بحار الأنوار ج23


16 (باب) (ان الامانة في القرآن الامامة)

الايات : النساء " 4 " : إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا
بصيرا " 58 " .
الاحزاب " 33 " : إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال
فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا " 72 " .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا
الامانات إلى أهلها " : فيه أقوال : أحدها أنها في كل من اؤتمن أمانة من الامانات
فأمانات الله تعالى أوامره ونواهيه ، وأمانات عباده ما يأتمن بعضهم بعضا من المال
وغيره ، عن ابن عباس وغيره ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبدالله
عليهما السلام .
وثانيها : أن المراد به ولاة الامر ، أمرهم الله سبحانه أن يقوموا برعاية
الرعية ، وحملهم على موجب الدين والشريعة .
ورواه أصحابنا عن الباقر والصادق عليهما السلام قال : أمر الله سبحانه كل واحد
من الائمة أن يسلم الامر إلى من بعده .
ويعضده أنه سبحانه أمر الرعية بعد هذا بطاعة ولاة الامر ، فروي عنهم عليهم السلام
أنهم قالوا آيتان إحداهما لنا والاخرى لكم ، قال الله سبحانه : " إن الله يأمركم
أن تؤدوا الامانات إلى اهلها " الآية . وقال : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم(1)" .
وهذا القول داخل في القول الاول ، لانه من جملة ما ائتمن الله سبحانه عليه


(1)النساء : 59 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه