قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو أن عدو علي جاء إلى الفرات وهو يزخ زخيخا
قد أشرف ماؤه على جنبتيه فتناول منه شربة وقال : بسم الله ، وإذا شربها(1)قال :
الحمد لله ، ما كان ذلك إلا ميتة(2)أو دما مسفوحا أو لحم خنزير .
بيان : يزح زخيخا بالخاء المعجمة ، أي يدفع بعضه بعضا لكثرته أو يبرق ، قال
الفيروزآبادي : زخه : دفعه في وهدة ، وزخ الخمر يزخ زخيخا : برق ، وفي بعض
النسخ : بالراء المهملة والجيم ، قال الفيروز آبادي : الرج : التحريك والتحرك و
الاهتزاز ، والرجرجة : الاضطراب . انتهى .
والغرض بيان أن مثل هذا الماء مع وفوره وكثرته وعدم توهم إسراف وغصب و
تضييق على الغير إذا شرب منه مع رعاية الآداب المستحبة كان عليه حراما لكفره ، و
إنما ابيح نعم الدنيا للمؤمنين .
4 - ما : المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعيد بن عبدالله بن موسى عن
محمد بن عبدالرحمان عن المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال :
قلت للنبي صلى الله عليه وآله : أوصني ، قال : عليك بمودة علي بن أبي طالب عليه السلام ، والذي
بعثني بالحق نبيا لايقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب
عليه السلام ، وهو تعالى أعلم فان جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت
بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار ، يابن عباس والذي بعثني بالحق
نبيا إن النار لاشد غضبا على مبغض علي عليه السلام منها على من زعم أن لله ولدا .
يابن عباس لو أن الملائكة المقربين والانبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن
يفعلوا لعذبهم الله بالنار ، قلت : يارسول الله وهل يبغضه أحد ؟ قال : ياابن عباس
نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا .
(1)في المصدر : فاذا شربها .
(2)أي كميتة أو دم مسفوح ، هذا أمر الماء وهو لفوره لايعدل بقيمة ولا يحتاج اباحته
إلى ذكر اسم الله فكيف بغيره مماله قيمة وما يحتاج اباحته إلى التسمية .
(3)امالي الصدوق : 390 .(*)