بحار الأنوار ج97

فيما أمر سخط الله عليه فأهبط في جزيرة فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربه(1)،
69 نهج البلاغه : روى ابن جرير الطبري في تاريخه ، عن عبدالرحمن
ابن أبي ليلى الفقيه وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الاشعث إنه قال :
فيما كان يحضض به الناس على الجهاد إني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين
واثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام : أيها المؤمنون إنه
من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ، ومن
أنكره بلسانه فقد أجر وهو افضل من صاحبه ، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله
هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي اصاب سبيل الهدى وقام على
الطريق ونور في قلبه اليقين(2).
70 وفي كلام له عليه السلام آخر يجري هذا المجرى : فمنهم المنكر للمنكر
بيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير ، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه
والتارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة ، ومنهم المنكر
بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع اشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك
بواحدة ، ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء ، وما
أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا
كنفثة في بحر لجي ، وإن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل
ولا ينقصان من رزق ، وافضل ذلك كلمة عدل عند إمام جائر(3).
71 وعن أبي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : إن أول ما
تقلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ثم بالسنتكم ثم بقلوبكم ، فمن لم يعرف
بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه اسفله(4).
72 وقال عليه السلام : إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لخلقان من خلق
الله وإنهما لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق(5).


(1)أمالى الشيخ الطوسى ج ص 282 وفيه(يصعر)بدل(يتمعر).
(32)نهج البلاغة ج 3 ص 243 .(4)نهج البلاغة ج 3 ص 244 .
(5)نهج البلاغة ج 3 ص 63 وفيه(الحلماء)بدل(الحكماء).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه