بحار الأنوار ج87

الذبيح فقال إسماعيل ، ثم قال : إن اليهود تعلم ولكنهم يحسدونكم لانه أبوكم ،
ويزعمونه إسحاق ، لانه أبوهم ، قال الاصمعي : سألت أبا عمرو بن العلا عنه ،
فقال أين ذهب عقلك متى كان إسحق بمكة ، وإنما كان إسماعيل ، والمنحر بمكة
لا شك .
وأما الشهادة المنسوبة إلى يعقوب : لما احتضر جمع ولده وأراد أن يخبرهم
بما يأتي من الحوادث وبما يصيبهم من الشر فقال الله تعالى : لا تعلمهم ذلك ، فان
ذلك للنبي صلى الله عليه وآله القائم في آخر الزمان وأنا أعطيك درجة الشهادة ، ويحتمل
أن يكون معنى وأوفيت ليعقوب بشهادتك أي باخبارك إياه أن ولده يوسف عليه السلام
حي فأمل الاجتماع به ، قال الجوهري الشهادة خبر قاطع ، وأشهد بكذا أي أحلف
وروي أن يعقوب عليه السلام رأي ملك الموت فسأله هل قبضت روح يوسف ؟ فقال : لا ،
فعلم أنه حي وأما إيفاؤه بوعد المؤمنين فهو ما أوصله إليهم من الاجال والارزاق
والاولاد ، وغير ذلك من النعم التي لا تحصى في الدنيا ، وفي الاخرة بالجنة ، و
قوله : وفي السماء رزقكم وما توعدون (1)الرزق المراد به المطر لانه سبب
الاقوات ، وما توعدون الجنة ، وقوله : الشيطان يعدكم الفقر أي يخوفكم به ، فيحملكم
على منع الزكاة ، ويحتمل أن يراد بالوعد هنا العهد ، ومنه قوله تعالى : ما أخلفنا
موعدك بملكنا (2)أي عهدك ، ومثله أخلفتم موعدي (3)أي عهدي قال الهروي
يقال : وعدته خيرا ووعدته شرا وإذا لم تذكر الخير والشر قلت في مكان الخير وعدته
وفي الشر أوعدته ، قال :
وإني إذا واعدته أو وعدته * لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فان أدخلوا الباء في الشر أتوا بالالف فقالوا أوعد بالشر .


(1)الذاريات : 22 .
(2)طه : 87 .
(3)طه : 86 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه