بحار الأنوار ج63

من تعب واثم وغير ذلك ، وفساد الامر واختلاطه ، وقال : الغائلة الفساد والشر ، وفي
القاموس سعد يومنا كنفع يمن ، والسعادة خلاف الشقاوة ، وقد سعد كعلم وعني فهو
سعيد ومسعود ، وأسعده الله فهو مسعود ، ولا يقال : مسعد وأسعده أعانه ، وقال : أمتعه
الله بكذا أبقاه وأنشأه إلى أن ينتهى شبابه كمتعه ، وبماله تمتع ، والتمتيع : التطويل
والتعمير .
" بما أصبته " أي أكلته ، وفي النهاية كل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنئ ،
وأصله بالهمزة وقد يخفف ، وقال فيه : مريئا يقال : مرأني الطعام وأمر أني إذا لم
يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا ، وقال : الوباء بالقصر والمد والهمز الطاعون والمرض
العام ، وقد أو بأت الارض فهي موبئة ووبئت فهى وبيئة ، وقد يترك الهمز وقال في حديث
على " إلى مرعى وبي ومشرب دوي " أي فيه داء وهو منسوب إلى دوى من دوي بالكسر
يدوي انتهى .
أقول : في أكثر النسخ هنا ترك الهمز في الجميع وفي بعض النسخ في هنيئا ووبيئا
الهمز ، والسوى المستوي الخلقة والصحيح من المرض كقوله تعالى : " أن لا تكلم الناس
ثلاث ليال سويا " أي من غير علة من خرس وغيره : قوله عليه السلام : " رزقا دارا " أي
يتجدد شيئا فشيئا ، من قولهم : در اللبن إذا زاد وكثر جريانه من الضرع ، وأعشني
العيش الحياة يقال : أعاشه وعيشه ، والعيش القار فيه ثلاثة وجوه :
الاول أن يكون مستقرا دائما غير منقطع . الثاني أن يكون واصلا إلى حال
قراري في بلدي فلا أحتاج في تحصيله إلى السفر والانتقال من بلد إلى بلد الثالث .
أن يراد به العيش في السرور والابتهاج أي قارا لعيني ، وكأن في بعض الوجوه الانسب
أن يراد بالعيش ما يتعيش به ، والناسك العابد ، والبار المتوسع في الخير والاحسان
لا سيما إلى الوالدين والاقارب وذوي الحقوق ، وبهج كمنع وأبهج أفرح وسر ، والابتهاج
السرور .
48 الكشي : عن محمد بن قولويه عن محمد بن بندار عن البرقي عن ابيه عن بن

النضر عن عباد بن بشير عن ثوير بن أبى فاختة قال : دخلت مع عمر بن ذر القاضي على

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه