بحار الأنوار ج104

عن أنس بن مالك(1) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
رجب شهرالله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر امتي ، قيل : يارسول الله ما معنى قولك :
رجب شهرالله ؟ قال : لانه مخصوص بالمغفرة ، فيه تحقن الدماء ، وفيه تاب الله على
أوليائه ، وفيه أنقذهم من يد أعدائه
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صامه كله استوجب على الله ثلاثة أشياء مغفرة
لجميع ماسلف من ذنوبه ، وعصمة فيما بقي من عمره ، وأمانا من العطش يوم الفزع
الاكبر ، فقام شيخ ضعيف وقال : يا رسول الله إني عاجز عن صيامه كله فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله : صم أول يوم منه فأن الحسنة بعشر أمثالها ، وأوسط يوم منه وآخريوم منه
فانك تعطى ثواب من صامه كله ، ولكن لاتغفلوا عن ليلة أول جمعة منه ، فانها
ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في السموات
والارض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها ، ويطلع الله عليهم اطلاعة فيقول لهم : يا


(1) هو أبوحمزة أنس بن مالك الانصارى النجارى وقيل توفى سنة تسعين أو احدى
أو اثنتين وتسعين قدم المدينة عند النبى صلى الله عليه وآله وله عشر سنين فخدمه هو عند
الجماعة من سادات الصحابه قاله صاحب الشذرات وقال الذهبى : له صحبة طويلة وحديث
كثير وملازمة النبى صلى الله عليه وآله منذ هاجر إلى ان مات
ثم أخذ عن أبى بكر وعمر وعثمان وأبى وطائفة وعمر دهرا وكان آخر الصحابة
موتا روى عنه الحسن والزهرى وقتاده وثابت البنانى وحميد الطويل وسليمان التيمى ويحيى
ابن سعيد الانصارى وامم سواهم خرج له البخارى دون مسلم ثمانين حديثا وانفرد له
مسلم بسبعين حديثا واتفقا له على اخراج مائة وثمانية وعشرين حديثا شذرات الذهب ج 1
ص 100 - تذكرة الحفاظ ج 1 ص 44
وأما عند الامامية رضوان الله عليهم اجمعين فهو من المتخلفين عن بيعة أميرالمؤمنين
على بن أبى طالب عليه السلام والمتقاعدين عن نصرته عليه السلام ومن الكاتمين للشهادة حين
استشهده على عليه السلام حديث البساط فكتم الشهادة فدعا عليه على عليه السلام فابتلاه الله
بالبرص والعمى إلى أن مات بالبصرة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه