بحار الأنوار ج63

فانه يمد كل داء ، واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء(1).
بيان : في الكافي عن أحمد بن عمر الحلبى ، وما في المحاسن أحسن ، لان أحمد
لا يروي عن الصادق عليه السلام وإنما روايته عن الرضا ، وقد يروي عن الكاظم عليه السلام فالمراد
بالحلبى هنا عبيد الله ، أو أحد إخوته ، وفي بعض نسخ الكافي بعده رفعه وهو أصوب ،
ويمد من المد بمعنى الجذب ، أو من الامداد بمعنى الاعانة ، وعلى التقديرين
الضمير في قوله : " فانه " راجع إلى شرب الماء ، أي إكثاره ، ويحتمل إرجاعه إلى
مصدر أقلل ، فالمد بمعنى الجذب ، أي يجذبه ليدفعه والاول أظهر .
39 المحاسن : عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن عثمان بن أشيم عن
معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال : من أقل من شرب الماء صح بدنه(2).
40 ومنه : عن النوفلى باسناده قال : كان النبى صلى الله عليه وآله إذا أكل الدسم أقل
من شرب الماء ، فقيل : يا رسول الله إنك لتقل من شرب الماء ؟ قال : هو أمرء لطعامي(3).
41 ومنه : عن بعض أصحابنا رفعه قال : شرب الماء على أثر الدسم يهيج الداء(4).
بيان : يظهر من هذه الاخبار وجه جمع آخر بينها ، بأن يحمل أخبار المنع
على ما إذا كان بعد أكل الدسم ، وغيرها على غيره ، وهو مما تساعده التجربة أيضا .
وأقول : أكثر روايات المنع من إكثار شرب الماء مروية في المكارم مرسلا .
42 المحاسن : عن محمد بن الحسن بن شمون عن ابن أبى طيفور المتطبب قال :
نهيت أبا الحسن الماضى عليه السلام عن شرب الماء ، قال : وما بأس بالماء وهو يدير الطعام
في المعدة ، ويسكن الغضب ، ويزيد في اللب ، ويطفئ المرار(5).
المكارم : عن ابن أبى طيفور مثله .
بيان : يمكن أن يكون المراد بالادارة حقيقتها أي يجعل أعلاه أسفله ، فيحسن
الهضم ، وأن يكون المراد تقليبه في الاحوال كناية عن سرعة الهضم ، وفي بعض النسخ
يمرئ والاول موافق للكافي ، وربما يقرء بالباء الموحدة ، وفي المكارم يذيب من


(1 4)المحاسن : 571 572 راجع الكافى 6 ر 382 .
(5)المحاسن : 572 ، مكارم الاخلاق 178 ، راجع الكافى 6 ر 382 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه