بحار الأنوار ج46

قال : أوصاني أبوجعفر عليه السلام بحوائج له بالمدينة قال : فبينا أنا في فخ الروحاء(1)
على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه ، قال : فملت إليه وظننت أنه عطشان فناولته
الاداوة ، قال : فقال : لاحاجة لي بها ، ثم ناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلما
نظرت إلى ختمه إذا هو خاتم أبي جعفر عليه السلام ، فقلت له : متى عهدك بصاحب الكتاب ؟
قال : الساعة ، قال : فاذا فيه أشياء يأمرني بها ، قال : ثم التفت فاذا ليس عندي
أحد ، قال : فقدم أبوجعفر فلقيته ، فقلت له : جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه
رطب ، قال : إذا عجل بنا أمر أرسلت بعضهم يعني الجن .
وزاد فيه محمد بن الحسين بهذا الاسناد : يا سدير إن لنا خدما من الجن فاذا
أردنا السرعة بعثناهم(2).
87 عيون المعجزات : روي أن حبابة الوالبية رحمها الله ، بقيت إلى
إمامة أبي جعفر عليه السلام فدخلت عليه ، فقال : ما الذي أبطأبك يا حبابة ؟ قالت :
كبر سني وابيض رأسي وكثرت همومي ، فقال عليه السلام : ادني مني ، فدنت منه
فوضع يده عليه السلام في مفرق رأسها ودعالها بكلام لم نفهمه ، فاسود شعر رأسها وعاد
حالكا(3)وصارت شابة ، فسرت بذلك وسر أبوجعفر عليه السلام لسرورها ، فقالت :
بالذي أخذ ميقاك على النبين أي شئ كنتم في الاظلة ؟ فقال : يا حبابة نورا قبل
أن خلق الله آدم عليه السلام نسبح الله سبحانه فسبحت الملائكة بتسبيحنا ، ولم تكن
قبل ذلك ، فلما خلق الله تعالى آدم عليه السلام أجرى ذلك النور فيه(4).
88 خص : عن أبي سليمان بن داود ، بإسناده عن سهل بن زياد ، عن


(1)فخ الروحاء : من الفرع عن نحو أربعين ميلا من المدينة وقيل ستة وثلاثين
ميلا ، وقيل ثلاثين ميلا ، وهو الموضع الذى نزل به تبع حين رجع من قتال أهل المدينة
يريد مكة فأقام به وأرواح فسماه الروحاء(باقتضاب عن مراصد الاطلاع).
(2)بصائر الدرجات ج 2 باب 18 ص 26 .
(3)الحلك محركة شدة السواد ، والحلكة بالضم ومنها الحالك .
(4)عيون المعجزات ص 68 طبع النجف الاشرف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه