بحار الأنوار ج38

رسول الله صلى الله عليه واله الذي لم يصعده الذي تقدمك ! فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول :(من
قام مقامي ولم يعمل بعملي أكبه الله في النار)وأنا والله العامل بعمله ، الممتثل قوله ،
الحاكم بحكمه ، فلذلك قمت هنا ، ثم ذكر في خطبته : معاشر الناس قمت مقام أخي و
ابن عمي لانه أعلمني بسري وما يكون مني ، فكانه قال : أنا الذي وضعت قدمي على
خاتم النبوة فما هذه الاعواد ؟ أنا من محمد ومحمد مني ،
وقال عليه السلام في خطبة الافتخار :(أنا كسرت الاصنام ، أنا رفعت الاعلام ، أنا بنيت
الاسلام)وقال ابن نباتة :(حتى شدبه أطناب الاسلام ، وهدبه أحزاب الاصنام ،
فأصبح الايمان فاشيا بإقباله(1)والبهتان متلاشيا بصياله(2))ولمقام إبراهيم شرف على
كل حجر لكونه مقاما لقدم إبراهيم ، فيجب أن يكون قدم علي أكرم من رؤوس
أعدائه لان مقامه كتف النبوة .
مسند أبي يعلى : أبومريم قال علي عليه السلام : انطلقت مع رسول الله ليلا حتى
أتينا الكعبة ، فقال لي : اجلس فجلست ، فصعد رسول الله صلى الله عليه واله على منكبي ثم نهضت به ،
فلما رأى ضعفي عنه قال : اجلس فجلست ، فنزل رسول الله صلى الله عليه واله فجلس لي وقال : اصعد
على منكبي ، ثم صعدت عليه ثم نهض بي حتى أنه ليخيل الي لوشئت نلت افق السماء
وصعدت على البيت فأتيت صنم قريش ، وهو بمثال رجل من صفر أونحاس ، الحديث .
وروى إسماعيل بن محمد الكوفي في خبر طويل عن ابن عباس أنه كان صنم لخزاعة
من فوق الكعبة ، فقال له النبي صلى الله عليه واله : يا أبا الحسن انطلق بنا نلقي هذا الصنم عن البيت
فانطلقا ليلا فقال له : يا أباالحسن ارق على ظهري : وكان طول الكعبة أربعين ذراعا ،
فحمله رسول الله صلى الله عليه واله فقال : انتهيت يا علي ؟ قال : والذي بعثك بالحق لوهممت أن
أمس السماء بيدي لمسستها ، واحتمل الصنم وجلد به الارض(3)فتقطع قطعا ، ثم
تعلق بالميزاب وتخلى بنفسه إلى الارض ، فلما سقط ضحك ، فقال النبي صلى الله عليه واله : ما


(1)في المصدر : بأقياله .
(2)الصيال : الصولة والقدرة
(3)اى صرعه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه