بحار الأنوار ج12

فقالت اليهود : ما كان إبراهيم إلا يهوديا ، وقالت النصارى : ما كان إلا نصرانيا ، فنزلت
الآية " ولكن كان حنيفا " أي مائلا عن الاديان كلها إلى دين الاسلام ; وقيل : أي
مستقيما في دينه .
" إن أولى الناس بإبراهيم " أي أحق الناس بنصرة إبراهيم بالحجة أو بالمعونة
للدين " للذين اتبعوه " في زمانه " وهذا النبي والذين آمنوا " يتولون نصرته بالحجة
لما كان عليه من الحق وتنزيه كل عيب عنه .(1)
" واتخذ الله إبراهيم خليلا " أي محبا لا خلل في مودته لكمال خلته ، والمراد
بخلته الله أنه كان مواليا لاولياء الله ومعاديا لاعداء الله ، والمراد بخلة الله له نصرته على
من أراده بسوء كما أنقذه من نار نمرود وجعلها عليه بردا وسلاما ، وكما فعله بملك مصر
حين راوده عن أهله وجعله إماما للناس وقدوة لهم(2)" امة " أي قدوة ومعلما للخير ;
وقيل : إمام هدى ; وقيل : سماه امة لان قوام الامة كان به ; وقيل : لانه قام بعمل
امة ; وقيل : لانه انفرد في دهره بالتوحيد فكان مؤمنا وحده والناس كفار " قانتا لله "
أي مطيعا له دائما على عبادته ; وقيل : مصليا " حنيفا " أي مستقيما على الطاعة " اجتب ؟ ه "
أي اختاره الله " في الدنيا حسنة " أي نعمة سابغة في نفسه وفي أولاده وهو قول هذه الامة :
(كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم)وقيل : هي النبوة ; وقيل هي أنه ليس من أهل
دين إلا وهو يرضاه ويتولاه ; وقيل : تنويه الله بذكره ; وقيل : إجابة دعوته حتى اكرم
بالنبوة ذريته " أن اتبع ملة إبراهيم " أي في الدعاء إلى توحيد الله وخلع الانداد له وفي
العمل بسنته .(3)
1 - ج : عن موسى بن جعفر عليه السلام في خبر اليهودي(4)الذي سأل أمير المؤمنين عليه السلام


(1)مجمع البيان 2 : 456 - 457 . وليست هذه العبارة والتفسير فيه منقولا عن ابن عباس . م
(2)مجمع البيان 3 : 116 . م
(3)مجمع البيان : 6 : 391 . م
(4)والحديث طويل أخرجه بتمامه في كتاب الاحتجاجات في الباب الثانى من احتجاج
أمير المؤمنين عليه السلام راجعه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه