بحار الأنوار ج38

أن يكون الافضل ، وأنه لا يجوز أن يكون مفضولا ، والمواخاة من جملة تلك الافعال
التي تدل على غاية الفضل والاختصاص .
ثم قال بعدرد اعتراضات اوردت على ذلك : والذي يدل على أن هذه المواخاة
كانت تقتضي تفضيلا وتعظيما وأنها لم تكن على سبيل المعونة والمواساة فظاهر الخبر(1)
عن أميرالمؤمنين عليه السلام في غير مقام بقوله مفتخرا متبجحا(2)(أنا عبدالله وأخو رسوله
لا يقوله بعدي إلا كذاب مفتر)فلو لا أن في الاخوة تفضيلا عظيما لم يفتخر بها ، ولا
أمسك معاندوه عن أنه لا مفخر فيها ، ويشهد أيضا بأن هذه المواخاة ذريعة(3)قوية إلى
الامامة وسبب وكيد لاستحقاقها أنه يوم الشورى لما عدد فضائله ومناقبه وذرائعه إلى
استحقاق الامامة قال في جملة ذلك :(أفيكم من آخى(4)رسول الله بينه وبين نفسه غيري ؟))
ويشهد أيضا باقتضاء المواخاة الفضيلة الباهرة والمزية الظاهرة ما رواه عيسى بن عبدالله بن
عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
سألت ربي فيك خمسا فمنعي واحدة وأعطاني أربعا : سألته أن يجمع عليك امتي فأبى ،
وأعطاني فيك أني أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة وأنت معي ، ومعي لواء الحمد
وأنت تحمله بين يدي تسوق به الاولين والآخرين ، وأعطاني أنك أخي في الدنيا والآخرة
وأن بيتك مقابل بيتي في الجنة ، وأعطاني أنك أولى بالمؤمنين من بعدي .
وروى حفص بن عمر بن ميمون قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال على المنبر بالكوفة :
أيها الناى إنه كانت لي من رسول الله عشر خصال هن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس :
قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلق مني يوم القيامة في
الموقف بين يدي الجبار ، ومنزلك في الجنة يواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان


(1)في المصدر : تظاهر الخبر .
(2)تبجح : افتخر وتعظم وباهى .
(3)الذريعة : الوسيلة .
(4)في المصدر : أفيكم أحد آخى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه