بحار الأنوار ج15

الزرقاء ما ذكرت ، وأمرت عبيدها ينادون(1)في شوارع مكة أن(2)يجمعوا الناس ،
فلم يبق أحد إلا وحضر وليمتها من أهل مكة ، فلما أكلوا وشربوا وعلمت أن القوم قد
خالط عقولهم الشراب أقبلت إلى تكنا و قالت : قومي إلى حاجتك ، فقامت تكنا(3)و
جاء‌ت بالخنجر ورشت في جوانبه السم ، ودخلت على آمنة فرحبت بها آمنة(4)، و
سألتها عن حالها ، وقالت : يا تكنا ماعودتيني بالجفآء(5)فقالت : اشتغلت بهمي و
حزني ، ولو لا أياديكم الباسطة علينا لكنا بأقبح حال ، ولا أحد أعز علي منك ،
هلمي(6)يا بنية إلي حتى ازينك ، فجائت آمنة وجلست بين يدي تكنا ، فلما فرغت
من تسريح شعرها عمدت إلى الخنجر وهمت أن تضربها به ، فحست تكنا كأن أحدا
قبض(7)على قلبها فغشى على بصرها ، وكأن ضاربا ضرب على يدها فسقط الخنجر من
يدها إلى الارض ، فصاحت : واحزناه ، فالتفتت آمنة إليها وإذا الخنجر قد سقط من
يدتكنا ، فصاحت آمنة فتبادرت النسوان إليها ، وقلن لها : مادهاك(8)؟ قالت : يا ويلكن
أما ترين ما جرى علي من تكنا ، ادت أن تقتلني بهذا الخنجر ، فقلت : يا تكنا ما أصابك ؟
ويلك تريدين أن تقتلي آمنة على أي جرم ؟ فقالت : يا ويلكن قد أردت قتل آمنة ، و
الحمد لله الذي صرف عنها البلاء ، فقالت : الحمدلله على السلامة من كيدك يا تكنا ، فقالت
لها النسآء : يا تكنا ما حملك على ذلك ؟ قالت : لا تلوموني(9)، حملني طمع الدنيا الغرور ،
ثم أخبرتهن بالقصة ، وقالت لهن : ويحكن دونكن الزرقاء اقتلنها قبل أن تفوتكن ،
ثم سقطت ميتة ، فصاحت النسوان صيحة عالية ، فأقبل بنوهاشم إلى منزل آمنة ، فإذا


(1)أن ينادوا خ ل .
(2)وأن يجمعوا خ ل .
(3)هو وماقبله مصحف ، والصحيح : تكنى .
(4)في المصدر : فلما رأتها آمنة رحبت بها .
(5)في المصدر : وما تعودت منك هذا الجفاء .
(6)في المصدر : ولا أجد ما أتقرب إلى بعلك الا بزينتك ، لما أعلم به من محبتك ، هلمى .
(7)كان قد خ ل .
(8)أى ما أصابك من داهية ؟ .
(9)لا تلممنى خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه