بحار الأنوار ج41

الاشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصي ، حتى استقلت الشمس وقام قائم الظهيرة
وعلي عليه السلام يقول لاصحابه : حتى متى نخلي بين هذين الحيين ؟ قد فنينا(1)و
أنتم وقوف تنظرون ، أما تخافون مقت الله ؟ ثم انفتل(2)إلى القبلة ورفع يديه إلى
الله عزوجل ثم نادى " يا الله يا رحمن يا واحد يا صمد(3)يا الله يا إله محمد ، إليك
اللهم(4)نقلت الاقدام ، وأفضت القلوب ، ورفعت الايدي ، ومدت الاعناق ، و
شخصت الابصار ، وطلبت الحوائج ، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا ، وكثرة
عدونا ، وتشتت أهوائنا ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
سيروا على بركة الله " ثم نادى : لا إله إلا الله والله أكبر كلمة التقوى ، قال : فلا
والذي بعث محمدا نبيا(5)ما سمعنا برئيس قوم منذ خلق السماوات والارض أصاب
بيده في يوم واحد ما أصاب ، إنه قتل فيما ذكر العادون زيادة على خمس مائة من
أعلام العرب ، يخرج بسيفه منحنيا فيقول : معذرة إلى الله وإليكم من هذا ، لقد
هممت أن أفلقه ولكن يحجزني عنه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لا
سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " وأنا أقاتل به دونه ، قال : فكنا نأخذه و
نقومه ، ثم يتناوله من أيدينا فيتقحم به عرض الصف ، فلا والله ماليث بأشد نكاية منه
في عدوه(6).
وقال في موضع آخر : روى أبوعبيدة أن عليا عليه السلام استنطق الخوارج بقتل
عبدالله بن خباب فأقروا به ، فقال : انفردوا كتائب لاسمع قولكم كتيبة كتيبة ،
فتكتبوا كتائب وأقرت كل كتيبة بمثل ما أقرت به الاخرى من قتل ابن خباب


(1)في المصدر و(خ): قد فنيا .
(2)" : ثم استقبل .
(3)" : يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد .
(4)" : اللهم اليك .
(5)" : بالحق نبيا .
(6)شرح النهج 1 : 220 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه