بحار الأنوار ج18

في قبرها فإني قلت لها يوما : إن الميت إذا ادخل قبره وانصرف الناس عنه دخل عليه
ملكان : منكر ونكير فيسئلانه ، فقالت : واغوثاه بالله ، فما زلت أسأل ربي في قبرها حتى
فتح لها بابا من قبرها إلى الجنة ، وجعله روضة من رياض الجنة(1).
7 - يج : روي عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين عليه السلام : أسألك عن
شئ أنفي عني به ما قد خامر نفسي ، قال : ذلك لك ، قلت أسألك عن الاول والثاني ،
فقال : عليهما لعائن الله ، كلاهما مضيا والله كافرين مشركين بالله العظيم ، قلت فالائمة
منكم يحيون الموتى ، ويبرؤن الاكمه والابرص ، ويمشون على الماء ؟ فقال عليه السلام : ما
أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، فكل
ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين عليهم السلام ، ثم
إماما بعد إمام إلى يوم القيامة مع الزيادة التي في كل سنة ، وفي كل شهر ، وفي كل
يوم ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا فذكر اللحم ، فقام رجل من الانصار إلى امرأته وكان
لها عناق ، فقال لها : هل لك في غنيمة ؟ قالت : وما ذلك ؟ قال : إن رسول الله يشتهي اللحم ،
فنذبح له عنزها هذا ، قالت : خذها شأنك وإياها ، ولم يملكا غيرها ، وكان رسول الله
يعرفهما(2)فذبحها وسمطها وشواها وحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فوضعها بين يديه ،
فجمع أهل بيته ومن أحب من أصحابه ، فقال : كلوا ولا تكسروا لها عظما ، وأكل معهم
الانصاري ، فلما شبعوا وتفرقوا رجع الانصاري وإذا العناق تلعب على بابه .
وروي أنه صلى الله عليه وآله دعا غزالا فأتى ، فأمر بذبحه ففعلوا وشووه وأكلوا لحمه ولم
يكسروا له عظما ، ثم أمر أن يوضع جلده ويطرح عظامه وسط الجلد ، فقام الغزال حيا
يرعى .
بيان : قال الجوهري : سمطت الجدي أسمطه وأسمطه سمطا : إذا نظفته من الشعر
بالماء الحار لتشويه .


(1)بصائر الدرجات : 82 .
(2)وتقدم في خبر البصائر : " وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرفها " وعلى اى فالمعنى
أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرف أنهما لم يملكا غيرها .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه