بحار الأنوار ج18

المواقيت للحج ، ووضع عمرة ، والمسلخ وبطن العقيق ميقاتا لاهل العراق ولاعراق يومئذ ،
والجحفة لاهل الشام وليس به من يحج يومئذ ، ومن أصغى إلى ما نقل عنه علم أن
الاولين والآخرين يعجزون عن أمثالها ، وأن ذلك لايتصور إلا أن يكون من الوحي
والتنزيل .

وقوله صلى الله عليه وآله زويت(1)لي الارض فاريت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك امتي
مازوي لي منها ، فصدق في خبره فقد ملكهم من أول المشرق إلى آخر المغرب من بحر
الاندلس وبلاد البربر ، ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما أخبر صلى الله عليه وآله سواء
بسواء .
وقوله لعدي بن حاتم : لا يمنعك من هذا الدين الذي ترى من جهد أهله وضعف
أصحابه ، فلكأنهم بيضاء المدائن قد فتحت عليهم ، وكأنهم بالظعينة تخرج من الحيرة حتى
تأتي مكة بغير خفار(2)، ولا تخاف إلا الله ؟ فأبصر عدي ذلك كله .
وقوله صلى الله عليه وآله لخالد بن الوليد وقد بعثه إلى اكيدر بن عبدالملك ملك كنده وكان نصرانيا
ستجده يصيد البقر ، فخرج حتى كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة وهو
على سطح له ومعه امرأته ، فباتت البقر تخد بقرونها باب القصر ، فقالت : هل رأيت مثل
ذلك قط ؟ قال : لا والله ، قالت فمن بترك(3)هذا ؟ قال : لا أحد ، فنزل وركب على فرسه


(1)أى جمعت .
(2)من خفره : أجاره وحماه وأمنه .
(3)هكذا في الكتاب ومصدره ، واستظهر المصنف في الهامش أنه مصحف ببابك . أقول :
أورده المقريزى في الامتاع : 464 وابن هشام في السيرة 4 : 181 وفيهما : من يترك هذه . ونص
الحديث في الامتاع هكذا : ومعه امرأته الرباب بنت أنيف بن عامر ، وقينته تغنيه وقد شرب ،
فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن ، فأشرفت امرأته فرأت البقر فقالت : ما رأيت كالليلة في
اللحم ، هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال : لا ، قالت : من يترك هذا ؟ قال : لا أحد : قال اكيدر :
والله ما رأيت جاء‌تنا ليلا بقر غير تلك الليلة ، ولقد كنت اضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهرا
أو اكثر ، ثم أركب بالرجال وبالالة ، فنزل فأمر بفرسه فأسرج ، وأمر بخيل فأسرجت ، وركب
معه نفر من أهل بيته ، معه أخوه حسان ومملوكان له ، فخرجوا من حصنهم بمطاردهم ، وخيل - >(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه