بحار الأنوار ج8

فيشرفون وينظرون ، وقيل : يا أهل النار فيشربون وينظرون ، فيجاء بالموت كأنه كبش
أملح فيقال لهم : تعرفون الموت ؟ فيقولون : هو هذا ، وكل قد عرفه ، قال : فيقدم ويذبح ،
ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلاموت ، قال : وذلك قوله : وأنذرهم يوم الحسرة الآية .
ورواه أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ، ثم جاء في آخره فيفرح أهل
الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ ميتا لما توافرحا ، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا
لما توا إذاقضي الامر أي فرغ من الامر وانقضت الآمال ، واخل قوم النار وقوم
الجنة ، وقيل : معناه : انقضى أمر الدنيا فلا يرجع إليها ستدراك الغاية ، وقيل : معناه :
حكم بين الخلائق بالعدل ، وقيل : قضي على أهل الجنة الخلود ، وقضي على أهل النار
الخلود وهم في غلفة في الدنيا عن ذلك وهم لايؤمنون أي لا يصدقون به .
1 - مع : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، عن أبي
عبدالله عليه السلام وساق الحديث إلى أن قال : ويوم الحسرة يم يؤتى بالموت فيذبح
ص 50
2 - ين : النضربن سويد ، عن درست ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير قال : لاأعلمه
ذكره إلا عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
جئ بالموت في صورة كبش حتى يوقف بين الجنة والنار ، قال : ثم ينادي مناد يسمع
أهل الدارين جميعا : يا أهل الجنة يا أهل النار ، فإذا سمعوا الصوت أقبلوا ، قال :
فيقال لهم : أتدرون ما هذا ؟ هذا هوالموت الذي كنتم تخافون منه في الدنيا ، قال :
فيقول أهل الجنة : اللهم لا تدخل الموت علينا ، قال : ويقول أهل النار : اللهم أدخل
الموت علينا ، قال ثم يذبح كما تذبح الشاة ، قال : ثم ينادي مناد : لاموت أبدا ، أيقنوا
بالخلود ، قال : فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ يموت من فرح لماتوا ، قال :
ثم قرأ هذه الآية : أفما نحن بميتين إلا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين إن هذا
لهو الفوز العظيم لمثل هذا فيعمل العاملون قال : ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد
يموت من شهيق لماتوا ، وهو قول الله عزوجل : أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه