بحار الأنوار ج51

الشبهة من كل وجه .
دليل آخر : ومما يدل على إمامة صاحب الزمان وصحة غيبته ، مارواه الطائفتان
المختلفان ، والفرقتان المتباينتان العامة والامامية أن الائمة بعد النبي صلى الله عليه وآله
اثنا عشر لايزيدون ولا ينقصون ، وإذا ثبت ذلك فكل من قال بذلك قطع على
الائمة الاثني عشر الذين نذهب إلى إمامتهم ، وعلى وجود ابن الحسن وصحة
غيبته ، لان من خالفهم في شئ من ذلك لايقصر الامامة على هذا العدد بل يجوز
الزيادة عليها ، وإذا ثبت بالاخبار التي نذكرها هذا العدد المخصوص ثبت ماأردناه .
أقول : ثم أورد ره من طرق الفريقين بعض ماأوردناه في باب النصوص
على الاثني عشر عليهم السلام .
ثم قال رحمه الله :
فان قيل : دلوا أولا على صحة هذه الاخبار فانها أخبار آحاد لايعول عليها
فيم طريقه العلم ، وهذه مسألة علمية ثم دلوا على أن المعني بها من تذهبون
إلى إمامته فان الاخبار التي رويتموها عن مخالفيكم وأكثر مارويتموها
من جهة الخاصة إذا سلمت فليس فيها صحة ماتذهبون إليه ، لانها تتضمن غير
ذلك فمن أين لكم أن أئمتكم هم المرادون بها دون غيرهم .
قلنا : أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة الامامية يروونها على وجه
التواتر خلفا عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجود في كتب الامامية في النصوص
على أمير المؤمنين عليه السلام والطريقة واحدة .
وأيضا فان نقل الطائفتين المختلفتين المتباينتين في الاعتقاد يدل على صحة
ماقد اتفقوا على نقله ، لان العادة جارية أن كل من اعتقد مذهبا وكان الطريق
إلى صحة ذلك النقل فان دواعيه تتوفر إلى نقله ، وتتوفر دواعي من خالفه إلى
إبطال مانقله أو الطعن عليه ، والانكار لروايته ، بذلك جرت العادات في مدائح
الرجال وذمهم ، وتعظيمهم والنقص منهم ، ومتى رأينا الفرقة المخالفة لهذه الفرقة
قد نقلت مثل نقلها ، ولم يتعرض للطعن على نقله ، ول ينكر متضمن الخبر ، دل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه