بحار الأنوار ج35

وقال الطبرسي رحمه الله : أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين
عليهما السلام قال أبوبكر الرازي : هذا يدل على أن الحسن والحسين ابنا رسول الله و
أن ولد الابنة ابن على الحقيقة(1)، وقال ابن أبي علان - وهو أحد أئمة المعتزلة - :
هذا يدل على أن الحسن والحسين عليهما السلام كانا مكلفين في تلك الحال ، لان المباهلة لا
تجوز إلا مع البالغين ، وقال أصحابنا : إن صغر السن ونقصانها عن حد بلوغ الحلم لا
ينافي كمال العقل ، وإنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الاحكام الشرعية ، وكان سنهما
في تلك الحال سنا لا يمتنع معها أن يكونا كاملي العقل(2)، على أن عندنا يجوز أن
يخرق الله العادات للائمة ويخصهم بما لا يشركهم فيه غيرهم ، فلوصح أن كمال العقل
غير معتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ، ودلالة على مكانهم من
الله تعالى واختصاصهم به ، ومما يؤيده من الاخبار قول النبي صلى الله عليه وآله : إبناي هذان إمامان
قاما أو قعدا .
(ونساء‌نا)اتفقوا على أن المراد به فاطمة عليها السلام لانه لم يحضر المباهلة غيرها
من النساء ، وهذا يدل على تفضيل الزهراء على جميع النساء(وأنفسنا)يعني عليا خاصة
ولا يجوز أن يكون المعني به النبي صلى الله عليه وآله لانه هو الداعي ، ولايجوز أن يدعو الانسان
نفسه ، وإنما يصح أن يدعو غيره ، وإذا كان قوله :(وأنفسنا)لابد أن يكون إشارة إلى
غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي عليه السلام لانه لا أحديد عي دخول غير أميرالمؤمنين
عليه السلام وزوجته وولديه عليهم السلام في المباهلة ، وهذا يدل على غاية الفضل وعلو الدرجة والبلوغ
منه إلى حيث لا يبلغه أحد ، إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول ، وهذا ما لا يدانيه أحد ولا
يقاربه انتهى(3).
أقول : ويدل على كون المراد بأنفسنا أميرالمؤمنين عليه السلام ما رواه ابن حجر في


(1)في المصدر : في الحقيقة .
(2)لايخفى ما فيه ، والصحيح ما يذكر بعده .
(3)مجمع البيان 2 : 452 و 453 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه