بحار الأنوار ج20

مصعب فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في آخر النهار : تقدم يامصعب ، فالتفت إليه
الملك وقال : لست بمصعب ، فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله أنه ملك أيد به(1).
52 - وقال ابن الاثير في كامل التواريخ : كان الذي قتل أصحاب اللواء علي عليه السلام
قاله إبو رافع . قال فلما قتلهم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من المشركين فقال
لعلي : احمل عليهم ، فحمل ففرقهم ، وقتل منهم ، ثم أبصر جماعة أخرى فقال له :
فاحمل عليهم ، فحمل وفرقهم وقتل منهم ، فقال جبرئيل : يا رسول الله هذه المواساة ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما ، قال :
فسمعوا صوتا : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي(2).
قال : وقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله بأحد قتالا شديدا ، وفرمى بالنبل حتى فنى
نبله ، وانكسرت سية قوسه ، وانقطع وتره ، ولما جرح رسول الله جعل علي عليه السلام
ينقل له الماء في درقته من المهراس(3)، ويغسله فلم ينقطع الدم ، فأتت فاطمة عليها السلام
وجعلت تعانقه وتبكي ، وأحرقت حصيرا وجعلت على الجرح من رماده فنقطع
الدم ، وقال : وانتهت الهزيمة بجماعة فيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الاعوص
فأقاموا به ثلاثة ، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وآله فقال لهم حين رآهم : لقد ذهبتم فيها
عريضة(4).
وقال في ذكر غزوة حمراء الاسد : وظفر في طريقه بمعاوية بن المغيرة بن
أبي العاص وبأبي غرة(5)الجمحي ، وكان أبوغرة(6)أسر يوم بدر فأطلقه النبي
صلى الله عليه وآله ، لانه شكى إليه فقرا وكثرة العيال ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليه العهود
أن لا يقاتله ولا يعين على قتاله ، فخرج معهم يوم أحد ، وحرض على المسلمين ،
فلما أتي به رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا محمد امنن علي ، قال : " المؤمن لا يلدغ من


(1)المنتقى في مولود المصطفى : 119 . الباب الثالث فيما كان سنة ثلاث من الهجرة .
(2)الكامل 2 : 107 .
(3)المهراس هنا : ماء بجنب احد دفن بجنبه حمزة رضى الله عنه .
(4)الكامل 2 : 109 و 110 .
(5 و 6)في المصدر : ابوعزة . هو الصحيح كما قدمناه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه