يوم القيامة طوقا من نار ، فاحمدالله على ذلك واشكره ، يا بني اشكر لمن أنعم
عليك ، وأنعم على من شكرك ، فانه لا تزول نعمة إذا شكرت ، ولابقاء لها إذا كفرت
والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه بها الشكر ، وتلا علي بن الحسين
عليه السلام(1)(لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)(2).
9 نص : الحسين بن علي ، عن محمد بن الحسين البزوفري ، عن محمد بن علي
ابن معمر ، عن عبدالله بن معبد ، عن محمد بن علي بن طريف ، عن ابن أبي نجران
عن عاصم بن حميد ، عن معمر ، عن الزهري قال : دخلت على علي بن الحسين عليه السلام
في المرض الذي توفي فيه ، إذ قدم إليه طبق فيه خبز والهندباء فقال لي : كله
قلت : قد أكلت يا ابن رسول الله قال : إنه الهندبا قلت : وما فضل الهندباء قال : ما
من ورقة من الهند با إلا وعليها قطرة من ماء الجنة ، فيه شفاء من كل داء ، قال :
ثم رفع الطعام واتي بالدهن فقال : ادهن يا با عبدالله قلت : قد ادهنت قال :
إنه هو البنفسج قلت ، وما فضل البنفسج على سائر الادهان ؟ قال : كفضل الاسلام
على سائر الاديان ، ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلا بالسر فسمعته يقول فيما
يقول : عليك بحسن الخلق قلت : يا ابن رسول الله إن كان من أمر الله ما لابدلنا
منه ووقع في نفسي أنه قد نعى نفسه فإلى من يتخلف بعدك ؟ قال : يا باعبدالله
إلى ابني هذا وأشار إلى محمد ابنه إنه وصيي ووارثي وعيبة علمي ، معدن
العلم ، وباقر العلم ، قلت : يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم ؟ قال : سوف يختلف
إليه خلاص شيعتي ، ويبقر العلم عليهم بقرا ، قال : ثم أرسل محمدا ابنه في حاجة له
إلى السوق ، فلما جاء محمد قلت : يا ابن رسول الله هلا أوصيت إلى أكبر أولادك ؟
قال : يا أبا عبدالله ليست الامامة بالصغر والكبر ، هكذا عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله
وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة ، قلت : يا ابن رسول الله فكم عهد إليكم
(1)سورة ابراهيم ، الاية : 7 .
(2)كفاية الاثر ص 319 بتفاوت .