بحار الأنوار ج75

إقبالا وإدبارا ونشاطا وفتورا فإذا أقبلت بصرت وفهمت وإذا أدبرت كلت وملت ،
فخذوها عند إقبالها ونشاطها واتركوها عند إدبارها وفتورها ، لا خير في المعروف
إذا رخص . وقال عليه السلام للصوفية لما قالوا له : إن المأمون قدرد هذا الامر إليك
وإنك لاحق الناس به إلا أنه يحتاج من يتقدم منك بقدمك إلى لبس الصوف(1)
وما يخشن لبسه : ويحكم إنما يراد من الامام قسطه وعدله ، إذا قال صدق ، وإذا
حكم عدل ، وإذا وعد أنجز ، والخير معروف قل من حرم زينة الله التي أخرج
لعباده والطيبات من الرزق وإن يوسف الصديق لبس الديباج المنسوج بالذهب
وجلس على متكآت فرعون .
قال عليه السلام في صفة الزاهد : متبلغ بدون قوته ، مستعد ليوم موته ، متبرم
بحياته . وقال في تفسير فاصفح الصفح الجميل (2): عفو بغير عتاب .
وقال للمأمون لما أراد قتل رجل : إن الله لا يزيدك بحسن العفو إلا عزا ،
فعفا عنه .
وقال بعض أصحابه : روي لنا عن الصادق عليه السلام أنه قال : لا جبر ولا تفويض
بل أمر بين أمرين فما معناه ؟ قال : من زعم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى
عباده فقد قال بالتفويض ، قلت : يا ابن رسول الله والقائل به مشرك ؟ فقال : نعم ،
ومن قال بالجبر فقد ظلم الله تعالى ، فقلت : يا ابن رسول الله فما أمر بين أمرين ؟
فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما امروا به ، وترك ما نهوا عنه .
وقال وقد قال له رجل : إن الله تعالى فوض إلى العباد أفعالهم ؟ فقال :
هم أضعف من ذلك وأقل ، قال : فجبرهم ؟ قال : هو أعدل من ذلك وأجل ، قال :
فكيف تقول ؟ قال : نقول : إن الله أمرهم ونهاهم وأقدرهم على ما أمرهم به و
نهاهم عنه .
سأله عليه السلام الفضل بن الحسن بن سهل الخلق مجبورون ؟ قال : الله أعدل من أن
يجبر ويعذب ، قال : فمطلقون ؟ قال : الله أحكم أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه .


(1)كذا .(2). الحجر : 85 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه