بحار الأنوار ج75

فيتبعون أحسنه اولئك الذين هديهم الله وأولئك هم اولوا الالباب(1) .
يا هشام بن الحكم إن الله عزوجل أكمل للناس(2)الحجج بالعقول ، و
أفضى إليهم بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالادلاء ، فقال : وإلهكم إله واحد لا
إله إلا هو الرحمن الرحيم(3) . إن في خلق السموات والارض واختلاف
الليل والنهار - إلى قوله - لايات لقوم يعقلون(4) . يا هشام قد جعل الله عز
وجل ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا ، فقال : وسخر لكم الليل والنهار
والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لايات لقوم يعقلون(5) .
وقال : حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون(6)
وقال : ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به
الارض بعد موتها إن في ذلك لايات لقوم يعقلون(7) .
يا هشام ثم وعظ أهل العقل ورغبتهم في الاخرة ، فقال : وما الحيوة الدنيا
إلا لعب ولهو وللدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون(8) . وقال :


الصادق عليه السلام فانقطع اليه وتوفى بعد نكبة البرامكة بمدة يسيره وقيل : بل في خلافة
المأمون . وان العامة طعنوا فيه . وورد في الاخبار ذم له من جهة القول بالتجسم وان
الاصحاب اخذوا في الذب عنه تنزيها لساحته عن ذلك ، ووردت روايات في مدحه ودل
على جلالته هذه الروايات المذكورة في المتن الجامعة لابواب الخير والفلاح .
(1)الزمر : 19 .
(2)في بعض النسخ أكمل الناس .
(3)البقرة : 162 .
(4)البقرة : 163 . والمراد باختلافهما ذهابهما ومجيئهما .
(5)النحل : 12 .
(6)الزخرف : 1 ، 2 ، 3 .
(7)الروم : 23 . خوفا أى للمسافر . و طمعا للحاضر .
(8)الانعام : 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه