بحار الأنوار ج82

قنوت الامام زين العابدين عليه السلام(1).
اللهم إن جبلة البشرية ، وطباع الانسيانية ، وماجرت عليه تركيبات النفسية
وانعقدت به عقود النسية ، تعجز عن حمل واردات الاقضية إلا ما وفقت له أهل
الاصطفاء ، وأعنت عليه ذوي الاجتباء .
اللهم وإن القلوب في قبضتك ، والمشية لك في ملكتك ، وقد تعلم أي رب ما
الرغبة إليك في كشفه واقعة لاوقاتها بقدرتك ، واقفة بحدك من إرادتك ، وإني لاعلم
أن لك دار جزاء من الخير والشر مثوبة وعقوبة ، وأن لك يوما تأخذ فيه بالحق
وأن أناتك أشبه الاشياء بكرمك ، وأليقها بما وصفت به نفسك في عطفك وتراؤفك ،
وأنت بالمرصاد لكل ظالم في وخيم عقباه وسوء مثواه .
اللهم وإنك قد أوسعت خلقك رحمة وحلما ، وقد بدلت أحكامك ، وغيرت
سنن نبيك وتمرد الظالمون على خلصآئك ، واستباحوا حريمك ، وركبوا مراكب
الاستمرار على الجرأة عليك ، اللهم فبادرهم بقواصف سخطك ، وعواصف تنكيلاتك
واجتثاث غضبك ، وطهر البلاد منهم ، وعف عنها آثارهم ، واخطط من قاعاتها و
مظانها منارهم ، واصطلمهم ببوارك حتى لاتبقي منهم دعامة لناجم ، ولاعلما لام
ولامناصا لقاصد ، ولارائدا لمرتاد .
اللهم امح آثارهم ، واطمس على أموالهم وديارهم ، وامحق أعقابهم ، وافكك
أصلابهم ، وعجل إلى عذابك السرمد انقلابهم ، وأقم للحق مناصبه ، واقدح للرشاد
زناده ، وأثر للثار مثيره ، وأيد بالعون مرتاده ، ووفر من النصر زاده ، حتى يعود
الحق بحدبه ، وتنير معالم مقاصده ، ويسلك أهله بالامنة حق سلوكه ، إنك على
كل شئ قدير .
ودعا في قنوته :
اللهم أنت المبين البائن ، وأنت المكين الماكن الممكن ، اللهم صل على


(1)مهج الدعوات : 61 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه