الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم
للاجروما تصنع الكعبة بالحلي ، فهم عمر بذلك وسأل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال :
إن القرآن انزل على النبي صلى الله عليه واله والاموال أربعة : أموال المسلمين : فقسمها
بين الورثة في الفرائض ، والفئ : فقسمه على مستحقيه ، والخمس : فوضعه الله حيث
وضعه ، والصدقات : فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه
الله على حاله ، ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا ، فأقره حيث أقره الله ورسوله
فقال عمر : لو لاك لا فتضحنا وترك الحلي بحاله(1).
 |
7(باب) (علة الحرم وأعلامه وشرفه واحكامه) |
 |
1 - ع : ابن المتوكل ، عن الحميرى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن
محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم السلام إن الله عزوجل أوحى إلى جبرئيل
أنا الله الرحمن الرحيم إني قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى ما شكيا فاهبط
عليهما بخيمة من خيام الجنة فاني قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما
فاضرب الخمية على النزعة(2)التى بين جبال مكة قال : والنزعة مكان البيت و
قواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم فهبط جبرئيل على آدم عليه السلام بالخيمة على مقدار
مكان البيت وقواعده فنصبها ، وقال : أنزل جبرئيل آدم عليه السلام من الصفا وأنزل
(1)نهج البلاغة - محمد عبده - ج 3 ص 218 .
(2)في المصدر الترعة بالتاء المثناة من فوق والراء المهملة وهى بمعنى الروضة
في مكان مرتفع ، او مسيل الماء إلى الروضة ، والموجود في المتن النزعة بالنون والزاى
المعجمة محركة : موضع انحسار الشعر من جانبى الجبهة ، فتكون كناية عن المكان الخالى
عن الاشجار تشبيها بنزعة الرأس .