بحار الأنوار ج10

13 - وقال عليه السلام : تفقهوافي دين الله ، فإن الفقه مفتاح البصيرة ، وتما العبادة ، و
السبب إلى المنازل الرفيعة ، والرتب الجليلة في الدين والدنيا ، وفضل الفقيه على العابد
كفضل الشمس على الكواكب ، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا .(1)
14 - وقال عليه السلام لعلي بن يقطين : كفارة عمل السلطان الاحسان إلى الاخوان .(2)
15 - وقال عليه السلام : إذا كان الامام عادلا كان له الاجرو عليك الشكر ، وإذا كان
جائرا كان عليه الوزر وعليك الصبر .(3)
16 - وقال أبوحنيفة : حججت في أيام أبي عبدالله الصادق عليه السلام فلما أتيت المدينة
دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنه إذخرج صبي يدرج ،(4)فقلت : ياغلام أين
يضع الغريب الغائط من بلدكم ؟ قال : على رسلك ،(5)ثم جلس مستندا إلى الحائط
ثم قال : توق شطوط الانهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية المساجد ، وقارعة الطريق ،(6)
وتوار خلف جدار ، وشل ثوبك ،(7)ولا تستقبل القبلة ولاتستدبرها ، وضع حيث
شئت . فأعجبني ماسمعت من الصبي فقلت له : ما اسمك ؟ فقال : أنا موسى بن جعفربن
محمدبن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فقلت له : ياغلام ممن المعصية ؟ فقال :
إن السيئات لاتخلو من إحدى ثلاث : إما أن تكون من الله وليست منه فلاينبغي
للرب أن يعذب العبد على مالايرتكب ، وإما أن تكون منه ومن العبد وليست
كذلك فلاينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف ، وإما أن تكون من العبد
وهي منه فإن عفا فبكرمه وجوده ، وإن فبذنب العبد وجريرته .
قال أبوحنيفة : فانصرفت ولم ألق أباعبدالله عليه السلام واستغنيت بماسمعت .(8)


(1 و 2)تحف العقول : ص 410 .
(3)تحف العقول : ص 411 .
(4)درج الصبى : مشى .
(5)أى على مهلك وتأن .
(6)قارعة الطريق : أعلاه ومعظمه .
(7)أى ارفع ثوبك ؟ من شال يشول شولا .
(8)تحف العقول : 411 . ورواه الطبرسى ايضا في الاحتجاج ص 210 - 211 مع زيادة ،
وأخرجه المصنف في باب نفى الظلم والجور عنه تعالى ، وروى ذيله الصدق في التوحيد ص 83
والعيون ص 79 والامالى ص 246 مسندا ، وأخرجه المصنف في كتاب العدل والمعاد ، راجع ج 5 ص 4 و 27
وأخرج صدره الكلينى في الكافى والشيخ في التهذيب مسندا ، راجع الفروع 1 : 6 والتهذيب 1 : 9 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه