بحار الأنوار ج3

46 - سن : محمد بن عيسى ، عن أبي هاشم الجعفري قال : أخبرني الاشعث بن
حاتم أنه سأل الرضاعليه السلام عن شئ من التوحيد فقال : ألا تقرأ القرآن ؟ قلت : نعم ،
قال : اقرأ : لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار . فقرأت فقال : وما الابصار ؟ قلت :
أبصارالعين قال : لا إنما عنى الاوهام ، لا تدرك الاوهام كيفيته وهو يدرك كل فهم .
سن : محمد بن عيسى ، عن أبي هاشم ، عن أبي جعفر عليه السلام نحوه ، إلاأنه قال :
الابصار ههنا أوهام العباد ، والاوهام أكثر من الابصار ، وهو يدرك الاوهام ولا تدركه
الاوهام .
بيان : كون الاوهام أكثر لان البصر في الشخص متحد ، وله واهمة ومتفكرة و
متخيلة وعاقلة ، وكثيرا ما يسلب عن الشخص البصر وتكون له تلك القوى ، ويحتمل
أن يكون المراد بها أكثرية مدركاتها فإنها تدرك مالا يدركه البصرأيضا .
47 - شى : عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : سمعته يقول : لا يوصف
الله بمحكم وحيه ، عظم ربنا من الصفة ، وكيف يوصف من لا يحد ، وهو يدرك الابصار
ولا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير .
بيان : أي دل محكم الآيات على أنه لا يوصف كقوله تعالى : " ليس كمثله شئ "
وقوله : " لا تدركه الابصار " .
أقول : قد مر كثير من الاخبار المناسبة لهذا الباب في باب إثبات الصانع ، و
باب النهي عن التفكر ، وسيأتي بعضها في باب جوامع التوحيد ، وباب احتجاج أمير
المؤمنين عليه السلام على النصارى ، وباب الرؤية .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه