بحار الأنوار ج41

كان محموما ، فدخلنا عليه مع علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألمت بي ام ملدم
فحسر علي يده اليمنى وحسر رسول الله صلى الله عليه وآله يده اليمنى ، فوضعها(1)علي على
صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : يا ام ملدم اخرجي فإنه عبدالله ورسوله ، قال : فرأيت
رسول الله استوى جالسا ثم طرح عنه الازار وقال : يا علي إن الله فضلك بخصال ،
ومما فضلك به أن جعل الاوجاع مطيعة لك ، فليس من شئ تزجره إلا انزجر
بإذن الله(2).
17 - يج : روي أن خارجيا اختصم مع آخر إلى علي عليه السلام فحكم بينهما(3)
فقال الخارجي : لا عدلت في القضية ، فقال عليه السلام : اخسأ ياعدو الله ، فاستحال كلبا
وطار ثيابه في الهواء ، فجعل يبصبص وقد دمعت عيناه ، فرق له علي ودعا(4)فأعاده
الله إلى حال الانسانية ، وتراجعت ثيابه من الهواء إليه ، فقال علي عليه السلام : إن
آصف وصي سليمان ، فقص الله(5)عنه بقوله : " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا
آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك(6)" أيهما أكرم على الله نبيكم أم سليمان ؟
فقيل : ما حاجتك في قتال معاوية إلى الانصار ؟ قال : إنما أدعو على هؤلاء بثبوت
الحجة وكمال المحنة ، ولو أذن لي في الدعاء بهلاكه لما تأخر(7).
18 - يج : روي أن قصابا كان يبيع اللحم من جارية إنسان وكان يحيف
عليها فبكت وخرجت ، فرأت عليا عليه السلام فشكته إليه ، فمشى(8)معها نحوه ودعاه
إلى الانصاف في حقها ويعظه ويقول له : ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي


(1)في المصدر : فحسر على يده اليمنى فوضعها على صدر .
(2)الخرائج والجرائح : 86 .
(4)في المصدر : فحكم بينهما بحكم .
(3)= = : ودعا الله .
(5)= = : فقال عليه السلام : آصف وصى سليمان قص الله عنه .
(6)سورة النمل : 40(7)الخرائج والجرائح : 86 و 87 .
(8)في المصدر : فمضى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه