بحار الأنوار ج13

ثم أوحى الله تعالى جل وعلا إلى إلياس بعد سبع سنين من يوم أحيا الله يونس
سلني اعطك ، فقال : تميتني فتلحقني بآبائي فإني قد مللت بني إسرائيل وأبغضتهم
فيك ،(1)فقال تعالى جلت قدرته : ما هذا باليوم الذي اعري منك الارض وأهلها ، و
إنما قوامها بك ، ولكن سلني اعطك ، فقال إلياس : فأعطني ثاري من الذين أبغضوني
فيك ، فلا تمطر عليهم سبع سنين قطرة إلا بشفاعتي ،(2)فاشتد على بني إسرائيل الجوع
وألح عليهم البلاء ، وأسرع الموت فيهم ، وعلموا أن ذلك من دعوة إلياس ، ففزعوا إليه
وقالوا : نحن طوع يدك ، فهبط إلياس معهم ومعه تلميذ له اليسع وجاء إلى الملك فقال :
أفنيت بني إسرائيل بالقحط ، فقال : قتلهم الذي أغواهم ، فقال : ادع ربك يسقيهم ، فلما
جن الليل قام إلياس عليه السلام ودعا الله ، ثم قال لليسع : انظر في أكناف السماء ماذا ترى ؟
فنظر فقال : أرى سحابة ، فقال : ابشروا بالسقاء ، فليحرزوا أنفسهم(3)وأمتعتهم من
الغرق ، فأمطر الله عليهم السماء وأنبتت لهم الارض ، فقام إلياس بين أطهرهم وهم صالحون ،
ثم أدركهم الطغيان والبطر فجهدوا حقه وتمردوا ، فسلط الله عليهم عدوا قصدهم ولم
يشعروا به حتى رهقهم ،(4)فقتل الملك وزوجته وألقاهما في بستان الذي قتلته زوجة
الملك ، ثم وصى إلياس إلى اليسع وأنبت الله لالياس الريش وألبسه النور ورفعه إلى
السماء ، وقذف بكسائه من الجو على اليسع ، فنبأه الله على بني إسرائيل وأوحى إليه و
أيده ، فكان بنو إسرائيل يعظمونه ويهتدون بهداه .(5)
بيان : الكظم محركة : الحلق أو الفم أو مخرج النفس . وقال الطبرسي : اختلف


(1)في العرائس : فانى قد مللت بنى اسرائيل وملونى ، وأبغضتهم وابغضونى .
(2)وفى بعض الروايات : ان الله لم يجبه إلى سبع سنين ، وقال : أنا أرحم بخلقى من ذلك
فكان الياس ينقص إلى أن بلغ ثلاث سنين فأجابه إلى ذلك . منه رحمه الله . قلت : ذكره الثعلبى
في العرائس .
(3)أى فليحفظوا أنفسهم .
(4)أى حتى لحقهم .
(5)قصص الانبياء مخطوط ، والظاهر أن الحديث مختصر ، يوجد مفصله في العرائس ، وذكرنا
منه قبلا بعض ما كان دخيلا في صحة المعنى ونظمه ، والحديث كما ترى من مرويات العامة و
قصصهم ، أورده الصدوق باسناده عنهم في كتابه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه