بحار الأنوار ج69

بقوله : أتدرون ما المفلس ؟ فقيل : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع له ، فقال :
المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم وقذف هذا
وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من
حسناته ، فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه
ثم طرح في النار ، بل قد يقال : إن المفلس حقيقة هو هذا
ويحتمل أن يراد بقوله عليه السلام : ولكن من الدين الفقر القلبي وضده الغنى
القلبي فالفقير على هذا من ليس له في الدين معرفة وعلم بأحكامه ولا تقوى ولا ورع وغيرها
من الصفات الحسنة كذا قيل ، وأقول يحتمل أن يكون المعنى الذي يضر بالدين
ولا يصبر عليه ويتوسل بالظالمين والفاسقين كما مر .
4 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن سنان
عن العلا ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن فقراء المؤمنين يتقلبون
في رياض الجنة قبل أغنيائهم باربعين خريفا ثم قال : سأضرب لك مثل ذلك إنما مثل ذلك
مثل سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا فقال : أسربوها ، ونظر
في الاخرى فإذا هي موقرة فقال : احبسوها(1).
بيان : في القاموس : تقلب في الامور تصرف كيف شاء ، وقال في النهاية :
فيه : فقراء امتي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا : الخريف الزمان
المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء ، ويريد به أربعين سنة لان
الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة ، فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت
أربعون سنة انتهى .
وروى في معاني الاخبار(2)بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عبدا
مكث في النار سبعين خريفا والخريف سبعون سنة إلى آخر الخبر ، وفسره صاحب
المعالم بأكثر من ذلك وفي بعض الروايات أنه ألف عام ، والعام ألف سنة ، وقيل :


(1)الكافي ج 2 ص 260 .
(2)معاني الاخبار ص 227 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه