وأستأنس بمن يجيئني إلى زيارتي من المؤمنين ، وأنتفع بدعاء الصالحين ، وقراءة
المتقين ، وأراهم من حيث لايرونني ، وأنا في هذا المقام الامين .
فيا أيها السيد الشريف لو لم يكن لي العزة والعظمة في الدنيا ، وما رأيته في
من النعيم الاوفى ، كيف كان يمكنني تأييد مثل ذلك المؤمن الفقير ، وتخليصه من
أيدي ذلك الخلق الكثير .
قال السيد : فانتبهت من ذلك المنام وعلمت ما كان يفعله في حياته كان عين مصلحة الدين ، ومنفعة الاسلام والمسلمين ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على محمد وعترته الطاهرين المعصومين ، ويأتي دفع ماربما يتوهم في هذا المنام وأمثاله
من رد الاعمال .
ومن المنامات الصادقة العجيبة التي تنبئ عن جلالة قدره ، ما رآه المولى الصالح
الصفي ، والورع المهذب التقي ، الاميرزا يحيى ابن الحاج محمد إبراهيم الابهري صاحب
الكرامة الباهرة ، والامراض المزمنة الهالكة الذي شفاه من جميعها ريحانة رسول الله
صلى الله عليه أبوعبدالله عليه السلام في المنام في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة
من سنة 1291 ، وقد ذكرنا تفصيل أمراضه ومبدئها ورؤياه في كتابنا دار السلام الذي
هومن منح الله الملك العلام ، ومارئي في أعصارنا كرامة باهرة ظاهرة مثلها .
ثم لما كان ليلة العرفة بعد اثنى عشر يوم من عافيته ، وكان من أيام الشتاء ، والبرد الشديد الذي لم ير مثله في تلك البلاد ، وكان زمان ازدحام الناس في الحرم
المطهر ، عزم أن يزور في الساعة الرابعة من الليل .
فلما دخل في تلك الساعة رأى الاعراب نائمين في داخل الحرم ، شاغلين تمام
مجالسه فتعجب من جرأتهم وسوء أدبهم ، واستقبالهم الشباك المطهر بأرجلهم ، ولم
يكن له عهد بذلك قبله ، ولاعلم بحالهم ودأبهم ، فذهب إلى المسجد المتصل به فرآه
كذلك حتى أن النساء والاطفال الصغار معهم فيه ، فكثر تعجبه ، ووقف ساعة يتفكر
في حالهم وحركاتهم الشنيعة ، ورياحهم المنتنة ، ثم خرج مغضبا وجلس عند قبر
حبيب بن مظاهر إلى الفجر ، فلما أضاء النهار خرج فرأى تلگك الجماعة يخرجون