بحار الأنوار ج82

ومنه : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي
عبدالله عليهما السلام في قوله تعالى :(ولاتجهر بصلوتك)الاية قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا كان بمكة جهر بصلاته فيعلم بمكانه المشركون ، فكانوا يؤذونه ، فانزلت هذه الاية
عند ذلك(1).
ومنه : عن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله :(ولاتجهر بصلاتك)
الاية قال : الجهر بها رفع الصوت ، والمخافتة مالم تسمع اذناك ، وبين ذلك قدر ما
تسمع اذنيك(2).
ومنه : عن الحلبي قال : قال أبوجعفر لابي عبدالله عليه السلام يابني عليك بالحسنة
بين السيئتين تمحوهما ، قال : وكيف ذلك يا أبه ؟ قال : مثل قول الله :(ولاتجهر
بصلاتك)سيئة(ولاتخافت بها)سيئة(وابتغ بين ذلك سبيلا)حسنة الخبر(3).
ومنه : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الاية قال : نسختها(فاصدع
بما تؤمر)(4).
بيان : لعل المراد نسخ بعض معانيها بالنسبة إليه صلى الله عليه وآله والظاهر من الاخبار
الواردة في تفسير الاية عدم وجوب الجهر والاخفات ، وأن المصلي مخير بين أقل
مراتب الاخفات وأكثر مراتب الجهر في جميع الصلوات ، وحملها على التبعيض
بعيد .
3 - العياشى : عن زيد بن علي قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فذكر(بسم
الله الرحمن الرحيم)فقال : تدري مانزل في(بسم الله الرحمن الرحيم)؟ فقلت
لا ، فقال : إن رسول الله كان أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وكان يصلي بفناء الكعبة
يرفع صوته ، وكان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبوجهل وجماعة منهم يستمعون قراء‌ته ،
قال : وكان يكثر ترداد(بسم الله الرحمن الرحيم)فيرفع بها صوته ، فيقولون إن


(1)تفسير العياشى ج 2 ص 318 .
(2 - 3)تفسير العياشى ج 2 ص 319 ،
(4)تفسير العياشى ج 2 ص 252 ، والاية في سورة الحجر : 94 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه