بحار الأنوار ج13

إشمويل ،(1)وهو بالعربية إسماعيل ، عن أكثر المفسرين وهو المروي عن أبي جعفر
عليه السلام " ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله " اختلف في سبب سؤالهم ذلك فقيل :
كان سببه استذلال الجبابرة لهم لما ظهروا على بني إسرائيل وغلبوهم على كثير من ديارهم
وسبوا كثيرا من ذراريهم بعد أن كانت الخطايا قد كثرت في بني إسرائيل ، فبعث إليهم
اشمويل نبيا فقالوا له : إن كنت صادقا(2)فابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ، عن الربيع
والكلبي ، وقيل : أرادوا قتال العمالقة فسألوا ملكا يكون أميرا عليهم ،(3)وقيل : بعث الله
إشمويل نبيا فلبثوا أربعين سنة بأحسن حال ، ثم كان من أمر جالوت(4)والعمالقة ما
كان ، فقالوا لاشمويل : ابعث لنا ملكا . ثم قال رحمه الله : قيل : كان التابوت في أيدي أعداء
بني إسرائيل من العمالقة غلبوهم عليه لما مرج أمر بني اسرائيل ، وحدث فيهم الاحداث
ثم انتزعه الله من أيديهم ورده على بني إسرائيل تحمله الملائكة ، عن ابن عباس ووهب
وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام ، وقيل : كان التابوت الذي أنزله الله على آدم فيه صور
الانبياء فتوارثته أولاد آدم عليه السلام ، وكان في بني إسرائيل يستفتحون به على عدوهم ،
قال قتادة : كان في برية التيه خلفه هناك يوشع بن نون تحمله الملائكة إلى بني إسرائيل ،(5)
وقيل : كان قدر التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين ، عليه صفائح الذهب ، وكان من شمشاد ،
وكانوا يقدمونه في الحروب ويجعلونه أمام جندهم ، فإذا سمع من جوفه أنين زف تابوت
أي سار ، وكان الناس يسيرون خلفه فإذا سكن الانين وقف فوقفوا .(6)


(1)في تاريخ اليعقوبى " شمويل " وفى تاريخ الطبرى " شمويل بن بالى بن علقمة بن يرخام
ابن اليهو بن تهو بن صوف " وفى قاموسى التوراة " سموئيل " يعنى مسموع من الله قلت : أي مستجاب
من الله .
(2)في المصدر ، إن كنت نبيا صادقا .
(3)في المصدر : يكون اميرا عليهم تنتظم به كلمتهم ويجتمع امرهم ويستقيم حالهم في
جهاد عدوهم عن السدى .
(4)في تاريخ اليعقوبى : اسم جالوت غلياث ، وفى قاموسى التوراة : اسمه جليات يقول
العرب له جالوت . وقال اليعقوبى : اسم طالوت : شاول . وفى قاموسى التوراة : شاؤل بن قيس
من سبط بنيامين ، ومعنى شاؤل مطلوب وسيأتى نسبه .
(5)في المصدر : فحملته الملائكة إلى بنى إسرائيل .
(6)مجمع البيان 2 : 350 و 351 و 353 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه