بحار الأنوار ج40

ألف باب ووقفه على ذلك .
ومنها أن علمه بكل باب أوجب فكره فيه فبعثه الفكر على المسألة عن شعبة
ومتعلقاته ، فاستفاد بالفكر فيه علم ألف باب بالبحث عن كل باب منها ، ومثل هذا
قول النبي صلى الله عليه وآله من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم .
ومنها : أنه صلى الله عليه وآله نص له على علامات تكون عندها حوادث ، كل حادثة
تدل على حادث(1)إلى أن تنتهي إلى ألف حادثة ، فلما عرف الالف علامة عرفه(2)
بكل علامة منها ألف علامة ، والذي يقرب هذا من الصواب أنه عليه السلام أخبرنا بامور
تكون قبل كونها ، ثم قال عقيب إخباره بذلك : علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب
فتح لي كل باب ألف باب .
وقال بعض الشيعة : إن معنى هذا القول أن النبي صلى الله عليه وآله نص(3)على صفة
ما فيه الحكم على الجملة دون التفصيل ، كقوله :(يحرم من الرضاع ما يحرم من
النسب(4))فكان هذا بابا استفيد منه تحريم الاخت من الرضاعة والام والخالة و
العمة وبنت الاخ وبنت الاخت(5)، وكقول الصادق عليه السلام :(الربا في كل مكيل
وموزون)فاستفيد بذلك الحكم في أصناف المكيلات والموزونات(6)، والاجوبة الاولة
لي وأنا أعتمدها ، انتهى كلامه قدس سره(7).
أقول : ينا في الثالث ما صرح به في رواية ابن نباتة وغيره(علمني ألف باب
من الحلال والحرام ، ومما كان ومما هو كائن إلى يوم القيامة)ويؤيد الاخير ما ورد
في رواية موسى بن بكر عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : كلما غلب الله عليه من أمر


(1)في المصدر : على حادثة .
(2)في المصدر : عرف .
(3)في المصدر : نص له .
(4)في المصدر : بالنسب .
(5)في المصدر : وابنة الاخت .
(6)قد ذكر في المصدر امثلة اخرى هنا أسقطها المصنف .
(7)الفصول المختارة 1 : 68 و 69 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه