قد نيط بها قبول الصلاة ، كما في الحديث أن تارك الزكاة لا تقبل صلاته ، وأن
النبي صلى الله عليه وآله قد أخرج من المسجد من لم يؤد الزكاة فقد رجع جميع ذلك إلى حدود
الصلاة ، وكانت الغاية القصوى منها جميعا الصلاة ، كما الغاية القصوى من الصلاة
أيضا استتمام المعرفة ، واستكمال نصاب الاستعداد التام للمعارف الربوبية ،
فمن الذائعات المستبينة المتقررة في مقرها أن السمعيات ألطاف في العقليات ، و
الواجبات السمعية مقربة للمكلف من الواجبات العقلية ، والمندوبات السمعية
من المندوبات العقلية .
ومنها أن الصلاة في حد أنفسها لها حكم الزكاة الاتم ، ومنزلة الصوم
الاعظم ، والحج الابر والجهاد الاكبر ، والامر الاخص بالمعروف ، و
النهي الاعم عن المنكر ، على ما قد استبان في مظان بيان أسرار الصلاة ، وروح
الصلاة صلاة القلب السليم .
وفي الخبر عن مولانا الصادق عليه السلام أن القلب السليم الذي يلقى ربه و
ليس فيه أحد غيره ، وعنه عليه السلام أن من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها إلى
العشر ، وإن منها لما تلف كما يلف الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها ، وأن
المقبول منها ما كان القلب فيها منصرفا عن ملاحظة ما سوى الجناب الحق على
الاطلاق .
فاذن حقيقة الصلاة الحقيقية التي هي صلاة القلب ، وهي روح صلاة الجسد
والجهاد الاكبر مع النفس ، والصوم الحق عما عدا بارئها ، وقطع منازل درجات
العرفان ، والاستقرار في الدرجة الاخيرة التي هي عزل اللحظ عن لحاظ شئ غيره
واستشعار موجود سواه مطلقا ، حتى لحاظ هذه الدرجة .
فالصلاة منزلتها منزلة جملة العبادات وأحكام سائر العبادات راجعة إلى أحكامها
ووظائفها إلى وظائفها ، ولتحقيق ذلك بيان تفصيلي موكول إلى حيزه ومقامه .
ومنها أن أبواب الصلاة هي أبواب عروجها وطرق صعود الملائكة الموكلة
عليها بها ، وهي السموات إلى السماء الرابعة ، والملائكة السماوية في كل