بحار الأنوار ج5

فهم إما يدخلون الجنة ، أو يسكنون الاعراف ; وذهب أكثر المحدثين منا إلى ما
دلت عليه الاخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم ; قال
المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد : تعذيب غير المكلف قبيح ، وكلام نوح عليه السلام مجاز
والخدمة ليست عقوبة له ، والتبعية في بعض الاحكام جائزة .
وقال العلامة قدس الله روحه في شرحه : ذهب بعض الحشوية إلى أن الله تعالى
يعذب أطفال المشركين ويلزم الاشاعرة تجويزه ، والعدلية كافة على منعه ، والدليل
عليه أنه قبيح عقلا فلا يصدر منه تعالى ، احتجوا بوجوه :
الاول قول نوح عليه السلام : " ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " والجواب أنه مجاز والتقدير
أنهم يصيرون كذلك لا حال طفوليتهم .
الثاني : قالوا : إنا نستخدمه لاجل كفر أبيه فقد فعلنا فيه ألما وعقوبة فلا يكون
قبيحا .
والجواب : أن الخدمة ليست عقوبة للطفل ، وليس كل ألم عقوبة ، فإن الفصد
والحجامة ألمان وليسا عقوبة ، نعم استخدامه عقوبة لابيه وامتحان له يعوض عليه
كما يعوض على إمراضه .
الثالث : قالوا : إن حكم الطفل يتبع حكم أبيه في الدفن ، ومنع التوارث ، و
الصلاة عليه ، ومنع التزويج .
والجواب : أن المنكر عقابه لاجل جرم أبيه ، وليس بمنكر أن أن يتبع حكم أبيه
في بعض الاشياء ، إذا لم يجعل له بها ألم وعقوبة ، ولا ألم له في منعه من الدفن والتوارث
وترك الصلاة عليه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه