بحار الأنوار ج75

3 - ف(1): رسالته عليهما السلام إلى جماعة شيعته وأصحابه(2)أما بعد فسلوا
ربكم العافية . وعليكم بالدعة والوقار(3)والسكينة والحياء والتنزه عما تنزه
عنه الصالحون منكم . وعليكم بمجاملة أهل الباطل ، تحملوا الضيم منهم ، وإياكم
ومما ظتهم(4)دينوا فيما بينكم وبينهم - إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم و
نازعتموهم الكلام ، فانه لابد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم - بالتقية(5)
التي أمركم الله بها ، فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم ويعرفون في وجوهكم
المنكر . ولو لا أن الله يدفعهم عنكم لسطوابكم(6)وما في صدورهم من العداوة و
البغضاء أكثر مما يبدون لكم ، مجالسكم ومجالسهم واحدة إن العبد إذا كان الله
خلقه في الاصل - أصل الخلق - مؤمنا لم يمت حتى يكره إليه الشر ويباعده منه
ومن كره الله إليه الشر وباعده منه عافاه الله من الكبر أن يدخله والجبرية
فلانت عريكته(7)وحسن خلقه وطلق وجهه ، وصار عليه وقار الاسلام وسكينته
وتخشعه ، وورع عن محارم الله واجتنب مساخطه ، ورزقه الله مودة الناس و
مجاملتهم ، وترك مقاطعة الناس والخصومات ، ولم يكن منها ولا من أهلها في شئ .
وإن العبد إذا كان الله خلقه في الاصل - أصل الخلق - كافرا(8)لم يمت


(1)التحف ص 313 .
(2)هذ الرسالة مختارة من التى رواها الكلينى(ره)في الروضة ونقله المؤلف
في هذا الجزء ص 210 .
(3)الدعة : الخفض والطمأنينة .
(4)المجاملة : المعاملة بالجميل . والضيم : الظلم . والمماظة - بالمعجمة - : شدة
المنازعة والمخاصمة مع طول اللزوم .
(5) بالتقية متعلق بدينوا وما بينهما معترض .
(6)السطو : القهر . اى وثبوا عليكم وقهروكم ، وفى بعض النسخ لبطشوا بكم .
(7)العريكة : الطيبعة والخلق والنفس .
(8)مر كلام فيه ص 222 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه