بحار الأنوار ج16

المدثر " 74 " : يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر *
والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر . 1 - 7
الدهر " 76 " : إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا * فاصبر لحكم ربك ولا
تطع منهم آثما أو كفورا * واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا * ومن الليل فاسجد له و
سبحه ليلا طويلا . 23 - 26
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " فبما رحمة " ما زائدة " من الله لنت لهم " أي أن
لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين " ولو كنت فظا " أي جافيا سئ الخلق " غليظ
القلب " أي قاسي الفؤاد ، غير ذي رحمة " لانفضوا من حولك " لتفرق أصحابك عنك ،
" فاعف عنهم " ما بينك وبينهم " واستغفر لهم " ما بينهم وبيني(1)" وشاورهم في الامر " أي
استخراج آرائهم ، واعلم ما عندهم ، واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي
على أقوال :
أحدها : أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتألف لهم ، والرفع من أقدارهم .
وثانيها : أن ذلك ليقتدي به امته في المشاورة ، ولا يرونها نقيصة ، كما مدحوا
بأن أمرهم شورى بينهم(2).
وثالثها : أن ذلك لامرين : لاجلال أصحابه ، وليقتدي امته به في ذلك .
ورابعها : أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميز الناصح من الغاش .
وخامسها : أن ذلك في امور الدنيا ، ومكائد الحرب ، ولقاء العدو ، وفي مثل ذلك
يجوز أن يستعين بآرائهم " فإذا عزمت " أي فإذا عقدت قلبك على الفعل وإمضائه ، ورووا
عن جعفر بن محمد ، وعن جابر بن يزيد " فإذا عزمت " بالضم ، فالمعنى إذا عزمت لك و
وفقتك وأرشدتك " فتوكل على الله " أي فاعتمد على الله ، وثق به ، وفوض أمرك إليه ،
وفي هذه الآية دلالة على تخصيص(3)نبينا صلى الله عليه واله بمكارم الاخلاق ، ومحاسن الافعال ،


(1)زاد في المصدر : وقيل : معناه فاعف عنهم فرارهم من احد واستغفر لهم من ذلك الذنب .
(2)الشورى : 38 .
(3)في المصدر : اختصاص نبينا صلى الله عليه وآله .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه