بحار الأنوار ج21

النقاق ، وقيل : حزازة في قلوبهم ، وقيل : حسرة يترددون فيها(1)" إلا أن
تقطع قلوبهم " أي إلا أن يموتوا ، وقيل : إلا أن يتوبوا توبة تنقطع بها قلوبهم
ندما وأسفا على تقريطهم " والله عليم " بنيتهم في بناء المسجد " حكيم " في أمره
بنقضه(2).
1 - فس : قوله : " الذين(3)اتخذوا مسجد ضرارا وكفرا " فإنه كان
سبب نزولها أنه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، فقالوا : يا رسول الله !
أتأذن لنا فنبني مسجدا في بني سالم للعليل والليلة المطيرة والشيخ الفاني ؟ فأذن
لهم رسول الله صلى الله عليه واله وهو على الخروج إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله لو أتينا
فصليت فيه ، قال : أنا على جناح الطير(4)فإذا وافيت إنشاء الله أتيته فصليت فيه
فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه واله من تبوك نزلت عليه هذه الآية في شأن المسجد وأبي عامر
الراهب ، وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله أنهم يبنون ذلك للصلاح والحسنى
فأنزل الله على رسوله " والذين اتخذوا مسجدا " إلى قوله تعالى : " وإرصادا لمن
حارب الله ورسوله من قبل " يعني أبا عامر الراهب ، كان يأتيهم فيذكر رسول الله
وأصحابه ، قوله : " لمسجد أسس على التقوى " يعني مسجد قباء قوله : " فيه رجال
يحبون أن يتطهروا " قال : كانوا يتطهرون بالماء ، وفي رواية أبي الجارود ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : مسجد الضرار ، الذي أسس على شفا جرف هار فانهار به في
نار جهنم ، قوله : " إلا أن تقطع قلوبهم " " إلا " في موضع " حتى(5)" فبعث
رسول الله صلى الله عليه و اله مالك بن دخشم الخزاعي وعامر بن عدي أخابني عمرو بن عوف
على أن يهدموه و يحرقوه ، فجاه مالك فقال لعامر : انتظرني حتى أخرج نارا من
منزلي ، فدخل وجاء بنار وأشعل(6)في سعف النخل ثم أشعله في المسجد فتفرقوا


(1)في المصدر : حسرة في قلوبهم يترددون فيها .
(2)مجمع البيان 5 : 72 - 74(3)في المصدر : والذين .
(4)هكذا في النسخ ، ولعله مصحف : انى على جناح السفر .
(5)زاد في المصدر : يعنى حتى ينقطع قلوبهم والله عليم حكيم .
(6)في المصدر : واشتعل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه