بحار الأنوار ج90


24(باب) (علة الابطاء في الاجابة والنهى عن الفتور في

الدعاء والامر بالتثبت والالحاح فيه)

الايات : يونس : ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم
أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقائنا في طغيانهم يعمهون(1).
1 ب : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك
إني قد سألت الله تبارك وتعالى حاجة منذر كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها
شئ فقال : يا أحمد إياك والشيطان أن يكون له عليك سبيلا حتى يعرضك إن
أبا جعفر صلوات الله عليه كان يقول : إن المؤمن يسأل الله الحاجة فيؤخر عنه تعجيل
حاجته حبا لصوته ، واستمال نحيبه ثم قال : والله لما أخر الله عن المؤمنين مما
يطلبون في هذه الدنيا خيرلهم مما عجل لهم منها ، وأي شئ الدنيا ؟ إن أبا جعفر
كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة ، ليس
إذا ابتلى فتر ، فلا تمل الدعاء فانهمن الله تبارك وتعالى بمكان ، وعليك بالصدق وطلب الحلال ، وصلة الرحم ، وإياك ومكاشفة الرجال ، إنا أهل بيت نصل من قطعنا
ونحسن إلى من أساء إلينا ، فنرى والله في الدناى في ذلك العاقبة الحسنة إن صاحب

النعمة في الدنيا إذا سأل فاعطي ، طلب غير الذي سأل ، وصغرت النعمة في
عينه فلا يمتنع من شئ اعطي وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق
والذي يجب عليه وما يخاف من الفتنة .
فقال لي : أخبرني عنك لو أني قلت قولا كنت تثق به مني ؟ قلت له : جعلت
فداك وإذا لم أثق بقولك فبمن أثق وأنت حجة الله تبارك وتعالى على خلقه ؟ قال :
فكن بالله أوثق فانك على موعد من الله أليس الله تبارك وتعالى يقول : وإذا سألك


(1)يونس : 11 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه