تذنيب : فيه مقاصد : الاول في حقيقة المعجزة : وهي أمر تظهر بخلاف العادة من
المدعي للنبوة أو الامامة عند تحري(1)المنكرين على وجه يدل على صدقه ، ولا يمكنهم
معارضته ، ولها سبعة شروط :
الاول : أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه من التروك ، كما إذا قال : معجزتى
أن أضع يدي على رأسي وأنتم لا تقدرون عليه ، ففعل وعجزوا .
الثاني : أن يكون خارقا للعادة .
الثالث : أن يتعذر معارضته فيخرج السحر والشعبدة .
الرابع : أن يكون مقرونا بالتحدي ، ولا يشترط التصريح بالدعوى ، بل تكفي
قرائن الاحوال .
الخامس : أن يكون موافقا للدعوى ، فلو قال : معجزتي كذا ، وفعل خارقا آخر
لم يدل على صدقه ، كما نقل من فعل مسيلمة وأنه تفل في البئر ليزيد ماؤه فنضب(2)
ويبس .
السادس : أن لا يكون ما أظهره مكذبا له ، كما لو أنطق الضب فقال : إنه كاذب ،
فلا يعلم صدقه ، بل يزداد اعتقاد كذبه ، بخلاف أن يحيي الميت فيكذبه ، فإن الصحيح
أنه لا يخرج عن المعجزة ، لان إحياءه معجزة وهو غير مكذب ، وإنما المكذب ذلك
الشخص بكلامه ، وهو بعد الاحياء مختار في تصديقه وتكذيبه ، فلا يقدح تكذيبه ، ومنهم
من قدح فيه مطلقا ، ومنهم من فرق بين استمرار حياته وبين ما إذا خر ميتا في الحال ،
فقدح في الثاني دون الاول والاظهر ما ذكرنا ،
السابع : أن لا تكون المعجزة متقدما على الدعوى ، بل مقارنا لها أو متأخرا عنها
بزمان يسير معتاد مثله ، والمشهور أن الخوارق المتقدمة على دعوى النبوة كرامات
وإرهاصات أي تأسيسات للنبوة .
الثاني : في وجه دلالة المعجزة على صدق النبي أو الامام ، فذهبت المعتزلة والامامية
(1)التحرى : طلب ما هو أحرى بالاستعمال في غالب الطن ، أو طلب أحرى الامرين أى أولاهما
(2)نضب الماء : غار في الارض .*