بحار الأنوار ج70

قال الشيخ البهائي رحمه الله : لفظة في هنا إما للظرفية المجازية كما في نحو النجاة
في الصدق ، أو بمعنى مع كما في قوله تعالى : ادخلوا في أمم (1)وللسببية
كقوله تعالى : فذلكن الذي لمتنني فيه (2).
إذا أقبلت علينا قال قدس سره : الشرطيتان واقعتان موقع اي المفسرة
لحب الصبي لامه .
قال الطاعة لاهل المعاصي قال رحمه الله : ما ذكره هذا الرجل المتكلم
لعيسى على نبينا وآله وعليه السلام في وصف اصحاب تلك القرية ، وما كانوا عليه
من الخوف القليل ، والامل البعيد ، والغفلة واللهو واللعب ، والفرح باقبال الدنيا
والخوف بادبارها ، هو بعينه حالنا وحال أهل زماننا ، بل أكثرهم خال عن ذلك
الخوف القليل أيضا . نعوذ بالله من الغفلة ، وسوء المنقلب .
قال جبال من جمر في القاموس الجمرة النار المتقدة ، والجمع جمر ، قال
الشيخ المتقدم ذكره رحمه الله : هذا صريح في وقوع العذاب في مدة البرزخ أعني
ما بين الموت والبعث ، وقد انعقد عليه الاجماع ، ونطقت به الاخبار ، ودل عليه
القرآن العزيز ، وقال به أكثر أهل الملل ، وإن وقع الاختلاف في تفاصيله
والذي يجب علينا هو التصديق المجمل بعذاب واقع بعد الموت وقبل الحشر ، في
الجملة ، وأما كيفياتها وتفاصيله فلم نكلف بمعرفتها على التفصيل ، وأكثرها مما
لا تسعه عقولنا فينبغي ترك البحث والفحص عن تلك التفاصيل ، وصرف الوقت فيما
هو أهم منها أعني فيما يصرف ذلك العذاب ويدفعه عنا كيف ما كان ، وعلى أي
نوع حصل ، وهو المواظبة على الطاعات واجتناب المنهيات لئلا يكون حالنا في
الفحص عن ذلك والاشتغال به عن الفكر فيمايدفعه وينجي منه كحال شخص أخذه
السلطان وحبسه ليقطع في غد يده ، ويجذع أنفه ، فترك الفكر في الحيل المؤدية
إلى خلاصه ، وبقي طول ليله متفكرا في أنه هل يقطع بالسكين أو بالسيف ؟ وهل


(1)الاعراف : 38 .
(2)يوسف : 32 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه