بحار الأنوار ج6

والبقاء ، والحاصل أن حب الحياة الفانية الدنيوية إنما يذم إذا آثرها على ما يوجب
الحياة الباقية الاخروية ، ويدل عليه خبر شعيب العقرقوني ، وفضيل بن يسار ،(1)وهذا
الوجه قريب من الوجه الثالث .
الخامس : أن العبد يلزم أن يكون في مقام الرضا بقضاء الله ، فإذا اختار الله له الحياة
فيلزمه الرضا بها والشكر عليها ، فلو كره الحياة والحال هذه فقد سخط ما ارتضاه الله
له وعلم صلاحه فيه ، وهذا مما لا يجوز ، وإذا اختار الله تعالى له الموت يجب أن يرضى
بذلك ، ويعلم أن صلاحه فيما اختاره الله له فلو كره ذلك كان مذموما ، وأما الدعاء
لطلب الحياة والبقاء لامره تعالى بذلك فلا ينافي الرضاء بالقضاء ، وكذا في الصحة
والمرض والغنى والفقر وسائر الاحوال المتضادة يلزم الرضا بكل منها في وقته ، وأمرنا
بالدعاء لطلب خير الامرين عندنا ، فما ورد في حب الموت إنما هو إذا أحب الله تعالى
ذلك لنا ، وأما الاقتراح عليه في ذلك وطلب الموت فهو كفر لنعمة الحياة ، غير ممدوح
عقلا وشرعا كطلب المرض والفقر وأشباه ذلك ، وهذا وجه قريب ، ويؤيده كثير من
الآيات والاخبار والله تعالى يعلم .

(باب 5) (ملك الموت واحواله واعوانه وكيفية نزعه للروح)

الايات ، الانعام " 6 " وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم خفظة حتى إذا جاء
أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون 61 .
الاعراف " 7 " حتى إذا جاء‌تهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من
دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين 37 .
يونس " 10 " ولكن اعبدوا الله الذي يتوفيكم 104 .
النحل " 16 " الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم 28 " وقال تعالى " : الذين
تتوفيهم الملائكة طيبين 32 .


(1)الواقعان تحت رقمى 19 و 10 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه