بحار الأنوار ج76


خشى أن يرهقه صعد في نخلة وصعد على عليه السلام في اثره ، فلما دنا منه رمى جريج
بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فاذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء .
فانصرف على عليه السلام إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله اذا بعثتنى في الامر اكون فيه
كالمسمار المحمى ام أثبت ؟ قال : لابل أثبت ، قال : والذى بعثك بالحق ماله ما للرجال
وماله ما للنساء ، فقال : الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت . وهكذا ذكر القصة
في ص 639 عند قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا ان جاء‌كم فاسق بنبأ فتبينوا الاية
في سورة الحجرات : 49 .
أما قوله : ان الخاصة روت أنها نزلت في افك عائشة بمارية القبطية ، فقد روى
الصدوق في الخصال ج 2 ص 120 - 126 مناشدة على عليه السلام برواية عامر بن واثلة
وفى آخرها : قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله : ان ابراهيم
ليس منك وأنه ابن فلان القبطى ، قال : يا على ! اذهب فاقتله فقلت : يا رسول الله اذا بعثتنى
اكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت ؟ قال : لا بل تثبت ، فذهب فلما نظر إلى
استند إلى حائط فطرح نفسه فيه ، فطرحت نفسى على أثره ، فصعد على نخل وصعدت
خلفه ، فلما رآنى قد صعدت رمى بازاره فاذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت
فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت ؟ فقالوا :
اللهم لا .
وهكذا ذكر القصة السيد المرتضى علم الهدى في الغرر والدرر ج 1 ص 77
وقال : روى محمد بن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : كان قد كثر على
مارية القبطية أم ابراهيم في ابن عم لها قبطى كان يزروها ويختلف اليها فقال لى النبى
صلى الله عليه وآله خذ هذا السيف وانطلق ، فان وجدته عندها فاقتله قلت : يا رسول
الله أكون في أمرك اذا أرسلتنى كالسكة المحماة أمضى لما أمرتنى ؟ أم الشاهد يرى
مالا يرى الغائب ؟ فقال لى النبى صلى الله عليه وآله : بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وذكر
مثل ما مر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه