بحار الأنوار ج6

فقال : أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم ، ثم لا يبالي أوقع على
الموت أو وقع الموت عليه ؟ والله لا يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ؟ .
44 - دعوات الراوندي : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا يتمنين أحدكم الموت لفتر
نزل به .
45 - وقال : لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد ، وإن من سعادة المرء أن
يطول عمره ، ويرزقه الله الانابة إلى دار الخلود .
46 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام : بقية عمر المرء لا قيمة له ، يدرك بها ما قد فات ،
ويحيي ما مات .
أقول : سيأتي أخبار الاستعداد للموت في باب موضوع له في كتاب المكارم .
تحقيق مقام لرفع شكوك وأوهام : ربما يتوهم التنافي بين الآيات والاخبار الدالة
على حب لقاء الله ، وبين ما يدل على ذم طلب الموت ، وما ورد في الادعية من استدعاء
طول العمر وبقاء الحياة ، وما روي من كراهة الموت عن كثير من الانبياء والاولياء ،
ويمكن الجواب عنه بوجوه : الاول ما ذكره الشهيد رحمه الله في الذكرى من أن حب
لقاء الله غير مقيد بوقت ، فيحمل على حال الاحتضار ومعاينة ما يحب ، واستشهد لذلك
بما مر من خبر عبدالصمد بن بشير .(1)
الثاني : أن الموت ليس نفس لقاء الله فكراهته من حيث الالم الحاصل منه لا يستلزم
كراهة لقاء الله ، وهذا لا ينفع في كثير من الاخبار .
الثالث : أن ما ورد في ذم كراهة الموت فهي محمولة على ما إذا كرهه لحب الدنيا
وشهواتها والتعلق بملاذها ، وما ورد بخلاف ذلك على ما إذا كرهه لطاعة الله تعالى
وتحصيل مرضاته وتوفير ما يوجب سعادة النشأة الاخرى ، ويؤيده خبر سلمان .(2)
الرابع : أن كراهة الموت إنما تذم إذا كانت مانعة من تحصيل السعادات الاخروية
بأن يترك الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهجران الظالمين لحب الحياة


(1)الواقع تحت رقم 17 .
(2)الواقع تحت رقم 23 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه