بحار الأنوار ج69

ويعني النوم أو يقول لهم غدا ياتينا مدد ، وقد أعد قوما من عسكره ليأتوا في
صورة المدد ، أو يعني الطعام ، فهذا نوع من الخدع الجايرة والمعاريض المباحة .
وقال القرطبي : لعل ما استند في منعه التصريح بقاعدة حرمة الكذب وتأويله
الاحاديث بحملها على المعاريض ما يعضده دليل ، وأما الكذب ليمنع مظلوما من
الظلم عليه فلم يختلف فيه أحد من الامم لا عرب ولا عجم ومن الكذب الذي يجوز
بين الزوجين الاخبار بالمحبة والاغتياط ، وان كان كذبا لما فيه من الاصلاح ودوام
الالفة .
6 كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن
عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن محمد بن مالك ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال :
حدثني أبوعبدالله عليه السلام بحديث فقلت له : جعلت فداك أليس زعمت لي الساعة
كذا وكذا ؟ فقال : لا ، فعظم ذلك على فقلت : بلى والله زعمت ، فقال : لا والله
ما زعمته ، قال : فعظم على فقلت : بلى والله قد قلته ، قال : نعم قد قلته أما عملت
أن كل زعم في القرآن كذب(1).
بيان : في القاموس الزعم مثلثة القول الحق والباطل والكذب ضد ، وأكثر
مايقال فيما يشك فيه والزعمى الكذاب والصادق ، وزعمتني كذا ظننتني والتزعم
التكذب وأمر مزعم كمقعد ، لا يوثق به ، وفي النهاية فيه أنه ذكر أيوب عليه السلام
فقال : إذا كان مر برجلين يتزاعمان وقال الزمخشري : معناه أنهما يتحادثان
بالزعمات وهي ما لا يوثق به من الاحاديث ، ومنه الحديث بئس مطية الرجل
زعموا ، معناه ان الرجل إذا أراد المسير إلى بلد والظعن في حاجة ركب مطية حتى يقضي إربه ، فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله : زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوسل بها إلى الحاجة ، وإنما يقال : زعموا
في حديث لا سند له ولا ثبت فيه ، وإنما يحكي عن الالسن على البلاغ فذم من
الحديث ما هذا سبيله ، والزعم بالضم قريب من الظن .


(1)الكافي ج 2 ص 342 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه