بحار الأنوار ج61

ولما كان المقصود من هذه الآية بيان أصل الخلقة وكان الاصل الاول هو الماء لا
جرم ذكره على هذا الوجه .
وثالثها : أن المراد من الدابة ، الذي يدب(1)على وجه الارض ومسكنهم
هناك لتخرج الملائكة والجن(2)، ولما كان الغالب جدا من هذه الحيوانات كونهم
مخلوقين من الماء إما لانها متولدة من النطفة ، وإما لانها لا تعيش إلا بالماء لا
جرم أطلق الكل تنزيلا للغالب منزلة الكل .
الثاني : لم سمي الزحف على البطن مشيا ؟
والجواب هذاعلى سبيل الاستعارة كمايقال : فلان لا يمشي له أمر ، وعلى
طريق المشاكلة .
الثالث : أنه لم تنحصر(3)القسمة ، لانا نجد ما ميشمي على أكثر من أربع
مثل العناكب والعقارب ومثل الحيوان الذي له أربع وأربعون رجلا الذي يسمى
دخال الاذن .
والجواب : القسم الذي ذكرتم كالنادر فكان ملحقا بالعدم ، ولان الفلاسفة يقولون :
ماله قوائم كثيرة فالاعتماد له إذا مشى على أربع جهاته لاغير فكأنه يمشي على أربع
ولان قوله : " يخلق الله ما يشاء " تنبيه على أن الحيوانات كما اختلف بحسب
كيفية المشي فكذا هي مختلفة بحسب امور اخر .
ولنذكر هيهنا بعض تلك التقسيمات :
التقسيم الاول : الحيوانات قدتشترك في أعضاء وقد تتباين بأعضاء ، أما الشركة :
فمثل اشتراك الانسان والفرس في أن لهما لحما وعصبا وعظما ، وأما التباين : فاما أن
يكون في نفس العضو ، أو في صفته .


(1)في المصدر : التى تدب .
(3)في المصدر : فيخرج عنه الملائكة والجن .
(3)في المصدر : لم يستوف القسمة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه