بحار الأنوار ج39

فقلت : من أين أقبلت يا لعين ؟ قال : من الآثام(1)، فقلت : وأين تريد ؟ قال : الآثام
فقلت : بئس الشيخ أنت ، فقال : لم تقول هذا ياأمير المؤمنين ؟ فوالله لاحدثنك بحديث
عني عن الله عزوجل ما بيننا ثالث ؟ فقلت : يالعين عنك عن الله ؟ ! مابينكما ثالث ؟
قال : نعم ، إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت : إلهي وسيدي ماأحسبك
خلقت خلقا هو أشقى مني ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلي : بلى قد خلقت من هو أشقى
منك ، فانطلق إلى مالك يريكه ، فانطلقت إلى مالك وقلت : السلام يقرأ عليك السلام
ويقول : أرني من هو أشقى مني ، فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الاعلى ،
فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا ، فقال لها : اهدئي ، فهدأت
ثم انطلق منه(2)إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سوادا وأشد حمى
فقال لها : اخمدي ، فخمدت ، إلى أن انطلق بي إلى السابع(3)، وكل نار تخرج
من طبق فهي أشد من الاولى ، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا
وجميع ماخلقه الله عزوجل ، فوضعت يدي على عيني وقلت : مرها يامالك تخمد(4)
وإلا خمدت ، فقال : إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم ، فأمرها فخمدت ، فرأيت
رجلين في أعناقهما سلاسل النيران ، معلقين بها إلى فوق ، وعلى رؤوسهما قوم معهم
مقامع النيران يقمعونهما بل ، فقلت : يا مالك من هذان ؟ فقال : وما قرأت على
ساق العرش ؟ وكنت قبل قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام : " لا إله إلا الله
محمد رسول الله أيدته ونصرته بعلي " فقال : هذان عدوا أولئك وظالماهم(5).
أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب حبه عليه السلام ، وبعضها في باب أن الجن
تأتيهم عليهم السلام في كتاب الامامة ، وسيأتي قصة بئر العلم وغيرها في باب شجاعته
صلوات الله عليه .


(1)الظاهر انه جمع الاثم : الخطيئة ، وقد أقر اللعين بقوله هذا أني كنت فيما مضى و
فيما يأتي آثما . وفي المصدر : " الانام " في الموضعين ، ولا معنى له يناسب المقام .
(2)في المصدر : ثم انطلق بي .
(3)" " : إلى الطبق السابع .
(4)" " : أن تخمد .
(5)الاختصاص : 108 و 109 . وفيه : هذان من أعداء أولئك أو ظالميهم الوهم من
صاحب الحديث .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه