بحار الأنوار ج10

يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأنه(1)كتابه المهيمن على الكتب كلها ،
وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه و
وعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره ، لا يقدر واحد من المخلوقين
أن يأتي بمثله ، وأن الدليل والحجة من بعده علي أميرالمؤمنين ، والقائم بامور
المسلمين ، والناطق عن القرآن ، والعالم بأحكامه ، أخوه وخليفته ووصيه ، والذي
كان منه بمنزلة هارون من موسى علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين ، وإمام المتقين ،
وقائد الغرالمحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وأفضل الوصيين بعد النبيين ، وبعده
الحسن والحسين عليهما السلام واحد بعد واحد(2)إلى يومنا هذا عترة الرسول ، وأعلمهم
بالكتاب والسنة ، وأعدلهم بالقضية ، وأولاهم بالامامة كل عصر وزمان ، وأنهم
العروة الوثقى ، وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا ، حتى(3)أن يرث الله الارض
ومن عليها وهو خير الوارثين ، وأن كل من خالفهم ضال مضل ، تارك للحق و
الهدى ، وأنهم المعبرون عن القرآن ، الناطقون عن الرسل بالبيان ،(4)من مات
لا يعرفهم ولا يتولاهم بأسمائهم وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية ، وأن من دينهم الورع
والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد وأداء الامانة إلى البر والفاجر ، وطل السجود ،
والقيام بالليل ، واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر ، وحسن الصحبة ، وحسن
الجوار ، وبذل المعروف وكف الاذى ، وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين .
ثم الوضوء كما أمر الله تعالى في كتابه غسل الوجه واليدين ومسح الرأس و
الرجلين ، واحد فريضة واثنان إسباغ ، ومن زاد أثم ولم يوجر ، ولا ينقض الوضوء
إلا الريح والبول والغائط والنوم والجنابة ، ومن مسح على الخفين فقد خالف الله و
رسوله وكتابه ، ولم يجز عنه وضوؤه ، وذلك أن عليا خالف القوم في المسح على
الخفين ، فقال له عمر : رأيت النبي صلى الله عليه وآله يمسح ، فقال علي عليه السلام : قبل نزول سورة


(1)في نسخة : وأن كتابه المهيمن .
(2)في نسخة : وواحد بعد واحد .
(3)في نسخة : إلى أن يرث الله الارض .
(4)في المصدر : الناطقون عن الرسول بالبيان .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه