بحار الأنوار ج61

القوت كالخشب اليابس نفخ الله في تلك الجثة الحياة فعاشت مثل العام الاول ، وذلك
دأبها ، وفي هذا النوع صنف مختلف اللون مستطيل الجسد في طبعه الحرص والشرة
يطلب المطابخ ويأكل مافيها من اللحوم ويطير مفردا(1)ويسكن بطن الارض و
الجدران ، وهذا الحيوان بأسره مقسوم في وسطه ، ولذلك لا يتنفس من جوفه البتة
ومتى غمس في الدهن سكنت حركته ، وإنما ذلك لضيق منافذه فان طرح في الخل
عاش(2)، ويحرم أكله ، ويستحب قتله لما روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله قال : من
تقل زنبورا اكتسب ثلاث حسنات .
لكن يكره إحراق بيوتها بالنار ، وسئل أحمد عن تدخين بيوت الزنابير ، فقال :
إذا يخشى أذاها فلا بأس وهو أحب إلى تحريقه(3).
وقال : الدبر بفتح الدال : جماعة النحل ، قال السهيلي : الدبر : الزنابير ،
وقال الاصمعي : لا واحد له من لفظه ، ويقال : إن واحده خشرمة .
وفي الفائق أن سكينة بنت الحسين عليه السلام جاء‌ت إلى امها الرباب وهي
صغيرة تبكى ، فقالت : مابك ؟ قالت : مرت بي دبيرة فلسعتنى بابيره .
أرادت تصغير دبرة وهي النحلة ، سميت بذلك لتدبيرها في عمل العسل(4).
وقال : البرغوث واحد البراغيث وضم بائه أكثر من كسرها ، وحكى الجاحظ
أن البرغوث من الحيوان الذى يعرض له الطيران كما يعرض للنحل ، وهو يطيل
السفاد ويبيض فيفرخ بعد أن يتولد ، وهو ينشأ أولا من التراب لاسيما في الاماكن
المظلمة ، وسلطانه في أواخر فصل الشتاء وأول فصل الربيع ، ويقال : إنه على صورة
الفيل ، وله أنياب يعض بها وخرطوم يمص به ، ولا يسب لما روي عن أنس أن النبي


(1)في المصدر : ويطير منفردا .
(2)في الصمدر : فاذا طرح في الخل عاش وطار ويحرم اكله لاستخباثه .
(3)حياة الحيوان 2 : 6 و 7 فيه : من تحريقها ولا يصح بيعها لانها من الحشرات .
(4)حياة الحيوان 1 : 237 و 238 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه