بحار الأنوار ج19

ولم يكذبني قط أن الله قد بعث على هذه الصحيفة الارضة فأكلت كل قطيعة وإثم ، و
تركت كل اسم هو لله فإن كان صادقا أقلعتم عن ظلمنا ، وإن يكن كاذبا ندفعه إليكم
فقتلتموه ، فصاح الناس " : أنصفتنا يا أبا طالب ، ففتحت ثم اخرجت فإذا هي مشربة
كما قال صلى الله عليه وآله فكبر المسلمون وامتقعت(1)وجوه المشركين ، فقال أبوطالب :
أتبين لكم أينا أولى بالسحر والكهانة ؟ فأسلم يومئذ عالم من الناس ، ثم رجع
أبوطالب إلى شعبه ، ثم عيرهم هشام بن عمرو العامري بما صنعوا ببني هاشم(2).
9 - قب : روى الزهري في قوله تعالى : " ولقد مكناهم " الآيات(3)قال :
لما توفي أبوطالب لم يجد النبي صلى الله عليه وآله ناصرا ، ونثروا على رأسه التراب ، قال : ما نال
مني قريش شيئا حتى مات أبوطالب ، وكان يستتر من الرمي بالحجر الذي عند باب
البيت من يسار من يدخل ، وهو ذراع وشبر في ذراع إذا جاء‌ه من دار أبي لهب ودار
عدي بن حمران وقالوا : لو كان محمدنبيا لشغلته النبوة عن النساء ولامكنه جميع الآيات ،
ولامكنه منع الموت عن أقاربه ، ولما مات أبوطالب وخديجة فنزل : " ولقد أرسلنا
رسلا من قبلك(4)" الآية .
الزهري في قوله تعالى : " فإن تولوا فقل حسبي الله(5)" الآية . لما توفي
أبوطالب واشتد عليه البلاء عمد إلى ثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه سادتها ، فلم يقبلوه
وتبعه سفهاؤهم بالاحجار ، ودموا رجليه ، فخلص منهم واستظل في ظل حبلة منه(6)
وقال : اللهم إني أشكو إليك من ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وناصري وهواني على
الناس يا أرحم الراحمين . ثم ذكر حديث عداس كما مر في رواية الطبرسي .


(1)وامتقع مجهولا : تغير لونه من حزن أو فزع أو ريبة .
(2)لم نجده في الخرائج المطبوع ، وأسلفنا قبلا أن نسخة خرائج المصنف كانت مختلفة مع
المطبوع .
(3)الاحقاف : 26 و 27 .
(4)الرعد : 38 .
(5)التوبة : 129 .
(6)أى من بستان كما تقدم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه