بحار الأنوار ج13

إذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها " اختلفتم فيها(وتدار أتم خ ل)ألقى بعضكم الذنب في قتل المقتول على
بعض ، ودرأه عن نفسه وذويه " والله مخرج " مظهر " ما كنتم تكتمون " ما كان من خبر القاتل وما
كنتم تكتمون من إرادة تكذيب موسى باقتراحكم عليه ما قدرتم أن ربه لا يجيبه إليه " فقلنا اضربوه
ببعضها " ببعض البقرة " كذلك يحيي الله الموتى " في الدنيا والآخرة كما أحيا الميت بملاقاة
ميت آخر له ، أما في الدنيا فيتلاقى ماء الرجل ماء المرأة فيحيي الله الذي كان في الاصلاب والارحام
حيا ، وأما في الآخرة فإن الله تعالى ينزل بين نفختي الصور بعدما ينفخ النفخة الاولى من
دوين السماء الدنيا من البحر المسجور الذي قال الله فيه : " والبحر المسجور " وهي من مني كمني
الرجل ، فيمطر ذلك على الارض فيلقى الماء المني مع الاموات البالية فينبتون من
الارض ويحيون ، ثم قال الله عزوجل : " ويريكم آياته " سائر آياته سوى هذه الدلالات
على توحيده ونبوة موسى عليه السلام نبيه وفضل محمد على الخلائق سيد عبيده وإمائه ، وتبيينه
فضله(1)وفضل آله الطيبين على سائر خلق الله أجمعين " لعلكم تعقلون " تعتبرون
وتتفكرون أن الذي فعل هذه العجائب لا يأمر الخلق إلا بالحكمة ، ولا يختار محمدا وآله إلا
لانهم أفضل ذوي الالباب .(2)
بيان :(أما وقت أيماننا أموالنا)استبعاد منهم للحكم عليهم بالدية بعد حلفهم ،
أي أليس أيماننا وقاية لاموالنا وبالعكس حتى جمعت بينهما ؟ والباسقة : الطويلة . وراض
الدابة : ذللها . والنواعير جمع الناعورة وهي الدولاب والدلو يستقى بها ، ونادمه منادمة
ونداما : جالسه على الشراب . قوله عليه السلام :(ولم يقل موسى)حاصله أنه عليه السلام حمل قوله
تعالى : " إن الله يأمركم " على حقيقة الاستقبال ، ولذا فسره بقوله : سيأمركم ، فوعدهم
أولا بالامر ، ثم بعد سؤالهم وتعيين البقرة أمرهم ولو قال موسى أولا بصيغة الماضي
(أمركم أن تذبحوا)لتعلق الامر بالحقيقة ، وكان يكفي أي بقرة كانت ، وهذا وجه ثالث
غير ما ذهب إليه الفريقان في تأويل الآية ، لكن بقول السيد وأصحابه أنسب ، وجمعه مع
الاخبار السابقة لا يخلو من إشكال ، ويمكن أن تحمل الاخبار السابقة على أنه تعالى لما
علم أنه إن أمرهم ببقرة مطلقة لم يكتفوا بذلك فلذا لم يأمرهم بها أولا ، أو على أنه بعد


(1)في نسخة : وتثبيت فضله .
(2)تفسير الامام : 108 - 113 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه