بحار الأنوار ج56

بالتأثير ، فإن انضم إليه النوع الاول من السحر وهو الاستعانة بالكواكب وتأثيراتها
عظم التأثير . بل ههنا نوعان آخران : الاول أن النفوس التي فارقت الابدان قد
يكون فيها ما هو شديد المشابهة لهذه النفس في قوتها وفي تأثيراتها ، فإذا صارت هذه
النفوس صافية لم يبعد أن ينجذب إليها ما تشابهها من النفوس المفارقة ، ويحصل لتلك
النفوس نوع ما من التعلق بهذا البدن ، فتعاضد النفوس الكثيرة على ذلك الفعل ، و
إذا كملت القوة تزايدت قوى التأثير . الثانى أن هذه النفوس الناطقة إذا صارت
صافية عن الكدورات البدنية صارت قابلة للانوار الفائضة من الارواح السماوية
والنفوس الفلكية ، فتتقوى هذه النفوس بأنوار تلك الارواح ، فتقوى على امور
غريبة خارقة للعادة . فهذا شرح سحر أصحاب الاوهام والرقى .

*(النوع الثالث)*
*(من السحر الاستعانة بالارواح الارضية)*
واعلم أن القول بالجن مما أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة والمعتزلة
أما أكابر الفلاسفة فإنهم ما أنكروا القول به ، إلا أنهم سموها بالارواح
الارضية ، وهي في أنفسها مختلفة ، منها خيرة ومنها شريرة ، فالخير منهم الجن
والشريرة هم كفار الجن وشياطينهم ، ثم قال : خلق منهم(1)هذه الارواح جواهر
قائمة بأنفسها لا متحيزة ولا حالة في المتحيز ، وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات
واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالارواح السماوية ، إلا أن القوة
الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الارواح الارضية أضعف من القوة
الحاصلة لها بسبب اتصالها بتلك الارواح السماوية ، أما أن الاتصال أسهل فلان
المناسبة بين نفوسنا وبين هذه الارواح الارضية أرسل ، فإن(2)المشابهة والمشاكلة بينها


(1)في المصدر : قال الخلف .
(2)في المصدر : اسهل ولان المشابهة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه