بحار الأنوار ج18

أنا بجبرئيل فتناقلني منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى ، فوقف بي تحتها ، ثم أدخلني
إلى جنة المأوى ، فرأيت مسكني ومسكنك يا علي فيها ، فبينا جبرئيل يكلمني إذ
تجلى لي نور من نور الله عزوجل فنظرت إلى مثل مخيط الابرة إلى مثل ما كنت نظرت
إليه في المرة الاولى ، فناداني ربي عزوجل : يا محمد ، قلت : لبيك ربي وسيدي وإلهي
قال : سبقت رحمتي غضبي لك ولذريتك ، أنت مقربي من خلقي ، وأنت أميني وحبيبي
ورسولي ، وعزتي وجلالي لولقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين ، أو يبغضون صفوتي
من ذريتك لادخلنهم ناري ولا ابالي ، يا محمد علي أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد
الغر المحجلين إلى جنات النعيم ، أبوالسبطين ، سيدي شباب أهل جنتي ، المقتولين ظلما ،
ثم حرض على الصلاة(1)وما أراد تبارك وتعالى ، وقد كنت قريبا منه في المرة الاولى
مثل ما بين كبد القوس إلى سيته ، فذلك قوله عزوجل : " قاب قوسين أوأدنى " من ذلك
ثم ذكر سدرة المنتهى فقال : " ولقد رآه نزلة اخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة
المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * مازاغ البصر وما طغى " يعني ما غشي السدرة من
نور الله وعظمته(2).
بيان : قال الجوهري : الرفرف : ثياب خضر تتخذ منها المحابس(3)، الواحدة
رفرفة ، والرفرف أيضا : كسر الخباء وجوانب الدرع وما تدلى منها .
أقول : روى هذا الخبر الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن
العباس مثله سواء(4).
101 - شف : عن أبي جعفربن بابويه برجال المخالفين رويناه من كتابه كتاب أخبار
الزهراء عن الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن محمد بن علي الهمداني ، عن أبي
الحسن خلف بن موسى ، عن عبدالاعلى(5)الصنعاني ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن أبي يحيى


(1)أى حث عليها .
(2)اليقين في امرة امير المؤمنين : 89 - 91 .
(3)جمع محبس وهوستر الفراش وفى اللسان " يتخذ منها للمجالس " والصحيح أن المراد
بالرفرف ههنا الطائر .
(4)لم نجد الحديث في المحتضر وقد ذكر فيه روايات في المعراج لا يوافقه بالفاظه راجع
ص 148 - 150 . وقبله .
(5)في النسخة المخطوطة : محمد بن عبدالاعلى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه