بحار الأنوار ج20

سن الصلاة لكل مسلم قتل(1)صبرا . قال معاوية بن أبي سفيان : ولقد رأيت أبا
سفيان يلقيني إلى الارض فرقا من دعوة خبيب ، وكانوا يقولون : إن الرجل إذا
دعي عليه فاضطجع زلت عنه الدعوة ، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله هذا
الخبر قال لاصحابه : أيكم يختزل خبيبا عن خشبته ؟ فقال الزبير أنا يا رسول الله
وصاحبي المقداد بن الاسود فخرجا يمشيان بالليل ويكمنان بالنهار حتى أتيا التنعيم
ليلا ، وإذا حول الخشبة أربعون من المشركين نيام نشاوى(2)، فأنزلاه ، فإذا هو
رطب يتثنى لم ينتن منه شئ بعد أربعين يوما ، ويده على جراحته وهي تبض دما ،
اللون لون الدم ، والريح ريح المسك ، فحمله الزبير على فرسه وساروا فانتبه
الكفار قد فقدوا خبينا فأخبروا قريشا فركب منهم سبعون ، فلما لحقوهم
قذف الزبير خبينا فابتعلته الارض فسمي بليع الارض ، فقال الزبير : ماجرأكم
علينا يا معشر قريش ؟ ثم رفع العمامة عن رأسه ، فقال : أنا الزبير بن عوام(3)،
وأمي صفية بنت عبدالمطلب ، وصاحبي المقداد بن الاسود أسدان رابضان يدفعان
عن أشبالهما ، فإن شئتم ناضلتكم ، وإن شئتم نازلتكم ، وإن شئتم انصرفتم ، فانصرفوا
إلى مكة وقدما على رسول الله صلى الله عليه وآله(4).
بيان : مرثد كمسكن ، وخبيب كزبير ، والدثنة ككلمة ، والموسى بضم الميم
وفتح السين : ما يحلق به ، والاستحداد : الاحتلاق بالحديد ، والشلو بالكسر :
العضو ، والجسد من كل شئ ، والتمزيع : التفريق ، وتمزعوه بينهم : اقتسموه .


(1)في الامتاع : وكان اول من سن الركعتين عند القتل .
(2)جمع النشوان : السكران .
(3)في المصدر : العوام .
(4)المنتقى في مولود المصطفى : 123 و 124 . الباب الرابع فيما كان سنة اربع من الهجرة .
أقول : وفى الامتاع : وحبس زيد بن الدثنة عند نسطاس مولى صفوان بن امية ، وتولى قتله
نسطاس .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه