بحار الأنوار ج89

وقال عليه السلام : واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي
الذي لا يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه
بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى .
واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لاحد قبل القرآن من
غنى ، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لاوائكم ، فان فيه شفاء من أكبر
الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ، فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه
ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله .
واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل(1)مصدق ، وإنه من شفع له القرآن
يوم القامة شفع فيه ، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فانه ينادي
مناد يوم القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة
القرآن ، فكونوا من حرئته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على
أنفسكم ، واتهموا عليه آراء كم ، واستعشوا فيه أهواء‌كم وساق الخطبة إلى قوله :
وإن الله سبحان لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن فانه حبل الله المتين ، وسببه

الامين ، وفيه ربيع القلب ، وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء غيره ، مع أنه قد
ذهب المتذكرون ، وبقي الناسون والمتناسون ، إلى آخر الخطبة(2).
25 شى : عن يوسف بن عبدالرحمن رفعه إلى الحارث الاعور قال : دخلت
على أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام فقلت : يا أميرالمؤمنين إنا إذا كنا عندك
سمعنا الذي نسدبه ديننا ، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ، لا ندري
ماهي ؟ قال : أو قد فعلوها ؟ قلت : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أتانى جبرئيل
فقال : يا محمد سيكون في امتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ؟ فقال كتاب الله فيه بيان
ما قبلكم من خير(3)وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من


(1)الصحيح(ما حل مصدق)كما في سائر الخطب ، ويثبته ما يجئ بعده من قوله عليه السلام
(ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه).
(2)نهج البلاغة الرقم 174 من الخطب . \ \ \(3)خبر ، ظ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه