بحار الأنوار ج79


19 . (باب آخر) (في ذكر صبر الصابرين والصابرات)

1 مسكن الفؤاد : للشهيد الثاني رفع الله درجته قال : أسند أبوالعباس
ابن مسروق عن الاوزاعي قال : حدثنا بعض الحكماء قال : خرجت وأنا اريد الرباط حتى إذا كنت بعريش مصر ، إذا أنا بمظلة وفيها رجل قد ذهبت عيناه ، و
سترسلت يداه ورجلاه ، وهو يقول :(لك الحمد سيدي ومولاي ، اللهم إني
أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك كفضلك على سائر خلقك ، إذ فضلتني على
كثير ممن خلقت تفضيلا)فقلت : والله لاسألنه أعلمه أو الهمه إلهاما .
فدنوت منه وسلمت عليه ، فرد علي السلام فقلت له : رحمك الله إني
أسئلك عن شئ أتخبرني به أم لا ؟ فقال : إن كان عندي منه علم أخبرتك به ، فقلت :
رحمك الله على أي فضيلة من فضائله تشكره ؟ فقال أو ليس ترى ما قد صنع بي
فقلت : بلى ، فقال : والله لو أن الله تبارك وتعالى صب علي نارا تحرقني ، وأمر
الجبال فدمرتني ، وأمر البحار فغرقتني ، وأمر الارض فخسفت بى ، ما ازددت
فيه سبحانه إلا حبا ، ولا ازددت له إلا شكرا وإن لي إليك حاجة تقضيها
لي ؟ فقلت نعم ، قل ما تشاء ، فقال بني لي كان يتاهدني أوقات صلاتي ويطعمني
عند إفطارى ، وقد فقدته منذ أمس ، فانظر هل تجده لي ؟ قال : فقلت في نفسي إن
في قضاء حاجته لقربة إلى الله عزوجل .
فقمت وخرجت في طلبه حتى إذا صرت بين كثبان الرمال إذا أنا بسبع
قد افترس الغلام يأكله ، فقلت :(إنا لله وإنا إليه راجعون كيف آتي هذا العبد
الصالح بخبر ابنه ، قال : فأتيته وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت : يرحمك
الله إن سألتك عن شئ تخبرني به ؟ فقال : إن كان عندي منه علم أخبرتك به ، قال

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه