بحار الأنوار ج27

فأظهر ت أني كنت أتمناه على ربي وأديت(1)له فرحا بمزاملته ووطنت نفسي أن
أكون عبدا له وأخدمه ، كل ذلك فرقا منه ، قال : فاذا كل شئ وطنت نفسي عليه من
خدمته والعبودية له قد بادرني إليه .
فلما بلغنا المدينة قال : يا هذا إن لي عليك حقا ولي بك حرمة ، فقلت :
حقوق وحرم ، قال : قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على صاحبك ، قال فبهت(2)أن
أن أنظر في وجهه ، ولا أدري(3)بما اجيبه ، قال : فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته
عن الرجل وجواره مني وأنه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصته إلى أن سألني
الاستيذان عليك فما أجبته إلى شئ ، قال : فأذن له ، قال : فلم اوت شيئا من امور
الدنيا كنت به أشد سرورا من إذنه ليعلم مكاني منه .
قال : فجئت بالرجل فأقبل عليه أبو عبدالله عليه السلام بالترحيب ثم دعا له بالمائدة
وأقبل لايدعه يتناول إلا مما كان يتناوله ، ويقول له : اطعم رحمك الله حتى إذا رفعت
المائدة ، قال أبو عبدالله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبلنا نسمع(4)منه أحاديث لم
أطمع أن أسمع مثلها من أحد يرويها على أبي عبدالله .
ثم قال أبو عبدالله عليه السلام في آخر كلامه : " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا
لهم أزواجا وذرية(5)" فجعل لرسول الله صلى الله عليه وآله من الازواج والذرية مثل ما جعل
للرسل من قبله ، فنحن عقب رسول الله صلى الله عليه وآله وذريته ، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى
لاولنا ، قال : ثم قمنا فلم تمر بي ليلة أطول منها(6).


(1)في المصدر : فاظهرت له انى قد كنت اتمناه على ربي وأبديت .
(2)في نسخة : فتهيبت .
(3)في المصدر : في وجهه لاأدرى .
(4)في المصدر : فاقبلت استمع .
(5)الرعد : 38 .
(6)في المصدر : كانت أطول منه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه