بحار الأنوار ج1

الدرجات الرفيعة ، والمنازل الخسيسة ، فكم بين من لا يرضى لنفسه إلا كمال درجة العلم
والطاعة والقرب والوصال ، وبين من يرتضي أن يكون مضحكة للئام لاكلة ولقمة
ولا يرى لنفسه شرفا ومنزلة سوى ذلك .
ويحتمل أن يكون المراد التزوج بالاكفاء ، كما قال الصادق عليه السلام لداود
الكرخي حين أراد التزويج : انظر أين تضع نفسك . والتعميم أظهر .
والدول مثلثة الدال : جمع دولة بالضم والفتح وهما بمعنى انقلاب الزمان ، وانتقال
المال أو العزة من شخص إلى آخر ، وبالضم : الغلبة في الحروب ، والمعنى أن ملك الدنيا
وملكها وعزها تكون يوما لقوم ويوما لآخرين . والناس إلى آدم شرع بسكون الراء
وقد يحرك أي سواء في النسب ، وكلهم ولد آدم ، فهذه الامور المنتقلة الفانية لا تصير
مناطا للشرف بل الشرف بالامور الواقعية الدائمة الباقية في النشأتين ، والاخيرتان
مؤكدتان للاوليين .
3 - لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس ، عن
ابن سنان(1)عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير
مستمتع ، قيل : وما هن ؟ يا بن رسول الله ! قال : الدين ، والعقل ، والحياء ، وحسن
الخلق ، وحسن الادب وخمس من لم يكن فيه لم يتهنأ العيش : الصحة ، والامن ،
والغنى ، والقناعة ، والانيس الموافق .
4 - ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن إسماعيل بن قتيبة البصري ، عن أبي
خالد العجمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع :
الدين ، والعقل ، والادب ، والحرية ، وحسن الخلق .

سن : ابن يزيد مثله . وفيه والجود مكان الحرية .
بيان : حسن الادب إجراء الامور على قانون الشرع والعقل في خدمة الحق
ومعاملة الخلق . والغنى : عدم الحاجة إلى الخلق ، وهو غنى النفس فإنه الكمال لا


(1)بكسر السين المهملة وفتح النون ، الظاهر انه عبدالله بن سنان وهو كما في رجال النجاشي
ابن طريف مولى بني هاشم ويقال مولى بني أبي طالب ، كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد
كوفي ثقة ، من أصحابنا ، جليل ، لا يطعن عليه في شئ ، روى عن أبيعبد الله عليه السلام ، وقيل :
روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ولم يثبت لان محمد بن سنان لم يرو عن أبيعبد الله عليه السلام .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه