بحار الأنوار ج3

تعليق المحال بالمحال أي ليس له ولد ، إذ لو كان له ولد لكنت أول العابدين له ، فإن
النبي يكون أعلم بالله وبما يصح له ومالا يصح ، وأولى بتعظيم ما يجب تعظيمه ، ومن حق
تعظيم الوالد تعظيم ولده . وثالثها : أن المعنى : إن كان له ولد في زعمكم فأنا أول العابدين
لله ، الموحدين له ، المنكرين لقولكم : ورابعها : أن " إن بمعني " ما " للنفي ، والمعنى :
ما كان للرحمن ولد ، فأنا أول العابدين لله المقرين بذلك .
أقول : سيأتي ما يتضمن نفي الصاحبة والولد في باب جوامع التوحيد ، وسنذكر
احتجاج النبي صلى الله عليه وآله على القائلين بالولد في المجلد الرابع .

(باب 9) (النهي عن التفكر في ذات الله تعالى ،

والخوض في مسائل التوحيد و إطلاق القول بأنه شئ)

الايات ، الزمر : وما قدروا الله حق قدره 67
1 - شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه أن رجلا قال لامير
المؤمنين عليه السلام : هل تصف ربنا نزداد له حبا وبه معرفة ؟ فغضب وخطب الناس ، فقال
فيما قال : عليك يا عبدالله بما دلك عليه القرآن من صفته ، وتقدسك فيه الرسول من
معرفته فائتم به واستضئ بنور هدايته ، فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما اوتيت
وكن من الشاكرين ، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في
سنة الرسول وأئمة الهداة أثره فكل علمه إلى الله ولا تقدر عليه عظمة الله(1)واعلم
يا عبدالله أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة
دون الغيوب ، إقرارا بجهل ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ، فقالوا : آمنا به كل من
عند ربنا ، وقد مدح الله اعترافهم بالعجزعن تنال مالم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم
التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهة رسوخا .


(1)وفى نسخة : ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه