بحار الأنوار ج65

أنا المدينة كأن ذكر هذا الخبر لبيان علة اتفاق قلوبهم ، فانهم عاملون
بهذا الخبر أولبيان أن تلك الصفات إنما تنفع إذا كانت مع الولاية ، أو لبيان لزوم
اختيار تلك الصفات ، فانها من أخلاق مولى المؤمنين ، وهو باب مدينة الدين
والعلم والحكمة ، فلا بد لمن ادعى الدخول في الدين أن يتصف بها .
40 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن الحسن زعلان ، عن
أبي إسحاق الخراساني ، عن عمرو بن جميع العبدي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
شيعتنا الشاحبون الذابلون الناحلون ، الذين إذا جهنم الليل استقبلوه بحزن(1).
بيان : شيعتنا الشاحبون وفي نادر من النسخ السايحون بالمهملتين بينهما
مثناة تحتانية قيل : أي الملازمون للمساجد والسيح أيضا الذهاب في الارض للعبادة
وقال في النهاية : الشاحب المتغير اللون والجسم لعارض من مرض أو سفر ونحوهما ، و
قال : ذبلت بشرته أي قل ماء جلده وذهبت نضارته ، وفي الصحاح ذبل الفرس ضمر
وقال : النحول الهزال ، وجمل ناحل مهزول ، وقال : جن عليه الليل يجن جنونا
ويقال : أيضا جنه الليل وأجنه الليل بمعنى .
وأقول : تعريف الخبر باللام للحصر ، والحاصل أنه ليس شيعتنا إلا الذين
تغيرت ألوانهم من كثرة العبادة والسهر ، وذبلت أجسادهم من كثرة الرياضة ، أو
شفاههم من الصوم ، وهزلت أبدانهم مما ذكر : الذين إذا سترهم الليل استقبلوه بحزن
أي اشتغلوا بالعبادة فيه مع الحزن للتفكر في أمر الاخرة وأهوالها .

41 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر
اليماني ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : شيعتنا أهل الهدى ، وأهل التقى
وأهل الخير ، وأهل الايمان ، وأهل الفتح والظفر(2).
بيان : أهل الهدى أي الهداية إلى الدين المبين وهو مقدم على كل شئ
ثم أردفه بالتقوى وهو ترك المنهيات ثم بالخير وهو فعل الطاعات ثم بالايمان


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 233 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه