بحار الأنوار ج20

أبوسفيان الخروج ، وقدم نعيم بن مسعود الاشجعي مكة ، فقال له أبوسفيان : إني قد واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي ببدر ، وقد جاء ذلك الوقت ، وهذا عام
جدب ، وإنما يصلحنا عام خصب ، وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج ، فيجترئ علينا ،
فنجعل لك فريضة(1)يضمنها لك سهيل بن عمر وعلي أن تقدم المدينة وتعوقهم
عن الخروج ، فقدم المدينة وأخبرهم بجمع أبي سفيان وما معه من العدة والسلاح
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسى بيده لاخرجن وإن لم يخرج معي أحد ، واستخلف على المدينة عبدالله بن رواحة ، وحمل لواء‌ه علي عليه السلام وسار معه ألف و
خمسمائة ، والخيل عشرة أفراس ، وخرجوا ببضائع لهم وتجارات ، وكانت بدر الصغرى
مجتمعا تجتمع فيه العرب وسوقا يقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان تخلوا منه ، ثم تتفرق الناس إلى بلادهم ، فانتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة ، وقامت السوق
صبيحة الهلال ، فأقاموا بها ثمانية أيام وباعوا تجارتهم فربحوا للدرهم درهما و
انصرفوا ، وقد سمع الناس بمسيرهم ، وخرج أبوسفيان من مكة في قريش وهم
ألفان ، ومعه خمسون فرسا حتى انتهوا إلى مر الظهران ، ثم قال : ارجعوا فإنه
لا يصلحنا إلا عام خصب يرعى فيه الشجر ، ويشرب فيه اللبن ، وهذا عام جذب ،
فسمى أهل مكة ذلك الجيش جيش السويق ، يقولون : خرجوا يشربون السويق ،
فقال صفوان بن أمية لابي سفيان : قد نهيتك أن تعد القوم قد اجترؤا علينا ورأونا
قد أخلفناهم ، ثم أخذوا في الكيد والتهيؤ لغزوة الخندق ، وفيها رجم رسول الله
صلى الله عليه وآله اليهودي واليهودية في ذي القعدة ، ونزل قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما
أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " وفيها حرمت الخمر ، وجملة القول في تحريم الخمر
أن الله تعالى أنزل في الخمر أربع آيات نزلت بمكة : " ومن ثمرات النخيل و
الاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا(2)" فكان المسلمون يشربونها وهي لهم
حلال يومئذ ، ثم نزلت في مسألة عمر ومعاذ بن جبل : " يسألونك عن الخمر و
______________________________
(1)في المصدر والامتاع : عشرين فريضة .
(2)النحل : 67 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه