بحار الأنوار ج89

حتى أدخلته الجنة(تبارك الذي بيده الملك).
وعن ابن عباس قال : ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فناة(1)على قبر
وهو لا يحسب أنه قبر ، فاذا قبر إنسان فقرء سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي
صلى الله عليه وآله فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هي المانعة المنجية ، تنجيه
عذاب القبر .
وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :(تبارك)هي المانعة من عذاب القبر .
وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : انزلت علي سورة تبارك
وهي ثلاثون آية جملة واحدة ، وقال : هي المانعة في القبور .
وعن ابن عباس قال لرجل : ألا أتحفك بحديث تفرح به ؟ قال : بلى قال :
اقرء(تبارك الذي بيده الملك)وعلمها أهلك وجميع ولدك ، وصبيان بيتك
وجيرانك ، فانها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها ، وتطلب له
أن ينجيه من عذاب النار ، وينجو بها صاحبها من عذاب القبر ، قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : لودت أنها في قلب كل إنسان من امتي .
وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن رجلا كان من كان قبلكم مات
وليس معه شئ من كتاب الله إلا تبارك ، فلما وضع في حفرته أتاه الملك ، فنادت
السورة في وجهه ، فقال لها : إنك من كتاب الله وأنا أكره مساء‌تك ، وإني لا
أملك لك ولاله ولا لنفسي نفعا ولا ضرا ، فان أردت هداية فانطلقي إلى الرب
فاشفعي له ، فتنطلق إلى الرب فتقول : يا رب إن فلانا عمد إلى من بين كتابك
فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار ومعذبه وأنا في جوفه ؟ فان كنت فاعلا ذلك
به فامحني من كتابك ، فيقول : أراك غضبت ، فيقول : وحق لي أن غضب ، فيقول :
اذهبي فقد وهبته لك ، وشفعتك فيه ، فتجئ سورة الملك فيخرج كاسف البال لم
يحل منه بشئ فتجئ فتضع فاها على فيه ، فتقول : مرحبا بهذا الفم ، فربما تلاني

ومرحبا بهذا الصدر ، فربما وعاني ، ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتابي


(1)الفناة العريش الواسع الظل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه