بحار الأنوار ج16

الله تعالى إليه لما أطاعني بذبح ولده كثرت ذريته ، والحبيب صلى الله عليه واله لما ابتلي أيضا بذبح
ابنه الحسين عليه السلام كثرت أولاده ، وصل الخليل إلى الجليل بالواسطة : " وكذلك نري
إبراهيم(1)" ووصل الحبيب صلى الله عليه واله بلا واسطة : " ثم دنا فتدلى(2)" أراد الخليل عليه السلام
رضا الملك في رفع الكعبة : " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت(3)" وأراد الله القبلة في
رضا الحبيب : " فلنولينك قبلة ترضاها(4)" كان الابتلاء للخليل أولا ، والاجتباء
آخرا : " واذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات(5)" والحبيب صلى الله عليه واله ابتداء‌ه بشارة : " ليظهره
على الدين(6)" سأل الخليل : " واجنبني وبني أن نعبد الاصنام(7)" وقال للحبيب
صلى الله عليه وآله : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس(8)" الخليل من يخالك ، و
الحبيب من تخاله(9)، فلا جرم " ولسوف يعطيك ربك فترضى(10)" الخليل : المريد ،
والحبيب : المراد ، الخليل : عطشان ، والحبيب : ريان .
قال صاحب العين : مخرج الحاء أقصى من مخرج الخاء بدرجة ، فإن الخاء من
الحلق ، والحاء من الفؤاد ، فإذا ذكرت الخليل لم تملا فاك ، لانه من الحلق ، وإذا
ذكرت الحبيب ملات فاك وقلبك ، لانه من الفؤاد ، قالوا : أظهر الله الخليل ، ولم يظهر
الحبيب ، الجواب أنه أظهر المحبة لمتبعيه ، فكيف المتبوع : قوله : " إن كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله(11)" .
يعقوب : كان له اثنا عشر ابنا ، ومحمد كان له اثنا عشر وصيا ، وجعل الاسباط من
سلالة صلبه . ومريم بنت عمران من بناته ، والهداة في ذريته(12).
قوله : " ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب(13)" و


(1)الانعام : 75 .(2)النجم : 8 .
(3)البقرة : 127 .(4)البقرة : 144 .
(5)البقرة : 124 .(6)التوبة : 33 . والفتح : 28 . الصف : 9 .
(7)ابراهيم : 35 .(8)الاحزاب : 33 .
(9)خاله : صادقه وآخاه .(10)الضحى : 5 .
(11)آل عمران : 31 .(12)في المصدر : والهداية في ذريته .
(13)العنكبوت : 27 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه