بحار الأنوار ج20

لهم : إني سائل هذا عن هذا الرجل ، فإن كذبني فكذبوه ، قال أبوسفيان :
فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه ، ثم كان أول ما سألني عنه
أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب ، قال : فهل قال هذا القول منكم
أحد قبله قط ؟ قلت : لا ، قال : فهل كان في آبائه من ملك ؟ قلت : لا ، قال : فأشراف
الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ قلت : بل ضعفاؤهم ، قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت :
بل يزيدون ، قال : فهل يرتد منهم أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا ،
قال : فهل كنتم تتهمونه باكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا ، قال فهل يغدر ؟ قلت :
لا ، ونحن في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها ، قال : ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا
غير هذه الكلمة ، قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم ، قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟
قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ، ينال منا وننال منه ، قال : فماذا يأمركم ؟ قلت :
يقول : اعبدوا الله وحده ، ولا تشركوابه شيئا ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا
بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة ، فقال للترجمان : قل له : سألتك عن نسبه فذكرت
أنه ذو نسب ، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك هل قال أحد منكم :
هذا القول ؟ فذكرت أنه لا ،(1)فقلت : لو قال أحد هذا القول قبله لقلت رجل
يأتيني بقول قيل قبله ،(2)وسألتك هل كان من آبائه من ملك ؟ فذكرت أن لا ،
قلت : فلو كان من آبائه من ملك لقلت : رجل يطلب ملك أبيه ، وسألتك هل كنتم
تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فذكرت أن لا ، فقد علمت إنه لم يكن ليذر
الكذب على الناس ، ويكذب على الله ، وسألتك أشرف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟
فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل ، وسألتك أيزيدون أم ينقصون ؟
فذكرت أنهم يزيدون ، وكذلك أمر الايمان حتى يتم ، وسألتك أيرتد أحد سخطة


(1)في المصدر : ان لا .
(2)في المصدر :(لقلت رجل يأتسى يقول قيل قبله)أقول : لعل الصحيح :(بقول قيل
قبله)أى يقتدى بقول قيل قبله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه