بحار الأنوار ج45

والشقي من فتنته ، فلاتغرنكم هذه الدنيا ، فانها تقطع رجاء من ركن إليها
وتخيب طمع من طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمرقد أسخطتم الله فيه عليكم
وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحل بكم نقمته ، وجنبكم رحمته ، فنعم الرب
ربنا ، وبئس العبيد أنتم ! أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله ثم إنكم
زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان ، فأنساكم
ذكر الله العظيم ، فتبالكم ولماتريدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هؤلاء قوم
كفروا بعد إيمانهم فبعداللقوم الظالمين
فقال عمر : ويلكم كلموه فانه ابن أبيه ، والله لووقف فيكم هكذا يوما جديدا
لما انقطع ولما حصر ، فكلموه فتقدم شمر لعنه الله فقال : ياحسين ماهذا الذي تقول ؟
أفهمنا حتى نفهم ، فقا ل : أقول : اتقوا الله ربكم ولاتقتلوني ، فانه لايحل لكم
قتلي ، ولاانتهاك حرمتي ، فاني ابن بنت نبيكم وجدتي خديجة زوجة نبيكم ولعله
قد بلغكم قول نبيكم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه - إلى آخر ماسيأتي
برواية المفيد
وقال المفيد : ودعا الحسين عليه السلام براحلته فركبها ونادى بأعلاصوته : ياأهل
العراق - وجلهم يسمعون - فقال : أيها الناس اسمعواقولي ولاتعجلوا حتى أعظكم
بمايحق لكم علي ، وحتى أعذر عليكم ، فان أعطيتموني النصف ، كنتم بذلك أسعد
وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم " فاجمعوا رأيكم ثم لايكن أمركم علكيم غمة
ثم اقضوا إلي ولاتنظرون إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهويتولى الصالحين "
ثم حمدالله وأثنى عليه وذكر الله بما هو أهله ، وصلى على النبي وعلى ملائكته
وعلى أنبيائه ، فلم يسمع متكلم قط قبله ولابعده أبلغ منه في منطق
ثم قال : أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا ، ثم راجعواأنفسكم وعاتبوها
فانظرواهل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن نبيكم ، وابن وصيه
وابن عمه ؟ وأول مؤمن مصدق لرسول الله صلى الله عليه وآله بماجاء به من عندربه ؟ أوليس
حمزة سيد الشهداء عمي ؟ أوليس جعفر الطيارفي الجنة بجناحين عمي ؟ أولم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه