بحار الأنوار ج98

المجاهدون في سبيل الله ، المناصحون له في جهاد أعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه
الذابون عن أحبائه ، فجزاك الله أفضل الجزاء ، وأكثر الجزاء وأوفر الجزاء ، و
أوفى جزاء أحد ممن وفى ببيعته ، واستجاب له دعوته ، وأطاع ولاة أمره ، أشهد
أنك قد بالغت في النصيحة ، وأعطيت غاية المجهود ، فبعثك الله في الشهداء ، وجعل
روحك مع أرواح السعداء . وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا ، وأفضلها غرفا ، و
رفع ذكرك في عليين ، وحشرك مع النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين ،
وحسن أولئك رفيقا ، أشهد أنك لم تهن ولم تنكل ، وأنك مضيت على بصيرة من
أمرك ، مقتديا بالصالحين ، ومتبعا للنبيين ، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله
وأوليائه في منازل المخبتين فانه أرحم الراحمين(1).
الوداع :
2 - مل : بالاسناد المتقدم ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا
ودعت العباس فأته وقل :
أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبرسوله وبكتابه
وبما جاء به من عند الله ، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد
من زيارتي قبر ابن أخي رسولك ، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني ، واحشرني معه
ومع آبائه في الجنان وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك ، اللهم صل
على محمد وآل محمد ، وتوفني على الايمان بك ، والتصديق برسولك ، والولاية
لعلي بن أبي طالب والائمة من ولده ، والبراء‌ة من عدوهم ، فاني قد رضيت
ياربي بذلك . وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمسلمين وتخير من
الدعاء(2).
بيان : أقول : قد مضى ذكر زيارة العباس عليه السلام في الزيارة الكبيرة المنقولة
عن المفيد - ره - على وجه أبسط ، وذكر الاصحاب في زيارته الصلاة والخبر خال
عنها ، ولذا بعض المعاصرين يمنع من الصلاة لغير المعصوم لعدم التصريح في -


(1)كامل الزيارات ص 256 .
(2)نفس المصدر ص 258 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه