بحار الأنوار ج66

التنزه التباعد من المياه والارياف وقال ابن قتيبة : ذهب أهل العلم في قول الناس
خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه غلط ، وهو عندي ليس بغلط لان البساتين
في كل بلد إنما تكون خارج البلد ، فاذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن
المنازل والبيوت ، ثم كثر هذا حتى استعملت النزهة في الخضر والجنان .
قوله(أدين به)في الكافي :(أدين الله به)أي أعبدالله واطيعه بتلك العقائد
والاعمال ، وفي الكافي(لمحمد بن علي ولك من بعده وأنك أئمتي)قوله عليه السلام :
(في السر والعلانية)أي بالقلب واللسان والجوارح ، أوفي الخلوة والمجامع مع
عدم التقية(وكف لسانك)تخصيص كف اللسان بالذكر بعد الامر بالتقوى مطلقا
لكون أكثر الشرور منه ، وفيه إشعار بالتقية أيضا(ولا تقل إني هديت نفسي)
أي لاتفسد دينك بالعجب ، واعلم أن الهداية من الله كما قال تعالى(قل لاتمنوا
علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان)(1)وفي الكافي(بل الله هداك
فأدشكر ما أنعم الله عزوجل به عليك)(ولا تكن ممن إذا أقبل)أي كن من الاخيار
ليمدحك الناس في وجهك وقفاك ولاتكن من الاشرار الذين يذمهم الناس في حضورهم
وغيبتهم ، أو أمر بالتقية من المخالفين ، أو بحسن المعاشرة مطلقا(ولا تحمل الناس
على كاهلك)أي لاتسلط الناس على نفسك بترك التقية ، أولا تحملهم على نفسك
بكثرة المداهنة والمداراة معهم ، بحيث تتضرر بذلك ، كأن يضمن لهم أو يتحمل
عنهم ما لايطيق أو يطمعهم في أن يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لايحل ، و
هذا أفيد وإن كان الاول أظهر ، في القاموس : الكاهل كصاحب الحارك أو مقدم
أعلى الظهر مما يلي العنق ، وهو الثلث الاعلى وفيه ست فقر ، أو ما بين الكتفين
أو موصل العنق في الصلب ، وقال : الصدع الشق في شئ صلب ، وقال : الشعب بالتحريك
بعد مابين المنكبين .
8 - كش : عن جعفر بن أحمد ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي سلمة الجمال قال :
دخل خالد البجلي على أبي عبدالله عليه السلام وأنا عنده فقال له : جعلت فداك إني


(1)الحجرات : 18 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه