بحار الأنوار ج93

بينهم ، فتسلم عليهم ولاتخدج بالتحية لهم(1).
ثم تقول : عبادالله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لاخذ منكم حق الله في
أموالكم فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه ؟ فان قال قائل : لا ، فلا
تراجعه ، وإن أنعم لك منعم(2)فانطلق معه ، من غيرأن تخيفه أو توعده أو تعسفه ، أو
ترهقه(3)فخذما أعطاك من ذهب أو فضة .
وان كانت له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا باذنه ، فان أكثرها له ، فاذا أتيتها
فلا تدخلها دخول متسلط عليه ، ولا عنيف به ، ولاتنفرن بهيمة ، ولاتفزعنها ، ولا
تسوء‌ن صاحبها فيها ، واصدع المال صدعين ثم خيره ، فاذا اختار فلا تعرضن
لما اختار ثم اصدع الباقي صدعين ثم خيره فاذا اختار فلا تعرضن لما اختار(4)
فلا تزال بذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحق الله في ماله ، فاقبض حق الله منه ، فان
استقالك فأقله ثم اخلطهما ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في
ماله ، ولا تأخذن عودا ولاهرمة ولامكسورة ولا مهلوسة(5)ولا ذات عوارة .
ولا تأمنن عليها إلا من تثق بدينه ، رافقا بمال المسلمين ، حتى يوصله
إلى وليهم فيقسمه بينهم ، ولا توكل بهاإلا ناصحا شفيقا ، وأمينا حفيظا ، غير
معنف ولا مجحف ، ولا ملغب ولامتعب(6)ثم أحدر ألينا ما اجتمع عندك ، نصيره


(1)يعنى أكمل لهم التحية وافرة ، ولاتنقص .
(2)انعم : اى قال نعم .
(3)يقال : عسف السلطان : ظلم ، وفلانا : استخدمه وكلفه ، وأعسف الرجل : أخذ
غلامه بعمل شديد ، ويقال : رهق : ركب الشر والظلم وغشى المحارم ، وكذب وعجل
ويقال : لاترهقنى لا أرهقك الله : أى لا تعسرنى ولا تحملنى مالا اطيق .
(4)العود - بالفتح - المسن من الابل والشاء ، وهو الذى جاوز في السن البازل
والمخلف ، والمهلوسة : التى أضربها السن وأذابها ، فهى تأكل ولايرى أثر ذلك في جسمه .
(5)ما بين العلامتين ، ساقط من الكمبانى .
(6)المعنف الذى لارفق في سوته ، والمجحف ، الذى يسوقها سوقا شديدا كالسيل = =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه