بحار الأنوار ج91

والايزاع لشكرك والاعتداد بنعمائك ، في أعفى العافية ، واسبغ النعمة إنك على كل
شئ قدير .
اللهم لا تخلني من يدك ، ولا تتركني لقاء عدوك ولا لعدوي ، ولا توحشني
من لطائف الخفية ، وكفايتك الجميلة ، وإن شردت عنك فارددني إليك ، وإن
فسدت عليك فأصلحني لك ، فانك ترد الشارد ، وتصلح الفاسد ، وأنت على كل
شئ قدير .
اللهم هذا مقام العائذ بك ، اللائذ بعفوك ، المستجير بعز جلالك ، قد راى
أعلام قدرتك فأره آثار رحمتك فانك تبدئ الخلق ثم تعيده ، وهو أهون عليك
ولك المثل الاعلى في السماوات والارض وأنت العزيز الحكيم .
اللهم فتولني ولاية تغنيني بها عن سواها ، وأعطني عطية لا أحتاج إلى
غيرك معها ، فانها ليست ببدع من ولايتك ، ولا بنكر من عطيتك ، ولا بأولى من
كفايتك ، ادفع الصرعة ، وانعش السقطة ، وتجاوز عن الزلة ، واقبل التوبة ، وارحم
الهفوة وأنج من الورطة ، وأقل العثره ، يا منتهى الرغبة ، وغياث الكربة ، وولي
النقمة ، وصاحبي في الشدة ، ورحمان الدنيا والآخرة .
أنت رحماني إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أو عدو يملك أمري ؟ وإن
لم تك(1)علي ساخطا فما أبالي غير أن عفوك لا يضيق عني ، ورضاك ينفعني
وكنفك يسعني ، ويدك الباسطة تدفع عني ، فخذ بيدي من دحض الذلة ، فقد كبوت
فثبتني على الصراط المستقيم ، واهدني وإلا غويت .
يا هادي الطريق ، يا فارج المضيق ، يا إلهي بالتحقيق ، يا جاري اللصيق ، يا
ركني الوثيق ، يا كنزي العتيق ، احلل عني المضيق ، واكفني شر ما اطيق ، وما
لا اطيق ، يا أهل التقوى ، وأهل المغفرة ، وذا العز والقدرة ، والآلاء والعظمة
يا ارحم الراحمين ، وخير الغافرين ، وأكرم الناظرين ، ورب العالمين ، لا تقطع
منك رجائي ولا تخيب دعائي ، ولا تجهد بلائي ولا تسئ قضائي ، ولا تجعل النار
مأواي ، واجعل الجنة مثواي ، وأعطني من الدنيا سؤلي ومناي ، وبلغني من الآخرة


(1)لم تكن خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه