بحار الأنوار ج21

وذلك غير متيسرلي(1)" ألا في الفتنة سقطوا " أي في العصيان والكفر وقعوا
بمخالفتهم أمرك(2)وقيل : معناه لا تعذبني بتكليف الخروج في شدة الحر . ألا
قد سقطوا في حر أعظم من ذلك وهو حر جهنم " وإن جهنم لمحيطة بالكافرين "
أي ستحيط بهم فلا مخلص لهم منها " إن تصبك حسنة " أي نعمة من الله وفتح وغنيمة
" تسؤهم " يحزن المنافقون بها " وإن تصبك مصيبة " أي شدة ونكبة " يقولوا قد
أخذنا أمرنا من قبل " أي أخذنا حذرنا واحترزنا بالقعود من قبل هذه المصيبة " و
يتولوا وهم فرحون " بما أصاب المؤمنين " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " أي كل ما يصيبنا
من خير أو شر فهو مما كتبه الله لنا في اللوح المحفوظ من أمرنا ، وليس على ما تظنون
من إهمالنا ، وقيل : لن يصيبنا في عاقبة أمرنا إلا ما كبته الله لنا في القرآن من النصر
الذي وعدنا ، وإنا نظفر بالاعداء فتكون النصرة حسنى لنا ، أو نقتل فتكون الشهادة
حسنى لنا أيضا فقد كتب الله لنا ما يصيبنا وعملنا(3)ما لنا فيه الحظ " هو مولانا " أي
ما لكنا ونحن عبيده ، أو ولينا وناصرنا " وعلى الله فليتوكل كل المؤمنون " أمر من الله تعالى
بالتوكل " قل هل تربصون بنا " أي هل تنتظرون لنا " إلا إحدى الحسنيين " أي
إحدى الخصلتين الحميدتين : إما الغلبة والغنيمة في العاجل ، وإما الشهادة والثواب
الدائم في الآجل " ونحن نتربص بكم " أي نتوقع لكم " أن يصيبكم الله بعذاب
من عنده أو بأيدينا " أي يوقع الله بكم عذابا من عنده يهلككم به ، أوبأن ينصرنا
عليكم فيقتلكم بأيدينا " فتربصوا " أمر للتهديد " إنا معكم متربصون " أي منتظرون
إما الشهادة والجنة ، وإما الغنيمة والاجر لنا ، وإما البقاء في الذل والخزي
وإما الموت والقتل(4)مع المصير إلى النار لكم .
" قل أنفقوا طوعا أو كرها " أي طائعين أو مكرهين " لن يتقبل منكم إنكم


(1)في المصدر : لا تؤثمنى اى لا توقعنى في الاثم بالعصيان لمخالفته امرك بالخروج
إلى الجهاد وذلك غير متيسرلى .
(2)في المصدر : بمخالفتهم امرك في الخروج والجهاد .
(3)في المصدر : وعلمنا(4)في المصدر أوالقتل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه