بحار الأنوار ج69

والناقص الخلق من الرجال فلا ترى لله عزوجل خلقا ناقص الخلقة إلا وجدت
في قلبه علينا غلا ، والاعور باليمين للولادة ، فلا ترى لله خلقا ولد أعور اليمين
إلا كان لنا محاربا ولا عدائنا مسالما ، والغربيب من الرجال فلا ترى لله عزوجل
خلقا غربيبا وهو الذي قد طال عمره فلم يبيض شعره وترى لحيته مثل حنك
الغراب إلا كان علينا مؤلبا ولاعدائنا مكاثرا ؟
والحلكوك(1)من الرجال فلا ترى منهم أحدا إلا كان لنا شتاما ولاعدائنا
مداحا ، والاقرع من الرجال فلا ترى رجلا به قرع إلا وجدته همازا لمازا مشاء
بالنميمة علينا ، والمفضض بالخضرة من الرجال فلا ترى منهم أحدا وهم كثيرون
إلا وجدته يلقانا بوجه ويستدبرنا باخر ، يبتغي لنا الغوائل ، والمنبوذ(2)من
الرجال فلا تلقي منهم أحدا إلا وجدته لنا عدوا مضلا مبينا ، والابرص من الرجال


أتاهم فأنذرهم ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه ، ثم قال عليه السلام : إن المؤمن يبتلى بكل
بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه .
أقول : روى الكشي في رجاله ص 194 في المغيرة بن سعيد أنه كان يدس الاحاديث
وروى أن هشام بن الحكم سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق
القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة فان المغيره بن سعيد لعنه الله
دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي ، الحديث .
ولعل هذا الحديث الذي يوافق مذهبه ومسلكه في عدم ابتلاء المؤمن بالعاهات من
مدسوساته لعنه الله في روايات أصحابنا رضوان الله عليهم ، وكيف كان لما كان هذا الحديث
مخالفا لسائر أحاديثهم عليهم السلام لابد من طرحه .
(1)الحلكوك كعصفور وقربوس الشديد السواد ، ولعله أراد مثل جون غلام أبي ذر
أو بلال بن رباح الحبشي ! ؟ نعوذ بالله من الضلال .
(2)المنبوذ : الصبي تلقيه امه في الطريق ، وولد الزناء ، ولعله أراد المعنى الاخير
وإلا فما ذنب الصبي المنبوذ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه