بحار الأنوار ج79

ضعف محمد بن سنان وأبي الجارود راوييه .
على أنه قد ورد نحوه من طريق أبى الهياج قال : قال علي عليه السلام أبعثك على
ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله لا ترى قبرا مشرفا إلا سويته ، ولا تمثالا إلا طمسته(1)
وقد نقله الشيخ في الخلاف وهو من صحاح العامة ، وهو يعطي صحة الرواية بالحاء
المهملة لدلالة الاشراف والتسوية عليه ، ويعطي أن المثال هنا هو المثال هناك ، و
هو الصورة ، وقد روي في النهي عن التصوير وإزالة التصاوير أخبار مشهورة ، وأما
الخروج عن الاسلام بهذين ، فإما على طريقة المبالغة ، زجرا عن الاقتحام على ذلك
وإما لانه فعل ذلك مخالفة للامام عليه السلام انتهى .
وربما يقال على تقدير أن يكون اللفظ جدد بالجيم والدال ، وجدث بالجيم
والثاء ، يحتمل أن يكون المراد قتل مؤمن عدوانا لان من قتله فقد جدد قبرا
مجددا بين القبور ، وجعله جدثا وهو مستقل في هذا التجديد ، فيجوز إسناده إليه
بخلاف ما لو قتل بحكم الشرع ، وهذا أنسب بالمبالغة بخروجه من الاسلام ، ويحتمل
أن يكون المراد بالمثال الصنم للعبادة .
أقول : لا يخفى بعد ما ذكره في التجديد ، وأما المثال فهو قريب ، وربما
يقال : المراد بن إقامة رجل بحذاه كما يفعله المتكبرون ، ويؤيده ما ذكره
الصدوق ره في كتاب معاني الاخبار(2)عن محمد بن علي ما جيلويه ، عن عمه محمد بن
أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن النبيكى باسناده رفعه إلى أبي عبدالله
عليه السلام أنه قال : من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام ، فقيل له :
هلك إذا كثير من الناس ، فقال : ليس حيث ذهبتم إني عنيت بقولي(من مثل مثالا)
من نصب دينا غير دين الله ، ودعا الناس إليه ، وبقولي(من اقتنى كلبا)مبغضا لنا
أهل البيت اقتناه وأطعمه وسقاه ، من فعل ذلك فقد خرج من الاسلام .
ثم اعلم أن للاسلام والايمان في الاخبار معانى شتى ، فيمكن أن يراد هنا


(1)راجع مشكاة المصابيح ص 148 قال : رواه مسلم .
2 معانى الاخبار ص 181 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه