بحار الأنوار ج41

تعالى : " إني جزيتهم اليوم بما صبروا(1)" يعني صبر علي بن أبي طالب وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام في الدنيا على الطاعات وعلى الجوع وعلى الفقر ، وصبروا
على البلاء لله في الدنيا " أنهم هم الفائزون(2)" وقال علي بن عبدالله بن عباس :
" وتواصوا بالصبر(3)" علي بن بن أبي طالب عليه السلام ولما نعى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا بحال
جعفر في غزوة مؤتة(4)قال : " إنا لله وإنا إليه راجعون " فأنزل الله عزوجل :
" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات(5)"
الآية .
وقال رجل : إني والله لا حبك في الله تعالى ، فقال : إن كنت تحبني
فأعد للفقر نجفافا أو جلبابا(6). قال أبوعبيدة وتغلب(7): أي استعد جلبابا من
العمل الصالح والتقوى ، يكون لك جنة من الفقر ، يوم القيامة ، وقال آخرون :
أي فليرفض الدنيا وليزهد فيها وليصبر على الفقر ، يدل عليه قول أمير المؤمنين عليه السلام :
ومالي لا أرى منهم سيماء الشيعة ؟ قيل : وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين ؟ قال :
خمص البطون من الطوى ، يبس الشفاه من الظماء ، عمش العيون من البكاء .
في مسند أبي يعلى واعتقاد الاشنهي ومجموع أبي العلاء الهمداني عن أنس
وأبي برزة وأبي رافع ، وفي إبانة ابن بطة من ثلاثة طرق أن النبي صلى الله عليه وآله خرج
يتمشى إلى قبا ، فمر بحديقة فقال علي عليه السلام : ما أحسن هذه الحديقة ! فقال
النبي صلى الله عليه وآله : حديقتك يا علي في الجنة أحسن منها . حتى مر بسبع حدائق على


(1 و 2)سورة المؤمنون : 111 .
(3)سورة العصر : 3
(4)في المصدر " في أرض مؤتة " وهى اسم قرية بالشام على اثنى عشر ميلا من اذرخ ، بها
قبر جعفر بن أبي طالب وزيد بن أبي حارثة وعبدالله بن رواحة ، على كل قبر منها بناء منفرد .
(مراصد الاطلاع 3 : 1330)
(5)سورة البقرة : 156 .
(6)التجفاف - بالفتح والكسر - : آلة للحرب يتقى بها كالدرع ، والجلباب : القميص او
الثوب الواسع .
(7)كذا في النسخ ، والصحيح " ثعلب " .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه