بحار الأنوار ج6

بيان : قوله عليه السلام : وذلك أي فكر الساعة الذي هو خير من عبادة سنة . وحل
أطناب خيام الدنيا كناية عن قطع العلائق عنها وعن شهواتها ، وكذا شدها في الآخرة
عبارة عن جعل ما يأخذه ويدعه في الدنيا لتحصيل الآخرة .
33 - شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : أخبرني عن
الكافر الموت خير له أم الحياة ؟ فقال : الموت خير للمؤمن والكافر ، قلت : ولم ؟ قال :
لان الله يقول : " وما عند الله خير للابرار " ويقول : ولا تحسبن الذين كفروا أنما
نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين " .
34 - سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه رحمه الله قال : قال أبو عبدالله عليه السلام :
بلغ أمير المومنين عليه السلام موت رجل من أصحابه ثم جاء خبر آخر أنه لم يمت ، فكتب
إليه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإنه قد كان أتانا خبر ارتاع له إخوانك ،(1)ثم جاء
تكذيب الخبر الاول ، فأنعم ذلك إن سررنا ، وإن السرور وشيك الانقطاع(2)يبلغه
عما قليل تصديق الخبر الاول ، فهل أنت كائن كرجل قد ذاق الموت ثم عاش بعده
فسأل الرجعة(3)فاسعف بطلبته فهو متأهب بنقل ما سره من ماله إلى دار قراره ، لا يرى
أن له مالا غيره ؟ واعلم أن الليل والنهار دائبان(4)في نقص الاعمار وإنفاد الاموال و
طي الآجال ، هيهات هيهات قد صبحا عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا فأصبحوا قد
وردوا على ربهم وقدموا على أعمالهم ، والليل والنهار غضان جديدان لا يبليهما ما مرا
به يستعدان لمن بقي بمثل ما أصابا من مضى ،(5)واعلم أنما أنت نظير إخوانك وأشباهك
مثلك كمثل الجسد قد نزعت قوته فلم يبق إلا حشاشة نفسه ، ينتظر الداعي فنعوذ بالله
مما نعظ به ثم نقصر عنه .


(1)ارتاع منه وله : فزع وتفزع .
(2)أى سريع الانقطاع وقريبه .
(3)في السرائر المطبوع : قد ذاق الموت وعاين ما بعده يسأل الرجعة .
(4)دأب في العمل : جد وتعب واستمر عليه فهو دائب . وفى السرائر المطبوع : واعلم أن
الليل والنهار لم يزالا دائبين في قصر(نقص خ ل)الاعمار .
(5)في نسخة : يستعدان لمن بقى أن يصيباه ما أصابا من مضى .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه