بحار الأنوار ج28

كيف يقع على علي بن أبي طالب عليه السلام ووقعة الجمل ومسير عائشة وطلحة والزبير
ووقعة صفين ومن يقتل بها ، ووقعة النهروان وأمر الحكمين ، وملك معاوية ومن
يقتل من الشيعة ، وما تصنع الناس بالحسن ، وأمر يزيد بن معاوية حتى انتهى إلى
قتل الحسين عليه السلام فسمعت ذلك فكان كما قرأ لم يزد ولم ينقص ورأيت خطه في
الصحيفة لم يتغير ولم يعفر .
فلما أدرج الصحيفة قلت يا أمير المؤمنين ، لو كنت قرأت علي بقية الصحيفة
قال : لا ، ولكني أحدثك بما فيها من أمر بيتك وولدك ، وهو أمير فضيح من قتلهم
لنا وعداوتهم لنا ، وسوء ملكهم وشوم قدرتهم ، فأكره أن تسمعه فتغتم ، ولكني
احدثك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عند موته بيدي ففتح لي ألف باب من العلم ففتح لي
من كل باب الف باب ، وأبوبكر وعمر ينظران إلى وهو يشير إلى بذلك ، فلما
خرجت قالا لي : ماقال لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحدثتهما بما قال لي : فحركا أيديهما
ثم حكيا قولى ، ثم وليا .
يا ابن عباس إن ملك بني أمية إذا زال أول من يملك ولدك من بنى هاشم
فيفعلون الافاعيل ، قال ابن عباس لئن نسخنى ذلك الكتاب كان أحب إلى مما
طلعت عليه الشمس(1).


(1)حديث الصحيفة التي عهد بما فيها رسول الله ص إلى على عليه السلام مستفيض مشهور
وسيجئ تمام الكلام فيها في ابواب الجمل وصفين والنهروان ومن ذلك ما أخرجه الفضل
ابن شاذان في كتابه الايضاح ص 452 عن اسحاق بن اسماعيل عن عمرو بن أبى قيس عن
ميسرة النهدى عن المنهال بن عمرو الاسدى قال : أخبرنى رجل من بنى تميم قال : نزلنا
مع على ذاقار ونحن نرى أنا سنختطف من يومنا ، فقال : والله لتظهران على هذه القرية و
لنقتلن هذين الرجلين يعنى طلحة والزبير ولتستبيحن عسكرهما ، فقال التميمى : فأتيت ابن
عباس فقلت : أما ترى ابن عمك ما يقول ؟ والله ما نرى أن نبرح حتى نختطف من يومنا
(أقول : كانه كان يستعظم قتال المسلمين)فقال ابن عباس : لا تعجل حتى ننظر مايكون ، فلما
كان من أمر البصرة ماكان ، أتيته فقلت : لا أرى ابن عمك الا قد صدق ، فقال : ويحك انا(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه