بحار الأنوار ج3

ويحتمل أن يكون المراد بها أولا أيضاالامتداد فيكون مجرورا أي بلا امتداد
زماني ، ويحتمل أن يكون المراد بها ثانيا أيضا النهاية ، أي كل ما توهمت أنه غاية
له فهو موجود بعده ، ولا ينتهي إليه وجوده فكل غاية أي امتداد أو نهاية ينقطع عنه
لوجوده تعالى قبله وبعده فهو منتهى كل غاية أي بعدها . أو هو علة لها وإليه ينتهي
وجودها ، فكيف تكون غاية له ؟ ويحتمل أن يكون المراد بالغايات نهايات أفكار العارفين
فإنها منقطعه عنه لا تصل إليه ، وبكونه منتهى كل غاية أنه منتهى رغبات الخلائق و
حاجاتهم ، ويمكن أن يحمل الغاية في الاخيرتين على العلة الغائية أيضا ، والله يعلم .
2 - مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، ابن ابن اذينة ،
عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان(1)قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام - وقد سئل عن قوله
عزوجل : " هو الاول والآخر " - فقال : الاول لا عن الاول قبله ولا عن بدء سبقه ، وآخر لا
عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين ، ولكن قديم أول آخر ، لم يزل ولا يزال
بلا بدء ولا نهاية ، لا يقع عليه الحدوث ، ولا يحول من حال إلى حال ، خالق كل شئ .
بيان : لا عن أول قبله أي لا مبتدء عن أول يكون قبله زمانا ولا عن بدء على
وزن فعل ، أوبدئ على وزن فعيل أي مبتدأ سبقه رتبة بالعلية وقوله : لا عن نهاية أي
لا معها مجازا . ويحتمل أن تكون " عن " تعليلية أي ليست آخريته بسبب أن له نهاية
بعد نهاية غيره . وقوله : لا يقع عليه الحدوث ناظر إلى الاول . وقوله عليه السلام : ولا يحول
من حال إلى حال ناظر إلى الآخر أي آخريته بأنه أبدي بجميع صفاته لا يعتريه
تغير في شئ من ذلك . وسيأتي تحقيقه في باب الاسماء
3 - ج : سأل نافع بن الازرق أبا جعفر عليه السلام قال : أخبرني عن الله عزوجل متى
كان ؟ فقال له : ويلك أخبرني أنت متى لم يكن حتى اخبرك متى كان ،(2)سبحان من


(1)بالباء الموحدة والالف والنون المخففة ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد والصادقين
عليهم السلام ، وظاهره كونه اماميا الا أنه مجهول .
(2)لان ما يصح أن يسئل عن وجوده " بمتى " يصح أن يسئل عن عدمه أيضا بذلك ، فما لا يصح
أن يسئل عن عدمه بمتى ، لا يصح أن يسئل عن وجوده أيضا بذلك . والله تبارك وتعالى حيث
لم يكن زمانيا - بل يكون وجوده أزليا غير مسبوق بالعدم وأبديا غير ملحوق به - فلا يصح أن يسئل
عن وجوده أو عدمه بمتى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه