بحار الأنوار ج13

وعسكروا مجتمعين إلى أن صاروا ظاهرين ظافرين .(1)
بيان : المدلهم : المظلم . وفحيح الافعي : صوتها من فيها . والكشيش : صوتها من
جلدها . والمنخوب : الجبان الذي لا فؤاد له .
ثم قال الثعلبي : فلما خاف فرعون على قومه أن يؤمنوا بموسى عزم على بناء
صرح يقوى به سلطانه ، فقال : " يا هامان ابن لي صرحا " الآية ، فجمع العمال والفعلة حتى
اجتمع له خمسون ألف بناء سوى الاتباع والاجراء ممن يطبخ الآجر والجص وينجر
الخشب والابواب ويضرب المسامير ، فلم يزل يبني ذلك الصرح إلى أن فرغ منه في سبع
سنين وارتفع ارتفاعا لم يبلغه بنيان أحد من الخلق منذ خلق الله السماوات والارض ، فبعث
الله عزوجل جبرئيل وضرب بجناحه الصرح فقطعه ثلاث قطع : وقعت قطعة منها في البحر ،
واخرى في الهند ، واخرى في المغرب .
وقال الضحاك : بعثه الله وقت الغروب(2)فقذف به على عسكر فرعون فقتل منهم
ألف ألف رجل ،(3)وقالوا : ولم يبق أحد عمل فيه شيئا إلا أصابه موت أو حريف أو عاهة ،
ثم إن فرعون بعد ذلك عزم على قتال موسى فأراه الله الآيات(4)فلما لم يؤمن أوحى
الله تعالى إلى موسى : أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت ، ثم اذبحوا
أولاد الضأن واضربوا بدمائها على الابواب ، فإني مرسل على أعدائكم عذابا وإني سآمر
الملائكة(5)فلا يدخل بيتا على بابه دم ، وسآمرها فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم و
أموالهم فتسلمون أنتم ويهلكون هم ، ثم اخبزوا خبزا فطيرا(6)فإنه أسرع لكم ، ثم
اسر بعبادي حتى تنتهي بهم إلى البحر فيأتيك أمري ، ففعلت ذلك بنو إسرائيل ، فقالت القبط
لبني إسرائيل ، لم تعالجون هذا الدم على أبوابكم ؟ فقالوا : إن الله سبحانه مرسل عذابا فنسلم


(1)العرائس : 116 - 118 . م
(2)المصدر خال من قوله : وقت الغروب . م
(3)في المصدر : الفى الف رجل . م
(4)العرائس : 119 . م
(5)في المصدر : سارسل الملائكة . م
(6)في المصدر : ثم اخبزوا فطيرا . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه