بحار الأنوار ج71

تعالى قال بعد ما ذكر مفسرا من الامام عليه السلام : لا أي لا تطعهما بل هو تعالى
يأمره بصلتهما وإن جاهداه على الشرك ، وليس هذا تكرارا لما تقدمه ، فانه يفيد
أن عدم الاطاعة لهما ليس في كل شئ فيه برهما بل في الشرك فقط وكل ما فيه
صلة لا يترك بسبب المجاهدة على الشرك .
ويحتمل بعيدا أن تكون إن في قوله وإن جاهداه على الشرك شرطية و
جواب الشرط ما زاد حقهما إلا عظما ، والمعنى حينئذ أن المجاهدة على الشرك
لا تسقط حقهما بل تزيده عظما والله تعالى أعلم بمقاصد أوليائه انتهى كلامه زيد
فضله .
الخامس : ما ذكره بعض الشار حين فاقتفى أثر الفضلاء المتقدم ذكرهم في
جعل ضمير قال في الموضعين راجعا إلى الامام عليه السلام إلا أنه حمل الوالدين على
والدي العلم والحكمة ، وقال : ذلك في قوله إن ذلك أعظم إشارة إلى قوله تعالى
وإن جاهداك و أعظم فعل ماض تقول أعظمته وعظمته بالتشديد إذا جعلته عظيما
و أن يأمر مفعوله بتأويل المصدر ، والمراد بالامر بالصلة الامر السابق على هذا القول
واللاحق له أعني قوله اشكر لي ولوالديك وقوله وصاحبهما . واتبع فأفاد عليه السلام
بعد قراء‌ة قوله وإن جاهداك أن هذا القول أعظم الامر بصلة الوالدين ، وحقهما
على كل حال حيث يفيد أنه تجب صلتهما وطاعتهما ، مع الزجر والمنع منهما فكيف
بدونه وإن جاهداك الخ .
ثم قرأ هذه القول وهو قوله تعالى وإن جاهداك وأفاد بقوله لا أنه ليس
المراد منه ظاهره ، وهو مجاهدة الوالدين على الشرك ، ونهي الولد عن إطاعتهما
عليه ، بل يأمر الولد بصلة الوالدين وإن منعه المانعان : أي أبوبكر وعمر عنهما
وما زاد هذا القول حقهما إلا عظما وفخامة .
واستشهد لذلك برواية أصبغ المتقدمة(1)في باب أن الوالدين رسول الله


(1)أخرج حديث الاصبغ في كتاب الامامة الباب 15 تحت الرقم 22 عن الكافى
ج 1 : 428 ، وفى تاريخ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام الباب 26 تحت الرقم 5 عن
تفسير القمى ص 495 ; وهكذا سائر الاخبار الاتية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه