بحار الأنوار ج8

فدعا كل اناس إلى من يتولونه ، وفزعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ،(1)وفزعتم إلينا ،
فإلى أين ترون يذهب بكم ؟ إلى الجنة ورب الكعبة - قالها ثلاثا - ورابعها : أن معناه :
بكتابهم الذي فيه أعمالهم . وخامسها معناه : بامهاتهم .
فمن اوتي كتابه أي كتاب عمله بيمينه فاولئك يقرء‌ون كتابهم فرحين مسرورين
ولايظلمون فتيلا أي لا ينقصون عن ثواب أعمالهم مقدار فتيل وهو المفتول الذي في
شق النواة ، وقيل : الفتيل في بطن النواة ، والنقير في ظهرها ، والقطمير : فشرالنواة
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ذكر في معناه أقوال : أحدها أن معناه :
من كان فيما تقدم ذكره من النعم أعمى فهو عما غيب عنه من أمر الآخرة أعمى .
وثانيها : من كان في هذه الدنيا أعمى عن آيات الله ضالا عن الحق فهو في الآخرة
أشد تحيرا وذهابا عن طريق الجنة ، أو عن الحجة إذاسئل ، فإن من ضل عن
معرفة الله في الدنيا يكون في القيامة منقطع الحجة .
وثالثهان أن معناه : من كان في الدنياأعمى القلب فإنه في الآخرة أعمى العين
يحشر كذلك عقوبة له على ضلالته في الدنيا كقوله : ونحشره يوم القيمة أعمى ويأول
قوله : فبصرك اليوم حديد بأن معناه الاخبارعن قوة المعرفة ، والجاهل بالله سبحانه
يكون عارفا به في الآخرة ، وعلى هذا فليس قوله : أعمى على سبيل المبالغة والتعجب
وإن عطف عليه بقوله : وأضل سبيلا قيل : ويجوزأن يكون أعمى ، عبارة عما يلحقه
من الغم المفرط ، فإنه إذالم يرإلا مايسوؤه فكأنه أعمي ، يقال : فلان سخين العين .(2)
ورابعها أن معناه : من كان في الدنيا ضالا فهوفي الآخرة أضل ، لانه لا تقبل توبته .
1 - فس : أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمادبن
عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : يوم
ندعو كل اناس بإمامهم قال : يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه وعلي في قرنه ،(3)والحسن


(1)في مجمع البيان المطبوع : ودعا نا إلى رسول الله .
(2)سخنت عينه : نقيض قرت .
(3)هكذافي النسخ وفى التفسير المطبوع : وعلى في قومه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه