بحار الأنوار ج87

جعلت الحمد من خاصتك ، ورضيت بالحمد من عبادك ، وفتحت(1)بالحمد كتابك ،
وختمت بالحمد قضاء‌ك ، ولم يعدل إلى غيرك ولم يقصر الحمد دونك ، فلا مدفع للحمد
عنك ولا مستقر للحمد إلا عندك ، ولا ينبغي الحمد إلا لك .
حمدا ، عدد ما أنشأت ومل‌ء ما ذرأت وعدد ما حمدك به جميع خلقك ، و
كما رضيت به لنفسك ورضيت به عمن حمدك ، وكما حمدت نفسك واستحمدت
إلى خلقك ، وكما رضيت لنفسك وحمدك جميع ملائكتك يا أرحم الراحمين .
حمدا يكون أرضى الحمد لك ، وأكثر الحمد عندك ، وأطيبه لديك حمدا
يكون أحب الحمد إليك وأشرف الحمد عندك ، وأسرع الحمد إليك .
حمدا عدد كل شئ خلقته ، ومل‌ء كل شئ خلقته ، ووزن كل شئ خلقته
ولك الحمد مثله ومعه أضعافا مضاعفة ، كل ضعف منه عدد كل شئ أحاط به علمك
ومل‌ء كل شئ أحاط به علمك ، وزنة كل شئ أحاط به علمك ; يا ذا العلم العليم
والملك القديم ، والشرف العظيم ، والوجه الكريم .
حمدا دائما يدوم مادام سلطانك ، ويدوم مادام وجهك ، ويدوم ما دامت
جنتك ، ويدوم ما دامت نعمتك ، ويدوم ما دامت رحمتك ، حمدا مداد الحمد و
غايته ومعدنه ومنتهاه وقراره ومأواه ، حمدا مداد كلماتك وزنة عرشك وسعة رحمتك
وزنة كرسيك ورضى نفسك ومل‌ء برك وبحرك ، وحمدا سعة علمك ومنتهاه وعدد
خلقك ومقدار عظمتك وكنه قدرتك ومبلغ مدحتك .
حمدا يفضل المحامد كفضلك على جميع خلقك ، وحمدا عدد خفقان أجنحة
الطير في الهواء ، وعدد نجوم السماء والدنيا منذ كانت ، وإذ عرشك على الماء
حين لا أرض ولا سماء ، وحمدا يصعد ولا ينفد يبلغك أوله ولا ينقطع آخره حمدا
سرمدا لا يحصى عددا ولا ينقطع أبدا حمدا كما تقول وفوق ما نقول ، حمدا كثيرا
نافعا طيبا واسعا مباركا فيه حمدا يزداد كثرة وطيبا .
اللهم صل على محمد وآل محمد ، وبارك على محمد وآل محمد ، وترحم على محمد


(1)في مصباح المتهجد : ففتحت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه