بحار الأنوار ج38

ثم إن التفدية كانت دأبه في الشعب ، فإن كان بات أبوبكر في الغار ثلاث ليال فإن
عليا عليه السلام بات على فراش النبي صلى الله عليه وآله في الشعب ثلاث سنين ، وفي رواية : أربع سنين .
العكبري في فضائل الصحابة والفنجكردي(1)في سلوة الشيعة أن عليا عليه السلام
قال :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
محمد لما خاف أن يمكروا به * فوقاه ربي ذو الجلال من المكر
وبت اراعيهم وما يلبثونني(2)* وقد صبرت نفسي على القتل والاسر
وبات رسول الله في الغار آمنا * وذلك في حفظ الاله وفي ستر
أردت به نظر الاله تبتلا(3)* وأضمرته حتى اوسد في قبري
وكلما كانت المحنة أغلظ كان الاجر أعظم وأدل على شدة الاخلاص وقوة البصرة
والفارس يمكنه الكر والفر والروغان(4)والجولان والراجل قد ارتبط روحه وأوثق
نفسه وبدنه(5)محتسبا صابرا على مكروه الجراح وفراق المحبوب ، فكيف النائم على الفراش
بين الثياب والرياش(6)؟ .
أقول : أوردنا أكثر أخبار هذا الباب في باب أنه نزل فيه عليه السلام(ومن الناس
من يشري)وفي باب الهجرة .
وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح قول أميرالمؤمنين صلوات الله عليه :(فلا
تبرؤوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الايمان والهجرة(7))فإن قيل : كيف


(1)هو الشيخ ابوالحسن على بن أحمد النيسابورى الاديب الفاضل ، جمع أشعار اميرالمؤمنين
عليه السلام ، توفى سنة 512 .
(2)في المصدر : وما يلبثون بى . وما يثبتون بى خ ل .
(3)كذا في النسخ ، وفي المصدر : أردت به نصر الاله تبتلا .
(4)راغ الرجل عن الطريق : حاد عنه وذهب هكذا وهكذا مكرا وخديعة .
(5)في المصدر(والحج بدنه)أى ألجأه .
(6)مناقب آل أبى طالب 1 : 277 282 .
(7)لعله اراد عليه السلام الهجرة من ذويه إلى ملازمة النبى صلى الله عليه وآله او أنه اول من
هاجر من المدينة إلى رسول الله(ب).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه