بحار الأنوار ج33

الله بن وهب الراسبي .
وذكر المدائني في كتاب الخوارج قال : لما خرج علي عليه السلام إلى أهل
النهر أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدمته يركض حتى انتهى إلى علي
فقال : البشرى يا أميرالمؤمنين قال : ما بشراك ؟ قال : إن القوم عبروا النهر لما
بلغهم وصولك فأبشر فقد منحك الله أكتافهم . فقال : الله أنت رأيتهم قد
عبروا ؟ قال : نعم فأحلفه ثلاث مرات في كلها يقول نعم فقال عليه السلام :
والله ما عبروا ولن يعبروه وإن مصارعهم لدون النطفة والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة لن يبلغوا الاثلاث ولا قصر بوران حتى يقتلهم الله وقد خاب من
افترى .
قال : ثم أقبل فارس آخر يركض فقال كقول الاول فلم يكترث عليه
السلام بقوله وجاء‌ت الفرسان كلها تركض وتقول مثل ذلك فقام علي عليه
السلام فجال في متن فرسه قال : فقال شاب من الناس : والله لاكونن قريبا
منه فإن كانوا عبروا النهر لاجعلن سنان هذا الرمح في عينيه أيدعي علم
الغيب ؟ !
فلما انتهى علي إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم وعرقبوا
خيلهم وجثوا على ركبهم وتحكموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زجل .
فنزل ذلك الشباب فقال : يا أميرالمؤمنين إني كنت شككت فيك آنفا وإني
تائب إلى وإليك الله فاغفر لي فقال عليه السلام إن الله هو الذي يغفر الذنوب
فاستغفره .
وذكر المبرد في الكامل قال : لما واقفهم علي عليه السلام بالنهروان قال : لا
تبدؤهم بقتال حتى يبدؤكم فحمل منهم رجل على صف علي عليه السلام
فقتل منهم ثلاثة فخرج إليه عليه السلام فضربه فقتله فلما خالطه سيفه قال :
يا حبذا الروحة إلى الجنة فقال عبدالله بن وهب : والله ما أدري إلى الجنة أم
إلى النار .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه