بحار الأنوار ج38

وبالاسناد عن عكرمة عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن الله عزوجل يقول :(أفإن مات أو قتل(1))لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ،
والله إني لاخوه ووليه وابن عمه ووارثه ، ومن أحق به مني ؟
وبالاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : طلبني رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدني في حائط
نائما ، فضربني برجله وقال : قم والله لارضينك ، أنت أخي وأبوولدي ، تقاتل على سنتي
من مات على عهدي فهو في كنزكنفالله ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن
مات يحبك بعد موتك يختم الله له بالامن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، وعن جابر
مثله وفي آخره : علي أخي وصاحب لوائي .
وعن علي عليه السلام بالاسناد قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبدالمطلب فيهم رهط يأكل
الجذعة(2)ويشرب الفرق ، قال : فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال :
وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر(3)فشربوا حتى رووا وبقي الشراب
كأنه لم يشرب منه ولم يمس ، فقال : يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى
الناس عامة ، وقدرأيتم من هذه الآية مارأيتم ، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و
صاحبي ؟ قال : فلم يقم إليه أحد ، فلما كان في الثالثة ضرب بيده على يدي .
ومن مناقب الفقيه أبي الحسن ابن المغازلي عن أنس قال : لما كان يوم المباهلة آخى
النبي صلى الله عليه وآله بين المهاجرين والانصار وعلي واقف يراه ويعرف مكانه ، ولم يواخ بينه و
بين أحد ، فانصرف علي باكي العين ، فافتقده النبي صلى الله عليه وآله فقال : ما فعل أبوالحسن ؟ قالوا
انصرف باكي العين يا رسول الله ، قال : يا بلال اذهب فائتني به ، فمضى بلال إلى علي عليه السلام
وقد دخل منزله باكي العين ، فقالت فاطمة عليها السلام : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال :
يا فاطمة آخى النبي صلى الله عليه وآله بين المهاجرين والانصار وأنا واقف يراني ويعرف مكاني ولم
يواخ بيني وبين أحد ، قالت عليها السلام : لا يحزنك الله لعله إنما ذخرك(4)لنفسه ، فقال بلال


(1)سورة آل عمران : 144 .
(2)في المصدر : كلهم يأكل الجذعه ، والفرق بضم الفاء اناء يكتال به .
(3)الغمر كصرد : قدح صغير .
(4)في المصدر : إنما ادخرك .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه