بحار الأنوار ج93

فصد النبي صلى الله عليه وآله فأنزل الله عزوجل يسألونك عن الانفال والانفال
اسم جامع لما أصابوا يومئذ مثل قوله ما أفاء الله على رسوله ومثل قوله : ما
غنمتم من شئ ثم قال : قل الانفال لله والرسول فاختلجها الله من أيديهم
فجعلها لله ولرسوله ثم قال : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله و
رسوله إن كنتم مؤمنين .
فلما قدم رسول الله المدينة أنزل الله عليه واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن
لله خمس وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إنكنتم آمنتم
بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان فأما قوله لله فكما
يقول الانسان : هو لله ولك ، ولا يقسم لله منه شئ فخمس رسول الله الغنيمة التي
قبض بخمسة أسهم ، فقبض سهما لرسول الله(1)يحيى به ذكره ، ويورث بعده ، وسهما
لقرابته من بني عبدالمطلب ، وأنفذ سهمالايتام المسلمين ، وسهما لمساكينهم ، وسهما
لابن السبيل من المسلمين في غير تجارة ، فهذا يوم بدر ، وهذا سبيل الغنائم التي
اخذت بالسيف .
وأما مالم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فان كان المها جرون حين قدموا
المدينة أعطتهم الانصار نصف دورهم ونصف أموالهم ، والمهاجرون يومئذ نحو مائة رجل
فلما ظهر رسول الله عليه السلام على بني قريظة النضير ، وقبض أموالهم ، قال النبي صلى الله عليه وآله :
للانصار : إن شئتم أخرجتم المهاجرين من دوركم وأموالكم وقسمت لهم هذه الاموال
دونكم ، وإن شئتم تركتم(2)أموالكم ودور كم وأقسمت لكم معهم قالت الانصار :
بل اقسم لهم دوننا ، واتركهم معنا في دورنا وأموالنا .
فأنزل الله تبارك وتعالى ما أفاء الله على رسوله منهم يعني يهود قريظة
فما أو جفتم عليه من خيل ولا ركاب لانهم كانوا معهم بالمدينة أقرب من أن
يوجف عليهم بخيل ولاركاب ، ثم قال : للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا
من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلامن الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك
هم الصادقون فجعلها الله لمن هاجر من قريش مع النبي صلى الله عليه وآله وصدق ، وأخرج


(1)في المصدر : فقبض سهم الله لنفسه . * *(2)تركتموهم في أموالكم ظ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه