بحار الأنوار ج49

فقال له في الدعاء له : ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
ستة آباؤهم من هم * أفضل من يشرب صوب الغمام
وذكر المدائني ، عن رجاله قال : لما جلس الرضا عليه السلام في الخلع بولاية
العهد ، فأقام بين يديه الخطباء والشعراء وخففت الالوية على رأسه ، فذكر عن
بعض من حضر ممن كان يختص بالرضا عليه السلام أنه قال : كنت بين يديه في ذلك
اليوم فنظر إلي وأنا مستبشر بما جرى ، فأومأ إلي أن ادن ، فدنوت منه ، فقال لي
من حيث لا يسمعه غيري : لا تشغل قلبك بهذا الامر ، ولا تستبشر له ، فانه شئ لا يتم .
وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي فلما دخل عليه
قال : إني قد قلت قصيدة فجعلت على نفسي أن لا أنشدها على أحد قبلك ، فأمره
بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال له : هاتها ، قال : فأنشده قصيدته التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
حتى أتى آخرها ، فلما فرغ من إنشادها قام الرضا عليه السلام فدخل إلى
حجرته ، وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار ، وقال لخادمه : قل له :
استعن بهذه في سفرك ، وأعذرنا ، فقال له دعبل : لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت
ولكن قل له : اكسني ثوبا من أثوابك ، وردها عليه ، فردها الرضا عليه السلام فقال له :
خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه ، فخرج دعبل حتى ورد قم فلما رأوا الجبة معه
أعطوه فيها ألف دينار فأبى عليهم فقال : لا والله ولا خرقة منها بألف دينار .
ثم خرج من قم فاتبعوه فقطعوا عليه الطريق وأخذوا الجبة ورجع إلى قم
فكلمهم فيها فقالوا : ليس إليها سبيل ، ولكن إن شئت فهذه ألف دينار ، وقال لهم :
وخرقة منها فأعطوه ألف دينار وخرقة منها(1).
بيان :(الخلع)بكسر الخاء وفتح اللام جمع الخلعة ، وخفق الالوية تحركها
واضطرابها .


(1)ارشاد المفيد ص 291 293 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه