بحار الأنوار ج65

مختار الله ، والعقل يحكم بأن أهل بيت المختار إذا كانوا قابلين للامامة أولى من
غيرهم ، وهذا دليل إقناعي تقبله طباع أكثر الخلق(1).
12 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن
أبي إسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ، عن ثابت بن أبي سعيدة قال : قال لي
أبوعبدالله عليه السلام : يا ثابت مالكم وللناس ؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى
أمركم ، فوالله لو أن أهل السماء وأهل الارض اجتمعوا على أن يضلوا عبدا
يريد الله هداه ما استطاعوا ، كفوا عن الناس ولا يقول أحدكم أخي وابن عمي
وجاري ، فان الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه ، فلا يسمع بمعروف إلا
عرفه ، ولا بمنكر إلا أنكره ، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره(2).
بيان : قد مر أمثاله في كتاب العدل ، وقد تكلمنا هناك في معنى الهداية
والاضلال ، وفهم هذه الاخبار في غاية الاشكال ، ومنهم من أول إرادة الهداية بالعلم
أو التوفيق والتأييد الذي استحق بحسن اختياره ولا يقول أحد كم أخي أي هذا
أخي ترحما عليه ، لارادة هدايته طيب روحه أي جعلها قابلة لفهم الحق و
قبوله ، إما في بدو الخلق أو بعده في عالم الاجساد ، والكلمة التي يقذفها في قلبه هي
اعتقاد الامامة ، فإنها جامعة لاصلاح جميع اموره في الدارين ، ولا يشتبه عليه أمر
من الامور .
13 - كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ين يحيى
عن محمد بن مروان ، عن الفضيل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ندعو الناس إلى هذا
الامر ؟ فقال : يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتى أدخله


(1)ولعل المراد : قولوا ذهبنا إلى بيت ذهب الله اليه وهو بيت عبدالمطلب ، واخترنا
من ذالك البيت من اختاره الله ، وهو محمد صلى الله عليه وآله ، فلما ذهب محمد ص
لم نرجع عن ذلك البيت ، بل اخترنا من ذلك البيت المختار من كان تاليا له صلى الله عليه
وآله يصلح لان يقوم مقامه وهو على بن أبى طالب رأس العترة الطاهرة .
(2)الكافى ج 2 ص 213 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه