بحار الأنوار ج49

*(تذييل)* اعلم أن أصحابنا والمخالفين اختلفوا أن الرضا عليه السلام هل مات حتف أنفه أو
مضى شهيدا بالسم ، وعلى الاخير هل سمه المأمون لعنه الله أغيره(1)والاشهر
بيننا أنه عليه السلام مضى شهيدا بسم المأمون ، وينسب إلى السيد علي بن طاوس أنه
أنكر ذلك ، وكذا أنكره الا ربلي في كشف الغمة ، ورد ما ذكره المفيد بوجوه
سخيفة حيث قال : بعد إيراد كلام المفيد :


(1)قال سبط ابن الجوزى في التذكرة : ذكر أبوبكر الصولى في كتاب الاوراق
أن هارون كان يجرى على موسى بن جعفر وهو في حبسه كل سنة ثلاثمائة ألف درهم ولنزله
عشرين ألفا ، فقال المأمون لعلى بن موسى لا زيدنك على مرتبة أبيك وجدك ، فأجرى له
ذلك ووصله بألف ألف درهم .
ولما فصل المأمون عن مرو طالبا بغداد ، ووصل إلى سرخس ، وثب قوم على الفضل
ابن سهل في الحمام فقتلوه ، ومرض على بن موسى ، فلما وصل المامون إلى طوس ، توفى
على بن موسى بطوس في سنة ثلاث ومائتين .
وقيل انه دخل الحمام ، ثم خرج فقدم اليه طبق فيه عنب مسموم قد ادخلت فيه الابر
المسمومة من غير أن يظهر أثرها ، فأكله فمات ، وله خمس وخمسون سنة ، وقيل تسع و
أربعون ودفن إلى جانب هارون الرشيد .
وزعم قوم أن المأمون سمه ، وليس بصحيح فانه لما مات على عليه السلام توجع له
المأمون ، وأظهرالحزن عليه ، وبقى أياما لايأكل طعاما ولا يشرب شرابا وهجر اللذات .
أقول : ان الذى يزعم أن المأمون سمه ، لا ينكر توجعه واظهار الحزن عليه بل
يزعم أنه فعل ذلك مصانغة . قال :
ثم اتى بغداد فدخلها في صفر سنة اربع ومائتين ولباسه ولباس اصحابه جميعا الخضرة
وكذا اعلامهم ، وكان قد بعث المأمون الحسن بن سهل إلى بغداد ، فهزمهم واختفى ابراهيم
ابن المهدى ونزل المأمون بقصرالرصافة .
قال الصولى : فاجتمع بنوالعباس إلى زينب بنت سليمان بن على بن عبدالله بن العباس
وكانت في القعد والسؤدد مثل المنصور ، فسألوها ان تدخل على المأمون وتسأله الرجوع

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه