بحار الأنوار ج15

صرخة عظيمة وغشي عليها ، فلما ، فلما أفاقت أنشأت تقول :
أما المحال فقد مضى لسبيله * ومضت كهانة معشر الكهان
ج آء البشير فكيف لي بهلاكه * هيهات جآء الوحي(1)بالاعلان
فلما تمت له ثلاثة أيام دخل عليه جده عبدالمطلب فلما نظر إليه قبله ، وقال :
الحمد لله الذي أخرجك إلينا ، حيث وعدنا(2)بقدومك ، فبعد هذا اليوم لا ابالي أصابني الموت
أم لا ، ثم دفعه إلى آمنة فجعل يهش(3)ويضحك لجده وامه ، كأنه ابن سنة ، قال
عبدالمطلب : يا آمنة احفظي ولدي هذا ، فسوف يكون له شأن عظيم ، وأقبل الناس من كل
فج عميق يهنؤن عبدالمطلب ، وجائت جملة النسآء إلى آمنة وقلن لها : لم لم ترسلي إلينا ؟
فهنؤنها بالمولود وقد عبقت بهن جمع رائحة المسك ، فكان يقول الرجل لزوجته : من أين
لك هذا ؟ فتقول : هذا من طيب مولود آمنة ، فأقبلت القوابل ليقطعن سرته فوجدنه مقطوع
السرة ، فقلن لآمنة ك ما كفاك إنك وضعت به حتى قطعت سرته بنفسك ؟ فقالت لهن :
والله لم أره إلا على هذه الحالة(4)، فتعجبت القوابل من ذلك ، وكانت تأتيها القوابل
بعد ذل كو إذا به مكحولا ، مقموطا(5)، فيتعجبن منه ، فلما مضى له من الوضع سبعة أيام
أو لم عبدالمطلب وليمة عظيمة وذبح الاغنام ، ونحر الابل ، وأكل الناس ثلاثة أيام ،
ثم التمس له مرضعة تربيه(6)على عادة أهل مكة(7).
ايضاح : الاطال جمع الطل بالتحريك ، وهو ما شخص من آثار الدار . والهمام


(1)الامر خ ل .
(2)أوعدنا خ ل .
(3)هش : تبسم . وارتاح ونشط .
(4)في المصدر : والله ما مسته ولا رأيته إلا كما ترون .
(5)في المصدر : مقمطا .
(6)في المصدر : وأكل الناس ثلاثة أيام ، وما فضل من ذلك الطعام رمى به في البرية فأكلته
الوحوش والسباع والطيور ، قال : فلما كان بعد ثلاثة ايام التمس له مرضعة تربيه . كمل الجزء السادس
والحمد لله رب العالمين .
(7)الانوار : مخطوط ، ونسخته عندى موجود فيها اختلافات وزوائد ، وقد ذكرت بعضها في
الذيل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه