بحار الأنوار ج82

وقوله : وأزياف لزموها)الازياف جمع زيف ، وهو الدرهم الردى غير المسكوك
الذي لاينتفع به أحد ، شبه أفعالهم الردية وأقوالهم الشنيعة بالدرهم الزيف الذي
لايظهر في البقاع ، ولايشترى به متاع ، فلافعالهم الفضيحة وأقوالهم الشنيعة ، وذكرهم
الله تعالى في قوله :(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة)(1).
(والشهادات المكتومة)هي ماكتموا من فضائله ومناقبه التي ذكرها النبي صلى الله عليه وآله
وهي كثيرة جدا وغير محصورة عدا(والوصية المضيعة)هي قول النبي صلى الله عليه وآله
اوصيكم بأهل بيتي وآمركم بالتمسك بالثقلين ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على
الحوض ، وأمثال ذلك انتهى كلامه قدس سره .
قوله :(لان الضمير)لايخفى ما فيه إذ لامانع حينئذ من إرجاع الضمير
إلى الصنمين ، ولاريب في أن تأنيث الضماير أظهر ، لكن العلة معلولة ، قوله :(إلى
استيثار النبي صلى الله عليه وآله)الظاهر أن المراد بالاثر إما الخبر وآثار النبي صلى الله عليه وآله ولعله
حمل الاثر على الذي آثر الله ورسوله ، واختاره على غيره ، وهو بعيد لفظا ويحتمل
أن يكون في نسخته(وأثير)على فعيل . قوله :(الازياف جمع زيف)أقول : في بعض
النسخ بالراء المهملة جمع ريف بالكسر ، وهي أرض فيها زرع وخصب ، والسعة
في المأكل والمشرب ، وماقارب الماء من أرض العرب ، أو حيث الخضر والمياه و
الزروع ، ولايخفى مناسبة الكل .
ثم إنا بسطنا الكلام في مطاعنهما في كتاب الفتن ، وإنما ذكرنا هنا ما
أورده الكفعمي ليتذكر من يتلو الدعاء بعض مثالبهما لعنة الله عليهما وعلى من
يتولاهم .
6 - مهج الدعوات(2): ومن ذلك دعاء وجدناه بخط الرضي الموسوى
رضوان الله عليه نذكره بلفظه ، وتنظر المراد منه .
بسم الله الرحمن الرحيم وجدت في كتاب القاضي علي بن محمد الفزاري أيده الله


(1)النور : 39 .
(2)مهج الدعوات : 406

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه