بحار الأنوار ج57

" فسواك أي جعل أعضاء‌ك سليمة مسواة معدة لمنافعها " فعد لك " قيل :
التعديل جعل البنية معتدلة متناسبة الاعضاء ، أو معدلة بما يستعدهامن القوى . وقرأ
الكوفيون " فعدلك " بالتخفيف ، أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت ، أو
فصرفك عن خلقة غيرك وميزك بلخقة فارقت خلقة سائر الحيوانات . " وفي أي صورة ما
شاء ركبك في أي صورة شاء‌ها ، و " ما " مزيدة ، وقيل : شرطية و " ركبك
جوابها ، والظرف صفة عدلك ، وإنما لم يعطف الجملة على ماقبلها لانها بيان
ك‍ " عدلك " -
" فلينظر الانسان مم خلق " قيل : ليعلم صحة إعادته فلا يملي على حافظيه إلا
ما ينفعه في عاقبته " خلق من ماء دافق " قال الرازي : الدفق صب الماء ، يقا ل : دفقت
الماء إذا صببته فهو مدفوق ومندفق ، واختلف في أنه كيف وصف بأنه دافق :
الاول أن معناه ذواند فاق كما يقال دارع وتارس ولا بن وتامر أي ذودرع و
ترس ولبن وتمر .
الثانى أنهم يسمون المفعول باسم الفاعل ، قال الفراء : وأهل الحجاز أجعل
لهذا من غيرهم ، يجعلون الفاعل مفعولا إذا كان في مذهب النعت كقولهم : سركاتم
وهم ناصب ، وليل قائم ، وكقوله تعالى " في عيشة راضية " .
الثالث ذكر الخليل : دفق الماء دفقا ودفوقا إذا انصب .
الرابع صاحب الماء لما كان دافقا اطلق ذلك على المجاز .
" بين الصلب والترائب " قال الجوهري " التريبة واحدة الترائب ، وهي عظام
الصدر مابين الترقوة إلى الشذوة(انتهى)وقال الرازي : ترائب المرأة عظام صدرها
حيث تكون القلادة ، وكل عظم من ذلك تريبة ، وهذا قول جميع أهل اللغة . ثم
قال : في هذه الاية قولان : أحدهما أن الولد مخلوق من الماء الذي يخرج من صلب
الرجل وترائب المرأة ، وقال آخرون : إنه مخلوق من الماء الذي يخرج من صلب
الرجل وترائبه . واحتج صاحب القول الثاني على مذهبه بوجهين : الاول أن ماء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه