بحار الأنوار ج47

بغير أذان ولا إقامه ثم يصعد المنبر فيقلب رداء‌ه ، فيجعل الذي على يمينه على يساره
والذي علي يساره على يمينه ، ثم يستقبل القبلة ، فيكبر الله مائة تكبيرة ، رافعا
بها صوته ، ثم يلتفت إلى الناس عن يمينه ، فيسبح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته
ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته ، ثم يستقبل
الناس فيحمدالله مائة تحميدة ، ثم يرفع يديه فيدعو ، ثم يدعون ، فاني لارجو
أن لا يخيبوا ، قال : ففعل ، فلما رجعنا قالوا : هذا من تعليم جعفر ، وفي رواية
يونس : فما رجعنا حتى أهمتنا أنفسنا(1).
21 كا : الحسين بن محمد ، عن علي بن محمد ، عن الحسن بن علي أو غيره
عن حماد بن عثمان قال : كان بمكة رجل مولى لبني امية يقال له : ابن أبي عوانة
له عباء‌ة وكان إذا دخل إلى مكة أبوعبدالله عليه السلام أو أحد من أشياخ آل محمد يعبث
به ، وإنه أتى أبا عبدالله عليه السلام وهو في الطواف فقال : يا أبا عبدالله ! ما تقول في
استلام الحجر ؟ فقال : استلمه رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقال : ما أراك استلمته قال : أكره أن أوذي ضعيفا أو أتأذى قال : فقال :
قد زعمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله استلمه قال ك نعم ، ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
رأوه عرفوا له حقه ، وأنا فلا يعرفون لي حقي(2).
22 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة
ابن صدقة قال : دخل سفيان الثوري على أبي عبدالله عليه السلام فرأى عليه ثياب بياض ، كأنها
غرقئ البيض فقال له : إن هذا اللباس ليس من لباسك فقال له : اسمع مني وع ما
أقول لك ، فانه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت على السنة والحق ، ولم تمت
على بدعة ، اخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفري جدب ، فأما إذا أقبلت
الدنيا ، فأحق أهلها بها أبرارها ، لا فجارها ، ومؤمنوها ، لا منافقوها ، ومسلموها
لا كفارها ، فما أنمكرت يا ثوري ؟ ! فوالله إنني لمع ما ترى ، ما أتى علي مذ عقلت


(1)التهذيب ج 3 ص 148 .
(2)الكافى ج 4 ص 409 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه