بحار الأنوار ج102

البرهان قوي النفس زكي القلب جمع بين المرتية العالية : الفضل الكامل ، والزهد
الشامل وبالجملة هو من أعاجيب الازمنة والدهور ، وأغاريب الآونة والعصور ، كان رئيس الطائفة العامة ورأس الفرقة الناجية حامي الدين دافع شبه الملحدين عديم
المماثل ، فقد المعادل ، لم نر منه تأليفا وتصنيفا لكن سمعت له حواش متفرقة على
كتب العلوم ، أقام الجمعة بإصبهان أعواما كثيرة وصار في آخر عمره شيخ الاسلام
متكلفا .
وثبت عنه - ره - أنه كان في زمان الشاه سلطان حسين وزير مريم بيگم عمة السلطان
ولما تسلط المحمود الافغاني علي اصبهان أخذته الافاغنة وعذبوه وضربوه لاخذ
الاموال عنه ، وكان ذلك مؤثرا عظيما في إصلاح حاله وميله من جنبة الدنيا إلى
جنبة الآخرة ، كان - ره - يقول : تأثير ذلك في قلبي وإصلاح حالي كان كتأثير
شرب الاسصل الصيني في البدن لاصلاح المزاج .
ومن قوة نفسه أن النادر كان في أوائل حاله مصرا على قتل الروم ، ونهب
أموالهم على أنهم كفرة مستخفون ، وكان يستفتي في ذلك العلماء ، ولما ورد اصبهان
استفتى في ذلك عن السيد وكان رأيه عدم جواز ذلك فأجاب عنه بمقتضى رأيه فعظم
ذلك على النادر فلما رأي السيد ذلك اعترضه ، فقال : إن عظم ذلك عليك فلسنا مفتين
بخلاف الحق ونخرج عن تحت أمرك ونخرج إلى بلد ، فتحمل النادر ذلك ولم
يرد عليه مع شدة بأسه وصولته .
قلت : وقد صرح السيد المعظم في إجازته للسيد السند صدرالدين محمد الرضوي
وهي موجودة عندي بخطه الشريف بعد ذكركتب جده وأبيه : وكل ما أفرغته في
قالب التصنيف أو نظمته في سمط التأليف ، كحاشية شرح اللمعة ، ومعالم الاصول ،
و خزاين الجواهر في أعمال السنة ، وهو غير مقصور على ذكرالاعمال بل منطو على
ذكر المسائل المتعلقة بها وتنقيحها كمسائل الصوم ، وتحقيق ليلة القدر ، وحل الشبهة
المتعلة بها وبغيرها وقد خرج منها أكثرها ، وكتاب سبع المثاني في زيارة الغرى و
الحاير وبغداد وسرمن رأى صلوات الله على مشرفيها ، ووسيلة النجاح في الزيارات

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه