بحار الأنوار ج26

عليكم لا تزعجه ، والمخافة على نفسه وماله وإخوانه(1)لا تبعثه ، فاتقوا الله معاشر
شيعتنا لا تستعملوا الهوينا ولا تقية عليكم ، ولا تستعملوا المهاجرة(2)والتقية تمنعكم
وساحدثكم في ذلك بما يردعكم ويعظكم .
دخل على أمير المؤمنين عليه السلام رجلان من أصحابه فوطئ أحدهما على حية
فلدغته(3)ووقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته(4)وسقطا جميعا فكأنهما
لما بهما يتضرعان(5)ويبكيان ، فقيل لامير المؤمنين عليه السلام فقال : دعوهما فانه لم
يحن حينهما ، ولم تتم محنتهما ، فحملا إلى منزلهما فبقيا عليلين أليمين في عذاب
شديد شهرين .
ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام بعث إليهما فحملا إليه والناس يقولون : سيموتان على أيدي الحاملين لهما ، فقال(6): كيف حالكما ؟ قالا : نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد
قال لهما : استغفرا الله من ذنب أداكما(7)إلى هذا وتعوذا بالله مما يحبط أجركما
ويعظم وزركما ، قالا : وكيف ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي عليه السلام : ما اصيب واحد
منكما إلا بذنبه .
أما أنت يا فلان - وأقبل على أحدهما - أتذكر(8)يوم غمز على سلمان الفارسي
فلان وطعن عليه لموالاته(9)لنا فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به خوف على نفسك


(1)في نسخة : وحاله .
(2)في نسخة : المجاهدةوفى اخرى : المجاهرة .
(3)في نسخة : فلسعته .
(4)في نسخة : فلدغته .
(5)في نسخة : يضرعان .
(6)في نسخة : فقال لهما .
(7)في نسخة : اتاكما إلى هذا ونعوذ بالله .
(8)في نسخة : فتذكر .
(9)في نسخة : بموالاته لنا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه