بحار الأنوار ج3

المنافع إليها ، ودفع المضار عنها ، واستحال في العقول وجود تأليف لا مؤلف له ، وثبات
صورة لا مصور لها ، فعلمت أن لها خالقا خلقها ، ومصورا صورها ، مخالفا لها في جميع
جهاتها ،(1)قال الله جل جلاله : وفي أنفسكم أفلا تبصرون .
23 يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن الحسين بن المأمون القرشي ،(2)عن عمر بن عبدالعزيز ،(3)عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبوشاكر الديصاني : إن لي مسألة تستأذن
لي على صاحبك فإني قد سألت عنها جماعة من العلماء فما أجابوني بجواب مشبع ،
فقلت : هل لك أن تخبرني بها فلعل عندي جوابا ترتضيه ؟ فقال : إني احب أن ألقي
بها أبا عبدالله عليه السلام ، فاستأذنت له فدخل فقال له : أتأذن لي في السؤال ؟ فقال له : سل
عما بدا لك ، فقال له : ما الدليل على أن لك صانعا ؟ فقال : وجدت نفسي لا تخلو من
إحدى جهتين : إما أن أكون صنعتها أنا ، فلا أخلو من أحد معنيين ، إما أن أكون صنعتها
وكانت موجودة أو صنعتها وكانت معدومة ، فإن كنت صنعتها وكانت موجودة فقد
استغنيت بوجودها عن صنعتها ، وإن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث
شيئا ، فقد ثبت المعنى الثالث أن لي صانعا وهو الله رب العالمين ، فقام وما أجاب جوابا .
بيان : هذا برهان متين مبني على توقف التأثير والايجاد على وجود الموجد
والمؤثر ، والضرورة الوجدانية حاكمة بحقيتها ، ولا مجال للعقل في إنكارها .
24 يد : أبي وابن الوليد معا ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار ، عن
الاشعري ، عن سهل ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عن مروان بن
مسلم قال : دخل ابن أبي العوجاء على أبي عبدالله عليه السلام : فقال : أليس تزعم أن الله خالق
كل شئ ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : بلى ، فقال له : أنا أخلق ، فقال له : كيف تخلق ؟ قال :
احدث في الموضع ثم البث عنه فيصير دوابا ، فأكون أنا الذي خلقتها ، فقال أبوعبدالله


(1)وفي نسخة : مخالفا لها في جميع صفاتها .
(2)لم نقف على ترجمته .
(3)لعله هو أبوحفص الملقب بزحل الذى ترجمه النجاشى في رجاله ص 202 قال : عربى بصرى
مخلط ، له كتاب .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه