بحار الأنوار ج10

وأما بقيتهم من الفرعنة(1)فقتلوا يوم بدر بالسيف ، وهزم الله الجمع وولواالدبر .
قال له اليهودي : فإن هذا موسى بن عمران قد اعطي العصا فكانت تتحول
ثعبانا . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو افضل من هذا ،
إن رجلا كان يطالب أباجهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه ، فاشتغل عنه و
جلس يشرب ، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين : من تطلب ؟
قال : عمروبن هشام - يعني أباجهل - لي عليه دين ، قال : فأدلك على من يستخرج
الحقوق ؟ قال : نعم ، فدله على النبي صلى الله عليه وآله وكان أبوجهل يقول : ليت لمحمد إلي
حاجة فأسخر به وأرده ، فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد بلغني أن بينك و
بين عمر وبن هشام حسن ،(2)وأنا أستشفع بك إليه ، فقام معه رسول الله صلى الله عليه وآله فأتى
بابه ، فقال له : قم يا أباجهل فأد إلى الرجل حقه ، وإنما كناه أباجهل(3)ذلك
اليوم ، فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه ، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه :
فعلت ذلك فرقا من محمد ، قال : ويحكم أعذروني ، إنه لما أقبل رأيت عن يمينه
رجالا بأيديهم حراب تتلالؤ ، وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران
من أبصارهما ، لوامتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان ، هذا
أكبر مما اعطي ،(4)ثعبان بثعبان موسى عليه السلام ، وزاد الله محمدا صلى الله عليه وآله ثعبانا وثمانية
أملاك معهم الحراب ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله يؤذي قريشا بالدعاء ، فقام يوما فسفه
أحلامهم ، وعاب دينهم ، وشتم أصنامهم ، وضلل آباء‌هم فاغتموامن ذلك غما شديدا ،
فقال أبوجهل : والله للموت خيرلنا من الحياة ، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل
محمدا فيقتل به ؟ فقالواله : لا ، قال : فأنا أقتله ، فإن شاء‌ت بنوعبدالمطلب قتلوني به ،
وإلا تركوني ، قالوا : إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال
تذكر به .


(1)في المصدر : وأما بقية الفراعنة .
(2)في الكتاب : خشن ظ . وفي المصدر : حسن صداقة .
(3)في المصدر : وانما كناه بابى جهل اه‍ .
(4)في المصدر : مما اعطى موسى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه