بحار الأنوار ج22

لا ، ولكن حفصة سقتني عسلا ، ثم دخل على امرأة امرأة وهن يقلن له ذلك ، فدخل
على عايشة فأخذت بأنفها فقال لها : ما شأنك ؟ قالت : أجد ريح المغافير ، أكلتها يا
رسول الله ؟ قال : لا ، بل سقتني حفصة عسلا ، فقالت : جرست(1)إذا نحلها العرفط
فقال صلى الله عليه وآله : والله لا أطعمه أبدا ، فحرمه على نفسه ، وقيل : إن التي كانت تسقى
رسول الله(2)صلى الله عليه وآله ام سلمة ، عن عطا ، وقيل : بل كانت زينب بنت جحش ، قالت
عايشة ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمكث عند زينب ويشرب عندها عسلا فتواطيت أنا
وحفصة أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وآله فلتقل : إني أجد منك ريح المغافير ، أكلت
مغافير ؟ فدخل صلى الله عليه وآله على إحداهما فقالت له ذلك فقالت : لا ، بل شربت عسلا عند
زينب بنت جحش ولن أعود إليه ، فنزلت الآيات ، وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله
قسم الايام بين نسائه فلما كان يوم حفصة قالت : يا رسول الله إن لي إلى أبي
حاجة ، فأذن لي أن أزوره ، فأذن لها ، فلما خرجت أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى
جاريته مارية القبطية ، وكان قد أهداها له المقوقس فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها
فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقا ، فجلست عند الباب فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه
يقطر عرقا ، فقالت حفصة ، إنما أذنت لي من أجل هذا ، أدخلت أمتك بيتي ثم
وقعت عليها في يومي وعلى فراشي ، أما رأيت لي حرمة وحقا ؟ فقال صلى الله عليه وآله : أليس
هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي ؟ اسكتي فهي حرام علي ، ألتمس بذاك رضاك
فلا تخبرى بهذا امرأة منهن ، وهو عندك أمانة ، فلما خرج صلى الله عليه وآله قرعت حفصة
الجدار الذي بينها وبين عايشة فقالت : ألا ابشرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد حرم
عليه أمته مارية ، وقد أراحنا الله منها ، وأخبرت عايشة بما رأت وكانتا متصادقتين
متظاهرتين على سائر أزواجه ، فنزلت : " يا أيها النبي لم تحرم " فطلق حفصة ، و
اعتزل سائر نسائه تسعة وعشرين يوما ، وقعد في مشربة ام إبراهيم مارية حتى


(1)قال في النهاية ، فيه جرست نحلة العرفط ، أى اكلت يقال للنحل الجوارس والجرس
في الاصل : الصوت الخفى ، والعرفظ : شجر - منه عفى عنه .
(2)في المصدر : تسقى رسول الله صلى الله عليه وآله العسل ام سلمة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه