بحار الأنوار ج22

مولى أبي بكر ، وعايش(1)مولى حويطب بن عبدالعزى ، وعمار بن ياسر ، وأبو
عمار ، وسمية ام عمار ، فقتل أبوعمار وام عمار ، وهما أول قتيلين قتلا من
المسلمين ، وعذب الآخرون بعدما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة
فأرادوهم على الكفر ، فأما صهيب فكان شيخا كبيرا ذا متاع ، فقال للمشركين : هل لكم
إلى خير ؟ فقالوا : ما هو ؟ قال : أنا شيخ كبير ضعيف لا يضركم منكم كنت أو من
عدوكم ، وقد تكلمت بكلام أكره أن أنزل عنه ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني
وديني ؟ ففعلوا ، فنزلت هذه الآية ، فلقيه أبوبكر حين دخل المدينة فقال : ربح
البيع يا صهيب ، أو قال : وبيعك لا يخسر ، وقرأ عليه هذه الآية ، ففرح بها ، و
أما بلال وخباب وعايش(2)وعمار وأصحابهم فعذبوا حتى قالوا بعض ما أراد
المشركون ثم ارسلوا ، ففيهم نزلت هذه الآية : " والذين هاجروا في الله من بعد
ما فتنوا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون(3)" .
85 - ومنه : عن أيوب بن خوط ، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخذ
في بناء المسجد قال : ابنوا لي عريشا كعريش موسى ، وجعل يناول اللبن ، وهو يقول :
اللهم لا خير(4)إلا خير الآخرة ، فاغفر للانصار والمهاجرة ، وجعل يتناول من
عمار بن ياسر ويقول : ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية(5).


(1 و 2)الصحيح : عابس .
(3)صفين : 168 . والاية في سورة النحل : 41 والصحيح : من بعد ما ظلموا .
(4)في المصدر : اللهم انه لا خير .
(5)صفين : 168 و 169 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه