بحار الأنوار ج35

الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت والله أميرهم
أميرالمؤمنين تميرهم من علومهم(1)فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة : اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به ، فقالت : وإذا
خرجت(2)أنا فمن يرويه ؟ قال : أنا ارويه ، فقالت فاطمة : أنت ترويه ؟ قال : نعم فوضع
رسول الله صلى الله عليه وآله لسانه في فيه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، قال : فسمي ذلك اليوم يوم
التروية ، فلما أن رجعت فاطمة بنت أسدرأت نورا قد ارتفع من علي إلى ؟ ؟ المساء ،
قال : ثم شدته وقمطته بقماط ، فبترهما القماط(3)، قال : فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته
به ، فبتر القماط ، ثم جعلته في قماطين فبترهما ، فجعلته ثلاثة فبترها ، فجعلته(4)أربعة أقمطة
من رق(5)مصر لصلابته ، فبترها ، فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها ، فجعلته
ستة من ديباج وواحدا من الادم ، فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله ، ثم قال بعد ذلك :
يا امه لاتشدي يدي فإني أحتاج أن ابصبص(6)لربي بإصبعي ، قال : فقال أبوطالب
عند ذلك : إنه سيكون له شأن ونبأ ، قال(7): فلما كان من غد دخل رسول الله على
فاطمة ، فلما بصر علي برسول الله صلى الله عليه وآله سلم عليه وضحك في وجهه ، وأشار إليه أن خذني
إليك ، واسقني بما سقيتني بالامس ، قال : فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت فاطمة : عرفه
ورب الكعبة ، قال : فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة ، يعني(8)أن أميرالمؤمنين
عليه السلام عرف رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما كان اليوم الثالث وكان العاشر من ذي الحجة
أذن أبوطالب في الناس أذانا جامعا وقال : هلموا إلى وليمة ابني علي ، قال : ونحر


(1)كذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : تميرهم من علومك .
(2)في(م)و(ح): اذا خرجت . وفى المصدر : فاذا خرجت .
(3)أى قطعه والقماط : خرقة عريضة تلف على الصبى ويشد به يداه ورجلاه .
(4)في المصدر : فجعلت .
(5)الرق بفتح الراء جلد رقيق يكتب فيه .
(6)في المصدر : إلى أن أبصبص .
(7)ليست في المصدر كلمة(قال).
(8)في المصدر : تعنى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه