بحار الأنوار ج81

رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : إني أتصدق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله فيذكر
ذلك مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يقل
شيئا فنزلت الآية .
قال عطا : عن ابن عباس إن الله تعالى قال : ولا يشرك بعبادة ربه أحدا و
لم يقل ولا يشرك به ، فانه أراد العمل الذي يعمل لله ، ويحب أن يحمد عليه ، قال :
ولذلك يستحب للرجل أن يدفع صدقته إلى غيره ليقسمها كيلا يعظمه من يصله بها .
وروي عبادة بن الصامت وشداد بن أوس قالا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
من صلى صلاة يرائي بها فقد أشرك ، ومن صام صوما يرائي به ، فقد أشرك ، ثم
قرأ هذه الآية .
وفي تفسير علي بن إبراهيم (1)فهذا الشرك شرك رياء ، وعن الباقر عليه السلام سئل
رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية فقال : من صلى مراء‌ات الناس فهو مشرك ومن
زكى مراء‌ات الناس فهو مشرك ، ومن صام مراء‌ات الناس فهو مشرك ، ومن حج
مراء‌ات الناس فهو مشرك ، ومن عمل عملا مما أمره الله عزوجل مراء‌ات الناس فهو
مشرك ، ولا يقبل الله عمل مراء .
وفي الكافي (2)عنه عليه السلام في هذه الآية : الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب
وجه الله ، إنما يطلب تزكية الناس يشتهي أن يسمع به الناس ، فهذا الذي أشرك
بعبادة ربه ، ثم قال : ما من عبد أسر خيرا فذهبت الايام أبدا حتى يظهر الله خيرا
وما من عبد يسر شرا فذهبت الايام حتى يظهر الله له شرا .
وروى العياشي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن تفسير هذه الاية فقال : من
صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد أشرك في عمله ، وهو شرك مغفور (3)
يعني أنه ليس من الشرك الذي قال الله : إن الله لايغفر أن يشرك به (4)وذلك


(1)تفسير القمي : 407 .
(2)الكافي ج 2 ص 293 .
(3)تفسير العياشي ج 2 ص 352 .
(4)النساء : 48 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه