الايمان عند الناس ، إلا بالاقرار والشهادة التي هي عمل الجوارح ، أو لايستقر
الايمان إلا بأعمال الجوارح ، فان التصديق الذي لم يكن معه عمل يزول ولا
يبقى .
5 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن
دراج قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الايمان ، فقال ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله : قلت : أليس هذا عمل ؟ قال : بلى ، قلت : فالعمل من الايمان
قال : لايثبت له الايمان إلا بالعمل ، والعمل منه(1).
بيان :(أليس هذا عمل)كذا في النسخ بالرفع ، ولعله من النساخ ويمكن
أن يقدر فيه ضمير الشأن أو يكون مبنيا على لغة بني تميم ، حيث ذهبوا إلى أن
(ليس)إذا انتقض نفيه يحمل على ما في الاهمال ، والنفي هنا منتقض بالاستفهام
الانكاري قوله عليه السلام(لايثبت له الايمان)الضمير راجع إلى المؤمن المدلول عليه
بالايمان .
6 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن
أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : أيها العالم أخبرني أي
الاعمال أفضل عندالله ؟ قال : مالايقبل الله شيئا إلا به ، قلت : وما هو ؟ قال : الايمان
بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الاعمال درجة ، وأشرفها منزلة ، وأسناها حظا ، قال :
قلت : ألا تخبرني عن الايمان ؟ أقول هو وعمل أم قول بلا عمل ؟ فقال : الايمان
عمل كله ، والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بين في كتابه ، واضح نوره ثابتة
حجته ، يشهد له به الكتاب ، ويدعوه إليه ، قال : قلت : صفه لي جعلت فداك
حتى أفهمه قال : الايمان حالات ، ودرجات ، وطبقات ، ومنازل : فمنه التام المنتهى
تمامه ، ومنه الناقص البين نقصانه ، ومنه الراجح الزائد رجحانه .
قلت : إن الايمان ليتم وينقص ويزيد ؟ قال : نعم ، قلت : كيف ذلك ؟ قال :
لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم ، وقسمه عليها ، وفرقه