بحار الأنوار ج42

*(قصة أبى البقاء قيم مشهد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام)*
8 - وفي سنة إحدى وخمس مائة بيع الخبز بالمشهد الشريف الغروي كل
رطل بقيراط ، بقي أربعين يوما ، فمضى القوام من الضر على وجوههم إلى القرى ،
وكان من القوام رجل يقال له أبوالبقاء بن سويقه ، وكان له من العمر مائة وعشر
سنين ، فلم يبق من القوام سواه ، فأضربه الحال ، فقالت له زوجته وبناته : هلكنا
امض كما مضى القوام فلعل الله تعالى يفتح شيئا(1)نعيش به ، فعزم على المضي ،
فدخل إلى القبة الشريفة صلوات الله على صاحبها وزار وصلى ، وجلس عند رأسه
الشريف وقال : يا أميرالمؤمنين لي في خدمتك مائة سنة ما فارقتك ، ما رأيت الحلة و
ما رأيت السكون(2)، وقد أضر بي وبأطفالي الجوع ، وها أنا مفارقك ويعز علي
فراقك ، أستودعك(3)هذا فراق بيني وبينك . ثم خرج ومضى مع المكارية حتى
يعبر إلى الوقف وسوراء(4)، وفي صحبته وهبان السلمي وأبوكردان(5)وجماعة
من المكارية طلعوا من المشهد بليل ، وأقبلوا(6)إلى أبي هبيش قال بعضهم لبعض :
هذا وقت كثير ، فنزلوا ونزل أبوالبقاء معهم ، فنام فرأى في منامه أميرالمؤمنين -
عليه السلام وهو يقول له : يا أبا البقاء فارقتني بعد طول هذه المدة ؟ عد إلى حيث كنت ،
فانتبه باكيا فقيل له : ما يبكيك ؟ فقص عليهم المنام ورجع ، فحيث رأينه بناته


(1)في المصدر : بشئ .
(2)في المراصد : سكن - بالفتح ثم الكسر - موضع بارض الكوفة ، في المصدر : ما رأيت
الحلة ولا السكون
(3)في المصدر : استودعك الله .
(4)قال في المراصد : الوقف موضع تحت سوراء من بلاد الحلة المزيدية . وسوراء مدينة
قرب الحلة لها نهر ينسب إليها .
(5)في المصدر : ابوكردى .
(6)" : فلما اقبلوا . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه