بحار الأنوار ج15

وقيل : اليهود والنصارى ، وقيل : كل من اوتي علما بشئ من الكتب(لتبيننه للناس)
أي محمدا صلى الله عليه وآله(1)، لان في كتابهم أنه رسول الله ، وقيل : أي الكتاب فيدخل فيه بيان
أمر النبي صلى الله عليه وآله(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا)قيل : هم اليهود الذين فرحوا
بكتمان أمر النبي صلى الله عليه وآله ، وأحبوا أن يحمدوا بأنهم أئمة وليسوا كذلك ، وقال
البلخي : إن اليهود قالوا : نحن أبناء الله وأحباء‌ه ، وأهل الصلاة والصوم ، وليسوا
كذلك(2)، ولكنهم أهل الشرك والنفاق وهو المروي عن الباقر عليه السلام ، والاقوى أن
يكون المعني بالآية من أخبر الله عنهم أنه أخذ ميثاقهم في أن يبينوا أمر محمد صلى الله عليه وآله
ولا يكتموه(3).
وفي قوله :(في التورأة والانجيل)معناه يجدون نعته وصفته ونبوته مكتوبا في
التوراة في السفر الخامس : إني ساقيم لهم نبيا من إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي في
فيه ، فيقول لهم : كل ما اوصيه به .
وفيها أيضا مكتوب : وأما ابن الامة(4)فقد باركت عليه جدا جدا ، وسيلداثنى
عشر عظيما ، واؤخره لامة عظيمة .
وفيها أيضا : أتانا الله من سيناء ، وأشرق من ساعير ، واستعلن من جبال فاران(5).
وفي الانجيل بشارة بالفار قليط في مواضع : منها نعطيكم فارقليط آخر يكون
معكم آخر الدهر كله . وفيه أيضا : قول المسيح للحواريين : أنا أذهب وسيأتيكم


(1)في المصدر : أى لتظهرنه للناس ، والهاء عائدة إلى محمد صلى الله عليه وآله .
(2)في المصدر : وليسوا من أولياء الله ولا أحبائه ولا أهل الصلاة والصوم .
(3)مجمع البيان 2 : 552 و 553 و 554 .
(4)والمراد به اسماعيل عليه السلام .
(5)قال الحموى في المعجم : ساعير : اسم لجبال فلسطين ، وهو من حدود الروم وهو قرية من
الناصرة بين طبرية وعكا ، وفاران كلمة عبرانية معربة وهى من أسماء مكة ، وقيل : هو اسم لجبال
مكة ، وقال ابن ماكولا : هى جبال الحجاز ، وفي التوراة : جاء الله من سيناه ، وأشرق من ساعير
واستعلن من فاران ، محيئه من سيناء تكليمه لموسى عليه السلام ، واشرافه من ساعير هو انزال الانجيل
على عيسى عليه السلام ، واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه واله وسلم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه