بحار الأنوار ج87

الاخير وتتضرع إلى الله تعالى في مسائلك فانه أيسر مقام للحاجة إنشاء الله وبه
الثقة(1).
بيان : فان لم تحسنها أي جميع السور ، والرجوع إلى الاخير فقط بعيد
ويقال للتوحيد نسبة الرب لانها نزلت حين قالت اليهود انسب لنا ربك ، وفي القاموس
الفواضل الايادي الجسيمة أو الجميلة تصلها بالوسيلة أي تكون الصلاة مستمرة
إلى أن تعطيهم تلك الامور أو تصير سببا ، والفترة ما بين الرسولين من رسل الله تعالى
في الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة .
فاني قريب أي فقل لهم إني قريب روي أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله
أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فنزلت اجيب تقرير للقرب ووعد للداعي
بالاجابة فليستجيبوا لي أي إذا دعوتهم للايمان والطاعة كما أجبتهم إذا دعوني
لمهاتهم أو في الدعاء وليؤمنوا بي قيل أي فليثبتوا على الايمان ، وفي الاخبار
فليوقنوا بالاجابة أو بأني قادر على إعطائهم ما سألوه .
لعلهم يرشدون أي لعلهم يصيبون الحق ويهتدون إليه أسرفوا على أنفسهم
أي أفرطوا في الجناية عليها بالاسراف في المعاصي ولقد نادانا نوح أي دعانا حين
أيس من قومه فلنعم المجيبون أي فأجبناه أحسن الاجابة ، فوالله لنعم المجيبون
نحن ، والجمع للتعظيم أو بانضمام الملائكة المأمورين بذلك .
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أي سموا الله بأي الاسمين شئتم ، فانهما
سيان في حسن الاطلاق ، والمعني بهما واحد أياما ما تدعوا فله الاسماء الحسني
أي أي هذين الاسمين سميتم وذكرتم فهو حسن ، فوضع موضعه فله الاسماء الحسني
للمبالغة والدلالة على ما هو الدليل عليه ، فانه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان
الاسمان ، لانهما منها .
قيل : نزلت حين سمع المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا الله يا رحمن ، فقال
إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر ، وقيل : قالت له اليهود إنك لتقل ______________________________
(1)مصباح المتهجد : 243 - 239 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه