بحار الأنوار ج7

الجنة ، ولقوم بأرض النار . وقال الحسن : يحشرون على الارض الساهرة وهي أرض
غير هذه وهي أرض الآخرة ، وفيها تكون جهنم ، وتقدير الكلام : وتبدل السماوات
غير السماوات ، إلا أنه حذف لدلالة الظاهر عليه .
" وبرزوا لله " أي يظهرون من قبورهم للمحاسبة لا يسترهم شئ ، وجعل ذلك
بروزا لله تعالى لان حسابهم معه وإن كانت الاشياء كلها بارزة له " الواحد " الذي
لا شبيه له ولا نظير " القهار " المالك الذي لا يضام يقهر عباده بالموت الزوام " وترى
المجرمين " يعني الكفار " يومئذ " أي يوم القيامة " مقرنين في الاصفاد " أي مجموعين
في الاغلال ، قربت أيديهم بها إلى أعناقهم ، وقيل : يقرن بعضهم إلى بعض ، وقيل : مشدودين
في قرن أى حبل من الاصفاد والقيود ، وقيل : يقرن كل كافر مع شيطان كان
يضله في غل من حديد " سرابيلهم " أي قميصهم " من قطران "(1)وهو مايطلى به الابل
شئ أسود لزج منتن يطلون به فيصير كالقميص عليهم ، ثم يرسل النار فيهم ليكون
أسرع إليهم وأبلغ في الاشتعال وأشد في العذاب ، وقرأ زيد عن يعقوب " من قطر آن " على
كلمتين منونتين ، وهو قراء‌ة أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير والكلبي وقتادة و
عيسى الهمداني والربيع ، قال ابن جني : القطر : الصفر والنحاس ، والآن : الذي
بلغ غاية الحر ، وجوز الجبائي على القرائتين أن يسربلوا بسربالين : أحدهما من
القطران ، والآخر من القطر الآني " وتغشى وجوههم النار " أي تصيب وجوههم النار
لا قطران عليها .
وفي قوله عزوجل : " تجادل عن نفسها " : أي تخاصمه الملائكة عن نفسها و
تحتج بما ليس فيه حجة ، فيقول : " والله ربنا ما كنا مشركين " ويقول أتباعهم : " ربنا
هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار " ويحتمل أن يكون المراد أنها تحتج عن
نفسها بما تقدر به إزالة العقاب عنها .
وفي قوله تعالى : " وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا " : معناه : وإنا مخربون


(1)سيال دهنى يتخذ من بعض الاشجار كالصنوبر والارز .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه