بحار الأنوار ج75

عليه فقالت : إني محييك بتحية كنا نحيى بها فأصغى إليها ، فقالت : شكوتك
يدا افتقرت بعد غنى ، ولاطلتك(1)يدا استغنت بعد فقر ، وأصاب الله بمعروفك
مواضعه ، وقلدك المنن في أعناق الرجال ، ولا أزال الله عن عبد نعمة إلا جعلك
السبب لردها عليه والسلام . فقال اكتبوها في ديوان الحكمة .
وعن محمد بن علي الازدي البصري(2)رفعه إلى أبي شهاب قال : قد بلغني أن
عيسى بن مريم عليه السلام قال للدنيا : يا امرأة كم لك من زوج ؟ قالت : كثير ، قال :
فكلهم طلقك ، قالت : لا ، بل كلهم قتلت ، قال : هؤلاء الباقون لا يعتبرون
بإخوانهم الماضين كيف توردينهم المهالك واحدا واحدا فيكونوا منك على حذر ؟
قالت : لا .
وبلغنا(3)أن كلام الله تعالى الذي أنزله على بني إسرائيل إني أنا الله
لا إله إلا أنا ذوبكة مفقر الزناة ، وتارك تاركي الصلاة عراة .
وقال ابن عباس - ره -(4)خمس خصال تورث خمسة أشياء : ما فشت الفاحشة
في قوم قط إلا أخذهم الله بالموت ، وما طففت قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين ،
وما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وما جار قوم في الحكم إلا كان
القتل بينهم ، وما منع قوم الزكاة إلا سلط الله عليهم عدوهم .
وقال لقمان الحكيم لابنه في وصيته : يا بني أحثك على ست خصال ، ليس
منها خصلة إلا وهي تقربك إلى رضوان الله عزوجل ، وتباعدك من سخطه : الاولى
أن تعبدالله لا تشرك به شيئا ، والثانية الرضا بقدر الله فيما أحببت أو كرهت ،
والثالثة أن تحب في الله وتبغض في الله ، والرابعة أن تحب للناس ما تحب لنفسك
وتكره لهم ما تكره لنفسك ، والخامسة تكظم الغيظ وتحسن إلى من أساء إليك ،
والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى .


(1)في المصدر ولا ملكتك .(2)الكنز : ص 159 .
(3)المصدر : ص 271 .
(4)المصدر : ص 272 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه