بحار الأنوار ج20

وفيها كانت غزوة(1)علي بن أبي طالب عليه السلام إلى بني عبدالله بن سعد من
أهل فدك ، وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود
خيبر .
وفيها سرية عبدالرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان(2)، وقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله : " إن أطاعوا فتزوج ابنة ملكهم " فأسلم القوم وتزوج عبدالرحمن


القرآن ، وحدثوه ان يرد عليهم ما اخذ ، ثم قدم زيد بن رفاعة الجذامى في نفر من قومه على
رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة ، فذكر له ما صنع زيد بن حارثة ، ورضوا باخذ ما
اصاب لهم من الاهل والمال ، واغضوا عمن قتل ، فبعث معهم على بن ابى طالب رضى الله
عنه ومعه سيفه امارة ليرد عليهم زيد ما اخذلهم ، فرد جميع ذلك بعد ما فرقه فيمن معه ، وقد
وطئوا النساء " وذكر اليعقوبى تلك السرية في تاريخه 2 : 55 .
(1)في الامتاع : 268 : ثم كانت سرية على بن ابى طالب رضى الله عنه إلى بنى سعد بن
بكر(في الهامش : في الاصل بنى عبدالله سعد بن بكر ، والذى اثبتناه هو نص ابن سعد : ج
2 ص 65)وكانوا بفدك في شعبان منها ، ومعه مائة رجل ، وقد أجمعوايعنى بنى سعد بن
بكرعلى ان يمدوا يهود خيبر ، فسار ليلا وكمن نهارا حتى اذا انتهى إلى ماء بين خيبر و
فدك يقال له : الهمج ، وجد عينا لبنى سعد قد بعثوه إلى خيبر لتجعل لهم يهود من ثمرها كما
جعلوا لغيرهم حتى يقدموا عليهم ، فدلهم على القوم بعد ما امنوه ، فسار على حتى اغار على نعيمهم
وضمها ، وفرت رعاتها ، فانذرت القوم وقد كانوا تجمعوا مائتى رجل ، وعليهم وبر بن عليم
فتفرقوا ، وانتهى على بمن معه فلم ير منهم احدا ، وساق النعم وهى خمسمائة بعير والفا شاة ،
فعزل الخمس وصفى رسول الله صلى الله عليه وآله لقوحا تدعى الحفدةالحفذة . في ابن سعد
ثم قسم الباقى وقدم المدينة .
(2)في الامتاع : إلى كلب بدومة الجندل في شعبان منها ، ليدعو كلبا إلى الاسلام ، ومعه
سبعمائة رجل ، فاقعده بين يديه ، ونقض عمامته بيده الكريمة ، ثم عممه بعمامة سوداء ، وأرخى
بين كتفيه منها ، ثم قال : " هكذا فاعتم يابن عوف " ثم قال صلى الله عليه وآله : " اغد باسم
الله وفى سبيل الله فقاتل من كفر بالله ، لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا " ثم بسط يده فقال : " يا
ايهاالناس اتقوا خمسا قبل أن تحل بكم : ما نقص مكيال قوم الا اخذهم الله بالسنين ، ونقص
من الثمرات لعلهم يرجعون ، وما نكث قوم عهدهم الا سلط الله عليهم عدوهم ، وما منع قوم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه