بحار الأنوار ج82

(ألا يسجدوا)أي فصدهم ألا يسجدوا ، أوزين لهم ألا يسجدوا أو لايهتدون
إلى أن يسجدوا فلا زائدة(الذي يخرج الخب‌ء)أي ما خفي لغيره وإخراجه إظهاره
فهو يشمل إبداع جميع الاشياء .
(إنما يؤمن بآياتنا)قال الطبرسي رحمه الله(1)أي يصدق بالقرآن وساير
حججنا(الذين إذا ذكروا بها)أي وعظوا بها تذكروا واتعظوا بمواعظها بأن(خروا
سجدا)أي ساجدين شكرا لله سبحانه على أن هداهم بمعرفته ، وأنعم عليهم بفنون
نعمته(وسبحوا بحمد ربهم)أي نزهوه عما لايليق به من الصفات ، وعظموه
وحمدوه(وهم لايستكبرون)عن عبادته ولايتنكفون من طاعته ، ولايأنفون أن
يعفروا وجوههم صاغرين له .
أقول : فيها إيماء إلى حسن التسبيح والتحميد في السجود ، ويمكن حمل
الاية على السجدات الواجبة أو الاعم منها ومن المندوبة ، وإن لم يذكره المفسرون .
(لاتسجدوا للشمس)(2)الخ يدل على عدم جواز السجود لغير الخالق ، ووجوب
السجود له ، وعدم صحة العبادة بدون السجود(واسجدوا لله)يدل على وجوب السجود
والاخلاص فيه ، واستدل به على وجوب السجود عند تلاوة الاية وسماعها ، ولا
يخفى ما فيه .
(وأن المساجد لله)(3)قد مر تفسيرها في باب المساجد ، وقد فسرت في
أخبارنا بالمساجد السبعة كما ستعرف ، فيدل على عدم جواز السجود بتلك المساجد
السبعة لغيره تعالى وقد مر في صحيحة حماد تفسيرها بالمساجد السبعة .
ويؤيده ما رواه في الكافي(4)عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : إن الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها ، وفرقه فيها ، وساق


(1)مجمع البيان ج 8 ص 329 ، في سورة التنزيل : 15 .
(2)فصلت : 37 .
(3)الجن : 18 ، راجع شرح ذلك في ج 84 ص 196 .
(4)الكافى ج 2 ص 36 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه