بحار الأنوار ج53

يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ولا أهملهم سدى ، بل
خلقهم بقدرته ، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا ، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام
مبشرين ومنذرين : يأمرونهم بطاعته ، وينهونهم عن معصيته ، ويعرفونهم ماجهلوه
من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا ، وبعث إليهم ملائكة يأتين بينهم وبين
من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم ، وماآتاهم من الدلائل الظاهرة و
البراهين الباهرة ، والآيات الغالبة .
فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ، ومنهم من كلمه
تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم من أحيا الموتى باذن الله وأبرء الاكمه
والابرص باذن الله ، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ ، ثم بعث محمدا
صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين ، وتمم به نعمته ، وختم به أنبياء‌ه ، وأرسله إلى
الناس كافة ، وأظهر من صدقه ما اظهر وبينمن آياته وعلاماته ما بين .
ثم قبضه صلى الله عليه وآله حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الامر بعده إلى أخيه وابن عمه
ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلى الاوصياء من ولده واحدا واحدا :
أحيا بهم دينه ، وأتم بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم والادنين
فالاذنين من ذوي أرحامهم فرقانا بينا يعرف به الحجة من المحجوج ، والامام من


من جنبها ، والعشرون وضع راس الابهام بين المسبحة والوسطى ، والثلاثون ضم رأس
المسبحة مع رأس الابهام ، والاربعون أن تضع الابهام معكوفة الرأس إلى ظاهر الكف
والخمسون أن تضع الابهام على باطن الكف معكوفة الانمله ملصقة بالكف ، والستون أن
تنشر الابهام وتضم إلى جانب الكف اصل المسبحة ، والسبعون عكف باطن المسبحة على باطن
راس الابهام ، والثمانون ضم الابهام وعكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الابهام
المضمومة ، والتسعون ضم المسبحة إلى اصل الابهام ووضع الابهام عليها .
واذا أردت آحادا وأعشارا عقدت من الاحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة
واماالمئات فهي عقد اصابع الاحاد من اليد اليسرى فالمائة كالواحد والمائتان كالاثنين
وهكذا إلى التسعمائة .
وأما الالوف وهي عقد اصابع عشرات منها ، فالالف كالعشر والالفان كالعشرين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه