أبنائه ونسائه نيابة عن جميع الامة ، وإلا فلاوجه لتخصيصه عليه السلام من بين سائر الصحابة ،
فهذا أصرح في مقصودنا وأقوى في إثبات مطلوبنا ، وكذا الوجه الرابع(1)يتضمن ثبوت
المدعى ، إذ لولم يكن في جميع الامة والصحابة من يصلح للمباهلة غيرهم فهم أقرب الخلق
إلى الله والرسول وأولى بالامامة وسائر والمنازل الشريفة من سائر الصحابة .
فإن قيل : الحمل على أقرب المجازات إنما يكون متعينا لولم يكن معنى آخر
شائعا ، ومعلوم أن إطلاق النفس على الغير في مقام إظهار غاية المحبة والاختصاص شائع ،
قلنا : مامر من الاخبار بعد التأمل فيها كانت أقوى القرائن على هذا المعنى ؟ ولو سلم
فدلالته على الاولوية في الامامة والخلافة ثابتة بهذا الوجه أيضا كما عرفت ، وهو مقصودنا
الاهم في هذا المقام .
وأما الفضل على لانبياء فهو ثابت بأخبارنا المستفيضة ، ولا حاجة لنا إلى الاستدلال
بالآية ، وإن كانت عند المنصف ظاهرة الدلالة(2) وفي المقام تحقيقات طريفة وكلمات
شريفة أسلفناها مع جل الاخبار المتعلقة بهذا المطلوب في كتاب النبوة ، وإنما أوردنا
ههنا قليلا من كثير لئلا يخلو هذا المجلد عن جملة منها والله المستعان .
(1)وهو ان تكون الجمعية باعتبار أنه بظاهر الحال كان يحتمل أن يكون من يصلح للمباهلة
جماعة من كل صنف .
(2)لانه بعد ماثبت أن اميرالمؤمنين عليه السلام بمنزلة نفس الرسول يثبت بالضرورة انه افضل
من الانبياء عليهم السلام لما أسلفناه عن الرازى ان المساوى للافضل يجب ان يكون افضل .