بحار الأنوار ج42

من هذا ؟ فقالوا : ضامن البلد وهو مجوسي ، فقلت عسى أن يكون عنده فرج ،
فحدثته حديثي وما جرى لي مع الشيخ ،(1)فصاح بخادم له فخرج ، فقال : قل
لسيدتك : تلبس ثيابها ، فدخل فخرجت امرأة ومعها جوار ، فقال لها : اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار . فجاء‌ت معي وحملت
البنات ، وقد أفرد لنا دارا في داره ، وأدخلنا الحمام ، وكسانا ثيابا فاخرة ، وجائنا
بألوان الاطعمة ، وبتنا بأطيب ليلة ، فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم
في منامه كأن القيامة قد قامت واللواء على رأس محمد صلى الله عليه واله وإذا قصر من الزمرد
الاخضر فقال : لمن هذا ؟ فقيل(له): لرجل مسلم موحد ، فتقدم إلى رسول الله
صلى الله عليه واله فأعرض عنه ، فقال : يا رسول الله تعرض(2)عني وأنا رجل مسلم ؟ فقال
له أقم البينة عندي أنك مسلم ! فتحير الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : نسيت
ما قلت للعلوية ؟ وهذا القصر للشيخ الذي هي في داره ، فانتبه الرجل وهو
يلطم ويبكي ، وبعث غلمانه في البلد وخرج بنفسه يدور على العلوية ، فاخبر
أنها في دار المجوسي ، فجاء إليه فقال : أين العلوية ؟ قال : عندي ، قال : اريدها ،
قال : ما إلى(3)هذا سبيل : قال : هذه ألف دينار وسلمهن إلي ، قال : لا والله ولا
مائة ألف دينار ، فلما ألح عليه قال له : المنام الذي رأيته أنت رأيته أنا أيضا ،
والقصر الذي رأيته لي خلق ،(4)وأنت تدل علي بإسلامك ، والله ما نمت ولا أحد
في داري إلا وقد أسلمنا كلنا على يد العلوية ، وعاد من بركاتها علينا ، ورأيت
رسول الله صلى الله عليه واله وقال لي : القصر لك ولاهلك بما فعلت مع العلوية ، وأنتم من أهل
الجنة ، خلقكم الله مؤمنين في العدم(5).


(1)في المصدر : وماجرى معى ومع الشيخ .
(2)" : لم تعرض ؟ .
(3)في المصدر وفى غير(ك)من النسخ : مالى إلى هذا .
(4)" : والقصر الذى رأيته انت رأيته لى خلق .
(5)" : في القدم . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه