بحار الأنوار ج16

كان أبيض مقصدا ، هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم ، كأن خلقه نحى(1)القصد
من الامور ، والمعتدل الذي لا يميل إلى طرفي الافراط والتفريط ، وقال في قوله : أشكل
العينين : أي في بياضها شئ من حمرة ، وهو محمود محبوب ، يقال : مآء أشكل : إذا خالطه
الدم ، وقال : في صفته صلى الله عليه واله كان صلت الجبين ، أي واسعه ، وقيل : الصلت : الاملس ،
وقيل : البارز ، وفي حديث آخر . كان سهل الخدين صلتهما ، وقال في صفته صلى الله عليه واله : أنه
كان مشبوح الذارعين ، أي طويلهما ، وقيل : عريضهما ، وفي رواية : كان شبح الذراعين ،
والشبح : مدك الشئ بين أوتاد كالجلد والحبل ، وقال الجوهري : رجل مشبوح الذراعين :
عريضهما ، وكذلك شبح الذراعين بالتسكين ، وقال الجزري : في صفته صلى الله عليه واله جليل
المشاش ، أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين ، وقال الجوهري : هي
رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها ، قوله : مخطوط المتيتين ، لم أجد له معنى ، ولعله
إما تصحيف الليتين من ليت العنق : صفحته ، أو المتنين من متني الظهر ، وقال الجزري :
في صفته صلى الله عليه واله كان أهدب الاشفار ، وفي رواية : هدب الاشفار ، أي طويل شعر الاجفان ،
وقال : فيه إنه كان وافر السبلة ، السبلة بالتحريك : الشارب ، والجمع السبال ، قاله
الجوهري : وقال الهروي : هي الشعرات التي تحت اللحى الاسفل ، والسبلة عند
العرب : مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر ، وقال في صفته صلى الله عليه واله : كان أخضر الشمط ،
أي كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدهن المروح انتهى ، أقول : الاظهر
أن الخضرة كانت للخضاب ، وإنما حمل على ذلك لانكار أكثرهم اختضابه صلى الله عليه وآله ،
وقال في قوله : مفاض البطن : أي مستوي البطن مع الصدر ، وقيل : المفاض ما يكون فيه امتلاء
من فيض الاناء ، ويريد به أسفل بطنه ، وقال في صفته صلى الله عليه واله : منهوس الكعبين ، أي
لحمهما قليل ، والنهس : أخذ اللحم بأطراف الاسنان ، والنهش : الاخذ بجميعها ، و
يروى منهوس القدمين ، وبالشين أيضا ، وقال في صفة موسى عليه السلام : أنه ضرب من الرجال ،
هو الخفيف اللحم ، الممشوق المستدق ، وقال الجوهري : الضرب : الرجل الخفيف اللحم ،
وقال الجزري في صفته صلى الله عليه واله : كان في خاصرتيه انفتاق ، أي اتساع ، وهو محمود في


(1)في النهاية : انحى به .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه