بحار الأنوار ج12

ولكنه ظفر به بعدمارجع فقد زهد .(1)
30 - جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إن
ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ماشاء الله ، ثم ركب البحر فلما انتهى
إلى موضع منه قال لاصحابه : دلوني ، فإذا حركت الحبل فأخرجوني ، فإن لم أحرك الحبل
فأرسلوني إلى آخره ، فأرسلوه في البحر وأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما ، فإذا ضارب
يضرب حيث الصندوق ويقول يا ذاالقرنين أين تريد ؟ قال : اريد أن أنظر إلى ملك ربي
في البحر كما رأيته في البر ، فقال : يا ذا القرنين إن هذا الموضع الذي انت فيه مر فيه
نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم فهو يهوي في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره ، فلما
سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج .(2)
بيان : قال الفيروز آبادي : الخشخشة : صوت السلاح ، وكل شئ يابس إذا حل
بعضه ببعض ، والدخول في الشئ . انتهى .
وقوله عليه السلام :(فركة)أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد .
31 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : تغرب
الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب - يعني جابلقا - .(3)
بيان : قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبوبكر " حامية " أي حارة ، وقرأ الباقون
" حمئة " أى ذات حمئة وطين أسود ، واولت بأن المراد أنه بلغ ساحل البحر المحيط
فرآها كذلك ، إذ لم يكن في مطمح نظره غير الماء ، ولذا قال تعالى : " وجدها تغرب "
ولم يقل : كانت تغرب .
32 - شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " لم نجعل لهم من
دونها سترا " كذلك قال : لم يعلموا صنعة البيوت .(4)
ايضاح : قال الرازي : فيه قولان : الاول : إنه شاطئ بحر لا جبل ولا شئ يمنع
من وقوع شعاع الشمس عليهم ، فلهذا إذا طلعت الشمس دخلوا في أسراب واغلة(5)في الارض


(1 - 4)مخطوط . م
(5)أسراب جمع السرب : الحفير تحت الارض . والواغلة : الملجأ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه