بحار الأنوار ج51

فان لم تغيرها قريش بحلمها يكن من قريش مستماز ومزحل
فقال عبدالملك(له ): إلى أين يابن اللخناء قال : إلى النار . قال : لو قلت
غيرها قطعت لسانك .
فقوله : إلى النار تخلص مليح على البديهة كما تخلص الجعدي بقوله إلى
الجنة وأول قصيدة الجعدي التي ذكرنا منها الابيات :
خليلي غضا ساعة وتهجرا ولوما على ماأحدث الدهر أو ذرا
ولاتسألا إن الحياة قصيرة فطيرا لروعات الحوادث أو قرا
وإن كان أمر لاتطيقان دفعه فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تعلما أن العلامة نفعها قليل إذا ما الشئ ولى فأدبرا
يهيج اللحاء في الملامة ثم ما يقرب منا غير ما كان قدرا
وفيها يقول :
لوى الله علم الغيب عمن سواء‌ه ويعلم منه ما مضى وتأخرا
وجاهدت حتى ما أحس ومن معي سهيلا إذا مالاح ثم تغورا
يريد أني كنت بالشام وسهيل لايكاد يرى هناك وهذا بيت معنى وفيها يقول :
ونحن اناس لانعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا ولامستنكرا أن تعقرا
وأخبرنا المرزباني قال : أنشدنا علي بن سليمان الاخفش قال : أنشدنا
أحمد بن يحيى قال : أنشدني محمد بن سلام وغيره للنابغة الجعدي .
تلوم على هلك البعير ظعينتي وكنت على لوم العواذل زاريا
ألم تعلمي أني رزئت محاربا فمالك منه اليوم شيئا ولاليا
ومن قبله ماقد رزئت بوحوح وكان ابن امي والخليل المصافيا
فتى كملت خيراته غير أنه جواد فما يبقي من المال باقيا
فتى تم فيه مايسر صديقه على أن فيه مايسوء الاعاديا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه