بحار الأنوار ج15

خليلي هبا طال ما قدرقدتما * أجدكما أم تقضيان كراكما
أرى خللا في الجلد والعظم منكما * كأن الذي يسقي العقار سقاكما
ألم تعلما أني بسمعان مفرد * ومالي يسمعان حبيب سواكما(1)
فلو جعلت نفس لنفس فدائها * لجدت بنفسي أن تكون فداكما(2)
قال : فقلت له : فلم لا تلحق بقومك فتكون معهم في خيرهم وشرهم ؟ فقال :
ثكلتك امك ، أما علمت أن ولد إسماعيل تركوا دين أبيهم ، واتبعوا الاضداد ، و
عظموا الانداد ، قلت : فماهذه الصلاة التي لا تعرفها العرب ؟ فقال : اصليها لاله السمآء فقلت :
وللسمآء إله غير اللات والعزى ؟ فأسقط(3)وامتقع لونه ، وقال : إليك(4)عني يا أخا إياد ،
إن للسمآء إلها هو الذي خلقها ، وبالكواكب زينها ، وبالقمر المنير أشرقها ، أظلم ليلها(5)،

وأضحى نهارها ، وسوف تعمهم من هذه الرحمة وأومأ بيده نحو مكة برجل أبلج من
ولد لوي بن غالب يقال له : محمد ، يدعو إلى كلمة الاخلاص ، ما أظن أني ادركه ، ولو أدركت
أيامه لصفقت بكفي على كفه ، ولسعيت معه حيث يسعى ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : رحم
الله أخي قسا يحشر يوم القيامة امة وحده(6).
بيان : قال في النهاية : في حديث قس ذكر العقار ، وهو بالضم من أسمآء الخمر ،
وفي القاموس : العقار بالضم : الخمر لمعا قرته ، أي ملازمته الدن ، أو لعقرها شاربها عن
المشي .


(1)في المصدر بعده :
مقيم على قبريكما لست بارحا * طوال الليالى او يجيب صداكما .
(2)في المصدر : أن أكون فداكما . وتقدمت الاشعار عن المجالس آنفا باختلاف
راجعها .
(3)هكذا في الكتاب ، وفي المصدر : فامتقط . قلت : أى تغيظ ، وامتقع لونه أى تغير
لونه من حزن أو فزع أو ريبة .
(4)إليك : اسم فعل بمعنى أبعد .
(5)أى جعلها مظلما .
(6)كنز الكراجكى : 255 و 256 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه