بحار الأنوار ج41

أبي دجانة ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي
سمينة ، عن علي بن عبدالله الخياط ، عن الحسن بن علي الاسدي ، عن أبي بصير
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مد الفرات عندكم على عهد علي عليه السلام فأقبل إليه الناس
فقالو : ياأميرالمؤمنين نحن نخاف الغرق ، لان في الفرات قد جاء من الماء مالم
ير مثله ، وقد امتلات جنبتاه ، فالله الله ، فركب أميرالمؤمنين عليه السلام والناس معه و
حوله يمينا وشمالا ، فمر بمسجد سقيف(1)فغمزه بعض شبانهم ، فالتفت إليه مغضبا
فقال : صعار الخدود ، لئام لجدود ، بقية ثمود ، من يشتري مني هؤلاء الاعبد ؟ فقام
إليه مشائخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء شبان لا يعقلون ماهم فيه ، فلا
تؤاخذنا بهم ، فو الله إن كنا(2)لهذا لكارهين ، وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك
فاعف عنا عفا الله عنك ، قال : فكأنه استحيا فقال : لست أعفو عنكم إلا على أن لا
ارجع حتى تهدموا مجلسكم وكل كوة وميزاب وبالوعة إلي طريق المسلمين ،
فأن هذا اذى للمسلمين ، فقالوا : نحن نفعل ذلك ، فمضى وتركهم ، فكسروا
مجلسهم وجميع ما أمر به حتى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف و
الناس ينظرون ، فتكلم بالعبرانية كلاما فنقص الفرات ذراعا ، فقال : حسبكم ؟(3)
قالوا : زدنا ، فضربه بقضيب كان معه فإذا بالحيتان فاغرة(4)أفواهها ، فقالت : يا
أمير المؤمنين عرضت ولا يتك علينا فقبلناها ما خلا الجري والمارماهي والزمار ،
فقال عليه السلام : إن بني إسرائيل لما تفرقوا من المائدة فمن كان أخذ منهم برا كان
منهم القردة والخنارير ، ومن أخذ منهم بحرا كان الجري والمارماهي والزمار ،
ثم أقبل الناس عليه فقالوا : هذه رمانة ما رأينا مثلها قط ، جاء بها الماء وقدأ حبست


(1)كذا في(ك)، وفي غيره من النسخ والمصدر : ثقيف .
(2)في المصدر و(ت)انا كنا
(3)حتى انتهى إلي الفرات فضربه بقضيب كان معه وزجره ونزل الفرات ذراعا : فقال :
حسبكم اه‍ .
(4)فغرفاه : فتحه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه