بحار الأنوار ج13

أنى شئتم(1)" رغدا " أي موسعا عليكم مستمتعين بما شئتم من طعام القرية ، وقيل : إن
هذه إباحة منه لغنائمها وتملك أموالها " وقولوا حطة "(2)روي عن الباقر عليه السلام أنه
قال : نحن باب حطتكم(3)" وسنزيد المحسنين " على ما يستحقونه من الثواب تفضلا
" وإذ استسقى موسى " أي في التيه لما شكوا إليه الظماء فأوحى الله تعالى إليه " أن اضرب
بعصاك " وهو عصاه المعروف " الحجر " أي أي حجر كان ، أو حجر مخصوص ، وسيأتي ذكر
الاقوال فيه " قد علم كل اناس مشربهم " أي كل سبط موضع شربهم " كلوا واشربوا " أي
قلنا لهم : كلوا واشربوا " ولا تعثوا " أي لا تسعوا في الارض فسادا .(4)
وقال البيضاوي : ومن أنكر أمثال هذه المعجزات فلغاية جهله بالله وقلة تدبره في
عجائب صنعه ، فإنه لما أمكن أن يكون من الاحجار ما يحلق الشعر وينفر الخل(5)و
يجذب الحديد لم يمتنع أن يخلق الله حجرا يسخره لجذب الماء من تحت الارض ، أو
لجذب الهواء من الجوانب وتصييره ماء بقوة التبريد " على طعام واحد " يريد به ما رزقوا في
التيه من المن والسلوى وبوحدته أنها لا تختلف ولا تتبدل " الذي هو أدنى " أي أدون
قدرا .(6)
" إذ جعل فيكم أنبياء " إذ لم يبعث في امة ما بعث في بني إسرائيل من الانبياء
" وجعلكم ملوكا " أي وجعل منكم أو فيكم ، وقد تكاثر فيهم الملوك تكاثر الانبياء بعد
فرعون ، وقيل : لما كانوا مملوكين في أبدي القبط فأنقذهم وجعلهم مالكين لانفسهم وامورهم
سماهم ملوكا " وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين " من فلق البحر وتظليل الغمام والمن
والسلوى ونحوها ، وقيل : أي عالمي زمانهم .
" يا قوم ادخلوا الارض المقدسة " أرض بيت المقدس لكونها قرار الانبياء ومسكن


(1)في المصدر : أى أين شئتم . م
(2)سيأتى بعد الحديث الثامن معنى الباب والحطة .
(3)أى من ورد في طاعتنا وعمل بأوامرنا وانتهى عن نواهينا وسار سيرتنا يحط عنه أوزاره
ويغفر خطاياه .
(4)مجمع البيان 1 : 116 - 121 .
(5)في المصدر : من الخل . ولم نفهم المراد .
(6)انوار التنزيل 1 : 25 - 26 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه