بحار الأنوار ج20

تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " فقاتل في سبيل الله " : قال
الكلبي : إن أبا سفيان لما رجع إلى مكة يوم أحد وأعد رسول الله صلى الله عليه وآله موسم
بدر الصغرى وهي سوق يقوم في ذي القعدة ، فلما بلغ الميعاد(1)قال للناس : اخرجوا
إلى الميعاد فتثاقلوا وكرهوا ذلك كراهة شديدة أو بعضهم ، فأنزل الله عزوجل


فاذا انت قدمت فاعمل عملا كيسا " قال : فلما جئنا صرارا امر رسول الله صلى الله عليه وآله
بجزور فنحرت وأقمنا عليها ذلك اليوم ، فلما امسى رسول الله صلى الله عليه وآله دخل ودخلنا
قال : فحدثت المرأة الحديث وما قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله قالت : فدونك ، سمع
وطاعة ، قال : فلما اصبحت اخذت برأس الجمل فاقبلت به حتى أنخته على باب(مسجد)رسول
الله صلى الله عليه وآله ، قال : ثم جلست في المسجد قريبا منه ، قال : وخرج رسول الله صلى الله
عليه وآله فرأى الجمل فقال : " ما هذا " ؟ قالوا يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر ، قال : " فاين
جابر " ؟ قال : فدعيت له قال : فقال : " يا بن اخى خذ برأس جملك فهو لك " ودعا بلالا فقال له : اذهب بجابر فاعطه اوقية : قال : فذهبت معه فاعطانى اوقية وزادنى شيئا يسيرا ، فوالله ما زال
ينمى عندى ويرى مكانه من بيتنا حتى اصيب امس فيما اصيب لنا ، يعنى يوم الحرة انتهى .
أقول : صرار : موضع على ثلاثة اميال من المدينة على طريق العراق وقيل غير ذلك .
2 - وذكر المقريزى في الامتاع في سياق ما وقع في تلك الغزوة : وجاء رجل بفرخ طائر
فأقبل ابواه او احدهما حتى طرح نفسه في يدى الذى اخذ فرضه ، فعجب الناس من ذلك . فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : " أتعجبون من هذا الطائر ؟ اخذتم فرخه فطرح نفسه رحمة
بفرخه ، والله لربكم ارحم بكم من هذا الطائر بفرخه " .
3 - ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا وعليه ثوب منخرق ، فقال : اما له غير هذا ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، ان له ثوبين جديدين في العيبة ، فقال له : " خذ ثوبيك " فأخذ ثوبيه
فلبسهما ثم أدبر ، فقال صلى الله عليه وآله : " أليس هذا احسن ؟ ماله ضرب الله عنقه " ؟ فسمع ذلك الرجل ، فقال : في سبيل الله يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله : " في سبيل " فضربت
عنقه بعد ذلك في سبيل الله .
4 - وجاء‌ه علبة بن زيد الحارثى بثلاث بيضات وجدها في مفحص نعام ، فأمر جابر بن عبدالله
بعملها ، فوثب فعملها واتى بها في قصعة ، فأكل صلى الله عليه وآله وأصحابه منه بغير خبز والبيض في
القصعة كما هو وقد أكل منه عامتهم .
5 - قال البلاذرى : وفي سنة اربع من الهجرة حرمت الخمر .
(1)في المصدر : فلما بلغ النبى صلى الله عليه وآله الميعاد .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه