بحار الأنوار ج9

جميعا ، فإن كنتم من العرب فأنتم تعلمون هذا ، قال الله تعالى : " إنكم وما تعبدون "
يريد الاصنام التي عبدوها وهي لا تعقل ، والمسيح عليه السلام لا يدخل في جملتها ، فإنه
يعقل ، ولو كان قال :(إنكم ومن تعبدون)لدخل المسيح في الجملة ، فقال القوم : صدقت
يا رسول الله .(1)

(باب 2 ) (احتجاج النبى صلى الله عليه وآله على

اليهود في مسائل شتى)

1 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال جابر بن عبدالله
الانصاري : سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عبدالله بن صوريا - غلام أعور يهودي تزعم اليهود
أنه أعلم يهودي بكتاب الله وعلوم أنبيائه - عن مسائل كثيرة(2)يعنته فيها ، فأجابه
عنها رسول الله صلى الله عليه وآله بما لم يجد إلى إنكار شئ منه سبيلا ، فقال له يا محمد : من يأتيك
بهذه الاخبار عن الله تعالى ؟ قال : جبرئيل ، قال : لو كان غيره يأتيك بها لآمنت بك ،
ولكن جبرئيل عدونا من بين الملائكة ، ولو كان ميكائيل أو غيره سوى جبرئيل يأتيك
بها لآمنت بك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ولم اتخذتم جبرئيل عدوا ؟ قال : لانه نزل
بالبلاء والشدة على بني إسرائيل ، ودفع دانيال عن قتل بخت نصر(3)حتى قوي
أمره ، وأهلك بني إسرائيل ، وكذلك كل بأس وشدة لا ينزلها إلا جبرئيل ، وميكائيل
يأتينا بالرحمة .


(1)كنز الكراجكى : ص 285 .
(2)تجد بعض مسائله في الخبر الاتى .
(3)قال الفيروز آبادى أصل بخت بوخت ومعناه : ابن ، ونصر كبقم : صنم ، وكان وجد عند
الصنم ولم يعرف له اب فنسب إليه . انتهى . قلت : هو بخت نصر أوبنو كد نصر ملك الكلدانيين
تولى سنة 607 قبل المسيح ومات سنة 551 أغار بحملاته على مصر وفتح اورشليم ونهبها وأحرق
أمتعتها في 588 وأجلى أهل يهوذا إلى بابل ، ويأتى الايعاز إلى وقائعه اجمالا في محله .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه