بحار الأنوار ج13

مخذولا وصرت ذليلا ، ولا تعتذر إلى من لا يحب أن يقبل لك عذرا ، ولا يرى لك
حقا ، ولا تستعن في امورك إلا بمن يحب أن يتخذ في قضاء حاجتك أجرا ،(1)
فإنه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه ، لانه بعد نجاحها لك كان
ربحا في الدنيا الفانية ، وحظا وذخرا له في الدار الباقية ، فيجتهد في قضائها لك ، وليكن
إخوانك وأصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على امورك أهل المروة والكفاف
والثروة والعقل والعفاف ، الذين إن نفعتهم شكروك ، وإن غبت عن جيرتهم ذكروك .(2)
ايضاح : لا تطلب من الامر مدبرا أي الامر الذي لم يتهيأ أسبابه ويبعد
حصوله ، أو امور الدنيا فإن كلها مدبرة فانية . وقال الفيروزآبادي : أزرى بأخيه :
أدخل عليه عيبا أو أمرا يريد أن يلبس عليه ، به وبالامر : تهاون .
13 - ص : بهذا الاسناد عن الصادق عليه السلام قال : قال لقمان : يا بني إن تأدبت
صغيرا انتفعت به كبيرا ، ومن عنى بالادب اهتم به ، ومن اهتم به تكلف علمه ، ومن
تكلف علمه اشتد له طلبه ، ومن اشتد له طلبه أدرك به منفعة فاتخذه عادة ، وإياك والكسل
منه والطلب بغيره ، وإن غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الآخرة ، وإنه إن فاتك طلب
العلم فإنك لن تجد تضييعا أشد من تركه ، يا بني استصلح الاهلين والاخوان من أهل
العلم إن استقاموا لك على الوفاء ، واحذرهم عند انصراف الحال بهم عنك ، فإن عداوتهم
أشد مضرة من عداوة الاباعد لتصديق الناس إياهم لاطلاعهم عليك .(3)
14 - ص : بالاسناد المتقدم عن الصادق عليه السلام قال : قال لقمان : يا بني إياك
والضجر(4)وسوء الخلق وقلة الصبر فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب ، وألزم نفسك
التؤدة(5)في امورك ، وصبر(6)على مؤونات الاخوان نفسك ، وحسن مع جميع الناس


(1)أى أجرا اخرويا .
(2)قصص الانبياء مخطوط . قوله(عن جيرتهم)أى من جوارهم ، وفى نسخة : عن حيرتهم ،
والحير : الحمى .
(3)قصص الانبياء مخطوط .
(4)الضجر : ضيق النفس والقلق من غم .
(5)التؤدة : الرزانة والتأنى .
(6)صبره : طلب منه أن يصبر . أمره بالصير .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه