بحار الأنوار ج55

عباده ، واستعبد أهل الارض بالطواف حوله بيته ، والله على العرش استوى ، كما
قال ، والعرش ومن يحمله ومن حول العرش والله الحامل لهم الحافظ لهم الممسك
القائم على كل نفس ، وفوق كل شئ ، وعلى كل شئ ، ولا يقال محمول ولا
أسفل قولا مفردا لا يوصل بشئ فيفسد اللفظ والمعنى . قال أبوقرة : فتكذب
بالرواية التي جاء‌ت : أن الله تعالى إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين
يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم ، فيخرون سجدا ، فإذا(1)ذهب الغضب
خف ورجعوا إلى مواقفهم ؟ فقال أبوالحسن عليه السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى
منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه فمتى رضي وهو في صفتك لم يزل
غضبانا عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه ؟ كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغير من
حال إلى حال ، وأنه(2)يجري عليه ما يجري على المخلوقين ؟ سبحانه وتعالى !
لم يزل مع الزائلين ، ولم يتغير مع المتغيرين ، ولم يتبدل مع المتبدلين ، ومن
دونه في يده وتدبيره ، وكلهم إليه محتاج ، وهو غني عمن سواه(3).
بيان :(والمحمول اسم نقص)أي كل اسم مفعول دل على تأثر وتغير
من غيره وفاقة إليه فهو اسم نقص كالمحفوظ والمربوب والمحمول وأمثالها ، لاكل
ما هو على هذه الصيغة ، إذا يجوز إطلاق الموجود والمعبود والمحمود وأمثالها عليه
تعالى(وكذلك قول القائل فوق وتحت)يعني أن مثل ذينك اللفظين في كون
أحدهما اسم مدح والآخر اسم نقص قول القائل فوق وتحت ، فإن فوق اسم مدح
وتحت اسم نقص ، وكذلك أعلى اسم مدح وأسفل اسم نقص ، وقوله عليه السلام(خلق)
بالجر بدل(غيره)وأشاره بذلك إلى أن الحامل لماكان من خلقه فيرجع الحمل
إليه تعالى(وهم حملة علمه)أي وقد يطلق حملة العرش على حملة العلم أيضا ، أو حملة
العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا وقوله عليه السلام(خلقا)و(ملائكة)معطوفان


(1)وإذا(خ).
(2)وأن(خ).
(3)الكافى : ج 1 ، ص 130 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه