بحار الأنوار ج16

وفي قوله تعالى : " إلا كافة للناس " أي عامة للناس كلهم : العرب والعجم وسائر
الامم ، ويؤيده الحديث المروي عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه واله : اعطيت خمسا ولا أقول
فخرا : بعثت إلى الاحمر والاسود ، وجعلت لي الارض طهورا ومسجدا ، واحل لي المغنم ،
ولم يحل لاحد قبلي ، ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر ، واعطيت الشفاعة
فادخرتها لامتي يوم القيامة .
وقيل : معناه جامعا للناس بالانذار والدعوة ، وقيل : كافا للناس ، أي مانعا لهم
عما هم عليه من الكفر والمعاصي بالوعد والوعيد ، والهاء للمبالغة(1).
وفي قوله تعالى : " بالهدى " : أي بالدليل الواضح : أو بالقرآن " ودين الحق " أي
الاسلام " ليظهره على الدين كله " أي ليظهر دين الاسلام بالحجج والبراهين على جميع
الاديان ، وقيل : بالغلبة والقهر والانتشار في البلدان ، وقيل : إن تمام ذلك عند خروج
المهدي عليه السلام ، فلا يبقى في الارض دين سوى دين الاسلام(2).
وفي قوله تعالى : " والنجم إذا هوى " فيه أقوال :
أحدها : أن الله أقسم بالقرآن إذا انزل نجوم متفرقة على رسول الله صلى الله عليه واله في
ثلاث وعشرين سنة ، فسمي القرآن نجما لتفرقه في النزول(3).
وثانيها : أنه أراد به الثريا ، أقسم بها إذا سقطت وغابت مع الفجر ، والعرب
تطلق اسم النجم على الثريا خاصة .
وثالثها : أن المراد به جماعة النجوم إذا هوت ، أي سقطت وغابت وخفيت عن
الحس ، وأراد به الجنس .
ورابعها : أنه يعني به الرجوم من النجوم ، وهو ما يرمى به الشياطين عند استراق
السمع ، وروت العامة عن جعفر الصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله(4)نزل من السمآء


(1)مجمع البيان 8 : 391 .
(2)مجمع البيان 9 : 127 .
(3)في المصدر : والعرب تسمى التفريق تنجيما ، والمفرق منجما .
(4)هكذا في المصدر ، وفيه سقط ، وفي المصدر : أنه قال : محمد رسول الله صلى الله
عليه وآله .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه