بحار الأنوار ج84

عنه ، وسيأتي للدعاء المروي عن الكافي أسانيد جمة في كتاب الدعاء ، ولا اختصاص
لشئ منها بهذا الموضع .
يا من اظهر الجميل قال الشيخ البهائي قدس سره : روي في تأؤيله عن
الصادق عليه السلام ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش ، فاذا اشتغل بالركوع والسجود


بل كان الشيخ قدس سره أتقى وأورع من أن ينقل تلك الاحاديث المتضمنة لتلك الادعية
ويسندها إلى الائمة المعصومين لما في اسنادها من الضعف والوهن ، ومخالفة متونها للسيرة
المعروفة من أدعية الائمة عليهم السلام من الابتداء بالثناء والتحميد ، ثم الصلاة على النبي
وآله ، ثم طلب الحوائج بما جرى على اللسان .
فالشيخ شيخ الطائفة المحقة لم يكن لتسامح في نقل الادعية في غير موردها أو
يقيدها وهي مطلقة ، بل كان يتسامح في أصل نقلها وجواز التمسك والتعلق بها ، عملا
بأخبار من بلغ وتاسيسا لقاعدة التسامح في أدلة السنن رجاء للداعى أن يثيبه الله
عزوجل بالمغفرة والرحمة ويتفضل عليه باجابة الدعاء والمسألة .
ولما كان سندها في غاية الوهن لا يوجب علما ولا عملا ولا صح اسنادها ونسبتها إلى
الائمة المعصومين عليهم السلام ، احتاط في ذلك وأوردها في تعقيب الفرائض والنوافل
تارة وفي قنوتات الصلوات اخرى ليشملها عمومات الامر بالدعاء ، ولذلك ترى أنه قدس
سره يذكر لفظ الدعاء مطلقا ولا يلتفت إلى ذكر سنده ولا إلى ما في الخبر من شرح الدعاء
وآثاره وفوائده الا قليلا .
على أن المسلم من الروايات أن الدعاء قسمان : قسم هو موقت يجب التحفظ على
صورته كما ورد من دون تصرف فيه ، وقسم هو غير موقت ، يجوز انشاؤه أواقتباسه من
سائر الادعية والتصرف فيها بما يناسب حال الداعى ، اذا كان بالغا معرفته هذا المبلغ .
فمن الروايات التي تحكم بذلك ما نقله العلامة المجلسى قدس سره حين عقد في كتاب
الادعية بابا وترجمه باب جوازان يدعى بكل دعاء والرخصة في تاليفه . وذكر نقلا
من خط الشهيد ره عن علي عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الدعاء يرد البلاء وقد ابرم ابراما ، قال الوشاء فقلت لعبد الله

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه