بحار الأنوار ج20

وحضر الاضحى فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المصلى فصلى بالمسلمين وهي أول
صلاة عيد صلاها ، وضحى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله بشاتين ، وقيل : بشاة ، وكان أول
أضحى رآه المسلمون وضحى معه ذووا اليسار(1)، وكانت الغزوة في شوال بعد بدر
وقيل : كانت في صفر سنة ثلاث جعلها بعد غزوة الكدر .
قال ابن إسحاق : كانت في شوال سنة اثنتين ، ، وقال الواقدي : كانت في محرم
سنة ثلاث ، وكان قد بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله اجتماع بني سليم في ماء لهم(2)يقال له :
الكدر بضم الكاف وسكون الدال المهملة ، فسار رسول الله إلى الكدر فلم يلق كيدا
وكان لواؤه مع علي عليه السلام ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وعاد ومعه النعم
والرعاء ، وكان قدومه في قول لعشر ليال مضين من شوال ، وبعد قدومه أرسل غالب
ابن عبدالله الليثي في سرية إلى بني سليم وغطفان فقتلوا فيهم وغنموا النعم ، واستشهد
من المسلمين ثلاثة نفر ، وعادوا منتصف شوال ، ثم كان غزوة السويق ، وفي ذي الحجة
من السنة الثانية مات عثمان بن مظعون فدفن بالبقيع ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله على
رأس قبره حجرا علامة لقبره(3).


(1)ذكر ذلك المقريزى بعد غزوة السويق .
(2)في المصدر : على ماء لهم .
(3)الكامل 2 : 97 و 98 زاد فيه : وقيل . ان الحسن بن على عليه السلام ولد فيها ، و
قيل : ان على بن أبى طالب عليه السلام بنى بفاطمة على رأس اثنين وعشرين شهرا ، فاذا كان
هذا صحيحا فالاول باطل . وفي هذه السنة كتب المعاقلة وقربه بسيفه انتهى ، وفي الامتاع :
كتب صلى الله عليه وآله وسلم في هذه السنة المعاقل والديات وكانت معلقة بسيفه انتهى .
أقول : الظاهر ان كتابه هذا غير ما كتب بين المهاجرين والانصار لموادعة اليهود الذى ذكرناه سابقا ، حيث انه وقع في العام الاول ، ولم نظفر إلى الان في كتب العامة بما ورد في ذلك
الكتاب بتفصيله غير مسائل قليلة ، والكتاب كان بعده صلى الله عليه وآله عند على عليه السلام
وورثه ذريته المعصومون بعده ، وهو الموجود حتى اليوم في ايدى شيعتهم ، واختصوا بروايته
دون غيرهم وهو من منن الله تعالى عليهم ، والكتاب مشهور بكتاب الديات(وديات ناصح
بن ظريف)وقد أشرنا إليه بتفصيل في مقدمتنا على كتاب وسائل الشيعة راجعه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه