بحار الأنوار ج4

عمرو بن عبيد(1)فقال له : جعلت فداك قول الله عزوجل :(2)" ومن يحلل عليه غضبي
فقد هوى " ما ذلك الغضب ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : هو العقاب يا عمر . إنه من زعم أن الله
عزوجل قد زال من شئ إلي شئ فقد وصفه صفة مخلوق ، إن الله عزوجل لا يستفزه
شئ ولا يغيره .(3)
6 - يد ، مع : بهذا الاسناد عن البرقي ، عن أبيه يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام في
قول الله عزوجل : " فلما آسفونا انتقمنا منهم " قال : إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا
ولكنه خلق أولياء‌ا لنفسه يأسفون ويرضون ، وهم مخلوقون مدبرون ، فجعل رضاهم
لنفسه رضى ، وسخطهم لنفسه سخطا ، وذلك لانه جعلهم الدعاة إليه والا دلاء عليه
ولذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله عزوجل كما يصل إلى خلقه ، ولكن
هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال أيضا : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني
إليها ، وقال أيضا : " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وقال أيضا : " إن الذين يبايعونك إنما
يبايعون الله " وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما
من الاشياء مما يشاكل ذلك ، ولو كان يصل إلى المكون الاسف والضجر وهو الذي
أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول : إن المكون يبيد يوما لانه إذا دخله الضجر


(1)هو عمرو بن عبيد بن باب المتكلم الزاهد المشهور شيخ المعتزله في وقته ، مولى بنى عقيل
آل عرادة بن يربوع بن مالك ، كان جده باب من سبى كابل من جبال السند ، وكان أبوه يخلف
أصحاب الشرط بالبصرة وكان من تلامذة الحسن البصرى ، قيل لابيه عبيد : ان ابنك يختلف إلى
الحسن البصرى ولعله أن يكون خيرا ، فقال : وأى خير يكون من ابنى وقد أصبت امه من غلول
وأنا أبوه ؟ ! وله مناظرة مع واصل بن عطا في معنى مرتكب الكبيرة فكان يقول : هو منافق ،
وواصل يقول : فاسق لا مؤمن ولا منافق فألزمه واصل في المناظرة ، ولهشام بن الحكم في أمر الامامة
معه مناظرة مفحمة ، وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة ، وتوفى سنة أربع وأربعين ومائة ، وقيل :
اثنين ، وقيل : ثلاث ، وقيل : ثمان ، وكان يكنى أبا عثمان .
(2)في نسخة : قال الله عزوجل .
(3)أى لا يستخفه ولا يزعجه ، قال المصنف في المرآة : وقيل : أى لا يجد خاليا عما يكون
قابلا له فيغيره للحصول تغير الصفة لموصوفها .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه