بحار الأنوار ج10

فكتب إليه الحسن بن علي عليهما السلام : أما بعد فإنا أهل بيت كما ذكرت عندالله
وعند أوليائه ، فأما عندك وعند أصحابك فلو كنا كما ذكرت ما تقدمتمونا ولا استبدلتم
بنا غيرنا ، ولعمري لقد ضرب الله مثلكم في كتابه حيث يقول :(أتستبدلون الذي هو
أدنى بالذي هو خير)هذا لاوليائك فيما سألوا ولكم فيما استبدلتم ، ولولا ما اريد
من الاحتجاج عليك وعلى أصحابك ما كتبت إليك بشئ مما نحن عليه ، ولئن وصل
كتابي إليك لتجدن الحجة عليك وعلى أصحابك مؤكدة ، حيث يقول الله عزوجل :
(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)
فاتبع ما كتبت إليك في القدر فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقدكفر ، ومن
حمل المعاصي على الله فقد فجر ، إن الله عزوجل لا يطاع بإكراه ، ولا يعصى بغلبة ، ولا
يهمل العباد من الملكة ، ولكنه المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم ، فإن
ائتمروا بالطاعة لن يكون عنها صادا مثبطا ، وان ائتمروا بالمعصية فشاء أن يحول
بينهم وبين ما ائتمروا به فعل ، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها ولا كلفهم إياها
جبرا ، بل تمكينه إياهم وإعذاره إليهم طرقهم ومكنهم فجعل لهم السبيدل إلى
أخذما أمرهم به وترك مانهاهم عنه ، ووضع التكليف عن أهل النقصان والزمانة

والسلام .(1)
4 - ف : جوابه عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم حين وفد إليه ويزيد بن معاوية
في خبر طويل اختصرنا منه موضع الحاجة ، سأله عن المجرة ، وعن سبعة أشياء خلقها الله


(1)العدد القوية لم يطبع إلى الان ، ومخطوطه ليس موجودا عندنا . وذكر نحوه ابن
شعبة في تحف العقول : ص 231 مع اختصار واختلاف في الالفاظ ، وفيه : والقادر على ما عليه
أقدرهم ، بل أمرهم تخييرا ونهاهم تحذيرا ، فان ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادا ، و
ان انتهوا إلى معصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل ، وإن لم يفعل فليس
هو الذى حملهم عليها جبرا ولا الزموها كرها ، بل من عليهم بأن بصرهم وعرفهم وحذرهم وأمرهم
ونهاهم لا جبلالهم على ما أمرهم فيكونوا كالملائكة ، ولا جبرا لهم على ما نهاهم ، ولله الحجة
البالغة فلوشاء لهداكم اجمعين ، والسلام على من اتبع الهدى . وذكر نحوه الكراجكى في كنز الفوائد
ص 170 ، راجعهما ، وقد تقدمنا قبلا تفسير الحديث .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه