بحار الأنوار ج35

الاول : أن نزول تلك الآية بعد هذا الدعاء الذي علمة الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدل على
أنها مودة خاصة به ، ليس كمودة سائر الصالحين ، وهذه فضيلة اختص بها ، ليس لغيره
مثلها ، فهو إمامهم ، لقبح تفضيل المفضول ، وأيضا ظواهر أكثر الاخبار في هذا الباب تدل
على أن حبه عليه السلام من لوازم الايمان وأركانه ودعائمه .
الثاني : أن(الصالحات)جمع مضاف(1)يفيد العموم ، فيدل على عصمته عليه السلام و
هي من لوازم الامامة .
الثالث : أن بغض الفاسقين لفسقهم واجب ، فكون حبه في قلوب جميع المؤمنين و
إخباره تعالى أنه سيجعل ذلك على وجه التشريف يدل على عصمته ويدل على إمامته ،
وكل منها وإن سلم أنه لم يصلح لكونه دليلا فهو يصلح لتأييد الدلائل الاخرى .

(باب 15) (قوله تعالى :(وهو الذى خلق من الماء بشرا

فجعله نسبا وصهرا )

1 - فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى :(هو
الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا)قال : خلق الله نطفة بيضاء مكنونة ، فجعلها
في صلب آدم ، ثم نقلها من صلب آدم إلى ثلب شيث ، ومن صلب شيث إلى صلب أنوش ،
ومن صلب أنوش إلى صلب قينان ، حتى توارثتها كرام الاصلاب ومطهرات الارحام ،
حتى جعلها الله في صلب عبدالمطلب ، ثم قسمها نصفين : فألقى نصفها إلى صلب عبدالله
ونصفهاإلى صلب أبي طالب ، وهي سلالة ،(2)فولد من عبدالله محمد صلى الله عليه وآله ومن أبي طالب


(1)أى مضاف باللام ، وقد ثبت في محله أن الجمع المحلى باللام يفيد العموم * أقول : أو المراد
أن الالف واللام عوض عن المضاف إليه والاصل صالحات الاعمال(ب).
* الفرقان : 54 .
(2)السلالة : الخلاصة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه