بحار الأنوار ج13

شعاع يغلب نور الشمس ، وكان موسى آدم فيما يروى ، ثم أعاد اليد إلى كمه فعادت إلى
لونها الاول ، عن ابن عباس والسدي ، واختلف في عصاه فقيل : أعطاه ملك حين توجه
إلى مدين ، وقيل : إن عصا آدم كانت من آس الجنة حين اهبط فكانت تدور بين أولاده
حتى انتهت النوبة إلى شعيب ، وكانت ميراثا مع أربعين عصا كانت لآبائه ، فلما استأجر
شعيب موسى أمره بدخول بيت فيه العصي ، وقال له : خذ عصا من تلك العصي ، فوقع تلك العصا
بيد موسى ، فاسترده شعيب وقال : خذ غيرها ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، في كل مرة
تقع يده عليها دون غيرها ، فتركها في يده في المرة الرابعة ، فلما خرج من عنده متوجها
إلى مصر ورأى نارا وأتى الشجرة فناداه الله تعالى : " أن يا موسى إني أنا الله " وأمره
بإلقائها فألقاها فصارت حية فولى هاربا ، فناداه الله سبحانه " خذها ولا تخف " فأدخل يده
بين لحييها فعادت عصا ، فلما أتى فرعون ألقاها بين يديه على ما تقدم بيانه ، وقيل : كان
الانبياء يأخذون العصا تجنبا من الخيلاء .(1)
" قال الملا من قوم فرعون " لمن دونهم من الحاضرين " إن هذا لساحر عليم " بالسحر
" يريد أن يخرجكم من أرضكم " أي يريد أن يستميل بقلوب بني إسرائيل إلى نفسه و
يتقوى بهم فيغلبكم بهم ويخرجوكم من بلدتكم " فماذا تأمرون " قيل : إن هذا قول الاشراف
بعضهم لبعض على سبيل المشورة ، ويحتمل أن يكون قالوا ذلك لفرعون ، وإنما قالوا :
" تأمرون " بلفظ الجمع على خطاب الملوك ، ويحتمل أيضا أن يكون قول فرعون لقومه
فتقديره : قال فرعون لهم : فماذا تأمرون ؟ " قالوا " أي لفرعون " أرجه وأخاه " أي أخره و
أخاه هارون ، ولا تعجل بالحكم فيهما بشئ فتكون عجلتك حجة عليك ، وقيل : أخره
أي احبسه ، والاول أصح " وأرسل في المدائن " التي حولك " حاشرين " أي جامعين للسحرة
يحشرون من يعلمونه منهم : عن مجاهد والسدي ، وقيل : هم أصحاب الشرط أرسلهم في
حشر السحرة وكانوا اثنين وسبعين رجلا ، عن ابن عباس " وجاء السحرة فرعون " وكانوا
خمسة عشر ألفا ، وقيل : ثمانين ألفا ، وقيل : سبعين ألفا ، وقيل : بضعا وثلاثين ألفا ،
وقيل : كانوا اثنين وسبعين ، اثنان من القبط وهما رئيسا القوم ، وسبعون من بني إسرائيل ،


(1)مجمع البيان 4 : 457 - 458 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه