بحار الأنوار ج97

عما كان أو يكون في سالف الازمان وغابر الدهور ، كل يا مولاي عن نعتك
أفهام الناعتين وعجز عن وصفك لسان الواصفين ، لسبقك بالفضل بالبرايا وعلمك
بالنور والخفايا ، فأنت الاول الفاتح بالتسبيح حتى سبح لك المسبحون ، و
الآخر الخاتم بالتمجيد حتى مجد بوصفك الممجدون ، كيف اصف يا مولاي
حسن ثنائك أم احصي جميل بلائك والاوهام عن معرفة كيفيتك عاجزة ، والاذهان
عن بلوغ حقيقتك قاصرة ، والنفوس تقصر عما تستحق فلا تبلغه ، وتعجز عما
تستوجب ولا تدركه ، بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين وأعزائي واهلي وأحبائي
اشهد الله ربي ورب كل شئ ، وأنبياء‌ه المرسلين ، وحملة العرش والكروبيين
ورسله المبعوثينه ، وملائكته المقربين ، وعباده الصالحين ، ورسوله المبعوث
بالكرامة المحبو بالرسالة ، السيد المنذر والسراج الانور ، والبشير الاكبر
والنبي الازهر والمصطفى المخصوص بالنور الاعلى ، المكلم من سدرة المنتهى
أني عبدك وابن عبدك ومولاك وابن مولاك مؤمن بسرك وعلانيتك كافر
بمن أنكر فضلك وجحد حقك ، موال لاوليائك معاد لاعدائك ، عارف بحقك
مقر بفضلك ، محتمل لعلمك ، محتجب بذمتك ، موقن بآياتك ، مؤمن برجعتك
منتظر لامرك ، مترقب لدولتك ، آخذ بقولك ، عامل بأمرك ، مستجير بك ، مفوض
أمري إليك ، متوكل فيه عليك ، زائر لك ، لائذ ببابك الذي فيه غبت ومنه تظهر
حتى تمكن دينه الذي ارتضى ، وتبدل بعد الخوف أمنا ، وتعبد المولى حقا و
لا تشرك به شيئا ، ويصير الدين كله لله وأشرقت الارض بنور ربها وضع الكتاب
وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ، والحمد لله رب
العالمين ، فعندها يفوز الفائزون بمحبتك ، ويأمن المتكلون عليك ، ويهتدي
الملتجئون إليك ، ويرشد المعتصمون بك ، ويسعد المقرون بفضلك ، ويشرف
المؤمنون بأيامك ، ويحظى الموقنون بنورك ، ويكرم المزلفون لديك ، ويتمكن
المتقون من أرضك ، وتقر العيون برؤيتك ، ويجلل بالكرامة شيعتك ، ويشملهم
بهاء زلفتك ، وتقعدهم في حجاب عزك وسرادق مجدك ، في نعيم مقيم وعيش سليم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه