بحار الأنوار ج71

عن استماع غيبة المؤمن حيث عادله بانتقاص الامام ، يقال فلان ينتقص فلانا أي يقع
فيه ويذمه .
47 - كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن ابن
القداح ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام من كان يؤمن بالله واليوم
الاخر فلا يقوم مكان ريبة(1).
بيان : مكان ريبة أي مقام تهمة وشك ، وكأن المراد النهي من حضور
موضع يوجب التهمة بالفسق أو الكفر ، أو بذمائم الاخلاق أعم من أن يكون بالقيام
أو المشي أو القعود أو غيرها ، فانه يتهم بتلك الصفات ظاهرا عند الناس وقد يتلوث به
باطنا أيضا كما مر قال في المغرب : رابه ريبا شككه ، والريبة الشك والتهمة ، ومنه
الحديث دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فان الكذب ريبة ، وإن الصدق طمأنينة
أي ما يشكك ويحصل فيك الريبة وهي في الاصل قلق النفس واضطرابها ألا ترى كيف
قابلها بالطمأنينة ، وهي السكون ، وذلك أن النفس لا تستقر متى شكت في آمر ، وإذا
أيقنته سكنت واطمأنت انتهى .
ويحتمل أن يكون المراد به المنع عن مجالسة أرباب الشكوك والشبهات ، الذين
يوقعون الشبه في الدين ، ويعدونها كياسة ودقة فيضلون الناس عن مسالك أصحاب
اليقين كأكثر الفلاسفة والمتكلمين ، فمن جالسهم وفاوضهم لا يؤمن بشئ ، بل يحصل
في قلبه مرض الشك والنفاق ، ولا يمكنه تحصيل اليقين في شئ من امور الدين ، بل
يعرضه إلحاد عقلي لا يتمسك عقله بشئ ولا يطمئن في شئ كما أن الملحد الدينى
لا يؤمن بملة ، فهم كما قال في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (2)وأكثر أهل
زماننا سلكوا هذه الطريقة ، وقلما يوجد مؤمن على الحقيقة ، أعاذنا الله وإخواننا
المؤمنين من ذلك ، وحفظنا عن جميع المهالك .
48 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن


(1)الكافى ج 2 ص 377 و 378 .
(2)البقرة : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه