بحار الأنوار ج44

هذا ليس على معناه بل المراد التعويض ، ولما كان أسفه على مافات منه من ثواب
الجزع على ابنه ، عوضه الله بما هو أجل وأشرف وأكثر ثوابا ، وهو الجزع على
الحسين عليه السلام .
والحاصل أن شهادة الحسين عليه السلام كان أمرا مقررا ولم يكن لرفع قتل
إسماعيل حتى يرد الاشكال ، وعلى ما ذكرنا فالآية تحتمل وجهين : الاول أن يقدر
مضاف ، أي فديناه بجزع مذبوح عظيم الشأن والثاني أن يكون الباء سببية أي
فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه وعلى التقديرين لا بد من تقدير مضاف
أو تجوز في إسناد في قوله فديناه والله يعلم .
7 ع : ابن الوليد : عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ومحمد بن
سنان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن إسماعيل الذي قال الله عزوجل
في كتابه واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا (1)
لم يكن إسماعيل بن إبراهيم بل كان نبيا من الانبياء ، بعثه الله عزوجل إلى قومه
فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه ، فأتاه ملك فقال : إن الله جل جلاله بعثني
إليك فمرني بما شئت ، فقال : لي اسوة بما يصنع بالحسين عليه السلام .
مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب وابن يزيد جميعا عن
محمد بن سنان مثله .
8 ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان
عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن إسماعيل كان رسولا نبيا سلط
عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه ، فأتاه رسول من رب العالمين فقال له :
ربك يقرئك السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك ، وقد أمرني بطاعتك فمرني بما
شئت ، فقال : يكون لي بالحسين بن علي اسوة(2).
مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، وابن أبي الخطاب وابن يزيد جميعا ، عن


(1)مريم : 54 ، والحديث في المصدر ج 1 ص 73 .
(2)علل الشرائع ج 1 ص 73 و 74 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه