بحار الأنوار ج12

فأصابه ، قال قتادة : كانوا أربعة آلاف ألف .(1)
" من القانطين " أي الآيسين ، فأجابهم إبراهيم عليه السلام بأن قال : " ومن يقنط " تنبيها
على أنه لم يكن كلامه من جهة القنوط " وأتيناك بالحق " أى بالعذاب المستيقن به " واتبع
أدبارهم " أي كن وراء‌هم لتكون عينا عليهم فلا يتخلف أحد منهم " وامضوا حيث تؤمرون "
أي اذهبوا إلى المواضع الذي أمركم الله بالذهاب إليه وهو الشام " وقضينا إليه ذلك الامر "
أي أعلمنا لوطا وأوحينا إليه ماينزل بهم من العذاب " يستبشرون " أي يبشر بعضهم بعضا
بأضياف لوط " أولم ننهك عن العالمين " أي أن تجير أحدا أو تضيف أحدا ; وهذا الكلام
الذي تقدم إنما كان من لوط لقومه قبل أن يعلم أنهم ملائكة وإنما ذكر مؤخرا " لعمرك "
أي وحياتك يامحمد " إنهم لفي سكرتهم يعمهون " أي في غفلتهم يتحيرون ويترد دون فلا
يبصرون طريق الرشد " فأخذتهم الصيحة مشرقين " أي أخذتهم الصوت الهائل في حال شروق
الشمس " إن في ذلك " أي فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط " لآيات للمتوسمين " لدلالات
للمتفكرين المعتبرين .(2)
" آتيناه حكما " أي نبوة أو الفصل بين الخصوم بالحق " التي كانت تعمل الخبائث "
فإنهم كانوا يأتون الذكران ويتضارطون في أنديتهم وغير ذلك من القبائح .(3)
" قوم عادون " أي ظالمون متعدون الحلال إلى الحرام " من المخرجين " أي عن بلدنا " من
القالين " أي المبغضين " فساء مطر المنذرين " أي بئس مطر الكافرين مطرهم .(4)
" وأنتم تبصرون " أي تعلمون أنها فاحشة أو يرى بعضكم ذلك من بعض " تجهلون "
أي تفعلون أفعال الجهال ، أو تجهلون القيامة وعاقبة العصيان .(5)
" وتقطعون السبيل " أي سبيل الولد باختياركم الرجال ، أو تقطعون الناس عن
عن الاسفار بإتيان هذه الفاحشة فإنهم كانوا يفعلونه بالمجتازين في ديارهم ، وكانوا يرمون


(1)مجمع البيان 5 : 173 - 185 . م
(2)مجمع البيان 6 : 340 - 343 . م
(3)مجمع البيان 7 : 56 . م
(4)مجمع البيان 7 : 200 - 201 . م
(5)مجمع البيان 7 : 228 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه