بحار الأنوار ج90

بخلقه ، شاهد لكل نجوى ، وهو الوكيل على كل شئ ، والمنير كل شئ والمدبر
للاشياء كلها تعالى الله عن أن يكون على عرشه علوا كبيرا ،
وأما قوله : وجاء ربك والملك صفا صفا (1)وقوله : ولقد جئتمونا
فرادى كماخلقنا كم أول مرة (2)وقوله : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في
ظلل من الغمام والملائكة (3)وقوله : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة
أويأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك (4)فان ذلك حق كماقال الله عزوجل
وليس له جيئة كجيئة الخلق ، وقد أعلمتك أن رب شئ من كتاب الله تأويله على غير
تنزيله ، ولا يشبه كلام البشر ، وسانبئك بطرف منه ، فتكتفي إنشاء الله .
من ذلك ، قول إبراهيم عليه السلام : إني ذاهب إلى ربي سيهدين (5)فذها به
إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا ، وقربة إلى الله عزوجل ، ألاترى أن
تأويله غير تنزيله ، وقال : وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد (6)يعني السلاح
وغير ذلك .
وقوله : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة يخبر محمدا صلى الله عليه وآله عن
المشركين والمنافقين الذين لم يستجيبوا لله ولرسوله ، فقال : هل ينظرون إلا أن
تأتيهم الملائكة حيث لم يستجيبوا لله ولرسوله أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك
يعني بذلك العذاب في دار الدنيا كما عذب القرون الاولى ، فهذا خبر يخبر به
النبي صلى الله عليه وآله عنهم .
ثم قال : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من
قبل أو كسبت في إيمانها خيرا يعني من قبل أن تجئ هذه الآية ، وهذا الآية
طلوع الشمس من مغربها ، وإنما يكتفي اولوا الالباب والحجى واولوا النهى


(1)الفجر : 22 .
(2)الانعام : 94 . * *(3)البقرة : 206 .
(4)الانعام : 158 . * *(5)الصافات : 98 .
(6)الحديد : 26 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه