بحار الأنوار ج44

أقول : قد مر بعض الاخبار في باب الولادة .
23 وروي في بعض الكتب المعتبرة عن لوط بن يحيى ، عن عبدالله بن قيس
قال : كنت مع من غزى مع أمير المؤمنين عليه السلام في صفين وقد أخذ أبوأيوب الاعور
السلمي(1)الماء وحرزه عن الناس فشكى المسلمون العطش فأرسل فوارس على
كشفه فانحرفوا خائبين ، فضاق صدره ، فقال له ولده الحسين عليه السلام أمضي إليه يا
أبتاه ؟ فقال : امض يا ولدي ، فمضى مع فوارس فهزم أبا أيوب عن الماء ، وبنى خيمته
وحط فوارسه ، وأتى إلى أبيه وأخبره .
فبكى علي عليه السلام فقيل له : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ وهذا أول فتح ببركة
الحسين عليه السلام فقال : ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلا ، حتى ينفر فرسه
ويحمحم ويقول : الظليمة لامة قتلت ابن بنت نبيها .
24 وروى ابن نما ره في مثير الاحزان ، عن ابن عباس قال : لما اشتد
برسول الله صلى الله عليه وآله مرضه الذي مات فيه ، ضم الحسين عليه السلام إلى صدره يسيل من عرقه
عليه وهو يجود بنفسه ، ويقول : ما لي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي
عليه طويلا وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان ، ويقول : أما إن لي ولقاتلك
مقاما بين يدي الله عزوجل .
25 في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام :
حسين إذا كنت في بلدة غريبا فعاشر بآدابها
فلا تفخرن فيهم بالنهى فكل قبيل بألبابها


(1)هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس ينتهى نسبه إلى ثعلبة بن بهثة بن سليم ، وهو
مشهور بكنيته وهى أبوالاعور ولم نرفى أصحاب التراجم من كناه بأبى أيوب ، كان
مع معاوية وكان من أشد من عنده على على عليه السلام وكان عليه السلام يذكره في القنوت
في صلاة الغداة ويدعو عليه ، وهو الذى كان لى المشارع يوم صفين حين منعوا الماء عن
عسكر على عليه السلام ، والمشهور أن الذى طردهم عن المشرعة ، الاشتر في اثنى عشر ألفا
من أهل العراق .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه