بحار الأنوار ج28

وقد روى أيضا من طرق مختلفة وبألفاظ متقاربة المعانى خطاب سلمان الفارسى
رضى الله عنه للقوم وانكاره ما فعلوه ، وقوله أصبتم وأخطاتم أصبتم سنة الاولين
وأخطأتم أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله وقوله ما أدرى أنسيتم أم تناسيتم أو جهلتم أم
تجاهلتم وقوله والله لو أعلم أنى أعز لله دينا أو أمنع لله ضيما لضرب بسيفى
قدما قدما (1).
ولم نذكر أسانيد هذه الاخبار وطرقها بألفاظها لئلا يطول به الكتاب ومن
أراده أخذه من مظانه ، وهذا الخلاف من سلمان وبريدة لا ينفع فيه أن يقال : رضى
سلمان بعده وتولى الولايات وأمسك بريدة وسلم وبايع لان تصريحهم بسبب الخلاف
يقتضى أن الرضا لا يقع منهما أبدا ، وأنهما وإن كفا في المستقبل عن الانكار ، لفقد
النصار والخوف عن النفس ، فان قلوبهم منكرة ، ولكن ليس لمضطر اختيار .
وروى ابراهيم الثقفى ، عن يحيى بن عبدالحميد الحمانى ، عن عمرو بن حريث
عن حبيب بن أبى ثابت ، وعن ثعلبة بن يزيد الحمانى ، عن على عليه السلام قال : سمعته
يقول : كان فيما عهد إلى النبى الامى أن الامة ستغدر بك(2).
وروى ابراهيم ، عن اسماعيل بن عمرو البجلى قال : حدثنا هشيم بن بشير
الواسطى عن اسماعيل بن سالم الاسدى ، عن أبي إدريس الاودى عن علي عليه السلام قال :
لان أخر من السماء إلى الارض فتخطفني الطير أحب إلى من أن أقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله ولم أسمعه قال لي يا علي ستغدر بك الامة بعدى .
وروى زيد بن على بن الحسين قال : كان علي عليه السلام يقول : بايع الناس والله
أبابكر وأنا اولى بهم منى بقميصى هذا فكظمت غيظى ، وانتظرت أمرى والزقت
كلكلى بالارض ثم إن أبابكر هلك واستخلف عمر ، وقد والله(أ)علم أنى أولى بالناس
منى يقميصى هذا ، فكظمت غيظى ، وانتظرت أمرى ، ثم إن عمر هلك وجعلها شورى


(1)راجع ص 193 و 211 و 278 وغير ذلك .
(2)حديث غدر الامة قد مضى مصادره ص 41 و 45 في المتن وص 65 في الذيل و
المتن . .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه