بحار الأنوار ج65

أمير المؤمنين عليه السلام ولا تتفرقوا فيه أي لا تختلفوا فيه كبر على المشركين ما
تدعوهم إليه من ذكر هذه الشرايع ، ثم قال الله يجتبي إليه من يشاء أي يختار
ويهدي إليه من ينيب وهم الائمة الذين اختارهم واجتباهم قال : وما تفرقوا
إلا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم قال لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما
جائهم العلم وعرفوه ، فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض ، لما رأوا من تفاضل
أمير المؤمنين عليه السلام بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالاراء والاهواء .
ثم قال عزوجل : ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم
قال : لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الاول ، لقضي بينهم إذا اختلفوا
وأهلكهم ولم ينظرهم ، ولكن أخرهم إلى أجل مسمى وإن الذين اورثوا الكتاب
من بعدهم لفي شك منه مريب كناية عن الذين نقضوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم
قال : فلذلك فادع يعني لهذه الامور والذي تقدم ذكره وموالاة أمير المؤمنين
واستقم كما امرت .
قال : فحدثني أبي ، عن علي بن مهزيار ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله
عليه السلام ، في قول الله أن أقيموا الدين قال الامام : ولا تفرقوا فيه كناية
عن أمير المؤمنين ثم قال : كبر على المشركين ما تدعوهم إليه من أمر ولاية علي
الله يجتبي إليه من يشاء كناية عن علي عليه السلام ويهدي إليه من ينيب ثم قال :
فلذلك فادع يعني إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا تتبع أهوائهم فيه وقل
آمنت بما أنزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم إلى قوله و
إليه المصير(1).


(1)تفسير القمى ص 600 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه