بحار الأنوار ج11

مع الملائكة فوج أياه قدمات فغسله شيث مع جبرئيل عليه السلام ، فلما فرغ شيث من غسله
قال لجبرئيل : تقدم فصل على آدم ، فقال له جبرئيل : إنا معاشر الملائكة امرنا بالسجود
لابيك ، وليس لاحد منا أن يتقدم بين يدي الاوصياء من ذريته . قال : فتقدم شيث
فصلى على آدم فكبر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل ، فأقبل قابيل على شيث فقال له :
أين الذي دفعه إليك أبوك مما كان دفعه إلى هابيل ؟ فأنكر ذلك وعلم أنه إن أقر قتله ،
فلم يزل شيث يخبر العقب من ذريته ويبشرهم ببعثة نوح ويأمرهم بالكتمان ، وإن آدم
أخبره أن الله بشره بأنه باعث من زريته نبيا يقال له نوح يدعو قومه إلى الله فيكذبونه
فيهلكهم بالغرق ، وكان بين آدم ونوح عشرة آباء .(1)
بيان : ومقه كورثه : أحبه . والاثرة بالضم : نقل الحديث وبقية العلم والمكرمة
المتوارثة . قوله : نسيا أي متروكا فاسدا .
7 - ج : عن أبان بن تغلب قال : دخل طاوس اليماني إلى الطواف ومعه صاحب
له فإذا هو بأبي جعفر عليه السلام يطوف أمامه وهو شاب حدث ، فقال طاوس لصاحبه : إن هذا
الفتى لعالم ، فلما فرغ من طوافه صلى ركعتين ثم جلس فأتاه الناس فقال طاوس لصاحبه :
نذهب إلى أبي جعفر عليه السلام نسأله عن مسألة لا أدري عنده فيها شئ ، فأتياه فسلما عليه
ثم قال له طاوس : يا أبا جعفر هل تعلم أي يوم مات ثلث الناس ؟ فقال : يا أبا عبدالرحمن
لم يمت ثلث الناس قط ، بل إنما أردت ربع الناس ! قال : وكيف ذلك ؟ قال :
كان آدم وحواء وقابيل وهابيل فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس ، قال : صدقت ، قال
أبوجعفر عليه السلام : هل تدري ما صنع بقابيل ؟ قال : لا ، قال : علق بالشمس ينضح(2)بالماء
الحار إلى أن تقوم الساعة(3)


(1)ذكرهم المسعودى في اثبات الوصية وذكر أسماء‌هم هكذا : 1 - شيث 2 - ريسان اسمه أنوش
3 - قينان 4 - آحيلث 5 - غنميشا 6 - ادريس وهو اخنوح وهرمس 7 - يرد 8 - اخنوخ
ابن يرد 9 - متوشلخ 10 - لمك وهوار فخشد . وعدهم اليعقوبى وابن في المحبر ثمانية فهو
نوح بن لمك بن متوشلخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليهم السلام .
(2)أى يرش بالماء . وفى نسخة ينضج بالماء الحار .
(3)الاحتجاج : 177 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه