بحار الأنوار ج21

تقول ، لاتنسي(1)حاجتي إليك ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه واله أخبرته كيف
كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة فتبسم ، وأقرأته منها السلام ، فقال : وعليها السلام
ورحمة الله وبركاته ، وكان لام حبيبة حين قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة ، ولما بلغ أباسفيان تزويج رسول الله صلى الله عليه واله أم حبيبة قال : ذاك الفحل لا يقرع أنفه
وقيل : إن هذه القصة في سنة ست .
وفيها قتل شيرويه أباه ، قلال الواقدي : كان ذلك في ليلة الثلثاء لعشر(2)
مضين من جمادى الآخرة سنة سبع لست ساعات مضين من الليل ، وروي أنه لما قتل
أباه قتل معه سبعة عشر أخاله ذوي أدب وشجاعة ، فابتلي بالاسقام ، فبقي بعده
ثمانية أشهر فمات(3).
وفيها وصلت هدية المقوقس ، وهي مارية ، وسيرين أخت مارية ، ويعفور
ودلدل كانت بيضاء ، فاتخذ لنفسه مارية ، ووهب سيرين لحسان بن وهب ، وكان
معهم خصي يقال له : ما يوشنج(4)كان أخا مارية ، وبعث ذلك كله(5)مع حاطب
ابن أبي بلتعة ، فعرض حاطب الاسلام على مارية ورغبها فيه فأسلمت ، وأسلمت
أختها ، وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة(6)وكان رسول الله صلى الله عليه واله معجبا
بأم إبراهيم ، وكانت بيضاء جميلة ، وشرب عليها الحجاب ، وكان يطأها بملك اليمين
فلما حملت ووضعت إبراهيم قبلتها(7)سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه واله ، فجاء أبورافع
زوج سلمى فبشر رسول الله صلى الله عليه واله بإبراهيم ، فوهب له عبدا ، وذلك في ذي الحجة
سنة ثمان في رواية أخرى .


(1)في المصدر : لاتنسنى .(2)في المصدر : في ليلة ثلاث عشر مضين .
(3)زاد في المصدر : وقيل : ستة أشهر ثم مات .
(4)في المصدر : ما بوشح . وفي غيره : مأبور .
(5)وبعث إليه صلى الله عليه وآله أشياء اخرى منها فرس يسمى اللزاز ، ومكحلة ومربعة
توضع فيها المكحلة ، وقارورة دهن ، ومقص ، ومسواك ومشط ومرآت وغير ذلك .
(6)زاد في المصدر : في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله .
(7)أى كانت قابلتها .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه