بحار الأنوار ج3

الصنعة الدالة على من صنعها ولم تكن شيئا ، ويهلكها حتى لا تكون شيئا . قلت :
فأخبرني هل ترى هذه إهليلجة ؟ قال : نعم .
قلت : أفترى غيب ما في جوفها ؟ قال : لا قلت : أفتشهد أنها مشتملة على نواة
ولا تراها ؟ قال : ما يدريني لعل ليس فيها شئ . قلت : أفترى أن خلف هذا القشر
من هذه الاهليلجة غائب لم تره من لحم أو ذي لون ؟ قال : ما أدري لعل ما ثم غير
ذي لون ولا لحم . قلت : أفتقر أن هذه الا هليلجة التي تسميها الناس بالهند موجودة ؟
لا جتماع أهل الاختلاف من الامم على ذكرها . قال : ما أدري لعل ما اجتمعوا عليه من
ذلك باطل قلت : أفتقر أن الا هليلجة في أرض تنبت ؟ قال : تلك الارض وهذه واحدة
وقد رأيتها . قلت : أفما تشهد بحضور هذه الاهليلجة على وجود ، ما غاب من أشباهها ؟
قال : ما أدري لعله ليس في الدنيا إهليلجة غيرها . فلما اعتصم بالجهالة قلت : أخبرني
عن هذه الاهليلجة أتقر أنها خرجت من شجرة ، أو تقول : إنها هكذا وجدت ؟ قال :
لا بل من شجرة خرجت . قلت : فهل أدركت حواسك الخمس ما غاب عنك من تلك
الشجرة ، قال : لا . قلت : فما أراك إلا قد أقررت بوجود شجرة لم تدركها حواسك .
قال : أجل ولكني أقول : إن الاهليلجة والاشياء المختلفة شي لم تزل تدرك ، فهل
عندك في هذا شي ترد ، به قول ؟ قلت : نعم أخبرني عن هذه الاهليلجة هل كنت عاينت
شجرتها وعرفتها قبل أن تكون هذه الاهليلجة فيها ؟ قال : نعم . قلت : فهل كنت تعاين
هذه الاهليلجة ؟ قال : لا . قلت : أفما تعلم أنك كنت عاينت الشجرة وليس فيها الاهليلجة
ثم عدت إليها فوجدت فيها الاهليلجة أفما تعلم أنه قد حدث فيها ما لم تكن ؟ قال ما
أستطيع أن أنكر ذلك ولكني أقول : إنها كانت فيها متفرقة . قلت : فأخبرني هل
رأيت تلك الاهليلجة التي تنبت منها شجرة هذه الاهليلجة قبل أن تغرس ؟ قال : نعم .
قلت : فهل يحتمل عقلك أن الشجرة التي تبلغ أصلها وعروقها وفروعها ولحاؤها وكل
ثمرة جنيت ، وورقة سقطت ألف ألف رطل كانت كامنة في هذه الاهليلجة ؟ قال : ما


(1)وفى نسخة : والاشياء المؤتلفة .
(2)جنى الثمر : تناوله من شجرته .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه