بحار الأنوار ج88

مخائل الجود بالفتح المطر الغزير ، وفي بعض النسخ الجود بالضم ، ولعله
تصحيف ، وإن كان المعنى مستقيما ، والمخيلة ألسحابة الخليقة بالمطر التي تحسبها
ماطرة ، قال في القاموس السحابة المخيلة التي تحسبها ماطرة .
وفي المصباح المنير أخالت السحابة إذا رأيتها وقد ظهرت فيها دلايل المطر
فحسبتها ماطرة فهي مخيلة بالضم ، اسم فاعل ، ومخيلة بالفتح اسم مفعول ، لانها
أحسبتك فحسبتها ، وهذا كما يقال : مرض مخيف بالضم اسم فاعل ، لانه أخاف
الناس ، ومخوف بالفتح لانهم خافوه ، ومنه قيل اختال الشئ للخير والمكروه إذا
ظهر فيه ذلك ، فهو مخيل بالضم .
وقال الازهري : أخالت السماء إذا تغيمت فهي مخيلة بالضم ، وإذا أرادوا السحابة نفسها قالوا مخيلة بالفتح ، وعلى هذا فيقال : رأيت مخيلة بالضم لان القرينة
أخالت أي أحسبت غيرها ، ومخيلة بالفتح اسم مفعل لانك ظننتها .
واستظمأنا لصوارخ القود وفي بعض النسخ العود بالعين المهملة ، و
القود بالفتح الخيل والعود بالفتح المسن من الابل والشاء ، والاخير أنسب ، وقال
الوالد العلامة قدس سره : أي صرنا عطاشا لصراختها ، أو صرنا طالبين للعطش ، أي
رضينا بالعطش مع زوال عطشهم ، ويحتمل أن يكون الاستفعال للازالة ، أي صرنا
طالبين لازالة ألعطش لصوارخها انتهى .
أقول : ويحتمل أن يكون من ظمأ إليه أي اشتاق أي اشتقنا إلى المطر لها
أو من المظمئى وهو النبت الذي يسقيه السماء ضد المسقوى وهو الذي يسقيه السيح
ذكره الفيروز آبادي ، ولا يبعد أن يكون تصحيف استطمينا بالطاء المهملة ، قال الفيروز
آبادي طما الماء يطمي طميا علا ، والنبت طال ، وهمته علت والبحر امتلا انتهى
أي طلبنا كثرة المياه والاعشاب لصوارخها فكنت رجاء المبتئس أي ذي البأس
وهو الضر وسوء الحال والثقة للملتمس أي الاعتماد مبالغة أو محله للطالب .
نمدعوك حين قنط القأنام بفتح النون وكسرها ، وقد يضم : يئس س ومنع الغمام

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه