بحار الأنوار ج69

في سعة حين هرب إلى الغار ، إذ لم يجد أعوانا .
وقد خذلتني الامة . فبايعتك ، ولو وجدت عليك أعوانا ما بايعتك ، وقد
جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وعادوه ، وكذلك أنا وأبي في سعة من الله
عزوجل حين تركتنا الامة ، وبايعت غيرنا ، ولم نجد أعوانا ، وإنما هي السنن
والامثال يتبع بعضها بعضا .
أيها الناس لو التمستم بين المشرق والمغرب أن تجدوا رجلا أبوه وصي رسول
الله صلى الله عليه وآله ، وجده نبي الله غيري وغير أخي لم تجدوا ، فاتقوا الله ولا تضلوا
بعد البيان ، وإني قد بايعت هذا ولا أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين .
أيها الناس أنه لا يعاب إحد بترك حقه ، وإنما يعاب من يأخذها ما ليس له
وكل صواب نافع ، وكل خطأ غير ضار ، وقد انتهت القضية إلى داود ففهمها
سليمان ، فنفعت سليمان ولم تضر داود ، وأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي
للمؤمن أنفع ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه أبي طالب في الموت قل : لا إله إلا الله
أشفع لك بها يوم القيامة ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له ، إلا ما
يكون منه على يقين ، وليس ذلك لاحد من الناس لقول الله عزوجل : وليست
التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان
ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك أعتدنا لهم عذابا أليما (1).
أيها الناس اسمعوا وعوا ، واتقوا الله وارجعوا ، وهيهات منكم الرجعة إلى
الحق وقد خامركم الطغيان والجحود ، والسلام على من اتبع الهدى(2).


(1)النساء : 18 .(2)البرهان مخطوط وترى الحديث في أمالي الشيخ ج 2
ص 174 مع اختلاف ، واعلم أنه قال الشهيد الثاني رحمه الله في رسالة حقائق الايمان : اعلم أن
جمعا من علماء الامامية حكموا بكفر أهل الخلاف : والاكثر على الحكم باسلامهم ، فان أرادوا
بذلك كونهم كافرين في نفس الامر ، لا في الظاهر ، فالظاهر أن النزاع لفظي ، اذ القائلون
باسلامهم يريدون ما ذكرناه من الحكم بصحة جريان أكثر أحكام المسلمين عليهم في الظاهر
لا أنهم مسلمون في نفس الامر فلذا نقلوا الاجماع على دخولهم في النار ، وان أرادوا بذلك

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه