بحار الأنوار ج56

إيمانك قد خرج عنك ، فقد أحسنت السحر . فقلت : وما هو ؟ قالا : لا تريدين
شيئا فتصورينه في وهمك إلا كان ، فصورت في نفسي حبا من حنطة ، فإذا أنا بحب
فقلت : انزرع ، فانزرع ، فخرج من ساعته سنبلا ، فقلت : انطحن ، فانطحن
فقلت : انخبز ، فانخبز ، وأنا لا اريد شيئا اصوره في نفسي إلا حصل ، فقالت عائشة
ليست لك توبة .
وثالثها : ما يذكرونه من الحكايات الكثيرة في هذا الباب ، وهي مشهورة .
أما المعتزلة فقد احتجوا على إنكاره بوجوه : أحدها : قوله تعالى " ولا يفلح الساحر
حيث أتى " وثانيها قوله تعالى في صفة محمد صلى الله عليه وآله " وقال الظالمون إن تتبعون إلا
رجلا مسحورا " ولو صار صلى الله عليه وآله مسحورا لما استحقوا الذم بسبب هذا القول .
وثالثها أنه لو جاز ذلك من الساحر فكيف يتميز المعجز من السحر ؟ ثم قالوا :
هذه الدلائل يقينية ، والاخبار التي ذكرتموها من باب الآحاد ، فلا تصلح معارضة
لهذه الدلائل .
المسألة الثانية عشر(1):
في أن العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور .
اتفق المحققون على ذلك ، لان العلم لذاته شريف ، وأيضا لعموم قوله
تعالى " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ولان السحر لولم(2)يعلم
لما أمكن الفرق بينه وبين المعجز ، والعلم بكون المعجز معجزا واجب ، وما يتوقف
الواجب عليه فهو واجب ، فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبا ، و
ما يكون واجبا كيف يصير حراما وقبيحا .
المسألة الثالثة عشر(3)في أن الساحر هل يكفر أم لا ؟ اختلف الفقهاء في
أن الساحر هل يكفر أم لا ؟ روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من أتى كاهنا أو عرافا
فصدقهما بقول فقد كفر بما انزل على محمد . واعلم أنه لا نزاع بين الامه في أن


(1)في المصدر : المسألة الخامسة .
(2)في المصدر : لولم يكن يعلم .
(3)في المصدر : المسألة السادسة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه