بحار الأنوار ج50

عليه ، ولم يزل يحدثه ويسامره ، فلماانقضى ذلك قال له أبوجعفر محمد بن علي الرضا
عليهما السلام : ياأميرالمؤمنين قال : لبيك وسعديك ، قال : لك عندي نصيحة فاقبلها
قال المأمون : بالحمد والشكر ثمقال : فما ذاك يا ابن رسول الله ؟ قال : احب
أن لا تخرج بالليل فاني لاآمن عليك هذا الخلق المنكوس وعندي عقد تحصن به نفسك
وتحترزبه عن الشرور والبلايا والمكاره ، والافات والعاهات ، كما أنقذني الله منك
البارحة ، ولو لقيت به جيوش الروم والترك ، واجتمع عليك وعلى غلبتك أهل
الارض جميعا ما تهيألهم منك شئ باذن الله الجبار ، وإن أحببت وبعثت به إليك لتحترز
به من جميع ما ذكرت لك ، قال : نعم ، فاكتب ذلك بخطك وابعثه إلى قال
عليه السلام : نعم .
قال ياسر : فلما أصبح أبوجعفر عليه السلام بعث إلي فدعاني فلما سرت إليه
وجلست بين يديه دعا برق ظبي تهامة ثم كتب بخطه هذا العقد ، ثم قال :
يا ياسر احمل هذا إلى أمير المؤمنين ! وقل حتى يصاغ له قصبة من فضة منقوش
عليه ما أذكره بعد فاذا أراد شده على عضده فليشده على عضد الايمن ، وليتوضأ
وضوء‌ا حسنا سابغا وليصل أربع ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وسبع
مرات آية الكرسي وسبع مرات شهد الله وسبع مرات والشمس وضحيها وسبع
مرات والليل إذا يغشى ، وسبع مرات قال هوالله أحد
فاذا فرغ منها فليشده على عضده الايمن ، عند الشدائد والنوائب بحول الله
وقوته وكل شئ يخافه ويحذره ، وينبغي أن لايكون طلوع القمر في برج العقرب
ولو أنه غزا أهل الروم وملكهم لغلبهم باذن الله وبركة هذا الحرز إلى آخرما أوردته
في كتاب الدعاء(1)10 - عيون المعجزات : صفوان ، عن أبي نصر المهداني عن حكيمة بنت
أبي الحسن القرشي وكانت من الصالحات قالت : لما قبض أبوجعفر عليه السلام أتيت
ام الفضل بنت المأمون أو قالت : ام عيسى بنت المأمون فعزيتها فوجدتها شديدة


(1)مهج الدعوات ص 44 - 48 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه