بحار الأنوار ج93

وهو يريد ظلة بني ساعدة ، فاتبعته فاذا هو قد سقط منه شئ فقال : بسم الله اللهم
اردد علينا ، فأتيته فسلمت عليه ، فقال : معلى ؟ قلت : نعم جعلت فداك قال : التمس
بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلى فاذا أنا بخبز كثير منتثر ، فجعلت أدفع إليه
الرغيف والرغيفين ، وإذا معه جراب أعجز من خبز ، قلت : جعلت فداك احمله
على فقال : أنا أولى به منك ، ولكن امض معي .
فأتينا ظلة بني ساعدة ، فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين
حتى أتى على آخرهم ، حتى إذا انصرفنا قلت له : يعرف هؤلاء هذا الامر ؟ قال :
لا ، لوعرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح ، إن الله لم يخلق
شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فان الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه ،
وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ، ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم
رده في يد السائل ، وذلك أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل فأحببت أن
أليها إذا وليها الله ، ووليها أبي(1).
إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب ، وتمحوا الذنب العظيم ، وتهون
الحساب ، وصدقة النهار تنمي المال وتزيد في العمر(2).
49 - شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما من شئ إلا
وكل به ملك إلا الصدقة ، فانها تقع في يدالله(3).
50 - شى : عن أبي بكر ، عن السكوني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خصلتان لا احب أن يشار كني فيهما أحد
وضوئي فانه من صلاتى ، وصدقتي من يدي إلى يد سائل ، فانها تقع في
يد الرحمن(4).


(1)في المصدر : فأحببت أن أقبلها اذوليها الله ووليها ابى ، والظاهر بقريتة ما
سبق ، فأحببت ان أناولها اذوليها الله ، وناولها أبى .
(2)تفسير العياشى : ج 2 ص 107
(3 - 4)تفسير العياشى : ج 2 ص 108 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه