ولكن أشفقن من العقوبة وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن وهو
الانسان إنه كان ظلوما جهولا .
إن الله سبحانه لايخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم ونهارهم لطف
به خبرا وأحاط به علما ، أعضاؤكم شهوده وجوار حكم جنوده ، وضمائركم
عيونه وخلواتكم عيانه انتهى .
قوله عليه السلام(من طرقها)لعله من الطروق بمعنى الاتيان بالليل أي
واظب عليها في الليالي وقيل أي جعلها دأبه وصنعته من قولهم هذا طرقة رجل
أي صنعته .
ولا يخفى ما فيه ولا يبعد أن يكون تصحيف طوق بها على المجهول أي
ألزمها كالطوق بقرينة(أكرم بها)على بناء المجهول أيضا .
وفي النهج :(وقد عرف حفها رجال من المؤمنين الذين لايشغلهم عنها
زينة متاع ولاقرة عين من ولد ولا مال).
وقال الجوهري : نصب الرجل - بالكسر - نصبا : تعب وأنصبه غيره
قوله عليه السلام :(على أهل الاسلام)الظاهر أنه سقط هنا شئ .
وفي النهج : قربانا لاهل الاسلام فمن أعطاها طيب النفس بها فإنها تجعل
له كفارة ومن النار حجازا ووقاية فلا يتبعنها أحد نفسه ولا يكثرن عليها لهفه
فإن من أعطاها غير طيب النفس بها يرجو بها ما هو أفضل منها فهو جاهل
بالسنة مغبون الاجر ضال العمل طويل الندم .
ثم أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها إنها عرضت على السموات
المبنية والارضين المدحوة والجبال ذات الطول المنصوبة فلا أطول ولا أعرض
ولا أعلا ولا أعظم منها ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن
ولكن أشفقن من العقوبة . إلى آخر ما مر .
قوله عليه السلام :(من الامانة)لعله بيان لسبيل المؤمنين أي المراد بسبيل