بحار الأنوار ج21

قال الواقدي : ومضى المسلمون ونزلوا وادي القرى(1)فأقاموا به أياما
وساروا حتى نزلوا بمؤته ، وبلغهم أن هرقل ملك الروم قد نزل ماء من مياه البلقاء
في بكرو بهراء(2)ولخم وجذام وغيرهم مائة ألف مقاتل ، وعليهم رجل من بلي ،
فأقام المسلمون ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه واله فنخبره
الخبر ، فإما أن يردنا أو يزيدنا رجلا ، فبينا الناس على ذلك إذجاء‌هم عبدالله بن
رواحة فشجعهم وقال : والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد(3)، ولا كثرة سلاح
ولا كثرة خيل إلا بهذا الدين الذي اكرمنا الله به ، انطلقوا فقاتلوا فقدوالله رأيتنا(4)
يوم بدرما معنا إلا فرسان ، إنما هي إحدى الحسنين : إما الظهور عليهم فذاك ما وعدنا
الله ورسوله وليس لوعده خلف ، وإما الشهادة فنحلق بالاخوان نرافقهم في الجنان
فشجع الناس على قول ابن رواحة .
قال : وروى أبوهريرة قال : شهدت مؤتة ، فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل
لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب ، وفبرق بصري
فقال لي ثابت بن أقرم(5): مالك يا باهريرة ؟ كأنك ترى جموعا كثيرة ؟ قلت : نعم
قال : لم تشهدنا ببدر ، إنا لم ننصر بالكثرة .
قال : الواقدي : فالتقى القوم فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل ، طهنوه
بالرماح ، ثم أخذه جعفر فنزل عن فرس له شقراء فعرقبها فقاتل حتى قتل ، قيل :
إنه ضربه رجل من الروم فقطعه نصفين فوقع أحد نصفيه في كرم هناك ، فوجد فيه
ثلاثون أو بضع وثلاثون جرحا .
قال : وقد روى نافع ، عن ابن عمر أنه وجد في بدن جعفر بن أبي طالب
اثنتان وسبعون ضربة وطعنة بالسيوف والرماح .


(1)في المصدر : فنزلوا وادى القرى .
(2)بهراء : بطن من قضاعة من قضاعة القحطانية ، وهم بنو بهراء بن عمروبن الحافى بن قضاعة
وترجمنا قبل ذلك سائر القبائل .
(3)في المصدر : بكثرة عدة .(4)في المصدر : راينا .
(5)في المصدر :(ثابت بن ارقم)وهومن تصحيف الطابع .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه