بحار الأنوار ج63

وهو أصوب ، قال في القاموس : زرع كمنع أطرح البذر كازدرع وأصله ازترع ، أبدلوها
دالا لتوافق الزاي ، وفي الكافي " فرفع طرفه إلى السماء فقال : إلهى وسيدي عبدك
أيوب المبتلي عافيته ولم يزدرع " إلى قوله تعالى : " خذ من سبحتك " في أكثر نسخ
الكافي كما هنا بالحاء المهملة ، وهي خرزات للتسبيح تعد ، فقوله : فيها ملح لعل
المعنى أنها كانت قد خلطت في الموضع الذي وضعها فيه بملح ، أو كان بعض الخرزات
من الملح ، وإن كان بعيدا والملح بالكسر الملاحة والحسن كما في القاموس فيحتمل ذلك
أيضا أو يقرء الملح بالضم جمع الاملح ، وهو ما فيه بياض يخالطه سواد ، أى كان بعض
الخرزات كذلك ، وفي بعض نسخ الكافي بالخاء المعجمة ; ولعله أظهر ، ويدل على أن
الحمص يطلق على العدس أو بالعكس ، ولم أر شيئا منهما فيما عندنا من كتب اللغة ،
4 المكارم : عن الصادق عليه السلام ذكر عنده الحمص فقال : هو جيد لوجع
الصدر(1).
بيان : قال في بحر الجواهر : الحمص منه أبيض ومنه أحمر ومنه أسود ، قال
بقراط : حار رطب في الاولى ، وقال إسحاق : حار يابس في الاولى ، إذا طبخ مع اللحم
أعان على نضجه ، وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب ، ولودق وخلط بماء الورد
الحار وضمد به على الظهر الوجع نفع ، ويدر البول والحيض ، ويوافق الصدر والرية
ويهيج الباه ، ويلين البطن ويضر قرحة الكلى والمثانة ، ويغذو الرية أكثر من كل
شئ ، وينفع طبيخه من وجع الظهر والاستسقاء واليرقان .
واعلم أن الجماع يحتاج في قوته إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص :
أحدها طعام تكون فيه حرارة زائدة يقوي الحرارة الغريزية ، وينبه الشهودة للجماع
والثاني غذاء يكون فيه من قوة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني ،
والثالث غذاء فيه من الرياح والنفخ ما يملا أوراد القضيب وأعضاء‌ه ، وكلها موجودة
في الحمص انتهى .


(1)مكارم الاخلاق : 215 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه