل أميرالمؤمنين عليه السلام ابنه الحسن بن علي فقال : يا بني
ما العقل ؟ قال : حفظ قلبك ما استودعه ، قال : فما الحزم ؟ قال : أن تنتظر فرصتك
وتعاجل ما أمكنك ، قال : فما المجد ؟ قال : حمل الغارم وابتناء المكارم قال : فما
السماحة قال : إجابة السائل وبذل النائل ، قال : فما الشح قال : أن ترى القليل
سرفا وما أنفقت تلفا ، قال : فما السرقة ؟ قال : طلب اليسير ومنع الحقير ، قال :
فما الكلفة ؟ قال : التمسك بمن لا يؤمنك ، والنظر فيما لا يعنيك ، قال : فما الجهل ؟
قال : سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها ، والامتناع عن الجواب ونعم
العوان الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا .
ثم أقبل على الحسين ابنه عليه السلام فقال له : يا بني ما السؤدد ؟ قال : احشاش
العشيرة(2)واحتمال الجريرة ، قال : فما الغنى ؟ قال : قلة أمانيك والرضا بما
يكفيك ، قال : فما الفقر ؟ قال : الطمع وشدة القنوط ، قال : فما اللؤم ؟ قال :
احراز المرء نفسه واسلامه عرسه ، قال : فما الخرق ؟ قال : معاداتك أميرك ومن
يقدر على ضرك ونفعك .
ثم التفت إلى الحارث الاعور فقال : يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم
فانها زيادة في العقل والحزم والرأي(3).
15 ل : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس عن الاشعري ، عن أبي عبدالله
الرازي . عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيى الحلبي قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول سبعة يفسدون أعمالهم : الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف
بذلك ولا يذكر به ، والحكيم الذي يدبر ماله كل كاذب منكر لما يؤتي إليه
والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة ، والسيد الفظ الذي لا رحمة له ، والام
(1)في المصدر عن أبيه شريح .
(2)يقال : أحش فلانا : أعانه على جمع الحشيش ، وعن حاجته : أعجله عنها ، و
في المصدر المطبوع : اصطناع العشيرة ، ومعناه اسداء المعروف اليهم .
(3)معاني الاخبار ص 401 .