بحار الأنوار ج66

قليل من الاخرين)من امة محمد صلى الله عليه وآله لان من سبق إلى إجابة نبينا صلى الله عليه وآله قليل
بالاضافة إلى من سبق إلى إجابة النبيين قبله ، وقيل : معناه جماعة من أوائل هذه
الامة ، وقليل من أواخرهم ممن قرب حالهم من حال اولئك ، وقيل : على الوجه
الاول لايخالف ذلك قوله عليه السلام إن امتي يكثرون سائر الامم لجواز أن يكون
سابقوا سائر الامم أكثر من سابقي هذه الامة وتابعوا هذه أكثر من تابعيهم ، ولا
يرده قوله تعالى في أصحاب اليمين(ثلة من الاولين وثلة من الاخرين)لان
كثرة الفريقين لاينافي أكثرية أحدهما انتهى(1).
(لاصحاب اليمين)أي ماذكر جزاء لاصحاب اليمين(ثلة من الاولين و
ثلة من الاخرين)أي جماعة من الامم الماضية وجماعة من مؤمني هذه الامة ، وقيل
هنا أيضا : إن الثلتين من هذه الامة .
(فأما إن كان)أي المتوفى(من المقربين)أي السابقين(فروح)أي فله
استراحة ، وقيل : هواء تستلذه النفس ويزيل عنها الهم(وريحان)قيل : أي رزق طيب
وقيل : الريحان المشموم من ريحان الجنة يؤتى به عندالموت فيشمه ، وقيل : الروح
الرحمة والريحان كل نباهة وشرف ، وقيل : روح في القبر وريحان في الجنة(و
جنة نعيم)أي ذات تنعم(فسلام لك من أصحاب اليمين)قيل أي فترى فيهم ما
تحب لهم من السلامة من المكارة والخوف ، وقيل : أي فسلام لك أيها الانسان الذي
هو من أصحاب اليمين من عذاب الله ، وسلمت عليك ملائكة الله وقيل : معناه فسلام
لك منهم في الجنة لانهم يكونون معك فقوله(لك)بمعنى عليك .
(فنزل من حميم)أي نزلهم الذي أعد لهم من الطعام والشراب حميم جهنم
(وتصلية جحيم)أي إدخال نار عظيمة .
(لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين
أنفقوا من بعد وقاتلوا)(2)بين سبحانه أن الانفاق قبل فتح مكة إذا انضم إليه الجهاد


(1)أنوار التنزيل : 420 .
(2)الحديد : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه