بحار الأنوار ج26

على جميع خلقي .
فقال موسى : يارب ليتني كنت أراهم ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى
إنك لن تراهم فليس هذا أوان ظهورهم ، ولكن سوف تراهم في الجنان جنات عدن
والفردوس بحضرة محمد ، في نعيمها يتقلبون وفي خيراته يتبحبحون(1)، أفتحب أن اسمعك
كلامهم ؟ فقال : نعم إلهي ، قال الله جل جلاله : قم بين يدي واشدد ميزرك قيام العبد
الذليل بين يدي الملك الجليل .
ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا عزوجل : يا امة محمد ، فأجابوه كلهم وهم
في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك(2)لبيك إن الحمد
والنعمة لك والملك لا شريك(3)لك ، لك ، قال : فجعل الله عزوجل تلك الاجابة(4)
شعار الحج .
ثم نادى ربنا عزوجل : يا امة محمد إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل
عقابي .(5)فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني
من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله
صادق في أقواله محق في أفعاله ، وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده
ووليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، وأن أولياء‌ه المصطفين المطهرين المبانين
بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخلته(6)جنتي وإن كانت
ذنوبه مثل زبد البحر .
قال : فلما بعث الله عزوجل نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا محمد وما كنت بجانب


(1)بحبح و تبحبح : تمكن في المقام والحلول .
(2)في التفسير : اللهم لبيك لبيك لا شريك لك .
(3)في التفسير والعيون : ان الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك لبيك .
(4)في التفسير : تلك الاجابة منهم .
(5)في التفسير : وعفوى سبق عقابى .
(6)في التفسير : ادخله جنتى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه