بحار الأنوار ج14

9 فس : أبي ، عن البزنطي ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي خالد القماط ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قالت بنو إسرائيل لسليمان عليه السلام : استخلف علينا ابنك ،(1)فقال
لهم : إنه لا يصلح لذلك ، فألحوا عليه فقال : إني سائله عن مسائل فإن أحسن الجواب
فيها استخلفته ، ثم سأله فقال : يابني ماطعم الماء وطعم الخبز ؟ ومن أي شئ ضعف الصوت
وشدته ؟ وأين موضع العقل من البدن ؟ ومن أي شئ القساوة والرقة ؟ ومم تعب البدن
ودعته ؟ ومم تكسب البدن وحرمانه ؟(2)فلم يجبه بشئ منها ، فقال أبوعبدالله عليه السلام :
طعم الماء الحياة ، وطعم الخبز القوة ،(3)وضعف الصوت وشدته من شحم الكليتين ،
وموضع العقل الدماغ ، ألا ترى أن الرجل إذا كان قليل العقل قيل له : ما أخف دماغه !
والقسوة والرقة من القلب وهو قوله : " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " وتعب البدن و
دعته من القدمين اذا أتعبا في المشي(4)يتعب البدن وإذا أودعا أودع البدن(5)وكسب
البدن وحرمانه من اليدين إذا عمل بهما ردتا على البدن ، وإذا لم يعمل بهما لم تردا على
البدن شيئا .(6)
تذنيب : قال الطبرسي رحمه الله : قيل : إن سليمان عليه السلام كان يعتكف في مسجد
بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل وأكثر ، يدخل فيه طعامه وشرابه
ويتعبد فيه ، فلما كان في المرة التي مات فيها لم يكن يصبح يوما إلا وتنبت شجرة كان
يسألها سليمان عليه السلام فتخبره عن اسمها ونفعها وضرها ، فرأى يوما نبتا فقال : ما اسمك ؟
قال : الخرنوب ، قال : لاي شئ أنت ؟ قال : للخراب ، فعلم أنه سيموت ، فقال : اللهم
أعم على الجن موتي ليعلم الانس أنهم لا يعلمون الغيب ، وكان قد بقي من بنائه سنة ، وقال
لاهله : لا تخبروا الجن بموتي حتى يفرغوا من بنائه . ودخل محرابه وقام متكئا على


(1)في المصدر : استخلفه .
(2)في المصدر : ومم متعب البدن ودعته ؟ ومم مكسبة البدن وحرمانه .
(3)ولعل المراد من الطعم هنا الفائدة والنفع ، أو أن الحياة والقوة لو كانتا مما يطعم لكان
طعمهما طعم الماء والخبز .
(4)في المصدر : اذا تعبا . قلت : الدعة : الراحة .
(5)في المصدر : واذا ودعا ودع البدن ، ومكسب البدن اه‍ .
(6)تفسير القمي : 568 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه