بحار الأنوار ج58

25 ومنه : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وعدة من أصحابنا
عن سهل بن زياد ، جميعا عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إن اشتكى شيئا
منه وجد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روح واحدة ، وإن روح المؤمن
لاشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها(1).
الاختصاص : عنه عليه السلام مرسلا مثله(2).
تبيين : قوله عليه السلام " كالجسد الواحد " كأنه عليه السلام ترقى عن الاحوة إلى الاتحاد
أوبين أن اخوتهم ليست مثل سائر الاخوات ، بل هم بمنزلة أعضاء جسد واحد
تعلق بها روح واحد ، فكما أنه بتألم عضو واحد تتألم وتتعطل سائر الاعضاء ، فكذا
بتألم واحد من المؤمنين يحزن ويتألم سائر هم كمامر ، فقوله عليه السلام " كالجسد الواحد "
تقديره : كعضوي جسد واحد ، وقوله " إن اشتكى " ظاهره أنه بيان لحال المشبه به
والضميران المستتران فيه وفي " وجد " راجعان إلى المرء والانسان ، أو الروح الذي
يدل عليه الجسد . وضمير " منه " للجسد . وضمير " أرواحهما " لشئ وسائر الجسد
والجمعية باعتبار جمعية السائر ، أو إطلاق الجمع على التثنية مجازا . وفي
الاختصاص : " وان روحهما " وهو أظهر . والمراد بالروح الواحد إن كان الروح الحيوانية
فمن للتبعيض ، وإن كان النفس الناطقة فمن للتعليل ، فإن روحهما الروح الحيوانية
هذا إذا كان قوله " وأرواحهما " من تتمة بيان المشبه به ، ويحتمل تعلقه بالمشبه
فالضمير للاخوين المذكورين في أول الخبر ، والغرض إما بيان شدة اتصال الروحين
كأنهما روح واحدة ، أو أن روحيهما من روح واحدة هي روح الائمة عليهم السلام وهو
نور الله كما مر في خبر أبي بصير الذي هو كالشرح لهذا الخبر ، ويحتمل أن يكون
" إن اشتكى " أيضا لبيان حال المشبه لاتضاح وجه الشبه ، وعلى التقادير المراد
بروح الله الروح التي اصطفاها الله وجعلها في الائمة عليهم السلام كما مر في قوله تعالى


(1)الكافى : ج 2 ، ص 166 .
(2)الاختصاص : 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه