بحار الأنوار ج45

وقال محمدبن أبي طالب : ثم رفع زيد صوته يبكي وخرج وهويقول : ملك عبد
حرا ، أنتم يامعشر العرب العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة
حتى يقتل خياركم ويستعبد أشراركم ، رضيتم بالذل فبعدا لمن رضي(1)
وقال المفيد : فادخل عيال الحسين بن علي صلوات الله عليهما على ابن زياد
فدخلت زينب اخت الحسين عليه السلام في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها ، ومضت
حتى جلست ناحية ، وحفت بها إماؤها ، فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت
فجلست ناحية ومعها نساؤها ؟ فلم تجبه زينب فأعاد القول ثانية وثالثة يسأل عنها
فقالت له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل عليها ابن زياد
وقال : الحمدلله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب احدوثتكم ، فقالت زينب : الحمد
لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وطهرنا من الرجس تطهيرا ، إنما يفتضح الفاسق
إلى آخر مامر(2)
وقال السيد وابن نما : ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين فقال : من
هذا ؟ فقيل : علي بن الحسين ، فقال : أليس قدقتل الله علي بن الحسين ؟ فقال علي :
قدكان لي أخ يسمى علي بن الحسين قتله الناس ، فقال : بل الله قتله ، فقال علي :
" الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها "(3)فقال ابن زياد : ولك
جرأة على جوابي ؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فسمعت عمته زينب ، فقالت :
ياابن زياد إنك لم تبق منا أحدا فان عزمت على قتله فاقتلني معه(4)
وقال المفيد وابن نما : فتعلقت به زينب عمته ، وقالت : ياابن زياد حسبك
من دمائنا ، واعتنقته وقالت : والله لا افارقه فان قتلته فاقتلني معه فنظر ابن زياد
إليها وإليه ساعة ثم قال : عجبا للرحم والله إني لاظنها ودت أني قتلتها معه


(1)ومثله في الطبرى ج 6 ص 262
(2)الارشاد ص 228
(3)الزمر : 42
(4)الملهوف ص 144

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه