بحار الأنوار ج35

لنا ابن المبارك الصوري ، قال(1)النبي صلى الله عليه وآله لابي ذر : ما أقلت الغبراء ولا أظلت
الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر(2)ألم يكن النبي قال ؟ قال : بلى(3)، قال :
فما القصة يا أبا عبدالله في ذلك ؟ قال : كان النبي في نفر من قريش إذ قال : يطلع عليكم
من هذا الفج(4)رجل يشبه بعيسى بن مريم ، فاستشرفت(5)قريش للموضع فلم يطلع
أحد ، وقام النبي صلى الله عليه وآله لبعض حاجته إذا طلع من ذلك الفج علي بن أبي طالب عليه السلام
فلما رأوه قالوا : الارتداد وعبادة الاوثان أيسر علينا مما يشبه ابن عمه بنبي ! فقال
أبوذر : يا رسول الله إنهم قالوا كذا وكذا ، فقالوا بأجمعهم كذب ، وحلفوا على ذلك ،
فجحد(6)رسول الله صلى الله عليه وآله على أبي ذر ، فما برح حتى نزل عليه الوحي :(ولما ضرب ابن
مريم مثلا إذا قومك منه يصدون)قال : يضجون(وقالواء‌آلهتنا خير أم هو ما ضربوه
لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني
إسرائيل)فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق
من أبي ذر(7).
22 - كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، لولا(8)أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت
النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لاتمر بملاء من الناس إلا أخذوا التراب من


(1)في المصدر : لم قال ؟ .
(2)قال الجزرى في النهاية(3 : 146): فيه(ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق
لهجة من أبى ذر)الغبراء : الارض ، والخضراء : السماء للونهما ، أراد أنه متناه في الصدق إلى
الغاية : فجاء به على اتساع الكلام والمجاز .
(3)في المصدر : ألم يكن النبى أصدق ؟ قال : بلى .
(4)الفج : الطريق الواسع الواضح بين جيلين .
(5)استشرف الشئ : رفع بصره لينظر إليه باسطا كفه فوق حاجبه .
(6)كذا في(ك)وفى غيره من النسخ(فوجد)أى غضب . وفى المصدر : فوجل .
(7)تفسير فرات : 155 .
(8)في المصدر : ولولا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه