بحار الأنوار ج42

قد نفد عمري لا ينبغي أن أحرم قومي(1)عطاهم ، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج
فلما رآه قال له : لقد كنت احب أن أجد عليك سبيلا ، فقال له كميل : لا تصرف
على أنيابك ولا تهدم علي ، فوالله ما بقي من عمري إلا مثل كواهل الغبار ، فاقض
ما أنت قاض ، فإن الموعد الله ، وبعد القتل الحساب ، ولقد خبرني أميرالمؤمنين
عليه السلام أنك قاتلي ، فقال(2)له الحجاج : الحجة عليك إذا ، فقال له كميل : ذاك
إذا كان القضاء إليك ، قال : بلى قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان ، اضربوا عنقه
فضربت عنقه(3).
بيان : الصريف : صوت ناب البعير . وتهدم عليه غضبا : توعده ، وكواهل
الغبار : أوائله ، شبه عمره في سرعة انقضائه بالغبار وبقيته بأوائله ، فإن مقدم الغبار
يحدث بعد مؤخره ويسكن بعده ، أو شبه بقية العمر في سرعة انقضائه بأول ما
يحدث من الغبار ، فإنه يسكن قبل ما يحدث آخرا ، والاول أبلغ وأكمل . 13 - شى : عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن رجل من الانصار قال :
خرجت أنا والاشعث الكندي وجرير البجلي حتى إذا كنا بظهر الكوفة بالفرس
مر بنا ضب ، فقال الاشعث وجرير : السلام عليك يا أميرالمؤمنين - خلافا على علي
بن أبي طالب عليه السلام - - فلما خرج الانصاري قال لعلي عليه السلام ، فقال علي عليه السلام :
دعهما فهو إمامهما يوم القيامة ، أما تسمع إلى الله وهو يقول : " نوله ما تولى "(4).
14 - شى : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء
رجل إلى أبي فقال : ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي
يوم نزلت وفيمن نزلت ، قال : فسله فيمن نزلت : " ومن كان في هذه أعمى فهو في


(1)أى اسبب حرمانهم . وفى(ك): قوما .
(2)في المصدر : قال : فقال .
(3)الارشاد : 154 و 155 .
(4)تفسير العياشى : ج 1 ص 275 ، والاية في سورة النساء : 114 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه