بحار الأنوار ج33

الرجل . فنصحت ابن عمه ورجعت إلى بيتي فلما أصبحت وارتفع النهار أتيت
أميرالمؤمنين عليه السلام وأخبرته خبره فقال عليه السلام : دعه فإن قبل الحق
ورجع عرفنا له ذلك وقبلناه منه . فقلت له : يا أميرالمؤمنين فلم لاتأخذه الآن
فتستوثق منه ؟ فقال : إنا لو فعلنا هذا بكل من نتهم من الناس ملانا السجون
منهم ولا أراني يسعني الوثوب بالناس والحبس لهم وعقوبتهم حتى يظهروا لي
الخلاف فقال لي سرا : إذهب إلى منزل الرجل فاعلم ما فعل ؟ فأتيت منزله
فإذا ليس في منزله ولا منزل أصحابه داع ولا مجيب
(فأقبلت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام بقصتهم)فلما أخبرته عليه السلام
قال : أبعدهم الله كما بعدت ثمود أما والله لو قد أشرعت لهم الاسنة وصبت
على هامهم السيوف لقد ندموا إن الشيطان قداستهواهم وأضلهم وهو غدا
متبرئ منهم ومخل عنهم .
فقام إليه زياد بن خصفة(1)فقال : يا أميرالمؤمنين إنه لو لم يكن من
مضرة هؤلاء إلا فراقهم إيانا لم يعظم فقدهم علينا ولكنا نخاف أن يفسدوا
علينا جماعة كثيرة ممن يقدمون عليهم من أهل طاعتك فائذن لي في اتباعهم حتى
نردهم عليك إن شاء‌الله .
فقال له عليه السلام فأخرج في آثارهم رشيدا ثم قال : أخرى رحمك الله
حتى تنزل دير أبي موسى لاتبرحه حتى يأتيك أمري وسأكتب إلى من
حولي من عمالي فيهم فكتب نسخة واحدة وأخرجها إلى العمال :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى من قرء عليه
كتابي هذا من العمال أما بعد فإن رجالا لنا عندهم تبعة خرجوا هرابا نظنهم
خرجوا نحو بلاد البصرة فسل عنهم أهل بلادك واجعل عليهم العيون في كل

ناحية من أرضك ثم اكتب إلي بما ينتهي إليك عنهم .


(1)كذا في كتاب الغارات وشرح ابن أبي الحديد وتاريخ الطبري ، وفي طبع الكمباني من
الحبار هاهنا وما يليه جميعا :(ابن حفصة).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه