بحار الأنوار ج27

24 - وباسناده إلى محمد بن مسلم قال : خرجت مع أبي جعفر عليه السلام إلى مكان يريده
فسرنا وإذا ذئب قد انحدر من الجبل وجاء حتى وضع يده على قربوس السرج وتطاول
فخاطبه فقال له الامام : ارجع فقد فعلت ، قال : فرجع الذئب مهرولا ، فقلت : سيدي(1)
ماشأنه ؟ قال : ذكر أن زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج وأن يرزقه الله
ولدا لايؤذي دواب شيعتنا ، قلت له : اذهب فقد فعلت .
قال : ثم سرنا فاذا قاع مجدب يتوقد حرا وهناك عصافير فتطايرن ودرن حول
بغلته(2)فزجرها وقال : لا ولا كرامة ، قال : صم را(3)إلى مقصده ، فلما رجعنا
من الغد وعدنا إلى القاع فاذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت ، فسمعته
يقول : اشربي واروي ، قال : فنظرت فاذا في القاع ضحضاح من الماء .
فقلت : ياسيدي بالامس منعتها واليوم سقيتها ، فقال : اعلم أن اليوم خالطها
القنابر فسقيتها ، ولولا القنابر ماسقيتها(4)، فقلت : ياسيدي وما الفرق بين القنابر
والعصافير ؟
فقال : ويحك أما العصافير فانهم موالي عمر لانهم منه ، وأما القنابر فإنهم
من موالينا أهل البيت ، وإنهم يقولون في صفيرهم : بوركتم أهل البيت وبوركت شيعتكم
ولعن الله أعداء‌كم ، ثم قال : عادانا من كل شئ(5)حتى من الطيور الفاختة ومن
الايام أربعاء(6).
25 - مد : باسناده عن ابن المغازلي الشافعي عن محمد بن الحسن عن المقدام بن


(1)في المصدر : ياسيدى .
(2)في نسخة : ورفرفت .
(3)في نسخة :(وسار)وهو الموجود في المصدر .
(4)في المصدر : لما سقيتها .
(5)في المصدر : من كل شئ شئ .
(6)مشارق الانوار : 113 و 114 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه