بحار الأنوار ج26

8 - ير : عباد بن سليمان عن محمدبن سليمان عن أبيه عن سدير قال : كنت
أنا وأبوبصير ويحيى البزاز وداود بن كثير الرقي في مجلس أبي عبدالله عليه السلام
إذ خرج إلينا وهو مغضب فيما أخذ مجلسه قال : يا عجباه لاقوام يزعمون أنا نعلم
الغيب ما يعلم الغيب إلا الله ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت
في أي بيوت الدار هي .
قال سدير : فلما أن قام عن مجلسه وصار في منزله وأعلمت دخلت أنا وأبوبصير
وميسر وقلنا له : جعلنا الله فداك سمعناك أنت تقول كذا وكذا في أمر خادمتك ، ونحن
نزعم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب .
قال : فقال لي : يا سدير ألم تقرأ القرآن ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فهل وجدت
فيما قرأت من كتاب الله " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد
إليك طرفك "(1)؟ قال : قلت : جعلت فداك قد قرأت ، قال : فهل عرفت الرجل ؟
وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال : قلت : فأخبرني أفهم قال : قدر قطرة
الثلج في البحر(2)الاخضر ، فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال : قلت : جعلت فداك
ما أقل هذا ؟
قال : فقال لي : يا سدير ما أكثر هذا لمن ينسبه الله(3)إلى العلم الذي اخبرك
به ، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل : " قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب "(4)قال : قلت : قد قرأته جعلت فداك ، قال :
فمن عنده علم من الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب ؟ قال : لا ، بل من عنده علم
الكتاب كله ، قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب والله كله عندنا ، علم
الكتاب والله كله عندنا .(5)


(1)النمل : 40 .
(2)في نسخة : قدر قطرة الماء في البحر .
(3)في نسخة : ان ينسبه الله .
(4)الرعد : 43 .
(5)بصائر الدرجات : 63 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه