بحار الأنوار ج45

ابنتي ؟ فقال : لايامحمد بل يرميهم الله باختلاف قلوبهم وألسنتهم في دار الدنيا ، ولهم
في الآخرة عذاب أليم
وعن كعب الاحبار حين أسلم في أيام خلافة عمربن الخطاب وجعل الناس
يسألونه عن الملاحم التي تظهر في آخر الزمان فصار كعب يخبرهم بأنواع الاخبار
والملاحم والفتن التي تظهر في العالم ثم قال : وأعظمها فتنة وأشدها مصيبة لاتنسى
إلى أبد الآبدين مصيبة الحسين عليه السلام وهي الفساد الذي ذكره الله تعالى في كتابه
المجيد حيث قال : " ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت أيدي الناس "(1)
وإنما فتح الفساد بقتل هابيل بن آدم ، وختم بقتل الحسين عليه السلام أو لاتعلمون أنه
يفتح يوم قتله أبواب السماوات ويؤذه السماء بالبكاء فتبكي دما فإذا رأيتم الحمرة
في السماء قد ارتفعت ، فاعلموا أن السماء تبكي حسينا
فقيل : ياكعب لم لاتفعل السماء كذلك ولاتبكي دما لقتل الانبياء ممن
كان أفضل من الحسين ؟ فقال : ويحكم إن قتل الحسين أمر عظيم وإنه ابن سيد
المرسلين ، وإنه يقتل علانية مبارزة ظلما وعدوانا ولاتحفظ فيه وصية جده رسول
الله وهو مزاج مائه وبضعة من لحمه ، يذبح بعرصة كربلا فو الذي نفس كعب بيده
لتبكينه زمرة من الملائكة في السماوات السبع ، لايقطعون بكاء‌هم عليه إلى آخر
الدهر ، وإن البقعة التي يدفن فيها خيرالبقاع ، ومامن نبي إلا ويأتي إليها ويزورها
ويبكي على مصابه ، ولكربلا في كل يوم زيارة من الملائكة والجن والانس فاذا
كانت ليلة الجمعة ينزل إليها تسعون ألف ملك يبكون على الحسين ، ويذكرون
فضله وإنه يسمى في السماء حسينا المذبوح وفي الارض أباعبدالله المقتول ، وفي
البحار الفرخ الازهر المظلوم ، وإنه يوم قتله تنكسف الشمس بالنهار ، ومن الليل
ينخسف القمر ، وتدوم الظلمة على الناس ثلاثة أيام وتمطر السماء دما ، وتدكدك الجبال
وتغطمط البحار ، ولولابقية من ذريته وطائفة من شيعته الذين يطلبون بدمه ويأخذون
بثأره ، لصب الله عليهم نارا من السماء أحرقت الارض ومن عليها


(1)الروم : 41

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه