بحار الأنوار ج57

شهوة المرأة كان الولد بخاله أشبه . قال : صدقت " رجعنا إلى الرواية الاولى :
قال : فأخبرني هل يعذب الله عبده بلاحجة ؟ قال : معاذالله يا ابن سلام ، إن الله
تبارك وتعالى عدل لايجوز في قضائه . قال : صدقت ، قال : فأخبرني عن أطفال المشركين
في الجنة أم في النار ؟ قال : يا ابن سلام ، الله أولى بهم ، ولكن إذا كان يوم القيامة
وجمع الخلق لفصل القضاء أمرالله تعالى بأطفال المشركين فيؤتى بهم فيقول لهم : عبادي
وأبناء عبادي وإمائي ، من ربكم ؟ ومادينكم ؟ وما أعمالكم ؟ فيقولون : اللهم أنت
ربنا وأنت خالقنا ولم نكن شيئا وأمتنا ولم تجعل لنا لسانا ننطق به ولا عقلا نعقل به
ولا قوة في الاعضاء نتعبد بها ولاعلم لنا إلا ما علمتنا فيقول الله لهم - وهو أجل قائل -
فالان لكم ألسنة وعقول وقوة للحركة في الاعضاء فإن أمرتكم بأمر يا عبادي تفعلوه ؟
فيقولون : السمع والطاعة لك يا إلهنا وخالقنا ورازقنا ومالكنا . فيأمر الله تعالى مالكا
فتزجر جهنم حتى تفور ويأمر أطفال المشركين : ألقوا أنفسكم في تلك النار . فمن
سبق له في علم الله أن يكون سعيدا ألقى نفسه فيها ، فتكون النار عليه بردا وسلاما كما
كانت على إبراهيم خليل الرحمن ، ومن سبق له في علم الله أن يكون شقيا امتنع أن يلقي
نفسه في تلك النار فيكونون تبعا لابائهم وامهاتهم في النار ، والفرقة الاخرى يخرجون
إلى الجنة مع المؤمنين ، قال : صدقت قال : بررت وبينت وأزلت الشك يا محمد
فزدني يقينافأخبرني عن الارض لم سميت أرضا ؟ قال : لانها أرض يداس عليها .
قال : فمم خلقت ؟ قال : من زبرجد من الزبدقال : فالزبرجدة مم خلقت ؟ قال :
من الموج ، قال : فالموج مم خلق ؟ قال : من البحر . قال : صدقت يا محمد ، فكيف ذلك ؟
قال : إن الله عزوجل لما خلق البحر أمر الريح أن تضرب الامواج بعضها في بعض
فاضطرب الامواج حتى ظهر الزبد ، ثم أمرها أن تجتمع فاجتمعت ، ثم أمرهاأن
تلين فلانت ، ثم أمرها أن تعتدل فاعتدلت ، ثم أمرها أن تمتد فامتدت فصارت أرضا
قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني من أين سكونها ؟ قال : من جبل قاف وهو أصل أوتاد
الارض التي نحن عليها . قال : فأخبرني ما تحت هذه الارض ؟ قال : تحتها ثور ، قال :
وما صفته ؟ قال : يا ابن سلام ، له أربع قوائم ، وهو قائم على صخرة بيضاء . قال : فأخبرني

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه