بحار الأنوار ج9

أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، ولم يقل : آدم رسول الله ، ولواء الحمد بيدي
يوم القيامة وليس بيد آدم ، فقالت اليهود : صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة ،
قال : هذه واحدة .
قالت اليهود : موسى خير منك ، قال النبي صلى الله عليه وآله : ولم ذلك ؟ قالوا : لان الله
عزوجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لقد اعطيت
أنا أفضل من ذلك ، فقالوا : وما ذاك ؟ قال : قوله تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده
ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله " وحملت على جناح
جبرئيل حتى انتهت إلى السماء السابعة فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى حتى
تعلقت بساق العرش ، فنوديت من ساق العرش : إني أنا الله لا إله إلا أنا السلام المؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤوف الرحيم ، فرأيته بقلبي وما رأيته بعيني ، فهذا
أفضل من ذلك ، فقالت اليهود : صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة ، قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : هذان اثنان .
قالوا : نوح خير منك ، قال النبي صلى الله عليه وآله : ولم ذلك ؟ قالوا : لانه ركب السفينة
فجرت على الجودي ، قال النبي صلى الله عليه وآله : لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك ، قالوا : وما
ذلك ؟ قال : إن الله عزوجل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش ، عليه ألف ألف
قصر ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، حشيشها الزعفران ، ورضراضها(1)الدر والياقوت ،
وأرضها المسك الابيض ، فذلك خير لي ولامتي ، وذلك قوله تعالى : " إنا أعطيناك
الكوثر " قالوا : صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة ، هذا خير من ذاك ، قال النبي صلى الله عليه وآله :
هذه ثلاثة .
قالوا : إبراهيم خير منك ، قال : ولم ذلك ؟ قالوا : لان الله تعالى اتخذه خليلا
قال النبي صلى الله عليه وآله : إن كان إبراهيم عليه السلام خليله فأنا حبيبه محمد ، قالوا : ولم سميت محمدا ؟
قال : سماني الله محمدا ، وشق اسمي من اسمه هو المحمود وأنا محمد وامتي الحامدون(2)


(1)الرضراض : ما صغر ودق من الحصى .
(2)في المصدر : وامتى الحامدون على كل حال .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه