بحار الأنوار ج4

العاني : الاسير . وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا يعنو فهو عان ، أو محبوس من
حبسه وفي النهاية : وعنوا بالاصوات أي احبسوها والمعنى أي المقصود بالاسم غير
العانة أي غير ما نتصوره ونعقله . ثم اعلم أنه على بعض التقادير يمكن أن يقرأ والله
بالكسر بأن يكون الواو للقسم .
قوله : غير موصوف بحد أي من الحدود الجسمانية ، أو الصفات الامكانية ،
أو الحدود العقلية . وقوله : مسمى صفة لحد للتعميم كقوله تعالى : " لم يكن شيئا
مذكورا " ويحتمل أن يكون المراد أنه غير موصوف بالصفات التي هي مدلولات تلك
الاسماء ، وقيل : هو خبر بعد خبر ، أو خبر مبتداء محذوف .
قوله : لم يتكون فيعرف كينونته بصنع غيره قيل : المراد أنه لم يتكون فيكون
محدثا بفعل غيره فتعرف كينونته وصفات حدوثه بصنع صانعه كما تعرف المعلولات بالعلل .
أقول : لعل المراد أنه غير مصنوع حتى يعرف بالمقايسة إلى مصنوع آخر كما تعرف
المصنوعات بمقايسة بعضها إلى بعض فيكون الصنع بمعنى المصنوع وغيره صفة له ، أو
أنه لا يعرف بحصول صورة هي مصنوعة لغيره إذ كل صورة ذهنية مصنوعة للمدرك
معلولة له .
قوله : ولم يتناه أي هو تعالى في المعرفة أو عرفانه ، أو العارف في عرفانه إلى نهاية
إلا كانت تلك النهاية غيره تعالى ومبائنة له غير محمولة عليه .
قوله عليه السلام : لا يزل في بعض النسخ " بالذال " أي ذل الجهل والضلال من فهم هذا
الحكم وعرف سلب جميع ما يغايره عنه ، وعلم أن كل ما يصل إليه أفهام الخلق فهو
غيره تعالى .
قوله عليه السلام : ومن زعم أنه يعرف الله بحجاب أي بالاسماء التي هي حجب بين
الله وبين خلقه ووسائل بها يتوسلون إليه ، بأن زعم أنه تعالى عين تلك الاسماء ، أو
الانبياء والائمة عليهم السلام بأن زعم أن الله تعالى اتحد بهم ، أو بالصفات الزائدة ، فإنها
حجب عن الوصول إلى حقيقة الذات الاحدية ، أو بصورة أي بأنه ذو صورة كما قالت
المشبهة ، أو بصورة عقلية زعم أنها كنه ذاته وصفاته تعالى ، أو بمثال أي خيالي ، أو

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه