بحار الأنوار ج8

جميعا فقال الجاهل بعلم التفسير : إن هذا الاستثناء من الله إنما هو لمن دخل الجنة
والنار ، وذلك أن الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحدو كذبوا ،
بل إنما عنى بالاستثناء أن ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسماوات
يظلهم فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهي النار ، فذلك الذي
عنى الله في أهل الجنة وأهل النار : مادامت السموات والارض يقول : في الدنيا
والله تبارك وتعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها أبدا ، ولا كل أهل النار منها أبداو كيف
يكون ذلك وقد قال الله في كتابه : خالدين فيها أبدا
ليس فيها استثناء ؟ وكذلك قال
أبوجعفر عليه السلام : من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة ، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل
النار ، وهذا الذي عني الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول .
بيان : الظاهر أنه عليه السلام فسر الجنة والنار بما يوجبهما من الايمان والكفر
مجازا ، أو بالجنة والنار الروحانيتين ، فإن المؤمن في الدنيا لقربه تعالى وكرامته
وحبه ومناجاته وهداياته ومعارفه في جنة ونعيم ، والكافر لجهالته وضلالته وبعده و
حرمانه في عذاب أليم ، فعلى هذا يكون المراد بالاشقياء والسعداء من يكون ظاهر
حاله ذلك ، فالشقي أبدا في الكفر والجهل والعمى إلا أن يشاء الله هدايته فيهديه و
يخرجه من نار الكفر إلى جنة الايمان ، وكذا السعيد أبدا في الايمان والهداية والعلم
إلا أن يشاء الله خذلانه بسوء أعماله فيخرج من جنة الايمان إلى ناز الكفر ، وإنما
خص الخروج من الجنة بالبيان لانه موضع الاشكال حقيقة وإن أمكن أن يكون سقط
الآخر من النسخ .
8 - شى : عن زرارة قال : سألت أباجعفر عليه السلام في قول الله : وأما الذين سعدوا
ففي الجنة إلى آخرالآيتين ، قال : هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة
والسعادة إن شاء الله يجعلهم خارجين ، ولا تزعم يازرارة أني أزعم ذلك .
9 - شى : حمران قال : سألت أباجعفر عليه السلام جعلت فداك قول الله : خالدين
فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك لاهل النار ، أفرأيت قوله لاهل

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه