بحار الأنوار ج41

وروي أن عمروا قال : ما أكرمك قرنا !
الطبري والثعلبي قال علي عليه السلام : يا عمرو إنك كنت في الجاهلية تقول :
لا يدعوني أحد إلى ثلاثة إلا قبلتها أو واحدة منها ، قال : أجل ، قال : فإني أدعوك
إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تسلم لرب العالمين ، قال : أخر
عني هذه ، قال : أما إنها خير لك لو أخذتها ، ثم قال : ترجع من حيث جئت
قال : لا تحدث نساء قريش بهذا أبدا ، قال : تنزل تقاتلني ، فضحك عمرو وقال : ما
كنت أظن أحدا من العرب يرومني عليها ، وإني لاكره أن أقتل الرجل الكريم
مثلك ، وكان أبوك لي نديما ، قال : لكني أحب أن أقتلك ، قال : فتناوشا(1)
فضربه عمرو في الدرقة(2)فقدها ، وأثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه فشجه ،
وضربه علي على عاتقه فسقط ، وفي رواية حذيفة : ضربه على رجليه بالسيف من أسفل
فوقع على قفاه .
قال جابر : فثار بينهما قترة(3)فما رأيتهما ، وسمعت التكبير تحتها ، وانكشف
أصحابه حتى طفرت خيولهم الخندق ، وتبادر المسلمون يكبرون ، فوجدوه على
فرسه برجل واحدة يحارب عليا عليه السلام ورمى رجله نحو علي ، فخاف من هيبتها
رجلان ووقعا في الخندق ، وقال الطبري : ووجدوا نوفلا في الخندق فجعلوا
يرمونه بالحجارة ، فقال لهم : قتلة أجمل من هذه ، ينزل بعضكم لقتالي ، فنزل إلى
علي عليه السلام فطعنه في ترقوته بالسيف حتى أخرجه من مراقه ، ثم خرج منية بن
عثمان العبدري فانصرف ، ومات بمكة ، وروي : ولحق هبيرة فأعجزه ، فضرب
على قربوس سرجه وسقط درعه ، وفر عكرمة وضرار فأنشأ أمير المؤمنين عليه السلام
يقول :
وكانوا على الاسلام إلبا ثلاثة(4)* وقد فر من تحت الثلاثة واحد -


(1)أى تطاعنا .
(2)الدرقة - بالفتحات - : الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب .
(3)القترة : الغبرة .
(4)الالب : القوم تجمعهم عداوة واحدة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه