بحار الأنوار ج10

لبته إلى سرته ملفوفة كأنها قضيب كافور لم يكن في بدنه شعيرات غيرها ، لم يكن
بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر ، كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره ، وكان إذا
مشى كأنه ينقلع من صخر أو ينحدر من صبب ، كان مدور الكعبين ، لطيف القدمين ،
دقيق الخصر ،(1)عمامته السحاب ، وسيفه ذوالفقار ، وبغلته دلدل ، وحماره اليعفور ،
وناقته العضباء ، وفرسه لزاز ، وقضيبه الممشوق ، كان عليه الصلاة والسلام أشفق الناس
على الناس ، وأرأف الناس بالناس ، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم
سطران : أما أول سطر : فلا إله إلا الله ، وأما الثاني : فمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذه
صفته يا يهودي .
فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأنك
وصي محمد حقا . فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أميرالمؤمنين عليه السلام فكانا معه حتى كان
من أمر الجمل ما كان ، فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل ، وبقي
الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين .(2)
بيان : قوله عليه السلام :(والقدرة تحمل كل شئ)أي ليست القدره شيئا غير الذات
بها تحمل الذات الاشياء ، بل معنى حمل القدرة أن الذات سبب لوجود كل شئ و
بقائه ، قوله عليه السلام :(الموت والحياة لا يوقف عليهما)أي على وقت حدوثهما وزوالهما .
قوله :(متطابقات)أي مغلقات على أهلها ، أو موافقات بعضها لبعض . قوله :(أيام العشر)
أي عشر ذي الحجة ، أو العشرة بدل الهدي كما سيأتي .(3).
أقول : تفسير سائر أجزاء الخبر مفرق في الابواب المناسبة لها .


(1)قال الجزرى في النهاية : في صفته عليه السلام : كان صلت الجبين أى واسعة . وكان ذا
مسربة - بضم الراء - : ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف . وفي حديث آخر : كان دقيق المسربة
وكث اللحية ، الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة وفيها كثافة . النزر : القليل التافه .
الصبب : ما انحدر من الارض أو الطريق . الخصر : وسط الانسان فوق الورك . وقد تقدم تفسير
بعض ألفاظ الخبر آنفا .
(2)الخصال 2 : 146 - 148 .
(3)أو تلك عشرة كاملة كما سياتي .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه