بحار الأنوار ج21

فغفر لهم ، أخرجوه من المسجد " فجعل الناس يدفعون في ظهره وهو يلتفت إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله ليرق عليه ، فأمر صلى الله عليه وآله برده ، وقال : " قد عفوت عن جرمك فاستغفر

ربك ولاتعدل لمثل ما جنيت " فأنزل الله سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا
عدوي وعدوكم أولياء " إلى صدر السورة .
قال أبان : وحدثني عيسى بن عبدالله القمي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما
انتهى الخبر إلى أبي سفيان وهو بالشام بما صنعت قريش بخزاعة أقبل(1)حتى
دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : يا محمد احقن دم قومك ، وأجر بين قريش(2)، و
زدنا في المدة ، قال : " أغدرتم يا باسفيان ؟ " قال : لا ، قال : " فنحن على ما كنا
عليه " فخرج فلقي أبا بكر فقال : يا أبا بكر أجر بين قريش ، قال : ويحك ! وأحد
يجير على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ثم لقي عمر فقال له : مثل ذلك ثم خرج فدخل على
ام حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فأهوت إلى الفراش فطوته ، فقال : يا بنية
أرغبة بهذا الفراش عني ؟ قالت : نعم ، هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ما كنت لتجلس
عليه وأنت رجس مشرك ، ثم خرج فدخل على فاطمة عليهما السلام فقال : يا بنت سيد
العرب تجيرين بين قريش ، وتزيد ين في المدة فتكونين أكرم سيدة في الناس ، قالت :
جواري في جوار رسول الله ، قال : فتأمرين ابنيك أن يجيرا بين الناس ؟ قالت : والله
ما يدري ابناي ما يجيران من قريش ، فخرج فلقي عليا عليه السلام فقال : أنت أمس القوم
بي رحما ، وقد اعتسرت علي الامور فاجعل لي منها وجها ، قال : أنت شيخ قريش
تقوم على باب المسجد فتجير بين قريش ، ثم تقعد على راحلتك وتلحق بقومك(3)
قال : وهل ترى ذلك نافعي ؟ لا أدرى ، فقال يا أيها الناس إني قد أجرت
بين قريش(4)ثم ركب بعيره وانطلق ، فقدم على قريش فقالوا ما وراك ؟ قال : جئت


(1)رواه ابن شهر آشوب في المناقب 1 : 177 عن ابان وفيه : اختلافات منها ههنا ففيه :
لما انتهى الخبر إلى ابى سفيان وهو بالشام مشاجرة كنانة وخزاعة اقبل .
(2)في المناقب : احقن دماء قومك واحرس قريشا .
(3)في المناقب : فقم فاستجربين الناس ثم الحق باهلك .
(4)في المناقب : ايها الناس انى استجرت بكم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه