والتأليف وإن أعانته في إخراج بعض الاخبار من مآخذها المتفرقة ، لا يزيد على
إعانة المؤلف في الفقه مثلا بتأليف الكتب الاربعة ، وجمع الاقوال في المتون المرتبة
المهذبة .
التقط ما استخرجه العلامة المجلسى قدس سره من آيات الله البينات وبوبه ورتبه على حسب
أبواب الكتاب لكان أحسن وأشمل وأجود من الكتاب الذى اعجب به في عصرنا .
اعنى تفصيل الايات القرآن الكريم ، وهكذا البيانات التى كان يكتبها لحل مشكلات الاخبار
وخصوصا بياناته الطويلة التى كان يكتبها لغرائب ما في الادعية من اللغات الشاردة والنادرة
أو التى كان يكتبها بطولها في تحقيق بحث عقلى أو فقهى أو كلامى فكلها بخط يده قدس
سره على ماعثرنا عليه في النسخ الاصلية التى كانت تكتب لنفسه قدس سره ، اللهم الا البيانات التى
كان ينقل من سائر كتبه كالتى تلحق بأخبار كتاب الكافى من كتاب الايمان والكفر فانها
منقولة من كتابه مرآت العقول بخط كتابه ، ولاضير في ذلك كما هو واضح ، راجع في
ذلك تقدمتنا على الجزء 70 و 71).
أضف إلى ذلك ما كان ينقله قدس سره من كتب بعض القدماء ، ولم يكن كتابه يقدرون
على قراءتها أو كانت محرفة مصحفة لا يهتدون إلى وجه التحريف والتصحيف فيها ، فقد
كان يصحح ذلك بخط يده قدس سره كما مرت الاشارة إلى ذلك في تقدمة الجزء 92 كتاب القرآن
ومعذلك كله ، فقد كان رضوان الله عليه يكتب الاخبار المستخرجة بخط يده أيضا ، وقلما
عثرنا على نسخة من نسخ الاصل الا وقد كان شطر كثير من الاخبار المذكورة فيها بخط
يده طيب الله مضجعه ، من أراد الاطلاع على ذلك فعليه أن يراجع خزانة مكتبة الفاضل
النحرير الميرزا فخر الدين النصيرى الامينى زاده الله توفيقا لحفظ كتب السلف عن الضياع
والتلف فقد حوى قريبا من عشرين جزءا من أجزائه ، أو يراجع مكتبة ملك بطهران ،
ففيها نحو من عشرة أجزاء من نسخة الاصل أو يراجع مكتبة الزعيم البروجردى المرحوم
قدس الله لطيفه بقم ففيها أربع أجزاء(المجلد العاشر من ط الكمبانى)وغير ذلك مما
أشرنا أو أشار اليها سائر مصححى هذه الطبعة في مقدمة الاجزاء المطبوعة .
على أنه قد عثرنا أخيرا على كتاب له قده سماه فهرس مصنفات الاصحاب بخط يده قدس سره