بحار الأنوار ج4

فعيل بمعنى مفعل ، كقوله عزوجل : " عذاب أليم " والمعنى : مؤلم ، وتقول العرب : ضرب وجيع والمعنى : موجع ، وقال الشاعر في هذا المعنى :
أمن ريحانة الداعي السميع * يؤرقني وأصحابي هجوع
فالمعنى : الداعي المسمع . والبدع : الشئ الذي يكون أولا في كل أمر ، ومنه
قوله عزوجل : " قل ما كنت بدعا من الرسل "(1)أي لست بأول مرسل ، والبدعة :
اسم ما ابتدع من الدين وغيره ، وقال الشاعر في هذا المعني :
وكفاك لم تخلقا للندى * ولم يك بخلهما بدعة
فكف عن الخير مقبوضة * كما حط عن مائة سبعة
واخرى ثلاثة آلافها * وتسع مائيها لها شرعة
ويقال : لقد جئت بأمر بديع أي مبدع عجيب .
بيان : ريحانة اسم المعشوقة ، والارق بالتحريك : السهر ، وأرقني كذا تأريقا
أي أسهرني أي أذهب عني النوم الداعي المسمع من قبل ريحانة ، والحال أن أصحابي
نيام . والابيات الآخر هجو لرجل يوصفه بغاية البخل ، والذي خطر بالبال أن هذا
مبني على حساب العقود ، وغرضه أن كفيه مقبوضتان ، وقوله : فكف يريد بها اليمنى
وإذا حط عن مائة سبعة كان ثلاثة وتسعين ، وعلامة الثلاثة في العقود عقد الخنصر والبنصر
والوسطى من اليمنى ، وعلامة التسعين وضع ظفر السبابة على مفصل العقدة الثانية من الابهام
منها فبهذا وصف كون جميع أصابع كفه اليمنى معقودة ، وقوله : واخرى إشارة إلى
كفه اليسرى ، وعقد الثلاثة المذكورة أولا من اليسرى موضوعة لثلاثة آلاف ، وما كان
للتسعين في اليمنى فهي بعينها لتسعمائة في اليسرى فبهذا بين كون أصابع كفه اليسرى
أيضا كلها معقودة وقوله : لها شرعة أي طريقة وعادة ، فافهم وكن من الشاكرين .
" البارئ " البارئ معناه أنه بارئ البرايا أي خالق الخلائق ، برأهم يبرأهم أي
أي خلقهم يخلقهم ، والبريئة : الخليقة وأكثر العرب على ترك همزها ، وهي فعيلة بمعني


(1)الاحقاف : 9 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه