بحار الأنوار ج48

بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله وآت ذا القربى حقه (1)فلم يدر رسول
الله صلى الله عليه وآله من هم ، فراجع في ذلك جبرئيل ، وراجع جبرئيل عليه السلام ربه ، فأوحى
الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام .
فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها : يافاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك
فقالت : قد قبلت يارسول الله من الله ومنك ، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله
صلى الله عليه وآله فلما ولى أبوبكر أخرج عنها وكلاء‌ها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها :
ايتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك ، فجآء‌ت بأمير المؤمنين عليه السلام وام أيمن
فشهدا لها ، فكتب لها بترك التعرض ، فخرجت والكتاب معها .
فلقيها عمر فقال : ماهذا معك يابنت محمد ؟ قالت : كتاب كتب لي ابن أبي
قحافة قال : أرينيه فأبت ، فانتزعه من يدها ونظر فيه ، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه
فقال لها : هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الجبال في رقابنا .
فقال له المهدي : ياأبا الحسن حدها إلي فقال : حد منها جبل احد وحد
منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ، فقال له : كل
هذا ؟ قال : نعم ياأمير المؤمنين هذا كله إن هذا كله مما لم يوجف أهله على رسول
الله بخيل ولا ركاب فقال : كثير وأنظر فيه(2).
بيان : قوله : فضعي الجبال في بعض النسخ بالحاء المهملة ويحتمل أن يكون
حينئذ كناية عن الترافع إلى الحكام بأن يكون لعنه الله قال ذلك تعجيزا لها وتحقيرا
لشأنها أو المعنى أنك إذا اعطيت ذلك وضعت الحبال على رقابنا بالعبودية ، أو أنك إذا
حكمت على مالم يوجف عليها بخيل بأنها ملكك فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية
وفي بعض النسخ بالجيم أي إن قدرت على وضع الجبال على رقابنا جزاء‌ا بما صنعنا
فافعلي ، ويحتمل أن يكون على هذا كناية عن ثقل الآثام والاوزار .


(1)سورة الاسراء الاية : 26 .
(2)الكافى ج 1 ص 543 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه