بحار الأنوار ج16

من لمعان ذلك الجوهر الذي في وسط الاكليل ، وفي آخر الاكليل ياقوتة حمرآء تضئ ،
وقد أشرقت الدار من ذلك الجوهر(1)ومن نورها وحسنها ، وأقبلت بين يديها صفية بنت
عبدالمطلب رضي الله عنها ، وهي تقول : شعرا :
أخذ الشوق موثقات الفؤاد * وألقت السهاد(2)بعد الرقاد
فليالي اللقا بنور التداني * مشرقات خلاف طول البعاد
فزت بالفخر يا خديجة إذ نلت * من المصطفى عظيم الوداد
فغدا(3)شكره على الناس فرضا * شاملا كل حاضر ثم بادي
كبر الناس والملائك جمعا * جبرئيل لدى السمآء ينادي
فزت يا أحمد بكل الاماني * فنحى الله عنك أهل العناد
فعليك الصلاة ما سرت(4)العيس * وحطت لثقلها في البلاد
قال : ثم بعد ذلك أجلسوها مع النبي صلى الله عليه واله وخرج جميع الناس عنها ، وبقي عندها
في أحسن حال ، وأرخى بال ، ولم يأخذ عليها أحدا من النسآء حتى ماتت بعد ما بعث
صلوات الله عليه وآله ، وآمنت به ، وصدقته وانتقلت إلى جنات عدن في أعلى عليين من
قصور الجنة(5).
أقول : وفي بعض النسخ بعد الابيات : وخلا رسول الله صلى الله عليه واله مع عروسه ، وأوحى
الله إلى جبرئيل : أن اهبط إلى الجنة ، وخذ قبضة من مسكها ، وقبضة من عنبرها ، وقبضة من
كافورها ، وانثرها على جبال مكة ، ففعل فامتلات شعاب مكة وأوديتها ومنازلها وطرقها


(1)في المصدر : من الجواهر ومن لونها ومن نورها وحسنها وجمالها . أقول : ومن نورها أى
من نور خديجة رضى الله عنها .
(2)في النسخ المطبوعة : وألفت السهار ، والسهاد والسهار قريب في المعنى . يقال : سهد أى
ذهب عنه النوم . وسهر أى لم ينم ليلا .
(3)أي فصار .
(4)سارت خ ل .
(5)الانوار ومفتاح السرور والافكار : نسخة مخطوطة موجودة في مكتبتي ، فيها زيادات أوردت بعضها
في الذيل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه