بحار الأنوار ج71

117 - كا : بالاسناد المتقدم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنسك الناس نسكا
أنصحهم جيبا ، وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين(1).
ايضاح : قال في النهاية النسك والنسك الطاعة والعبادة ، وكل ما تقرب به
إلى الله تعالى ، والنسك ما أمرت به الشريعة ، والورع ما نهت عنه ، والناسك العابد
وسئل ثعلب عن الناسك ماهو ؟ فقال هو مأخوذ من النسيكة وهي سبيكة الفضة
المصفاة كأنه صفى نفسه لله تعالى وقال : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة
الخير للمنصوخ له ، وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة غيرها ، وأصل
النصح في اللغه الخلوص يقال : نصحته ونصحت له ، ومعنى نصيحة الله صحة الاعتقاد
في وحدانيته ، وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل
بما فيه ، ونصيحة رسول الله صلى الله عليه وآله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى
عنه ، ونصيحة الائمة أن يطيعهم في الحق ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى
مصالحهم ، وفي الصحاح : رجل ناصح الجيب أي نقي القلب وفي القاموس رجل ناصح
الجيب لا غش فيه انتهى ، ونسكا وجيبا تميزان ، ونسبة الانسك إلى النسك للمبالغة
والمجاز كجد جده ، وأسلمهم قلبا أي من الحقد والحسد والعداوة .
118 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن علي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن
محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
يقول : عليك بالنصح لله في خلقه ، فلن تلقاه بعمل أفضل منه(2)
توضيح : النصح لله في خلقه الخلوص في طاعة الله فيما أمر به في حق خلقه من
إعانتهم وهدايتهم ، وكف الاذى عنهم ، وترك الغش معهم ، أو المراد النصح للخلق
خالصا لله فلن تلقاه أي عند الموت أو في القيامه بعمل أي مع عمل .
119 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن
القاسم الهاشمي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من لم يهتم بامور المسلمين فليس


(1)الكافى ج 2 ص 163 .
(2)الكافى ج 2 ص 164 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه