بحار الأنوار ج83

القطران فلا تلبسنا ، ومن كل سوء يا لا إله إلا أنت يوم القيامة فنجنا ، وبرحمتك في
الصالحين فأدخلنا ، وفي عليين فارفعنا ، ويكأس من معين وسلسبيل فسقنا ، ومن الحور

العين برحمتك فزوجنا ، ومن الولدان المخلدين كأنهم لؤلوء مكنون مثنور فأخدمنا ،
ومن ثمار الجنة ولحوم الطير فأطعمنا ، ومن ثياب الحرير والسندس والاستبرق
فاكسنا ، وليلة القدر وحج بيتك الحرام فارزقنا ، وسددنا ، وقرابنا إليك زلفى ، وصالح
الدعاء والمسألة فاستجب لنا .
ياخلقنا اسمع لنا ، واستجب ، وإذا جمعت الاولين والاخرين يوم القيامة
فارحمنا ، يارب عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولاإله غيرك(1).
بيان : الضريع والزقوم من طعام أهل النار أعاذنا الله منها ، وقال سبحانه :
(سرابيلهم من قطران)(2)السربال القميص ، والقطران بفتح القاف وكسر الطاء الذي
يطلى به الابل التي بها الجرب ، فيحرق بحدته وحرارته الجرب بتخذ من حمل شجر
العرعر فيطبخ بماء ثم يهنأ به ، وسكون الطاء وفتح القاف وكسرها لغة ، وقرئ(من
قطرآن)أي قد انتهى حره .
(ومن كأس)مأخوذ من قوله تعالى :(يطاف عليهم بكأس من معين)(3)أي
شراب معين أو نهر معين أي ظاهر للعيون ، أو خارج من العيون ، وهو صفة الماء من
عان الماء إذا نبع ، وصف به خمر الجنة لانها تجري كالماء ذكره البضاوي وقال :
في قوله تعالى :(عينا فيها تسمى سلسبيلا)(4)السلاسة انحدارها في الحلق ، والسهولة
مساغها يقال شراب سلسل وسلسال وسلسبيل ، والحور جمع الحوراء ، وهي التي اشتد
بياض عينها وسوادها ، وقيل الحوراء البضاء ، والعيناء عظيم العينين .
ومن الولدان المخلدين أي المبقين ولدانا لايتغيرون ولايشيبون ، وقيل :


(1)فلاح السائل ص 176 .
(2)ابراهيم : 50 .
(3)الصافات : 45 .
(4)الانسان : 18 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه