بحار الأنوار ج64

روى الكشي(1)عن الصادق عليه السلام أنه قال يوما لاصحابه : لعن الله المغيرة
ابن سعيد ولعن الله يهودية كان يختلف إليها ، يتعلم منها السحر ، والشعبذة
والمخاريق ، إن المغيرة كذب على أبي عليه السلام فسلبه الله الايمان وإن قوما كذبوا
علي ، مالهم أذاقهم الله حرا الحديد .
وروى أيضا عن الرضا عليه السلام(2)أنه قال : كان المغيرة يكذب على أبي
جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد .
وقال في المواقف : قال مغيرة بن سعيد العجلي : الله جسم على صورة إنسان
من نور ، على رأسه تاج ، وقلبه منبع الحكمة ، ولما أراد أن يخلق الخلق تكلم
بالاسم الاعظم ، فطار ، فوقع تاجا على رأسه ، ثم إنه كتب على كفه أعمال العباد
فغضب من المعاصي ، فعرق ، فحصل منه بحران أحدهما : مالح مظلم ، والآخر
حلونير ، ثم اطلع في البحر النير ، فأبصر فيه ظله ، فانتزعه فجعل منه الشمس
والقمر ، وأفنى الباقي من الظل نفيا للشريك ، ثم خلق الخلق من البحرين فالكفار
من المظلم ، والمؤمنين من النير .
ثم أرسل محمدا ، والناس في ضلال ، وعرض الامانة على السماوات والارض
والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها الانسان وهو أبوبكر بأمر عمر بشرط
أن يجعل الخلافة بعده له وقوله تعالى ، : " كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر "(3)


(1)رجال الكشى : 196 .
(2)المصدر نفسه ص 194 .
أقول وروى باسناده إلى هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان
المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبى ، ويأخذ كتب أصحابه - وكان أصحابه المستترون
بأصحاب أبى يأخذون الكتب من أصحاب أبى فيدفعونها إلى المغيرة - .
فكان يدس فيها الكفر والزندقة : ويسندها إلى أبى ، ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم
أن يبثوها في الشيعة ، فكلما كان في كتب أصحاب أبى من الغلو ، فذاك ممادسه المغيرة
ابن سعيد في كتبهم .
(3)الحشر : 16 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه