بحار الأنوار ج47

نعم هذا أردت(1).
4 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن محمد بن عيسى العراد ، عن
محمد بن الحسن بن شمون ، عن الحسن بن الفضل بن الربيع حاجب المنصور ، لقيته
بمكة قال : حدثني أبي ، عن جدي الربيع قال : دعاني المنصور يوما فقال : يا
ربيع أحضر جعفر بن محمد ، والله لاقتلنه ، فوجهت إليه ، فلما وافى قلت : يا ابن
رسول الله إن كان لك وصية أو عهد تعهده فافعل ، فقال : استأذن لي عليه فدخلت
إلى المنصور فأعلمته موضعه ، فقال : أدخله ، فلما وقعت عن جعفر عليه السلام على المنصور
رأيته يحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ومضى ، فلما سلم على المنصور نهض إليه فاعتنقه
وأجلسه إلى جانبه ، وقال له : ارفع حوائجك ، فأحرج رقاعا لاقوام ، وسأل في
آخرين فقضيت حوائجه ، فقال المصنور ارفع حوائجك في نفسك ، فقال له جعفر :
لا تدعني حتى أجيئك فقال له المنصور : مالي إلى ذلك سبيل ، وأنت تزعم للناس
يا أبا عبدالله أنك تعلم الغيب ، فقال جعفر عليه السلام : من أخبرك بهذا ؟ فأومأ المنصور
إلى شيخ قاعد بين يديه فقال جعفر عليه السلام للشيخ : أنت سمعتني أقول هذا ؟ قال
الشيخ : نعم ، قال جعفر للمنصور : أيحلف يا أمير المؤمنين ؟ فقال له المنصور : احلف
فلما بدأ الشيخ في اليمين قال جعفر عليه السلام للمنصور : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
جده ، عن أمير المؤمنين إن العبد إذا حلف باليمين التي ينزه الله عزوجل فيها
وهو كاذب امتنع الله عزوجل من عقوبته عليها في عاجلته لما نزه الله عزوجل
ولكني أنا أستحلفه ، فقال المنصور : ذلك لك فقال جعفر عليه السلام للشيخ : قل أبرأ
إلى الله من حوله وقوته ، وألجا إلى حولي وقوتي إن لم أكن سمعتك تقول
هذا القول ، فتلكأ الشيخ ، فرفع المنصور عمودا كان في يده فقال : والله لئن لم تحلف
لاعلونك بهذا العمود ، فحلف الشيخ فما أتم اليمين حتى دلع لسانه ، كما يدلع
الكلب ، ومات لوقته ، ونهض جعفر عليه السلام قال الربيع : فقال لي المنصور : ويلك
اكتمها الناس لا يفتتنون قال الربيع : فحلفت جعفرا عليه السلام فقلت له : يا ابن رسول الله


(1)أمالى الشيخ الطوسى ص 306 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه