بحار الأنوار ج77

ومنه : عن نوف الشامي قال : رأيت عليا عليه السلام يتوضأ وكأني أنظر إلى
بصيص الماء على منكبيه ، يعني من إسباغ الوضوء(1).
ومنه : عن علي عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من لم يتم وضوء‌ه
وركوعه وسجوده وخشوعه فصلاته خداج(2).
وعنه عليه السلام أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ألا أدلكم على ما
يكفر الذنوب والخطايا ؟ إسباغ الوضوء عند المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة
فذلك الرباط(3):
وعنه عليه السلام أنه كان يجدد الوضوء لكل صلاة يبتغي بذلك الفضل ، و
صلى يوم فتح مكة الصلوات كلها بوضوء واحد(4).
توضيح : البصيص البريق ، وفي النهاية فيه : كل صلاة ليست فيها قراء‌ة
فهي خداج ، الخداج النقصان ، وهو مصدرعلى حذف المضاف أي ذات خداج
ويكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغة كقوله : فانما هي إقبال وإدبار(5).
وقال فيه : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ، الرباط في الاصل الاقامة على جهادالعدو
بالحرب ، وارتباط الخيل وإعدادها ، فشبه به ما ذكر من الافعال الصالحة
والعبادة ، قال القتيبي : أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كل منهما
معد لصاحبه ، فسمي المقام في الثغور رباطا ، ومنه قوله عليه السلام فذلكم الرباط
أي إن المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة كالجهاد في سبيل الله ، فيكون
الرباط مصدر رابطت أي لازمت .
وقيل : الرباط ههنا اسم لما يربط به الشئ أي يشد ، يعني أن هذه الخلال


(1 - 4)دعائم الاسلام ج 1 ص 100 .
(5)البيت من قصيدة للخنساء ترثى بها أخاه صخرا منها :
فما عجول على بوتطيف به * قد ساعدتها على التحنان أظآر
ترتع مارتعت حتى اذا ادكرت * فانما هى اقبال وادبار

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه