الايات : البقرة : ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في
المحيض ، ولا تقربوهن حتى يطهرن ، فاذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم
الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين * نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم
أنى شئتم وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين(1).
تفسير : المحيض يكون مصدرا ، تقول حاضت المرأة محيضا ، واسم زمان
أي مدة الحيض ، واسم مكان اي محل الحيض ، وهو القبل(2)والمحيض
الاول في الآية بالمعنى الاول أي يسئلونك عن الحيض وأحواله ، والسائل
أبوالدحداح في جمع من الصحابة ، كما قيل ، وقوله تعالى : قل هو اذى اي
هو أمر مستقذر مؤذ ينفر الطبع عنه ، والاعتزال التنحي عن الشئ ، وأما المحيض
الثاني فيحتمل كلا من المعاني الثلاثة السابقة .
وقوله تعالى : ولا تقربوهن حتى يطهرن تأكيدا للامر بالاعتزال ،
(1)البقرة : 223 و 222 .
(2)وقد يطلق على معنيين آخرين : أحدهما الحاصل بالمصدر ، وهو الحالة
الحاصلة من سيلان الدم كالحدث الحاصل من طرو الاحداث ، ولعله أنسب في المقام ، و
الثانى دم الحيض ، وهو بعيد ولعل مراد من قال بالمصدر : المعنى الاول اوالاعم منه
ومن المعنى المصدرى ، فتأمل . منه رحمه الله ، كذا في هامش نسخة الاصل بخط يده
قدس سره .