بحار الأنوار ج66

اليقظة في الاسماع : الاستماع للحكم والمواعظ ، وكل كلام نافع في الدين والدنيا
والعبرة بسماع أحوال الماضين ، وترك الاصغاء إلى الملاهي ، وكل كلام باطل
وفي الابصار : النظر بعين العبرة ، والاستدلال بآثار الصنع على العلم والقدرة ، لا
بعين الالتذاذ والميل إلى المحرمات ، والرغبة في زهرات الدنيا ، وفي الافئدة : التفكر
في آيات القدرة وكلام الله عزوجل وأحكامه ، والحكم والمسائل الدينية ، والتفكر
فيما نزل بالماضين ، وعاقبة المحسنين والمسيئين ، وترك الاشتغال بالافكار الباطلة
وما يلهي عن ذكرالله عزوجل .
(يذكرون بأيام الله)إشارة إلى قوله تعالى(وذكرهم بأيام الله)(1)
وقيل : معناه وقايع الله في الامم الخالية ، وإهلاك من هلك منهم ، وأيام العرب
حروبها ، وقيل : أي بنعمه وآلائه ، وروي عن الصادق عليه السلام أنه يريد بأيام
الله سننه وأفعاله في عباده من إنعام وانتقام ، وهو القول الجامع ، ومقام الله
كناية عن عظمته وجلالته المستلزمة للهيبة والخوف ، وقيل في قوله تعالى(ولمن
خاف مقام ربه جنتان)(2)أي مقامه بين يدي ربه للحساب .
والفلاة المفازة لاماء فيها أو الصحراء الواسعة ، والقصد الرشد واستقامة
الطريق وضد الافراط والتفريط(وحمدوا إليه)أي منهيا أو متوجها ونحو ذلك
كقولهم في أوائل الكتب(أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو)وكذلك(ذموا
إليه)والهلكة بالتحريك والهلكاء الهلاك وهلكة هلكاء توكيد .
والتجارة ككتابة الاسم من قولك تجر فلان كنصر ، واتجر أي باع و
اشترى ، وقيل : التجارة المعاملة الرابحة ، وذكر البيع بعد التجارة مبالغة بالتعميم
بعد التخصيص ، إن اريد به مطلق المعاوضة ، أو بأفراد ما هو أعم من قسمي
التجارة فان الربح يتوقع بالشرى ويتحقق بالبيع ، وهذا بناء على أن يكون
كل من الامرين قسما منها لاجزء‌ا وقيل المراد : بالتجارة الشرى فانه أصلها
ومبدؤها .


(1)ابراهيم : 5 . / /(2)الرحمن : 46 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه