بحار الأنوار ج82

وقال الطبرسي(1)(وكن من الساجدين)أي المصلين عن ابن عباس ، قال :
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، وقيل كن من الذين يسجدون
لله ويوجهون بعبادتهم إليه .
وقال في قوله سبحانه(2)(إن الذين اوتوا العلم من قبله)أي اعطوا علم التوراة
من قبل نزول القرآن كعبدالله بن سلام وغيره ، فعلموا صفة النبي صلى الله عليه وآله قبل مبعثه
عن ابن عباس ، وقيل إنهم أهل العلم من أهل الكتاب وغيرهم ، وقيل إنهم امة
محمد صلى الله عليه وآله(إذا يتلى عليهم)القرآن(يخرون للاذقان سجدا)أي يسقطون على وجوههم
ساجدين عن ابن عباس وقتادة ، وإنما خص الذقن لان من سجد كان أقرب شئ
منه إلى الارض ذقنه ، والذقن مجمع اللحيين(ويقولون سبحان ربنا)أي تنزيها
لربنا عما يضيف إليه المشركون(إن كان وعد ربنا لمفعولا)إنه كان وعد ربنا
مفعولا حقا يقينا(ويخرون للاذقان يبكون)أي ويسجدون باكين إشفاقا من
التقصير في العبادة ، وشوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب(ويزيدهم)ما في القرآن
من المواعظ(خشوعا)أي تواضعا لله تعالى واستسلاما لامر الله وطاعته انتهى .
وأقول : سيأتي تفسير السجود على الاذقان بمعناه الظاهر كما رواه الكليني(3)
عن علي بن محمد باسناد له قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عمن بجبهته علة لايقدر على
السجود عليها ؟ قال : يضع ذقنه على الارض إن الله تعالى يقول :(ويخرون للاذقان
سجدا)فيمكن أن يكون في الامم السالفة سجودهم هكذا(4)والاستشهاد بالاية
لمناسبة أنه لما كان الذقن مسجدا للامم السابقة ، فلذا صار مع الضرورة مسجدا لهذه
الامة أيضا ، ويحتمل أن يكون المراد بالاية سجودهم في حال الضرورة ، وعلي بن


(1)مجمع البيان ج 6 ص 347 .
(2)مجمع البيان ج 6 ص 445 .
(3)الكافى ج 3 ص 334 .
(4)قد عرفت في ج 84 ص 195 ، أن هذه السجدة سيرة القسيسين والرهبان ينبطحون
على الارض ويضعون أذقانهم على الارض .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه