بحار الأنوار ج4

ثم بين المغايرة بأن اللفظ الذي يعبربه الالسن والخط الذي تعمله الايدي فظاهر
أنه مخلوق . قوله : والله غاية من غاياه اعلم أن الغاية تطلق على المدى والنهاية ، وعلى امتداد
المسافة ، وعلى الغرض والمقصود من الشئ ، وعلى الراية والعلامة . وهذه العبارة تحتمل
وجوها :
الاول : أن تكون الغاية بمعنى الغرض والمقصود أي كلمة الجلالة مقصود من
جعله مقصودا وذريعة من جعله ذريعة أي كل من كان له مطلب وعجز عن تحصيله
بسعيه يتوسل إليه باسم الله . والمغيى - بالغين المعجمة والياء المثناة المفتوحة - أي المتوسل
إليه بتلك الغاية غير الغاية ، أو بالياء المكسورة أي الذي جعل لنا الغاية غاية هو
غيرها ، وفي بعض النسخ : " والمعنى " بالعين المهملة والنون أي المقصود بذلك التوسل ، أو
المعنى المصطلح غير تلك الغاية التي هي الوسيلة إليه .
الثانى : أن يكون المراد بالغاية النهاية ، وبالله الذات لا الاسم أي الرب تعالى غاية
آمال الخلق يدعونه عند الشدائد بأسمائه العظام ، والمغيى بفتح الياء المشددة : المسافة
ذات الغاية ، والمراد هنا الاسماء فكأنها طرق ومسالك توصل الخلق إلى الله في حوائجهم ،
والمعنى أن العقل يحكم بأن الوسيلة غير المقصود بالحاجة ، وهذا لايلائمة قوله : " والغاية
موصوفة " إلا بتكلف تام
الثالث : أن يكون المراد بالغاية العلامة ، وصحفت " غاياه " بغاياته أي علامة من
علاماته ، والمعنى أي المقصود أو المغيى أي ذو العلامة غيرها
الرابع : أن يكون المقصود أن الحق تعالى غاية أفكار من جعله غاية وتفكر فيه ،
والمعنى المقصود أعني ذات الحق غير ما هو غاية أفكارهم ومصنوع عقولهم ، إذ غاية ما يصل
إليه أفكارهم ويحصل في أذهانهم موصوف بالصفات الزائدة الامكانية ، وكل موصوف
كذلك مصنوع .
الخامس : ما صحفه بعض الافاضل حيث قرأ " عانة من عاناه " أي الاسم ملابس
من لابسه . قال في النهاية : معاناة الشئ : ملابسته ومباشرته . أو مهم من اهتم به ، من
قولهم : عنيت به فأناعان ، أي اهتممت به واشتغلت . أو أسير من أسره ، وفي النهاية :

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه