بحار الأنوار ج41

وأتي بأترج ، فذهب الحسن أو الحسين يتناول أترجة ، فنزعها من يده ثم أمر
به فقسم بين الناس .
إن رجلا من خثعم رأي الحسن والحسين عليهما السلام يأكلان خبزا وبقلا وخلا
فقلت لهما(1): أتأكلان من هذا وفي الرحبة ما فيها ؟ فقالا : ماأغفلك عن أمير المؤمنين
عليه السلام !
عن زاذان إن قنبرا قدم إلى أميرالمؤمنين عليه السلام جامات من ذهب وفضة في
الرحبة وقال : إنك لا تترك شيئا إلا قسمته ، فخبأت لك هذا ، فسل سيفه وقال :
ويحك لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا ، ثم استعرضها بسيفه فضربها حتى انتثرت
من بين إناء مقطوع بضعة وثلاثين ، وقال : علي بالعرفاء ، فجاؤوا ، فقال : هذا
بالحصص وهو يقول :
هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه
جمل أنساب الاشراف أنه أعطته الخادمة في بعض الليالي قطيفة ، فأنكر
دفأها(2)فقال : ماهذه ؟ قالت الخادمة : هذه من قطف الصدقة ، قال : أصرد تمونا(3)
بقية ليلتنا .
وقدم عليه عقيل فقال للحسن : اكس عمك ، فكساه قميصا من قمصه ورداء
من أرديته ، فلما حضر العشاء فإذا هو خبز وملح ، فقال عقيل : ليس إلا ما أرى ؟
فقال : أوليس هذا من نعمة الله وله الحمد كثيرا ، فقال : أعطني ما أقضي به ديني
وعجل سراحي حتى أرحل عنك ، قال : فكم دينك يا أبا يزيد ؟ قال : مائة ألف
درهم ، قال : لا والله ما هي عندي ولا أملكها ، ولكن اصبر حتى يخرج عطائي فاواسيكه
ولولا أنه لابد للعيال من شئ لاعطيتك كله ، فقال عقيل : بيت المال في يدك
وأنت تسوفني إلى عطائك ؟ وكم عطاؤك ؟ وما عساه يكون ولو أعطيتنيه كله ؟


(1)كذا في النسخ وفي المصدر : فقال لهما .
(2)الدف‌ء : نقيض حدة البرد .
(3)صرد الرجل : كان قويا على احتمال البرد .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه