بحار الأنوار ج22

الناس ، فلما زالت الشمس كشف الله ذلك عني فقاتلت مع أمير المؤمنين عليه السلام ثم
أتيت بعد ذلك ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله ورحمها فقصصت عليها قصتي فقالت : كيف
صنعت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قال : قلت : إلى أحسن ذلك ، والحمد لله كشف
الله عزوجل عني ذلك عند زوال الشمس فقاتلت مع أمير المؤمنين عليه السلام قتالا شديدا
فقالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي مع القرآن ، والقرآن معه
لا يفترقان حتى يردا علي الحوض(1).
3 - ب : السندي بن محمد ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
كانت امرأة من الانصار تدعى حسرة ، تغشى آل محمد وتحن(2)وإن زفر وحبتر
لقياها ذات يوم فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟ فقالت : أذهب إلى آل محمد فأقضي من
حقهم ، واحدث بهم عهدا ، فقالا : ويلك إنه ليس لهم حق إنما كان هذا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرفت حسرة ولبثت أياما ثم جاء‌ت فقالت لها ام سلمة زوجة
النبي صلى الله عليه وآله : ما بطأبك(3)عنا يا حسرة ؟ فقالت : استقبلني زفر وحبتر فقالا : أين
تذهبين يا حسرة ؟ فقلت : أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم الواجب ، فقالا : إنه
ليس لهم حق ، إنما كان هذا على عهد النبي صلى الله عليه وآله ، فقالت ام سلمة : كذبا لعنهما
الله لا يزال حقهم واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة(4).
بيان : زفر وحبتر عمر وصاحبه ، والاول لموافقة الوزن ، والثاني لمشابهته
لحبتر وهو الثعلب في الحيلة والمكر .
أقول : سيجئ في أبواب أحوال عايشة بعض فضائلها(5).
4 - ير : عمران بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة
عن عيسى بن عبيدالله(6)عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن أبي سلمة عن امه ام


(1)مجالس الشيخ : 294 .(2)اى تأتيهم . وتحن اليه اى تشتاق .
(3)في المصدر : ما أبطأ بك علينا .(4)قرب الاسناد : 29 .
(5)اى فضائل ام سلمة .
(6)في المصدر : عيسى بن عبدالله وهو عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن
ابى طالب عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه