بحار الأنوار ج18

فيأتيها بنوها فيسألون الادم وليس عندهم شئ : فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وآله
فتجد فيها سمنا ، فما زال تقيم لها ادم بيتها حتى عصرته(1)، فأتت النبي صلى الله عليه وآله فقال :
عصرتيها ؟ قالت : نعم ، قال : لو تركتيها مازال مقيما(2).
بيان : لمظ وتلمظ : تتبع بلسانه الطعام في فمه ، أو أخرج لسانه فمسح به
شفتيه .
30 - عم : من معجزات النبي صلى الله عليه وآله حديث شاة ام معبد ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله
لما هاجر من مكة ومعه أبوبكر وعامر بن فهيرة ، ودليلهم عبدالله ابن اريقط الليثي فمروا
على ام معبد الخزاعية ، وكانت امرأة برزة تحتبي(3)وتجلس بفناء الخيمة فسألوا تمراأو لحما
ليشتروه ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك ، وإذا القوم مرملون ، فقالت لو كان عندنا شئ
ما أعوزكم القرى ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله في كسر خيمتها فقال : ما هذه الشاة يا ام معبد
قالت ، شاة خلفها الجهد عن الغنم ، فقال : هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك ،
قال : أتأذنين في أن أحلبها ؟ قالت : نعم بأبي أنت وامي إن رأيت بها حلبا فاحلبها ، فدعا
رسول الله بالشاة فمسح ضرعها ، وذكر اسم الله ، وقال : ؟ " اللهم بارك في شاتها " فتفاجت و
درت(4)، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بإناء لها يريض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علته الثمال ،
فسقاها فشربت حتى رويت ، ثم سقى أصحابه فشربوا حتى رووا ، فشرب آخرهم وقال :
" ساقي القوم آخرهم شربا " فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا ، ثم حلب فيه ثانيا
عودا على بدء فغادره عندها ، ثم ارتحلوا عنها ، فقلما لبثت أن جاء زوجها أبومعبد يسوق
أعنزا عجافا هزلى مخهن قليل ، فلما رأى اللبن قال : من أين لكم هذا والشاء(5)عازب ولا حلوبة


(1)في المصدر : عصرتها .
(2)مناقب ال أبى طالب 1 : 117 و 118 و 121 . فيه ما زالت مقيمة .
(3)احتبى بالثوب : اشتمل به . جمع بين ظهره وساقية بثوب .
(4)تفاجت أى فتحت ما بين رجليها . قوله : درت لبنها وجرى .
(5)الشاء جمع الشاة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه