بحار الأنوار ج14

وقلع أشجارهم وهو قوله : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال " إلى
قوله : " سيل العرم " أي العظيم الشديد " فبدلناهم(1)بجنتيهم جنتين ذواتي أكل
خمط " وهو أم غيلان " وأثل " قال : هو نوع من الطرفاء(2)" وشئ من سدر قليل *
ذلك جزيناهم بما كفروا " إلى قوله : " باركنا فيها " قال : مكة " فقالوا ربنا باعد بين
أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث " إلى قوله : " شكور " .(3)
2 سن : عن عبدالله بن المغيرة ،(4)عن عمرو بن شمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
يقول : إني لالعق(5)أصابعي من المأدم حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع ،
وليس ذلك كذلك ، إن قوما أفرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار فعمدوا إلى مخ الحنطة
فجعلوه خبزا هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل ، قال : فمر
رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها ، فقال : ويحكم اتقوا الله لاتغيروا
مابكم من نعمة ،(6)فقالت : كأنك تخوفنا بالجوع ؟ أما مادام ثرثارنا يجري فإنا لا
نخاف الجوع ، قال : فأسف الله(7)عزوجل وضعف لهم الثرثار وحبس عنهم قطر السماء
ونبت الارض ، قال : فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه ، ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل ،
فإن كان ليقسم بينهم بالميزان .(8)
أقول : قد أوردنا أخبارا كثيرة في ذلك في باب آداب الاستنجاء .
3 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير
قال : سأل رجل أبا جعفر عليه السلام(9)عن قول الله عزوجل : " فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا


(1)هكذا في النسخ والصحيح كما في المصحف الشريف والمصدر : وبدلناهم .
(2)قيل : طرفاء بالفارسية : كز .
(3)تفسير القمي : 537 و 538 .
(4)في المصدر : عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة .
(5)لعق العسل أو نحوه : لحسه وتناوله بلسانه أو اصبعه .
(6)في المصدر : اتقوا الله ، لايغير مابكم من نعمة .
(7)أي فعل فعل من يأسف ويغضب . وفي المصدر : وأضعف لهم الثرثار . أي صيره
ضعيفا .
(8)محاس البرقي : 586 .
(9)في الكافي في الاسناد الاتي : أبا عبدالله عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه