بحار الأنوار ج23

ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى وابن
أبي الخطاب والنهدي وإبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن محبوب عن مقاتل مثله(1).
بيان : لعله عليه السلام غير الاسلوب من أوصى إلى دفع ، بالنسبة إلى أرباب
الشرائع للاشارة إلى أنهم عليهم السلام لم يكونوا نوابا عمن تقدمهم ، ولا حافظين لشريعتهم
وأما التعبير بالدفع في الائمة عليهم السلام فلعله للمشاكلة ، أو لتعظيمهم بجعلهم بمنزلة
اولي العزم من الرسل ، أو لان الدفع لم يكن عند الوصية ، أو لاختلاف الوصية
بالنبوة والامامة ، ويمكن أو يقال : التعبير بالدفع ليس لكون المدفوع إليه
صاحب شريعة مبتداه ، بل لبيان عظم شأن المدفوع إليه وكونه إماما ، والامامة
تختص باولي العزم وأئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين كما سيأتي في الاخبار ، ثم
إن الخبر يدل على بقاء يحيى بعد زكريا عليه السلام خلافا للمشهور ، وينافي بعض
الاخبار الدالة على موت يحيى قبل عيسى ، كما مر ، وربما قيل بتعدد يحيى بن
زكريا ، ولا يخفى بعده ، وقد مر بعض القول فيه .
2 - شى : عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : لما قرب ابنا آدم القربان فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من
الآخر ، قال : تقبل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل ، دخله من ذلك حسد
شديد ، وبغى على هابيل ، ولم يزل يرصده ، ويتبع خلوته حتى ظفر به متنحيا
عن آدم ، فوثب عليه فقتله ، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله في كتابه مما كان بينهما
من المحاورة قبل أن يقتله ، قال : فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا
ودخله حزن شديد ، قال : فشكى إلى الله ذلك ، فأوحى الله إليه أني واهب لك
ذكرا يكون خلفا لك من هابيل ، قال : فولدت حوا غلاما زكيا مباركا ، فلما
كان يوم السابع سماه آدم شيث ، فأوحى الله إلى آدم إنما هذا الغلام هبة مني
لك ، فسمه هبة الله ، قال : فسماه هبة الله .


(1)اكمال الدين : 122 : فيه : واحدا بعد واحدوفيه فالمقبل عليك كالمقيم
معىوتقدم في كتاب النبوة ذكر الاوصياء باسامى اخر . راجع ج 11 : 265 و 266 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه