بحار الأنوار ج12

من أنت ؟ فقالت : أناهاجرأم ولد إبراهيم ، قال لها : وإلى من خلفك ؟ قالت : أما إذا قلت
ذلك لقد قلت له : ياإبراهيم إلى من تخلفني ههنا ؟ فقال : إلى الله عزوجل اخلفك ،
فقال لها جبرئيل عليه السلام : نعم ما خلفك إليه ، لقد وكلكم إلى كاف فارجعي إلى ولدك ،
فرجعت إلى البيت وقد نبعت زمزم والماء ظاهر يجري فجمعت حوله التراب فحبسه ، قال
أبوعبدالله عليه السلام : لو تركته لكان سيحا . ثم قال : مر ركب من اليمن ولم يكونوا يدخلون
مكة فنظروا إلى الطير مقبلة على مكة من كل فج فقالوا : ما أقبلت الطير على مكة إلا
وقد رأت الماء فمالوا إلى مكة حتى أتوا موضع البيت فنزلوا واستقوا من الماء وتزو دوا
ما يكفيهم وخلفوا عندهما من الزاد مايكفيهما ، فأجرى الله لهم بذلك رزقا .(1)
44 - وروى محمد بن خلف ، عن بعض أصحابه قال : فكان الناس يمرون بمكة
فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء .(2)
45 - سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه قال : سألنا عن السعي بين
الصفا والمروة ، فقال : إن هاجر لما ولدت بإسماعيل دخلت سارة غيرة شديدة فأمر الله
إبراهيم أن يطيعها ، فقالت : يا إبراهيم احمل هاجر حتى تضعها ببلاد ليس فيها زرع ولا
ضرع ، فأتى بها البيت وليس بمكة إذ ذاك زرع ولاضرع ولا ماء ولا أحد ، فخلفها عند البيت

وانصرف عنها إبراهيم عليه السلام فبكى .(3)
46 - سن : غير واحد من أصحابنا ، عن أبان الاحمر رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال :
كانت الخيل وحوشا في بلاد العرب فصعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على أجياد فصاحا : ألا
هلا ألا هلم ، فما فرس إلا أعطي بيده وأمكن من ناصيته .(4)
47 - شى : عن الفضل بن موسى الكاتب ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
قال : إن إبراهيم عليه السلام لما أسكن إسماعيل وهاجر مكة وودعهما لينصرف عنهما بكيا ،
فقال لهما إبراهيم : ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الارض إلى الله وفي حرم الله ؟ فقالت


(1 و 2)محاسن البرقى : 337 - 338 . م
(3)محاسن البرقى : 338 . م
(4)محاسن البرقى : 630 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه