بحار الأنوار ج3

من كل دابة " منها ما هو لاكلكم ومعايشكم ، ومنها سباع ضارية حافظة عليكم لانعامكم
لئلا تشذ عليكم خوفا من افتراسها لها ، " وتصريف الرياح " المربية لحبوبكم ، المبلغة
لثماركم ، النافية لركد الهواء والاقتار عنكم ، " والسحاب المسخر بين السماء والارض "
يحمل أمطارها ، يجري بإذن الله ويصبها من حيث يؤمر " دلائل واضحات
" لقوم يعقلون " يتفكرون بعقولهم أن من العجائب من آثار قدرته قادر على نصرة
محمد وعلي وآلهما عليه السلام على من يشاء .
بيان : الكادين من الكد بمعن الشدة والالحاح في في الطللب كناية عن عدم تخلفهما
والباء في قوله عليه السلام : بالعجائب بمعنى مع . وقوله : والاقتار كأنه جمهع القترة بمعنى
الغبرة أي يذهب الاغبرة والابخرة المجتمعة في الهواء الموجبة لكثافتها وتعفنها . والضمير
في قوله : أمطارها إما راجع إلى الارض ، أو إلى السحاب للجمعية .
27 جع : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن إثبات الصانع ، فقال : البعرة تدل على
البعير ، والروثة تد على الحمير ، وآثار القدم تد على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة
ومركز سفلي بهذه الكثافة كيف لايدلان على اللطيف الخبير ؟ .
28 وقال عليه السلام : بصنع الله يستدل عليه ، وبالعقول تعتقد معرفته ، وبالتفكر تثبت
حجته ، معروف بالدلالات ، مشهور بالبينات .
29 جع : سئل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : ماالدليل على إثبات الصانع ؟
قال : ثلاثة أشياء : تحويل الحال ، وضعف الاركان ، ونقض الهمة :
أقول : سيأتي مايناسب هذاالباب في أبواب الاحتجاجات ، وأبواب المواعظ و
الخطب والحكم إن شاء الله تعالى . ولنذكر بعد ذلك توحيد المفضل بن عمر ، ورسالة
الاهليجة المرويتين عن الصادق عليه السلام لاشتمالهما على دلائل وبراهين على إثبات الصانع
تعالى ، ولايضر ارسالهما لاشتهار انتسابهما إلى المفضل ، وقد شهد بذلك السيد ابن
طاووس وغيره .(1)ولاضعف محمد بن سنان والمفضل لانه في محل المنع بل يظهر من الاخبار


(1)قال ابن طاووس في س 9 من كتابه كشف المحجة : وانظر كتاب المفضل بن عمر الذى أملاه
عليه مولانا الصادق عليه السلام فيما خلق الله جل جلاله من الاثار ، وانظر كتاب الاهليلجة ومافيه من *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه