بحار الأنوار ج97

وسألوه أن يفتح لهم فابى واعتذر منهم وقال زوروا من وراء الشباك فأتوا الباب
وتضرعوا وتمرغوا في التراب وقالوا قد حرمنا من زيارة ولدك فلا تحرمنا زيارتك
فإنا من شيعتك وقد أتيناك من شقة بعيدة فبيناهم في ذلك إذ سقطت الاقفال وفتحت
الابواب ودخلوا وزاروا ، وهذه مشهور بين أهل المشهد وبين أهل البحرين غاية
الاشتهار .
53 ومنها ما تواترت به الاخبار ، ونظموها في الاشعار ، وشاع في جميع
الاصقاع والاقطار ، واشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار ، وكان بالقرب من
تاريخ الكتابة في سنة اثنين وسبعين بعد الالف من الهجرة ، وكانت كيفية تلك
الواقعة على ما سمعته من الثقات أنه كان في المشهد الغروي عجوز تسمى بمريم و
كانت معروفة بالعبادة والتقوى فمرضت مرضا شديدا وامتد بها حتى صارت مقعدة
مزمنة وبقيت كذلك قريبا من سنتين بحيث اشتهر أمرها وكونها مزمنة في الغرى .
ثم إنها لتسع ليال خلون من رجب تضرعت لدفع ضرها إلى الله تعالى
واستشفعت بمولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وشكت إليه عليه السلام
في ذلك ونامت فرأت في منامها ثلاث نسوة دخلن إليها وإحداهن كالقمر ليلة
البدر نورا وصفاء‌ا وقلن لها لا تخافي ولا تحزنى فإن فرجك لي ليلة الثاني عشر من
الشهر المبارك فانتبهت فرحا ، وقصت رؤياها على من حضرها ، وكانت تنتظر ليلة
ثاني عشر رجب فمرت بها ولم تر شيئا ، ثم ترقبت ليلة ثاني عشر شعبان فلم تر
ايضا شيئا ، فلما كانت ليلة تاسع من شهر رمضان رأت في منامها تلك النسوة بأعيانهن
وهو يبشرنها فقلن لها : إذا كانت ليلة الثاني عشر من هذا الشهر فامض إلى روضة
امير المؤمنين صلوات الله عليه وأرسلي إلى فلانة وفلانة وفلانة وسمين نسوة معروفات
عليه وهن باقيات إلى حين هذا التحرير واذهبي بمن معك إليها فلما اصبحت قصت
رؤياها وبقيت مسرورة مستبشرة بذلك ، إلى أن دخلت تلك الليلة فأمرت بغسل
ثيابها وتطهير جسدها وأرسلت إلى تلك النسوة دعتهن فأجبن وذهبن بها محمولة
لانها كانت لا تقدر على المشي ، فلما مضى قريب من ربع الليل خرجت واحدة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه