بحار الأنوار ج60

وأنه سار ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل راحلته ثم توسد ذراعها وقال :
" أعوذ بأعز أهل هذا الوادي(1)من شر أهله " فأجاره شيخ منهم وكان فيهم شاب وكان
سيدا في الجن فغضب الشاب لما أجاره الشيخ ، فأخذ حربة له قد سقاها السم لينحر بها
ناقة الرجل ، فتلقاه الشيخ دون الناقة ، فقال :
يا مالك بن مهلهل مهلا * فذلك محجري وإزاري
عن ناقة الانسان لا تعرض لها * فاكفف يمينك راشدا عن جاري(2)
تسعى إليه بحربة مسمومة * اف لقربك يا أبا القيطار(3)
وأنشد أبياتا أخر في ذلك ، فقال الفتى :
أردت أن تعلو وتخفض ذكرنا * في غير مرزية أبا الغيراري(4)
متنحلا أمرا لغير فضيلة * فارحل فان المجد للمراري(5)
من كان منكم سيدا في ما مضى * إن الخيارهم بنو الاخيار
فاقصد لقصدك يا معيكر إنما * كان المجير مهلهل بن دياري
فقال الشيخ : صدقت كان أبوك سيدنا وأفضلنا ، دع هذا الرجل لا أنازعك بعده
أحدا ، فتركه فأتى الرجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وقص عليه القصة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إذا أصاب أحدا منكم وحشة أو نزل بأرض مجنة فليقل : " أعوذ بكلمات الله التامات


(1)في المصدر : ذراعيها ، وقال : اعوذ بسيد هذا الوادى .
(2)في المصدر هكذا :
عن ناقة الانسان لا تعرض لها * واختر اذا ورد المها اثوارى
انى ضمنت له سلامة رحله * فاكفف يمينك راشدا عن جارى
ولقد اتيت إلى مالم احتسب * الارعيت قرابتى وجوارى
(3)ذكر في المصدر بيتا آخر هو :
لولا الحياء وان اهلك جيرة * لنمزقنك بقوة اظفارى
(4)في المصدر : أتريد . وفيه : أبا العيزار .
(5)في المصدر : للمرار . فيه : بنو الاخيار وفيه : مهلهل بن وبار .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه