خذلتنا هذه الامة ، وبايعوك يا معاوية ، وإنما هي السنن والامثال ، يتبع بعضها
بعضا .
أيها الناس إنكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب أن تجدوا رجلا ولده
نبي غيري وأخي لم تجدوا ، وإني قد بايعت هذا ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع
إلى حين .
أقول : قد مضى في كتاب الاحتجاج بوجه أبسط مرويا عن الصادق عليه السلام
وهذا مختصر منه(1).
13 كشف : ومن كلامه عليه السلام كتاب كتبه إلى معاوية بعد وفاة أمير المؤمنين
عليه السلام وقد بايعه الناس .
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله الحسن بن أمير المؤمنين إلى معاوية بن
صخر أما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين ، فأظهر به الحق ، ودفع به
الباطل ، وأذل به أهل الشرك ، وأعز به العرب عامة ، وشرف به من شاء منهم
خاصة ، فقال تعالى : وإنه لذكر لك ولقومك (1).
فلما قبضه الله تعالى تنازعت العرب الامر بعده ، فقالت الانصار : منا أمير
ومنكم أمير ، وقالت قريش : نحن أولياؤه وعشيرته ، فلا تنازعوا سلطانه ، فعرفت
العرب ذلك لقريش ، ونحن الآن أولياؤه وذوو القربى منه ولا غرو إن منازعتك
إيانا ، بغير حق في الدين معروف ، ولا أثر في الاسلام محمود ، والموعد الله تعالى بيننا
وبينك ، ونحن نسأله تبارك وتعالى أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينقصنا به
في الآخرة .
وبعد فان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لما نزل به الموت ولاني
هذا الامر من بعده ، فاتق الله يا معاوية ، وانظر لامة محمد صلى الله عليه وآله ماتحقن به دماءهم
وتصلح امورهم والسلام .
(1)راجع ج 10 ص 138 145 من الطبعة الحديثة .
(1)الزخرف : 44 .