بحار الأنوار ج20

وعن محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعثه إلى بني النضير ، وأمره أن يؤجلهم
في الجلاء ثلاث(1)ليال .
وعن محمد بن إسحاق كان إجلاء بني النضير مرجع النبي صلى الله عليه وآله من أحد ، و
كان فتح قريظة مرجعه من الاحزاب وبينهما سنتان ، وكان الزهري يذهب إلى
أن إجلاء بني النضير كان قبل أحد على رأس ستة أشهر من وقعة بدر .
" الذين كفروا من أهل الكتاب " يعني يهود بني النضير من ديارهم بأن سلط
الله المؤمنين عليهم ، وأمر نبيه صلى الله عليه وآله بإخراجهم من منازلهم وحصونهم وأوطانهم
" لاول الحشر " اختلف في معناه فقيل : كان جلاؤهم ذلك أول حشراليهود إلى
الشام ، ثم يحشر الناس يوم القيامة إلى أرض الشام أيضا ، وذلك الحشر الثاني عن
ابن عباس والزهري والجبائي ، قال ابن عباس : قال لهم النبي صلى الله عليه وآله : اخرجوا ،
قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى أرض المحشر ، وقيل : معناه لاول الجلاء لانهم كانوا
أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب ، ثم أجلي إخوانهم من اليهود

لئلا يجتمع في بلاد العرب دينان ، وقيل : إنما قال لاول الحشر لان الله فتح على
نبيه صلى الله عليه وآله في أول ما قاتلهم " ماظننتم أن يخرجوا " أي لم تظنوا أيها المؤمنون
أنهم يخرجون من ديارهم لشدتهم وشوكتهم .
" وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله " أي وظن بنو النضير أن حصونهم
لوثاقتها تمنعم من سلطان الله وإنزال العذاب بهم على يد رسول الله صلى الله عليه وآله حيث
حصنوها وهيؤا آلات الحرب فيها " فأتاهم الله " أي أتاهم أمر الله وعذابه " من
حيث لم يحتسبوا " أي لم يتوهموا أنه يأتيهم لما قدروا في أنفسهم من المنعة " وقذف
في قلوبهم الرعب " بقتل سيدهم كعب بن الاشرف " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي
المؤمنين " أي يهدمون بيوتهم بأيديهم من داخل ليهربوا لانهم خربوا ما استحسنوا
منها حتى لا يكون للمسلمين ، ويخربها المؤمنون من خارج ليصلوا إليهم ، وقيل :


(1)بثلاث خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه