اشتشهد ولي الله علي بن محمد عليهما السلام ، ودفن في داره بسر من رأى ، وكان مقامه عليه السلام
بسرمن رأى إلى أن توفي عشرين سنة وأشهرا(1).
22 - مروج الذهب للمسعودي : كانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام
في خلافة المعتز بالله ، وذلك يوم الاثنين لاربع بقين من جمادى الاخرة ، سنة
أربع وخمسين ومائتين وهو ابن أربعين سنة ، وقيل ابن اثنتين وأربعين سنة ، و
قيل أقل من ذلك ، وسمعت في جنازته جارية سوداء وهي تقول : ماذا لقينا من يوم
الاثنين ، وصلى عليه أحمد ابن المتوكل على الله في شارع أبي أحمد ، ودفن هناك
في داره بسامراء(2).
وحدثنا ابن أبي الازهر ، عن القاسم بن أبي عباد ، عن يحيى بن هرثمة قال : وجهني المتوكل إلى المدينة لاشخاص علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام لشئ
بلغه عنه ، فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجا وعجيجا ماسمعت مثله فجعلت
اسكنهم وأحلف أني لم اؤمر فيه بمكروه ، وفتشت منزله ، فلم اصب فيه إلا
مصاحف ودعاء وما أشبه ذلك ، فأشخصته وتوليت خدمته ، وأحسنت عشرته .
فبينا أنافي يوم من الايام والسماء صاحية والشمس طالعة ، إذا ركب وعليه
ممطر قد عقد ذنب دابته فتعجبت من فعله ، فلم يكن من ذلك إلا هنيئة حتى جاءت
سحابة فأرخت عزاليها ، ونالنا من المطر أمر عظيم جدا فالتفت إلي فقال : أنا أعلم
أنك أنكرت ما رأيت ، وتوهمت أني أعلم من الامر مالم تعلم ، وليس ذلك كما
(1)اعلام الورى ص 339 .
(2)سامرا بلدة شرقى دجلة من ساحلها ، وقد يقال سامرة ، واصلها لغة اعجمية
ونظيرها " تامرا " اسم طسوج من سواد بغداد واسم لاعالى نهر ديالى ، نهر واسع كان يحمل
السفن في أيام المدود ، وهذا وزن ليس في أوزان العرب له مثال .
لكنه قد لعبت بها يد أدباء العرب ، وصرفوها ، فقالوا : سرمن رأى : إلى سرور لمن
رأى : وسرمن رأى ، على انه فعل ماض وسرمن راى ، على انه مصدر مجرد ، وقيل :
أصله : ساء من رأى .