بحار الأنوار ج39

بالوصية ، فأعاد علي عليه السلام سلامه عليهم فقالوا كلهم : وعليك وعلى محمد منا
السلام ، نشهد بأنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد صلى الله عليه وآله .
قال سلمان : فلما سمع القوم أخذوا بالبكاء وفزعوا واعتذروا إلى أمير المؤمنين
عليه السلام ، وقاموا كلهم إليه يقبلون رأسه ويقولون : قد علمنا ما أراد رسول الله
ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرة المؤمنين ، وشهدوا له بالولاية بعد محمد صلى الله عليه وآله ، ثم جلس
كل واحد مكانه من البساط وجلس علي عليه السلام في وسطه ، ثم حرك شفتيه فاختلج البساط
فلم ندر كيف مر بنا في البر أم في البحر حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله
صلى الله عليه وآله ، قال : فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : كيف رأيتم أبا بكر(1)؟
قالوا : نشهد يارسول الله كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : الله أكبر لاتقولوا : " سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون "
ولا تقولوا يوم القيامة : " إنا كنا عن هذا غافلين " والله لئن فعلتم لتهتدون " وما
على الرسول إلا البلاغ المبين " وإن لم تفعلوا تختلفوا ، ومن وفى وفى الله له ، ومن
يكتم ماسمعه فعلى عقبيه ينقلب ولن يضر الله شيئا ، أفبعد الحجة والمعرفة والبينة
خلف ؟ ! والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته فبايعوه و
أطيعوه بعدي ، ثم تلا هذه الآية " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
الامر منكم(2)" يعني علي بن أبي طالب ، قالوا : يا رسول الله قد بايعناه وشهد علينا
أهل الكهف ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن صدقتم فقد اسقيتم ماء غدقا وأكلتم من فوقكم
ومن تحت أرجلكم ، أو يلبسكم شيعا(3)وتسلكون طريق بني إسرائيل ، فمن تمسك
بولاية علي لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض .
قال سلمان : والقوم ينظر بعضهم إلى بعض ، فأنزل الله هذه الآية في ذلك
اليوم " ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب(4)" قال سلمان


(1)في المصدر : كيف رأيتم يا أبابكر .
(2)سورة النساء : 59 .
(3)أي وإن لم تصدقوا يلبسكم شيعا .
(4)سورة التوبة : 78 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه