بحار الأنوار ج27

عليه السلام قال : إن لله مدينة(1)خلق البحر سعتها مسيرة أربعين يوما للشمس(2)
فيها قوم لم يعصوا الله قط ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق إبليس ، نلقاهم في كل
حين فيسألونا عما يحتاجون إليه ويسألونا الدعاء فنعلمهم ، ويسألونا عن قائمنا
متى يظهر .
وفيهم عبادة واجتهاد شديد ، ولمدينتهم أبواب مابين المصراع إلى المصراع مائة
فرسخ ، لهم تقديس واجتهاد شديد ، لو رأيتموهم لاحتقرتم(3)عملكم ، يصلي الرجل
منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجوده ، طعامهم التبسيح ولباسهم الورق(4)ووجوههم
مشرقة بالنور ، إذا رأوا منا واحدا لحسوه(5)واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره من الارض
يتبركون به ، لهم دوي إذا صلوا أشد من دوي الريح العاصف ، فيهم جماعة لم يضعوا
السلاح منذ كانوا ، ينتظرون قائمنا ، يدعون(6)أن يريهم إياه ، وعمر أحدهم ألف
سنة ، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانة وطلب مايقربهم إليه(7).
إذا احتبسنا ظنوا أن ذلك من سخط ، يتعاهدون الساعة التي نأتيهم فيها لا
يسأمون ولا يفترون ، يتلون كتاب الله كما علمناهم ، وإن فيما نعلمهم مالو تلي على الناس


(1)الظاهر على فرض ثبوت الحديث انها في عالم آخر غير الارض ، والا يلزم أن
تكون قطعة من الارض أوسع من جميع الارض : اربعين مرة . ولعل الصحيح مافي البصائر
المطبوع من اسقاط كلمة :(للشمس)فيكون سعة المدينة مسيرة أربعين يوما للراجل وعلى
أي يحتمل ان يكون المراد بتلك المدينة مدينة روحاني بدلالة قوله : طعامهم التسبيح .
(2)في المصدر : مسيرة اربعين يوما ، فيها : والعلم عند الله .
(3)في نسخة : لاحقرتم . وفي المحتضر : لو رأيتهم لحقرت .
(4)في نسخة :(ولباسهم الورع)يوجد ذلك في المحتضر .
(5)الصحيح كما في المحتضر :(احتوشوه)أي أحدقوا به وجعلوه في وسطهم .
(6)في المحتضر : يدعون الله .
(7)في المحتضر :(مايقربهم من الله)وفيه :(احتبسنا عنهم)وفيه : يتعاهدون
أوقاتنا التي .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه