بحار الأنوار ج17

28 - سن : أبوإسحاق الخفاف ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان
الذي تناهت إليه وصايا عيسى عليه السلام ابى .
ورواه عن ابن أبي عمير(1)، عن درست ، وزاد فيه : فلما أن أتاه سلمان قال له :
إن الذي تطلب قد ظهر اليوم بمكة فتوجه إليه(2).
بيان : يحتمل أن يكون بالط وابي واحدا ، ويحتمل تعددهما ، ويكون الوصايا
من عيسى عليه السلام انتهى إليه صلى الله عليه وآله من جهتين ، بل من جهات لما سيأتي أنه انتهى إليه من
جهة بردة أيضا ، وأما أبوطالب فإنه كان من أوصياء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وكان
حافظا لكتبهم ووصاياهم من تلك الجهة ، لا من جهة بني إسرائيل ، وموسى وعيسى عليهما السلام
لم يكونا مبعوثين إليهم ، بل كانوا على ملة إبراهيم عليه السلام كما مرت الاشارة إليه في
كتاب النبوة .
29 - كا : محمد بن الحسن وغيره عن سهل ، عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ، عن محمد
ابن الحسين جميعا ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو ، عن
عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوصى موسى عليه السلام إلى يوشع بن نون عليه السلام
وأوصى يوشع بن نون عليه السلام إلى ولد هارون عليه السلام ، ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد
موسى عليه السلام ، إن الله عزوجل له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء ، وبشر موسى ويوشع
بالمسيح عليهم السلام ، فلما أن بعث الله المسيح عليه السلام قال المسيح عليه السلام لهم : إنه سوف يأتي
من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل ، يجئ بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم ،
وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين ، وإنما سماهم الله عزوجل المستحفظين ،
لانهم استحفظوا الاسم الاكبر ، وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شئ الذي كان مع
الانبياء صلوات الله عليهم ، يقول الله عزوجل : " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وأنزلنا معهم
الكتاب والميزان(3)" الكتاب : الاسم الاكبر ، وإنما عرف مما يدعى الكتاب التوراة


(1)في المصدر : ورواه عن أبيه : عن ابن أبى عمير .
(2)المحاسن : 235 .
(3)هكذا في النسخ ، وفى المصدر : " لقد " بحذف العاطف ، وفى المصحف الشريف :
" لقد أرسلنا رسلا بالبينات وأنزلنا " والظاهر أن الاية منقولة بالمعنى او تلفيق من آيتين .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه