بحار الأنوار ج37

وقال : فيه " فإن دعوتهم تحيط من وراء‌هم " أي تحوطهم وتكفيهم وتحفظهم(1).
أقول : ويمكن أن يكون " من " على صيغة الموصول أو بالكسر حرف جر ،
وعلى التقديرين يحتمل أن يكون المراد بالدعوة دعاء النبي إلى الاسلام أو دعاؤه
وشفاعته لنجاتهم وسعاداتهم ، أو الاعم منه ومن دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ، بأن يكون
إضافة الدعوة إلى الفاعل ، وعلى التقدير الاول يحتمل أن يكون المعنى أن دعوة النبي
صلى الله عليه وآله ليست مختصة بالحاضرين ، بل تبليغه صلى الله عليه وآله يشمل الغائبين ومن يأتي بعدهم
من المعدومين . قوله : " تتكافأ دماؤهم " أي تتساوى في القصاص والديات . وقال الجزري :
الذمة ك العهد والامان ، ومنه الحديث " يسعى بذمتهم أدناهم " أي إذا أعطى أحد
لجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين ، وليس لهم أن يخفروه ولا أن ينقضوا
عليه عهده(3).
أقول : لعل المعنى أن أدنى المسلمين يعسى في تحصيل الذمة لكافر على جميع
المسلمين ، وهو كناية عن قبول أمانة فإنه لو لم يقبل أمانه لم يسع في ذلك ، ويمكن
أن يقرأ يسعى على البناء للمجهول ويكون أدناهم بدلا عن الضمير في قوله : بذمتهم ،
والاول أظهر . وقال الجزري : فيه " هم يد على من سواهم " أي هم مجتمعون على
أعدائهم لا يسع التخاذل(3)، بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الاديان والملل ، كأنه
جعل أيديهم يدا واحدة وفعلهم فعلا واحدا(4). وقال الجوهري : أو عزت إليه في
كذا وكذا أي تقدمت(5).
7 - ب : السندي بن محمد ، عن صفوان الجمال قال : قال أبوعبدالله عليه السلام
لما نزلت هذه الآية في الولاية أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالدوحات في غدير خم فقممن(6)،


(1)لم نجده في النهاية ، نعم ذكر في(حوط)مالفظه : ومنه الحديث " وتحيط دعوته من
ورائهم " اى تحدق بهم من جميع جوانبهم .(1 : 271).
(2)النهاية 2 : 50 . وخفره : اخذ منه مالا ليجيره ويؤمنه .
(3)في المصدر : لا يسعهم التخاذل .
(4)النهاية 4 : 263 .
(5)الصحاح ج : 2 ص : 898 .
(6)الدوحة : الشجرة العظيمة المتصلة . قم البيت : كنسه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه