بحار الأنوار ج76

النساء : إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا
لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا(1).


(1)النساء : 137 . والاية تشهد بسياقها وسياق ما قبلها أنها خاصة بالذين آمنوا
وتابوا عن شرك فطرى قال : يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل
على رسوله والكتاب الذى انزل من قبل من التورات والانجيل ، وهذا يشهد بأنهم ما
كانوا مؤمنين بالكتاب الذى أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الاخر وهذا أيضا يشهد بأنهم كانوا مشركين لا يقرون بالمعاد فقد ضل ضلالا
بعيدا .
ثم قال : ان الذين آمنوا أى بعد الشرك الفطرى ثم كفروا وارتدوا ثم
آمنوا أى رجعوا عن الارتداد وتابوا إلى الحق ثم كفروا وارتدوا ثانيا ثم ازدادوا
كفرا بعدم التوبة أو الفرار إلى دار الشرك أو الفساد في الارض لم يكن الله ليغفر لهم
ولا ليهديهم سبيلا .
فعلى هذا تقبل توبة المرتد اذا كان على فطرة الشرك مرتين : مرة بابتداء الدعوة
واسترجاعه عن الشرك إلى الايمان لاول مرة ، فان تاب وقبل الاسلام فهو ، والا قتل
حيث ظفر به ، فايمانه هذا كايمان أهل الكتاب في دينهم من الانقلاع عن الشرك إلى
التوحيد .
ومرة ثانية اذا ارتد عن الاسلام إلى الشرك ، بمعنى أنه كفر بعد الايمان ودخل
تحت قوله تعالى : كيف يهدى الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا بأن الرسول حق
الخ ، وقد كان جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها ، الا
الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا .
فيجب على الامام أن يستتيبه كما فعل في أهل الكتاب لاول مرة حرفا بحرف .
تحقيقا لمعنى قوله تعالى ثم آمنوا حيث صدق ايمانهم بعد الكفر بعد الايمان ، وقد ورد
في الاستتابة أن ينظر ثلاثة أيام في الحبس ليرجع ، فان لم يرجع قتل كما كان يقتل في

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه