منها إن شاء الله فقال أبوعبدالله عليه السلام : أصبت والله يا أبا حنيفة .
قال : ثم خرج أبوحنيفة من عنده فقلت : جعلت فداك إني كرهت تعبير
هذا الناصب فقال : يا ابن مسلم لا يسؤك الله ، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا ، ولا تعبيرنا
تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبره ، قال : فقلت له : جعلت فداك فقولك أصبت
وتحلف عليه وهو مخطئ ! ؟ قال : نعم ، حلفت عليه أنه أصاب الخطاء قال : فقلت
له : فما تأولها قال : يا ابن مسلم إنك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتخرق عليك
ثيابا جددا ، فان القشر كسوة اللب قال ابن مسلم : فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح
الرؤيا ، إلا صبيحة الجمعة ، فلما كان غداة الجمعة ، أنا جالس بالباب إذ مرت
بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بي
وبها أهلي فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب فبقيت أنا فمزقت
علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الاعياد(1).
12 - كا : أحمد بن محمد ، وعلي بن محمد جميعا ، عن علي بن الحسن التيمي
عن محمد بن الخطاب الواسطي ، عن يونس بن عبدالرحمان ، عن أحمد بن عمر الحلبي
عن حماد الازدي ، عن هشام الخفاف قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : كيف بصرك
بالنجوم ؟ قال : قلت : ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني ، فقال : كيف دوران
الفلك عندكم ؟ قال : فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها قال : فقال : فان كان الامر
على ما تقول فما بال بنات نعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر
في القبلة ؟ قال : قلت : والله هذا شئ لا أعرفه ، ولا سمعت أحدا من أهل الحساب
يذكره ، فقال لي : كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها ؟ قال : قلت : هذا
والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره فقال : سبحان الله فأسقطتم
نجما بأسره فعلى ما تحسبون ! ؟ ثم قال : فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوئه ؟
قال : فقلت : هذا شئ لا يعلمه إلا الله عزوجل قال : فكم القمر جزءا من الشمس
في ضوئها ؟ قال : فقلت : ما أعرف هذا قال : صدقت .
(1)ج 8 ص 292 وفيه " تمزق " بدل " تخرق .