بحار الأنوار ج66

على الانبياء لكنه أبعد ، وكأن فيه نوع تقية وفي البصائر(مرسلين وغير مرسلين)
وفي القاموس عالجه علاجا ومعالجة زاوله وداواه ، وقال : الشباب الفتاء كالشبيبة
وجمع شاب كالشبان وقال : دب يدب دبا ودبيبا مشى على هينته وقال : درج
دروجا مشى ، وفي الصحاح دب الشيخ مشى مشيا رويدا(فهؤلاء مغفور لهم مصفوح
عن ذنوبهم)وهاتان الفقرتان ليستافي البصائر في شئ من الروايتين في الموضعين(1)
وعلى ما في الكافي كأن الذنب مأول بترك الاولى كما مر مرارا ، أو كنايتان
عن عدم صدورها عنهم .
(تلك الرسل)قال البيضاوي إشارة إلى الجماعة المذكورة قصصها في السورة
أو المعلومة للرسول ، أو جماعة الرسل واللام للاستغراق(فضلنا بعضهم على بعض)
بأن خصصناه بمنقبة ليست لغيره(منهم من كلم الله)وهو موسى ، وقيل موسى
ومحمد عليهما السلام كلم موسى ليلة الحيرة وفي الطور ومحمدا ليلة المعراج ، حين كان قاب
قوسين أو أدنى ، وبينهما بون بعيد(ورفع بعضهم درجات)بأن فضله على غيره من
وجوه متعددة وبمراتب متباعدة وهو محمد صلى الله عليه وآله فانه خص بالدعوة العامة ، والحجج
المتكاثرة ، والمعجزات المستمرة ، والايات المتراقية ، المتعاقبة بتعاقب الدهر
والفضائل العلمية والعملية الفائتة للحصر والابهام لتفخيم شأنه ، كأنه العلم المتعين
لهذا الوصف المستغني عن التعيين وقيل : إبراهيم خصصه بالخلة التي هي أعلى المراتب
وقيل : إدريس لقوله تعالى :(ورفعناه مكانا عليا)وقيل : اولوا العزم من
الرسل(2).
(وآتينا عيسى بن مريم البينات)المعجزات الواضحات كاحياء الموتى وإبراء
الاكمه والابرص ، والاخبار بالمغيبات أو الانجيل(وأيدناه)وقويناه(بروح
القدس)بالروح المقدسة كقولك حاتم الجود ، ورجل صدق ، أرادبه جبرئيل أو
روح عيسى ووصفها به لطهارته عن مس الشيطان ، أو لكرامته على الله . ولذلك


(1)يعنى رواية جابر عن الصادق عليه السلام ، ورواية الاصبغ عن أميرالمؤمنين عليه السلام .
(2)أنوار التنزيل : 61 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه