بحار الأنوار ج55

عشرة ، والثامنة عشرة ، والحادية والعشرين ، والرابعة والعشرين ، والسادسة
والعشرين ، والتاسعة والعشرين ، ومن لم يعتبر في اعتبار الكسر مجاوزة النصف
بل يكتفي بالوصول إليه يجعل ذا الحجة في السنة الخامسة عشرة ثلاثين يوما بدل
السادسة عشرة ، وعلى التقديرين إذااخذ ذو الحجة في السنة التاسع والعشرين
ثلاثين يوما بقي عليهم لتمام يوم اثنتان وعشرون دقيقة ، فينجبربالكسر اللازم في
السنة الثلاثين ، ويتم عددأيام الشهور بلا كسر في كل ثلاثين سنة ، ثم يستأنف
والسبب في ذلك أن الكسر اللازم في سنة واحدة اثنتان وعشرون دقيقة كما مر
ونسبته إلى(ستين)بالخمس والسدس ، وهما إنما يحصان من(ثلاثين)فثلاثون
خمس يوم ستة أيام ، وثلاثون سدس يوم خمسة أيام ، والمجموع أحد عشر يوما
وتسمى هذه الايام(كبائس)فسنوا الكبس على ترتيب(بهز يجهح كادوط(1))
أو(بهزيجوح كادوط)على القولين المتقدمين . هذا هو المشهور في الكبس . و
ذكر شراح التذكرة نوعين آخرين من الكبس : الاول ما يفعله اليهود والترك
فإنهم كانوا يردون السنين القمرية إلى السنين الشمسية بكبس القمرية في كل
سنة أو ثلاث بشهر . والثانى ما تفعله العرب في الجاهلية من النسئ وهو أنهم
كانوا يستعملون شهور الاهلة ، وكانوا حجهم الواقع في عاشر ذي الحجة كمارسمه
إبراهيم عليه السلام دائرا في الفصول كما في زماننا هذا ، فأرادوا وقوعه دائما في زمان
إدراك الغلات والفواكه واعتدال الهواء ، أعني أوائل الخريف ، ليسهل عليهم السفر
وقضاء المناسك ، فكان يقوم في الموسم عند اجتماع العرب خيب يحمدالله ويثني
عليه ويقول : إني أزيد لكم في هذه السنة شهرا ، وهكذا أفعل في كل ثلاث سنين


(1)الباء للسنة الثانية ، والهاء للخامسة ، والزاى للسابعة ، والياء للعاشرة ، و
الجيم للثالثة عشر ، والهاء للخامسة عشر ، والحاء للتاسعة عشر ، و(كا)للحادية والعشرين
وهكذا والاختلاف بين الكلمتين في الهاء الثانية وفعلى القول بكون الكبيسة هى الخامسة
عشر يكون الرمز هاء ، وعلى القول بكونها السادسة عشر يكون واوا كما مر آنفا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه