بحار الأنوار ج62

تعالى مما أنا فيه لا آكل لحم الفيل ، فانكسرت السفينة وأنجاه الله وجماعة من أهلها
إلى الساحل فأقاموا بها أياما من غير زاد ، فبينماهم كذلك إذا هم بفيل صغير فذبحوه
وأكلوا لحمه سوى أبي عبدالله فلم يأكل منه وفاء بالعهد الذي كان منه ، فلما نام
القوم جاء‌تهم ام ذلك الفيل تتبع أثره وتشم الرائحة فمن وجدت منه رائحة لحمه
داسته بيديها ورجليها إلى أن تقتله ، قال : فقتلت الجميع ثم جاء‌ت إلى فلم تجدمني
رائحة اللحم فأشارت إلي : أن أركبها ، فركبتها فسارت بى سيرا شديدا الليل
كله ، ثم أصبحت في أرض ذات حرث وزرع ، فأشارت إلى : أن انزل ، فنزلت عن
ظهرها فحملني اولئك القوم إلى ملكهم فسألني ترجمانه فأخبرته بالقصة ، فقال لي :
إن الفيلة سارت بك في هذه الليلة مسيرة ثمانيه أيام ، قال : فكنت عندهم إلى أن حملت
ورجعت إلى أهلي .
ولما كان في أول المحرم سنه اثنين وثمانين وثمانمائة من تاريخ ذي القرنين ،
وكان النبي صلى الله عليه وآله حملا في بطن امه حضر أبرهة(1)ملك الحبشة يريد هدم الكعبة
ومعه(2)جيش عظيم ومعه فيله محمود وكان قويا عظيما واثنا عشر فيلا غيره ، وقيل :
ثمانية ، وساق الحديث كمامر في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله إلى أن قال : ثم قام
عبدالمطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ودعا الله تعالى ثم قال :
لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالك
وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك
ثم أرسل حلقة الباب وانطلق هو ومن معه من قريش إلى الجبال وأبرهة(3)


(1)في المصدر : وكان النبي صلى الله عليه وآله يومئذ حملا في بطن امه حضر ابرهة الاشرم .
(2)في المصدر : يريد هدم الكعبة وكان قد بنى كنيسة بصنعاء وأراد أن يصرف اليها
الحاج فخرج رجل من بنى كنانة فقعد فيها ليلا فأغضبه ذلك وحلف ليهد من الكعبة فخرج
ومعه .
(3)في المصدر : إلى الجبال ينظرون ما ابرهة فاعل بمكة اذا دخلها ، فحينئذ جاء‌ت
قدرة الواحد الاحد القادر المقتدر فاصبح ابرهة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه