بحار الأنوار ج41

وربيت حتى صار جلدا شمردلا * إذا قام ساوى غارب العجل غاربه(1)
وقد كنت اوتيه من الزاد في الصبا * إذا جاع منه صفوه وأطائبه
فلما استوى في عنفوان شبابه * وأصبح كالرمح الرديني خاطبه(2)
تهضمني مالي كذا ولوى يدي(3)* لوى يده الله الذي هو غالبه
ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام فيستعدي الله علي ، فصام أسابيع
وصلى ركعات ودعا وخرج متوجها على عيرانة(4)يقطع بالسير عرض الفلاة و
يطوي الاودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الاكبر ، فنزل عن راحلته
وأقبل إلى بيت الله الحرام ، فسعى وطاف به وتعلق بأستاره وابتهل بدعائه(5)و
أنشأ يقول :
يا من إليه أتى الحجاج بالجهد * فوق المهادي من أقصى غاية البعد(6)
إني أتيتك يا من لا يخيب من * يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل من يرتاع من عققي(7)* فخذ بحقي يا جبار من ولدي
حتى تشل بعون منك جانبه(8)* يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال : فوالذي سمك السماء وأنبع الماء ما استتم دعاء‌ه حتى تزل بي ما ترى


(1)الشمردل : الطويل والفتى السريع من النوق . قاله في اقرب الموارد . والغارب :
الكاهل أو ما بين الظهر أو السناء والعنق . والعجل : ولد البقرة . وفي المصدر : الفحل .
(2)الرديني : الرمح ، نسبة إلى ردينة وهى امرأة اشتهرت بتقويم الرماح . ولعل المراد
من الخاطب اللسان أى صار لسانه كالرمح في الحدة والذرابة .
(3)تهضمه : ظلمه وغصبه .
(4)قال الفيروزآبادى : العيرانة من الابل الناجية في نشاط . وقال الشرتونى في الاقرب
العيرانة من الابل : التى تشبه بالعير في سرعتها ونشاطها .
(5)في المصدر : وابتهل لله بدعائه .
(6)المهاد : الارض المنخفضة . وفي المصدر " المهارى " والمهر : اول ما ينتج من الخيل
والحمر الاهلية .
(7)في المصدر : لا يرتاع من عققى .
(8)= : بحول منك . وفي(ت): حتى تشل بعون منك خائبة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه