بحار الأنوار ج93

تحتاج إليه من المأكل والمشرب ، وحدث امرأته وبناته بقصتها مع الملك ، وفرح
أهله بها وجاء‌ت إليها مع بناتها وجواريها ، ولم تزل تخدمها وبناتها وتأنسها حتى
ذهب عنهن البرد والتعب والجوع .
فلما دخل وقت الصلاة فقالت للمرأة : ألا تقوم إلى فضاء الفرض ؟ قالت لها
امرأة المجوسي : وما الفرض إنا اناس لسنا على مذهبكم ، إنا على دين المجوسي
ولكن زوجي لما سمع خطابك مع الملك ، وقولك إني امرأة علوية ، وقعت
محبتك في قلبه لاجل اسم جدك ورد الملك لك ، مع أنه على دين جدك .
فقالت : العلوية : اللهم بحق جدي وحرمته عند الله أسأله أن يوفق زوجك
لدين جدي ، ثم قامت العلوية إلى الصلاة والدعاء طول ليلها بأن يهدي الله ذلك
المجوسي لدين الاسلام .
قال الراوي : فلما أخذ المجوسي مضجعه ونام مع أهله تلك الليلة ، رأى
في منامه أن القيامة قد قامت والناس في المحشر ، وقد كضهم العطش ، وأجهدهم
الحر ، والمجوسي في أعظم ما يكون من ذلك ، فطلب الماء فقال له قائل : لا يوجد
الماء إلا عند النبي محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته ، ، فهم يسقون أولياء هم من حوض الكوثر
فقال المجوسي : لا قصدنهم فلعلهم يسقوني جزاء لما فعلت مع ابنتهم وإيوائي إياها
فقصدهم ، فلما وصلهم وجدهم يسقون من يرد إليهم من أوليائهم ويردون من ليس
من أوليائهم وعلي عليه السلام واقف على شفير الحوض وبيده الكاس ، والنبي صلى الله عليه وآله جالس
وحوله الحسن والحسين عليهما السلام ، أبناؤهم .
فجاء المجوسي حتى وقف عليهم ، وطلب الماء وهو لما به من العطش ، فقال
له علي عليه السلام : إنك لست على ديننا فنسقيك ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : يا علي اسقه
فقا ل : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنه على دين المجوسي فقال : يا علي إن له عليك يدا
بينة قد آوى ابنتك فلانة وبناتها فكنهم عن البرد ، وأطعمهم من الجوع ، وها
هي الان في منزله مكرمة ، فقال علي عليه السلام : ادن مني ادن مني ، فدنوت منه
فناولني الكأس بيده ، فشربت شربة وجدت بردها على قلبي ، ولم أرشيئا ألذ

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه