بحار الأنوار ج97

ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ، كنت كالجبل لا تحركه
العواصف ولا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله قويا في بدنك ، متواضعا
في نفسك ، عظيما عند الله ، كبيرا في الارض ، جليلا في السماء ، لم يكن لاحد
فيك مهمز ، ولا لقائل فيك مغمز ، ولا لخلق فيك مطمع ، ولا لاحد عندك هوادة
يوجد الضعيف الذليل عندك قويا عزيزا حتى تأخذ له بحقه ، والقوي العزيز عندك
ضعيفا حتى تأخذ منه الحق ، القريب والبعيد عندك في ذلك سواء ، شأنك الحق و
الصدق والرفق ، وقولك حكم وحتم ، وأمرك حلم وعزم ، ورأيك علم وجزم
اعتدل بك الدين ، وسهل بك العسير ، واطفئت بك النيران ، وقوي بك الايمان
وثبت بك الاسلام ، وهدت مصيبتك الانام ، فانا لله وإنا إليه راجعون ، لعن الله
من قتلك ، ولعن الله من خالفك ، ولعن الله من افترى عليك ، ولعن الله من ظلمك
وغصبك حقك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به ، إنا إلى الله منهم براء ، لعن الله
أمة خالفتك وجحدت ولايتك ، وتظاهرت عليك وقتلتك ، وحادت عنك وخذلتك
الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود ، اشهد لك يا ولي الله وولي
رسوله صلى الله عليه وآله بالبلاغ والاداء ، وأشهد أنك جنب الله وبابه ، وأنك حبيب الله
ووجهه الذي منه يؤتى ، وأنك سبيل الله ، وأنك عبدالله وأخو رسوله صلى الله عليه وآله ،
أتيتك زائرا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله ، متقربا إلى الله بزيارتك
راغبا إليك في الشفاعة ، أبتغي بشفاعتك خلاص نفسي ، متعوذا بك من النار ، هاربا
من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري ، فزعا إليك رجآء رحمة ربي ، أتيتك استشفع
بك يا مولاي إلى الله ، وأتقرب بك إليه ، ليقضي بك حوائجي ، فاشفع لي يا أمير
المؤمنين إلى الله ، فاني عبدالله ومولاك وزائرك ، ولك عند الله المقام المعلوم و
الجاه العظيم والشأن الكبير والشفاعة المقبولة ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، و
صل على عبدك وأمينك الاوفى ، وعروتك الوثقى ، ويدك العليا ، وكلمتك الحسنى
وحجتك على الورى ، وصديقك الاكبر ، سيد الاوصياء وركن الاولياء ، وعماد
الاصفياء ، أمير المؤمنين ، ويعسوب المتقين ، وقدوة الصديقين ، وإمام الصالحين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه