بحار الأنوار ج75

يرتكب . وإما أن تكون منه ومن العبد - وليست كذلك - فلا ينبغي للشريك القوي
أن يظلم الشريك الضعيف . وإما أن تكون من العبد - وهي منه - فإن عفا فبكرمه
وجوده . وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته . قال أبوحنيفة : فانصرفت ولم ألق
أبا عبدالله عليه السلام واستغنيت بما سمعت .
24 - وقال له أبوأحمد الخراساني : الكفر أقدم أم الشرك(1)؟ فقال عليه السلام
له : مالك ولهذا ما عهدي بك تكلم الناس . قلت : أمرني هشام بن الحكم(2)
أن أسألك . ف‍قال : قل له : الكفر أقدم ، أول من كفر إبليس أبى واستكبر وكان
من الكافرين(3) والكفر شئ واحد والشرك يثبت واحدا ويشرك معه غيره .
25 - ورأى رجلان يتسابان فقال عليه السلام : البادي أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه
مالم يعتد المظلوم .
26 - وقال عليه السلام : ينادي مناد يوم القيامة : ألا من كان له على الله أجر فليقم ،
فلا يقوم إلا من عفا ، وأصلح فأجره على الله .
27 - وقال عليه السلام : السخي الحسن الخلق في كنف الله ، لا يتخلى الله عنه حتى
يدخله الجنة . وما بعث الله نبيا إلا سخيا . ومازال أبي يوصيني بالسخاء وحسن
الخلق حتى مضى .
28 - وقال السندي بن شاهك - وكان الذي وكله الرشيد بحبس موسى عليه السلام -
لما حضرته الوفاة : دعني اكفنك . فقال عليه السلام : إنا أهل بيت ، حج صرورتنا(4)
ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا .


(1)رواه الكلينى في الكافى ج 2 ص 385 عن موسى بن بكر الواسطى والعياشى
في تفسيره . عنه قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن الفر والشرك أيهما أقدم -
إلى آخر الاية - .
(2)وكذا في تفسير العياشى ولكن في الكافى هشام بن سالم .
(3)البقرة : 32 .
(4)الصرور - بالصاد المهملة - الذى لم يتزوج أولم يحج .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه