بحار الأنوار ج14

رجوعه إلى قومه ، فكان ذهابه ورجوعه مسيرة ثمان وعشرين يوما ، ثم أتاهم فآمنوا به و
صدقوه واتبعوه ، فلذلك قال الله : " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس
لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي " .(1)
ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن
ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة ، عنه عليه السلام مثله مع اختصار .(2)
بيان : قوله :(يفسخ)الفسخ بالسين المهملة والخاء المعجمة : الطرح والنقض
والتفريق ، وبالشين المعجمة والحاء المهملة : تفريج ما بين الرجلين ، ويقال : فشح عنه أي
عدل ، وبالشين المعجمة والجيم أيضا معناه قريب مما ذكر ، ويقال : أفسج عني بالسين
المهملة والجيم أي تركني وخلا عني ، والكل لايخلو من مناسبة . والجذع : الناقة
الشابة أو ما دخلت في الخامسة . والفشل : الضعف والجبن . وأجفلوا إليه أي انقلعوا
وأسرعوا إليه .
وقوله عليه السلام :(بعد ما كذبني الوحي)أي باعتقاد القوم . وقوله :(مغاضبا لربه)
أي على قومه لربه تعالى . أي كان غضبه لله تعالى لا للهوى ، أو خائفا عن تكذيب قومه
لما تخلف عنه من وعد ربه .
13 شى : عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن يونس لما آذاه قومه دعا الله
عليهم فأصبحوا أول يوم ووجوههم مصفرة ،(3)وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم مسودة(4)
قال : وكان الله واعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم ، ففرقوا بين النساء و
أولادهن ، والبقر وأولادها ، ولبسوا المسوح والصوف ، ووضعوا الحبال في أعناقهم ، و
الرماد على رؤوسهم ، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم(5)وقالوا : آمنا بإله يونس ، قال :


(1)تفسير العياشي مخطوط . وأخرجه البحراني ايضا في البرهان 2 : 200 202 .
(2)قصص الانبياء مخطوط .
(3)في نسخة : ووجوههم صفرة . وفي البرهان : صفر .
(4)في البرهان : ووجوههم سود .
(5)" " : وصاحوا صيحة واحدة إلى ربهم .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه