بحار الأنوار ج42

ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أميرالمؤمنين وخليفة رب العالمين ؟ يا سلمان أما
قرأت قول الله عزوجل حيث يقول : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من
ارتضى من رسول(1)" ؟ فقلت : بلى يا أميرالمؤمنين ، فقال عليه السلام : أنا ذلك المرتضى
من الرسول الذي أظهره الله عزوجل على غيبه ، أنا العالم الرباني ، أنا الذي هون
الله علي الشدائد فطوى له البعيد .
قال سلمان رضي الله عنه : فسمعت صائحا يصيح في السماء أسمع الصوت ولا
أرى الشخص ، وهو يقول : صدقت(2)أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك ، قال : ثم نهض صلوات الله عليه فركب الفرس وركبت معه وصاح بهما فطارا في الهواء
ثم خطونا على باب الكوفة ، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات ، فقال
صلوات الله عليه لي : يا سلمان الويل كل الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر
ولايتنا ، أيما أفضل محمد صلى الله عليه واله أم سليمان عليه السلام ؟ قلت : بل محمد صلى الله عليه واله ثم قال صلوات
الله عليه : فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس بطرفة عين و
عنده علم الكتاب(3)ولا أفعل أنا ذلك وعندي مائة كتاب وأربعة وعشرون كتابا ؟
أنزل الله تعالى على شيث بن آدم عليهما السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس النبي عليه السلام
ثلاثين صحيفة ، وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ، وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة
والتوراة والانجيل والزبور والفرقان ، فقلت : صدقت يا أميرالمؤمنين هكذا يكون
الامام ، فقال عليه السلام : إن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا ، وحقوقنا
قد فرض الله عزوجل في كتابه في غير موضع ، وبين فيه ما وجب العمل به وهو
غير مكشوف .
بيان : الغطمطة : اضطراب موج البحر .
ومنه أيضا : روي الاصبغ بن نباتة قال : كنت يوما مع مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام


(1)سورة الجن : 26 و 27 .
(2)في(خ)و(م): صدقت صدقت .
(3)الصحيح كما في القرآن المجيد و(خ): علم من الكتاب . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه