بحار الأنوار ج43

3 - كا : محمد بن يحيى ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري : عن محمد بن يحيى
ابن زكريا ، وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه جميعا ، عن
محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي سعيد عقيصا التميمي قال : مررت بالحسن
والحسين صلى الله عليهما وهما في الفرات مستنقعان في إزارين فقلت لهما : ياابني
رسول الله أفسدتما الازارين ، فقالالي : ياباسعيد فساد الازارين أحب إلينا من فساد
الدين إن للماء أهلا وسكانا كسكان الارض ثم قالا لي : أين تريد ؟ فقلت إلى هذا
الماء ، فقالا : وما هذا الماء ؟ فقلت : اريد دواء‌ه أشرب من هذا الماء المر لعلة بي
أرجو أن يجفف له الجسد ، ويسهل البطن ، فقالا : ما نحسب أن الله عزوجل
جعل في شئ قد لعنه شفاء ، قلت : ولم ذاك ؟ فقالا : لان الله تبارك وتعالى لما
آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر(1)وأوحى إلى الارض فاستعصت عليه عيون
منها ، فلعنها وجعلها ملحا اجاجا .
وفي رواية حمدان بن سليمان أنهما قالا عليهما السلام : يا ابا سعيد تأتي ماء ينكر
ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عزوجل عرض ولايتنا على المياه ، فما قبل
ولايتنا عذب وطاب ، ما جحد ولايتنا جعله الله عزوجل مرا وملحا اجاجا .
4 - كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عمن حدثه ، عن عبدالرحمن
العرزمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهما السلام وهما
جالسان على الصفا فسألهما فقالا : إن الصدقة لا تحل إلا في دين موجع ، أو غرم
مفظع ، أو فقر مدقع ، ففيك شئ من هذا ؟ قال : نعم فأعطياه ، وقد كان الرجل سأل
عبدالله بن عمر ، وعبدالرحمن بن أبي بكر فأعطيناه ولم يسألاه عن شئ فرجع إليهما
فقال لهما : مالكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين ، وأخبرهما بما قالا
فقالا : إنهما غذيا بالعلم غذاء .


(1)يقال : آسفه عليه : أغضبه ، وهواقتباس من قوله تعالى في قصة فرعون فلما
آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه