تنقصوا المكيال والميزان إني أريكم بخيرو إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط *
ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولاتعثوا في
الارض مفسدين * بقية الله خيرلكم إن كنتم مؤمنين)(1)ثم وضع يده على صدره
ثم نادى بأعلى صوته : أنا والله بقية الله ، أنا والله بقية الله قال وكان في أهل مدين
شيخ كبير قد بلغ السن وأدبته التجارب وقد قرأ الكتب وعرفه أهل مدين بالصلاح
فلما سمع الندا قال لاهله : أخرجوني فحمل ووضع وسط المدينة ، فاجتمع الناس
إليه فقال لهم : ما هذا الذي سمعته من فوق الجبل ؟ قالوا : هذا رجل يطلب السوق
فمنعه السلطان من ذلك وحال بينه وبين منافعه ، فقال لهم الشيخ : تطيعونني ؟
قالوا : اللهم نعم ، قال : قوم صالح إنما ولي عقر الناقة منهم رجل واحد وعذبوا جميعا
على الرضا بفعله ، وهذا رجل قد قام مقام شعيب ونادى مثل نداء شعيب عليه السلام
فارفضوا السلطان وأطيعوني واخرجوا إليه بالسوق فاقضوا حاجته ، وإلا لم آمن
والله عليكم الهلكة ، قال : ففتحوا الباب وأخرجوا السوق إلى أبي فاشتروا حاجتهم
ودخلوا مدينتهم ، وكتب عامل هشام إليه بما فعلوه وبخبر الشيخ ، فكتب هشام
إلى عامله بمدين بحمل الشيخ إليه فمات في الطريق رضي الله عنه .
ايضاح : قال الجوهري(2)تربد وجه فلان أي تغير من الغضب ، وقال(3)
يقال : امتقع لونه اذا تغير من حزن أو فزع .
أقول : قد مر الخبر بوجه آخر في باب معجزاته عليه السلام .
قب : أبوبكر بن دريد الازدي ، باسناد له ، وعن الحسن بن علي الناصر بن
الحسن بن علي بن عمر بن علي ، وعن الحسين بن علي بن جعفر بن موسى بن جعفر عن
آبائهم كلهم عن الصادق عليه السلام قال : لما اشخص أبي محمد بن علي إلى دمشق سمع
الناس يقولون : هذا ابن أبي تراب ، قال : فأسند ظهره إلى جدار القبلة ثم حمدالله
(1)سورة هود ، الايات 84 85 86 .
(2)الصحاح ج 1 ص 226 طبع بولاق .
(3)نفس المصدر ج 1 ص 624 طبع بولاق .