بحار الأنوار ج50

13 - ير : الحسن بن علي السرسوني ، عن إبراهيم بن مهزيار قال : كان
أبوالحسن عليه السلام كتب إلى علي بن مهزيار ، يأمره أن يعمل له مقدار الساعات
فحملناه إليه في سنة ثمان وعشرين فلما صرنا بسيالة كتب يعلمه قدومه ويستأذنه في
المصير إليه وعن الوقت الذي نسير إليه فيه ، واستأذن لا براهيم فورد الجواب بالاذن
أنا نصير إليه بعد الظهر ، فخرجنا جميعا إلى أن صرنا في يوم صائف شديد الحر ومعنا
مسرور غلام علي بن مهزيار .
فلما أن دنوا قصره إذا بلال قائم ينتظرنا وكان بلال غلام أبي الحسن عليه السلام
قال : ادخلوا فدخلنا حجرة وقد نالنا من العطش أمرعظيم فما قعدنا حينا حتى
خرج إلينا بعض الخدم ومعه قلال من ماء أبرد ما يكون فشربنا ثم دعا بعلي بن
مهزيار فلبث عنده إلى بعد العصر ثم دعاني فسملت عليه واستأذنته أن يناولني يده
فاقبلها ، فمديده فقبلتها ودعاني وقعدت ثم قمت فودعته .
فلما خرجت من باب البيت ناداني عليه السلام فقال : يا إبراهيم فقلت : لبيك
يا سيدي فقال : لاتبرح فلم نزل جالسا ومسرور علامنا معنا ، فأمرأن ينصب المقدار
ثم خرج عليه السلام فالقي له كرسي فجلس عليه والقي لعلي بن مهزيار كرسي عن
يساره فجلس ، وقمت أنا بجنب المقدار فسقطت حصاة(1)فقال مسرور : " هشت "
فقال عليه السلام : " هشت " ثمانية ، فقلنا : نعم يا سيدنا .
فلبثنا عنده إلى المساء ثم خرجنا فقال لعلي : رد إلي مسرورا بالغداة
فوجهه إليه فلما أن دخل قال له بالفارسية " بار خدا چون ؟ " فقلت له " ينك "
يا سيدي فمر نصر فقال : " درببند درببند " فأغلق الباب ثم ألقى رداء‌ه علي
يخفيني من نصر حتى سألني عما أراد فلقيه علي بن مهزيار فقال له : كل هذا
خوفا من نصر ؟ فقال : يا أبا الحسن يكاد خوفي منه خوفي من عمرو بن قرح(2).


(1)اى حصاة من حصيات المقدار فقد كان تلقى تلك الالة في كل ساعة حصاة فيعلم
مقدار مضى الساعات باعتداد الحصيات .
(2)بصائر الدرجات ص 337 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه