بحار الأنوار ج75

حروب أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فقال عليه السلام له : بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف :
ثلاثة منها شاهرة لا تغمد(1)حتى تضع الحرب أو زارها ، ولن تضع الحرب
أو زارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس
كلهم في ذلك اليوم ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت
في إيمانها خيرا(2). وسيف مكفوف(3)وسيف منها مغمود ، سله إلى غيرنا وحكمه إلينا .
فأما السيوف الثلاثة الشاهرة : فسيف على مشركي العرب قال الله عزوجل
اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل
مرصد(4) . فإن تابوا(أي آمنوا)وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة فإخوانكم
في الدين(5) هؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام وأموالهم
فيئ ، وزراريهم سبي على ماسن رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه سبي وعفا وقبل الفداء .
والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله سبحانه : وقولوا للناس حسنا(6)
نزلت هذه الاية في أهل الذمة ونسخها قوله : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا
باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين


(1)الشاهرة : المجردة من الغمد . وقوله . حتى تضع الحرب أو زارها أى
ينقضى . والاوزار : الآلات والاثقال . ولعل طلوع الشمس من مغربها كناية عن أشراط
الساعة وقيام القيامة . كما قاله الفيض رحمه الله في الوافى .
(2)قوله : كسبت في ايمانها خيرا أى لا ينفع يومئذ نفسا غير مقدمة ايمانها أو
مقدمة ايمانها غير كاسبة في ايمانها خيرا .
(3)في بعض النسخ وسيف ملفوف وكذا في تفسيره . ومغمود أى مستور في
غلافه . وسله : اخراجه من غلافه .
(4)سورة التوبة : 5 .
(5)سورة التوبة : 11 .
(6)سورة البقرة : 78 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه