بحار الأنوار ج10

على الجيوش ، وولاه الاموال ، وأمره بأدائها إلى بني جذيمة الذين قتلهم خالد بن
الوليد ظلما ، واختاره لاداء رسالات الله سبحانه والابلاغ عنه في سورة براء‌ة ، واستخلفه
عند غيبته على من خلف ، ولم نجد النبي صلى الله عليه وآله سن هذه السنن في أحد غيره ، ولا
اجتمعت هذه السنن في أحد بعد النبي صلى الله عليه وآله كما اجتمعت في علي عليه السلام ، وسنة رسول
الله صلى الله عليه وآله بعد موته واجبة كوجوبها في حياته ، وإنما يحتاج الامة إلى الامام بهذه
الخصال التي ذكرناها ، فإذا وجدناها في رجل قد سنها الرسول الله صلى الله عليه وآله فيه كان أولى
بالامامة ممن لم يسن النبي فيه شيئا من ذلك .
وأما الاجماع فإن إمامته ثبتت من جهته من وجوه : منها أنهم قد أجمعوا
جميعا أن عليا عليه السلام قد كان إماما ولو يوما واحدا ، ولم يختلف في ذلك أصناف أهل
الامامة(1)ثم اختلفوا فقالت طائفة : كان إمام في وقت كذا وكذا ،(2)وقالت طائفة :
بل كان إماما بعد النبي صلى الله عليه وآله في جميع أوقاته ، ولم يجمع الامة على غيره أنه كان
إماما في الحقيقة طرفة عين ، والاجماع أحق أن يتبعمن الاختلاف .
ومنها أنهم أجمعوا جميعا على أن عليا عليه السلام كان يصلح للامامة ، وأن الامامة
تصلح لبني هاشم ، واختلفوا في غيره ، وقالت طائفة : لم يكن تصلح لغير علي بن
أبي طالب عليه السلام ، ولا تصلح لغير بني هاشم ، والاجماع حق لا شبهه فيه ، والاختلاف لا
حجة فيه .
ومنها أنهم أجمعوا على أن عليا عليه السلام كان بعد النبي صلى الله عليه وآله ظاهر العدالة واجبة
له الولاية ، ثم اختلفوا فقال قوم : كان مع ذلك معصوما(3)من الكبائر والضلال ،
وقال آخرون : لم يك معصوما ولكن كان عدلا براتقيا على الظاهر ، لا يشوب ظاهره
الشوائب ، فحصل الاجماع على عدالته عليه السلام ، واختلفوا في نفي العصمة عنه عليه السلام .
ثم أجمعواجميعا على أن أبابكر لميكن معصوما ، واختلفوا في عدالته فقالت طائفة :


(1)في المصدر : ولم يختلف في ذلك أصناف أهل الملة .
(2)في المصدر : فقالت طائفة : كان اماما في وقت كذا دون وقت كذا .
(3)في المصدر : إنه كان مع ذلك معصوما .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه