بحار الأنوار ج72

له حوائج كثيرة إحداها الجنة ، ومن كسا أخاه المؤمن من عري كساه الله من
سندس الجنة وإستبرقها وحريرها ، ولم يزل يخوض في رضوان الله مادام على
المكسو منها سلك ، ومن أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة ، ومن
سقاه من ظلمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن أخدم أخاه المؤمن أخدمه الله
من الوالدان المخلدين ، وأسكنه مع أوليائه الطاهرين ، ومن حمل أخاه المؤمن
على راحلة حمله الله على ناقة من نوق الجنة ، وباهى به الملائكة المقربين يومن القيامة
ومن زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها وتشد عضده ويستريح إليها زوجه الله
من الحور العين ، وآنسه بمن أحب من الصديقين من أهل بيت نبيه وإخوانه
وآنسهم به ، ومن أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر أعانه على إجازة الصراط
عند زلزلة الاقدام ، ومن زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لجاجة منه إليه كتب من
زوار الله ، وكان حقيقا على الله أن يكرم زائره .
يا عبدالله ! وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو يقول لاصحابه يوما : معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من
آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، فلا تتبعوا عثرات المؤمنين ، فانه من اتبع عثرة
مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة وفضحه في جوف بيته ، وحدثني أبي
عن آبائه ، عن علي عليهم السلام أنه قال : أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدق في مقالته
ولا ينتصف من عدوه ، وعلى أن لا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه ، لان كل مؤمن
ملجم وذلك لغاية قصيرة ، وراحة طويلة . أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها
مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه ويحسده ، والشيطان يغويه ويمقته والسلطان يقفو
أثره ويتبع عثراته ، وكافر بالذي هو به مؤمن يرى سفك دمه دينا ، وإباحة حريمه
غنما ، فما بقاء المؤمن بعد هذا ؟
يا عبدالله ! وحدثني أبي ، عن آبائه ، عن على عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال :
نزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : اشتققت
للمؤمن اسما من اسمائي سميته مؤمنا فالمؤمن مني وأنا منه ، من استهان بمؤمن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه