بحار الأنوار ج28

إن الامة ستغدر بك بعدي(1).
34 - كشف : روى جابر بن عبدالله الانصاري قال : دخلت فاطمة عليها السلام على
رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في سكرات الموت فانكبت عليه تبكى ، ففتح عينه وأفاق ، ثم
قال يا بنية أنت المظلومة بعدي ، وأنت المستضعفة بعدى ، فمن آذاك فقد آذانى ،
ومن غاظك فقد غاظنى ، ومن سرك فقد سرني ، ومن برك فقد برني ، ومن
جفاك فقد جفانى ، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد قطعنى ، ومن أنصفك
فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لانك مني وأنا منك ، وأنت بضعة مني
وروحي التي بين جنبي ، ثم قال عليه السلام : إلى الله أشكو ظالميك من أمتي .
ثم دخل الحسن والحسين عليهما السلام فانكبا على رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يبكيان
ويقولان : أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله ، فذهب على عليه السلام لينحيهما عنه فرفع
رأسه إليه ، ثم قال : دعهما يا أخى يشماني وأشمهما ، ويتزودان مني وأتزود
منهما ، فانهما مقتولان بعدي ظلما وعدوانا ، فلعنة الله على من يقتلهما ، ثم قال :
يا علي أنت المظلوم بعدي ، وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة(2).
35 - فر : أحمد بن عيسى بن هارون معنعنا عن جابر بن عبدالله الانصاري
رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل على عليه السلام فلما نظر
إليه النبى صلى الله عليه وآله قال : الحمد لله رب العالمين لا شريك له ، قال : قلنا : صدقت يا
رسول الله الحمد لله رب العالمين لا شريك له ، قد ظننا أنك لم تقلها إلا لعجب من
شئ رأيته ، قال : نعم ، لما رأيت عليا مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبى جبرئيل
عليه السلام قال : قال : إني سألت الله أن يجتمع الامة عليه فأبى عليه إلا أن يبلو
بعضهم ببعض حتى يميز الخبيث من الطيب ، وأنزل علي بذلك كتابا ألم أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن
الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أما إنه قد عوضه مكانه بسبع خصال : يلى


(1)الطرائف : 129 ، وقد مر تحت الرقم 25 أيضا
(2)كشف الغمة ج 2 ص 58(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه