بحار الأنوار ج21

تكبدت الطريق حتى أتيتك ، فأنزلي سراجك ، وأوضح لي منهاجك ، قال : فقال
النبي صلى الله عليه واله : قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وإني محمد عبده ورسوله ، فقالها
غير مستنكف وأسلم وحسن إسلامه ، ووقرحب الاسلام في قلبه ، فقال النبي صلى الله عليه واله
لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : خذ بيده فعلمه القرآن ، فأقام عند النبي
صلى الله عليه واله فلما حذق شيئا من القرآن قال : يا نبي الله إن الحارث ابن أبي ضرار قد
جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة ، فلو وجهت معي قوما بسرية تشن عليهم الغارة
فوجه النبي صلى الله عليه واله معه أمير المؤمنين وجماعة من المؤمنين(1)فظفروا بهم واستاقوا
إبلهم وماشيتهم(2).
توضيح : يقال : ارتج على القاري على ما لم يسم فاعله : إذا لم يقدر على
القراء‌ة . والزمع بالتحريك : الدهش . وفرخ الروع تفريخا : ذهب كأفرخ . و
الازمة : الشدة والضيق . واحرنجم : أراد الامر ثم رجع عنه ، والقوم أو الابل :
اجتمع بعضها وازدحموا . والذيخ بالكسر : الذئب ، والجرئ والفرس الحصان
وذكر الضباع الكثير الشعر ، والنوء ، : سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر
وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما ، وهكذا
كل نجم منها إلى انقضاء السنة ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ، وكانت
العرب تضيف الامطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط ، كذا ذكر الجوهري .
وقال : العنم : شجرلين الاعضاء يشبه بنان الجواري . وقال : البرم : ثمر العضاة
الواحدة برمة ، وفي بعض النسخ بالزاء يقال : بزم عليه ، أي عض بمقدم أسنانه
والبزمة في الاكل : هو أن يأكل في اليوم والليل مرة . والعرق : اللبن ، ولعل
المراد هنا اللبن القليل ، وبالغزر الكثير ، قال في القاموس : الغزير : الكثير من
كل شئ والغزيرة : الكثيرة الدر . واقتنصه : اصطاده . قوله : لا أطلب أثرا بعد
عين ، الاثر : الخبر ، أي لا أنتظر سماع خبر بحقيتك بعدما عاينت من معجزاتك


(1)في المصدر : من المسلمين .
(2)كنز الفوائد : 95 و 96 ، وزاد في المصدر ابياتا لا هيب في اسلامه

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه