بحار الأنوار ج67

26 ضا : روي أن لله في عباده آنية وهو القلب ، فأحبها إليه أصفاها وأصلبها
وأرقها : أصلبها في دين الله ، وأصفاها من الذنوب ، وأرقها على الاخوان .
27 شى : عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له :
إني أفرح من غير فرح أراه في نفسي ، ولا في مالي ولا في صديقي ، وأحزن من
غير حزن أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صديقي ؟ قال : نعم إن الشيطا يلم بالقلب
فيقول : لو كان لك عند الله خير ماأدال عليك عدوك ، ولا جعل بك إليه حاجة ، هل
تنتظر إلا مثل الذي انتظر الذين من قبلك ؟ فهل قالوا شيئا ، فذاك الذي يحزن
من غير حزن ، وأما الفرح فان الملك يلم بالقلب فيقول : إن كان الله أدال عليك
عدوك ، وجعل بك إليه حاجة ، فانما هي أيام قلائل أبشر بمغفرة من الله وفضل
وهو قول الله : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه
وفضلا (1).
28 شى : عن سلام قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه حمران بن
أعين فسأله عن أشياء ، فلما هم حمران بالقيام قال لابي جعفر عليه السلام : اخبرك أطال
الله بقاك وأمتعنا بك أنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى يرق قلوبنا وتسلو أنفسنا
عن الدنيا ، ويهون علينا مافي أيدي الناس من هذه الاموال ثم نخرج من عندك فاذا
صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا ؟ قال : فقال أبوجعفر عليه السلام : إنما هي القلوب
مرة يصعب عليها الامر ومرة يسهل .
ثم قال أبوجعفر عليه السلام : أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا : يارسول الله
نخاف علينا النفاق ، قال : فقال لهم : ولم تخافون ذلك ؟ قالوا : إنا إذا كنا عندك
فذكرتنا ، روعنا ووجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة
والنار ، ونحن عندك ، وإذا دخلنا هذه البيوت وشممنا الاولاد ورأينا العيال والاهل
والمال يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، وحتى كأنا لم نكن على
شئ ؟ أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا هذا


(1)تفسير العياشي ج 1 ص 150 ، والاية في البقرة 268 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه