بحار الأنوار ج59

وقال العافقى في المفردات : ماء الكمأة أصلح الادوية للعين إذا عجن به
الاثمد واكتحل به ، فإنه يقوي الجفن ، ويزيد الروح الباصرة حدة وقوة ، ويدفع
عنها النوازل .
ثم ذكر ما مر من كلام النوري ، ثم قال : وينبغي تقييد ذلك بمن عرف من
نفسه قوة اعتقاد في صحة الحديث والعمل به .
وقال ابن التميم : اعترف فضلاء الاطباء بأن ماء الكمأة يجلوا العين ، منهم
المسيحي وابن سينا وغيرهما . والذي يزيل الاشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة
وغيرها من المخلوقات خلقت في الاصل سليمة من المضار ثم عرضت لها الآفات بامور
اخرى من مجاورة أو امتزاج أو غير ذلك من الاسباب التي أرادها الله تعالى ، فالكمأة
في الاصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من الله ، وإنما عرضت لها المضار
بالمجاورة واستعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله ، ويدفع الله
عنه الضرر لنيته ، والعكس بالعكس ، والله أعلم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه