بحار الأنوار ج22

الله عرف نبيه صلى الله عليه وآله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وأنهن
امهات المؤمنين ، وأحد من سمي له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن
حارثة ، فأخفى صلى الله عليه وآله اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين : إنه
قال في امرأة في بيت رجل : إنها إحدى أزواجه من امهات المؤمنين ، وخشي قول
المنافقين ، قال الله عزوجل : " وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " يعني في نفسك
وإن الله عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حوا من آدم عليهما السلام
وزينب من رسول الله صلى الله عليه وآله بقول : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " الآية
وفاطمة من علي عليهما السلام(1).
أقول : قد مر هذا الخبر والذي قبله بإسنادهما في باب عصمة الانبياء
عليهم السلام(2).
52 - فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " وما كان
لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وذلك
أن رسول الله صلى الله عليه آله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الاسدية من بني
أسد بن خزيمة ، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله فقالت : يا رسول الله حتى اوامر نفسي
فأنظر ، فأنزل الله : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " الآية ، فقالت : يا رسول الله أمري
بيدك ، فزوجها إياه ، فمكثت عند زيد ما شاء الله ، ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليها النبي صلى الله عليه وآله فأعجبته ، فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي
في طلاقها ، فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتق
الله وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها ، ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها ، فأنزل
الله نكاحها على رسول الله صلى الله عليه وآله : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " وفي قوله :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " فإن هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة ، قالت
قريش يعيرنا محمد يدعي بعضنا بعضا وقد ادعى هو زيدا ، فقال الله : " ما كان محمد


(1)عيون الاخبار : 108 .
(2)راجع ج 11 : 72 - 74 و 78 - 85 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه