بحار الأنوار ج80

النحل : والانعام خلقها لكم فيها دف‌ء ومنافع ومنها تأكلون إلى قوله


= = وأما قوله تعالى :(يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)فالمراد الازار
والرداء كمامر توضيحه في ج 79 ص 298 وانما عبر عنهما بالزينة لكونهما موجبا
لتزيين البدن وحشمته ، ولما قال(عند كل مسجد)والمسجد موضع الصلاة ، كان المراد
أخذ الزينة بلبس الازار والرداء عند الصلاة ، ولذلك كره الصلاة من دون رداء بحيث
يعرى أعالى البدن .
وهذه الاية من المتشابهات على اصطلاح القرآن المجيد حيث انها تشبه الايات التى
هى ام الكتاب : توهم كونها مستقلة برأسها وليس كذلك .
بيان هذا انجازا لما وعدنا في ج 82 ص 322 أنه قال الله عزوجل :(هو الذى أنزل
عليك الكتاب : منه آيات محكمات هن أم الكتاب ، وأخر متشابهات . فأما الذين في
قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله - وما يعلم تأويله الا الله -
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب)آل عمران : 7 .
والمعنى أن آيات القرآن على قسمين : قسم هى محكمات وهن معذلك أم الكتاب و
أصله ومرجعه ، وقسم آخر هى محكمات تشابه أم الكتاب .
فكل الايات محكمة لقوله تعالى(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)هود : 1 ، مثلا قوله تعالى(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)الاية من القسم الاول
فان الصلاة فرض مستقل في حد نفسها ، والاية أم الكتاب وأصل يرجع اليه فروع : كقوله
تعالى(وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)ومعناه في السنة :(لا صلاة لجار المسجد الا في
المسجد)وقوله تعالى :(فاقرؤا ما تسير من القرآن)ومعناه في السنة(لا صلاة الا بفاتحة
الكتاب)، وامثال ذلك مما سنشرحه في محله . فظاهر تلك الاوامر كلها يشبه أم الكتاب وكونها
مستقلة يجب الاتيان بها في نفسها ، لكن بعضها أم الكتاب مستقل في حد نفسها كالصلاة
والصوم والحج ، وبعضها متشابه به غير مستقل أدخلها النبى صلى الله عليه وآله في الفرائض
المستقلة ، الحاق الفرع بالاصل والولد بأمه .
فأما الذين في قلوبهم زيغ واعوجاج عن الفطرة وميل إلى الاستبداد وهوى = =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه