بحار الأنوار ج75

المال ، فإن كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك ويدك وصاف من
صافاه(1)وعاد من عاداه ، واكتم سره وعيبه ، وأظهر منه الحسن ، إعلم أيها السائل
أنهم أقل من الكبريب الاحمر ، وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك
فلا تقطعن منهم لذتك ، ولا تطلبن ماوراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا
لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان .
29 - وقال عليه السلام : لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعدي صديقك .
30 - وقال عليه السلام : لا تصرم أخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب(2).
31 - وقال عليه السلام : ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة ثلاثة : الفاجر(3)
والاحمق ، والكذاب . فأما الفاجر فيزين لك فعله ، ويحب أنك مثله ، ولا يعينك
على أمر دينك ومعادك ، فمقارنته جفاء وقسوة ، ومدخله عار عليك(4). وأما
ألاحمق فإنه لا يشير عليك بخير ، ولا يرجه لصرف السوء عنك ولو جهد نفسه(5)
وربما أراد نفعك فضرك ، فموته خير من حياته ، وسكوته خير من نطقه ، و
بعده خير من قربه . وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ، ينقل حديثك و
ينقل إليك الحديث ، كلما أقنى أحدوثة مطاها باخرى مثلها(6)حتى أنه


ويكون في الضحك . والمكاشر : المتبسم في وجه . والكهف : الملجأ . ورواه الصدوق في
الخصال وفيه فهم الكف والجناح والاصل والاهل والمال والجناح من الانسان : اليد :
لانه بمنزلة جناح الطائر .
(1)صافى فلانا : أخلص له الود .
(2)لا تصرم أى لا تقطع . والاستعتاب : الاسترضاء .
(3)رواه الكلينى رحمه الله في الكافى ج 2 ص 639 وفيه الماجن الفاجر .
(4)في الكافى مقاربته جفاء . و مدخله أى زيارته ومواجهته .
(5)في الكافى ولو أجهد نفسه .
(6)مطايمطو ، أسرع في سيره ، ومطا بالقوم : مدبهم في السير ، وفى الكافى مطرها
وفى بعض نسخه مطها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه