بحار الأنوار ج20

وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين " أي كانوا مثلي المسلمين " والله يؤيد بنصره
من يشاء " يعني رسول الله يوم بدر "(1)إن في ذلك لعبرة لاولي الابصار(2)" .
3 - أقول : قال في المنتقى في وقائع السنة الثانية من الهجرة : وفي هذه السنة
كانت سرية عمير بن عدي بن خرشة إلى عصماء بنت مروان اليهودي لخمس ليال
مضين من شهر رمضان(3)، على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة ، وكانت عصماء
تعيب المسلمين وتؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتقول الشعر ، فجاء عمير حتى دخل عليها
بيتها وحولها نفر من ولدها أيتام ، منهم من ترضعه في صدرها ، فنحى الصبي عنها
ووضع سيفه في صدرها حتى أنفذه من ظهرها ، وصلى الصبح(4)مع النبي صلى الله عليه وآله
بالمدينة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أقتلت ابنة مروان ؟ قال : نعم ، قال : " لا ينتطح
فيها عنزان " وكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله .
وفي هذه السنة كانت غزوة بني قينقاع .
أقول : وساق القصة نحو ما مر إلا أنه قال : حاصرهم خمس عشرة ليلة ،
قال : ثم أمر بإجلائهم وغنم رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون ما كان لهم من مال ، وكان
أول خمس خمس في الاسلام بعد بدر(5).
4 - وقال ابن الاثير : وكان الذي تولى إخراجهم عبادة بن الصامت ، ثم ساروا
إلى أذرعات من أرض الشام ، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى هلكوا ، وكان قد استخلف
على المدينة أبا لبابة . وكان لواء رسول الله مع حمزة(6)، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله


(1)آل عمران : 12 و 13 .
(2)تفسير القمى : 88 .
(3)في الامتاع : لخمس بقين من رمضان .
(4)في الامتاع : واتى فصلى الصبح .
(5)المنتقى في مولد المصطفى : 116 ، الباب الثانى فيما كان في سنة اثنين من الهجرة .
(6)زاد هنا في المصدر : وقسم الغنيمة بين أصحابه وخمسها ، وكان اول خمس اخذه
رسول الله صلى الله عليه وآله في قول .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه