بحار الأنوار ج100

الجنة ثواب المتقين ، والنار عقاب الظالمين ، وجعلني نقمة للكافرين ، ورحمة و
رأفة على المؤمنين ، عباد الله إنكم في دار أمل ، وعدو أجل ، وصحة وعلل ، دار
زوال ، وتقلب أحوال ، جعلت سببا للارتحال ، فرحم الله أمرء‌ا قصر من أمله ، و
جد في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، قدم ليوم فاقته
يوم يحشر فيه الاأموات ، وتخشع له الاصوات ، وتذكر الاولاد والامهات ،
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، يوم يوفيهم الله دينهم الحق ، ويعلمون أن الله
هو الحق المبين .
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن
بينها وبينه أمدا بعيدا ، من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره ليوم تبطل فيه الانساب ، وتقطع الاسباب ، ويشتد فيه على المجرمين
الحساب ، ويدفعون إلى العذاب .
فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحيوة الدنيا إلا متاع
الغرور .
أيها الناس إنما الانبياء حجج الله في أرضه ، الناطقون بكتابه ، العاملون
بوحيه ، إن الله عزوجل أمرني أن ازوج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي و
أولى الناس بي علي بن أبي طالب ، و أنقد زوجه في السماء بشهادة الملائكة ،
وأمرني أن ازوجه واشهدكم على ذلك .
ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : قم يا علي فاخطب لنفسك ، قال : يا
رسول الله صلى الله عليه وآله أخطب وأنت حاضر ؟ ! قال : اخطب فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك
أن تخطب لنفسك ، ولو لا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي .
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : أيها الناس اسمعوا قول نبيكم إن الله بعث أربعة
آلاف نبي لكل نبي وصي وأنا خير الانبياء ووصيي خير الاوصياء ، ثم أمسك
رسول الله صلى الله عليه وآله .
وابتدأ علي فقال : الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين ، وأنا ربثواقب

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه