بحار الأنوار ج10

وهو ساجد ، ورويتم أن أربعة أملاك التقوا أحدهم من أعلى الخلق ، وأحدهم من
أسفل الخلق ، وأحدهم من شرق الخلق ، وأحدهم من غرب الخلق ، فسأل بعضهم بعضا
فكلهم قال : من عندالله ، أرسلني بكذا وكذا ، ففي هذا دليل على أن ذلك في المنزلة
دون التشبيه والتمثيل .(1)
فقال أبوقرة : أتقر أن الله تعالى محمول ؟ فقال أبوالحسن عليه السلام : كل محمول
مفعول ومضاف إلى غيره محتاج ، فالمحمول اسم نقص في اللفظ ، والحامل فاعل ، و
هو في اللفظ ممدوح ، وكذلك قول القائل : فوق وتحت وأعلى وأسفل ، وقد قال الله
تعالى :(والله الاسماء الحسنى فادعوه بها)ولم يقل في شئ من كتبه أنه محمول ، بل هو
الحامل في البر والبحر ، والممسك للسماوات والارض ، والمحمول ما سوى الله ، ولم
نسمع أحدا آمن بالله وعظمه قط قال في دعائه : يا محمول .
قال أبوقرة : أفتكذب بالرواية : إن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه ، إن الملائكة
الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم فيخرون سجدا ، فإذا ذهب الغضب
خف فرجعوا إلى مواقفهم ؟(2)فقال عليه السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى وتعالى منذ لعن
إبليس إلى يومك هذا وإلى يوم القيامة غضبان هو على إبليس وأوليائه أو راض عنهم ؟
فقال : نعم هو غضبان عليه ، قال فمتى رضي فخفف وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه(3)
وعلى أتباعه ؟ ! ثم قال : ويحك كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغير من حال إلى
حال ، وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين ؟ سبحانه لم يزل مع الزائلين ، ولم يتغير
مع المتغيرين . قال صفوان : فتحير أبوقرة ولم يحرجوابا حتى قام وخرج .(4)
بيان : قوله :(وليس له بدؤ)أي ليس للكلام علة ، لان القدم غير مصنوع
(وليس بإله)أي والحال أن الكلام ليس بإله حتى لايحتاج إلى الصانع ، أو الصانع


(1)تقدم مثله في باب نفى الزمان والمكان عنه تعالى راجع ج 3 ص 325 ، وقد تقدم هناك ما يتعلق
بمسألة الزمان والمكان وغيرهم من الحركة والانتقال .
(2)في نسخة : فيرجعون إلى مواقفهم .
(3)في المصدر : لم يزل غضبانا عليه .
(4)الاحتجاج : 221 و 222 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه