بحار الأنوار ج58

رجل على(1)وجهه أثر الخشوع ، فقال بعض القوم : هذا رجل من أهل الجنة ، فصلى
ركعتين تجوز فيهما ثم خرج ، وتبعته فقلت له : إنك حين دخلت المسجد قالوا : هذا
من أهل الجنة . قال : والله ما ينبغي لاحد أن يقول ما لايعلم ، وسأحدثك بم ذاك :
رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وآله فقصصتها عليه : رأيت كأني في روضة ، ذكر من سعتها
وخضرتها ، في وسطها عمود من حديد أسفله في الارض وأعلاه في السماء وأعلاه عروة
فقيل لي : ارقه ، قلت : لا أستطيع ، فأتاني منصف ، فرفع ثيابي من خلفي ، فرقيت
حتى كنت في أعلاها فأخذت بالعروة ، فقيل : استمسك ، فاستيقظت وإنها لفي يدي .
فقصصتها على النبي صلى الله عليه وآله فقال : تلك الروضة الاسلام ، وذلك العمود عمود الاسلام
وتلك العروة العروة الوثقى ، فأنت على الاسلام حتى تموت . والرجل عبدالله بن سلام .
قال في النهاية : في الحديث " تجوزوا في الصلاة " أي خففوها وأسرعوا بها
وقيل : إنه من الجواز ، القطع والسير . وقال : المنصف - بكسر الميم - : الخادم ، وقد
يفتح .
وقال في شرح السنة : من رأى في النوم أنه قد صعد السماء فدخلها نال شرفا
وذكرا ونال الشهادة ، فإن رأى نفسه فيها لا يدري متى صعد إليها فهو شرف معجل
وشهادة مؤجلة . والشمس ملك عظيم ، ومن رأى فيها من تغير أو كسوف فهو حدث
بالملك من هم أو مرض أو نحوه . والقمر وزير الملك في التأويل . والزهرة امرأته .
وعطارد كاتبه ، والمريخ صاحب حربه ، وزحل صاحب عذابه ، والمشترى صاحب ماله
وسائر النجوم العظام أشراف الناس . وإنما يكون القمر وزيرا ما رؤي في السماء ، فإن
رآه عنده أو في حجره أو في بيته تزوج زوجا يغلب ضوء‌ه ، رجلا كان أو امرأة . وكانت
الشمس في تأويل رؤيا يوسف أباه ، والقمر امه أو خالته ، والكواكب الاحد عشر
إخوته ، كما قال تعالى " فرفع أبويه على العرش - الآية - "(2)وكان رؤياه في صباه
فظهر تأويلها بعد أربعين سنة . ويقال : بعد ثمانين سنة .
وروي أن ابن سيرين رأى في المنام كأن الجوزاء تقدمت الثريا ، فأخذ في


(1)في(خ)(2)يوسف ، 100 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه