بحار الأنوار ج14

فيه ، فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا ؟ قالوا : نعم ، قال : فأنتم
في راحة ، فأبلغت الريح سليمان ماقال إبليس للشياطين ، فأمرهم يحملون الحجارة ذاهبين
ويحملون الطين راجعين إلى موضعها ، فتراء‌ى لهم إبليس فقال : كيف أنتم ؟ فشكوا إليه ،
فقال : ألستم تنامون بالليل ؟ قالوا : بلى ، قال : فأنتم في راحة ، فأبلغت الريح ما قالت
الشياطين وإبليس فأمرهم أن يعملوا بالليل والنهار ، فما لبثوا إلا يسيرا حتى مات سليمان ،
وقال : خرج سليمان يستسقي ومعه الجن والانس فمر بنملة عرجاء(1)ناشرة جناحها ،
رافعة يدها ، وتقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، لاغنى بنا عن رزقك فلا تؤاخذنا بذنوب
بني آدم واسقنا ، فقال سليمان عليه السلام لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم .(2)
وفي خبر : قد كفيتم بغيركم .(3)
بيان : قال الجوهري : طروقة الفحل : أنثاه .
13 سن : اليقطيني ، عن الدهقان ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ،
عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال : مابعث الله نبيا قط إلا عاقلا ، وبعض النبيين
أرجح من بعض ، وما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله ، واستخلف داود سليمان
وهو ابن ثلاثة عشر سنة ، ومكث في ملكه أربعين سنة ، وملك ذو القرنين وهو ابن اثني
عشر سنة ومكث في ملكه ثلاثين سنة .(4)
14 سن : أبي وعلي بن عيسى الانصاري ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبي
الحسن الثاني عليه السلام قال : إن سليمان بن داود عليهما السلام أتته امرأة عجوز مستعدية على


(1)عرجاء مؤنث اعرج ، فهي من اصابته مرض في رجلها فتمشي مشية غير متساوية فيميل
جسدها خطوة إلى اليمين وخطوة إلى الشمال .
(2)شفع لفلان أو فيه إلى زيد : طلب من زيد ان يعاونه .
(3)قصص الانبياء مخطوط ، ورواه المسعودي في اثبات الوصية قال : روى ان القحط اشتد
في زمانه فشكا الناس اليه ذلك وسألوه ان يستسقي لهم فخرج معهم ، فلما ان صار في بعض الطريق
اذا هو بنملة رافعة يديها إلى السماء ، واضعة رجليها في الارض وهي تقول . ثم ذكر مثله الا انه
قال فلا تهلكنا ، وفيه ايضا : فقد سقيتم بغيركم .
(4)محاسن البرقي : 193 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه