بحار الأنوار ج13

أبوا أن يدخلوها حرمها الله عليهم فتاهوا في أربعة فراسخ أربعين سنة " يتيهون في الارض
فلا تأس على القوم الفاسقين " قال أبوعبدالله عليه السلام : وكانوا إذا أمسوا نادى مناديهم : أمسيتم
الرحيل ،(1)فيرتحلون بالحداء والرجز(2)حتى إذا أسحروا أمر الله الارض فدارت
بهم فيصبحون في منزلهم الذي ارتحلوا منه ، فيقولون : قد أخطأتم الطريق ، فمكثوا بهذا
أربعين سنة ، ونزل عليهم المن والسلوى حتى هلكوا جميعا إلا رجلين : يوشع بن نون
وكالب بن يوفنا ، وأبناء‌هم ، وكانوا يتيهون في نحو من أربعة فراسخ فإذا أرادوا أن يرتحلوا
ثبت ثيابهم عليهم وخفافهم ،(3)قال : وكان معهم حجر إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه
فانفجرت اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين ، فإذا ارتحلوا رجع الماء فدخل في الحجر ووضع
الحجر على الدابة .(4)
6 - ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن أبي عمير ،
عن أبان بن عثمان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما انتهى بهم موسى عليه السلام إلى
الارض المقدسة قال لهم : ادخلوا ، فأبوا أن يدخلوها ، فتاهوا في أربعة فراسخ أربعين سنة
وكانوا إذا أمسوا نادى مناديهم أمسيتم الرحيل ، حتى إذا انتهوا إلى مقدار ما أرادوا أمر
الله الارض فدارت بهم إلى منازلهم الاولى فيصبحون في منزلهم الذي ارتحلوا منه ،
فمكثوا بذلك أربعين سنة ، ينزل عليهم المن والسلوى فهلكوا فيها أجمعين إلا رجلين :
يوشع بن نون وكالب بن يوفنا اللذين أنعم الله عليهما ، ومات موسى وهارون عليهما السلام فدخلها


(1)في البرهان : استتموا الرحيل .
(2)حد الابل : ساقها وغنى لها . وفى نسخة : بالجد والزجر .
(3)هكذا في النسخ ، وفى البرهان : يبست ثيابهم عليهم وخفافهم . واستظهر في هامش
نسخة : وكانوا ينبت ثيابهم .
(4)الاختصاص : مخطوط ، وأخرجه البحرانى أيضا في تفسير البرهان 1 : 455 و 456
وزاد في آخره : وقال أبوعبدالله عليه السلام لبنى اسرائيل أن يدخلوا الارض المقدسة التى كتب الله
لهم ثم بداله فدخلها أبناء الابناء انتهى . قلت : فيه سقط ، ولعل الصحيح : قال أبوعبدالله عليه السلام
قال الله تعالى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه