من العيوب وتقد ست سرائر كم من الخبث ، ونظفت الجسم من القاذورات ، وتبرأت
إلى الله من عداه ، وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات ، مما قد نهاك
الله عنه في السر والعلانية ، وحشيت الله حق حشيته في سرك وعلانيتك ، و
وهبت نفسك لله في أيام صومك وفرغت قلبك له ، ونصبت نفسك له فيما أمرك
ودعاك إليه .
فاذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه ، صانع له لما أمرك وكلما
نقصت منها شيئا فيما بينت لك ، فقد نقص من صومك بمقدار ذلك .
وإن أبي عليه السلام قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة تساب جارية لها وهي
صائمة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطعام فقال لها : كلي ! فقالت : أنا صائمة يا رسول الله !
فقال : كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك ؟ إن الصوم ليس من الطعام والشراب
وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم .
ما أقل الصوام وأكثر الجواع ؟(1).
17 - أقول : قال السيد في كتاب سعد السعود : وجدت في صحف إدريس :
إذا دخلتم في الصيام فطهروا نفوسكم من كل دنس ونجس ، وصوموا لله
بقلوب خالصة صافيه منزهة عن الافكار السيئة والهواجس المنكرة ، فان الله
سيحبس القلوب اللطخة والنيات المدخولة ، ومع صيام أفواهكم من المأكل فلتصم
جوارحكم من المآ ثم فان الله لا يرضى منكم أن تصوموا من المطاعم فقط ، لكن من
المناكير كلها ، والفواحش بأسرها .
18 - ختص : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصائم في عباده وإن كان نائما على فراشه
مالم يغتب مسلما(2).
19 - نوادر الرواندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام
قال : قال رسول الله عليه السلام : ما من عبد يصبح صائما فيشتم فيقول : سلام عليكم إني
(1)أخرجه الحر العاملى في الوسائل أيضا تحت الرقم 13135 .
(2)الاختصاص : 234 .