إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تغير الماء ، وفساد طبائعهم ، فأمرهم أن
ينبذوا ، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له ، فيعمد إلى كف من التمر فيقذف به
في الشن فمنه شربه ومنه طهوره .
فقلت : وكم كان عدد التمر الذي في الكف ؟ فقال : ما حمل الكف ، فقلت : واحدة
وثنتان ؟ فقال : ربما كانت واحدة ، وربما كانت ثنتين ، فقلت : وكم كان يسع الشن ؟
فقال : ما بين الاربعين إلى الثمانين إلى مافوق ذلك فقلت بالارطال ؟ فقال : نعم
أرطال بمكيال العراق قال سماعة : قال الكلبي : ثم نهض عليه السلام فقمت فخرجت
وأنا أضرب بيدي على الاخرى ، وأنا أقول : إن كان شئ فهذا ، فلم يزل الكلبي
يدين الله بحب أهل هذا البيت حتى مات(1).
توضيح : المرفقة بالكسر المخدة ، والرذعة الحلس الذي يلقى تحت الرحل
والوبر بسكون الباء ، دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء ، والورل محركة
دابة كالضب ، والعكر : دردي الزيت وغيره ، وشاه وجهه شوها قبح وشاهه يشيهه
عابه .
20 يب : محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن
يونس ، عن محمد بن مسلم ، والحسين بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علي بن
مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أحمد بن سليمان جميعا ، عن قرة مولى خالد
قال : صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي : انطلق إلى أبي عبدالله
عليه السلام فسله ما رأيك ؟ فان هؤلاء قدصا حوا إلي ، فة أتيته فقلت له ما قال لي
فقال لي : قل له : فليخرج ! قلت له ك متى يخرج جعلت فداك ؟ قال : يوم الاثنين قلت
له : كيف يصنع ؟ قال : يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يخرج يوم العيدين ، وبين
يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم(2)حتى إذا انتهى إلى المصلى صلى بالناس ركعتين
(1)الكافى ج 1 ص 348 .
(2)العنزة : بالتحريك جمع عنز وعنزات كقصبة وقصبات وقصب ، وهى أطول من
العصا وأقصر من الرمح ، فيها زج كزج الرمح .