بحار الأنوار ج11

قال الصدوق رحمه الله : هذا الحديث عجيب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع
نصبه وبغضه وعداوته لاهل البيت عليهم السلام .(1)
ج : مرسلا مثله .(2)
بيان : أقول ما ذكره في خطيئة آدم عليه السلام قريب مما ذكره بعض العامة من أنه
تعالى أشار لهما حين نها هما إلى شجرة واحدة ، وكان المراد نوع تلك الشجرة ، فوسوس إليهما
الشيطان أن المراد كان ذلك الشخص من الشجرة فقبلا ذلك منه ، وهذا مثل ماورد في
الخبر السابق في مخالقة الاصول ، والتوجيه مشترك ، ولعل ذكر هذا الوجه لبيان علة
ارتكاب ترك الاولى ، لاأن يكون جوابا مستقلا ، والضمير في قوله :(عن الاكل
منها)راجع إلى غيرها ، ويحتمل أن يكون راجعا إلى هذه الشجرة بأن يكون الاستثناء
منقطعا ، أي ليست هذه الشجرة منهية ، با هي سبب لكونكما ملكين أو خالدين إذا
أكلتما منها ، وقال الجوهري : يقال في المدح : لله دره أي عمله . وقال الشيخ الرضي
رضي الله عنه : الدر في الاصل مايدر ، أي ينزل من الضرع من اللبن ، ومن الغيم من
المطر ، وهو ههنا كناية عن فعل الممدوح الصادر عنه ، وإنما نسب فعله إليه تعالى
قصدا للتعجب ، وأن الله منشئ العجائب ، فكل شئ عظيم يريدون التعجب منه ينسبونه
إليه تعالى نحوقولهم : لله أنت ، ولله أبوك ، فمعنى لله دره ، ما أعجب فعله .
قوله تعالى : " وظنوا أنهم قد كذبوا " قال الشيخ أمين الدين الطبرسي : قرأ أهل
الكوفة وأبوجعفر " كذبوا " بالتخفيف وهي قراء‌ة علي وزين العابدين ومحمد بن علي و
جعفر بن محمد عليهم السلام وزيد بن علي وابن عباس وابن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة و
الضحاك والاعمش ، قرأ البالقون " كذبوا " بالتشديد وهي قراء‌ة عائشة والحسن وعطاء
والزهري وقتادة ، ثم قال : والمعنى : إنا أخرناالعقاب عن الامم السالفة المكذبة لرسلنا
كما أخرناه عن امتك يا محمد حتى إذا بلغوا إلى حالة يأس الرسل عن إيمانهم ، و
تحقق يأسهم بإخبار الله تعالى إياهم " وظنوا أنهم قد كذبوا " أي تيقن الرسل أن


(1)عيون الاخبار : 108 - 114 . م
(2)الاحتجاج : 233 - 237 مع اختلاف بينهما . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه