بحار الأنوار ج13

رئيس على أربع مائة من بني إسرائيل ، وكان ملك بني إسرائيل هوي امرأة من قوم
يعبدون الاصنام من غير بني إسرائيل فخطبها ، فقالت : على أن أحمل الصنم فأعبده في
بلدتك ، فأبى عليها ثم عاودها مرة بعد مرة حتى صار إلى ما أرادت فحولها إليه ومعها
صنم ، وجاء معها ثمان مائة رجل يعبدونه ، فجاء إليا إلى الملك فقال : ملكك الله ومد لك
في العمر فطغيت وبغيت ! فلم يلتفت إليه فدعا الله إليا أن لا يسقيهم قطرة ، فنالهم قحط شديد
ثاث سنين حتى ذبحوا دوابهم فلم يبق لهم من الدواب إلا برذون يركبه الملك ، وآخر
يركبه الوزير ، وكان قد استتر عند الوزير أصحاب إليا يطعمهم في سرب ، فأوحى الله
تعالى جل ذكره إلى إليا : تعرض للملك فإني اريد أن أتوب عليه ، فأتاه فقال : يا
إليا ما صنعت بنا ؟ قتلت بني إسرائيل ، فقال إليا : تطيعني فيما آمرك به ؟ فأخذ عليه
العهد ، فأخرج أصحابه وتقربوا إلى الله تعالى بثورين ، ثم دعا بالمرأة فذبحها وأحرق الصنم
وتاب الملك توبة حسنة حتى لبس الشعر وارسل إليه المطر والخصب .(1)
7 - ير : محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن
موسى النميري قال : جئت إلى باب أبي جعفر عليه السلام لاستأذن عليه ، فسمعنا صوتا حزينا
يقرء بالعبرانية ، فبكينا حيث سمعنا الصوت ، وظننا أنه بعث إلى رجل من أهل الكتاب
يستقرئه ، فأذن لنا فدخلنا عليه فلم نر عنده أحدا ، فقلنا : أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية
فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرئه ، قال : لا ، ولكن ذكرت مناجاة
إليا لربه فبكيت من ذلك ، قال : قلنا : وما كان مناجاته جعلني الله فداك ؟ قال : جعل
يقول : يا رب أتراك معذبي بعد طول قيامي لك ؟ أتراك معذبي بعد طول صلاتي لك "
وجعل يعدد أعماله ، فأوحى الله إليه : إني لست اعذبك ، قال : فقال : يا رب وما يمنعك
أن تقول لا بعد نعم وأنا عبدك وفي قبضتك ؟ قال : فأوحى الله إليه : إني إذا قلت قولا وفيت
به .(2)
بيان : لا يبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما .


(1)قصص الانبياء مخطوط .
(2)بصائر الدرجات : 99 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه