إخوانا على سرر متقابلين ، وأنت معي وشيعتك ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية
" ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين "(1).
54 - اقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي : عن أبان بن أبي عياش
عنه قال : حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام وسلما وأبوذر والمقداد ، وحدثني ابو
الجحاف(2)داود بن أبي عوف العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري قال : دخل رسول
الله صلى الله عليه وآله على ابنته فاطمة عليها السلام وهي توقد تحت قدر لها تطبخ طعاما لاهلها ، وعلي
عليه السلام في ناحية البيت نائم والحسن والحسين عليهما السلام نائمان إلى جنبه ، فقعد رسول الله
صلى الله عليه وآله مع ابنته يحدثها - وفي رواية اخرى مع فاطمة يحدثها - وهي توقد تحت
قدرها ليس لها خادم ، فإذا استيقظ الحسن عليه السلام فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا أبت
اسقني - وفي رواية اخرى يا جداه اسقني - فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قام إلى نعجة(3)
كانت له فاحتلبها بيده ، ثم جاء به(4)وعلى اللبن رغوة(5)ليناوله الحسن فاستيقظ
الحسين عليه السلام فقال : يا أبت اسقني ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا بني أخوك وهو أكبر منك
قد استسقاني(6)، فقال الحسين عليه السلام : اسقني قبله ، فجعل رسول الله يلين له ويطلب
إليه(7)أن يدع أخاه يشرب ، والحسين يأبى ، فقالت فاطمة عليها السلام : يا أبت كأن
الحسن أحبهما إليك ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : ما هو بأحبهما إلي وإنهما عندي لسواء ، غير أن
الحسن استسقاني أول مرة ، وإني وإياك وإياهما وهذا الراقد في الجنة لفي
منزل واحد ودرجة واحدة ، قال : وعلي عليه السلام نائم لا يدري بشئ من ذلك .
قال : ومر بهما رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهما يلعبان ، فأخذهما رسول الله
صلى الله عليه وآله فاحتملهما ووضع كل واحد منها على عاتقه ، فاستقبله رجل قال : وفي رواية
(1)الكنز مخطوط ، وأورده في البرهان 2 : 348 . والاية في سورة الحجر : 47 .
(2)بتقديم المعجمة على المهملة .
(3)في المصدر : إلى لقحة . وهى بكسر اللام وفتحها الناقة الحلوب الغزيرة اللبن .
(4)= : ثم جاء بالعلبة . وهى بضم العين إناء ضخم من جلد أو خشب .
(5)الرغوة من اللبن : ما عليه من الزبد .
(6)في المصدر : وقد استسقاني .
(7)= : فجعل رسول الله يرغبه(يقبله خ ل)ويلين له ويطلب له .