بحار الأنوار ج100

عظمته قلوب المتقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاصلين ، وأنهج بابن عمي
المصطفى العالمين ، وعلت دعوته لرواعي الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل
المبطلين ، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين ، فبلغ رسالة ربه ، وصدع بأمره
وبلغ عن الله آياته ، والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته ؟ وأعزهم بدينه وأكرمهم
بنبيه محمد صلى الله عليه وآله ، ورحم وكرم وشرف وعظم ، والحمد لله على نعمائه وأياديه
وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه ، وصلى الله على محمد صلاة تربحه
وتحظيه ، والنكاح مما أمر الله به وأذن فيه ، و مجلسنا هذا مما قضاه ورضيه ،
وهذا محمد بن عبدالله زوجني ابنته فاطمة على صداق أربع مائة درهم ودينار قد رضيت
بذلك فاسئلوه واشهدوا ، فقال المسلمون : زوجته يا رسول الله ؟ قال : نعم قال :
المسلمون : بارك الله لهما وعليهما و جمع شملهما .
22 ومنه : عن أبي المفضل ، عن بدر بن عمار الطبرستاني ، عن الصدوق
عن محمد المحمودي ، عن أبيه قال : حضرت مجلس أبي جعفر حين تزويج المأمون
وكانوا بعثوا إلى يحيى بن أكثم فسألوه الاحتيال على أبي جعفر عليه السلام بمسألة في
الفقه يلقيها عليه ، فلما اجتمعوا وحضر أبوجعفر عليه السلام ، قالوا : يا أمير المؤمنين
هذا يحيى بن أكثم إن أذنت أن يسأل أبا جعفر عن مسألة في الفقه ، فينظر كيف
فهمه ، فأذن المأمون في ذلك ، فقال يحيى : لابي جعفر عليه السلام ما تقول : في محرم
قتل صيدا ؟
قال أبوجعفر عليه السلام : في حل أم في حرم ؟ عالما أم جاهلا ؟ عمدا أو خطأ ؟
صغيرا أو كبيرا ؟ حرا أو عبدا ؟ مبتديا أو مقبلا ؟ من ذوات الطير أو غيرها ؟
من صغار الصيد أو من كبارها ؟ مصرا أو نادما ؟ رمى بالليل أو في وكرها أو بالنهار
عيانا ؟ محرما للعمرة أو للحج ؟
فانقطع يحيى انقطاعا لم يخف على أحد من أهل المجلس وتحير الناس تعجبا
من جوابه وقسط المأمون فقال : تخطب أبا جعفر عليه السلام لنفسك .
فقام عليه السلام فقال : الحمد لله منعم النعم برحمته ، والهادي لا فضاله بمنه و

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه