بحار الأنوار ج42

يا أميرالمؤمنين طرا علينا ولا والله ما جاء‌نا زائرا ولا منتجعا(1)وإنا لنخافه عليك
فاشدد يدك به(2)فقال له علي عليه السلام : اجلس ، فنظر في وجهه طويلا ثم قال : أرأيتك
إن سألتك عن شئ وعندك منه علم هل أنت مخبري عنه ؟ قال : نعم ، وحلفه عليه
فقال : أكنت تراضع الغلمان وتقوم عليهم فكنت إذا جئت فرأوك من بعيد قالوا :
قد جاء‌نا ابن راعية الكلاب ؟ قال : اللهم نعم ، فقال له : مررت برجل وقد أيفعت
فنظر إليك وأحد النظر فقال : أشقى من عاقر ناقة ثمود ؟ قال : نعم ، قال : قد
أخبرتك امك أنها حملت بك في بعض حيضها ، فتعتع هنيئة ثم قال : نعم قد حدثتني
بذلك ، ولو كنت كاتما شيئا لكتمتك هذه المنزلة ، فقال له علي عليه السلام : قم ، فقام
ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن قاتلك شبه اليهودي بل هو يهودي .
ومنها ما تواترت به الروايات من نعيه نفسه قبل موته وأنه يخرج من الدنيا
شهيدا من قوله : والله ليخضبنها من فوقها - يومئ إلى شيبته - ما يحبس أشقاها أن
يخضبها بدم ؟ وقوله : أتاكم شهر رمضان وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنكم
حاجو العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم ، وكان يفطر في هذه الشهر
ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن جعفر زوج زينب بنته
لاجلها ، لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : يأتيني أمرالله وأنا خميص
إنما هي ليلة أو ليلتان ، فاصيب من الليل ولد توجه إلى المسجد في ليلة ضربه
الشفي في آخرها ، فصاح الاوز في وجهه وطردهن الناس ، فقال : دعوهن
فإنهن نوائح(3).
بيان : تراضع الغلمان لعله من قولهم : فلان يرضع الناس أي يسألهم و ، وفي
بعض النسخ " تواضع " بالواو من المواضعة بمعنى الموافقة في الامر . ويقال :


(1)انتجع فلانا : أتاه طالبا معروفه .
(2)أى خذ البيعة منه .
(3)لم نجد الروايتين في المصدر المطبوع . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه