بحار الأنوار ج35

8 كا : محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبدالله ، عن جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن
هلال ، عن امية بن علي القيسي ، عن درست بن أبي منصور ، أنه سأل أبا الحسن الاول :
أكان رسول الله محجوجا بأبي طالب ؟ فقال عليه السلام : لا ولكن(1)كان مستودعا للوصايا فدفعها
إليه صلى الله عليه وآله ، قال : قلت : فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به ؟ فقال : لوكان محجوجا به
ما دفع إليه الوصية ، قال : فقلت : فما كان حال أبي طالب ؟ قال : أقر بالنبي وبما جاء به
ودفع إليه الوصايا ومات من يومه(2).
بيان : أي هل كان أبوطالب حجة على رسول الله إماما له ؟ فأجاب عليه السلام بنفي
ذلك معللا لانه كان مستودعا للوصايا ، دفعها إليه لا على أنه أوصى إليه وجعله خليفة له


(1)في المصدر : ولكنه .
(2)اصول الكافي 1 : 445 . * أقول روى المصنف قده في المجلد السادس :(باب علمه صلى
الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب وآثار الانبياء ومن دفعه اليه). من كتاب كمال الدين
حديثا هكذا .
ك ابى وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن جماعة من أصحابنا الكوفيين ، عن ابن بزيع ،
عن أمية بن علي ، عن درست الواسطى ، أنه سأل أبالحسن موسى عليه السلام : أكان رسول الله
محجوجا بآبى ؟ قال عليه السلام : لا ولكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه ، قال : قلت : فدفعها
اليه على أنه محجوج به ؟ فقال : لوكان محجوجا به لما دفع إليه الوصايا : قلت : فما كان حال
آبى ؟ قال : أقر بالنبي صلى الله عليه وآله وبما جاء به ودفع اليه الوصايا ومات آبى من يومه .
ثم قال رحمة الله : بيان : روى الكلينى هذا الخبر عن درست مثله الا أن فيه : كان رسول الله
محجوجا بأبى طالب ، وكذا في آخر الخبر : فما كان حال أبى طالب ، والظاهر أن احدهما تصحيف
الاخر لوحدة الخبر .
* أقول : فالمصنف قده عند ما يكتب هذا الخبر قد غفل عما قاله في المجلد السادس وقد كتبنا
هناك : أن آبى ومثله آية(بامالة الياء والتاء)من ألقاب علماء النصارى وكان آبى هذا :
اسمه بالط(على مامر في ذاك الباب من الاخبار)فصحف(ابى بالط)في نسخ الكافى ب‍(ابى
طالب)ولوكان ذاك المستودع الموصايا هو أبا طالب بن عبدالمطلب ، لما أخر الاداء والدفع
إلى يوم وفاته بل الظاهر أن الثانى عشر من اوصياء عيسى عليه السلام لما لم يكن ل ان يوصى
إلى أحد ، استودع الوصايا حين وفاته عند من يوصلها إلى النبي صلى الله عليه وآله فكان
آبى بالط آخر المستودعين الذين تناهت اليهم الوصايا فقدم إلى النبى لاداء الوديعة فدفع الوصايا
اليه والدفع انما يقال : لا يصال الرجل ماليس له ، إلى صاحبه ، فلو كان النبي محجوجا به لما
كان يقدم اليه لدفع الوصايا بل كان على النبى ان يقدم إليه لاخذ الوصايا كما هو سيره الاوصياء و
الكعبة يزار ولا يزور . راجع ج 17 ص 140(ب).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه