بحار الأنوار ج19

رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب ، ولم يدخل في حلف الصحيفة مطعم بن عدي بن نوفل
ابن عبدالمطلب بن عبد مناف ، وقال : هذا ظلم ، وختموا الصحيفة بأربعين خاتما
ختمها كل رجل من رؤساء قريش بخاتمه ، وعلقوها في الكعبة ، وتابعهم على ذلك
أبولهب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج في كل موسم فيدور على قبائل العرب ، فيقول
لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربكم ، وثوابكم الجنة على الله ، و
أبولهب في أثره فيقول : لا تقبلوا منه ، فإنه ابن أخي وهو - كذاب ساحر ، فلم يزل
هذا حالهم ،(1)وبقوا في الشعب أربع سنين ، لا يأمنون إلا من موسم إلى موسم ، ولا
يشترون ولا يبايعون(2)إلا في الموسم ، وكان يقوم بمكة موسمان في كل سنة . موسم
العمرة في رجب ، وموسم الحج في ذي الحجة ، فكان إذا اجتمعت المواسم تخرج
بنو هاشم من الشعب فيشترون ويبيعون ، ثم لا يجسر أحد منهم أن يخرج إلى
الموسم الثاني ، وأصابهم الجهد وجاعوا ، وبعثت قريش إلى أبي طالب : ادفع إلينا محمدا
حتى نقتله ، ونملكك علينا ، فقال أبوطالب رضي الله عنه قصيدته اللامية يقول
فيها :
ولما رأيت القوم لا ود فيهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعني بقول الاباطل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل
يطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد(3)* ولما نطاعن دونه ونقاتل(4)
ونسلمه حتى نصرع دونه * ونذهل عن أبنائنا والحلائل


(1)في نسخة : هذا حاله .
(2)في نسخة : ولا يبيعون .
(3)في النهاية : في قصيدة أبى طالب يعاتب قريشا في أمر النبى صلى الله عليه وآله :
كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل
يبزى : يقهر ويغلب ، أراد لا يبزى ، فحذف " لا " من جواب القسم وهى مرادة ، أى لايقهر
ولم نقاتل عنه وندافع .
(4)في نسخة : ونناضل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه