بحار الأنوار ج13

اختلاف وتباغض " فانبجست " الانبجاس : خروج الماء الجاري بقلة ، والانفجار : خروجه
بكثرة ، وكان يبتدئ الماء من الحجر بقلة ، ثم يتسع حتى يصير إلى الكثرة .(1)
1 - فس : " وجعلكم ملوكا " يعني في بني إسرائيل ، لم يجمع الله لهم النبوة و
الملك في بيت واحد ، ثم جمع الله ذلك لنبيه .(2)قوله : " وقطعناهم " أي ميزناهم .(3)
2 - فس : " وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى " الآية ، فإن بني
إسرائيل لما عبر بهم موسى البحر نزلوا في مفازة فقالوا : يا موسى أهلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا
من العمران إلى مفازة لا ظل ولا شجر ولا ماء ، وكانت تجئ بالنهار غمامة تظلهم من الشمس
وينزل عليهم بالليل المن فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه ، وبالعشي يجئ
طائر مشوي فيقع على موائدهم ، وإذا أكلوا وشبعوا طار ومر ، وكان مع موسى حجر يضعه
في وسط العسكر ثم يضربه بعصاه فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا كما حكى الله ، فيذهب
الماء إلى كل سبط في رحله ، وكانوا إثني عشر سبطا ، فلما طال عليهم الامد قالوا : " يا
موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها
وفومها وعدسها وبصلها " والفوم هي الحنطة ، فقال لهم موسى : " أتستبدلون الذي هو أدنى
بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم " فقالوا : " يا موسى إن فيها قوما جبارين
وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون " فنصف الآية في سورة
البقرة وتمامها وجوابها لموسى في سورة المائدة . قوله : " وقولوا حطة " أي حط عنا
ذنوبنا ، فبدلوا ذلك وقالوا : حنطة ، وقال الله : " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي
قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا " آل محمد صلوات الله عليهم حقهم " رجزا من السماء
بما كانوا يفسقون " .(4)
بيان : قال البيضاوي : الفوم : الحنطة ، ويقال للخبز ، وقيل : الثوم .(5)وقال


(1)مجمع البيان 4 : 489 و 490 .
(2)تفسير القمى : 152 .
(3)تفسير القمى : 226 .
(4)تفسير القمى : 40 - 41 .
(5)انوار التنزيل 1 : 26 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه