تغلب لي وأن تمكر لي وأن تخدع لي وأن كيد لي وأن تكفيني مؤنة فلان بلا مؤنة
فان هذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وآله يوم احد(1).
بيان : في القاموس لطف كنصر لطفا بالضم رفق ودنا ، والله لك : أوصل إليك
مرادك بلطف ، والمؤنة الثقل والمشقة .
24 - المكارم : صلاة للذكاء وجودة الحفظ : عن سدير يرفعه إلى الصادقين
عليهم السلام قال : تكتب بزعفران الحمد ، وآية الكرسي ، وإنا أنزلناه ، ويس
والواقعة ، وسبح ، وتبارك ، وقل هو اله أحد ، والمعوذتين ، في إناء نظيف ثم تغسل
ذلك بماء زمزم أو بما المطر أو بماء نظيف ، ثم تلقي عليه مثقالين لبانا ، وعشرة
مثاقيل سكرا ، وعشرة مقاقيل عسلا ، ثم يوضغ تحت السماء وتوضع على رأسه حديدة
ثم تصلي آخر الليل ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد خمسين مرة
أعطوه الطاعة في أمر الدين الالهى من دون أن يكون بأعلمهم ، وانقادوا له في أمر
البيئة والمجتمع من دون أن يكون معصوما من الخطأ والوقيعة ، وأخذو بأعناق الناس
يجرونهم إلى بيعته وليس يجب عليهم طاعته وولايته الابعد البيعة بزعمهم .
نعم بايعوه بيعة مادية كمبايعة أهل السوق فالتزموا طاعته ونصحه وضربوا الرقاب
في اعلاء أمره ، من دون أن يأخذوا منه في مقابله شيئاالا الوعد بتنظيم أمورهم في الدنيا
الفانية ، ولايتم له الوفاء بهذا الوعد الا بعد اجتماعهم عليه ونصحهم وطاعتهم له ، فأصبحت
بيعتهم هذه لا هى بيعة واقعية دينية ولا بيعة سوقية صحيحة يستوفى فيها الثمن والمثمن ، ولا هو
استجار وقع على شرائطه حتى نعرج على انفاذه شرعا .
فماالذى يوجب على المؤمنين الموحدين أن يلتزموا بهذه الصفقة الغاشمة ، وهم لا
يريدون الا الدين ولا يبغون لانفسهم ثمنا الا الجنة ورضوان من الله أكبر لوكانوا
يعقلون .
من كان يريد حرث الاخرة نزدله في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها
وماله في الاخرة من نصيب ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .
(1)مكارم الاخلاق : 391 .