الحسن عليه السلام قالوا : لقد اعطي مالم يعط أحد من الناس .
6 - ما : المفيد ، عن محمد بن محمد بن طاهر ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف
عن الحسن بن محمد ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : كتب إلى الحسن بن علي عليهما السلام قوم من أصحابه يعزونه
عن ابنة له ، فكتب إليهم : أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة ، فعندالله
أحتسبها تسليما لقضائه ، وصبرا على بلائه ، فان أو جعتنا المصائب : وفجعتنا النوائب
بالاخبة المألوفة التي كانت بنا حفية ، والاخوان المحبين الذين كان يسر بهم
الناظرون ، وتقربهم العيون .
أضحوا قد أختر متهم الايام ونزل بهم الحمام ، فخلفوا الخلوف ، وأودت
بهم الحتوف ، فهم صرعى في عساكر الموتى ، متجاورون في غير محلة التجاور ، ولا
صلاة بينهم ولا تزاور ، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم ، أجسامهم نائية من أهلها
خالية من أربابها ، قد أخشعها إخوانها ، فلم أر مثل دارها دارا ، ولا مثل قرارها قرارا
في بيوت موحشة ، وحلول مضجعة ، قد صارت في تلك الديار الموحشة ، وخرجت عن
دار المونسة ، ففارقتها من غير قلى ، فاستودعتها للبلى ، وكانت أمة مملوكة ، سلكت
سبيلا مسلوكة صار إليها الاولون ، وسيصيرإليها الاخرون والسلام .
بيان : قال الجزري فيه : من صام رمضان إيمانا واحتسابا أي طلبالوجه الله
وثوابه ، والا حتساب من الحسب كالاعتداد من العد ، وإنما قيل لمن ينوي بعمله
وجه الله احتسبه ، لان له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه
معتد به ، ومنه الحديث : من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الاجر بصبره على
مصيبة انتهى .
وفجعته المصيبة أي أوجعته ، وكذلك التفجيع ، والحفاوة المبالغة في السؤال
عن الرجل والعناية في أمره ، واخترمهم الدهر أي اقتطعهم واستأصلهم ، والحمام
بالكسر قدر الموت .
وقال الجزري :(1)الخلف بالتحريك والسكون كل من يجئ بعد من
(1)في النسخ المطبوعة : قال الفيروز آبادى وهو سهو من النساخ .(*)