بحار الأنوار ج25

الالهية ، وبالمكنون العجيب المغيبات البدائية ، أسرار القضاء والقدر كما سيأتى
إنشاء الله .
قوله : فقد رضيه ، إما تفسير للاذن بالرضا ، أو هو لبيان أن من ينزلون عليه
هو مرضي لله ، يسلم عليك ، التخصيص على المثال ، أو لانه كان مصداقه في زمان
نزول الاية .
قوله عليه السلام : فهذه فتنة ، أقول : في الاية قراء‌تان : إحداهما " لاتصيبن " وهي
المشهورة ، والاخرى " لتصيبن " باللام المفتوحة ، وقال الطبرسي هي قراء‌ة أمير المؤمنين
عليه السلام وزيد بن ثابت وأبوجعفر الباقر عليه السلام وغيرهم(1) فعلى الاول قيل : إنه
جواب الامر على معنى إن أصابتكم لا تصيب الظالمين منكم خاصة ، وقيل : صفة لفتنة
و " لا " للنفي أو للنهي على إرادة القول ، وقيل : جواب قسم محذوف ، وقيل إنه
نهي بعد الامر باتقاء الذنب عن التعرض للظلم ، فإن وباله يصيب الظالم خاصة
وقيل كلمة " لا " زائدة ، وقيل إن أصلها " لتصيبن " فزيد الالف للاشباع ، وعلى القراء‌ة
الثانية جواب القسم .
فما ذكره عليه السلام شديد الانطباق على القراء‌ة الثاينة ، وكذا ينطبق على بعض
محتملات القراء‌ة الاولى ككونه نهيا أو " لا " زائدة أو مشبعة ، وأما على سائر المحتملات
فيمكن أن يقال إنه لما ظهر من الاية انقسام الفتنة إلى ما يصيب الظالمين خاصة وما
يعمهم وغيرهم فسر عليه السلام الاولى بما أصاب الثلاثة الغاصبين للخلافة وأتباعهم الذين
أنكروا كون ليلة القدر بعد الرسول صلى الله عليه وآله ووجود إمام بعده تنزل الملائكة والروح
على أحد بعده .
وأيده بآية اخرى نزلت في الذين فروا يوم احد مرتدين على أعقابهم ، وهم
الذين غصبوا الخلافة بعده وأنكروا الامامة جهارا ، وأما الفتنة العامة فهي التي
شملت عامة الخلق من اشتباه الامر عليهم وتمسكهم بالبيعة الباطلة والاجماع المفترى


(1) مجمع البيان 4 : 532 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه