بحار الأنوار ج89

2 ن(1)ع : المفسر باسناده إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام
قال : جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال : يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله
عزوجل :(الحمدلله رب العالمين)ما تفسيره ؟ فقال : لقد حدثني أبي ، عن
جدي ، عن الباقر ، عن زين العابدين ، عن أبيه عليهم السلام أن رجلا جاء إلى أميرالمؤمنين
عليه السلام فقال : أخبرني عن قول الله عزوجل :(الحمدلله رب العالمين)ما
تفسيره ؟ فقال :
(الحمدلله)هو أن عرف عباده بعض نعمه جملا ، إذ لا يقدرون على معرفة
جميعها بالتفصيل ، لانها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا :(الحمد
لله)على ما أنعم به علينا(رب العالمين)وهم الجماعات من كل مخلوق ، من
الجمادات والحيوانات ، فأما الحيوانات ، فهو يقلبها في قدرته ، ويغذوها من رزقه
ويحفظها بكنفه ، ويدبر كلا منها بمصلحته ، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته
يمسك المتصل منها أن يتهافت ، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ، ويمسك
السماء أن تقع على الارض إلا باذنه ، ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره
إنه بعباده لرؤف رحيم .
قال عليه السلام :(رب العالمين)مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم ، من
حيث هم يعلمون ، ومن حيث لا يعلمون ، والرزق مقسوم ، وهو يأتي ابن آدم
على أي سيرة سارها من الدنيا ، ليس تقوى متق بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه
وبيننا وبينه ستر ، وهو طالبه ، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه ، كما
يطلبه الموت ، فقال جل جلاله : قولوا :(الحمدلله)على ما أنعم به علينا وذكرنا
به من خير في كتب الاولين قبل أن نكون .
ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران عليه السلام


(1)عيون الاخبار ج 1 ص 282 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه