بحار الأنوار ج14

أخاه فيقول : والله لقد أتاني آت ذكر لي شيئا يكبر علي ذكره ، فذكره بعضهم لبعض حتى
بلغ ذلك ملكهم ، فسار الملك والناس فاستنزلوه فأقر لهم بالذي فعل ، فأمر به فصلب ،
فلما رفع على خشبته تمثل له الشيطان فقال : أنا الذي ألقيتك في هذا ، فهل أنت مطيعي
فيما أقول لك أخلصك مما أنت فيه ؟ قال : نعم ، قال : اسجد لي سجدة واحدة ، فقال :
كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة ؟ فقال : أكتفي منك بالايماء ، فأومأ له بالسجود ،
فكفر بالله ، وقتل الرجل ، فأشار الله تعالى إلى قصته في هذه الآية .(1)
1 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء
عن أبي جميلة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح ، وكان
يتعبد في صومعة فجاء‌ته أمه وهو يصلي فدعته فلم يجبها ، فانصرفت ، ثم أتته ودعته
فلم يلتفت إليها فانصرفت ، ثم أتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها فانصرفت وهي تقول :
أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك ، فلما كان من الغد جاء‌ت فاجرة وقعدت عند صومعته
قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ، ففشا في بني إسرائيل أن من كان يلوم الناس
على الزنا قد زنى ، وأمر الملك بصلبه ، فأقبلت أمه إليه تلطم وجهها ، فقال لها : اسكتي
إنما هذا لدعوتك ، فقال الناس لما سمعوا ذلك منه : وكيف لنا بذلك ؟(2)قال : هاتوا
الصبي ، فجاؤوا به فأخذه فقال : من أبوك ؟ فقال : فلان الراعي لبني فلان ، فأكذب الله(3)
الذين قالوا ماقالوا في جريح ، فحلف جريح ألا يفارق أمه يخدمها .(4)
2 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب
عن الحكم بن مسكين ، عن النعمان بن يحيى الازرق ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي
جعفر عليه السلام قال : إن ملكا من بني إسرائيل قال : لابنين مدينة لايعيبها أحد ، فلما
فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنهم لم يروا مثلها قط ، فقال له رجل : لو أمنتني على


(1)مجمع البيان 9 : 265 .
(2)أي كيف لنا العلم بذلك .
(3)أي بين كذبهم .
(4)قصص الانبياء مخطوط .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه