بحار الأنوار ج12

فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء
فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها ، ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة
فهبطت على اهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الايمن على ماحوى عليه شرقيها ، و
ضربت بجناحي الايسر على ماحوى عليه غربيها فاقتلعتها يامحمد من تحت سبع أرضين إلا
منزل آل لوط(1)آية للسيارة ، ثم عرجت بها في جوافي(2)جناحي حتى أوقفتها حيث
يسمع أهل السماء زقاء ديوكها ونباح كلابها ، فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش :
يا جبرئيل اقلب القرية على القوم ، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها ، وأمطر الله عليهم
حجارة من سجيل مسومة عند ربك ، وماهي يا محمد عن الظالمين من امتك ببعيد .
قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد ؟ فقال جبرئيل :
كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم وهي في نواحي الشام ، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
أرأيتك حين قلبتها عليهم في أي موضع من الارضين وقعت القرية وأهلها ؟ فقال : يامحمد وقعت
فيما بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلو لا في البحر .(3)
شى : عن أبي حمزة مثله .(4)
بيان : الجوافي جمع الجوفاء أي الواسعة ، أوالجافية من الجفو بمعنى البعد ومنه
التجافي ، ويحتمل أن يكون في الاصل أجواف فصحف ، والاظهر الخوافي بالخاء المعجمة(5)
قال في القاموس : قال الاصمعي : الخوافي مادون الريشات العشر من مقدم الجناح ، وقال :
قوادم الطير مقاديم ريشه وهي عشر في كل جناح انتهى . والزقاء : الصياح .
8 - فس : قوله : " ولقد جاء‌ت رسلنا إبراهيم بالبشرى " إلى قوله " بعجل حنيذ "
أي مشوي نضيج ، فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم عليه السلام في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما بقي


(1)في المصدر : منزل لوط . م
(2)في المصدر : خوافى . م
(3)علل الشرائع : 184 . م
(4)مخطوط م
(5)وقد عرفت أن في المصدر أيضا كذلك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه