بحار الأنوار ج71

أن اخوتهم ليست مثل سائر الاخوات بل هم بمنزلة أعضاء جسد واحد تعلق بها
روح واحدة ، فكما أنه يتألم عضو واحد يتألم ويتعطل سائر الاعضاء ، فكذا يتألم
واحد من المؤمنين يحزن ويتألم سائرهم كما مر ، فقوله كالجسد الواحد تقديره
كعضوي الجسد الواحد ، وقوله إن اشتكى الظاهر أنه بيان للمشبه به ، والضمير
المستتر فيه وفي وجد راجعان إلى المرء أو الانسان أو الروح الذي يدل عليه
الجسد وضمير منه راجع إلى الجسد ، والضمير في أرواحهما راجع إلى شيئا وسائر
الجسد ، والجمعية(1)باعتبار جمعية السائر أو من إطلاق الجمع على التثنية مجازا .
وفي كتاب الاختصاص للمفيد(2)وإن روحهما من روح الله وهو أظهر والمراد
بالروح الواحدة ، إن كان الروح الحيوانية فمن للتبعيض ، وإن كان النفس الناطقة
فمن للتعليل ، فان روحهما الروح الحيوانية هذا إذا كان قوله وأرواحهما من تتمة
بيان الشمبه به ، ويحتمل تعلقه بالمشبه ، فالضمير راجع إلى الاخوين المذكورين
في أول الخبر ، والغرض إما بيان شدة اتصال الروحين كأنهما روح واحدة ، أو
أن روحيهما من روح واحدة هي روح الامام ، وهي نور الله كما مر في الخبر السابق
عن أبي بصير(3)الذي هو كالشرح لهذا الخبر ويحتمل أن يكون إن اشتكى أيضا
من بيان المشبه لايضاح وجه الشبه ، والمراد بروح الله أيضا روح الامام الذي اختارها
الله كما مر في قوله ونفخت فيه من روحي .
ويحتمل أن يكون المراد بروح الله ذات الله سبحانه إشارة إلى شدة ارتباط
المقربين بجناب الحق تعالى حيث لايغفلون عن ربهم ساعة ، ويفيض عليهم منه سبحانه
العلم والكمالات والهدايات والافاضات آنا فآنا ، وساعة فساعة ، كما سيأتي في الحديث
القدسي فاذا أحببته كنت سمعه وبصره ورجله ويده ولسانه (4)وسنوضح ذلك


(1)يعنى في لفظ أرواحهما .
(2)سيجى ء تحت الرقم 9 - في الباب 17 .
(3)يعنى الخبر الذى مر عن المعانى في البيان السابق .
(4)يريد ما سيأتى في شرح حديث الكافى من كتابه مرآت العقول راجع الكافى
باب من أذى المسلمين واحتقرهم تحت الرقم 8 ج 2 ص 352 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه