بحار الأنوار ج53

خطة من خطط همدان ، وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها
كربلا ، وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن
لها شأن من الشاآ ، وليكونن فيها من البركات ما لو وقفم مؤمن ودعا ربه بدعوة
لاعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة .
ثم تنفس أبوعبدالله عليه السلام وقال : يا مفضل إن بقاع الارض تفاخرت :
ففخرت كعبة البيت الحرام ، على بقعة كربلا ، فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة
البيت الحرام ، ولا تفتخري على كربلا ، فانها البقعة المباركة التي نودي موسى
منها من الشجرة ، وإنها الربوة التي أويت إليها مريم والمسيح وإنها الدالية(1)
التي غسل فيها رأس الحسين عليه السلام وفيها غسلت مريم عيسى عليه السلام واغتسلت من ولادتها
وإنها خير بقعة عرج رسول الله صلى الله عليه وآله منها وقت غيبته ، وليكونن لشيعتنا فيها خيرة
إلى ظهور قائمنا عليه السلام .
قال المفضل : يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين ؟ قال عليه السلام : إلى مدينة
جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإذا وردها كان فه فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين
وخزي الكافرين .
قال المفضل : يا سيدي ماهو ذاك ؟ قال : يرد إلى قبر جده صلى الله عليه وآله فيقول :
يامعاشر الخلائق ، هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد

فيقول : ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبوبكر وعمر ، فيقول وهو
أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون : من أبوبكر وعمر ؟ وكيف دفنا من بين
الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعسى المدفون غيرهما .
فيقول الناس : يا مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله ما ههنا غيرهما إنهما دفنا معه لانهما
خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوا زوجتيه ، فيقول للخلق بعد ثلاث : أخرجوهما
من قبريهما ، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ، ولم يشحب لونهما


(1)الدالية المنجنون يديره الثور ، والناعورة يديرها الماء . وكأنه يريد ماء
الفرات .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه