لارى المتعلقين بأغصان شجرة طوبى كيف قصدتهم الشياطين ليغووهم ، فحملت عليهم
الملائكة يقتلونهم ويسحطونهم(1)ويطردونهم عنهم وناداهم منادي ربنا : يا ملائكتي ألا
فانظروا كل ملك في الارض إلى منتهى مبلغ نسيم هذا الغصن الذي تعلق به متعلق
فقاتلوا الشيطان عن ذلك المؤمن وأخروهم عنه فأني لارى بعضهم وقد جاءه من
الاملاك من ينصره على الشياطين ، ويدفع عنه المردة ، ألا فعظموا هذا اليوم من
شعبان من بعد تعظيمكم لشعبان ، فكم من سعيد فيه ، وكم من شقي لتكونوا من
السعداء فيه ولا تكونوا من الاشقياء(2).
2 م : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كم من سعيد في شهر شعبان في ذلك ، و
كم من شقي هنالك ، ألا انبئكم بمثل محمد وآله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال :
محمد في عباد الله كشهر رمضان في الشهور وآل محمد في عبادالله كشهر شعبان(3)
في الشهور ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام في آل محمد صلى الله عليه وآله كأفضل أيام شعبان و
لياليه وهو ليلة نصفه ويومه ، وسائر المؤمنين في آل محمد كشهر رجب في شهر
شعبان ، هم درجات عند الله وطبقات فأجدهم في طاعة الله أقربهم شبها بآل محمد
ألا انبئكم برجل قد جعله الله من آل محمد كأوائل أيام رجب من أوائل أيام
شعبان ؟ قالوا : بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال : منهم سعد بن معاذ(4).
3 كتاب النوادر : لفضل الله بن علي الحسيني الراوندي قال : أخبرني
(1)هذا هو الظاهر : والسحط : الذبح الوحى السريع ، وفي بعض النسخ يثخنونهم ،
يقال : اثخنته الجراحة : أى أوهنته ، وأثخن في العدو ، اذا بالغ في قتلهم وغلظ ، ومنه
قوله تعالى(ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض). وفي نسخة الاصل
(يتحطونهم)أو هو(يتخطونهم).
(2)تفسير الامام : 290 296 .
(3)ما بين العلامتين أضفناه من المصدر .
(4)تفسير الامام : 302 ، وقوله(منهم سعد بن معاذ)من لفظ المؤلف قدس سره
لخص به قصة طويلة كما تراها في المصدر في ثلاث صفحات .