بحار الأنوار ج64

المؤمن وأنا الرحمان الرحيم(1).
أقول : وروى باسناده عن أبي هريرة مثله مع زيادة السقي والاطعام .
بيان : لوجدتني أي وجدت رحمتي أو علمي عنده ، والكلام مشتمل على
المجاز والاستعارة مبالغة في إكرام المؤمن .
29 - مشكاة الانوار : عن ميسر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن المؤمن
منكم يوم القيامة ليمر به الرجل ، وقدر امر به إلى النار ، فيقول : يا فلان أغثني
فاني كنت أصنع إليك المعروف في دار الدنيا فيقول للملك : خل سبيله : فيأمر
الله به فيخلي سبيله .
30 - ومنه : عن محمد بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يؤتى بعبد يوم
القيامة ليست له حسنة فيقال له : اذكرو تذكر هل لك حسنة ؟ فيقول : ما لي حسنة
غير أن فلانا عبدك المؤمن مر بي فسألني ماء ليتوضأ به فيصلي ، فأعطيته فيدعى
بذلك العبد ، فيقول : نعم يا رب فيقول الرب جل ثناؤه : قد غفرت لك ، أدخلوا
عبدي جنتي .
31 - ومنه : عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يقال للمؤمن يوم
القيامة : تصفح وجوه الناس ، فمن كان سقاك شربة أو أطعمك أكلة ، أو فعل بك
كذا وكذا فخذ بيده فأدخله الجنة - قال : فانه ليمر على الصراط ومعه بشر
كثير ، فيقول الملائكة : يا ولي الله إلى أين يا عبدالله ؟ فيقول جل ثناؤه :
أجيزوا لعبدي ، فأجازوه ، وإنما سمي المؤمن مؤمنا لانه يجيز على الله
فيجيز أمانه .
32 - ومنه : عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : إن
المؤمن ليفوض الله إليه يوم القيامة فيصنع ما يشاء ، قلت : حدثني في كتاب الله أين
قال ؟ قال : قوله " لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد "(2)فمشية الله مفوضة إليه ، والمزيد
من الله ما لا يحصى ، ثم قال : يا جابر ولا تستعن بعدو لنا في حاجة ، ولا تستطعمه


(1)أمالى الطوسى ج 2 ص 242 ط النجف . / /(2)ق : 35 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه