بحار الأنوار ج81

وقال الجزري : في حديث الدعاء : تبارك اسمك وتعالى جدك أي علا جلالك وعظمتك
والجد الحظ والسعادة والغناء انتهى وفي حديث آخر أن ابن مسعود كان يقول ذلك و
لعل ابن مسعود كان يقرء هذا الذكر بعد الركوع أو عند افتتاح الصلاة كما سيأتي ،
والمنع لان الجن أرادوا بقولهم هذا : البخت ، ولايجوز إطلاق ذلك عليه تعالى ، وابن
مسعود لما أراد به ماهو المراد في الآية جهلا فكأنه أراد هذا المعنى أو يقال : إنه
وإن لم يقصد هذا المعنى وأراد به العظمة أو غيرها فلما كان موهما لهذا المعنى لاينبغي
إطلاقه على الله ، لا سيما في الصلاة ، وماورد في بعض الادعية فلعله أيضا من طريق
المخالفين ، أو اريد به معنى آخر أو يقال : لا ينبغي ذكر مثل ذلك في الصلاة وإن
جاز في غيرها ، وعلى أى حال الظاهر أن المراد به إفساد الكمال إن لم يرد به معنى
ينافي عظمة ذي الجلال .
وأما التسليم فالمراد به ذكره في التشهد الاول كما هو دأبهم ، واستمر إلى اليوم
وسيأتي التصريح به في خبر الاعمش ، وقال الصدوق في الفقيه بعد إيراد الرواية : يعني


= والنصيب وتوجب هذه الجملة حطا من عظمة الله وقدرته ، حيث يسند عظمة الله وقدرته و
جلاله إلى البخت والاتفاق .
فاذا قال المصلى على ما كان يقوله ابن مسعود في تشهده : تبارك اسمك وتعالى
جدك فقد نقض مفهوم الصلاة وهو التوجه والدعاء وتحميد الله عزوجل وتمجيده .
وأما قول الرجل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فان كان يقوله في التشهد
الاول فقد أبطل تحريم صلاته وخرج عنها ، وان كان يقوله في التشهد الاخير ، فان كان
بعد التسليم على النبي صلى الله عليه وآله فلا بأس به حيث أنه قد خرج عن الصلاة بالتسليم المبيح
على ما سيجئ شرحه في محله ، وان كان قبل ذلك أو بدونه بطلت صلاته كما في التشهد
الاول ، نعم اذا قاله بعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خطابا للنبي وآله : فلا
بأس به أيضا ، فان هذا السلام أيضا مخرج عن الصلاة مبيح للتكلم بالكلام الادمى .
وأما سند الحديث ، فقد رواه في الفقيه ج 1 ص 261 مرسلا ورواه الشيخ في التهذيب
باسناده إلى أحمد بن محمد بن عيسى ، وهو صحيح كسند الخصال المؤيدة بالفقيه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه