بحار الأنوار ج19

سبعمائة يقودهم مسعود بن دخيلة فأخرج إليهم النبي صلى الله عليه وآله أحمال التمر ضيافة ، و
قال : نعم الشئ الهدية أمام الحاجة ، وقال لهم : ما جاء بكم ؟ قالوا : لقرب دارنا
منك ، وكرهنا حربك وحرب قومنا - يعنون بني ضمرة(1)الذين بينهم وبينهم
عهد - لقلتنا فيهم فجئنا لنوادعك ، فقبل النبي صلى الله عليه وآله ذلك منهم ووادعهم ، فرجعوا
إلى بلادهم ، فذكره علي بن إبراهيم في تفسيره ، فأمر الله سبحانه المسلمين أن لا
يتعرضوا لهؤلاء " ولو شاء الله لسلطهم عليكم " بتقوية قلوبهم فيجترؤن على قتالكم
" فلقاتلوكم " أي لو فعل ذلك لقاتلوكم " فإن اعتزلوكم " يعني هؤلاء الذين امر
بالكف عن قتالهم بدخولهم في عهدكم أو بمصيرهم إليكم(2)حصرت صدورهم أن
يقاتلوكم .
" فلم يقاتلو كم وألقوا إليكم السلم " يعني صالحوكم واستسلموا لكم " فما
جعل ورد عليه يعني إذا سالموكم فلا سبيل لكم إلى نفوسهم و
أموالهم .
قال الحسن وعكرمة : نسخت هذه الآية والتي بعدها والآيتان في سورة
الممتحنة(3): " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين " إلى قوله : " الظالمون(4)"
الآيات الاربع بقوله : " فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم " الآية .
" ستجدون آخرين " اختلف فيمن عني بهذه الآية ، فقيل : نزلت في ناس
كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وآله فيسلمون رئاء ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الاوثان
يبتغون بذلك أن يأمنوا قومهم ويأمنوا نبي الله صلى الله عليه وآله فأبى الله ذلك عليهم ، عن ابن


(1)بنو ضمرة بفتح فسكون : بطن من كنانة من العدنانية ، وهم بنو ضمرة بن بكر بن عبد مناة
ابن كنانة .
(2)في المصدر : أو بمصيركم اليهم .
(3)السورة : 60 .
(4)الايتان : 8 و 9 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه