بحار الأنوار ج35

من استمسك به وأخذبه كان على الهدى ومن أخطأه ضل . في اخرى نحوه غير أنه
قال : ألاو إني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله وهو حبل الله ، من اتبعه كان على
الهدى ومن تركه كان على الضلالة ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ايم الله
أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته
أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده . قال : أخرجه مسلم .
وقد حكى هذه الرواية يحيى بن الحسن بن بطريق عن الجمع بين الصحيحين
للحميدي من الحديث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبي أوفى بإسناده ، وعن
الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري من صحيح أبي داود السجستاني ،
وصحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم : لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا ،
الحديث(1).
وروى الترمذي في صحيحه وصاحب جامع الاصول عن بريدة قال : كان أحب
النساء إلى رسول الله فاطمة ومن الرجال علي ، قال إبراهيم : يعني من أهل بيته .
وروى البخاري في صحيحه في باب مرض النبي صلى الله عليه وآله وقوله تعالى :(إنك
ميت وإنهم ميتون)ورواه في المشكاة عن عائشة قالت : كنا أزواج النبي عنده ، فأقبلت
فاطمة ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا ، فلما رآها رحب بها قال : مرحبا يا
بنتي ، ثم أجلسها عن يمينه ، ثم سارها(2)فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها
الثانية فإذا هي تضحك فقلت لها : خصك رسول الله من بين نسائه بالسرارثم أنت تبكين ؟
فلما قام رسول الله سألتها عما سارك ؟ قالت : ما كنت لافشي على رسول الله سره ،
قالت : فلما توفي قلت : عزمت عليك بمالي من الحق عليك لما أخبرتني(3) ما
قال لك رسول الله قالت : أما الآن فنعم ، أما حين سارني في المرة الاولى فإنه أخبرني
أن جبرئيل كان يعا رضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني به الآن مرتين ، و


(1)العمد : 35 .
(2)أى كلمها بسر .
(3)ليت شعرى أى حق لعائشة على فاطمة عليها السلام وهى بضعة من الرسول صلى الله عليه وآله .
اللهم الا أن يكون حق السؤال الذى لم يجبه في حيات ابيها صلى الله عليه وآله كراهية افشاء السر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه