بحار الأنوار ج52

بالامام الخفي المكان ، المستور عن الاعيان ، فهم بإمامته مقرون ، وبعروته

مستمسكون ، ولخروجه منتظرون ، موقنون غير شاكين ، صابرون مسلمون وإنما
ضلوا عن مكان إمامهم وعن معرفة شخصه .
يدل على ذلك أن الله تعالى إذا حجب عن عباده عين الشمس التي جعلها دليلا
على أوقات الصلاة ، فموسع عليهم تأخير الموقت ليتبين لهم الوقت بظهورها ، و
يستيقنوا أنها قد زالت ، فكذلك المنتظر لخروج الامام عليه السلام المتمسك بامامته
موسع عليه جميع فرائض الله الواجبة عليه ، مقبولة منه بحدودها ، غير خارج عن
معنى ما فرض عليه : فهو صابر محتسب لاتضره غيبة إمامه .
62 - ختص : باسناده عن الحسن بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، عن أمية
ابن علي(1)عن رجل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أيما أفضل نحن أو أصحاب
القائم عليه السلام ؟ قال : فقال لي : أنتم أفضل من أصحاب القائم ، وذلك أنكم تمسون
وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمة الجور ، إن صليتم فصلاتكم
في تقية ، وإن صمتم فصيامكم في تقية ، وإن حججتم فحجكم في تقية ، وإن شهدتم
لم تقبل شهادتكم ، وعدد أشياء من نحو هذا مثل هذه ، فقلت : فما نتمنى القائم
عليه السلام إذا كان على هذا ؟ قال : فقال لي : سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل
ويأمن السبل وينصف المظلوم .
63 - نهج : الزموا الارض ، واصبروا على البلاء ، ولا تحركوا بأيديكم
وسيوفكم ، وهوى ألسنتكم ، ولاتستعجلوا بما لم يعجله الله لكم ، فانه من مات منكم
على فراشه وهو على معرفة ربه ، وحق رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا أوقع أجره
على الله ، واستوجب ثواب مانوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلائه بسيفه
فان لكل شئ مدة وأجلا .
64 - ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن
الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني ، عن يحيى


(1)في النسخة المطبوعة : عن امية ابن هلال عن امية بن على . وهو سهو . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه