بحار الأنوار ج32

أحد وللمتقين عند الله غدا أحسن الجزاء وأفضل الثواب لم يجعل الله الدنيا
للمتقين أجرا(جزاء‌ا " خ ")ولا ثوابا وما عند الله خير للابرار .
وإذا كان غدا إنشاء الله فاغدوا علينا فأن عندنا مالا نقسمه فيكم ولا
يتخلفن أحد منكم عربي ولا عجمي كان من أهل العطاء أو لم يكن إلا حضر
إذا كان مسلما حرا أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
ثم نزل .
قال أبوجعفر : وكان هذا أول ما أنكروه من كلامه عليه السلام وأورثهم
الضغن عليه وكراهوا عطاء‌ه وقسمه بالسوية .
فلما كان من الغد غدا وغدا الناس لقبض المال فقال لعبيد الله بن أبي
رافغ كاتبه : ابدأ بالمهاجرين فنادهم وأعط كل رجل ممن حضر ثلاثة دناثير ثم
ثن بالانصار فافعل معهم مثل ذلك ومن يحضر من الناس كلهم الاحمر والاسود
فاصنع به مثل ذلك ،
فقال سهل بن حنيف : يا أمير المؤمنين هذا غلامي بالامس وقد اعتقته
اليوم . فقال : نعطيه كما نعطيك فأعطى كل واحد منهما ثلاثة دنانير ولم يفضل
أحدا على أحد .
وتخلف عن هذا القسم يومئذ طلحة والزبير وعبدالله بن عمر وسعيد بن
العاص ومروان بن الحكم ورجال من قريش وغيرها .
قال : وسمع عبيد الله بن أبي رافع عبدالله بن الزبير يقول لابيه وطلحة
ومروان وسعيدا : ما خفي علينا أمس من كلام علي ما يريد ؟ فقال سعيد بن
العاص - والتفت إلى زيد بن ثابت - : إياك أعني واسمعي يا جارة فقال ابن
أبي رافع لسعيد وابن الزبير : إن الله يقول في كتابه " ولكن أكثرهم للحق
كارهون "(43 / الزخرف).
ثم إن ابن أبي رافع أخبر عليا عليه السلام بذلك فقال : والله إن بقيت
وسلمت لهم لاقيمنهم على المحجة البيضاء والطريق الواضح قاتل الله ابن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه