بحار الأنوار ج72

على قوم لايعدلون بين الناس من امراء الجور ، فلا ينبغي لكم أن تفعلوا ما
تلومون غيركم عليه .
37 - كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن وهب ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : العدل أحلى من الشهد ، والين من الزبد ، وأطيب ريحا من
المسك(1).
ايضاح : أحلى من الشهد من قبيل المعقول بالمحسوس ، لالف أگثر
الخلق بتلك المشتهيات البدنية الدنية .
38 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن
جبلة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثلاث خصال من كن فيه أو
واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ضل إلا ظله : رجل أعطى الناس من نفسه
ماهو سائلهم ، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضى
ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه ، فأنه لا ينفي
منها عيبا إلا بدا له عيب ، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس(2).
تبيين : يوم لا ظل إلا ظله الضمير راجع إلى الله أو إلى العرش ، فعلى
الاول يحتمل أن يكون لله تعالى يوم القيامة ظلال غير ظل العرش ، وهو أعظمها
وأشرفها ، يخص الله سبحانه به من يشاء من عباده ، ومن جملتهم صاحب هذه الخصال
وقيل : على الاخير ينافي ظاهرا ماروي عن النبي صلى الله عليه وآله : إن أرض القيامة نار ماخلا
ظل المؤمن ، فان صدقته تظله ، ومن ثم قيل : إن في القيامة ظلالا بحسب الاعمال
تقي أصحابها من حر الشمس والنار وأنفاس الخلائق ، ولكن ظل العرش أحسنها
وأعظمها ، وقد يجاب بأنه يمكن أن لا يكون هناك إلا ظل العرش يظل بها من
يشاء من عباده المؤمنين ، ولكن ظل العرش لما كان لا ينال إلا بالاعمال ، وكانت
الاعمال تختلف فيحصل لكل عامل ظل يخصه من ظل العرش به حسب عمله
وإضافة الظل إلى الاعمال باعتبار أن الاعمال سبب لا ستقرار العامل فيه .


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 147 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه