قال يزيد : ثم لقيت أبا الحسن يعني موسى بن جعفر عليه السلام بعد فقلت له :
بأبي أنت وامي إني اريد أن تخبرني بمثل ماأخبر به أبوك قال : فقال : كان
أبي عليه السلام في زمن ليس هذا مثله قال يزيد : فقلت : من يرضى منك بهذا فعليه لعنة
الله قال : فضحك ثم قال : اخبرك ياأبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت في
الظاهر إلى بني وأشركتهم مع علي ابني ، وأفردته بوصيتي في الباطن .
ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وأمير المؤمنين
صلوات الله عليه معه ، ومعه خاتم ، وسيف ، وعصا ، وكتاب ، وعمامة ، فقلت
له : ماهذا ؟ فقال : أما العمامة : فسلطان الله عزوجل ، وأما السيف : فعزة الله
عزوجل ، وأما الكتاب : فنور الله عزوجل ، وأما العصا : فقوة الله عز
وجل ، وأما الخاتم : فجامع هذه الامور ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والامر
يخرج إلى علي ابنك ، قال : ثم قال : يايزيد إنها وديعة عندك ، فلا تخبر بها
إلا عاقلا أو عبدا امتحن الله قلبه للايمان ، أو صادقا ، ولا تكفر نعم الله تعالى ، وإن
سئلت عن الشهادة فأدها ، فان الله تبارك وتعالى يقول : إن الله يأمركم أن تؤدوا
الامانات إلى أهلها (1)وقال عزوجل : ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من
الله (2)فقلت : والله ماكنت لافعل هذا أبدا قال : ثم قال أبوالحسن عليه السلام : ثم
وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : علي ابنك الذي ينظر بنور الله ، ويسمع بتفهيمه
وينطق بحكمته ، يصيب ولا يخطئ ، ويعلم ولا يجهل ، قد ملئ حكما وعلما ، وما
أقل مقامك معه ، إنما هو شئ كأن لم يكن ، فاذا رجعت من سفرك فأصلح
أمرك ، وافرغ مما أردت فانك منتقل عنه ، ومجاور غيره ، فاجمع ولدك ، وأشهد
الله عليهم جميعا ، وكفى بالله شهيدا .
ثم قال : يايزيد إني اؤخذ في هذه السنة ، وعلي ابني سمي علي بن
(1)سورة النساء ، الاية : 58 .
(2)سورة البقرة ، الاية : 140 .