بحار الأنوار ج20

الماوردي في أعلام النبوة : إن كسرى كتب في الوقت إلى عامله باليمن باذان
ويكني أبا مهران : أن احمل إلي هذا الذي يذكر أنه نبي ، وبدأ باسمه قبل اسمي
ودعاني إلى غير ديني ، فبعث إليه فيروز الديلمي في جماعة مع كتاب يذكر فيه ما كتب
به كسرى ، فأتاه فيروز بمن معه ، فقال له : إن كسرى أمرني أحملك إليه(1)،
فاستنظره ليلة ، فلما كان من الغد حضر فيروز مستحثا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله :
" أخبرني ربي أنه قتل ربك البارحة ، سلط الله عليه ابنه شيرويه على سبع ساعات
من الليل ، فامسك حتى يأتيك الخبر " فراع ذلك فيروز وهاله وعاد إلى باذان فأخبره
فقال له باذان : كيف وجدت نفسك حين دخلت عليه ؟ فقال : والله ما هبت أحدا
كهيبة هذا الرجل ، فوصل الخبر بقتله في تلك الليلة من تلك الساعة ، فأسلما جميعا ،
وظهر العبسي(2)وما افتراه من الكذب فأرسل عليه السلام إلى فيروز : " اقتله قتله الله "
فقتله(3).
8 - أقول : قال الكاذروني في المنتقى في حوادث السنة السادسة : فيها اتخذ
رسول الله صلى الله عليه وآله الخاتم ، وذلك أنه قيل : إن الملوك لا يقرؤن كتابا إلا مختوما .
وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ستة نفر فخرجوا مصطحبين في ذي الحجة : حاطب
من أبي بلتعة إلى المقوقس ،(4)ودحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ،(5)وعبدالله
بن حذافة إلى كسرى ،(6)وعمرو بن أمية الضميري(7)إلى النجاشي ، وشجاع


(1)في المصدر : امرنى ان احملك اليه .
(2)هكذا في النسخ ، والصواب كما في المصدر :(العنسى)وهو الاسود العنسى ، واسمه
عيهلة بن كعب بن عوف ، وكان يلقب ذا الخمار ، ادعى النبوة باليمن ، ذكر اخباره ابن الاثير في
الكامل 2 : 227 .
(3)مناقب آل ابى طالب 1 : 70 و 71 .
(4)هو ملك الاسكندرية .
(5)ملك الروم .
(6)ملك فارس .
(7)في المصدر . " الضمرى " وهو الصواب ، وكان النجاشى ملك الحبشة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه