بحار الأنوار ج56

العرب ، ولليل والنهار أيضا عندهم اسماء : الدائبان ، والصرفان ، والجديدان
والاجدان ، والحاديان ، والاصرمان ، والملوان ، والعصران ، والردفان
والصرعان ، والاثرمان ، والمتباديان ، والفتيان ، والطريدان ، وإبناسبات ، وإبنا
جمير ، وإبنا سمير ، فالدائبان لدؤوبهما وجدهما في السير ، والصرفان لصروف
الدهر فيهما : والجديدان لحدوثهما وتجددهما ، ولذلك سمي الاجدان ، و
الحاديان لسوقهما الناس إلى الموت ، والاصرمان لقطعهما الاعمار ، والملوان من
قولهم عشت معه ملاوة من الدهر أي حينا وبرهة ، ويقال سكت مليا أي طويلا
والعصران من العصر بمعنى الدهر ، والردفان لترادفهما وتواليهما ، والصرعان
إبلان ترد أحدهما حين تصدر الاخرى ، والصرعان أيضا المثلان ، والاثرمان أي
القديمان الشائبان ، فإن الثرم سقوط الثنايا من الاسنان ، والمتباديان من البدو
بمعنى الظهور ، والفتيان لانهما يتجددان شابين ، والطريدان لانهما يطردان و
يدفعان سريعا ، والسبات بالضم الدهر ، والجمير من قولهم أجمر القوم على الشئ
إذا اجتمعوا عليه ، وهذا جمير القوم أي مجتمعهم ، والسمير من المسامرة وهو الحديث
بالليل ، والسمير أيضا الدهر ، وأبناه الليل والنهار .
فوائد جليلة
الاولى : اعلم أن اليوم نوعان : حقيقي ، ووسطي ، فالحقيقي عند بعض
المنجمين من زوال الشمس من دائرة نصف النهار فوق الارض إلى وصولها إليها ، و
عند بعضهم من زوال مركز الشمس من دائرة نصف النهار تحت الارض إلى وصولها
إليها ، وعلى التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدل مع المطالع
الاستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصة من نصف اليوم
إلى نصف اليوم ، أو من نصف الليل إلى نصف الليل ، والوسطي هو مقدار دورة من
المعدل مع مطالع قوس تقطعه الشمس بالسير الوسطي ، وبسبب الاختلاف بين
الحركة الوسطية والحركة التقويمية يختلف اليوم بالمعنى الاول والثاني اختلافا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه