بحار الأنوار ج10

إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، قال : فآمن وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة
وحسن إيمانها .
قال : فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبدالله عليه السلام فحكى هشام الحكاية
والكلام الذي جرى بين موسى عليه السلام وبريهة ، فقال أبوعبدالله عليه السلام :(ذرية بعضها
من بعض والله سميع عليم)قال بريهة : جعلت فداك أنى لكم التوراة والانجيل و
كتب الانبياء ؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما
قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لاأدري ، فلزم بريهة
أبا عبدالله عليه السلام حتى مات أبوعبدالله عليه السلام ، ثم لزم موسى بن جعفر عليه السلام حتى مات
في زمانه ، فغسله وكفنه بيده ،(1)وقال : هذا حواري من حواري المسيح يعرف حق
الله عليه ، فتمنى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله .(2)
بيان : قال الفيروزآبادي : الجاثليق بفتح الثاء المثلثة : رئيس للنصارى في
بلاد الاسلام بمدينة السلام ، ويكون تحت يد بطريق أنطاكية ، ثم المطران
تحت يده ، ثم الاسقف يكون في كل بلد من تحت المطران ، ثم القسيس ثم
الشماس .
قوله :(خميصة)أي جائعة ، نسب الجوع إلى الروح مجازا ، والمراد أنه كان
مرتاضا لله ، أو كناية عن الخفاء ، أي مخفية كيفية حدوثها عن الخلق ، وقيل : ساكنة
مطمئنة ، من خمص الجرح : إذا سكن ورمه .
قوله :(إن أردت الحجاج فههنا)في بعض النسح(فها هين)فكلمة ها للاجابة ،
وهين خبر مبتدأ محذوف ، أي هو عندنا هين يسير .
قوله :(إنما يجتمعان بالاسم)أي العقل يحكم بمغائرة الشخصين واستحالة
اتحادهما ، وإنما اجتمعا حيث سميتهما باسم واحد كالقديم والاله والخالق ونحوها ،
أوالمعنى أنه لا يعقل اتحادهما إلا باتحاد اسمهما ، واختلاف الاسم دليل على تغاير


(1)في المصدر : وألحده بيده . وفى نسخة من الكتاب : فغسله بيده ولحده بيده .
(2)التوحيد : 278 - 284 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه