بحار الأنوار ج65

فانه يسمي حينئذ مؤمنا لا مسلما ، ويلزم الاستهجان المذكور سابقا .
قلت : الامر على ما ذكرت ، ولا مخلص من هذا إلا بالتزام ارتكاب عدم
تسليم اتحاد معنى الدين في الايات ، أو التزامه ، ونمنع من استهجانه ، فانه لما
كان حصول التصديق مع ترك الطاعات فردا نادر الوقوع ، لم تلتفت النفس إليه
فلذا لم يتوجهوا إلى بيان النسبة بين الاسلام والايمان على تقديره ، وبالجمله
فظواهر الايات تعطي قوة القول بأن الاسلام والايمان الحقيقيان تعتبر فيهما
الطاعات ، وتحقق حصول الايمان في صورة حصول التصديق قبل وجوب الطاعات
يفيد قوة القول بأن الايمان هو التصديق فقط والطاعات مكملات .
انتهى كلامه ضوعف في الجنة إكرامه ، ولم نتعرض لتبيين ما حققه وما
يخطر بالبال في كل منها لخروجه عن موضع كتابنا وفي بالي - إن فرغني الله تعالى عن
بعض ما يصدني عن الوصول إلى آمالي - أن أكتب في ذلك كتابا مفردا إنشاء الله
تعالى ، وهو الموفق للخير والصواب ، وإليه المرجع والمآب .

25 . (باب) (نسبة الاسلام)

1 - مع ، لى : عن ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن
يحيى الخزاز ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه
عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي
ولا ينسبه أحد بعدي : الاسلام هو التسليم ، والتسليم هو التصديق ، والتصديق هو
اليقين ، واليقين هو الاداء ، والاداء هو العمل ، إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ، ولم
يأخذه عن رأيه أيها الناس دينكم دينكم ، تمسكوا به لا يزيلكم أحد عنه ، لان
السيئة فيه خير من الحسنة في غيره لان(1)السيئة فيه تغفر ، والحسنة في غيره


(1)تعليل لقوله عليه السلام : لان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره وذلك لان >

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه