بحار الأنوار ج70

أحسن ، لان فيها قطع عذر الكافرين ، وإزالة شبههم .
وأما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه
وبين باطل من تجادله ، وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم
لانك مثله : جحد هو حقا وجحدت أنت حقا آخر .
قال : فقام إليه رجل فقال : يا ابن رسول الله أفجادل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فقال الصادق عليه السلام : مهما ظننت برسول الله صلى الله عليه وآله : مهما ظننت برسول الله صلى الله عليه وآله من شئ فلا تظن به مخالفة الله
أو ليس الله تعالى قال : وجادلهم بالتي هي أحسن وقال : قل يحييها الذي
أنشأها أول مرة لمن ضرب الله مثلا ، أفتظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله خالف ما أمره
الله به ، فلم يجادل بما أمره الله ، ولم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به(1).
وروى أبوعمرو الكشي باسناده عن عبدالاعلى قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : إن الناس يعيبون علي بالكلام وأنا أكلم الناس ، فقال : أمامثلك
من يقع ثم يطير فنعم ، وأما من يقع ثم لا يطير ، فلا(2).
وروى أيضا باسناده عن الطيار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : بلغني أنك
كرهت مناظرة الناس ، فقال : أما مثلك فلا يكره من إذا طار يحسن أن يقع ، وإن
وقع يحسن أن يطير ، فمن كان هكذا لا نكرهه(3).
وباسناده أيضا عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ما فعل
ابن الطيار ؟ قال : قلت : مات ، قال : رحمه الله ، ولقاه نضرة وسرورا ، فقد كان
شديد الخصومة عنا أهل البيت(4).
وباسناده ايضا عن أبي جعفر الاحول عن ابي عبدالله عليه السلام قال : ما فعل ابن
الطيار ؟ فقلت : توفي ، فقال : رحمه الله . ادخل الله عليه الرحمة والنضرة ، فانه كان
يخاصم عنا أهل البيت(5).


(1)تفسير الامام العسكرى ص 242 و 243 .
(2)رجال الكشى ص 271 .
(53)رجال الكشى ص 298 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه