بحار الأنوار ج67

وقال عليه السلام : اتقوا الله تقية من شمر تجريدا ، وجد تشميرا
وانكمش في مهل ، وبادر عن وجل ، ونظر في كرة الموئل ، وعاقبة المصدر
ومغبة المرجع(1).
وقال عليه السلام : اتقوا الله بعض التقى ، وإن قل ، واجعل بينك وبين
الله سترا وإن رق(2).
وقال عليه السلام : التقى رئيس الاخلاق(3).
وقال عليه السلام : أما بعد فاني اوصيكم بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم
وإليه يكون معادكم ، وبه نجاح طلبتكم ، وإليه منتهى رغبتكم ، ونحوه قصد
سبيلكم ، وإليه مرامي مفزعكم ، فان تقوى الله دواء داء قلوبكم ، وبصر عمى
أفئدتكم ، وشفاء مرض أجسادكم ، وصلاح فساد صدوركم ، وطهور دنس أنفسكم
وجلاء غشاء أبصاركم ، وأمن فرغ جأشكم ، وضياء سواد ظلمتكم .
فاجعلوا طاعة الله شعارا دون دثاركم ، ودخيلا دون شعاركم ، ولطيفا بين
أضلاعكم ، وأميرا فوق اموركم ، ومنهلا لحين وردكم ، وشفيعا لدرك طلبتكم
وجنة ليوم فزعكم ، ومصابيح لبطون قبوركم ، وسكنا لطول وحشتكم ، ونفسا
لكرب مواطنكم ، فان طاعة الله حرز من متالف مكتنفة ، ومخاوف متوقعة
واوار نيران موقدة ، فمن أخذ بالتقوى عزبت عنه الشدائد بعد دنوها ، واحلولت له
الامور بعد مرارتها ، وانفرجت عنه الامواج بعد تراكمها ، وأسهلت له الصعاب
بعد انصبابها ، وهطلت عليه الكرامة بعد قحوطها ، وتحدبت عليه الرحمة بعد نفورها
وتفجرت عليه النعم بعد نضوبها ، ووبلت عليه البركة بعد ارذادها .
فاتقوا الله الذي نفعكم بموعظته ، ووعظكم برسالته ، وامتن عليكم بنعمته


(1)نهج البلاغة ج 2 ص 191 .
(2)نهج البلاغة ج 2 ص 198 .
(3)نهج البلاغة ج 2 ص 241 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه