بحار الأنوار ج11

الوليد بن المغيرة المخزومي : " إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر "(1)يعني قال للقرآن :
" إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر " .(2)
بيان : ما ذكره رحمه الله توجيه وجيه ، لكن في الكافي وغيره ورد فيه تتمة تأبى عنه ،
وهي : لكن المؤمن لايظهر الحسد . ويمكن أن يكون المراد بالحسد أعم من الغبطة ، أو
يقال : القليل منه مع عدم إظهاره ليس بمعصية . والطيرة : هي التشؤم بالشئ وانفعال
النفس بما يراه أو يسمعه مما يتشأم به ، ولا دليل على أنه لا يجوز ذلك على الانبياء ،
والمراد بالتفكر في الوسوسة في الخلق التفكر فيما يحصل في نفس الانسان من الوساوس في
خالق الاشياء ، وكيفية خلقها وخلق أعمال العباد ، والتفكر في الحكمة في خلق بعض
الشرور في العالم من غير استقرار في النفس وحصول شك بسببها ، ويحتمل أن يكون المراد
بالخلق المخلوقات وبالتفكر في الوساوس التفكر وحديث النفس بعيوبهم وتفتيش أحوالهم ،
ويؤيد كلا من الوجهين بعض الاخبار ، كما سيأتي في أبواب المكارم ، وبعض أفراد هذا الاخير
أيضا على الوجهين لا يستبعد عروضها لهم عليهم السلام .
3 - ن : فيما كتب الرضا عليه السلام(3)للمأمون : من دين الامامية لا يفرض الله طاعة
من يعلم أنه يضلهم ويغويهم ، ولايختار لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به
وبعبادته ويعبد الشيطان دونه .(4)
4 - مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صالح بن سعيد ،
عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل في قصة إبراهيم
عليه السلام " قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلواهم إن كانوا ينطقون " قال : ما فعله كبيرهم ، وما
كذب إبراهيم عليه السلام ، فقلت : وكيف ذاك ؟ قال : إنما قال إبراهيم عليه السلام : " فسئلوهم إن كانوا
ينطقون " إن نطقوا فكبيرهم فعل ، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا ، فما نطقوا و
ما كذب إبراهيم عليه السلام . فقلت قوله عزوجل في يوسف : " أيتها العير إنكم لسارقون "


(1)المدثر : 18 و 19 .
(2)الخصال ج 1 : 44 . م
(3)تقدم الحديث بتما في كتاب الاحتجاجات في ابواب احتجاج الرضا عليه السلام .
(4)عيون الاخبار : 267 - 268 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه