بحار الأنوار ج64

منه ثم تلا هذه الاية ، ونحوه ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : يا ابن آدم
إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه فاحذره انتهى(1).
ويظهر من الايات أن البلايا والمصائب نعم من الله ، ليتعظوا ويتذكروا بها
ويتركوا المعاصي ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام(2): ولو أن الناس حين تنزل بهم
النقم ، وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم لرد
عليهم كل شارد ، وأصلح لهم كل فاسد .
وتدل على أن تواتر النعم على العباد ، وعدم ابتلائهم بالبلايا استدراج منه
سبحانه غالبا كما قال علي بن إبراهيم ، " لعلهم يتضرعون " يعني كي يتضرعوا
فلما لم يتضرعوا فتح الله عليهم الدنيا وأغناهم لفعلهم الردى " فاذاهم مبلسون "
أي آيسون وذلك قول الله في مناجاته لموسى عليه السلام .
حدثني أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حفص بن غياث
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان في مناجاة الله تعالى لموسى : يا موسى إذا رأيت
الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت
عقوبته ، فما فتح الله على أحد في هذه الدنيا إلا بذنب لينسيه ذلك الذنب فلا يتوب
فيكون إقبال الدنيا عليه عقوبة لذنوبه(1).
وروى الكشي(2)والعياشي باسنادهما ، عن أبي الحسن صاحب العسكر
عليه السلام أن قنبرا مولى أمير المؤمنين عليه السلام ادخل على الحجاج فقال : ما الذي
كنت تلي من علي بن أبي طالب ؟ قال : كنت اوضيه ، فقال له : ما كان يقول إذا
فرغ من وضوئه ؟ فقال : كان يتلو هذه الاية " فلما نسوا ما ذكروا به " إلى قوله :


(1)مجمع البيان ج 4 : 302 .
(2)نهج البلاغة ج 1 : 353 تحت الرقم 176 من الخطب
(3)أخرجه الديلمى في ارشاد القلوب : 219 ، الباب 48 ، وتراه في الكافي ج 2
ص 263 . راجع تفسير القمى ذيل هذه الاية .
(4)رجال الكشى : 70 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه