بحار الأنوار ج12

ابن السبيل بالحجارة بالخذف(1)فأيهم أصابه كان أولى به ، ويأخذون ماله ، وينكحونه
ويغرمونه ثلاثة دراهم ، وكان لهم قاض يقضي بذلك ; أو كانوا يقطعون الطريق على الناس
بالسرقة " وتأتون في ناديكم المنكر " قيل : كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا
حياء ، عن ابن عباس ; وروي ذلك عن الرضا عليه السلام . وقيل : إنهم كانوا يأتون الرجال في
مجالسهم يرى بعضهم بعضا ; وقيل : كانت مجالسهم تشتمل على أنواع المناكير مثل الشتم و
السخف والصفع والقمار وضرب المخراق وخذف الاحجار على من مر بهم وضرب المعازف
والمزامير ، وكشف العورات واللواط " رجزا " أى عذابا " آية بينة " قيل : هي الحجارة
التي امطرت عليهم وقيل : هي آثار منازلهم الخربة ; وقيل : هي الماء الاسود على وجه
الارض .(2)
" وإنكم لتمرون " أي في ذهابكم ومجيئكم إلى الشام(3)
" غير بيت " أى أهل بيت " من المسلمين " يعنى لوطا وبنتيه .(4)
" بالنذر " أي بالا نذار أو بالرسل " حاصبا " أي ريحا حصبتهم ، أي رمتهم بالحجارة
والحصباء ، قال ابن عباس : يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة في الريح " نعمة " أي
أنعاما مفعول له أو مصدر " ولقد أنذرهم " لوط " بطشتنا " أي أخذنا إياهم بالعذاب " فتماروا
بالنذر " أي تدافعوا بالا نذار على وجه الجدال بالباطل ; وقيل : أي فشكوا ولم يصدقوا
" ولقد راودوه عن ضيفه " أي طلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه " فطمسنا أعينهم " أي محونا ،
والمعنى : عميت أبصارهم " فذوقوا عذابي ونذر " أي فقلنا لقوم لوط ذوقوا عذابي ونذري " ولقد
صبحهم بكرة عذاب مستقر " أى أتاهم صباحا عذاب نازل بهم حتى هلكوا .(5)
" فخانتاهما " قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنه مجنون ،


(1)الخذف : الرمى من بين السبابتين ، أو بالمخذفة أى المقلاع .
-(2)مجمع البيان 8 : 280 - 282 . م
(3)مجمع البيان 8 : 458 . م
(4)مجمع البيان 9 : 158 . م
(5)مجمع البيان 9 : 192 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه