بحار الأنوار ج56

الكاتبون لاعمال العباد ، وما بعده تأكيد له ، ولا يخلو من بعد ، إذ التأسيس أولى
من التأكيد . وأيضا الظاهر أنه إشارة إلى ما ورد في الآية ، وهو في سياق وصف
القرآن كما عرفت سابقا . ينفي هذا الدعاء ما مر من الاقوال في الآية سوى
القول بأنهم الملائكة .
" والحفظة الكرام الكاتبين " إشارة إلى قوله سبحانه " وإن عليكم لحافظين
كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون(1)" وقال الطبرسي - رحمه الله - : وإن عليكم
لحافظين من الملائكة يحفظون عليكم ما تعملون من الطاعات والمعاصي ، ثم وصف
الحفظة فقال : كراما على ربهم كاتبين يكتبون أعمال بني آدم(انتهى)(2)ويدل
على تعددهم لكل إنسان قوله تعالى " عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من
قول إلا لديه رقيب عتيد "(3)ويدل كثير من الاخبار على أن ملائكة الليل غير
ملائكة النهار ، كما ورد في تفسير قوله تعالى " إن قرآن الفجر كان مشهودا(4)"
أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ، والحكمة في خلقهم وتوكيلهم على العباد
مع كونه سبحانه أعلم بهم منهم كثيرة قد مر بعضها في بعض الاخبار .
" وملك الموت وأعوانه " اسم ملك الموت " عزرائيل " ويدل على أن له
أعونا كما دلت عليه الآيات والاخبار ، فإنه تعالى قال " الله يتوفى الانفس حين
موتها "(5)وقال سبحانه : " قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم "(6)وقال
جل وعلا : " توفته رسلنا وهم لا يفرطون "(7)وقال عزوجل(8)" الذين تتوفيهم


(1)الانفطار : 10 12 .
(2)مجمع البيان : ج 10 ، ص 450 .
(3)ق : 17 18 .
(4)الاسراء : 78 .
(5)الزمر : 42 :
(6)الم السجده : 11 .
(7)الانعام : 61 .(8)النخل : 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه