بحار الأنوار ج10


(باب 20) (ما كتبه صلوات الله عليه للمأمون من محض

الاسلام وشرايع الدين وساير ماروى عنه عليه السلام من جوامع العلوم)

1 - ن : حدثنا عبدالواحد بن محمدبن عبدوس النيسابوري رضي الله عنه بنيسابور
في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري
عن الفضل بن شاذان قال : سأل المأمون علي بن موسى الرضا عليه السلام أن يكتب له محض
الاسلام على الايجاز والاختصار فكتب عليه السلام :
إن محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إلها واحدا أحدا
صمدا(1)قيوما سميعا بصيرا قديرا قديما باقيا ،(2)عالما لايجهل ، قادرا لايعجز ،
غنيا لايحتاج ، عدلا لايجور ، وإنه خالق كل شئ ، وليس كمثله شئ ، لاشبه له ولا
ضد له ولا كفوله ،(3)وأنه المقصود بالعبادة والدعاء والرغبة والرهبة ، وأن محمدا
صلى الله عليه وآله عبده ورسوله ، وأمينه وصفيه ، وصفوته من خلقه ، وسيدالمرسلين
وخاتم النبيين ، وأفضل العالمين ، لانبي بعده ، ولاتبديل لملته ، ولا تغيير لشريعته ، و
أن جميع ماجاء به محمدبن عبدالله هوالحق المبين ، والتصديق به وبجميع من مضى قبله
من رسل الله وأنبيائه وحججه ، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي لايأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأنه المهيمن(4)على الكتب كلها ،


(1)في المصدر : احدا فردا صمدا .
(2)في المصدر : قديرا قائما باقيا .
(3)في المصدر : ولاضدله ولاندله ولا كفوله .
(4)اما من هيمن الطائر على فراخه أى رفرف ، والمعنى أن القرآن أحاط بجميع مافى
الكتب المنزلة مما يؤثر في سعادتى البشر : سعادة الدنيا والاخرة . أومن هيمن فلان على كذا ، أى
صار رقيبا عليه وحافظا ، وذلك لان القرآن يحفظ الشرائع المنزلة على النبيين في الكتب السالفة
ويكملها ، ويراقبها وينفى عنها تحريف الغالين ، ويذود عنها كيد المبطلين . والمهيمن من أسماء الله
تعالى بمعنى المؤمن(من آمن غيره من الخوف)او المؤتمن ، اوالشاهد أوالقائم على خلقه بأعمالهم
وأرزاقهم وآجالهم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه