بحار الأنوار ج50

استصغر سن أبي جعفر فقال أبوالحسن عليه السلام : إن الله سبحانه بعث عيسى رسولا
نبيا صاحب شريعة مبتدأة(1)في أصغرمن السن الذي فيه أبوجعفرعليه السلام(2).
16 - عم ، شا : ابن قولويه ، عن الكيني ، عن علي بن محمد ، عن سهل بن
زياد ، عن محمد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيات قال : أخبرني من كان عند
أبي الحسن الرضا عليه السلام فلما نهض القوم قال لهم أبوالحسن الرضا عليه السلام : القوا
أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا . فلما نهض القوم التفت إلي وقال :
يرحم الله المفضل(3)إنه لكان ليقنع بدون ذلك(4)
كش : حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن عمربن سعيد الزيات ، عن


(1)المراد رفع الاستبعاد ، واثبات الامكان ، فان القائل الذى استصغر سن أبى جعفر
عليه السلام ، توهم أن صغرالسن - والحال أنه موجب لحجرعليه - ينا في الامامة وقيادة
الامة ، فذكره عليه السلام بنبوة عيسى عليه السلام في شريعة مبتدأة ، كما صرح به قوله تعالى
" قالوا كيف نكلم من كان في المهدصبيا ؟ قال : انى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا
وجعلنى مباركاأينما كنت وأوصاتى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا "
فاذا امكن وجاز أن يكون الصبى في المهد صاحب شريعة مبتدأة فكيف لايمكن ولا يجوز
أن يكون أبوجعفر اماما تابعا لشريعة جده رسول الله " ص " في أكبر من سنه فانه يقوم بأعباء
الامامة وله سبع سنين .
(2)الكافى ج 1 ص 323 ، الارشاد ص 299 .
(3)أى بدون الامربالتسليم واحداث العهد ، بل كان يكفيه في احداثه الارشارة
أو كان يحدثه بدونها أيضا كما أن الناس يسلمون على ولد العزيز الشريف ويحدثون به عهدا وملاقاة بدون أمر أبيه بذلك وهم لما لم يفعلوا ذلك الابعد الامر تذكر عليه السلام
حسن فعل المفضل وكمال اعتقاده ، فترحم عليه .
وفيه لوم لهم لهذا الوجه وكمال مدح للمفضل ، ولكن لم نعلم أن المفضل من هو ؟
لا حتماله رجالا كثيرا . وتخصيصه بابن عمرتخصيص بلامخصص ، والاشتهار لوسلم فانما هو
عندنا لاعند السلف .
ويحتمل أن يكون سبب لومهم أنهم تركوا التسليم واحداث العهد بهد الامر ، وليس
في هذا الحديث دلالة على أنهم فعلوا ذلك بعده " صالح " .
(4)الارشادص 299 ، الكافى ج 1 ص 322

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه