بحار الأنوار ج65

فقال : جدك يقول : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فأنا في السجن وأنت
في الجنة فقال عليه السلام : لو علمت مالك وما يرقب لك من العذاب ، لعلمت أنك مع
هذا الضر ههنا في الجنة ، ولو نظرت إلى ما أعد لي في الاخرة لعلمت أني معذب
في السجن ههنا انتهى .
وأقول : فالكلام يحتمل وجهين أحدهما أن تكون المعنى أن المؤمن غالبا
في الدنيا بسوء حال وتعب وخوف ، والكافر غالبا في سعة وأمن ورفاهية ، فلا ينافي
كون المؤمن نادرا بحال حسن ، والكافر نادرا بمشقة ، وثانيهما أن يكون المعنى أن
المؤن في الدنيا كأنه في سجن لانه بالنظر إلى حاله في الاخرة وما أعد الله له
من النعيم كأنه في سجن ، وإن كان بأحسن الاحوال بالنظر إلى أهل الدنيا ، و
الكافر بعكس ذلك لان نعيمه منحصر في الدنيا ، وليس له في الاخرة إلا أشد
العذاب ، فالدنيا جنته ، وإن كان بأسوء الاحوال ، وظهر وجه آخر مما ذكرنا
سابقا .
10 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن سنان ، عن
عمار بن مروان ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله جعل
وليه في الدينا غرضا لعدوه(1).
بيان : الغرض بالتحريك هدف يرمى فيه أي جعل محبه في الدنيا هدفا
لسهام عداوة عدوه ، وحيله وشروره .
- 11 كا : عن العدة عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن إبراهيم الحذاء
عن محمد بن صغير ، عن جده شعيب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : الدنيا
سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير(2).
ييان : فأي سجن استفهام للانكار ، والمعنى أنه ينبغي للمؤمن أن لا يتوقع
الرفاهية في الدنيا .
12 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 250 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه