بحار الأنوار ج57

فيها ريح واحدة خلقت من نور مكتوب عليها الحياة(1)واللذات يقال لها البهاء ، فإذا
اشتاق أهل الجنة أن يزوروا ربهم هبت تلك الريح عليهم التيلم تخلق من حر
ولا من برد بل خلقت من نور العرش تنفخ في وجوههم ، فتبهي وجوههم وتطيب قلوبهم
ويزدادوا نورا على نورهم ، وتضرب أبواب الجنان ، وتجري الانهار ، وتسبح الاشجار
وتغرد الاطيار فلو أن من في السماوات والارض قيام يسمعون ما في الجنة من سرور
وطرب لمات الخلائق شوقا إلى الجنة ، والملائكة يدخلون عليهم(2)فيقولون كما
قال الله عزوجل في محكم كتابه العزيز " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين(3)سلام
عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "(4)قال : صدقت يامحمد .
قال : فأخبرني عن أرض الجنة ما هي ؟ قال : يا ابن سلام ، أرضها من ذهب ، و
ترابها المسك والعنبر ، ورضراضها الدر والياقوت ، وسقفها عرش الرحمن . قال : صدقت
يا محمد ، فأخبرني مما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها ، قال : يا ابن سلام ، يأكلون
من كبد الحوت الذي يحمل الارض وما عليها واسمه " بهموت " قال صدقت يا محمد .
قال : فأخبرني عن أهل الجنة كيف يصرفون ما يأكلون من ثمارها ؟ وكيف يخرج من
أجوافهم ؟ قال : يا ابن سلام ، ليس يخرج من أجوافهم شئ ، بل عرقا صبا أطيب من
المسك وأزكى من العنبر ، ولو أن عرق رجل من أهل الجنة مزج به البحار لاسكر
ما بين السماء والارض من طيب رائحته . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن لواء الحمد
ما صفته ؟ وكم طوله ؟ وكم ارتفاعه ؟ قال : يا ابن سلام ، طوله ألف سنة ، وأسنانه من
ياقوتة حمراء وياقوتةخضراء ، قوائمه من فضة بيضاء ، له ثلاث ذوائب من نور :
ذؤابة بالمشرق ، وذؤابة بالمغرب ، والثالثة في وسط الدنيا . قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني
كم سطرفيه مكتوب ؟ قال : ثلاثة أسطر : السطر الاول بسم الله الرحمن الرحيم ، والسطر


(1)الحباء‌ات(خ).
(2)في اكثر النسخ " يدخلون عليهم الملائكة " .
(3)الزمر : 73 .
(4)الرعد : 26 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه