بحار الأنوار ج42

ولقد أخبرني أنك تقطع يدي ورجلي ولساني ، قال : إذا والله نكذبه ، اقطعوا
يديه ورجليه وأخرجوه . فلما حمل إلى أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم ، وهو
يقول : أيها الناس سلوني وإن للقوم عندي طلبة لم يقضوها ، فدخل رجل على ابن
زياد فقال له : ما صنعت قطعت يديه ورجليه وهو يحدث الناس بالعظائم ؟ قال : فأرسل
إليه : ردوه - وقد انتهى إلى بابه - فردوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه -(1)
بيان : الزرنوقان - بالضم ويفتح - : منارتان تبنيان على جانبي رأس
البئر .
19 - فض : قيل : كان مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يخرج
من الجامع بالكوفة فيجلس عند ميثم التمار رضي الله عنه فيحادثه ، فيقال : إنه قال
له ذات يوم : ألا ابشرك يا ميثم ؟ فقال : بماذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : بأنك تموت
مصلوبا ، فقال يا مولاي وأنا على فطرة الاسلام ؟ قال : نعم ، ثم قال يا ميثم تريد
اريك الموضع الذي تصلب فيه والنخلة التي تعلق عليها وعلى جذعتها ؟ قال : نعم
يا أميرالمؤمنين ، فجاء به إلى رحبة الصيارف(2)وقال له : ههنا ، ثم أراه نخلة قال
له : على جذع هذه فما زال ميثم رضي الله عنه يتعاهد تلك النخلة حتى قطعت وشقت
نصفين ، فسقف بالنصف منها وبقي النصف الآخر ، فما زال يتعاهد النصف ويصلي
في ذلك الموضع ويقول لبعض جيران الموضع : يا فلان إني اريد أن اجاورك عن
قريب فأحسن جواري ، فيقول ذلك الرجل في نفسه : يريد ميثم أن يشتري دارا
في جواري ، ولا يعلم ما يريد بقوله ، حتى قبض أميرالمؤمنين عليه السلام وظفر معاوية و
أصحابه ، واخذ ميثم فيمن اخذ ، وأمر معاوية بصلبه فصلب على ذلك الجذع في ذلك
المكان ، فلما رأى ذلك الرجل أن ميثما قد صلب في جواره قال : إنا لله وإنا إليه
راجعون ، ثم أخبر الناس بقصة ميثم وما قاله في حياته ، وما زال ذلك الرجل يتعاهده


(1)معرفة اخبار الرجال : 51 و 52 .
(2)في المصدر : الصيارفة . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه