بحار الأنوار ج91

أصبحت وأمسيت في حمى الله الذي لا يستباح ، وستره الذي لا تهتكه الرياح ، ولا
تخرقه الرماح ، وذمة الله التي لا تخفر ، وفي عزة الله التي لا تستذل ولا تقهر ، وفي
حزبه الذي لا يغلب ، وفي جنده الذي لا يهزم ، بالله استفتحت وبه استنجحت
وتعززت وانتصرت وتقويت واحترزت ، واستعنت بالله ، وبقوة الله ، وضربت على
اعدائي وقهرتهم بحول الله ، واستعنت عليهم بالله ، وفوضت أمري إلى الله حسبي الله
ونعم الوكيل ، وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ، شاهت وجوه أعدائي فهم
لا يبصرون ، صم بكم عمى فهم لا يرجعون .
غلبت أعداء الله بكلمة الله(1)فلجت حجة الله على أعداء الله الفاسقين وجنود إبليس
أجمعين ، لن يضروكم إلا اذى ، وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون
ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ، لا يقاتلونكم جميعا إلا في
قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد ، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ، ذلك
بأنهم قوم لا يعقلون .
تحصنت منهم بالحصن الحصين ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له
نقبا ، فآويت إلى ركن شديد ، والتجأت إلى الكهف المنيع الرفيع ، وتمسكت
بالحبل المتين ، وتدرعت بهيبة أمير المؤمنين ، وتعوذت بعوذة سليمان بن داود عليه السلام
واحترزت بخاتمه ، فأنا أين كنت كنت آمنا مطمئنا وعدوي في الاهوال حيران ، وقد
حف بالمهانة ، وألبس الذل ، وقمع بالصغار .
وضربت على نفسي سرادق الحياطة ، وعلقت(2)علي هيكل الهيبة وتتوجت
بتاج الكرامة ، وتقلدت بسيف العز الذي لا يفل ، وخفيت عن الظنون ، وتواريت
عن العيون ، وأمنت على روحي ، وسلمت من أعدائي ، وهم لي خاضعون ، ومني
خائفون ، وعني نافرون ، كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسوة ، قصرت أيديهم
عن بلوغي ، وصمت آذانهم عن استماع كلامي ، وعميت أبصارهم عن رؤيتي ، وخرست
ألسنتهم عن ذكري ، وذهلت عقولهم عن معرفتي ، وتخوفت قلوبهم وارتعدت


(1)زاد في المصدر : ان من يغلب بكلمة الله .(2)ودخلت في هيكل الهيبة خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه