بحار الأنوار ج21

ضوى إليهم ونزل بهم من دهماء الناس على اختلافهم هناك في دين النصرانية من
الاروسية(1)والسالوسية(2)واصحاب دين الملك(3)والمارونية والعباد والنسطورية
وأملات(4)قلوبهم على تفاوت منازلهم رهبة منه ورعبا ، فإنهم كذلك(5)من شأنهم
إذ وردت عليهم رسل رسول الله صلى الله عليه واله بكتابه ، وهم عتبة بن غزوان ، وعبدالله بن(6)
أمية ، والهدير بن عبدالله أخوتيم بن مرة ، وصهيب بن سنان أخو النمر بن قاسط
يدعوهم إلى الاسلام ، فإن أجابوا فإخوان ، وإن أبوا واستكبروا فإلى حظة
المخزية إلى أداء الجزية عن يد ، فإن رغبوا عما دعاهم إليه من أحد(7)المنزلين
وعندوا فقد آذنهم على سواء ، وكان في كتابه صلى الله عليه واله : " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى
كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا
من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون(8)قالوا : وكان رسول الله صلى الله عليه واله
لا يقاتل قوما حتى يدعوهم ، فازداد القوم لورود رسل نبي الله صلى الله عليه واله وكنايه نفورا
وامتزاجا(9)، ففزعوا لذلك إلى بيعتهم(10)العظمى ، وأمروا ففرش أرضها ، وألبس
جدرها بالحرير والديناج ، ورفعو الصليب الاعظم(11). وكان من ذهب مرصع أنفذه
إليهم قيصر الاكبر ، وحضر ذلك بنو الحارث(12)بن كعب وكانوا ليوث . الحرب ، و
فرسان الناس ، قد عرفت العرب ذلك لهم في قديم أيامهم في الجاهلية(13)، فاجتمع


(1)ذكرنا الصحيح من ضبط ذلك في باب كتبه صلى الله عليه وآله راجع ج 20 . 387
(2)في المصدر :(النالوسية)ولعلهما مصحفان عن السباليوسية نسبة على سابليوس من
قساوسة مصرفى القرن الثالث ، اوعن النوء توسية نسبة إلى نوء توس : قسيس في القرن الثالث
(3)هم الملكانية ، اصحاب ملك الروم ، او الملكائية : اصحاب ملكا الذى ظهر بالروم و
استولى عليها .(4)ملات خ .
(5)وانهم لذلك خ .(6)عبدالله بن ابى امية خ .
(7)من احدى المنزلتين خ .(8)آل عمران : 64
(9)في نسخة من المصدر : واقتراحا .(10)البيعة : المعبد للنصارى واليهود
(11)في نسخة من المصدر : العظيم .(12)وحفر ذلك بنى الحارث خ ل .
(13)في نسخة من المصدر : وفي الجاهلية .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه