بحار الأنوار ج91

سفينتهم غير معتد بها في جنب ما كان بهم من المسكنة ، وقوله تعالى ضربت عليهم
الذلة والمسكنة (1)فالميم في ذلك زائدة في أصح القولين التجأ إليك من الذنوب
متعلق بقوله هاربا أي ما يباعد عنها .
أم كيف تخيب يقال : خاب الرجل خيبة إذا لم ينل ما طلب ، وخيبته
أنا تخييبا مسترشدا اي طالبا للرشاد ، وهو ضد الغي قصد القصد إتيان
الشئ ، تقول : قصدته وقصدت إليه بمعنى إلى جنابك الجناب بالفتح الفنا
وبالكسر ما قرب من محلة القوم صاقبا يقال : صقب داره بالكسر اي قريب
وفي بعض النسخ ساعيا ويقال : سعى الرجل يسعى سعيا إذا عدا وكذا إذا
عمل وكتب .
أم كيف ترد يقال : رده عن وجهه يرده ردا ومردا صرفه ظمآن
اي عطشان ، يقال : ظمأ ظمأ اى عطش ورد الورود اصله قصد الماء ثم يستعمل في
غيره قال الله تعالى ولما ورد ماء مدين (2) إلى حياضك هي جمع حوض .
شاربا كلا اي لا طرد ولا تخييب ولا رد وحياضك الواو للحال مترعة
يقال حوض ترع بالتحريك وكوز ترع ايضا اي ممتل ، وقد ترع الاناء بالكسر
ترعا اي اتلاء وأترعته أنا ، وجفنة مترعة في ضنك المحول اي في زمان ضيق
حاصل من المحول ، والمحل الجدب ، وهو انقطاع المطر ، ويبس الارض
وبابك مفتوح للطب اي لطلب السائلين والوغول اي الدخول والتوارى
يقال : وغل الرجل يغل وغولا اي دخل في الشجر وتوارى فيه وأنت غاية المسؤول
اي نهاية ما يسأل ، وليس قبلك مسؤول ، سألته الشئ وسألته عن الشئ سؤالا ومسألة
وفي بعض النسخ السؤل وهو ما يسأله الانسان ونهاية المأموول اي المرجو
وليس بعدك مأمول .
إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها العقل الامساك ، والضمير للنفس بعقال


(1)البقرة : 61 .
(2)القصص : 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه