بحار الأنوار ج59

غير مغسول وليس يخرج شي ء من الدنيا إلا بجنابة . فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت
أمراضهم .
وقال : مر أخي عيسى بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ، ووجوهم منتفخة
فشكوا إليه ، فقال : أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلى الريح في الصدور حتى تبلغ
إلى الفم فلا يكون لها مخرج فترج إلى اصول الاسنان فيفسد الوجه ، فإذا نمتم
فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقا . ففعلوا فذهب ذلك عنهم(1).
7 - الطب : روي عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : ضربت على أسناني
فجعلت عليها السعد . وقال : خل الخمر يشد اللثة . وقال : تأخذ حنظلة وتقشرها
وتستخرج دهنها ، فإن كان الضرس مأكولا متحفرا تقطر فيه قطرتين(2)من الدهن .
واجعل منه في قطنة ، واجعلها في اذنك التي تلي الضرس ثلاث ليال ، فإنه يحسم ذلك
إنشاء الله تعالى(3).
بيان : في القانون : السعد أصل نبات يشبه الكراث والزرع أيضا ، إلا أنه
أدق وأطول في أكثر البلدان ، إلا أن الجيد منه هو الكوفي ، ينفع من عفن الانف
والفم والقلاع واسترخآء اللثة - انتهى - .
وقيل : المراد بخل الخمر هو ما جعل بالعلاج خلا أو كل خل كان أصله
خمرا ، إن أمكن الاستحالة خلا بدون الاستحالة خمرا ، كما يدعى ذلك كثيرا . قال
في القاموس : الخل ما حمض من عصير العنب وغيره ، وأجوده خل الخمر ، مركب
من جوهرين : حار وبارد ، نافع للمعدة واللثة والقروح الخبيثة والحكة ونهش
الهوام وأكل الافيون وحرق النار وأوجاع الاسنان ، وبخار حاره للاستسقاء
وعسر السمع والدوي والطنين - انتهى - .
والظاهر أن المراد بخل الخمر خل خمر العنب ، فإن الخمر تطلق غالبا


(1)علل الشرائع : ج 2 ، 262 .
(2)في المصدر : قطرتان وعليه فالفعل مبنى للمفعول .
(3)طب الائمة : 24 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه