بحار الأنوار ج11

فقال : دعوا هذا وارجعوا إلى الله وتوبوا إليه ، فلما رأى القوم ما لبسهم من الرعب علموا
انهم لا يقدرون على ضربه الثانية ، فاجتمعوا بقوتهم ، فصاح بهم هود عليه السلام صيحة فسقطوا
لوجوههم ، ثم قال هود : يا قوم قد تماديتم في الكفر كما تمادى قوم نوح ، وخليق أن أدعو
عليكم كما دعا نوح على قومه ، فقالوا : يا هود إن آلهة قوم نوح كانوا ضعفاء ، وإن آلهتنا
أقوياء ، وقد رأيت شدة أجسامنا ، وكان طول الرجل منهم مائة عشرين ذراعا بذراعهم ،
وعرضه ستين ذراعا ، وكان أحدهم يضرب الجبل الصغير فيقطعه ، فمكث على هذا يدعوهم
سبعمائة وستين سنة ، فلما أراد الله تعالى إهلاكهم حقف الاحقاف حتى صارت أعظم من الجبال ،
فقال لهم هود : يا قوم ألا ترون هذا الرمال كيف تحقفت ؟ إني أخاف أن يكون مأمورة ، فاغتم
هود عليه السلام لما رأى من تكذيبهم ، ونادته الاحقاف : قريا هود عينا فإن لعاد منا يوم سوء ، فلما
سمع هود ذلك قال : يا قوم اتقوا الله واعبدوه ، فإن لم تؤمنوا صارت هذه الاحقاف عليكم عذابا
ونقمة ، فلما سمعوا ذلك أقبلوا على نقل الاحقاف فلا تزيد إلا كثرة فرجعوا صاغرين ،
فقال هود : يا رب قد بلغت رسالاتك فلم يزدادوا إلا كفرا ، فأوحى الله إليه : يا هود إني
امسك عنهم المطر ، فقال هود عليه السلام : يا قوم قد وعدني ربي أن يهلككم ، ومر صوته في
الجبال وسمع الوحش صوته والسباع والطير فاجتمع كل جنس معها يبكي ويقول : يا هود
أتهلكنا مع الهالكين ؟ فدعا هود ربه تعالى في أمرها ، فأوحى الله تعالى إليه : أني لا
اهلك من الم يعص بذنب من عصاني ، تعالى الله علوا كبيرا .(1)
بيان : قوله :(بذارعهم)أي بذراع أهل زمانهم ، وقد سبق بعض الوجوه في أبواب
قصص آدم عليه السلام . قوله :(حقف الاحقاف)بالقاف أولاثم الفاء ثانيا أي جعلها أحقافا
بأن جمعها حتى صارت تلولا .
22 - ع ، ن ، ل : في أسئلة الشامي(2)عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : أخبرني عن
يوم الاربعاء والتطير منه ، فقال عليه السلام : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وساق الحديث
إلى أن قال : - ويوم الاربعاء أرسل الله عزوجل الريح على قوم عاد ، ويوم الاربعاء


(1)مخطوط . م
(2)تقدم حديث الشامى بتمامه في كتاب الاحتجاجات راجع ج 10 : 75 - 82(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه