بحار الأنوار ج47

عقرته ، ولا مالا إلا نهبته ، ولا ذرية إلا سبيتها قال : فهمس بشئ خفي وحرك
شفتيه ، فلما دخل سلم وقعد ، فرد عليه السلام ثم قال : أما والله لقد هممت أن لا أترك
لك نخلا إلا عقرته ، ولا مالا إلا أخذته ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا أمير المؤمنين
إن الله عزوجل ابتلى أيوب فصبر وأعطى داود فشكر ، وقدر يوسف فغفر ، وأنت
من ذلك النسل ، ولا يأتي ذلك النسل إلا بما يشبهه فقال : صدقت قد عفوت عنكم
فقال له : يا أمير المؤمنين إنه لم ينل منا أهل البيت أحد دما إلا سلبه الله ملكه
فغضب لذلك واستشاط ، فقال : على رسلك يا أمير المؤمنين إن هذا الملك كان في
آل أبي سفيان فلما قتل يزيد لعنه الله حسينا سلبه الله ملكه ، فورثه آل مروان
فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه ، فورثه مروان بن محمد ، فلما قتل مروان إبراهيم
سلبه الله ملكه فأعطا كموه ، فقال : صدقت هات ارفع حوائجك فقال : الاذن فقال :
هو في يدك متى شئت فخرج فقال له الربيع : قد أمر لك بعشرة آلاف درهم قال :
لا حاجة لي فيها قال : إذن تغضبه فخذها ثم تصدق بها(1).
بيان : الرسل بالكسر الرفق التؤدة .
52 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن حماد بن
عثمان ، عن المسمعي قال : لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس قال أبوعبدالله
عليه السلام : لادعون الله تعالى على من قتل مولاي وأخذ مالي ، فقال له داود بن
علي : إنك لتهددني بدعآئك قال حماد : قال المسمعي : فحدثني معتب أن
أبا عبدالله عليه السلام لم يزل ليلته راكعا وساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول وهو
ساجد : اللهم إني أسألك بقوتك القوية ، وبجلالك الشديد ، الذي كل خلقك
له ذليل أن تصلي على محمد وأهل بيته ، وأن تأخذه الساعة الساعة ، فما رفع رأسه
حتى سمعنا الصيحة في دار داود بن علي ، فرقع أبوعبدالله عليه السلام رأسه وقال : إني
دعوت الله عليه بدعوة بعث الله عزوجل عليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة من حديد


(1)الكافى ج 2 ص 562 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه