الثالث ما خطر بالبال أيضا وهو الجمع بين المعنيين ، بأن يكون " ترون
أيامي ويكشف الله عن سرائري " في الرجعة والقيامة ، لاتصاله بقوله : " وداع
مرصد للتلاقي " وقوله : " وتعرفوني " إلى آخره إشارة إلى المعنى الاول غير
متعلقة بالفقرتين الاوليين ، وهو أسد وأفيد وأظهر ، لا سيما على النسخة الاخيرة
إن أبق الشر(1)في لا تنافي العلم بعدم وقوع المقدم ، وفي تنزيل العالم منزلة الشاك
نوع من المصلحة ، وفي بعض النسخ " العفو لي قربة " ويحتمل أن يكون استحلالا
من القوم على سبيل التواضع ، كما هو الشائع عند الموادعة . وفي أكثر النسخ
" وإن أعف فالعفو لي قربة " أي إن أعف عن قاتلي ، فقوله عليه السلام : " ولكم حسنة "
أي فيما يجوز العفو فيه لا في تلك الواقعة ، أو عفوي عن قاتلي لكم حسنة لصبر كم
على ما يشق عليكم في ذلك - " فيالها حسرة " النداء للتعجب ، والمنادى محذوف
وضمير " لها " مبهم ، وحسرة تمييز للضمير المبهم ، نحو ربه رجلا أن يكون أي
لان يكون ، أو هو خبر مبتدء محذوف والشقوة بالكسر : سوء العاقبة قوله : " ممن
لا يقصربه " الباء للتعدية . ورغبة فاعل لم تقصر ، وضمير " به " راجع إلى الموصول
أي لا يجعله رغبة من رغبات النفس قاصرا عن طاعة الله ، وضمير له وبه راجعان إلى
الله أو إلى الموت . قوله عليه السلام : " ولا تأثم " أي في الزيادة ، فالمراد بالاثم ترك
الاولى مجازا ، ويمكن أن يقرأ على باب التفعل أي لا تزد فتكون عند الناس منسوبا
إلى الاثم(2)
12 - غط : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن
ابن فضال ، عن محمد بن عبيدالله بن زرارة ، عمن رواه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام قال : هذه وصية أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الحسن عليه السلام وهي
(1)كذا .
(2)البيان المذكور موافق لنسخة(ك)ويزيد على سائر النسخ ويختلف اياها بكثير ، أثبتناه
كما وجدناه . *