بحار الأنوار ج24

فالظاهر منه إنمايشبه الباطن ، فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وانه إذا عرف
اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع ، وإنما قيل(اعرف
واعمل ما شئت من الخير)فإنه لايقبل ذلك منك بغير معرفة ، فإذاعرفت فاعمل
لنفسك ماشئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك(1).
اخبرك أن من عرف أطاع ، إذا عرف وصلى(2)وصام واعتمر وعظم

حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الاخلاق كلها وتجنب
سيئها وكل(3)ذلك هو النبي ، والنبي أصله ، وهو أصل هذا كله ، لانه جاء
به ودل عليه وأمربه ، ولايقبل من أحد شيئا منه إلا به ، ومن عرف(4)اجتنب
الكبائر وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وحرم المحارم كلها ، لان
بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي ، وخرج مما خرج منه النبي ، و
من زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالا
ولم يحرم له حراما ، وإنه من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير
معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك ، ولم يصل ولم يصم ولم يزك
ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحلل
لله حلالا ، وليس له صلاة وإن ركع وسجد ، ولاله زكاة وإن أخرج لكل أربعين
درهما درهما(5)ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله .
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الارحام التي حرم الله في كتابه
فانهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي ، فإن أحق ما بدأبه


(1)في المختصر : من الطاعه والخير قل او كثر بعد ان لاتترك شيئا من الفرائض
والسنن الواجبة فانه مقبول منك مع جميع اعمالك .
(2)لعل الصحيح : إذا عرف صلىوفى المختصر : وصام وزكى وحج .
(3)في المختصر : ومبتدأ كل ذلك .
(4)في المختصر : فمن عرفه .
(5)زاد في المختصر بعد ذلك ، ولا له حج ولاعمرة وإنما يقبل ذلك كله بمعرفة
رجل وهو من امرالله خلقه بطاعته والاخذ عنه فمن عرفه واخذ عنه فقد اطاع الله .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه