بحار الأنوار ج36

لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن أكفان
فبكى عليه السلام وبكى أبوعبدالله عليه السلام وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء ، فلما
بلغت إلى قولي :
وستة لا يتجازى بهم * بنو عقيل خير فرسان
ثم علي الخير مولاهم * ذكرهم هيج أحزاني
فبكى ثم قال عليه السلام : ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده يخرج من عينيه ماء ولو
مثل جناح البعوضة إلى بنى الله له بيتا في الجنة ، وجعل ذلك الدمع حجابا بينه وبين
النار ، فلما بلغت إلى قولي :
من كان مسرورا بما مسكم * أو شامتا يوما من الآن ؟
فقد ذللتم بعد عز فما * أدفع ضيما حين يغشاني(1)
أخذ بيدي ثم قال : اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلما بغلت
إلى قولي :
متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني ؟
قال : سريعا إن شاء الله سريعا ، ثم قال : يا أبا المستهل إن قائمنا هوالتاسع من
ولد الحسين عليه السلام لان الائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر ، الثاني عشر هو القائم
عليه السلام ، قلت يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟ قال : أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام ،
بعده الحسن والحسين عليهما السلام ، وبعد الحسين علي بن الحسين عليه السلام وأنا ، ثم بعدي هذا - و
وضع يده على كتف جعفر - قلت : فمن بعد هذا ؟ قال : ابنه موسى ، وبعد موسى ابنه
علي وبعد علي ابنه محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وهو أبوالقائم
الذي يخرج فيملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجوراويشفي صدور شيعتنا ،
قلت : فمتى يخرج يا ابن رسول الله ؟ قال : لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال : إنما
مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة(2).


(1)الضيم : الظلم . أى لا أدفع الظلم عن نفسى حين يغشانى وقد أراكم مظلومين .
(2)كفاية الاثر : 33 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه