الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل ، وكل فريضة افترضها الله على عباده هو(1)
رجل ، وأنهم ذكروا ذلك بزعمهم أنمن عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به
من غير عمل وقد صلى وآتى الزكاة وصام وحجج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر
وعظم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام(2)وأنهم ذكروا أن من عرف هذا
بعينه وبحده وثبت في قلبه جازله أن يتهاون ، فليس له أن يجتهد في العمل ، وزعموا أنهم إذا
عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها(3)وأنه بلغك
أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة و
لحم الخنزير هو رجل(4)وذكروا أن ماحرم الله من نكاح الامهات والبنات(5)و
العمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت وما حرم على المؤمنين من النساء
مما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله ، وما سوى ذلك مباح كله ، و
ذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة ، ويشهدون بعضهم لبعض بالزور
ويزعمون أن لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه ، فالظاهر مايتناهون عنه يأخذون به مدافعة
عنهم ، والباطن هو الذي يطلبون وبه امروا بزعمهم(6)وكتبت تذكر الذي عظم من
ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام ؟ وكتبت
تسألني عن تفسير ذلك ، وأنا ابينه حتى لاتكون من ذلك في عمى ولا في شبهة ، وقد
كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ماسألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه :(و
(1)في المختصر : فهى رجال .
(2)في المختصر : والمسجد الحرام والبيت الحرام .
(3)وان هم لم يعملوا بها خ ل .
(4)في المختصر : هم رجال .
(5)في المختصر : الامهات والاخوات والعمات
(6)هذه مقالة يشبه أقوال الباطنية والملاحدة التى اتخذوا دين الله هزوا ولعبا ، رفضوا
أحكام الله وتعدوا حدودها فضلوا واضلوا كثيرا من الناس . وكان من بدء طهور الاسلام قوم
يحرفون الكلم عن مواضعه يتبعون ماتشابه من كلام الله وكلام رسوله والائمة عليهم السلام حبا
للرئاسة وتفريق كلمة المسلمين اعاذنا الله من الزيغ والضلالة ، وكان طائفة منهم يسمون الخطابية
يدينون بأمثال هذه الضلالات يخرجون الناس عن الطريق السوى .(*)