بحار الأنوار ج21

محمدا فكلمته فوالله مارد علي شيئا ، ثم جئت ابن أبي قحافة فلم إجد عنده خيرا ،
ثم جئت إلى ابن الخطاب فكان كذلك ، ثم دخلت على فاطمة فلم تجبني ، ثم
لقيت عليا فأمرني أن أجير بين الناس ففعلت ، قالوا : هل أجاز ذلك محمد ؟ قال :
لا ، قالوا : ويحك لعب بك الرجل ، أو أنت تجير بين قريش ؟ .
قال : وخرج رسول الله صلى الله عليه واله يوم الجمعة حين صلى العصر لليلتين مضتا من
شهر رمضان ، فاستخلف على المدينه إبا لبابة بن عبدالمنذر ، ودعا رئيس كل قوم
فأمره أن يأني قومه فيستنفرهم .
قال الباقر عليه السلام : خرج رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة الفتح فصام وصام الناس
حتى نزل كراع الغميم فأمر بالا فطار فأفطر وأفطر الناس وصام قوم فسموا العصاة
لانهم صاموا ، ثم سار عليه السلام ، حتى نزل مر الظهران ومعه نحو من عشرة آلاف
رجل ، ونحو من أربعمائة فارس ، وقد عميت الاخبار عن قريش ، فخرج في تلك
الليلة أبوسفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء هل يسمعون خبرا ، وقد
كان العباس بن عبدالمطلب خرج يتلقى رسول الله صلى الله عليه واله ومعه أبوسفيان بن الحارث
وعبدالله بن أبي اميه ، وقد تلقاه بثنية العقاب .
ورسول الله صلى الله عليه واله في قبته وعلى حرسه يومئذ زياد بن أسيد ، فاستقبلهم زياد
فقال : أما أنت يا أباالفضل فامض إلى القبة ، وأما أنتما فارجعا فمضى العباس
حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه واله فسلم عليه ، وقال : بأبي أنت وامي هذا ابن عمك
قدجآء تائبا ، وابن عمتك ، قال :(لاحاجة لي فيهما ، إن ابن عمي انتهك
عرضي ، وأما ابن عمتي ، فهو الذي يقول بمكة : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا
من الارض ينبوعا ، فلما خرج العباس كلمته ام سلمة وقالت : بأبي أنت وامي ،
ابن عمك قد جاء تائبا لا يكون أشقى الناس بك ، وأخي ابن عمتك وصهرك فلا
يكونن شقيا بك ، ونادى أبوسفيان بن الحارث النبي صلى الله عليه واله : كن(1)لنا كما


(1)في المصدر : وقال : يا رسول الله كن لنا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه