بحار الأنوار ج58

وقدمر الكلام فيها . وفي القاموس : قدح بالزند : رام الايراء به كاقتدح ، والمقدح و
القداح والمقداح حديدته ، والقداح والقداحة حجره . وقال الجوهري : الحباحب
اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا نارا ضعيفة مخافة الضيفان ، فضربوا بها المثل حتى قالوا
نار الحباحب لما تقدحه الخيل بحوافرها(انتهى). ولعل المعنى أنها لما كانت تخرج
من بين الحديد والحجر ولا ينفذ الماء فيهما ولا يحيلان شيئا فكأنهما لا تأكل ولا تشرب .
وقدمر الكلام فيه من باب النار .
4 - العيون : عن هاني بن محمد بن محمود العبدي عن أبيه بإسناده رفعه أن موسى
بن جعفر عليهما السلام دخل على الرشيد ، فقال له الرشيد : يا ابن رسول الله : أخبرني عن الطبائع
الاربع . فقال موسى عليه السلام : أما الريح فإنه ملك يدارى ، وأما الدم فإنه عبد
عارم(1)وربما قتل العبد مولاه ، وأما البلغم فإنه خصم جدل ، إن سددته من جانب النفتح
من آخر ، وأما المرة فإنها أرض إذا اهتزت رجفت بما فوقها . فقال له هارون : يا ابن
رسول الله ، تنفق على الناس من كنوز الله ورسوله(2).
بيان : يحتمل أن يكون المراد بالريح المرة الصفراء لحدتها ولطافتها وسرعة
تأثيرها ، فينبغي أن يدارى لئلا تغلب وتهلك ، أوالمراد بها الروح الحيوانية ، وبالمرة ،
الصفراء والسوداء معا ، فإنه تطلق عليهما المرة ، فيكون اصطلاحا آخر في الطبائع و
تقسيما آخرلها . و " العارم " سيئ الخلق الشديد ، يقال : عرم الصبي علينا ، أي أشر
مرح ، أو بطر أو فسد(3)ولعل المعنى أنه خادم للبدن نافع له لكن ربما كانت غلبته سببا
للهلاك ، فينبغي أن يصلح ويكون الانسان على حذر منه . " فإنه خصم جدل " كناية
عن بطء علاجه وعدم اندفاعه بسهولة . " إذا اهتزت " أي غلبت وتحركت " رجفت بما
فوقها " كما في حمى النائبة من الغب والربع وغيرهما ، فإنها تزلزل البدن وتحركها .
ورأيت مثل هذا الكلام في كتب الاطباء والحكماء الاقدمين .


(1)في المصدر " غارم " بالمعجمة ، والظاهر أنه تصحيف .
(2)العيون ، ج 1 ، ص 81 .
(3)أفسد(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه