بحار الأنوار ج63

التخيير أو يكون اليسار بالنسبة إلى الخارج كما أن اليمين كان بالنسبة إلى الداخل
والاظهر حمل هذا على الغسل الاول وما مر على الغسل الثاني ، فقوله فبدأ : هنا
على بناء المعلوم ، وارتفع التنافي من جميع الوجوه .
37 المكارم : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما ، فلا
يوجد لما أكل ريح ، وكان عليه السلام إذا أكل الخبز واللحم خاصة غسل يديه غسلا جيدا ،
ثم يمسح بفضل الماء الذي في يديه وجهه(1).
بيان : قال المحقق الاردبيلي رحمه الله : يمكن أن يكون غسل اليد الواحدة
المباشرة للطعام كافيا كما يشعر به بعض العبارات " غسل اليد " يحتمل استحباب
غسل الاثنتين وإن لم تكن المباشرة إلا واحدة انتهى ، وقال شيخنا البهائي رحمه الله :
واغسل يديك معا قبل الطعام وبعده وإن كان أكلك بيد واحدة .
38 المكارم : قال النبى صلى الله عليه وآله : من أراد أن يكثر خيره فليتوضأ عند حضور طعامه .
وعن الصادق عليه السلام قال : من غسل يده قبل الطعام وبعده بورك له في أوله و
آخره ، وعاش ما عاش في سعة ، وعوفي من بلوي في جسده .
وعنه عليه السلام قال : من غسل يده قبل الطعام فلا يمسحها بالمنديل ، فانه لايزال
البركة في الطعام مادامت النداوة في اليد .
وعنه عليه السلام قال : يبدأ أو لا رب المنزل ليغسل يده ومن عن يمينه ، فاذا
فرغ من الطعام يبدأ بمن عن يسار صاحب المنزل لانه أولى بالصبر على الغمر ، و
تمندل بعد ذلك .
وعنه عليه السلام قال : الوضوء قبل الطعام وبعده ينفيان الفقر كما ينفي الكير
خبث الحديد ، وما عاش في سعة وإن الملائكة تصلي على من يلعق أصبعه في آخر
الطعام .
وروي عنه عليه السلام أنه يكره عند الطعام رفع الطست حتى يمتلئ ويهراق .
وقال : من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور الطعام وبعده فانه


(1)مكارم الاخلاق : 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه