بحار الأنوار ج23

الله وجبرئيل وكفنه وحنطه(1)ثم قال : يا هبة الله تقدم فصل على أبيك ، و
كبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، فوضع سرير آدم ثم قدم هبة الله وقام جبرئيل عن
يمينه والملائكة خلفهما فصلى عليه وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، وانصرف
جبرئيل والملائكة فحفروا له بالمسحاة ثم أدخلوه في حفرته ، ثم قال جبرئيل :
يا هبة الله هكذا فافعلوا بموتاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم
أهل البيت .
فقال أبوجعفر عليه السلام : فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله وبما أوصاه أبوه
فاعتزل ولد الملعون قابيل ، فلما حضرت وفاة هبة الله أوصى إلى ابنه(2)قينان ، و
سلم إليه التابوت وما فيه وعظام آدم(3)وقال له : إن أنت أدركت نبوة نوح
فاتبعه ، واحمل التابوت معك في فلكه ، ولا تخلفن عنه ، فإن في نبوته يكون
الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ومن تخلف عنه غرق .
قال : فقام قينان بوصية هبة الله في إخوته وولد أبيه بطاعة الله ، قال : فلما
حضرت قينان الوفاة أوصى إلى مهلائيل(4)وسلم إليه التابوت وما فيه والوصية
فقام مهلائيل بوصية قينان وسار بسيرته ، فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى
انبه برد(5)فسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه والوصية ، فتقدم إليه في نبوة نوح
فلما حضرت وفاة برد(6)أوصى به إلى ابنه(7)اخنوخ ، وهو إدريس ، فسلم إليه
التابوت وجميع ما فيه والوصية ، فقام اخنوخ بوصية برد(8)فلما قرب أجله
أوحى الله إليه : اني رافعك إلى السماء ، وقابض روحك في السماء ، فأوص إلى


(1)في المصدر : وجبرئيل كفنه وحنطه .
(2)الظاهر ان ها هنا سقطا أو اختصارا من النساخ أو الراوى ، لان الوصى بعد هبة الله ابنه
انوش ، ثم قينان بن انوش .
(3)في المصدر : وعظام آدم ووصية آدم .
(4)في المصدر : إلى ابنه مهلائيل .
(5 و 6 و 8)في المصدر وقصص الانبياء : يرد بالياء .
(7)في المصدر : اوصى إلى ابنه اخنوخ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه