بحار الأنوار ج64

شئ المولى الصريح ؟ فقال له الرجل : من ملك أبواه ، قال : ولم قالوا هذا ؟
قال : لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : مولى القوم من أنفسهم ، فقال : سبحان الله أما بلغك
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أنا مولى من لا مولى له ، أنا مولى كل مسلم ، عربيها و
عجميها ، فمن والى رسول الله صلى الله عليه وآله ، أليس يكون من نفس رسول الله ؟ .
ثم قال : أيهما أشرف ؟ من كان من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ، أومن كان من
نفس أعرابي جلف بائل على عقبيه ؟ ثم قال عليه السلام : من دخل في الاسلام رغبة
خير ممن دخل رهبة ، ودخل المنافقون رهبة ، والموالي دخلوا رغبة ،(1)
بيان : في القاموس : " الصلب " بالضم : الشديد ، والحسب ، والقوة وقال :
" الصريح " : الخالص من كل شئ ، وقال(2): " السفل والسفلة " بكسرهما
نقيض العلو ، وقد سفل ككرم ، وعلم ، ونصر ، سفالا وسفولا وتسفل وسفل في
خلقه وعلمه ككرم سفلا ويضم وسفالا ككتاب وفي الشئ سفولا نزل من أعلاه
إلى أسفله ، وسفلة الناس بالكسر كفرحة أسافلهم وغوغاؤهم .
" مولى القوم من أنفسهم " كأن غرضه صلى الله عليه وآله حثهم على إكرام مواليهم
ومعتقيهم ، ورعايتهم وعدم الازراء بشأنهم وتعييرهم بخسة نسبهم ، لا أنهم في حكمهم
في جميع الامور ، كما فهمه بعض العامة ، قال في النهاية : في حديث الزكاة مولى
القوم منهم ، الظاهر من المذهب والمشهور أن موالي بني هاشم والمطلب لا يحرم
عليهم أخذ الزكوة ، لانتفاء النسب الذي به حرم على بني هاشم والمطلب ، وفي
مذهب الشافعي على وجه أنه يحرم على الموالي أخذها لهذا الحديث .
ووجه الجمع بين الحديث ، ونفي التحريم ، أنه إنما قال هذا القول تنزيها
لهم وبعثا على التشبه بسادتهم ، والاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي
أوساخ الناس .


(1)معانى الاخبار : 405 .
(2)القاموس ج 3 : 396 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه