بحار الأنوار ج91

مشيتك اي إرادتك ، والعقال بالكسر خيط يكون آلة لامساك البعير وهذه
أعباء ذنوبي العباء بالكسر الحمل والجمع أعباء درأتها اي دفعتها عن نفسي
بعفوك يقال : عفوت عن ذنبه إذا تركته ولم تعاقبه ورحمتك . وهذه أهوائى
المضلة اي الموجبة للضلالة ، واصله أضاعه وأهلكه وكلتها اي جعلتها موكولة
إلى جناب لطفك الهادى لكل شئ إلى ما يستعده ورأفتك هي اشد الرحمة .
فاجعل اللهم صباحي هذا هو صفة صباحي نازلا علي النزول الحلول
تقول نزلت نزولا ومنزلا بضياء الهدى هو الرشاد والدلالة ، يذكر ويؤنث
والسلامة هي التعرى عن الآفات في الدين وهو الطاعة والجزاء ، واستعير
للشريعة قال الله تعالى إن الدين عند الله الاسلام (1) والدنيا مؤنث ادنى من
الدنو ، أو الدناء‌ة ، اي الدار التي لها زيادة قرب إلينا ، بالنسبه إلى الآخرة ، أو
لها زيادة دناء‌ة بالنسبة إلى الآخرة ، والدار مؤنث سماعي .
و اجعل مسائى هو ضد الصباح جنة بضم الجيم ، هو ما استترت به
من سلاح من كيد الاعداء أي مكرهم والاعداء جمع عدو ، وهو ضد الصديق
ووقاية هى حفظ الشئ مما يضره ، وقد يطلق على ما به ذلك الحفظ ، وهو
المراد ههنا من مرديات الهوى اي المهالك الناشئة من هوى النفس ، يقال :
ردي بالكسر ردى اى هلك وأردأه غيره فانك قادر القدرة ضد العجز على
ماتشاء أي تريد .
تؤتي اي تعطي من الاتيان وهو الاعطاء الملك هو التصرف بالامر و
النهي في الجمهور ، وذلك مختص بسياسة الناطقين ، ولذا يقال ملك الناس ، ولا يقال
ملك الاشياء من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء يقال نزعت الشئ من مكانه
أنزعه نزعا قلعته وتعز من تشآء العزة حالة مانعة للانسان من أن يغلب ، من
قولهم : ارض عزاز أي صلبة وتذل من تشآء الذل بالضم ضد العز وبالكسر
اللين واذله واستذله وذلله بمعنى بيدك الخير انك على كل شئ قدير ذكر الخير


(1)آل عمران : 19 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه