بحار الأنوار ج80

الشمس ، وهو مرادف لليوم ، وفي حديث إنما هو بياض النهار وسواد الليل ولا
واسطة بين الليل والنهار ، وربما توسعت العرب فأطلقت النهار من وقت الاسفار
إلى الغروب ، وهو في عرف الناس من طلوع الشمس إلى غروبها ، وإذا اطلق النهار
في الفروع انصرف إلى اليوم ، نحو : صم نهارا واعمل نهارا .
لكن قالوا إذا استأجره على أن يعمل له نهار يوم الاحد مثلا ، فهل يحمل
على الحقيقة اللغوية حتى يكون أوله من طلوع الفجر ، أو يحمل على العرف
حتى يكون أوله من طلوع الشمس ، لاشعار الاضافة به : لان الشئ لا يضاف
إلى مرادفه والاول هو الراجح دليلا ، لان الشئ قد يضاف إلى نفسه عند اختلاف
اللفظين ، نحو(ولدار الاخرة)(1)(وحق اليقين)(2).
وقال : الصبح الفجر وهو أول النهار ، وقال : الفجر الثاني الصادق هو
المستطير ، وبطلوعه يدخل النهار ، وقال في شمس العلوم آخر الليل قبل الفجر .
وقال إمامهم الرازي في تفسيره - عن ذكر الاقوال في الصلاة الوسطى في
احتجاج من قال إن الصلاة الوسطى صلاة الظهر : الثالث أنها صلاة بين صلاتين
نهاريتين بين الفجر والعصر : وفي احتجاج من قال إنها العصر ، وثالثها أن العصر
بين صلاتين بالنهار وصلاتين بالليل ، وقال في قوله تعالى :(أقم الصلاة طرفي النهار)
المراد بطرفي النهار الصبح والعصر .
وقال في القاموس : النهار ضياء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس : أو
من طلوع الشمس إلى غروبها ، وقال : الليل والليلاة من مغرب الشمس إلى طلوع
الفجر الصادق أو الشمس ، وقال الزمخشري في الاساس : إنما سمي السحر استعارة
لانه وقت إدبار الليل وإقبال النهار ، فهو متنقفس الصبح .
وقال الرازي في قوله تعالى :(فاذا أفضتم من عرفات)(3)الاية ووقت


(1)يوسف : 109 .
(2)الواقعة : 95 ، الحاقة : 51 .
(3)البقرة : 198 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه