بحار الأنوار ج39

عليين لاستقللت ماتراه له ههنا ، إياك ياعم رسول الله أن تجد له في قلبك مكروها
فتصير كأخيك أبي لهب فإنكما شقيقان ، ياعم رسول الله لو أبغض عليا أهل السماوات
والارضين لاهلكهم الله ببغضه ولو أحبه الكفار أجمعون لاثابهم الله عن محبته بالخلقة
المحمودة(1)بأن يوفقهم للايمان ثم يدخلهم الجنة برحمته ، ياعم رسول الله إن شأن
علي عظيم ، إن حال علي جليل ، إن وزن علي ثقيل ، ماوضع حب علي في ميزان
أحد إلا رجح على سيئآته ، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته ،
فقال العباس : قد سلمت ورضيت يارسول الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياعم انظر إلى السماء ، فنظر العباس ، فقال : ماذا ترى ؟
قال : أرى شمسا طالعه نقية من سماء صافية جلية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا عباس
يا عم رسول الله إن حسن تسليمك لما وهب الله عزوجل لعلي من الفضيلة أحسن
من هذه الشمس في هذه السماء ، وعظم بركة هذا التسليم عليك أكثر من عظيم(2)
بركة هذا الشمس على النبات والحبوب والثمار حيث تنضجها وتنميها وتربيها ،
فاعلم أنه قد صافاك بتسليمك لعلي فضيلته من الملائكة(3)المقربين أكثر من عدد
قطر المطر وورق الشجر ورمل عالج وعدد شعور الحيوانات وأصناف النبات(4)وعدد
خطى ابن آدم(5)وأنفاسهم وألفاظهم وألحاظهم كل يقولون : اللهم صل على العباس
عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي ، فاحمد الله واشكره فلقد عظم ربحك(6)
وجلت رتبتك في ملكوت السماوات(7).
بيان : اللبوء‌ة بفتح اللام وضم الباء : أنثى الاسد ، واللبوة ساكنة الباء غير مهموز


(1)في المصدر : بالعاقبة المحمودة .
(2)في المصدر : أعظم واكبر من عظيم اه‍ .
(3)" : بتسليمك لعلي قبيلة من الملائكة .
(4)" : واصناف النباتات .
(5)" : بني آدم . والخطى جمع الخطوة : القدم .
(6)" : فلقد عظم الله ربحك .
(7)تفسير الامام : 5 7 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه