بحار الأنوار ج35

الطبري وابن إسحاق وابن مردويه أنه قال عمار : خرجنا مع النبي في غزوة
العشيرة(1)فلما نزلنا منزلا نمنا ، فما نبهنا إلا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا أبا تراب
لما رآه ساجدا معفرا(2)وجهه في التراب أتعلم من أشقى الناس ؟ أشقى الناس
اثنان : احيمر ثمود الذي عقر الناقة ، وأشقاها الذي يخضب هذه ووضع يده على لحيته .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام وسئل عن ذلك فقال : إن الله يباهي بمن يصنع
كصنيعك الملائكة ، والبقاع تشهد له ، قال : فكان عليه السلام يعفر خديه ويطلب الغريب
من البقاع لتشهد له يوم القيامة ، فكان إذا رآه والتراب في وجهه يقول : يا أبا تراب افعل
كذا ويخاطبه بما يريد .
وحدثني أبوالعلاء الهمداني بالاسناد عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في
حديث أن عليا عليه السلام خرج مغضبا فتوسد ذراعه(3)فطلبه النبي صلى الله عليه وآله حتى وجده
فوكزه برجله فقال : قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب ، أغضبت علي حين آخيت
بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى ؟ الخبر .
وجاء في رواية : أنه كني عليه السلام بأبي تراب لان النبي صلى الله عليه وآله قال : يا علي أول
من ينفض(4)التراب من رأسه أنت ، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقول : إنا كنا
نمدح عليا إذا قلنا له(أبا تراب).
وسموه أصلع قريش من كثرة لبس الخوذ على الرأس . وقال أميرالمؤمنين عليه السلام :
أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه .
ابن البيع في اصول الحديث والخر كوشي في شرف النبي ، وشيرويه في الفردوس
واللفظ له بأسانيدهم أنه كان الحسن والحسين في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوانه


(1)غزوة العشيرة ويقال : العشير وذى العشيرة وهو موضع من بطن ينبع وسيأتى
في ص 64(ب).
(2)عفر وجهه في التراب : مرغه ودسه فيه .
(3)توسد ذراعه : نام عليه وجعله كالوسادة له .
(4)نفض الثوب : حركه ليزول عنه الغبار .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه