بحار الأنوار ج58

مختلفة ، بل يحكم بأن أمثال تلك الامور لايمكن أن تصدر إلا عن حكيم عليم
خبير قدير .
ثم أطال الكلام في الاعتراض على دلائلهم في إثبات تلك القوى وتعددها
تركناها مخالفة الاطناب والاسهاب .

(47 باب) (ما به قوام بدن الانسان وأجزائه وتشريح أعضائة

ومنافعها وما يترتب عليها من أحوال النفس)

1 - العلل : عن محمد بن شاذان(1)بن عثمان بن أحمد البراوذي ، عن محمدبن محمد بن
الحرث بن سفيان(2)السمر قندي . عن صالح بن سعيد الترمذي ، عن عبدالمنعم بن
إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه أنه وجد في التوراة صفة خلق آدم عليه السلام حين
خلقه الله عزوجل وابتدعه . قال الله تبارك وتعالى : إني خلقت آدم وركبت جسده
من أربعة أشياء ، ثم جعلتها وراثة في ولده تنمى في أجسادهم وينمون عليها إلى يوم
القيامة . وركبت جسده حين خلقته من رطب ويابس وسخن وبارد ، وذلك أني خلقته
من تراب وماء ، ثم جعلت فيه نفسا وروحا ، فيبوسة كل جسد من قبل التراب ، رطوبته
من قبل الماء ، وحرارته من قبل النفس ، وبرودته من قبل الروح . ثم خلقت في الجسد
بعد هذا الخلق الاول أربعة أنواع ، وهن ملاك الجسد وقوامه بإذني ، لا يقوم الجسد
الا بهن ، ولا تقوم منهن واحدة إلا بالاخرى ، منها المرة السوداء ، والمرة الصفراء ،
والدم ، والبلغم ، ثم اسكن بعض هذا الخلق في بعض ، فجعل مسكن اليبوسة في المرة


(1)في المصدر " محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان المرواذى " ولم نجد له ذكرا في كتب
الرجال من العامة والخاصة .
(2)في المصدر وبعض نسخ الكتاب سفين .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه