بحار الأنوار ج102

إلى الله تعالى أن يغفرلي و يذهب بروحي ، فأصابني حينئذ سنة فرأيت سيدي شباب أهل
الجنة أجمعين قد امي جالسين عندي ، وسيد الساجدين عليه السلام فوق رأسي جالسا وأظهرا
أنا جئنا لشفائك ، وقال سيد الساجدين عليه السلام لاتطلب الموت ، فان وجودك أنفع ،
فانتبهت من السنة ، وذهب الوجع بالكلية وحصل العرق .
ثم حصلت لي سنة اخرى فرأيت سيد الانبياء والمرسلين وأشرف الخلايق
أجمعين صلى الله عليه واله قائما في بيتي فأردت أن اقبل رجله فلم يدعني فشرعت في مدايحه
بأنك الذي خلق الله الكونين لاجلك وجعلك متخلقا بأخلاقه الكمالية ، وجعلك
أفضل من برء‌ه الله و أنت العالم بعلوم الله ، القادر بقدرة الله ، والمتخلق بأخلاق الله ، و
هو يتبسم ويقول : كذلك أنا . وكانت المدايح كثيرة اختصرتها ثم قلت : يا رسول الله
بأي شئ أعمل وكان في عزمي أن أشتغل بالرياضات للوصول إلى الله تعالى ، أم بغيره
مما يأمر به ؟ فقال صلى الله عليه واله : اعمل بما كنت تعمل وكنت في هذه المقالات إذ قال جاء
علي وفاطمة عليهما السلام إلى عيادتك ، فأخذني البكاء والنحيب ، وقلت : أنا كلبهم أي مقدار
لي حتى تجئ ويجيئان إلى عيادتي فانشق جدار البيت وظهرا ، وللدهشة انتبهت
فبكيت كثيرا .
وحصلت لي سنة اخرى فسمعت أن قائلا يقول : إن سيد المرسلين صلى الله عليه واله
أرسل إليك ثمرة من الجنة وكبابا منها ، فدفع إلى أولا سفافيد الكباب ، وكانت
حولي جماعة كثيرة فآكل من الكباب لقمة وتحصل مكانها اخرى وأدفع إلى كل
من في حولي من هذا الكباب ، وأقول لهم إني كنت أقول لكم إن سفافيد كباب الجنة
من الذهب ، ورأيتموها ، وقلت لكم : إن طعام الجنة كلما جني منها شئ يوجد
مكانها اخرى ، وكلما أدفع إليهم الكباب وآكله لايفنى الكباب .
ثم شرعت في الثمرة وكانت بقدر بطيخ حلبى عظيم وآخذ منها ورقة ورقة
وآكلها ، وفي كل ورقة طعوم لاتتناهى وأقول لهم : كنت أقول لكم إن ثمرة الجنة
كذلك وكلما أدفع إليهم يحصل منها ورقة اخرى فانتبهت من ذلك الرؤيا ، وأولتها

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه