بحار الأنوار ج81

فثم رضى الله أي الوجه الذي يؤدي إلى رضوانه ، وفي المجمع (1)قيل معناه بأي
مكان تولوا فثم الله يعلم ويرى فادعوه كيف توجهتم قال : وقيل : نزلت في التطوع على
الراحلة حيث توجهت حال السفر ، وهو المروي عن أئمتنا عليهم السلام وفي الجوامع لم يقيد بحال
السفر ، قال : وهو مروي عنهم عليهم السلام ، ونحوه في التذكرة عن أبي عبدالله عليه السلام وفي المعتبر قد
استفاض النقل أنها في النافلة .
وفي المجمع (1)روي عن جابر أنه قال : بعث النبي سرية كنت فيها ، وأصابتنا
ظلمة فلم نعرف القبلة ، فقال طائفة منا : قد عرفنا القبلة هي ههنا قبل الشمال ، فصلوا
وخطوا خطوطا ، وقال بعضنا : القبلة ههنا قبل الجنوب فخطوا خطوطا فلما أصبحوا
وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة ، فلما رجعنا من سفرنا سألنا النبي
صلى الله عليه وآله عن ذلك ، فسكت ، فأنزل الله هذه الآية .
وذكر في الجوامع قريبا منه عن عامر بن ربيعة ، عن أبيه وسيأتي مايدل على
أنها نزلت في الخطاء في القبلة وفي قبلة المتحير ، وقال الصدوق في الفقيه : ونزلت هذه
الاية في قبلة المتحير ذكر ذلك بعد نقل صحيحة معاوية (2)فيحتمل أن يكون من
الخبر ومن كلامه ، ولو كان من كلامه أيضا فالظاهر أنه لا يقول إلا عن رواية ، وروى
الشيخ في التهذيب (3)عن محمد بن الحصين قال : كتبت إلى عبد صالح : الرجل يصلي في
يوم غيم في فلاة من الارض ، ولا يعرف القبلة فيصلي حتى إذا فرغ من صلاته بدت له
الشمس فاذا هو قد صلى لغير القبلة ، أيعتد بصلاته أم يعيدها ؟ فكتب يعيدها مالم يفته
الوقت ، أو لم تعلم أن الله يقول وقوله الحق فأينما تولوا فثم وجه الله .
وقال الشيخ في النهاية ، بعد نقل الاية : وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : هذا
في النوافل خاصة في حال السفر انتهى .
وقد تحمل على النافلة والفريضة في الجملة جمعا بين الروايات ، ومراعاة لعموم


(1)مجمع البيان ج 1 ص 191 .
(2)الفقيه ج 1 ص 179 .
(3)التهذيب ج 1 ص 147 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه