بحار الأنوار ج14

فلما ساروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا : يا إخوتاه جاء‌ت مسكنة الآخرة وذهب ملك
الدنيا ، انزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم ، لعل الله أن يجعل لكم من أمركم فرجا
ومخرجا ، فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم فجعلت أرجلهم
تقطر دما .
قال : فاستقبلهم راع فقالوا : يا أيها الراعي هل من شربة لبن أو ماء ؟ فقال الراعي :
عندي ماتحبون ولكن أرى وجوهكم وجوه الملوك ، وما أظنكم إلا هرابا من دقيوس
الملك ، قالوا : ياأيها الراعي لايحل لنا الكذب ، أفينجينا منك الصدق ؟ فأخبروه بقصتهم
فانكب الراعي على أرجلهم يقبلها ، ويقول : ياقوم لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم ،
ولكن امهلوني حتى أرد الاغنام على أربابها وألحق بكم ، فتوقفوا له فرد الاغنام و
أقبل يسعى يتبعه الكلب له .(1)
قال : فوثب اليهودي فقال : ياعلي ماكان اسم الكلب ؟ ومالونه ؟ فقال علي عليه السلام :
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، أما لون الكلب فكان أبلقا(2)بسواد ، وأما اسم الكلب
فقطمير ، فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم : إنا نخاف أن يفضحنا بنباحه ، فألحوا
عليه بالحجارة ، فأنطق الله تعالى جل ذكره الكلب : ذروني حتى أحرسكم من عدوكم
فلم يزل الراعي يسير بهم حتى علاهم(3)جبلا فانحط بهم على كهف يقال له
الوصيد ،(4)فإذا بفناء الكهف عيون وأشجار مثمرة ، فأكلوا من الثمر وشربوا من الماء
وجنهم الليل فآووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه ، فأوحى الله
تعالى عز وعلا إلى ملك الموت بقبض أرواحهم ، ووكل الله بكل رجل ملكين يقلبانه من
ذات اليمين إلى ذات الشمال ، ومن ذات الشمال إلى اليمين ، فأوحى الله تعالى عز وعلا
إلى خزان الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ، وتقرضهم ذات الشمال ،(5)


(1)في نسخة : فتبعه كلبه .
(2)كذا في النسخ .
(3)" " : حتى علا بهم .
(4)في العرائس : فوثب اليهودي وقال : ياعلي مااسم ذلك الجبل ؟ وما اسم الكهف ؟ قال
أمير المؤمنين : يا أخا اليهود اسم الجبل ناجلوس ، واسم الكهف الوصيد .
(5)في العرائس : تزاور عن كهفهم ذات اليمين اذا طلعت ، واذا غربت تقرضهم ذات الشمال .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه