بحار الأنوار ج41

أن يخبرني بأعظم مما رماني به ، فصبر(1)على واحدة كان أجمل من أن أصبر على
واحدة بعدها اخرى(2)، فقال لها عمرو : فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك ؟
قالت : يا عبدالله إنه قال لي ما أكره(3)، وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال(4)ما
في النساء من العيوب ، فقال لها : والله ما تعرفيني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك
بعد يومي هذا ، فقال عمرو : فلما رأتني قد ألححت عليها قالت : أما قوله لي : " يا
سلفع " فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء ، وأما قوله :
" يا مهيع " فإني والله صاحبة النساء وما أنا بصاحبة الرجال ، وأما قوله : " يا قردع "
فإني المخربة بيت زوجي وما ابقي عليه فقال لها : ويحك ما علمه بهذا ؟ أتراه
ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك ؟ وهذا علم كبير(5)، فقالت له : بئس ما
قلت له يا عبدالله ، ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ، ولكنه من أهل بيت النبوة
وهو وصي رسول الله ووارثه ، وهو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنه(6)
حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا(7).
قال : وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : يا عمرو
بما استحللت أن ترميني بمارميتني به ؟ قال(8): أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا
في منك ، ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا ، فانظر كيف تخلص(9)من الله ، فقال :
يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان ، فاغفر لي غفر الله لك ، فقال : لا


(1)في(خ)و(م)وكذا البصائر " فصبرت " . وفي الاختصاص : فصبرى .
(2)في الاختصاص : على واحدة بعد واحدة .
(3)= = : انى لا اقول ذلك لانه قال ما في وما أكره .
(4)في البصائر : الرجل .
(5)في المصدرين : علم كثير .
(6)في الاختصاص : بما القى إليه رسول الله وعلمه ، لانه ، اه‍ .
(7)= = : بعد نبيه .
(8)ليست كلمة " قال " في الاختصاص .
(9)في الاختصاص : تتخلص .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه