بحار الأنوار ج95

حجتي يا الله في جرأتي على مسئلتك مع إتيانى ما تكره جودك وكرمك ، وعدتى
في شدتي مع قلة حيائي منك رأفتك ورحمتك ، وقد رجوت أن لا تخيب بين ذين
وذين منيتى ، فصل على محمد وآل محمد ، وحقق رجائي ، واسمع ندائي ، يا خير
من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج
عظم يا سيدي أملي ، وساء عملي ، فأعطني من عفوك بمقدار أملي ، ولا
تؤاخذني بأسوء عملي ، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين ، وحلمك يكبر عن
مكافات المقصرين ، وأنا سيدي عائذ بفضلك ، هارب منك إليك ، متنجز ما وعدت
من الصفح عمن أحسن بك ظنا ، وما أنا يارب وما خطري ؟ هبنى بفضلك ، وتصدق
علي بعفوك ، أي رب جللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك ، فلو اطلع
اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته ، لا لانك أهون
الناظرين إلي ، وأخف المطلعين علي ، بل لانك يا رب خير الساترين ، وأحلم
الاحلمين ، وأكرم الاكرمين ، ستار العيوب ، تستر الذنب بكرمك ، وتؤخر العقوبة
بحلمك ، فلك الحمد على حلمك بعد علمك ، وعلى عفوك بعد قدرتك ، ويحملنى
ويجرئني على معصيتك حلمك عني ، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي ، ويسرعني
إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك ، وعظيم عفوك
يا حليم يا كريم ، يا حي يا قيوم ، يا غافر الذنب ، يا قابل التوب ، يا عظيم
المن ، يا موصوفا بالاحسان ! أين سترك الجميل ، أين فرجك القريب ، أين غياثك
السريع ، أين رحمتك الواسعة ، أين عطاياك الفاضلة ، أين مواهبك الهنيئة ، أن صنائعك
السنية ، أين فضلك العظيم ، أين منك الجسيم ، أين إحسانك القديم ، أين كرمك يا
كريم ؟ بك وبمحمد وآل محمد عليهم السلام فاستنقذني ، وبه وبهم وبرحمتك فخلصني ، يا محسن
يا مجمل يا منعم يا مفضل يا متفضل ! لسنا نتكل في النجاة من عقابك على أعمالنا ، بل بفضلك
علينا ، لانك أهل التقوى وأهل المغفرة ، تبتدئ بالاحسان نعما ، وتعفو عن الذنب
كرما ، فما ندري ما نشكر ؟ أجميل ما تنشر ، أم قبيح ما تستر ، أم عظيم ما أبليت و
أوليت ، أم كثير ما منه نجيت وعافيت ، يا حبيب من تحبب إليه ، ويا قرة عين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه