بحار الأنوار ج42

عليا ليخبرنا بالغيب ! فقلت له : أو كائن ذاك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : إي ورب
الكعبة كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه واله ، قال : فقلت : لم(1)يفعل ذلك بي يا أميرالمؤمنين
فقال : ليأخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله بن زياد ، قال : وكان
يخرج إلى الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لي : يا ميثم إن لك ولها شأنا من
الشأن ، قال : فلما ولي عبيدالله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي
بالكناسة فتخرق ، فتطير من ذلك فأمر بقطعها ، فاشتراها رجل من النجارين
فشقها أربع قطع ، قال ميثم : فقلت لصالح ابني : فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه
اسمي واسم أبي ودقه في بعض تلك الاجذاع .
قال : فلما مضى بعد ذلك أيام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا : يا ميثم
انهض معنا إلى الامير نشتكي(2)إليه عامل السوق فنسأله أن يعزله عنا ويولي علينا
غيره ، قال : وكنت خطيب القوم ، فنصت لي وأعجبه منطقي ، فقال له عمرو بن حريث :
أصلح الله الامير تعرف هذا المتكلم ؟ قال : ومن هو ؟ قال : ميثم التمار الكذاب
مولى الكذاب علي بن أبي طالب ، قال : فاستوى جالسا فقال لي : ما تقول ؟ فقلت
كذب أصلح الله الامير ، بل أنا الصادق مولى الصادق علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين
حقا ، فقال لي : لتبرأن من علي ولتذكرن مساويه وتتولى عثمان وتذكر محاسنه
أو لاقطعن يديك ورجليك ولاصلبنك ، فبكيت ، فقال لي : بكيت من القول دون
الفعل ؟ فقلت : والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني
يوم أخبرني سيدي ومولاي ، فقال لي : وما قال لك ؟ قال : فقلت : أتيته الباب فقيل
لي : إنه نائم ، فناديت : انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك ، فقال :
صدقت وأنت والله ليقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتصلبن ، فقلت : ومن يفعل ذلك
بي يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : يأخذك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله بن زياد
قال : فامتلا غيظا ثم قال لي : والله لاقطعن يديك ورجليك ولادعن لسانك حتى


(1)ومن يفعل ظ .
(2)في المصدر : نشكو .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه