بحار الأنوار ج36

قال علي بن إبراهيم في قوله : " أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة
الذين من قبلهم ، أي أولم ينظروا في أخبار الامم الماضية ، وقوله : " دمر الله عليهم " أي
أهلكم وعذبهم ، ثم قال : " والكافرين " يعني الذين كفروا وكرهوا ما أنزل الله في علي
" أمثالهم " أي لهم مثل ما كان للامم الماضية من العذاب والهلاك ، ثم ذكر
المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام فقال : " ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا
وأن الكافرين لا مولى لهم " ثم ذكر المؤمنين فقال : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات " يعني بولاية علي عليه السلام " جنات تجري من تحتها الانهار والذين كفروا "
أعداؤه " يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام " يعني أكلا كثيرا " والنار مثوى لهم "
قال : " وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم "
قال : إن الذين أهلكناهم من الامم السالفة كانوا أشد قوة من قريتك يعني أهل مكة
الذين أخرجوك منها فلم يكن لهم ناصر " أفمن كان على بينة من ربه " يعني أمير المؤمنين
عليه السلام " كمن زين له سوء عمله " يعني الذين غصبوه " واتبعوا أهواء‌هم " ثم ضرب
لاوليائه وأعدائه مثلا ، فقال لاوليائه ، " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء
غير آسن " إلى قوله : لذة للشاربين " أي خمرة(1)، إذا تناولها ولي الله وجد رائحة
المسك فيها " وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم " ثم
ضرب لاعدائه مثلا فقال : " كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاء‌هم " قال
ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار ، كما أن ليس عدو الله
كوليه(2).
* بيان : " والذين قاتلوا " كذا قرأ أكثر القراء ، وقرأ حفص وجماعة " قتلوا "
" عرفها لهم " قيل : أي طيبها لهم أو بينها لهم(3)بحيث يعلم كل واحد منزله ، و


(1)في المصدر : إلى قوله : " من خمر لذة للشاربين " ومعنى الخمر أى خمرة اه‍ .
(2)تفسير القمى : 625 - 627 .
* هذا البيان يوجد في(ك)وهامش(د)فقط .
(3)في(د): أو تلاها لهم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه