بحار الأنوار ج72

لنفسك ما نهيت النمام عنه ، فلا تحكي نميمه ، فتقول : فلان قد حكى لي كذا و
كذا فتون به نماما ومغتابا فتكون قد أتيت بما نهيت عنه ، وقد روي عن
على عليه السلام أن رجلا أتاه يسعى إليه برجل فقال : يا هذا نحن نسأل عما قلت ، فان
كنت صادقا مقتناك ، وإن كنت كاذبا عاقبناك ، وإن شئت أن نقيلك أقلناك ، قال
اقلنى يا أمير المؤمنين ، وقال الحسن : من نم إليك نم عليك ، وهذه إشارة إلى
أن النمام ينبغي أن يبغض ولا يوثق بصداقته ، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك
من الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والافساد بين الناس
والخديعة ، وهو ممن سعى في قطع ما أمر الله تعالى به أن يوصل ، قال الله تعالى
ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض (1)وقال تعالى إنما
السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق (2)والنمام منهم .
وبالجملة فشر النمام عظيم ، ينبغي أن يتوقى ، قيل : باع بعضهم عبدا و
قال للمشتري ما فيه عيب إلا النميمة ، قال : رضيت به ، فاشتراه فمكث الغلام أياما
ثم قال لزوجة مولاه : إن زوجك لا يحبك ، وهو يريد أن يتسرى(3)عليك فخذي
الموسى واحلقي من قفاه شعرات حتى أسحر عليها فيحبك ، ثم قال للزوج : إن
امرأتك اتخذت خليلا وتريد أن تقتلك ، فتناوم لها حتى تعرف ، فتناوم فجاء‌ته
المرأة بالموسى فظن أنها تقتله ، فقام وقتلها . فجاء أهل المرء‌ة وقتلوا الزوج ، فوقع
القتال بين القبيلتين وطال الامر .


(1)البقرة : 27 .
(2)الشورى : 42 .
(3)التسرى : اخذ السرية كالذرية وهى المرأة التى تتخذها لعبة لك سرا
عن زوجتك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه