بحار الأنوار ج69

صلى الله عليه وآله قاله أم لم يقله ، أكان عندك كافرا ؟ قلت : أعوذ بالله قال : فلو
أن رجلا قال : والله ما أدري هذه السورة من القرآن أم لا ، أكان عندك كافرا ؟ قلت :
نعم ، قال : يا إسحاق أرى أثرهم ها هنا متأكدا ، القرآن يشهد لهذا ، والاخبار
تشهد لهؤلاء .
ثم قال : أتروي يا إسحاق حديث الطائر ؟ قلت : نعم ، قال : حدثني به فحدثته به ، قال أتؤمن أن هذا الحديث صحيح ؟ قلت : رواه من لا يمكنني بأن
أرد حديثه ، ولا أشك في صدقه ، أفرأيت من أيقن أن هذا الحديث صحيح
ثم زعم أن أحدا أفضل من علي أيخلو من أن يقول : دعاء النبي صلى الله عليه وآله مردود
أو أن الله عرف الفاضل من خلقه فكان المفضول أحب إليه منه ، أو يقول : أن الله
عزوجل لم يعرف الفاضل من المفضول ؟ فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول ؟ فانك
إن قلت منها شيئا استبذيت ، فان كان عندك في الحديث تأويل غير هذه الثلاثة
أوجه فقل .
قلت : لاأعلم ، وإن لابي بكر فضلا ، قال : أجل لولا أن لابي بكر
فضلا لم أقل علي أفضل منه ، فما فضله الذي قصدت به الساعة ؟ قلت : قول الله
عزوجل : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا (1)
فنسبه الله عزوجل إلى صحبة النبي صلى الله عليه وآله قال : يا إسحاق أما أني لا أحملك على
الوعر من طريقك ، فاني وجدت الله جل ثناؤه نسب إلى صحبة من رضيه ورضي عنه
كافرا فقال : إذ يقول لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من
نطفة ، ثم سويك رجلا (2)قلت : إن ذلك كان كافرا وأبوبكر كان مؤمنا قال :
فاذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه ورضي عنه كافرا جاز أن ينسب إلى صحبة
نبيه مؤمنا وليس بأفضل المؤمنين ، ولا بالثاني ، ولا بالثالث .
قلت : إن الله جل وعلا يقول : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه


(1)براء‌ة : 40 .
(2)الكهف : 37 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه