بحار الأنوار ج18

كفيناك المستهزئين(1)" .
بيان . السمائم جمع السموم وهو الريح الحارة .
8 - شى : عن أبان الاحمر رفعه قال : كان المستهزؤون خمسة من قريش : الوليد بن
المغيرة المخزومي ، والعاص بن وائل السهمي ، والحارث بن حنظلة(2)، والاسود بن عبد
يغوث بن وهب الزهري ، والاسود بن المطلب بن أسد ، فلما قال الله : " إنا كفيناك
المستهزئين " علم رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد أخزاهم ، فأماتهم الله بشر ميتات(3).
9 - ل : القطان : عن عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن محمد بن علي الخراساني
عن سهل بن صالح العباسي ، عن أبيه ، وإبراهيم بن عبدالرحمن الابلي ، عن موسى بن
جعفر ، عن آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال ليهودي من يهود الشام وأحبارهم
فيما أجابه عنه من جواب مسائله : فأما المستهزؤون فقال الله عزوجل له : " إنا كفيناك
المستهزئين " فقتل الله خمستهم ، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد ،
أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه في الطريق ، فأصابته شظية
منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات ، وهو يقول : قتلني رب محمد ، وأما العاص بن وائل
السهمي فإنه خرج في حاجته له إلى كدافتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة
فمات ، وهو يقول : قتلني رب محمد ، وأما الاسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة
ومعه غلام له فاستظل بشجرة تحت كدا ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به
الشجرة ، فقال لغلامه : امنع هذا عني ، فقال : ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك
فقتله ، وهو يقول : قتلني رب محمد .
قال الصدوق رحمة الله عليه : ويقال في خبر آخر في الاسود قول آخر ، يقال : إن
النبي صلى الله عليه وآله كان قد دعا عليه أن يعمي الله بصره ، وأن يثكله ولده ، فلما كان في ذلك
اليوم جاء حتى صار إلى كدافأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي


(1)تفسير القمى : 353 و 354 .
(2)هكذا في نسخة المصنف وتفسير البرهان ، ولعل حنظلة مصحف طلاطلة ، أو الثانى لقب
حنظلة .
(3)تفسير العياشى : مخطوط : وأخرجه أيضا البحرانى في البرهان 2 : 356 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه