بحار الأنوار ج75

83 - وقال عليه السلام : من أمل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان .
84 - وقال عليه السلام : اثنان عليلان أبدا : صحيح محتم ، وعليل مخلط(1). موت
الانسان بالذنوب أكثر من موته بالاجل ، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر .
85 - وقال عليه السلام : لا تعاجلوا الامر قبل بلوغة فتندموا ، ولا يطولن عليكم
الامد فتقسوا قلوبكم ، وارحموا ضعفاء‌كم ، واطلبوا الرحمة من الله بالرحمة لهم .
من كتاب مطالب السؤول(2).
86 - من كلامه عليه السلام غرك غرك ، فصار قصار ذلك ذلك ، فاخش فاحش فعلك
فعلك بهذا تهدا .
87 - ومن كلامه عليه السلام : العالم حديقة سياحها الشريعة ، والشريعة سلطان
تجب له الطاعة ، والطاعة سياسة يقوم بها الملك ، والملك راع يعضده الجيش ، والجيش
أعوان يكفلهم المال ، والمال رزق يجمعه الرعية ، والرعية سواد يستعبدهم العدل
والعدل أساس به قوام العالم .
88 - نهج(3): قال عليه السلام : الاقاويل محفوظة والسرائر مبلوة(4)وكل
نفس بما كسبت رهينة ، والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله(5)سائلهم
متعنت ، ومجيبهم متكلف ، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضا والسخط ، ويكاد
أصلبهم عودا تنكؤه اللحظة ، وتستحيله الكلمة الواحدة(6). معاشر الناس اتقوا الله


(1)احتمى المريض : امتنع ومنه اتقاه . وخلط المريض - من باب التفعيل - :
أكل ما يضره .
(2)المصدر ص 61 .
(3)المصدر أبواب الحكم تحت رقم 343 .
(4)بلاها الله واختبرها وعلمها . يريد أن ظاهر الاعمال وخفيها معلوم لله .
(5)منقوصون : أى مغبونون . أو مأخوذون عن رشدهم وكمالهم . ومدخولون أى
مغشوشون مصابون بالدخل - محركة - وهو مرض العقل والقلب .
(6)أصلبهم : أى أثبتهم قدما في دينه . وتنكؤه - كتمنعه - أى تسيل جرحه وتأخذ
بقلبه . واللحظة : النظرة إلى مشتهى . وتسحيلة : تحوله عما هو عليه ، أراد اللحظة والكلمة
ممن تستهويه الدنيا وتسحيله لغيره .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه