بحار الأنوار ج33

كالبهيمة المربوطة همها علفها أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها
وتلهو عما يراد بها أو أترك سدى أو أهمل عابثا أو أجر حبل الضلالة أو اعتسف
طريق المتاهة .
وكأني بقائلكم يقول : إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به
الضعف عن قتال الاقران ومنازله الشجعان .
ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا والرواتع الخضرة أرق جلودا
والنابتات العذية أقوى وقودا وأبطأ خمودا .
وأنا من رسول الله صلى الله عليه وآله كالصنو من الصنو والذراع
من العضد .
والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ولو أمكنت(الفرص(خ))
من رقابها لسارعت إليها .
وسأجهد في أن أطهر الارض من هذا الشخص المعكوس والجسم
المركوس حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد .
إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك قد انسللت من مخالبك وأفلت من
حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحضك ، أين القرون(القوم(خ))الذين
غررتهم بمداعبك ؟ أين الامم الذين فتنتهم بزخارفك ؟ ها هم(فها ههم(خ))
رهائن القبور ومضامين اللحود !
والله لو كنت شخصا مرئيا وقالبها حسيا لاقمت عليك حدودالله في عباد غررتهم
بالاماني وأمم ألقيتهم في المهاوي وملوك أسلمتهم إلى التلف وأوردتهم موارد
البلاء إذ لا ورد ولا صدر هيهات من وطئ دحضك زلق ومن ركب لججك غرق
ومن ازور عن حبالك وفق والسالم منك لايبالي إن ضاق به مناخه والدنيا عنده كيوم
حال انسلاخه .
أعزبي عنى فؤالله ولا أسلس لك فتقوديني(1).
وأيم الله - يمينا أستثني فيها بمشية الله - لاروضن نفسي رياضة تهش معها إلى

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه