بحار الأنوار ج45

بطعام ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا
فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : ياأخي إنا نرجوأن نكون قدأمنا
ليلتنا هذه ، فتعال حتى اعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن
يفرق الموت بيننا ، ففعل الغلامان ذلك واعتنقا وناما فلما كان في بعض الليل أقبل
ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا فقالت العجوز : من هذا ؟ قال
أنافلان ، قالت : ماالذي أطرقك هذه الساعة ؟ وليس هذا لك بوقت ؟ قال : ويحك !
افتحي الباب قبل أن يطير عقلي ، وتنشق مرارتي في جوفي ، جهد البلاء قد نزل
بي ، قالت : ويحك ماالذي نزل بك ؟ قال : هرب غلامان صغيران من عسكرعبيد
الله بن زياد فنادى الامير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله ألف د رهم
ومن جاء برأسهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شئ
فقالت العجوز : ياختني احذر أن يكون محمد خصمك في القيامة ى ، قال لها :
ويحك إن الدنيا محرص عليها ، فقالت : وماتصنع بالدنيا وليس معها آخرة
قال : إني لاراك تحامين عنهما كأن عندك من طلب الامير شئ فقومي فان
الامير يدعوك ، قالت : ومايصنع الامير بي وإنما أنا عجوز في هذه البرية قال :
إنمالي(الطلب)افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح ، فاذا أصبحت بكرت في
أي الطريق آخذ في طلبهما ، ففتحت له الباب وأتته بطعام وشراب ، فأكل وشرب
فلماكان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف البيت فأقبل يهيج
كمايهيج البعير الهائج ، ويخور كمايخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت حتى
وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل
فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ، ويقول : ثم ياحبيبي فقد والله وقعنا
فيماكنا نحاذره
قال لهما : من أنتما ؟ قالاله : ياشيخ إن نحن صدقناك فلنا الامان ؟ قال :
نعم ، قالا : أمان الله وأمان رسوله وذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم ، قالا :
ومحمدبن عبدالله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم ، قالا : والله على مانقول وكيل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه