بحار الأنوار ج65

وقال رجل للحسن بن علي عليهما السلام : إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي
عليه السلام : يا عبدالله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت ، وإن كنت
بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا : أنا من
شيعتكم ، ولكن قل : أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم ، وأنت في خير
وإلى خير .
وقال رجل للحسين بن علي عليهما السلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم ، قال :
اتق الله ولا تدعين شيئا يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك ، إن شيعتنا من
سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل ، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم .
وقال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص
فقال له : يا عبدالله فاذا أنت كابراهيم الخليل عليه السلام الذي قال الله وإن من شيعته
لابراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم (1)فان كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا ، وإن
لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش والغل ، فأنت من محبينا وإلا فانك إن
عرفت أنك بقولك كاذب فيه ، إنه لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت أو جذام ليكون
كفارة لكذبك هذا .
وقال الباقر عليه السلام لرجل فخرعلى آخر وقال : أتفاخرني وأنا من شيعة آل محمد
الطيبين ؟ فقال الباقر عليه السلام : ما فخرت عليه ورب الكعبة وغبن منك على الكذب يا
عبدالله ، أما لك معك تنفقه على نفسك أحب إليك أم تنفقه على إخوانك المؤمنين ؟
قال : بل أنفقه على نفسي ، قال : فلست من شيعتنا ، فاننا نحن ما ننفق على المنتحلين
من إخواننا أحب إلينا ولكن قل : أنا من محبيكم ومن الراجين النجاة بمحبتكم .
وقيل للصادق عليه السلام : إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي
الكوفة بشهادة فقال له القاضي : قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لانك
رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى : أنت
رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوء‌ك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض
فأنت من إخواننا ، فقال له عمار : يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت ، ولكن بكيت


(1)الصافات : 83 و 84 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه