بحار الأنوار ج45

أناابن المذبوح بشط الفرات ، من غيرذحل ولاترات ، أنا ابن من انتهك حريمه
وسلب نعيمه ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك
فخرا
أيها الناس ! ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه
وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ، وقاتلتموه وخذلتموه ؟ فتبا لما
قدمتم لانفسكم وسوأة لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إذيقول
لكم : " قتلتم عترتي وانتهتكم حرمتي ، فلستم من امتي " ؟
قال : فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية ، ويقول بعضهم لبعض : هلكتم
وماتعلمون ؟ فقال عليه السلام : رحم الله امرء‌ا قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله وفي
رسوله وأهل بيته فان لنافي رسول الله اسوة حسنة ، فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا
ياابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولاراغبين عنك
فمرنا بأمرك يرحمك الله فانا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، لنأخذن يزيد ونبرأ
ممن ظلمك وظلمنا ، فقال عليه السلام : هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة ، حيل بينكم
وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل ؟ كلا
ورب الراقصات فان الجرح لما يندمل ، قتل أبي صلوات الله عليه بالامس وأهل
بيته معه ، ولم ينسني ثكل رسول الله وثكل أبي وبني أبي ، ووجده بين لهاتي ، ومرارته
بين حناجرى وحلقي ، وغصصه يجري في فراش صدري ومسألتي أن لاتكونوا لنا
ولاعلينا ثم قال :
لاغروإن قتل الحسين وشيخه قدكان خيرا من حسين وأكرما
فلاتفرحوا ياأهل كوفان بالذي اصيب حسين كان ذلك أعظما
قتيل بشط النهر روحي فداؤه جزاء الذي أرداه نارجهنما
أقول : روى في الاحتجاج هكذا قال حذيم بن بشير : خرج زين العابدين
عليه السلام إلى الناس وأومأ إليهم أن اسكتوا فسكتوا إلى آخر الخبر(1)


(1)الاحتجاج ص 157 وفيه : عن حذام بن ستير

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه