بحار الأنوار ج19

المغرب ، وذلك بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر .
وفى هذه السنة آخى بين المهاجرين والانصار ، وذلك أنه لما قدم المدينة
آخى بين المهاجرين والانصار على الحق والمواساة يتوارثون بعد الممات دون ذوي
الارحام ، وكانوا تسعين رجلا : خمسة وأربعين رجلا من المهاجرين وخمسة وأربعين
رجلا من من الانصار ، وقيل : كانوا خمسين ومائة من الانصار ، وخمسين ومائه من
المهاجرين(1)، وكان ذلك قبل بدر ، فلما كانت وقعة بدر أنزل الله تعالى : " و
اولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله(2)" نسخت هذه الآية ما كان قبلها
ورجع كل إنسان إلى نسبه ، وورثه ذو رحمه .
وفي هذه السنة صام عاشورا ، وأمر بصيامه .
وفى هذه السنة أسلم عبدالله بن سلام ، قال : أنس : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله
المدينة أخبر عبدالله بن سلام بقدومه فأتاه فقال : إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا
نبي ، فإن أخبرتني بها آمنت بك ، قال : وما هن ؟ قال : سأله(3)عن الشبه ، و
عن أول شئ يأكله أهل الجنة ، وعن أول شئ يحشر الناس .


(1)قال المقريزى بعد القول الاول : ويقال : خمسين من هؤلاء ، وخمسين من هؤلاء ، ويقال
انه لم يبق من المهاجرين احد الا آخى بينه وبين انصارى ، وقال ابن الجوزى ، وقد أحصيت
جملة من آخى النبى صلى الله عليه وآله بينهم فكانوا مائة وستين وثمانين رجلا ، كانت المؤاخاة
بعد مقدمه بخمسة أشهر وقيل : بثمانية أشهر ، ثم نسخ التوراث بالمؤاخاة بعد بدر . انتهى
كلام المقريزى .
أقول : آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين أصحابه مرتين : احدهما في مكة آخى بين جماعة
منهم قبل الهجرة ، والثانية في المدينة آخى بين المهاجرين والانصار ولم يمت أحد منهم حتى
نزلت سورة الانفال فصارت المواريث للرحمن ، فقد ذكر أسماء بعضهم ، والايعاز إليها لا يخلو
عن فائدة .
أما في المؤخاة الاولى فآخى صلى الله عليه وآله بين نفسه وعلى بن أبى طالب عليه السلام ، و - - >
(2)الانفال : 75 . والاحزاب : 6 .
(3)في نسخة سائلك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه