بحار الأنوار ج25

عليه شئ من عالم الملك والملكوت ، ويعطى منطق الطير عند ولايته .
فهذا الذي يختاره الله لوحيه ويرتضيه لغيبه ويؤيده بكلمته ويلقنه حكمته و
يجعل قلبه مكان مشيته وينادى له بالسلطنة ويذعن له بالامرة(1) ويحكم له بالطاعة
وذلك لان الامامة ميراث الانبيآء ومنزلة الاصفيآء وخلافة الله وخلافة رسل الله
فهي عصمة وولاية وسلطنة وهداية ، وإنه تمام الدين ورجح الموازين .
الامام دليل للقاصدين ومنار للمهتدين وسبيل السالكين وشمس مشرقة في قلوب
العارفين ، ولايته سبب للنجاة وطاعته مفترضة في الحياة وعدة(2) بعد الممات ، وعز
المؤمنين وشفاعة المذنبين ونجاة المحبين وفوز التابعين ، لانها رأس الاسلام وكمال
الايمان ومعرفة الحدود والاحكام وتبيين الحلال(3) من الحرام ، فهي مرتبة لا ينالها إلا
من اختاره الله وقدمه وولاه وحكمه .
فالولاية هي حفظ الثغور وتدبير الامور وتعديد الايام والشهور(4) الامام الماء
العذب على الظمأ ، والدال على الهدى ، الامام المطهر من الذنوب ، المطلع على
الغيوب ، الامام هو الشمس الطالعة على العباد بالانوار فلا تناله الايدي والابصار
وإليه الاشارة بقوله تعالى : " فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين "(5) والمؤمنون علي و
عترته ، فالعزة للنبي وللعترة ، والنبي والعترة لا يفترقان في العزة إلى آخر الدهر .
فهم رأس دائرة الايمان وقطب الوجود وسمآء الجود وشرف الموجود وضوء شمس
الشرف ونور قمره وأصل العز والمجد ومبدؤه ومعناه ومبناه ، فالامام هو السراج
الوهاج والسبيل والمنهاج والماء الثجاج والبحر العجاج والبدر المشرق والغدير


(1) الامرة بالكسر : الامارة والولاية .
(2) العدة : ما اعددته لحوادث الدهر من مال وسلاح .
(3) في نسخة : وسنن الحلال .
(4) في نسخة : وهى بعده الايام والشهورولعله مصحف : وهى بعدد الشهور .
(5) المنافقون : 8 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه