بحار الأنوار ج82

توفيقه وعبادته ، واستدامة ما أنعم الله على العباد عند(إياك نستعين)حيث قدمت
الوسيلة على طلب الحاجة ، ليكون أدعى للاجابة ، واستعنت به في جميع امورك من غير
التفات إلى فرد منها ولا إلى جميعها ، لقصور العبادة وحسور الوهم عن الاحاطة بتفاصيل
ما تحتاج إليه ، وتفتقر إلى عونه عليه .
واستحضار الاسترشاد به والاعتصام بحبله ، والاستزادة في المعرفة به سبحانه
والاقرار بعظمته وكبريائه عند(اهدنا الصراط المستقيم)وأشار بكون طلب الهداية
متناولا للاسترشاد والاعتصام ، والاستزادة من المعرفة والاقرار بالنعمة إلى مطلب
شريف ، وهو أن هداية الله تعالى متنوع أنواعا كثيرة تجمعها أربعة أجناس
مرتبة :
أولها إفاضة القوى التي بها يتمكن المرء من الاهتداء إلى مصالحه ، كالقوة
العقلية ، والحواس الباطنة ، والمشاعر الظاهرة .
وثانيها نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل ، والصلاح والفساد ، و
إليه أشار تعالى بقوله :(وهديناه النجدين)(1)وقال تعالى :(فهديناهم فاستحبوا
العمى على الهدى)(2).
وثالثها الهداية بارسال الرسل وإنزال الكتب وإليه أشار بقوله :(وجعلناهم
أئمة يهدون بأمرنا)(3)وقوله تعالى :(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)(4)
ورابعها أن يكشف عن قلوبهم السرائر ويريهم الاشياء بالوحي الالهي ، أو بالالهام
والمنامات الصادقة ، وهذا القسم يختص بنيله الانبياء والاولياء وإليه أشار تعالى
بقوله :(اولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده)(5)وقوله تعالى :(والذين جاهدوا


(1)البلد : 10 .
(2)فصلت : 17 .
(3)الانبياء : 73 .
(4)أسرى : 9 .
(5)الانعام : 90 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه