بحار الأنوار ج21

ثم قال علي بن إبراهيم في قوله : " والعاديات ضبحا " أي عدوا عليهم في
الضبح ، ضباح الكلاب : صوتها " فإلموريات قدحا " كانت بلادهم فيها حجارة فإذا
وطئها سنابك الخيل كان(1)ينقدح منها النار " فالمغيرات صبحا " أي صبحهم بالغارة
" فأثرن به نقعا " قال : ثارث الغبرة من ركض الخيل " فوسطن به جمعا " قال :
توسط المشركين بجمعهم " إن الانسان لربه لكنود " أي كفور ، وهم الذين أمروا
وأشاروا(2)على امير المؤمنين عليه السلام أن يدع الطريق مما حسدوه(3)وكان علي عليه السلام
أخذ(4)بهم على غير الطريق الذي أخذ فيه أبوبكر وعمر ، فعلموا(5)أنه يظفر
بالقوم ، فقال عمرو بن العاص لابي بكر : إن عليا غلام حدث لا علم له بالطريق ، و
هذا طريق مسبع لا نأمن فيه من السباع فمشوا(6)إليه فقالوا : با أبا الحسن هذا
الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع ، فلو رجعت إلى الطريق ، فقال لهم أميرالمؤمنين
عليه السلام : الزموا رحالكم ، وكفوا عما لا يعنيكم ، واسمعوا وأطيعوا فإني أعلم
بما أصنع فسكتوا(7)" وإنه على ذلك لشهيد " أي على العداوة " وإنه لحب الخير
لشديد " يعني حب الحياة حيث خافوا السباع على أنفسهم فقال الله : " أفلا يعلم
إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور " أي يجمع ويظهر " إن ربهم بهم
يومئذ لخبير "(8).
فر : عبدالله بن بحر بن طيفور بإسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام مثله(9)إلى
قوله : ثم قال علي بن ابراهيم .
بيان : رجل مدجج ومدجج أي شاك في السلاح ، وحفي من كثرة المشي


(1)في المصدر : كاد .
(2)وهما اللذين امراو اشارا خ ل . اقول يوجد ذلك في المصدر .
(3)هما حسدا خ ل .(4)في المصدر : قد اخذ .
(5)فعلما خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .(6)فمشيا اليه وقالا له خ ل .
(7)فقال لهما اميرالمؤمنين عليه السلام : الزما رحالكما وكفا عمالا يعنيكما واسمعا واطيعا
فانى اعلم اصنع فسكتا خ ل . أقول يوجد ذلك في المصدر .
(8)تفسير القمى : 733 - 737 .
(9)تفسير فرات : 226 - 229 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه