بحار الأنوار ج5

الحسين الهمداني ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إن الله تعالى لم يجعل للمؤمن أجلا في الموت ، يبقيه ما أحب البقاء
فإذا علم من أنه سيأتي بما فيه بوار دينه(1)قبضه إليه تعالى مكرها .
6 - قال محمد بن همام : فذكرت هذا الحديث لاحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيين
- وكان راوية للحديث -(2)فحدثني عن الحسين بن أسد الطفاوي ،(3)عن محمد بن القاسم
عن فضيل بن يسار ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من يموت بالذنوب أكثر
ممن يموت بالآجال ، ومن يعيش بالاحسان أكثر ممن يعيش بالاعمار .
7 - دعوات الراوندي : قال الصادق عليه السلام : يعيش الناس بإحسانهم أكثر مما
يعيشون بأعمارهم ، ويموتون بذنوبهم أكثر مما يموتون بآجالهم .
8 - النهج : قال عليه السلام : إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه ، فإذا جاء القدر
خليا بينه وبينه ، وإن الاجل جنة(4)حصينة .
9 - شى : عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " قضى أجلا وأجل
مسمى عنده " قال هما أجلان : أجل موقوف يصنع الله ما يشاء وأجل محتوم .
10 - شى : عن حصين ، عن أبى عبدالله عليه السلام قي قوله : قضى أجلا وأجل مسمى عنده
قال : الاجل الاول هو الذي نبذه إلى الملائكة والرسل والانبياء ، والاجل المسمى
عنده هو الذي ستره عن الخلائق .
بيان : ظاهر بعض الاخبار كون الاجل الاول محتوما والثاني موقوفا ، و
بعضها بالعكس ، ويمكن الجمع بأن المعنى أنه تعالى قضى أجلا أخبر به أنبياء‌ه وحججه
عليهم السلام ، وأخبر بأنه محتوم فلا يتطرق إليه التغيير ، وعنده أجل مسمى أخبر
بخلافه غير محتوم ، فهو الذي إذا أخبر بذلك المسمى يحصل منه البداء ، فلذا قال تعالى :


(1)أى هلاك دينه . أقول : متن الحديث لا يخلو عن غرابة .
(2)الراوية : الذى يروى الحديث والتاء فيه للمبالغة .
(3)قال الفيروز آبادى في القاموس : الطفاوة بالضم : حى من قيس عيلان .
(4)بضم الجيم : السترة ، وكل ما وقى من السلاح . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه