بحار الأنوار ج14

أسطوانة(1)حتى أصاب بلسانه(2)يد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال رسول الله : لولا ما دعا به
سليمان لاريتكموه .(3)
تذييل : قال الطبرسي قدس الله روحه : يسال عن هذا فيقال : إن هذا القول من
سليمان يقتضي الضنة والمنافسة لانه لم يرض بأن يسأل الملك حتى أضاف إلى ذلك
أن يمنع غيره منه . وأجيب عنه بأجوبة : أحدها أن الانبياء لا يسألون إلا مايؤذن لهم
في مسألته ، وجائز أن يكون الله أعلم سليمان أنه إن سأل ملكا لايكون لغيره كان أصلح
له في الدين ، وأعلمه أنه لاصلاح لغيره في ذلك ، ولو أن أحدنا صرح في دعائه بهذا
الشرط حتى يقول : اللهم اجعلني أكثر أهل زماني مالا إذا علمت أن ذلك أصلح لي لكان
ذلك منه حسنا جائزا ،(4)اختاره الجبائي .
وثانيها : أنه يجوز أن يكون عليه السلام التمس من الله آية لنبوته يبين بها من غيره
وأراد : لاينبغي لاحد غيري ممن أنا مبعوث إليه ، ولم يرد من بعده إلى يوم القيامة من النبيين
كما يقال : أنا لا أطيع أحدا بعدك ، أي لا أطيع أحدا سواك .
وثالثها : ما قاله المرتضى قدس الله سره : إنه يجوز أن يكون إنما سأل ملك
الآخرة وثواب الجنة ، ويكون معنى قوله : " لاينبغي لاحد من بعدي " لا يستحقه بعد
وصولي إليه أحد ، من حيث لا يصلح(5)أن يعمل ما يستحق به ذلك لانقطاع
التكليف .
ورابعها : أنه التمس معجزة تختص به ، كما أن موسى عليه السلام اختص بالعصا و
اليد(6)واختص صالح بالناقة ، ومحمد صلى الله عليه وآله بالقرآن والمعراج ، ويدل عليه ماروي مرفوعا


(1)هكذا في نسخة ، وفي اخرى السوايطة ، وفي ثالثة : تحت ابطه ، وفي المصدر : إلى
سوايطه ، والكل مصحف . وفي مجمع البيان إلى سارية .
(2)في المصدر : حتى اصاب لسانه .
(3)قرب الاسناد : 81 .
(4)في المصدر هنا زيادة وهي هذه : ولا ينسب في ذلك إلى شح وضن .
(5)" " : لايصح .
(6)" " : واليد البيضاء .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه