بحار الأنوار ج52

فلما كانت الجمعة الثانية وهي الوسطى من جمع الشهر ، وفرغنا من الصلاة
وجلس السيد سلمه الله في مجلس الافادة للمؤمنين وإذا أنا أسمع هرجا ومرجا
وجزلة(1)عظيمة خارج المسجد ، فسألت من السيد عما سمعته ، فقال لي : إن
امراء عسكرنا يركبون في كل جمعة من وسط كل شهر ، وينتظرون الفرج
فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي ، فخرجت لرؤيتهم ، وإذاهم جمع كثير يسبحون
الله ويحمدونه ، ويهللونه عزوجل ، ويدعون بالفرج للامام القائم بأمرالله
والناصح لدين الله م ح م د بن الحسن المهدي الخلف الصالح ، صاحب الزمان عليه السلام .
ثم عدت إلى مسجد السيد سلمه الله فقال لي : رأيت العسكر ؟ فقلت : نعم
قال : فهل عددت امراء‌هم ؟ قلت : لا قال : عدتهم ثلاث مائة ناصروبقي ثلاثة عشر
ناصرا ، ويعجل الله لوليه الفرج بمشيته إنه جواد كريم .
قلت : يا سيدي ومتى يكون الفرج ؟ قال : يا أخي إنما العلم عندالله
والامر متعلق بمشيته سبحانه وتعالى حتى أنه ربما كان الامام عليه السلام لا يعرف ذلك
بل له علامات وأمارات تدل على خروجه .
من جملتها أن ينطق ذوالفقار بأن يخرج من غلافه ، ويتكلم بلسان عربي
مبين : قم ياولي الله على اسم الله ، فاقتل بي أعداء‌الله .
ومنها ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم الصوت الاول : أزفت الازفة يا معشر
المؤمنين ، والصوت الثاني : ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد عليهم السلام والثالث بدن
يظهر فيرى في قرن الشمس يقول : إن الله بعث صاحب الامر م ح م د بن الحسن
المهدي عليه السلام فاسمعوا له وأطيعوا .
فقلت : يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الامر
عليه السلام أنه قال لما امر بالغيبة الكبرى : من رآني بعد غيبتي فقد كذب
فكيف فيكم من يراه ؟ فقال : صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة
أعدائه من أهل بيته وغير هم من فراعنة بني العباس ، حتى أن الشيعة يمنع بعضها


(1)من قولهم : جزل الحمام : صاح فالمراد بالجزلة صياح الناس ولغتهم . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه