بحار الأنوار ج83

بكسر الجيم جمع ترجمان وهو المفسر للسان(وجعله لباسا)أي سترا يستر به(وسكنا)
أي يسكن فيه الناس سكون الراحة(آيتين)أي علامتين تدلان على القادر الحكيم
بتعاقبهما على نسق واحد ، أوذوي آيتين وهما الشمس والقمر(لنعلم بهما)أي باختلافهما
أو بحركاتهما(والحساب)أي جنس الحساب .
(وهو عصمة أمري)بكسر العين وإسكان الصاد المهملتين أي وقاية حالي وحافظي
من العقاب والعذاب في الدنيا والاخرة(فيها معيشتي)أي حياتي أو مكسبي ، أو ما أتعيش
به من المطعم والمشرب وغيرهما(زيادة لي)أي موجبة لازديادي من كل نوع من
أنواع الخيرات .
(خلقان)أي مخلوقان ، قال الشيخ البهائي - ره - : لما كان الليل والنهار
عبارة عن مقدار دورة الشمس صحت تثنية خبر إن ويمكن أن يجعل الخبر عن اسمها
محذوفا ، فيكون من عطف الجملة على الجملة ، والتقدير إني خلقك وهذا الليل
والنهار خلقان .
(ولا تراهما جرإة مني)أي لاتجعلهما بحيث يريان مني جرء‌ة على الذنوب
لو كان لهما حس ، أو الاسناد مجازي ، والمراد رؤية الملائكة الموكلين بالخلائق
فيهما ، والغرض التوفيق لترك الذنوب(وآمني مكرك)أي عذابك بعتة(حتى أعي
وحيك)أي أفهمه أو أحفظه .
(واوفي بعدك)أي بما عاهدتك عليه من العمل بأوامرك ، والترك لمعاصيك
فيكون مابعده عطف تفسير ، ويمكن أن يخص بالعقائد وما عبده بالاعمال(من درك
الشقاء)قال في النهاية في تفسيره الدرك : اللحاق والوصول إلى الشئ وأدركته إدراكا
ودركا انتهى ، والشقاء ضد السعادة ، والشدة والمشقة وكل منهما يناسب المقام وقال
الشيخ البهائي قدس سره في شرح هذا الكلام : الدرك بالتحريك يطلق على المكان
وطبقاته دركات ويقال النار دركات والجنة درجات ، ويطلق أيضا على أقصى قعر الشئ
انتهى ولا يخفى عدم مناسبته ولم يتعرض للمعنى المتقدم مع اتفاق شراح الحديث عليه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه