بحار الأنوار ج75

طمع وطبع ، ولا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير ، يصبر منهم
العلماء على الاذى والتعنيف ، ويعيبون على العلماء بالتكليف(1)والعلماء في أنفسهم
خانة إن كتموا النصيحة ، إن رأواتائها ضالا لا يهدونه ، أو ميتا لا يحيونه ، فبئس
ما يصنعون لان الله تبارك وتعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف
وبما امروا به وأن ينهوا عما نهوا عنه ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا
على الاثم والعدوان ، فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد إن وعظت قالوا : طغت
وإن علموا الحق(2)الذي تركوا قالوا : خالفت ، وإن اعتزلوهم قالوا : فارقت
وإن قالوا : هاتوا برهانكم على ما تحدثون ، قالوا : نافقت وإن أطاعوهم قالوا :
عصت الله عزوجل(3)فهلك جهال فيما لا يعلمون ، اميون فيما يتلون ، يصدقون
بالكتاب عند التعريف ويكذبون به عند التحريف ، فلا ينكرون .
اولئك أشباه الاحبار والرهبان ، قادة في الهوى ، سادة في الردى ، وآخرون
منهم جلوس بين الضلالة والهدى لا يعرفون إحدى الطائفتين من الاخرى ، يقولون ما
كان الناس يعرفون هذا ، ولا يدرون ما هو وصدقوا ، تركهم رسول الله صلى الله عليه وآله على

البيضاء(4)ليلها من نهارها لم يظهر فيهم بدعة ولم يبدل فيهم سنة لا خلاف عندهم ولا
اختلاف ، فلما غشى الناس ظلمة خطاياهم ، صاروا إمامين داع إلى الله تبارك وتعالى ،
وداع إلى النار ، فعند ذلك نطق الشيطان فعلى صوته على لسان أوليائه وكثر خيله
ورجله(5)وشارك في المال والولد من أشركه ، فعمل بالبدعة ، وترك الكتاب
والسنة ، ونطق أولياء الله بالحجة وأخذوا بالكتاب والحكمة فتفرق من ذلك


(1) منهم أى من أشباه الاحبار والرهبان العلماء يعنى العلماء بالله الربانيين
بالتكليف يعنى تكليفهم بالحق .
(2)في بعض النسخ عملوا الحق .(3)ليس في بعض النسخ قالوا .
(4)يعنى الشريعة ، الواضح مجهولها عن معلومها وعالمها عن جاهلها .
(5)الخيل : جماعة الفرسان والرجل : جماعة المشاة أى أعوانه القوية والضعيفة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه