بحار الأنوار ج41

المعروف اليوم بساباط(1)أتاه رجل من شيعته وقال : يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك
وكان لي أخ وكنت شفيقا عليه ، فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقاص إلى قتال
أهل المدائن فقتل هنالك ، فأرني(2)قبره ومقتله ، فأراه إياه ، فمد الرمح وهو
راكب بغلته الشهباء فركز القبر بأسفل الرمح ، فخرج رجل أسمر طويل يتكلم
بالعجمية ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : لم تتكلم بالعجمية وأنت رجل من العرب ؟
قال : إني كنت أبغضك وأوالي أعداء‌ك ، فانقلب لساني في النار ، فقال : يا
أمير المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام :
ارجع ، فرجع إلى القبر فانطبق عليه(3).
30 - يل : قيل : إن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر يوما في البصرة بعد الظفر
بأهلها وقال : أقول قولا لايقوله أحد غيري إلا كان كافرا ، أنا أخو نبي الرحمة
وابن عمه وزوج ابنته وأبوسبطيه ، فقام إليه رجل من أهل البصرة وقال : أنا أقول
مثل قولك هذا ، أنا أخو الرسول وابن عمه ، ثم لم يتم كلامه حتى إذا أخذته
الرجفة ، فما زال يرجف حتى سقط ميتا لعنه الله(4).
31 - فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى ابن أبي جعدة قال : حضرت مجلس
أنس بن مالك بالبصرة وهو يحدث ، فقام إليه رجل من القوم وقال : يا صاحب
رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذه الشيمة(5)التي أراها بك ؟ فأنا حدثني(6)أبي عن رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه قال : البرص والجذام لا يبلي الله به مؤمنا ، قال : فعند
ذلك أطرق أنس بن مالك إلى الارض وعيناه تذرفان بالدموع ، ثم رفع رأسه وقال


(1)بليدة معروفة بما وراء النهر على عشرة فراسخ من خجند . وساباط كسرى قرية كانت
قريبا من المدائن(مراصد الاطلاع 2 : 680).
(2)في(م): فقتل هناك وأريد أن تحييه لى فأرنى اه‍ .
(3)الفضائل : 70 . وبين نسخ الكتاب والمصدر اختلافات كثيرة لم نذكرها لعدم الجدوى .
(4)= : 102 .
(5)في الصحيح " الشامة " وهى بثرة سوداء في البدن حولها شعر .
(6)في الفضائل : فانى حدثنى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه