بحار الأنوار ج5

ذلك ما اخرت واؤخر من ذلك ما قدمت ، وأنا الله الفعال لما أريد ، لا أسأل عما أفعل ،
وأنا أسأل خلقي عما هم فاعلون . " ص 15 "
ختص : هشام بن سالم مثله .
بيان : قوله تعالى : من روحي أي من الروح الذي اصطفيته وانتجبته ، أي من
عالم المجردات أو من عالم القدس ، وطبيعتك من عالم الخلق والجسمانيات ، أو مما هو
معدن الشهوات والجهالات فبطبيعتك وبشريتك سألت ما سألت . والذميم : المذموم ،
وفي بعض النسخ بالدال المهملة ، يقال : رجل دميم أي قصير قبيح .
6 - ع : آبي رحمه اله ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن أحمد السياري ، عن محمد بن
عبدالله بن مهران الكوفي ؟ عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق الليثي قال :
قلت لابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام : يابن رسول الله أخبرني عن المؤمن المستبصر
إذا بلغ في المعرفة وكمل هل يزني ؟ قال : اللهم لا ، قلت : فيلوط ؟ قال : اللهم لا ، قلت :
فيسرق ؟ قال : لا ، قلت : فيشرب الخمر ؟ قال : لا ; قلت : فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر
أو فاحشة من هذه الفواحش ؟ قال : لا ; قلت : فيذنب ذنبا ؟ قال : نعم وهو مؤمن مذنب
مسلم ; قلت : ما معنى مسلم ؟ قال : المسلم بالذنب لا يلزمه ولا يصير عليه ،(1)قال فقلت :
سبحان الله ما أعجب هذا ! لا يزني ولا يلوط ولا يسرق ولا يشرب الخمر ولا يأتي كبيرة(2)من
الكبائر ولا فاحشة ؟ ! فقال : لا عجب من أمر الله ، إن الله عزوجل يفعل ما يشاء ولا يسأل عما
يفعل وهم يسألون ; فمم عجبت ياإبراهيم ؟ سل ولا تستنكف ولا تستحسر(3)فإن هذا
العلم لا يتعلمه مستكبر ولا مستحسر ; قلت : يابن رسول الله إني أجد من شيعتكم من يشرب ،
ويقطع الطريق ، ويحيف السبيل ، ويزني ويلوط ، ويأكل الربا ، ويرتكب الفواحش ،
ويتهاون بالصلاة والصيام والزكاة ، ويقطع الرحم . ويأتي الكبائر ، فكيف هذا ؟ ولم
ذاك ؟ فقال : يا إبراهيم هل يختلج(4)في صدرك شئ غير هذا ؟ قلت : نعم يا بن رسول الله


(1)وفى نسخة : ولا يصر عليه .
(2)في المصدر : بكبيرة . م
(3)استحسر : تعب وأعيا . وفى نسخة : ولا تستح . وكذا فيما بعده
(4)اختلج الشئ في صدره : شغله وتجاذبه . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه