بحار الأنوار ج47

18 - يج : روي عن مهاجر بن عمار الخزاعي قال : بعثني أبوالدوانيق إلى
المدينة ، وبعث معي بمال كثير ، وأمرني أن أتضرع لاهل هذا البيت ، وأتحفظ
مقالتهم ، قال : فلزمت الزاوية التي مما يلي القبر ، فلم أكن أتنحى منها في وقت
الصلاة ، لا في ليل ولا في نهار ، قال : وأقبلت أطرح إلى السؤال الذين حول القبر
الدراهم ومن هو فوقهم الشئ بعد الشئ حتى ناولت شبابا من بني الحسن ومشيخة
حتى ألفوني وألفتهم في السر ، قال : وكنت كلما دنوت من أبي عبدالله يلاطفني و
يكرمني ، حتى إذا كان يوما من الايام دنوت من أبي عبدالله وهو يصلي ، فلما
قضى صلاته التفت إلي وقال : تعالى يا مهاجر - ولم أكن أتسمى ولا أتكنى بكنيتي -
فقال : قل لصاحبك : يقول لك جعفر : كان أهل بيتك إلى غير هذا منك أحوج منهم
إلى هذا ، تجئ إلى قوم شباب محتاجين فتدس إليهم ، فلعل أحدهم يتكلم بكلمة
تستحل بها سفك دمه ، فلو بررتهم ووصلتهم وأغنيتهم ، كانوا أحوج ما تريد منهم
قال : فلما أتيت أبا الدوانيق قلت له : جئتك من عند ساحر كذاب كاهن ، من
أمره كذا وكذا ، قال : صدق والله كانوا إلى غير هذا أحوج ، وإياك أن يسمع
هذا الكلام منك إنسان(1).
19 - يح : روي عن الرضا ، عن أبيه عليهما السلام قال : جاء رجل إلى جعفر بن محمد
عليهما السلام فقال له : انج بنفسك ، هذا فلان بن فلان قد وشى بك إلى المنصور
وذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك على الناس ، فتخرج عليهم ، فتبسم وقال : يا عبدالله
لا ترع فان الله إذا أراد فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسدا باغيا
يحركها حتى يبينها ، اقعد معي حتى يأتيني الطلب ، فتمضي معي إلى هناك حتى
تشاهد ما يجري من قدرة الله ، التي لا معزل عنها لمؤمن ، فجاؤا وقالوا : أجب
أمير المؤمنين ، فخرج الصادق عليه السلام ودخل ، وقد امتلا المنصور غيظا وغضبا فقال له :
أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين ، تريد أن تفرق جماعتهم ، وتسعى في
هلكتهم ، وتفسد ذات بينهم ؟ فقال الصادق عليه السلام : ما فعلت شيئا من هذا ، قال


(1)نفس المصدر ص 244 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه