بحار الأنوار ج46

المسلمين حتى تتزوج منه ، وتحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام
الثمن ، فقال عمر : أفعل ، وعرض عليها أن تختار فجالت فوضعت يدها على منكب
الحسين عليه السلام فقال :(چه نام داري أي كنيزك)يعني : ما اسمك يا صبية ؟ قالت
جهان شاه ، فقال بل شهربانويه ، قالت : تلك اختي قال :(راست گفتى)أي صدقت
ثم التفت إلى الحسين فقال : احتفظ بها وأحسن إليها ، فستلد لك خير أهل الارض
في زمانه بعدك ، وهي ام الاوصياء الذرية الطيبة ، فولدت علي بن الحسين زين
العابدين عليهما السلام(1).
ويروى أنها ماتت في نفاسها به ، وإنما اختارت الحسين عليه السلام لانها رأت
فاطمة عليها السلام وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ، ولها قصة وهي أنها قالت :
رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله دخل دارنا
وقعد مع الحسين عليه السلام وخطبني له وزوجني منه ، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر
في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت
محمد صلى الله عليه وآله قد أتتني وعرضت علي الاسلام فأسلمت ثم قالت : إن الغلبة تكون
للمسلمين ، وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لايصيبك بسوء أحد
قالت : وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة ما مس يدي إنسان .
22 شا : سأل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه شاه زنان بنت كسرى حين
اسرت : ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟ قالت : حفظت عنه إنه كان يقول :
إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدة كان الحتف(2)في


(1)لم نعثر عليه في الخرايج المطبوعة رغم البحث عنه . وسيأتى كذلك بعض
الاحاديث ، وقد ذكر الحجة المتتبع شيخنا الرازى في الذريعة ج 7 ص 146 انه رأى نسخة
بعنوان(الخرايج)في مكتبة سلطان العلماء وهي تخالف المطبوع . أقول ولعل الخرايج
المطبوعة فيها نقص وربما كانت المخطوطة أكمل ، ويحتمل أن يكون(يج)رمز الخرايج
مصحفا عن(ير)رمز البصائر والحديث فيه في باب 11 ج 7 .
(2)التحتف الموت والجمع الحتوف ، ولم يأت منه فعل ، يقال : مات حتف أنفه
أى على فراشه من غير قتل ولاضرب ولا غرق ولا حرق ، وخص الانف لما يقال : ان روحه
تخرج من أنفه ، المجمع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه