بحار الأنوار ج82

وقال في الذكرى : ويجوز أن يقول فيها هنا(وسلام على المرسلين)ذكر
ذلك جماعة من الاصحاب منهم المفيد وابن البراج وابن زهرة ، وسئل عنه الشيخ
نجم الدين في الفتاوى فجوزه لانه بلفظ القرآن ، ولورود النقل انتهى .
أقول : قد عرفت خلو ما وصل إلينا من النصوص عنه ، ثم إن الاصحاب
ذكروا أن أفضل القنوت كلمات الفرج . ولم أره مرويا إلا في قنوت الجمعة وقنوت
الوتر ، ونسبه بعضهم إلى الرواية .
قال في الذكرى : أفضل ما يقال فيه كلمات الفرج قال ابن إدريس : وروي أنها
أفضله ، وقد ذكره الاصحاب ، وفي المبسوط والمصباح هي أفضل ، وروى سعد بن
أبي خلف(1)عن الصادق عليه السلام قال : يجزيك في القنوت(اللهم اغفرلنا وارحمنا
وعافنا واعف عنا في الدنيا والاخرة إنك على كل شئ قدير)وفي النهاية أدناه
(رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك الاعز الاكرم)وعن أبي بصير(2)قال :
سألته عن أدنى القنوت ، فقال : خمس تسبيحات ، وقال ابن أبي عقيل والجعفي
والشيخ : أقله ثلاث تسبيحات .
واختار ابن أبي عقيل الدعاء بما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام في القنوت اللهم
إليك شخصت الابصار ، ونقلت الاقدام ، ورفعت الايدي ، ومدت الاعناق ، وأنت
دعيت بالالسن ، وإليك سرهم ونجواهم في الاعمال ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا
بالحق وأنت خير الفاتحين ، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا وقلة عددنا ، وكثرة
عدونا ، وتظاهر الاعداء علينا ، ووقوع الفتن بنا ، ففرج ذلك اللهم بعدل تظهره ،
وإمام حق تعرفه إله الحق آمين رب العالمين .
قال : وبلغني أن الصادق عليه السلام كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعد كلمات
الفرج ، قال ابن الجنيد : وأدناه رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، قال : والذي
استحب فيه ما يكون فيه حمدالله وثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله


(1)التهذيب ج 1 ص 159 .
(2)التهذيب ج 1 ص 225 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه