بحار الأنوار ج22

فقد أجمع القوم على ظلمكم ، وقد أستودعكم الله ، وقبلكم مني وديعة يا علي ، إني
قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك ، فأنقذها ، فهي الصادقة
الصدوقة ، ثم ضمها إليه وقبل رأسها ، وقال : فداك أبوك يا فاطمة ، فعلا صوتها
بالبكاء ، ثم ضمها إليه وقال : أما والله لينتقمن الله ربي ، وليغضبن لغضبك
فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين ، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي عليه السلام :
فوالله لقد حسبت(1)بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى هملت عيناه مثل المطر ، حتى
بلت دموعه لحيته وملاء‌ة كانت عليه ، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها(2)ورأسه على
صدري ، وأنا مسنده ، والحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلا أصواتهما
قال علي عليه السلام : فلو قلت : إن جبرئيل في البيت لصدقت ، لاني كنت أسمع بكاء
ونغمة لا أعرفها ، وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها ، لان جبرئيل
لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي صلى الله عليه وآله ، ولقد رأيت بكاء منها(3)أحسب أن
السماوات والارضين قد بكت لها ، ثم قال لها : يا بنية ، الله خليفتي عليكم ، و
هو خير خليفة ، والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من
الملائكة والسماوات والارضون وما فيهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحق(4)لقد
حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها ، وإنك لاول خلق الله ، يدخلها بعدي
كاسية حالية ناعمة ، يا فاطمة هنيئا لك ، والذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها
من النساء ، والذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا
نبي مرسل إلا صعق ، فينادي إليها أن : يا جهنم ! يقول لك الجبار : اسكني
بعزي ، واستقري(5)حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله إلى الجنان ، لا يغشاها
قتر ولا ذلة ، والذي بعثني بالحق ليدخلن حسن وحسين : حسن عن يمينك ، و


(1)في المصدر : لقد حسست .(2)ما نفارقها خ ل .
(3)اى من فاطمة عليها سلام الله .(4)في المصدر : والذى بعثنى بالحق نبيا .
(5)في المصدر : اليك ان يا جهنم يقول لك الجبار : اسكتى واستقرى بعزتى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه