25 المسكن : عن ربعي بن عبدالله ، عن الصادق عليه السلام قال : إن الصبر
والبلاء يستقبان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور ، وإن الجزع والبلاء يستبقان
إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع .
وعن أبي ميسرة قال : كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فجاءه رجل وشكي إليه
مصيبته ، فقال له : أما إنك إن تصبر توجر ، وإن لا تصبر يمض عليك قدر الله عز
وجل الذى قدر الله عليك ، وأنت مذموم .
وكان أبوذر رضي الله عنه لا يعيش له ولد ، فقيل له : إنك امرؤ لا يبقى
لك ولد ، فقال : الحمد لله الذي يأخذهم في دارالفناء ، ويدخرهم في دار البقاء .
وروي أن قوما كانوا عند علي بن الحسين عليهما السلام فاستعجل خادما بشواء في
التنور ، فأقبل به مسرعا فسقط السفود من يده على ابن له عليه السلام فأصاب رأسه فقتله
فوثب علي بن الحسين عليه السلام فلما رأى ابنه ميتا قال للغلام : أنت حر لوجه الله ،
أما إنك لم تتعمده وأخذ في جهاز ابنه .
وروى الصدوق أنه لما مات ذر بن أبي ذر وقف على قبره ومسح القبر
بيده ، ثم قال : رحمك الله ياذر ، والله إن كنت بي لبرا ولقد قبضت وإني عنك
راض ، والله ما بي فقدك ، ولا علي من غضاضة ، ومالي إلى أحد سوى الله من
حاجة ، ولو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ، وقد شغلني الحزن لك عن
الحزن عليك والله ما بكيت لك ، بل بكيت عليك ، فليت شعري ما قلت وما قيل
لك ؟ اللهم إني وهبت ما افترضت عليه من حقي ، فهب له ما افترضت عليه من حقك
فأنت أحق بالجود مني والكرم .
بيان :(إن)في قوله :(إن كنت)مخففة(ما بي فقدك)أي ليس بي
غم من فقدك ، ولا علي بأس ومنقصة من فوتك ، والغضاضة الذلة والمنقصة ، و
لو لا هول المطلع بالفتح أي ما يشرف عليه من أهوال الاخرة وربما يقرء بالكسر
أي الرب تعالى .
26 المسكن : قال النبي صلى الله عليه وآله إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، فان صبر اجتباه
وإن رضي اصطفاه .