بحار الأنوار ج57

قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني خلقت حواء من آدم أم آدم من حواء ؟ قال : يا ابن
سلام خلقت حواء من آدم ، ولو أن خلق آدم من حواء لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن
بيدالرجال . قال : فأخبرني خلقت من كله أو من بعضه ؟ قال : خلقت من بعضه ولو
خلقت من كله لكان القضاء في النساء ولم يكن في الرجال . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني
عن باطنه خلقت أم من ظاهره ؟ قال : يا ابن سلام بل خلقت من باطنه ، ولوخلقت من ظاهره
لكشفت النساء من أبدا نهن كما تكشف الرجال .
قال : فمن يمينه خلقت أم من شماله ؟ قال : بل خلقت من شماله ، ولو
خلقت من يمينه لكان حظ الانثى مثل حظ الذكر وشهادتها كشهادته ، ومن أجل
ذلك جعل الله للذكر مثل حظ الانثيين . قال : فأخبرني من أي وموضع خلقت ؟
قال : يا ابن سلام خلقت من ضلعه الاقصر(1). قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني من كان
يسكن الارض قبل آدم ؟ قال : الجن . قال : فبعد الجن ؟ قال : الملائكة . قال :
فبعد الملائكة ؟ قال : آدم وذريته . قال : وكم كان بين الجن وبين آدم ؟ قال سبعة

آلاف سنة . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن آدم فهل حج إلى بيت الله الحرام ؟ قال :
نعم ، قال : فمن حلق رأس آدم ؟ قال : جبرئيل . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني هل
أختتن آدم أم لا ؟ قال : نعم يا ابن سلام ، ختن نفسه بيده . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني
عن الدنيا لم سميت دنيا ؟ قال : يا ابن سلام لان الدنيا خلقت من دون الاخرة ، ولو
خلقت مع الاخرة لم تفن كما لم تفن(2)الاخرة . قال : صدقت يامحمد ، فأخبرني عن
القيامة لم سميت قيامة ؟ قال : يا ابن سلام لان مقام الخلائق فيها للحساب . قال :
فأخبرني لم سميت الاخرة آخرة ؟ قال : لانها متأخرة عنهابعد الدنيا لايوصف
سنوها ، ولا تحصى أيامها ولا يموت ساكنها . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن أول
يوم خلق الله تعالى الدنيا فيه ، قال : يوم الاحد . قال : ولم سماه أحدا ؟ قال : لان
الله واحد أحد فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا . قال : صدقت يا محمد . فالا ثنين لم


(1)الايسر(خ).
(2)كذا والظاهر " لاتفنى "

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه