بحار الأنوار ج50

من لا يقبل رخصه(1)
5 - ما : الفحام عن المنصوري ، عن عم أبيه قال : قصدت الامام عليه السلام
يوما فقلت : ياسيدي إن هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي ومللني وما أتهم في
ذلك إلا علمه بملا زمتي لك ، وإذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك فينبغي أن
تتفضل علي بمسألته ، فقال : تكفى إنشاء‌الله .
فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل رسول يتلو رسولا فجئت والفتح
على الباب قائم فقال : يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل كدني هذا الرجل مما
يطلبك ، فدخلت وإذا المتوكل جالس على فراشه فقال : يا أبا موسى نشغل عنك و
تنسينا نفسك أي شئ لك عندي ؟ فقلت : الصلة الفلانية والرزق الفلاني وذكرت
أشياء فأمر لي بها وبضعفها .
فقلت للفتح : وافى علي بن محمد إلى ههنا ؟ فقال : لا ، فقلت : كتب رقعة ؟
فقال : لا فوليت منصرفا فتبعني فقال لي : لست أشك أنك سألته دعاء لك فالتمس
لي منه دعاء .
فلما دخلت إليه عليه السلام فقال لي : يا أبا موسى ! هذا وجه الرضا ، فقلت :
ببركتك يا سيدي ، ولكن قالوا لي : إنك ما مضيت إليه ولا سألته ، فقال : إن الله
تعالى علم منا أنا لا نلجأ في المهمات إلا إليه ولا نتوكل في الملمات إلا عليه و
عودنا إذا سألناه الاجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا .
قلت : إن الفتح قال لي كيت وكيت ، قال : إنه يوالينا بظاهره ، ويجانبنا
بباطنه ، الدعاء لمن يدعوبه : إذا أخلصت في طاعة الله ، واعترفت برسول الله صلى الله عليه وآله
وبحقنا أهل البيت وسألت الله تبارك وتعالى شيئا لم يحرمك قلت : ياسيدي فتعلمني
دعاء أختص به من الادعية قال : هذا الدعاء كثيرا أدعو الله به وقد سألت الله أن
لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو :
" يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد ويا كهفي والسند ، ويا واحد يا


(1)ورواه ابن شهر آشوب في المناقب ج 4 ص 414 مرسلا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه