بحار الأنوار ج89

أخ مؤمن ؟ أنفست عنه كربته ؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده ؟ أحفظتيه
بعد الموت في مخلفيه ؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك ؟ أأعنت مسلما ؟ ما الذي
صنعت فيه ؟ فيذكر ما كان منه .
فان ذكر أنه جرى منه خير حمدالله عزوجل ، وكبره على توفيقه ، وإن
ذكر معصية أو تقصيرا استغفر الله عزوجل على ترك معاودته ، ومحاذلك عن نفسه
بتجديد الصلاة على محمد وآله الطيبين ، وعرض بيعة أميرالمؤمنين صلوات الله عليه
على نفسه وقبولها ، وإعادة لعن شانئيه وأعدائه ودافعيه عن حقوقه ، فإذا فعل ذلك
قال الله عزوجل : لست انا قشك في شئ من الذنوب مع موالاتك أوليائي ومعاداتك
أعدائي .
قوله عزوجل :(إياك نعبد وإياك نستعين)قال الامام عليه السلام : قال الله
تعالى : قولوا يا أيها الخلق المنعم عليهم :(إياك نعبد)أيها المنعم علينا ، نطيعك
مخلصين مع التذلل والخشوع ، بلارياء ولا سمعة(وإياك نستعين)منك نسأل المعونة
على طاعتك لنؤديها كما أمرت ، ونتقي من دنيانا ما عنه نهيت ، ونعتصم من الشيطان
الرجيم ، ومن سائر مردة الانس من المضلين ، ومن المؤذين الضالين بعصمتك .
وسئل أميرالمؤمنين من العظيم الشقاء ؟ قال : رجل ترك الدنيا للدنيا ففاتته الدنيا
وخسر الاخرة ، ورجل تعبد واجتهد وصام رئاء الناس ، فذلك الذي حرم لذات
الدنيا ، ولحقه التعب لوكان به مخلصا لا ستحق ثوابه فورد الاخرة وهو يظن
أنه قد عمل ما يثقل به ميزانه ، فيجده هباء منثورا .
قيل : فمن أعظم الناس حسرة ؟ قال : من رأى ماله في ميزان غيره ، وأدخله
الله به النار وأدخل وارثه به الجنة(1).


(1)زاد في المصدر بعده : قيل : فكيف يكون هذا ؟ قال : كما حدثنى بعض اخواننا
عن رجل دخل اليه وهو يسوق فقال له : يا أبا فلان ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق
ماأديت منه زكاة قط ، ولا وصلت منه رحما قط ، قال : فقلت فعلى م جمعتها ؟ قال : لجفوة
السلطان ، ومكاثرة العشيرة ، ولخوف الفقر على العيال ، ولروعة الزمان قال : ثم لم يخرج

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه