بحار الأنوار ج12

4 - فس : لما عزم إبراهيم على ذبح ابنه وسلما لامر الله قال الله : " إني جاعلك
للناس إماما " فقال إبراهيم عليه السلام : " ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين " أي لا يكون
بعهدي إمام ظالم .(1)
5 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن أبيه عليه السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إن إبراهيم الخليل لما رفع في الملكوت وذلك قول ربي " وكذلك نري إبراهيم
ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين " قوى الله بصره لما رفعه دون السماء
حتى أبصر الارض ومن عليها ظاهرين ومستترين ، فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فدعا
عليهما بالهلاك فهلكا ، ثم رأى آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا ، ثم رأى آخرين فدعا عليها
بالهلاك فهلكا ، ثم رأى آخرين فهم بالدعاء عليهما بالهلاك فأوحى الله إليه : ياإبراهيم اكفف
دعوتك عن عبادي وإمائي فإني أنا الغفور الرحيم الجبار الحليم لا تضرني ذنوب عبادي
كما لا تنفعني طاعتهم ، ولست أسوسهم(2)بشفاء الغيظ كسياستك ، فاكفف دعوتك عن
عبادي فإنما أنت عبد نذير ، لا شريك في المملكة ، ولا مهيمن علي(2)ولا علي عبادي ،
وعبادي معي بين خلال ثلاث :(4)إما تابوا إلي فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم ;
وإما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات مؤمنون فأرفق بالآباء
الكافرين ، وأتأني بالامهات الكافرات ، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن(5)
من أصلابهم ، فإذا تزايلوا(6)حق بهم عذابي وحاق بهم بلائي ; وإن لم يكن هذا ولا هذا
فإن الذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريدهم به ، فإن عذابي لعبادي على حسب
جلالي وكبريائي ، يا إبراهيم فخل بيني وبين عبادي فإني أرحم بهم منك ، وخل بيني و
بين عبادي فإني أنا الجبار الحليم العلام الحكيم ، ادبرهم بعلمي ، وأنفذ فيهم قضائي
وقدري .(7)


(1)تفسير القمى : 50 . م
(2)ساس القوم سياسة دبرهم وتولى أمرهم .
(3)هيمن فلان على كذا : صار رقيبا عليه وحافظا .
(4)الخلال : الخصال .
(5)في نسخة : ليخرج أولئك المؤمنون .
(6)أى تفرقوا .
(7)تفسير الامام : 212 الاحتجاج : 18 والرواية مفصلة فيه . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه