بحار الأنوار ج90

بما كسبت رهينة (1)وقوله : لتسئلن عما كنتم تعملون (2)وقوله تعالى :
فكلا أخذنا بذنبه إلى قوله : وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون (3).
ومثل هذا كثير في كتاب الله تعالى وفيه بطلان ما ادعوه ونسبوه إلى الله تعالى
أن يأمر خلقه بما لا يقدرون أو ينهاهم عماليس فيهم صنع ولا اكتساب .
وخالفهم فرقة اخرى في قولهم فقالوا : إن الافعال نحن نخلقها عند فعلنا
لها ، وليس فيها صنع ولا اكتساب ولا مشية ولا إرادة ، ويكون مايشاء إبليس ولا
يكون ما لا يشاء ، فضادوا المجبرة في قولهم وادعوا أنهم خلاقون مع الله ، واحتجوا
بقوله : تبارك الله أحسن الخالقين (4)فقالوا : قوله : تبارك الله أحسن الخالقين
يثبت خلاقين غيره ، فجهلوا هذه اللفظة ، ولم يعرفوا معنى الخلق ، وعلى كم
وجه هو .
فسئل عليه السلام عن ذلك وقيل له : هل فوض الله تعالى إلى العباد ما يفعلون ؟
فقال : الله اعز واجل من ذلك ، قيل : فهل يجبرهم على ما يفعلون ؟ قال : الله
سبحانه أعدل من أن يجبرهم على فعل ثم يعذبهم عليه ، قيل : أبين الهاتين المنزلتين
منزلة ثالثة ؟ فقال : نعم ، كما بين السماء والارض ، فقيل : ماهي ؟ قال : سرمن
أسرار الله .
وأما الرد على من أنكر الرجعة فقول الله عزوجل : ويوم نحشر من
كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون (5)أي إلى الدنيا ، وأما
معنى حشر الآخرة فقوله عزوجل : وحشرناهم فلم نغادرمنهم أحدا (6)وقوله
سبحانه : وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون (7)في الرجعة ، فأما


(1)المدثر : 38 . * *(2)النحل : 93 .
(3)العنكبوت : 40 . * *(4)المؤمنون : 14 .
(5)النمل : 83 . * *(6)الكهف : 48 .
(7)الانبياء : 95 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه