بحار الأنوار ج13

الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب
إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث " وهو مثل ضربه .
فقال الرضا عليه السلام : فلا يدخل الجنة من البهائم إلا ثلاثة : حمارة بلعم ، وكلب
أصحاب الكهف ، والذئب ، وكان سبب الذئب أنه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا(1)ليحشر
قوما من المؤمنين ويعذبهم ، وكان للشرطي ابن يحبه ، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي
عليه ، فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما أحزن الشرطي .(2)
2 - ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ومحمد العطار ، عن ابن عيسى
عن البزنطي ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن معاوية بن عمار رفعه قال : فتحت مدائن الشام
على يوشع بن نون ، ففتحها مدينة مدينة حتى انتهى إلى البلقاء ، فلقوا فيها رجلا يقال
له بالق ،(3)فجعلوا يخرجون يقاتلونه لا يقتل منهم رجل ، فسأل عن ذلك فقيل :
إن فيهم امرأة عندها علم ،(4)ثم سألوا يوشع الصلح ، ثم انتهى إلى مدينة اخرى
فحصرها وأرسل صاحب المدينة إلى بلعم ودعاه فركب حماره إلى الملك فعثر حماره تحته
فقال : لم عثرت ؟ فكلمه الله : لم لا أعثر وهذا جبرئيل بيده حربة ينهاك عنهم ؟ وكان
عندهم أن بلعم اوتي الاسم الاعظم ، فقال الملك : ادع عليهم - وهو المنافق الذي روي أن
قوله تعالى : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها " نزل فيه - فقال لصاحب
المدينة : ليس للدعاء عليهم سبيل ، ولكن اشير عليك أن تزين النساء وتأمرهن أن ياتين
عسكرهم فيتعرضن للرجال ، فإن الزناء لم يظهر في قوم قط إلا بعث الله عليهم الموت


(1)واحد الشرط وهم طائفة من أعوان الولاة . سموا بذلك لانهم جعلوا لانفسهم علامة يعرفون
بها . قوله : ليحشر أى ليجمع .
(2)تفسير القمى : 230 و 231 .
(3)يظهر من سائر الكتب أن بالق كان اسم ملك هذه القرية وبه سميت القرية بلقاء . منه
رحمه الله . قلت : ذكر اليعقوبى في تاريخه مثل الخبر فقال : ولقى رجلا يقال له بالق وبه سميت
البلقاء ، ولكن الظاهر من المسعودى في اثبات الوصية ما أفاده المصنف حيث قال : قاتل فيها رجلا
يقال له بالق ، وقال ياقوت في المعجم : البلقاء : كورة من اعمال دمشق بين الشام ووادى القرى ،
قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة ، ذكر أنها سميت البلقاء لان بالق من بنى عمان
ابن لوط عمرها ، ومن البلقاء قرية الجبارين التى أراد الله تعالى بقوله : " ان فيها قوما جبارين "
وذكر بعض أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويدة من بنى عسل بن لوط .
(4)ذكر قصتها اليعقوبى في تاريخه 1 : 33 والمسعودى في اثبات الوصية : 45 راجعهما .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه