بحار الأنوار ج33

(الشيخ)وعليك السلام .
فقال معاوية : ما اسمك يا شيخ ؟ فقال : إسمي جبل وكان ذلك الشيخ
طاعنا في السن بيده شئ من الحديد ووسطه مشدود بشريط من ليف المقل
وفي رجليه نعلان من ليف المقل وعليه كساء قد سقط لحامه وبقي سدانه وقد
بانت شراسيف خديه وقد غطت حواجبه على عينيه .
فقال معاوية : يا شيخ من أين أقبلت وإلى أين تريد ؟ قال : أتيت من
العراق أريد بيت المقدس قال معاوية : كيف تركت العراق ؟ قال : على الخير
والبركة والنفاق . قال : لعلك أتيت من الكوفة من الغري ؟ قال الشيخ : وما
الغري ؟ قال معاوية : الذي فيه أبوتراب . قال الشيخ : من تعني بذلك ومن
أبوتراب ؟ قال ابن أبي طالب . قال له الشيخ : أرغم الله أنفك ورض الله
فاك ولعن الله أمك وأباك ولم لاتقول : الامام العادل والغيث الهاطل يعسوب
الدين وقاتل المشركين والقاسطين والمارقين وسيف الله المسلول ابن عم الرسول
وزوج البتول تاج الفقهاء وكنز الفقراء وخامس أهل العباء والليث الغالب أبو
الحسنين علي بن أبي طالب عليه السلاة والسلام .
فعندها قال معاوية : يا شيخ إني أرى لحمك ودمك قد خالط لحم علي بن
أبي طالب عليه السلام ودمه حتى لو مات علي ما أنت فاعل ؟ قال : لا أتهم في
فقده ربي وأجلل في بعده حزني وأعلم أن الله لايميت سيدي وإمامي حتى
يجعل من ولده حجة قائمة إلى يوم القيامة .
فقال : يا شيخ هل تركت من بعدك امرا تفتخر به ؟ قال : تركت الفرس
الاشقر والحجر والمدر والمنهاج لمن أراد المعراج قال عمرو بن العاص : لعله لا
يعرفك يا أميرالمؤمنين .
فسأله معاوية فقال : يا شيخ أتعرفني قال الشيخ : ومن أنت ؟ قال : أنا
معاوية بن أبي سفيان أنا الشجرة الزكية والفروع العلية سيد بني أمية . فقال له
الشيخ : بل أنت اللعين على لسان نبيه وفي كتابه المبين إن الله قال :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه