بحار الأنوار ج67

وهي راغمة .
مشكوة الانوار : نثلا من المحاسن مثله(1).
15 كا : عن الحسين بن محمد الاشعري ، عن المعلى ، عن الحسن بن علي
الوشاء ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله
عزوجل يقول : وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني لايؤثر عبد
هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته ، وضمنت السماوات والارض رزقه
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر(2).
بيان : قوله تعالى : وعزتي العزة القوة والشدة والغلبة وقيل : عزته
عبارة عن كونه منزها عن سمات الامكان ، وذل النقصان ، ورجوع كل شي ء إليه
وخضوعه بين يديه والعظمة في صفة الاجسام كبر الطول والعرض والعمق ، وفي
وصفه تعالى عبارة عن تجاوز قدره عن حدود العقول والاوهام حتى لاتتصور الاحاطة
بكنه حقيقته عند ذوي الافهام ، وعلوه علو عقلي على الاطلاق بمعنى أنه لارتبة
أعلى من رتبته ، وذلك لان أعلى مراتب الكمال العقلي هو مرتبة العلية ، ولما
كانت ذاته المقدسة مبدأ كل موجود حسي وعقلي لاجرم كانت مرتبته أعلى
المراتب العقلية مطلقا ، وله العلو المطلق في الوجود العاري عن الاضافة إلى شئ
وعن إمكان أن يكون فوقه ماهو أعليب منه ، وهذا معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام :
سبق في العلو فلا أعلى منه . وارتفاعه مكانه كناية عن عدم إمكان الاشارة إليه
بالقول والحواس .
لايؤثر عبد هواي على هوس نفسه المراد بهوى النفس ميلها إلى ماهو
مقتضى طباعها من اللذات الحاضرة الدنيوية ، والخروج عن الحدود الشرعية
وبايثار هواه سبحانه إعراضها عن هذا الميل ورجوعها إلى مايوجب قرب الحق
تعالى ورضاه ، وقد قال تعالى مخاطبا لداود عليه السلام : ياداود إنا جعلناك خليفة


(1)مشكوة الانوار ص 17 .
(2)الكافي ج 2 ص 137 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه