بحار الأنوار ج49

إلى مشهد الرضا عليه السلام فخرجت معهم إلى المشهد ، وزرت ودعوت الله أن يبين لي
موضع الوديعة .
فرأيت هناك فيما يرى النائم : كأن آت أتاني فقال لي : دفنت الوديعة في
موضع كذا وكذا ، فرجعت إلى صاحب الوديعة ، فأرشدته إلى ذلك الموضع الذي
رأيته في المنام ، وأنا غير مصدق بما رأيت ، فقصد صاحب الوديعة ذلك المكان فحفره
واستخرج منه الوديعة بختم صاحبها ، فكان الرجل بعد ذلك يحدث الناس بهذا
الحديث ، ويحثهم على زيارة هذاالمشهد على ساكنه التحية والسلام(1).
4 - ن : حدثنا أبوجعفر محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الفضل التميمي الهروي
رحمه الله قال : سمعت أباالحسن علي بن الحسن القهستاني قال ، كنت بمرو الرود
فلقيت بها رجلا من أهل مصر مجتازااسمه حمزة ، فذكر أنه خرج من مصر زائرا
إلى مشهد الرضا عليه السلام بطوس وأنه لما دخل المشهد ، كان قرب غروت الشمس
فزار وصلى ولم يكن ذلك اليوم زائرا غيره ، فلما صلى العتمة أراد خادم القبر أن
يخرجه ويغلق الباب فسأله أن يغلق عليه الباب ويدعه في المشهد ليصلي فيه ، فانه
جاء من بلد شاسع ولا يخرجه ، وأنه لا حاجة له في الخروج ، فتركه وغلق عليه الباب
وأنه كان يصلي وحده إلى أن أعيى فجلس ووضع رأسه على ركبتيه يستريح ساعة
فلما رفع رأسه رأى في الجدار مواجهة وجهه رقعة عليها هذان البيتان :
من سره أن يرى قبرا برؤيته * يفرج الله عمن زاره كربه
فليأت ذاالقبر إن الله أسكنه * سلالة من نبي الله منتجبه
قال : فقمت وأخذت في الصلاة إلى وقت السحر ، ثم جلست كجلستي الاولى
ووضعت رأسي على ركبتي ، فلما رفعت رأسي لم أر ما على الجدار شيئا ، وكان الذي
أراه مكتوبا رطبا كأنه كتب في تلك الساعة ، قال : فانفلق الصبح وفتح الباب
وخرجت من هناك(2).


(1)عيون أخبارالرضا ج 2 ص 279 و 280 .
(2)عيون أخبارالرضا ج 2 ص 280 و 281 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه