بحار الأنوار ج14

اللهم إن هذه الشاة تشهد لك أني يونس ،(1)فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم أخذوه
وهموا بضربه ، فقال : إن لي بينة بما أقول ، قالوا : من يشهد ؟ قال : هذه الشاة تشهد ،
فشهدت بأنه صادق ،(2)وأن يونس قد رده الله إليهم(3)فخرجوا يطلبونه فوجدوه
فجاؤوا به وآمنوا وحسن إيمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت ، وأجارهم من ذلك
العذاب .(4)
وقال علي بن إبراهيم في قوله : " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " قال : هو يونس ، و
معنى ذاالنون أي ذا الحوت ، قوله : " فظن أن لن نقدر عليه " قال : أنزله على أشد
الامرين فظن به أشد الظن ، وقال : إن جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه
يونس ، قلت : ماكان حال يونس لما ظن أن الله لن يقدر عليه ؟ قال : كان من أمر شديد ،
قلت : وما كان سببه حتى ظن أن الله لن يقدر عليه ؟ قال : وكله إلى نفسه طرفة عين .
قال : وحدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ،(5)عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
سمعت أم سلمة النبي صلى الله عليه وآله يقول في دعائه : " اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
أبدا " فسألته في ذلك ، فقال صلى الله عليه وآله : ياأم سلمة وما يؤمنني ، وإنما وكل الله يونس بن متى
إلى نفسه طرفة عين فكان منه ماكان .(6)


(1)في المصدر هنا زيادة هي هذه : فانطق الله الشاة له بانه يونس .
(2)في نسخة : فشهدت أنه صادق .
(3)" " : قد رده الله اليكم .
(4)تفسير القمي : 293 296 .
(5)في المصدر وفي البرهان : عبد الله بن سيار .
(6)أخرجه المصنف مختصرا ، وأصله في المصدر : 432 هكذا : قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وآله في بيت ام سلمة في ليلتها ، فقدته من الفراش فدخلها من ذلك ما يدخل النساء ، فقامت تطلبه
في جوانب البيت حتى انتهت اليه وهو في جانب من البيت قائما رافعا يديه يبكي وهو يقول :
" اللهم لاتنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا ، اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، اللهم لا
تشمت بي عدوا ولا حاسدا ابدا ، اللهم لاتردني من سوء استنقذتني منه أبدا " قال : فانصرفت ام
سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها ، فقال لها : مايبكيك يا ام
سلمة ؟ فقالت : بأبي أنت وامي يارسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي انت به من الله قد
غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر تسأله أن لايشتمت بك عدوا أبدا ، وأن لا يردك في سوء
استنقذك منه أبدا ، وأن لاينزع منك صالح ما اعطاك أبدا ، وأن لايكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا ،
فقال : ياام سلمة وما يؤمنني اه‍ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه