بحار الأنوار ج46

حي يقول : ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل ، وصار مصيرك إلى
الجحيم ، فيها مسكنك ومبيتك والمقيل ، قال : فقال علي بن الحسين عليه السلام أسأل
الله العافية هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله(1).
أقول : قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(2): كان سعيد
ابن المسيب منحرفا عن أميرالمؤمنين ، وجبهه محمد بن علي في وجهه بكلام شديد
روى عبدالرحمن بن الاسود ، عن أبي داود الهمداني قال : شهدت سعيد بن المسيب
وأقبل عمر بن علي بن أبي طالب ، فقال له سعيد : يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان
مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله كما تفعل إخوتك وبنو عمك فقال عمر : يا ابن المسيب أكلما
دخلت المسجد أجئ فاشهدك ؟ فقال : سعيد : ما احب أن تغضب سمعت أباك يقول :
إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبدالمطلب مما على الارض من شئ فقال عمر :
وأناسمعت أبي يقول : ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا حتى
يتكلم بها ، فقال سعيد : يا ابن أخي جعلتني منافقا ؟ فقال : هو ما أقول ثم انصرف .
وكان الزهري من المنحرفين عنه ، وروى جرير بن عبدالحميد عن محمد بن
شيبة قال : شهدت مسجد المدينة فاذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران
عليا فنالا منه فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فجاء حتى وقف عليهما ، فقال :
أما أنت يا عروة فان أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لابي على أبيك ، وأما أنت
يازهري فلو كنت بمكة لاريتك كرامتك .
أقول : ثم ذكر أحوال كثير من أهل زمانه عليه السلام ثم قال : روى أبوعمر
النهدي قال : سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول : ما بمكة والمدينة عشرون رجلا
يحبنا(3).
26 ختص : أصحاب علي بن الحسين عليه السلام : أبوخالد الكابلي كنكر


(1)الكافى ج 3 ص 234 .
(2)شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 4 ص 101 طبع مصر سنة 1379 ه‍ .
(3)شرح نهج البلاغة ج 4 ص 104 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه