بحار الأنوار ج28

فسرلي قوله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله : ليس لك من الامر شئ (1)فقال : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله كان حريصا على أن يكون علي بن أبي طالب من بعده على الناس ،
وكان عند الله خلاف ذلك ، فقال : وعنى بذلك قوله عزوجل ألم أحسب الناس
أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن
الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين قال : فرضي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله
عزوجل(2).
43 - كتاب المحتضر : للحسن بن سليمان نقلا من كتاب الدر المنتقى في
مناقب أهل التقى ، يرفعه باسناده إلى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول
الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ أقبل الحسن عليه السلام فلما رآه بكى ، ثم قال : إلى يا
بني ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين على السلام فلما رآه
بكى ، ثم قال : إلى يا بنى ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم
أقبلت فاطمة عليها السم فلما رآها بكى ثم قال إلى يا بنية ، فما زال يدنيها حتى أجلسها
بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما رآه بكى ثم قال :
إلى يا أخي ، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الايمن .
فقال له أصحابه : يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت ؟ قال : يا ابن
عباس لو أن الملائكة المقربين ، والانبياء والمرسلين ، واجتمعوا على بغضه ولن
يفعلوا لعذبهم الله بالنار(3)قلت : يا رسول الله هل يبغضه أحد ، فقال : يا ابن عباس
نعم قوم يذكرون أنهم من أمتى لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، يا ابن عباس إن
من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه ، والذي بعثنى بالحق نبيا ما خلق الله


(1)آل عمران : 128 .
(2)كنز الفوائد : وتراه في تفسير العياشى ج 1 ص 197 .
(3)وفى الحديث : لو أن عبدا عبدالله ألف عام بعد ألف عام بين الركن والمقام
ثم لقى الله مبغضا لعلى وعترتى لاكبه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم ، رواه الحمويى
في الفرائد والخوارزمى في المناقب : 52 والسيوطى في ذيل اللئالى : 65(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه