بحار الأنوار ج21

الله ، قال العباس : فمر خالد بن الوليد فقال أبوسفيان : هذا رسول الله ؟ قال : لا
ولكن هذا خالد بن الوليد في المقدمة ، ثم مر الزبير في جهينة وأشجع فقال أبو
سفيان : يا عباس هذا محمد ؟ قال : لا هذا الزبير ، فجعلت الجنود تمر به حتى مر
رسول الله صلى الله عليه واله في الانصار ، ثم انتهى إليه سعد بن عبادة بيده راية رسول الله صلى الله عليه واله
فقال : يا با حنظلة .
اليوم يوم المحلمة * اليوم تسبى الحرمة
يا معشر الاوس والخزرج ثاركم يوم الجبل ، فلما سمعها من سعد خلى
العباس وسعى إلى رسول الله صلى الله عليه واله وزاحم(1)حتى مر تحت الرماح فأخذ غرزه
فقبلها ثم قال : بأبي أنت وأمي أما تسمع ما يقول سعد ؟ وذكر ذلك القول ، فقال
صلى الله عليه واله : " ليس مما قال سعد شئ " .
ثم قال لعلي عليه السلام : " أدرك سعدا فخذ الراية منه ، وأدخلها إدخالا رفيقا "
فأخذها علي وأدخلها كما أمر(2).
قال : وأسلم يومئذ حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وجبير بن مطعم ، وأقبل
أبوسفيان يركض حتى دخل مكة وقد سطح الغبار من فوق الجبال ، وقريش لا
تعلم ، وأقبل أبوسفيان من أسفل الوادي يركض فاستقبله قريش وقالوا : ماوراك ؟
وما هذا الغبار ؟ قال : محمد في خلق ، ثم صاح : يا آل غالب البيوت البيوا ، من دخل
داري فهو آمن ، فعرفت هند فأخذت تطردهم ثم قالت : اقتلوا الشيخ الخبيث ، لعنه
الله من وافد قوم(3)وطليعة قوم ، قال : ويلك إني رأيت ذات القرون ، ورأيت
فارس أبناء الكرام ، ورأيت ملوك كندة وفتيان حمير يسلمن(4)آخر النهار ، ويلك


(1)وزاحم الناس . أقول : في المناقب : فاتى العباس إلى النبى صلى الله عليه وآله واخبره
بمقالة سعد .
(2)في المناقب : فقال سعد : لولاك لما اخذت منى .
(3)في المناقب : قبح من وافد قوم .
(4)في المناقب : يسلمون آخر النهار . وفيه : وذهبت البلية .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه