بحار الأنوار ج41


104(باب)(حسن خلقه وبشره وحلمه وعفوه واشفاقة وعطفه صلوات الله عليه)

1 - قب : مختار التمار عن أبي مطر البصري أن أمير المؤمنين عليه السلام مر بأصحاب
التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال : يا جارية ما يبكيك ؟ فقالت : بعثني مولاي بدرهم
فابتعت من هذا تمر افأتيتهم به فلم يرضوه ، فلما أتيته به أبى أن يقبله ، قال : يا عبدالله
إنها خادم وليس لها أمر ، فاردد إليها درهما وخذ التمر ، فقام إليه الرجل فلكزه ، فقال
الناس : هذا أمير المؤمنين ، فربا الرجل(1)واصفر وأخذ التمر ورد إليها درهمها
ثم قال : يا أمير المؤمنين ارض عني ، فقال : ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك . وفي
فضائل أحمد وإذا وفيت الناس حقوقهم .
ودعا عليه السلام غلاما مرارا فلم يجبه ، فخرج فوجده على باب البيت ، فقال :
ماحملك على ترك إجابتي ؟ قال : كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك ، فقال : الحمد لله
الذي جعلني ممن يأمنه خلقه ، امض فأنت حر لوجه الله .
وكان علي عليه السلام في صلاة الصبح فقال ابن الكواء من خلفه : " ولقد وحي
إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين(2)"
فأنصت علي عليه السلام تعظيما للقرآن حتى فرغ من الآية ، ثم عاد في قراء‌ته ، ثم أعاد
ابن الكواء الآية ، فأنصت علي عليه السلام أيضا ، ثم قرأ فأعاد ابن الكواء ، فأنصت
علي عليه السلام ثم قال : " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون(3)"
ثم أتم السورة وركع .
وبعث أمير المؤمنين عليه السلام إلى لبيد بن عطارد التميمي في كلام بلغه ، فمر


(1)أى أخذه الربو ؟ ، وهو علة تحدث في الرئة فتصير النفس صعبا .
(2)سورة الزمر : 65 .
(3)سورة الروم : 60 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه