بحار الأنوار ج60

وقيل : معناه : نذيقه العذاب في الدنيا ، وأن الله سبحانه وكل بهم ملكا بيده
سوط من نار ، فمن زاغ منهم عن طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته .
" يعملون له ما يشاء من محاريب " وهي بيوت الشريعة .
وقيل : هي القصور والمساجد يتعبد فيها ، وكان مما عملوه بيت المقدس " وتماثيل "
يعني صورا من نحاس وشبه ، وزجاج ، ورخام ، كانت الجن تعملها .
وقال بعضهم(1)كانت صورا للحيوانات .
وقال آخرون : كانوا يعملون صور السباع والبهائم على كرسيه ليكون
أهيب له .
قال الحسن : ولم يكن يومئذ التصاوير محرمة ، وهي محظورة في شريعة نبيا
صلى الله عليه وآله .
وقال ابن عباس : كانوا يعملون صور الانبياء والعباد في المساجد ليقتدي
بهم ، وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : والله ماهي تماثيل الرجال والنساء ، ولكنها
الشجر وما أشبهه .
" وجفان كالجواب " أي صحاف كالحياض يجبى فيها الماء أي : يجمع .
وقيل : إنه كان يجتمع على كل جفنة ألف رجل يأكلون بين يديه " وقدور
راسيات " أي ثابتات لا تزلن عن أمكنتهن لعظمتهن " فلما قضينا عليه الموت " أي
فلما حكمنا على سليمان بالموت .
وقيل : معناه أوجبنا على سليمان(2)" مادلهم على موته إلا دابة الارض تأكل
منسأته " أي ما دل الجن على موته إلا الارضة ، ولم يعلموا موته حتى أكلت عصاه
فسقط فعلموا أنه ميت .
وروى أبوبصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن سليمان أمر الشياطين فعملوا له
قبة من قوارير فبينما هو قائم متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون


(1)في المصدر : ثم اختلفوا فقال بعضهم .
(2)في المصدر : على سليمان الموت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه