بحار الأنوار ج23

بيان : أقول : ظهر من تلك الاخبار الضمائر راجعة إلى أهل البيت و
سائر الذرية الطيبة ، والظالم : الفاسق منهم ، والمقتصد الصالح منهم ، والسابق
بالخيرات : الامام ، ولا يدخل في تلك من لم تصح عقيدته منهم ، أو ادعى الامامة
بغير حق ، أو الظالم : من لم تصح عقيدته ، والمقتصد : من صحت عقيدته ، ولم يأت
بما يخرجه عن الايمان ، فعلى هذا قوله : " جنات عدن يدخلونها " الضمير فيه راجع
إلى المقتصد والسابق ، لا الظالم ، وعلى التقديرين المراد بالاصطفاء أن الله اصطفى
تلك الذرية الطيبة بأن جعل منهم أوصياء وأئمة ، لا أنه اصطفى كلا منهم ، وكذا
المراد بايراث الكتاب أنه أورثه بعضهم ، وهذا شرف للكل إن لم يضيعوه .
23 - كنز : عن شيخ الطائفة ، عن أبي جعفر القلانسي عن الحسين بن الحسن
عن عمرو بن أبي المقدام عن يونس بن حباب عن الباقر عن آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا ، و
إذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم ؟ والذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافى بعمل
سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية على بن أبي طالب(1).
24 - كنز : شيخ الطائفة باسناده عن إبراهيم بن النخعي عن ابن عباس
قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول
الله صلى الله عليه وآله ، قال : ساخبركم ، إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه ، وأتم نعمته
عليكم ، وكنتم أحق بها وأهلها ، وإن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي فقال
النبى صلى الله عليه وآله : يا علي احفظ وصيتي ، وارع ذمامي(2)وأوف بعهدي ، وأنجز
عداتي ، واقض ديني ، وأحي سنتي ، وادع إلى ملتي ، لان الله تعالى اصطفاني و
اختارني فذكرت دعوة أخي موسى فقلت : اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت
هارون من موسى ، فأوحى الله عزوجل إلى : إن عليا وزيرك وناصرك والخليفة


(1)كنز جامع الفوائد : 49 .
(2)في نسخة : وادفع ذمامى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه