بحار الأنوار ج11

فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى *
ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى * قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم
مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة
ضنكا 115 - 124 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله " اسكن أنت وزوجك الجنة " أي اتخذاها مسكنا
وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه لما اخرج إبليس من الجنة ولعن بقي آدم وحده
فاستوحش إذ ليس معه من يسكن إليه خلقت حواء ليسكن إليها ، وروي أن الله تعالى ألقى
على آدم النوم وأخذ منه ضلعا فخلق منه حواء فاستيقظ آدم فإذا عند رأسه امرأة فسألها
من أنت ؟ قالت : امرأة ، قال : لم خلقت ؟ قال : لتسكن إلى ، فقالت الملائكة : ما اسمها
يا آدم ؟ فقال : حواء ، قالوا : ولم سميت حواء ؟ قال : لانها خلقت من حي . فعندها قال
الله : " اسكن أنت وزوجك الجنة " وقيل : إنها قبل أن يسكن آدم الجنة ثم
ادخلا معا الجنة .
وفي كتاب النبوة أن الله تعالى خلق آدم من الطين وخلق حواء من آدم فهمة الرجال
الماء والطين ، وهمة النساء الرجال .
قال أهل التحقيق : ليس يمتنع أن يخلق الله حواء من جملة جسد آدم بعد أن لا
يكون مما لا يتم الحى حيا إلا معه ، لان ما هذه صفته لا يجوز أن ينقل إلى غيره ، أو
يخلق منه حي آخر من حيث يؤدي إلى أن لا يمكن إيصال الثواب إلى مستحقه(1)
" رغدا " أي كثيرا واسعا لا عناء فيه " ولا تقربا هذه الشجرة " أي لا تأكلا منها وهو المروي
عن الباقر عليه السلام ، وكان هذا نهي تنزيه " فتكونا من الظالمين " يجوز أن يقال لمن يبخس
نفسه الثواب(2): إنه ظالم لنفسة " فأزلهما " أي حملهما على الزلة " عنها " أي عن الجنة
" فأخرجهما مما كانا فيه " من النعمة والدعة ، أو من الجنة ، أو من الطاعة ، وإنما


(1)ولكن قد عرفت قبل ذلك أن التحقيق أن حواء خلقت من فاضل طينة آدم عليه السلام .
(2)أو يترك الراحة ويختار المشقة(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه