بحار الأنوار ج80

لكن يبقى ضوؤها على رؤوس الجبال ، كما نقلنا عن الشيخ في المبسوط ، ولعل
الشيخ حملهما على هذا الوجه ، وليس ببعيد جدا ، والاولى الحمل على التقية .
وقال الوالد قدس سره في الخبر الاول : الظاهر أو ذمه على صعود الجبل
لانه كان غرضه منه إثارة الفتنة بأن يقول إنهم يفطرون ويصلون والشمس لم تغب
بعد ، وكان مظنة أن يصل الضرر إليه وإلى غيره ، فنهاه عليه السلام لذلك ، ويمكن أن
يكون المراد بقوله عليه السلام فانما عليك مشرقك ومغربك ، أنك لا تحتاج إلى صعود
الجبل ، فانه يمكن استعلام الطلوع والغروب بظهور الحمرة أو ذهابها في المشرق
أو عنه للغروب وعكسه للطلوع ، وهذا الوجه جار في الخبر الاخير أيضا .
وقال الجوهري : غارت الشمس تغور غيارا غربت ، وقال : جلل الشي ء
تجليلا عم والمجلل السحاب الذي يجلل الارض بالمطر أي يعم .
16 - المجالس : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن
أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن يحيى الخثعمي قال :
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي المغرب ويصلي معه
حي من الانصار يقال لهم بنوسلمة ، منازلهم على نصف ميل فيصلون معه ثم ينصرفون
إلى منازلهم وهم يرون مواضع نبلهم(1).
بيان :(مواضع نبلهم)أي سهامهم ، ويدل على استحباب التعجيل بالمغرب
وظاهره دخول الوقت بغيبوبة القرص ، وهذا الخبر رواه المخالفون أيضا عن جابر
وغيره ، قال : كنا نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم نخرج نتناضل حتى ندخل
بيوت بني سلمة ننظر إلى مواقع النبل من الاسفار .
17 - المجالس : عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي ، عن جده الحسن بن
علي بن عبدالله ، عن جده عبدالله بن مغيرة ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر
فكنت أنا اصلي المغرب إذا وجبت الشمس واصلي الفجر إذا استبان لي الفجر ،


(1)أمالى الصدوق ص 50 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه