بحار الأنوار ج10

الدنيا ، تأخذ الناس منه مهما أخذوا فلاينقص بل يزداد .(1)قال عليه السلام هوالقرآن
والعلوم .
فقال : صدقت أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لامن الجن ولامن الانس
فقال صلى الله عليه واله وسلم : ذلك الغراب الذي بعثه الله تعالى لماقتل قابيل أخاه هابيل ، فبقي
متحيرا لايعلم مايصنع به فعند ذلك بعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري
سوأة أخيه .
قال : صدقت يافتى ، فقد بقي لي مسألة واحدة اريد أن يخبرني عنها هذا - و
أومأ بيده إلى عمر - فقال له : يا عمر أخبرني أين هوالله ؟ قال : فغضب عند ذلك عمر
وأمسك ولم يرد جوابا .
قال فالتفت الامام علي عليه السلام وقال : لاتغضب ياأباحفص حتى لا يقول : إنك
قد عجزت فقال : فأخبره أنت يا أباالحسن ، فعند ذلك قال الامام عليه السلام : كنت يوما
عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذأقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه السلام ، فقال له : أين كنت ؟
قال : عند ربي فوق سبع سماوات .
قال : ثم أقبل ملك آخر فقال : أين كنت ؟ قال : عندربي في تخوم الارض
السابعة السفلى ، ثم أقبل ملك آخر ثالث فقال له : أين كنت ؟ قال : عندربي في مطلع
الشمس ، ثم جاء ملك آخر فقال : أين كنت ؟ قال : كنت عند ربي في مغرب الشمس ،
لان الله لايخلومنه مكان ، ولا هو في شئ ولا على شئ ولامن شئ وسع كرسيه
السماوات والارض ليس كمثله شئ وهوالسميع البصير ، لايعزب(2)عنه مثقال ذرة في
الارض ولافي السماء ولاأصغر من ذلك ولاأكبر ، يعلم ما في السماوات وما في الارض ،
مايكون من نجوى ثلاثة إلا هورابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك
ولاأكثر إلا هو معهم أينما كانوا
قال : فلما سمع الاسقف قوله قال له : مد يدك فاني أشهد أن لاإله إلاالله


(1)في الروضة : فلاينقص شيئأ ولا يزيد شيئا
(2)أى لايضيب ولايخفى عنه(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه