بحار الأنوار ج25

فتنشر فوائدك ، وأما السحاب فتهطل مواهبك ، وكل ذلك يحدث بتحننك ويخبر
أفهام العارفين بشفقتك .
وأنا المقر بما أنزلت على ألسن أصفيائك أن أبانا آدم عند اعتدال نفسه وفراغك
من خلقه رفع وجهه فواجهه من عرشك وسم(1) فيه : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ،
فقال : إلهي من المقرون باسمك ؟ فقلت : محمد خير من أخرجته من صلبك ، واصطفيته بعدك
من ولدك ، ولولاه ما خلقتك .
فسبحانك لك العلم النافذ والقدر الغالب ، لم تزل الآباء تحمله(2) ، والاصلاب
تنقله كلمات أنزلته ساحة صلب جعلت له فيها صنعا يحث العقول على طاعته ، ويدعوها
إلى متابعته(3) . حتى نقلته إلى هاشم خير آبائه بعد إسماعيل ، فأي أب وجد ووالد
اسرة(3) ومجتمع عترة ومخرج طهر ومرجع فخر جعلت يارب هاشما ؟ لقد أقمته
لدن بيتك ، وجعلت له المشاعر والمتاجر(5) ، ثم نقلته من هاشم إلى عبدالمطلب فانهجته
سبيل إبراهيم ، وألهمته رشدا للتأويل وتفصيل الحق ، ووهبت له عبدالله وأبا طالب
وحمزة ، وفديته في القربان بعبدالله ، كسمتك في إبراهيم باسماعيل ، ووسمت
بأبي طالب(6) في ولده كسمتك في إسحاق بتقديسك عليهم وتقديم الصفوة لهم .
فلقد بلغت إلهي ببني أبي طالب الدرجة التي رفعت إليها فضلهم في الشرف
الذي مددت به أعناقهم ، والذكر الذي حليت به أسماء‌هم ، وجعلتهم معدن النور
وجنته ، وصفوة الدين وذروته ، وفريضة الوحي وسنته ، ثم أذنت لعبدالله في نبذه


(1) رسم خ ل .
(2) اى تحمل محمدا صلى الله عليه وآله .
(3) اشارة إلى خوارق عادة كانت تظهر من آبائه بسببه .
(4) الاسرة : اهل الرجل المعروفون بالعائلة .
(5) والمفاخر . خ ل .
(6) في أبى طالب خ ل . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه