بحار الأنوار ج12

" وإليه أنيب " قال الطبرسي : أي إليه أرجع في المعاد ، أو إليه أرجع بعملي ونيتي
إي أعمالي كلها لوجه الله " لا يجر منكم شقاقي " أي لا يكسبنكم خلافي ومعاداتي " أن
يصيبكم " من عذاب العاجلة " وما قوم لوط منكم ببعيد " أي هم قريب منكم في الزمان ،
أو دارهم قريبة من داركم فجيب أن تتعظوا بهم " استغفروا " أي اطلبوا المغفرة من الله
ثم توصلوا إليها بالتوبة ، أو استغفروا للماضي واعزموا في المستقبل ، أو استغفروا ثم دوموا
على التوبة ، أو استغفروا علانية وأضمروا الندامة في القلب " ودود " أي محب لهم ، مريد
لمنافعهم ، أو متودد إليهم بكثرة إنعامه علهيم " ما نفقه " أي ما نفهم عنك معنى كثير من
كلامك ، أو لا نقبل كثيرا منه ولا نعمل به " ضعيفا " أي ضعيف البدن أو ضعيف البصر أو
مهينا ، وقيل : كان عليه السلام أعمى .
واختلف في أن النبي هل يجوز أن يكون أعمى ؟ فقيل : لا يجوز لان ذلك ينفر ;
وقيل : يجوز إن لا يكون فيه تنفير ويكون بمنزلة سائر العلل والامراض .
" ولولا رهطك لرجمناك " أي ولو لاحرمة عشيرتك لقتلناك بالحجارة ; وقيل : معناه :
لشتمناك وسببناك " وما أنت علينا بعزيز " أي لم ندع قتلك لعزتك علينا ولكن لاجل
قومك " ظهريا " أي اتخذتم الله وراء ظهوركم ، يعني نسيتموه ،(1)وقيل : الهاء عائدة
إلى ما جاء به شعيب " على مكانتكم " أي على حالتكم هذه ، وهذا تهديد في صورة الامر
" إني عامل " على ما أمرني ربي ; وقيل : إني عامل على ما أنا عليه من الانذار " وارتقبوا "
أي انتظروا ما وعدكم ربكم من العذاب ، إني معكم منتظر لذلك ، أو انتظروا مواعيد
الشيطان وأنا أنتظر مواعيد الرحمن .
وروي عن الرضا عليه السلام أنه قال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ! أما سمعت قول
العبد الصالح : وارتقبوا إني معكم رقيب .
" الصيحة " صاح بهم جبرئيل صيحة فماتوا ، قال البلخي : يجوز أن تكون الصيحة
صيحة على الحقيقة كما روي ، ويجوز أن يكون ضربا من العذاب تقول العرب : صاح الزمان


(1)قال السيد : المراد انكم جعلتم امر الله سبحانه وراء ظهوركم ، وهذا معروف في لسان
العرب أن يقول الرجل منهم لمن أغفل قضاء حاجته : جعلت حاجتى وراه ظهرك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه