بحار الأنوار ج81

ياكميل اقسم بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن الشيطان إذا حمل
قوما على الفواحش مثل الزنا وشرب الخمر والربا وماأشبه ذلك من الخناء والمآثم
حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على
ولاية الائمة الذين يدعون إلى النار ويوم القيمة لاينصرون (1).
يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، الشأن أن تكون الصلاة فعلت
بقلب تقي ، وعمل عند الله مرضي ، وخشوع سوي .
ياكميل انظر فيم تصلي ؟ وعلى ماتصلي ؟ إن لم تكن من وجهه وحله
فلا قبول (2).
3 مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا و
مافيها ، والخلق وماهم فيه ، واستفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله ، وعاين
بسرك عظمة الله ، واذكر وقوفك بين يديه يوم تبلو كل نفس ماأسلفت وردوا إلى
الله مولاهم الحق ، وقف على قدم الخوف والرجاء .
فاذا كبرت فاستصغر مابين السموات العلى والثرى دون كبريائه فان الله تعالى
إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبر وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره ، قال : يا
كاذب أتخدعني ، وعزتي وجلالي لاحرمنك حلاوة ذكري ، ولاحجبنك عن قربي
والمسارة بمناجاتي .
واعلم أنه غير محتاج إلى خدمتك وهو غني عن عبادتك ودعاتك ، وإنما
ذلك يفضله ليرحمك ، ويبعدك من عقوبته ، وينشر عليك من بركات حنانيته
ويهديك إلى سبيل رضاه ، ويفتح عليك باب مغفرته ، فلو خلق الله عزوجل على
ضعف ماخلق من العوالم أضعافا مضاعفة على سرمد الابد ، لكان عنده سواء كفروا
بأجمعهم به أو وحدوه ، فليس له من عبادة الخلق إلا إظهار الكرم والقدرة ، فاجعل
الحيآء رداء ، والعجز إزارا ، وادخل تحت سر سلطان الله ، تغتم فوائد ربوبيته ،


(1)بشارة المصطفى : 33 .
(2)المصدر نفسه ص 34 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه