بحار الأنوار ج37

فضلهما ؟ قلت : بلى بأبي أنت وامي ، قال صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى لما أراد(1)أن يخلقني
خلقني نطفة بيضاء طيبة فأودعها صلب أبي آدم ، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم
طاهر إلى نوح وإبراهيم عليهما السلام ثم كذلك إلى عبدالمطلب ، فلم يصبني من دنس الجاهلية
شئ ، ثم افترقت تلك النطفة شطرين إلى عبدالله وأبي طالب ، فولدني أبي فختم الله بي
النبوة ، وولد علي فختمت به الوصية ، ثم اجتمعت النطفتان مني ومن علي فولدتا(2)
الجهر والجهير : الحسنان ، فختم الله بهما(3)أسباط النبوة وجعل ذريتي منهما والذي
يفتح مدينة - أو قال : مدائن - الكفر ويملا أرض الله عدلا بعد ما ملئت جورا ، فهما
طهران مطهران ،(4)وهما سيدا شباب أهل الجنة ، طوبى لمن أحبهما وأباهما وامهما ،
وويل لمن حادهم وأبغضهم(5).
بيان : ناهزت الحلم أو كدت أي قربت من البلوغ أو كدت أن أكون بالغا .
وترديده عليه السلام إما للمصلحة أو المعنى أني كنت في سن لو كان غيري في مثله لكان الامران
فيه محتملين ، فإن بلوغهم وحلمهم ليس كسائر الناس ، وعلى المشهور من تاريخهم
عليهم السلام كان للسجاد عليه السلام في تلك السنة إحدى عشرة سنة وقيل : ثلاثة عشرة سنة ، ويمكن
أن يكون وجه المصلحة في التبهيم الاختلاف في سن البلوغ .
وقال الجزري : فيه " أكلفوا من العمل ما تطيقون " يقال : كلفت بهذا الامر
أكلف به إذا ولعت به وأحببته(6). وقال الفيروز آبادي : حنت على ولدها حنوا
كعلوا : عطفت(7). وقال : جهر وجهير : بين الجهورة والجهارة ذو منظر ، والجهر


(1)في المصدر : لما أحب .
(2)= : فولدنا .
(3)= : فختم بهما .
(4)= : وامرنى بفتح مدينة - أو قال مدائن - الكفر ومن ذرية هذا - وأشار إلى
الحسين عليه السلام - رجل يخرج في آخر الزمان يملا الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ،
فهما طاهران مطهران .
(5)امالى الشيخ : 318 و 319 . وفيه : وويل لمن حاربهم وأبغضهم .
(6)النهاية 4 : 31 .
(7)القاموس 4 : 320 . وفيه : حنت على أولادهما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه