بحار الأنوار ج12

أيضا وعلى توحيدالله وعلى أنه المستحق للعبادة دون غيره . والثاني : إلا أن يشاء ربي
أن يعذبني ببعض ذنوبي ، أويشاء الاضراريي ابتداء ، والاول أجود " وكيف أخاف ما
أشركتم " من الاوثان وهم لا يضرون ولا ينفعون " ولا تخافون " من هو القادر على الضر
والنفع بل تجترئون عليه " بأنكم أشركتم " .
وقيل : معناه : كيف أخاف شر ككم وأنا برئ منه والله لا يعاقبني بفعلكم ، وأنتم
لا تخافونه وقد أشركتم به ، فما مصدرية " سلطانا " أي حجة على صحته .(1)
" وتلك حجتنا " أي أدلتنا " آتيناها " أي أعطيناها إبراهيم وأخطرناها بباله و
جعلناها حججا على قومه من الكفار " نرفع درجات من نشاء " من المؤمنين بحسب أحوالهم
في الايمان واليقين ، أو للاصطفاء للرسالة .(2)
" إلا عن موعدة " أي إلا صادرا عن موعدة ، واختلف في صاحب هذه الموعدة هل هو
إبراهيم أو أبوه ، فقيل : إنها من الاب وعد إبراهيم أنه يؤمن به إن يستغفر له ، فاستغفر
له لذلك " فلما تبين له أنه عدولله " ولا يفي بما وعد " تبرأ " منه وترك الدعاء له ; وقيل :
إن الموعدة كانت من إبراهيم قال لابيه : إني أستغفر لك ما دمت حيا ، وكان يستغفر له
مقيدا بشرط الايمان ، فلما أيس من إيمانه تبرأ منه " إن إبراهيم لاواه " أي كثير
الدعاء والبكاء وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ; وقيل : الرحيم بعباد الله ; وقيل : الذي
إذا ذكر النار قال : اوه ;(3)وقيل : الاواه : المؤمن بلغة الحبشة ; وقيل : الموقن أو
العفيف أو الراجع عن كل ما يكره الله أو الخاشع أو الكثير الذكر ; وقيل : المتأوه
شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالاجابة ولزوما للطاعة " حليم " يقال : بلغ من حلم إبراهيم عليه السلام
أن رجلا قد آذاه وشتمه فقال له : هداك الله .(4)
" إنه كان صديقا " أي كثير التصديق في أمور الدين " ولا يغني عنك " أي لا يكفيك


(1)مجمع البيان 4 : 326 - 327 . م
(2)" " 4 : 329 . م
(3)كلمة تقال عند الشكاية أو التوجع ، وفيها لغات .
(4)مجمع البيان 5 : 77 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه