بحار الأنوار ج66

والاعمال والاخلاق .(أنفع)بصيغة المصدر أي نافع ، ويحتمل الماضي ، وكذا
(أو ضر)يحتملهما ، والاول أظهر فيهما ، وفيه حث على مراقبة النفس في جميع
الحالات ، ومحاسبتها في جميع الحركات والسكنات ، ليعلم ما ينفعها ، فيجلبها ويزيد
منها ، وما يضرها فيجتنبها .
(فبما يعرف الناجي من هؤلاء)أي من يكون أمره آئلا إلى النجاة من المهالك
وعقوبات الاخرة(فقال من كان فعله لقوله موافقا)أي لقوله الحق ، وهو ما
يأمر الناس به من الخيرات والطاعات وترك المنكرات ، أو لما يدعيه من الايمان
بالله واليوم الاخر والانبياء والاوصياء عليهم السلام ، فان مقتضى ذلك العمل بما يأمره الله
تعالى ، ويوجب الوصول إلى مثوباته ، والنجاة من عقوباته ، ومتابعة أئمة الدين
في أقوالهم وأفعالهم ، أولما يدعي لنفسه من الكمالات ، وما نصب نفسه له من الحالات
والدرجات أو الجميع .
(فاثبتت له الشهادة)على صيغة المجهول أي يشهد الله تعالى وملائكته
وحججه عليهم السلام وكمل المؤمنين بأنه من الناجين ، لاتصافه بكمال الحكمة
النظرية لقوله الحق ، وكمال الحكمة العملية لعمله بأقواله الحقة ، وفي بعض
النسخ(فأتت).(ومن لم يكن فعله لقوله موافقا)أي بأن يكون قوله حقا وفعله
باطلا كما هو شأن أكثر الخلق(فانما ذلك مستودع)إيمانه ، غير ثابت فيه ، فيحتمل
أن يبقى على الحق ويثبت له الايمان ، وتحصل له النجاة ، وأن يزول عن الحق
ويعود إلى الشقاوة ، ويستحق الويل والحسرة والندامة .
3 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن
البختري وغيره ، عن عيسى شلقان قال : كنت قاعدا فمر أبوالحسن موسى عليه السلام
ومعه بهمة ، قال : فقلت : يا غلام ماترى مايصنع أبوك ؟ يأمرنا بالشئ ثم ينهانا
عنه : أمرنا أن نتولى أباالخطاب ، ثم أمرنا أن نلعنه ونتبرأ منه ؟ فقال
أبوالحسن عليه السلام وهو غلام : إن الله خلق خلقا للايمان لازوال له ، وخلق خلقا
للكفر لازوال له ، وخلق خلقا بين ذلك أعارهم الايمان ، يسمون المعارين ، إذا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه