بحار الأنوار ج39

فاستشهدني علي عليه السلام وهو على المنبر فداهنت في الشهادة ، قال : إن كنت كتمتها
مداهنة من بعد وصية رسول الله عليه السلام فأبرصك الله وأعمى عينيك وأظمأ جوفك ، فلم
أبرح من مكاني حتى عميت وبرصت ، وكان أنس لايستطيع الصوم في شهر رمضان
ولا في غيره من شدة الظماء ، وكان يطعم في شهر رمضان كل يوم مسكينين حتى فارق
الدنيا وهو يقول : هذا من دعوة علي(1).
أقول : قد أوردنا نحوه مع زيادة في باب استجابة دعواته عليه السلام .
5 شف : روينا من عدة طرق ورأينا من طرقهم وتصانيفهم في مواضع عن
محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن دينار ، عن عبدالله بن موسى ، عن
أبيه ، عن جده جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه عليهم السلام ، عن
جابر بن عبدالله الانصاري قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوما ونحن في مسجده
فقال : من ههنا ؟ فقلت : أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي ، فقال : يا سلمان اذهب
فادع لي مولاك علي بن أبي طالب ، قال جابر : فذهب سلمان يبتدر به ، حتى
أخرج عليا من منزله ، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وآله قام فخلا به وأطال مناجاته ،
ورسول الله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلل حسنا(2)ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من
مناجاته وجلس ، فقال له : أسمعت يا علي ووعيت ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال
جابر : ثم التفت إلي وقال : يا جابر ادع لي أبا بكر وعمر وعبدالرحمن بن عوف
الزهري ، قال جابر : فذهبت مسرعا فدعوتهم ، فلما حضروا قال : يا سلمان
اذهب إلى منزل أمك أم سلمة فأتني ببساط الشعر الخيبري ، قال جابر : فذهب
سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان فبسطه ، ثم قال :
لابي بكر وعمر وعبدالرحمن : اجلسوا على البساط ، فجلسوا كما أمرهم ، ثم خلا
رسول الله سلمان ، فلما جاء‌ه أسر إليه شيئا ، ثم قال له : اجلس في الزاوية الرابعة ،
فجلس سلمان ، ثم أمر عليا عليه السلام أن يجلس في وسطه ، ثم قال له : قل ما أمرتك


(1)لم نجده في المصدر المطبوع .
(2)في المصدر : ويتهلل حقا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه