بحار الأنوار ج35

الانبياء(1)، وليس نبي يعلو منزله منزل علي(2)وقالت طائفة : سمي علي عليا لانه
علا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله بقدمية طاعة لله عزوجل ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره
عند حط الاصنام من سطح الكعبة . وقالت طائفة : وإنما سمي عليا(3)لانه زوج في
أعلى السماوات ولم يزوج أحد من خلق الله عزوجل في ذلك الموضع غيره ، وقالت
طائفة : إنما سمي علي عليا(4)لانه كان أعلى الناس علما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله(5).
ع : بهذا الاسناد عن قوله :(اختلف الناس)إلى آخر الخبر(6).
بيان : قوله :(أنا رحى جهنم)أي صاحبها والحاكم عليها وموصل الكفار إليها ،
ويحتمل أن يكون على الاستعارة أي أنا في شدتي على الكفار شبيه بها . قوله :(أنا قابض
الارواح)أي أقتلها فأصير سببا لقبضها ، أو أحضر عند قبضها ويكون بإذني ، ويحتمل
الحقيقة ، والاوسط أظهر . ويقال : طعنه فجدله أي رماه بالارض . والابطال جمع البطل
بالتحريك وهو الشجاع . قوله :(أن تغلبوا عليها)على بناء المعلوم أي تغلبوني
عليها بأن تدعوا أن ذلك لكم ، أو على بناء المجهول أي يغلبكم الناس في المحاجة
فتزعموا أني لست صاحبها فتضلوا . وقال الجزري : الوطء في الاصل : الدوس بالقدم ،
فسمي به الغزو والقتل لان من يطأ على الشئ برجله فقد استقصى في هلاكه وإهانته ،
ومنه الحديث :(اللهم اشدد وطأتك على مضر)أي خذهم أخذا شديدا(7).
ثم اعلم أن الاسماء كلها سوى(علي وبوئ وظهير وميمون وحيدرة)معانيها
على غير لغة العرب ، وأما(فلعله من باب الاشتراك بين اللغتين . قولها :(من
غلام)أي تعجبوا من غلام .
2 ع : الحسين بن يحيى بن ضريس ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي عوانة ، عن


(1)في(ك): منزل الانبياء .
(2)في المصدر : تعلو منزلته منزلة على .
(34)في المصدر : انما سمى على عليا .
(5)معانى الاخبار : 58 62 .
(6)علل الشرائع : 56 و 57 .
(7)النهاية 4 : 218 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه