بحار الأنوار ج20

دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وآله وصحة نبوته ، وذلك أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وآله بعسفان
والمشركون بضجنان فتوافقوا فصلى النبي صلى الله عليه وآله بأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع
والسجود ، فهم المشركون أن يغيروا عليهم فقال بعضهم : إن لهم صلاة أخرى أحب
إليهم من هذه ، يعنون صلاة العصر ، فأنزل الله عليه هذه الآية فصلى بهم العصر
صلاة الخوف ، وكان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد ، وذكر أبوحمزة الثمالي في
تفسيره أن النبي صلى الله عليه وآله غزا محاربا وبني أنمار(1)، فهزمهم الله وأحرزوا الذراري
والاموال ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون ولا يرون من العدو
أحدا ، فوضعوا أسلحتم ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض حاجته(2)وقد
وضع سلاحه فجعل بينه وبين أصحابه الوادي ، فأتى قبل أن يفرغ من حاجته السيل
في الوادي(3)والسماء ترش : فحال الوادي بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أصحابه ، و
جلس في ظل سمرة(4)، فبصر به غورث بن الحارث المحاربي فقال له أصحابه : يا
غورث هذا محمد قد أنقطع من أصحابه ، فقال : قتلني الله إن لم أقتله ، وانحدر من
الجبل ومعه السيف ولم يشعر به رسول الله صلى الله عليه وآله إلا وهو قائم على رأسه ومعه
السيف قد سله من غمده ، وقال : يا محمد من يعصمك مني الآن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
الله ، فانكب عدو الله لوجهه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ سيفه ، وقال : يا غورث
من يمنعك مني الآن ؟ قال : لا أحد ، قال : أتشهد أن لا إله إلا الله ، وأني عبدالله
ورسوله ؟ قال : لا ، ولكني أعهد أن لا أقاتلك أبدا ، ولا أعين عليك عدوا ، فأعطاه
رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ، فقال له غورث : والله لانت خير مني ، قال صلى الله عليه وآله : إني أحق
بذلك ، وخرج غورث إلى أصحابه ، فقالوا : يا غورث لقد رأيناك قائما على رأسه


(1)في المصدر : لبنى انمار
(2)في المصدر : ليقضى حاجته .
(3)في المصدر : فجعل بينه وبين اصحابه الوادى إلى ان يفرغ من حاجته ، وقد درا
الوادى .
(4)في المصدر : وجلس في ظل شجرة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه