بحار الأنوار ج24

بكلام سررتني به ، ثم إنه نزع لك بكلام فوليت عنه هاربة تولولين ، فقالت :
إن عليا والله أخبرني بالحق ، وبما أكتمه من زوجي منذولى عصمتي ومن أبوي
فعاد عمرو إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فأخبره بما قالت له المرأة ، وقال له فيما يقول :
ما أعرفك بالكهانة ، فقال له علي عليه السلام : ويلك إنها ليست بالكهانة مني ، ولكن
الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ، فلما ركب الارواح في أبدانها كتب
بين أعينهم : كافر ومؤمن ، وماهم به مبتلين ، وماهم عليه من سيئ عملهم وحسنه
في قدر اذن الفارة ، ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه صلى الله عليه وآله فقال :(إن في ذلك
لآيات للمتوسمين)فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم ، ثم أنا من بعده ، والائمة من
ذريتي هم المتوسمون ، فلما تأملت عرفت مافيها وما هي عليه بسيمائها(1).
بيان : السلفع : الضخابة ، البذية السيئة الخلق ، ذكره الفيروزآبادي
وقال : سلقه بالكلام : آذاه ، وفلانا : طعنه ، ولم يذكر هذا البناء ، وكذا لم يذكر
السلسع الذي في الخبر الآتي ، قوله : نزع لك ، لعله على سبيل الاستعارة من
قولهم : نزع في القوس : إذامدها ، وفيما سيأتي نزغك ، من قولهم : نزغه كمنعه :
طعن فيه .
7 - كنز : روى الفضل بن شاذان باسناده عن رجاله عن عمار بن أبي مطروف(2)
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ما من أحد إلا ومكتوب بين عينيه : مؤمن
أو كافر ، محجوبة عن الخلائق إلا الائمة والاوصياء ، فليس بمحجوب عنهم ، ثم
تلا :(إن في ذلك لآيات للمتوسمين)ثم قال : نحن المتوسمون ، وليس والله
أحد يدخل علينا إلا عرفناه بتلك السمة(3).
8 - قب : عن أمير المومنين عليه السلام في قوله تعالى :(إن في ذلك لآيات
للمتوسمين)فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم ، والائمة من ذريتي المتوسمون إلى


(1)الاختصاص : 302 فيه فلما تأملتها .
(2)في نسخة من المصدر : عن عمرو بن ابى المقدام .
(3)كنز الفوائد : 125 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه