بحار الأنوار ج35

تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، قال : فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة
من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم ! فأنزل
الله على نبيه فقال :(ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدوق * وقالواء آلهتنا
خير أم هو ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و
جعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم)يعني من بني هاشم(ملائكة في الارض
يخلفون).
قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك
أن بني هاشم يتوارثون هر قلا بعد هرقل(1)فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب
أليم ، فأنزل الله عليه مقالة الحارث وتزلت هذه الآية :(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)ثم قال : يا أبا عمرو(2)إما تبت وإما رحلت ، فقال
يا محمد بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و
العجم ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ليس ذلك إلي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد
قلبي ما يتا بعنى على التوبة ولكن أرحل عنك ! فدعا براحلته فركبها ، فلما سار بظهر
المدينة أتته جندلة فرضت هامته(3)، ثم أتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال :(سأل
سائل بعذاب واقع * للكافرين(بولاية علي)ليس له دادع * من الله ذي المعارج)- قال(4)
قلت : جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا ، فقال : هكذا نزل(5)بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله
وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين
انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، قال الله عزوجل :(واستفتحوا وخاب كل
جبار عنيد(6)).


(1)هر قل : اسم ملك الروم ، وهو اول من ضرب الدنانير وأحدث البيعة . وكان اولاده
يتوارثون الملك والسلطنة بعضه من بعض ، ولذا صاروا مثلا في ذلك .
(2)في المصدر : ثم قال له : يا عمرو ، وكانه مصحف :(يا ابن عمرو).
(3)جندل - كجعفر - : ما يعمله الرجل من الحجارة . وفى المصدر : فرضخت هامته . أى كسرت
(4)أى قال أبوبصير لا حدهما عليهما السلام فالخبر مضمر كما عرفت
(5)في المصدر : هكذا والله نزل .
(6)روضة الكافى : 57 و 58 والاية الاخيرة في سورة ابراهيم : 15 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه