بحار الأنوار ج18

ليعطوا(1)من بيت مال المسلمين في كل سنة مأتي حلة ، ومن الاواقي مأة ، فقد استحق
سلمان ذلك من رسول الله ، ثم دعا لمن عمل به ، ودعا على من أذاهم ، وكتب علي بن أبي
طالب ، والكتاب إلى اليوم في أيديهم ويعمل القوم برسم النبي صلى الله عليه وآله ، فلولا ثقته بأن
دينه يطبق الارض لكان كتبة هذا السجل مستحيلا .
وكتب نحوه لاهل تميم الداري :
من محمد رسول الله للداريين ، إذا أعطاه الله الارض وهبت لهم بيت عين وصرين ؟ ؟(2)وبيت
إبراهيم .
وكتب صلى الله عليه وآله للعباس الحيرة من الكوفة ، والميدان من الشام ، والخط من هجر ،
ومسيرة ثلاثة أيام من أرض اليمن ، فلما افتتح ذلك أتى به إلى عمر فقال : هذا مال كثير
القصة .
ومن العجائب الموجودة تدبيره صلى الله عليه وآله أمر دينه بأشياء قبل حاجته إليها ، مثل وضعه


(1)في المحكى المذكور : ولهم أن يعطوا من بيت المال في كل سنة مأة حلة في شهر رجب ،
ومأة في الاضحية فقد استحق سلمان ذلك منا ، ولان فضل سلمان على كثير من المؤمنين ، وانزل
في الوحى أن الجنة إلى سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة وهو ثقتى وامينى وتقى ونقى وناصح
لرسول الله والمؤمنين ، وسلمان منا أهل البيت ، فلا يخالفن أحد هذه الوصية فيما أمرت به من
الحفظ والبر لاهل بيت سلمان وذراريهم من أسلم منهم وأقام على دينه ، ومن خالف هذه الوصية
فقد خالف لوصية الله ورسوله ، وعليه لعنة الله إلى يوم الدين ، ومن أكرمهم فقد أكرمنى وله عند
الله الثواب ، ومن آذاهم فقد آذانى وأنا خصمه يوم القيامة ، جزاؤه نار جهنم وبرئت منه ذمتى
والسلام عليكم . وكتب على بن أبى طالب بأمر رسول الله في رجب سنة تسع من الهجرة ، وشهد على
ذلك سلمان وأبوذر وعمار وبلال والمقداد وجماعة اخرى من المؤمنين . انتهى .
أقول : ما ذكر في العهد من التاريخ الهجرى يخالف ما اشتهر من أن ذلك التاريخ حدث في
زمان خلافة عمر بمشورة على عليه السلام وسائر الصحابة ، وذكر بعض أفاضل علمائنا أن النبى صلى
الله عليه وآله كان عالما بفتح بلاد فارس بعد وفاته ، كذلك الوصى كان عالما بما يحدث في خلافة
الثانى من جعل مبدء التاريخ في الاسلام هجرة النبى صلى الله عليه وآله فأرخه بها لانه ما كان ينتفع
به الا بعد الفتح ، ففيه معجزة لهما صلوات الله عليهما . بل يمكن الاستدلال بهذا على ان اول من
وضع التاريخ الهجرية وارخ بذلك كان على بن ابيطالب عليه السلام .
(2)هكذا في نسخة المصنف ، وفى المصدر ، وهب لهم بين عين وحيرين .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه