بحار الأنوار ج45

صباحا بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة ، وإن الجبال
تقطعت وانتثرت ، وإن البحار تفجرت ، وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على
الحسين ، وما اختضب منا امرأة ولا ادهنت ولااكتحلت ولارجلت حتى أتانارأس
عبيدالله بن زياد لعنه الله ، مازلنا في عبرة بعده
وكان جدي إذاذكره بكى حتى تملاعيناه لحيته ، وحتى يبكي لبكائه
رحمة له من رآه وإن الملائكة الذين عندقبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من
في الهواء والسماء من الملائكة ، ولقد خرجت نفسه عليه السلام فزفرت جهنم زفرة
كادت الارض تنشق لزفرتها ، ولقد خرجت نفس عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية
لعنهم الله فشهقت جهنم شهقة لولاأن الله حبسها بخزانها لاحرقت من على ظهر الارض
من فورها ، ولو يؤذن لها مابقي شئ إلا ابتلعته ، ولكنها مأمورة مصفودة ، ولقد
عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربهابجناحة فسكنت وإنها
لتبكيه وتندبه ، وإنها لتتلظى على قاتله ، ولولا من على الارض من حجج الله لنقضت
الارض ، وأكفأت ماعليها ، وماتكثر الزلازل إلاعند اقتراب الساعة
وماعين أحب إلى الله ولاعبرة من عين بكت ودمعت عليه ، ومامن باك يبكيه إلا
وقدوصل فاطمة وأسعدها عليه ، ووصل رسول الله صلى الله عليه وآله وأدى حقنا ، ومامن عبديحشر
إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي فانه يحشر وعينه قريرة ، والبشارة تلقاه
والسرور على وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حداث
الحسين عليه السلام تحت العرش وفي ظل العرش ، لايخافون سوء الحساب يقال لهم ادخلوا
الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وإن الحور لترسل إليهم أنا قد اشتقناكم
مع الولدان المخلدين فمايرفعون رؤسهم إليهم لمايرون في مجلسهم من السرور
والكرامة وإن أعداء هم من بين مسحوب بناصيته إلى النار ، ومن قائل : " مالنامن
شافعين ولاصديق حميم "
وإنهم ليرون منزلهم ومايقدرون أن يدنوا إليهم ، ولايصلون إليهم ، وإن
الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خزانهم(1)على مااعطوا من الكرامة


(1)في المصدر : وخدامهم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه