بحار الأنوار ج2

محمد : أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم 14
النجم : إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاء‌هم من ربهم الهدى 23
1 - نهج ، ج : روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال : ترد على أحدهم القضية
في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها
بخلاف قوله ، ثم تجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقضاهم فيصوب آراء‌هم جميعا
وإلههم واحد ، وكتابهم واحد ، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه
فعصوه ؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ؟ أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا
وعليه أن يرضى ؟ أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه واله عن تبليغه وأدائه ؟ والله سبحانه
يقول : ما فرطنا في الكتاب من شئ . وفيه تبيان كل شئ ، وذكر أن الكتاب يصدق
بعضه بعضا وأنه لااختلاف فيه فقال سبحانه : ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا . وإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفني عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف
الظلمات إلابه .
بيان : هذا تشنيع على من يحكم برأيه وعقله من غير رجوع إلى الكتاب والسنة و
إلى أئمة الهدى عليهم السلام فإن هذا إنما يكون إما بإله آخر بعثهم أنبياء وأمرهم
بعدم الرجوع إلى هذا النبي المبعوث وأوصيائه عليهم السلام ، أو بأن يكون الله شرك بينهم و
بين النبي صلى الله عليه واله في النبوة ، أو بأن لا يكون الله عزوجل بين لرسوله صلى الله عليه واله جميع ما يحتاج
إليه الامة ، أو بأن بينه له لكن النبي قصر في تبليغ ذلك ولم يترك بين الامة أحدا
يعلم جميع ذلك ، وقد أشار عليه السلام إلى بطلان جميع تلك الصور ، فلم يبق إلا أن يكون بين
الامة من يعرف جميع ذلك ويلزمهم الرجوع إليه في جميع أحكامهم .
وأما الاختلاف الناشئ من الجمع بين الاخبار بوجوه مختلفة أو العمل بالاخبار
المتعارضة باختلاف المرجحات التي تظهر لكل عالم بعد بذل جهدهم وعذم تقصيرهم
فليس من ذلك في شئ ، وقد عرفت ذلك في باب اختلاف الاخبار ، ويندفع بذلك إذا
أمعنت النظر كثير من التشنيعات التي شنعها بعض المتأخرين على أجلة العلماء الاخيار .
2 - ج : روي أن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال : إن أبغض الخلائق إلى الله

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه