بحار الأنوار ج68

وفابه ولم يخلف وكان مع ذلك رسولا إلى جرهم نبيا رفيع الشأن
عالي القدر ، وقال ابن عباس : إنه واعد رجلا أن ينتظره في مكان ونسي الرجل
فانتظره سنة حتى أتاه الرجل ، وروي ذلك عن أبي عبدالله عليه السلام وقيل : أقام
ينتظره ثلاثة أيام عن مقاتل ، وقيل : إن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام مات قبل أبيه
إبراهيم وإن هذا هوإسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قوم فسلخوا جلدة وجهه
وفروة رأسه ، فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه ، ورضي بثوابه ، وفوض
أمره إلى الله في عفوه وعقابه ، ورواه أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام ثم قال في
آخره : أتاه ملك من ربه يقرئه السلام ويقول : قد رأيت ماصنع بك ، وقد أمرني
بطاعتك فمرني بماشئت ، فقال : يكون لي بالحسين اسوة(1)
8 - كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمدبن سالم ، عن أحمد بن النضر الخزاز
عن جده الربيع بن سعد قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : ياربيع إن الرجل ليصدق
حتى يكتبه الله صديقا(2)
بيان : الصديق مبالغة في الصدق أو التصديق والايمان بالرسول قولا و
فعلا قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى إنه كان صديقا (3)أي كثير التصديق في
امور الدين عن الجبائي ، وقيل : صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله(4)و
قال الراغب : الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبلا وعدا كان أوغيره
ولايكونان بالقصد الاول إلافي القول ولايكونان من القول إلافي الخبر دون
غيره من أصناف الكلام ، وقديكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام : الاستفهام
والامر والدعاء وذلك نحو قول القائل أزيد في الدار فان في ضمنه إخبارا بكونه
جاهلا بحال زيد ، وكذا إذا قال : واسني ، في ضمنه أنه محتاج إلى المواساة


(1)مجمع البيان ج 6 ص 518
(2)الكافى ج 2 ص 105
(3)مريم : 41
(4)مجمع البيان ج 6 ص 516

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه