بحار الأنوار ج21

بنو جذيمة السلاح ، فقال خالد : اخلعوا السلاح(1)فإن الناس قد أسلموا ، فوضعوا
فأمربهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف ، فقتل من قتل منهم ، فلما
انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه واله رفع يديه ثم قال : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع
خالد " ثم أرسل عليا عليه السلام ومعه مال ، وأمره أن ينظر في أمرهم فودى لهم النساء
والاموال حتى أنه ليدي ميلغة(2)الكلب ، ففضل معه من المال فضلة فقال لهم
علي عليه السلام : هل بقي لكم مال أودم لم يؤد ؟ قالوا : لا ، قال : إني أعطيكم هذه
البقية احتياطا لرسول الله صلى الله عليه واله ، ففعل ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأخبره فقال :
أصبت وأحسنت(3).
4 - ل : بإسناده عن عامر بن واثلة قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الشورى :
نشدتكم بالله هل علمتم أن رسول الله عليه السلام بعث خالد بن الوليد إلى بني خزيمة(4)
ففعل ما فعل ، فصعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فقال : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع
خالد بن الوليد " ثلاث مرات ، ثم قال : " اذهب يا علي " فذهبت فوديتهم ، ثم
ناشدتهم بالله هل بقي شئ ؟ فقالوا : إذا نشدتنا بالله فميلغة كلابنا ، وعقال بعيرنا
فأعطيتهم لهما ، وبقي معي ذهب كثير فأعطيتهم إياه وقلت : وهذا لذمة رسول الله صلى الله عليه واله
ولما تعملون ولما لا تعملون ، ولروعات النساء والصبيان ، ثم جئت إلى رسول الله
صلى الله عليه واله فأخبرته فقال : " والله لا يسرني(5)يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم " قالوا :
اللهم نعم(6).


(1)في المصدر : ضعوا السلاح .
(2)الميلغ والميلغة : الاناء يلغ فيه الكلب أو يسقى فيه .
(3)الكامل 2 : 173 وفيه : وكان بين عبدالرحمن بن عوف وخالد كلام في ذلك ، فقال
له : علمت بأمرالجاهلية في الاسلام ، فقال خالد : إنما ثأرت بأبيك ، فقال عبدالرحمن : كذبت
قد قتلت انا قاتل ابى ، ولكنك انما ثأرت بعمك الفاكه ، حتى كان بينهما شر ، فبلغ ذلك رسول
الله صلى الله عليه والله فقال : مهلا يا خالد دع عنك اصحابى ، فوالله لوكان لك احد ذهبا ثم
انفقته في سبيل الله ما ادركت غدوة احدهم ولا روحته .
(4)كذا في الكتاب ومصدره والصحيح كما استظهره المنصف في الهامش وتقدم : جذيمة .
(5)في المصدر : ما يسرنى .(6)الخصال 2 : 125 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه