بحار الأنوار ج90

عليه في الكتاب من الازراء عليه ، وانخفاض محله ، وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه
مالم يخاطب به أحدا من الانبياء مثل قوله : ولو شاء الله لجمعهم على الهدى
فلا تكونن من الجاهلين (1)وقوله : ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم
شيئا قليلا * إذا لاذقناك ضعف الحيوة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا
نصيرا (2)وقوله : وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق
أن تخشاه (3)وقوله : ما أدري ما يفعل بي ولا بكم (4)وهو يقول : ما فرطنا
في الكتاب من شئ (5)و كل شئ أحصيناه في إمام مبين (6).
فاذا كانت الاشياء تحصى في الامام وهو وصي النبي فالنبي أولى أن يكون
بعيدا من الصفة التي قال فيها : وما أدري ما يفعل بي ولا بكم وهذه كلها صفات
مختلفة وأحوال مناقضة وامور مشككلة ، فان يكن الرسول والكتاب حقا فقد
هلكت لشكي في ذلك ، وإن كانا باطلين فما على من بأس .
فقال أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه : سبوح قدوس رب الملائكة
والروح تبارك الله وتعالى هو الحي الدائم القائم على كل نفس بماكسبت ، هات
أيضا ما شككت فيه ، قال : حسبي ما ذكرت يا أمير المؤمنين قال عليه السلام : سانبئك
بتأويل ما سألت ، وما توفيقي إلا بالله ، وعلى توكلت ، وعليه فليتوكل المؤمنون .
فأما قوله تعالى : الله يتوفى الانفس حين موتها (7)وقوله : يتوفا كم
ملك الموت(8)و توفته رسلنا (9)و تتوفاهم الملائكة طيبين (10)
و الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم (11)فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم


(1)الانبياء 35 . * *(2)اسرى : 75 74 .
(3)الاحزاب : 37 . * *(4)الاحقاف : 9 .
(5)الانعام : 38 . * *(6)يس : 12 .
(7)الزمر : 42 . * *(8)السجدة : 11 .
(9)الانعام : 61 . * *(10)النحل : 32 .
(11)النحل : 28 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه