بحار الأنوار ج43

كنت واقفا بيد يدي رسول الله أسكب الماء على يديه إذا دخلت فاطمة وهي تبكي ، فوضع
النبي صلى الله عليه واله يده على رأسها وقال : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ياحورية ، قالت :
مررت على ملاء من نساء قريش وهن مخضبات ، فلما نظرن إلي وقعوا في وفي ابن
عمي فقال لها : وما سمعتي منهن ؟ قالت : قلن : كان قد عز على محمد أن يزوج إبنته
من رجل فقير قريش وأقلهم مالا ، فقال لها : والله يا بنية مازوجتك ولكن الله
زوجك من علي فكان بدوه منه .
وذلك أنه خطبك فلان وفلان فعند ذلك جعلت أمرك إلى الله تعالى وأمسكت
عن الناس ، فبينا صليت يوم الجمعة صلاة الفجر إذ سمعت حفيف الملائكة ، وإذا
بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفا من الملائكة متوجين ، مقرطين ، مدملجين(1)
فقلت : ماهذه القعقة من السماء يا أخي جبرئيل ؟ فقال : يا محمد إن الله عزوجل
اطلع إلى الارض اطلاعة ، فاختار منها من الرجال علينا عليه السلام ومن النساء فاطمة
عليها السلام ، فزوج فاطمة من علي ، فرفعت رأسها وتبسمت بعد بكائها ، وقالت
رضيت بما رضي الله ورسوله .
فقال صلى الله عليه واله : ألا أزيدك يا فاطمة في علي رغبة ؟ قالت : بلى ، قال : لايرد
على الله عزوجل ركبان أكرم منا أربعة : أخي صالح على ناقته ، وعمي حمزة
على ناقتي الضباء ، وأنا على البراق ، وبعلك علي بن أبيطالب على ناقة من
نوق الجنة .
فقالت : صف لي الناقة من أي شئ خلقت ؟ قال : ناقة خلقت من نور الله
عزوجل ، مد بجة الجنين ، صفراء ، حمراء الرأس ، سوداء الحدق ، قوائمها
من الذهب ، خطامها من اللؤ لؤ الرطب ، عيناها من الياقوت ، وبطنها من
الزبرجد الاخضر . عليها قبة من لؤ لوء‌ة بيضاء ، يرى باطنها من ظاهرها ، و
ظاهرها من باطنها ، خلقت من عفو الله عزوجل .


(1)أى كان على رؤوسهم التاج وفى اذنهم القرط وفى معصمهم الدملوج وهو حلى
يلبس في المعصم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه