بحار الأنوار ج70

قد قدر للمحسود الخير والنعمة ، وهو يسعى في إزالة ذلك عنه وقيل : الحسد منصف
لانه يبدء بصاحبه ، وقيل الحسود لا يسود . وقيل : الحسد يأكل الجسد .
و كاد يعطي أنه قرب الفعل ولم يكن ، ويفيد في الحديث شدة تاثير الفقر والحسد
وإن لم يكونا يغلبان القدر ، ويقال : إن كاد إذا أوجب به الفعل دل على النفي
وإذا نفي دل على الوقوع انتهى .
وقريب منه ما قيل : فيه مبالغة في تأثير الحسد في فساد النظام المقدر للعالم
فانه كثيرا ما يبعث صاحبه على قتل النفوس ، ونهب الاموال ، وسبي الاولاد
وإزالة النعم ، حتى أنه غير راض بقضاء الله وقدره ، ويطلب الغلبة عليهما ، وهو
في حد الشرك بالله .
الثاني ما قيل : إن المعنى أن الحسد قد يغلب القدر ، بأن يزيد في المحسود
ما قدر له من النعمة .
الثالث أن يكون المراد غلبة القدر بتغيير نعمة الحاسد ، وزوال ما قدر له
من الخير .
الرابع أن يكون المراد كاد أن يغلب الحسد في الوزر والاثم القول بالقدر
مع شدة عذاب القدرية .
الخامس أن يكون إشارة إلى تأثير العين ، فان الباعث عليه الحسد كما
فسر جماعة من المفسرين قوله تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد بإصابة
العين(1).
5 كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن معاوية بن
وهب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : آفة الدين الحسد والعجب والفخر(2).
بيان : الحسد والعجب من معاصي القلب والفخر من معاصي اللسان ، وهو


(1)وفي شرح الكافي ج 2 ص 288 و 289 تتمة وافية لهذا الكلام تبحث عن
اصابة العين وأنها حق ، راجعه .
(2)الكافي ج 2 ص 307 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه