بحار الأنوار ج35

عنها من ضغطة القبر(1)، إنها كانت من أحسن خلق الله صنيعا إلي بعد أبي طالب(2).
أقول : قد مضى بعض الاخبار في فضلهما وأحوالهما في أبواب كتاب أحوال
النبي صلى الله عليه وآله وباب ولادة أميرالمؤمنين عليه السلام .
يل ، فض : لما ماتت فاطمة بنت أسد(3)أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام باكيا(4)
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما يبكيك لا أبكى الله عينك(5)؟ قال : توفيت والدتي(6)يا رسول الله
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : بل ووالدتي(7)يا علي فلقد كانت تجوع أولادها وتشبعني وتشعث
أولادها وتدهنني ، والله لقد كان(8)في دار أبي طالب نخلة فكانت تسابق إليها من الغداة
لتلتقط(9)ثم تجنيه رضي الله عنها وإذا خرجوا(109 بنو عمي تناولني ذلك . ثم نهض صلى الله عليه وآله
فأخد(11)في جهازها وكفنها بقميصه ، ، وكان في حال تشييع جنازتها يرفع قدما ويتأني
في رفع الآخر وهو حافي القدم ، فلما صلى عليها كبر سبعين تكبيرة ، ثم لحدها في
قبرها(12)بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها ، ولقنها الشهادة(13)، فلما اهيل(14)عليها


(1)ضغطة القبر : تضييقه على الميت .
(2)الفصول المهمة : 13 . وفيه : من أحسن خلق الله صنفا .
(3)في المصدرين : لما ماتت فاطمة بنت اسد والدة اميرالمؤمنين عليه السلام .
(4)في الصمدرين : وهو باك .
(5)في الصمدرين : لا ابكى الله لك عينا . وفى(م)و(ح)عينيك .
(6)في الفضائل : امى .
(7)في الفضائل : امى .
(8)في الصمدرين : لقد كانت .
(9)كذا في نسخ الكتاب ، وفيه اختصار وفى الفضائل : كنا نتسابق إليها من الغداة لنلتقط ما يقع
منها في الليل ، وكانت تأمر جاريتها وتلتقط ما تحتها من الغلس ، ثم تجنبه اه‍ وفى الروضة لتلقط
ما يقع منها في الليل ، وكانت تأمر جاريتها فتلتقط ما يقع الغلس ، ثم تجنيه اه‍ . اقول : الغلس -
بفتح الغين واللام - ظلمة آخر الليل .
(10)في الفضائل : فيخرج بنو عمى فتناولنى اه‍ . وفى الروضة : فاذا خرج بنو عمى اه‍ .
(11)في الصمدرين : وأخذ .
(12)في الفضائل : ثم وسدها في اللحد .
(13)في الصمدرين : ولقنها الشهادتين .
(14)هال عليه التراب : صبه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه