بحار الأنوار ج14

أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى به أهل السجن ، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت
يوما .(1)
8 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني ،(2)عن
بعض رجاله قال : إن الله عز وجل أوحى إلى داود : إني قد غفرت ذنبك وجعلت عار
ذنبك على بني إسرائيل ، فقال : كيف يارب وأنت لاتظلم ؟ قال : إنهم لن يعاجلوك
بالنكرة .(3)
عرائس الثعلبي : قال : لما علم داود بعد نزول الملكين أنهما نزلا لتنبيهه على
الخطاء خر ساجدا أربعين يوما لايرفع رأسه إلا لحاجة ولوقت صلاة مكتوبة ، ثم يعود
ساجدا ثم لايرفع رأسه إلا لحاجة لابد منها ، ثم يعود فيسجد تمام أربعين يوما(4)لايأكل ولا
يشرب ، وهو يبكي حتى نبت العشب حول رأسه ، وهو ينادي ربه عزوجل ويسأله
التوبة ، وكان يقول في سجوده : " سبحان الملك الاعظم الذي يبتلي الخلق بما يشاء ،
سبحان خالق النور ،(5)إلهي لم أتعظ بما وعظت به غيري ، سبحان خالق النور ، إلهي
أنت خلقتني وكان في سابق علمك ما أنا صائر إليه ، سبحان خالق النور ، إلهي يغسل
الثوب فيذهب درنه ووسخه والخطيئة لازمة لي لاتذهب عني ، سبحان خالق النور ، إلهي
أمرتني أن أكون لليتيم كالاب الرحيم وللارملة كالزوج الرحيم(6)فنسيت عهدك ،


(1)تفسير العياشي مخطوط .
(2)لم نقف على اسمه وعلى ترجمته وحاله ، مضافا إلى إرساله وكون الرواية موقوفة ، و
الظاهر أن الحديث قطعة من حديث هشام بن سالم المتقدم تحت رقم 1 .
(3)فروع الكافي 1 : 343 وفيه : انهم لم يعاجلوك بالنكير .
(4)في المصدر : خر ساجدا أربعين يوما لايرفع رأسه الا لحاجة لابد منها أو صلاة مكتوبة ، ثم
يعود فيسجد تمام اربعين يوما .
(5)في المصدر هنا زيادة وهي هذه : سبحان الحائل بين القلوب ، الهي خليت بيني وبين عدوى
إبليس فلم أتنبه لفتنته إذ زل بي قدمي ، سبحان خالق النور ، الهي تبكي الثكلى على ولدها اذ فقدته
ويبكي داود على خطيئته ، سبحان خالق النور ، انتهى . قلت : الجملة الثانية لاتخلو عن غرابة لوضوح
أن الله لايخلى بين أنبيائه وعدوه ابليس .
(6)في المصدر : كالزوج العطوف .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه