بحار الأنوار ج22

رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص
من بطن رسول الله من النار يوم النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا سوادة بن قيس
أتعفو أم تقتص ؟ فقال : بل أعفو يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله : اللهم اعف عن سوادة
ابن قيس ، كما عفى عن نبيك محمد ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيت ام سلمة و
هو يقول : رب سلم امة محمد من النار ، ويسر عليهم الحساب ، فقالت ام سلمة :
يا رسول الله مالي أراك معموما متغير اللون ؟ فقال : نعيت إلى نفسي هذه الساعة
فسلام لك في الدنيا ، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا ، فقالت ام سلمة :
واحزناه ، حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه ، ثم قال عليه السلام : ادع لي حبيبة قلبي
وقرة عيني فاطمة ، تجيئ(1)، فجاء‌ت فاطمة عليها السلام وهي تقول : نفسي لنفسك الفداء

ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق
الدنيا ، وارى عساكر الموت تغشاك شديدا ، فقال لها : يا بنية إني مفارقك ، فسلام
عليك مني ، قالت : يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة ؟ قال : عند الحساب ، قالت :
فإن لم ألقك عند الحساب ؟ قال : عند الشفاعة لامتي ، قالت : فإن لم ألقك
عند الشفاعة لامتك ؟ قال : عند الصراط ، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن
يساري ، والملائكة من خلفي وقدامي ، ينادون : رب سلم امة محمد من النار ، و
يسر عليهم الحساب ، قالت فاطمة عليها السلام : فأين والدتي خديجة ؟ قال : في قصر له
اربعة أبواب إلى الجنة ، ثم اغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بلال
وهو يقول : الصلاة رحمك الله ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصلى بالناس و
خفف الصلاة ، قال : ادعوا لي علي بن أبي طالب واسامة بن زيد(2)، فجاء‌ا
فوضع عليه السلام يده على عاتق علي ، والاخرى على اسامة ، ثم قال : انطلقا بي إلى
فاطمة ، فجاء‌ا به حتى وضع رأسه في حجرها ، فإذا الحسن والحسين عليهما السلام يبكيان
ويصطرخان وهما يقولان : أنفسنا لنفسك الفداء ، ووجوهنا لوجهك الوقاء ، فقال


(1)ثم اغمى عليه خ ل .
(2)لا يخلو من وهم ، لان اسامة كان قد خرج عن المدينة وعسكر في خارجه للقتال .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه