بحار الأنوار ج52

يبق لي لسان أسأل الله تعالى به فكنت أسأله بقلبي واستغثت إلى سيدي و مولاي
صاحب الزمان عليه السلام فلما جن علي الليل فاذا بالدار قدامتلات نورا و إذا بمولاي
صاحب الزمان ، قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي : اخرج وكد على
عيالك ، فقد عافاك الله تعالى ، فأصبحت كما ترون .
وحكى الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذكور قال : واقسم بالله تعالى
إن هذا أبوراجح كان ضعيفا جدا ، ضعيف التركيب ، أصفر اللون ، شين الوجه
مقرض اللحية ، وكنت دائما أدخل الحمام الذي هو فيه وكنت دائما أراه على هذه
الحالة وهذا الشكل فلما أصبحت كنت ممن دخل عليه ، فرأيته وقد اشتدت قوته
وانتصبت قامته ، وطالت لحيته ، واحمر وجهه ، وعاد كأنه ابن عشرين سنة
ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة .
ولما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضره عنده وقد كان رآه بالامس
على تلك الحالة وهو الآن على ضدها كما وصفناه ، ولم ير بجراحاته أثرا وثناياه
قد عادت فداخل الحاكم في ذلك رعب عظيم ، وكان يجلس في مقام الامام عليه السلام في
الحلة ، ويعطي ظهره القبلة الشريفة ، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها ، وعاد يتلطف
بأهل الحلة ، ويتجاوز عن مسيئهم ، ويحسن إلى محسنهم ، ولم ينففه ذلك بل لم يلبث
في ذلك إلا قليلا حتى مات .
ومن ذلك ما حدثني الشيخ المحترم العامل الفاضل شمس الدين محمد بن قارون
المذكور قال : كان من أصحاب السلاطين المعمر بن شمس يسمى مذور ، يضمن
القرية المعروفة ببرس ، ووقف العلويين ، وكان له نائب يقال له : ابن الخطيب و
غلام يتولى نفقاته يدعى عثمان ، وكان ابن الخطيب من أهل الصلاح والايمان بالضد
من عثمان وكانا دائما يتجادلان .
فاتفق أنهما حضرا في مقام إبراهيم الخليل عليه السلام بمحضر جماعة من الرعية
والعوام فقال ابن الخطيب لعثمان : يا عثمان الآن اتضح الحق واستبان أنا أكتب
على يدي من أتولاه ، وهم علي والحسن والحسين ، واكتب أنت من تتولاه أبوبكر

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه