بيان : الانوك كالاحمق وزنا ومعنى .
أقول : قد أوردنا كثيرا من الاخبار في ذلك في كتاب الاحتجاجات وفي باب
الرد على الخوارج وفي أبواب كتاب التوحيد وفي باب الآيات النازلة فيهم عليهم السلام .
11 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن
محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله
إذ أقبل رجل فسلم فقال : من أنت يا عبدالله ؟ فقلت رجل من أهل الكوفة فقلت :
فما حاجتك ؟ فقال لي : أتعرف أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام ؟ قلت : نعم فما حاجتك
إليه ؟ قال : هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته ، وما كان
من باطل تركته قال أبوحمزة : فقلت له : هل تعرف ما بين الحق والباطل ؟
فقال : نعم فقلت : فما حاجتك ، إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل ؟ فقال لي :
يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون ، إذا رأيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرني ، فما انقطع
كلامه ، حتى أقبل أبوجعفر عليه السلام وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك
الحج ، فمضى حتى جلس مجلسه ، وجلس الرجل قريبا منه قال أبوحمزة :
فجلست حيث أسمع الكلام ، وحوله عالم من الناس .
فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له : من أنت ؟ قال :
أنا قتادة بن دعامة البصري ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : أنت فقيه أهل البصرة ؟ قال :
نعم فقال له أبوجعفر صلوات الله عليه : ويحك يا قتادة إن الله عزوجل خلق
خلقا ، فجعلهم حججا على خلقه ، فهم أوتاد في أرضه ، قوام بأمره ، نجباء في علمه
اصطفاهم قبل خلقه ، أظلة عن يمين عرشه قال : فسكت قتادة طويلا ثم قال :
أصلحك الله ، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس ، فما اضطرب
قلبي قدام أحد منهم ما اضطرب قدامك ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : أتدري أين أنت ؟
أنت بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو
والآصال رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة