بحار الأنوار ج6

الاعمال الصالحة ، ونظيره قوله تعالى : " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم "
وقوله : " يبشرهم ربهم برحمة منه " .
وثانيها : أن البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم : ألا
تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
وثالثها : أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة ، يراها المؤمن لنفسه أو ترى له ، وفي
الآخرة الجنة وهي ما تبشرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن
يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، وروي
ذلك في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه واله .
وروى عقبة بن خالد عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم
القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا
أن تبلغ نفسه إلى هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - الخبر بطوله ، ثم قال : إن هذا في
كتاب الله وقرأ هذه الآية . وقيل : إن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة في قبره فيشاهد
ما اعد له في الجنة قبل دخولها " لا تبديل لكلمات الله " أي لا خلف لما وعد الله ولا خلاف .
وفي قوله تعالى : " تحيتهم يوم يلقونه سلام " روي عن البراء(1)أنه قال : يوم
يلقون ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه .
وفي قوله : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " أي استمروا على أن الله
ربهم وحده لم يشركوا به شيئا ، أو ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه . وروى محمد
ابن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة فقال : هي والله ما أنتم
عليه " تتنزل عليهم الملائكة " يعني عند الموت ، وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام . وقيل :
تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالى . وقيل : إن
البشرى تكون في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث " ألا تخافوا ولا
تحزنوا " أي يقولون لهم : لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب . وقيل : لا تخافوا
ما أمامكم من امور الآخرة ، ولا تحزنوا على ما وراء‌كم وعلى ما خلفتم من أهل وولد . _________________________
(1)بالباء المفتوحة والراء المهملة ، والالف والهمزة .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه