بحار الأنوار ج40

وفي كتب أصحاب الرواية أنه قالت اليهود لما سمعت قوله سبحانه في شأن
أصحاب الكهف(ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا(1)): ما نعرف
التسع ، ذكرها رهط من المفسرين كالزجاج وغيره أن جماعة من أحبار اليهود
أتت المدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : ما في القرآن يخالف ما في التوراة ، إذ
ليس في التوارة إلا ثلاثمائة سنين ، فأشكل الامر على الصحابة فبهتوا ، فرفع إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : لا مخالفة ، إذالمعبر عند اليهود السنة الشمسية
وعند العرب السنة القمرية ، والتوراة نزلت عن لسان اليهود والقرآن العظيم
عن لسان العرب ، والثلاثمائة من السنين الشمسية ثلاثمائة وتسع من السنين القمرية .
وأورده الذي تفلسف في المتأخرين من خفر فارس(2)وكاديتأله في آخر شرحه
لملخص الچغميني في علم الهيئة ؟ فقال : قالت اليهود : ما نعرف تسع سنين حين سمعوا
(وازدادواتسعا)وقالوا : لا يوافق التوراة ووقع الاشكال على الصحابة فحله على
النهج المذكور الامام بالحق أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
ثم قال قدس سره : تنبيه : التحقيقق على ما حققناه في علم الهيئة أن السنة
القمرية الواسطية ناقصة عن السنة الشمسية الحقيقية بعشرة أيام وإحدى وعشرين
ساعة بالتقريب ، إذالتفاوت بين السنتين على التحقيق عشرة أيام وإحدى وعشرين
ساعة وخمس ساعة على قول من يقول بأن السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة و
ستون يوما ، وربع يوم . وعشرة أيام وإحدى وعشرون ساعة وثلاثة أخماس خمس
ساعة على رأي بطلميوس المقرر أن السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون
بوما ، وخمس ساعات وخمس وخمسون دقيقه واثنتا عشرة ثانية . وعشرة أيام وإحدى
وعشرون ساعة إلا دقيقة وثلاثة أخماس دقيقة من دقائق الساعات على ما ذهب إليه
التباني من المتأخرين ، الذاهب إلى أن السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون
يوما وخمس ساعات وست وأربعون دقيقة وعشرون ثانية ، وذلك مستبين لمن هو ذو دربة(3)


(1)سورة الكهف : 25 . *(2)درب الرجل : كان عاقلا وحاذقا بصناعته .
(3)هو شمس الدين محمد بن احمد الخفرى الحكيم الفاضل من تلامذة صدر الحكماء
المير صدر الدين محمد الدشتكى وله تآليف راجع الكنى والالقاب ج 2 : 198 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه