بحار الأنوار ج68

قال : فسلهم من ربهم ؟ فقالوا : فرعون ، قال : ومن خالقكم ؟ قالوا : فرعون
هذا ، قال : ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا : فرعون
هذا ، قال حزقيل : أيها الملك فاشهدك وكل من حضرك أن ربهم هوربي
وخالقهم هوخالقي ورازقهم هورازقي ، ومصلح معايشهم هومصلح معايشي ، لا
رب لي ولاخالق ولارازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم ، واشهدك ومن حضرك
أن كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا برئ منه ومن
ربوبيته وكافر بالهيته
يقول حزقيل هذا وهو يعني أن ربهم هوالله ربي ، ولم يقل أن الذي
قالوا : إن ربهم هوربي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهموا
أنه يقول : فرعون ربي وخالقي ورازقي ، فقال لهم فرعون : يارجال الشر
وياطلاب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي ، وهوعضدي
أنتم المستحقون لعذابي لارادتكم فساد أمري وهلاك ابن عمي ، والفت في عضدي
ثم أمر بالاوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد ، وفي صدره وتد ، وأمر
أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ماقال الله تعالى :
فوقاه الله سيئات مامكروا (1)لماوشوا به إلى فرعون ليهلكوه وحاق بآل
فرعون سوء العذاب وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الاوتاد ، ومشط
عن أبدانهم لحومها بالامشاط(2)
21 - ج : معاوية بن وهب ، عن سعيدبن السمان قال : كنت عند أبي عبدالله
عليه السلام إذدخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمام مفترض طاعنه ؟
قال : فقال : لا ، فقالاله : قد أخبرنا عنك الثقاة أنك تقول به - وسموا قوما
وقالوا : هم أصحاب ورع وتشمير ، وهم ممن لايكذب - فغضب أبوعبدالله عليه السلام
وقال : ماأمرتهم بهذا ، فلما رأيا الغضب بوجهه خرجا الخبر(3)


(1)المؤمن : 45
(2)الاحتجاج ص 200 ، وتراه في تفسير الامام ص 162
(3)الاحتجاج ص . .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه