بحار الأنوار ج36

والمتشابهات التي لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، ويمكن أن يقال على وجه
الاحتمال : أن أسماء‌ه تعالى منها ما يدل على الذات ومنها ما يدل على صفات الذات ،
ومنها ما يدل على التنزيه ، ومنها ما يدل على صفات الفعل ، فالله يدل على الذات ، والحمد
على ما يستحق عليه الحمد من الصفات الكمالية الذاتية ، وسبحان على الصفات
التنزيهية ، وتبارك لكونه من البركة والنماء على صفات الفعل ، أو تبارك على صفات
الذات لكونه من البروك والثبات ، والحمد على صفات الفعل لكونه على النعم الاختيارية .
ويتشعب منها أربعة لانه يتشعب من اسم الذات ما يدل على توحيده وعدم
التكثير فيه ، ولذا بدأ الله تعالى به بعد " الله " فقال : " قل هو الله أحد " ويتشعب من
الاحد الصمد ، لان كونه غنيا عما سواه وكون ما سواه محتاجا إليه من لوازم أحديته
وتفرده بذلك ، ولذا ثني به في سورة التوحيد بعد ذكر الاحد .
وأما صفات الذات فيتشعب أولا منها القدير ، ولما كانت من القدرة الكاملة يستلزم العلم
الكامل تشعب منه العليم ، وسائر صفات الذات ترجع إليهما عند التحقيق ، ويحتمل العكس
أيضا بأن يقال : يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل .
وأما ما يدل على التنزيه فيتشعب منها أولا السبوح الدال على تنزيه الذات
ثم القدوس الدال على تنزيه الصفات .
وأما صفات الفعل فيتشعب منها أولا الخالق ، ولما كان الخلق مستلزما للرزق
أو التربية تشعب منه ثانيا الرازق أو الرب ولما كانت تلك الصفات الكمالية دعت إلى
بعثة الانبياء ونصب الحجج عليهم السلام * فبيت النور الذي هو بيت الامامة كما بين في آية
النور مبنية على تلك القوائم ، أو أنه تعالى لما حلاهم بصفاته وجعلهم مظهر آيات جلاله
وعبر عنهم بأسمائه وكلماته فهم متخلفون بأخلاق الرحمان ، وبيت نورهم وكمالهم مبني
على تلك الاركان ، وبسط القول فيه يفضي إلى ما لا تقبله العقول والاذهان ولا يجرى في
تحريره الاقلام بالبنان ، فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه الرواية ، والله ولي
التوفيق والهداية .


* أقول : ههنا سقط وهو : بنى بيتا للنبوة وبيتا للامامة اه‍(ب).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه