بحار الأنوار ج46

بيان : قوله : حتى لا ابالي أي سمعت كثيرا بحيث لا ابالي أن لا أسمع
بعد ذلك ، والترديد من الراوي في كلمة أن .
2 د : روى أبوالحسن اليشكري ، عن عمرو بن العلا ، عن يونس النحوي
اللغوي ، قال : حضرت مجلس الخليل بن أحمد العروضي قال : حضرت مجلس
الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان وقد اسحنفر في سب علي واثعنجر في ثلبه
إذ خرج عليه أعرابي على ناقة له وذفراها يسيلان لاغذاذ السيردما ، فلما رآه
الوليد لعنه الله في منظرته قال : ائذنوا لهذا الاعرابي فإني أراه قد قصدنا ، و
جاء الاعرابي فعقل ناقته بطرف زمامها ، ثم أذن له فدخل ، فأورده قصيدة لم
يسمع السامعون مثلها جودة قط ، إلى أن انتهي إلى قوله :
ولما أن رأيت الدهر ألى * علي ولح في إضعاف حالي
وفدت إليك أبغي حسن عقبى * أسد بها خصاصات العيال
وقائلة إلى من قد رآه * يؤم ومن يرجي للمعالي
فقلت إلى الوليد أزم قصدا * وقاه الله من غير الليالي
هو الليث الهصور شديد بأس * هو السيف المجرد للقتال
خليفة ربنا الداعي علينا * وذو المجد التليد أخو الكمال
قال : فقبل مدحته وأجزل عطيته ، وقال له : يا أخا العرب قد قبلنا مدحتك و
أجزلنا صلتك ، فاهج لنا عليا أبا تراب ، فوثب الاعرابي يتهافت قطعا(1)ويزأر
حنقا(2)ويشمذر شفقا ، وقال : والله إن الذي عنيته بالهجاء ، لهو أحق منك
بالمديح ، وأنت أولى منه بالهجاء ، فقال له جلساؤه : اسكت نزحك الله قال : علام
ترجوني ؟ وبم تبشروني ؟ ولما أبديت سقطا ، ولا قلت شططا ، ولا ذهبت غلطا ، على
أنني فضلت عليه من هو أولى بالفضل منه ، علي بن أبيطالب صلوات الله عليه ، الذي


(1)التهافت : التساقط ، وقطعا جمع قطعة وهى الطائفة من الشئ والمراد بها هنا
شطر من الكلام .
(2)الحنق : محركة الغيظ أو شدته .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه