بحار الأنوار ج88

الغمنام جمع غمامة بفتحهما ، وهى السحابة ، وقيل الغمام السحاب والغمامة أخص
منه ، وهي السحابة البيضاء ، ومنع في أكثر النسخ على البناء للمفعول أي منعت عن
أن تمطرنا أ تظللنا ، فكيف بالامطار ، وإنما بني على المفعول لانه كره أن يضيف
المنع إلى الله عزوجل وهو منبع النعم ومعدن الكرم ، وإنما هو من ثمرات أعمالنا
فاقتضى حسن الادب عدم ذكر الفاعل ، وفي بعض النسخ على البناء للفاعل أي منع
الغمام القطر ، فحذف المفعول .
وهلك السوام بتخفيف الميم بمعنى السائمة ، وهو إبل الراعي يا حي بذاته وبك حياة الخلائق يا قيوم أي كثير القيام بامور الخلائق وقيامهم بك و
رزقهم عليك ، أو القائم بذاته الذي يقوم به غيره وهو معنى وجوب الوجود عدد
الشجر قائم مقام المفعول المطلق لقوله ندعوك دعاء عدد الشجر ، أو نقول الاسمين
بهذا العدد وتستحقهما بازاء كل موجود أحييته أوقمته ، والنجوم جمع النجم و
هو ما نجم أي طلع من الارض من النبات بغير ساق ، ويحتمل الكوكب والاول
أنسب كما في قوله تعالى والنجم والشجر يسجدان (1) والملائكة الصفوف
أي القائمين في السموات فصفوفا لا تعد ولا تحصى والعنان المكفوف العنان
ككتاب سير اللجام الذي يمسك به الدابة ، والدابة المتقدمة في السير ، وكسحاب
السحاب أو التي لا تمسك الماء ، والواحدة بها ذكره الفيروز آبادي ، وقال الوالد
قدس سره : المراد هنا السحاب ، والمكفوف المموع من المطر أي بعدد
السحائب الكثيرة التي أتتنا ولم تمطر ، وفيه من حسن الشكاية والطلب ما لا
يخفى انتهى .
وأقول : يحتمل أن يكون المراد الممنوع من السقوط قال الطيبي في شرح المشكوة في الحديث س السماء موج مكفوف أي ممنوع عن الاسترسال حفظها الله
أن تقع على الارض ، وهي معلقة بلا عمد ، ويمكن أن يكون بالكسر والمراد
أعنة الخيول التي تقام عند الحرب ، وتكف لئلا تتجاوز عن الحد ، أو مطلق


(1)الرحمن : 6 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه