بحار الأنوار ج66

وولاية ولينا وعداوة عدونا ، والتسليم لامرنا ، وانتظار قائمنا ، والورع
والاجتهاد .
15 - كا : بإسناده عن أبي الجارود قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : يا ابن
رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم ؟ قال : فقال :
نعم ، قال : فقلت : فاني أسألك مسألة تجيبني فيها فاني مكفوف البصر ، قليل
المشي لاأستطيع زيارتكم كل حين ، قال : هات حاجتك ! قلت : أخبرني بدينك
الذي تدين الله عزوجل به أنت وأهل بيتك ، لادين الله عزوجل به ، قال : إن
كنت أقصرت الخطبة ، فقد أعظمت المسألة ، والله لاعطينك ديني ودين آبائي
الذي ندين الله عزوجل به : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله
والاقرار بماجاء من عندالله ، والولاية لوينا ، والبراء‌ة من عدونا والتسليم لامرنا
وانتظار قائمنا ، والاجتهاد والورع(1).
بيان :(أقصرت الخطبة)الظاهر أن الخطبة بضم الخاء أي ما يتقدم من
الكلام المناسب قبل إظهار المطلوب ، وكأنه عليه السلام عد خطبته قصيرة مع طولها
إعظاما للمسألة وإيذانا بأن هذا المقصود الجليل يستدعي أطول من ذلك من الخطبة
وقيل : إقصاره إياها اكتفاؤه بالاستفهام من غير بيان وإعلام ، ومنهم من قرأ الخطبة
بالكسر مستعارة من خطبة النساء وهو تكلف قال في النهاية في الحديث إن أعرابيا
جاء‌ه فقال : علمني عملا يدخلني الجنة ، فقال : لئن كنت أقصرت الخطبة لقد
أعرضت المسألة أي جئت بالخطبة قصيرة وبالمسألة عريضة ، يعني قللت الخطبة
وأعظمت المسألة .
(والتسليم لامرنا)أي الرضا قلبا بما يصدر عنهم قولا وفعلا من اختيارهم
المهادنة أو القتال أو الظهور أو الغيبة وسائر مايصدر عنهم مما تعجز العقول عن
إدراكه ، والافهام عن استنباط علته كما قال تعالى :(فلا وربك لايؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)(2)


(1)الكافى ج 2 ص 21 .
(2)النساء : 65 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه