حصر أوعي . والفوت : السبق إلى الشئ والهلع : أفحش الجزع . قوله عليه السلام :
" فطرت والله بعنانها " أي في ميدان المسابقة طرت آخذا بعنان فرس الفضيلة حتى
سبقتهم ، فالضمائر في قوله : " بعنانها " ونظائره راجعة إلى الامة أو إلى الكمالات ،
وفي النهج " وفزت برهانها " وفي الكافي " فطرت والله بغمانها وفزت بحبائها "
فيمكن أن يكون المراد الطيران إلى الآخرة . والهوادة : السكون والرخصة والمحاباة
قوله : " فأقلعت " أي ذهبت عنا وتركتنا . ونهج الطريق كمنع : وضح وأوضح .
قوله عليه السلام : " فجللت عن البكاء " أي أنت أجل من أن يقضي حق مصيبتك البكاء
والظاهر أن القائل كان هو الخضر عليه السلام .
5 - حة : قال الثقفي في كتاب مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام - ونقلته من نسخة
عتيقة تاريخها سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وذلك على أحد القولين - : إن عبدالله
بن جعفر(الطيار)قال : دعوني أشفي بعض ما في نفسي عليه - يعني ابن ملجم
لعنه الله - فدفع إليه ، فأمر بمسمار فحمي بالنار ، ثم كحله ، فجعل ابن ملجم يقول :
تبارك الله الخالق للانسان من علق ، يا ابن أخ إنك لتكحلن بملمول مض ، ثم
أمر بقطع يده ورجله فقطع ولم يتكلم ، ثم أمر بقطع لسانه فجزع ، فقال له بعض
الناس : يا عدو الله كحلت عينك(1)بالنار وقطعت يداك ورجلاك فلم تجزع
وجزعت من قطع لسانك ؟ فقال لهم : يا جهال أنا والله(2)ما جزعت لقطع لساني
ولكني أكره أن أعيش في الدنيا فواقا لا أذكرالله فيه ! فلما قطع لسانه احرق
بالنار .(3)
بيان : قال الجوهري : الملمول : الميل الذي يكتحل به(4). وقال : كحله
بملمول مض أي حار(5).
(1)في المصدر : عيناك .
(2)" : اما والله .
(3)فرحة الغرى : 10 .
(4)الصحاح : 1821 .
(5)الصحاح : 1107 . *