بحار الأنوار ج69

أقبل التوبة ، وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصديقين ألا يعجبوا باعمالهم ، فانه
ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك(1).
بيان : البرنس بالضم ، وفي النهاية هو كل ثوب رأسه ملتزق به من دراعة
أو جبة أو ممطر أو غيره ، قال الجوهري : هو قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها
في صدر الاسلام ، وهو من البرس بكسر الباء القطن ، والنون زائدة ، وقيل : أنه
غير عربي ، قال أنت أي أنت إبليس ، وقيل : خبر مبتدأ محذوف أي المسلم
أنت وعلى التقديرين استفهام تعجبي .
فلا قرب الله دارك أي لاقربك الله منا أو من أحد ، وقيل : أي حيرك
الله ، وقيل : لا تكون دارك قريبة من المعمورة كناية عن تخريب داره إنما
جئت لاسلم عليك أي لم أجئ لاضلالك فتبعدني ، لانه لاطمع لي فيك لقربك
من الله ، أو سلامي عليك للمنزلة التي لك عند الله .
به أختطف يقال : خطفه من باب علم وضرب واختطفه إذا استلبه وأخذه
بسرعة ، وكأن الالوان في البرنس كانت صورة شهوات الدنيا وزينتها أو الاديان
المختلفة والاراء المبتدعة أو الاعم ، واستحواذ الشيطان على العبد غلبته عليه
واستمالته إلى ما يريده منه .
أن لا يجعبوا قيل : أن ناصبة ولا نافية أو أن مفسرة ولا ناهية ، ويعجبوا
من باب الافعال على بناء المجهول أو على بناء المعلوم ، نحو أغد البعير ، وأقول :

الاول أظهر . أنصبه (كأضربه : أي اقيمه ، وكونه على بناء الافعال بمعنى
الاتعاب بعيد ، الا هلك أي استحق العذاب ، إذ جميع الطاعات لا تفي بشكر
نعمة واحدة من نعمه سبحانه ، ومع قطع النظر عن المناقشة في شرائط العبادة في
غالب الناس المقاصة بالمعاصي)(2).


(1)الكافي : ج 2 ص 314 .
(2)تتمة البيان أضفناه من شرح الكافي ج 2 ص 302 ، ونسخة الكمباني هناك
سقيم جدا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه