بحار الأنوار ج23

في القطيعة ، فالويل كل الويل لمن قطعها ، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها
أو ما علمت أن حرمة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ وأن حرمة
رسول الله حرمة الله ؟ وأن الله أعظم حقا من كل منعم سواه ، فان كل منعم سواه إنما
أنعم حيث قيضه له ذلك ربه ووفقه(1)أما علمت ما قال الله لموسى بن عمران ؟ قلت : بأبي
أنت وامي ما الذي قال له ؟ قال عليه السلام ؟ قال الله تعالى : يا موسى أو تدري ما بلغت رحمتي
إياك ؟ فقال موسى : أنت أرحم بي من امي(2)، قال الله يا موسى : وإنما رحمتك
امك لفضل رحمتي ، أنا الذي رفقتها(3)عليك ، وطيبت قلبها لتترك طيب وسنها
لتربيتك ، ولو لم أفعل ذلك بها لكانت وسائر النساء سواء ، يا موسى أتدري أن عبدا
من عبادي(4)تكون له ذنوب وخطايا تبلغ أعنان السماء فأغفرها له ولا ابالي ؟
قال : يا رب وكيف لا تبالي ؟ قال تعالى : لخصلة شريفة تكون في عبدي احبها :
يحب إخوانه المؤمنين(5)، ويتعاهدهم ويساوي نفسه بهم ولا يتكبر عليهم ، فاذا
فعل ذلك غفرت له ذنوبه ولا ابالي .
يا موسى إن الفخر ردائي(6). والكبرياء إزاري ، من نازعني في شئ منهما
عذبته بناري .
يا موسى إن من إعظام جلالي إكرام عبدي الذي أنلته حظا من حطام
الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا قصرت يده في الدنيا ، فإن تكبر عليه فقد استخف
بعظيم جلالي .
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن الرحم التي اشتقها الله عزوجل(7).


(1)في المصدر : حيث قيضه لذلك ربه ووفقه لهاقول : قيضه الله له كذا : قدره له .
(2)في المصدر : انت ارحم بى من أبى وامى .
(3)في نسخة : رققتها عليك .
(3)في المصدر : ان عبدا من عبادى مؤمنا .
(5)في نسخة : الفقراءوفى المصدر : احبها ، وهى ان يحب اخوانه الفقراء المؤمنين .
(6)في المصدر : ان العظمة ردائىوفيه : فمن نازعنى .
(7)في المصدر : اشتقها الله من رحمته .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه