بحار الأنوار ج16

والسراج يزهر ، معناه نير(1)، وقوله : أزج الحواجب ، معناه طويل امتداد الحاجبين
بوفور الشعر فيهما وجبينه إلى الصدغين ، قال الشاعر :
إن ابتساما بالنقي الافلج * ونظرا في الحاجب المزجج
مئنة من الفعال الاعوج
مئنة : علامة ، وفي حديث النبي صلى الله عليه واله : إن في طول صلاة الرجل وقصر خطبته(2)
مئنة من فقهه(3).
وقوله : أزج الحواجب(4)، ولم يقل : الحاجبين : فهو على لغة من يوقع الجمع
على التثنية ، ويحتج بقول الله جل ثناؤه : " وكنا لحكمهم شاهدين(5)" يريد لحكم
داود وسليمان عليهما السلام ، وقال النبي صلى الله عليه واله : " الاثنان وما فوقهما جماعة " وقال بعض
العلماء : يجوز أن يكون جمع(6)، فقال أزج الحواجب على أن كل قطعة من الحاجب
اسمها حاجب ، فأوقعت الحواجب على القواطع المختلفة ، كما يقال للمرأة : حسنة الاجساد ،
وقد قال الاعشى :
ومثلك بيضآء ممكورة(7)* وصاك العبير بأجسادها
صاك معناه لصق .
وقوله : في غير قرن ، معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف وابيضاض يقال لهما :
البلج والبلجة ، يقال : حاجبه أبلج : إذا كان كذلك ، وإذا اتصل الشعر في وسط الحاجب
فهو القرن .


(1)ينير خ ل .
(2)خطبه خ ل .
(3)في فقهه خ ل .
(4)في المصدر : وانما جمع الحاجب في قوله : أزج الحواجب .
(5)الانبياء : 78 .
(6)هكذا في نسخة المصنف ، والصحيح كما في غيرها وفي المصدر : جمعا .
(7)مكر الثوب : صبغه بالمكر أى المغرة . والمغرة : الطين الاحمر يصبغ به . وقال الزمخشرى
في الاساس : وامرأة ممكورة الساقين : خدلتهما . أقول : خدل الساق : كانت خدلة أى ممتلثة
ضخمة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه