بحار الأنوار ج18

البخاري عن جابر الانصاري في حديث حفر الخندق : فلما رأيت ضعف النبي
صلى الله عليه وآله طبخت جديا ، وخبزت صاع شعير ، وقلت : رسول الله(1)! تكرمني
بكذى وكذى ، فقال : لا ترفع القدر من النار ، ولا الخبز من التنور ، ثم قال : يا قوم قوموا
إلى بيت جابر فأتوا وهم سبعمأة رجل ، وفي رواية ثمانمأة ، وفي رواية ألف رجل ، فلم
يكن موضع الجلوس ، فكان يشير إلى الحائط والحائط يبعد حتى تمكنوا ، فجعل يطعمهم
بنفسه حتى شبعوا ، ولم يزل يأكل ويهدي إلى قومنا أجمع ، فلما خرجوا أتيت القدر
فإذا هو مملو والتنور محشو .
روى أنس أنه أرسلني أبوطلحة إلى النبي صلى الله عليه وآله لما رأى فيه أثر الجوع ، فلما
رآني قال : أرسلك أبوطلحة ؟ قلت : نعم ، فقال لمن معه : قوموا ، فقال أبوطلحة : يا ام
سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس ، وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم ، فقال صلى الله صلى الله عليه وآله : يا ام
سليم هلمي بما عندك ، فجاء‌ت بأقراص من شعير ، فأمر به ففت(2)، وعصرت ام سليم
عكة سمن ، فأخذها النبي صلى الله عليه وآله ثم وضع يده على رأس الثريد ، وكان يدعو بعشرة عشرة
فأكلوا حتى شبعوا ، وكانو سبعين أو ثمانين رجلا .
وروى أبوهريرة في أصحاب الصفة : وقد وضعت بين أيديهم صحفة ، فوضع النبي
صلى الله عليه وآله يده فيها فأكلوا ، وبقيت ملاى فيها(3)أثر الاصابع .
ومثله حديث ثابت البناني عن أنس في عرس زينب بنت جحش .
وروي أن ام شريك أهدت إلى النبي صلى الله عليه وآله عكة فيها سمن ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله
الخادم ففرغها وردها خالية ، فجاء‌ت ام شريك ووجدت العكة ملاى فلم تزل تأخذ منها
السمن زمانا طويلا ، وأبقى لها شرفا .
وأعطى صلى الله عليه وآله لعجوز قصعة فيها عسل فكانت تأكل ولا يفنى ، فيوما من الايام
حولت ما كان فيها إلى إناء ففني سريعا ، فجاء‌ت إلى النبي صلى الله عليه وآله وأخبرته بذلك ، فقال


(1)في المصدر : يا رسول الله .
(2)فأمر بها ففتت خ ل .
(3)ما فيها خ ل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه