بحار الأنوار ج49

بضعة من علي وفاطمة فان لحمه حرام على السباع فألقوها في بركة السباع فان
كانت صادقة فان السباع لاتقربها ، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع .
فلما سمعت ذلك منه قالت : فانزل أنت إلى السباع فان كنت صادقا فانها
لاتقربك ولاتفترسك ، فلم يكلمها وقام ، فقال له ذلك السلطان : إلى أين ؟ قال :
إلى بركة السباع ، والله لانزلن إليها ، فقام فقام السلطان والناس والحاشية ، وجاؤا
وفتحوا باب البركة فنزل الرضا عليه السلام والناس ينظرون من أعلى البركة ، فلما
حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الارض على أذنابها ، وصار يأتي إلى واحد
واحد ، يمسح وجهه ورأسه وظهره ، والسبع يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع
ثم طلع والناس يبصرونه .
فقال لذلك السلطان : أنزل هذه الكذابة على علي وفاطمة ليتبين لك
فامتنعت فألزمها ذلك السلطان وأمر أعوانه بالقائها فمذرآها السباع ، وثبوا إليها
وافتر سوها ، فاشتهر اسمها بخراسان بزينب الكذابة ، وحديثها هناك مشهور(1)
80 - كشف : من دلائل الحميري ، عن سليمان الجعفري قال : قال لي
الرضا عليه السلام : اشترلي جارية من صفتها كذا وكذا فأصبت له جارية عند رجل من
أهل المدينة كما وصف فاشتريتها ودفعت الثمن إلى مولاها وجئت بها إليه فأعجبته
ووقعت منه ، فمكثت أياما ثم لقيني مولاها وهو يبكي فقال : الله الله في لست أتهنأ
العيش وليس لي قرار ولانوم ، فكلم أبا الحسن يرد عى الجارية ويأخذ الثمن
فقلت : أمجنون أنت ؟ أنا أجترئ أن أقول له يردها عليك ، فدخلت على
أبي الحسن عليه السلام فقال لي : مبتدئا ياسليمان صاحب الجارية يريد أن أردها عليه ؟
قلت : إي والله قد سألني أن أسألك قال : فردها عليه وخذ الثمن ، ففعلت ومكثنا
أياما ثم لقيني مولاها فقال : جعلت فداك سل أباالحسن يقبل الجارية فاني لا أنتفع
بها ولا أقدر أدنو منها ، قلت : لاأقدر أبتدئه بهذا قال : فدخلت على أبي الحسن
فقال : ياسليمان صاحب الجارية يريد أن أقبضها منه ، وأرد عليه الثمن ؟ قلت : قد سألني


(1)كشف الغمة ج 3 ص 71 - 74 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه