بحار الأنوار ج23

عن يعقوب بن يحيى عن أبي حفص(1)عن الثمالي قال : كنت جالسا في المسجد
الحرام مع أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له : يا بن رسول الله
إنا نريد أن نسألك عن مسألة ، فقال لهما : سلاعما أجبتما(2)، قالا : أخبرنا عن
قول الله عزوجل : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير " إلى آخر
الآيتين ، قال : نزلت فينا أهل البيت ، قال أبوحمزة : فقلت : بأبي أنت وامي فمن
الظالم لنفسه منكم ؟ قال : من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه
فقلت : من المقتصد منكم ؟ قال : العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين ، فقلت :
فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال : من دعا والله إلى سبيل ربه ، وأمر بالمعروف
ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا ، ولا للخائنين خصيما(3)، ولم يرض
بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا(4).
بيان : قوله : في الحالين أي في الشدة والرخاء ، أو في حال غلبة أهل الحق
وحال غلبة أهل الباطل .
5 - ج : عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية : " ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال : أي شئ تقول ؟ قلت : أقول : إنها خاص
لولد فاطمة عليها السلام ، فقال : من أشال(5)سيفه ودعا الناس إلى نفسه إلى الضلال من ولد
فاطمة عليها السلام وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية ، قلت : من يدخل فيها ؟ قال :
الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى ، والمقتصد منا أهل البيت
العارف حق الامام ، والسابق بالخيرات الامام(6).


(1)في نسخة من المصدر : عن ابى جعفر .
(2)هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : سلاعما أحببتما .
(3)لعل " لا " زائدة ، او الصحيح : وكان للخائنين خصيما .
(4)معانى الاخبار : 36 .
(5)في المصدر : من سل سيفه ، أقول : قوله : ودعا الناس إلى نفسه ، اى ادعى الامامة
لنفسه .
(6)الاحتجاج : 204 فيه : هو العارف حق الامام ، والسابق بالخيرات هو الامام(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه