بحار الأنوار ج18

يومين ، فلما طبخ أمر ألا يأكلوا إلا بسم الله ، وأن لا يكسروا عظامه ، ثم قال : " إن
أبا أيوب رجل فقير ، إلهي أنت خلقتها ، وأنت أفنيتها ، وإنك قادر على إعادتها ، فاحيها
يا حي لا إله إلا أنت فأحياه الله وجعل فيها بركة لابي أيوب ، وشفاء المرضى في لبنها ،
فسماها أهل المدينة المبعوثة ، وفيها قال عبدالرحمن بن عوف أبياتا منها :
ألم يبصروا شاة ابن زيد(1)وحالها * وفي أمرها للطالبين مزيد
وقد ذبحت ثم استجر(2)إهابها * وفصلها فيما هناك يزيد
وأنضج منها اللحم والعظم والكلى * فهلهله بالنار وهو هريد
فأحيا له ذو العرش والله قادر * فعادت بحال ما يشاء يعود
وفي خبر عن سلمان : أنه لما نزل صلى الله عليه وآله دار أبي أيوب لم يكن له سوى جدي
وصاع من شعير ، فذبح له الجدي وشواه ، وطحن الشعير وعجنه وخبزه ، وقدم بين يدي
النبي صلى الله عليه وآله فأمر بأن ينادي : ألا من أراد الزاد فليأت إلى دار أبي أيوب ، فجعل أبوأيوب
ينادي ، والناس يهرعون كالسيل حتى امتلات الدار ، فأكل الناس بأجمعهم والطعام لم
يتغير ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجمعوا العظام فجمعوها فوضعها في إهابها ، ثم قال : قومي
بإذن الله تعالى ، فقام الجدي فضج الناس بالشهادتين(2).
بيان : قوله : فهلهله ، أي طبخه رق ، من قولهم : هلهل النساج الثوب :
إذا أرق نسجه وخففه ، وفي بعض النسخ فخلخله ، يقال : خلخل العظم : إذا أخذ ما عليه
من اللحم ، ويقال : هرد اللحم ، أي أنعم إنضاجه أو طبخه حتى تهرأ .
47 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبى عبدالله
عليه السلام قال : لما استسقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسقي الناس حتى قالوا : إنه الغرق ، وقال
رسول الله صلى الله عليه وآله بيده وردها : " اللهم حوالينا ولا علينا " قال : فتفرق السحاب ، فقالوا


(1)أراد أبا أيوب لانه خالد بن زيد بن كليب الانصارى الخزرجى .
(2)في المصدر : استجز والاهاب بالكسر : الجلد .
(3)مناقب آل أبى طالب 1 : 114 وفى النسختين المطبوعتين اثبات حديث آخر ذيل الحديث
من المناقب أوله : أمير المؤمنين عليه السلام قال : لما غزونا خيبر ، الحديث وقد مر نقلة من المناقب
ص 365 ج 17 واما في نسخة المصنف(قده)فقد خط عليه لعدم مناسبته الباب .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه