بحار الأنوار ج13

الركوع فيه ، وهذا باب مرتفع إلى متى يسخر بنا هؤلاء ؟ - يعنون موسى ويوشع بن نون -
ويسجدوننا في الاباطيل ؟ وجعلوا أستاههم نحو الباب وقالوا بدل قولهم حطة الذي امروا
به " حطا سمقانا " يعنون حنطة حمراء ، فذلك تبديلهم .(1)
تتميم :(2)قال الثعلبي : إن الله عزوجل وعد موسى عليه السلام أن يورثه وقومه الارض
المقدسة وهي الشام ، وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون . وهم العمالقة من ولد عملاق بن
لاوذ بن سام بن نوح ، وعد الله موسى أن يهلكهم ويجعل أرض الشام مساكن بني إسرائيل ، فلما
استقرت ببني إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله بالسير إلى أريحا أرض الشام(3)وهي الارض
المقدسة ، وقال : يا موسى إني قد كتبتها لكم دارا وقرارا فاخرج إليها وجاهد من فيها من
العدو فإني ناصركم عليهم ، وخذ من قومك اثني عشر نقيبا(4)من كل سبط نقيبا ليكون
كفيلا على قومه بالوفاء منهم على ما امروا به ، فاختار موسى النقباء من كل سبط نقيبا
وأمره عليهم ،(5)فسار موسى عليه السلام ببني إسرائيل قاصدين أريحا فبعث هؤلاء النقباء إليها
يتجسسون له الاخبار ويعلمون علمها وحال أهلها ، فلقيهم رجلا من الجبارين يقال له
عوج بن عناق ،(6)قال ابن عمر : كان طول عوج ثلاثة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة وثلاث


(1)تفسير العسكرى : 227 .
(2)هنا زيادة في نسخة مخطوطة ليست في المطبوعة أصلا ، وقد خط عليها في نسخة مخطوطة
اخرى بعدما كتبت ، وهى : قال الطبرسى رحمه الله في قوله تعالى :(ادخلوا الارض المقدسة): هى
بيت المقدس عن ابن عباس والسدى وابن زيد ، وقيل : هى دمشق وفلسطين وبعض الاردن ، عن الزجاج
والفراء ، وقيل : هى الشام ، عن قتادة ، وقيل : هى أرض الطور وما حوله ، عن مجاهد ، و
المقدسة المطهرة طهرت من الشرك وجعلت مسكنا وقرارا للانبياء والمؤمنين " التى كتب الله
لكم " أى كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم ، وقيل : معناه : وهب الله لكم ، عن ابن عباس ، وقيل :
معناه : أمركم الله بدخوله ، عن قتادة والسدى .
فان قيل : كيف كتب لهم مع أنه حرمها عليهم ؟ فجوابه أنها كانت هبة من الله لهم ثم حرمها
عليهم ، عن ابن اسحاق ، وقيل : ان المراد به الخصوص وان كان الكلام على العموم فصار كأنه
مكتوب لبعضهم حرام على البعض ، والذين كتب لهم هم الذين كانوا مع يوشع بن نون بعد موت
موسى بشهرين .
(3)في المصدر : من أرض الشام .
(4)ذكر اليعقوبى في تاريخه أسماء النقباء وعدد من كان معهم من بنى اسرائيل راجعه .
(5)أى جعله أميرا عليهم .
(6)في المصدر : عوج بن عنق .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه