العيون بتقديم المهملة وكأنه تصحيف ، وفي بعض روايات العامة فما أكل أبوجحيفة
ملء بطنه حتى فارق الدنيا : كان إذا تعشى لا يتغدى وإذا تغدى لايتعشى ، وفي
رواية قال أبوجحيفة : فما ملات بطني منذ ثلاثين سنة(1).
13 مجالس ابن الشيخ : عن أبيه عن أحمد بن هارون بن الصلت عن أحمد
بن محمد بن عقدة عن عباد بن أحمد القزويني عن عمه عن أبيه عن موسى الجهني عن
زيد بن وهب عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت سلمان الفارسي وقد اكره على
طعام ، فقال : حسبى إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن أكثر الناس شبعا في
الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة ، يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر(2).
بيان : قال الراوندي في ضوء الشهاب : شبه رسول الله صلى الله عليه وآله المؤمن بالمسجون
من حيث هو ملجم بالاوامر والنواهي ، مضيق عليه في الدنيا ، مقبوض على يده
فيها ، مخوف بسياط العقاب ، مبتلي بالشهوات ، ممتحن بالمصائب ، بخلاف الكافر
الذي هو مخلوع العذار ، متكن من شهوات البطن والفرج بطيبة من قلبه ، و
انشراح من صدره ، مخلي بينه وبين ما يريد ، على ما يسول له الشيطان : لا ضيق
عليه ولا منع ، فهو يغدو فيها ويروح على حسب مراده وشهوة فؤاده ، كأنها جنه له
يتمتع بملاذها ويتنعم ، كما أنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذاته ، مانعا
من شهواته .
وروي أن سلمان رحمه الله اكره على طعام فقال : حسبي إنى سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول : وساق إلى قوله : وجنة الكافر ، فالمؤمن يتزود ، والكافر يتمتع ، والله
إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا ، وكيف لا يحزن وقد جاء عن النبى صلى الله عليه وآله أنه وارد
جهنم ولم يأت أنه صادر عنها .
14 العيون : بالاسانيد الثلاثة إلى الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ليس شي ء أبغض إلى الله من بطن ملآن(3).
(1)راجع مجمع الزوائد 5 ر 31 قال رواه الطبرانى في الاوسط والكبير بأسانيد .
(2)امالى الطوسى 1 ر 356 .(3)عيون الاخبار 2 ر 36 .