بحار الأنوار ج74

فان الله أعطاه ، ومن وقي شرا فان الله وقاه .
يا أباذر المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة ، إن المؤمن ليرى
ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه ، وإن الكافر ليرى ذنبه كأنه ذباب
مرعلى أنفه .
يا أباذر إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل ذنوبه بين عينيه ممثلة
والاثم عليه ثقيلا وبيلا(1)وإذا أراد بعبد شرا أنساه ذنوبه .
يا أباذر لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت .
يا أباذر إن نفس المؤمن أشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به
في شركه(2).
يا أباذر من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه ، ومن خالف قوله فعله
فإنما يوبخ نفسه(3).
يا أباذرإن الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه .
يا أباذر دع مالست منه في شئ ، ولا تنطق فيما لايعنيك ، واخزن لسانك كما
تخزن ورقك .
يا أباذر إن الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا ، وفوقهم
قوم في الدرجات العلى فاذا نظروا إليهم عرفو هم فيقولون : ربنا إخواننا كنا معهم
في الدنيا فبم فضلتهم علينا ؟ فيقال : هيهات هيهات إنهم كانوا يجوعون حين
تشبعون ، ويظمأون حين تروون ، ويقومون حين تنامون ، ويشخصون حين
تحفظون .
يا أباذر جعل الله جل ثناؤه قرة عيني في الصلاة وحبب إلي الصلاة كما
حبب إلى الجائع الطعام وإلى الظمآن الماء ، وإن الجائع إذا أكل شبع وإن


(1)الوبيل الوخيم وزنا ومعنى .
(2)الارتكاض : الاضطراب ، وارتكض الرجل في أمره تقلب فيه وحاوله . والشرك
- محركة - حبالة الصيد .(3)اى عابها ولامها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه