بحار الأنوار ج13

شكوا إلى موسى ما يلقون من البياض ، فشكا ذلك إلى الله عزوجل ، فأوحى الله إليه : مرهم
يأكلوا لحم البقر بالسلق .(1)
72 - كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن جعفر البغدادي ، عن عبدالله بن
إسحاق ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مكتوب في التوراة : اشكر من أنعم عليك وأنعم على من
شكرك ، فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت ، والشكر زيادة في النعم ،
وأمان من الغير .(2)
73 - كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان بن
عثمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مكتوب في التوراة : إن من باع أرضا أو ماء فلم يضعه
في أرض وماء ذهب ثمنه محقا .(3)
74 - تم : من كتاب ربيع الابرار قال : مر موسى عليه السلام على قرية من قرى بني
إسرائيل فنظر إلى أغنيائهم قد لبسوا المسوح ،(4)وجعلوا التراب على رؤوسهم ، وهم قيام
على أرجلهم تجري دموعهم على خدودهم ، فبكى رحمة لهم ، فقال : إلهي هؤلاء بنو إسرائيل
حنوا إليك حنين الحمام ، وعووا عواء الذئاب ، ونبحوا نباح الكلاب ،(5)فأوحى الله
إليه : ولم ذاك ؟ لان خزانتي قد نفدت ؟ أم لان ذات يدي قد قلت ؟ أم لست أرحم


(1)فروع الكافى 2 : 168 والسلق يقال بالفارسية : چغندر .
(2)الاصول 1 : 94 . والغير : اسم من غير ، أى تغير الحال وانتقالها من الصلاح إلى
الفساد .
(3)فروع الكافى 1 : 353 ، فيه : أبان بن عثمان قال : دعانى جعفر عليه السلام فقال :
باع فلان ارضه ؟ فقلت : نعم ، قال : مكتوب اه‍ . قلت : قوله : فلم يضعه أى لم يضع ثمنه .
(4)المسوح جمع المسح : البلاس . الكساء من الشعر ، والاخير هو المراد هنا .
(5)حن : صوت عن حزن أو طرب . حن اليه : اشتاق . عوى الكلب أو الذنب : لوى
خطمه - وهو مقدم فمه - ثم صوت أو مد صوته . نبح الكلب : صات . قلت : يشبه هؤلاء في الاسلام
قوم لبسوا المسوح والصوف ، ترى لهم نهيق وزعيق وشهيق عند ذكر الله ، يرتكبون البدع ، و
يتعبدون الله بغير ما انزل ، يظهرون بافعالهم المنكرة من الشهيق والزفير والوجد والرقص عشقهم
لله ، ويخدعون بأورادهم المصنوعة وعباداتهم المخترعة العوام ، اولئك الذين قلوبهم غائبة عن
الله تعالى مائلة إلى الناس .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه