بحار الأنوار ج42

فقال علي عليه السلام : مررت البارحة بفلان بن فلان المؤمن ، فوجدت فلانا وأنا
أتهمه بالنفاق ، وقد لازمه وضيق عليه ، فناداني المؤمن : يا أخا رسول الله وكشاف
الكرب عن وجه رسول الله وقامع أعدائه عن حبيبه أغثني واكشف كربتي ونجني
من غمي ، سل غريمي هذا لعله يجيبك ويؤجلني فإني معسر ، فقلت له : الله إنك
لمعسر ؟ فقال : يا أخا رسول الله صلى الله عليه واله لان كنت أستحل الكذب فلا تأمنني على
يميني أيضا ، فإني معسر وفي قولي هذا صادق ، واوقر الله واجله أن أحلف به
صادقا أو كاذبا ، فأقبلت على الرجل فقلت : إنى لاجل نفسي عن أن يكون لهذا
علي يد ، وأجلك أيضا عن أن يكون له عليك يد أو منة ، وأسأل مالك الملك(1)
الذي لا يؤنف من سؤاله ولا يستحيى من التعرض لثوابه ، ثم قلت : اللهم بحق محمد
وآله الطيبين لما قضيت عن عبدك هذا هذا الدين ، فرأيت أبواب السماء تنادي
أملاكها : يا أباالحسن مر هذا العبد ؟ يضرب بيده إلى ما شاء مما بين يديه من حجر
ومدر وحصاة وتراب يستحيل في يده ذهبا ، ثم يقضي منه دينه ويجعل ما يبقى نفقته
وبضاعته التي يسد بها فاقته ويمون(2)بها عياله ، فقلت : يا عبدالله قد أذن الله بقضاء
دينك وإيسارك بعد فقرك ، اضرب بيدك إلى ما تشاء مما أمامك فتناوله ، فإن الله
يحوله في يدك ذهبا إبريزا ، فتناول أحجارا ثم مدرا فانقلبت له ذهبا أحمر ، ثم قلت
له : افصل له منها قدر دينه فأعطه ، ففعل ، قلت : فالباقي لك رزق ساقه الله تعالى إليك
فكان الذي قضاه من دينه ألفا وسبعمائة درهم ، وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف
درهم ، فهو من أيسر أهل المدينة .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الله يعلم من الحساب ما لا يبلغه عقول الخلق
إنه يضرب ألفا وسبعمائة في ألف وسبعمائة ، ثم ما ارتفع من ذلك في مثله إلى أن
يفعل ذلك ألف مرة ، ثم آخر ما يرتفع من ذلك عدد ما يهبه الله لك في الجنة من
القصور قصر من ذهب وقصر من فضة وقصر من لؤلؤ وقصر من زبرجد وقصر من


(1)ملك الملوك خ ل .
(2)مانه : احتمل مؤنته وقام بكفايته . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه