بحار الأنوار ج80

المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ، ولا في بيت في ما ذبح على النصب ، ولا
في بيت فيه ما أكل السبع ، إلا ما ذكيتم ، ولا على الثلج ، ولا على الماء ، ولا على الطين
ولا في الحمام .
ثم قال : أما قوله لا يصلى في ذات الجيش ، فانها أرض خارجة من ذي الحليفة
على ميل ، وهي خمسة أميال والعلة فيها أنه يكون فيها جيش السفياني ، فيخسف
بهم ، وذات الصلاصل موضع بين مكة والمدينة ، نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يصلى فيه ، و
العلة في وادي مجنة أنه وادي الجن وهو الوادي الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله
لما رجع من الطائف ، فاستمعت الجن لقراء‌ته وآمنوابه ، وهو قول الله عزوجل
(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما
قضي ولوا إلى قومهم منذرين)(1).
والعلة في السبخة أنها أرض مخسوف بها ، والعلة في القبور أن فيها أرواح
المؤمنين وعظامهم ، وعلة اخرى أنه لا يحل أن يوطأ الميت لقول رسول الله صلى الله عليه وآله
من وطئ قبرا فكأنما وطئ جمرا ، والعلة في جواد الطريق لما يقع فيما من بول
الدواب والقذر ، والعلة في أعطان الابل أنها قذرة يبال في كل موضع منها ، والعلة
في حجرة النمل أن النمل ربما أذاه ، فلا يتمكن من الصلاة ، والعلة في بطون الاودية
أنها مأوى الحيات والجن والسباع ولا يأمن منها .
والعلة في بيت فيها تصاوير أنها تصاوير صورت على خلق الله عزوجل ، ولا
يصلى في بيت فيه ذلك تعظيما لله عزوجل ، ولا في بيت فيه نار أو سراج بين يديك ،
لان النار تعبد ولا يجوز أن يصلي ويسجد ونحوه إليه ، والعلة في بيت فيه صلبان أنها
شركاء يعبدون من دون الله فينزه الله تبارك وتعالى أن يعبد في بيت فيه ما يعبد من دون
الله ، ولا في بيت فيه الخمر ولحم الخنزير والميتة وما اهل لغير الله وهو الذي يذبح
لغير الله ، ولا في بيت فيه الموقوذة وهي التي تضرب حتى تموت ، ولا في بيت فيه
ما أكل السبع إلا ما ذكي ، ولا في بيت فيه النطيحة وهي التي تناطح بها حتى


(1)الاحقاف : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه