بحار الأنوار ج106

ولكني حملت بها حقوقا * * أخاف لثقلهن من العقوق
فسريا باالفضائل بي رويدا * * فلست اطيق كفران الحقوق
وحمل ما اطيق به نهوضا * * فان الرفق أنسب بالصديق
فقد صيرتني لعلاك رقا * * ببرك بل أرق من الرقيق
وكتب بعد هانثرا من جملته :
ولست أدرى كيف سوغ لنفسه الكريمة مع حنوه على إخوانه ، وشفقته على
أوليائه وخلانه إثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله ، بقل تضعف الجبال أن تقله ،
حتى صيرني بالعجز عن مجازاته أسيرا ، وقفني في ميدان محاوراته حسيرا ، فما اقابل
ذلك البر الواقر ، ولااجازي ذلك الفضل الغامر ، وإني لاظن كرم عنصره ، وشرف
جوهره ، بعثه على إفاضة فضله ، وإن أصاب به غير أهله .
أو كأنه مع هذه السجية الغراء ، والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرته و
سليم فطرته الولاء من صفحات وجهي ، وفلتات لساني ، وقرأ المحبة من لحظات
طرفي ، ولمحات شاني ، فلم ترض همته العلية عن ذلك الايماء بدون البيان ، ولم
يقتنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان ، فحرك ذلك منه بحرالا يسمح إلا
بالدرر ، وحجرا لا يترشح بغير الفقر ، وإنما أستمد من إنعامه الاقتصار على مايطوع
به من البر حتى أقوم بما وجب على من الشكر إنشاء الله .
ويروى شيخنا الشهيد الاول ره عن الشيخين الجليلين نجم الدين جعفر و
نجيب الدين يحيى ابني سعيد من طريقين أعلى مماسبق :
أما عن المحقق فذكر والدي قدس سره أن الشهيد ره يروي عن الشيخ
الامام البليغ جلال الدين محمد ابن الشيخ الامام ملك الادباء شمس الدين محمد بن الكوفي
الهاشمي الحايري عن المحقق ره بغير واسطة ، وأما عن الشيخ يحيى فوجدت
بخط الشيخ جلال الدين أبي محمد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ الامام
نجيب الدين محمد بن نما الحلي أنه أجاز لشيخنا الشهيد جميع ما أجازله روايته
الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ، فهو يروي عنه بغير واسطة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه