بحار الأنوار ج11

فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون " لا خوف عليهم حين يخاف المخالفون ، ولا يحزنون إذا يحزنون ،
قال : فلما زالت من آدم الخطيئة اعتذر إلى ربه عزوجل وقال : رب تب علي ، واقبل معذرتي ،
وأعدني إلى مرتبتي ، وارفع لديك درجتي فلقد تبين نقص الخطيئة وذلها في أعضائي(1)
وسائر بدني ، قال الله تعالى : يا آدم أما تذكر أمري إياك أن تدعوني(2)بمحمد وآله
الطيبين عند شدائدك ودواهيك وفي النوازل تبهظك ؟ قال آدم : يا رب بلى ، قال الله عزو
جل فبهم وبمحمد وعلي(3)وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم خصوصا فادعني
اجبك إلى ملتمسك ، وأزدك فوق مرادك ، فقال آدم : يا رب يا إلهي وقد بلغ عندك من محلهم
أنك بالتوسل إليك بهم تقبل توبتى وتغفر خطيئتي وأنا الذي أسجدت له ملائكتك ، وأبحته
جنتك ، وزوجته حواء أمتك ، وأخدمته كرام ملائكتك ، قال الله تعالى : يا آدم إنما أمرت
الملائكة بتعظيمك بالسجود لك إذ كنت وعاء لهذه الانوار ، ولو كنت سألتني بهم قبل
خطيئتك أن أعصمك منها وأن افطنك لدواعي عدوك إبليس حتى تحترز منها لكنت
قد جعلت لك ، ولكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقا لعلمي ، فالآن فادعني بهم(4)
لاجيبك ، فعند ذلك قال آدم : " اللهم بجاه محمد وآله الطيبين ، بجاه محمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين والطيبين من آلهم لما تفضلت بقبول توبتي وغفران زلتي وإعادتي من
كرامتك إلى مرتبتي(5)" قال الله عزوجل : قد قبلت توبتك ، وأقبلت برضواني عليك ،
وصرفت آلائي ونعغمائي إليك ، وأعدتك إلى مرتبتك من كراماتي ، ووفرت نصيبك من
رحماتي ، فذلك قوله عزوجل : " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب
الرحيم " ثم قال الله تعالى للذين أهبطهم من آدم وحواء وإبليس والحية " ولكم في الارض
مستقر " مقام فيها تعيشون ، وتحثكم لياليها وأيامها إلى السعي للآخرة ،(6)فطوبى


(1)في نسخة : وذلها بأعضائى .
(2)في نسخة : بأن تدعونى .
(3)في المصدر وفى البرهان : قال الله عزوجل : فتوسل بمحمد وعلى إه‍ .
(4)في نسخة : فالان فبهم فادعنى .
(5)< < : ؤ إعادتى من كراماتك إلى مرتبتى .
(6)< < : إلى السعى في الاخرة ، وفى البرهان : إلى الاخرة(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه