بحار الأنوار ج42

الساقان الدقيقان فلا حيلة(1)لتغليظهما ، والوجه أن ترفق بنفسك في المشي تقلله
ولا تكثره ، وفيما تحمله على ظهرك وتحضنه(2)بصدرك أن تقللهما ولا تكثرهما
فإن ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل ثقيل انقصافهما(3)وأما الصفار فدواؤك(4)
عندي وهو هذا ، وأخرج دواء وقال : هذا لا يؤذيك ولا يخيسك(5)ولكنه يلزمك
حمية من اللحم أربعين صباحا ، ثم يزيل صفارك ، فقال علي عليه السلام(6): قد ذكرت
نفع هذا الدواء الصفاري فهل تعرف شيئا يزيد فيه ويضره ؟ فقال الرجل : بلى
حبة من هذا ، وأشار إلى دواء معه وقال : إن تناوله الانسان وبه صفار أماته من
ساعته ، وإن كان لا صفار به صار به صفار حتى يموت في يومه ، فقال علي عليه السلام :
فأرني هذا الضار فأعطاه فقال(7): كم قدر هذا ؟ فقال : قدر مثقالين سم ناقع ، و
قدر كل حبة منه يقتل رجلا ، فتناوله علي عليه السلام فقمحه(8)وعرق عرقا خفيفا
وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه : الآن اؤخذ بابن أبي طالب ويقال : قتلته
ولا يقبل مني قولي إنه لهو ألجأني على نفسي ، فتبسم علي عليه السلام وقال : يا عبدالله
أصح ما كنت بدنا الآن ، لم يضرني ما زعمت أنه سم ، فغمض عينيك فغمض ، ثم
قال : افتح عينيك ، ففتح فنظر إلى وجه علي عليه السلام فإذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة
فارتعد الرجل مما رآه وتبسم علي عليه السلام وقال : أين الصفار الذي زعمت أنه بي ؟
فقال : والله لكأنك لست من رأيت قبل ، كنت مصفارا فأنت الآن مورد ، قال علي
بن أبي طالب عليه السلام : فزال عني الصفار بسمك الذي زعمت أنه قاتلي ، وأما ساقاي


(1)في المصدرين : فلا حيلة لى اه‍ .
(2)" : تحتضنه .
(3)انقصف : انكسر .
(4)في المصدرين : فدواؤه .
(5)خاس اللحم : فسدت رائحته .
(6)في المصدرين ، فقال له على بن ابى طالب عليه السلام .
(7)" : فأعطاه اياه ، فقال له .
(8)قمح السويق : استفه والشراب : اخذه في راحته فلطعه . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه