بحار الأنوار ج21

عزوجل به ، وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شئ صنعه
المشركون فأنزل الله عزوجل : " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت
أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما(1)" ثم أتى الصفا فصعد عليه واستقبل
الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ، ودعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا ،
ثم انحدر إلى المروة فوقف عليهما كما وقف على الصفا ، ثم انحدر ودعا إلى الصفا
فوقف(2)عليها ، ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه ، فلما فرغ من سعيه وهو
على المروة أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن هذا
جبرئيل - وأومأ بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ، ولو
استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ، ولكني سقت الهدي ،
ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله " قال : فقال له رجل(3)
من القوم : لنخرجن خجاجا ورؤسنا وشعورنا تقطر ؟ فقال له رسول الله : " أما
إنك لن تؤمن(4)بهذا أبدا " فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني : يا
رسول الله علمنا ديننا كأنا(5)خلقنا اليوم ، فهذا الذي أمرتنا به ألعامنا هذا أم لما
يستقبل ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : " بل هو للابد إلى يوم القيامة " ثم شبك
أصابعه وقال : " دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة " .
قال : وقدم علي عليه السلام من اليمن على رسول الله صلى الله عليه واله وهو بمكة فدخل على
فاطمة عليها السلام وهي قد أحلت ، فوجد ريحا طيبا ووجد عليها ثيابا مصبوغة ، فقال :
ما هذا يا فاطمة ؟ فقالت : أمرنا بهذا رسول الله صلى الله عليه واله ، فخرج علي عليه السلام إلى رسول
الله صلى الله عليه واله مستفتيا ، فقال : يا رسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت وعليها ثياب مصبوغة


(1)البقرة : 158 .(2)ووقف خ ل .
(3)هو عمر بن الخطاب ، على ما ورد في غيره من الروايات ، وهو لم يؤمن بذلك حتى مات
قال في خطبته : متعتان محللتان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا احرمهما واعاقب
عليهما .
(4)لم تومن خ ل .(5)كاننا خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه