بحار الأنوار ج5

علوتم تلعة ولا هبطتم واديا إلا ولله فيه قضاء وقدر ، فقال الرجل : فعند الله أحتسب عنائي
يا أمير المؤمنين ، فقال له : ولم ؟ قال : إذا كان القضاء والقدر ساقانا إلى العمل فما الثواب
لنا على الطاعة ، وما وجه العقاب على المعصية ؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : أوظننت
يارجل أنه قضاء حتم وقدر لازم لا تظن ذلك فإن القول به مقالة عبدة الاوثان وحزب
الشيطان وخصماء الرحمن وقدرية هذه الامة ومجوسها ، إن الله جل جلاله أمر تخييرا
ونهى تحذيرا ، وكلف يسيرا ، ولم يطع مكرها ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يخلق السماوات
والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ، فقال الرجل
فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين ؟ قال : الامر بالطاعة ، والنهى عن

المعصية ، والتمكين من فعل الحسنة وترك السيئة ، والمعونة على القربة إليه ، والخذلان
لمن عصاه ، والوعد والوعيد والترغيب والترهيب ، كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره
لاعمالنا ، فأما غير ذلك فلا تظنه فإن الظن له محبط للاعمال . فقال الرجل : فرجت
عني يا أمير المؤمنين فرج الله عنك ، وأنشأ يقول : أنت الامام الذي نرجو بطاعته إلى
آخر البيتين .(1)
75 - الدرة الباهرة : قال الرضا عليه السلام : المشية الاهتمام بالشئ ، والارادة إتمام
ذلك الشئ .
76 - نهج : قال عليه السلام : - وقد سئل عن القدر - طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر
عميق فلا تلجوه ، وسر الله فلا تتكلفوه .
77 - وقال عليه السلام : يغلب المقدار على التقدير حتى تكون الآفة في التدبير .
بيان : المقدار : القدر .
78 - نهج : من كلامه عليه السلام للشامي لما سأله : أكان مسيره إلى الشام بقضاء من
الله وقدره ؟ - بعد كلام طويل مختاره : ويحك لعلك ظننت قضاء‌ا لازما وقدرا حاتما ،
ولو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد ، إن الله سبحانه أمر
عباده تخييرا ، ونهاهم تحذيرا ، وكلف يسيرا ، ولم يكلف عسيرا ، وأعطى على القليل


(1)تقدم الحديث باسناد متعددة تحت رقم 19 من الباب الاول . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه