بحار الأنوار ج55

12 ومنه : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي مالك الحضرمي
عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه :
التنكر في الوسوسة في الخلق ، والطيرة ، والحسد ، إلا أن المؤمن لايستعمل
حسده(1).
13 الخصال : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار ، جميعا
عن محمد بن أحمد بن يحيى الاشعري ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : ثلاث
لم يعر منها نبي فمن دونه : الطيرة ، والحسد ، والتفكر في الوسوسة في الخلق .
قال الصدوق ره : معنى الطيرة في هذا الموضع هو أن يتطير منهم قومهم
فأماهم عليهم السلام فلا يتطيرون ، وذلك كما قال الله عزوجل عن قوم صالح(قالوا
اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عندالله(2))وكما قال آخرون لانبيائهم
(إنا تطيرنا بكم الآية(3))وأما الحسد في هذا الموضع هو أن يحسدوا لا أنهم
يحسدون غيرهم ، وذلك كما قال الله عزوجل(أم يحسدون الناس على ما آتيهم
الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما(4))
وأما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم عليهم السلام بأهل الوسوسة لاغير ذلك ، و
ذلك كما حكى الله عن وليد بن المغيرة المخزومي(إنه فكر وقدر فقتل كيف
قدر(5))يعني قال للقرآن(إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر(6)).
بيان : ما ذكره الصدوق ره وجه متين في الخبر الذي رواه في الخصال
وأما سائر الاخبار المروية من طرق الخاصة والعامة المشتملة على التتمات فهذا


(1)روضة الكافى : 108 .
(2)النمل : 47 .
(3)يس : 18 .
(4)النساء : 53 .
(5)المدثر : 18 و 19 .
(6)الخصال : 42 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه