بحار الأنوار ج81

وقال في مجمع البيان (1): التحية السلام يقال حيا تحية إذا سلم ، وقال في
تفسير الآية : أمر الله المسلمين برد السلام على المسلم بأحسن مما سلم إن كان مؤمنا
وإلا فليقل وعليكم ، لايزيد على ذلك ، فقوله : بأحسن منها للمسلمين خاصة
وقوله : أو ردوها لاهل الكتاب عن ابن عباس ، فاذا قال المسلم : السلام عليكم
فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقد حييته بأحسن منها وهذا منتهى السلام
وقيل قوله : أو ردوها للمسلمين أيضا قالوا إذا سلم عليك رد عليه بأحسن مما سلم
عليك ، أو بمثل ما قال ، وهذا أقوى لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إذا سلم عليكم أهل
الكتاب فقولوا : وعليكم .
وذكر الحسن أن رجلا دخل على النبي صلى الله عليه وآله فقال : السلام عليك ، فقال النبي
صلى الله عليه وآله : وعليك السلام ورحمة الله ، فجاء‌ه آخر فقال : السلام عليك و
رحمة الله ، فقال صلى الله عليه وآله : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فجاء‌ه آخر فقال :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وعليك ، فقيل يارسول الله ؟
زدت للاول والثاني في التحية ، ولم تزد للثالث ؟ فقال : إنه لم يبق لي من التحية
شيئا فرددت عليه مثله انتهى .
وبالجملة لا إشكال في شمول الآية للسلام ووجوب رده ، وأما ساير التحيات
من الاقوال والافعال فشمول الآية لها مشكل ، والاحوط ردها في غير السلام ،
وأما فيها فسيأتي القول فيه .
الثاني : قال بعض الاصحاب : لو قال : السلام عليك أو عليكم السلام بتقديم
الظرف فهو صحيح يوجب الرد ، وقال في التذكرة : لو قال عليكم السلام ، لم يكن
مسلما إنما هي صيغة جواب ، ويناسبه ماروى العامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لمن قال
عليك السلام يارسول الله ! : لاتقل عليك السلام فان عليك السلام تحية الموتى (2)إذا
سلمت فقل سلام عليك ، فيقول الراد عليك السلام .
وكذا اختلفوا في سلام وسلاما والسلام وسلامي عليك ، وسلام الله عليك


(1)المجمع ج 3 ص 84 و 85 . (2)يعنى عند الوداع عن الاحبة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه