بحار الأنوار ج93

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه خطب الناس آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس
قد أظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة العمل فيهاخير من العمل في ألف
شهر ، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ،
ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضيه فيما سواه ، وهو شهر الصبر
والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة شهر يزاد فيه في رزق المؤمن ، من فطر فيه صائما
كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبة من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص
من أجراه شئ .
فقال بعض القوم : يا رسول الله صلى الله عليه وآله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ،
فقال صلى الله عليه وآله : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمر أو شربة
ماء ، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لايظمأ بعدها .
وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، ومن حفف
عن مملوكه فيه غفر الله له ، وأعتقه من النار .
واستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتان ترضون بهما ربكم ، وخصلتان
لاغنى بكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم ، فشهادة أن لاإله إلا
الله ، وتستغفرونه ، وأما اللتان لاغنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة ، تعوذون
به من النار
وعنه صلى الله عليه وآله أنه صعد المنبر فقال : آمين ، ثم قال : أيها الناس إن جبرئيل
استقبلني فقال : يا محمد من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه فمات فأبعده الله ، قل : آمين
فقلت : آمين .
وعن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له
إلى مثله من قابل إلا أن يشهد عرفة .
وعن علي عليه السلام أنه قال : صوم شهر رمضان جنة من النار(1).


(1)دعائم الاسلام ج 1 ص 268 و 269 . وفى المجازات النبويه ص 119 : ومن ذلك
قوله صلى الله عليه وآله الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة وهاتان استعارتان : أحدهما قوله(ع) الصوم =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه