بحار الأنوار ج3

ج : عن الحسين بن خالد عنه عليه السلام مثله .
19 - ج : الحسين بن عبد الرحمن الحماني ، قال : قلت لابي إبراهيم عليه السلام : إن
هشام بن الحكم زعم أن الله تعالى جسم ليس كمثله شئ ، عالم سميع بصير ، قادر
متكلم ناطق ، والكلام والقدرة والعلم يجري مجرى واحد ليس شئ منها مخلوقا . فقال :
قاتله الله أما علم أن الجسم محدود والكلام غير المتكلم ؟ معاذ الله وأبرأ إلى الله من هذا
القول ، لا جسم ولا صورة ولا تحديد ، وكل شئ سواه مخلوق ، وإنما تكون الاشياء
بإرادته ومشيئته من غير كلام ولا تردد في نفس ولا نطق بلسان .
يد : الدقاق ، عن محمد الاسدي ، عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن الحسين
بن عبدالرحمن الحماني مثله .(3)
بيان : قوله : ليس كمثله شئ يومي إلى أنه لم يقل بالجسمية الحقيقية ، بل
أطلق عليه لفظ الجسم ونفى عنه صفات الاجسام ، ويحتمل أن يكون مراده أنه لا يشبهه
شئ من الاجسام بل هو نوع مباين لسائر أنواع الاجسام ، فعلى الاول نفى عليه السلام إطلاق
هذا اللفظ عليه تعالى بأن الجسم إنما يطلق على الحقيقة التي يلزمها التقدير والتحديد
فكيف يطلق عليه تعالى ؟
وقوله : يجري مجرى واحد إشارة إلى عينية الصفات وكون الذات قائمة
مقامها فنفى عليه السلام : كون الكلام كذلك ، ثم نبه على بطلان ما يوهم كلامه من كون
الكلام من أسباب وجود الاشياء ، فلفظة " كن " في الآية الكريمة كناية عن تسخيره للاشياء
وانفيادها له ، من غير توقف على التكلم بها . ثم نفي عليه السلام كون الارادة على نحو
إرادة المخلوقين من خطور بال ، أو تردد في نفس . ويحتمل أن يكون المقصود بما نسب
إلى هشام كون الصفات كلها مع زيادتها مشتركة في عدم الحدوث والمخلوقية ، فنفاه
عليه السلام بإثبات المغايرة أولا ثم بيان أن كل شئ سواه مخلوق ، والاول أظهر ، ولفظة
" تكون " يمكن أن تقرأ على المعلوم وعلى المجهول من باب التفعيل .
20 - ج : عن يعقوب بن جعفر ، عن أبي إبراهيم عليه السلام أنه قال : لا أقول : إنه
قائم فازيله عن مكان ، ولا أحده بمكان يكون فيه ، ولا أحده أن يتحرك في شئ من


(1)الموجود في التوحيد المطبوع : الحسن بن الحسين بن عبدالله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه