بحار الأنوار ج19

تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال ، وذلك في الشهر الحرام ، وكتب له
كتابا وقال : اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه(1)
وامض لما أمرتك ، فلما سار يومين وفتح الكتاب فإذا فيه " أن امض حتى تنزل
نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم(2)" فقال لاصحابه حين قرأ
الكتاب : سمعا وطاعة ، من كان له رغبة في الشهادة فلينطلق معي ، فمضى معه القوم
حتى إذا نزلوا نخلة مر بهم عمرو بن الحضرمي ، والحكم بن كيسان وعثمان و
المغيرة(3)ابنا عبدالله معهم تجارة قدموا بها من الطائف أدم وزبيب ، فلما رآهم
القوم أشرف لهم واقد بن عبدالله ،(4)وكان قد حلق رأسه ، فقالوا : عمار(5)ليس
عليكم منهم بأس ، وائتمر أصحاب رسول الله وهي آخر يوم من رجب فقالوا : لئن
قتلتموهم إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام ، ولئن تركتموهم ليدخلن هذه الليلة
مكة ، فليمنعن منكم ، فأجمع القوم على قتلهم ، فرمى واقد بن عبدالله التميمي
عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، واستأمن(6)عثمان بن عبدالله والحكم بن كيسان
وهرب المغيرة بن عبدالله(7)فأعجزهم واستاقوا العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه وآله


(1)في المصدر : وانظر ما فيه .
(2)ذكر ابن هشام في السيرة والكتاب هكذا : " اذا نظرت في كتابى هذا فامض حتى تنزل
نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من اخبارهم " وذكره المقريزى في الامتاع
هكذا : " سر حتى تأتى بطن نخلة على اسم الله وبركاته ، ولا تكرهن احدا من أصحابك على المسير
معك ، وامض لامرى فيمن تبعك حتى تأتى بطن نخلة على اسم الله وبركاته ، فترصد بها عير
قريش " . أقول : بطن نخلة هو بستان ابن عامر الذى بقرب مكة .
(3)في السيرة والامتاع : عثمان ونوفل ابنا عبدالله بن المغيرة المخزوميان .
(4)في السيرة والامتاع : فأشرف لهم عكاشة بن محصن .
(5)أى قوم عمار أى معتمرون يريدون زيارة البيت الحرام .
(6)لعل الصحيح : واستأسروا . وفى السيرة : واستأسر . وفى الامتاع : فأسروا .
(7)الصحيح : نوفل بن عبدالله بن المغيرة . كما قدمناه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه