بحار الأنوار ج13

قال حماد بن عيسى : قال أبوعبدالله عليه السلام : ولكل واحدة من هذه العلامات شعب
يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب وألف باب وألف باب ، فكن يا حماد طالبا للعلم في
آناء الليل والنهار ،(1)فإن أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع
الطمع مما في أيدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولا تحدث لنفسك أنك فوق أحد
من الناس ، واخزن لسانك كما تحزن مالك .(2)
9 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي رفعه ،(3)قال : قال لقمان لابنه : يا بني
صاحب مائة ولا تعاد واحد ، يا بني إنما هو خلاقك وخلقك ، فخلاقك دينك ، وخلقك
بينك وبين الناس ، فلا تبتغض إليهم ، وتعلم محاسن الاخلاق ، يا بني كن عبدا للاخيار
ولا تكن ولدا للاشرار ، يا بني أد الامانة تسلم لك دنياك وآخرتك ، وكن أمينا تكن
غنيا .(4)
بيان : الخلاق بالفتح : الحظ والنصيب ، والمراد هنا : نصيبك في الآخرة .(5)
10 ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ،
عن درست ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : كان لقمان عليه السلام يقول
لابنه : يا بني إن الدنيا بحر وقد غرق فيها جيل(6)كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى
الله تعالى ، وليكن جسرك إيمانا بالله ، وليكن شراعها التوكل ، لعلك يا بني تنجو وما
أظنك ناجيا ! يا بني كيف لا يخاف الناس ما يوعدون(7)وهم ينتقصون في كل يوم ، و
كيف لا يعد(8)لما يوعد من كان له أجل ينفذ ، يا بني خذ من الدنيا بلغة ، ولا تدخل


(1)في المصدر : وأطراف النهار :
(2)الخصال 1 : 60 .
(3)في المصدر : عن البرقى ، عن بعض أصحابه رفعه .
(4)معانى الاخبار : 74 .
(5)أو الاعم منها لان الدين يتضمن سعادة الدنيا والاخرة ، ويبلغ المتدين به حظهما .
(6)الجيل : الصنف من الزمان . القرن . أهل الزمان الواحد .
(7)أى الحشر والنشر وأهوال الاخرة والعذاب المعد فيها للمذنبين . قوله(ينتقصون)أى
أى تنقص بنيتهم وقواهم ، أو ينتقصون من أعمالهم الحسنة وخيراتهم .
(8)أى كيف لا يتهيأ لما يوعد من دار آخر من كان له أجل ينفد ؟ وأنفاسه كلها خطوات
تقر به إلى الدار الاخر .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه