بحار الأنوار ج42

تترقبه ، وأرصدت له العقوبة أي أعدتها له ، ومرصد في بعض نسخ النهج بالفتح ، فالفاعل
هو الله تعالى أو نفسه عليه السلام كأنه أعد نفسه بالتوطين للتلاقي ، وفي بعضها بالكسر ،
فالمفعول نفسه أو ما ينبغي إعداده وتهيئته ، ويوم التلاقي يوم القيامة ، ويحتمل
شموله للرجعة أيضا . وقوله : " غدا " ظرف الافعال الآتية ، ويحتمل تلك الفقرات
وجوها من التأويل :
الاول أن يكون المعنى : بعد أن افارقكم يتولى بنو امية وغيرهم أمركم
ترون وتعرفون فضل أيام خلافتي ، وأني كنت على الحق ، ويكشف الله لكم عن
سرائري ، أي أني ما أردت في حروبي وسائر ما أمرتكم به إلا الله تعالى ، أو ينكشف
بعض حسناتي المروية إليكم وكنت أسترها عنكم وعن غيركم ، وتعرفون عدلي و
قدري بعد قيام غيري مقامي بالخلافة .
الثاني أن يكون المراد بقوله : " غدا " أيام الرجعة والقيامة ، فإن فيهما
تظهر شوكته ورفعته ونفاذ حكمه في عالم الملك والملكوت ، فهو عليه السلام في الرجعة
ولي الانتقام من المنافقين والكفار ، وممكن المتقين والاخيار في الاصقاع و
الاقطار ، وفي القيامة إلى الحساب وقسيم الجنة والنار ، فالمراد بخلو مكانه
خلو قبره عن جسده بحسب ما يظنه الناس في الرجعة ، ونزوله عن منبر الوسيلة
وقيامه على شفير جهنم ، يقول للنار : خذي هذا واتركي هذا في القيامة .
ثم اعلم أن في أكثر نسخ الكافي " وقيامي غير مقامي " وهو أنسب بهذا المعنى
وعلى الاول يحتاج إلى تكلف كأن يكون المراد قيامه عندالله تعالى في السماوات
وتحت العرش وفي الجنان في الغرفات وفي دار السلام ، كما دلت عليه الروايات ،
وفي نسخ النهج وبعض نسخ الكافي " وقيام غيري مقامي " فهو بالاول أنسب ، وعلى
الاخير لا يستقيم إلا بتكلف كأن يكون المراد بالغير القائم عليه السلام فإنه إمام زمان في
الرجعة ، وقيام الرسول صلى الله عليه واله مقامه للمخاصمة في القيامة ، كذا خطر بالبال ، و
إن ذكرا مجملا منه بعض المعاصرين في مؤلفاتهم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه