بحار الأنوار ج40

والراسخون في العلم ، ثم أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الازمنة
حتى فهم ذلك كله وكتبه ، ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده ، فسأله
عنها فقال : الصبر الصبر ، وأوصى إلينا بالصبر(1)والتسليم حتى يخرج الفرج
وأخبره بأشراطه وأوانه وأشراط تولده وعلامات تكون في ملك بني هاشم ، فمن
هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها ، وصار الولي إذا قضي(2)إليه الامر
تكلم بالعجب .(3)
بيان : الجفر من أولاد الشاة ما عظم واستكرش(4)أو بلغ أربعة أشهر قوله :
(وهي التي)هو تفسير للجفرة أي الانثى من الضأن تسمى جفرة في أوان طلوع
قرنه ، وهذا معترض . وقوله :(تشخب)راجع إلى ما قبله .
أقول : وجدت في مزار كبير من مؤلفات السيد فخار أو بعض من عاصره
من الافاضل الكبار : قال : حدثني أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي ، عن
أبيه ، عن جده ، عن الشيخ محمد بن بابويه ، عن الحسن بن علي البيهقي ، عن محمد
ابن يحيى الصولي ، عن عون بن محمد الكندي ، عن علي بن ميثم ، عن ميثم رضي الله
عنه قال : أصحربي مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة من الليالي قد خرج من الكوفة
وانتهى إلى مسجد جعفي ، توجه إلى القبلة وصلى أربع ركعات ، فلما سلم وسبح
بسط كفيه وقال :(إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك)إلى آخر الدعاء ، ثم قام و
خرج ، فاتبعته حتى خرج إلى الصحراء ، وخط لي خطة وقال : إياك أن تجاوز
هذه الخطة ، ومضى عني وكانت ليلة مدلهمة ، فقلت : يا نفسي أسلمت مولاك وله
أعداء كثيرة ، أي عذر يكون لك عندالله وعند رسوله ؟ والله لاقفون أثره ولاعلمن
خبره وإن كنت قد خالفت أمره ، وجعلت أتبع أثره فوجدته عليه السلام مطلعا في البئر
إلى نصفه يخاطب البئر والبئر تخاطبه ، فحس بي والتفت عليه السلام وقال : من ؟ قلت


(1)في المصدر : وأوصى الينا بالصبر وأوصى أشياعهم بالصبراه‍ .
(2)في المصدر : إذا افصى .
(3)مختصر البصائر : 57 و 58 .
(4)أى عظم بطنه وأخذ في الاكل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه