بحار الأنوار ج36

قبلها ، بل هي أيضا من نعمه تعالى ، وإن لزم عليه سبحانه إعطاء الثواب بمقتضى وعده ،
فبعده أيضا من فضله . وذهب الاكثر إلى أن المعنى : رجا فضل غيري ، ولا يخفى بعده
لفظا ومعنى ، ويؤيدماذكرنا قوله : " أوخاف غير عدلي " إذا العقوبات التى يخافها
العباد إنما هي من عدله ، وإن من اعتقد أنها ظلم فقد كفر . " عذبته عذابا " أي تعذببا
ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة . " لا اعذبه " الضمير للمصدر أوللعذاب إن اريد
به ما يعذب به على حذف حرف الجركما ذكره البيضاوي(1). " بشبليك " أي ولديك
تشبيها لهما بولد الاسد في الشجاعة ، أوله صلى الله عليه وآله بالاسد فيها أو الاعم(2)، أو المعنى :
ولدي أسدك ، تشبيها لاميرالمؤمنين عليه السلام بالاسد . وفي القاموس : الشبل - بالكسر - :
ولد الاسد(3).
قوله : " في أشياعه " أى بسبب كثرتهم وكمالهم . قوله : " وانتجبت بعده فتنة "
على بناء المفعول كناية عن اهتمامهم بشأن تلك الفتنة ، أوعلى بناء‌المعلوم مجازا ، وفي


(1)راجع الجزء الاول من تفسيره ص 141 .
(2)أى اما تشبيها لرسول الله صلى عليه وآله بالاسد في الشجاعة ، أوالاعم منه ومنهما
صلوات الله عليهم .
(3)القاموس المحيط 3 : 399 . وفى(د)هنا زيادات نذكرها بعينها : أوالمعنى ولدى
أسدك تشبيها لاميرالمؤمنين عليه السلام بالاسد ، وفى القاموس : الشبل - بالكسر - ولد الاسد اذا
أدرك الصيد : ولد الولد ، وقيل : ولد البنت . " خازن وحيى " أى حافظ كل ما
اوحيته إلى أحد من الانبياء . والملكئة التامة اما أسماء الله العظام أوعلم القرآن أوالاعم منه
ومن سائرالعلوم ، أوحجج الله الكائنة في صلبه ، أوالامامة وشرائطها . والحجة البالغة أى الكاملة
البراهين التى أقامها الله ورسوله على امامته وامامة أولاده ، أوالمعجزات التى أعطاهم ، أوالشريعة
الحقة . " بعترته اثيب " أى بولايتهم لانها الركن الاعظم من الايمان وشرط قبول سائر الاعمال ،
وبترك ولايتهم يعاقب على الترك وعلى الاعمال المقارنة له " أوليائى الماضين " تخصيص للفرد
الاخفى . و " ابنه " مبتدء وشبيه نعت له . والمحمود نعت لجده ، ومحمد عطف بيان لابنه أوجده ،
والباقر خبر أونعت والخبر محذوف ، أوابنه خبر مبتدء محذوف أى ثانيهم ، ويقال : بقره أى
فتحه ووسعه " لاكرمن مثوى جعفر " أى مقامه العالى في الدنيا بظهور علمه وفضله على الناس .
" ولاسرنه في اشياعه " بوفورهم ومزيد علمهم وكمالهم ، أو المراد مقامه الرفيع في القيامة
لشفاعة شيعته المهتدين به ، وسروره بقبول شفاعته فيهم ، أو الاعم منهما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه