بحار الأنوار ج48

إلى أبي يوسف القاضي قال له : أصلحك الله أنا جعفر بن علي بن السري وهذا وصي أبي
فمره فليدفع إلي ميراثي من أبي فقال : ماتقول ؟ قلت : نعم هذا جعفر ، وأنا وصي
أبيه قال : فادفع إليه ماله ! فقلت له : اريد أن اكلمك قال : فادنه ، فدنوت حيث
لايسمع أحدا كلامي فقلت : هذا وقع على ام ولد أبيه ، وأمرني أبوه وأوصاني أن
اخرجه من الميراث ولا اورثه شيئا فأتيت موسى بن جعفر عليهما السلام بالمدينة فأخبرته
وسألته ، فأمرني أن اخرجه من الميراث ، ولا اورثه شيئا قال : فقال : الله إن
أبا الحسن أمرك ؟ قلت : نعم ، فاستحلفني ثلاثا وقال : أنفذ بما امرت به ، فالقول
قوله قال الوصي : فأصابه الخبل بعد ذلك ، قال الحسن بن علي الوشاء : رأيته على
ذلك(1).
وعن خالد قال : خرجت وأنا اريد أبا الحسن عليه السلام فدخلت عليه ، وهو في
عرصة داره جالس فسلمت عليه وجلست ، وقد كنت أتيته لاسأله عن رجل من
أصحابنا كنت سألته حاجة فلم يفعل ، فالتفت إلي وقال : ينبغي لاحدكم إذا
لبس الثوب الجديد أن يمر يده عليه ويقول : الحمد لله الذي كسانى مااواري به
عورتي ، وأتجمل به بين الناس وإذا أعجبه شئ فلا يكثر ذكره ، فان ذلك مما
يهده ، وإذا كانت لاحدكم إلى أخيه حاجة ووسيلة لايمكنه قضاؤها فلا يذكره
إلا بخير ، فإن الله يوقع ذلك في صدره فيقضي حاجته قال : فرفعت رأسي وأنا أقول :
لا إله إلا الله ، فالتفت إلي فقال : ياخالد اعمل ماأمرتك(2).
قال هشام بن الحكم أردت شراء جارية بمنى فكتبت إلى أبي الحسن عليه السلام اشاوره
فلم يرد علي جوابا ، فلما كان في غد مر بي يرمي الجمار على حمار ، فنظر إلي
وإلى الجارية من بين الجواري ، ثم أتاني كتابه : لاأرى بشرائها بأسا إن لم يكن
في عمرها قلة ، قلت : لا والله ماقال لي هذا الحرف إلا وههنا شئ لا والله لا اشتريتها
قال : فما خرجت من مكة حتى دفنت(3).


(1)نفس المصدر ج 3 ص 44 .
(2)المصدر السابق ج 3 ص 46 .
(3)المصدر السابق ج 3 ص 47 وفيه فلما كان في الطواف بدل في غد .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه