بحار الأنوار ج37

العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عباس قال : إن رسول الله
صلى الله عليه وآله لما اسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور ، وهو قول الله
عزوجل : " خلق الظلمات والنور(1)" فلما انتهى به إلى ذلك النهر فقال له جبرئيل :
يا محمد اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومدلك أمامك ، فإن هذا نهر
لم يعبره أحد ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ،
ثم أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك
وتعالى منها ملكا قربا ، له عشرون ألف وجه ، وأربعون ألف لسان ، كل لسان يلفظ
بلغة لا يفقهها اللسان الآخر ، فعبر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب
خمس مائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مائة عام ، ثم قال : تقدم يا
محمد ، فقال له : يا جبرئيل ولم لا تكون معي ؟ قال : ليس لي أن أجوز هذا المكان ، فتقدم
رسول الله صلى الله عليه وآله ماشاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى : أنا المحمود
وأنت محمد ، شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ، ومن قطعك بتكته ، انزل إلى
عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وأنك رسولي
وأن عليا وزيرك ، فهبط رسول الله صلى الله عليه وآله فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن
يتهموه ، لانهم كانوا حديثي العهد(2)بالجاهلية ، حتى مضى لذلك ستة أيام ،
فأنزل الله تبارك وتعالى " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضاق به صدرك(3)" فاحتمل
رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن ، فأنزل الله تبارك وتعالى(4)" يا أيها الرسول
بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس(5)"
وقال(6)رسول الله صلى الله عليه وآله : تهديد بعد وعيد ، لامضين أمر الله عزوجل ، فإن يتهموني


(1)هذا تفسير الاية ، وأصلها " وجعل الظلمات والنور " الانعام : 1 .
(2)في المصدر : حديثى عهد .
(3)سورة هود : 12 .
(4)في المصدر : فأنزل الله تبارك وتعالى عليه .
(5)سورة المائدة : 67 .
(6)في المصدر : فقال .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه