بحار الأنوار ج72

يكون من عادته التعرض للناس ، وذكر مساويهم ، فهذا قد يظن أنه عدل وليس
بعدل ، فان المغتاب فاسق ، وإذا كان ذلك من عادته ردت شهادته إلا أن الناس
لكثرة الاعتياد تساهلوا في أمر الغيبة ، ولم يكترثوا بتناول أعراض الخلق .
ومهما خطر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته تدعو له
بالخير ، فان ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك ، فلا يلقي إليك الخاطر السوء خيفة
من اشتغالك بالدعاء والمراعات ، ومهما عرفت هفوة مسلم بحجة فانصحه في السر
ولا يخدعنك الشيطان فيدعوك إلى اغتيابه ، وإذا وعظته فلا تعظه وأنت مسرور
باطلاعك على نقصه لينظر إليك بعين التعظيم ، وتنظر إليه بعين الاستصغار ، وترتفع
عليه بدلالة الوعظ ، وليكن قصدك تخليصه من الاثم ، وأنت حزين كما تحزن على
نفسك إذا دخل عليك نقصان وينبغي أن يكون تركه ذلك من غير نصيحتك أحب
إليك من تركه بالنصيحة ، وإذا أنت فعلت ذلك كنت جمعت بين أجر الوعظ وأجر
الغم بمصيبته ، وأجر الاعانة له على دينه .
ومن ثمرات سوء الظن التجسس ، فان القلب لا يقنع بالظن ويطلب التحقيق
فيشتغل بالتجسس وهو أيضا منهي عنه ، قال الله ولا تجسسوا فالغيبة وسوء الظن
والتجسس منهى عنها في آية واحدة ، ومعنى التجسس أنه لاتترك عباد الله تحت
سترالله ، فتتوصل إلى الاطلاع وهتك التسر ، حتى ينكشف لك ما لو كان مستورا
عنك لكان أسلم لقلبك ودينك انتهى .

63 . (باب) (ذى اللسانين وذى الوجهين)

1 مع ، لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن
فضال ، عن على بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي شيبة
الزهري ، عن الباقر عليه السلام قال : بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه