بحار الأنوار ج69

قال : قال علي عليه السلام : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أيها الناس الموتة الموتة
الوحية الوحية(1)لا ردة ، سعادة أو شقاوة ، جاء الموت بما فيه : بالروح
والراحة ، لاهل دار الحيوان ، الذين كان لها سعيهم ، وفيها رغبتهم ، جاء الموت
بما فيه : بالويل والكرة الخاسرة لاهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها
رغبتهم .
بئس العبد عبد له وجهان : يقبل بوجه ويدبر بوجه إن اوتى أخوه المسلم
خيرا حسده ، وإن ابتلى خذله ، بئس العبد عبد أوله نطفة ، ثم يعود جيفة ، ثم
لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك ، بئس العبد عبد خلق للعبادة ، فألهته العاجلة
عن الاجلة(2)، وشقي بالعاقبة ، بئس العبد عبد تجبر واختال ، ونسى الكبير
المتعال ، بئس العبد عبد عتا وبغى ، ونسي الجبار الاعلى ، بئس العبد عبد له
هوى يضله ، ونفس تذله ، بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى طبع(3).


(1)الموتة : الموت ، وهي أخص منه و الموتة الثانية تكرار للاول تأكيدا
ونصبهما بتقدير اتقوا ونحوه ، وهكذا في الوحية الوحية وهما صفتان للموتة ، يقال :
موت وحي : أي سريع .
وقوله لا ردة أي لا رجعة بعدها حتى يستدرك الشقي السعادة ويستزيد السعيد من
السعادة ، بل أذا جاء الموت فبعده إما سعادة أو شقاوة ، وقوله بعد ذلك جاء الموت بما فيه
بالروح والراحة الخ تفصيل بيان السعادة وقوله بعد ذلك جاء الموت بما فيه : بالويل والكرة
الخاسرة الخ تفصيل بيان الشقاوة وقوله بالكرة الخاسرة إشارة إلى الحشر الذي يخسر
فيه المبطلون ، كما في قوله تعالى تلك إذا كرة خاسرة النازعات : 12 .
(2)زاد في المصدر : فاز بالرغبة العاجلة .
(3)نوادر الراوندي ص 22 ، وقوله طبع بالتحريك : الدنس ومنه قولهم رب
طمع يهدى إلى طبع ، وقيل : الوسخ الشديد من الصداء والشين والعيب والرين ، والوصف
منه على كتف ، يقال : هو طبع طمع أي دنس لا يستحي من سوء‌ة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه