قوله عليه السلام : هكذا الخ لما كان السائل قاصرا عن فهم حقائق هذه
الصفات ، لم يجبه عليه السلام بالتفسير ، بل أكد حقيته بالرواية عن والده عليه السلام
وقيل : استبعد الراوي كون هذه الامور تفسيرا لليقين ، فأجاب عليه السلام بأن
الباقر عليه السلام كذا فسره .
5 كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام
قال : الايمان فوق الاسلام بدرجة ، والتقوى فوق الايمان بدرجة ، واليقين فوق
التقوى بدرجة ، ولم يقسم بين العباد شئ أقل من اليقين(1).
بيان : قال بعض المحققين : اعلم أن العلم والعبادة جوهران لاجلهما كان
كلما ترى وتسمع ، من تصنيف المصنفين ، وتعليم المعلمين ، ووعظ الواعظين
ونظر الناظرين ، بل لاجلهما انزلت الكتب ، وارسلت الرسل ، بل لاجلهما
خلقت السماوات والارض ، وما فيهما من الخلق ، وناهيك لشرف العلم قول الله
عزوجل : الله الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن
لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما (2)
ولشرف العبادة قوله سبحانه : وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون (3)
فحق للعبد أن لايشتغل إلا ؟ ولا يتعب إلا لهما ، وأشرف الجوهرين العلم
كما ورد فضل العالم على ؟ كفضلي على أنادكم .
والمراد بالعلم الدين أعني معرفة الله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر قال الله عزوجل : آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل
آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله (4)وقال تعالى : ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله
ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ، ومن يكفر
(1)الكافي ج 2 ص 52 .
(2)الطلاق : 12 .
(3)الذاريات : 56 .
(4)البقرة : 285 .