بحار الأنوار ج66

فقال(وإن من امة إلا خلافيها نذير)(1)تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل
إن الله عزوجل يقول :(فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في
الصدور)(2)وكيف يهتدي من لم يبصر ، وكيف يبصر من لم ينذر . اتبعوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وأقروا بما أنزل الله عزوجل ، واتبعوا آثار الهدى
فانها علامات الامانة والتقى ، واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم وأقر
بمن سواه من الرسل لم يؤمن ، اقتصوا الطريق بالتماس المنار ، والتمسوا من وراء
الحجب الاثار تستكملوا أمر دينكم ، وتؤمنوا بالله ربكم(3).
بيان : قد مضى الخبر في كتاب الامامة(4)وشرحناه هناك ونوضح هنا بعض
التوضيح(حتى تعرفوا)قيل أي إمام الزمان(حتى تصدقوا)أي الامام وتعده
صادقا فيما يقول :(حتى تسلموا أبوابا أربعة)قد مضى الكلام في الابواب مفصلا
وقال المحدث الاسترابادي رحمه الله : إشارة إلى الاقرار بالله ، والاقرار برسوله
والاقرار بماجاء به الرسول صلى الله عليه وآله والاقرار بتراجمة ماجاء به الرسول صلى الله عليه وآله . والتيه
التحير والذهاب عن الطريق القصد ، يقال : تاه في الارض إذا ذهب متحيرا كما
في القاموس :(إن الله أخبر العباد)تفصيل لما أجمل عليه السلام سابقا وبيان للابواب و
الشروط والعهود المذكورة(وا ؟ ار)جمع منارة على غير قياس يعني موضع النور
ومحله .
وقيل : كنى بالمنار عن الائمة فانها صيغة جمع على ما صرح به ابن الاثير
في نهايته ، وبتقوى الله فيما أمره عن الاهتداء إلى الامام والاقتداء به ، وباتيان
أبوابها عن الدخول في المعرفة من جهة الامام عليه السلام انتهى .
(واستكمل وعده)أي استحق وعده كاملا كما قال تعالى(أوفوا بعهدي)
اوف بعهدكم)(5)(مات قوم)فيما مضى(فات قوم)وهو أظهر أي فاتوا عنا ، ولم -


(1)فاطر 28 / /(2)الحج : 46 .
(3)الكافى ج 2 : 48 . / /(4)مضى شطر منه في ج 23 ص 96 من هذه الطبعة .
(5)البقرة : 40 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه