بحار الأنوار ج23

كتابنا ينطق عليكم بالحق(1)" قال : إن الكتاب لا ينطق ، ولكن محمد وأهل بيته
عليهم السلام هم الناطقون بالكتاب(2).
بيان : لعله كان في قراء‌تهم عليهم السلام ينطقعلى بناء المجهول كما يدل عليه
ما روي في الكافي بهذا السند(3).
30 - ير : محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
سمعته يقول : إن القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به
وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله تبارك وتعالى فأما
الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله
إلا الله والراسخون في العلم(4).
31 - ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن أيوب بن الحر وعمران


(1)الجاثية : 29 .
(2)كنز الفؤاد : 300 .
(3)الظاهر انه عليه السلام اراد ان نسبة النطق إلى الكتاب مجازى وبالحقيقة الناطق
هو الرسول صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام ، وذلك لما يحتاج ان يكون ينطقعلى
بناء المجهول . ولذا قال مؤلف الكنز بعد ذلك الحديث : هذا على سبيل المجاز تسمية المفعول
باسم الفاعل اذ جعل الكتاب هو الناطق دون غيره ، واما ما استشهد به لذلك من رواية الكافى
فهو ايضا لا يدل على ذلك ، بل هو يدل على انهم قرأوا عليكممكان عليكموالرواية في
الروضة ص 50 هكذا : سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمى عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله
عليه السلام قال : قلت له : قول الله عزوجل : " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " فقال : ان
الكتاب لم ينطق ولن ينطق ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الناطق بالكتاب قال الله
عزوجل : " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " قال : قلت : جعلت فداك انا لا نقرؤها هكذا فقال : هكذا
والله نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله ولكنه فيما حرف من كتاب الله . اقول :
فمعناه ان هذا القرآن كتابنا ينطق به على بالحق وعلى اى فسليمان ومحمد ابنه لا يعتمد على
ما ينفردان من الرواية قال النجاشى : قيل : كان سليمان غاليا كذابا وكذلك ابنه محمد لا يعمل
بما انفردا من الرواية .
(4)بصائر الدرجات : 55 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه