بحار الأنوار ج39

النجوم لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين آثار رب
العالمين ، قال سلمان : فأحسست بالارض من تحتي ترتعد وسمعت في الهواء دويا
شديدا ، ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن ، وخرت على
وجوهها مغشيا عليها ، وسقطت أنا على وجهي ، فلما أفقت إذا دخان يفور من الارض
فصاح بهم علي عليه السلام ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين ، ثم عاد إلى خطبته
فقال : يامعشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراخ وآل نجاح وسكان الآجام
والرمال والقفار وجميع شياطين البلدان اعلموا أن الارض قد ملئت عدلا كما كانت
مملوء‌ة جورا ، هذا هو الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فأنى تصرفون ؟ فقالوا
آمنا بالله وبرسوله ورسول رسوله ، فلما دخلنا المدينة قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام
ماذا صنعت ؟ قال : أجابوا وأذعنوا وقص عليه خبرهم ، فقال صلى الله عليه وآله : لايزالون
كذلك هائبين إلى يوم القيامة(1).
وأخذ البيعة على الجن بوادي العقيق بأن لا يظهروا في رحالاتنا وجواد
المسلمين(2). وقضى منه ومن رسول الله صلى الله عليه وآله(3)فشكت الجن مأكلهم ، فقال :
أو ليس قد أبحت لكم النثيل(4)والعظام قالوا : يا أمير المؤمنين على أن لا يستجمر
بها ، فقال : لكم ذلك ، فقالوا : يا أمير المؤمنين فإن الشمس تضر بأطفالنا فأمر
أمير المؤمنين عليه السلام الشمس أن ترجع فرجعت ، وأخذ عليها العهد أن لا تضر بأولاد
المؤمنين من الجن والانس(5).
توضيح : الاذب : الطويل ، وقال الجزري : فيه " إنه دفع من عرفات "


(1)مناقب آل أبي طالب 1 : 454 .
(2)في المصدر " في رحالتنا " والرحال جمع الرحل : المنزل والمأوى وجواد جمع
الجادة : الطريق .
(3)في المصدر بعد ذلك " وضلت مائة ناقة حمراء تنظر في سواد وترعى في سواد " ولاتخلو
العبارة عن تحريف وتصحيف .
(4)النثيل : الروث .
(5)مناقب آل أبي طالب 1 : 456 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه