بحار الأنوار ج64

إيجاد المخلوقات كلها على اختلافها ، وتباين أنواعها لتكون مظاهر لاسمائه الحسنى
جميعا ، ومجالي لصفاته العليا قاطبة ، كما اشير إلى لمعة منه في هذا الحديث انتهى .
اقول : هذه الكلمات مبنية على خرافات الصوفية ، إنما نورد أمثالها
لتطلع على مسالك القوم في ذلك وآرائهم .
25 - كا : عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله
ابن سنان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك إني لارى بعض أصحابنا
يعتريه النزق والحدة والطيش . فأغتم لذلك غما شديدا ، وأرى من خالفنا فأراه
حسن السمت ، قال : لا تقل حسن السمت سمت الطريق ، ولكن قل :
حسن السيماء ، فان الله عزوجل يقول : " سيماهم في وجوههم "(1)قال : قلت :
فأراه حسن السيماء ، له وقار ، فأغتم لذلك ، قال : لا تغتم لما رأيت من نزق
أصحابك ، ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ، إن الله تبارك وتعالى لما أراد
أن يخلق آدم ، خلق تلك الطينتين ثم فرقهما فرقتين ، فقال لاصحاب اليمين :
كونوا خلقا بإذني ، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى ، وقال لاصحاب الشمال :
كونوا خلقا باذني ، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج .
ثم رفع لهم نارا فقال(2): ادخلوها بإذني ، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله
ثم اتبعه اولوالعزم من الرسل . وأوصياؤهم وأتباعهم ، ثم لاصحاب الشمال :
ادخلوها باذني ، فقالوا : ربنا خلقتنا لتحرقنا ؟ فعصوا ، فقال لاصحاب اليمين :
اخرجوا بإذني من النار ، فخرجوا لم تكلم منهم النار كلما ، ولم تؤثر فيهم أثرا .
فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا : ربنا نرى أصحابنا قد سلموا ، فأقلنا
ومرنا بالدخول ، قال : قد أقلتكم فادخلوها ، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا
فقالوا يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق ، فعصوا فأمرهم بالدخول ثلاثا ، كل ذلك
يعصون ويرجعون وأمر اولئك ثلاثا كل ذلك يطيعون ويخرجون فقال لهم :
كونوا طينا باذني ، فخلق منه آدم .


(1)الفتح 29 . / /(2)فقال لاصحاب اليمين ظ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه