بحار الأنوار ج48

وعن محمد بن أبي الحسناء أنه أجاع السباع ثم ألقاه إليها فأكلته .
وعن عبدالله بن عمر العمري قال : دعينا لمناظرة يحيى بن عبدالله بحضرة
الرشيد فجعل يقول له : يايحيى اتق الله وعرفني أصحابك السبعين لئلا ينتقض
أمانك ؟ ، وأقبل علينا فقال : إن هذا لم يسم أصحابه ، فكلما أردت أخذ إنسان
يبلغني عنه شئ أكرهه ، ذكر أنه ممن أمنت .
فقال يحيى : ياأمير المؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الامان
أفتريد أن أدفع إليك قوما تقتلهم معي لا لا يحل في هذا قال : ثم خرجنا ذلك اليوم
ودعانا له يوما آخر فرأيته أصفر اللوم متغيرا فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه فقال :
ألا ترون إليه لايجيبني ! ؟ فأخرج إلينا لسانه قد صار أسود مثل الحممة(1)يرينا
أنه لايقدر على الكلام فاستشاط الرشيد وقال : إنه يريكم أني سقيته السم ووالله
لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا ، ثم خرجنا من عنده ، فما صرنا في وسط
الدار حتى سقط على وجهه لآخر ما به .
وعن إدريس بن محمد بن يحيى كان يقول : قتل جدي بالجوع والعطش في
الحبس .
وعن الزبير بن بكار عن عمه أن يحيى لما أخذ من الرشيد المأتي الالف
الدينار قضى بها دين الحسين صاحب فخ ، وكان الحسين خلف مأتي ألف دينار دينا
وقال : خرج مع يحيى عامر بن كثير السراج(2)وسهل بن عامر البجلي ، و


(1)الحممة : الفحم والرماد وكل مااحترق بالنار جمع حمم .
(2)عامر بن كثير السراج ذكره البرقى في رجاله ص 8 من أصحاب الحسين السبط
عليه السلام وكان من دعاته وقد تبعه غيره في ذلك وذكره النجاشى والعلامة وانه زيدى كوفى
وتوقف العلامة في روايته ، أقول لقدوهم البرقى في عده من أصحاب الحسين السبط ع والصواب
انه من أصحاب الحسين صاحب فخ وربما يؤيد ذلك قوله : وكان من دعاته ، وقد صرح
بصحابته للحسين صاحب فخ أبوالفرج في مقاتله ص 484 فلاحظ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه