بحار الأنوار ج83

بأنها مخلوقة مربوبة مفتقرة في وجودها وبقائها ، وساير صفاتها إلى صانع حكيم منزه
عن صفات الحدوث والامكان ، وسمات العجز والنقصان ، كما قال سبحانه :(وإن
من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم)(1).
فلما سمع العارف تسبيحهم بسمع اليقين والايمان ، ينبغي أن يوافقهم ويرافقهم
بالقلب واللسان ، بل نقول بتعدي روحه ونفسه وجسده وأعضاؤه بشراشرها جميع ذلك
بلسان الحال ، فيجب أن يصدقها بالمقال في جميع الاحوال ، لاسيما في هاتين الحالتين
اللتين ظهور ذلك فيما أكثر من سائر الاحوال .
وأيضا ينبغي للانسان أن يحاسب نفسه كل يوم وليلة ، كما مر في الاخبار
فعند المساء ينظر ويتفكر فيما عمل به في اليوم وساعاته وما فصر فيه من طاعاته ، وما
أتى به من سيئاته فيستغفر الله ويحمده استدراكا لما فات منه من الحسنات واستمحاء
لما أثبت في دفاتر أعماله من السيئات ، وفي الصبح يتفكر لما جرى في ليله من الغفلات
وفات منه من الطاعات ، فيتلافى ذلك بالذكر والدعاء والاستغفار ، ويتوب إلى ربه
العالم بالخفايا والاسرار .

والنكات في ذلك كثيرة ليس هذا مقام إيرادها ، وبما نبهنا عليه لعل العارف
الخبير يطلع عليها أو على بعضها ، وسيأتي في الاخبار نبذ منها ، والله الموفق للخير
والصواب .
1 - جامع الاخبار : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من حافظين يرفعان إلى الله
تعالى ما حفظا فيرى الله تبارك وتعالى في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال
لملائكته : اشهدوا أني قد غفرت لعبدي مابين طرفي الصحيفة .
2 - الكافى : بسنده عن غالب بن عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى(وظلالهم بالغدو والاصال)(2)قال : هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها


(1)أسرى : 44 .
(2)الرعد : 15 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه