بحار الأنوار ج72

أذن بالشئ إذا علم به ، وتنكير حرب للتعظيم ، وذلك يقتضي أن يقاتل المربي بعد
الاستتابة حتى يفئ إلى أمر الله كالباغي ، ولا يقتضي كفره(1)وفي المجمع :
أي فأيقنوا واعلموا بقتال من الله ورسوله ، ومعنى الحرب عداوة لله ورسوله ، وهذا
إخبار بعظم المعصية ، وقال ابن عباس وغيره : إن من عامل بالربا استتابه فان تاب
وإلا قتله انتهى(2).
وأقول : في الخبر يحتمل أن يكون كناية عن شدة الغضب بقرينة المقابلة
أو المعنى أن الله يحاربه أي ينتقم منه في الدنيا والاخرة ، أو من فعل ذلك فليعلم
أنه محارب لله كما سيأتي فقد بارزني بالمحاربة (3)وقيل : الامر بالعلم ليس على
الحقيقة ، بل هو خبر عن وقوع المخبر به ، على التأكيد ، وكذا وليأمن إخبار
عن عدم وقوع ما يحذر منه على التأكيد ، والمراد بالمؤمن مطلق الشيعة ، أو الكامل
منهم كما يومئ إليه عبدي وعلى الاول المراد بالايذاء الذي لم يأمر به الشارع
كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمراد بالاكرام الرعاية والتعظيم خلقا وقولا
وفعلا ، منه جلب النفع له ، ودفع الضرر عنه .
ولولم يكن (كان)تامة ، والمراد بالخلق سوى الملائكة والجن وقوله مع
إمام إما متعلق بلم يكن ، أو حال عن المؤمن ، وعلى الاخير يدل على ملازمته
للامام ، والمراد بالاستغناء بعبادة مؤمن واحد مع أنه سبحانه غني مطلق لاحاجة له إلى
عبادة أحد ، قبول عبادتهما والاكتفاء بهما ، لقيام نظام العالم ، وكأن كون
المؤمن مع الامام أعم من كونه بالفعل أو بالقوة القريبة منه ، فانه يمكن أن
يبعث نبي ولم يؤمن به أحد إلا بعد زمان كمامر في باب قلة عدد المؤمنين أن
إبراهيم عليه السلام كان يعبد الله ولم يكن معه غيره ، حتى آنسه الله باسماعيل وإسحاق
وقد مر الكلام فيه ، وقيل : المقصود هنا بيان حال هذه الامة ، فلا ينافي الوحدة
في الامم السابقة ، وأرضين بتقدير سبع أرضين وانس إما مضاف إلى سواهما ، أو
منون ، وسواهما للاستثناء .


(1)أنوار التنزيل : 66 .
(2)مجمع البيان ج 2 ص 392 .(3)تحت الرقم 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه