بحار الأنوار ج48

فصاح الفضل : التراب التراب ، فجعل يطرح وهو يهوي ، فدعا بأحمال شوك
وطرحها فهوت ، فأمر حينئذ بالقبر ، فسقف بخشب وأصلحه ، وانصرف منكسرا .
فكان الرشيد بعد ذلك يقول للفضل : رأيت ياعباسي ماأسرع مااديل يحيى
من ابن مصعب .
ثم جمع له الرشيد الفقهاء وفيهم محمد بن الحسن(1)صاحب أبي يوسف ، و
الحسن بن زياد اللؤلؤي(2)وأبوالبختري(3)فجمعوا في مجلس فخرج إليهم
مسرور الكبير بالامان فبدأ بمحمد بن الحسن فنظر فيه فقال : هذا أمان مؤكد
لا حيلة فيه ، فصاح عليه مسرور : هاته ، فدفعه إلى الحسن بن زياد فقال بصوت
ضعيف : هو أمان ، فاستلبه أبوالبختري وقال : هذا باطل منتقض ، قد شق العصا ، و
سفك الدم ، فاقتله ودمه في عنقي .
فدخل مسرور إلى الرشيد وأخبره فقال : اذهب وقل له : خرفه إن كان باطلا
بيدك ، فجاء مسرور فقال له ذلك فقال : شقه أبا هاشم ، قال له مسرور : بل شقه
أنت إن كان منتقضا فأخذ سكينا وجعل يشقه ويده ترتعد حتى صيره سيورا فأدخله
مسرور على الرشيد فوثب فأخذه من يده وهو فرح ، ووهب لابي البختري ألف
ألف وستمائة ألف ، وولاه قضاء القضاة ، وصرف الآخرين ، ومنع محمد بن الحسن


(1)محمد بن الحسن كان الرشيد ولاه القضاء ، وخرج معه في سفره إلى خراسان
فمات بالرى سنة 189 ه‍ لاحظ ترجمته في تاريخ بغداد ج 2 ص 172 182 ووفيات
الاعيان ج 1 ص 453 454 .
(2)ولى القضاء في سنة 194 بعد وفاة القاضى حفص بن غياث ، وتوفى سنة 204
ترجمه الخطيب البغدادى في تاريخه ج 7 ص 314 317 .
(3)هو وهب بن وهب القرشى المدنى روى عن الصادق عليه السلام وكان كذابا وله
أحاديث مع الرشيد في الكذب قال سعد : تزوج أبوعبدالله عليه السلام بأمه ، وكان قاضيا
عاميا الا أن له أحاديث عن جعفر بن محمد ع كلها لايوثق بها . وعن الفضل بن شاذان :
كان أبوالبخترى من أكذب البرية ، ترجمه النجاشى والشيخ والعلامة من أصحابنا في كتبهم
فلاحظ ، ولاه الرشيد القضاء بعسكر المهدى ثم عزله فولاه مدينة الرسول صلى الله عليه وآله
بعد بكار بن عبدالله مات سنة 200 ببغداد ترجمه الخطيب في تاريخه ج 13 ص 481 487 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه