بحار الأنوار ج70

صلى الله عليه وآله : من اراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه
بما في يد غيره(1).
بيان : فليكن بما في يد الله اي في قدرة الله وقضائه وقدره أوثق منه
بما في يد غيره ولو نفسه فانه لا يصل إليه الاول ، ولا ينتفع بالثاني ، إلا
بقضاء الله وقدره ، والحاصل أن الغنا عن الخلق لا يحصل إلا بالوثوق بالله سبحانه
والتوكل عليه ، وعدم الاعتماد على غيره ، والعلم بأن الضار النافع هو الله ، ويفعل
بالعباد ما علم صلاحهم فيه ، ويمنعهم ما علم أنه لا يصلح لهم .
21 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عنعاصم بن حميد ، عن
أبي حمزة ، عن ابي جعفر أوأبي عبدالله عليهما السلام قال : من قنع بما رزقه الله فهو من
أغنى الناس(2).
بيان : فهو من أغنى الناس لان الغنا عدم الحاجة إلى الغير ، والقانع بما
رزقه الله لا يحتاج إلى السؤال عن غيره تعالى .
22 كا : بالاسناد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن حمزة بن حمران
قال : شكى رجل إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه يطلب فيصيب ولا يقنع ، وتنازعه نفسه
إلى ما هو أكثر منه ، وقال : علمني شيئا انتفع به ، فقال ابوعبدالله عليه السلام : إن
كان ما يكفيك يغنيك ، فأدنى ما فيها يغنيك ، وإن كان ما يكفيك لا يغنيك ، فكل
ما فيها لا يغنيك(3).
23 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن عدة من اصحابه ، عن حنان بن
سدير رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من رضي من الدنيا بما يجزيه ، كان
ايسر ما فيها يكفيه ، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه ، لم يكن شئ منها
يكفيه(4).
بيان : أجزء مهموز ، وقد يخفف اي أغنى وكفى ، قال في المصباح : قال
الازهري : والفقهاء يقولون فيه : أجزى من غير همز ، ولم أجده لاحد من أئمة


(31)الكافي ج 2 ص 139 .(4)الكافي ج 2 ص 140 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه