بحار الأنوار ج21

وقال البلادري : قطعت يداه ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله : " لقد أبدله الله
بهما جناحين يطير بهما في الجنة " ولذلك سمي الطيار .
قال : ثم أخذ الراية عبدالله بن رواحة فنكل(1)يسيرا ثم حمل فقاتل حتى
قتل ، فلما قتل انهزم المسلمون أسوأ هزيمة كانت في كل وجه ، ثم تراجعوافأخذ اللواء
ثابت بن أقرم(2)وجعل يصيح : يا للانصار ، فثاب إليهم(3)منهم قليل ، فقال
لخالد بن الوليد : خذ اللواء يا أبا سليمان ، قال خالد : لابل خذه أنت فلك سن وقد
شهدت بدرا ، قال ثابت : خذه أيها الرجل فوالله ما أخذته إلا لك ، فأخذه خالد و
حمل به ساعة وجعل المشركون يحملون عليه حتى دهمه منهم بشر كثير ، فانحاز
بالمسلمين وانكشفوا راجعين .
قال الواقدي ، وقد روي أن خالدا ثبت بالناس فلم ينهزموا ، والصحيح أن
خالدا انهزم بالناس(4).
وروى محمد بن أسحاق قال : لما أخذ جعفر بن أبي طالب الراية قاتل قتالا
شديدا حتى إذاأثخنه(5)القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ، ثم قاتل القوم
حتى قتل ، فكان جعفر عليه السلام أول رجل عقر في الاسلام(6).
قال الواقدي : وقال عبيدالله بن عبدالله(7): ما لقي جيش بعثوا مبعثا مالقي
أصحاب مؤتة من أهل المدينة ، لقوهم بالشر حتى أن الرجل لينصرف إلى بيته
وأهله فيدق عليهم فيأبون أن يفتحوا له ، يقولون ألا تقدمت مع أصحابك فقتلت ،
وجلس الكبراء منهم في بيوتهم استحياء من الناس ، حتى أرسل النبي صلى الله عليه واله رجلا
رجلا يقول لهم : أنتم الكرار في سبيل الله فخرجوا .


(1)نكل عن كذا او من كذا : نكص .
(2)في المصدر :(ثابت بن ارقم)وهو من تصحيف الطابع .
(3)اليه خ ل أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(4)هنا زيادات في المصدر لم يذكرها المصنف راجعه .
(5)أى أوهنه وأضعفه . وفي المصدر : حتى إذا لحمه القتال .
(6)وهنا زيادات في المصدر لم يذكرها المصنف اختصارا راجعه .
(7)في المصدر : عبيدالله بن عبدالله بن عتبة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه