بحار الأنوار ج54

جملة فجملة ، مع أسبابها وعللها على نهج مستمر ، ونظام مستمر ، فان ما يحدث في عالم الكون والفساد إنما هو من لوازم حركات الافلاك ونتائج بركاتها ، فمتى يعلم أن كلما كان كذا كان كذا ومهما حصل العلم بأسباب حدوث أمر ما في هذا العالم حكمت بوقوعه فيه ، فينتقش فيها ذلك الحكم ، وربما تأخر بعض الاسباب الموجب لوقوع الحادث على خلاف ما يوجبه بقية الاسباب لو لا ذلك السبب ، ولم يحصل لها العلم بذلك السبب بعد ، لعدم اطلاعها على سبب ذلك السبب ، ثم لما جاء أوانه واطلعت عليه حكمت بخلاف الحكم الاول ، يمحو عنها نقش الحكم السابق ويثبت الحكم الآخر ، ولما كان أسباب هذا التخيل ينتهي إليه سبحانه نسب البداء إليها مع إحاطة علمه سبحانه بالكليات والجزئيات جميعا أزلا وأبدا . 1 - تفسير على بن ابراهيم : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أول ما خلق الله القلم ، فقال له(اكتب)فكتب ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة(1). 2 - ومنه : في قوله(بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)قال : اللوح المحفوظ له طرفان : طرف على يمينالعرش ، وطرف على جبهة إسرافيل ، فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل فنظر في اللوح ، فيوحي بما في اللوح إلى جبرئيل(2). 3 - ومنه : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : سألته عن(ن والقلم)قال : إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد ، ثم قال لنهر في الجنة كن مدادا فجمد النهر ، وكان أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من الشهد ، ثم قال للقلم : اكتب ، قال : يا رب ما أكتب ؟ قال : اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة ، وأصفى من الياقوت ، ثم طواه فجعله في ركن العرش ، ثم ختم على


(1)تفسير القمى : 536 .(2)تفسير القمى : 720(*).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه