بحار الأنوار ج6

العبد مع خضوعه وخشوعه وتعبده وتورعه واستكانته وتذلله وتواضعه وتقربه
إلى ربه مقدسا له ، ممجدا ، مسبحا ، معظما ،(1)شاكرا لخالقه ورازقه ، وليستعمل
التسبيح والتحميد كما استعمل التكبير والتهليل ، وليشغل قلبه وذهنه بذكر الله فلا
يذهب به الفكر والاماني إلى غير الله .
فإن قال : فلم جعل أصل الصلاة ركعتين ؟ ولم زيد على بعضها ركعة وعلى بعضها
ركعتان ولم يزد على بعضها شئ ؟ قيل : لان أصل الصلاة إنما هي ركعة واحدة لان
أصل العدد واحد ، فإذا نقصت(2)من واحد فليست هي صلاة ، فعلم الله عزوجل أن
العباد لا يؤدون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقل منها بكمالها وتمامها والاقبال
عليها ، فقرن إليها ركعة ليتم بالثانية ما نقص من الاولى ، ففرض الله عزوجل أصل الصلاة
ركعتين ، ثم علم رسول الله صلى الله عليه واله أن العباد لا يؤدون هاتين الركعتين بتمام ما امروا به
وكماله فضم إلى الظهر والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين ، ليكون فيهما تمام
الركعتين الاوليين ، ثم علم أن صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر للانصراف
إلى الاوطان(الافطار خ ل)والاكل والوضوء والتهيئة للمبيت ، فزاد فيها ركعة
واحدة ليكون أخف عليهم ، ولان تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فردا ، ثم
ترك الغداة على حالها لان الاشتغال في وقتها أكثر ، والمبادرة إلى الحوائج فيها أعم
ولان القلوب فيها أخلا من الفكر لقلة معاملات الناس بالليل ، ولقلة الاخذ و
الاعطاء ، فالانسان فيها أقبل على صلاته منه في غيرها من الصلوات لان(3)الفكر أقل
لعدم العمل من الليل .
فإن قال : فلم جعل(4)التكبير في الاستفتاح سبع مرات ؟ قيل :(5)لان الفرض


(1)في العيون : مطيعا . م
(2)في العيون : فان انقضت . م
(3)في العيون : لان الذكر قد تقدم العمل من الليل . م
(4)في العلل : فلم جعل في الاستفتاح سبع تكبيرات ؟ قيل انما جعل ذلك لان التكبير في
الصلاة الاولى التى هى الاصل اه‍ . م
(5)في العيون وبعض نسخ الكتاب : قيل : انما جعل ذلك الخ . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه