بحار الأنوار ج14

أو مأخوذ منه ، والسليم قد يستعمل في الجريح كاللديغ تفألا بصحته وسلامته ، أو أنت
سليم من المداواة التي حصلت لابيك فلهذا سميت سليمان ، فالحرف الزائد للدلالة على
وجود الجرح ، وكما أن الجرح زائد في البدن أو النفس عن أصل الخلقة كان في الاسم
حرف زائد للدلالة على ذلك ، وفيه معنى لطيف وهو أن هذه الزيادة في الاسم الدالة على
الزيادة في المسمى ليست مما يزيد به الاسم والمسمى كمالا ، بل قد تكون الزيادة لغير
ذلك .
الرابع : مايفهم مما عنون الصدوق الباب الذي أورد الخبر فيه به ،(1)حيث قال :
" باب العلة التي من أجلها زيد في حروف اسم سليمان حرف من حروف اسم أبيه داود "
فلعله رحمه الله حمل الخبر على أن المعنى أنك لما كنت سليما أريد أن يشتق لك اسم
يشتمل على السلامة ، ولما كان أبوك داود داوى جرحه بالود وصار كاملا بذلك أراد الله
تعالى أن يكون في اسمك حرف من حروف اسمه لتلحق به في الكمال ، فزيد فيه الالف
وما يلزمه لتمام التركيب وصحته من النون فصار سليمان ، وإلا لكان السليم كافيا للدلالة
على السلامة ، فلذا زيد حروف اسمك على حروف اسم أبيك ، ولو كان في الخبر " من حروف
اسم أبيك " كما رأينا في بعض النسخ كان ألصق بهذا المعنى . وقوله :(أرجو أن تلحق بأبيك)
أي لتلك الزيادة فيدل ضمنا وكناية على أنه إنما زيد لذلك ، ولا يخفى بعده .
3 يه : بإسناده إلى حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام : أنه قال : إن سليمان
ابن داود عليه السلام خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقي ، فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها
إلى السماء وهي تقول : اللهم إنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك ، فلا تهلكنا بذنوب
بني آدم ، فقال سليمان عليه السلام لاصحابه : ارجعوا لقد سقيتم بغيركم .(2)
أقول : روى البرسي في مشارق الانوار أن سليمان عليه السلام كان سماطه كل يوم
سبعة أكرار ، فخرجت دابة من دواب البحر يوما وقالت : ياسليمان أضفني اليوم ، فأمر
أن يجمع لها مقدار سماطه شهرا ، فلما اجتمع ذلك على ساحل البحر وصار كالجبل العظيم


(1)في كتابه العلل .
(2)من لايحضره الفقيه : 138 139 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه