بحار الأنوار ج14

بحبه ، ثم افجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده . فرزقه الله يحيى وفجعه به ، وكان حمل
يحيى عليه السلام ستة أشهر ، وحمل الحسين عليه السلام كذلك ، الخبر .(1)
بيان : سري عنه الهم على بناء التفعيل مجهولا : انكشف والبهرة بالضم :
تتابع النفس وانقطاعه من الاعياء . وزفر : أخرج نفسه بعد مده إياه .
15 ع : بالاسناد إلى وهب قال : انطلق إبليس يستقري(2)مجالس بني إسرائيل
أجمع مايكونون ، ويقول في مريم ويقذفها بزكريا عليه السلام حتى التحم الشر(3)وشاعت
الفاحشة على زكريا عليه السلام ، فلما رأى زكريا عليه السلام ذلك هرب وأتبعه سفهاؤهم و
شرارهم وسلك في واد كثير النبت حتى إذا توسطه انفرج له جذع شجرة فدخل عليه السلام فيه
وانطبقت عليه الشجرة ، وأقبل إبليس يطلبه معهم حتى انتهى إلى الشجرة التي دخل
فيها زكريا عليه السلام ، فقاس لهم إبليس الشجرة من أسفلها إلى أعلاها حتى إذا وضع يده
على موضع القلب من زكريا عليه السلام أمرهم فنشروا بمنشارهم وقطعوا الشجرة وقطعوه في
وسطها ، ثم تفرقوا عنه وتركوه ، وغاب عنهم إبليس حين فرغ مما أراد ، فكان آخر
العهد منهم به ، ولم يصب زكريا عليه السلام من ألم المنشار شئ ، ثم بعث الله عزوجل الملائكة
فغسلوا زكريا وصلوا عليه ثلاثة أيام من قبل أن يدفن ، وكذلك الانبياء عليهم السلام لا
يتغيرون ولا يأكلهم التراب ويصلى عليهم ثلاثة أيام ثم يدفنون .(4)
16 ك : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ،
عن الصادق عليه السلام قال : أفضي الامر بعد دانيال عليه السلام إلى عزير عليه السلام ، وكانوا يجتمعون
إليه ويأنسون به ويأخذون عنه معالم دينهم ، فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه ،
وغابت الحجج بعده واشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا عليه السلام
وترعرع فظهر وله سبع سنين ، فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، وذكرهم بأيام


(1)احتجاج الطبرسي : 259 .
(2)أي يتبعها ويطوف فيها .
(3)التحم الشئ : التصق وتلاء‌م . التحمت الحرب بينهم : اشتبكت .
(4)علل الشرائع : 38 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه