بحار الأنوار ج19

المسلمون ينقلونها ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يحمل حجرا على بطنه ، فاستقبله اسيد بن
حضير فقال : يا رسول الله أعطني أحمله عنك ، قال : لا اذهب فاحمل غيره ، فنقلوا
الحجارة ورفعوها من الحفرة حتى بلغ وجه الارض ، ثم بناه أولا بالسعيدة :
لبنة لبنه ، ثم بناه بالسميط وهو لبنة ونصف ، ثم بناه بالانثى والذكر : لبنتين
مخالفتين ، ورفع حائطه قامة ، وكان مؤخره(1)مائة ذراع ، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا
يا رسول الله لو أظللت عليه ظلا ، فرفع صلى الله عليه وآله أساطينه في مقدم المسجد إلى ما يلي
الصحن بالخشب . ثم ظلله وألقى عليه سعف النخل فعاشوا فيه ، فقالوا : يا رسول الله
لو سقفت سقفا ، قال : لا عريش كعريش موسى الامر أعجل من ذلك ، وابنتى
رسول الله صلى الله عليه وآله منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وخط
لاصحابه خططا ، فبنوا فيه منازلهم ، وكل شرع(2)منه بابا إلى المسجد وخط
لحمزة وشرع بابه إلى المسجد ، وخط لعلي بن أبي طالب عليه السلام مثل ما خط لهم ،
وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا
محمد إن الله يأمرك أن تأمر كل من كان له باب إلى المسجد أن يسده ، ولا يكون
لاحد باب إلى المسجد إلا لك ولعلي عليه السلام ، ويحل لعلي فيه ما يحل لك ، فغضب
أصحابه وغضب حمزة وقال : أنا عمه يأمر بسد بابي ، ويترك باب ابن أخي وهو أصغر
مني ، فجاء‌ه فقال : يا عم لا تغضبن من سد بابك وترك باب علي فوالله ما أنا أمرت
بذلك(3)ولكن الله أمر بسد أبوابكم وترك باب علي ، فقال : يا رسول الله رضيت
وسلمت لله ولرسوله .
قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله حيث بني منازله كانت فاطمة عليها السلام عنده ، فخطبها
أبوبكر فقال رسول الله : أنتظر أمر الله ، ثم خطبها عمر فقال : مثل ذلك ، فقيل


(1)في نسخة : وكان مؤخره في مائة ذراع . وفى المصدر : وكان مؤخر(ذراع) في
مائة ذراع .
(2)شرع الباب إلى الطريق أى أنفذه إليه .
(3)في المصدر : ما أمرت أنا بذلك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه