بحار الأنوار ج55

فدفعوه إلى ملائكة الرحمة ، فأروه ما شاء الله أن يروه من الخير ، ثم عرجوا بروحه
إلى السماء فيشيعه من كل سماء مقربوها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة
فيضعونه بين أيديهم لاينتظرون به صلاتكم عليه ، فيقولون : اللهم هذا عبدك فلان
قبضنا نفسه فيدعون له بما شاء الله أن يدعو فنحن نحب أن تشهدنا اليوم كتابه .
فينشر كتابه من تحت العرش ، فيثبتون اسمه فيه وهم شهود ، فذلك قوله(كتاب
مرقوم يشهده المقربون)وسأله عن قوله(إن كتاب الفجار لفي سبحين)الآية
قال : إن العبد الكافر يحضره الموت ويحضره رسل الله ، فإذا جاء‌ت ساعته قبضوا
نفسه فدفعوه إلى ملائكة العذاب ، فأروه ما شاء الله أن يروه من الشر ، ثم هبطوا
به إلى الارض السفلى وهي سجين ، وهي آخر سلطان إبليس ، فأثبتوا كتابه
فيها(1).
10 وعن عطاء بن يسار ، قال : لقيت رجلا من حمير كان(2)علامة يقرأ
الكتب فقلت له : الارض التي نحن عليها ما مكانها(3)؟ قال : هي على صخرة خضراء
تلك الصخرة على كف ملك ، ذلك الملك قائم على ظهر حوت(4). قلت : الارض
الثانية من سكانها ؟ قال : ساكنها الريح العقيم ، لما أراد الله أن يهلك عادا أوحى
إلى خزنتها أن افتحوا عليهم منها بابا ، قالوا : يا ربنا مثل منخر الثور ؟ قال : إذا
تتكفأ(5)الارض ومن عليها ، فضيق ذلك حتى جعل مثل حلقة الخاتم ، فبلغت ما
حدث الله . قلت : الارض الثالثة من سكانها(6)؟ قال : فيها حجارة جهنم . قلت :
الارض الرابعة من سكانها ؟ قال : فيها كبريت جنهم ، قلت : الارض الخامسة من


(1)الدر المنثور : ج 6 ، ص 327 .
(2)في المصدر : كأنه .
(3)في المصدر :(سكانها)والظاهر انه تصحيف .
(4)في المصدر : حوت منطو بالسماوات والارض من تحت العرش .
(5)في المصدر : تكفأ .
(6)في المصدر :(ساكنها)وكذا في المواضع الاتية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه