بحار الأنوار ج57

إني قد فرضت فريضة وخلقت جنة لمن أطاعني فيها ، ونارا لمن عصاني ، فقلن : نحن
مسخرات على ماخلقتنا ، لا نحتمل فريضة ولا نبغي ثوابا ولاعقابا ، ولما خلق آدم
عليه السلام عرض عليه مثل ذلك فتحمله ، وكان ظلوما لنفسه بتحمله ما يشق عليها
جهولا بوخامة عاقبته .
والسادس ما قيل : إن المراد بالامانة العقل والتكليف ، وبعرضها عليهن
اعتبارها بالاضافة إلى استعدادهن ، وبإ بائهن الاباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة
والاستعداد ، وبحمل الانسان قابليته واستعداده لها ، وكونه ظلوما جهولا لما غلب
عليه من القوة الغضبية والشهوية ، وعلى هذا يحسن أن يكون علة للحمل عليه
فإن من فوائد العقل أن يكون مهيمنا على القوتين ، حافظا لهما عن التعدي ومجاوزة
الحد(1)ومعظم مقصود التكليف تعديلهما وكسر سورتهما .
والسابع أن المراد بالامانة أداء الامانة ضد الخيانة ، أو قبولها ، وتصحيح
تتمة الاية على أحد الوجوه المتقدمة .
الثامن : أن المراد بالامانة الامامة(2)والخلافة الكبرى ، وحملها ادعاؤها
بغير حق ، والمراد بالانسان أبوبكر ، وقد وردت الاخبار الكثيرة في ذلك أوردتها في
كتاب الامامة وغيرها ، فقد روي بأسانيد عن الرضا عليه السلام قال : الامانة الولاية من ادعاها
بغيرحق كفر ، وقال علي بن إبراهيم : الامانة هي الامامة والامر والنهي ، عرضت
على السماوات والارض والجبال " فأبين أن يحملنها " قال : أبين أن يدعوها أو يغصبوها
أهلها " وأشفقن منها وحملها الانسان " الاول " إنه كان ظلوما جهولا(1)" . وعن
الصادق عليه السلام : الامانة الولاية ، والانسان أبوالشرور المنافق . وعن الباقر عليه السلام :
هي الولاية ، أبين أن يحملنها كفرا ، وحملها الانسان ، والانسان أبوفلان
ومما يدل على أن المراد بها التكليف ما روي أن عليا عليه السلام كان إذا حضروقت _____________________________
(1)الحدود(خ).
(2)الامارة(خ).
(3)تفسير على بن ابراهيم : 535(مقطعا).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه