بحار الأنوار ج28

الروايات أكثر ، فلا يصلح ما دلت على أنه صلى الله عليه وآله صلى وسلم خلف أبي بكر معارضة لها
ولو سلمنا كونها صالحة للمعارضة لها فاذا تعارضتا تساقطتا ، فبقي ما رواه أصحابنا سليما
عن معارض ، وقد صرح الثقات عندهم من أرباب السير كصاحب الكامل وغيره بأنه
كان يصلى بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكفاك شاهدا على بطلانه اعتراف قاضي القضاة
الذي يتشبث بكل رطب ويابس ، فلو لا أنه راى القول بذلك فظيعا ظاهر البطلان
لما فاته التمسك به .
فظهر أن ما ذكره المتعصبون من متأخريهم كصاحب المواقف وشارحه و
الشارح الجديد للتجريد من أنه صلى الله عليه وآله صلى خلفه ، وان الروايات الصحيحة متعاضدة
على ذلك ، إنما نشأ من فرط الجهل والطغيان في العصبية ، ولقد أحال السيد(1)
حيث اورد في بيان تعاضد الروايات الصحيحة روايتين مجهولتين غير مسندتين إلى
اصل او كتاب قال : روى عن ابن عباس انه قال : لم يصل النبي صلى الله عليه وأله خلف احد
من امته إلا خلف ابى بكر ، وصلى خلف عبدالرحمن بن عوف في سفر ركعة
واحدة .
قال : وروى عن رافع بن عمرو بن عبيد ، عن أبيه أنه قال : لما ثقل
النبى صلى الله عليه وآله عن الخروج أمر أبابكر أن يقوم مقامه فكان يصلي بالناس ، وربما
خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما دخل أبوبكر في الصلاة فصلى خلفه ولم يصل خلف أحد
غيره ، إلا أنه صلى خلف عبدالرحمن بن عوف ركعة واحدة في سفر .
ثم ذكر رواية أنس الدالة على أنه رفع الستر فنظر إلى صلاتهم وتبسم كما
سبق ثم قال : وأما ما روى البخاري عن عروة عن أبيه عن عائشة وذكر الرواية
السابقة(2)إلى قولها فكان أبوبكر يصلى بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله والناس يصلون
بصلاة أبي بكر ثم فسره فقال : أي بتكبيره ، وجمع بينها وبين الخبرين السابقين


(1)يعنى السيد الشريف الجرجانى شارح المواقف المتوفى 816 .
(2)راجع الرواية تحت الرقم 14 و 15 ص 143(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه