بحار الأنوار ج70

الحمية قال سبحانه : إذ جعل في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية (1)قال
الطبرسي رحمه الله : الحمية الانفة والانكار ، يقال فلان : ذو حمية منكرة ، إذا
كان ذا غضب وأنفة اي حميت قلوبهم بالغضب كعادة آبائهم في الجاهلية أن لا يذعنوا
لاحد ولا ينقادوا له(2)وقال الراغب : عبر عن القوة الغضبية إذا ثارت بالحمية
فقيل : حميت على فلان أي غضبت انتهى وأما التعصب في دين الحق والرسوخ
فيه ، والحماية عنه ، وكذا في المسائل اليقينية والاعمال الدينية أو حماية أهله
أو عشيرته بدفع الظلم عنهم ، فليس من الحمية والعصبية المذمومة ، بل بعضها واجب .
ثم إن هذا الذم والوعيد في المتعصب ظاهر ، وأما المتعصب له ، فلا بد
من تقييده بما إذا كان هو الباعث له ، والراضي به ، وإلا فلا إثم عليه و(3)خلع
الايمان إما كناية عن خروجه من الايمان رأسا للمبالغة ، أو عن إطاعة الايمان ، للاخلال
بشريعة عظيمة من شرايعه ، أو المعنى خلع ربقة من ربق الايمان التي لزمها الايمان
عليه من عنقه .
كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم
ودرست بن أبي منصور ، عن ابي عبدالله عليه السلام مثله(4).
2 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية
بعثه الله تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية(5).
بيان : في النهاية الاعراب ساكنوا البادية من العرب الذين لا يقيمون في
الامصار ، ولا يدخلونها إلا لحاجة ، وقال : الجاهلية الحال التي كانت عليها
العرب قبل الاسلام ، من الجهل بالله وبرسوله وشرايع الدين ، والمفاخرة بالانساب
والكبر والتجبر وغير ذلك انتهى وكأنه محمول على التعصب في الدين الباطل .
3 كا : عن الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن
خضر ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من تعصب عصبه الله بعصابة


(1)الفتح : 26 .(2)مجمع البيان ج 9 ص 125 126 .
(43)راجع شرح الكافي ج 2 ص 290 .(5)الكافي ج 2 ص 308 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه