بحار الأنوار ج72

آووا ونصروا اولئك بعضهم أولياء بعض ثم قال : والذين كفروا بعضهم أولياء
بعض (1)وقال سبحانه : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض (2).
وإذا قال أنت عدوي كفر أحدهما لما مر من أنه إن كان صادقا كفر
المخاطب ، وإن كان كاذبا كفر القائل ، وقد مر معنى الكفر ، وهو مضمر على
أخيه المؤمن سواء‌ا أي يريد به شرا أو يظن به ما هو برئ عنه ، أو لم يثبت عنده
وليس المراد به الخطرات التي تخطر في القلب ، لان دفعه غير مقدور ، بل
الحكم به وإن لم يتكلم وأما مجرد الظن فيشل التكليف بعدمه ، مع حصول
بواعثه ، وأما الظن الذي حصل من جهة شرعية ، فالظاهر أنه خارج عن ذلك
لترتب كثير من الاحكام الشرعية عليه ، كما مر ، ولا ينافي ما ورد أن الحزم
مساء‌ة الظن لان المراد به التحفظ والاحتياط في المعاملات دون الظن بالسوء .
39 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن حماد بن
عثمان ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام : قال : ما من إنسان يطعن
في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة ، وكان قمنا أن لا يرجع إلى خير(3).
بيان : يطعن في عين مؤمن أي يواجهه بالطعن والعيب ويذكره بمحضره
قال في المصباح : طعنت عليه من باب قتل ومن باب نفع لغة قدحت وعبت طعنا
وطعانا ، فهو طاعن وطعان في الاعراض ، وفي القاموس : عين فلانا أخبره بمساويه
في وجهه انتهى ، والظاهر أنه أعم من أن يكون متصفا بها أملا ، والميتة بالكسر
للهيئة ولاحالة ، قال الجوهري : الميتة بالكسر كالجلسة والركبة ، يقال : مات
فلان ميتة حسنة ، والمراد بشر الميتة إما بحسب الدنيا كالغرق والحرق والهدم
وأكل السبع وسائر ميتات السوء ، أو بحسب الاخرة كالموت على الكفر أو على
المعاصي بلا توبة ، وفي الصحاح أنت قمن أن تفعل كذا بالتحريك أي خليق وجدير
لا يثنى ولا يجمع ، ولا يؤنث ، فان كسرت الميم أو قلت قمين ثنيت وجمعت


(1)الانفال : 72 73 .
(2)براء‌ة : 71 .(3)الكافى ج 2 ص 361 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه