بحار الأنوار ج22

مريض القلب فقال : يا رسول الله أفي الجنة أنا أم في النار ؟ قال : في النار ورغما
فجلس قد أخزاه(1)الله وفضحه على رؤس الاشهاد ، فقام عمر بن الخطاب فقال :
رضينا بالله ربا ، وبالاسلام دينا ، وبك يا رسول الله نبيا ، ونعوذ بالله من غضب
الله وغضب رسوله ، اعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك ، واستر سترك الله ، فقال :
عن غير هذا أو تطلب سواه يا عمر ؟ فقال : يا رسول الله العفو عن امتك ، فقام علي
ابن أبي طالب فقال : يا رسول الله انسبني من أنا لتعرف الناس قرابتي منك ، فقال :
يا علي خلقت أنا وأنت من عمودين من نور معلقين من تحت العرش ، يقدسان الملك
من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين
ملتويتين ، ثم نقل تلك النطفتين في الاصلاب الكريمة إلى الارحام الزكية الطاهرة
حتى جعل نصفها في صلب عبدالله ، ونصفها في صلب أبي طالب ، فجزء أنا ، وجزء
أنت ، وهو قول الله عزوجل : " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و
صهرا وكان ربك قديرا(2)" يا علي أنت مني وأنا منك ، سيط لحمك بلحمي ، و
دمك بدمي ، وأنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي ، فمن جحد ولايتك قطع
السبب الذي فيما بينه وبين الله ، وكان ماضيا في الدرجات(3)يا علي ما عرف الله
إلا بي ثم بك ، من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته ، يا علي أنت علم الله بعدي الاكبر
في الارض ، وأنت الركن الاكبر في القيامة ، فمن استظل بفيئك كان فائزا لان
حساب الخلائق إليك ومآبهم إليك ، والميزان ميزانك ، والصراط صراطك ، و
الموقف موقفك ، والحساب حسابك ، فمن ركن إليك نجا ، ومن خالفك هو و
هلك ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثم نزل(4).
142 - أبان ، عن سليم ، عن سلمان قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها
فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها ، فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم : ما


(1)في المصدر : وقد اخزاه الله .(2)الفرقان : 54 .
(3)في المصدر : وكان ماضيا في الدركات .
(4)كتاب سليم بن قيس : 215 و 216 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه