بحار الأنوار ج58

شيئا منها فهو هتك أو عزل رئيسه ، وطول اللحية فوق القدر دين أو هم ، وخضاب الرأس
واللحية تغطية أمر ، وشعر الشارب والابط زيادة مكروهه(1)، ونقصانه محمود .
والاذن امرأة الرجل وابنته ، والسمع والبصر دينه ، والصوت صيته في الناس ، وما حدث
عن شيئ منه كان ذلك فيما ينسب إليه . والعين دين فإن رأى أنه أعمى ضل عن
الاسلام ، وإن رأى أنه أعور ذهب نصف دينه ، أو أصاب إثما عظيما ، والرمد حدث
في الدين ، وأشفار العين وقاية الدين ، وكذا الاكتحال . والجبهة والانف من الجاه
والفم مفتاح أمره وخاتمته ، والقلب القائم بأمره ومدبره ، واللسان ترجمانه والمبلغ عنه
وقد يكون حجته ، وقطعه انقطاع حجته في المنازعة ، وقد يكون اللسان ذكره ، قال
تعالى : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين "(2)وقطع اللسان للنساء محمود يدل
على الستر والحياء ، الاسنان أهل البيت والقرابات ، لتقاربها وتلاصقها ، والثنايا
أقربهم ، والابعد منها أبعدهم ، والعليا رجال القرابة ، والسفلى نساؤها وما
حدث فيها من حسن أو فساد أو كلال ففي القرابة ، فإن رأى أن أسنانه سقطت
فصارت في يده تكثر نساء أهله ، فإن سقطت وذهبت فهو موتهم قبله ، والعنق
موضع الامانة والدين ، وضعفه عجز عن احتمال الامانة والدين . والعضد أخ
أو ولد قد أدرك ، اليد أخ ، وقطعها موته ، وقد يؤول طول اليد بصنائع
المعروف ، وإذا نسبت اليد إلى الاخ كانت الاصابع أولادا لاخ وإذا انفردت
الاصابع عن ذكر اليد فهي الصلوات الخمس ، ونقصانها حدث في الصلاة فالابهام
الصبح ، والسبابة الظهر ، والوسطى العصر ، والبنصر المغرب ، والخنصر العشاء والصدر
حلم الرجل واحتماله. والثدي البنت ، والبطن والامعاء مال وولد ، فإن
رأى ظهور شئ من أمعائه من جوفه فهو ظهور ماله . والكبد كنز ، وفي الحديث :
يخرج الارض أفلاذ كبدها ، أي كنوزها ، وكذلك الدماغ والمخ . والاضلاع النساء
لان المرأة خلقت من ضلع . والظهر سند الرجل وقوته ، ومن المملوك سيده . و


(1)في بعض النسخ " زيادته مكروهة " .
(2)الشعراء : 84 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه