بحار الأنوار ج20

فضربته بالسيف على هامته وعليه بيضة وتحت البيضة مغفر فنبا سيفي(1)، وكنت
رجلا قصيرا ، فضربني بسيفه فاتقيت بالدرقة ، فلحج(2)سيفه فضربته وكان درعه
مشمرة(3)فقطعت رجليه فوقع ، وجعل يعالج سيفه حتى خلصه من الدرقة ، و
جعل يناوشني وهو بارك حتى نظرت إلى فتق إبطه(4)فضربته فمات .
قال الواقدي : بينا عمر بن الخطاب يومئذ في رهط من المسلمين قعودا(5)
إذ مر بهم أنس بن النضر فقال : ما يقعدكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال :
فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه ، ثم قال(6)فجالد بسيفه
حتى قتل ، وقالوا : إن مالك بن الدخشم مر على خارجة بن زيد وهو قاعد وفي
حشوته(7)ثلاثة عشر جرحها كلها قد خلصت إلى مقتل ، فقال مالك : أعلمت أن
محمدا قد قتل ؟ قال خارجة : فإن كان محمد قتل ، فإن الله حي لا يقتل ولا يموت ، و
إن محمدا قد بلغ فاذهب أنت فقاتل عن دينك ، قال : ومر مالك بن الدخشم أيضا
على سعد بن الربيع وبه اثنا عشر جرحا كلها قد خلص إلى مقتل ، فقال : أما علمت
أن محمدا قد قتل ؟ فقال سعد : أشهد أن محمدا قد بلغ رسالة ربه ، فقاتل أنت عن دينك ،
فإن الله حي لا يموت(8).


(1)اى كل وارتد .
(2)لحج السيف : نشب في الغمد فلا يخرج .
(3)اى مرفوعة عن ساقيه .
(4)في المصدر : إلى فتق تحت ابطه .
(5)أى في خارج المعركة ، وذلك كان حين هزموا وفروا من العدو ، والا فلا يكون معنى
للقعود في معركة القتال قبال العدو .
(6)اى انس بن النضر .
(7)في القاموس : الحشى : ما دون الحجاب مما في البطن من كبد وطحال وكرش وما
تبعه ، وما بين ضلع الخلف التى في آخر الجنب ، أو ظاهر البطن والحضن . والخضن بالكسر
ما دون الابط إلى الكشح .
(8)شرح نهج البلاغه 3 : 378 - 381 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه