بحار الأنوار ج70

من مصيبة فبما كسبت أيديكم فقال عليه السلام : كلا ماهذه فينا ، إنمانزل فينا ما
اصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك
على الله يسير * لكيلا تاسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم (1)فنحن
الذين لا ناس على ما فاتنا ، ولا نفرح بما أوتينا .
وروى الحميري في قرب الاسناد عن ابن بكير قال : سالت أبا عبدالله عليه السلام
عن قول عزوجل : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم فقال هو :
ويعفو عن كثير قال : قلت : ما اصاب عليا واشياعه من أهل بيته من ذلك ؟ قال :
فقال : إنرسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله عزوجل كل يوم سبعين مرة
من غير ذنب(2).
وقال الطبرسي رحمه الله : ومااصابكم معاشر الخلق من مصيبة من
بلوى في نفس أو مال فبما كسبت ايديكم من المعاصي ويعفو عن كثير منها
فلا يعاقب بها قال الحسن : الآية خاصة بالحدود التي تستحق على وجه العقوبة
وقال قتادة : هي عامة ، وروي عن علي عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
خير آية في كتاب الله هذه الآية يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب
وما عفى الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه ، وما عاقب عليه في الدنيا
فهو أعدل من أن يثني على عبده ، وقال أهل التحقيق : إن ذلك خاص وإن خرج
مخرج العموم ، لمايلحق من مصائب الاطفال والمجانين ، ومن لا ذنب له من
المؤمنين ، ولان الانبياء والائمة يمتحنون بالمصائب ، وإن كانوا معصومين من
الذنوب ، لما يحصل لهم في الصبر عليها من الثواب انتهى(3).
وقيل : الذنوب متفاوتة بالذات ، وبالنسبة إلى الاشخاص ، وترك الاولى
ذنب بالنسبة إليهم ، فلذلك قيل : حسنات الابرار سيئات المقربين ، ويؤيده ما


(1)الحديد : 2322 .
(2)قرب الاسناد ص 103 ، ط النجف .
(3)مجمع البيان ج 9 ص 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه