بحار الأنوار ج25

الرسول صلى الله عليه وآله ، والثاني عن كل من الامة ، وضمير أهل بيته للرجل الاول ، وضمير
له : في الموضعين للرجل الثاني ، والرجل أخيرا هو الاول . أو الرجل الاول كناية
عن واحد الامة والثاني عنه صلى الله عليه وآله ، وضمير بيته للثاني ، وضمير " له " للاول والرجل
هو الثاني .
ويؤيد الاول(1) ما مر عن الباقر عليه السلام حيث قال في هذه الاية : " أما رأيت
الرجل يود الرجل ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شئ " والحاصل أنه لو لم
يفرض الله مودة القربى على الامة لكان بغضهم يجامع الايمان ، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وآله
يود المؤمن المبغض مودة كاملة ، فأراد الله أن يود الرسول جميع المؤمنين مودة خالصة
ففرض عليهم مودة قرباه صلى الله عليه وآله وسلم .
قوله عليه السلام : بمعرفة فضلهم ، أي وجوب الطاعة وسائر ما امتازوا به عن سائر
الامة . قوله : في حيطته ، " في " بمعنى " مع " وفي قوله : في ذريته ، للتعليل ، أو
للمصاحبة .
21 - كشف : فإن قال قائل : فما حقيقة الال في اللغة عندك دون المجاز ؟
هل هو خاص لاقوام بأعيانهم أم عام في جميعهم متى سمعناه مطلقا غير مقيد ؟ فقل :
حقيقة الال في اللغة القرابة خاصة دون سائر الامة ، وكذلك العترة ولد فاطمة عليها السلام
خاصة ، وقد يتجوز فيه بأن يجعل لغيرهم كما تقول : جاء‌ني أخي ، فهذا يدل على
إخوة النسب ، وتقول : أخي ، تريد في الاسلام ، وأخي في الصداقة ، وأخي في القبيل
والحي ، قال تعالى : " وإلى ثمود أخاهم صالحا "(2) ولم يكن أخاهم في دين
ولا صداقة ولا نسب ، وإنما أراد الحى والقبيل ، والاخوة : الاصفياء والخلصان
وهو قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : إنه أخوه ، قال علي عليه السلام : " أنا عبدالله وأخو
رسول الله لا يقولها بعدي إلا مفتر " فلولا أن لهذه الاخوة مزية على غيرها ما خصه


(1) في نسخة : ويؤيد الوجهين .
(2) الاعراف : 73 . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه