بحار الأنوار ج63

ألا احدثكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله فداك الآباء والامهات فقال : إنه كان نبي
فيمن كان قبلكم يقال له : دانيال ، وإنه أعطى صاحب معبر رغيفا لكى يعبر به ، فرمى
صاحب المعبر بالرغيف وقال : ما أصنع بالخبز ، هذا الخبز عندنا قد يداس بالارجل
فلما رأى دانيال ذلك منه ، رفع يده إلى السماء ثم قال : اللهم أكرم الخبز ، فقد رأيت
يا رب ماصنع هذا العبد وما قال ، قال : فأوحى الله عزوجل إلى السماء أن يحبس
الغيث ، وأوحى إلى الارض أن كوني طبقا كالفخار ، قال : فلم يمطروا حتى أنه
بلغ من أمرهم أن بضهم أكل بعضا .
فلما بلغ منهم ما أراد عزوجل من ذلك ، قالت امرأة لاخرى ، ولهما ولدان :
يا فلانة تعالى حتى نأكل أنا وأنت اليوم ولدي ، فاذا جعنا غدا أكلنا ولدك ، قالت لها
نعم فأكلتاه ، فلما أن جاعتا من بعد راودت الاخرى على أكل ولدها ، فامتنعت عليها
فقالت : بيني وبينك نبي الله ، فاحتصما إلى دانيال فقال لهما : وقد بلغ إلى ما أرى ؟
قالتا له : نعم يا نبي الله ، وأشد ، فرفع يده إلى السماء فقال : اللهم عد علينا بفضلك
وفضل رحمتك ، ولا تعاقب الاطفال ومن فيه خير بذنب صاحب المعبر وأضرا به لنعمتك
قال : فأمر الله تبارك وتعالى إلى السماء أن أمطري على الارض ، وأمر الارض أن ابنتي
لخلفي ما قدفاتهم من خيرك ، فاني قد رحمتهم بالطفل الصغير(1).
بيان : الدياس والدياسة الوطى بالرجل ، وكون الارض طبقا كناية عن صلابتها
واندماج أجزائها تشبيها بالطبق المعروف من أمتعة البيت ، وفي القاموس الطبق محركة
غطاء كل شئ والطبق أيضا من كل شيئ ما ساواه ، والطابق كهاجر وصاحب الآجر
الكبير ، وقال : الفخارة كجبانة الجرة والجمع الفخار أو هو الخزف .
20 الكافي : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يعقوب بن
يقطين قال : قال أبوالحسن الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صغروا ارغفانكم ، فان
مع كل رغيف بركة ، وقال يعقوب بن يقطين : رأيت أبا الحسن يعني الرضا عليه السلام يكسر


(1)الكافى 6 ر 302 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه