بحار الأنوار ج58

أبي بكر بن عياش ، قال : إني رأيت في منامي حين وجه موسى بن عيسى إلى قبر
الحسين عليه السلام من كربه وكرب جميع أرض الحائر وزرع الزرع فيها : كأني خرجت
إلى قومي بني غاضرة ، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضتني خنازير عشرة تريدني
فأغا ثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد ، فدفعها عني ، فمضيت لوجهي فلما صرت
إلى شاهي ضللت الطريق ، فرأيت هناك عجوزا ، فقالت لي : أين تريد أيها الشيخ ؟
قلت : اريد الغاضرية ، قالت لي : تنظر هذا الوادي ، فإنك إذا أتيت إلى آخره
اتضح لك الطريق . فمضيت وفعلت ذلك ، فلما صرت إلى نينوى إذاأنا بشيخ كبير
جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيها الشيخ ؟ فقال لي : أنا من أهل هذه القرية
فقلت : كم تعد من السنين ؟ قال : ما أحفظ مامر من سني وعمري ، ولكن أبعد ذكري
أني رأيت الحسين بن علي عليهما السلام ومن كان معه من أهله ومن تبعه يمنعون الماء الذي
تراه ولا تمنع الكلاب ولا الوحوش شربه . فاستفظعت ذلك وقلت له : ويحك أنت
رأيت هذا ؟ قال : إي والذي سمك السماء لقد رأيت هذا أيها الشيخ وعاينته ، وإنك
وأصحابك الذين تعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا
مسلم . فقلت : ويحك وما هو ؟ قال : حيث لم تنكروا ماأجرى سلطانكم إليه . قلت :
وماجرى ؟ قال : أيكرب قبر ابن النبي صلى الله عليه وآله ويحرث أرضه ؟ قلت : وأين القبر ؟
قال : ها هوذا أنت واقف في أرضه ، وأما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه .
قال ابن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ، ولا أتيته في طول
عمري . قلت : من لي بمعرفته ؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير له باب
وآذن ، وإذا جماعة كثيرة على الباب ، فقلت للآذن : اريد الدخول على ابن رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت . قلت : ولم ؟ قال : هذا
وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من
الملائكة كثير .
قال ابن عياش : فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ، ومضت بي
الايام حتى كدت أن أنسى المنام ، ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه