بحار الأنوار ج73

قال : وقال عبدالله بن جعفر الطيار ، دخلت على عمي علي بن أبيطالب عليه السلام
صباحا وكان مريضا ، فقلت : كيف أصبحت يا أميرالمؤمنين ؟ قال : يابني كيف أصبح
من يفنى ببقائه ويسقم بدوائه ، ويؤتى من مأمنه .
وقيل لعلي بن الحسين عليهما السلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟ قال : أصبحت
مطلوبا بثمان : الله تعالى يطلبني بالفرايض ، والنبي صلى الله عليه وآله بالسنة ؟ والعيال بالقوت
بالنفس بالشهوة ، والشيطان باتباعه والحافظان بصدق العمل ، وملك الموت بالروح
والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب .
وقيل لابنه محمد بن علي عليهما السلام : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحنا غرقى في النعمة
موقورين بالذنوب ، يتحبب إلينا إلهنا بالنعم ، ونتمقت إليه بالمعاصي ، ونحن نفتقر
إليه ، وهو غني عنا .
وقيل لبكر بن عبدالله المزني : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت قريبا أجلي
بعيدا أملى ، سيئا عملي ، ولوكان لذنوبي ريح ما جالستموني
قال : وقل لرجل من المعمرين : كيف أصبحت ؟ قال :
أصبحت لا رجلا يغدوا لحاجته * ولا قعيدة بيت تحسن العملا
وقيل لابي رجاء العطاري وقد بلغ عشرين ومائة سنة : كيف أصبحت ؟ قال :
أصبحت لا يحمل بعضي بعضا * كأنما كان شبابي قرضا(1).
أقول : نقل من خط الشهيد رحمه الله قال قطب الدين الكيدري : روى معمر ، عن
الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كنا مارين في أزقة المدينة يوما إذا أقبل
علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته فقال :
وعليك السلام يا أمير المؤمنين كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت ونومي خطرات
ويقظني فزعات ، وفكرتي في يوم الممات ، الخبر .
4 نهج : قيل لامير المؤمنين عليه السلام : كيف تجدك يا أمير المؤمنين : فقال :
كيف يكون حال من يفني ببقائه ، ويسقم بصحته ، ويؤتى من مأمنه(2).


(1)أمالى الطوسي ج 2 ص 253 و 254 . * *(2)نهج البلاغة الرقم 115 من الحكم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه