بحار الأنوار ج94

بغصن منه ، ومن مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه ، ومن
أعرض عن مصاب وجفاه إزراء عليه واستصغارا له فقد تعلق بغصن منه ، ومن عق
والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن منه ومن كان قبل ذلك عاقا لهما فلم يرضهما
في هذا اليوم ، وهو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه ، وكذا من فعل شيئامن
سائر أبواب الشر فقد تعلق بغصن منه .
والذي بعثني بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة طوبى ترفعهم تلك
الاغصان إلى الجنة ، وإن المتعلقين بأغصان شجرة(1)الزقوم تخفضهم تلك
الاغصان إلى الجحيم .
ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إلى السماء مليا وجعل يضحك ويستبشر
ثم خفض طرفه إلى الارض فجعل يقطب(2)ويعبس ثم أقبل على أصحابه فقال :
والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لقد رأيت شجرة طوبى ترتفع أغصانها وترفع
المتعلقين بها إلى الجنة ، ورأيت فيهم من تعلق منها بغصن ومنهم من تعلق بغصنين
أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات ، وإني لارى زيد بن حارثة قد تعلق
بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلا علائها ، فبذلك ضحكت واستبشرت ، ثم نظرت
إلى الارض فو الذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها
وتخفض المتعلقين بها إلى الجحيم ، ورأيت منهم من تعلق بغصن ، ورأيت منهم من
تعلق بغصنين أو بأغصان ، على حسب اشتمالهم على القبايح ، وإني لارى بعض
المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها ، وهي تخفضه إلى أسفل دركاتها ، فلذلك عبست
وقطبت .
ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه وآله بصره إلى السماء ينظر إليها مليا وهو يقطب و
يعبس ، ثم أقبل على أصحابه فقال : يا عبادالله لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لاظمأتم


(1)ما بين العلامتين ساقط من الاصل ، اضفناه من المصدر .
(2)قطب قطوبا : زوى ما بين عينيه وكلح ، وكذلك العبوس ، وفي الكمباني(يعطب)
وهو سهو .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه