بحار الأنوار ج45

فانكم لهم قاهرون
ثم حمل ابن الاشتر - ره - يمينا فخالط القلب وكسرهم أهل العراق فركبوهم
يقتلونهم ، فانجلت الغمة وقدقتل عبيدالله بن زياد ، وحصين بن نمير ، وشر حبيل
ابن ذي الكلاع ، وابن حوشب ، وغالب الباهلي ، وعبدالله بن إياس السلمي
وأبوالاشرس الذي كان على خراسان ، وأعيان أصحابه لعنهم الله
فقال ابن الاشتر لاصحابه : إني رأيت بعدماانكشف الناس طائفة منهم قد صبرت
تقاتل فأقدمت عليهم وأقبل رجل آخر في كبكبه كأنه بغل أقمر يغري الناس لايدنو
منه أحد إلا صرعه ، فدنا مني فضربت يده فأبنتها وسقط على شاطئ نهر فسرقت
يداه وعربت رجلاه فقتلته ، ووجدت منه ريح المسك وأظنه ابن زياد فاطلبوه ! فجاء
رجل فنزع خفيه وتأمله فاذا هو ابن زياد لعنه الله على ماوصف ابن الاشتر ، فاجتز
رأسه واستوقدوا عامة الليل بجسده فنظرإليه مهران مولى زياد وكان يحبه حبا
شديدا فحلف أن لايأكل شحما أبدا فأصبح الناس فحووا مافي العسكر ، وهرب
غلام لعبيدالله إلى الشام ، فقال له عبدالملك بن مروان : متى عهدك بابن زياد ؟ فقال :
جال الناس فتقدم فقاتل وقال : ائتني بجرة فيها ماء فأتيته فاحتملها فشرب منها
وصب الماء بين درعه وجسده ، وصب على ناصية فرسه فصهل ، ثم اقتحمه فهذا آخر
عهدي به
قال : وبعث ابن الاشتر برأس ابن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه فقدم
بالرؤس والمختار يتغدى ، فالقيت بين يديه ، فقال : الحمدلله رب العالمين وضع رأس
الحسين بن علي عليه السلام بين يدي ابن زياد وهويتغدى ، واتيت برأس ابن زياد وأنا
أتغدى ، قال : وانسابت حية بيضاء تخلل الرؤس حتى دخلت في أنف ابن زياد
وخرجت من اذنه ودخلت من اذنه وخرجت من أنفه ، فلما فرغ المختار من الغداء
قام فوطأ وجه ابن زياد بنعله ، ثم رمى بها إلى مولى له وقال : اغسلها فاني وضعتها
على وجه نجس كافر
وخرج المختار إلى الكوفة ، وبعث برأس ابن زياد ، ورأس حصين بن نمير

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه