بحار الأنوار ج10

فيهم بهزيمة شيخين من جملتهم ، أوكانا من فرط ما يلحقهما من الخوف والجزع يصيران
إلى أهل الشرك مستأمنين ، أوغير ذلك من الفساد الذي يعلمه الله تعالى ، ولعله لطف
للامة بأن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بحبسهما عن القتال ، فأما ماتوهموه من أنه حبسهما
للاستعانة برأيهما فقدثبت أنه كان كاملا وكانا ناقصين عن كماله ، وكان صلى الله عليه وآله معصوما
وكانا غير معصومين ، وكان مؤيدا بالملائكة وكانا غير مؤيدين ، وكان يوحى إليه و
ينزل القرآن عليه ولم يكونا كذلك ، فأي فقر بحصل له مع ماوصفناه إليهما لولاعمى

القلوب وضعف الرأي وقلة الدين ؟ ! والذي يكشف لك عن صحة ما ذكرته آنفافي
وجه إجلاسهما معه في العريش قول الله سبحانه :(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية
والانجيل والفرقان(2))فلايخلو الرجلان من أن يكونا مؤمنين أو غير مؤمنين ، فقد
اشترى الله(3)عزوجل أنفسهما منهما بالجنة على شرط القتال المؤدي إلى القتل
منهما لغيرهما أوقتل غيرهما لهما ، ولوكان ذلك كذلك(4)لما حال النبي بينهما وبين
الوفاء بشرط الله عليهما من القتل ، وفي منعهما من ذلك دليل على أنهما بغير الصفة
التي يعتقدها فيهما الجاهلون ، فقد وضح بما بيناه أن العريش وبال عليهما ، ودليل
على نفصهما ، وأنه بالضد مما توهموه ، والمنة لله تعالى .(5)
8 - وقال الشيخ أدام الله عزه : قال أبوالحسن الخياط جاء‌ني رجل من أصحاب
الامامة عن رئيس لهم زعم أنه أمره أن يسألني عن قول النبي صلى الله عليه وآله لابي بكر :
(لاتحزن)(6)أطاعة خوف أبي بكر(7)أم معصية ؟ قال : فإن كان طاعة فقد نهاه عن
الطاعة ، وإن كان معصية فقد عصى أبوبكر .
قال فقلت له : دع الجواب اليوم ولكن ارجع إليه واسأله عن قول الله تعالى


(1)في نسخة : أجلسهما .(2)التوبة : 111 .
(3)في المصدر : أوغير مؤمنين ، فان كانا مؤمنين فقد اشترى الله ا ه‍ .
(4)في المصدر : ولو كانا كذلك .
(5)الفصول المختارة 1 : 14 و 15 .
(6)التوبة : 41 .(7)في المصدر : أطاعة خزن أبى بكر ؟ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه