بحار الأنوار ج44

تركت ذكوان فألصقتك بعقبة بن أبي معيط ، اكتست بذلك عند نفسها سناء ورفعة
مع ما أعد الله لك ولابيك وامك من العار والخزى في الدنيا والآخرة ، وما
الله بظلام للعبيد .
ثم أنت يا وليد والله أكبر في الميلاد ممن تدعي له النسب ، فكيف تسب
عليا ؟ ولو اشتغلت بنفسك لبينت نسبك إلى أبيك لا إلى من تدعي له ، ولقد
قالت لك امك : يا بني أبوك والله ألام وأخبث من عقبة .
وأما أنت يا عتبة بن أبي سفيان ، فو الله ما أنت بحصيف فاجاوبك ، ولا
عاقل فاعاتبك ، وما عندك خير يرجى ، ولا شر يخشى ، وما كنت ولو سببت عليا
لاغار به عليك ، لانك عندي لست بكفو لعبد عبد علي بن أبي طالب عليه السلام فأرد
عليك واعاتبك ، ولكن الله عزوجل لك ولابيك وامك وأخيك بالمرصاد فأنت
ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال : عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية *
تسقى من عين آنية إلى قوله من جوع (1).
وأما وعيدك إياي بقتلي ، فهلا قتلت الذي وجدته على فراشك مع حليلتك
وقد غلبك على فرجها ، وشركك في ولدها حتى ألصق بك ولدا ليس لك(2)ويلا
لك لو شغلت نفسك بطلب ثأرك منه كنت جديرا ، وبذلك حريا ، إذ تسومني القتل
وتوعدني به .
ولا ألومك أن تسب عليا وقد قتل أخاك مبارزة ، واشترك هو وحمزة بن
عبد المطلب في قتل جدك حتى أصلاهمااللهعلى أيديهما نار جهنم وأذاقهما العذاب


(1)الغاشية : 3 .
(2)وزاد ابن الجوزى في التذكرة ص 115 عند ما يذكر هذا الكلام : حتى قال
نصر بن الحجاج في ذلك :
نبئت عتبة هيأته عرسه لصداقه الهذلى من الحيان
ألقاه معها في الفراش فلم يكن فحلا وأمسك خشية النسوان
لا تعتبن يا عتب نفسك حبها ان النساء حبائل الشيطان

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه