أجلك ، وإلي إيابك ، وعلي حسابك ، فاسألني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ،
ومني الاجابة .
يا عيسى ما أكثر البشر وأقل عدد من صبر ! الاشجار كثيرة وطيبها قليل ،
فلا يغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرتها . يا عيسى لا يغرنك المتمرد علي
بالعصيان ، يأكل رزقي ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى
ماكان ،(1)أفعلي يتمرد ، أم لسخطي يتعرض ؟(2)فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له
منها منجى ، ولادوني ملتجأ ، أين يهرب ؟ من سمائي وأرضي ؟ يا عيسى قل لظلمة بني
إسرائيل لا تدعوني والسحت تحت أحضانكم ، والاصنام في بيوتكم ، فإني وأيت(3)
أن أجيب من دعاني ، وأن أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا ، يا عيسى كم
أجمل النظر(4)وأحسن الطلب والقوم في غفلة لايرجعون ، تخرج الكلمة من أفواههم لا
تعيها قلوبهم ، يتعرضون لمقتي ، ويتحببون بي إلى المؤمنين .(5)
يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية واحدا ، وكذلك فليكن قلبك وبصرك ،
واطو قلبك ولسانك عن المحارم ، وغض طرفك عما لاخير فيه ،(6)فكم ناظر نظرة زرعت
في قلبه شهوة ، ووردت به موارد الهلكة ! .(7)
ياعيسى كن رحيما مترحما ، وكن للعباد كما تشاء أن يكون العباد لك ، وأكثر
ذكر الموت ومفارقة الاهلين ، ولا تله فإن اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل فإن الغافل مني
بعيد ، واذكرني بالصالحات حتى أذكرك .
ياعيسى تب إلي بعد الذنب ، وذكر بي الاوابين ، وآمن بي ، وتقرب إلي
(1)في الكافي والتحف : ثم يرجع إلى ما كان عليه .
(2)" " " " : فعلي يتمرد أم بسخطي يتعرض ؟ .
(3)" " " " : فاني آليت . وأيت أي وعدت . آليت : حلفت .
(4)في الكافي : كم اطيل النظر ؟
(5)في نسخة من الكافي : ويتحببون بقربي إلى المؤمنين .
(6)في الكافي : وكف بصرك عما لا خير فيه . فكم من ناظر نظرة قد زرعت .
(7)" " : موارد حياض الهلكة .