بحار الأنوار ج47

قال : لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر نخلها ، ويسبي ذريتها ، فقال :
ولم ذاك يا أمير المؤمنين ؟ . فقال : رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك
ويجمع لك الاموال فقال : والله ما كان فقال : لست أرضى منك إلا بالطلاق
والعتاق والهدي والمشي ، فقال : أبا لانداد من دون الله تأمرني أن أحلف ؟ إنه
من لم يرض بالله فليس من الله في شئ .
فقال : أتتفقه علي ؟ فقال : وأنى تبعدني من التفقة ، وأنا ابن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال : فإني أجمع بينك وبين من سعى بك قال : فافعل قال :
فجاء الرجل الذي سعى به فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا هذا ، قال : فقال : نعم والله
الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، لقد فعلت .
فقال له أبوعبدالله عليه السلام : يا ويلك تجلل الله فيستحيي من تعذيبك ، ولكن
قل : برئت من حول الله وقوته وألجأت إلى حولي وقوتي ، فحلف بها الرجل فلم
يستتمها ؟ حتى وقع ميتا ، فقال له أبوجعفر : لا اصدق بعدها عليك أبدا ، وأحسن
جائزته ورده(1).
45 - مهج : رأيت بخط عبدالسلام البصري بدمينة السلام أخبرنا أبوغالب
أحمد بن محمد الرازي ، عن جده من بن سليمان ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن سنان
عن ابن مسكان ، وأبي سعيد المكاري وغير واحد من عبدالاعلى بن أعين ، عن رزام
ابن مسلم مولى خالد قال : بعثني أبوالدوانيق أنا ونفرا معي إلى أبي عبدالله عليه السلام و
هو بالحيرة لنقتله ، فدخلنا عليه في رواقه ليلا فنلنا منه حاجتنا ، ومن ابنه إسماعيل ، ثم
رجعنا إلى أبي الدوانيق فقلنا له : فرغنا مما أمرتنا به ، فلما أصبحنا من الغد وجدنا
في رواقه ناقتين منحورتين ، قال أبوالحسن محمد بن يوسف : إن جعفر بن محمد حال
الله بينهم وبينه(2).
46 - مهج : من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن علي


(1)الكافى ج 6 ص 445 وفيه(تمجد)بدل(تجلل).
(2)مهج الدعوات ص 212 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه