بحار الأنوار ج35

الحليفة ، فما رآه أبوبكر قال : أمير أو مأمور ؟ فقال علي عليه السلام : بعثني النبي صلى الله عليه وآله
لتدفع إلي براء‌ة ، قال : فدفعها إليه ، وانصرف أبوبكر إلى رسول الله فقال : يا رسول الله :
مالي نزعت مني براء‌ة ؟ أنزل في شئ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن جبرئيل نزل علي
فأخبرني أن الله يأمرني أنه لن يؤدي عني غيري أو رجل مني ، فأنا وعلي من شجرة
واحدة والناس من شجر شتى ، أما ترضى يا أبابكر أنك صاحبي في الغار ؟ قال : بلى با
رسول الله ، فلما كان(1)يوم الحج الاكبر وفرغ الناس من رمي الجمرة الكبرى قام
أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عند الجمرة فنادى في الناس ، فاجتمعوا إليه ، فقرأ
عليهم الصحيفة بهؤلاء الآيات(براء‌ة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)
إلى قوله :(فخلوا سبيلهم)ثم نادى : ألا لايطوف(2)بالبيت عريان ، ولا يحجن مشرك
بعد عامه هذا ، وإن لكل ذي عهد عهده إلى مدته ، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان
مسلما ، وإن أجلكم أربعة أشهر إلى أن تبلغوا بلدانكم ، فهو قوله تعالى :(فسيحوا في
الارض أربعة أشهر)وأذن الناس كلهم بالقتال إن لم يومنوا ، فهو قوله :(وأذان من الله
ورسوله إلى الناس)قال إلى أهل العهد : خزاعة وبني مدلج(3)ومن كان له عهد غيرهم
(يوم الحج الاكبر)قال : فالاذان أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : النداء الذي
نادى به ، قال : فلما قال :(فسيحوا في الارض أربعة أشهر)قالوا : وعلى ما تسيرنا أربعة
أشهر فقد برئنا منك ومن ابن عمك ؟ إن شئت الآن الطعن والضرب ، ثم استثنى الله منهم
فقال :(إلا الذين عاهدتم من المشركين)فقال : العهد من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله ولث
من عقود على الموادعة(4)من خزاعة وغيرهم ، وأما قوله :(فسيحوا في الارض أربعة أشهر)
لكي يتفر قوا(5)عن مكة وتجارتها فيبلغوا إلى أهلهم ، ثم إن لقوهم بعد ذلك قتلوهم ،
والاربعة الاشهر التي حرم الله فيها دماء‌هم عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع


(1)في المصدر : قال : فلما كان اه‍ .
(2)في المصدر : لا يطوفن .
(3)في المصدر : قال : اهل خزاعة وبنو مدلج اه‍ .
(4)الموادعة : المصالحة والمسالمة .
(5)في المصدر : قال : هذا لمن كان له عهد ولمن خرج عهده في اربعة اشهر لكى يتفرقوا اه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه