بحار الأنوار ج93

فأدله أن الرجل المجوسي الذي كان معه في مجلسه أخذها إلى بيته ، فعجب
من ذلك .
ثم إنه قصد إلى منزل المجوسي وطرق الباب ، فقيل : من بالباب ؟ فقيل له :
الملك واقف ببابك يطلبك ، فعجب الرجل من مجيئ الملك ألى منزله ، إذ لم يكن
من عادته ، فخرج إليه مسرعا فلما رآه الملك ، وجد عليه الاسلام ونوره ، فقال
الرجل للملك : ماسبب مجيئك إلى منزلي ؟ ولم يكن لك ذلك عادة ، فقال : من
أجل هذه المرأة العلوية وقد قيل لي إنها في منزلك ، وقد جئت في طلبها ولكن
أخبرني على حال هذه الحلية عليك فاني أراك قد صرت مسلما .
فقال : نعم والحمد لله ، وقد من علي ببركة هذه العلوية ودخولها منزلي
بالاسلام ، فصرت أنا وأهلي وبناتي وجميع أهل بيتي مسلمين على دين محمد وأهل
بيته ، فقال له : وما السبب في إسلامك ؟ فحدثه بحديثه ، ودعاء العلوية له ورؤياه
وقص القصة بتمامها .
ثم قال : وأنت أيها الملك وما السبب في حرصك على التفتيش عنها بعد
إعراضك أولا عنها وطردك إياها ؟ فحدثه الملك بما رآه ، وما وقع له مع النبي صلى الله عليه وآله
فحمد الله تعالى ذلك الرجل على توفيق الله تعالى إياه لذلك الامر الذي نال
به الشرف والاسلام وزادت بصيرته .
ثم دخل الرجل على العلوية فأخبرها بحال الملك ، فبكت وخرت ساجدة
لله شكرا على ما عرفه من حقها ، فاستأذنها في إدخاله عليها ، فأذنت له ، فدخل
عليها واعتذر إليها ، وحدثها بما جرى له مع جدها صلوات الله عليه ، وسألها
الانتقال إلى منزله فأبت وقالت هيهات لاوالله ولوأن الذي أنا في منزله كره مقامي
فيه لما انتقلت إليك .
وعلم صاحب المنزل بذلك فقال : لا والله تبرحي منزلي وإني قد وهبتك
هذا المنزل ، وما أعددت فيه من الاهبة وأنا وأهلي وبناتي وأخدامي كلنا
في خدمتك ونرى ذلك قليلا في جنب ما أنعم الله تعالى به علينا بقدومك

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه