بحار الأنوار ج84

من الميت بانشاء النباتات من موادها وإماتتها ، وإنشاء الحيوان من النطفة والنطفة
منه ، وروي إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن بغير حساب أي كثيرا أو
من غير أن يحاسبه عليه .
بك نمسي اي بقدرتك وعونك ندخل في المساء والصباح من أن اذل على
بناء المعلوم من المجرد أو الافعال ، وكذا سائر الفقرات سوى أظلم وأجهل فانهما
على المجرد فقط يا مصرف القلوب عن عزماتها وإراداتها والابصار عما تريد
أن تنظر إليها إذا لم يوافق إرادة الله تعالى ، كما قال : فأغشيناهم فهم لا يبصرون (1)
ويحتمل أن يراد بالابصار البصائر .
لا يألوني خبالا أي لا يقصر في فسادي ، والالو التقصير ، واصله أن يعدى
بالحرف يقال ألا في الامر يألو إذا قصر ثم عدي إلى مفعولين كقولهم لا آلوك نصحا ،
على تضمين معنى المنع والنقص ، والخبال الفساد ، ويكون في الابدان والافعال والعقول
وقبيله أي جنوده ، والدور بغير همز جمع الدار كأسد وأسد .
والهمز الغمز ، والوقيعة في الناس ، وذكر عيوبهم ، وهمزات الشياطين نخساته و
غمزاته وطمعه فيه ، وكذا اللمز ومنه قوله تعالى : ويل لكل همزة لمزة وقيل :
الهمزة هو الذي يعيبك بوجهك ، واللمزة الذى يعيبك في الغيب ، وقيل الغمز ما يكون
باللسان والعين والاشارة باليد ، والهمز لا يكون إلا باللسان ، وقيل هما شئ واحد
والمراد هنا أنواع مكائد الشيطان ويمكن أن يكون المرادما يصدر من الناس من ذلك
ونسبه إلى الشيطان لانه السبب فيه .
والغوايل الشرور والمهالك ، والنفث في العقد وغيرها من قبيل السحر ، وهنا
أيضا إما كناية عن تصرفاته في الانسان الشبيهة بالسحر ، أو ما يصدر من الناس بسببه
بالشبهات طلبوك أي بغير برهان ودليل أو بالتشبيه بالخلق في أفعالهم جوروك
اي نسبوا الجور والظلم إليك في أفعالهم ، بأن قالوا هو سبحانه يجبرنا على أعمالنا
ويعاقبنا عليها ، والفقرة التالية لها مؤكدة ، أو المراد بالثانية أنهم نسبوا مثل


(2)يس : 6 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه