بحار الأنوار ج68

بيان : الدخلة مصدر كالجلسة وإن لم يذكر بخصوصه في اللغة تعلموا
الصدق أي قواعده كجواز النقل بالمعنى ، ونسبة الحديث المأخوذ عن واحد من
الائمة إلى آبائه أو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أو تبعيض الحديث وأمثال ذلك ، أو
يكون تعلمه كناية عن العمل به ، والتمرن عليه على المشاكلة ، أو المراد تعلم
وجوبه ولزومه وحرمة تركه
قبل الحديث أي قبل سماع الحديث منا وروايته وضبطه ونقله ، وهذا
يناسب أول دخوله فانه كان مريدا لسماع الحديث منه عليه السلام ولم يسمع بعد ، هذا
ماأفهمه ، وقيل فيه وجوه مبنية على أن المراد بالحديث التكلم لا ، الحديث
بالمعنى المصطلح
الاول أن المراد التفكر في الكلام ليعرف الصدق فيما يتكلم به ، ومثله
قول أمير المؤمنين عليه السلام لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الاحمق وراء لسانه(1)
يعني أن العاقل يعلم الصدق والكذب أولا ويتفكر فيما يقول ثم يقول ماهو الحق
والصدق ، والاحمق يتكلم ويقول من غير تأمل وتفكر ، فيتكلم بالكذب
والباطل كثيرا
الثاني : أن لايكون قبل متعلقا بتعلموا بل يكون بدلا من قوله : في أول
دخلة
الثالث : أن يكون قبل متعلقا بقال ، أي قال عليه السلام : ابتداء قبل التكلم
بكلام آخر : تعلموا
الرابع : أن يكون المعنى تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من القواعد
العربية والفصاحة والبلاغة وأمثالها ، ولايخفى بعد الجميع لاسيما الثاني والثالث
وكون ماذكرنا أظهر وأنسب
5 - كا : عن محمدبن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي كهمش
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : عبدالله بن أبي يعفور يقرئك السلام قال : عليك


(1)نهج البلاغة ج 2 ص 153

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه