بحار الأنوار ج64

فينتشر في الناس ولا يقبله الله ، ولا يصعد إليه .
وقيل : المعنى أن معروفه الكثير الذي يدل عليه صيغة التفعيل ، لا يعمله إلا
الله ، ومن علمه بالوحي من قبله تعالى ، لان معروفه ليس من قبيل الدراهم والدنانير
بل من جملة معروفه حياة سائر الخلق ، وبقائهم بسببه ، وأمثال ذلك من النعم
العظيمة المخفية .
وربما يقال في وجه التعليل : أن المؤمن يجعل معروفه في الضعفاء والفقراء
الذين ليس لهم وجه عند الناس ، ولا ذكر ، فلا يذكر ذلك في الخلق ، والكافر يجعل
معروفه في المشاهير والشعراء ، والذين يذكرونه في الناس فينتشر فيهم .
فإن قيل : بعض تلك الوجوه نافي ما سيأتي ، في باب الرئاء أن الله تعالى
يظهر العمل الخالص ، ويكثره في أعين الناس ، ومن أراد بعمله الناس ، يقلله الله في
أعينهم ، قلنا : يمكن حمل هذا على الغالب ، وذاك على النادر ، أو هذا على المؤمن
الخالص ، وذاك على غيرهم ، أو هذا على العبادات المالية ، وذاك على العبادات
البدنية .

(باب 14) (علامات المؤمن وصفاته)

* الايات *
الانفال : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم
آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلوة ومما رزقناهم
ينفقون * اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم(1).
التوبة ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون
عن المكر ويقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم


(1)الانفال : 2 - 4 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه