بحار الأنوار ج7

قوله عليه السلام : فيشرف الجبار هذا كناية عن اطلاعه عليهم وتعلق إرادته بالقضاء
فيهم ، فيخلق الصوت في ظلل من الملائكة بما يريد من القضاء فيهم ، شبهوا في كثرتهم
بسحب تظل على الخلق ، أو في لطافتهم بالظل ، وقد مر الكلام في ذلك في قوله تعالى :
" في ظلل من الغمام والملائكة " وهذا الخبر يؤيد قراء‌ة من قرأ من غير السبعة : الملائكة
بالكسر عطفا على الغمام فتفطن .
قوله عليه السلام : وآخذ الواو بمعنى أو . قوله عليه السلام : في حفافة القصر بكسر الحاء
أي مع من يحف القصر ويطيف به ، أو فيهم الوصائف والخدم ، أو في جوانب القصر
الوصائف والخدم ، وعلى التقادير الجملة حالية ، وعلى الاول أي كون " في " بمعنى " مع "
يحتمل أن يكون الوصائف والخدم عطف بيان للحفافة .
قال الجزري : فيه : ظلل الله مكان البيت غمامة وكانت حفاف البيت أي محدقة
به ، وحفافا الجبل : جانباه انتهى . والكرد : السوق والدفع ، وكون الجبار على العرش
كناية عن تمكنه على عرش العظمة والجلال وأنه يجري حكمه عند العرش ويظهر آثار
قضائه هناك .
36 - نهج : ألا وإن الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم مغفور
لا يطلب ، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله ، قال الله سبحانه : إن الله لا يغفر أن
يشرك به ، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ، وأما الظلم
الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا ، القصاص هناك شديد ، ليس هو جرحا بالمدى
ولا ضربا بالسياط ، ولكنه ما يستصغر ذلك معه .
بيان : الهنات جمع هنة وهو الشئ اليسير ، ويمكن أن يكون المراد بها الصغائر
فإنها مكفرة مع اجتناب الكبائر أو الاعم ، فيكون قوله عليه السلام : مغفور لا يطلب أي
أحيانا لا دائما ، وعلى الاول لا يكون المقصود الحصر ، والمدى بالضم جمع مدية وهي
السكين .
37 - نهج : سئل عليه السلام : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ؟ فقال : كما
يرزقهم على كثرتهم ، قيل : فكيف يحاسبهم ولا يرونه ؟ قال : كما يرزقهم ولا يرونه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه