بحار الأنوار ج3

الاسم ، وليس بواحد في الاسم والمعنى والخلق ، فإذا قيل لله فهو الواحد الذي لا واحد
غيره لانه لا اختلاف فيه ، وهو تبارك وتعالى سميع وبصير وقوي وعزيز وحكيم وعليم
فتعالى الله أحسن الخالقين .
قال : فأخبرني عن قوله : رؤوف رحيم ، وعن رضاه ومحبته وغضبه وسخطه . قلت :
إن الرحمة وما يحدث لنا منها شفقة ومنها جود ، وإن رحمة الله ثوابه لخلقه ، والرحمة من
العباد شيئان : أحدهما يحدث في القلب الرأفة والرقة لما يرى بالمرحوم من الضر والحاجة
وضروب البلاء ، والآخر ما يحدث منا من بعد الرأفة واللطف على المرحوم والرحمة منا
ما نزل به ، وقد يقول القائل : انظر إلى رحمة فلان وإنما يريد الفعل الذي حدث عن
الرقة التي في قلب فلان ، وإنما يضاف إلى الله عزوجل من فعل ما حدث عنا من هذه
الاشياء ، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه فهو رحيم
لا رحمة رقة ، وأما الغضب فهو منا إذا غضبنا تغيرت طبائعنا وترتعد أحيانا مفاصلنا و
حالت ألواننا ، ثم نجيئ من بعد ذلك بالعقوبات فسمي غضبا ، فهذا كلام الناس المعروف ،
والغضب شيئان : أحدهما في القلب ، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله
جل جلاله ، وكذلك رضاه وسخطه ورحمته على هذه الصفة عزوجل لا شبيه له ولا مثل
لي شئ من الاشياء .
قال : فأخبرني عن إرادته . قلت : إن الارادة من العباد الضمير وما يبدو بعد
ذلك من الفعل ، وأما من الله عزوجل فالارادة للفعل إحداثه إنما يقول له : كن فيكون

بلا تعب ولا كيف .
قال : قد بلغت حسبك فهذه كافية لمن عقل ، والحمد لله رب العالمين ، الذي هدانا
من الضلال ، وعصمنا من ان نشبهه بشئ من خلقه ، وأن نشك في عظمته وقدرته ولطيف
صنعه وجبروته ، جل عن الاشباه والاضداد ، وتكبر عن الشركاء والانداد
شرح : قوله عليه السلام : دفعت إليه على بناء المجهول إي دفعتك الحاجة والضرورة
إليه ، وفي الاساس : دفع فلان إلى فلان : انتهى إليه . قوله عليه السلام : مغيض هو بفتح الميم و
كسر الغين المعجمة : موضع تجري إليه الماء ويغيب أو يجتمع فيه ، وفي الثاني مصدر ميمي

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه