بحار الأنوار ج33

الخزاعي أن أميرالمؤمنين كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات
فيقول : تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا :(ما سلككم في
سقر قالوا لم نك من المصلين)وقد عرف حقها من طرقها وأكرم بها من
المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع ولاقرة عين من مال ولا ولد يقول
الله عزوجل : *(رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة)*
(37 / النور : 24).
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة
من ربه فقال عزوجل : *(وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)* الآية(طه :
20)وكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه .
ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لاهل الاسلام على أهل الاسلام
ومن لم يعطها طيب النفس بها يرجو بها من الثواب ما هو أفضل منها فإنه
جاهل بالسنة مغبون الاجر ضال العمر طويل الندم بترك أمر الله عزوجل
والرغبة عما عليه صالحوا عبادالله يقول الله عزوجل : *(ومن يتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى)* من الامانة فقد خسر من ليس من أهلها وضل عمله .
عرضت على السموات المبنية والاض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا
أعرض ولا أعلى ولا أعظم لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوة أو
عزة امتنعن ولكن أشفقن من العقوبة .
ثم إن الجهاد أشرف الاعمال بعد الاسلام وهو قوام الدين والاجر فيه
عظيم مع العزة والمنعة وهو الكره(1)فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة
وبالرزق غدا عند الرب والكرامة يقول الله عزوجل : *(ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله)* الآية .


الجهاد من الكافي : ج 5 ص 36 ط الآخوندي .
(1)هذا هو الصواب وفي الكافي والبحار(الكرة). لاحظ بيان المصنف الآتي .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه