بحار الأنوار ج41

هذا ما وصى(1)به علي بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، والله المستعان على كل حال ، ولا يحل لامرئ
مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شئ قضيته من مالي ولا يخالف فيه أمري
من قريب أو بعيد .
أما بعد فان ولائدي اللائي أطوف عليهن السبعة عشر منهن امهات أولاد
معهن أولادهن ، ومنهن حبالى ، ومنهن لا ولدلها(2)، فقضائي فيهن إن حدث
بي حدث أن(3)من كان منهن ليس لها ولد وليست بحبلى فهي عتيق لوجه الله
عزوجل ، ليس لاحد عليهن سبيل ، ومن كانت منهن لها ولد أو حبلى فتمسك
على ولدها وهي من حظه ، فإن مات ولدها وهي حية فهي عتيق ليس لاحد عليها
سبيل ، هذا ما قضى به علي في ماله الغد من يوم قدم مسكن ، شهد أبوسمر بن أبرهة
وصعصعة بن صوحان ، ويزيد بن قيس ، وهياج بن أبي هياج ، وكتب علي بن
أبي طالب بيده لعشر خلون من جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين(4).
بيان : قوله عليه السلام :(سرى الملك)السرى : النفيس ، أي يتخذه لنفسه ،
وظاهره جواز اشتراط بيع والوقف وتملكه عند الحاجة ، وهو خلاف المشهور بين
الاصحاب ، وحمله على الاجارة مجازا بعيد ، وسيأتي القول في ذلك في كتاب الوقف
قوله عليه السلام :(الغد من يوم قدم مسكن)تاريخ لكتابة الكتاب ، والمسكن كمسجد
موضع بالكوفة ، أي كانت الكتابة في اليوم الذي بعد يوم قدومه المسكن بعد رجوعه
من بعض أسفاره .
20 - سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أبي عميرة(5)وسلمة صاحب


(1)في المصدر : ماقصى .
(2)= : ومنهن من لاولد له .
(3)= : أنه .
(4)فروع الكافى(الجزء السابع من الطبعة الحديثة): 49 - 51 .
(5)في المصدر : عن ابن عميرة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه