بحار الأنوار ج91

فريق تقدم صاحبه فلا نأمن وقوع الشر بيننا ، فلو كان لكل فريق منا طريق عليحدة
لامنا ما نخافه .
فأمر الله موسى ان يضرب البحر بعددهم اثني عشر ضربة في اثني عشر موضعا
إلى جانب ذلك الموضع ويقول اللهم بجاه محمد وآله الطيبين بين الارض لناوأمط
ألمنا عنا ، فصار فيه تمام اثني عشر طريقا وجف قرار الارض بريح الصبا فقال
ادخلوها ، قالوا : كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا تدري ما يحدث
على الآخرين .
فقال الله عزوجل فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك فضرب وقال
اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لماجعلت هذاالماء طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا
منها ، فحدث طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا ثم دخلوها فلما لبغوا آخرها جاء
فرعون وقومه ، فدخل بعضهم فلما دخل آخرهم وهموا بالخروج أولهم أمر الله
تعالى البحر فانطبق عليهم فغرقوا ، واصحاب موسى ينظرون إليهم فذلك قوله عزوجل
وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون إليهم .
قال الله عزوجل لبني إسرائيل في عهد محمد صلى الله عليه وآله : فإذا كان الله تعالى فعل هذا
كله بأسلافكم لكرامة محمد صلوات الله عليه وآله ، ودعا موسى دعاء تقرب بهم أفما
تعقلون أن عليكم الايمان لمحمد وآله إذ قد شاهدتموه الآن(1).
9 م : في قصة التوبة عن عبادة العجل : فأمر الله الاثنى عشر الفا أن يخرجوا
على الباقين شاهرين السيوف ، يقتلونهم ، ونادى مناد : ألا لعن الله أحدا اتقاهم بيد
أو رجل ، ولعن الله من تأمل المقتول لعله ينسبه حميما قريبا فيتعداه إلى الاجنبي
فاستسلم المقتولون .
فقال القاتلون : نحن أعظم مصيبة منهم ، نقتل بأيديهم آباء‌نا وأمهاتنا وإخوانا
وقراباتنا ، ونحن لم نعبد . فقد ساوى بيننا وبينهم في المصيبة فأوحى الله تعالى إلى
موسى : إني إنما امتحنتهم كذلك ، لانهم ما اعتزلوهم لما عبدوا العجل ، ولم


(1)تفسير الامام ص 117 و 118

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه