بحار الأنوار ج42

أيها الملك من هذا الذي قد ألححت بالقسم بمحمد وآله أن يظفرك به(1)؟
فسيقول : رجل شق عصاي ونازعني في ملكي وسلطاني ، فقل : ما لمن يظفرك به ؟
فيقول : إن حتم علي بالعفو عنه عفوت عنه ، فأعلمه بنفسك فإنك تجد منه ما تريد ،
فكان كما قال له ، فقال : أنا عمران بن شاهين ، قال من أوقفك ههنا ؟ قال له :
هذا مولانا قال في منامي : غدا يحضر فنا خسرو إلى ههنا ، وأعاد عليه القول ،
فقال له : بحقه قال لك : فنا خسرو ؟ قلت : إي وحقه ، فقال عضد الدولة : ما
عرف أحد أن اسمي فنا خسرو إلا امي والقابلة وأنا ، ثم خلع عليه خلعة الوزارة
وطلع من بين يديه إلى الكوفة ، وكان عمران بن شاهين قد نذر عليه أنه متى عفا عنه
عضد الدولة أتى إلى زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام حافيا حاسرا ، فلما جنه الليل
خرج من الكوفة وحده ، فرأى جدي علي بن طحال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام
في منامه وهو يقول له : اقعد افتح لوليي عمران بن شاهين الباب ، فقعد وفتح
الباب ، وإذا بالشيخ قد أقبل ، فلما وصل قال له : بسم الله يا مولانا ، فقال : ومن
أنا ؟ فقال : عمران بن شاهين ، قال : لست بعمران بن شاهين ، فقال : بلى إن أمير
المؤمنين عليه السلام أتاني في منامي وقال لي : اقعد افتح لوليي عمران بن شاهين ، قال
له : بحقه هو قال لك ؟ قال : إي وحقه هو قال لي ، فوقع على العتبة يقبلها ،
وأحاله على ضامن السمك بستين دينارا ، وكان(2)له زواريق تعمل في الماء في
صيد السمك .
أقول : وبنى الرواق المعروف برواق عمران في المشهدين الشريفين الغروي
والحائري على مشر فهما السلام .


(1)في المصدر : أن يظفرك الله به .
(2)" : وكانت *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه