بحار الأنوار ج10

شيخنا فقال أبي : مالي بشيخكم من حاجة ، فإن كان له عندنا حاجة فليقصدنا ،
فرجعوا ثم جاؤوا به واجلس بين يدي أبي فقال : ما اسمك ؟ قال عليه السلام : محمد ، قال : أنت
محمد النبي ؟ قال لاأناابن بنته ؟ قال : ما اسم امك ؟ قال : امي فاطمة ، قال : من كان أبوك ؟
قال : اسمه علي ، قال : أنت ابن إليا بالعبرانية وعلي بالعربية ؟ قال : نعم ، قال : ابن شبر
أو شبير ؟ قال : إني ابن شبير ، قال الشيخ : أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له
وأن جدك محمدا - صلى الله عليه وآله - رسول الله
ثم ارتحلنا حتى أتينا عبدالملك ، فنزل من سريره واستقبل أبي وقال : عرضت
لي مسألة لم يعرفها العلماء فأخبرني إذا قتلت هذه الامة إمامها المفروض طاعته عليهم
أي عبرة يريهم الله في ذلك اليوم ؟ قال أبي : إذا كان كذلك لايرفعون حجرا إلاويرون
تحته دما عبيطا ، فقبل عبدالملك رأس أبي وقال : صدقت ، إن في يوم قتل فيه أبوك
علي بن أبي طالب عليه السلام(1)كان على باب أبي مروان حجر عظيم فأمر أن يرفعوه
فرأينا تحته دما عبيطا يغلي ، وكان لي أيضا حوض كبير في بستاني وكان حافته حجارة
سوداء فأمرت أن ترفع ويوضع مكانها حجارة بيض ، وكان في ذلك اليوم قتل الحسين
عليه السلام فرأيت دما عبيطا يغلي تحتها أتقيم عندنا ولك من الكرامة ما تشاء أم ترجع ؟
قال أبي : بل أرجع إلى قبر جدي ، فأذن له بالانصراف ، فبعث قبل خروجنا بريدا
يأمر أهل كل منزل أن لا يطعمونا شيئا ولايمكنونا من النزول في بلد حتى نموت
جوعا ، فكلما بلغنا منزلا طردونا وفنى زادنا حتى أتينا مدين شعيب ، وقد اغلق بابه
فصعد أبي جبلا هناك مطلا على البلد أو مكانا مر تفعا عليه فقرأ :(2)(وإلى مدين أخاهم
شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أربكم
بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط * ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط
ولا تبخسوا الناس أشياء‌هم ولا تعثوافي الارض مفسدين بقيت الله خير لكم إن كنتم


(1)في المصدر : ان في يوم قتل فيه ابوك الحسين(على بن ابى طالب)عليه السلام . ولعل
الصحيح : وعلى بن ابى طالب عليه السلام
(2)في المصدر : مطلاعلى البلدفقرأ اه‍ . قلت أطل عليه أى أشرف(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه