بحار الأنوار ج81

وربما يضمن الجعل معنى التحويل ، أو يحذف المفعول الثاني أي منسوخة أو يحذف
مضاف ، أي تحويل القبلة ، ولا يخفى ضعف الجميع .
ويحتمل أن يكون المعنى : وما شرعنا وقررنا القبلة التي كنت عليها قبل ذلك
أو يكون المفعول الثاني محذوفا أي مقررة أو مفروضة ، والموصول على الوجهين
صفة للقبلة .
إلا لنعلم إلا امتحانا للناس ، لنعلم من يثبت على الدين مميزا ممن يرتد
وينكص على عقبيه ، فعلى الوجه الاول وبعض الوجوه الاخيرة ، يمكن أن يراد
لنعلم ذلك عند كونها قبلة ، أو الآن عند الصرف إلى الكعبة ذلك أو الاعم ، ولعلة أولى .
وقيل في تأويل ماتوهمه الآية من توقف علمه سبحانه على وجود المعلوم
وجوده : الاول أن المراد به وبأمثاله العلم الذي يتعلق به الجزاء أي العلم به
موجودا حاصلا .
والثاني أن المراد به التمييز ، فوضع العلم موضع التميز لان العلم يقع به
التميز ، وهو الذي يقتضيه قوله ممن ينقلب كما أومأنا إليه كما قال تعالى حتى
ليميز الله الخبيث من الطيب ويشهد له قراء‌ة ليعلم على بناء المجهول .
والثالث أن المراد به علم الرسول والمؤمنين مع علمه ، فعلمه وإن كان أزليا
لكن لاريب في جواز عدم حصول علم الجميع إلا بعد الجعل كما هو الواقع .
الرابع أن المراد علم الرسول صلى الله عليه وآله والمؤمنين وإنما أسند علمهم إلى ذاته
لانهم خواصه وأهل الزلفى لديه .
والخامس : أن المقصود بالذات علم غيره من الرسول صلى الله عليه وآله والمؤمنين والملائكة
لكنه ضمهم إلى نفسه وعلمهم إلى علمه ، إشارة إلى أنهم من خواصه ، وهذا
قريب مما تقدمه .
والسادس أنه على التمثيل ، أي فعلنا ذلك فعل من يريد أن يعلم .
وإن كانت إن هي المخففة التي يلزمها اللام الفارقة بينها وبين النافية
والضمير لما دل عليه قوله : وماجعلنا القبلة من الردة والتحويلة والجعلة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه