بحار الأنوار ج102

كل عصر حتى أنا رأينا رسالة من الشيخ شرف الدين أبي عبدالله الحسين بن أبي
القاسم بن الحسين العودي الاسدى الحلي المعاصر للمحقق رحمه الله تعالى في رد ما
أجاب به المحقق عمن سئله عن إثبات المعدوم هل هو حق أم لا ؟ والمعتقد لذلك هل
يحكم بالكفر أو الفسق ، وهل يجوز أن يعطى شيئا من الزكاة أم لا ؟ فأساء فيها الادب
بل نسبه في مواضع إلى الكفر .
وقال في أول كلامه : وقفت على الجواب الذي أجاب به أبو القاسم جعفر بن
سعيد رحمه الله عن معتقد إثبات المعدوم هل هو مؤمن أو كافر ، فرأيته قد تخطى
الصواب وتعداه ، وتعاما عن الحق وتناساه فأحببت أن ابين فيه غلطه ، وأكشف للناظرين
سقطه وما فعلت ذلك إلا تقربا إلى الله تعالى ، بخلاص المفتى عن تقليد المستفتى ، قي
اعتقاده الباطل بفتياه ، وخلاص المستفتى من اتباع المفتى بما به من الباطل أغواه
الخ ولولا قوله تعالى وإذا مروا باللغو مروا كراما لجازيته ببعض مقالته ، و
اعتديت عليه بمثل إسائته ، وكفى به و بكتابه وبقرينه الشيخ العودى خمولا ، وعدم
ذكر لهما بين الاصحاب وتصانيفهم ، نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، وزيغ قلوبنا
وغل صدورنا ، وسيئات أعمالنا .
واعلم أنه ربما يوجد في ظهر بعض كتب الادعية ، والمواضع الغير المعتبرة
أن العلامة المجلسى ره قرء في بعض الليالي الجمع هذا الدعاء الحمد لله من أول الدنيا
إلى فنائها ، ومن الآخرة إلى بقائها ، الحمد لله على كل نعمة ، أستغفر الله من كل ذنب
وأتوب إليه ، ياأرحم الراحمين .
ثم لما كان في ليلة الجمعة الاخرى وأراد قراء‌ة الدعاء المذكور ، نودي من
فوقه أو من وراء البيت : إن الملائكة لم يفرغوا إلى الآن من كتابة قواب هذا الدعاء منذ قرأته في ليلة الجمعة الماضية .
وهذا الدعاء غير مذكور في أدعية ليلة الجمعة ، من صلاة البحار ، وربيع
الاسابيع له رحمه الله ، وجمال الاسبوع ، للسيد علي بن طاوس ، وكتب الكفعمى
وغيرها ، ولا نقل هذه الكرامة تلامذته ، ولاذريته الفضلاء الذين بنوا على استقصاء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه