وقال في المنتقى في حوادث السنة الاولى من الهجرة : إنه صلى الله عليه وآله لبث في
بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى ، فصلى
فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم دخل المدينة ، ثم ذكر كيفية دخوله المدينة ، وصلاة الجمعة
والخطبة نحو ما تقدم ،(1)ثم قال : وإنه لما بنى رسول الله صلى الله عليه وآله مسجده طفق
ينقل معهم اللبن ويقول وهو ينقل اللبن :
هذا الحمال لا حمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر
___________________________
< - - خطبة خطبهارسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنى عن أبى سلمه بن عبدالرحمن : نعوذ بالله
أن نقول على رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يقل – السيرة أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه
بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فقدموا لانفسكم ، تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم
ليدعن غنمه ليس لها راع ، ثم ليقولن له ربه - وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه - ألم
يأتك رسولى فبلغك ؟ وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن يمينا وشمالا
فلا يرى شيئا . ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم ، فمن استطاع أن يقى وجهه من النار ولو بشق
بشقة - الامتاعمن تمرة فليفعل ، ومن لم يجدهيجد - ألامتاعفبكلمة طيبة ، فان بها
تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة شعف . والسلام عليكموعلى رسول اللهورحمة الله و
بركاته . في الامتاع : والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته .
قال ابن هشام : قال ابن اسحاق : ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة اخرى فقال :
ان الحمد لله ، أحمده واستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله
فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ان أحسن
الحديث كتاب الله تبارك وتعالى ، قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وادخله في الاسلام بعد الكفر
واختاره على ما سواء من أحاديث الناس ، انه أحسن الحديث وأبلغه ، أحبوا ما أحب الله ، احبوا
الله من كل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله وذكره ، ولا تقس عنه قلوبكم ، فانه من كل ما يخلق الله
يختار ويصطفى ، قد سماه الله خيرته من الاعمال ، ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن
كل ما اوتى الناس من الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته ،
واصدقوا الله صالح ما تقولون بافواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، ان الله يغضب أن ينكث عهده
والسلام عليكم .
(1)في نسخة ، نحوا مما تقدم .