بحار الأنوار ج41

عن أبي عبدالله عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر
المعينعة(1)- وفي نسخة اخرى : البقيعة وكان الرجل ممن يرجى نوافله(2)ويؤمل
تائله ورفده ، وكان لا يسأل عليا ولا غيره شيئا فقال لامير المؤمنين عليه السلام :
والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد ، فقال له
أمير المؤمنين عليه السلام : لا أكثر الله في المؤمنين ضربك ! اعطي أنا وتبخل أنتالله
أنت إذا لم اعط الذي يرجوني إلا من بعد المسألة ثم أعطيته من بعد المسألة(3)
فلم اعطه ثمن ما أخذت منه ، وذلك لاني عوضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفره في
التراب لربي وربه عند تعبده له وطلب حوائجه إليه ، فمن فعل هذا بأخيه المسلم
وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله في دعائه له ، حيث يتمنى له
الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله ، وذلك أن العبد قد يقول في دعائه :
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنة ، فما
أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل(4).
13 - كا : علي بن إبراهيم بإسناده ذكره عن الحارث الهمداني قال :
سامرت(5)أميرالمؤمنين عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة ، قال :
فرأيتني لها أهلا ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : جزاك الله عني خيرا ، ثم قام
إلى السراج فأغشاها وجلس ، ثم قال : إنما أغشيت السراج لئلا أرى ذل حاجتك
في وجهك ، فتكلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الحوائج أمانة من الله في
صدور العباد ، فمن كتمها كتب له عبادة ، ومن أفشاها كان حقا على من سمعها أن
يعينه(6).


(1)الصحيح كما في المصدر " البغيبغة " .
(2)في المصدر : ممن يرجو نوافلة .
(3)= : ثم اعطيه بعد المسألة .
(4)فروع الكافى(الجزء الرابع من الطعبة الحديثة): 22 و 23 .
(5)المسامرة : المحادثة والتحادث ليلا .
(6)فروع الكافى(الجزء الرابع من الطبعة الحديثة): 24 . وفيه : أن يعنيه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه