بحار الأنوار ج37

ويكذبوني فهو أهون علي من أن تعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة .
قال : وسلم جبرئيل على علي بإمرة المؤمنين فقال علي عليه السلام : يا رسول الله أسمع
الكلام ولا أحس الرؤية ، فقال : يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني ، ثم
أمر رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين ، ثم قال :
يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم ، فلما كان من
الغد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وإنى ضقت بها ذرعا(1)
مخافة أن تتهموني وتكذبوني ، حتى أنز الله علي وعيدا بعد وعيد ، فكان تكذيبكم
إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي ، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال :
يا محمد أنا المحمود وأنت محمد ، شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعك
بتكته انزل إلى عبادي(2)فأخبرهم بكرامتي إياك وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له
وزيرا وأنك رسولي وأن عليا وزيرك ، ثم أخذ صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب فرفعها
حتى نظر الناس إلى بياض أبطيهما ولم ير قبل ذلك ، ثم قال صلى الله عليه وآله أيها الناس
إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم
وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
فلقال : الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ(3): نبرأ إلى الله من
مقالة ليس بحتم ، ولا نرضى أن يكون عليا وزيره ، هذه منه عصبية ، فقال سلمان
والمقداد وأبوذر وعمار بن ياسر رضي الله عنهم : والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه
الآية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام
دينا "(4)فكرر رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ثلاثا ثم قال : إن كمال الدين وتمام النعمة
ورضى الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب صلوات الله


ضقت بالامر ذرعا أى لم أقدر عليه .
(2)في المصدر و(م): انز على عبادي .
(3)الزيغ : الميل عن الحق : الشك .
(4)سورة المائدة : 3 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه