بحار الأنوار ج23

الله عزوجل : " قل ما سألتكم من أجر فهو لكم(1)" يقول : أجر المودة الذي لم
أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به تنجون من عذاب الله يوم القيامة ، وقال لاعداء
الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار : " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا
من المتكلفين(2)" يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله ، فقال المنافقون عند
ذلك بعضهم لبعض : أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل
أهل بيته على رقابنا ؟ فقالوا : ما أنزل الله هذا ، وما هو إلا شئ يتقوله يريد أن يرفع
أهل بيته على رقابنا ، ولئن قتل أو مات لننزعها(3)في أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم
أبدا ، وأراد الله عز ذكره أن يعلم نبيه صلى الله عليه وآله ما أخفوا في صدورهم وأسروا به
فقال في كتاب عزوجل : " أم يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على
قلبك " يقول : لو شئت حبست عنك الوحي ، فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم
وقد قال الله عزوجل : " ويمحو(4)الله الباطل ويحق الحق بكلماته " يقول :
الحق لاهل بيتك الولاية " إنه عليم بذات الصدور(5)" يقول : بما ألقوه في
صدورهم من العداوة لاهل بيتك والظلم بعدك وهو قول الله عزوجل : وأسروا
النجوى(6)الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون(7).
أقول : سيأتي تمام الخبر في باب أنهم أنوار الله .


(1)سبا : 48 .
(2)ص : 86 .
(3)في المصدر : لننزعنها من اهل بيته .
(4)هكذا في الكتاب ومصدره ، وفى المصحف الشريف : " ويمح الله " .
(5)الشورى : 24 .
(6)الانبياء : 3 .
(7)روضة الكافى : 379 و 380 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه