بحار الأنوار ج43

ثم تلبس وانتعل وأراد النبي صلى الله عليه وآله ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال :
يامحمد إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قل لعلي : قد أعطيتك الجنة بعتقك
الجارية في رضى فاطمة ، والنار بالاربعمائة درهم التي تصدقت بها ، فأدخل الجنة
من شئت برحمتي ، وأخرج من النار من شئت بعفوي ، فعندها قال علي عليه السلام : أنا
قسيم الله بين الجنة والنار .
قب : أبومنصور الكاتب في كتاب الروح والريحان ، عن أبي ذر مثله .
بشا : والدي أبوالقاسم ، وعمار بن ياسر ، وولده سعد جميعا ، عن إبراهيم بن
نصر الجرجاني ، عن محمد بن حمزة المرعشي ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن جعفر
عن حمزة بن إسماعيل ، عن أحمد بن الخليل ، عن يحيى بن عبدالحميد ، عن شريك
عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مثله بأدنى تغيير ، وقد أوردناه
في باب أ نه عليه السلام قسيم الجنة والنار(1).
4 - قب : لما انصرفت فاطمة من عند أبي بكر أقبلت على أميرالمؤمنين عليه السلام
فقالت له : يا ابن أبي طالب اشتملت شيمة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين فنقضت قادمة
الاجدال ، فخانك ريش الاعزل أضرعت خدك يوم أضعت جدك ، افترست الذئاب
وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت باطلا هذا ابن أبي قحافة يبتزني
نحيلة أبي ، وبليغة ابني ، والله لقد أجهر في خصامي ، وألفيته ألد في كلامي ، حتى
منعتني القيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع
خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، ولا خيار ، لي ليتني مت قبل هينتي ، ودون زلتي
عذيري الله منك عاديا ، ومنك حاميا ، ويلاي في كل شارق ، ويلاي مات العمد
ووهنت العضد ، وشكواي إلى أبي . وعدواي إلى ربي اللهم أنت أشد قوة .
فأجابها أميرالمؤمنين : لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، نهني عن وجدك يا
بنية الصفوة ، وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطأت مقدوري ، فان كنت
تريدن البلغة ، فرزقك مضمومن ، وكفيلك مأمون ، وما أعد لك خير مما قطع


(1)راجع ج 39 ص 207 من الطبعة الحديثة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه