بحار الأنوار ج70

وتظهر العورة أي العيوب المستورة .
وقال الجوهري : العورة سوء‌ة الانسان وكل ما يستحيى منه ، وفي بعض
النسخ المعورة اسم فاعل من أعور الشئ إذا صار ذا عوار أو ذاعورة ، وهي العيب
والقبيح وكل شئ يستره الانسان أنفة أو حياء فهو عورة ، والمراد بها هنا القبيح
من الاخلاق والافعال ، وعلى النسختين المراد ظهور قبايحه وعيوبه إما من نفسه فانه
عند المشاجرة والغضب لا يملكها فيبدو منه ما كان يخفيه ، أو من خصمه فان الخصومة
سبب لاظهار الخصم قبح خصمه ، لينتقص منه ، ويضع قدره بين الناس .
12 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن
عنبسة العابد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إياكم والخصومة ، فانها تشغل القلب
وتورث النفاق ، وتكسب الضغاين(1).
بيان : فانها تشغل القلب عن ذكر الله وبالتفكر في الشبه والشكوك والحيل
لدفع الخصم وبالغم والهم أيضا ، والضغاين جمع الضغينة وهي الحقد وتضاغنوا انطووا
على الاحقاد .
13 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن مهران
عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أتاني جبرئيل
قط إلا وعظني فآخر قوله لي : إياك ومشارة الناس فانها تكشف العورة ، وتذهب
بالعز(2).
بيان : روى الشيخ في مجالسه عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إياكم ومشارة الناس فانها تدفن العرة ، وتظهر الغرة .
العرة الاولى بالعين المهملة والثانية بالمعجمة ، وكلاهما مضمومتان ، وروت
العامة أيضا من طرقهم هكذا قال في النهاية : فيه إياكم ومشارة الناس فانها تدفن
العرة وتظهر الغرة ، الغرة ههنا الحسن والعمل الصالح شبهه بغرة الفرس ، وكل


(1)الكافي ج 2 ص 301 .
(2)الكافي ج 2 ص 302 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه