10 - يج : روي أن قوما من النصارى كانوا دخلوا على النبي صلى الله عليه وآله وقالوا
نخرج ونجئ بأهلينا وقومنا ، فإن أنت أخرجت لنا مائة ناقة من الحجر سوداء(1)
من كل واحدة فصيل آمنا ، فضمن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرفوا إلى بلادهم ،
فلما كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله رجعوا فدخلوا المدينة ، فسألوا عن النبي صلى الله عليه وآله
فقيل لهم : توفي صلى الله عليه وآله ، فقالوا : نجد في كتبنا أنه لا يخرج من الدنيا نبي إلا و
يكون له وصي ، فمن كان وصي نبيكم محمد ؟ فدلوا على أبي بكر ! فدخلوا عليه و
قالوا : لنا دين على محمد ، قال : وما هو ؟ قالوا : مائة ناقة مع كل ناقة فصيل وكلها
سود ، فقال : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله تركة تفي بذلك ، فقال بعضهم لبعض بلسانهم :
ما كان أمر محمد إلا باطلا ، وكان سلمان حاضرا وكان يعرف لغتهم ، فقال لهم : أنا
أدلكم على وصي محمد ، فإذا بعلي قد دخل المسجد ، فنهضوا إلى وجثوا بين يديه
فقالوا : لنا على نبيكم دين مائة ناقة دينا بصفات مخصوصة ، قال علي عليه السلام : وتسلمون
حينئذ ؟ قالوا : نعم ، فواعدهم إلى الغد ، ثم خرج بهم إلى الجبانة والمنافقون
يزعمون أنه يفتضح ، فلما وصل إليهم صلى ركعتين ودعا خفيا ، ثم ضرب بقضيب
رسول الله على الحجر فسمع منه أنين يكون(2)للنوق عند مخاضها ، فبينما كذلك
إذا انشق الحجر وخرج منه رأس ناقة وقد تعلق منه رأس الزمام ، فقال عليه السلام لابنه
الحسن : خذه ، فخرج منه مائة ناقة مع كل واحدة فصيل كلها سود الالوان ،
فأسلم النصارى كلهم ثم قالوا : كانت ناقة صالح النبي واحدة وكان بسببها هلاك
قوم كثير ، فادع يا أمير المؤمنين حتى تدخل النوق وفصالها في الحجر لئلا يكون
شئ منها سبب هلاك أمه محمد ، فدعا فدخلت كما خرجت(3).
11 - يج : روى جميع بن عمير قال : اتهم علي عليه السلام رجلا يقال له الغيرار
برفع أخباره إلى معاوية ، فأنكر ذلك وجحده ، فقال عليه السلام : أتحلف بالله أنك ما
(1)صفة للناقة . وفي(م)و(ت): من الحجر لنا سوداء ،
(2)في(م)و(ت): كما يكون .
(3)لم نجده في المصدر المطبوع .(*)