بحار الأنوار ج13

ولا يبعد زيادة الواو في " يغشاه " فيكون " ما يخذل " متعلقا به ، وفي القصص : لان الحكم بين
الناس أشد المنازل من الدين وأكثرها فتنا وبلاء ، يخذل صاحبه ولا يعان ، ويغشاه الظلم
من كل مكان . والسري : الشريف . قوله :(ويبينها فيها)أي في جماعة الناس أو في
الدنيا ، والاظهر " يبثها فيهم " كما في القصص .
قوله عليه السلام :(حتى تفطر وانشق)كناية عن غاية تأثير الحكمة فيه . قوله :
(وازحمهم)قال الفيروز آبادي : زحمه كمنعه : ضايقه ، وزاحم الخمسين : قاربها ، أي ادخل
بينهم ولو بمشقة ، ويحتمل أن يكون كناية عن القرب منهم .
قوله عليه السلام :(ومن عنى بالادب)أي اعتنى به وعرف فضله . قوله عليه السلام :(فإنك
تخلف)أي تكون من حيث الاتصاف بتلك العادات الحسنة خليفة من مضى من المتخلقين
بها . قوله عليه السلام :(من تركه)أي ترك طلب العلم يفضي إلى ضياع ما حصلته .
3 - لى : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن القاساني ، عن المنقري
عن حماد بن عيسى ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : كان فيما أوصى به لقمان ابنه ناتان
أن قال له : يا بني ليكن مما تتسلح به على عدوك فتصرعه المماسحة وإعلان الرضى
عنه ، ولا تزاوله بالمجانبة(1)فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك ، يا بني خف الله خوفا
لو وافيته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله ، وارج الله رجاء لو وافيته بذنوب الثقلين رجوت
أن يغفر لك ، يا بني إني حملت الجندل(2)والحديد وكل حمل ثقيل فلم أحمل شيئا
أثقل من جار السوء ، وذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر .(3)
بيان : قال الفيروزآبادي : تماسحا : تصادقا أو تبايعا فتصافقا ، وماسحا : لاينا
في القول غشا .
4 - لى : أبي ، عن الحسين بن موسى ، عن الصفار ولم يحفظ الحسين(4)الاسناد


(1)أى لا تعالجه بالمباعدة عنه .
(2)الجندل : الصخر العظيم .
(3)أمالى الصدوق : 396 و 397 .
(4)في المصدر : الحسن بن موسى ولعله أصح ، فعليه يلزم أن يكون ما قبله أيضا مصحفا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه