بحار الأنوار ج13

ودخل مدينتهم ، وجمع غنائمهم ليأخذها القربان ،(1)فلم تأت النار ، فقال يوشع : فيكم
غلول ،(2)فبايعوني ، فبايعوه فلصقت يده في يد من غل ، فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل
بالياقوت فجعله في القربان ، وجعل الرجل معه فجاء‌ت النار وأكلتهما ، وقيل : بل حصرها
ستة أشهر ، فلما كان السابع تقدموا إلى المديني فصاحوا صيحة واحدة فسقط السور
فدخلوها وهزموا الجبارين أقبح هزيمة ، وقتلوا فيهم فأكثروا ، ثم اجتمع جماعة من
ملوك الشام وقصدوا يوشع بن نون فقاتلهم وهزمهم وهرب الملوك إلى غار فأمر بهم يوشع
فقتلوا وصلبوا . ثم ملك الشام جميعه فصار لبني إسرائيل وفرق فيه عما له ، ثم توفاه الله ،
فاستخلف على بني إسرائيل كالب بن يوفنا ، وكان عمر يوشع مائة وستا وعشرين سنة ،
وكان قيامه بالامر بعد موسى عليه السلام سبعا وعشرين سنة . انتهى .(3)
وقال المسعودي : سار ملك الشام وهو السميدع بن هزبر(4)بن مالك إلى يوشع
ابن نون ، فكانت له معه حروب إلى أن قتله يوشع واحتوى على ملكه ، وألحق به غيره
من الجبابرة والعماليق ، وشن الغارات(5)بأرض الشام ، وكانت مدة يوشع بعد موسى
تسعا وعشرين سنة ، وقد كان بقرية من قرى البلقاء من بلاد الشام رجل يقال له بلعم بن
باعور ، وكان مستجاب الدعوة ، فحمله قومه على الدعاء على يوشع ، فلم يتأت له ذلك
وعجز عنه ، فأشار إلى بعض ملوك العماليق أن يبرز الحسان من النساء نحو عساكر
يوشع ،(6)ففعلوا ذلك ، فزنوا بهم فوقع فيهم الطاعون فهلك منهم تسعون ألفا ،(7)
وقيل : أكثر من ذلك ، وقيل : إن يوشع قبض وهو ابن مائة وعشر سنين ،(8)وقام في


(1)في نسخة : ليأخذها النار .
(2)الغلول : الخيانة ونقض العهد .
(3)الكامل 1 : 68 - 70 .
(4)في المصدر وفى تاريخ اليعقوبى : السميدع بن هوبر .
(5)أى وجهها عليها من كل جهة .
(6)في المصدر : عسكر يوشع .
(7)في المصدر : سبعون ألفا .
(8)في المصدر : وهو ابن مائة وعشرين سنة . قلت : قال اليعقوبى : وكانت أيام يوشع في
بنى اسرائيل بعد موسى بن عمران سبعا وعشرين سنة .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه