بحار الأنوار ج42

الآن فاشفني من عدوي ، قال : ذلك عند الرحيل ، فلما كان من الغد شد غرائره
ورواحله وأقبل نحو معاوية وقد جمع معاوية حوله ، فلما انتهى إليه قال : يا معاوية
من ذا عن يمينك ؟ قال : عمرو بن العاص ، فتضاحك ، ثم قال : لقد علمت قريش
أنه لم يكن أحصى لتيوسها(1)من أبيه ، ثم قال : من هذا ؟ قال : هذا أبوموسى ،
فتضاحك ، ثم قال : لقد علمت قريش بالمدينة أنه لم يكن بها امرأة أطيب ريحا من
قب امه ! قال :(2)أخبرني عن نفسي يا أبا يزيد قال تعرف حمامة ؟ ثم سار فألقى في
خلد(3)معاوية ، قال : ام من امهاتي لست أعرفها ، فدعا بنسابين من أهل الشام
فقال : أخبراني أو لاضربن أعناقكما ، لكما الامان ، قالا : فإن حمامة جدة أبي -
سفيان السابعة وكانت بغيا ، وكان لها بيت توفي فيه ، قال جعفر بن محمد عليهما السلام : و
كان عقيل من أنسب الناس(4).
بيان : يقال : أخديته أي أعطيته . والقب بالكسر : العظم الناتئ بين
الاليتين .
أقول : قال عبدالحميد بن أبي الحديد : رووا أن عقيلا رحمه الله قدم على
أميرالمؤمنين عليه السلام فوجده جالسا في صحن المسجد بالكوفة(5)فقال : السلام عليك
يا أميرالمؤمنين ، قال : وعليك السلام يا أبا يزيد ، ثم التفت إلى الحسن ابنه(6)عليهما السلام
فقال : قم فأنزل عمك ، فقام فأنزله ، ثم عاد إليه فقال : اذهب فاشتر لعمك قميصا
جديدا ورداء جديدا وإزارا جديدا ونعلا جديدا ، فذهب فاشترى له ، فغدا عقيل
على أميرالمؤمنين عليه السلام في الثياب ، فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين ، فقال : و


(1)جمع التيس : الذكر من المعز . والضمير راجع إلى قريش .
(2)في المصدر : ثم قال .
(3)الخلد - بفتحتين - : البال والقلب .
(4)امالى ابن الشيخ : 89 و 90 .
(5)في المصدر : في صحن مسجد الكوفة .
(6)" : إلى ابنه الحسن . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه