بحار الأنوار ج33

أبى القلب مني أن أخادع بالمكر * بقتل ابن عفان اجر إلى الكفر
فكتب له معاوية بذلك وأنفذه إليه ففكر عمرو ولم يدر ما يصنع وذهب
عنه النوم فقال :
تطاول ليلي بالهموم الطوارق * وصافحت من دهري وجوه البوائق
ء‌أخدعه والخدع مني سجية * أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق
أم أقعد في بيتي وفي ذاك راحة * لشيخ يخاف الموت في كل شارق
فلما أصبح دعا مولاه وردان وكان عاقلا فشاوره في ذلك فقال وردان : إن
مع علي آخرة ولا دنيا معه وهي التي تبقى لك وتبقى فيها وإن مع معاوية دنيا
ولا آخرة معه وهي التي لاتبقى على أحد فاختر ماشئت فتبسم عمرو وقال :
يا قاتل الله وردانا وفطنته * لقد أصاب الذي في القلب وردان
لما تعرضت الدنيا عرضت لها * بحرص نفسي وفي الاطباع ادهان
نفس تعف وأخرى الحرص يغلبها * والمرء يأكل نتنا وهو غرثان
أما علي فدين ليس بشركه * دنيا وذاك له دنيا وسلطان
فاخترت من طمعي دنيا على بصري * وما معي بالذي اختار برهان
إني لاعرف مافيها وأبصره * وفي أيضا لما أهواه ألوان
لكن نفسي تحب العيش في شرف * وليس يرضى بذل العيش إنسان
ثم إن عمرا رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبدالله ووردان فلم يمتنع فلما
بلغ مفرق الطريقين الشام والعراق قال له وردان : طريق العراق طريق الآخرة
وطريق الشام طريق الدنيا فأيهما تسلك ؟ قال : طريق الشام !
توضيح : قال الجوهري : القريع : الفحل والسيد ، يقال : فلان قريع
دهره وقريعك الذي يقارعك .


< -(1)هذا كان مؤخرا في أصلي فقدمناه لكونه أوفق ، والقصة ذكرها الخوارزمي حرفية في
الفصل الثالث من الفصل(16)من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 129 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه