بحار الأنوار ج14


(باب 30) (قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام)

1 كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمرو بن
أعين(1)جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ جاء‌ته امرأة فرجب بها(2)و
أخذ بيدها وأقعدها ، ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان ، دعاهم فأبوا أن يؤمنوا
وكانت نار يقال لها نار الحدثان ، تأتيهم كل سنة فتأكل بعضهم ، وكانت تخرج في وقت
معلوم ، فقال لهم : إن رددتها عنكم تؤمنون ؟ قالوا : نعم ، قال : فجاء‌ت فاستقبلها بثوبه فردها
ثم تبعها حتى دخلت كهفها ودخل معها ، وجلسوا على باب الكهف وهم يرون أن لا
يخرج أبدا ، فخرج وهو يقول : هذا هذا ، وكل هذا من ذا ، زعمت بنو عبس أني لا
أخرج وجبيني يندى ، ثم قال : تؤمنون بي ؟ قالوا : لا ، قال : فإني ميت يوم كذا و
كذا ، فإذا أنا مت فادفنوني فإنه سيجئ عانة من حمر يقدمها عير أبتر حتى يقف على
قبري فانبشوني وسلوني عما شئتم ، فلما مات دفنوه ، وكان ذلك اليوم إذ جاء‌ت العانة
اجتمعوا وجاؤوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته ، فكيف تؤمنون به بعد وفاته ؟ !
ولئن نبشتموه ليكونن سبة عليكم ، فاتركوه فتركوه .(3)
بيان : قال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلا عن العسكري(4)في ذكر أقسام
النار : نار الحرتين كانت في بلاد عبس تخرج من الارض فتؤذي من مر بها ، وهي التي دفنها
خالد بن سنان النبي عليه السلام .
قال خليل : " كنار الحرتين لها زفير * تصم مسامع الرجل السميع " انتهى .


(1)في المصدر : علي بن عمرو بن أيمن .
(2)رحب بها أي أحسن وفده ودعاه إلى الرحب وقال له : مرحبا .
(3)روضة الكافي : 342 و 343 .
(4)هو أبوهلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري المتوفى سنة 395 صاحب التصانيف
الممتعة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه