بحار الأنوار ج56

أول الجمعة يوم السبت ، وأول الايام يوم الاحد ، هكذا عند العرب . وقال في
مجمع البيان : إنما سميت جمعة لان الله تعالى فرغ فيه من خلق الاشياء فاجتمعت
فيه المخلوقات ، وقيل : لانه تجتمع فيه الجماعات ، وقيل : إن أول من سماها
جمعة كعب بن لوي ، وهو أول من قال " أما بعد " وقيل : إن أول من سماها
جمعة الانصار(انتهى)وهو أسعد الايام وأشرفها كما مر ، وسيأتي في كتاب
الصلوة إن شاء الله ، لكن لما كان يوم عبادة وقربة لا ينبغي أن يرتكب فيه ما
ينافيها كالسفر والاشتغال بالامور الدنيوية ، وليلته مثل يومه مباركة زاهرة
منورة ، ويستحب فيهما التزويج ، والزفاف ، وحلق الرأس ، وأخذ الاظفار و
الشارب ، والاستحمام ، وغسل الرأس بالسدر والخطمي ، وسائر ما سيأتي في
محله فأما التنور فاظاهر أن المنع فيه محمول على التقية ، واختلف الاخبار
أيضا في الحجامة ، ولعل الاولى تركها إلا مع الضرورة ، ولم أوفي الفصد نهيا .
وقال المنجمون : يومه متعلق بالزهرة ، وليلته بالقمر . وأما يوم السبت فقال
الجوهري : السبت : الراحة ، والدهر ، وحلق الرأس ، وسبت علاوته سبتا
إذا ضرب عنقه ، ومنه سمي يوم السبت ، لانقطاع الايام عنده(1). وقال الراغب :
قيل سمي يوم السبت لان الله تعالى ابتدأ خلق السماوات يوم الاحد ، فخلقها في
ستة أيام كما ذكره ، فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك(انتهى)وقيل : لقطع
اليهود أعمالهم فيه ، وقيل : لاستراحتهم فيه . قال السيد الاجل المرتضى ره في
الغرر والدرر في جواب سائل سأل عن قوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا(2)"
فقال(3): إذا كان السبات هو النوم فكأنه قال : وجعلنا نومكم نوما ، وهذا مما
لا فائدة فيه : فأجاب ره في هذه الآية بوجوه :
منها : أن يكون المراد بالسبات الراحة والدعة ، وقد قال قوم : إن اجتماع


(1)الصحاح : ج 1 ، ص 250 .
(2)النبأ : 9 .
(3)أى السائل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه