بحار الأنوار ج56

إدخال الساعتين في الليل والنهار مبني على اصطلاح خاص كان عند القدماء وأهل
الكتاب ، ونقل أبوريحان البيروني في القانون المسعودي عن براهمة الهند أن
ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وكذلك ما بين غروب الشمس وغروب الشفق
خارجان عن الليل والنهار ، بل هما بمنزلة الفصل المشترك بينهما ، وذكره
البر جندي في بعض تعليقاته .
4 العلل : في خبر ابن سلام سأل النبي صلى الله عليه وآله لم سمي الليل ليلا ؟ قال :
لانه يلايل الرجال من النساء ، جعله الله عزوجل الفة ولباسا ، وذلك قول
الله عزوجل " وجعلنا الليل لباسا(1)وجعلنا النهار معاشا(2)" .
بيان : الملايلة المعاملة ليلا كالمياومة المعاملة يوما ، ويظهر منه أن الليل
من الملايلة مع أن الظاهر العكس ، ويمكن أن يكون تنبيها على أن أصل الليل الستر .
5 العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن
النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : لا تسبوا الرياح فإنها مأمورة ، ولا تسبوا الجبال ولا الساعات
ولا الايام ولا الليالي فتأثموا وترجع عليكم(3).
بيان : حاصله أن تلك الامور إن كان فيها شر أو نحوسة أو ضرر فكل
ذلك بتقدير خالقها وهي مجبولة عليها ، فلعنها لعن من لا يستحقه ، ومن لعن من
لا يستحقه يرجع اللعن عليه .
6 تحف العقول : قال الحسن بن مسعود : دخلت على أبي الحسن علي
ابن محمد عليهم السلام وقد نكيت إصبعي وتلقاني راكب وصدم كتفي ، ودخلت في زحمة
فخرقوا علي بعض ثيابي ، فقلت : كفاني الله شرك من يوم فما أشأمك ! فقال لي :
يا حسن ، هذا وأنت تغشانا ! ترمي بذنبك من لا ذنب له ؟ ! قال الحسن : فأثاب


(1)النبا : 10 11 .
(2)العلل : ج 2 ، ص 155 .
(3)العلل : ج 2 ، ص 264 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه