بحار الأنوار ج14

قعد على فراشه فقبض الله تعالى روحه وقص وهب قصته هذه عن ابن عباس ، ثم قال
ماأشبه إيمانه بإيمان السحرة !
9 ص : لما توفي بخت نصر تابع الناس ابنه ، وكانت الاواني التي عملت
الشياطين لسليمان بن داود عليه السلام من اللؤلؤ والياقوت غاص عليها الشياطين حتى استخرجوها
من قعور الابحر الصم(1)التي لاتعبر فيها السفن ، وكان بخت نصر غنم كل ذلك من
بيت المقدس وأوردها أرض بابل ، واستعمر فيه دانيال عليه السلام فقال : إن هذه الآنية طاهرة
مقدسة صنعها النبي ابن النبي ليسجد ربه عز وعلا فلا تدنسها بلحم الخنازير وغيرها
فإن لها ربا سيعيدها حيث كانت ، فلم يطعه(2)واعتزل دانيال وأقصاه وجفاه ، وكانت
له امرأة حكيمة نشأت في تأديب دانيال تعظه وتقول : إن أباك كان يستغيث بدانيال ، فأبى
ذلك ، فعمل في كل عمل سوء حتى عجت الارض منه إلى الله تعالى جلت عظمته ، فبينا
هو في عيد إذا بكف ملك يكتب على الجدار ثلاثة أحرف ، ثم غابت الكف والقلم وبهتوا
فسألوا دانيال بحق تأويل ذلك المكتوب وكان كتب : " وزن فخف ، ووعد فأنجز ، و
جمع فتفرق " فقال : أما الاول فإنه عقلك وزن فخف فكان خفيفا في الميزان ، والثاني
وعد أن يملك فأنجزه اليوم ، والثالث فإن الله كان قد جمع لك ولوالدك من قبلك ملكا
عظيما ثم تفرق اليوم ، فلا يجتمع إلى يوم القيامة ، فقال له : ثم ماذا ؟ قال : يعذبك
الله ، فأقبلت بعوضة تطير حتى دخلت في إحدى منخريه فوصلت إلى دماغه وتؤذيه ، فأحب
الناس عنده من حمل مرزبة(3)يضرب بها رأسه ، ويزداد كل يوم ألما إلى أربعين ليلة حتى
مات وصار إلى النار .(4)
بيان : هذه القصص المنقولة عن وهب ليست مما يعتمد عيله ،(5)وإيمان بخت نصر


(1)في نسخة : الصيم . وهو بالكسر وتشديد الياء : الصلب الشديد .
(2)في نسخة : فأطاعه وهو مصحف .
(3)المرزبة : عصية من حديد .
(4)قصص الانبياء مخطوط .
(5)لانها لم يرد من طرق أئمتنا أهل العصمة عليهم السلام مايوافقها ويثبتها .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه