بحار الأنوار ج48

فلما ورد كتاب الرشيد على الفضل وقد كتب الامان على مارسم يحيى ، و
أشهد الشهود الذين التمسهم ، وجعل الامان على نسختين إحداهما مع يحيى
والاخرى معه ، شخص يحيى مع الفضل حتى وافى بغداد ، ودخلها معاد له في عمارية
على بغل ، فلما قدم يحيى أجازه الرشيد بجوائز سنية ، يقال إن مبلغها مائتا ألف
دينار ، وغير ذلك من الخلع والحملان ، فأقام على ذلك مدة وفي نفسه الحيلة على
يحيى ، والتتبع له ، وطلب العلل عليه وعلى أصحابه .
ثم إن نفرا من أهل الحجاز تحالفوا على السعاية بيحيى ، وهم : عبدالله بن
مصعب الزبيري ، وأبوالبختري وهب بن وهب ، ورجل من بني زهرة ، ورجل
من بني مخزوم ، فوافوا الرشيد لذلك ، واحتالوا إلى ان أمكنهم ذكره له ، وأشخصه
الرشيد إليه وحبسه عند مسرور الكبير في سرداب ، فكان في أكثر الايام يدعوه
ويناظره إلى أن مات في حبسه ، واختلف كيف كانت وفاته ؟ فقيل ؟ إنه دعاه يوما
وجمع بينه وبين ابن مصعب ليناظره فيما رفع إليه فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشيد
وقال : إن هذا دعاني إلى بيعته .
فقال يحيى : ياأمير المؤمنين أتصدق هذا علي وتستنصحه ؟ وهو ابن عبدالله
ابن الزبير الذي أدخل أباك وولده الشعب ، وأضرم عليهم النار حتى تخلصهم
أبو عبدالله الجدلي صاحب علي عليه السلام ، وهو الذي بقي أربعين يوما لا يصلي على النبي
صلى الله عليه وآله في خطبته حتى التاث عليه الناس فقال : إن له أهل بيت سوء
إذا ذكرته اشرأبت نفوسهم إليه ، وفرحوا بذلك ، فلا احب أن اقر أعينهم بذلك
وهو الذي فعل بعبد الله بن العباس مالاخفاء به عليك ، وطال الكلام بينهما حتى قال
يحيى : ومع ذلك هو الخارج مع أخي على أبيك وقال في ذلك أبياتا منها :
قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا إن الخلافة فيكم يابني حسن(1)


(1)والابيات المشار اليها هى :
ان الحمامة يوم الشعب من دثن هاجت فؤاد محب دائم الحزن
انا لنأمل أن ترتد الفتنا بعد التدابر والبغضاء والاحن =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه