بحار الأنوار ج14

النهي عن المنكر ، فنحن ننهي عن المنكر ليعلم ربنا مخالفتنا لهم وكراهتنا لفعلهم ،(1)
قالوا : " ولعلهم يتقون " ونعظهم أيضا لعلهم تنجع فيهم المواعظ فيتقوا هذه الموبقة و
(يحذروا)؟ عقوبتها ، قال الله تعالى : " فلما عتوا " حادوا وأعرضوا وتكبروا عن قبولهم
الزجر " عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين " مبعدين عن الخير مقصين .(2)
قال : فلما نظر العشرة آلاف والنيف أن السبعين ألفا لايقبلون مواعظهم ولا
يحفلون(3)بتخويفهم إياهم وتحذيرهم لهم اعتزلوهم إلى قرية أخرى قريبة من قريتهم
وقالوا : إنا نكره أن ينزل بهم عذاب الله ونحن في خلالهم ، فأمسوا ليلة فمسخهم الله كلهم
قردة ، وبقي باب المدينة مغلقا لا يخرج منهم أحد ، ولا يدخل عليهم أحد ،(4)وتسامع بذلك
أهل القرى فقصدوهم وتسنموا حيطان البلد(5)فأطلعوا عليهم فإذا كلهم رجالهم
ونساؤهم قردة يموج بعضهم في بعض يعرف هؤلاء الناظرون معارفهم وقراباتهم وخلطاء‌هم ،
يقول المطلع لبعضهم : أنت فلان ؟ أنت فلان ؟ فتدمع عينه ويؤمي برأسه أن نعم ،(6)فما
زالوا كذلك ثلاثة أيام ، ثم بعث الله عليهم مطرا وريحا فجرفتهم إلى البحر ،(7)ومابقي
مسخ بعد ثلاثة أيام ، وأما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها ،
لاهي بأعيانها ولا من نسلها .
ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام : إن الله مسخ هؤلاء لاصطيادهم السمك ، فكيف ترى
عند الله عزوجل حال من قتل أولاد رسول الله وهتك حرمته ؟ !(8)إن الله تعالى وإن لم


(1)في المصدر : مخالفتنا لكم وكراهتنا لفعلكم . قلت : ولعل ما في المتن أصح وكانوا
يخاطبون فرقة اخرى غير الذين اعتدوا في السبت .
(2)مقصين أي مبعدين ، وفي البرهان : مقصرين .
(3)أي لايبالون به ولايهتمون له .
(4)في المصدر : فمسخهم الله كلهم قردة خاسئين ، وبقى باب المدينة مغلقا(مغلقة خ ل)لا
يخرج منه احد ، ولا يدخله احد .
(5)تسنم الشئ : علاه وركبه .
(6)في المصدر : ويؤمى برأسه بلا او نعم .
(7)أي ذهبت بهم إلى البحر .
(8)في المصدر : وهتك حريمه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه