بحار الأنوار ج11

هل كانت انثى غير حواء ؟ وهل كان ذكر غير آدم ؟ فقال : يا سليمان إن الله تبارك وتعالى
رزق آدم من حواء قابيل ، وكان ذكر ولده من بعده هابيل ، فلما أدرك قابيل ما يدرك
الرجال أظهر الله له جنية وأوحى إلى آدم أن يزوجها قابيل ، ففعل ذلك آدم ورضي
بها قابيل وقنع ، فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجال أظهر الله له حوراء وأوحى الله إلى آدم
أن يزوجها من هابيل ، ففعل ذلك فقتل هابيل والحوراء حامل ، فولدت حوراء غلاما
فسماه آدم هبة الله ، فأوحى الله إلى آدم : أن ادفع إليه الوصية واسم الله الاعظم ، وولدت
حواء غلاما فسماه آدم شيث بن آدم ، فلما أدرك ما يدرك الرجال أهبط الله له حوراء و
أوحى إلى آدم أن يزوجها من شيث بن آدم ففعل ، فولدت الحوراء جارية فسماها آدم
حورة ، فلما أدركت الجارية زوج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل فنسل آدم
منهما ، فمات هبة الله بن هابيل فأوحى الله إلى آدم : أن ادفع الوصية واسم الله الاعظم وما
أظهرتك عليه من علم النبوة وما علمتك من الاسماء إلى شيث بن آدم ، فهذا حديثهم يا
سليمان .(1)
بيان : لا ينافي كون ولد هابيل مسمى بهبة الله كون شيث ملقبا بها كما مر .
وقال المسعودي في كتاب مروج الذهب : لما قتل هابيل جزع آدم فأوحى الله إليه :

أني مخرج منك نوري الذي اريد به السلوك في القنوات الظاهرة والارومات(2)الشريفة
واباهي فيه بالانوار ، وأجعله خاتم الانبياء(3)وأجعل له خيار الائمة الخلفاء حتى
أختم الزمان بمدتهم ، وأغص الارض بدعوتهم ،(4)وانيرها بشيعتهم .(5)فشمرو تطهر
وقدس وسبح ثم اغش زوجتك على طهارة منها ، فإن وديعتي تنتقل منكما إلى الولد
الكائن بينكما ، فواقع آدم حواء فحملت لوقتها وأشرقت حسنها وتلالا النور في مخايلها
ولمع من محاجرها حتى انتهى حملها ووضعت شيثا ، وكان كأسوى ما يكون(6)من الذكران ،


(1)مخطوط . م
(2)الارومة : أصل الشجره .
(3)في نسخة : خاتم النبيين .
(4)أى أمتلئ الارض بدعوتهم .
(5)في المصدر : وأنشرها بشيعتهم . م
(6)< < < < : وضعت نسمة كأسر ما يكون اه‍ . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه