بحار الأنوار ج78

لم يجعلني من عامة الناس الذين يموتون على غير بصيرة ولا استعداد لموت ، قال
في الذكرى : السواد الشخص ، والمخترم الهالك أو المستأصل ، والمراد هنا
الجنس ، ومنه قولهم السواد الاعظم اي لم يجعلني من هذاالقبيل .
ولا ينافي هذا حب لقاء الله لانه غير مقيد بوقت فيحمل على حال الاحتضار
ومعاينة ما يحب ، كما رويناعن الصادق عليه السلام ورووه في الصحاح ، عن النبي صلى الله عليه وآله
قال : من أحب لقاء الله أحب الله لقاء‌ه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاء‌ه ، فقيل
له صلى الله عليه وآله إنا لنكره الموت ؟ فقال : ليس ذلك ، ولكن المؤمن لذا حضره الموت
بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شئ أحب إليه مماأمامه ، فأحب لقاء الله
وأحب الله لقاء‌ه ، وإن الكافر إذاحضره الموت بشر بعذاب الله ، فليس شئ
أكره إليه مماأمامه ، كره لقاء الله فكره الله لقاء‌ه ، وبقية عمر المؤمن
نفيسة .
ويجوز أن يكنى بالمخترم عن الكافر لانه الهالك على الاطلاق ، بخلاف
المؤمن ، أو يراد بالمخترم من مات دون أربعين سنة ، وإذا اريد به المستاصل
فالجمع أظهر .
25 الدعوات : عن الصادق عليه السلام : يقول من يحمل الجنازة : بسم الله صلى
الله على محمد وآل محمد ، اللهم اغفر لي وللمؤمنين .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : شارب الخمر لن مرض فلا تعودوه ، وإن شهد فلا تقبلوه
وإن ذكر فلا تزكوه ، وإن خطب فلا تزوجوه ، وإن حدث فلا تصدقوه ، وإن
مات في تشهدوه .
بيان : لعل كراهة الشهود مختص بما إذا شهد جماعة وسقط عنه الوجوب
إذ يجب الصلاة على المسلم وإن كان فاسقا .
26 الداعوت : سئل النبي صلى الله عليه وآله عن رجل يدعى إلى وليمة وإلى جنازة
فأيهما أفضل وأيهما يجيب ؟ قال : يجيب الجنازة فانها تذكر الآخرة ، وليدع
الوليمة ، فانها تذكر الدنيا الفانية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه