بحار الأنوار ج12

أجواف البيوت فدخل عليهم البيوت ، فلم ينفعهم ظل ولا ماء ، وأنضجهم الحر ، فبعث الله
تعالى سحابة فيها ريح طيبة فوجدوا برد الريح وطيبها وظل السحابة فتنادوا : عليكم
بها ، فخرجوا إلى البرية ، فلما اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله عليهم نارا ورجفت بهم
الارض فاحترقوا كما يحترق الجراد المقلي ، وصاروا رمادا ، وهو عذاب يوم الظلة ، عن
ابن عباس وغيره من المفسرين .
وقيل : بعث الله عليهم صيحة واحدة فما توا بها ، عن أبي عبدالله عليه السلام . وقيل : إنه
كان لشعيب قومان : قوم أهلكوا بالرجفة ، وقوم هم أصحاب الظلة .(1)
7 - ص : بهذا الاسناد عن ابن محبوب ، عن يحيى بن زكريا ، عن سهل بن سعيد
قال : بعثني هشام بن عبدالملك أستخرج له بئرا في رصافة عبدالملك ،(2)فحفرنا منها مائتي قامة ثم
بدت لنا جمجمة رجل طويل فحفرنا ماحولها فإذا رجل قائم على صخرة عليه ثياب بيض ، وإذا
كفه اليمنى على رأسه على موضع ضربة برأسه فكنا إذا نحينا يده عن رأسه سالت الدماء ، وإذا
تركناها عادت فسدت الجرح ، وإذا في ثوبه مكتوب : أنا شعيب بن صالح رسول رسول الله إلى
قومه(3)فضربوني وأضروا بي وطرحوني في هذاالجب وهالوا إلي التراب .(4)فكتبنا
إلى هشام بما رأيناه ، فكتب : أعيدوا عليه التراب كما كان واحتفروا في مكان آخر .(5)
يج : ذكر ابن بابويه في كتاب النبوة بإسناده عن سهل بن سعيد وذكر مثله .
8 - كنز الفوائد للكراجكي . عن عبدالرحمن بن زياد الافريقي قال : خرجت
بإفريقية مع عم لي إلى مزروع لنا ، قال : فحفرنا موضعا فأصبنا ترابا هشا ،(6)فحفرنا


(1)مجمع البيان 4 : 450 . م
(2)بضم الراء ، ولعل الصحيح رصافة هشام بن عبدالملك ، قال ياقوت : هى في غربى الرقة
بينهما أربعة فراسخ على طرف البرية بناها هشام لما وقع الطاعون بالشام وكان يسكها في
الصيف .
(3)في نسخة : رسول رسول الله شعيب النبى إلى قومه .
(4)أى صبوا على التراب .
(5)مخطوط . م
(6)الهش : الرخو اللين من كل شئ . وفى المصدر : فأصبنا ترابا هشا فطمحنا فيه فحفرنا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه