بحار الأنوار ج20

رسول الله ففعل ، فأتيت المرأة فإذا العجين واللحم قد أمكنا ، فرجعت إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : إن عندنا طعيما لنا فقم يا رسول الله أنت ورجلان من أصحابك
فقال : وكم هو ؟ قلت : صاع من شعير وعناق ، فقال للمسلمين جميعا : قوموا إلى
جابر ، فقاموا فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله ، فقلت : جاء بالخلق على صاع
شعير وعناق ، فدخلت على المرأة وقلت : قد افتضحت ، جاء‌ك رسول الله صلى الله عليه وآله
بالخلق(1)، فقالت : هل كان سألك كم طعامك ؟ قلت : نعم ، فقالت : الله ورسوله
أعلم قد أخبرناه ما عندنا ، فكشفت عني غما شديدا ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
خذي ودعيني من اللحم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يثرد ويفرق اللحم ، ثم يحم هذا ،
ويحم هذا(2)فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين ، ويعود التنور والقدر
أملا ما كانا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلي واهدي ، فلم نزل نأكل ونهدي قومنا
أجمع . أورده البخاري في الصحيح(3).
وعن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينقل معنا التراب يوم الاحزاب
وقد وارى التراب بياض بطنه ، وهو يقول : لا هم(4)لولا أنت لما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام إن لاقينا
إن الاولى(5)قد بغوا علينا * إذا(6)أرادوا فتنه أبينا


(1)زاد في المصدر : اجمعين .
(2)في صحيح البخارى : ويخمر البرمة والتنور اذا اخذ منه .
(3)صحيح البخارى 5 : 139 وفيه اختلافات لفظية واختصار راجعه .
(4)اللهم خ ل . أقول في المصدر : لاهم لولا انت ما اهتدينا .
وفى رواية في صحيح البخارى : اللهم لولا انت ما اهتدينا .
وفى اخرى : والله لولا الله ما اهدينا .
(5)ان الاولاء خ ل .
(6)في البخارى في رواية : وإن ارادوا فتنة ابينا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه