بحار الأنوار ج90

قال الله تعالى : لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا (1).
ومثله قوله سبحانه : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء
عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا
بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (2).
وأما الرد على من أنكر المعراج فقوله تعالى : وهو بالافق الاعلى *
ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى إلى قوله :
عندها جنة المأوى (3)فسدرة المنتهى في السماء السابعة ثم قال سبحانه :
واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا لهم دون الرحمن آلهة يعبدون (4)
وإنما أمر رسوله أن يسأل الرسل في السماء ، ومثله قوله تعالى فان كنت في شك
مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك (5)يعني الانبياء عليهم السلام
هذا كله ليلة المعراج .
وأما الرد على المجبرة وهم الذين زعموا أن الافعال إنما هي منسوبة
إلى العباد ، مجازا لا حقيقة ، وإنما حقيقتها لله للعباد ، وتأولوا في ذلك آيات
من كتاب الله تعالى لم يعرفوا معناها كما في قوله تعالى : ولو شاء الله ما أشركوا (6)
فرد عليهم أهل الحق فقالوا لهم : إن في قولكم ذلك بطلان الثواب والعقاب ، إذا
نسبتم أفعالكم إلى الله ، تعالى عمايصفون ، وكيف يعاقب مخلوقا على غير فعل منه .
قال الله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت (7)
لا يجوز أن يكون إلا على الحقيقة لفعلها ، وقوله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرايره (8)وقوله سبحانه : كل نفس


(1)الانسان : 13 . * *(2)آل عمران : 169 170 .
(3)النجم : 7 15 . * *(4)الزخرف : 45 .
(5)يونس : 94 .
(6)الانعام : 107 وعد في تفسير القمى وما تشاؤن الا أن يشاء الله ومن
يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا .
(7)البقرة : 286 . * *(8)الزلزال : 7 8 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه