بحار الأنوار ج19

قال علي بن الحسين عليهما السلام : ولم يولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة عليها السلام على
فطرة الاسلام إلا فاطمة عليه السلام ، وقد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات
أبوطالب رضي الله عنه بعد موت خديجة رضي الله عنها بسنة(1)، فلما فقدهما رسول -
الله صلى الله عليه وآله سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش
فشكى إلى جبرئيل عليه السلام ذلك فأوحى الله عزوجل إليه : اخرج من القرية الظالم
أهلها وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حربا
فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينه .
فقلت : فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم ؟ فقال : بالمدينة
حين ظهرت الدعوة ، وقوي الاسلام ، وكتب الله عزوجل على المسلمين الجهاد زاد
رسول الله صلى الله عليه وآله في الصلاة سبع ركعات : في الظهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، و
في المغرب ركعة ، وفي العشاء الآخرة ركعتين ، وأقر الفجر على ما فرضت لتعجيل
نزول ملائكة النهار من السماء ، ولتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ، وكان
ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر ، فلذلك قال
الله عزوجل : " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا(2)" يشهده المسلمون
وتشهده ملائكة النهار وملائكة الليل(3).
بيان : البضع : ما بين الثلاث إلى العشرة ، وجران البعير بالكسر : مقدم
عنقه من مذبحه إلى منحره . قوله : وهم يستريثون : أي يستبطؤن . قوله : على
فطرة الاسلام : أي بعد بعثته صلى الله عليه وآله .
قوله عليه السلام : لتعجيل نزول ملائكة الليل .
أقول : تعليل قصر الصلاة بتعجيل عروج ملائكة الليل ظاهر ، وأما تعليله
بتعجيل ملائكة النهار فيمكن أن يوجه بوجوه :


(1)تقدم سابقا الخلاف في المدة التى كانت فيما بين فوتهما راجعه .
(2)الاسراء : 78 .
(3)الروضة : 338 - 341 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه