بحار الأنوار ج13

قدر الله وأداء الامانة ، وصدق الحديث ، والصمت عما لا يعنيني ، وقيل : إنه كان ابن اخت
أيوب ، عن وهب ، وقيل : كان ابن خالة أيوب ، عن مقاتل ، وروي عن نافع عن ابن عمر
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : حقا أقول ، له يكن لقمان نبيا ولكنه كان عبدا كثير
التفكر ، حسن اليقين أحب الله فأحبه ومن عليه بالحكمة ، كان نائما نصف النهار إذ
جاء نداء :(1)يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة ؟ ثم ذكر نحوا مما مر في خبر حماد ،(2)
ثم قال : ذكر أن مولى لقمان دعاه فقال : اذبح شاة فأتني بأطيب مضغتين منها ، فأتاه(3)
بالقلب واللسان ، فسأله عن ذلك فقال : إنهما أطيب شئ إذا طابا وأخبث شئ إذا
خبثا .
وقيل : إن مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان : إن طول الجلوس
على الحاجة يفجع منه الكبد ،(4)ويورث الباسور ، ويصعد الحرارة إلى الرأس ، فاجلس
هونا ، وقم هونا ،(5)قال : فكتب حكمته على باب الحش .(6)
قال عبدالله بن دينار : قدم لقمان من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال : ما فعل أبي ؟
قال : مات ، قال : ملكت أمري ، قال : ما فعلت امرأتي ؟ قال : ماتت ، قال : جدد فراشي ،
قال : ما فعلت اختي ؟ قال : ماتت ، قال : سترت عورتي ، قال : ما فعل أخي ؟ قال :
مات ، قال : انقطع ظهري .


(1)في المصدر : اذ جاء‌ه نداء .
(2)المتقدم في أول الباب .
(3)قال المصنف في هامش الكتاب : كأن سقط هنا شئ ، إذ روى البيضاوى والثعلبى وغيرهما
أنه أمره بعد أيام بأن يذبح شاة ويأتى بأخبث مضغتين منها ، فأتى بهما أيضا ، فسأل عن ذلك
فاجاب بما في المتن انتهى . قلت : السقط من نسخة المصنف ، والا فالموجود في المصدر تمام ،
وهو هكذا : فذبح شاة وأتاه بالقلب واللسان ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام وأن يخرط منها أخبث مضغتين ،
فاخرج القلب واللسان ، فسأله عن ذلك إه‍ ولعل يخرط مصحف يأتى .
(4)أى يوجع الكبد .
(5)يقال : أحبب حبيبك هونا ما أى أحببه حبا مقتصدا لا افراط فيه . والهون : السكينة والوقار
والحقير ، ولعل المراد هنا اما الجلوس القليل ، أو الجلوس المقتصد .
(6)الحش مثلثة : المخرج ، وأصله بمعنى البستان ، سمى بذلك لانهم كانوا يقضون حاجتهم
في البساتين .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه