بحار الأنوار ج20

تأخذ مفتاح الكعبة ، وتعرف(1)مع المعرفين : وهدينا لم يصل إلى البيت ولا نحر ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أقلت لكم في سفركم هذا ؟ قال عمر : لا ، قال : أما إنكم
ستدخلونه ، وآخذ مفتاح الكعبة ، وأحلق رأسي ورؤسكم ببطن مكة وأعرف مع
المعرفين ، ثم أقبل على عمر وقال : " أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على
أحد ، وأنا أدعوكم في أخراكم ؟ أنسيتم يوم الاحزاب إذ جاؤكم من فوقكم ومن
أسفل منكم ، وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر ؟ أنسيتم يوم كذا ؟ " و
جعل يذكرهم أمورا ، أنسيتم يوم كذا ؟ فقال المسلمون : صدق الله ورسوله أنت يا
رسول الله أعلم بالله منا ، فلما دخل عام القضية وحلق رأسه قال : " هذا الذي كنت
وعدتكم به " فلما كان يوم الفتح وأخذ مفتاح الكعبة قال : " ادعوا لي عمر بن الخطاب "
فجاء فقال : " هذا الذي كنت قلت لكم " .
قالوا : فلو لم يكن فر يوم أحد لما قال له : " أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون
ولا تلوون على أحد " .
هذا آخر ما أردنا نقله من كلام ابن أبي الحديد(2).
أقول : والعجب منه أنه ادعى هنا اتفاق الرواة على أنه ثبت أبوبكر ولم
يفر ، مع أنه قال عند ذكر أجوبة شيخه أبي جعفر الاسكافي عما ذكره الجاحظ في
فضل إسلام أبي بكر على إسلام علي عليه السلام حيث قال الجاحظ : وقد ثبت أبوبكر مع
النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد كما ثبت علي فلا فخر لاحدهما على صاحبه في ذلك اليوم
قال شيخنا أبوجعفر : أما ثباته يوم أحد فأكثر المؤرخين وأرباب السيرة ينكرونه
وجمهورهم يروي أنه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله إلا علي عليه السلام وطلحة والزبير وأبو
دجانة ، وقد روي عن ابن عباس أنه قال : ولهم خامس وهو عبدالله بن مسعود ، و
منهم من أثبت سادسا وهو المقداد بن عمرو ، وروى يحيى بن سلمة بن كهيل قال :
قلت لابي : كم ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد ؟ كل منهم يدعيه ؟ فقال : اثنان


(1)عرف الحجاج : وقفوا بعرفات .
(2)شرح نهج البلاغة 3 : 390 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه