بحار الأنوار ج72

يسبونكم ، ومن سب ولي الله فقد سب الله فتشرك عدوك يدل على أن السبب
للفعل كالفاعل له .
107 كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن بزيع
عن حمزة بن بزيع ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول
الله صلى الله عليه واله : أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض(1).
بيان : بأداء الفرائض أي الصلوات الخمس أو كلما أمر به في القرآن .
108 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : مداراة الناس نصف الايمان
والرفق بهم نصف العيش ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : خالطوا الابرار سرا ، وخالطوا
الفجار جهارا ، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فانه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه
من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله ، وصبر نفسه على أن يقال : إنه أبله لا
عقل له(2).
تبيين : كأن المراد بالمداراة هنا التغافل ، والحلم عنهم ، وعدم معارضتهم
وبالرفق الاحسان إليهم ، وحسن معاشرتهم ، ويحتمل أن يكون مرجعهما إلى
أمر واحد ، ويكون تفننا في العبارة ، فالغرض بيان أن المداراة والرفق بالعباد
لهما مدخل عظيم في صلاح امور الدين ، وتعيش الدنيا ، والثاني ظاهر ، والاول
لانه إطاعة لامر الشارع ، حيث أمر به ، وموجب لهداية الخلق وإرشادهم بأحسن
الوجوه ، كما قال تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هي أحسن (3)والعيش الحياة ، والمراد هنا التعيش الحسن
برفاهية .
خالطوا الابرار سرا أي أحبوئهم بقلوبكم وأفشوا إليهم أسراركم بخلاف
الفجار فانه إنما يحسن مخالطتهم في الظاهر للتقية والمداراة ، ولا يجوز مودتهم
قلبا من حيث فسقهم ، وليسوا محالا لاسرار المؤمنين ، وبين عليه السلام ذلك


(21)الكافى ج 2 ص 117 .(3)النحل : 125 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه