بحار الأنوار ج44

يوم احد والاحزاب ، والله لقد قاتلت هذه الراية آخر أربع مرات ، والله ما هي عندي
بأهدى من الاولى(1)وكان يقول : إنهم أظهروا الاسلام وأسروا الكفر حتى
وجدوا عليه أعوانا .
ولو ندم علي عليه السلام عند قوله امرت أن اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين
لكان من مع علي يقول له : كذبت على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإقراره بذلك على نفسه
وكانت الامة : الزبير وعائشة وحزبهما ، وعلي وأبوأيوب وخزيمة بن ثابت وعمار
وأصحابه وسعد وابن عمر وأصحابه(2)فإذا اجتمعوا جميعا على الندم فلا بد من
أن يكون اجتمعوا على ندم من شئ فعلوه ودوا أنهم لم يفعلوه ، وأن الفعل

الذي فعلوه باطل فقد اجتمعوا على الباطل ، وهم الامة التي لا تجتمع على الباطل
أو اجتمعوا على الندم من ترك شئ لم يفعلوه ودوا أنهم فعلوه ، فقد اجتمعوا
على الباطل بتركهم جميعا الحق ، ولا بد من أن يكون النبي صلى الله عليه وآله حين قال لعلي عليه السلام
إنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، كان ذلك من النبي صلى الله عليه وآله خبرا ، ولا
يجوز أن لا يكون ما أخبر إلا بأن يكذب المخبر أو يكون أمره بقتالهم(3)وتركه


(1)وقال ابن سعد : نظر عمار إلى عمرو بن العاص وبيده راية فناداه : ويحك يا
ابن العاص هذه راية قد قاتلت بها مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات وهذه الرابعة .
(2)يريد ان الامة بين ثلاث طوائف : طائفة : الزبير وعائشة وحزبهما الناكثون
في الجمل ، وطائفة على عليه السلام والمهاجرون والانصار يقاتلونهم ، وطائفة قاعدون عن
الحرب وهم عبدالله بن عمرو بن سعد بن ابى وقاص ، فاذا كان هؤلاء الطوائف وهم امة محمد
كلهم ندموا على ما تدعون ، فقد اجتمعوا على الخطأ ، والنبى صلى الله عليه وآله قال : لا تجتمع
امتى على الخطأ .
(3)اى يكون النبى صلى الله عليه وآله أمر عليا بقتالهم وتركه كذلك ولم يخبر
الاخرين بالامر لانه عليه السلام يأتمر بما أمر به عنده ، ولذلك قال فوالله ما وجدت الا
السيف أو الكفر بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وآله على ما ذكره ابن الاثير ج 4
ص 31 من اسد الغابة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه