بحار الأنوار ج44

الحق أبلج ما يحيل سبيله * والحق يعرفه ذوو الالباب
كشف : عن الشعبي مثله(1).
بيان : رأيت في بعض الكتب أن عروق الثرى إبراهيم عليه السلام لكثرة ولده
في البادية ، ولعله عليه السلام عرض بكون معاوية ولد زنا ليس من ولد إبراهيم
قوله : ما يحيل سبيله أي ما يتغير قال الفيروز آبادى : حال يحيل حيولا تغير
وفي كشف الغمة تخيل بالخاء المعجمة على صيغة الخطاب ونصب السبيل أي لا يمكنك
أن توقع في الخيال غيره .
12 قب : وقال معاوية للحسن بن علي عليهما السلام : أنا أخير منك يا حسن ، قال :
وكيف ذاك يا ابن هند ؟ قال : لان الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك
قال هيهات هيهات لشر ما علوت ، يابن آكلة الاكباد ، المجتمعون عليك رجلان :
بين مطيع ومكره ، فالطائع لك عاص لله ، والمكره معذور بكتاب الله ، وحاش لله أن
أقول : أنا خير منك فلا خير فيك ، ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من
الفضائل .
كتاب الشيراي : روى سفيان الثوري ، عن واصل ، عن الحسن ، عن ابن
عباس في قوله : وشاركهم في الاموال والاولاد (2)أنه جلس الحسن بن علي ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد : يا حسن إني مذ كنت
ابغضك ، قال الحسن : اعلم يا يزيد أن إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماء‌ان
فأورثك ذلك عداوتي ، لان الله تعالى يقول : وشاركهم في الاموال والاولاد
وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر ، فلذلك كان يبغض جدي رسول
الله صلى الله عليه واله .
وهرب سعيد بن سرح من زياد إلى الحسن بن علي عليهما السلام فكتب الحسن إليه
يشفع فيه ، فكتب زياد : من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة أما بعد فقد أتاني


(1)كشف الغمة ج 2 ص 152 ، المناقب ج 4 ص 22 .
(2)أسرى : 64 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه