فقال : يا سدير لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ، ما أحسنوا
النظر لانفسهم فيما بينهم وبين خالقهم ، وصحت نياتهم لائمتهم ، وبروا إخوانهم
فعطفوا على ضعيفهم ، وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم ، إنا لا نأمر بظلم ولكنا
نأمركم بالورع ، الورع الورع ، والمواساة المواساة لاخوانكم ، فان أولياء الله
لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم عليه السلام(1).
11 - م : قال عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتقوا الله معاشر الشيعة فان الجنة
لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبايح أعمالكم ، فتنافسوا في درجاتها ، قيل : فهل
يدخل جهنم أحد من محبيك ومحبي علي عليه السلام ؟ قال من قذر نفسه بمخالفة محمد
وعلي وواقع المحرمات ، وظلم المؤمنين والمؤمنات ، وخالف ما رسم له من الشريعات
جاء يوم القيامة قذرا طفسا ، يقول محمد وعلي عليهما السلام يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح
لمرافقة مواليك الاخيار ، ولا لمعانقة الحور الحسان ، ولا الملائكة المقربين لا تصل
إلى ما هناك إلا بأن تطهر عنك ما ههنا ، يعني ما عليك من الذنوب ، فيدخل إلى
الطبق الاعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه .
ومنهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلقطه من هنا ومن هنا من
يبغثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم ، كما يلقط الطير الحب ، ومنهم من يكون ذنوبه
أقل وأخف فيطهر منها بالشدائد والنوائب من السلاطين وغيرهم ، ومن الافات
في الايدان في الدنيا ليدلى في قبره وهو طاهر ، ومنهم من يقرب موته وقد بقيت عليه
سية فيشتد نزعه ويكفر به عنه ، فان بقي شئ وقويت عليه ، يكون له بطر
واضطراب في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه ، فان بقي
شئ اتي به ولما يلحد فيوضع فيتفرقون عنه ، فيطهر .
فإن كان ذنوبه أعظم وأكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة ، فإن كانت
أكثر وأعظم طهر منها في الطبق الاعلى من جهنم وهؤلاء أشد محبينا عذابا وأعظمهم
ذنوبا ، ليس هؤلاء يسمون بشيعتنا ، ولكنهم يسمون بمحبينا والموالين لاوليائنا
والمعادين لاعدائنا . إن شيعتنا من شيعنا ، واتع آثارنا ، واقتدى بأعمالنا .