بحار الأنوار ج22

سكتت ، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف ، فقلت لامي : ما
هذا الكتاب ؟ فقالت : يا روزبه إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا
فلا تقرب ذلك المكان ، فإنك إن قربته قتلك أبوك ، قال : فجاهدتها حتى جن
الليل ، ونام أبي وامي ، فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا عهد من الله إلى آدم ، إنه خالق من صلبه نبيا يقال له : محمد ، يأمر بمكارم الاخلاق
وينهى عن عبادة الاوثان ، يا روزبه ائت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية .
قال : فصعقت صعقة وزادني شدة ، قال : فعلم أبي وامي بذلك فأخذوني و
جعلوني في بئر عميقة ، وقالوا لي : إن رجعت وإلا قتلناك ، فقلت لهم : افعلوا بي
ما شئتم ، حب محمد لا يذهب من صدري ، قال سلمان : والله ما كنت أعرف العربية
قبل قراء‌تي الكتاب ، ولقد فهمني الله العربية من ذلك اليوم ، قال : فبقيت في البئر
فجعلوا ينزلون إلي قرصا صغارا ، فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء ، فقلت :
يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي ، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا
فيه ، فأتاني آت عليه ثياب بيض قال : قم يا روزبه ، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة(1)
فأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله
فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد ، فأصعدني
إليه ، وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال : إني ميت ، فقلت له :
فعلى من تخلفني ؟ فقال : لا أعرف أحد يقول بمقالتي إلا راهبا(2)بانطاكية ، فإذا
لقيته فاقرأه منى السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحا ، فلما مات غسلته
وكفنته ودفنته ، وأخذت اللوح وصرت به إلى انطاكية ، وأتيت الصومعة وأنشأت
أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف
علي الديراني فقال لي : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه ، فخدمته


(1)في المصدر : إلى الصومعة .
(2)راهب خ ل . أقول : في المصدر : يقول بمقالتى هذه الا رهبانا في انطاكية

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه