بحار الأنوار ج51

عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصة الدجال قال : فينزل عيسى بن مريم
عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين(1 )واضعا كفيه على أجنحة ملكين .
وأيضا ماتقدم من قوله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم وأما
الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري : الخضر وإلياس باقيان يسيران في الارض .
وأيضا فما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال : حدثنا رسول الله
صلى الله عليه وآله حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال : يأتي وهو
محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباح التي تلي المدينة
فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول : أشهد أنك الدجال الذي
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله حديثه فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون
في الامر ؟ فيقولون : لا قال : فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه : والله ما كنت فيك
قط أشد بصيرة مني الآن قال : فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ، قال
أبوإسحاق إبراهيم بن سعد : يقال إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام قال : هذا لفظ
مسلم في صحيحه كما سقناه سواء .
وأما الدليل على بقاء الدجال فانه أورد حديث تميم الداري والجساسة والدابة التي
كلمتهم وهو حديث صحيح ذكره مسلم في صحيحه وقال : هذا صريح في بقاء الدجال .
قال : وأما الدليل على بقاء إبليس اللعين فآي الكتاب العزيز نحو قوله تعالى :
قال رب فأنظري إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين (2 ).
وأما بقاء المهدي عليه السلام فقد جاء في الكتاب والسنة أما الكتاب فقد قال
سعيد بن جبير في تفسير قوله عزوجل ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون (3 )قال : هو المهدي من عترة فاطمة وأما من قال : إنه عيسى عليه السلام
فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للامام على ما تقدم وقد قال مقاتل بن سليمان


(1 )هكذا في مشكاة المصابيح ص 473 وفى سنن ابى داود ج 2 ص 432 ممصرتين
يقال : ثوب مهرود : أصفر مصبوغ بالهرد وثوب ممصر : مصبوغ بالمصر أى الطين الاحمر أو الاصفر .
(2 )الحجر : 37 .(3 )براء‌ة : 34 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه