بحار الأنوار ج61

حمارك بنصف درهم إلى الجبل ؟ قال نعم ، ثم تقدم ورفعها على الحمار ، وساروا حتى
وصلوا إلى الجبل ، فقالت للشاب : أنزلني عن الحمار أصعد الجبل ، فلما تقدم
الشاب إليها ألقت بنفسها إلى الارض فانكشفت عورتها فشتمت الشاب فقال : والله
مالي ذنب ثم مدت يدها إلى الجبل فمسكته وحلفت له أنه لم يمسها أحد ولا نظر
إنسان مثل نظرك إلى مذعرفتك غيرك وهذا المكاري ، فاضطرب الجبل اضطرابا
شديدا وزال عن مكانه وأنكرت بنو إسرائيل فذلك قوله تعالى " وإن كان مكرهم لتزول
منه الجبال " .
وروي البيهقي في الشعب عن ابن مسعود أنه قال كانت الانبياء يركبون الحمر
ويلبسون الصوف ، ويحلبون الشاة ، وكان للنبي صلى الله عليه وآله حمار اسمه عفير بضم العين
المهملة ، وضبطه القاضى عياض بالغين المعجمة ، واتفقوا على تغليطه ، أهداه له المقوقس
وكان فورة بن عمر الجذامي أهدى له حمارا يقال له يعفور ، مأخوذ من العفرة ، وهو
لون التراب فنفق يعفور في منصرف النبي صلى الله عليه وآله من حجة الوداع وذكر السهيلى
أن يعفورا طرح نفسه في بئر لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله .
وذكر ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى منصور وقال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله
خيبر أصاب حمارا أسود فكلم الحمار رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : مااسمك ؟ قال يزيد
ابن شهاب أخرج الله تعالى من نسل جدي ستين حمارا لا يركبها إلانبى ، وقد كنت أتوقعك
لتركبنى ، ولم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الانبياء غيرك ، وقدكنت قبلك لتركبنى
عند رجل يهودى ، وكنت أتعثربه ، وكان يجيع بطنى ويضرب ظهرى .
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : فأنت يعفور يا يعفور تشتهي الاناث ؟ قال : لا ، فكان رسول الله
صلى الله عليه وآله يركبه في حاجته ، وكان يبعث به خلف من شاء من أصحابه ، فيأتي
الباب فيقرعه برأسه فاذا خرج صاحب الدار أومأ إليه ، فيعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله
أرسله إليه فيأتى النبي ، صلى الله عليه وآله فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله جاء إلى بئر وكانت لابى
الهيثم بن التيهان فتردى فيها جزعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فصارت قبره .
وفي كامل ابن عدى في ترجمة أحمد بن بشير وفي شعب الايمان للبيهقى عن الاعمش

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه