بحار الأنوار ج46

104 دعوات الراوندى : عن محمد بن الحسين الخزاز ، عن أبيه ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليه السلام يلبس الصوت وأغلظ ثيابه إذا
قام إلى الصلاة ، وكان عليه السلام إذا صلى يبرز إلى موضع خشن فيصلي فيه ، ويسجد
على الارض فأتى الجبان وهو جبل بالمدينة ، يوما ثم قام على حجارة خشنة
محرقة ، فأقبل يصلي ، وكان كثير البكاء ، فرفع رأسه من السجود وكأنما غمس
في الماء من كثرة دموعه .

6 . (باب) (حزنه وبكائه على شهادة أبيه صلوات الله

عليهما)

1 قب : الصادق عليه السلام : بكى علي بن الحسين عليه السلام عشرين سنة ، وما وضع
بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني
أخاف أن تكون من الهاكين ، قال : إنما أشكوبثي وحزني إلى الله وأعلم من
الله ما لاتعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة .
وفي رواية : أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ ! فقال له : ويحك إن يعقوب النبي
عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم ، فابيضت عيناه من كثرة
بكائه عليه ، واحد ودب ظهره من الغم ، وكان ابنه حيا في الدنيا ، وأنا نظرت
إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي ، فكيف ينقضي
حزني ؟
وقد ذكر في الحلية(1)نحوه ، وقيل : إنه بكى حتى خيف على عينيه .


(1)حلية الاولياء : ج 3 ص 138 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه