بحار الأنوار ج62

منها أن يمتنع من شرب الماء حتى يهلك عطشا ولا يزال يستسقي حتى إذا سقي
الماء لم يشربه ، فاذا استحكمت هذه العلة به فقعد للبول خرج منه شئ على هيئة
صورة الكلاب الصغار(1)، قال صاحب الموجز في الطب : الكلب حالة كالجذام
تعرض للكلب والذئب وابن آوي وابن عرس والثعلب ، ثم ذكر غالب ما تقدم ،
وقال غيره : الكلب : جنون يصيب الكلاب فتموت وتقتل كل شئ عضته إلا الانسان
فانه قد يعالج فيسلم ، قال : وداء الكلب يعرض للحمار ويقع في الابل أيضا ، فيقال :
كلبت الابل تكلب كلبا ، وأكلب القوم : إذا وقع في ابلهم ، ويقال : كلب الكلب
واستكلب : إذا ضرى(2)وتعود أكل الناس انتهى .
وذكر القزويني في عجائب المخلوقات أن بقرية من أعمال حلب بئرا يقال
لها : بئر الكلب إذا شرب منها من عضه كلب الكلب(3)برئ وهي مشهورة .
وأما السلوقي فمن طباعه أنه إذا عاين الظباء قريبة منه أو بعيدة عرف المقبل
من المدبر ومشي الذكر من مشي الانثى ، ويعرف الميت من الناس والمتماوت حتى
أن الروم لا تدفن ميتا حتى تعرضه على الكلاب فيظهر لهم من شمها إياه علامة
يستدل بها على حياته أو موته ، ويقال : إن هذا لا يوجد إلا في نوع منها يقال له :
القلطي وهو صغير الجرم قصير القوائم جدا ويسمى الصيني ، وإناث السلوقي أسرع
تعلما من الذكور ، والفهد بالعكس ، والسود من الكلاب أقل صبرا من غيرها .
وفي كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لمحمد بن خلف المرزبان
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا قتيلا فقال : ما
شأنه ؟ فقالوا : إنه وثب على غنم بني زهرة فأخذ منها شاة فوثب عليه كلب الماشية


(1)في المصدر : على هيئة الكلاب الصغار .
(2)ضرى الكلب بالصيد : تعوده واولع به .
(3)في المصدر : الكلب الكلب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه