بحار الأنوار ج22

" ادعوهم لآبائهم " الذين ولدوهم وانسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم " هو
أقسط عندالله " أي أعدل عند الله قولا وحكما ، روي عن ابن عمر(1)قال : ما كنا
ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن " ادعوهم لآبائهم هو أقسط
عند الله فإن لم تعلموا آبائهم " أي لم تعرفوهم بأعيانهم " فإخوانكم في الدين " أي
فهو إخوانكم في الملة فقولوا : يا أخي " ومواليكم " أي بني أعمامكم ، أو أولياؤكم
في الدين في وجوب النصرة ، أو معتقوكم ومحرروكم إذا أعتقتموهم من رق فلكم
ولاؤهم " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به " أي إذا ظننتم أنه أبوه فلا يؤاخذكم
الله به " ولكن ما تعمدت قلوبكم " أي ولكن الاثم والجناح في الذي قصدتموه
من دعائهم إي غير آبائهم ، وقيل : ما أخطأتم قبل النهي وما تعمدتموه بعد النهي
" وكان الله غفورا " لما سلف من قولكم " رحيما " بكم " وأزواجه امهاتهم " أي
انهن للمؤمنين كالامهات في الحرمة وتحريم النكاح ، وليس امهات لهم على الحقيقة
إذ لو كانت(2)كذلك لكانت بناته أخوات المؤمنين على الحقيقة ، فكان لا يحل للمؤمنين
التزوج بهن ، ألا ترى أنه لا يحل للمؤمنين رؤيتهن ، ولا يرثن المؤمنين ولا
يرثون(3).
" يا أيها النبي قال لازواجك " قال المفسرون : إن أزواج النبي صلى الله عليه وآله
سألته شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة ، وآذنيه لغيرة بعضهن على
بعض فآلى رسول الله صلى الله عليه وآله منهن شهرا ، فنزلت آية التخيير ، وهو قوله : " قل
لازواجك " وكن يومئذ تسعا : عايشة وحفصة وام حبيبة بنت أبي سفيان وسودة
بنت زمعة وام سلمة بنت أبي امية ، فهؤلاء من قريش ، وصفية بنت حيي الخيبرية
وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وزينب بنت جحش الاسدية ، وجويرية بنت
الحارث المصطلقية ، وروى الواحدي بالاسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا مع حفصة فتشاجر بينهما فقال : هل لك أن أجعل


(1)في المصدر : وروى سالم عن ابن عمر .(2)في المصدر : اذ لوكن .
(3)مجمع البيان 8 : 336 و 337 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه