بحار الأنوار ج48

المقتول بفخ ، واحتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر عليهما السلام إلى البيعة فأتاه فقال
له : ياابن عم لاتكلفني ماكلف ابن عمك عمك أبا عبدالله عليه السلام فيخرج مني مالا
اريد كما خرج من أبي عبدالله عليه السلام مالم يكن يريد ، فقال له الحسين : إنما عرضت
عليك أمرا فان أردته دخلت فيه ، وإن كرهته لم أحملك عليه والله المستعان ، ثم
ودعه .
فقال له أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام حين ودعه : ياابن عم إنك مقتول
فأجد الضراب ، فإن القوم فساق ، يظهرون إيمانا ، ويسرون شركا ، وإنا لله
وإنا إليه راجعون أحتسبكم عند الله من عصبة ، ثم خرج الحسين ، وكان من أمره
ماكان ، قتلوا كلهم كما قال عليه السلام(1).
بيان : الفخ بفتح الفآء وتشديد الخاء بئر بينه وبين مكة فرسخ تقريبا ، و
الحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام وامه
زينب بنت بنت عبدالله بن الحسن ، وخرج في أيام موسى الهادي بن محمد المهدي
ابن أبي جعفر المنصور ، وخرج معه جماعة كثيرة من العلويين .
وكان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة ، بعد موت المهدي
بمكة ، وخلافة الهادي ابنه .
وروى أبوالفرج الاصبهاني(2)بأسانيده عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري
وغيره أنهم قالوا : كان سبب خروج الحسين أن الهادي ولى المدينة إسحاق بن
عيسى بن علي فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز
فحمل على الطالبيين ، وأساء إليهم ، وطالبهم بالعرض كل يوم في المقصورة ، ووافى
أوائل الحاج ، وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا ولقوا حسينا وغيره فبلغ ذلك
العمري ، وأغلظ أمر العرض ، وألجأهم إلى الخروج ، فجمع الحسين يحيى(3)


(1)الكافى ج 1 ص 366 .
(2)مقاتل الطالبيين ص 443 بتفاوت .
(3)يحيى صاحب الديلم سيأتى بعض أخباره في الاصل وقد استوفى ترجمته أبو الفرج
في مقاتله من ص 463 إلى ص 486 وفيها خبر مقتله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه