بحار الأنوار ج78

بين عليه السلام أن مثل تلك السلامة عين الابتلاء ، ويؤيده قوله عليه السلام كفى
بالسلامة داء أي تصير غالبا سببا للادواء النفسانية ، والامراض الروحانية ، أو
المعنى أن السلامة عن معارضة الناس والمسالمة معهم ، إنما تجوز إذا كانت مع
الانقياد للحق وموافقة رضى الله ، لا كما اختاره جماعة من الاشقياء في زمانه
صلوات الله عليه ، وخالفوا إمامهم ، وكفروا وارتدوا والاوسط اظهر ، والحبيبتان
العينان .
وقال الجوهري : العفر الرجل الخبيث الداهي ، والمرء‌ة عفرة ، قال
أبوعبيدة : العفريت من كل شئ المبالغ ، يقال : فلان عفريت نفريت ، وعفرية
نفرية وفي الحديث إن الله يبغض العفرية النفرية الذي لا يرزء في أهل ولا مال
والعفرية المصحح ، والنفرية إتباع ، وقال في نفر النفريت إتباع للعفريت وتوكيد .
وقال في النهاية بعد ذكر الحديث : هو الداهي الخبيث الشرير ، ومنه
العفريت ، وقيل : هو الجموع المنوع ، وقيل الظلوم ، وقال الجوهري في تفسيره :
العفرية المصحح والنفرية إتباع له ، وكأنه اشبه لانه قال في تمامه : الذي لا
يرزء في أهل ولا مال .
وقال الزمخشري : العفر والعفرية والعفريت والعفارية ، القوي المتشيطن
الذي يعفر قرنه ، والياء في عفرية وعفارية للالحاق بشر ذمة وعذافرة ، والهاء فيهما
للمبالغة ، والتاء في عفريت للالحاق بقنديل ، وقال في حديث سراقة فلم يرزآني
شيئا اي لم يأخذا مني شيئا يقال : رزأته أرزؤه ، وأصله النقص ، ومنه ما رزء‌نا من
مالك شيئا اي ما نقصنا منه شيئا ولا أخذنا .
12 نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألا وإن من البلاء الفاقة ،
واشد من الفاقة مرض البدن ، وأشد من مرض البدن مرض القلب ، ألا وإن من
النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ، وافضل من صحة البدن
تقوى القلب(1).


(1)نهج البلاغة تحت الرقم 388 من قسم الحكم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه