بحار الأنوار ج48

الشيباني إلى آخر السند .
26 كا : علي بن إبراهيم أو غيره رفعه قال : خرج عبدالصمد بن علي و
معه جماعة فبصر بأبي الحسن عليه السلام مقبلا راكبا بغلا فقال لمن معه : مكانكم حتى
أضحككم من موسى بن جعفر ، فلما دنا منه قال له : ماهذه الدابة التي لاتدرك عليها
الثأر ، ولا تصلح عند النزال ؟ فقال له أبوالحسن عليه السلام : تطأتطأت عن سمو الخيل
وتجاوزت قموء العير ، وخير الامور أوسطها ، فافحم عبدالصمد فما أحار جوابا(1).
بيان : القم‌ء الذل والصغار ، والعير الحمار ، وكان عبدالصمد هو ابن علي
ابن عبدالله بن العباس ، وقد عد من أصحاب الصادق عليه السلام .
27 مهج : قال الفضل بن الربيع : لما اصطبح الرشيد يوما استدعا حاجبه
فقال له : امض إلى علي بن موسى العلوي وأخرجه من الحبس ، وألقه في بركة
السباع ، فما زلت ألطف به وأرفق ، ولا يزداد إلا غضبا وقال : والله لئن لم تلقه
إلى السباع لالقينك عوضه .
قال : فمضيت إلى علي بن موسى الرضا ، فقلت له : إن أمير المؤمنين أمرني
بكذا وبكذا ، قال : افعل ماامرت به فإني مستعين بالله تعالى عليه ، وأقبل بهذه
العوذة وهو يمشي معي إلى أن انتهيت إلى البركة ففتحت بابها وأدخلته فيها ، و
فيها أربعون سبعا وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي ، وعدت
إلى موضعي .
فلما انتصف الليل أتاني خادم فقال لي : إن امير المؤمنين يدعوك فصرت إليه
فقال : لعلي أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت منكرا فاني رأيت البارحة مناما
هالني ، وذلك أني رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي وبأيديهم ساير السلاح
وفي وسطهم رجل كأنه القمر ودخل إلى قلبي هيبته فقال لي قائل : هذا أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى أبنائه فتقدمت إليه لاقبل قدميه


(1)الكافى ج 6 ص 540 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه