بحار الأنوار ج14

للصلاة ، ثم قام فصلى فلما فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم ، وذلك قول الله عزوجل
" ووهبنا لداود سليمان " إلى قوله : " فطفق مسحا بالسوق والاعناق " وقد أخرجت هذا
الحديث مسندا في كتاب الفوائد انتهى .(1)
وقال الطبرسي رحمه الله : " الصافنات " : الخيل الواقفة على ثلاث قوائم ، الواضعة
أطراف السنبك(2)الرابع على الارض " الجياد " : السريعة المشي ، الواسعة الخطو ، قال
مقاتل : إنه ورث من أبيه ألف فرس ، وكان أبوه قد أصاب ذلك من العمالقة ، وقال الكلبي
غزا سليمان دمشق ونصيبين فأصاب ألف فرس ، وقال الحسن : كانت خيلا خرجت من
البحر لها أجنحة ، وقال : المراد بالخير الخيل هنا ، فإن العرب تسمي الخيل الخير ،
وقيل : معناه حب المال ، وكان سليمان عليه السلام قد صلى الصلاة الاولى وقعد على كرسيه
والخيل تعرض عليه حتى غابت الشمس .
وفي روايات أصحابنا أنه فاته أول الوقت ، وقال الجبائي : لم يفته الفرض ، و
إنما فاته نفل كان يفعله آخر النهار لاشتغاله بالخيل ، وقيل : إن ذكر ربي كناية عن
كتاب التوراة انتهى .(3)
ولنذكر بعض ما ذكر من وجوه التأويل في تلك الآيات : قال السيد المرتضى
قدس الله روحه : ظاهر الآية لا يدل على إضافة قبيح إلى النبي ، والرواية إذا كانت مخالفة
لما تقتضيه الادلة لا يلتفت إليها لو كانت قوية ظاهرة ، فكيف إذا كانت ضعيفة واهية ؟ ! والذي
يدل على ما ذكرناه على سبيل الجملة أن الله تعالى ابتدأ الآية بمدحه والثناء عليه ، فقال :
" نعم العبد إنه أواب " وليس يجوز أن يثني عليه بهذا الثناء ثم يتبعه من غير فصل بإضافة
القبيح إليه ، وأنه تلهى بعرض الخيل عن فعل المفروض عليه من الصلاة ، والذي يقتضيه
الظاهر أن حبه للخيل وشغفه بها كان عن إذن ربه وأمره وبتذكيره إياه ، لان الله
تعالى قد أمرنا بارتباط الخيل وإعدادها لمحاربة الاعداء ، فلاينكر أن يكون سليمان عليه السلام
مأمورا بمثل ذلك انتهى .(4)
(1)من لايحضره الفقيه : 53 .
(2)السنبك : طرف الحافر .
(3)مجمع البيان 8 : 474 475 .
(4)تنزيه الانبياء : 93 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه