بحار الأنوار ج67

تخاف مع الله شيئا(1).
بيان : قال المحقق الطوسي رحمه الله في أوصاف الاشراف : اليقين اعتقاد
جازم مطابق ثابت ، لا يمكن زواله ، وهو في الحقيقة مؤلف من علمين ، العلم
بالمعلوم والعلم بأن خلاف ذلك العلم محال ، وله مراتب : علم اليقين ، وعين اليقين
وحق اليقين .
والمراد بالحد هنا إما علامته أو تعريفه أو نهايته فعلى الاول المعنى أن
علامة التوكل اليقين ، وعلى الثاني تعريف له بلازمه ، وعلى الثالث المعنى أن
التوكل ينتهي إلى اليقين ، فانه إذا تمرن على التوكل وعرف آثاره ، حصل له
اليقين بأن الله مدبر أمره ، وأنه الضار النافع ، وكذا الفقرة الثانية ، تحتمل
الوجوه المذكورة .
وعدم الخوف من غير سبحانه لا ينافي التقية وعدم إلقاء النفس إلى التهلكة
إطاعة لامره تعالى ، فان صاحب اليقين يفعلهما خوفا منه تعالى كما أن التوكل
لاينافي التوسل بالوسائل والاسباب ، تعبدا ، مع كون الاعتماد على الله تعالى
في جميع الامور .
7 كا : عن الحسين ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي
عبدالله عليه السلام ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد
الحناط وعبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من صحة يقين المرء المسلم
أن لايرضي الناس بسخط الله ، ولا يلومهم على مالم يؤته الله ، فان الرزق لايسوقه
حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر
من الموت لادركه رزقه ، كما يدركه الموت ، ثم قال : إن الله بعدله وقسطه
جعل الروح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك
والسخط(2).
بيان : من صحة يقين المرء المسلم أي من علامات كون يقينه بالله ، وبكونه


(21)الكافي ج 2 ص 57 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه