بحار الأنوار ج14

58 وقيل : بينما عيسى بن مريم عليه السلام جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير
الارض ،(1)فقال عيسى عليه السلام : اللهم انزع منه الامل ، فوضع الشيخ المسحاة واضطجع
فلبث ساعة ، فقال عيسى : اللهم اردد إليه الامل ، فقام فجعل يعمل ، فسأله عيسى عن ذلك
فقال : بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي : إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير ؟ فألقيت المسحاة
واضطجعت ، ثم قالت لي نفسي : والله لابد لك من عيش مابقيت ، فقمت إلى مسحاتي .(2)
59 وقال عليه السلام : بما ذا نفع امرؤ نفسه ؟ باعها بجميع مافي الدنيا ثم ترك ما

باعها به ميراثا لغيره وأهلك نفسه ، ولكن طوبى لامرئ خلص نفسه واختارها على جميع
الدنيا .(3)
60 وروي أنه عليه السلام ذم المال وقال : فيه ثلاث خصال ، فقيل : وماهن ياروح الله ؟
قال : يكسبه المرء من غير حله ، وإن هو كسبه من حله منعه من حقه ، وإن هو وضعه في
حقه شغله إصلاحه عن عبادة ربه .(4)
61 وكان عليه السلام إذا مر بدار قد مات أهلها وخلف فيها غيرهم يقول : ويحا
لاربابك الذين ورثوك كيف لم يعتبروا بإخوانهم الماضين .(5)
62 وكان يقول : يادار تخربين وتفنى سكانك ، ويانفس اعملي ترزقي ، وياجسد
انصب تسترح .(6)
63 وكان عليه السلام يقول : ياابن آدم الضعيف اتق ربك ، وألق طمعك ، وكن في
الدنيا ضعيفا ، وعن شهوتك عفيفا ، عود جسمك الصبر ، وقلبك الفكر ، ولا تحبس لغد
رزقا فإنها خطيئة عليك ، وأكثر حمد الله على الفقر فإن من العصمة أن لاتقدر على
ماتريد .(7)


(1)في المصدر : ويثير به الارض .
(2)تنبيه الخواطر 1 : 272 .
(3)" " 2 : 115 .
(4)" " 2 : 118 .
(5)" " 2 : 219 .
(6)" " 2 : 220 .
(7)" " 2 : 229 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه