بحار الأنوار ج22

قال : قد بلغت ونصحت فاشهدوا ، قال أبوعبدالله عليه السلام : هذا آخر كلام تكلم به
رسول الله صلى الله عليه وآله على منبره(1).
بيان : قوله صلى الله عليه وآله ألا يرحم ، يحتمل أن يكون ألا حرف تحضيض ، ويحتمل
أيضا أن تكون " لا " زائدة ، كما في قوله تعالى : " أن لا تسجد(2)" أي اذكره
في أن يرحم ، وأن لا تكون زائدة ، ويكون المعنى اذكره في عدم الرحم ، ويحتمل
على بعد أن يقرأ بكسر الهمزة ، بأن تكون إن شرطية ، أو بأن يكون إلا كلمة
استثناء ، أي اذكره في جميع الاحوال إلا في حال الرحم ، كما في قولهم : أسألك لما
فعلت . قوله : ولم يخبزهم ، كذا في بعض النسخ ، والخبز : السوق الشديد . والبعوث
الجيوش ، وفي بعضها بالجيم والنون من جنزه : إذا جمعه وستره ، وفي قرب الاسناد :
ولم يجمرهم في ثغورهم ، وهو أظهر ، قال الجزري : تجمير الجيش : جمعهم في الثغور
وحبسهم عن العود إلى أهلهم .
42 - كا : محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة
الخزاعي ، عن علي بن إسماعيل ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول : تدرون ما قوله : " ولا يعصينك في معروف " ؟ قلت : لا ، قال :
إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لفاطمة عليها السلام : إذا أنامت فلا تخمشي علي وجها ولا ترخي
علي شعرا ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمي علي نائحة ، قال : ثم قال : هذا المعروف
الذي قال الله عزوجل(3).
43 - فر : محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه
قال : سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو يقول : لما أن مرض(4)النبي
صلى الله عليه وآله المرضة التي قبضه الله فيها دخلت فجلست بين يديه ، ودخلت عليه
فاطمة الزهراء عليهما السلام فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خديها


(1)اصول الكافى 1 : 406 .(2)الاعراف : 11 .
(3)فروع الكافى 2 : 66 . والاية في سورة الممتحنة : 12 .
(4)في المصدر : لما مرض .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه