بحار الأنوار ج18

لرسوله أن تقولا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه(1)، لم يتخذ ولدا
ولم يتخذ صاحبة ، إلها واحدا مخلصا ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله إلى الناس كافة بين
يدي الساعة ، ونشهد أن الله يحيي ويميت ويرفع ويضع ويغني ويفقر ويفعل ما يشاء ويبعث
من في القبور ، قالا : شهدنا ، قال : وإسباغ الوضوء على المكاره ، وغسل الوجه واليدين والذراعين
ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين ، وغسل الجنابة في الحر والبرد ، وإقام الصلاة ، و
أخذ الزكاة من حلها ، ووضعها في أهلها ، وحج البيت ، وصوم شهر رمضان ، والجهاد
في سبيل الله ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم والعدل في الرعية والقسم بالسوية والوقوف
عند الشبهة ورفعها إلى الامام ، فإنه لا شبهة عنده ، وطاعة ولي الامر بعدي ، ومعرفته في
حياتي وبعد موتي ، والائمة من بعده واحد بعد واحد ، وموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء
الله والبراء‌ة من الشيطان الرجيم وحزبه وأشياعه ، والبراء‌ة من الاحزاب : تيم وعدي و
امية وأشياعهم وأتباعهم والحياة على ديني وسنتي ودين وصيي ، وسنته إلى يوم القيامة
والموت على مثل ذلك(2)، وترك شرب الخمر وملاحاة الناس(3)، يا خديجة فهمت ما شرط
ربك عليك ؟ قالت : نعم وآمنت وصدقت ورضيت وسلمت ، قال علي : وأنا على ذلك ، فقال :
يا علي تبايعني على ما شرطت عليك ؟ قال : نعم ، قال : فبسط رسول الله صلى الله عليه وآله كفه ووضع
كف علي عليه السلام في كفه وقال : بايعني يا علي على ماشرطت عليك وأن تمنعني مما تمنع
منه نفسك فبكى علي عليه السلام وقال : بأبي وامي لاحول ولا قوة إلا بالله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
اهتديت ورب الكعبة ورشدت ووفقت ، أرشدك الله ياخديجة ضعي يدك فوق يد علي فبايعي
له ، فبايعت على مثل ما بايع عليه علي بن أبي طالب عليه السلام على أنه لا جهاد عليها ، ثم
قال : يا خديجة هذا علي مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي ، قالت : صدقت يا رسول الله
قد بايعته على ما قلت ، أشهد الله وأشهدك(4)وكفى بالله شهيدا عليما(5).


(1)زاد في المصدر : لم يلده والد .
(2)زاد في المصدر بعد ذلك : غير شاقة لامانته ، ولا متعيدة ولا متأخرة عنه . أقول المتعيدة
الغضبان . الظلوم .
(3)الملاحاة : المنازعة . الملاومة .
(4)في المصدر : واشهدك بذلك .
(5)الطرف : 4 - 6 . أقول : لعل شرطه صلى الله عليه وآله عليهما زائدا على ما كان يشرط(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه