رجل وأطعمك طعاما طيبا ، وأسقاك ماء باردا ، ثم امتن عليك به ماكنت تنسبه
إليه ؟ قلت : إلى البخل ، قال : أفيبخل الله تعالى ؟ ! قلت : فماهو ؟ قال : حبنا أهل البيت .
21 - ومنه : قال : دخل طاوس(1)على الصادق صلوات الله عليه فقال له : يا
طاوس ناشدتك الله هل علمت أحدا أقبل للعذر من الله تعالى ؟ قال : اللهم لا ، قال :
هل علمت أحدأ أصدق ممن قال : لا أقدر وهو لايقدر ؟ قال : اللهم لا . قال : فلم لا
يقبل من لا أقبل للعذر منه ممن لا أصدق في القول منه ؟ فنفض ثوبه فقال : مابيني وبين
الحق عداوة .
22 - دعائم الاسلام : روينا عن جعفربن محمد صلوات الله عليهما أنه قال لابي
حنيفة وقد دخل عليه فقال له : يانعمان ما الذي تعتمد عليه فيما لم تجد فيه نصا في
كتاب الله ولاخبرا عن الرسول صلى الله عليه وآله ؟ قال : أقيسه على ماوجدت من ذلك ، قال له : أول
من قاس إبليس ، فأخطأ إذ أمره الله عزوجل بالسجود لآدم عليه السلام . فقال : أناخيرمنه
خلقتني من نار وخلقته من طين ، فرأى أن النار أشرف عنصرا من الطين فخلده ذلك
في العذاب المهين ، يانعمان أيهما أطهر المني أوالبول ؟ قال : المني ، قال فقدجعل الله
عزوجل في البول الوضوء ، وفي المني الغسل ولوكان يحمل على القياس لكان الغسل
في البول .
وأيهما أعظم عندالله الزنا أم قتل النفس ؟ قال : قتل النفس ، قال : فقد جعل الله
عزوجل في قتل النفس الشاهدين ، وفي الزنا أربعة ، ولو كان على القياس لكان الاربعة
الشهداء في القتل ، لانه أعظم . وأيهما أعظم عندالله الصلاة أم الصوم ؟ قال : الصلاة ،
قال : فقدأمر رسول الله صلى الله عليه وآله الحائض بأن تقضي الصوم ولاتقضي الصلاة ، ولوكان على القياس
لكان الواجب أن تقضي الصلاة ، فاتق الله يانعمان ولاتقس فإنا نقف غدا نحن وأنت ومن
خالفنا بين يدي الله عزوجل فيسألنا عن قولنا ويسألهم عن قولهم فنقول : قلنا : قال الله
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتقول أنت وأصحابك : رأينا وقسنا ، فيفعل الله بنا وبكم مايشاء .
(1)هو طاوس بن كيسان اليمانى أبوعبدالرحمن الحميرى مولاهم الفارسى ، يقال : اسمه
ذكوان ، وطاوس لقب ، ترجمه ابن حجر في التقريب : 241 وقال : ثقة فقيه فاضل ، مات سنة
ست ومائة ، وقيل : بعد ذلك . قلت : أورده الشيخ في رجاله في أصحاب الامام السجاد
عليه السلام(*)