بحار الأنوار ج69

أقفالا وجعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب والكذب شر من الشراب(1).
بيان : الشر في الاول صفة مشبهة وفي الثاني أفعل التفضيل ، والمراد
بالشراب جميع الاشربة المسكرة ، وكان المراد بالاقفال الامور المانعة من
ارتكاب الشرور من العقل وما يتبعه ويستلزمه من الحياء من الله ومن الخلق
والتفكر في قبحها وعقوباتها ومفاسدها الدنيوية والاخروية ، والشراب يزيل
العقل ، وبزوالها ترتفع جميع تلك الموانع ، فتفتح جميع الاقفال ، وكأن
المراد بالكذب الذي هو شر من الشراب ، الكذب على الله وعلى حججه عليهم السلام
فانه تالى الكفر وتحليل الاشربة المحرمة ثمرة من ثمرات هذا الكذب
فان المخالفين بمثل ذلك حللوها .
وقيل : الوجه فيه أن الشرور التابعة للشراب تصدر بلا شعور ، بخلاف
الشرور التابعة للكذب وقد يقال : الشر في الثاني أيضا صفة مشبهة و تعليله
والمعنى أن الكذب أيضا شر ينشأ من الشراب ، لئلا ينافي ماسيأتي في كتاب الاشربة
أن شرب الخمر أكبر الكبائر .
3 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن
حماد بن عثمان ، عن الحسن الصيقل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا قد روينا
عن أبي جعفر عليه السلام في قول يوسف عليه السلام : أيتها العير إنكم لسارقون (2)فقال :
والله ما سرقوا وماكذب ، وقال إبراهيم بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم إن
كانوا ينطقون (3)فقال : والله ما فعلوا وما كذب .
قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : ما عندكم فيها يا صيقل ؟ قال : قلت : ما عندنا فيها
إلا التسليم ، قال : فقال : إن الله أحب اثنين وأبغض اثنين أحب الخطر فيما بين
الصفين وأحب الكذب في الاصلاح ، وأبغض الخطر في الطرقات ، وأبغض الكذب


(1)الكافي ج 2 ص 338 .
(2)يوسف : 70 .
(3)الانبياء : 63 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه