بحار الأنوار ج9

أولياء الله حقا إذا ماتوا على موالاتهم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين . ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وآله : ياسلمان إن الله صدق قيلك ووفق رأيك(1)فإن جبرئيل عن الله يقول :
يا محمد إن سلمان والمقداد أخوان متصافيان(2)في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك
وصفيك ، وهما في أصحابك كجبرئيل وميكائيل في الملائكة(3)عدوان لمن أبغض
أحدهما ، وليان لمن والاهما ، ووالى محمدا وعليا ، عدوان لمن عادى محمدا وعليا و
أولياء‌هما ، ولو أحب أهل الارض سلمان والمقداد كماتحبهما ملائكة السماوات و
الحجب والكرسى والعرش لمحض ودادهما لمحمد وعلي وموالاتهما لاوليائهما و
معاداتهما لاعدائهما لما عذب الله تعالى أحدا منهم بعذاب البتة .(4)
بيان : قوله :(إنكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء)لعل مراده رضوان الله عليه
أن البداء إنما يكون فيما لم يخبر به الانبياء والاوصياء عليهم السلام على سبيل الجزم و
الحتم وإلا يلزم تكذيبهم ، وهذا مما كانوا أخبروا به على الحتم ، وأيضا الامر الذي
يكون فيه البداء لا يمكن رفعه بالمغالبة والمعارضة ، بل بما يتوسل به إلى جنابه تعالى
من الدعاء والصدقة والتوبة وأمثالها كما مر تحقيقه في باب البداء . والله يعلم .
3 - ج : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : خرج من المدينة أربعون رجلا من
اليهود قالوا : انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجهه ونكذبه
فإنه يقول : أنا رسول رب العالمين ، فكيف يكون رسولا وآدم خير منه ونوح خير
منه ؟ وذكروا الانبياء عليهم السلام ، فقال النبي صلى الله عليه وآله لعبدالله بن سلام : التوراة بيني وبينكم ،
فرضيت اليهود بالتوراة ، فقالت اليهود : آدم خير منك لان الله تعالى خلقه بيده و
نفخ فيه من روحه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : آدم النبي أبي ، وقد اعطيت أنا أفضل مما
اعطي آدم ، فقالت اليهود : ما ذلك ؟ قال : إن المنادي ينادي كل يوم خمس مرات :


(1)في المصدر : ووثق رأيك .
(2)تصافى القوم : أخلص الود بعضهم لبعض .
(3)في نسخة : وهما في اصحابكما كجبرئيل وميكائيل ، والملائكة عدوان لمن ابغض احدهما .
(4)تفسير العسكري : 182 - 186 ، وللحديث ذيل لم يورده في الباب .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه