عند تلك الهوالك ؟ قالوا : اسكت هؤلاء أعدوا ليزيد فلم يلبث أن خرج يزيد
فلما نظر إليه قال : السلام عليك يا أعرابي قال : الله السلام المؤمن المهيمن على ولد
أميرالمؤمنين قال : إن أميرالمؤمنين يقرء عليك السلام قال : سلامه معي من
الكوفة قال : إنه يعرض عليك الحوائج قال : أما أول حاجتي إليه فنزع
روحه من بين جنبيه وأن يقوم من مجلسه حتى يجلس فيه من هو أحق به
وأولى منه قال له : يا أعرابي فإنا ندخل عليه فما فيك حيلة قال : لذلك قدمت
فاستأذن له على أبيه .
فلما دخل على معاوية ونظر إلى معاوية والسرير قال : السلام عليك أيها
الملك قال : وما منعك أن تقول يا أميرالمؤمنين قال : نحن المؤمنون فمن أمرك
علينا ؟ فقال : ناولني كتابك قال إني لاكره أن أطأ بساطك قال : فناوله وزيري
قال : خان الوزير وظلم الامير قال : فناوله غلامي قال : غلام سوء اشتراه
مولاه من غير حل واستخدمه في غير طاعة الله قال : فما الحيلة يا أعرابي ؟
قال : ما يحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك قم صاغرا فخذه .
فقام معاوية صاغرا فتناول منه ثم فضه وقرأه ثم قال : يا أعرابي كيف
خلفت عليا قال : خلفته والله جلدا حربا ضابطا كريما شجاعا جودا لم يلق
جيشا إلا هزمه ولا قرنا إلا أرادة ولا قصرا إلا هدمه قال : فكيف خلفت
الحسن والحسين ؟ قال : خلفتهما صلوات الله عليهما صحيحن فصيحين كريمين
شجاعين جوادين شابين طريين يصلحان للدنيا والآخرة قال : فكيف خلفت
أصحاب علي ؟ قال : خلفتهم وعلي بينهم كالبدر وهم كالنجوم إن أمرهم
ابتدروا وإن نهاهم ارتدعوا فقال له : يا أعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم
منك قال : ويلك استغفر ربك وصم سنة كفارة لما قلت كيف لو رأيت
الفصحاء الادباء النطقاء ووقعت في بحر علومهم غرقت يا شقي . قال : الويل
لامك قال : بل طوبى لها ولدت مؤمنا يغمز منافقا مثلك قال له : يا أعرابي هل
لك في جائزة قال : أرى استنقاص روحك فكيف لا أرى استنقاص مالك
فأمر له بمائة ألف درهم فقال : أزيدك يا أعرابي قال : أسديدا سد أبدا . فأمر له