بحار الأنوار ج44

البخاري : لما مات الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام ضربت امرأته القبة
على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول : هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه
آخر : بل يئسوا فانقلبوا وفي رواية غيرها أنها ، أنشدت بيت لبيد :


وذلك لان أولاده المذكورين بأسمائهم على اختلاف في عددهم(بين 15 21)انماهم
من عشرة من أزواجه عليه السلام ، قد سماهن أهل السير كما سمعت من ابن سعد في الطبقات
وهذه النسبة بين عدد الازواج والاولاد ، هو المتعارف المعتاد فلو كان تزوج مائتين وخمسين
امرأة أو ثلاث مائة امرأة ، كان لابد وأن يتولد منهن أكثر من مائتين ولد : ذكر وانثى
على الاقل بعد فرض العقم في جمع منهن .
ولا يحتمل العزل منهن ، لانه عليه السلام انما كان يتزوج الشابة من النساء والابكار
رغبة في مباضعتهن ، والالتذاذ من المباضعة لا يتحقق مع العزل كما لا يخفى .
على ان الرجل انما يعزل عن المرأة مخافة أن يولدها ، وذلك اما لنقص في حسبها
أو مخافة العيلة ، اما ناقصة الحسب فلم يكن ليرغب فيها مثل الحسن السبط عليه السلام مع
شرفه الباذخ ولم يذكر في شئ من كتب السير أنه رغب إلى خضراء الدمن ، وانما كان
يخطب الاشراف من النساء أبا واما .
وأما خوف العيلة فهو الذى كان يبارى بجوده وفضله السحاب ، وقد روى عن ابن
سيرين(كما في الحلية للحافظ أبى نعيم راجع ج 2 ص 142 كشف الغمة)أنه قال : تزوج
الحسن بن على عليهما السلام امرأة فأرسل اليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم
وعن الحسن بن سعيد ، عن أبيه قال : متع الحسن بن على عليهما السلام امرأتين(يعنى
حين طلقهما)بعشرين ألفا وزقاق من عسل فقالت احداهما : متاع قليل من حبيب مفارق
ونقل ابن شهر آشوب(ج 4 ص 17 من مناقبه)أنه تزوج جعدة بنت الاشعث وأرسل اليها
ألف دينار .
فهذا الرجل الذى ينفق كيف يشاء ، لا يخاف العيلة وكثرة الاولاد ، كيف وقد قال
جده صلى الله عليه وآله : تناكحوا تناسلوا تكثروا فانى اباهي بكم الامم يوم القيامة ولو
بالسقط ، أو كيف يعزل وانه يعلم بشرى القرآن المجيد بكوثر من نسل رسول الله
منه ومن أخيه الحسين ، أكان يعزل نطفته رغما لتلك البشارة ؟ كلا وكلا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه