بحار الأنوار ج44

قالا : لما كان مروان على المدينة خطب الناس فوقع في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام قال : فلما نزل عن المنبر أتى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فقيل
له : إن مروان قد وقع في علي قال : فما كان في المسجد الحسن ؟ قالوا : بلى ، قال :
فما قال له شيئا ؟ قالوا : لا .
قال : فقام الحسين مغضبا حتى دخل على مروان فقال له : يا ابن الزرقاء ويا ابن
آكلة القمل أنت الواقع في علي ؟ قال له مروان : إنك صبي لا عقل لك ، قال : فقال
له الحسين : ألا اخبرك بما فيك وفي أصحابك وفي علي فان الله تعالى يقول :
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (1)فذلك لعلي
وشيعته ، فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين (2)فبشر بذلك النبي
العربي لعلي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام .
8 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن عبدالرحمن
ابن محمد العرزمي قال : استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة وأمره أن
يفرض لشباب قريش ، ففرض لهم ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام فأتيته فقال : ما اسمك ؟
فقلت : علي بن الحسين ، فقال : ما اسم أخيك ؟ فقلت : علي ، فقال علي وعلي ؟ ما يريد
أبوك أن يدع أحدا من ولده إلا سماه عليا .
ثم فرض لي فرجعت إلى أبي عليه السلام فأخبرته ، فقال : ويلي على ابن الزرقاء
دباغة الادم ، لو ولد لي مائة لاحببت أن لا اسمي أحدا منهم إلا عليا(3).
بيان : ويلي على ابن الزرقاء أي ويل وعذاب وشدة مني عليه ، قال
الجوهري : ويل كلمة مثل ويح إلا أنها كلمة عذاب يقال : ويله وويلك وويلي
وفي الندبة ويلاه قال الاعشى :
ويلي عليك وويلي منك يا رجل(4)


(1)مريم : 96 .
(2)مريم : 97 . والحديث في تفسير فرات ص 90 .
(3)الكافى ج 6 ص 19 باب الاسماء والكنى الرقم 7 .
(4)وفى بعض نسخ الصحاح صدره : قالت هريرة لما جئت زائرها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه