بحار الأنوار ج14

وأمه ، فقال له علي عليه السلام : أفأخبرك من صلى ههنا ؟ قال : نعم ، قال : الخليل عليه السلام .(1)
أقول : قد مضى بعض أحوال عيسى في باب قصص زكريا ويحيى عليهما السلام وسيأتي
خبر الظباء في أرض كربلا في باب إخبار الانبياء بشهادة الحسين عليه السلام ، وقد مر في باب
جوامع أحوال الانبياء عن الرضا عليه السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في خبر الشامي أنه عليه السلام قال
ستة لم يركضوا في رحم ، وعد منها الخفاش الذي عمله عيسى بن مريم عليه السلام وطار
بإذن الله عزوجل . وعن الصادق عليه السلام أن الله عزوجل أعطى عيسى حرفين من الاسماء
العظام ، كان يحيي بهما الموتى ، ويبرئ بهما الاكمه والابرص .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى في وصف عيسى عليه السلام : " ويعلمه الكتاب "(2)
أراد الكتابة ، عن ابن جريح ، قال : أعطى الله تعالى عيسى تسعة أجزاء من الخط وسائر
الناس جزء‌ا ، وقيل : أراد به بعض الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه سوى التوراة
والانجيل مثل الزبور وغيره ، عن أبي علي الجبائي وهو أليق بالظاهر " والحكمة " أي
الفقه وعلم الحلال والحرام ، عن ابن عباس ، وقيل : أراد بذلك جميع ماعلمه من أصول
الدين " والتوراة والانجيل " إنما أفردهما تنبيها على جلالة موقعهما " ورسولا إلى بني
إسرائيل أني قد جئتكم " أي قال لهم ذلك لما بعث إليهم " بآية " أي بدلالة وحجة
" من ربكم " دالة على نبوتي " أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير " معناه : وهذه
الآية أني أقدر لكم وأصور لكم من الطين مثل صورة الطير " فأنفخ فيه " أي في الطير
المقدر من الطين .
وقال في موضع آخر : " فيها " أي في الهيئة المقدرة " فيكون طيرا بإذن الله " و
قدرته ، وقيل : بأمر الله تعالى ، وإنما وصل قوله : " بإذن الله " بقوله : " فيكون طيرا " دون
ماقبله لان تصوير الطين على هيئة الطير والنفخ فيه مما يدخل تحت مقدور العباد ، فأما
جعل الطين طيرا حتى يكون لحما ودما وخلق الحياة فيه فمما لايقدر عليه غير الله


(1)من لايحضره الفقيه : 63 .
(2)أورد الاية في الباب الاول من احوال عيسى عليه السلام ، والترتيب يقتضى ايراد تفسيرها
هناك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه