بحار الأنوار ج64

لايرى في حكمه نقص ، ولا في رأيه وهن ، ولا في دينه ضياع ، يرشد من استشاره
ويساعد من ساعده ، ويكيع عن الخناء والجهل(1).
بيان : " المؤمن له قوة في دين " قد عرفت أنه في بعض تلك الفقرات الظرف
لغو ، وفي بعضها مستقر ، وهو تفنن حسن ، وإن أمكن أن يكون في الجميع لغوا
بتكلفات بعيدة لا حاجة إليها ، ففي هذه الفقرة الظاهر أن الظرف لغو ، و " في "
للظرفية أي قوي في أمر الدين متصلب ، " وحزم في لين " أي مع لين ، فالظرف
مستقر ، بأن يكون صفة ، أو حالا ، ويحتمل أن يكون لغوا أي هو في اللين صاحب
حزم لكنه بعيد .
وقال بعض الافاضل : أي له ضبط وتيقظ في اموره الدينية والدنيوية
ممزوجا بلين الطبع ، وعدم الفظاظة ، والخشونة مع معامليه ، وهو فضيلة العدل
في المعاملة مع الخلق ، وقد تكون عن تواضع ، وقد تكون عن مهانة ، وضعف نفس ، والاول
هو المطلوب ، وهو المقارن للحزم في الامور ، ومصالح النفس ، والثاني : رذيلة
لا يمكن معه الحزم ، لا نفعال المهين عن كل حادث .
وبيان الظرفية على ثلاثة أوجه :
الاول : أن الظرفية مجازية بتشبيه ملابسة الحزم للين الطبع في الاجتماع
معه ، بملابسة المظروف للظرف ، فتكون لفظة " في " استعارة تبعية .
الثانى : أن يعتبر تشبيه الهيئة المنتزعة من الحزم واللين ، ومصاحبة أحدهما
الآخر بالهيئة المنتزعة من المظروف والظرف ومصاحبتهما ، فيكون الكلام استعارة
تمثيلية ، لكنه لم يصرح من الالفاظ التي هي بإزاء المشبه به ، إلا بكلمة " في "
فان مدلولها هو العمدة في تلك الهيئة ، وما عداه تبع له ، يلا حظ معه في ضمن
ألفاظ منوية ، فلا تكون لفظة " في " استعارة ، بل هي على معناها الحقيقي .
الثالث : أن تشبه اللين بما يكون محلا وظرفا للشئ ، على طريقة الاستعارة
بالكناية ، وتكون كلمة " في " قرينة وتخييلا .


(1)الكافى ج 2 ص 231 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه