بحار الأنوار ج17

الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " يقول : لا تقولوا : يامحمد ، ولا يا أباالقاسم ، ولكن قولوا
يانبي الله ، ويارسول الله ، قال الله : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره " أي يعصون أمره(1).
2 - فس : قوله : " ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن
لكم إلى طعام غير ناظرين إناه " فإنه لما تزوج(2)رسول الله صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش
وكان يحبها فأولم ودعا أصحابه ، وكان أصحابه إذا أكلوا كانوا يحبون أن يتحدثوا عند
رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يحب أن يخلو مع زينب ، فأنزل الله : " ياأيها الذين آمنوا لا
تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " وذلك أنهم كانوا يدخلون بلا إذن ، فقال عزو
جل : " إلا أن يؤذن لكم " إلى قوله : " من وراء حجاب "
قوله : " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله " الآية ، فإنه كان سبب نزولها أنه لما
أنزل الله " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم " وحرم الله نساء النبي
على المسلمين غضب طلحة فقال : يحرم محمد علينا نسائه ، ويتزوج هو بنسائنا ، لئن أمات الله
محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه ، كما ركض بين خلاخيل نسائنا ، فأنزل الله : " وما
كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " إلى قوله : " كان بكل
شئ عليما " ثم رخص لقوم معروفين الدخول عليهن بغير إذن ، فقال : " لا جناح عليهن "
إلى قوله : " على كل شئ شهيدا " ثم ذكر ما فضل الله نبيه فقال : " إن الله وملائكته
يصلون على النبي " إلى قوله : " تسليما " قال عليه السلام : صلوات الله عليه تزكية له وثناء
عليه ، وصلواة الملائكة مدحهم له ، وصلاة الناس دعاؤهم له ، والتصديق والاقرار بفضله ،
وقوله : " وسلموا تسليما " يعني سلموا له بالولاية وبما جاء به ، قوله : " إن الذين يؤذون
الله ورسوله " قال : نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين عليه السلام حقه ، وأخذ حق فاطمة عليهما السلام(3)
وآذاها وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ، ومن آذاها
بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله(4)، وهو


(1)تفسير القمي : 462 .
(2)أن تزوج خ ل وفي المصدر : قال : لما تزوج .
(3)أي الاية تشملهما باطلاقها ، وأنهما مصداقين لها .
(4)قد أخرج البخاري نحوه في صحيحة وسيأتي التنصيص بألفاظة في محله .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه