بحار الأنوار ج75

13 - وقال عليه السلام في وصف أخ كان له صالح(1): كان من أعظم الناس في
عيني ، صغر الدنيا في عينه(2)كان خارجا من سلطان الجهالة ، فلا يمد يدا إلا
على ثقة لمنفعة ، كان لا يشتكي ولا يتسخط ولا يتبرم ، كان أكثر دهره صامتا ،
فإذا قال بذ القائلين(3)كان ضعيفا مستضعفا ، فإذا جاء الجد فهو الليث عاديا(4).
كان إذا جامع العلماء على أن يستمع أحرص منه على أن يقول ، كان إذا غلب على
الكلام لم يغلب على السكوت ، كان لا يقول مالا يفعل ، ويفعل مالا يقول ، كان إذا
عرض له أمر ان لا يدري أيهما أقرب إلى ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه ، كان
لا يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله . 14 - وقال عليه السلام : من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : آية
محكمة ، وأخا مستفادا ، وعلما مستطرفا ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدله على
الهدى ، أو ترده عن ردى ، وترك الذنوب حياء أو خشية .


(1)رواه الكلينى(ره)في الكافى عن الحسن بن على عليهما السلام بنحو أبسط .
وأورده الرضى(ره)في النهج عن أمير المؤمنين عليه السلام هكذا وقال(ع)كان لى فيما
مضى اخ في الله - الخ قال ابن ميثم : ذكر هذا الفصل ابن المقفع في ادبه ونسبه إلى الحسن
ابن على عليهما السلام والمشار اليه قيل : أبوذر الغفارى وقيل : هو عثمان بن مظعون انتهى .
وقيل : لا يبعد أن يكون المراد به أباه عليه السلام عبر عنه عليه السلام هكذا لمصلحة .
(2)أى كان أعظم الصفات التى صارت سببا لعظمته في عينى هو أن صغرالدنيا في عينه ،
والصغر كعنب وقفل : خلاف الكبر وبمعنى الذل والهوان وهو خبر كان وفاعل عظم
ضمير الاخ وضمير به عائد إلى الموصول والباء للسببية .
(3)يتبرم اى لا يتسأم ولا يتضجر ولا يغتم . وبذ القائلين . أى غلبهم وسبقهم وفاقهم .
(4) كان ضعيفا مستضعفا كناية عن تواضعه ولين كلامه وسجاحة أخلاقه . فاذا
جاء الجد كان ليثا عاديا الليث : الاسد وهو كناية عن التصلب في ذات الله وترك المداهنة
في أمر الدين واظهار الحق وفى لفظ الجد بعد ذكر الضعف أشعار بذلك . ولعل المراد البسالة
في الحرب والشجاعة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه