الاعراض بالاجسام ، والاوصاف بالموصوفات ، أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة
أو تعلق المتمكن بالمكان ، وتحقيقه يقتضي إفشاء سر الروح ، ولم يتكلم فيه
رسول الله صلى الله عليه وآله فليس لغيره أن يتكلم فيه .
والروح أيضا يطلق على معنيين أحدهما جسم لطيف منبعه تجويف القلب
الجسماني ، وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى ساير أجزاء البدن ، وجريانها
في البدن ، وفيضان أنوار الحياة والحس والسمع والبصر والشم منها على أعضائها
يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا الدار ، فانه لاينتهي إلى جزء
من البيت إلا ويستنير به .
فالحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان ، والروح مثالها السراج ، وسريان
الروح وحركتها في الباطن مثاله مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك
محركه ، والاطباء إذا أطلقوا اسم الروح أرادوا به هذا المعنى ، وهو بخار لطيف
أنضجته حرارة القلب .
والمعنى الثاني هو اللطيفة الربانية العالمة المدركة من الانسان وهو الذي
شرحناه في أحد معنيي القلب ، وهو الذي أراده الله تعالى بقوله : يسئلونك عن
الروح قل الروح من أمر ربي (1)وهو أمر عجيب رباني يعجز أكثر العقول
والافهام عن درك كنه حقيقته .
والنفس أيضا مشترك بين معاني ويتعلق بغرضنا منه معنيان أحدهما أن يراد
به المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الانسان ، وهذا الاستعمال هو الغالب
على الصوفية ، لانهم يريدون بالنفس الاصل الجامع للصفات المذمومة من الانسان
فيقولون لابد من مجاهدة النفس وكسرها ، وإليه الاشارة بقوله صلى الله عليه وآله :
أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك .
المعنى الثاني هو اللطيفة التي ذكرناها ، التي هو الانسان في الحقيقة ، وهي
نفس الانسان وذاته ، ولكنه توصف بأوصاف مختلفة بحسب أحوالها ، فاذا سكنت