بحار الأنوار ج96

أنت بذنبك ههنا غفرله(1).
37 - وعن علي عليه السلام انه قال : أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي
بيتا في الارض تعبدني فيه فضاق به ذرعا فبعث عليه السكينة وهي ريح لها رأسان
يتبع أحدهما صاحبه ، فدارت على اس البيت الذي بنته الملائكة فوضع إبراهيم البناء
على كل شئ استقرت عليه السكينة ، وكان إبراهيم عليه السلام يبني وإسماعيل يناوله
الحجارة ويرفع القواعد ، فلما صار إلى مكان الركن الاسود قال إبراهيم لا سماعيل
عليهما السلام : أعطني حجرا لهذا الموضع فلم يجده قال : اذهب فاطلبه فذهب ليأتيه
به ، فأتاه جبرئيل عليه السلام بالحجر الاسود فجاء إسماعيل وقد وضعه موضعه فقال :
من جاء‌ك بهذا ؟ فقال : من لم يتكل على بنائك ، فمكث البيت حينا فانهدم فبنته
العمالقة ، ثم مكث حينا فانهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه واله
يومئذ غلام قد نشأ على الطهارة وأخلاق الانبياء ، فكانوا يدعونه الامين ، فلما
انتهوا إلى موضع الحجر أراد كل بطن من قريش أن يلي رفعه ووضعه موضعه
فاختلفوا في ذلك ثم اتفقوا على أن يحكموا في ذلك أول من يطلع عليهم ، وكان
ذلك رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا : هذا الامين قد طلع وأخبروه بالخبر ، فانتزع صلى الله عليه واله إزازه
ودعا بثوب فوضع الحجر فيه فقال : يأخذ من كل بطن من قريش رجل بحاشية
الثوب فارفعوه معا ، فأعجبهم ما حكم به وأرضاهم وفعلوا حتى إذا صار إلى موضعه
وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه واله(2).
38 - قال أبوجعفر عليه السلام والحجر كالميثاق واستلامه كالبيعة ، وكان اذا
استلمه قال : اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ليشهد لي عندك بالبلاغ ونظر عليه السلام
إلى ناس يطوفون وينصرفون فقال : والله لقد امروا مع هذا بغيره ، قيل : وما
امروابه يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : امروا إذا فرغوا من طوافهم أن يعرضوا
علينا أنفسهم(3).


(1)دعائم السلام ج 1 ص 291 بتفاوت يسير .
(2)المصدر السابق ج 1 ص 292 .
(3)نفس المصدر ج 1 ص 293 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه