بحار الأنوار ج54

(يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب(1)). وذكر الرازي في المحو والاثبات وجوها إلى أن قال : الثامن أنه في الارزاق والمحن والمصائب يثبتها في الكتاب ثم يزيلها بالدعاء والصدقة ، ثم قال : وأما(ام الكتاب)فالمراد أصل الكتاب ، والعرب تسمي كل ما يجري مجرى الاصل اما(2)ومنه(ام الرأس)للدماغ ، و(ام القرى)لمكة ، فكذلك(ام الكتاب)هو الذي يكون أصلا لجميع الكتب ، وفيه قولان الاول أن ام الكتاب هو اللوح المحفوظ ، وجميع حوادث العالم العلوي والسفلي مثبت فيه ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : كان الله ولا شئ(3)ثم خلق اللوح وأثبت فيه جميع أحوال الخلق(4)إلى يوم القيامة ، وعلى هذا التقدير عند الله كتابان : أحدهما الكتاب الذي تكتبه الملائكة على الخلق ، وذلك الكتاب محل المحو والاثبات ، والكتاب الثاني اللوح المحفوظ وهو الكتاب المشتمل على تعيين نفس جميع الاحوال العلوية والسفلية ، وهو الباقي . روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الله تعالى في ثلاث ساعات بقين من الليل ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره ، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء . والقول الثاني أن ام الكتاب هو علم الله فإنه تعالى عالم بجميع المعلومات من الموجودات والمعدومات ، والمعلومات وإن تغيرت إلا أن علم الله تعالى بها باق منزه عن التغيير ، فالمراد بام الكتاب هو ذاك(5)(انتهى)وقال الطبرسي - ره - : في تضاعيف الاقوال في ذلك : الرابع أنه عام في كل شئ فيمحو من الرزق ويزيد فيه ، ومن الاجل ، ويمحو(6)السعادة والشقاوة ، وروى عكرمة ______________________________
(1)الرعد : 39 .(2)في المصدر : مجرى الاصل للشئ اما له .(3)في المصدر : ولا شئ معه .(4)في المصدر : أحوال جميع الخلق .(5)مفاتيح الغيب : ج 5 ، ص 309 .(6)في المصدر : فيمحو(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه