بحار الأنوار ج44

منزله فأشار المختار على عمه أن يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج
جوحى سنة فأبى عليه ، وقال للمختار : قبح الله رأيك ، أنا عامل أبيه ، وقد ائتمنني
وشرفنني ، وهبني بلاء أبيه(1)ء‌أنسى رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أحفظه في ابن ابنته وحبيبته .
ثم إن سعد بن مسعود أتاه عليه السلام بطبيب وقام عليه حتى برأ وحوله إلى
بيض المدائن(2)فمن الذي يرجو السلامة بالمقام بين أظهر هؤلاء القوم ، فضلا على
النصرة والمعونة ، وقد أجاب عليه السلام حجر بن عدي الكندي لما قال له : سودت


(1)البلاء : الاختبار ، ويكون بالخير والشر ، يقال : أبلاه الله بلاء حسنا ، وابتليته
معروفا ، قال زهير :
جزى الله بالاحسان ما فعلا بكم * وأبلاهما خير البلاء الذى يبلو
اى خير الصنيع الذى يختبر به عباده .
ومراده هبنى أن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام لم يسد إلى نعمة حيث ولانى على
المدائن‌ء‌أنسى رسول الله الخ .
أقول سعد بن مسعود الثقفى : كان عاملا على المدائن من قبل أمير المؤمنين وقد
كتب اليه علي عليه السلام أما بعد فانك قد اديت خراجك ، وأطعت ربك ، وأرضيت امامك :
فعل البر التقى النجيب ، فغفر الله ذنبك ، وتقبل سعيك ، وحسن مآبك .(راجع تاريخ اليعقوبي).
(2)قال ابن الجوزى في التذكرة ص 112 : قال الشعبى : فبينا الحسن في سرادقه
بالمدائن وقد تقدم قيس بن سعد ، اذ نادى مناد في العسكر : الا ان قيس بن سعد قد قتل
فانفروا فنفروا إلى سرادق الحسن فنازعوه حتى أخذوا بساطا كان تحته ، وطعنه رجل
بمشقص فأدماه ، فازدادت رغبته في الدخول في الجماعة ، وذعر منهم فدخل المقصورة التى
في المدائن بالبيضاء ، وكان الامير على المدائن سعد بن مسعود الثقفى عم المختار ولاه
عليها على عليه السلام .
فقال له المختار ، وكان شابا : هل لك في الغناء والشرف ؟ قال : وما ذلك ؟ قال :
تستوثق من الحسن وتسلمه إلى معاوية ، فقال له سعد : قاتلك الله ، أثب على ابن رسول الله
وأوثقه واسلمه إلى ابن هند ؟ بئس الرجل أنا ان فعلته .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه