بحار الأنوار ج78

بيان : لعل المعنى أن الآية الاولى مخصوصة بغيرهم ، والثانية وإن
كانت عامة لكن المنتفع بهاهم عليهم السلام ، وظهرت الفائدة فيه ، ولا يبعد اختصاص
الخطاب فيها بهم وبأمثالهم من الكاملين ، لاطلاعهم على حكم الاشياء وتدبرهم
فيها ، بل بهم عليهم السلام خاصة ، لما مر في حديث(1)تفسير إنا أنزلناه في ليلة القدر
أن الآية نزلت في غصب الخلافة ، وخطاب لا تأسوا إلى علي عليه السلام والمراد
بما فاتكم الخلافة ، ولا تفرحوا خطاب إلى الغاصبين .
وقال في مجمع البيان ما اصاب من مصيبة في الارض مثل قحط المطر وقلة
النبات ، ونقص الثمار ولا في أنفسكم من الامراض والثكل بالاولاد إلا
في كتاب أي إلا وهو مثبت مذكور في اللوح المحفوظ ، قبل أن تخلق الانفس(2).
28 قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر
ابن محمد ، عن أبيه عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال لاصحابه يوما : ملعون كل مال لا
يزكى ، ملعون كل جسد لا يزكى ، ولو في كل أربعين يوما مرة ، فقيل :
يا رسول الله صلى الله عليه وآله أما زكاة المال فقد عرفناها ، فما زكاة الاجساد ؟ قال لهم : أن
تصاب بآفة .
قال : فتغيرت وجوه القوم الذين سمعوا ذلك منه ، فلما رآهم قد تغيرت
ألوانهم ، قال لهم : هل تدرون ما عنيت بقولي ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله :
بلى ، الرجل يخدش الخدش ، وينكب النكبة ، ويعثر العثرة ، ويمرض المرضة
ويشاك الشوكة ، وما اشبه هذا حتى ذكر في آخر حديثه اختلاج العين(3).
29 ومنه : عن محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد


(1)راجع الكافى ج 1 ص 242 ، البحار ج 25 ص 88 .
(2)مجمع البيان ج 9 ص 240 .
(3)قرب الاسناد ص 46 ، ط نجف وقد أخرج مثله في ج 67 ص 219 من الكافى
وله شرح واف من شاء فليراجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه