بحار الأنوار ج65

المجادلة إن كان ظهور الحق لكم فلا حاجة لكم إلى ذلك ، فان حقيتكم أظهر من
ذلك ، فانكم أخذتم دينكم عن الله بالايات المحكمات ، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله
بالاخبار المتواترة من الجانبين ، وعن علي عليه السلام المقبول من الطرفين ، وهم أخذوا
من الاخبار الموضوعة المنمية إلى النواصب والمعاندين ، والشبهات الواهية التي
يظهر بأدنى تأمل بطلانها ، ولا سواء مأخذكم ومأذخهم ، ووكر الطائر عشه .
15 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن اذينه ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل خلق قوما للحق فاذا مر بهم الباب من
الحق قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه ، وإذا مر بهم الباطل أنكرته قلوبهم
وإن كانوا لا يعرفونه ، وخلق قوما لغير ذلك ، فاذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم
وإن كانوا لا يعرفونه ، وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وإن كانوا
لا يعرفونه(1).
بيان : خلق قوما للحق كأن اللام للعاقبة ، أي عالما بأنهم يختارون
الحق أو يختارون خلافه وإن كانوا لا يعرفونه قيل هذا مبني على أنه قد يحكم

الانسان بأمر ويذعن به ، وهو مبني على مقدمة مر كوزة في نفسه لا يعلم بها أو بابتناء
إذعانه عليها ، والغرض من ذكره في هذا الباب أن السعي لا مدخل له كثيرا في الهداية
وإنما هو لتحصيل الثواب فلا ينبغي فعله في موضع التقية لعدم ترتب الثواب عليه .
16 - كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالحميد بن أبي العلا
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة
من نور ، فأضاء لها سمعه وقلبه ، حتى يكون أحرص على ما في أيديكم منكم
وإذا أراد بعبد سوء‌ا نكت في قلبه نكتة سوداء فأظلم لها سمعه وقلبه ، ثم تلا هذه
الاية فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره
ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء (2).


(1)الكافى ج 2 ص 214 .
(2)المصدر نفسه ، والاية في الانعام : 125 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه