بحار الأنوار ج19

رحله فوضعه في بيته ، ونزل النبي صلى الله عليه وآله في بيت أبي أيوب ، وسأل عن المربد فأخبره
أنه لسهل وسهيل يتيمين لمعاذ بن عفراء ، فأرضاهما معاذ ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء
المسجد ، وعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه ، فعمل فيه المهاجرون والانصار ، وأخذ
المسلمون يرتجزون وهم يعملون ، فقال بعضهم :
لئن قعدنا والنبي يعمل * فذاك منا العمل المضلل
والنبي صلى الله عليه وآله يقول : " لا عيش إلا عيش الآخرة ، اللهم ارحم الانصار والمهاجرة .(1)
وعلي بن أبي طالب عليه السلام يقول :
لا يستوي من يعمل المساجدا * يدأب فيها قائما وقاعدا
ومن يرى عن الغبار حائدا .(2)


(1)زاد في السيرة هنا : فدخل عمار بن ياسر وقد اثقلوه باللبن ، فقال : يا رسول الله
قتلونى يحملون على ما لا يحملون قالت ام سلمة زوج النبى فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
ينفض وفرته بيده وكان رجلا جعدا وهو يقول : " ويح ابن سمية " ليسوا بالذين يقتلونك ، انما
تقتلك الفئة الباغية " وارتجز على بن أبى طالب عليه السلام يومئذ إه‍ .
(2)في السيرة : قال ابن هشام : سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا الرجز ،
فقالوا : ان على بن أبى طالب ارتجز به فلا يدرى أهو قائله أم غيره .
قال ابن اسحاق : فأخذ عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها .
قال ابن هشام : فلما أكثر ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه انما يعرض
به فيما حدثنا زياد بن عبدالله البكائى ، عن ابن اسحاق ، وقد سمى ابن اسحاق الرجل أقول
الرجل هو عثمان بن عفان كما في هامش السيرة وغيره قال ابن اسحاق فقال : قد سمعت ما تقول
منذ اليوم يا ابن سمية ، والله انى لارانى سأعرض هذه العصا لانفك ، قال : وفى يده عصا ، قال :
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " ما لهم ولعمار ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى
النار ، ان عمارا جلدة ما بين عينى وانفى ، فاذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه " .
قال ابن اسحاق : فاقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده
ومساكنة . ثم انتقل . إه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه