بحار الأنوار ج20

5 - أقول : وقال ابن الاثير في الكامل في حوادث السنة السادسة : كانت
غزوة بني لحيان في جمادي الاولى منها ، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بني لحيان يطلب
بأصحاب الرجيع خبيب بن عدي وأصحابه ، وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم
غرة ، وأغذ السير(1)حتى نزل على عرار(2)منازل بني لحيان فوجدهم قد
حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال ، فلما أخطأه ما أراد منهم خرج في مائتي راكب
حتى نزل عسفان تخويفا لاهل مكة ، وأرسل فارسين من الصحابة(3)حتى بلغا
كراع الغميم ثم عادوا(4).
ثم ذكر بعد ذلك غزوة ذي قرد كما ذكرناها سابقا ، وقال : والرواية الصحيحة
عن سلمة أنها كانت بعد مقدمه المدينة منصرفا من الحديبية .
6 - فس : " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء " إلى قوله :
" ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا " فإنها نزلت في أشجع وبني ضمرة ، وكان خبره(5)
أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بدر(6)لموعد مر قريبا من بلادهم ، وقد كان رسول
الله صلى الله عليه وآله صادر(7)بني ضمرة ووادعهم(8)قبل ذلك ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله :
يا رسول الله هذه بنو ضمرة قريبا منا ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة ، أو يعينوا
علينا قريشا ، فلو بدأنا بهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " كلا إنهم أبر العرب بالوالدين


(1)أى اسرع .
(2)في المصدر والسيرة : حتى نزل على غران منازل بنى لحيان ، وهى بين أحج وعسفان .
وغران بضم الغين المعجمة وفتح الراء .
(3)في المصدر والسيرة : من اصحابه .
(4)في المصدر : ثم عاد قافلا . وفى السيرة : ثم كرا ، وراح رسول الله صلى الله عليه وآله
قافلا . راجع الكامل 2 : 128 ، سيرة ابن هشام 3 : 321 .
(5)من خبرهم خ ل . في المصدر : وكان خبرهم .
(6)إلى غزاة بدر خ ل .
(7)هادن خ ل .
(8)وواعدهم خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه