بحار الأنوار ج70

5 فس : عن محمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن سيار
عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أتى ذاميسرة
فتخشع له طلب ما في يديه ، ذهب ثلثا دينه ثم قال : ولا تعجل وليس يكون الرجل
ينال من الرجل المرفق فيجله ويوقره فقد يجب ذلك له عليه ، ولكن تراه أنه يريد
بتخشعه ما عند الله ، أو يريد أن يختله عما في يديه(1).
6 مص : قال الصادق عليه السلام : بلغني أنه سئل كعب الاحبار : ما الاصلح في
الدين ؟ وما الافسد ؟ فقال : الاصلح الورع ، والافسد الطمع ، فقال له السائل :
صدقت يا كعب الاحبار .
والطمع خمر الشيطان ، يستقي بيده لخواصه ، فمن سكر منه لا يصحو إلا في
أليمعذاب الله أو مجاورة ساقيه ، ولو لم يكن في الطمع إلا مشاراة الدين بالدين
كان عظيما قال الله عزوجل : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة
فما اصبرهم على النار (2).
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : تفضل على من شئت فأنت أميره ، واستغن عمن
شئت فأنت نظيره ، وافتقر إلى من شئت فأنت اسيره .
والطمع منزوع عنه الايمان ، وهو لا يشعر ، لان الايمان يحجب بين العبد
وبين الطمع من الخلق ، ويقول : يا صاحبي خزائن الله مملوة من الكرامات ، وهو
لا يضيع أجر من أحسن عملا ، وما في أيدي الناس فانه مشوب بالعلل ، ويرده
إلى التوكل والقناعة ، وقصر الامل ، ولزوم الطاعة ، واليأس من الخلق ، فان فعل
ذلك لزمه ، وان لم يفعل ذلك تركه مع شؤم الطمع وفارقه(3).
7 نهج : قال عليه السلام : أزرى بنفسه من استشعر الطمع ، ورضي بالذل من


(1)تفسير القمى : 356 في حديث ، . وقد مر ص 90 فيما سبق مع اختلاف .
(2)البقرة ، 175 .
(3)مصباح الشريعة : 34 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه