بحار الأنوار ج102

قد قامت ، والناس في وحشة ودهشة لكل امرء منهم شأن يغنيه والموكلون يسوقون
الناس إلى الحساب مع كل واحد منهم سائق وشهيد قال : أنا أتفكر في العاقبة
فإذا باثنين منهم يأمراني بالحضور عند سيد الانبياء صلوات الله عليه ، فتثاقلت عن
الامتثال لما وجدت في نفسي من عظيم الامر وخطر البال ، فقاداني قهرا وأنهضاني
زجرافتقدم واحد وتأخر آخر ، وأنا بينهما نسيرهكذا ، وأنا في شدة .
فإذا بعماري عال معظم على أكتاف جماعة من الخدم على يمين الطريق تبين
لي أن فيه سيدة النساء عليها السلام فلما دنوت منه ، اغتنمت الفرصة وهربت من بين
الموكلين إلى العماري ، ودخلت تحت العماري فرأيته حصنا حصينا ومانعا حريزا
وفيه جمع من العصاه مثلي ملتجئين إليه متحصنين به ، ورأيت الموكلين جميعا
متباعدين عن العماري ليس لهم جرأة دنو واقتراب منا وغلبة علينا ، يسيرون بسيرنا
فيما هم عليه من التباعد فالتمسوا منا الرجوع إليهم بالاشارة فأبينا ، ثم هددونا
كذلك فرددناهم بمثل ذلك لما كنا عليه من قوة القلب ، وشدة الاطمينان .
فبينا نسير كذلك وإذا برسول من جانب أبيها صلى الله عليه واله إليها بأن جمعا من عصاة
الامة قد التجاوا إليك فابعثيهم إلينا لنحاسبهم ، فأشارت إلى الرواح فدخل علينا
الموكلون من كل باب وساقونا إلى موقف الحساب فإذا بمنبر عال كثير المرقاة والدرج على
ذروته الاول خاتم النبيين صلى الله عليه واله وعلى الدرج الثاني خاتم الوصيين عليه السلام وهو مشغول
بحساب الناس ، وهم مصطفون قد امه إلى أن انتهى الامر إلى .
فخاطبني موبخا ، وقال : لم ذكرت تذلل ولدي العزيز الحسين ونسبته إلى الذلة
فتحيرت في جوابه ، وما وجدت حيلة إلا الانكار ، فأنكرت فإذا بوجع في عضدي من
شئ كأنه مسمار اولج فيه ، فالتفت إلى جنبي فرأيت رجلا بيده طومار فناولني
فنشرته ، فإذا هو صورة مجالسي ، وفيه تفصيل ما قرأته وذكرته في المجالس مشروحا
في كل مكان وزمان ، وفيه ما وبخني به وأنكرت .
فسولت نفسي حيلة اخرى فقلت ذكره المجلسي في عاشر بحاره ، فأشار عليه السلام
إلي واحد من الخدم الحاضرين ، وقال : اذهب إلي المجلسي وخذ منه الكتاب ،

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه