بحار الأنوار ج44

الحساب ؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش ؟ أما ترضين أن يكون أبوك
يأتونه يسألونه الشفاعة ؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن
الحوض فيسقي منه أولياء‌ه ويذود عنه أعداء‌ه ؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم
النار : يأمر النار فتطيعه ، يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء .
أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى
ما تأمرين به ، وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين
الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق ، وامرت
النار أن تطيعه ؟
أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك ، وتأسف عليه كل شئ ؟ أما
ترضين أن يكن من أتاه زائرا في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى
بيت الله واعتمر ، ولم يخل من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيدا وإن بقي
لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي ، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا .
قالت : يا أبه سلمت ، ورضيت وتوكلت على الله ، فمسح على قلبها ومسح
عينيها ، وقال : إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك ، ويفرح قلبك(1).
مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد
عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم ، عن مسمع
ابن عبدالملك ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله إلى قوله : بهم ينزل الغيث ثم قال : وذكر
هذا الحديث بطوله(2).
بيان : قوله : يتهادون إلى القتل إما من الهدية كأنه يهدي بعضهم بعضا
إلى القتل ، أو من قولهم : تهادت المرأة : تمايلت في مشيتها ، أو من قولهم هداه أي
تقدمه أي يتسابقون ، وعلى التقديرات كناية عن فرحهم وسرورهم بذلك ، والذود
الطرد والدفع .


(1)تفسير فرات : ص 55 و 56 .
(2)كامل الزيارات ص 69 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه