الايات : التوبة : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل
عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم(1)
1 - ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن
عن أبيه عن محمد بن إسحاق بن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال : أيما حلف كان في الجاهلية فان الاسلام لم يرده(2)ولا حلف في الاسلام
(1)براءة : 104 .
(2)في المصدر المطبوع : فان الاسلام لم يزده الاشده ، وهو الصحيح من الحديث
كما رواه أبوداود في سننه(انظر المشكاة ص 303)قال : خطب رسول الله عام الفتح ثم قال :
أيها الناس انه لا حلف في الاسلام وما كان من حلف في الجاهلية فان الاسلام لايزيده الاشدة
الحديث كما في المتن .
قال في النهاية : أصل الحلف المعاقدة في الجاهلية على الفتن والقتال والغارات
فذلك الذى ورد النهي عنه في الاسلام بقوله صلى الله عليه وآله : لاحلف في الاسلام . وما كان في
الجاهلية على نصرة المظلوم وصلة الارحام فذلك الذى قال فيه : وما كان من حلف في
الجاهلية لايزيده الاسلام الا شدة . انتهى .
أقول : والظاهر أن المراد بقوله لاحلف في الاسلام أنه لا ينبغى بعد الاسلام عقد
حلف فان الاسلام أمر بالعدل والاحسان ونهى عن الفحشاء والمنكر ، وبعد أن كان الزعيم
الكفيل في كل ذلك هو الله تعالى عزوجل ، فلا مزيد عليه ، مع أن الاسلام لايريد من المسلم
أن يأتى بالخيرات حمية وهى لاتخلو عن رئاء وسمعة ، ولا أن ينتهى عن المنكرات عصبية
وذمارا وهى تنا في الاخلاص والطاعة ، بل انما يريد منهم الخيرات ما استطاعوا مخلصا ويطلب
منهم الانزجار عن الفحشاء والمنكرات طوعا ورغبة ليزكيهم ويسعدهم . = =