بحار الأنوار ج43

أن أذكر ذلك للنبي وأن ذلك ليختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على
رسول الله صلى الله عليه واله فقال : يا علي قلت : لبيك يارسول الله ، قال : هل لك في
التزويج ؟ قلت : رسول الله أعلم ، وإذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش
وإني لخائف على فوت فاطمة .
فما شرعت بشئ إذ أتاني رسول رسول الله صلى الله عليه واله فقال لي : أجب النبي صلى الله عليه واله
وأسرع ، فما زأينا رسول الله صلى الله عليه واله أشد فرحا منه اليوم .
قال : فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة ام سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه
فرحا وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق ، فقال : ابشر يا علي فإن الله
عزوجل قد كفاني ما قدكان أهمني من أمر تزويجك ، فقلت : وكيف ذلك
يارسول الله ؟ .
قال : أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما ، فأخذتهما
وشممتهما ، فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى
أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها
وثمارها وقصورها ، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب ، وأمر حور عينها
بالقراء‌ة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق ، ثم نادى مناد من تحت
العرش : ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب عليه السلام ألا إني اشهدكم أني قد
زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبيطالب رضى مني بعضهما لبعض .
ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤ ها وزبرجدها
ويواقيتها ، وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها ، هذا مما نثرت
الملائكة .
ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له : راحيل وليس في الملائكة
أبلغ منه فقال : اخطب ياراحيل ، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا
أهل الارض .
ثم نادى مناد : ألا يا ملائكتي وسكان جنتي ! باركوا علي علي بن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه