بحار الأنوار ج15

ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، امته الحامدون ، يكبرون الله على كل
نجد ، ويحمدونه في كل منزل ، يتأزرون على أنصافهم ، ويتوضؤون على أطرافهم ، مناديهم
يناديهم في جو السمآء ، صفهم في القتال وصفهم في السلاة سوآء ، لهم بالليل دوي كدوي
النحل ، مولده بمكة ، ومهاجرة بطابة ، وملكه بالشام(1).
أقول : وذكر بشائر كثيرة في كتابه لانطيل الكلام بإيرادها ، وفي ما ذكرناه
كفاية .
60 مقتضب الاث في النص على الاثنى عشر لاحمد بن محمد بن عياش ، عن محمد بن
لاحق بن سابق الانباري ، عن جده سابق بن قرين ، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي ،
عن أبيه ، عن الشرقي بن قطامى ، عن تيميم بن وهلة المري ، عن الجارود بن المنذر العبدي(2)
وكان نصرانيا فأسلم عام الحديبية وحسن إسلامه ، وكان قارئا للكتب ، عالما بتأويلها
على وجه الدهر وسالف العصر ، بصيرا بالفلسفة والطب ، ذا رأي أصيل ، ووجه جميل ، أنشأ
يحدثنا في إمارة عمر بن الخطاب قال : وفدت على رسول الله صلى الله عليه واله في رجال من عبدالقيس
ذوي أحلام وأسنان ، فصاحة وبيان ، وحجة وبرهان ، فلما بصروا به صلى الله عليه واله راعهم منظره
ومحضره ، وأفحموا عن بيانهم وعن بعهم العروآء(3)في أبدانهم ، فقاال زعيم القوم لي : دونك
من أقمت بنا أممه(4)، فما نستطيع كلمة(5)، فاستقدمت دونم إليه ووقفت بين يديه ،
وقلت : السلام عليك يا نبي الله ، بأبي أنت وامي ، ثم أنشأت أقول(شعر):


(1)المنتفى في مولود المصطفى : الباب الثانى . قوله : ملكه بالشام لا يخلو عن غرابة ، وكعب
الاحبار متهم في ذلك .
(2)هكذا في الكاب ومصدره ، وفي سيرة ابن هشام : قال ابن اسحاق : وقدم على رسول
الله صلى الله عليه وآله الجارود بن عمرو بن حنش أخو عبدالقيس ، قال ابن هشام : الجارود :
ابن بشر بن المعلى في وند عبدالقيس ، وكان نصرانيا اه‍ قلت : وقال اليعقوبى في تاريخه : وقدمت
عبدالقيس ورئيسهم الاشبح العصرى ، ثم وفد الجارود بن المعلى .
(3)عزلهم العرواء خ ل . وفي المصدر وكنز الكراجكى : اعتراهم العرواء . والعرواء بالضم : مس
الحمى .
(4)في المصدر : دونك من أقمت بنا أقمه فما نستطيع أن نكلمه .
(5)أن نكلمه خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه