بحار الأنوار ج3


(باب 12) (اثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه )

- لى : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن البزنطي ،(1)عن أبي
الحسن الموصلي ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : جاء حبر من الاحبار إلى أمير المؤمنين
عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين متى كان ربك ؟ فقال له : ثكلتك امك ومتى لم يكن حتى
يقال : متى كان ، ربي قبل القبل بلا قبل ، ويكون بعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا
منتهى لغايته ، انقطعت الغايات عنه فهو منتهى كل غاية .
ج : مرسلا بزيادة قوله : فقال : يا أمير المؤمنين أفنبي أنت ؟ فقال : ويلك إنما
أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله .
يد : بالاسناد المتقدم مع تلك الزيادة .
وقال الصدوق بعده : يعنى بذلك عبد طاعة لاغير ذلك .
بيان : لما كان " متى كان " سؤالا عن الزمان المخصوص من بين الازمنة لوجوده ،
ولا يصح فيما لا اختصاص لزمان به أجابه عليه السلام بقوله : متى لم يكن حتى يقال متى كان ،
ونبه على بطلان الاختصاص الذي اخذ في السؤال ، ثم بين عليه السلام سر مديته ، فقال :
كان ربي قبل القبل أي هو قبل كل ما هو قبل شئ ولا قبل بالنسبة إليه ، وبعد كل
ما هو بعد شسئ ولا شئ بعده ، أو هو قبل الموصوف بالقبلية والبعدية لذاته أي الزمان وبعده
بلا زمان إذ هو مبدأ كل شئ وغاية له ، والغاية : نهاية الامتداد ، وقد يطلق على نفس
الامتداد ، والمعنى : أنه لا غاية لوجوده وسائر كمالاته أزلا وأبدا ، ولعل المراد بها ثانيا
نفس الامتداد أي ليس لمايتوهم له من الامتداد نهاية .


(1)في بعض النسخ الكافى : عن أبى إبراهيم ، عن أبى الحسن الموصلى . ولعله كان بدلا عن أبى الحسن ،
لان المكرر في أسناد الكافى رواية البزنطي عن أبى الحسن الموصلى بدون واسطة ، ولم نعرف لابى الحسن
هذا إسما ، واحتمال كونه كنية لعبد العزيز بن عبدالله بن يونس الموصلى لا يلائم رواية التلعكبرى
عنه ، وسماعه منه في سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، مع كون الرجل راويا عن أبي عبدالله عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه