بحار الأنوار ج35

فكرهت أن أقتلها فأوقظه ، وظننت أنه يوحى إليه ، فاضطجعت بينه وبين الحية لئن
كان منها سوء يكون في(1)دونه ، قال : فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وهو يتلو هذه الآية :
(إنما وليكم الله ورسوله)ثم قال : الحمدلله الذي أكمل لعلي نعمه ، وهنيئا لعلي
بتفضيل الله .
قال : ثم التفت إلي فقال : ما يضجعك هاهنا ؟ فأخبرته الخبر ، فقال لي : قم إليها
فاقتلها(2)، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال : يا أبا رافع ليكونن علي منك بمنزلتي غير
أنه لا نبي بعدي ، إنه سيقاتله قوم يكون حقا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم
بيده فجاهدهم بلسانه ، فإن لم يستطع بلسانه فجاهدهم بقلبه ، ليس وراء ذلك شئ ، هو
على الحق وهم على الباطل . قال : ثم خرج وقال : أيها الناس من كان يحب أن ينظر
إلى أميني فهذا أميني - يعني أبارافع -
قال محمد بن عبيدالله : فلما بويع علي بن أبي طالب عليه السلام وسار طلحة والزبير إلى
البصرة وخالفه معاوية وأهل الشام قال أبورافع : هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنه سيقاتل
عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، ومن لم
يستطع بلسانه فبقلبه ، وليس وراء ذلك شئ ، فباع أبورافع داره وأرضه بخيبر ، ثم خرج
مع علي بقبيلته وعياله وهو شيخ كبير ابن خمس وثمانين سنة .
ثم قال : الحمدلله(3)، لقد أصبحت وما أعلم أحدا بمنزلتي ، لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة
وبيعة الرضوان ، ولقد صليت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثلاث فقيل له ما الهجر الثلاث ؟
قال : هجرة مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي إذ بعثه رسول الله ، وهجرة إلى المدينة مع
رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهذه هجرة مع علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الكوفة . ثم لم يزل معه حتى
استشهد أميرالمؤمنين عليه السلام ورجع أبورافع مع الحسن عليه السلام إلى المدينة ولا دارله ولا أرض ،
فقسم له الحسن عليه السلام دار علي بن أبي طالب نصفين وأعطاه بينبع أرضا أقطعها إياه(4)


(1)في المصدر : إلى .
(2)في المصدر : قال : فقتلته‍ .
(3)في(ك)و(ت)الحمدلله الذى . ؟ !
(4)اقطع الامير الجند البلد أى جعل لهم غلته رزقا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه