بحار الأنوار ج47

ومحمد الديباح(1). . . . . .


ولم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الاكرام ، وكان متهما بالخلاف على أبيه
في الاعتقاد ، ويقال : انه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة ، وادعى بعد
أبيه الامامة واحتج بأنه أكبر اخوته الباقين فاتبعه على قوله جماعة الخ . توفي بعد أبيه
بسبعين يوما ، وكان أول من لحق به من أهله فصح فيه ما روى عن أبيه - الصادق عليه السلام
انه قال لموسى " ع " : يا بنى ان أخاك سيجلس مجلسى ويدعى الامامة بعدى فلا تنازعة بكلمة
فانه أول أهلى لحوقا بى . وكانت وفاته سنة 149 في العشر الاول من المحرم تقريبا ولم
يعقب سوى بنتا اسمها فاطمة وأمها علية بنت الحسين بن زيد بن على . تزوجها العباس بن
موسى العباسى ، ثم ابن عمها على بن اسماعيل .
لا حظ أخباره في كتب الفرق عند ذكر الفطحية ، وفي جمهرة اسناب العرب لابن حزم
ص 59 ونسب قريش لمصعب ص 64 والكشى ص 164 - 165 وجامع الرواة ج 1 ص 479
وغيرها .
(1)هو المعروف بالديباج - او الديباجة - لحسن وجهه ويلقب بالمأمون ويكنى
أبا جعفر ، امه ام أخويه موسى واسحاق ام ولد تدعى حميدة ، وكان شيخا وادعا محببا في
الناس ، وكان يروى العلم عن أبيه جعفر بن محمد وكان الناس يكبون عنه هكذا قال الطبرى
في تاريخه ج 10 ص 23 وقال الخطيب في تاريخه ج 2 ص 113 وأبوالفرج في مقاتله
ص 538 انه كان شجاعا عاقلا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكانت زوجته خديجة
بنت عبدالله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه : قال ابن
عنبة في عمدة الطالب ص 245 خرج داعيا إلى محمد بن ابراهيم بن طباطبا الحسنى ، فلما
مات محمد بن ابراهيم دعا محمد الديباج إلى نفسه وبويع له بمكة ، وذكر الخطيب في
تاريخه عن وكيع انه قال في بيعة الديباج كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة بالخلافة ولم
يبايعوا بعد على بن أبى طالب لعلوى غيره . وكان السبب في دعوته الناس اليه انه كتب رجل
- أيام أبى السرايا - كتابا يسب فيه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع أهل البيت وكان محمد
ابن جعفر معتزلا تلك الامور لم يدخل في شئ منها ، فجاء‌ه الطالبيون فقرؤه عليه فلم يرد
عليهم جوابا حتى دخل بيته فخرج عليهم وقد لبس الدرع وتقلد السيف ودعا إلى نفسه وتسمى
بالخلافة وهو يتمثل :
لم أكن من جناتها علم الله * وانى بحرها اليوم صالى

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه