بحار الأنوار ج23

صلى الله عليه وآله لما أخذ الميثاق لامير المؤمنين عليه السلام قال : أتدرون من وليكم بعدي
قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : إن الله يقول : " إن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه و
جبريل وصالح المؤمنين(1)" يعني عليا ، هو وليكم من بعدي ، هذه الاولى .
وأما المرة الثانية لما أشهدهم يوم غدير خم وقد كانوا يقولون : لئن قبض الله
محمدا لا نرجع هذا الامر في آل محمد ، ولا نعطيهم من الخمس شيئا ، فاطلع الله نبيه على
ذلك ، وأنزل عليه : " أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم
يكتبون(2)" وقال أيضا فيهم : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض و
تقطعوا أرحامكم * اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون
القرآن أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم
الهدى " والهدى سبيل أمير المؤمنين عليه السلام " الشيطان سول لهم وأملى لهم(3)"
قال : وقرأ أبوعبدالله عليه السلام هذه الآية هكذا : " فهل عسيتم إن توليتم " وسلطتم
وملكتم " أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم " نزلت في بني عمنا بني امية
وفيهم يقول الله : " اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون
القرآن " فيقضوا ما عليهم من الحق " أم على قلوب أقفالها "(4).
94 - وقال أبوعبدالله عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو أصحابه(5): من
أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ، ومن أراد به سوء‌ا طبع على قلبه فلا
يسمع ولا يعقل ، وهو قول الله عزوجل : " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا
للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا * اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا
أهواء‌هم " وقال عليه السلام : لا يخرج من شيعتنا أحد إلا أبدلنا الله به من هو خير منه
وذلك لان الله يقول : " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم(6)" .


(1)التحريم : 4 .
(2)الزخرف : 80 .
(3)محمد : 22 - 25 .
(4)كنز جامع الفوائد : 336 النسخة الرضوية .
(5)في المصدر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يدعو اصحابه .
(6)كنز جامع الفوائد : 337 . " النسخة الرضوية " والايتان في سورة محمد : 16 و 38 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه