بحار الأنوار ج33

فيه من كلامك ومن البلاء العظيم والخطب الجليل على هذه الامة أن يكون
مثلك يتكلم أو ينظر في عامة أمرهم أو خاصته وأنت من تعلم وابن من قد علمت
وأنا من قد علمت وابن من تعلم وسأجيبك فيما قد كتبت بجواب لا أظنك
تعقله أنت ولا وزيرك ابن النابغة عمرو الموافق لك كما وافق شن طبقة فإنه هو
الذي أمرك بهذا الكتاب وزينه لك أو حضر كما فيه إبليس ومردة أصحابه
- وفي رواية أخرى ومردة أبالسته - وإن رسول صلى الله عليه وآله قد كان
خبرني أنه رأى على منبره إثني عشر رجلا أئمة ضلالة من قريش يصعدون على
منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وينزلون على صورة القرود يردون أمته على
أدبارهم عن الصراط المستقيم اللهم وقد خبرني بأسمائهم رجلا رجلا وكم
يملك كل واحد منهم واحد بعد واحد عشرة منهم من بني أمية ورجلين من
حيين مختلفين من قريش عليهما مثل أوزار الامة جميعا إلى يوم القيامة ومثل
جميع عذابهم فليس دم يهراق في غير حقه ولا فرج يغشى ولا حكم بغير حق
إلا كان عليهما وزره(1).
وسمعته يقول : إن بني أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب
الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا(2)وقال رسول الله صلى الله عليه وآله
يا أخي إنك لست كمثلي إن الله أمرني أن أصدع بالحق وأخبرني أنه يعصمني


(1)وهذا من فروع مسألة وقاعدة :(من سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى
يوم القيامة)والقاعدة متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد رواها
مسلم بأسانيد كثيرة في باب الحث على الصدقة وهو الباب :(20)من كتاب الزكاة
(12)تحت الرقم :(1017)وفي باب :(من سن سنة حسنة أو سيئة . .)وهو
الباب(6)من كتاب العلم :(47)من صحيحه : ج 2 ص 704 وج 4 ص 2059
ط دارالاحياء للتراث .
ورواها أيضا الطبراني في ترجمة جرير أو جابر من كتاب المعجم الكبير .
(2)ولهذه القطعة من الكلام أيضا شواهد في كتب أهل السنة ولها مصادر ، وقد رواها
الحافظ ابن عساكر بأسانيد في ترجمة معاوية ومروان من تاريخ دمشق ، وبعض طرقها
ينتهي إلى معاوية نفسه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه