بحار الأنوار ج19

لم يفعلوا ولا علم له بذلك ، وإنهم لم يطلعوه على أمرهم فصدقوه ، وتفرقت الانصار
ورجع رسول الله إلى مكة(1).
بيان : الحبلة بالضم : الكرم ، أو أصل من أصوله ، ويحرك ، والسبة بالضم
العار ، والمسبة : الذي يسب الناس ، وقال الفيروز آبادي : بعاث بالعين وبالغين
كغراب ويثلث : موضع بقرب المدينة ، ويومه معروف ، قوله : إن عهدك بهذا
لقريب ، لعل المعنى أنك قريب العهد بالتحية التي حييتك بها ، فإنها كانت
عادة قومك ، أو بهذه التحية ، أي ابتداء‌ها ،(2)فاصدق الله فيه ، أي ابذل جهدك
في هدايته لتكون صادقا عند الله فيما تدعي من نصرة دينه ، وانسل وتسلل : خرج
في استخفاء ، وقال الجزري : في الحديث جاء‌ت هوازن على بكرة أبيها ، هذه
كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفر العدد ، وأنهم جاؤوا جميعا لم يتخلف
منهم أحد ، وليس هناك بكرة في الحقيقة ، وهي التي يستقى عليها الماء ، فاستعيرت
في هذا الموضع .
6 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نصر ، عن إبراهيم بن محمد الاشعري ،
عن عبيدة بن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما توفي أبوطالب رضي الله عنه
نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد اخرج من مكة ، فليس لك بها
ناصر ، وثارت قريش بالنبي صلى الله عليه وآله ، فخرج هاربا حتى جاء إلى جبل بمكة يقال
له الحجون فصار إليه(3).
7 - قب : توفي أبوطالب بعد نبوته بتسع سنين وثمانية أشهر ، وذلك
بعد خروجه من الشعب بشهرين ، وزعم الواقدي أنهم خرجوا من الشعب قبل
الهجرة بثلاث سنين ، وفي هذه السنة توفي أبوطالب ، وتوفيت خديجة بعده بستة
أشهر وله ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما ، ويقال : وهو


(1)اعلام الورى : 35 - 40 .
(2)لعله اعتذار من تحيته بتحية الجاهلية ، وتركه تحية الاسلام .
(3)اصول الكافى : 449 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه