بحار الأنوار ج41

من لا يفر ولا يرى في معرك * إلا وصارمه الخضيب المضرب(1)
بيان : قال السيد المرتضى رضي الله عنه في شرح هذه القصيدة البائية : السرى :
سير الليل كله . والمتبتل : الراهب . والقائم : صومعته . والقاع : الارض الحرة
الطين التي لا حزونة فيها ولا انهباط . والقاعدة : أساس الجدار وكل ما يبنى .
والجدب : ضد الخصب .
ثم قال : وهذه قصة مشهورة جاء‌ت بها الرواية(2)، فإن أبا عبدالله البرقي
روى عن شيوخه عمن خبرهم قال : خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام نريد صفين ، فمررنا
بكربلاء فقال عليه السلام : أتدرون أين ههنا ؟ والله مصارع الحسين وأصحابه ، ثم
سرنا يسيرا فانتهينا إلى راهب في صومعة وقد تقطع الناس من العطش ، فشكوا
ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام وذلك أنه أخذ طريق البر(3)وترك الفرات عيانا
فدنا من الراهب وهتف به ، فأشرف من صومعته ، فقال : يا راهب هل قرب قائمك
ماء ؟ فقال : لا ، فسار قليلا ، ثم نزل(4)بموضع فيه رمل ، فأمر الناس فنزلوا ،
وأمرهم أن يبحثوا ذلك الرمل ، فأصابوا تحته صخرة بيضاء ، فاقتلعها أمير المؤمنين
عليه السلام بيده ودحاها(5)، وإذا تحتها ماء أرق من الزلال وأعذب من كل ماء
فشربوا(6)وارتووا وحملوا منه ، ورد الصخرة والرمل كما كان ، قال : فسر نا قليلا
وقد علم كل واحد من الناس مكان العين ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : بحقي عليكم
إلا رجعتم إلى موضع العين فنظرتم هل تقدرون عليها ، فرجع الناس يقفون الاثر
إلى موضع الرمل ، فبحثوا ذلك الرمل فلم يصيبوا العين ، فقالوا : يا أمير المؤمنين


(1)اعلام الورى : 178 - 180 . الارشاد : 157 - 160 .
(2)في المصدر : قد جاء‌ت الرواية بها .
(3)= : أخذبنا على طريق البر .
(4)= : حتى نزل .
(5)= : ونحاها .
(6)= : فشرب الناس .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه