قال : وقال أبوجعفر الاسكافي : وروي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب
مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي عليه السلام *(ومن
الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد
الخصام وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا
يحب الفساد)* وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي *(ومن الناس من
يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله)* فلم يقبل فبذل له مأتي ألف درهم فلم يقبل
فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل فبذل أربعمائة فقبل .
وروى ذلك وقال : إن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين
على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام فاختلقوا ما أرضاه منهم أبوهريرة
وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير .
قال : وقد روي عن علي عليه السلام أنه قال : أكذب الناس على رسول الله
صلى الله عليه وآله أبوهريرة الدوسي .
قال : وقد روى الواقدي أن معاوية لما عاد من العراق إلى الشام خطب
فقال : أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إنك ستلي الخلافة
من بعدي فاختر الارض المقدسة فإن فيها الابدال وقد اخترتكم فالعنوا أبا
تراب . فلعنوه .
قال : وروى شيخنا أبو عبدالله البصري المتكلم عن نصر بن عاصم
الليثي(1)عن أبيه قال : أتينا مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله والناس
(1)هذا هو الصواب ، وفي ط الكمباني من كتاب البحار :(عن نصر ، عن عاصم
الليثي . .).
ونصر هذا من رجال صحاح أهل السنة مترجم في كتاب تهذيب التهذيب : ج 10
ص 427 .
وأما أبوعاصم بن عمرو بن خالد الليثي فهو من الصحابة والصحابة كلهم
عدول عند أهل السنة
قال ابن عبدالبر في حرف العين من كتاب الاستيعاب بهامش الاصابة : ج 3