بحار الأنوار ج56

حسنة ، فصعدت فوق السطح وصفقت فلم يسمعوا فدخنت ، فلما رأوا الدخان أقبلوا
يهرعون إلى الباب(1)وساق إلى قوله فكاثروه حتى دخلوا البيت فأهوى جبرئيل
نحوهم بإصبعه ، فذهبت أعينهم وساق إلى قوله ثم اقتلعها جبرئيل عليه السلام
بجناحه من سبع أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب
وصياح الديكة ، ثم قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل(2).
21 ومنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه

جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مروان ، عمن
رواه عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا أباه بشراه
بالخلة ، فجاء‌ه ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيض أبيضان يقطر رأسه ماء
ودهنا ، فدخل إبراهيم عليه السلام الدار ، فاستقبله خارجا من الدار ، وكان إبراهيم رجلا
غيورا ، وكان إذا خرج في حاجة أعلق بابه وأخذ مفتاحه معه ، ثم رجع ففتح فإذا
هو برجل(3)أحسن ما يكون من الرجال ، فأخذ بيده وقال : يا عبدالله من أدخلك
دراي ؟ فقال : ربها أدخلنيها . فقال : ربها أحق بها مني ، فمن أنت ؟ قال : أنا
ملك الموت ، ففزع إبراهيم وقال : جئتني لتسلبني روحي ؟ قال : لا ، ولكن اتخذ
الله عبدا خليلا فجئت لبشارته ، فقال : من هو ؟ لعلي أخدمه حتى أموت ! قال :
أنت هو ، فدخل على سارة فقال لها : إن الله تبارك وتعالى اتخذني خليلا(4).
22 الدر المنثور : من عدة كتب عن ابن عباس ، قال : بينا رسول الله
صلى الله عليه وآله ومعه جبرئيل يناجيه إذا نشق افق السماء فأقبل جبرئيل
يتضاء‌ل ويدخل بعضه في بعض ويدنو من الارض ، فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول
الله صلى الله عليه فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويخيرك بين أن تكون نبيا


(1)اى يمشون اليه سريعا وفي اضطراب .
(2)روضة الكافى : 328 .
(3)في المصدر : برجل قائم احسن .
(4)روضة الكافى : 392 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه