بحار الأنوار ج33

والله بعيد المدى شديد القوى ينفجر الايمان من جوانبه وتنطق الحكمة من
لسانه يقول حقا ويحكم فصلا فأقسم لقد شاهدته ليلة في محرابه وقد أرخى
الليل سدوله وهو قائم يصلي قابضا على لمته يتململ تململ السليم ويأن أنين
الحزين ويقول : يا دنيا أبي تعرضت وإلي تشوفت غري غيري لاحان حينك
أجلك قصير وعيشك حقير وقليلك حساب وكثيرك عقاب فقد طلقتك ثلاثا لا
رجعة لي إليك آه من بعد الطريق وقلة الزاد .
قال معاوية كان والله أميرالمؤمنين كذلك وكيف حزنك عليه ؟ قال : حزن
امرأة ذبح ولدها في حجرها قال فلما سمع ذلك معاوية بكا وبكا الحاضرون .
بيان : المدى الغاية أي كان ذا همة عالية يتوجه إلى تحصيل معالي الامور
وما يعسر تحصيله على أكثر الخلق .
ويقال : نطف الماء ينطف وينطف إذا قطر قليلا قليلا . والسدل جمع السديل
وهو ما يسيل ويرخى على الهودج ويقال : سلمته الحية أي لدغته والسليم
اللديغ . وقيل إنما سمي سليما تقألا بالسلامة .
ويقال : هو يتململ على فراشه إذا لم يستقر من الوجع والاستفهام عن
تعرضها وتشوفها استفهام إنكار لذلك منها واستحقار لها واستبعاد لموافقته إياها
على ما تريد وتشوف إلى الخير : تطلع . ومن السطح : تطاول ونظر وأشرف .
وفي بعض النسخ بالقاف :(تشوقت).(غري غيري)أي خداعك وغرورك
لايدخل علي وليس المراد الامر بغرور غيره .
وقال الجوهري : حان له أن يفعل كذا يحين حينا أي آن ، وحان حينه أي
قرب وقته انتهى . وهذا دعاء عليها أي : لاقرب وقت انخداعي بك وغرورك
لي .
525 - كشف : حضر جماعة عند معاوية وعنده عدي بن حاتم وكان


525 - رواه الاربلي رحمه الله في آخر عنوان(وقعة الجمل)من كتاب كشف الغمة : ج 1
ص 244 بيروت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه