بحار الأنوار ج81

بالسلامة من كل مكروه ، والموت من أشد المكاره ، على أن كل مكروه منغص
للحيوة مكدر لها .
ولنقدم مباحث ليظهره ماهو المقصود من نقل الآية :
الاول : اختلف في التحية فقيل هي السلام ، لانه تحية الاسلام ، وهو
الظاهر من كلام أكثر اللغويين والمفسرين ، قال في القاموس التحية السلام وقال
البيضاوي الجمهور على أنه السلام ، وقيل تشمل كل دعاء وتحية من القول ، قال :
في المغرب حياه بمعنى أحياه تحية كبقاه بمعنى أبقاه تبقية ، هذا أصلها ثم سمي
مايحيى به من سلام ونحوه تحية ، وقيل يشمل كل بر من الفعل والقول ، كما
يظهر من علي بن إبراهيم في تفسيره (1)حيث قال السلام وغيره من البر ، وإن
احتمل أن يكون مراده البر من القول ، وقيل : المراد بالتحية العطية وأوجب
الثواب أو الرد على المتهب ذكره في الكشاف وهو ضعيف ، بل الظاهر أن المراد
به السلام أو يشمله وغيره من التحية والاكرام كما تدل عليه الاخبار عن
الائمة الكرام عليهم السلام .
فقد روي (2)في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام إذا عطس أحدكم قولوا : يرحمكم
الله ، ويقول هو يغفر الله لكم ويرحمكم ، قال الله تعالى : وإذا حييتم الآية .
وفي مناقب ابن شهر آشوب (3)جاء‌ت جارية للحسن عليه السلام بطاق ريحان فقال
لها : أنت حر لوجه الله ، فقيل له في ذلك فقال أدبنا الله تعالى فقال : إذا حييتم
الآية وكان أحسن منها إعتاقها .
وفي الكافي (4)في الصحيح عن الصادق عليه السلام : رد جواب الكتاب واجب كوجوب
رد السلام ، وقد مرت الاخبار في ذلك في محله .


(1)تفسير القمي : 133 .
(2)الخصال ج 2 ص 168 .
(3)مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 18 .
(4)الكافي ج 2 ص 670 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه