بحار الأنوار ج88

يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت ، أسئلك باسمك العظيم الاعظم أن تصلي على
محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته الطيبين ، وأن تعجل لي الفرج مما أنا فيه ففعلت
فكان الذي رأيت(1).
5 - العيون : عن علي بن عبدالله الوراق والحسين بن إبراهيم المكتب وحمزة
العلوى وأحمد بن زياد الهمداني جميعا عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
عبدالله بن صالح الهروي قال : وحدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن أحمد بن إدريس
عن إبراهيم بن هاشم ، عن الهروي قال : رفع إلى المأمون أن الرضا عليه السلام يقعد
مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه ، فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون
فطرد الناس عن مجلسه وأحضره .
فلما نظر إليه المأمون زبره واستخف به ، فخرج أبوالحسن عليه السلام من عنده
مغضبا وهو يدمدم شفتيه ، ويقول : وحق المرتضى وسيدة النساء ، لاستنزلن من
حول الله عزوجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلابأهل هذه الكورة إياه
واستخفافهم به ، وبخاصته وعامته .
ثم إنه عليه السلام انصرف إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضأ وصلى ركعتين ،
وقنت في الثانية فقال :
اللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة الواسعة ، والمنن المتتابعة ، والالاء
المتوالية ، والايادي الجميلة ، والمواهب الجزيلة ، يا من لا يوصف بتمثيل ، ولا
يمثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع
وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ ، و
أعطى فأجزل .
يا من سما في العز ففات خواطر الابصار ودنا في اللطف فجاز هواجس الافكار
يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه ، وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في
جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هيبته دقايق لطائف الاوهام ، وحسرت دون


(1)عيون الاخبار ج 1 ص 75 - 76 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه