بحار الأنوار ج72

سائر المؤمنين لانهم كنفس واحدة ، ولانه إذا لم يكن الايمان سببا لنصحه فقد
خان الايمان ، واستحقره ولم يراعه ، وهو مشترك بين الجميع فكأنه خانهم
جميعا .
26 كا : عنهما جميعا ، عن محمد بن علي ، عن أبي جميلة قال : سمعت أبا
عبدالله عليه السلام يقول : من مشى في حاجة أخيه ثم لم يناصحه فيها كان كمن خان الله
ورسوله وكان الله خصمه(1).
بيان : وكان الله خصمه أي يخاصمه من قبل المؤمن في الاخرة أو في الدنيا
أيضا ، فينتقم له فيهما .
27 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه
عن حسين بن حازم ، عن حسين بن عمر بن يزيد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي سلبه الله عزوجل رأيه(2).
بيان : شرت العسل أشوره شورا من باب قال جنيته ، وشرت الدابة شورا
عرضته للبيع ، وشاورته في كذا واستشرته راجعته لارى فيه رأيه فأشار علي بكذا أراني
ما عنده فيه من المصلة ، فكانت إشارته حسنة ، والاسم المشورة ، وفيه لغتان سكون
الشين وفتح الواو ، والثانية ضم الشين وسكون الواو ، وزان معونة ، ويقال : هي من
شار إذا عرضه في المشوار ، ويقال من أشرت العسل ، شبه حسن النصيحة بشري العسل
وتشاور القوم واشتوروا ، والشورى اسم منه .
فلم يمحضه من باب منع أو من باب الافعال في القاموس : المحض اللبن
الخالص ، ومحضه كمنعه سقاه المحض كأمحضه ، وأمحضه الود أخلصه كمحضه
والحديث صدقه والامحوضة النصيحة الخالصة ، وقوله محض الرأي إما مفعول مطلق
أو مفعول به ، وفي المصباح الرأي العقل والتدبير ، ورجل ذورأي أي بصيرة .


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 363 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه