بحار الأنوار ج39

منهما حمل الارض بما عليها من جبالها وبحارها وتلالها وسائر ما على ظهرها لكان
أخف عليهما من شعرة على أبدانهما ، وإنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير
الآخر ، هذان قرتا عيني وثمرتا فؤادي ، هذان سندا ظهري ، هذان سيدا شباب أهل
الجنة من الاولين والآخرين ، وأبوهما خير منهما ، وجدهما رسول الله خيرهم
أجمعين .
قال عليه السلام : فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله : قالت اليهود والنواصب : إلى
الآن كنا نبغض جبرئيل وحده والآن قد صرنا أيضا نبغض ميكائيل(1)لادعائهما
لمحمد وعلي إياهما ولولديه ، فقال تعالى : " من كان عدوا لله وملائكته ورسله و
جبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين(2)" .
بيان : لحاهم الله أي قبحهم ولعنهم . وقال الجزري : القطوانية : عباء‌ة بيضاء
قصيرة الخمل ، والنون زائدة(3).
13 يل : روي أنه عليه السلام كان ذات يوم على منبر البصرة إذ قال : " أيها الناس
سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق
الارض " فقام إليه رجل من وسط القوم وقال له : أين جبرئيل في هذه الساعة ؟
فرمق(4)بطرفه إلى السماء ثم رمق بطرفه إلى المشرق ثم رمق بطرفه إلى المغرب
فلم يجد موطنا ، فالتفت إليه فقال : ياذا الشيخ أنت جبرائيل ، قال : فصفق طائرا
من بين الناس ، فضج الحاضرون(5)وقالوا : نشهد أنك خليفة رسول الله صلى الله
عليه وآله حقا(6).


(1)" " : قد صرنا نبغض ميكائيل أيضا .
(2)تفسير الامام : 182 187 .
(3)النهاية 2 : 265 .
(4)رمقه : لحظه لحظا خفيفا . أطال النظر إليه .
(5)في المصدر : فضج عند ذلك الحاضرون .
(6)الفضائل : 102 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه