كل شئ هالك إلا وجه الله تعالى ، الذي خلق الخلق بقدرته ، ويبعث الخلق
ويعودون وهو فرد وحده ، وأبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني ولي
ولكل مسلم برسول الله أسوة ، فعزاها بهذا ونحوه ، وقال لها : يا أختاه إني
أقسمت عليك فأبري قسمي لاتشقي علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعي
علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ، ثم جاء بها حتى أجلسها عندي .
ثم خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يقرن بعضهم بيوتهم من بعض وأن يدخلوا
الاطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا بين البيوت فيقبلوا القوم في وجه واحد
والبيوت من ورائهم ، وعن أيمانهم ، وعن شمائلهم قد حفت بهم ، إلا الوجه الذي
يأتيهم منه عدوهم ، ورجع عليه السلام إلى مكانه فقام ليلته كلها يصلي ويستغفر ويدعو
ويتضرع ، وقام أصحابه كذلك يصلون ويدعون ويستغفرون(1).
وقال في المناقب : فلما كان وقت السحر خفق الحسين برأسه خفقة ثم استيقظ
فقال : أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة ؟ فقالوا : وما الذي رأيت يا ابن رسول الله ؟
فقال : رأيت كأن كلابا قد شدت علي لتنهشني وفيها كلب أبقع رأيته أشدها علي
وأظن أن الذي يتولى قتلي رجل أبرص من بين هؤلاء القوم ، ثم إني رأيت بعد
ذلك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول لي : يا بني أنت
شهيد آل محمد ، وقد استبشر بك أهل السماوات وأهل الصفيح الاعلى فليكن إفطارك
عندي الليلة عجل ولا تؤخر ! فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة
خضراء ، فهذا ما رأيت وقد أزف الامر(2)واقترب الرحيل من هذه الدنيا
لا شك في ذلك .
وقال المفيد : قال الضحاك بن عبدالله : ومرت بناخيل لابن سعد تحرسنا وإن
حسينا عليه السلام ليقرأ " فلا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم إنما
نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ، ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه
(1)كتاب الارشاد ص 215 و 216 .
(2)في الاصل : وقد أنف الامر ، وأظنه تصحيفا .