ضاظ روي : الكبر رداء الله من نازع الله رداه قصمه ، وروي أن ملكين
موكلين بالعباد فمن تواضع رفعاه ، ومن تكبر وضعاه ، وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالامس نطفة وهو غدا
جيفة ، والعجب كل العجب لمن شك في الله ، وهو يرى الخلق ، والعجب لمن
أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم وليلة ، ولم يذكر الاخرة وهو يرى
النشأة الاولى ، ولمن عمل لدار الفناء ، وهو يرى دار البقاء .
12 - مص : قال الصادق عليه السلام : التواضع أصل كل خير نفيس ومرتبة رفيعة
ولو كان للتواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيات العواقب
والتواضع مايكون في الله ، ولله ، وما سواه مكر ، ومن تواضع لله شرفه الله على
كثير من عباده .
ولاهل التواضع سيماء يعرفها أهل السماء من الملائكة وأهل الارض من
العارفين قال الله عزوجل : وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم (1)
وأصل التواضع من جلال الله وهيبته وعظمته ، وليس لله عزوجل عبادة يقبلها
ويرضاها إلا وبابها التواضع ، ولايعرف مافي معنى حقيقة التواضع إلا المقربون
المستقلين(2)بوحدانيته قال الله عزوجل : وعباد الرحمن الذين يمشون على
الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (3)وقد أمر الله عزوجل أعز
خلقه وسيد بريته محمدا صلى الله عليه وآله بالتواضع ، فقال عزوجل : واخفض جناحك لمن
اتبعك من المؤمنين (4)والتواضع مزرعة الخشوع والخضوع والخشية والحياء
وإنهن لا يأتين إلا منها وفيها ، ولا يسلم الشرف التام الحقيقي إلا للمتواضع في
ذات الله تعالى(5).
13 - كش : قال أبوالنصر : سألت عبدالله بن محمد بن خالد ، عن محمد بن مسلم
فقال : كان رجلا شريفا موسرا فقال أبوجعفر عليه السلام : تواضع يا محمد فلما انصرف
(1)الاعراف : 46 .(2)في المصدر : المتصلين .
(3)لقمان : 63(4)الشعراء : 215 .
(5)مصباح الشريعة ص 38 .