بحار الأنوار ج11

وقال سالم بن أبي الجعد : لما قتل هابيل عليه السلام مكث آدم سنة حزينا لا يضحك
ثم اتي فقيل : حياك الله وبياك ، أي أضحكك ، قالوا : ولما مضى من عمر آدم مائة و
ثلاثون سنة وذلك بعد قتل هابيل بخمس سنين ولدت له حواء شيثا وتفسيره هبة الله ، يعني
أنه خلف من هابيل ، وكان وصي آدم وولي عهده ، وأما قابيل فقيل له : اذهب طريدا
شريدا فزعا مذعورا لا يأمن من يراه ، وذهب إلى عدن من اليمن فأتاه إبليس فقال : إنما
أكلت النار قربان هابيل لانه كان يعبدها ، فانصب أنت أيضا نارا تكون لك ولعقبك ،
فبنى بيت نار وهو أول من نصب النار وعبدها ، واتخذ أولاده آلات اللهو من اليراع
والطنبور والمزامير والعيدان ،(1)وانهمكوا في اللهو وشرب الخمر وعبادة النار والزنا
والفواحش حتى غرقهم الله أيام نوح بالطوفان وبقي نسل شيث . " سوأة أخيه " أي
عورته أو جيفته " فأصبح من النادمين " على قتله ، ولكن لم يندم على الوجه الذي يكون توبة ،
وقيل : من النادمين على حمله لا على قتله ، وقيل : على موت أخيه لا على ارتكاب الذنب .(2)
1 - ع : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا ، عن الاشعري ، عن أحمد
ابن الحسن بن فضال ، عن أحمد بن إبراهيم بن عمار ،(3)عن ابن نويه ، عن زرارة قال
سئل أبوعبدالله عليه السلام كيف بدأ النسل من ذرية آدم عليه السلام فإن عندنا اناسا يقولون :
إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم عليه السلام : أن يزوج بناته من بنيه ، وأن هذه الخلق
كلهم(4)أصله من الاخوة والاخوات : قال أبوعبدالله عليه السلام : سبحان الله ، وتعالى عن
ذلك علوا كبيرا ، يقول من يقول هذا : إن الله عزوجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه
وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمسلمين والمسلمات من حرام ، ولم يكن له من القدرة
ما يخلقهم من الحلال ، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطيب ؟(5)والله لقد تبينت(6)


(1)اليراع : القصب الذى يزمر به . والعيدان جمع العود : آلة من المعازف يضرب بها .
(2)مجمع البيان 3 : 172 - 175 . م
(3)في نسخه : أحمد بن إبراهيم عن عمار . ولم نعرفهما ولا ابن نويه .
(4)< < < < : وان هذا الخلق كله .
(5)< < < < : على الحلال والطاهر الطيب ، وفى المصدر : على الحلال والطهر الطاهر
الطيب .
(6)في نسخة : والله لقد نبئت(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه