بحار الأنوار ج90

لحيته ، حرم الله ديباجة وجهه على النار .
وقال عليه السلام : من خرج من عينيه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله
به يوم الفزع الاكبر .
من كتاب زهد الصادق عنه عليه السلام قال : أوحى الله إلى موسى أن عبادي لم
يتقربوا إلى بشئ أحب إلى من ثلاث خصال ، قال موسى : وماهي ؟ قال : الزهد
في الدنيا ، والورع من المعاصي ، والبكاء من خشيتي فقال موسى : يا رب فما
لمن صنع ذا ؟ فأوحى الله إليه يا موسى أما الزاهدون فاحكمهم في الجنة ، وأما
البكاؤن من خشيتى ففي الرفيق الاعل لا يشاركهم فيه أحد ، وأما الورعون عن
معاصي ، فاني افتش الناس ولا أفتشهم(1).
عنه عليه السلام قال : بكى يحيى بن زكريا حتى ذهب لحم خديه من الدموع
وصنع على العظام لبودا تجري عليها الدموع ، فقال له أبوه : يا بني إني سألت
الله تعالى أن يهبك لتقر عيني بك ، فقال : يا أبه إن على نيران ربنا معاثر
لا يجوزها إلا البكاؤن من خشيته ، وأتخوف أن آتيه فيها فأزل ، فبكى زكريا حتى
عشي عليه من البكاء .
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى
ذكره فاذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ، ولو أن عبدا بكى في امة لرحم الله تعالى
ذكره تلك الامة لبكاء ذلك العبد .
وقال عليه السلام : إذا لم يجئك البكاء فتباك ، فان خرج مثل رأس الذباب فبخ بخ(2).
وقال إبراهيم عليه السلام : إلهى ما لمن بل وجهه بالدموع من مخالفتك ؟ قال :
جزاؤه مغفرتي ورضواني
وروي أن الكاظم عليه السلام : كان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته
بدموعه(3).


(1)مكارم الاخلاق ص 364 ، وفيه فانى اناقش الناس ولا اناقشهم ، انقش
ولا انشقهم خ ل .
(2)مكارم الاخلاق ص 365 . * *(3)مكارم الاخلاق ص 366

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه