بحار الأنوار ج36

رحمه الله(1)فأشار به عليه ، ثم تقدم أبوطالب إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن يضطجع على فراش
رسول الله صلى الله عليه وآله ليوقيه(2)بنفسه ، فأجابه إلى ذلك ، فلما نامت العيون جاء أبوطالب ومعه
أمير المؤمنين عليه السلام ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم واضطجع أمير المؤمنين عليه السلام مكانه فقال أمير المؤمنين :
يا أبتاه إني مقتول ، فقال أبوطالب :
اصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب
قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء النجيب وابن النجيب
لفداء الاعز(3)ذي الحسب الثا * قب والباع والفناء الرحيب(4)
إن تصبك المنون فالنبل تترى(5)* فمصيب منها وغير مصيب
كل حي وإن تملى بعيش(6)* آخذ من سهامها بنصيب
قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد * فوالله ما قلت الذي قلت جازعا
ولكنني أحببت أن تر نصرتي(7)* وتعلم أني لم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا(8)
وقال أمير وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد تسليمه ذلك :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله الخلق إذ مكروا به * فنجاه ذو الطول الكريم من المكر
وبت اراعيهم وهم يثبتونني * وقد صبرت نفسي على القتل والاسر
وبات رسول الله في الشعب آمنا * وذلك في حفظ الاله وفي ستر


(1)في المصدر استشار ابا طالب رحمه الله في ذلك .
(2)في المصدر " ليقيه " .
(3)في المصدر : لفداء الاغر .
(4)الباع : قدر مد اليدين . ويقال : طويل الباع ورحب الباع أى كريم مقتدر .
(5)في المصدر : ان يصبك المنون فالنبل يبرى .
(6)أى طال عيشه واستمتع به .
(7)في المصدر : اظهار نصرتى .
(8)يفع الغلام : ترعرع وناهز البلوغ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه