بحار الأنوار ج13


(باب 8) (قصة قارون)

الايات : القصص " 28 " إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز
ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين *
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك
ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما اوتيته على علم عندي أو لم
يعلم أن الله قد أ ؟ لك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسئل عن
ذنوبهم المجرمون * فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحيوة الدنيا يا ليت لنا
مثل ما اوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير
لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من
فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالامس
يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا
ويكأنه لا يفلح الكافرون 76 - 82 .
تفسير : " لا تفرح " أي لا تأشر ولا تمرح ولا تتكبر بسبب كنوزك " ولا تنس نصيبك
من الدنيا " أي لا تترك أن تحصل بها آخرتك أو أن تأخذ منها ما يكفيك .
1 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : " إن قارون كان من قوم موسى فبغى
عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة " والعصبة ما بين
العشرة إلى خمسة عشر(1)قال : كان يحمل مفاتيح خزائنه العصبة اولي القوة ، فقال
قارون كما حكى الله : " إنما اوتيته على علم عندي " يعني ماله ، وكان يعمل الكيمياء ،
فقال الله : " أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر
جمعا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون " أي لا يسأل من كان قبلهم عن ذنوب هؤلاء " فخرج


(1)في نسخة وفى المصدر : إلى تسعة عشر .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه