بحار الأنوار ج33

وقال : برأني الله من ذلك برأني من قميصي .
ولما جرى ليلة الهرير صاحوا : يا معاوية هلكت العرب . فقال : يا عمرو
أنفر أو نستأمن ؟ قال : لنرفع المصاحف على الرماح ونقرأ *(ألم تر إلى الذين
أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم(ثم يتولى فريق
منهم وهم معرضون . .))*(23 / آل عمران)فإن قبلوا حكم القرآن رفعنا
الحرب ورافعنا بهم إلى أجل وإن أبا بعضهم إلا القتال فللنا شوكتهم ويقع
بينهم الفرقة وأمر بالنداء(وأن يصرخ فيهم): فلسنا ولستم من المشركين ولا
المجمعين على الردة فإن تقبلوها ففيها البقاء للفرقتين وللبلدة وإن تدفعوها ففيها
الفناء وكل بلاء إلى مدة ! .
فقال مسعر بن فدكي وزيد بن حصين الطائي والاشعث بن قيس
الكندي : أجب القوم إلى كتاب الله .
فقال أميرالمؤمنين : ويحكم والله إنهم ما رفعوا المصاحف إلا خديعة
ومكيدة حين علوتموهم .
وقال خالد بن معمر السدوسي : يا أميرالمؤمنين أحب الامور إلينا ما
كفينا مؤنته وأنشد رفاعة بن شداد البجلي :
وإن حكموا بالعدل كانت سلامة * وإلا أثرناها بيوم قماطر
فقصد إليه عشرون ألف رجل يقولون : يا علي أجب إلى كتاب الله إذا

دعيت(إليه)وإلا دفعناك برمتك إلى القوم أو نفعل بك ما فعلنا بعثمان .
قال : فاحفظوا عني مقالتي فإني آمركم بالقتال فإني تعصوني فافعلوا ما بدا
لكم . قالوا : فابعث إلى الاشتر ليأتيك . فبعث(إليه)يزيد بن هانئ السبيعي يدعوه
فقال الاشتر : إني قد رجوت أن يفتح الله(لي)لاتعجلني وشدد في القتال .
فقالوا : حرضته في الحرب فابعث إليه بعزيمتك ليأتيك واإلا والله اعتزلناك !
(ف‍)قال(علي عليه السلام): يا يزيد عد إليه فقل له : عد إلينا فإن الفتنة قد
وقعت .(فسار إليه يزيد وأبلغه مقال علي عليه السلام)فأقبل الاشتر(وهو)يقول

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه