بحار الأنوار ج65

بيان : فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل قال الطبرسي رحمه الله :
أي فاصبر يا محمد على أذى هؤلاء الكفار ، وعلى ترك إجابتهم لك ، كما صبر الرسل
و من هنا لتبيين الجنس ، فالمراد جميع الانبياء لانهم عزموا على أداء الرسالة و
تحمل أعبائها ، وقيل : إن من ههنا للتبعيض ، وهو قول أكثر المفسرين و
الظاهر في روايات أصحابنا ثم اختلفوا فقيل هم من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة
من تقدمه ، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم عن
ابن عباس وقتادة ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام قالا : وهم سادة النبيين
وعليهم دارت رحى المرسلين ، وقيل : هم ستة نوح صبر على أذى قومه ، وإبراهيم
صبر على النار ، وإسحاق صبر على الذبح ، ويعقوب صبر على فقد الولد وذهاب
البصر ، ويوسف صبر على البئر والسجن ، وأيوب صبر على الضر عن مجاهد .
وقيل هم الذين امروا بالجهاد والقتال وأظهروا المكاشفة وجاهدوا في الدين
عن السدى والكلبي ، وقيل : هم أربعة إبراهيم ونوح وهود ورابعهم محمد صلى الله عليه وآله عن
أبي العالية ، والعزم هو الوجوب والحتم واولوا العزم من الرسل هم الذين شرعوا
الشرايع وأوجبوا على الناس الاخذ بها ، والانقطاع عن غيرها انتهى(1).
قوله عليه السلام : لا كفرا به أي إنكارا لحقيته بل إيمانا به وبصلاحه في وقت
دون آخر ، وللنسخ مصالح كثيرة والعبد مأمور بالتسليم ، وكان من جملتها
ابتلاء الخلق واختبارهم في ترك ما كانوا متمسكين به ، قوله : ومنهاجه كأنه
إشارة إلى قوله تعالى ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا (2).
3 - فس : قوله : شرع لكم من الدين (3)مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله ما
وصى به نوحا والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وموسى و
عيسى أن أقيموا الدين أي تعلموا الدين ، يعني التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والاحكام التي في الكتب والاقرار بولاية


(1)مجمع البيان ج 9 ص 94 .
(2)المائدة : 48 .(3)الشورى : 13 - 15 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه