بحار الأنوار ج90

وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته وأنا أبغضته .
42 عدة الداعى : روى الحسين بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : ما من قول اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا الله ولم يصلوا على
نبيهم إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم(1).
وروى محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إن الله تبارك وتعالى يقول : من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما اعطي
من سألني .
وروى ابن القداح عنه عليه السلام قال : ما من شئ إلا وله حد ينتهي إليه
فرض الله الفرائض فمن أداهن فهو حدهن ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده
والحج فمن حج فهو حده إلا الذكر ، فان الله لم يرض فيه بالقليل ، ولم
يجعل له حدا ينتهي إليه ، ثم تلا يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا *
وسبحوه بكرة وأصيلا (2)فلم يجعل الله له حدا ينتهي إليه .
قال : وكان أبي كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله ، وآكل
معه الطعام ، وإنه ليذكر الله ، ولوكان يحدث القوم مايشغله ذلك عن ذكر الله
وكنت أرى لسانه لا صقا بحنكه يقول : لا إله إلا الله .
وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ، وكان يأمر بالقراء‌ة من
كان يقرء منا ، ومن كان لايقرء منا أمره بالذكر ، والبيت الذي يقرأ فيه القرآن
ويذكر الله فيه تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضئ
لاهل السماء كماتضئ الكواكب لاهل الارض ، والبيت الذين لا يقرء فيه القرآن
ولا يذكر الله فيه ، تقل بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين
وقال : جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال : من خير أهل المسجد ؟ فقال :
أكثرهم ذكرا(3).


(1)وتراه في الكافى ج 2 ص 530 وهكذا أكثر روايات الباب .
(2)الاحزاب : 41 و 42 .
(3)وتراه في الكافى ج 2 ص 529 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه