بحار الأنوار ج97

حضر من ملائكتك أن الذي سكن هذا الرمس وحل هذا الضريح طهر مقدس
منتجب وصي مرضي ، طوبى لك من تربة ضمنت كنزا من الخير ، وشهابا من
النور ، وينبوع الحكمة ، وعينا من الرحمة ، ومبلغ الحجة ، أناأبرء إلى الله
من قاتلك والناصبين والمعينين عليك والمحاربين لك ، اللهم ذلل قلوبنا لهم بالطاعة
والمناصحة والموالاة وحسن الموازرة والتسليم ، حتى نستكمل بذلك طاعتك
ونبلغ به مرضاتك ، ونستوجب ثوابك ورحمتك ، اللهم وفقنا لكل مقام محمود
واقلبني من هذا الحرم بكل خير موجود ، يا ذا الجلال والاكرام ، أودعك يا
مولاي يا أمير المؤمنين وداع محزون على فراقك ، لا جعله الله آخر عهدي منك ،
ولا زيارتي لك إنه قريب مجيب ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
ثم استقبل القبلة وابسط يديك وقل : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وابلغ
عنا الوصي الخليفة والداعي إليك وإلى دار السلام ، صديقك الاكبر في الاسلام
وفاروقك بين الحق والباطل ، ونورك الظاهر ، ولسانك الناطق بأمرك بالحق
المبين ، وعروتك الوثقى ، وكلمتك العليا ، ووصي رسولك المرتضى ، علم الدين
ومنار المسلمين ، وخاتم الوصيين ، وسيد المؤمنين علي بن ابي طالب امير المؤمنين
وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، صلاة ترفع بها ذكره ، وتحيي بها أمره
وتظهر بها دعوته ، وتنصر بها ذريته ، وتفلج بها حجته ، وتعطيه بصيرته ، اللهم
واجزه عنا خير جزاء المكرمين ، وأعطه سؤله يا رب العالمين ، فانا نشهد أنه قد
نصح لرسولك ، وهدى إلى سبيلك ، وقام بحقك ، وصدع بأمرك ، ولم يجر في حكمك
ولم يدخل في ظلم ، ولم يسع في إثم ، وأخو رسولك ، وأول من آمن به وصدقه و
اتبعه ونصره ، وأنه وصيه ووارث علمه وموضع سره وأحب الخلق إليه فأبلغه
عنا السلام ورد علينا منه السلام يا ارحم الراحمين(1).
بيان : الايد : القوة ، والمجن بكسر الميم الترس ، والنكبة بالفتح : المصيبة
والاستلاب : الاخذ بسرعة ، والبرد كناية عن الراحة ، والحاصل أنه أخذها


(1)مصباح الزائر ص 9893 ومزار الشهيد ص 3530

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه