بحار الأنوار ج91

يظهر لي بشاشة الملق ، ويبسط لي وجها غير طلق ، فلما رايت دغل سريرته ، وقبح
ما انطوى عليه لشريكه في ملبه ، واصبح مجلبا إلي في بغيه ، اركسته لام رأسه
وأتيت بنيانه من أساسه ، فصرعته في زبيته وأرديته في مهوى حفرته(1) وجعلت
خده طبقا لتراب رجله وشغلته في بدنه ورزقهورميته بحجره وخنقته بوتره
وذكيته بمشاقصه ، وكببته لمنخره ، ورددت كيده في نحره ، ووثقته بندامته
وفنيته(2)بحسرته فاستخذل واستخذا وتضاء‌ل بعد نخوته وانقمع بعد استطالته
ذليلا مأسورا في ربق حبائله ، التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته ، وقد كدت
يا رب لولا رحمتتك يحل بي ما حل بساحته ، فلك الحمد يا رب من متقدر لا يغلب
وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد ، واجعلن لانعمك من الشاكرين
ولآلائك من الذاكرين .
إلهي وكم من حاسد شرق بحسده ، وشجى بغيظه ، وسلقني بحد لسانه ، و
وخزني بموق عينه ، وجعل عرضي غرضا لمراميه ، وقلدني خلالا لم تزل فيه ، فناديت(3)
يا رب مستجيرا بك ، واثقا بسرعة إجابتك ، متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن
دفاعك ، عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كنفك ، وأن لا تقرع الفوادح من
لجأ إلى معقل الانتصار بك ، فحصنتني من بأسه بقدرتك ، فلك الحمد يا رب من
مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد ، واجعلني لانعمك
من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين .
إلهي وكم من سحائب مكروه قد جليتها ، وسماء نعمة أمطرتها ، وجداول
كرامة أجريتها ، وأعين أجداث طمستها ، وناشئة رحمة نشرتها ، وجنة عافية البستها
وغوامر كربات كشفتها ، وأمور جارية قدرتها ، لم يتعجزك إذ طلبتها ، ولم تمتنع
عليك إذ أردتها ، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، صل
على محمد وآل محمد ، واجعلني لانعمك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين .


(1)حفيرته خ ل وهي بمعنى الزبية تحفر لصيد الفرس .
(2)وفتنته خ ل .(ظ)فناديتك خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه