بحار الأنوار ج64

أهوائها ، حتى يهلك باختيار واحد من الاديان الباطلة ، أو الاغراض الباطلة .
أو كل واد من أودية الدنيا ، وكل شعبة من شعب أهواء النفس الامارة
بالسوء ، من حب المال والجاه والشرف والعلو ، ولذة المطاعم والمشارب والملابس
والمناكح وغير ذلك من الامور الفانية الباطلة .
والحاصل أن من اتبع الشهوات النفسانية أو الآراء الباطلة ، ولم يصرف
نفسه عن مقتضاها إلى دين الحق ، وطاعة الله وما يوجب قربه ، لم يمدده الله بنصره
وتوفيقه ، ولم يكن له عندالله قدر ومنزلة ، ولم يبال بأي طريق سلك ، ولا في أي
واد هلك ، وقيل : بأي واد من أودية جهنم .
وقيل : يمكن أن يراد بالهم الواحد : القصد إلى الله ، والتوكل عليه في
جميع الامور ، فانه تعالى يكفيه هم الدنيا والآخرة ، بخلاف من اعتمد على
رأيه ، وقطع علاقة التوكل عن نفسه ، ويحتمل أن يكون المراد بالهم : الحزن
والغم أي من كان حزنه للآخرة كفاه الله ذلك ، وأوصله إلى سرور الابد ، ومن
كان حزنه للدنيا وكله الله إلى نفسه ، حتى يهلك في واد من أودية أهوائها .
12 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن
ابن بكير ، عن فضيل بن يسار ، عن عبدالواحد بن المختار الانصاري ، قال : قال
أبوجعفر عليه السلام : يا عبدالواحد ما يضر رجلا ، إذا كان على ذا الرأي ما قال الناس
له ، ولو قالوا مجنون ، وما يضره ولو كان على رأس جبل يعبد الله حتى يجيئه
الموت .(1)
بيان : " ما يضر " ما نافية ، ويحتمل الاستفهام على الانكار ، " على ذا الرأي "
أي على هذا الرأي ، وهو التشيع ، " ما قال " فاعل ما يضره ، " ولو قالوا مجنون "
فان هذا أقصى ما يمكن أن يقال فيه ، كما قالوا في الرسول صلى الله عليه وآله " وما يضره "
أي قول الناس ، وهذا أيضا يحتمل الاستفهام على الانكار " ولو كان على رأس
جبل " أي لكثرة قول الناس فيه هربا من أقوالهم فيه وضررهم ، " يعبدالله "


(1)الكافى ج 2 ص 245 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه