(صوتين مقرونين)أي نسمع صوتين ، وفي الكافي صوتان مقرونان معروفان
وكونهما مقرونين ، لان الصلاة مستلزمة للفلاح وسبب له ، ويحتمل أن تكون
الفقرتان اللتان بعدهما مفرستين لهما ، والغرض بيان اشتراط قبول الصلاة وصحتها
بولايتهما .
ويحتمل أن يكون إشارة إلى ماورد في بعض الاخبار من تفسير الصلاة و
العبادات بهم ، أي الصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله والفلاح أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ،
وهما متحدان من نور واحد مقرونان قولا وفعلا ، وبما فسر في هذا الخبر يظهر
سر تلك الاخبار ومعناها والضمير في قوله(لشيعته)راجع إلى الرسول أو إلى
على صلوات الله عليهما ، والاخير أظهر ، وترك(حى على خير العمل)الظاهر أنه
من الامام عليه السلام أو من الرواة تقية ، ويحتمل أن يكون قرر بعد ذلك كما مر و
يؤيده عدم ذكر بقية فصول الاذان .
وأطناب السماء لعله كناية عن الاطباق والجوانب قال الجزري : فيه ما بين
طنبي المدينة أحوج مني إليها ، أي ما بين طرفيها ، والطنب أحد أطناب الخيمة فاستعاره
للطرف والناحية انتهى وفي الكافي أطباق السماء وهو أظهر .
ثم إنه يحتمل أن يكون خرق الاطباق والحجب من تحته أو من فوقه أو
منهما معا وأيضا يحتمل أن يكون هذا في السماء الرابعة أو بعد عروجه إلى السابعة
والاخير أوفق بما بعده ، فعلى الاول إنما خرقت الحجب من تحته لينظر إلى
الكعبة ، وإلى البيت المعمور ، فلما نظر إليهما وجدهما متحاذيين متطابقين
متماثلين ، ولذا قال :(ولكل مثل مثال)أي كل شئ في الارض له مثال في
السماء ، فعلى الثاني يحتمل أن تكون الصلاة تحت العرش محاذيا للبيت المعمور
أوفي البيت المعمور بعد النزول ، وعلى التقديرين استقبال الحجر مجاز ، أي استقبل
ما يحاذيه أو ما يشاكله ويشبهه .
قوله(وأنت الحرام)أي المحترم المكرم ، ولعله إشارة إلى أن حرمة
البيت إنما هي لحرمتك كما ورد في غيره ، ويدل على استحباب أخذ ماء الوضوء