بحار الأنوار ج3

في شئ واحد ،(1)فقال عبدالكريم : هبك علمت في جري الحالتين والزمانين على ما
ذكرت واستدللت على حدوثها فلو بقيت الاشياء على صغرها من أين كان لك أن تستدل
على حدثها ؟ فقال العالم عليه السلام : إنما نتكلم على هذا العالم الموضوع ، فلو رفعناه و
وضعنا عالما آخر كان لا شئ أدل على الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره ، ولكن
أجبتك(2)من حيث قدرت أن تلزمنا ونقول(3): إن الاشياء لو دامت على صغرها لكان
في الوهم أنه متى ماضم شئ(4)إلى مثله كان أكبر ، وفي جواز التغيير عليه خروجه من
القدم كما بان في تغييره دخوله في الحدث(5)ليس لك وراء‌ه شئ يا عبدالكريم ، فانقطع
وخزى . فلما أن كان من العام القابل التقى معه في الحرم فقال له بعض شيعته : إن ابن
أبي العوجاء قد أسلم ، فقال العالم عليه السلام : هو أعمى من ذلك لا يسلم ، فلما بصر بالعالم قال :
سيدي ومولاي ، فقال له العالم : ما جاء بك إلى هذا الموضع ؟ فقال : عادة الجسد ، وسنة
البلد . ولنبصر ما الناس فيه من الجنون والحلق ورمي الحجارة ، فقال له العالم : أنت
بعد على عتوك وضلالك يا عبدالكريم ، فذهب يتكلم فقال له : لا جدال في الحج ، ونفض
رداء‌ه من يده وقال : إن يكن الامر كما تقول وليس كما تقول نجونا ونجوت ، وإن
يكن الامر كما نقول وهو كما نقول نجونا وهلكت ، فأقبل عبدالكريم على من معه

فقال : وجدت في قلبي حرارة فردوني ، فردوه ومات ، لا رحمه الله .
ج : روى مرسلا بعض الخبر .
تنوير : لا يحير جواب بالمهملة أي لا يقدر عليه . والولوع بالشئ : الحرص عليه
والمبالغة في تناوله . قوله : كل ذلك صفة خلقه أي خلق الخالق والصانع ، ويمكن أن
يقرأ بالتاء أي صفة المخلوقية ، والحاصل أنه لما سأل الامام عليه السلام عنه أنك لو كنت
مصنوعا هل كنت على غير تلك الاحوال والصفات التي أنت عليها الآن أم لا أقبل يتفكر


(1)في التوحيد المطبوع : ولن يجتمع صفة الازل والعدم في شئ واحد .
(2)وفي نسخة : اجيبك .
(3)وفي نسخة : فنقول .
(4)وفي نسخة : ما ضم شئ منه إلى شئ منه .
(5)وفي نسخة : كما أن في تغييره دخوله في الحدث .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه