بحار الأنوار ج19

رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك أياما يذهب ويأتي لا يتعرض له أحد من قريش ، وهابوا
أبا لهب إذا جاء عقبة بن أبي معيط وأبوجهل إلى أبي لهب فاحتالا حتى صرفاه عن
نصرته صلى الله عليه وآله .(1)
وفي هذه السنة خرج إلى الطائف وإلى ثقيف ، عن محمد بن جبير قال : لما توفي
أبوطالب تناولت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة
وذلك في ليال بقين من شوال سنة عشر من النبوة ، فأقام بها عشرة أيام ، وقيل :
شهرا ، فآذوه ورموه بالحجارة ، فانصرف إلى مكة ، فلما نزل نخلة صرف الله إليه
النفر من الجن ، وروي أنه لما انصرف من الطائف عمد إلى ظل حبلة من عنب
فجلس فيه وقال : " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني
على الناس ، أنت أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني ؟
إلى بعيد يتجهمني ،(2)أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب
فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لكن
لك العتبى(3)حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك " .


(1)هكذا في النسخ ، والموجود في المصدر يغايره وهو هكذا ، إذ جاء عقبة ابن أبى
معيط وأبوجهل إلى ابى لهب فقالا له : أخبرك ابن أخيك اين مدخل أبيك ؟ فقال له
أبولهب : يا محمد اين مدخل عبدالمطلب ؟ قال : مع قومه ، فخرج أبولهب إليهم فقال :
قد سألته فقال : مع قومه ، فقالا : يزعم انه في النار . فقال : يا محمد أيدخل عبدالمطلب
النار ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : نعم ، ومن مات على مثل ما مات عليه عبدالمطلب
دخل النار ، فقال أبولهب والله ما برحت لك عدوا أبدا وانت تزعم أن عبدالمطلب في
النار ، فاشتد عليه وسائر قريش انتهى . أقول لعل المصنف اختصره لغرابته وانه خلاف
المذهب ، وقصة أبى لهب من أولها إلى آخرها الرواية منفردة بها ، ولم نظفر باولها في رواية
اخرى . وآخرها ينافى مذهب الامامية في ايمان آباء النبى صلى الله عليه وآله والامر
فيها هين لانها مروية من طرق العامة ، لا يعتمد عليها .
(2)تجهمه : استقبله بوجه عبوس كريه .
(3)العتبى : الرضى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه