بحار الأنوار ج95

يا ذالمن والطول ، حرم شيبتي على النار وفي حديث آخر ثم وضع يده على لحيته
ولم يرفعها إلا وقد امتلا ظهر كفه دموعا
ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر
الطوسى - رحمه الله - وهو ما ذكره في المصباح بغير إسناد ووجدت في أواخر كتاب
معالم الدين مرويا عن مولانا الامام الحجة المهدي صلوات الله وسلامه عليه و
على آبائه الطاهرين ، وفي هذه الرواية زيادة واختلاف في كلمات فقال ما هذا
لفظه : ذكر محمد بن أبي الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى
مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال : قال : مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو
مجسد مبارك ، وقد صلى به أمير المؤمنين عليه السلام ووطئه الحجج بأقدامهم فملنا إليه
فبينا نحن نصلي إذ برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال ، ثم دخل وصلى
ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال ، وذكر الدعاء الذي يأتي ذكره ، ثم قام
إلى راحلته وركبها ، فقال لي أبوجعفر الدهان : ألا نقوم إليه فنسأله من هو ؟ فقمنا
إليه فقلنا له : ناشدناك الله من أنت ؟ فقال : ناشدتكما الله من ترياني ؟ فقال ابن
جعفر الدهان : نظنك الخضر فقال : وأنت أيضا ، فقلت : أظنك إياه ، فقال :
والله إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته ، انصرفا فانا إمام زمانكما ، وهذا لفظة
دعائه عليه السلام
اللهم يا ذا المنن السابغة ، والالاء الوازعة ، والرحمة الواسعة ، والقدرة
الجامعة ، والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة ، والايادي الجميلة ، والعطايا
الجزيلة ، يا من لا ينعت بتمثيل ، ولا يمتثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يا من خلق
فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور
فأتقن ، واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطى فأجزل ، ومنح فأفضل ، يا من سما
في العز ففات خواطر الابصار ، ودنا في اللطف فجاز هواجس الافكار ، يا من
توحد بالملك فلاند له في ملكوت سلطانه ، وتفرد بالكبريآء والالاء ، فلا ضد
له في جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الاوهام ، وانحسرت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه