بحار الأنوار ج65

فمرحبا بكم يا إخواني وأهل ودي ارتفعوا ارتفعوا ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم
بنفسه ، ثم قال لحاجبه : كم مرة حجبتهم ؟ قال : ستين مرة فقال لحاجبه : فاختلف
إليهم ستين مرة متوالية ، فسلم عليهم وأقرئهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم
باستغفارهم وتوبتهم ، واستحقوا الكرامة لمحبتهم لنا وموالاتهم ، وتفقد امورهم
وأمور عيالاتهم فأوسعهم بنفقات ومبرات وصلات ، ورفع معرات .
قال عليه السلام : ودخل رجل على محمد بن علي الرضا عليهما السلام وهو مسرور فقال :
مالي أراك مسرورا ؟ قال : يا ابن رسول الله سمعت أباك يقول أحق يوم بأن يسر العبد
فيه يوم يرزقه الله صدقات ومبرات ومدخلات من إخوان له مؤمنين ، فانه قصدنى
اليوم عشرة من إخواني الفقراء ، لهم عيالات ، فقصدوني من بلد كذا وكذا فأعطيت
كل واحد ، منهم ، فلهذا سروري .
فقال محمد بن علي عليهما السلام : لعمري إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته
أو لم تحبطه فيما بعد ، فقال الرجل : فكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص ؟ قال :
هاه قد أبطلت برك باخوانك وصدقاتك ، قال : وكيف ذاك يا بن رسول الله ؟ قال
له محمد بن علي عليه السلام : اقرء قول الله عزوجل يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم
بالمن والاذى (1)قال : يا ابن رسول الله ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم
ولا آذيتهم ، قال له محمد بن علي عليه السلام إن الله عزوجل إنما قال لا تبطلوا صدقاتكم
بالمن والاذى ولم يقل بالمن على من تتصدقون عليه ، وبالاذى لمن تتصدقون
عليه وهو كل أذى ، أفترى أذاك القوم الذين تصدقت عليهم أعظم أم أذاك لحفظتك
وملائكة الله المقربين حواليك أم أذاك لنا ؟ فقال الرجل : بل هذا يا ابن رسول الله
فقال : لقد آذيتني وآذيتهم ، وأبطلت صدقتك ، قلا : لما ذا ؟ قال : لقولك ، و
كيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص ؟
ثم قال : ويحك أتدري من شيعتنا الخلص ؟ قال : لا ، قال : فان شيعتنا الخلص
حزبيل المؤمن مؤمن آل فرعون ، وصاحب يس الذي قال الله تعالى وجاء من أقصي


(1)البقرة : 264 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه