بحار الأنوار ج84

به إلى ما رواه الشيخ بسنده عن عمار الساباطي(1)قال : كنا جلوسا بمنى ، فقال
له رجل : ما تقول في النافلة ؟ فقال : فريضة ، ففزعنا وفزع الرجل ، فقال أبوعبدالله
عليه السلام : إنما أعني صلاة الليل على رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن الله يقول : ومن الليل
فتهجد به نافلة لك (2).
وقيل : معناه نافلة لك ولغيرك ، وخص بالخطاب لما في ذلك من صلاح
الامة في الاقتداء به ، والحث على الاستنان بسنته ، وقيل : كانت واجبة عليه وعلى
الامة(3)بالمزمل ، فبهذه الآية نسخ وجوبها عن الامة وبقي الاستحباب وبقي
الوجوب عليه صلى الله عليه وآله .
وذهب قوم إلى أن الوجوب نسخ عنه كما عن الامة فصارت نافلة لانه تعالى
قال : نافلة لك ولم يقل عليك ، والتخصيص من حيث إن نوافل العباد كفارة
لذنوبهم ، والنبي صلى الله عليه وآله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكانت نوافله لا
تعمل في كفارة الذنوب ؟ بل في رفع الدرجات .
مقاما محمودا نصب على الظرف أو على المصدر أو على الحال ، اي ذا
مقام والمشهور أنه الشفاعة ، وقيل يعم كل كرامة ، وقد تقدم الكلام فيه .
والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما قال الطبرسي رحمه الله(4)قال
الزجاج كل من ادركه الليل فقد بات نام أو لم ينم ، والمعنى يبيتون لربهم بالليل


(1)التهذيب ج 1 ص ص 136 .
(2)وذلك لما عرفت أن صريح الامر في آيات الله الحكيم يفيد فرض المأمور به على
من وجه اليه الامر .
(3)ليس في آية المزمل ما يفيد كونها فرضا على الامة ، لاختصاص الخطاب به صلى الله عليه وآله
نعم في آخر آية منها يقول عزوجل : ان ربك يعلم أنك تقوم ادنى من ثلثى الليل . . و
طائفة من الذين معك فيعلم منها أن طائفة من أمته صلى الله عليه وآله كانوا يقتدون به صلى الله عليه وآله في الاتيان
بنافلة الليل وقد عرفت شرخ ذلك مستوفى في ج 85 ص 3 .
(4)مجمع البيان ج 7 ص 179 في آية الفرقان : 64 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه