بحار الأنوار ج25

قالت ام سليم : فيظرت فإذا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين
وتسعة أئمة صلوات الله عليهم أوصياء من ولد الحسين عليه السلام قد تواطئت أسماؤهم
إلا اثنين منهم ، أحدهما جعفر والآخر موسى ، وهكذا قرأت في الانجيل .
فعجبت وقلت في نفسى : قد أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلي ، فقلت :
ياسيدي أعد علي علامة اخرى ، قال : فتبسم وهو قاعد ثم قام فمد يده اليمنى
إلى السمآء فوالله لكأنها عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عيني وهو قائم
لا يعبأ بذلك ولا يتحفز(1) ، فأسقطت وصعقت فما أفقت إلا ورأيت في يده طاقة من آس
يضرب بها منخري .
فقلت في نفسى : ماذا أقول له بعد هذا ؟ وقمت وأنا والله أجد إلى ساعتي رائحة
هذه الطاقة من الآس ، وهي والله عندي لم تذو ولم تذبل(2) ولا انتقص(3) من
ريحها شئ ، وأوصيت أهلي أن يضعوها في كفني ، فقلت : ياسيدي من وصيك ؟
قال : من فعل مثل فعلي ، قالت : فعشت إلى أيام علي بن الحسين عليه السلام .
قال زر بن حبيش خاصة دون غيره : وحدثني جماعة من التابعين سمعوا هذا
الكلام من تمام حديثها ، منهم مينا(4) مولى عبدالرحمن بن عوف وسعيد(5) بن جبير
مولى بني أسد سمعاها تقول هذا .


(1) تحفز : استوى جالسا على ركبتيه او على وركيه .
(2) ذوى النبات : ذبل ونشف ماؤه . وذبل : قل ماؤه وذهبت نضارته .
(3) في المصدر : ولا تنقص .
(4) هو مينا بن ابى مينا الجزار مولى عبدالرحمن بن عوف .
(5) هو سعيد بن جبير بن هشام الاسدى مولاهم الكوفى كان من العلماء التابعين قال
ابن حجر في التقريب : 184 : ثقة ثبت فقيه من الثالثة قتل بين يدى الحجاج سنة خمس و
تسعين ولم يكمل الخمسين . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه