بحار الأنوار ج3

وسنبسط الكلام فيها في كتاب مراة العقول إن شاء الله تعالى .
26 م : قال الامام عليه السلام : لما توعد(1)رسول الله صل الله عليه واله اليهود والنواصب في
جحد النبوة والخلافة ، قال مردة اليهود وعتاة النواصب(2): من هذا الذي ينصر محمدا
وعليا على أعدائهما ؟ فأنزل الله عزوجل : " إن في خلق السموات والارض " بلا عمد من
تحتها ، ولا علاقة من فوقها ، تحبسها من الوقوع عليكم ، وأنتم يا ايها العباد والاماء
اسرائي وفي قبضي ، الارض من تحتكم لامنجا لكم منها إن هربتم ، والسماء من فوقكم
ولا محيص لكم عنها إن ذهبتم ، فإن شئت أهلكتكم بهذه ، وإن شئت أهلكتكم بتلك ،
ثم ما في السماوات من الشمس المنيرة في نهاركم لتنتشروا في معايشكم ، ومن القمر المضيئ
لكم في ليلكم لتبصروا في ظلماته وإلجاؤكم بالاستراحة بالظلمة إلى ترك مواصلة الكد
الذي ينهك(3)أبدانكم " واختلاف الليل والنهار " المتتابعين الكادين عليكم بالعجائب
التي يحدثها ربكم في عالمه من إسعاد وإشقاء ، وإعزاز وإذلال ، وإغناء وإفقار ،
وصيف وشتاء ، وخريف وربيع ، وخصب وقحط ، وخوف وأمن . " والفلك التي
تجري في البحر بما ينفع الناس " التي جعلها الله مطاياكم لا تهدأ(4)ليلا ولانهارا ،
ولا تقتضيكم علفا ولا ماء‌ا ، وكفاكم بالرياح مؤونة تسيرها بقواكم التي كانت لاتقوم
بها لو ركدت عنها الرياح لتمام مصالحكم وبلوغ الحوائج لا نفسكم
" وما أنزل الله من السماء من ماء " وابلا وهطلا ورذاذا(5)لا ينزل عليكم دفعة
واحدة فيغركم ويهلك معايشكم لكنه ينزل متفرقا من علا حتى تعم الاوهاد والتلال
والتلاع ،(6)" فأحيابه الارض بعد موتها " فيخرج نباتها وثمارها وحبوبها " وبث فيها


(1)اى هدد .
(2)العتاة جمع للعاتى وهو المستكبر ومن جاوز الحد .
(3)اى يدنف ويضنى .
(4)المطايا جمع للمطية وهى الدابة التى تركب . ولا تهدأ أى لا تسكن .
(5)الوابل : المطرالشديد . الهطل يفتح الهاء - : المطر الضعيف الدائم . وتتابع المطر
المتفرق العظيم القطرى . بالرذاد كسحاب : المطر الضعيف ، أو الساكن الدائم الصغار القطر كالغبار ،
أو هو بعد الطل .
(6)جمع للتلعة : ما ارتفع من الارض وما انهبط منها ، من الاضداد . ولعل المراد في الخبر
المعنى الثانى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه