بحار الأنوار ج11

أن بعض البهائم تنكرت له اخته فلما نزا عليها(1)ونزل كشف له عنها وعلم أنها اخته
أخرج غرموله ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خرميتا . قال زرارة : ثم سئل عليه السلام
عن خلق حواء وقيل له : إن اناسا عندنا يقولون : إن الله عزوجل خلق حواء من ضلع
آدم الايسر الاقصى ، قال : سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ! يقول من يقول هذا :
إن الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ، وجعل(2)
لمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام ، يقول : إن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا
كانت من ضلعه ، مالهؤلاء ؟ حكم الله بيننا وبينهم . ثم قال : إن الله تبارك وتعالى لما خلق
آدم من طين أمر الملائكة فسجدوا له وألقى عليه السبات ثم ابتدع له خلقا ، ثم جعلها
في موضع النقرة التي بين ركبتيه ،(3)وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل ، فأقبلت تتحرك فانبته
لتحركها فلما انتبه نوديت أن تنحي عنه ، فلما نظر إليها نظر إلى خلق حسن يشبه صورته
غير أنها انثى ، فكلمها فكلمته بلغته فقال لها : من أنت ؟ فقالت : خلق خلقني الله كما ترى ،
فقال آدم عند ذلك : يا رب من الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه ؟ فقال
الله : هذه أمتي حواء ، أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لامرك ؟ قال :
نعم يارب ولك بذلك الشكر والحمد ما بقيت ، فقال تبارك وتعالى : فاخطبها إلي فإنها
أمتي(4)وقد تصلح أيضا للشهوة ، وألقى الله عليه الشهوة ، وقد علم قبل ذلك المعرفة ،(5)
فقال : يا رب فإني أخطبها إليك فما رضاك لذلك ؟ قال : رضاي أن تعلمها معالم ديني ،
فقال : ذلك يارب(6)إن شئت ذلك ، فقال عزوجل : قد شئت ذلك وقد زوجتكها
فضمها إليك ، فقال : أقبلي ، فقالت : بل أنت فاقبل إلي ، فأمر الله عزوجل لآدم أن يقوم
إليها فقام ، ولولا ذلك لكن النساء هن يذهبن إلى الرجال حين خطبن على أنفسهن(7)


(1)أى وقع عليها وطئها .
(2)في نسخة : " ولا يجعل " أى لم يكن له من القدرة مالا يجعل .
(3)في نسخة : بين وركيه . والنقرة : ثقب في وسط الورك .
(4)في المصدر : فانها انثى . م
(5)في نسخة : وقد علمه قبل ذلك المعرفة .
(6)< < < < : ذلك لك يارب على .(7)< < < < : ولولا ذلك لكانت النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى خطبن على النفسهن(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه