بحار الأنوار ج64

وحدانيا يدعو الناس ، فلا يستجيبون له ، ولقد كان أول من استجاب له علي بن
أبيطالب عليه السلام وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أن مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لا نبي بعدي(1).
4 - سن : عن ابن فضال ، عن علي بن شجرة ، عن عبيد بن زرارة قال :
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ما من مؤمن إلا وقد جعل الله له من إيمانه انسا يسكن
إليه ، حتى لو كان على قلة جبل لميستوحش إلى من خالفه(2).
بيان : القلة بالضم : أعلى الجبل ، وقلة كل شئ أعلاه ، " يستوحش إلى
من خالفه " أي ممن خالفه ، والظاهر " لم يستوحش " كما في بعض النسخ ، بتضمين
معنى الميل : أي لم يستوحش من الوحدة فيميل إلى من خالفه في الدين ، ويأنس به
في القاموس : الوحشة : الهم والخلوة والخوف ، واستوحش : وجد الوحشة .
5 - سن : عن ابن فضال ، عن ابن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال الله تبارك وتعالى : ما ترددت في شئ أنا
فاعله كترددي عن المؤمن ، فاني احب لقاء‌ه ، ويكره الموت ، فأزويه عنه ، ولو
لم يكن في الارض إلا مؤمن واحد لا كتفيت به عن جميع خلقي ، وجعلت له من
إيمانه انسا لا يحتاج معه إلى أحد(3).
6 - سن عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن علي الحلبي قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : قال الله تبارك وتعالى : ليأذن بحرب مني مستذل عبدي المؤمن
وما ترددت في شئ كترددي في موت المؤمن ، إني لاحب لقاء‌ه ، ويكره الموت
فأصرفه عنه ، وإنه ليدعوني في أمر فأستجيب له لما هو خير له ، ولولم يكن في الدنيا
إلا واحد من عبيدي مؤمن ، لاستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه


(1)المحاسن : 159 .
(2)المحاسن : 159 .
(3)المحاسن : 159 و 160 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه