بحار الأنوار ج14

وملك مائتين وستا وستين سنة ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عزوجل عيسى
ابن مريم عليه السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الانبياء قبله ، وزاده الانجيل
وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته وإلى الايمان بالله و
رسوله فأبى أكثرهم إلا طغيانا وكفرا ، وأتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما
عند الله ثلاثة وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الارض حيا
وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه ، وما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه ، وإنما شبه لهم
وماقدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لقوله تعالى : " إني متوفيك ورافعك إلي
ومطهرك من الذين كفروا " فلم يقدروا على قتله وصلبه لانهم لو قدروا على ذلك كان
تكذيبا لقوله : " ولكن رفعه الله إليه " بعد أن توفاه ، فلما أراد أن يرفعه أوحى إليه أن
استودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا .(1)إلى آخر ماسيأتي في
باب أحوال ملوك الارض .
4 ص : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبوجعفر عليه السلام :
لما كانت الليلة التي قتل فيها علي عليه السلام لم يرفع عن وجه الارض حجر إلا وجد تحته
دم عبيط(2)حتى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون عليه السلام ، و
كذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم عليه السلام وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين
عليه السلام .(3)
5 فس : " قوله بهتانا عظيما " أي قولهم : إنها فجرت . قوله : " وقولهم إنا
قتلنا المسيح(4)" لما رفعه الله إليه " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " .(5)
6 فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن حمران بن أعين ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه


(1)إكمال الدين : 130 .
(2)أي خالص طري .
(3)قصص الانبياء مخطوط .
(4)في المصدر : المسيح عيسى بن مريم رسول الله .
(5)تفسير القمي : 146 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه