بحار الأنوار ج79

ابن فضال ، عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : إن الله عزوجل إنما
فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة ، من أتى بها لم يسأله الله عز
وجل عما سواها ، وإنما أضاف رسول الله صلى الله عليه وآله إليها مثليها ليتم بالنوافل ما يقع فيها
من النقصان ، وإن الله عزوجل لا يعذب على كثرة الصلاة والصوم(1)، ولكنه
يعذب على خلاف السنة(2).
بيان : على خلاف السنة أي تبديلها بأن يزيد عليها أو ينقص منها ، معتقدا
أن العمل بهذه الكيفية وهذا العدد في تلك الاوقات مطلوبة بخصوصه ، كصلاة
الضحى وأمثالها من البدع ، وإلا فالصلاة خير موضوع ، وفي التهذيب(3)في رواية
اخرى ولكن يعذب على ترك السنة ، والمراد به أيضا ما ذكرنا ، وما قيل إن
المراد ترك جميع السنن فهو بعيد ، ومستلزم للقول بوجوب كل سنة بالوجوب
التخييري ، وتخصيص التخيير بما إذا كان بين أشياء محصورة . أو القول بأنه إنما
يعاقب لما يستلزمه من الاستخفاف والاستهانة بها فلا يخلو كل منهما من تكلف كما
لا يخفى .
25 مجالس الشيخ : عن أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير
عن ابن فضال ، عن محمد بن خالد الاصم ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معمر بن يحيى
أنه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول : لا يسأل الله عبدا عن صلاة بعد الفريضة ، ولا عن
صدقة بعد الزكاة ، ولا عن صوم بعد شهر رمضان(4).
تحقيق وتفصيل
اعلم أن الروايات مختلفة في أعداد الصلوات اختلافا كثيرا ، فمنها أربع


(1)لعله أراد عليه السلام بكثرة الصلاة ما يصليها الناس من صلاة احدى وخمسين
توهما منهم أن مثلى الفريضة هو ثلاثة وأربعون كما عرفت وليس كذلك .
(2)أمالى الطوسى ج 2 ص 263 و 264 .
(3)التهذيب ج 1 ص 134 .
(4)لم نجده في المطبوع من الامالى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه