بحار الأنوار ج19

ومشاركا في(1)كل خير فعله النبي صلوات الله عليه ، وبلغ حاله إليه ، وقد
اقتصرت في ذكر أسرار المهاجرة الشريفة النبوية على هذه المقامات الدينية ،
ولو أردت بالله جل جلاله أوردت مجلدا منفردا في هذه الحال ، ولكن هذا كاف
شاف للمنصفين وأهل الاقبال(2).
52 - الفائق للزمخشري : خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبوبكر و
مولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما(3)الليثي عبدالله بن اريقط ، فمروا على
خيمتي ام معبد ، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء العقبة ، ثم تسقي وتطعم ، فسألوها
لحما وتمرا يشترونه منها ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك ، وكان القوم مرملين
مشتين - وروي مسنتين - فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى شاة في كسر الخيمة ، فقال :
ما هذه الشاة يا ام معبد ؟ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم ، فقال : هل بها من
لبن ، قالت : هي أجهد من ذلك ، قال : أتأذنين أن أحلبها ؟ قالت : بأبي أنت وامي
إن رأيت بها حلبا فاحلبها .
وروي أنه نزل هو وأبوبكر بام معبد وذفان مخرجه إلى المدينة ، فأرسلت
إليهم شاة فرأى فيها بصرة من لبن ، فنظر إلى ضرعها فقال : إن بهذه لبنا ، ولكن
ابغيني شاة ليس فيها لبن ، فبعثت إليه بعناق(4)جذعة فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وآله
فمسح بيده ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها(5)فتفاجت عليه ودرت واجترت(6).


(1)في المصدر : ومشاركا له .
(2)الاقبال : 592 - 596 .
(3)في نسخة : ودليلهم .
(4)في هامش نسخة امين الضرب : العناق : الانثى من ولد المعز ، وفى حديث الاضحية
عندي عناق جذعة . أى الانثى من اولاد المعز ما لم يتم له سنة ، والجذع بفتحتين من ولد
الشاة ما دخل في السنة الثانية على ما ذكره الفيروز آبادى وغيره ، وعن المغرب : الجذع
من المعز لسنة ، ومن الضأن لثمانية أشهر ، وعن حياة الحيوان : الجذع من الضأن ،
ما له سنة تامة وفيه أقوال أخر نادرة .
(5)في المصدر : ودعا لها في شأنها .
(6)في نسخة : فاجترت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه