بحار الأنوار ج40

من حجالكم(1)، ليس الآخر بأرأف بكم من الاول ، ثم يهلك بينكم دينكم و
دنياكم ، والله لقد بلغني أنكم تقولون : إني أكذب ، فعلى من أكذب ؟ أعلى الله
فأنا أول من آمن بالله ، أم على رسوله فأنا أول من صدق به ، كلا والله أيها اللهجة
عمتكم شمسها(2)ولم تكونوا من أهلها ، وويل للامة كيلا بغير ثمن لو أن له
وعاء(3)(ولتعلمن نبأه بعد حين)إني لو حملتكم على المكروه الذي جعل الله
عاقبته خيرا إذا كان فيه وله ، فإن استقمتم هديتم وإن تعوجتم اقمتم(4)وإن أبيتم
بدأت بكم(5)لكانت الوثقى التي لا تعلى ، ولكن بمن ؟ وإلى من ؟ اؤديكم بكم(6)
واعاتبكم بكم ، كناقش الشوكة بالشوكة أن يقطعها بها(7)ياليت لي من بعد
قومي قوما وليت أن أبق يومي .
هنالك لودعوت أتاك منهم * رجال مثل أرمية الحمير(8)


(1)جمع الحجل : ستريصرب للعروس في جوف البيت .
(2)كذا في النسخ والمصدر ولم نفهم المراد ، وفي النهج(كلا والله ولكنها لهجة غبتم عنها)
وفي الاحتجاج(كلا ولكنها لهجة خدعة كنتم عنها اغنياء)وهكذا في الارشاد ، ولعل ما في المتن
تصحيف .
(3)أى أناأكيل لكم العلم والحكمة كيلا بلا ثمن لو أجد وعاء أكيل فيه ، أى لو وجدت
نفوسا قابلة وعقولا عاقلة . قاله الشيخ محمد عبده في شرحه على النهج .
(4)في المصدر : أقمتكم .
(5)في المصدر : تداركتكم وقوله(لكانت الوثقى)جواب(لو).
(6)في المصدر :(اداويكم بكم)وفي النهج : اريد ان اداوى بكم وانتم دائى .
(7)في المصدر : كناقش الشوكة بالشوكة أن ضلعها معها . وفي النهج : وهو يعلم أن
ضلعها معها أقول : والظاهر أن ما بعدها شعر سقط منه كلمة واحدة هكذا :
يا ليت لى من بعد قومى قوما * وليت أن أسبق يومى يوما(ب)
(8)في المصدر : رجال مثل أرمية الحميم . وفي النهج : فوارس مثل أرمية الحميم . وقال
الشريف الرضى فيه : الارمية جمع(رمى)وهو السحاب ، والحميم ههنا وقت الصيف وانما
خص الشاعر سحاب الصيف بالذكرلانه اشد جفولا واسرع خفوفا : لانه لاماء فيه ، وانما يكون
السحاب ثقيل السير لا متلائه بالماء ، وذلك لا يكون في الاكثر إلا زمان الشتاء ، وانما أراد
الشاعر وصفهم بالسرعة إذادعوا والاغاثة إذا استغيثوا ، والدليل على ذلك قوله(هنا لك لو
دعوت اتاك منهم)انتهى . اقول : قوله(خفوفا)مصدر غريب لخف بمعنى انتقل وارتحل
مسرعا ، والمصدر المعروف(الخف).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه