صلى الله عليه وآله : المستمع أحد المغتابين ، وقال علي عليه السلام : السامع للغيبة
أحد المغتابين ومراده عليه السلام السامع على قصد الرضا والايثار لا على وجه الاتفاق
أو مع القدرة على الانكار ولم يفعل ، ووجه كون المستمع والسامع على ذلك الوجه
مغتابين مشاركتهما للمغتاب في الرضا وتكيف ذهنهما بالتصورات المذمومة التي
لا ينبغي ، وإن اختلفا في أن أحدهما قائل ، والاخر قابل ، لكن كل واحد منهما
صاحب آلة أما أحدهما فذو لسان يعبر عن نفس قد تنجست بتصور الكذب والحرام
والعزم عليه ، وأما الاخر فذو سمع تقبل عنه النفس تلك الاثار عن إيثار وسوء
اختيار ، فتألفها وتعتادها ، فتمكن من جوهرها سموم عقارب الباطل ، ومن ذلك
قيل : السامع شريك القائل ، وقد تقدم في الخبر ما يدل عليه .
فالمستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأن ينكر بلسانه ، فان خاف فبقلبه
وإن قدر على القيم أو قطع الكلام بكلام غيره فلم يفعله لزمه ، ولو قال بلسانه
اسكت وهو يشتهي ذلك بقلبه ، فذلك نفاق وفاحشة اخرى زائدة لا يخرجه عن
الاثم ما لم يكرهه بقلبه ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : من أذل عنده
مؤمن وهو يقدر على أن ينصره فلم ينصره أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق
وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من رد عن عرض أخيه بالغيب كان
حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة ، وقال أيضا : من رد عن عرض أخيه
بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار ، وروى الصدوق باسناده إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه قال : من تطول على أخيه في غيبة سمعها عنه في مجلس
فردها عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والاخرة ، وإن هو لم يردها
وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة ، وباسناده إلى الباقر
عليه السلام أنه قال : من اغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره وأعانه ، نصره الله في
الدنيا والاخرة ، ومن لم ينصره ولم يدفع عنه ، وهو يقدر على نصرته وعونه
خفضه الله في الدنيا والاخرة .
ثم قال قدس سره في علاج الغيبة : اعلم أن مساوي الاخلاق كلها إنما