بحار الأنوار ج16

هود عليه السلام انتصر من أعدائه بالريح ، قوله : " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم(1)" ومحمد
نصره الله يوم الاحزاب والخندق بالريح والملائكة : قوله : " بجنود لم تروها(2)" فزاد الله
محمدا على هود بثلاثة آلاف ملك ، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط ، وريح محمد صلى الله عليه واله
ريح رحمة قوله : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاء‌تكم(3)" الآية ،
وصبر هود في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب ، والنبي صلى الله عليه واله صبر في ذات الله وأعذر قومه
إذ كذب وشرد ، وحصب بالحصى(4)وعلاه أبوجهل بسلى(5)شاة ، فأوحى الله إلى جاجائيل
ملك الجبال : أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه واله ، فأتاه فقال له : قد امرت لك
بالطاعة ، فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها ، قال : إنما بعثت رحمة اهد قومي
فإنهم لا يعلمون .
صالح عليه السلام خرجت لصالح ناقة عشراء(6)من بين صخرة صماء ، واخرج لنبينا صلى الله عليه واله
رجل من وسط الجبل يدعو له ويقول : " اللهم ارفع له ذكرا ، اللهم أوجب له أجرا ،
اللهم احطط عنه وزرا " وعقر ناقته ، وعقر أولاد محمد أبوالقاسم البارع صلى الله عليه واله .
لناقة صالح نادت اناس * وقد جسروا على قتل الحسين
وكان لصاح ينذر قومه فقيل له : يا صالح ائتنا بعذاب الله ، ومحمد نبي الرحمة ، قوله :
" وما أرسلناك إلا رحمة(7)" والناقة لم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة وقد تكلم مع النبي
صلى الله عليه نوق كثيرة .
لوط ، قال حسان بن ثابت :


(1)الذاريات : 41 .
(2)التوبة : 40 . أقول : هذه آية الغار ، وأما نصرته في يوم الاحزاب والخندق ففي آية :
" وجنود لم تروها " وهي في الاحزاب : 9 ، ونصره في يوم حنين فقال : " وأنزل جنودا لم تروها "
التوبة : 26 .
(3)الاحزاب : 9 .
(4)أي رمى بالحصى .
(5)السلى : جلدة فيها الولد ، وإذا انقطع في البطن هلكت الام والولد .
(6)العشراء من النوق : التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية ، أو هي كالنفساء من النساء .
(7)الانبياء : 107 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه