بحار الأنوار ج11

الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجر الدنيا ، وإن آدم عليه السلام لما أكرمه الله تعالى ذكره
بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنة قال في نفسه : هل خلق الله بشرا أفضل مني ؟ فعلم
الله عزوجل ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي ، فرفع آدم
رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا : " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن
أبي طالب أميرالمؤمنين ، وزوجه فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة " فقال آدم عليه السلام : يا رب من هؤلاء ؟ فقال عزوجل : من ذريتك وهم خير منك
ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والارض ، فإياك
أن تنظر إليهم بعين الحسد فاخرجك عن جواري . فنظر إليهم بعيد الحسد وتمنى منزلتهم
فتسلط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها . وتسلط على حواء لنظرها
إلى فاطمة عليهما السلام بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما الله عزو
جل عن جنته ، وأهبطهما عن جواره إلى الارض .(1)
ص : بالاسناد الصدوق عن ابن عبدوس إلى قوله :(وليست كشجر الدنيا).(2)
بيان : اعلم أنهم اختلفوا في الشجرة المنية فقيل : كانت السنبلة رووه عن ابن
عباس ، ويدل عليه ما سيأتي ورواية ابن الجهم ، وقيل : هي الكرمة رووه عن ابن مسعود
والسدي وسيأتي ما يدل عليه ، وقيل : هي شجرة الكافور ، وقال الشيخ في التبيان : روي عن
علي عليه السلام أنه قال : شجرة الكافور ،(3)وقيل : هي التينة ، وقيل : شجرة العلم : علم الخير
والشر ، وقيل هي شجرة الخلد التي كانت تأكل منها الملائكة ، وهذه الرواية تجمع بين
الروايات وأكثر الاقوال ، وسيأتي خبر آخر هو أجمع وأصرح في الجمع ، والمراد بالحسد
الغبطة التي لم تكن تنبغي له عليه السلام ، ويؤيده قوله عليه السلام :(وتمنى منزلتهم)
10 - ع : أبي ، عن سعد ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ،
عن عمربن مصعب ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : لولا أن آدم أذنب
ما أذنب مؤمن أبدا ، ولولا أن الله عزوجل تاب على آدم ما تاب على مذنب أبدا .(4)


(1)معانى الاخبار : 42 . عيون الاخبار : 170 . م
(2)مخطوط . م
(3)التبيان ج 1 : . م
(4)علل الشرائع : 39 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه