يحبه الله أعظم من ثلاثة : صلوة ليلة شديدة البرد ، وصوم يوم شديد الحر ، وصدقة
بيمينك لا تعلم بها شمالك ، إلى آخر ما مر من خبر فوته رضي الله عنه .
14 - ضه : روي أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده
فبكى سلمان فقال له سعد : ما يبكيك يابا عبدالله ؟ توفي رسول الله وهو عنك راض
وترد عليه الحوض ، فقال سلمان : أما إني لا أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا
على الدنيا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا فقال : ليكن بلغة أحدكم كزاد
الراكب ، وحولي هذه الاوساد ، وإنما حوله إجانة وجفنة ومطهرة(1).
بيان : قال في النهاية : في حديث سلمان : دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي
ويقول : لا أبكي جزعا من الموت ، أو حزنا على الدنيا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله
عهد إلينا ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب ، وهذه الاوساد حولي ، وما حوله
إلا مطهرة وإجانة وجفنة ، يريد بالاوساد : الشخوص من المتاع الذي كان عنده
وكل شخص من إنسان أو متاع أو غيره سواد ، ويجوز أن يريد بالاوساد الحيات
جمع أسود ، شبهها بها لاستضراره بمكانها .
15 - كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة
عن جعفر عليه السلام قال : قال سلمان رضي الله عنه : إن النفس قد تلتاث على صاحبها
إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فاذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت .
بيان : قال الفيروز آبادي : الالتياث : الاختلاط ، والالتفات ، والابطاء
والحبس .(2)
16 - كا : علي بن إبراهيم ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن
يحيى ، عن حنان قال : سمعت أبي يروي عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان سلمان جالسا
مع نفر من قريش في المسجد ، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى بلغوا سلمان
فقال له عمر بن الخطاب : أخبرني من أنت ؟ ومن أبوك ؟ وما أصلك ؟ فقال : أنا سلمان
(1)روضة الواعظين : 564 و 565 .
(2)فروع الكافى 1 : 352 .