بحار الأنوار ج6

عليه السلام أن الناس يذكرون أن فراتنا(1)يخرج من الجنة ، فكيف هو وهو يقبل من
المغرب وتصب فيه العيون والاودية ؟ قال : فقال أبوجعفر عليه السلام - وأنا أسمع - : إن لله جنة
خلقها الله في المغرب وماء فراتكم هذه يخرج منها ،(2)وإليها تخرج أرواح المؤمنين من
حفرهم عند كل مساء ، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف ،
فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء والارض تطير ذاهبة
وجائية وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف ، قال : وإن لله نارا
في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ، ويأكلون من زقومها ، ويشربون من حميمها
ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت أشد حرا من نيران
الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى
يوم القيامة ، قال : قلت : أصلحك الله ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه واله من
المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم ؟ فقال : أما هؤلاء
فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها ، فمن كان منهم له عمل صالح ولم تظهر منه عداوة
فإنه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في
حفرته إلى يوم القيامة ، فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته ، فإما إلى الجنة ، إو
إلى نار ، فهؤلاء موقوفون لامر الله ، قال : وكذلك يفعل الله بالمستضعفين والبله والاطفال
وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ، فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم
خد إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان
وفورة الحميم إلى يوم القيامة ، ثم مصيرهم إلى الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل


(1)الفرات نهر عظيم مبدء نبعه في أرمينية إحدى الممالك الجمهورية في روسيا ، ثم يجرى في
جبال طوروس من تركيا ، ثم يجتاز السورية والعراق ، ثم يتحد بدجلة فيكون منهما شط العرب
فينصب في بحر العمان ، وللتوراة الموجودة عناية في شأن هذا النهر وتبريكه وتقديسه وانها من انهار
الجنة ، وهذا مما يؤكد احتمال الدس في هذه الرواية وما يقرب منها مضمونا ، ولو كان صحيحة
مقبولة كان المراد بكون جنة الدنيا في ارمينية مثال كون نار الدنيا في برهوت ، والجنة والنار في
حفرة القبر كناية عن نحو من التعلق بها . ط
(2)في المصدر : وماء فراتكم يخرج منها . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه