بحار الأنوار ج14

الكبير : أنا ذلك الواحد ، وقال الاوسط : أنا ذلك ، وقال الاصغر : أنا ذلك ، فاختصموا
إلى قاضيهم ، قال : ليس عندي في أمركم شئ ، انطلقوا إلى بني غنام(1)الاخوة
الثلاثة ، فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا ، فقال لهم : ادخلوا إلى أخي فلان فهو
أكبر مني(2)فاسألوه ، فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال : سلوا أخي الاكبر مني ،(3)
فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر ، فسألوه أولا عن حالهم ثم مبينا لهم(4)
فقال : أما أخي الذي رأيتموه أولا هو الاصغر ، وإن له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر
عليها مخافة أن يبتلي ببلاء لاصبر له عليه فهرمته ، وأما الثاني أخي فإن عنده زوجة تسوؤه
وتسره فهو متماسك الشباب ، وأما أنا فزوجتي تسرني ولا تسوؤني ولم يلزمني منها
مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك .
وأما حديثكم الذي هو حديث أبيكم فانطلقوا أولا وبعثروا قبره(5)واستخرجوا
عظامه واحرقوها ثم عودوا لاقضي بينكم ، فانصرفوا فأخذ الصبي سيف أبيه ، وأخذ
الاخوان المعاول ، فلما أن هما بذلك قال لهم الصغير : لاتبعثروا(6)قبر أبي وأنا أدع
لكما حصتي ، فانصرفوا إلى القاضي ، فقال : يقنعكما هذا ، ائتوني بالمال ، فقال للصغير :
خذ المال ، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقة كما دخل على الصغير .(7)
10 ص : بهذا الاسناد عن ابن محبوب ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي
الحسن موسى عليه السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل صالح ، وكانت له امرأة صالحة ،
فرأى في النوم أن الله تعالى قد وقت لك من العمر كذا وكذا سنة ، وجعل نصف عمرك


(1)في قصص الجزائري : بني الاغنام .
(2)" " " : فهو أكبر مني سنا .
(3)" " " : سلوا أخي الاكبر مني سنا .
(4)لم يذكر الجزائري قوله : ثم مبينا لهم ، ولعله مصحف : ثم بينوا له حالهم .
(5)بعثره : بدده . قلب بعضه على بعض . وفي قصص الجزائري : وانبشوا قبره .
(6)في قصص الجزائري : لاتنبشوا .
(7)قصص الانبياء مخطوط ، وأخرجه الجزائري في قصص الانبياء : 250 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه