بحار الأنوار ج22

جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاء‌ها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها
ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك
فهذا مصحف فاطمة عليها السلام(1).
64 - كتاب الطرف : - للسيد علي بن طاووس ، وكتاب مصباح الانوار
بإسنادهما إلى كتاب الوصية لعيسى الضرير ، عن موسى بن جعفر عليه قال :
قال لي أبي : قال علي عليه السلام لما قرأت صحيفة وصية رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا فيها :
يا علي غسلني ولا يغسلني غيرك ، قال : فقلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : بأبي أنت وامي
أنا أقوى على غسلك وحدي ؟ قال : بذا أمرني جبرئيل ، وبذلك أمره الله تبارك
وتعالى ، قال : فقلت له : فإن لم أقو على غسلك وحدي فأستعين بغيري يكون
معي ؟ فقال جبرئيل : يا محمد قل لعلي عليه السلام : إن ربك يأمر أن تغسل ابن
عمك فإن هذا السنة(2)لا يغسل الانبياء غير الاوصيآء ، وإنما يغسل كل
نبي وصيه من بعده ، وهي من حجج الله لمحمد صلى الله عليه وآله على امته فيما أجمعوا عليه
من قطيعة ما أمرهم به ، واعلم يا علي إن لك على غسلي أعوانا ، نعم الاعوان
والاخوان ، قال علي عليه السلام : فقلت : يا رسول الله من هم ؟ بأبي أنت وامي ، فقال :
جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا
أعوان لك ، قال علي عليه السلام : فخررت لله ساجدا ، وقلت : الحمد لله الذي جعل لي
إخوانا وأعوانا هم امناء الله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمسك هذه الصحيفة التي
كتبها القوم ، وشرطوا فيها الشروط على قطيعتك ودهاب حقك ، وما قد أزمعوا
عليه من الظلم تكون عندك لتوافيني بها غدا وتحاجهم بها ، فقال علي عليه السلام :
غسلت رسول الله صلى الله عليه أنا وحدي ، وهو في قميصه ، فذهبت أنزع عنه القميص فقال
جبرئيل : يا علي لا تجرد أخاك من قميصه ، فإن الله لم يجرده ، وتأيد في الغسل
فأنا اشاركك في ابن عمك بأمر الله ، فغسلته بالروح والريحان والرحمة


(1)اصول الكافى 1 : 241 .
(2)في المصدر : فانها السنة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه