بحار الأنوار ج47

الضال فلم نره ، وإن أردت شيخا ضالا فخذ هذا - عنى به أبا حنيفة .
ولمات مات الصادق عليه السلام رأى أبوحنيفة مؤمن الطاق فقال له : ما إمامك
قال : نعم ، أما أمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم(1).
2 - ج : إنه مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في
جميع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه ، فقال لصاحب كان معه : والله لا أبرح
أو أخجل أبا حنيفة فقال صاحبه الذي كان معه : إن أبا حنيفة ممن قد علت حالته و
ظهرت حجته قال : مه هل رأيت حجة ضال علت على حجة مؤمن ! ثم دنا منه
فسلم عليه فردها ، ورد القوم السلام بأجمعهم ، فقال : يا أبا حنيفة إن أخالي يقول :
إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبيطالب عليه السلام وأنا أقول : أبوبكر خير
الناس وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله ؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال : كفى
بمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وآله كرما وفخرا أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي
حجة تريدا أوضح من هذا ! فقال له فضال : إني قد قلت ذلك لاخي فقال : والله
لئن كان الموضع لرسول الله صلى الله عليه وآله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه
حق ، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله صلى الله عليه وآله لقد أساء‌ا وما أحسنا إذ رجعا
في هبتهما ونسيا عهدهما .
فأطرق أبوحنيفة ساعة ثم قال له : لم يكن له ولالهما خاصة ، ولكنهما نظرا
في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال :
قد قلت له ذلك فقال : أنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله مات عن تسع نساء ونظرنا فاذا
لكل واحدة منهن تسع الثمن ، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر ، فكيف
يستحق الرجلان أكثر من ذلك ؟ وبعد ذلك فما بال عائشة وحفصة يرثان رسول الله
صلى الله عليه وآله وفاطمة بنته تمنع الميراث ؟ فقال أبوحنيفة : يا قوم نحوه عني
فإنه رافضي خبيث(2)


(1)الاحتجاج ص 205 .
(2)نفس المصدر ص 207 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه