بحار الأنوار ج43

فما فضل منها فأهده إلى بيت الله العتيق الذي حججت إليه ، فقال أميرالمؤمنين : إن
من النوق السلوب ، ومنها مايزلق ، فقال : إن يكن من النوق السلوب وما يزلق
فان من البيض مايمرق ، قال : فسمع صوت معاشوالناس : إن الذي فهم هذا الغلام
هو الذي فهمها سليمان بن داود .
بيان : السلوب من النوق التي القت ولدها بغير تمام ، وأزلقت الناقة : أسقطت
والمراد هنا ما تسقط النطقة ، ومرقت البيضة : فسدت .
أقول : قد اورد كثير من قضاياه عليه السلام في الفقيه والكافي في كتاب الحدود
وكتاب القضايا وكتاب الديات ، تركناها لو ضوح الامر وخوف الاطناب .
33 - قب : ابن سنان ، عن رجل من أهل الكوفة أن الحسن بن علي عليهما السلام
كلم رجلا فقال : من أي بلد أنت ؟ قال : من الكوفة قال : لو كنت بالمدينة لاريتك
منازل جبرئيل عليه السلام من ديارنا .
محمد بن سيرين أن عليا عليه السلام قال لابنه الحسن : أجمع الناس فاجتمعوا
فأقبل فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال : أيها الناس إن الله اختارنا
لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم الله
لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآخرته ، ولا
يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ، ولتعلمن نبأه بعد حين .
ثم نزل فجمع بالناس ، وبلغ أباه ، فقبل بين عينيه ثم قال : بأبي وامي
ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
العقد عن ابن عبد ربه والاندلسي وكتاب المدائني أيضا أنه قال عمرو بن
العاص لمعاوية : لو أمرت الحسن بن علي يخطب على المنبر ، فلعله حصر فيكون
ذلك وضعا له عند الناس فأمر الحسن بذلك ، فلما صعد المنبر تكلم وأحسن ثم قال :
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبيطالب
أنا ابن أول المسلمين إسلاما ، وامي فاطمة بنت رسول الله ، أنا ابن البشير
النذير ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين . وفي رواية ابن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه