بحار الأنوار ج49

فلتة وقى الله المسلمين شرها كمامر(1)وفي القاموس كان الامر فلتة أي فجاء‌ة
من غير تدبر وتردد ، وهما على الاستعارة ، أو أشار بهما إلى مامر من أن بعد السقيفة
انقطع ماء السماء وصار ماء اجاجا وأن اشتداد حمرة الافق حصل بعد شهادة
الحسين عليه السلام .
قوله :(وما قيل)مصدر بمعنى القول اسم ما وخبره قوله : نتات من نتا أي

ارتفع ، وجهرة حال عن(قيل)وفي الضلال صفة أو متعلق بنتات وتقليد الولاة الاعمال :
تفويضها إليهم ، وضمير(امورها)للخلافة أو الامة قوله :(لزمت)أي الامور
من الزمام كناية عن انتظامها و(أخي)بدل من مأمون وقوله :(شامخ الهضبات)صفة
لاحد والشامخ المرتفع ، والهضبة الجبل المنبسط على وجه الارض ، واللزبات


(1)يعنى في المجلد الثامن كتاب الفتن والمحن ، هذاالحديث مما رواه البخارى
في صحيحه ج 4 ص 779 باب رجم الحبلى من الزنا أحصنت ، عن ابن عباس قال :
كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبدالرحمان بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى
وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها ، اذ رجع إلى عبدالرحمن فقال : لو رأيت
رجلا أتى أميرالمؤمنين اليوم فقال : ياأمير المؤمنين هل لك في فلان يقول :(لوقد مات
عمر لقد بايعت فلانا فوالله ماكانت بيعة أبى بكرالا فلتة فتمت)فغضب عمر ، ثم قال : انى
انشاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم امورهم - إلى
أن قال :
فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
اما بعد فانى قائل لكم مقالة قد قدرلى أن أقولها ، لا أدرى لعلها بين يدى أجلى ، فمن
عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشى أن لايعقلها فلا أحل لاحد
أن يكذب على - إلى أن قال :
ثم انه بلغنى أن قائلا منكم يقول : والله لومات عمر بايعت فلانا ، فلا يغترن امرؤ أن
يقول : انما كانت بيعة أبى بكر فلتة وتمت ، ألا وانها قد كانت كذلك ولكن وقى الله شرها
وليس منكم ومن تقطع الاعناق اليه مثل أبى بكر ، من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين
فلا يتابع هو ولا الذى بايعه ، تغرة ان يقتلا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه