بحار الأنوار ج24

بيان : هذا أحسن التوجيهات في تلك الآيات بأن تكون مخصوصة بالائمة
عليهم السلام على وجهين : أحدهما أنهم عليهم السلام صاروا ربانيين خالين عن مراداتهم و
إرادتهم ، فلا تتعلق مشيتهم إلا بما علموا أن الله تعالى يشاؤه .
وثانيهما معنى أرفع وأدق من ذلك ، وهو أنهم لما صيروا أنفسهم كذلك
صاروا بحيث ربهم الشائي لهم والمريد لهم ، فلا يفعلون شيئا إلا بما يفيض الله سبحانه
عليهم من مشيته وإرادته ، وهذا أحد معاني قوله تعالى(1):(كنت سمعه وبصره
ويده ولسانه)وسيأتي بسط القول في ذلك في كتاب مكارم الاخلاق إنشاء‌الله
تعالى .
5 - فس : علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبدالله عن علي بن الحكم عن
سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله :(وكذب الذين من
قبلهم وما بلغوا معاشر ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير)قال : كذب
الذين من قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم
أجمعين(2).
بيان : ظاهره أنه تنزيل ، ويحتمل التأويل أيضا ، بإرجاع ضمير الجمع
إلى الرسل .
وقال البيضاوي : أي وما بلغ هؤلآء عشر ما آتينا اولئك من القوة وطول
العمر وكثرة المال ، أوما بلغ اولئك عشر ما آتينا هؤلآء من البينات والهدى(3).
6 - شى : عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية :
(لكل امة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون)قال :
تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمد عليهم السلام يخرج إلى
القرن الذي هو إليهم رسول وهم الاولياء وهم الرسل ، وأما قوله :(فاذا جاء


(1)في حديث القدسى المعروف .
(2)تفسير القمى : 541 ، والاية في سبأ : 45 .
(3)تفسير البيضاوى 2 : 293 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه