بحار الأنوار ج95

وبالتجاوز والعفو عرفناك ، ربنا فمن علينا بعفوك يا كريم ، فقد عظمت مصيبتنا
وكثر أسفنا على مفارقة شهر كبر فيه أملنا ، قد خفي علينا على أي الحالات
فارقنا ؟ وبأي الزاد منه خرجنا ؟ أبا حتقاب الخيبة لسوء صنيعنا ، أم بجزيل
عطائك بمنك مولانا وسيدنا فعلى شهر صومنا العظيم فيه رجاؤنا السلام
فلو عقلنا مصيبتنا لمفارقة شهر أيام صومنا على ضعف اجتهادنا فيه ، لاشتد
لذلك حزننا ، وعظم على ما فاتنا فيه من الاجتهاد تلهفنا ، اللهم فاجعل عوضنا من
شهر صومنا مغفرتك ورحمتك ، ربنا وإن كنت رحمتنا في شهرنا هذا فذلك ظننا
وأملنا وتلك حاجتنا ، فازدد عنا رضا ، وإن كنا حرمنا ذلك بذنوبنا ، فمن الان
ربنا لا تفرق جماعتنا حتى تشهد لنا بعتقنا وتعطينا فوق أملنا ، وتزيدنا فوق طلبتنا
وتجعل شهرنا هذا أمانا لنا من عذابك ، وعصمة لنا ما أبقيتنا ، وإن أنت بلغتنا
شهر رمضان أيضا فبلغنا غير عائدين في شئ مما تكره ، ولا مخالفين لشئ مما
تحب ، ثم بارك لنا فيه ، واجعلنا أسعد أهله به ، وإن أنت آجالنا دون ذلك ،
فاجعل الجنة منقلبنا ومصيرنا ، واجعل شهرنا هذا أمانا لنا من أهوال ما نرد
عليه ، واجعل خروجنا إلى عيدنا ومصلانا ومجتمعنا خروجا من جميع ذنوبنا
وولوجا في سابغات رحمتك ، واجعلنا أوجه من توجه إليك ، وأقرب من تقرب
إليك ، وأنجح من سألك فأعطيته ، ودعاك فأجبته ، واقلبنا من مصلانا وقد غفرت
لنا ما سلف من ذنوبنا ، وعصمتنا في بقية أعمارنا وأسعفتنا بحوائجنا وأعطيتنا جميع
خير الاخرة والدنيا ثم لا تعدنا في ذنب ولا معصية أبدا ، ولا تطعمنا رزقا تكرهه
أبدا ، واجعل لنا في الحلال مفسحا ومتسعا
اللهم ونبيك المجيب المكرم الراسخ له في قلوب امته خالصي المحبة
لصفو نصيحته لهم ، وشدة شفقته عليهم ، ولتبليغه رسالاتك ، وصبره في ذاتك
وتحننه على المؤمنين من عبادك فاجزه اللهم عنا أفضل ما جزيت نبيا عن امته
وصل عليه عدد كلماتك التامات ، أنت وملائكتك ، وارفعه إلى أعلى الدرج ، و
أشرف الغرف ، حيث يغبطه الاولون والاخرون ، ونضر وجوهنا بالنظر إليه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه