بحار الأنوار ج74

يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدا ؟ فقال : الاستغفار وصلوات الخمس
تغسل ذلك .
يا أباذر إياك والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا ، قلت : يا رسول الله ولم ذاك
بأبي أنت وامي ؟ قال : لان الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه ، والغيبة
لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .
يا أباذر سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة
ما له كحرمة دمه ، قلت : يا رسول الله وما الغيبة ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت
يا رسول الله فان كان فيه ذاك الذي يذكربه ؟ قال : اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه
فقد اغتبته وإذا ذكرة بما ليس فيه فقد بهته .
يا أباذرمن ذب عن أخيه المسلم الغيبة كان حقا على الله عزوجل أن يعتقه
من النار .
يا أباذر من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله
عزوجل في الدنيا والآخرة ، فان خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا
والاخرة .
يا أباذر لا يدخل الجنة قتات ، قلت : وما القتات ؟ قال : النمام .
يا أباذر صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزوجل في الآخرة .
يا أباذر من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا فهو ذولسانين في النار .
يا أباذر المجالس بالامانة وإفشاء سرأخيك خيانة فاجتنب ذلك واجتنب
مجلس العشيرة .
يا أباذر تعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يومين
الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا كان بينه وبين أخيه شحناء(1)
فقال : اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا .
يا أباذر إياك وهجران أخيك فان العمل لا يتقبل من الهجران .


(1)الشحناء : العداوة امتلئت منها النفس .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه