بحار الأنوار ج44

ثم قام من ساعته ودخل على الوالي ، فقال الوالي : بلغني قتل غلمانك فآجرك
الله فيهم ، فقال الحسين عليه السلام : فاني أدلك على من قتلهم فاشدد يدك بهم ، قال : أو
تعرفهم يا ابن رسول الله ، قال : نعم كما أعرفك ، وهذا منهم فأشار بيده إلى رجل
واقف بين يدي الوالي .
فقال الرجل : ومن أين قصدتني بهذا ومن أين تعرف أني منهم ؟ فقال له
الحسين عليه السلام : إن أنا صدقتك تصدقني ؟ قال : نعم ، والله لاصدقنك ، فقال :
خرجت ومعك فلان وفلان وذكرهم كلهم فمنهم أربعة من موالي المدينة ، والباقون
من جيشان المدينة ، فقال الوالي : ورب القبر والمنبر ، لتصدقني أو لاهرقن
لحمك بالسياط ، فقال الرجل : والله ما كذب الحسين ولصدق ، وكأنه كان معنا
فجمعهم الوالي جميعا ، فأقروا جميعا فضرب أعناقهم .
6 يج : روي أن رجلا صار إلى الحسين عليه السلام فقال : جئتك أستشيرك في
تزويجي فلانة ، فقال : لا احب ذلك وكانت كثيرة المال ، وكان الرجل أيضا مكثرا
فخالف الحسين فتزوج بها ، فلم يلبث الرجل حتى افتقر ، فقال له الحسين عليه السلام :
قد أشرت إليك ، فخل سبيلها فان الله يعوضك خيرا منها ، ثم قال : وعليك بفلانة
فتزوجها فما مضت سنة حتى كثر ماله ، وولدت له ذكرا وانثى : ورأى منها
ما أحب .
7 يج : روي أنه لما ولد الحسين عليه السلام أمر الله تعالى جبرئيل أن يهبط في ملاء من الملائكة فيهنئ محمدا ، فهبط فمر بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس ، بعثه
الله في شئ فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة ، فعبد الله سبعمائة عام ، فقال
فطرس لجبرئيل : إلى أين ؟ فقال : إلى محمد ، قال : احملني معك لعله يدعو لي .
فلما دخل جبرئيل وأخبر محمدا بحال فطرس ، قال له النبي : قل يتمسح
بهذا المولود ، فتمسح فطرس بمهد الحسين عليه السلام ، فأعاد الله عليه في الحال جناحه
ثم ارتفع مع جبرئيل إلى السماء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه