بحار الأنوار ج12

مع أن الملوك المتقدمة لم يضبط أحوالهم بحيث لا يشذ عنهم أحد ، وأيضا الظاهر من كلام
أهل الكتاب الذين عليهم يعولون في التواريخ عدم الاتحاد ، ثم الظاهر مما ذكرنا من
الاخبار وغيرهما مما أورده الكليني وغيره أنه لم يكن نبيا(1)ولكنه كان عبدا صالحا
مؤيدا من عنده تعالى .
وأما يأجوج ومأجوج فقد ذكر الشيخ الطبرسي أن فسادهم أنهم كانوا
يخرجون فيقتلونهم ويأكلون لحومهم ودوابهم ; وقيل : كانوا يخرجون أيام الربيع فلا
يدعون شيئا أخضر إلا أكلوه ، ولا يابسا إلا احتملوه ، عن الكلبي ; وقيل : أرادوا أنهم
سيفسدون في المستقبل عند خروجهم ; وورد في الخبر عن حذيفة قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن
يأجوج ومأجوج فقال : يأجوج امة ومأجوج امة ، كل امة أربعمائة امة ، لا يموت الرجل
منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح ; قلت : يارسول الله صفهم لنا ،
قال : هم ثلاثة أصناف : صنف منهم أمثال الارز ، قلت : يارسول الله وما الارز ؟ قال : شجر بالشام
طويل ، وصنف منهم طولهم وعرضهم سواء ، وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد ،
وصنف منهم يفترش أحدهم إحدى أذنيه ويلتحف بالاخرى ولا يمرون بفيل ولا وحش
ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان
يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبربة .(2)قال وهب ومقاتل : إنهم من ولد يافث بن نوح
أبي الترك ; وقال السدي : الترك سرية من يأجوج ومأجوج خرجت تغير(3)فجاء ذو القرنين
فضرب السد فبقيت خارجه . وقال قتادة : إن ذا القرنين بنى السد على إحدى وعشرين
قبيلة ، وبقيت منهم قبيلة دون السد فهم الترك ; وقال كعب هم نادرة من ولد آدم ، وذلك
أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله من ذلك الماء والتراب يأجوج و
مأجوج فهم متصلون بنا من جهة الاب دون الام ; وهذا بعيد انتهى .(4)


(1)واما ما تقدم في الخبر 16 من انه اوحى اليه فقد عرفت أن الخبر وارد من غير طرقنا
مع أنه يمكن توجيهه .
(2)الخبر مروى عن العامة راجع .
(3)أى تهجم وتوقع بغيرهم .
(4)مجمع البيان 6 : 494 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه