بحار الأنوار ج3

بيان : المشهور أن الكاف زائدة ، وقيل : أي ليس مثله مثله شئ فيدل على نفي
مثله بالكناية التي هي أبلغ ، لانه مع وجود المثل يكون هو مثل مثله ، أوالمعنى ، أنه
ليس ما يشبه أن يكون مثلا له فكيف مثله حقيقة .
6 - يد : الدقاق ، عن الكليني ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن
صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم قال : لابي عبدالله عليه السلام إني ناظرت قوما
فقلت لهم : إن الله أكرم وأجل من أن يعرف بخلقه ، بل العباد يعرفون بالله(1). فقال :
رحمك الله .
7 - يد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن
الفضل بن الكسن ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : اعرفوا الله بالله ،
والرسول بالرسالة ، واولي الامر بالمعروف والعدل والاحسان .(2)
8 - يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن
عقبة رفعه قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام بم عرفت ربك ، فقال : بما عرفني نفسه . قيل :


(1)على صيغة المعلوم أى العباد يعرفون الله بالله ، أى يعرفون الله بتوفيقه وهدايته ، أوبما وصف
نفسه وعرفهم من الصفات الائقة بجماله وجلاله ، أو يكون الاشارة إلى البرهان المسمى ببرهان
الصديقين الذى هو أشرف البراهين وأسدها ، وهو الاستدلال به تعالى عليه ، والاستشهاد بذاته
تعالى على صفاته ، وبصفاته على أفعاله " أولم يكف بربك أنه على كل شئ قدير " . ولعله إليه أشار
الامام زين العابدين عليه السلام بقوله : بك عرفته وأنت دللتنى عليك ، ودعوتنى إليك ، ولولا أنت
لم أدرما أنت . وبقوله : ياغفار بنورك اهتدينا . وتأتى هذه الاحتمالات في قوله : اعرفواالله بالله .
أوعلى صيغة المجهول ويكون المراد - على ماقيل - أنه تعالى لا يعرف حق المعرفة إلى خلقه والاستدلال
بهم عليه ، بل الخلق يعرفون بنور ربهم ، كما تعرف الذرات بنور الشمس دون العكس ، وليس
نورالله في آفاق النفوس بأقل من نورالشمس في آفاق السماء ، قال عزمن قائل : " وأشرقت الارض
بنور ربها " فضوؤه فاقطع لرين أرباب الضمائر ، ونوره ساطع في أبصار أصحاب البصائر .
(2)رواه الكلينى في الكافى - في باب أنه لا يعرف إلا به - عن على بن محمد ، عمن ذكره ،
عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن حمران ، عن الفضل بن السكن ، عن أبى عبدالله عليه السلام .
وقال في ذيله : يعنى ان الله خلق الاشخاص والانوار والجواهر والاعيان . إلى آخر ما يأتى ذيل
الخبر الاتى من الصدوق ، وظاهره أن المعنى من الكلينى لا من الامام عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه