بحار الأنوار ج12

بيان :(قال الحسن بن علي)أي ابن فضال كما سيظهر مما سنورده من سند الكافي ،
أي أظن أن غرض إبراهيم عليه السلام كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض إنجاء لوط من بينهم .
27 - شى : عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله بعث أربعة أملاك
في إهلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل ، فأتوا لوطا وهو في زراعة(1)
قرب القرية ، فسلموا عليه وهم متعممون ، فلما رآهم رأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض
وعمائم بيض ، فقال لهم : المنزل ؟ فقالوا : نعم ، فتقدمهم ومشوا خلفه فندم على عرضه المنزل
عليهم ، فقال : أي شئ صنعت ؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم ! فالتفت إليهم فقال : إنكم لتأتون
شرارا من خلق الله فقال جبرئيل : لاتعجل عليهم(2)حتى يشهد عليهم ثلاث مرات ، فقال جبرئيل :
هذه واحدة ، ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ،
فقال جبرئيل : هذه اثنتان ، ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال : إنكم
لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه الثالثة ، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله
فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت(3)فلم يسمعوا : فدخنت
فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون حتى جاؤوا إلى الباب فنزلت المرأة فقالت : عنده قوم
ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم ، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوا ، فلما رآهم لوط قام إليهم
فقال لهم : ياقوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ؟ وقال : هؤلاء بناتي
هن أطهرلكم ; فدعاهم إلى الحلال فقالوا : مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ،
قال لهم : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد . قال : فقال جبرئيل : لو يعلم أي
قوة له . قال : فكاثروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال : يالوط دعهم يدخلون ،
فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله : " فطمسنا أعينهم "
ثم ناداه جبرئيل : " إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل " وقال
له جبرئيل : إنا بعثنا في إهلاكهم ، فقال : ياجبرئيل عجل ، فقال : إن موعدهم الصبح
أليس الصبح بقريب ؟ فأمره فتحمل ومن معه إلا امرأته ، ثم اقتلعها - يعني المدينة - جبرئيل
بجناحه من سبع أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ


(1)في نسخة : وهو في زراعته .
(2)كذا في النسخ والظاهر أن يكون هكذا : فقال الله لجبرئيل : لا تعجل عليهم اه‍ .
(3)في نسخة : فصعقت .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه