بحار الأنوار ج28

الاعصار بعدهم إلى وقتنا هذا انتهى(1).
وقال التفتازانى في شرح المقاصد ، محتجا على إمامة أبى بكر : لنا وجوه
الاول وهو العمدة إجماع أهل الحل والعقد على ذلك ، وإن كان من البعض بعد
تردد وتوقف على ما روى أن الانصار قالوا منا أمير ومنكم أمير ، وأن أبا سفيان قال أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلى عليكم تيم ؟ والله لاملان الوادي خيلا ورجلا ، وذكر
في صحيح البخاري وغيره من كتب الاصحاب أن بيعة علي كانت بعد توقف ، وفي
إرسال أبي بكر وعمر أبا عبيدة بن الجراح إلى على عليه السلام رسالة لطيفة روتها الثقات
باسناد صحيح يشتمل على كلام كثير من الجانبين ، وقليل غلظة من عمر ، وعلى أن
عليا عليه السلام جاء إليهما ودخل فيما دخلت فيه الجماعة ، وقال حين قام من المجلس :
بارك الله فيما ساء‌ني وسركم ، فما روي أنه لما بويع لابي بكر وتخلف علي عليه السلام و
الزبير ومقداد وسلمان وأبوذر أرسل أبوبكر من الغد إلى علي عليه السلام فأتاه مع أصحابه
فبايعه وسائر المتخلفين محل نظر انتهى .
وقال في موضع آخر من الكتاب المذكور : وتنعقد الامامة بطرق : أحدها بيعة
أهل الحل والعقد من العلماء والروساء ووجوه الناس من غير اشتراط عدد ولا اتفاق
الكل من سائر البلاد ، بل لو بايع واحد مطاع كفت بيعته ، ثم قال فيه : طريق ثبوت
الامامة عندنا وعند المعتزلة والخوارج والصالحية خلافا للشيعة ، اختيار أهل الحل
والعقد وبيعتهم ، من غير أن يشترط إجماعهم على ذلك ، ولا عدد محدود ، بل ينعقد
بعقد واحد منهم ، ولهذا لم يتوقف أبوبكر إلى انتشار الاخبار في الاقطار ، ولم
ينكر عليه أحد ، وقال عمر لابي عبيدة : أبسط يدك لا بايعك ، فقال : أتقول هذا
وأبوبكر حاضر ؟ فبايع أبابكر ، وهذا مذهب الاشعري إلا أنه يشترط أن يكون
ذلك العقد بمشهد من الشهود ، لئلا يدعى الاخر عقدا سرا متقدما على هذا
العقد انتهى(2).


(1)راجع شرح المواقف 2 / 467 ط دار الطباعة القاهرة .
(2)شرح المقاصد : 2 / 271 و 272 ، وقال في كلام له : ان ما وقع بين الصحابة(*)=

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه