بحار الأنوار ج20

فنقضوا عهدهم ، وكان سبب ذلك في بني النضير في نقض عهدهم أنه أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله
يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة ، يعني يستقرض ، وكان قصد كعب
ابن الاشرف ، فلما دخل على كعب قال : مرحبا يا أبا القاسم وأهلا ، وقام كأنه
يصنع له الطعام ، وحدث نفسه أن يقتل(1)رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع(2)أصحابه ، فنزل
جبرئيل فأخبره بذلك ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ، وقال لمحمد بن مسلمة
الانصاري : اذهب إلى بني النضير فأخبرهم أن الله عزوجل قد أخبرني بما هممتم
به من الغدر ، فإما أن تخرجوا من بلدنا ، وإما أن تأذنوا بحرب(3)، فقالوا : نخرج
من بلادك(4)فبعث إليهم عبدالله بن أبي ألا تخرجوا وتقيموا(5)وتنابذوا محمدا(6)
الحرب ، فإني أنصركم أنا وقومي وحلفائي ، فإن خرجتم خرجت معكم ، وإن
قاتلتم قاتلت معكم ، فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيأوا للقتال ، وبعثوا إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله أنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر وكبر
أصحابه ، وقال لامير المؤمنين عليه السلام : تقدم إلى بني النضير ، فأخذ أمير المؤمنين
عليه السلام الراية وتقدم وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم ، وغدر بهم عبدالله بن أبي
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ظفر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه ، وكان
الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقطع نخلهم
فجزعوا من ذلك ، وقالوا : يا محمد إن الله يأمرك بالفساد ؟ إن كان لك هذا فخذه ، و
إن كان لنا فلا تقطعه ، فلما كان بعد ذلك قالوا : يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا(7).


(1)أنه يقتل خ ل .
(2)أى يلحقهم به .
(3)للحرب خ ل .
(4)من بلادكم خ ل .
(5)الا يخرجوا ويقيموا خ ل .
(6)رسول الله خ ل .
(7)وأعطنا خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه