بحار الأنوار ج39

رأينا شيخا باكيا وهو يقول : أشرفت على المائة وما رأيت العدل إلا ساعة ، فسئل
عن ذلك فقال : أنا هجر الحميري وكنت يهوديا أبتاع الطعام ، قدمت يوما نحو
الكوفة ، فلما صرت بالقبة بالمسجد فقدت حميري(1)، فدخلت الكوفة على الاشتر(2)
فوجهني إلى أمير المؤمنين عليه السلام فلما رآني قال : ياأخا اليهود إن عندنا علم البلايا
والمنايا ما كان أو يكون ، أخبرك أم تخبرني بماذا جئت ؟ فقلت : بل تخبرني فقال
اختلست الجن مالك في القبة ، فما تشاء ؟ قلت : إن تفضلت علي آمنت بك ،
فانطلق معي حتى إذا أتى القبة صلى(3)ركعتين ودعا بدعاء وقرأ : " يرسل عليكما
شواظ من نار * ونحاس فلا تنتصران(4)" الآية ، ثم قال : يا عبيد الله ما هذا العبث ؟
والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني يا معشر الجن ، فرأيت مالي يخرج من
القبة ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا ولي
الله ، ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولا .
قال ابن عقدة : إن اليهود(5)من سورات المدينة(6).
كتاب هواتف الجن : محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبدالله بن الحارث ، عن
أبيه قال : حدثني سلمان الفارسي في خبر : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم مطير و

نحن ملتفتون نحوه فهتف هاتف : السلام عليك يارسول الله ، فرد عليه السلام وقال
من أنت ؟ قال : عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، قال : اظهر لنا رحمك الله في صورتك
قال سلمان : فظهر لنا شيخ أذب أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه ،
وعيناه مشقوقتان طولا ، وفمه في صدره ، فيه أنياب بادية طوال ، وأظفاره كمخالب


(1)في المصدر : فقدت حمري .
(2)" : إلى الاشتر .
(3)" : وصلى .
(4)سورة الرحمن : 35 .
(5)في المصدر و(م)و(د): إن اليهودي .
(6)مناقب آل ابي طالب 1 : 452 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه