بحار الأنوار ج84

أو الاولى الخوف من مقامه تعالى ، والثانية من النفس الامارة بالسوء ، والشيطان
ولذا قال في الثاني لك اي خشية منهما لوجهك ، أويكون أحدهما الخوف من النيران
والاخرى من الحرمان والهجران ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : هبني اصبر على نارك
فكيف اصبر على فراقك .
في لقائك اي عند الموت أو الاعم منه ومن البعث على صالح ما أعطيتني
كالمال والولد والاهل اي أعني على حفظهم وتربيتهم وإصلاحهم .
لا أجل له دون لقائك اي لا يكون له غاية ونهاية قبل الموت أو البعث ، و
ربما يوهم جواز سلبه بعدهما ، فيمكن أن يقال : لما كان سلب الايمان بعد الموت
ممتنعا طلب عدم مفارقته قبله لعدم الحاجة إلى طلب عدم مفارقته بعده أو يقال : إن
الايمان الدنيوى يزول عند الموت ويتبدل بايمان أقوى منه غالبا ولذا مدح أمير
المؤمنين عليه السلام نفسه بقوله : لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ، فيكون جريانه على لسانهم
عليهم السلام على سبيل التنزل والتواضع .
ويحتمل أن يكون من قبيل الاستثناء لتأكيد العموم كمافي قوله : غير أن
سيوفهم اي لا يكون له أجل إلا اللقاء ، وهو لا يكون أجلا بل يكون مؤكدا ، و
هو قريب من الاول ، ويشهد لهما ما بعده من الفقرات ، ويحتمل على بعد أن
يكون معنى لا أجل له عند لقائك : اي عند الاشراف عليه في وقت الاحتضار ، فان
السلب يكون غالبا في هذا الوقت ، لتشكيك الشياطين ، ولذا يستعاذ من العديلة
عند الموت .
وكفلين أي ضعفين أونصيبين ، والفشل الجبن والضعف ، والقود بالتحريك
القصاص ذكره الجوهري ، وقال : قتل فلان صبرا إذا حبس على القتل حتى يقتل ، و
قال : يقال : هضمت الشئ كسرته ، ويقال : هضمه حقه واهتضمه إذا ظلمه وكسر
عليه حقه ، والموت شرقا هو أن تقف اللقمة أو الماء في حلقه حتى يموت ، قال
الجوهري : رصصت الشئ ارصه رصا أي ألصقت بعضه ببعض ، ومنه بنيان مرصوص (1)


(1)الصف : 4 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه