بحار الأنوار ج44

مبادرة على بغل بسرج ، فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا ، فوقفت فقالت :
نحوا ابنكم عن بيتي ، فانه لا يدفن فيه شئ ، ولا يهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله
حجابه .
فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما : قديما هتكت أنت وأبوك حجاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه وآله قربه ، وإن الله سائلك
عن ذلك يا عائشة ، إن أخي أمرني أن اقربه من أبيه رسول الله صلى الله عليه وآله ليحدث به
عهدا .
واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله ، وأعلم بتأويل كتابه من أن
يهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله ستره لان الله تبارك وتعالى يقول : ياأيها الذين
آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم (1)وقد أدخلت أنت بيت
رسول الله صلى الله عليه وآله الرجال بغير إذنه ، وقد قال الله عزوجل : يا أيها الذين آمنوا
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي (2)ولعمري لقد ضربت أنت لابيك وفاروقه
عند اذن رسول الله صلى الله عليه وآله المعاول ، وقال الله عزوجل : إن الذين يغضون
أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى (3). ولعمري لقد
أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الاذى ، وما رعيا من حقه
ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله حرم على المؤمنين أمواتا ماحرم
منهم أحياء .
وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه صلوات الله
عليهما جائزا فيما بيننا وبين الله ، لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك .
قال : ثم تكلم محمد ابن الحنفية وقال يا عائشة : يوما على بغل ، ويوما على جمل
فما تملكين نفسك ولا تملكين الارض عداوة لبني هاشم ، قال : فأقبلت عليه فقالت :
يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك ؟ فقال لها الحسين : وأنى تبعدين


(1)الاحزاب : 53 .
(2 و 3)الحجرات : 2 و 3 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه