بحار الأنوار ج18

فدعوته ، فخرجت وهو مضطجع(1)يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعا ، فقلت : يا رسول الله
عندنا طعام فاتكأ علي ومضينا نحو فاطمة عليها السلام فلما دخلنا قال : هلمي طعامك يا فاطمة
فقدمت إليه البرمة والقرص ، فغطى القرص وقال : " اللهم بارك لنا في طعامنا " ثم قال :
اغرفي لعائشة فغرفت ، ثم قال : اغرفي لام سلمة ، فما زالت تغرف حتى وجهت إلى النساء
التسع بقرصة قرصة ومرق ، ثم قال : اغرفي لابيك وبعلك ، ثم قال اغرفي وأهدي لجيرانك
ففعلت ، وبقي عندهم ما يأكلون أياما .
21 - يج روي أنه أقبل إلى الحديبية وفي الطريق وشل(2)بقدر ما يروي
الراكب والراكبين ، وقال : من سبقنا إلى الماء فلا يسقين ، فلما انتهى إلى الماء دعا بقدح
فتمضمض فيه ثم صبه في الماء فشربوا وملاوا أداواهم ومياضيهم(3)وتوضأوا ، فقال النبي
صلى الله عليه وآله : لئن بقيتم أو من بقي منكم ليسمعن يسقي(4)ما بين يديه من كثرة
مائه ، فوجدوا من ذلك ماقال .
22 - يج : روي أن بنت عبدالله بن رواحة الانصاري مرت به أيام حفرهم الخندق
فقال لها من تريدين ؟ فقالت : أتي عبدالله بهذه التمرات ، فقال : هاتيهن ، فنثرت في كفه
ثم دعا بالانطاع ، ثم نادى : هلموا فكلوا ، فأكلوا فشبعوا وحملوا ما أرادوا معهم ودفع
ما بقي إليها .
23 - يج : روي أنه كان في سفر فأجهد الناس جوعا ، فقال : من كان معه زاد فليأتنا
فأتاه نفر بمقدار صاع ، بالازر والانطاع ، ثم صفف(5)التمر عليها ودعا ربه ، فأكثر
الله ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة .
24 - يج : روي عن جابر قال : استشهد والدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد
وهو ابن مأتي سنة . وكان عليه دين ، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فقال : ما فعل دين أبيك ؟


(1)وهو يقول خ ل وقد مر الحديث ص 232 ج 17 .
(2)الوشل : الماء القليل يتحلب من صخر أو جبل .
(3)الاداوى جمع الاداوة : اناء صغير من جلد . والمياضى جمع المضياة : المطهرة .
(4)سقى خ ل .
(5)صب خ ل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه