بحار الأنوار ج49

22 غط : روى محمد بن عبدالله الافطس قال : دخلت على المأمون فقربني
وحياني ثم قال : رحم الله الرضا عليه السلام ما كان أعلمه لقد أخبرني بعجب : سألته ليلة
وقد بايع له الناس ، فقلت : جعلت فداك أرى لك أن تمضي إلى العراق وأكون
خليفتك بخراسان ، فتبسم ثم قال : لا لعمري ولكنه من دون خراسان تدرجات
إن لنا هنا مكثا ولست ببارح حتى يأتيني الموت ، ومنها المحشر لا محالة .
فقلت له : جعلت فداك وما علمك بذلك ؟ فقال علمي بمكاني كعلمي بمكانك
قلت : وأين مكاني أصلحك الله ؟ فقال : لقد بعدت الشقة بيني وبينك ، أموت في المشرق
وتموت في المغرب ، فقلت : صدقت ، والله ورسوله أعلم وآل محمد ، فجهدت الجهد كله
وأطمعته في الخلافة وما سواها فما أطمعني في نفسه(1).
بيان : لعل التدرجات من قولهم(أدرجه في أكفانه)وقد مضى في باب
المعجزات(2).
23 شا : ذكر جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير من أيام
الخلفاء أن المأمون لما أراد العقد للرضا علي بن موسى عليه السلام وحدث
نفسه بذلك ، أحضر الفضل بن سهل وأعلمه بما قد عزم عليه من ذلك ، وأمره
بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ، ففعل واجتمعا بحضرته ، فجعل
الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج الامر من أهله عليه ، فقال له
المأمون : إني عاهدت الله أنني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل
آل أبي طالب ، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الارض .
فلما رأى الفضل والحسن عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته ، فأرسلهما
إلى الرضا عليه السلام فعرضا عليه ذلك ، فامتنع منه ، فلم يزالا به حتى أجاب فرجعا
إلى المأمون فعرفاه إجابته ، فسر بذلك ، وجلس للخاصة في يوم خميس ، وخرج
الفضل بن سهل وأعلم الناس ، برأي المأمون في علي بن موسى ، وأنه قد ولاه


(1)غيبة الشيخ ص 52 و 53 .
(2)راجع ص 57 تحت الرقم 74 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه