بحار الأنوار ج53

لو دخلوا جحر ضب لتعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال :
فمن(1).
وروى الزمخشري في الكشاف عن حذيفة : أنتم أشبه الامم سمتا ببني إسرائيل
لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى أني لا أدري أتعبدون
العجل أم لا ؟ .
قال السيد : فاذا كانت هذه بعض رواياتهم في متابعة الامم الماضية ، وبني
إسرائيل واليهود ، فقد نطق القرآن الشريف والاخبار المتواترة أن خلقا من الامم
الماضية واليهود لما قالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأماتهم الله ثم أحياهم
فيكون على هذا في أمتنا من يحييهم الله في الحياة الدنيا .
ورأيت في أخبارهم زيادة على ما تقوله الشيعة من الاشارة إلى أن مولانا
عليا يعود إلى الدنيا بعد ضرب ابن ملجم وبعد وفاته كما رجع ذوالقرنين : فمنها
ما ذكره الزمخشري في الكشاف في حديث ذي القرنين ، وعن علي عليه السلام سخر
له السحاب ومدت له الاسباب وبسط له النور . وسئل عنه فقال : أحب الله فأحبه
وسال ابن الكوا ما ذوالقرنين ؟ أملك أم نبي فقال : ليس بملك ولا نبي لكن كان
عبدا صالحا ضرب على قرنه الايمنفي طاعة الله فمات ، ثم بعثه الله فضرب على
قرنه الايسر فمات ، فبعثه الله وسمي ذا القرنين وفيكم مثله .
ورأيت أيضا في كتب أخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين أنهم رجعوا
بعد الممات قبل الدفن وبعد الدفن ، وتكلموا وتحدثوا ثم ماتوا ، فمن ذلك ما رواه
الحاكم النيسابوري في تاريخه في حديث حسام بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن
جده ، وكان قاضي نسابور ، دخل عليه رجل فقيل له : إن عند هذا حديثا عجبا
فقال : يا هذا ما هو ؟ فقال : اعلم أني كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت امرأة
فذهبت لاعرف قبرها فصليت عليها ، فلما جن الليل قال : ذهبت لانبش عنها
وضربت يدي إلى كفنها لاسلبها ، فقالت : سبحان الله رجل من أهل الجنة تسلب


(1)أخرجه في مشكاة المصابيح ص 458 وقال : متفق عليه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه