بحار الأنوار ج64

" محمد رسول الله "(1)جملة مبينة للمشهود به ، في قوله وكفى بالله شهيدا "
أو استيناف مع معطوفه وما بعدهما خبر " والذين معه أشداء على الكفار رحماء
بينهم " أي يغلظون على من خالف دينهم ، ويتراحمون فيما بينهم ، " تراهم ركعا
سجدا " لانهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم ، " يبتغون فضلا من الله ورضوانا "
أي يطلبون الثواب والرضا ، " سيماهم في وجوههم " قيل : يريد السمة التي تحدث
في جباههم من كثرة الصلاة ، وعن الصادق عليه السلام : هو السهر في الصلاة أي أثره .
" ذلك مثلهم في التورية " أي صفتهم العجيبة الشأن المذكورة فيها ، أي أخبر
الله تعالى في التوراة والانجيل بأن هذه صفتهم ، " أخرج شطأه " أي فراخه
" فآزره " أي فقواه ، " فاستغلظ " أي فصار من الدقة إلى الغلظ ، " فاستوى على
سوقه " هو جمع ساق ، أي فاستوى على قصبه ، " يعجب الزراع " بكثافته ، وقوته
وغلظه وحسن منظره .
قيل : هو مثل ضربه الله للصحابة قلوا في بدو الاسلام ، ثم كثروا واستحكموا
فترقى أمرهم بحيث أعجب الناس ، " ليغيظ بهم الكفار " علة لتشبيههم بالزرع
في ذكائه واستحكامه .
وفي مجالس الصدوق : أنها نزلت في أمير المومنين عليه السلام والذين تحت لوائه
في القيامة ، ينادون إن ربكم يقول لكم : عندي مغفرة وأجر عظيم ، يعني الجنة .
" مخلصين له الدين "(2)أي لا يشركون به ، " حنفاء " أي مائلين عن العقائد
الزائغة ، " ذلك دين القيمة " أي دين الملة القيمة ، " اولئك هم خير البرية " أي
الخليقة ، وفي الاخبار أنهم علي وشيعته(3)، " ورضوا عنه " لانه بلغهم أقصى أمانيهم
" ذلك لمن خشي ربه " فان الخشية ملاك الامر ، والباعث على كل خير .


(1)الفتح : 29 .
(2)البينة : 5 .
(3)راجع سعد السعود : 108 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه