بحار الأنوار ج41

ورئي أمير المؤمنين عليه السلام حزينا فقيل له : مم حزنك ؟ قال : لسبع أتت لم
يضف إلينا ضيف .
تفسير أبي يوسف : يعقوب بن سفيان وعلي بن حرب الطائي ومجاهد بأسانيدهم
عن ابن عباس وأبي هريرة ، وروى جماعة عن عاصم بن كليب عن أبيه - واللفظ له -
عن أبي هريرة أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى أزواجه فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال صلى الله عليه وآله : من لهذا الرجل الليلة ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا يا رسول الله ، فأتى فاطمة وسألها : ما عندك يا بنت رسول
الله ؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبيه لكنا نؤثر ضيفنا به ، فقال علي عليه السلام : يا بنت
محمد صلى الله عليه وآله نومي الصبية واطفئ المصباح ، وجعلا يمضغان بألسنتهما ، فلما فرغ من
الاكل أتت فاطمة بسراج فوجد الجفنة مملوء‌ة من فضل الله ، فلما أصبح صلى مع
النبي صلى الله عليه وآله ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وآله من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام وبكى
بكاء شديدا وقال : يا أمير المؤمنين لقد عجب الرب من فعلكم البارحة ، اقرأ :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة(1)" أي مجاعة " ومن يوق شح نفسه " يعني
عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام " فأولئك هم المفلحون " .
كتاب أبي بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل ، عن مجاهد عن ابن عباس
في قوله : " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله(2)" إلى قوله : " بغير حساب "
قال : هو والله أمير المؤمنين ، ثم قال بعد كلام : وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله أعطى عليا
يوما ثلاثمائة دينارا اهديت إليه ، قال علي : فأخذتها وقلت : والله لاتصدقن الليلة
من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني ، فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله
أحذت مائة دينار وخرجت من المسجد ، فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير ، فأصبح
الناس بالغد يقولون : تصدق علي الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة ، فاغتممت
غما شديدا فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار و خرجت من


(1)سورة الحشر : 9 .
(2)سورة النور : 37 و 38 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه