بحار الأنوار ج90

في العمر إلا البر .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء ما المبتلى الذي
استدر به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : اذكروا الله فانه ذاكر لمن ذكره ، وسلوه من
فضله ورحمته فانه لا يخيب عليه داع من المؤمنين دعاه .
وعن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : من لم يسأل الله من فضله افتقر .
38 نهج : قال عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء(1).
وقال في وصيته لابنه الحسن صلوات الله عليهما : واعلم أن الذي بيده خزائن
السماوات والارض ، قد أذن لك في الدعاء ، وتكفل لك بالاجابة ، وأمرك أن
تسأله ليعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم
يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة ، ولم يعاجلك بالنقمة
ولم يفضحك حيث الفضيحة ولم يشدد عليك في قبول الانابة ، ولم يناقشك بالجريمة
ولم يؤيسك من الرحمة ، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة ، وحسب سيئتك واحدة
وحسب حسنتك عشرا ، وفتح لك باب المتاب ، وباب الاستعتاب .
فإذا ناديته سمع نداء‌ك ، وإذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك
وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته على
امورك ، وسألته من خزائن رحمته مالا يقدر على إعطائه غيره ، من زيادة الاعمار
وصحة الابدان ، وسعة الارزاق .
ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت
استفتحت بالدعاء أبواب نعمه ، واستمطرت شآبيب رحمته فلا يقنطنك إبطاء إجابته
فان العطية على قدر النية ، وربما اخرت عنك الاجابة ، ليكون ذلك أعظم لاجر
السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشئ فلاتؤتاه ، وأوتيت خيرا منه
عاجلا وآجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك


(1)نهج البلاعة تحت الرقم 146 من قسم الحكم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه