بحار الأنوار ج67

ومنه عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يأتي على الناس زمان
لاينال فيه الملك إلا بالقتل والتجبر ، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل ، ولا المحبة
إلا باستخراج الدين واتباع الهوى ، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على البغضة
وهو يقدر على المحبة ، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وصبر على الذل
وهو يقدر على العز ، آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق به(1).
ومنه عن عبدالله بن العباس قال : اهدي إلى الرسول صلى الله عليه وآله بغلة أهداها
كسرى له أو قيصر ، فركبها النبي صلى الله عليه وآله فأخذ من شعرها وأردفنى خلفه ، ثم
قال : ياغلام احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله عزوجل
في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد
مضى القلم بما هو كائن ، فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه
فان استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل ، وإن لم تستطع فان في الصبر على
ماتكره خيرا كثيرا ، واعلم أن الصبر مع النصر ، وأن الفرج مع الكرب
وأن مع العسر يسرا(2).
ومنه : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الصبر رأس الايمان ، وعنه عليه السلام
قال : الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد
كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان .
ومنه : عن حفض بن غياث قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ياحفض إن من
صبر صبرا قليلا ، وإن من جزع جزعا قليلا ثم قال : عليك بالصبر في جميع
امورك ، فان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله فآمره بالصبر والرفق
فقال : اصبر على مايقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين (3)
وقال الله تبارك وتعالى : ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة


(1)مشكاة الانوار ص 19 .
(2)مشكاة الانوار ص 20 .
(3)المزمل : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه