بحار الأنوار ج58

الوصية وقال : يموت الحسن ، وأموت بعده وهو أشرف مني . وسأل رجل ابن سيرين
فقال : رأيت كأني أطير بين السماء والارض ، فقال : أنت رجل كثير المنى ، وقالوا :
من رأى القيامة قد قامت في موضع فإن العدل يبسط في ذلك المكان ، فإن كانوا
مظلومين نصروا ، وإن كانوا ظالمين انتقم منهم ، لانه العدل ، ويوم القيامة يوم الفصل
والعدل . قال تعالى " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة "(1). ومن رأى دخل الجنة
فهو البشرى من الله بالجنة ، فإن أكل شيئا من ثمارها أو أصابها فهو خير يناله في دينه
ودنياه وعلم ينتفع به ، فإن أعطاها غيره ينتفع بعلمه غيره . ودخول جهنم إنذار
للعاصي ليتوب ، فإن رأى أنه تناول شيئا من طعامها أو شرابها فهو خلاف أعمال البر
منه ، أو علم يصير عليه وبالا . والغسل والوضوء بالماء البارد توبة ، وشفاء من المرض
وخروج من الحبس ، وقضاء للدين ، وأمن من الخوف . غير أن الغسل أقوى من الوضوء
قال تعالى لايوب عليه السلام : " هذا مغتسل بارد وشراب "(2)فلما اغتسل خرج من المكاره .
والغسل والوضوء بالماء المسخن هم أو مرض . والاذان حج لقوله تعال " وأذن في
الناس بالحج "(3)وربما كان سلطانا في الدين وقوة . والصلاة في النوم استقامة الرأي
في الدين والسنة إذا كانت إلى الكعبة . والامامة رئاسة وولاية إن استقامت قبلته
وتمت صلاته . والركوع توبة لقوله تعالى " خر راكعا وأناب "(4)والسجود قربة
لقوله تعالى " واسجدوا واقترب "(5). وإن صلى منحرفا عن سمت القبلة شرقا أو غربا
فانحراف عن السنة ، فإن جعلها وراء ظهره فهو نبذه الاسلام لقوله تعالى " فنبذوه
وراء ظهورهم "(6)فإن رأى أنه لا يعرف القبلة فهو حيرة منه في الدين . ومن رأى
نفسه فوق الكعبة فلا دين له ، والكعبة الامام العادل ، فمن أم الكعبة فقد أم الامام .
والمسجد الجامع هو السلطان . ومن رأى نفسه يطوف بالكعبة أو يأتي بشئ من المناسك
فهو صلاح في دينه بقدر عمله . ودخول الحرم أمن لقوله " ومن دخله كان آمنا "(7)


(1)الانبياء : 47 .(2)ص : 42 .(3)الحج : 27 .
(4)ص : 24 .(5)العلق : 20 .
(6)آل عمران : 185 .(7)آل عمران : 91 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه