بحار الأنوار ج47

البيت الذي دفن فيه صاحبك ولم يصبها من البيت ذراع ، وإن كان صدقة
فالبلية أطم وأعظم فإنه لم يصب له من البيت إلا مالادنى رجل من المسلمين ، فدخول
بيت النبي صلى الله عليه وآله بغير إذنه في حياته وبعد وفاته معصية إلا لعلي بن أبي طالب عليه السلام و
ولده ، فإن الله أحل لهم ما أحل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ثم قال : إنكم تعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بسد أبواب جميع الناس التي
كانت مشرعة إلى المسجد ما خلا باب علي عليه السلام فسأله أبوبكر أن يترك له كوة
لينظرمنها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأبى عليه ، وغضب عمه العباس من ذلك فخطب النبي
صلى الله عليه وآله خطبة وقال : إن الله تبارك وتعالى أمر لموسى وهارون أن تبوء‌ا
لقومكما بمصر بيوتا ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء
إلا موسى وهارون وذريتهما ، وإن عليا مني هو بمنزلة هارون من موسى ، و
ذريته كذرية هارن ، ولا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله
ولا يبيت فيه جنبا إلا علي وذريته عليهم السلام ، فقالوا بأجمعهم : كذلك كان .
قال أبوجعفر : ذهب ربع دينك يا ابن أبي خدرة وهذه منقبة لصاحبي ليس
لاحد مثلها ومثلبة لصاحبك ، وأما قولك ثاني اثنين إذهما في الغار أخبرني هل
أنزل الله سكينته على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى المؤمنين في غير الغار ؟ قال : ابن أبي
خدرة : نعم . قال أبوجعفر : يا ابن خدرة ذهب نصف دينك ، وأما قولك ثاني اثنين
الصديق من الامة أوجب الله على صاحبك الاستغفار لعلي بن أبي طالب عليه السلام في قوله
عزوجل " والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخوننا الذين سبقونا
بالايمان(1)إلى آخر ، والذي ادعيت إنما هوشئ سماه الناس ، ومن


(1)الحشر : 11 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه