بحار الأنوار ج76

ويتصدق بثمنه(1).
عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : بينا أنا في الطواف
إذا رجل يجذب ثوبي ، فالتفت فاذا عباد البصري ، فقال : يا جعفر بن محمد !
تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من على ؟ قال : فقلت له :
ويلك هذا الثوب قوهي(2)اشتريته بدينار وكسر ، وكان علي عليه السلام في زمان
يستقيم له ما لبس فيه ، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا هذا ، لقال الناس :
هذا مراء مثل عباد(3).
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ليتزين أحدكم لاخيه إذا أتاه كما يتزين
للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة(4).
عن أبي خداش المهري(5)قال : مر بنا بالبصرة مولى للرضا عليه السلام يقال له عبيد
فقال دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام فقال له : إن الناس قد أنكروا
عليك هذا اللباس الذي تلبسه ، قال : فقال لهم : إن يوسف بن يعقوب كان نبيا ابن نبي
ابن نبي ، وكان يلبس الديباج ، ويتزرر بالذهب ، ويجلس مجالس آل فرعون ، فلم
يضعه ذلك ، وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه ، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل
وإذا وعد وفى ، وإذا حدث صدق ، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما
كثر ، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر(6).


(1)مكارم الاخلاق ص 111 .
(2)كان ثيابا بيضا يجلب من قوهستان كورة بناحية كرمان .
(3)مكارم الاخلاق ص 111 .
(4)مكارم الاخلاق ص 112 .
(5)منسوب إلى مهرة بن حيدان بطن من قضاعة كانوا يقيمون باليمن ، وقال الشيخ
في رجاله : مهرة محلة بالبصرة .
(6)مكارم الاخلاق ص 112 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه