بحار الأنوار ج28

فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى
جنبه ، فلحق على بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله يصيح ويبكي وينادى يابن أم إن القوم
استضعفوني وكادوا يقتلوتني .
فقال عمر لابي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا
فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها
حولت وجهها إلى الحايط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهما السلام فتكلم أبوبكر
فقال : يا حبيبة رسول الله والله إن قرابة رسول الله أحب إلى أن أصل من قرابتي وإنك
لاحب إلى من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقي بعده ،
أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك ، وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول نحن معاشر الانبياء لا نورث وما تركناه فهو صدقة
فقالت أرأيتكما إن حدثتكما حديثا من رسول الله صلى الله عليه وآله أتعرفانه وتعقلانه ؟ قالا :
نعم ، فقالت نشدتكما بالله ألم تسمعا من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : رضا فاطمة من
رضاى وسخط فاطمة من سخطى ، ومن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضا
فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله
صلى الله عليه وآله قالت : فاني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني ، وما أرضيتمانى
ولئن لقيت النبى صلى الله عليه وآله لاشكونكما إليه ، قال أبوبكر : عائذا بالله من سخطه و
سخطك يا فاطمة ، ثم انتخب أبوبكر باكيا يكاد نفسه أن تزهق وهي تقول : والله


= فقد أراد - نفسى له الفداء - أن يذكره قول الرسول الاعظم : ان الله لم يحل في الفتنة
شيئا حرمه قبل ذلك ، ما بال أحدكم يأتى أخاه فيسلم عليه ثم يجئ بعد ذلك فيقتله ؟
(منتخب كنز العمال 6 / 37 قال : رواه الطبرانى في الاوسط).
وهكذا أراد أن يذكرهم قول رسول الله ص : انها ستكون بعدى أحداث وفتن و
اختلاف ، فان استطعت أن تكون عبدالله المقتول لا القاتل فافعل (مسند الامام ابن حنبل
5 / 110 و 292).
أفتراه نفعه الذكرى ؟ لا والله ! أنى له الذكرى ؟ !(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه