بحار الأنوار ج7

لم يكن لكم مال فمن جاهكم تبذلونه لاخوانكم المؤمنين تجرون به إليهم المنافع ،
وتدفعون به عنهم المضار " تجدوه عند الله " ينفعكم الله تعالى بجاه محمد وآله الطيبين
يوم القيامة فيحط به عن سيئاتكم ، ويضاعف به حسناتكم ، ويرفع به درجاتكم - وساق
الحديث إلى أن قال - : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عباد الله أطيعوا الله في أداء الصلوات
المكتوبات والزكوات المفروضات ، وتقربوا بعد ذلك إلى الله بنوافل الطاعات ، فإن
الله عزوجل يعظم به المثوبات ، والذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد الله ليقف
يوم القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا حتى ما يكون
بينه وبينها حائل ، بينا هو كذلك إذ تطاير من الهواء(1)رغيف أو حبة فضة قد واسى
بها أخا مؤمنا على إضافته فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديرا حواليه ، وتصد
عنه ذلك اللهب ، فلا يصيبه من حرها ولا دخانها شئ إلى أن يدخل الجنة ، قيل : يا رسول
الله وعلى هذا يقع مواساته لاخيه المؤمن ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق
نبيا إنه لينفع بعض المؤمنين بأعظم من هذا ، وربما جاء يوم القيامة من ثمثل له
سيئاته وحسناته وإساء‌ته(2)إلى إخوانه المؤمنين - وهي التي تعظم وتتضاعف فتمتلئ
بها صحائفه - وتفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلومين بيده ولسانه ، فيتحير
ويحتاج إلى حسنات توازي سيئاته ، فيأتيه أخ له مؤمن قد كان أحسن إليه في الدنيا
فيقول له : قد وهبت لك جميع حسناتي بإزاء ماكان منك إلي في الدنيا ، فيغفر الله له
بها ، ويقول لهذا المؤمن : فأنت بماذا تدخل جنتي ؟ فيقول : برحمتك يا رب : فيقول الله :
جدت عليه بجميع حسناتك ونحن أولى بالجود منك والكرم ، وقد تقبلتها عن أخيك
وقد رددتها عليك وأضعفتها لك ، فهو أفضل أهل الجنان .(3)
52 - لى : بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من صام من
رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء والارض ماله عند الله من الكرامة ، وكتب


(1)في التفسير المطبوع : بينا هو كذلك قد تحير اذا تطاير بين الهواء .
(2)في التفسير المطبوع : من تمثل له سيئاته واساء‌ته اه‍ .
(3)في التفسير المطبوع : فهو من أفاضل أهل الجنان .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه