بحار الأنوار ج13

وعزة فرعون لا أكتم عليه ، وأخبر فرعون على رؤوس الناس بما رأى وكتم الآخر ، فلما
دخل حزبيل قال فرعون للرجلين : من ربكما ؟ قالا : أنت ، فقال لحزبيل : ومن ربك ؟
قال ربي ربهما ، فظن فرعون أنه يعنيه فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون
سوء العذاب ، وسر فرعون وأمر بالاول فصلب فنجى الله المؤمن وآمن الآخر
بموسى عليه السلام حتى قتل مع السحرة .(1)
سن : أبي ، عن علي بن النعمان ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله عليه السلام في
قول الله : " فوقاه الله سيئات ما مكروا " قال : أما لقد سطوا عليه وقتلوه ، ولكن أتدرون
ما وقاه ؟ وقاه أن يفتنوه في دينه .(2)
بيان : سطا عليه أي قهر وبطن به . قال الثعلبي : قالت الرواة : كان حزبيل من
أصحاب فرعون نجارا ، وهو الذي نجر التابوت لام موسى حين قذفته في البحر ، وقيل :
إنه كان خازنا لفرعون مائة سنة وكان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلى أن ظهر موسى عليه السلام
على السحرة فأظهر حزبيل إيمانه ، فاخذ يومئذ وقتل مع السحرة صلبا ، وأما امرأة
حزبيل فإنها كانت ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة .
وروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما اسري بي مرت بي
رائحة طيبة ، فقلت لجبرئيل : ما هذه الرائحة ؟ قال : هذه ماشطة آل فرعون(3)وأولادها
كانت تمشطها فوقعت المشطة من يدها فقالت : بسم الله ، فقالت بنت فرعون : أبي ؟ فقالت :
لا بل ربي وربك ورب أبيك ، فقالت : لاخبرن بذلك أبي ، فقالت : نعم ، فأخبرته فدعا بها
وبولدها وقال : من ربك ؟ فقالت : إن ربي وربك الله ، فأمر بتنور من نحاس فاحمي
فدعا بها وبولدها ، فقالت : إن لي إليك حاجة ، قال : وما هي ؟ قالت : تجمع عظامي وعظام
ولدي فتدفنها . قال : ذاك لك لمالك علينا من حق ، فأمر بأولادها فالقوا واحدا واحدا في
التنور حتى كان آخر ولدها وكان صبيا مرضعا ، فقال : اصبري يا اماه إنك على الحق ،
فألقيت في التنور مع ولدها .


(1)مخطوط ، فيه اضطراب وتقدم تفصيل الحكاية في الحديث الاول .
(2)محاسن البرقى : 219 .
(3)في المصدر : قال : رائحة ماشطة آل فرعون .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه