بحار الأنوار ج25

ياعلي على أن تؤمنني ، قال : ما أنت بفاعل ، ولولا أنك تنسى ما رأيت لفعلت(1)
قال : فانطلق أبوبكر إلى عمر ورجع نور إنا أنزلناه إلى علي عليه السلام فقال له : قد اجتمع
أبوبكر مع عمر ، فقلت : أو علم النور ؟ قال : إن له لسانا ناطقا وبصرا نافذا يتجسس
الاخبار للاوصياء ويستمع الاسرار(2) ، ويأتيهم بتفسير كل أمر يكتتم به أعدؤهم .
فلما أخبر أبوبكر الخبر عمر قال : سحرك ، وإنها لفي بني هاشم لقديمة قال :
ثم قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان ، قلت : لماذا ؟ قال : لانهما قد نسياه ، وجاء
النور فأخبر عليا عليه السلام خبرهما ، فقال : بعدا لهما كما بعدت ثمود(3) .
بيان : قوله عليه السلام : لفعلت ، لعل المعنى لفعلت أشياء اخر من التشنيع ، والنسبة
إلى السحر وغيرهما كما يؤمي إليه آخر الخبر ، ويمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم
لكنه يأبى عنه ما بعده في الجملة .
13 - ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن
عمر عن جابر الجعفي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا جابر إن الله خلق الناس ثلاثة
أصناف ، وهو قول الله تعالى : " وكنتم أزوجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة
وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون اولئك المقربون " .
فالسابقون هو رسول الله صلى الله عليه وآله وخاصة الله من خلقه ، جعل فيهم خمسة أرواح
أيدهم بروح القدس ، فبه بعثوا أنبياء(4) ، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله
وأيدهم بروح القوة فبه قووا على طاعة الله ، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة
الله وكرهوا معصيته ، وجهل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون


(1) في هامش النسخة المصححة : أى ان كنت لا تنسى ما رأيت لفعلت الابراء ولرددت
الخلافة .
(2) في نسخة من الكتاب وفى المصدر : ويسمع الاسرار .
(3) بصائر الدرجات : 80 .
(4) فبه عرفوا الاشياء . خ ل . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه