الايات : البقرة : حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا لله
قانتين)(1).
تفسير : المحافظة عليها بأدائها في أوقاتها ، والمواظبة عليها بجميع شروطها
وحدودها ، وإتمام أركانها ، ويدل بناء على كون الامر مطلقا أو خصوص أمر
القرآن للوجوب على وجوب المحافظة على جميع الصلوات ، إلا ما أخرجها الدليل
(1)البقرة : 238 ، والذى عندى رغم الاختلاف الذى وقع بين الامة في معنا هذه
الكريمة الشريفة أن المراد بالصلوات بصيغة الجمع الصلوات الخمس فانها هى التى
تعرض لذكرها القرآن الكريم بلفظ الصلاة ، فتكون الاية ناظرة اليها ، وأما النوافل
وغيرها من ركعات السنة التى جعلت داخل الفرض فالتعبير عنها في القرآن العزيز انما
هو بلفظ السبحة والتسبيح وامثال ذلك .
والمراد بالحفظ هو ضبط الشئ في النفس ثم يشبه به ضبطه بالمنع من الذهاب ، وهو
خلاف النسيان كما قاله في المجمع .
فحفظ الصلاة اذا عنى به ضبطها في النفس لا يكون الا من حيث عدد الركعات وهى
الركعتان الاولتان من كل صلاة لانهما الفرض المذكور في القرآن ، والركعات الثلاث في
صلاة المغرب ، فانها هى الوسطى من حيث عدد الركعات التى كان الكلام في حفظها .
فعلى هذا حفظ عدد الركعات المذكورة فرض ، فيكون ركنا تبطل الصلاة بالاخلال
به ، بمعنى أنه اذا سها المصلى في عدد هذه الركعات المذكورة ولم يتذكر بعد التروى
فصلاته باطل ، كما أن سائر أركان الصلاة انما صارت ركنا لكونها مفروضة في القرآن