بحار الأنوار ج17

فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل
ومن ذلك أن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه ، فقال صاحبها : لو كان
نبيا يعلم أمر(1)الناقة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال : الغيب لا يعلمه إلا الله ، انطلق
يافلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال .
ومن ذلك أنه مر على بعير ساقط فتبصبص له ، فقال : إنه ليشكو شر ولاية أهله
له ، وسأله أن يخرج عنهم فسأل عن صاحبه فأتاه فقال : بعه واخرجه عنك ، فأناخ البعير
يرغو ، ثم نهض وتبع النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : يسألنى أن أتولى أمره ، فباعه من علي عليه السلام
فلم يزل عنده إلى أيام صفين .
ومن ذلك أنه كان في مسجده إذ أقبل جمل ناد(2)حتى وضع رأسه في حجره ، ثم
خرخر(3)، فقال النبي صلى الله عليه آله : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه
فجاء يستغيث ، فقال رجل : يارسول الله هذا لفلان وقد أراد به ذلك ، فأرسل إليه وسأله أن
لا ينحره ففعل .
ومن ذلك أنه دعا على مضر فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم
كسني يوسف ، فأصابهم سنون ، فأتاه رجل فقال : فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل
ولا يتردد منا رائح(4)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " اللهم دعوتك فأجبتني ، وسألتك فأعطيتني
اللهم فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا(5)طبقا سجالا عاجلا غير رائث(6)، نافعا غير
ضار " فما قام حتى ملا كل شئ ، ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا : يارسول الله انقطعت
سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : حوالينا ولا علينا ، فانجابت السحابة عن المدينة وصار
فيما حولها وامطروا أشهرا(7).


(1)اين الناقة خ ل ، وفى المصدر : لعلم اين الناقة .
(2)ند البعير : نفر وذهب شاردا .
(3)أى صوت .
(4)في نسخة من المصدر : ولا يزداد منا رابح .
(5)مريعا خ ل .
(6)في المصدر : غير زائب .
(7)في المصدر : وامطروا شهرا .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه