بحار الأنوار ج8

تبت 111 سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل
من مسد 3 - 5 .
الفلق 113 قل أعوذ برب الفلق 1 .
تفسير : قال الطبرسي قدس سره فإن لم تفعلوا أي لم تأتوا بسورة من مثله
وقد تظاهرتم أنتم وشركاؤكم عليه ولن تفعلوا أي ولن تأتوا بسورة من مثله أبدا
فتقواالنار أي فاحذروا أن تصلوا النار بتكذيبه التي وقودها أي حطبها
الناس والحجارة : قيل : إنها حجارة الكبريت لانها أحرشئ إذا احميت ، عن ابن
عباس وابن مسعود . والظاهر أن المراد بها أصنامهم النحوتة من الحجارة كقوله :
إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم(1) وقيل : ذكر الحجارة دليل على
عظم تلك النار لانها لاتأكل الحجارة إلا وهي في غاية الفظاعة والهول ، وقيل : معناه
أن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقد بها النار بتبقية الله إياها ،
ويؤيد ذلك قوله : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها(2) وقيل : معناه أنهم
يعذبون بالحجارة المحمية بالنار اعدت للكافرين أي خلقت وهيئت لهم ، لانهم
الذين يخلدون فيها ، ولانهم أكثر أهل النار فاضيفت إليهم ، وقيل : إنما خص
النار بكونها معدة للكافرين وإن كانت معدة للفاسقين أيضا لانه يريد بذلك نارا
مخصوصة لا يدخلها غيرهم ، كما قال : إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار(3)
واستدل بهذه الآية على أن النار مخلوقة الآن ، لان المعد لا يكون إلا موجودا ،
وكذلك الجنة بقوله : اعدت للمتقين(4) والفائدة في ذلك أنا وإن لم نشاهد هما
فإن الملائكة يشاهدونهما وهم من أهل التكليف والاستدلال فيعرفون ثواب الله للمتقين
وعقابه للكافرين .


(1)الانبياء : 98 .
(2)النساء : 56 .
(3)النساء : 145 .(4)آل عمران : 133 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه