بحار الأنوار ج60

وقيل : المراد بالجن إبليس وذريته وأعوانه . " أكثرهم بهم مؤمنون " مصدقون
بالشياطين مطيعون لهم(1).
وقال في قوله تعالى : " فحق عليهم القول(2)" أي كلمة العذاب " في امم "
أي مع امم " قد خلت من قبلهم من الجن والانس " على مثل حالهم واعتقادهم .
قال قتادة : قال الحسن : الجن لا يموتون ، فقلت : " اولئك الذين حق عليهم
القول في امم " الآية تدل على خلافه(3).
قوله تعالى : " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " قال الرازي في كيفية هذه
الواقعة قولان : الاول : قال سعيد بن جبير : كانت الجن تستمع فلما رجموا قالوا :
هذا الذي حدث في السماء إنما حدث لشئ حدث في الارض ، فذهبوا يطلبون السبب .
وكان قد اتفق أن النبي صلى الله عليه وآله لما آيس من أهل مكة أن يجيبوه خرج إلى
الطائف ليدعوهم إلى الاسلام ، فلما انصرف إلى وكان ببطن نخلة(4)أقام به
يقرأ القرآن ، فمر به نفر من أشراف جن نصيبين كان ابليس بعثهم ليعرف(5)السبب
الذي أوجب حراسة السماء بالرجم فتسمعوا(6)القرآن وعرفوا أن ذلك السبب .
الثاني : أن الله أمر رسوله أن ينذر الجن ويدعوهم إلى الله تعالى ويقرأ عليهم
القرآن ، فصرف الله تعالى إليه نفرا من الجن ليسمعوا(7)القرآن وينذروا قومهم .


(1)مجمع البيان 8 : 395 .
(2)هكذا في النسخ المطبوعة ، والمخطوطة خيالة عنه ، والصحيح : حق عليهمكما
في المصحف الشريف .
(3)مجمع البيان 9 : 78 .
(4)في المصدر : قام يقرأ القرآن في صلاة الفجر .
(5)في المصدر : ليعرفوا .
(6)في النسخة المطبوعة بتبريز : فتستمعواوفى المصدر : فسمعوا القرآن
وعرفوا ان ذلك هو السبب .
(7)في المصدر : ليستمعوا منه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه