بحار الأنوار ج74

واعمل ماشئت فانك مجزي به(1)واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه
استغناؤه عن الناس .
4 مع :(2)عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه في حديث مرفوع
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يارسول الله
إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله
قلت : وما هي ؟ قال : الصبرو أحسن منه ، قلت : وما هو ؟ قال الرضا وأحسن منه ،
قلت : وماهو ؟ قال : الزهد وأحسن منه ، قلت : وما هو ؟ قال : الاخلاص وأحسن
منه ، قلت : وما هو ؟ قال : اليقين وأحسن منه ، قلت وما هو ؟ قال جبرئيل إن
مدرجة ذلك التوكل على الله عزوجل فقلت : وما التوكل على الله عزوجل ؟
فقال : العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس
من الخلق ، فاذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ، ولم يرج ولم يخف
سوى الله ، ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل .
قال : قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر ؟ قال : تصبر في الضراء كما تصبر
في السراء ، وفي الفاقة كما تصبر في الغنى ، وفي البلاء كما تصبر في العافية ، فلا يشكو
حاله عند الخلق بما يصيب من البلاء . قلت : فما تفسير القناعة قال : يقنع بما يصيب
من الدنيا يقنع بالقليل ويشكر اليسير ، قلت : فما تفسير الرضا ؟ قال : الراضي
لا يسخط على سيده ، أصاب الدنيا أم لا ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل ، قلت :
يا جبرئيل فما تفسير الزهد ؟ قال : الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض
خالقه ويتحرج(3)من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فان حلالها حساب
وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرج من الكلام


(1)إلى هنا رواه الشيخ في أماليه ج 2 ص 203 من حديث جعفر بن محمد عن
آبائه عن النبى صلى الله عليه وآله .
(2)معانى الاخبار ص 260 .
(3)التحرج : التجنب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه