بحار الأنوار ج83

ويؤيد التأخير مارواه المفيد قدس الله روحه في إرشاده عن أبي جعفر الثاني عليه السلام
أنه لما تزوج بنت المأمون وحملها قاصدا إلى المدينة سار إلى شارع باب الكوفة ،
والناس معه يشيعونه ، فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد
وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة وقام فصلى
بالناس صلاة المغرب ، فقرء في الاولى الحمد وإذا جاء نصر الله والفتح ، وقرء في الثانية
الحمد وقل هو الله أحد ، وقنت قبل ركوعه وصلى الثالثة ، وتشهد وسلم ثم جلس
هنيئة يذكر الله وقام من غير أن يعقب فصلى النوافل أربع ركعات وعقب بعده وسجد
سجدتي الشكر ، فلما انتهى الناس إلى النبقة رأوها وقد حملت حملا جنيا فتعجبوا
وأكلوا منها ، فوجدوه نبقا حلوا لاعجم له ، فودعوه ومضى(1).
أقول : سيأتي هذا الخبر في نوافل المغرب نقلا عن الخرائج أيضا ، وهو يومي
إلى ماذكرنا من التوسط لان قوله(من غير أن يعقب)محمول على أنه لم يعقب
كثيرا ، لقوله قبل ذلك يذكر الله ، وما سيأتي مصرح بذلك .
وسيأتي أيضا في خبر رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا عليه السلام كان إذا سلم عن
المغرب جلس في مصلاة يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ماشاء الله ، ثم سجد سجدة
الشكر ثم رفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم فيصلي أربع ركعات ، ثم يجلس بعد التسليم
في التعقيب ماشاء الله .
وروى الشيخ عن أبي العلاء الخفاف عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : من صلى


= لكنه بعد صلاة المغرب حيث يدخل وقت العشاء معجلا لابد وان يستعجل لاداء النافلة
حيث يفوات وقتها بذهاب الشفق .
لكنك قد عرفت في ج 82 ص 293 أن المحكم في روايات النافلة هو حديث زرارة
فتكون نافلة المغرب ركعتين ، ويكون الوقت واسعا للتعقيب والنافلة مما وانما يتعجل من
يصلى نافلة المغرب أربع ركعات ، خصوصا اذا أراد أن يخرج من المسجد ويصليها في بيته
دركا لفضل النوافل ، كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله .
(1)ارشاد المفيد ص 304 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه