بحار الأنوار ج63

30 المحاسن : عن علي بن حديد رفعه قال : قام عيسى بن مريم خطيبا في
بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تأكلوا حتى تجوعوا ، وإذا جعتم فكلوا ولا
تشبعوا ، فانكم إذا شبعتم غلظت رقابكم ، وسمنت جنوبكم ، ونسيتم ربكم(1).
31 ومنه : عن أبيه عن النضر عن عمر بن شمر رفعه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله في كلام له : ستكون من بعدي سنة يأكل المؤمن في معا واحد
ويأكل الكافر في سبعة أمعاء(2).
بيان : السنة يحتمل الفتح والتخفيف والضم والتشديد .
32 المحاسن : عن محمد بن علي عن ابن القداح عن عبد السلام عن رجل
عن أبى عبدالله عليه السلام قال : كفر بالنعم أن يقول الرجل : أكلت طعام كذا وكذا فضرني(3).
33 مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : قلة الاكل محمود في كل حال وعند
كل قوم ، لان فيه المصلحة للباطن والظاهر ، والمحمود من الاكل أربعة : ضرورة ،
وعدة ، وفتوح ، وقوت : فالاكل بالضرورة للاصفياء ، والعدة للقوام الاتقياء ،
والفتوح للمتوكلين ، والقوت للمؤمنين ، وليس شئ أضر لقلب المؤمن من كثرة
الاكل ، وهى مورثة شيئين : قسوة القلب وهيجان الشهوة ، والجوع إدام للمؤمن
وغذاء الروح ، وطعام القلب ، وصحة البدن ، قال النبى : ماملا ابن آدم وعاء أشر
من بطنه ، وقال داود عليه السلام : من ترك اللقمة مع الضرورة إليها أحب إلى من قيام عشرين
ليلة ، وقال النبي صلى الله عليه وآله : المؤمن يأكل بمعى واحد والمنافق بسبعة أمعاء ، وقال النبي
صلى الله عليه وآله : ويل للناس من القبقبين فقيل : وما هما يا رسول الله ؟ قال :
الحلق والفرج ، وقال عيسى بن مريم عليه السلام : ما مرض قلب بأشد من القسوة وما
اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع ، وها زمامان للطرد والخذلان(4).
توضيح : لعل المراد بالضرورة أن لا يتصرف من القوت إلا بقدر الضرورة
عند الاضطرار ، وهذه طريقة الاصفياء ، والعدة هو أن يدخر عدة للفقراء والضعفاء


(1 2)المحاسن : 447 .(3)المحاسن : 450 .
(4)مصباح الشريعة 27 28 ، وفيه : العدة لقوام الاتقياء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه