بحار الأنوار ج25


(2) (باب) (انه لا يكون اماما في زمان واحد

الا وأحدهما صامت)

1 - ع ، ن : في علل الفضل عن الرضا عليه السلام فإن قال :(1) فلم لا يجوز أن
يكون في الارض إمامان في وقت واحد أو أكثر من ذلك ؟ قيل : لعلل : منها أن الواحد
لا يختلف فعله وتدبيره ، والاثنين لا يتفق فعلهما وتدبيرهما ، وذلك أنا لم نجد اثنين
إلا مختلفي الهمم والارادة ، فإذا كانا اثنين ثم اختلف همهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا
كلاهما مفترضي الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه فكان يكون اختلاف
الخلق والتشاجر والفساد : ثم لا يكون أحد مطيعا لاحدهما إلا وهو عاص للاخر
فتعم المعصية أهل الارض .
ثم لا يكون لهم مع ذلك السبيل إلى الطاعة والايمان ، ويكونون(2) إنما اتوا
في ذلك من قبل الصانع ، الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر(3) إذ أمرهم باتباع
المختلفين .
ومنها : إنه لو كان إمامان لكان لكل من الخصمين أن يدعو إلى غير ما يدعو
إليه صاحبه في الحكومة(4) ، ثم لا يكون أحدهما أولى بأن يتبع من صاحبه فتبطل
الحقوق والاحكام والحدود .
ومنها : انه لا يكون واحد من الحجتين أولى بالنطق(5) والحكم والامر


(1) في المصدر : فان قيل .
(2) في نسخة : ويكونوا .
(3) في المصدر : وسبب التشاجر .
(4) في المصدر : إلى غير الذى يدعو اليه الاخر في الحكومة .
(5) في المصدر : اولى بالنظر . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه