بحار الأنوار ج9

وله على أعدائه ناصرا ، ومن كان عدوا لجبرئيل لمظاهرته محمدا وعليا عليهما الصلاة
والسلام ومعاونته لهما وإنفاذه لقضاء ربه عزوجل في إهلاك أعدائه على يد من
يشاء من عباده " فإنه " يعني جبرئيل " نزله " يعني نزل هذا القرآن " على قلبك " يامحمد
" بإذن الله " بأمر الله ، وهو كقوله : " نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين
بلسان عربي مبين " " مصدقا لما بين يديه " نزل هذا القرآن جبرئيل على قلبك يا محمد
مصدقا موافقا لما بين يديه من التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم وكتب شيث
وغيرهم من الانبياء .(1)
ثم قال : " من كان عدوا لله " لانعامه على محمد وعلي وآلهما الطيبين ، وهؤلاء
الذين بلغ من جهلهم أن قالوا : نحن نبغض الله الذي أكرم محمدا وعليا بما يدعيان و
جبرئيل ، ومن كان عدوا لجبريل لانه جعله ظهيرا لمحمد وعلي عليهما الصلاة و
السلام على أعداء الله وظهيرا لسائر الانبياء والمرسلين كذلك " وملائكته " يعني ومن كان
عدوا لملائكة الله المبعوثين لنصرة دين الله وتأييد أولياء الله ، وذلك قول بعض النصاب
والمعاندين : برئت من جبرئيل الناصر لعلي عليه السلام وهو قوله : " ورسله " ومن كان
عدوا لرسل الله موسى وعيسى وسائر الانبياء الذين دعوا إلى نبوة محمد صلى الله عليه وآله وإمامة
علي عليه السلام ،(2)ثم قال : " وجبريل وميكال " ومن كان(3)عدوا لجبرئيل وميكائيل
وذلك كقول من قال من النواصب لما قال النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام : " جبرئيل عن
يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وإسرافيل من خلفه ، وملك الموت أمامه ، والله تعالى من
فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره " قال بعض النواصب : فأنا أبرء من الله ومن
جبرئيل وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع علي عليه السلام ما قاله محمد صلى الله عليه وآله ، فقال : من
كان عدوا لهؤلاء تعصبا على علي بن أبي طالب عليه السلام " فإن الله عدو للكافرين " فاعل
بهم ما يفعل العدو بالعدو من إحلال النقمات وتشديد العقوبات .


(1)قطع من هنا قطعة طويلة في فضيلة القرآن ولعله يخرجها في كتاب القرآن .
(2)في المصدر هنا زيادة وهى : وذلك قول النواصب : برئنا من هؤلاء الرسل الذين دعوا
إلى إمامة على .
(3)في المصدر : أى من كان ا ه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه