بحار الأنوار ج4

(ابواب أسمائه تعالى )
(وحقائقها وصفاتها ومعانيها )

(باب 1 ) (المغايرة بين الاسم والمعنى وان المعبود هو

المعنى والاسم حادث )

1 - ج : عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فسأله
رجل فقال : أخبرني عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء وصفات في كتابه ؟ وهل أسماؤه
وصفاته هي هو ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : إن لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول هي هو
أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك ، وإن كنت تقول هذه الاسماء والصفات لم تزل
فإنما لم تزل محتمل معنيين(1)فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو يستحقها(2)فنعم
وإن كنت تقول : لم يزل صورها وهجاؤها(3)وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه
شئ غيره بل كان الله تعالى ذكره ولا خلق ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها
إليه ويعبدونه وهي ذكره ، وكان الله سبحانه ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم
الذي لم يزل ، والاسماء والصفات مخلوقات(4)والمعني بها هو الله الذي لا يليق به
الاختلاف ولا الايتلاف ، وإنما يختلف ويأتلف المتجزي ، ولا يقال له : قليل ولاكثير ،(5)
ولكنه القديم في ذاته لان ما سوى الواحد متجزئ ، والله واحد لا متجزئ ولا متوهم
بالقلة والكثرة ، وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دال على خالق له
فقولك : إن الله قدير خبرت أنه لا يعجزه شئ فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز


(1)في نسخة : فان لم تزل محتمل معنيين .
(2)في الكافي والتوحيد : وهو مستحقها
(3)في الكافى والتوحيد : لم يزل تصويرها وهجاؤها .
(4)في التوحيد : والصفات مخلوقات المعانى . وفى الكافى : والاسماء والصفات مخلوقات
والمعانى .
(5)في التوحيد والكافي : فلا يقال : الله مؤتلف ، ولا الله كثير ، ولا قليل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه