بحار الأنوار ج56

الحسن : هم أربعة أملاك يجتمعون عند صلوة الفجر ، وهو معنى قوله " إن قرآن
الفجر كان مشهودا " وقد روي ذلك أيضا عن أئمتنا عليهم السلام .
والثانى : أنهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير
فيحولون(1)بينه وبين المقادير ، عن علي عليه السلام . وقيل : هم عشرة أملاك على
كل آدمي يحفظونه من بين يديه ومن خلفه " يحفظونه من أمر الله " أي يطوفون
به كما يطوف الملك الموكل بالحفظ ، وقيل : يحفظون ما تقدم من عمله وما تأخر
إلى أن يموت فيكتبونه ، وقيل : يحفظونه من وجوه المهالك والمعاطب ، ومن
الجن والانس والهوام ، وقال ابن عباس : يحفظونه مما لم يقدر نزوله فإذا
جاء المقدر بطل الحفظ ، وقيل : من أمر الله أي بأمر الله ، وقيل : يحفظونه عن
خلق الله ، فتكون من بمعنى عن ، قال كعب : لولا أن الله وكل بكم ملائكته
يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم ليخطفنكم الجن(2)(انتهى).
وقال الرازي في تفسيره : روي أنه قيل : يا رسول الله ! اخبرني عن العبد
كم معه من ملك ؟ فقال عليه السلام : ملك عن يمينك للحسنات(3)هو أمين على الذي
على الشمال ، فإذا عملت حسنة كتب عشرا ، وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال
لصاحب اليمين : اكتب ، قال : لا لعله يتوب ، فاذا قال ثلاثا قال : نعم ، أكتب
أراحنا الله منه فبئس القرين ، ما أقل مراقبته لله واستحياء‌ه منا ! فهو(4)قوله
تعالى " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " وملك قابض على ناصيتك ، فإذا تواضعت
لربك رفعك ، وإن تجبرت قصمك ، وملكان على شفتيك يحفظان عليك الصلوة
وملك(5)على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك ، وملك(6)على عينيك


(1)في المصدر : فيحيلون .
(2)مجمع البيان : ج 6 ، ص 280 281 .
(3)في المصدر : يكتب الحسنات .
(4)< < : وملكان من بين يديك ومن خلفك فهو قوله تعالى . .
(5)< < : الصلوة على .
(6)< < : وملكان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه