بحار الأنوار ج22

ثم تكلم عقيل فقال : يابا ذر أنت تعلم أنا نحبك ، ونحن نعلم أنك تحبنا
وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس إلا القليل ، فثوابك على الله عزوجل ، ولذلك
أخرجك المخرجون ، وسيرك المسيرون ، فثوابك على الله عزوجل ، فاتق الله
واعلم أن استعفاء‌ك البلاء من الجزع ، واستبطاء‌ك العافية من اليأس ، فدع اليأس
والجزع ، وقل : حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم تكلم الحسن عليه السلام فقال : يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد تري
وإن الله عزوجل بالمنظر الاعلى ، فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها ، وشدة
ما يرد عليك لرجاء ما بعدها(1)واصبر حتى تلقى نبيك صلى الله عليه وآله وهو عنك راض
إنشاء الله .
ثم تكلم الحسين عليه السلام فقال : يا عماه إن الله تبارك وتعالى قادر أن يغير
ما ترى ، وهو كل يوم في شأن ، إن القوم منعوك دنياهم ، ومنعتهم دينك ، فما
أغناك عما منعوك ، وأحوجهم(2)إلى ما منعتهم ، فعليك بالصبر ، وإن(3)الخير في
الصبر ، والصبر من الكرم ، ودع الجزع ، فان الجزع لا يغنيك .
ثم تكلم عمار رضي الله عنه فقال : يابا ذر أوحش الله من أوحشك ن وأخاف
من أخافك ، إنه والله ما منع الناس أن يقولوا الحق إلا الركون إلى الدنيا ، و
الحب لها ، ألا إنما الطاعة مع الجماعة ، والملك لمن غلب عليه ، وإن هؤلاء القوم
دعو الناس إلى دنياهم فأجابوهم إليها ، ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والآخرة
وذلك هو الخسران المبين .
ثم تكلم أبوذر رضي الله عنه فقال : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بأبي
وامي هذه الوجوه ، فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله بكم ، ومالي بالمدينة
شجن ولا سكن غيركم ، وإنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة ، كما ثقل على
معاوية بالشام ، فآلى أن يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة


(1)في المصدر : لرخاء ما بعدها .(2)في المصدر : وما احوجهم .
(3)في المصدر : فان الخير في الصبر .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه