بحار الأنوار ج18

وفي قوله تعالى : " وإن كادوا ليستفزونك " أي أن المشركين أرادوا أن يزعجوك(1)
من أرض مكة بالاخراج ، وقيل : عن أرض المدينة ، يعني اليهود ، وقيل : يعني جميع
الكفار أرادوا أن يخرجوك من أرض العرب ، وقيل : معناه ليقتلونك " وإذا لا يلبثون
أي لو أخرجوك لكانوا لا يلبثون بعد خروجك " إلا " زمانا " قليلا " ومدة يسيرة ، قيل : وهي
المدة بين خروج النبي صلى الله عليه وآله من مكة وقتلهم يوم بدر ، والصحيح أن المعنيين في الآية
مشركو مكة : وأنهم لم يخرجوا النبي صلى الله عليه وآله من مكة ، ولكنهم هموا بإخراجه ،
ثم خرج صلى الله عليه وآله لما امر بالهجرة ، وندموا على خروجه ، ولذلك ضمنوا الاموال في رده
ولو أخرجوه لا ستؤصلوا بالعذاب ، ولماتوا طرا(2).
وفي قوله تعالى : " أليس الله بكاف عبده " استفهام تقرير ، يعني به محمدا صلى الله عليه وآله يكفيه
عداوة من يعاديه " ويخوفونك " كانت الكفار يخيفونه بالاوثان التي كانوا يعبدونها ،
قالوا : أما تخاف أن يهلكك آلهتنا ، وقيل : إنه لما قصد خالد لكسر العزى بأمر النبي
صلى الله عليه وآله قالوا : إياك يا خالد فبأسها شديد ، فضرب خالد أنفها بالفأس فهشمها ، فقال :
كفرانك يا عزى لاسبحانك ، سبحان من أهانك(3).
1 - فس : " فكف أيديهم عنكم " يعني أهل مكة من قبل أن فتحها ، فكف
أيديهم بالصلح يوم الحديبية(4).
2 - فس : " حجابا مستورا " يعني يحجب الله عنك الشياطين(5)" أكنة " أي
غشاوة أي صمما " نفورا " قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى تهجد بالقرآن وتسمع(6)
له قريش لحسن صوته ، فكان إذا قرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " فر وا عنه(7).
3 - فس : " وإن كادوا ليستفزونك من الارض " يعني أهل مكة " إلا قليلا " .


(1)أزعجه : قلعه من مكانه وطرده .
(2)مجمع البيان 6 : 432 و 433 .
(3)مجمع البيان 8 : 499 . وزاد فيه : إنى رأيت الله قد أهانك .
(4)تفسير القمى : 151 .
(5)أراد بالشياطين شياطين الانس وهم الذين لا يؤمنون ، أو الاعم ؟ ؟ .
(6)في المصدر : ويستمع قريش .
(7)تفسير القمى : 382 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه