بحار الأنوار ج10

بالتأويل ، أتؤمن بهذا في الانجيل ؟ قال : نعم ، لا انكره : فقال له الرضا عليه السلام : يا
رأس الجالوت أسألك عن نبيك موسى بن عمران ، فقال : سل ، قال عليه السلام : ما الحجة
على أن موسى ثبتت نبوته ؟ قال اليهودي : إنه جاء بمالم يجئ به أحد من الانبياء
قبله ، قال له : مثل ما ذا ؟ قال : مثل فلق البحر ، وقلبه العصاحية تسعى ، وضربه الحجر
فانفجرت منه العيون ، وإخراجه يده بيضاء للناظرين ، وعلامات لايقدر الخلق على
مثلها .
قال له الرضا عليه السلام : صدقت في أنه كانت حجته على نبوته أنه جاء بما لا يقدر
الخلق على مثله ، أفليس كل من ادعى أنه نبي ثم جاء بما لا يقدر الخلق على مثله
وجب عليكم تصديقه ؟ قال : لا ، لان موسى لم يكن له نظير لمكانه من ربه ، وقربه
منه ، ولا يجب علينا الاقرار بنبوة من ادعاها حتى يأتي من الاعلام بمثل ما جاء به ،
قال الرضا عليه السلام : فكيف أقررتم بالانبياء الذين كانوا قبل موسى ولم يفلقوا البحر ، ولم
يفجروا من الحجر اثنتي عشرة عينا ، ولم يخرجوا بأيديهم مثل إخراج موسى يده بضاء ،
ولم يقلبوا العصاحية تسعى ؟ قال له اليهودي : قد خبرتك أنه متى ما جاؤوا على نبوتهم
من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله ولو جاؤوا بمالم يجئ به موسى أو كان على غير
ماجاء به موسى وجب تصديقهم ، قال : قال الرضا عليه السلام : يا رأس الجالوت فما يمنعك
من الاقرار بعيسى بن مريم وقد كان يحيي الموتى ، ويبرئ الاكمه والابرص ، ويخلق
من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ؟ قال رأس الجالوت : يقال :
إنه فعل ذلك ، ولم نشهده ، قال الرضا عليه السلام : أرأيت ما جاء به موسى من الآيات
شاهدته ؟ أليس إنما جاء‌ت الاخبار من ثقات أصحاب موسى أنه فعل ذلك ؟ قال :
بلى ، قال : فكذلك أيضا أتتكم الاخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم ، فكيف
صدقتم بموسى ولم تصدقوا بعيسى ؟ فلم يحرجوابا ، قال الرضا عليه السلام : وكذلك أمر
محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به ، وأمر كل نبي بعثه الله ، ومن آياته أنه كان يتيما فقيرا راعيا
أجيرا لم يتعلم كتابا ولم يختلف إلى معلم(1)ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الانبياء و _________________________
(1)اى لم يتردد إلى معلم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه