بحار الأنوار ج72

وقال الطيبي : في ظل عرش الله : أي في ظل الله من الحر والوهج في الموقف ، أو أوقفه الله
في ظل عرشه حقيقة ، وقال النووي : قيل الظل عبارة عن الراحة والنعيم ، نحو هو
في عيش ظليل ، والمراد ظل الكرامة لا ظل الشمس ، لان سائر العالم تحت
العرش ، وقيل : يحتمل جعل جزء من العرش حائلا تحت فلك الشمس ، وقيل :
أي كنه من المكاره ووهج الموقف و يوم لا ظل إلا ظله أي دنت منهم الشمس
واشتد الحر وأخذهم العرق ، وقيل : أي لا يكون من له ظل كما في الدنيا .
قوله عليه السلام : لم يقدم رجلا بكسر الراء في الموضعين ، وهي عبارة شائعة
عند العرب والعجم في التعميم في الاعمال والافعال ، أو التقديم كناية عن الفعل
والتأخير عن الترك ، كما يقال في التردد في الفعل والترك يقدم رجلا ويؤخر
اخرى وأما قراء‌ة رجلا بفتح الراء وضم الجيم فهو تصحيف ، قوله عليه السلام :
حتى ينفي قيل حتى هنا مثله في قوله تعالى : حتى يلج الجمل (1)في
التعليق على المحال لتتمة الخبر وكفى بالمرء شغلا الباء زائدة ، وشغلا تميز
والمعنى من شغل بعيوب نفسه وصلاحها لايحصل له فراغ ليشتغل بعيوب الناس
وتفتيشها ولومهم عليها .
39 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن عبدالرحمن بن حماد الكوفي ، عن
عبدالله بن إبراهيم الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من واسى الفقير من ماله ، وأنصف الناس من
نفسه ، فذلك المؤمن حقا(2).
بيان : بنو غفار ككتاب رهط أبي ذر رضي الله عنه فذلك المؤمن حقا
أي المؤمن الذي يحق ويستأهل أن يسمى مؤمنا . لكماله في الايمان وصفاته .
40 - كا : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن سنان ، عن خالد بن نافع بياع
السابري ، عن يوسف البزاز قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ما تدارى اثنان


(1)الاعراف : 40 .(2)الكافي ج 2 ص 147 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه