بحار الأنوار ج49

قال له : معك حمار ؟ قال : لا ، فأمر له بحمار ثم قال له : معك دراهم النفقة ؟
فقال : لا ، فأمر له بألف درهم وبزوج جوالق خوزية وبسفرة وبآلات ذكرها
فأتي بجميع ذلك .
ثم التفت الامير حمويه إلى القواد ، فقال لهم : أتدرون من هذا ؟ قالوا :
لا ، قال : اعلموا أني كنت في شبابي زرت الرضا عليه السلام وعلي أطمار رثة ، ورأيت
هذاالرجل هناك وكنت أدعو الله عزوجل عند القبر أن يرزفني ولاية خراسان ، وسمعت
هذاالرجل يدعو الله تعالى ويسأله ما قد أمرت له به فرأيت حسن إجابة الله لي
فيما دعوته فيه ، ببركة ذلك المشهد ، فأحببت أن أرى حسن إجابة الله تعالى لهذا
الرجل على يدي ، ولكن بيني وبينه قصاص(1)في شئ قالوا : ما هو ؟ قال : إن
هذاالرجل لما رآني وعلي تلك الاطمارالرثة ، وسمع طلبي بشئ عظيم فصغر
عنده محلي في الوقت ، وركلني برجله وقال لي : مثلك بهذاالحال يطمع في ولاية
خراسان وقود الجيش ؟ فقال له القواد : أيها الاميراعف عنه واجعله في حل حتى
تكون قد أكملت الصنيعة إليه ، فقال : قد فعلت .
وكان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد وزوج ابنته من زيد بن محمد بن زيد
العلوي بعد قتل أبيه رضوان الله عليه بجرجان وحوله إلى قصره ، وسلم إليه ما
سلم من النعمة ، وكل ذلك لما كان يعرفه من بركة هذاالمشهد .
ولما خرج أبوالحسين محمد بن زياد العلوي رحمه الله وبايع له عشرون
ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة بها وأنفذه إلى بخارا فدخل حمويه ورفع قيده
وقال الامير خراسان : هؤلاء أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وهم جياع فيجب أن تكفيهم
حتى لايحوجواإلى وطلب معاش فأخرج له رسما في كل شهر ، وأطلق عنه ، ورده
إلى نيسابور ، فصار ذلك سببا لما جعل لاهل الشرف ببخارا من الرسم وذلك
ببركة هذاالمشهد على ساكنه السلام(2).


(1)تصافح خ ل .
(2)عيون أخبارالرضا ج 2 ص 286 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه