بحار الأنوار ج54

في يومين)وقال بعده(وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام)وقال بعد ذلك(فقضيهن سبع سماوات في يومين(1)فيصير المجموع ثمانية ، ويمكن التفصي عن ذلك بوجوه : الاول : ما مر ، وهو المشهور بين المفسرين ، أن المراد بقوله(أربعة أيام)في تتمة أربعة أيام ، بأن يكون خلق الارض في يومين منها ، وتقدير الاقوات فيها أو هو مع جعل الرواسي من فوقها والبركة فيها في يومين آخرين ، ويؤيده كثير من الاخبار المتقدمة .
الثاني : ما ذكره بعض الافاضل ممن كان في عصرنا - ره - في شرحه على الكافي : أن أربعة أيام مخصوصة بخلق ما على الارض ، أولها بخلق الرواسي ، و الثاني بخلق البركة ، والثالث والرابع بخلق الاقوات التي هي عبارة عن خلق الماء والمرعى المذكورين في سورة النازعات بقوله تعالى(أخرج منها ماءها ومرعيها(2))وأن اليومين اللذين خلق فيهما الارض متحدان مع ما خلق فيهما السماوات ، إلا أن الخلق في اليوم الاول متعلق بأصل السماوات والارض ، وفي اليوم الثاني بتمييز بعض أجزائهما عن بعض ، فيصدق أن السماوات مخلوقة في يومين ، والارض في يومين ولا تزيد أيام خلق المجموع على الستة . الثالث : ما ذكرناه في تأويل خبر الكافي بأن يكون يوما خلق السماوات داخلين في الاربعة فتذكر . الرابع : ما ذكره بعض المحققين من المعاصرين وهو أن يكون الايام الاربعة بل اليومان الاخيران أيضا في سورة السجدة غير الايام الستة التي في سائر السور ، ويؤيده تغيير الاسلوب بايراد لفظ الخلق في سائر الآيات ، ولفظ الجعل والبركة والتقدير والقضاء سبعا في السجدة ، ويؤيده لفظ(ما بينهما)في آيات سور الفرقان والتنزيل وق ، فإنه سواء كان خلق الارض وبعض ما عليها في أربعة ______________________________
(1)فصلت : 12 .(2)النازعات : 31(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه