بحار الأنوار ج15

وطوبى لمن اتبعه(1)، فلم يبق أحد من بني هاشم إلا فرح بما ذكرت الزرقاء ، ووعدوها
بخير(2)، فقالت لهم : لست محتاجة إلى مال ولا رفاد ، ولكن ماجئت من الاقطار إلا لاخبركم
بحقيقة الاخبار(3)، فقال أبوطالب : قد وجب حقك علينا ، فهل لك من حاجة ؟ قالت :
نعم ، اريد أن تجمع بيني وبين آمنة حتى أتحقق ما اخبركم به ، قال : سمعا وطاعة ،
فجاء بها إلى منزل آمنة ، فطرق الباب ، فقامت آمنة لفتح الباب فلاح من وجهها نور
ساطع ، وضيآء لامع فسقطت(4)الزرقاء حسدا ، وأظهرت تجلدا ، فلما دخلت المنزل
أتوها بطعام فلم تأكل ، وقالت : سوف يكون لمولود كم هذا عجب عجيب ، وسوف تسقط
الاصنام ، وتخمد الازلام ، وينزل على عبادها الدمار ، ويحل بهم البوار(5)، ثم إنها
خرجت من المنزل متفكرة في قتل آمنة ، وكيف تعمل الحيلة ، وجعلت تتردد إلى سطيح
وتطلب منه المساعدة ، فلم يلتفت إليها ولا إلى قولها ، فأقبلت حتى نزلت على امرأة من
الخزرج اسمها تكنا(6)، وكانت ما شطة لآمنة ، فلما كان في بعض الليالي استيقظت تكنا
فرأت عند رأس الزرقاء شخصا يحدثها ، ويقول :
كاهنة اليمامة * جاء‌ت بذي تهامة


(1)لمن اتبعه وعاضده خ ل . وفي المصدر : طوبى لمن تبعه وعاضده ، والويل لمن خالفه
وعائده .
(2)في المصدر : بما قالت الزرقاء ووعدها خيرا .
(3)في المصدر : فقالت لهم : ما أناذات فقر ولا إملاق ، وإني لكثير المال ، جاهى طويل ،
ومالى جزيل ، وما أزعجنى عن الاوطان واتانى إلى هذا المكان الا أبشركم .
(4)فتقطعت خ ل وفي المصدر : فقطعت .
(5)في المصدر : فلما دخلت المنزل واستقربها الجلوس أتوها بالطعام فأبت أن تأكل ، وقال
ما آكل زادكم ، ولا أخرج من بلادكم حتى أنظر ما يكون من ولدكم ، وسترون ما يظهر عند مولده
من العجائب ، من سقوط الاصنام ، وما ينزل بمعاديه من الدمار .
(6)هكذا في النسخة . وفي المصدر ، وكذا فيما يأتي ، والصحيح تكنى ، قال الفيروزآبادى :
تكنى بالضم : اسم امرأة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه