سبحانه : وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية
تلبسونها(1).
وقال تعالى : والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام
بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا
ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا
وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم
لعلكم تسلمون(2).
فاطر : وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج
ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها(3).
= = إلى الرئاسة ، يتبعون بأهوائهم ما تشابه أم الكتاب ، مع أن المتشابهات لا يصلح اتباعها
الا بعد تأويلها وهو ارجاعها إلى أمها ، ولا يعلم تأويل ذلك الا الله عزوجل وهو بمعزل عن
الاتصال بالوحى ، ومع جهلهم يدعون علم ذلك ومعرفتهم بالام والمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء
تاويله كما زعموا أن قوله تعالى(اذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
وقوله(فاذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)مستقلة من أمهات الكتاب ، ويفتون
بوجوب الاستعاذة والانصات والاستماع عند قراءة القرآن مطلقا ، وليس كذلك كما أجمع
عليه أهل الفقه بأن شيئا من ذلك ليس بواجب الا في الصلاة .
وأما الراسخون في العلم والايمان فهم يعترفون بأن الامهات والمتشابهات كلها نزلت
من عندالله ، فلا بدو أن يوحى علمه إلى رسوله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور : يقولون
آمنا به كل من عند ربنا ولسنا نتبع الكتاب الا باشارة الرسول وعترته ، وما يذكر سرذلك
الا اولوا الالباب الذين أخذوا بالكتاب والعترة وهجروا مقالة الزائغين الذين قالوا حسبنا
كتاب الله .(1)النحل : 5 - 14 .
(2)النحل : 80 - 81 .
(3)فاطر : 12 .