بحار الأنوار ج70

تمثلت الدنيا لعيسى عليه السلام في صورة امرأة زرقاء ، فقال لها : كم تزوجت ؟ قالت :
كثيرا قال : فكل طلقك ؟ قالت : بل كلا قتلت ، قال : فويح أزواجك الباقين
كيف لا يعتبرون بالماضين ؟ قال : وقال ابوعبدالله عليه السلام : مثل الدنيا كمثل البحر
المالح ، كلما شرب العطشان منه ازداد عطشا حتى يقتله .
121 ين : فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن سلمة بن ابي حفص ، عن أبي
عبدالله ، عن ابيه عليهما السلام عن جابر قال : مر رسول الله صلى الله عليه وآله بالسوق وأقبل يريد
العالية والناس يكتنفه ، فمر بجدي أسك على مزبلة ملقى وهو ميت فأخذ باذنه
فقال : أيكم يحب أن يكون هذاله بدرهم ؟ قالوا : ما نحب أنه لنا بشئ ، وما
نصنع به ؟ قال : أفتحبون أنه لكم ؟ قالوا : لا ، حتى قال ذلك ثلاث مرات فقالوا :
والله لو كان حيا كان عيبا فكيف وهو ميت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الدنيا
على الله أهون من هذا عليكم .
122 ين : عن فضالة ، عن ابان ، عن زياد بن ابي رجا ، عن ابي هاشم ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : من أصبح والدنيا أكبر همه شتت اللهعليه أمره ، وكان
فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ، ومن كانت الآخرة أكبر همه
كشف الله عنه ضيقه ، وجمع له أمره ، وأتته الدنيا وهي راغمة .
123 ين : عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن إسماعيل بن
أبي حمزة ، عن جابر قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : يا جابر أنزل الدنيا منك
كمنزل نزلته ثم أردت التحرك منه من يومك ذلك ، أو كمال اكتسبته في منامك
واستيقظت فليس في يدك منه شئ ، وإذا كنت في جنازة فكن كأنك أنت المحمول
وكأنك سألت ربك الرجعة إلى الدنيا لتعمل عمل من عاش ، فان الدنيا عند
العلماء مثل الظل .
124 ين : عن النضر ، عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
دخل على النبي صلى الله عليه وآله رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه ووسادة ليف قد أثرت
في خده ، فجعل يمسح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر ، إنهم ينامون

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه