بحار الأنوار ج33

لعمار : يقتلك الفئة الباغية .
قال ابن الاثير وخرج عمار بن ياسر على الناس فقال : اللهم إنك تعلم
أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته اللهم إنك
تعلم لو أني أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم انحنى عليها
حتى تخرج من ظهري لفعلت وإني لا أعلم اليوم عملا أرضى لك من جهاد
هؤلاء الفاسقين ولو أعلم عملا هو أرضى لك منه لفعلته والله إني لارى قوما
ليضربنكم ضربا يرتاب منه المبطلون والله لو ضربونا حتى بلغونا سعفات هجر
لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل(1).
ثم قال : من يبتغي رضوان ربه فلا يرجع إلى مال ولا ولد .
فأتاه عصابة فقال : اقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون بدم
عثمان والله ما أرادوا الطلب بدمه ولكنهم ذاقوا الدنيا واستحقبوها وعلموا أن
الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منها ولم يكن لهم سابقة
يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم فخذعوا أتباعهم بأن قالوا : إمامنا
قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا فبلغوا ماترون ولولا هذه الشبهة ما
تبعهم رجلان من الناس اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت وإن تجعل لهم الامر
فاذخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الاليم .
ثم مضى ومعه العصابة فكان لايمر بواد من أودية صفين إلا تبعه من
كان هناك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم جاء إلى هاشم بن عتبة بن أبي الوقاص وهو المرقال وكان صاحب راية
علي عليه السلام فقال : يا هاشم أعورا وجبنا ؟ لاخير في أعور لايغشى


< - ورواه أيضا بأسانيد النسائي في الحديث :(157)وما بعده من كتاب خصائص
أميرالمؤمنين عليه السلام وعلقنا عليه أيضا عن مصادر كثيرة .
(1)ورواه أيضا محمد بن عبدالله الاسكافي المتوفى عام :(240)في كتاب المعيار والموازنة
ص 136 ، ط 1 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه