بحار الأنوار ج70

15 كا : عن محمد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من رضي من الله باليسير من المعاش ، رضي الله عنه باليسير
من العمل(1).
بيان : رضي الله عنه قيل : لان كثرة النعمة توجب مزيد الشكر ، فكلما
كانت النعمة أقل كان الشكر أسهل ، وبعبارة أخرى يسقط عنه كثير من العبادات
المالية كالزكاة والحج وبر الوالدين وصلة الارحام ، وإعانة الفقراء ، وأشباه
ذلك ، والظاهر أن المراد به أكثر من ذلك من المسامحة والعفو ، وسيأتي برواية
الصدوق رحمه الله(2)عن أبي عبدالله عليه السلام حين سئل عن معنى هذا الحديث قال :
يطيعه في بعض ويعصيه في بعض .
وقد ورد في طريق العامة عن النبي صلى الله عليه وآله : أخلص قلبك يكفك القليل من
العمل . وقال بعضهم : لان من زهد في الدنيا وطهر ظاهره وباطنه من الاعمال
والاخلاق القيحة ، التي تقتضيها الدنيا ، وفرغ من المجاهدات التي يحتاج إليها
السالك المبتدي ، وجعلها وراء ظهره ، فلم يبق عليه إلا فعل ما ينبغي فعله وهذا
يسير بالنسبة إلى تلك المجاهدات انتهى .
وأقول : يحتمل : إجراء مثله في هذا الخبر لان من رضي بالقليل ، فقد زهد
في الدنيا وأخلص قلبه من حبها .
16 كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن
عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مكتوب في التوراة : ابن آدم كن
كيف شئت ، كماتدين تدان ، من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير
من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته ، وزكت مكسبته ، وخرج
من حد الفجور(3).


(1)الكافي ج 2 ص 138 .
(2)معاني الاخبار : 260 .
(3)الكافي ج 2 ص 138 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه