بحار الأنوار ج33

وأي امرء منكم أحس من نفسه رباطة جأش عند اللقاء ورأى من أحد من
إخوانه فشلا فليذب عن أخيه بفضل نجدته التي فضل بها عليه كما يذب عن
نفسه فلو شاء الله لجعله مثله .
إن الموت طالب حثيث لايفوته المقيم ولايعجزه الهارب ، إن أكرم
الموت القتل والذي نفس ابن أبي طالب بيده لالف ضربة بالسيف أهون علي
من ميتة على الفراش .
ومنه :
وكأني أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب لاتأخذون حقا ولا تمنعون
ضيما قد خليتم والطريق فالنجاة للمقتحم والهلكة للمتلوم .
ومنه : فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على الاضراس فإنه
أنبى للسيوف عن الهام والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للاسنة وغضوا
الابصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الاصوات فإنه أطرد للفشل
ورايتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها إلا بأيدي شجعانكم والمانعين
الدمار منكم فإن الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفون براياتهم
ويكتنفونها حفافيها ووراء‌ها وأمامها لايتأخرون عنها فيسلموها ولا يتقدمون
عليها فيفردوها .
أجزأ امرء قرنه وآسى أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه
قرنه وقرن أخيه .
وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لاتسلموا من سيف الآخرة أنتم
لهاميم الهرب والسنام الاعظم إن في الفرار مجدة الله والذل اللازم والعار
الباقي وإن الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه .
من رائح إلى الله كالظمآن يرد الماء ؟ الجنة تحت أطراف العوالي اليوم تبلى


672 - رواه السيد الرضي رضوان الله عليه في المختار :(121)من كتاب نهج البلاغة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه