بحار الأنوار ج8

وهوالشديدالسواد . والخطاف كل حديدة حجناء وجمعه خطاطيف . وكان في النسخة
تصحيفات تركناها كما وجدناها .
100 - أقول : قال سيد الساجدين صلوات الله عليه في الصحيفة الكاملة فيما
كان يدعون عليه السلام بعد صلاة الليل : اللهم إني أعوذبك من نار تغلظلت بها على من عصاك ،
وتوعدت بها من صدف عن رضاك ،(1)ومن نار نورها ظلمة ، وهينها أليم ، وبعيدها
قريب ، ومن نار يأكل بعضها بعض ، ويصول بعضها على بعض ،(2)ومن نار تذر العظام
رميما ، وتسقي أهلها حميما ، ومن نار لا تبقي على من تضرع إليها ، ولا ترحم من
استعطفها ، ولا تقدر على التخفيف عمن خشع لها واستسلم إليها ، تلقي سكانها بأحر
مالديها من أليم النكال ، وشديد الوبال ، وأعوذبك من عقاربها الفاغرة أفواهها ،(3)
وحياتها الصالقة بأنيابها ،(4)وشرابها الذي يقطع أمعاء وأفئدة سكانها وينزع قلوبهم ،
وأستهديك لما باعد منها وأخر عنها ، الدعاء .
101 - نهج : من عهد له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر : واحذروا نارا قعرها بعيد ، و
حرها شديد ، وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تسمع فيها دعوة ، ولا تفرج
فيها كربة .
102 - عد : اعتقادنا في النار أنها دارالهوان ، ودارالانتقام من أهل الكفر و
العصيان ، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك ، فأما المذنبون من أهل التوحيد
فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم والشفاعة التي تنالهم .
وروي أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها ، وإنما
يصيتهم الآلام عندالخروج منها ، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم وماالله
بظلام للعبيد . وأهل النارهم المساكين حقا لا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يخفف عنهم
من عذابها ، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ، وإن استطعموا اطعموا


(1)صدف عنه : أعرض وصد .
(2)صال عليه : وثب .
(3)فغرفاه : فتحه .
(4)صلق نابه : حكه بالاخر فحدث بينمها صوت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه