بحار الأنوار ج12

على البريد ووجهه إلي فأتى صاحب المدينة أبا عبدالله عليه السلام فقال له : إن أبا جعفر
بعث إلي أن أسألك عن رجل أوصى بجزء من ماله وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه
ماهو ، وقد كتب إلي إن فسرت ذلك له ، وإلا حملتك على البريد إليه فقال
أبوعبدالله عليه السلام : هذا في كتاب الله بين إن الله يقول - لما قال إبراهيم رب أرني كيف
تحيي الموتى - : إلى كل جبل منهن جزء‌ا(1)فكانت الطير أربعة والجبال عشرة ،
يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزء‌ا واحدا ; وإن إبراهيم دعا بمهراس فدق فيه الطيور
جميعا وحبس الرؤوس عنده ، ثم إنه دعا بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف
يخرج وإلى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا فأهوى نحو إبراهيم ، فقال إبراهيم
ببعض الرؤوس فاستقبله به ، فلم يكن الرأس الذي استقبله به لذلك البدن حتى انتقل إليه
غيره فكان موافقا للرأس فتمت العدة وتمت الابدان .(2)
23 - شى : عن حريز بن عبدالله ، عمن ذكره ، عن أحدهما عليهما السلام أنه كان يقرء
هذه الآية : " رب اغفرلي ولولدي " يعني إسماعيل وإسحاق .(3)
24 - وفي رواية أخرى عمن ذكره ، عن أحدهما أنه قرأ : " ربنا اغفر لي و
لوالدي " قال : هذه كلمة صحفها الكتاب إنما كان استغفار إبراهيم لابيه عن موعدة وعدها
إياه وإنما قال : " ربنا اغفر لى ولولدي " يعني إسماعيل وإسحاق ، والحسن والحسين
والله ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله .(4)
25 - غو : في الحديث أن إبراهيم عليه السلام لقي ملكا فقال له : من أنت ؟ قال : أنا
ملك الموت ، فقال : أتستطيع أن تريني الصورة التي تقبض فيها روح المؤمن ؟ قال : نعم
اعرض عني ، فأعرض عنه فإذا هو شاب حسن الصورة ، حسن الثياب ، حسن الشمائل ،
طيب الرائحة ، فقال : ياملك الموت لو لم يلق المؤمن إلا حسن صورتك لكان حسبه ، ثم
قال له : هل تستطيع أن تريني الصورة التي تقبض فيها روح الفاجر ؟ فقال : لا تطيق ;


(1)هكذا في النسخ ، وفى تفسير البرهان هكذا : " رب ارنى كيف تحيى الموتى " إلى قوله
تعالى : " ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا " .
(2 - 4)مخطوط . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه