بحار الأنوار ج40

فاخبر بذلك علي عليه السلام فقال : هذا رجل من أولياء الله ، لا يرجو الجنة ولايخاف النار
ولكن يخاف الله ولا يخاف الله من ظلمه وإنما يخاف من عدله ، ولا يركع ولا يسجد في
صلاة الجنازة ، ويأكل الجراد والسمك ، ويأكل الكبد ، ويحب المال والولد(إنما
أموالكم وأولادكم فتنة(1))ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرهما ، ويكره الموت
وهو حق .
وفي مقال : لي ما ليس لله ، فلي صاحبة وولد ، ومعي ما ليس مع الله ، معي ظلم
وجور ، ومعي مالم يخلق الله ، فأنا حامل القرآن وهو غير مفتر ، وأعلم ما لم
يعلم الله ، وهو قول النصارى : إن عيسى ابن الله ، وصدق النصارى واليهود ، في قولهم :
(وقالت اليهود ليست النصارى على شئ(2))الآية ، وكذب الانبياء والمرسلين
كذب إخوة يوسف حيث قالوا : أكله الذئب(3))وهم أنبياء الله ومرسلون إلى
الصحراء ، وأنا أحمد النبي ، أحمده وأشكره ، وأنا علي علي في قومي ، وأناربكم
أرفع وأضع ، كمي أرفعه وأضعه .
وسأله عليه السلام رأس الجالوت بعد ما سأل أبابكر فلم يعرف ما أصل الاشياء ،
فقال عليه السلام : هو الماء لقوله تعالى :(وجعلنا من الماء كل شئ حي(4))وما جمادان
تكلما ؟ فقال : هما السماء والارض ، وما شيئان يزيدان وينقصان ولا يرى الخلق
ذلك ؟ فقال : هما الليل والنهار ، وما الماء الذي ليس من أرض ولا سماء ؟ فقال : الماء
الذي بعث سليمان إلى بلقيس ، وهو عرق الخيل إذا هي اجريت في الميدان ، وما
الذي يتنفس بلا روح ؟ فقال :(والصبح إذا تنفس(5))وما القبر الذي سار بصاحبه ؟
فقال : ذاك يونس عليه السلام لما سار به الحوت في البحر(6).


(1)سورة المنافقين : 15 .
(2)سورة البقرة : 113 .
(3)سورة يوسف : 17 .
(4)سورة الانبياء : 30 .
(5)سورة التكوير : 18 .
(6)مناقب آل أبى طالب 1 : 490 و 491 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه