بحار الأنوار ج62

كيف أصنع بالاسد والبقر ؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب ؟ وكيف أصنع بالحمام
والهر(1)؟ قال : من ألقى بينهم العداوة ؟ قال : أنت يا رب ، قال : فاني اؤلف بينهم
حتى لا يتضادون(2).
توضيح : خرز السفينة : الخيوط التي تخاط بها .
26 حياة الحيوان : السنور بكسر السين المهملة وفتح النون المشددة
واحد السنانير : حيوان متواضع ألوف خلقه الله تعالى لدفع الفأرة ، قيل : إن أعرابيا
صاد سنورا فلم يعرفه فتلقاه رجل فقال : ما هذا السنور ؟ ولقى آخر فقال : ما هذا
القط ؟ ثم لقي آخر فقال : ما هذا الهر ؟ ثم لقي آخر فقال : ما هذا الضيون ؟
ثم لقى آخر فقال : ما هذا الخيدع ؟ ثم لقى آخر فقال : ما هذا الخيطل ؟ ثم لقى آخر
فقال : ما هذا الدم ؟ فقال الاعرابي : أحمله وأبيعه لعل الله تعالى أن يجعل فيه مالا
كثيرا ، فلما أتى به إلى السوق قيل له : بكم هذا ؟ فقال : بمائة درهم فقيل له : إنه
يساوي نصف درهم ، فرمى به وقال : لعنه الله ما أكثر أسماء‌ه وأقل ثمنه
وهذا الاسماء للذكر قاله في الكفاية ، وقال ابن قتيبة يقال في الانثى : سنورة .
وروى الحاكم عن أبي هريرة قال : كان النبي صلى الله عليه وآله يأتي دار قوم من الانصار
ودونه دور لا يأتيها ، فشق عليهم ذلك فكلموه فقال : إن في داركم كلبا ، قالوا : فان
في دارهم سنورا ، فقال : السنور سبع .
وفي رواية اخرى : قال : الهرة ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم)
والطوافون : الخدم ، والطوافات : الخدامات ، جعلها بمنزلة المماليك ، وقيل : إن
أهل سفينة نوح عليه السلام تأذوا من الفأر فمسح نوح جبهة الاسد فعطس ورمى بالسنور
فلذلك هو أشبه شئ بالاسد بحيث لا يمكن أن يصور الهر إلا جاء أسدا ، وهو ظريف


(1)هذا يخالف ما تقدم من أن الهر لم يكن قبل ذلك بل وجد في السفينة .
(2)الدر المنثور ج 3 ص 328 و 329 و 330 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه