بحار الأنوار ج58

الزاخر من القرص إذا طلع أهو متصل به أو بائن منه ؟ فقلت له : جعلت فداك بل هو
بائن منه . فقال : أفليس إذا غابت الشمس وسقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدأ منه ؟
فقلت له : نعم . فقال : كذلك والله شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون ، والله إنكم
لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا لنشفع فنشفع ، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من
رجل منكم إلا وسترفع له نارعن شماله وجنة عن يمينه فيدخل أحباء‌ه الجنة وأعداء‌ه
النار(1).
بيان : " ياعبدالله " ليس هذا اسم أبي بصير ، فإن المشهور بهذا اللقلب اثنان
أحد هما ليث المرادي ، والآخر يحيى بن القاسم ، وليس كنية واحد منهما أبا عبدالله
حتى يمكن أن يقال : كان أبا عبدالله فسقط " أبا " من النساخ ، ولكن كنيتهما " أبومحمد "
فالظاهر أن أبا بصير هذا ليس شيئا منهما ، بل هو عبدالله بن محمد الاسدي الكوفي
المكنى بأبي بصير ، كما ذكره الشيخ في الرجال وإن كان ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام
لانه كثيرا ما يذكر الرجل في أصحاب إمام ثم يذكره في أصحاب إمام آخر ، وكثيرا
ما يكتفي بأحدهما ، ولو كان أحد المشهورين يمكن أن يكون المراد المركب الاضافي
لا التسمية ، وقد شاع النداء بهذا عند الضجر في عرف العرب والعجم ، وفي القاموس :
زخر البحر كمنع : طما وتملا ، والوادي : مد جدا وارتفع ، والشئ : ملاه ، والقوم
جاشوا لنفير أوحرب ، والقدر والحرب : جاشتا ، والنبات : طال ، والرجل بما عنده
فخر(انتهى)وأكثر المعاني مناسبة . وفي بعض النسخ باجيم ، ولا يستقيم إلا بتكلف .
قوله " عاد إليه " كأنه على المجاز ، كما أن في المشبه أيضا كذلك ، فإن الظاهر
عود الضمير في(2)" إليه " إلى الله ، ويحتمل عوده إلى النور ، والمراد بنور الله النور
المشرق والمكرم الذي اصطفاه وخلقه ، ولا يبعد أن يكون المراد أنوار الائمة
عليهم السلام كما قال عليه السلام ، إنكم لملحقون بنا ، أوالمراد بنور الله رحمة . والتشفيع
قبول الشفاعة .


(1)العلل : ج 1 : ص 87 .
(2)من(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه