بحار الأنوار ج20

فنفق(1)منصرفه من حجة الوداع ، وأما البغلة فبقيت إلى زمان معاوية .
وأما قيصر وهو هرقل ملك الروم فإنه أصبح يوما مهموما ، فقالت له بطارقته(2)
في ذلك ، فقال : أجل أريت في هذه الليلة أن ملك الختان صار ظاهرا ، قالوا :
ما نعلم أمة تختتن إلا يهود ، وهم في سلطانك : وسألوه أن يقتلهم جميعا فيستريح ،
فبينا هم في ذلك من رأيهم إذ أتاهم(3)رسول صاحب بصرى برجل من العرب يقوده
فقال : أيها الملك إن هذا من العرب ، يحدث عن أمر حدث ببلاده عجب ، فقال
هرقل لترجمانه : سله ما هذا الحدث الذي كان ببلاده ، فسأله فقال : خرج من بين
أظهرنا رجل يزعم أنه نبي ، فاتبعه ناس ، وخالفه الآخرون ، وكانت بينهم ملاحم
فتركتهم على ذلك ، قال : جردوه ، فجردوه فإذا هو مختون ، فقال هرقل : هذا
والله الذي رأيت ، أعطوه ثوبه انطلق(4)ثم دعا صاحب شرطته فقال : قلب لي الشام
ظهرا وبطنا حتى تأتيني برجل من قوم هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وآله ، قال أبوسفيان
وكنت قد خرجت في تجارة في زمن الهدنة فهجم علينا صاحب شرطته ، فقال : أنتم من
قوم هذا الرجل ؟ فقلنا : نعم فدعانا .
وبإسنادى في سماع البخاري إليه بإسناده عن عبدالله بن عباس أن أبا سفيان
بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشام في
المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش ، فأتوهم بإيليا(5)
فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا ترجمانه ، فقال : أيكم أقرب
نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبوسفيان : فقلت : أنا أقربهم نسبا ،
فقال : ادنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوه(6)عند ظهره ، ثم قال لترجمانه : قل


(1)اى هلك .
(2)بطارقة جمع البطريق : القائد من قواد الروم .
(3)في المصدر : اذ أتاه .
(4)لينطلق خ ل .
(5)ايليا بالمد والتخفيف وقد تشدد الياء الثانية : اسم مدينة بيت المقدس ،
(6)في المصدر : فاجعلوهم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه