بحار الأنوار ج41

محمد بن إسحاق أنه لما ركز عمر ورمحه على خيمة النبي صلى الله عليه وآله وقال(1): يا
محمد ابرز ثم أنشأ يقول :
ولقد بححت من النداء * بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جبن الشجاع * بموقف البطل المناجز
إني كذلك لم أزل * متسرعا نحو الهزاهز
إن الشجاعة والسماحة * في الفتى خير الغرائز
في كل ذلك يقوم علي ليبارزه فيأمره النبي صلى الله عليه وآله بالجلوس لمكان بكاء فاطمة
عليها السلام عليه من جراحاته في يوم أحد ، وقولها : ما أسرع أن يأتم الحسن
والحسين باقتحامه الهلكات ، فنزل جبرئيل عليه السلام فأمره عن الله تعالى(2)أن يأمر
عليا عليه السلام بمبارزته ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي ادن مني ، وعممه بعمامته
وأعطاه سيفه وقال : امض لشأنك ، ثم قال : اللهم أعنه ، فلما توجه إليه قال النبي
صلى الله عليه وآله : خرج الايمان سائره إلى الكفر سائره ، قال محمد بن إسحاق :
فلما لاقاه علي عليه السلام أنشأ يقول :
لا تعجلن فقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز -
ذونية وبصيرة والصبر * منجي كل فائز -
إني لارضى أن أقيم * عليك نائحة الجنائز -
من ضربة نجلاء يبقى * ذكرها عند الهزاهز(3)
ويروى له عليه السلام في أمالي النيسابوري :
يا عمرو قد لاقيت فارس بهمة * عند اللقاء معاود الاقدام -
يدعو إلى دين الاله ونصره * وإلى الهدى وشرائع الاسلام
إلى قوله :
شهدت قريش والبراجم كلها * أن ليس فيها من يقوم مقامي


(1)في المصدر : قال .
(2)= : فنزل جبرئيل عن الله تعالى .
(3)النجلاء : الواسع العريض الطويل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه