بحار الأنوار ج42

هي كذلك ، فما تصنعين بألفي دينار ؟ قالت : أستعين بها على شدة الزمان وزيارة
بيت الله الحرام ، قال : قد أمرت بها لك ، فما تصنعين بألفي دينار ؟ قالت : أشتري بها
عينا خرارة في أرض حوارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبدالمطلب ، قال : هي
لك يا خالة ، أما والله لو كان ابن عمك علي ما أمر بها لك ، قالت : تذكر عليا فض
الله فاك وأجهد بلاك ، ثم علا نحيبها وبكاؤها وجعلت تقول :
ألا ياعين ويحك فاسعدينا * ألا فابكي أميرالمؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا * وجال بها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راق الناظرينا
ألا فابلغ معاوية فجعتمونا * بخير الخلق طرا أجمعينا
مضى بعد النبي فدته نفسي * أبوحسن وخير الصالحينا
كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلد سنينا
فلا والله لا أنسى عليا * وحسن صلاته في الراكعينا
لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا
فلا يفرح معاوية بن حرب * فإن بقية الخلفاء فينا
قال : فبكى معاوية ثم قال : يا خالة لقد كان كما قلت وأفضل .
بيان : الخرير : صوت الماء أي عينا يكون لمائها صوت لكثرته . والحوارة
لعلها من الحور بمعنى الرجوع ، أي ترجع كل سنة إلى إعطاء الغلة ، وفي أكثر
النسخ بالخاء المعجمة ، والخوار : الصوت والضعف والانكسار ، ولا يستقيم إلا
بتكلف .
4 - قب : إخوته عليه السلام طالب وعقيل وجعفر وعلي أصغرهم ، وكل واحد
منهم أكبر من أخيه بعشر سنين بهذا الترتيب ، وأسلموا كلهم وأعقبوا إلا طالب ،

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه