بحار الأنوار ج72

غفور رحيم * لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من
دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله
عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم
أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون إلى قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا
لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور .
1 فس : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون
إليهم بالمودة نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ولفظ الاية عام ومعناه خاص
وكان سبب دلك أن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم ، وهاجر إلى المدينة ، وكان
عياله بمكة ، وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وآله فصاروا إلى عيال
حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألونه عن خبر محمد صلى الله عليه وآله وهل يريد أن
يغزو مكة ؟ فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب أن رسول الله
صلى الله عليه وآله يريد ذلك ، ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى صفية ، فوضعته
في قرونها ومرت ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره بذلك ، فبعث رسول
الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين والزبير بن العوام في طلبها فلحقوها ، فقال لها
أمير المؤمنين : أين الكتاب ؟ فقالت : ما معي شئ ففتشوها فلم يجدوا معها شيئا
فقال الزبير : ما نرى معها شيئا فقال أمير المؤمنين عليه السلام : والله ما كذبنا رسول الله
صلى الله عليه وآله ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وآله على جبرئيل صلوات الله عليه ولا
كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه ، والله لتظهرن الكتاب أو لاوردن رأسك إلى
رسول الله ، فقالت : تنحيا حتى اخرجه ، فأخرجت الكتاب من قرونها فأخذه
أمير المؤمنين عليه السلام وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حاطب ما هذا ؟ فقال حاطب : والله يا رسول الله صلى الله عليه وآله
ما نافقت ولا غيرت ولا بدلت ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
حقا ، ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلى بحسن صنيع قريش إليهم ، فأحببت أن اجازي
قريشا بحسن معاشرتهم ، فأنزل الله جل ثناؤه على رسول الله صلى الله عليه وآله يا أيها الذين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه