بحار الأنوار ج28

نبيا أكرم عليه مني ، وما خلق وصيا أكرم عليه من وصيي علي ، قال ابن عباس :
فلم أزل له كما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وآله ووصاني بمودته وأنه لاكبر عمل
عنده .
قال ابن عباس : ثم قضى من الزمان وحضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة فحضرته
فقلت له : فداك أبي وامي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟ فقال : يا ابن عباس
خالف من خالف عليا ولا تكونن عليه ظهيرا ولا وليا ، قلت : يا رسول الله فلم لا
تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال : فبكى صلى الله عليه وآله حتى اغمي عليه ، ثم قال : يا ابن عباس
سبق الكتاب فيهم وعلم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه
وأنكر حقه من الدنيا حتى يغير الله مابه من نعمة ، يا ابن عباس إن أردت وجه الله
ولقاء‌ه وهو عنك راض ، فاسلك طريق علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث ما
مال ، وارض به إماما ، وعاد من عاداه ، ووال من والاه ! يا ابن عباس احذر أن يدخلك
شك فيه فان الشك في علي كفر(1).
أقول : وجدت منقولا من خط شيخنا الشهيد قدس الله روحه : روى الدار -
قطني عن محمد بن سعد القاضي الرازي ، عن عبدالله بن أبي حرب ، عن محمد بن علي


(1)وفى الحديث : من أراد منكم النجاة بعدى والسلامة من الفتن فليستمسك
بولاية على فانه الصديق الاكبر والفاروق الاعظم من اقتدى به في الدنيا ورد على حوضى و
من خالفه لم يرنى فاختلج دونى وأخذ ذات الشمال ، أخرجه أبوبكر بن مؤمن الشيرازى
في رسالة الاعتقاد .
وفى رواية اخرى عنه صلى الله عليه وآله ستكون بعدى فتنة فاذا كان ذلك فالزموا على بن
أبى طالب فانه اول من يرانى رواه الحافظ ابن منده في أسماء الرجال ، وتراه في
الاستيعاب ج 4 ص 169 ، اسد الغابة ج 5 ص 287 مناقب الخوارزمى : 62 .
وفى رواية اخرى : من نازع عليا في الخلافة بعدى فهو كافر قد حارب الله ورسوله
ومن شك في على فهو كافر ، وفى لفظ آخر : من قاتل عليا على الخلافة فاقتلوه كائنا
من كان ، راجع في ذلك هامش الاحقاق ج 7 ص 331 ، 371 ، 386(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه