إثبات النبوة ، والرد على من أثبت متوسطا بين الله وبيننا .
أما الوجه الثالث وهو أن القول بصحة النبوات لا يبقى مع تجويز هذا
الاصل . فنقول : إما أن يكون القول بصحة النبوات متفرعا على فساد هذه القاعدة
أو لا يكون ، فإن كان الاول امتنع إفساد هذا الاصل بالبناء على صحة النبوات
وإلا وقع الدور ، وإن كان الثاني فقد سقط هذا الكلام بالكلية .
وأما الوجه الرابع فلقائل أن يقول : الكلام في الامكان غير ، وفي الوقوع
غير ، ونحن لا نقول بأن هذه الحالة حاصلة لكل أحد بل هذه الحالة لا تحصل للبشر إلا
في الاعصار المتباعدة ، فكيف يلزمنا ما ذكرتموه . فهذا هو الكلام في النوع الاول
من السحر .
*(النوع الثانى من السحر)*
*(سحر أصحاب الاوهام والنفوس القوية)*
قالوا : اختلف الناس في أن الذي يشير إليه كل إنسان بقوله " أنا " ما
هو ؟ فمن الناس من يقول : إنه هو هذه البنية ، ومنهم من يقول : إنه جسم
سار في هذه البنية ، ومنهم من يقول : إنه موجود ليس بجسم ولا جسماني
أما إذا قلنا : إن الانسان هو هذه البنية فلا شك أن هذه البنية مركبة من الاخلاط
الاربعة ، فلم لا يجوز أن يتفق في بعض الاعصار النادرة أن يكون مزاج من
الامزجة في ناحية من النواحي يقتضي القدرة على خلق الجسم والعلم بالامور الغائبة
عنا ؟ وهكذا الكلام إذا قلنا إن الانسان جسم سار في هذه البنية ، أما إذا قلنا إن
الانسان هو النفس فلم لا يجوز أن يقال : النفوس مختلفة ، فيتفق في بعض النفوس
أن تكون لذاتها قادرة على هذه الحوادث الغريبة مطلعة على الاسرار الغائبة
عنافهذا الاحتمال مما لم يقم دلالة على فساده سوى الوجوه المتقدمة وقد
بان بطلانها .
ثم الذي يؤكد هذا الاحتمال وجوه : أولها أن الجذع الذي يتمكن الانسان