بحار الأنوار ج41

أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان أب وابن ، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما
في صدر مجلسه ، وجلس بين أيديهما ، ثم أمر بطعام فأحضر ، فأكلامنه ، ثم جاء
قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل ليلبس(1). وجاء ليصب على يد الرجل(2)
فوثب أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ الابريق ليصب على يد الرجل ، فتمرغ الرجل في
التراب وقال : يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي ؟ ! قال : اقعد
واغسل(3)فإن الله عزوجل يراك ، وأخوك الذي لا يتميز منك ولا ينفصل عنك(4)
يخدمك ، يريد بذلك في خدمته في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا ، وعلى
حسب ذلك في مماليكه فيها ، فقعد الرجل فقال له علي عليه السلام : أقسمت(5)بعظيم
حقي الذي عرفته ونحلته وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن تدنيني لما شرفك به
من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا
ففعل الرجل ذلك ، فلما فرغ ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال : يا بني لو كان
هذا الابن حضرني دون أبيه لصبيت على يده ، ولكن الله عزوجل يأبى أن يسوي .
بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان لكن قد صب الاب على الاب فليصب الابن على الابن
فصب محمد بن الحنفية على الابن ، ثم قال الحسن بن علي العسكري عليه السلام : فمن اتبع
عليا على ذلك فهو الشيعي حقا(6).
6 - قب : حلية الاولياء ونزهة الابصار أنه مضى عليه السلام(7)في حكومة إلى
شريح مع يهودي ، فقال(8): يا يهودي الدرع درعي ولم أبع ولم أهب ، فقال


(1)في المصدر : ليبس .
(2)= : على يد الرجل ماء .
(3)= : اقعد واغسل يدك .
(4)= : ولا يتفضل عنك .
(5)= : أقسمت عليك .
(6)الاحتجاج : 256 و 257 . ورواه في المناقب 1 : 310 .
(7)في المصدر : أنه مضى على عليه السلام .
(8)= : فقال له .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه