بحار الأنوار ج52

عن بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل عليه أبوحنيفة فقال له أبوعبدالله
عليه السلام : أخبرني عن قول الله عزوجل سيروا فيها ليالي وأياما آمنين (1)
أين ذلك من الارض ؟ قال : أحسبه ما بين مكة والمدينة ، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام
إلى أصحابه ، فقال : أتعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة ، فتؤخذ
أموالهم ، ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون ؟ قالوا : نعم ، قال : فسكت أبوحنيفة
فقال : يا باحنيفة أخبرني عن قول الله عزوجل ومن دخله كان آمنا (2)أين ذلك من
الارض ؟ قال : الكعبة ، قال : أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق
على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها ؟ قال : فسكت .
فلما خرج قال أبوبكر الحضرمي : جعلت فداك الجواب في المسألتين ؟ فقال :
يابابكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فقال : مع قائمنا أهل البيت وأما قوله ومن
دخله كان آمنا فمن بايعه ودخل معه ، ومسح على يده ، ودخل في عقد أصحابه كان
آمنا الخبر(3)
9 - ع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان
عن داود بن النعمان ، عن عبدالرحيم القصير ، قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : أما
لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لا بنة محمد
فاطمة عليها السلام منها .


(1)السبأ 18 .(2)آل عمران 97 .
(3)تراه في العلل ج 1 ص 83 - 86 والحديث مختصر وقد روى الكلينى في الروضة
ص 311 مثل ذلك في قتادة بن دعامة .
وفي بعض الروايات أنه دخل على أبى جعفر عليه السلام قاض من قضاة الكوفة ولم يسمه
وفى بعضها أنه الحسن البصرى راجع تفسير البرهان ج 3 ص 212 - 216 .
وقال المصنف في شرح الحديث ، اعلم أن المشهور بين المفسرين أن الاية لبيان
حال تلك القرى في زمان قوم سبأ ، ولكن يظهر من كثير من أخبارنا أن الامر متوجه
إلى هذه الامة أو الخطاب عام يشملهم . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه