بحار الأنوار ج71

أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى *
وأما من جائك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى(1).
1 - ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام(2)قال : قال علي بن
الحسين عليه السلام إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه . وتماوت في منطقه(3)و
تخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغركم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب
الحرام منها لضعف بنيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخا لها(4)فهو
لا يزال يختل الناس بظاهره ، فان تمكن من حرام اقتحمه .


(1)أخرج السيوطى في الدر المنثور ج 6 ص 314 روايات متعددة في أنها نزلت
في عبدالله ابن ام مكتوم - وهو ابن شريح بن مالك بن ربيعة الفهرى من بنى عامر بن لؤى -
أتى رسول الله ص فجعل يقول : يا رسول الله أرشدنى ، وعند رسول الله رجل من عظماء
المشركين فجعل رسول الله يعرض عنه ويقبل على الاخر ، ويقول أترى بما أقول بأسا ؟ فيقول : لا ،
ففى هذا انزلت .
وقال السيد المرتضى في كتابه تنزيه الانبياء : على ما في المجمع ج 10 ص 437 : روى عن
الصادق عليه السلام انها نزلت في رجل من بنى امية كان عند النبى ص فجاء ابن ام مكتوم
فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره
عليه .
أقول : روى ذلك على بن ابراهيم في تفسيره ص 711 وصرح بأن الرجل كان عثمان
ابن عفان ، واعلم أنه قد عنون المصنف العلامة المجلسى قدس سره في تاريخ نبينا ص باب عصمته
وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك(ج 17 ص 34 - 97 من هذه الطبعة)ونقل فيه هذه
الايات الثلاث وغيرها وفسرها وأولها فراجع ان شئت .
(2)في المصدر عن الرضا عليه السلام أنه قال : قال على بن الحسين عليهما السلام
(3)تماوت ، أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم .
(4)الفخ : آلة يصاد بها(فارسيته دام)قال الخليل : هى من كلام العجم ، وتسميه
العرب الطرق .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه