بحار الأنوار ج40

من فيكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب ، أفتروني مانعا نفسي وولدي ومعطيكم ؟
ولاسوين بين الاسود والاحمر ، فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال : لتجعلني و
أسودا من سودان المدينة واحدا ؟ فقال له : اجلس رحمك الله تعالى أما كان ههنا من
يتكلم غيرك ؟ وما فضلك عليه إلا بسابقة أو تقوى .
ثم اللباس ، استعدى زياد بن شداد الحارثي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله على
أخيه عبدالله بن شداد(1)فقال : يا أميرالمؤمنين ذهب أخي في العبادة وامتنع أن
يساكنني في داري ولبس أدنى ما يكون من اللباس ، قال : يا أميرالمؤمنين تزينت
بزينتك ولبست لباسك ، قال : ليس لك ذلك ، إن إمام المسلمين إذا ولي امورهم
لبس لباس أدنى فقيرهم لئلا يتبيغ(2)بالفقير فقره فيقتله ، فلاعلمن ما لبست إلا من
أحسن زي قومك(وأما بنعمة ربك فحدث)فالعمل بالنعمة أحب من الحديث بها .
ثم القسم بالسوية والعدل في الرعية ، ولى بيت مال المدينة عمار بن ياسر
وأبا الهيثم بن التيهان فكتب : العربي والقرشي والانصاري والعجمي وكل من
في الاسلام من قبائل العرب وأجناس العجم(3)، فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود


(1)لم يذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله صحابى اسمه(زياد بن شداد الحارثى)نعم
عبدالله بن شداد كان من أصحابه لكن لم يعرف له أخ بهذا الاسم ، والظاهر وقوع التحريف ، و
ستأتى في باب جوامع مكارم اخلاقه وآدابه وسننه صلوات الله عليه رواية عن الكافى(1 : 410 و 411)
وفيه أن ربيع بن زياد شكا إليه عليه السلام من أخيه عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء . وقد
ذكرت القضية في نهج البلاغة أيضا(1 : 448 و 449 عبده ط مصر)وفيه أن علاء بن زياد
الحارثى اشتكى من أخيه عاصم بن زياد . وقال ابن أبى الحديد في شرحه(3 : 19 ط بيروت)
ان الذى رويته عن الشيوخ ورأيته بخط أحمد بن عبدالله الخشاب أن الربيع بن زياد الحارثى
أصابه نشابة في جبينه إلى أن قال : قال الربيع : يا أميرالمؤمنين ألا أشكو إليك عاصم بن
زياد أخى ؟ قال : ماله ؟ قال : لبس العباء وترك الملاء وغم أهله اه‍ .
(2)باغ وتبيغ : هاج .
(3)في المصدر بعد ذلك :سواء.

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه