بحار الأنوار ج20

لكاذب(1)، وقال من حضر من الانصار : يا رسول الله شيخنا وكبيرنا لا تصدق عليه
كلام غلام من غلمان الانصار ، عسى أن يكون هذا الغلام وهم في حديثه ، فعذره
صلى الله عليه وآله وفشت الملامة من الانصار لزيد ، ولما استقل رسول الله فسار لقيه أسيد بن حضير
فحياه بتحية النبوة ، ثم قال : يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح
فيها ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : " أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟ زعم أنه إن رجع إلى
المدينة أخرج الاعز منها الاذل " فقال أسيد : فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن
شئت ، هو والله الذليل ، وأنت العزيز ، ثم قال : يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد
جاء الله بك(2)وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، وإنه ليرى أنك قد استلبته
ملكا وبلغ عبدالله بن عبدالله بن أبي ما كان من أمر أبيه فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
يا رسول الله إنه قد بلغني أنك تريد قتل أبي ، فإن كنت لابد فاعلا فمرني به ،
فأنا أحمل إليك رأسه ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالدية مني ،
وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبدالله بن
أبي(3)أن يمشي في الناس ، فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار ، فقال صلى الله عليه وآله :
بل ترفق به وتحسن صحبته ما بقي معنا(4).
قالوا : وسار رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى
أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس فلم يكن إلا أن


(1)في السيرة : فاخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال : مر به عباد بن بشر فليقتله ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " فكيف يا عمر اذا تحدث الناس ان محمدا يقتل
اصحابه ، لا ، ولكن اذن بالرحيل " وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يرتحل
فيها ، فارتحل الناس ، وقد مشى عبدالله بن أبى بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
حين بلغه ان زيد بن ارقم قد بلغه ما سمع منه ، فحلف بالله ما قلت ما قال ثم ذكر نحو ما في
الكتاب .
(2)في السيرة : لقد جاء‌نا الله بك .
(3)إلى قاتل ابى خ ل .
(4)في السيرة : بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقى معنا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه