بحار الأنوار ج71

من سرعة الاستشهاد بالايات بلا تفكر وتأمل .
وترتيب الايات على خلاف ترتيب المطالب فالاية الثالثة للكذب في الفتيا
والاولى للثاني ، إذ قد ورد في الاخبار أن المراد بسب الله سب أولياء الله ، وإذا
جلس مجلسا يذكر فيه أعداء الله فاما أن يسكت فيكون مداهنا أو يتعرض لهم فيدخل
تحت الاية .
وفي روضة الكافي في حديث طويل عن الصادق عليه السلام وجاملوا الناس ولا
تحملوهم على رقابكم ، تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم ، وإياكم وسب أعداء الله حيث
يسمعونكم ، فيسبوا الله عدوا بغير علم ، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف
هو ؟ إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله ، ومن أظلم عند الله ممن استسب لله ولاوليائه
فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (1).
وروى العياشي(2)عنه عليه السلام أنه سئل عن هذه الاية فقال : أرأيت أحدا يسب الله ؟
فقال لا ، وكيف ؟ قال : من سب ولي الله فقد سب الله ، وفي الاعتقادات عنه عليه السلام أنه
قيل له : إنا نرى في المسجد رجلا يعلن بسب أعدائكم ويسبهم فقال : ما له لعنه الله
تعرض بنا قال الله ولا تسبوا الذين يدعون الاية قال : وقال الصادق عليه السلام في
تفسير هذه الاية : لا تسبوهم فانهم يسبوا عليكم ، : فقال : من سب ولي الله فقد سب
الله قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن
سب الله فقد كبه الله على منخريه في النار .
والاية الثانية للمطلب الثالث إذ قد ورد في الاخبار أن المراد بالايات الائمة
عليهم السلام وروى علي بن إبراهيم(3)عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من كان يؤمن بالله
واليوم الاخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إن الله تعالى


(1)الكافى ج 8 وص 7 و 8 في رسالة أبى عبدالله عليه السلام إلى جماعة الشيعة .
(2)تفسير العياشى ج 1 ص 373 .
(3)تفسير القمى ص 192 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه