شفاء الجسم من الامراض البدنية وكون شفاء نفسه من غيظ العدو موجبا لفضيحتها
ظاهر ، لان الانتقام من العدو مع عدم القدرة عليه يوجب الفضيحة والمذلة ، و
مزيد الاهانة ، والضمير في بفضيحتها راجع إلى النفس لان كل مؤمن ملجم
قيل يعني إذا أراد المؤمن أن يشفي غيظه بالانتقام من عدوه افتضح وذلك لانه
ليس بمطلق العنان خليع العذار(1)يقول ما يشاء ويفعل ما يريد ، إذ هو مأمور
بالتقية والكتمان ، والخوف من العصيان ، والخشية من الرحمان ، ولان زمام
أمره بيد الله سبحانه لانه فوض أمره إليه ، فيفعل به ما يشاء مما فيه مصلحته
وقيل أي ممنوع من الكلام الذي يصير سببا لحصول مطالبه الدنيوية في دولة
الباطل .
وأقول : يحتمل أن يكون المعنى أنه ألجمه الله في الدنيا ، فلا يقدر على الانتقام
في دول اللئام أو ينبغي أن يلجم نفسه ويمنعها عن الكلام ، أي الفعل الذي يخالف
التقية كما مر ، وقال في النهاية : فيه من سئل عما يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام
من نار يوم القيامة : الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام ، ومنه الحديث
يبلغ العرق منهم ما يلجمهم ، أي يصل إلى أفواههم ، فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم
عن الكلام .
6 - كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ; ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد
جميعا عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع أشدها عليه مؤمن
يقول بقوله يحسده ، أو منافق يقفو أثره ، أو شيطان يغويه ، أو كافر يرى جهاده
فما بقاء المؤمن بعد هذا(2).
(1)العذار - بالكسر - ماسال من اللجام على خد الفرس ، أو ما يضم حبل الخطام
إلى رأس البعير ، ويكنى عنه بالحياء ، يقال للمنهمك في الغى المتبع هواه : خلع عذاره
أى الحياء ، يعنى أنه يقول ويفعل وما يبالى بشي ء كالدابة بلارسن ، تجمح وتطمح .
(2)الكافى ج 2 ص 249 .