8 ك ، لى : البطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبدالله
بن محمد ، عن أبيه ، عن سعيد بن مسلم مولى لبني مخزوم ، عن سعيد بن أبي صالح ، عن
أبيه . عن ابن عباس قال : سمعت أبي العباس يحدث قال : ولد لابي عبدالمطلب عبدالله ،
فرأينافي وجهه نورا يزهر كنور الشمس ، فقال أبي : إن لهذا الغلام شأنا عظيما ، قال :
فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض ، فطار فبلغ المشرق والمغرب ، ثم رجع
راجعا حتى سقط على بيت الكعبة فسجدت له قريش كلها ، فبينما الناس يتأملونه إذ
صارنورا بين السمآء والارض ، وامتدى حتى بلغ المشرق والمغرب ، فلما انتهبت سألت كاهنة
بني مخزوم فقالت : يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق
والمغرب تبعا له ، قال أبي : فهمني أمر عبدالله إلى أن تزوج بآمنة ، وكانت من أجمل
نساء قريش وأتمها خلقا ، فلما مات عبدالله وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه واله أتيته فرأيت النور
بين عينيه يزهر ، فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك ، وصرت كأني
قطعة مسك من شدة ريحي ، فحدثتني آمنة وقالت لي : إنه لما أخذني الطلق ،
واشتد بي الامر سمعت جلبة وكلاملا لا يشبه كلام الآدميين ، ورأيت علما من سندس
على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السمآاء والارض ، ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى
بلغ السمآء ، ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا ، ورأيت حولي من القطاة
أمرا عظيما قد نشرت(1)أجنحتها حولي ، ورأيت شعيرة الاسدية قد مرت وهى تقول :
آمنة ما لقيت الكهان والاصنام من ولدك ؟ ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا ، و
أشدهم بياضا ، وأحسنهم ثيابا ما ظننته إلا عبدالمطلب قددنا مني فأخذ المولود فتفل في
فيه ، ومعه طست من ذهب مضروب بالزمرد ، ومشط من ذهب ، فشق بطنه شقا ، ثم أخرج
قلبه فشقه ، فأخرج منه نكته سودآء فرمى بها(1)، ثم ، أخرج صرة من حريرة خضرآء ففتحها ،
فإذا فيها كالذريرة البيضآء فحشاه ، ثم رده إلى ما كان ، ومسح على بطنه واستنطقه فنطق
(1)وقد نشرت خ ل وهو الموجود في الامالى .
(2)الحديث كما ترى مروى من طرق العامة ، متضمن ما يخالف مذهب الامامية ،
وهو شق
القلب وإخراج نكتة سوداء ، وقد ورد ذلك في أخبارهم .