بحار الأنوار ج84

في الصلاة ساجدين وقائمين ، طالبين لثواب ربهم ، فيكونون سجدا في مواضع الجسود
وقياما في مواضع القيام .
تتجافى جنوبهم أي ترتفع جنوبهم عن المضاجع لصلاة الليل ، وهم المتهجدون
بالليل(1)الذين يقومون عن فرشهم للصلاة ، قال الطبرسي رحمه الله :(2)وهو
المروي عن ابي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام وروى الواحدي بالاسناد عن معاذ بن
جبل قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر ، فتفرق
القوم فاذا رسول الله صلى الله عليه وآله أقربهم مني ، فدنوت منه فقلت : يا رسول الله أنبئني
بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير
على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة ، وتؤدي الزكاة
المفروضة ، وتصوم شهر رمضان ، قال صلى الله عليه وآله : وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير ؟
قال : قلت : أجل يا رسول الله قال : الصوم جنة ، والصدقة تكفر الخطيئة ، و
قيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله ، ثم قرء هذه الاية تتجافى جنوبهم عن
المضاجع .
وبالاسناد عن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عليكم بقيام الليل فانه دأب
الصالحين قبلكم ، وإن قيام الليل قربة إلى الله ، ومنهاة عن الاثم ، وتكفير السيئات
ومطردة الداء في الجسد .
وقيل : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة ، وقيل هم الذين
يصلون ما بين المغرب والعشاء الآخرة ، وقيل : هم الذين يصلون العشاء والفجر في
جماعة انتهى .


(!)وانما وافق معنى قوله عزوجل . تتجافى مع قوله : فتهجد من حيث
القيام بدفعات ، لان التجافى هو التنحى والتنائى عن المضجع و تتجافى مضارع يدل
على الاستمرار ، ولا معنى لاستمرار التجافى الا بأن يتنحى عن مضجعه بدفعات .
(2)مجمع البيان ج 8 ص 331 في آية السجدة : 16 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه