بحار الأنوار ج71

صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام على أنه تأويل لبطن الاية ولا ينافي تفسير
ظهرها بوجه آخر .
لكن يؤيده ما رواه مؤلف كتاب تأويل الايات الظاهرة نقلا من تفسير محمد
ابن العباس بن ماهيار بسنده الصحيح عن عبدالله بن سليمان قال : شهدت جابر
الجعفي عند أبي جعفر عليه السلام وهو يحدث أن رسول الله وعليا عليهما السلام الوالدان قال
عبدالله بن سليمان : وسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : منا الذي أحل اللهله الخمس
والذي جاء بالصدق . ومنا الذي صدق به ، ولنا المودة في كتاب الله عزوجل
وعلي ورسول الله صلوات الله عليهما الوالدان ، وأمر الله ذريتهما بالشكر لهما .
وروى أيضا بسند صحيح آخر عن ابن مسكان ، عن زرارة ، عن عبدالواحد بن
مختار قال : دخلت على أبي جعفر فقال : أما علمت أن عليا أحد الوالدين اللذين
قال الله عزوجل : أن اشكر لي ولوالديك قال زرارة : فكنت لا أدري أية آية هي ؟
التي في بني إسرائيل أو التي في لقمان قال : فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر
عليه السلام فخلوت به فقلت : جعلت فداك حديث جاء به عبدالواحد قال : نعم ، قلت :
أية آية هي ؟ التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل ؟ فقال : التي في لقمان(1).


(1)وقال المؤلف العلامة قدس سره في ذيل هذا الحديث(ج 36 ص 12)لعل منشأ
شك زرارة أن الراوى لعله الحق الاية من قبل نفسه ، أو أن زرارة بعد ما علم أن المراد
الاية التى في لقمان ذكرها .
ولكن فيه اشكال آخر ، حيث ان قول الله عزوجل : أن اشكر لى ولوالديك ليس
الا في سورة لقمان ، وليس بمكرر حتى يشك زرارة أنها التى في بنى اسرائيل ؟ أو غيرها ؟
والذى يظهر : أن زرارة انما شك في أن كلمة الوالدين التى تأولها عليه السلام
لعبد الواحد برسول الله وعلى عليهما الصلاة والسلام هى التي في بنى اسرائيل : وبالوالدين
احسانا أو التى في لقمان : ووصينا الانسان بوالديه . . . أن اشكر لى ولوالديك إلى
المصير لا أنه شك في قوله تعالى وبالوالدين احسانا أهى التى في بنى اسرائيل أو التى في
لقمان كما يوهمه خبر الكافى ، ولا في قوله تعالى أن اشكر لى ولوالديك أنها في أى السورتين
هى ؟ كما يوهمه خبر كنز جامع الفوائد ، وبذلك يرتفع الاشكال من الحديثين فلا تغفل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه