بحار الأنوار ج91

اللهم البسني خشوع الايمان بالعز ، قبل خشوع الذل في النار ، أثنى
عليك رب أحسن الثناء لان بلاء‌ك عندي أحسن البلاء ، اللهم فأذقني من عونك
وتأييدك وتوفيقك ورفدك ، وارزقني شوقا إلى لقائك ، ونصرا في نصرك حتى أجد
حلاوة ذلك في قلبى ، وأعزم لى على أرشد أموري ، فقد ترى موقفى وموقف اصحابي
ولا يخفى عليك شئ من أمري .
اللهم إني اسئلك النصر الذي نصرت به رسولك ، وفرقت به بين الحق
والباطل ، حتى أقمت به دينك ، وأفلجت به حجتك ، يا من هولى في كل
مقام(1).
وذكر سعد بن عبدالله أن هذا الدعاء دعا به علي صلوات الله عليه قبل
رفع المصاحف الشريفة ، ثم قال ما معناه : إن إبليس صرخ صرخة سمعها بعض العسكر
يشير على معاوية واصحابه برفع المصاحف الجليلة للحيلة ، فأجابه الخوارج لمعاوية
إلى شبهاته فرفعوها ، فاختلف اصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام كما اختلفوا في
طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته فدعا عليه السلام فقال :
اللهم إني اسئلك العافية من جهد البلاء ، ومن شماتة الاعداء اللهم اغفر
لي ذنبي ، وزك عملي ، واغسل خطاياي فاني ضعيف إلا ما قويت ، واقسم لي
حلما تسد به باب الجهل ، وعلما تفرج به الجهلات ، ويقينا تذهب به الشك عني
وفهما تخرجني به من الفتن المعضلات ، ونورا أمشى به في الناس ، وأهتدي به في
الظلمات ، اللهم اصلح لي سمعي وبصري وشعري وبشري وقلبي صلاحا باقيا تصلح
بها ما بقي من جسدي ، اسئلك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب .
اللهم إني اسئلك اي عمل كان أحب إليك واقرب لديك ، أن تستعملني فيه
أبدا ، ثم لقني اشرف الاعمال عندك ، وآتني فيه قوة وصدقا وجدا وعزما منك
ونشاطا ، ثم اجعلني أعمل ابتغاء وجهك ، ومعاشه فيما آتيت صالحي عبادك ، ثم
اجعلني لا اشتري به ثمنا قليلا ، ولا أبتغى به بدلا ، ولا تغيره في سراء ولا ضراء


(1)مهج الدعوات ص 123 124 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه