بحار الأنوار ج6

فأحرى أن يدرك المدرك الركوع فلا تفوته الركعة(1)في الجماعة .
فإن قال : فلم امروا بالقراء‌ة في الصلاة ؟ قيل : لئلا يكون القرآن مهجورا
مضيعا ، وليكون محفوظا(2)فلا يضمحل ولا يجهل .
فإن قال : فلم بدئ بالحمد في كل قراء‌ة دون سائر السور ؟ قيل : لانه ليس
شئ من القرآن(3)والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد ،
وذلك أن قوله : " الحمد لله " إنما هو أداء لما أوجب الله تعالى على خلقه من الشكر ، وشكر
لما وفق عبده للخير " رب العالمين " تمجيد له وتحميد وإقرار بأنه هو الخالق المالك
لا غيره " الرحمن الرحيم " استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه(4)على جميع خلقه ، " مالك
يوم الدين " إقرار بالبعث والحساب والمجازاة ، وإيجاب له ملك الآخرة كما أوجب له
ملك الدنيا ، " إياك نعبد " رغبة وتقرب إلى الله عزوجل وإخلاص بالعمل له دون
غيره " وإياك نستعين " استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم عليه ونصره ،
" اهدنا الصراط المستقيم " استرشاد لادبه واعتصام بحبله واستزادة في المعرفة بربه
وبعظمته وكبريائه " صراط الذين أنعمت عليهم " توكيد في السؤال والرغبة ، وذكر
لما قد تقدم من نعمه على أوليائه ، ورغبة في ذلك النعم(5)" غير المغضوب عليهم " استعاذة من
أن يكون من المعاندين الكافرين ، المستخفين به وبأمره ونهيه " ولا الضالين "
اعتصام من أن يكون من الضالين الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة ، وهم يحسبون
أنهم يحسنون صنعا فقد اجتمع فيه من جوامع الخير والحكمة في أمر الآخرة والدنيا
ما لا يجمعه شئ من الاشياء .
فإن قال : فلم جعل التسبيح في الركوع والسجود ؟ قيل : لعلل : منها أن يكون


(1)في العلل : الركعتان . م
(2)في العلل : بل يكون محفوظا مدروسا . م
(3)في العيون : في القرآن . م
(4)في العلل : وذكر لربه ونعمائه . م
(5)في نسخة : تلك النعم . وفى العلل : مثل ذلك النعم .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه