بحار الأنوار ج22


( 12 باب ) (كيفية اسلام أبى ذر رضى الله

عنه وسائر أحواله إلى وفاته وما يختص به من الفضائل والمناقب وفيه أيضا بيان أحوال بعض الصحابة)

1 - م : حدثني أبي ، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان من خيار
أصحابه عنده أبوذر الغفاري ، فجاء‌ه ذات يوم فقال : يا رسول الله إن لي غنيمات
قدر ستين شاة ، فأكره أن أبدو فيها وافارق حضرتك وخدمتك ، وأكره أن
أكلها إلى راع فيظلمها ويسئ رعايتها فكيف أصنع ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ابد فيها
فبدا فيها ، فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
يابا ذر ، قال : لبيك يا رسول الله ، قال : ما فعلت غنيماتك ؟ قال : يا رسول الله إن
لها قصة عجيبة ، قال : وما هي ؟ قال : يا رسول الله بينا أنا في صلاتي على غنمي وأخطر
الشيطان ببالي : يابا ذر أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها
وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيش به ؟ فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى
والايمان(1)برسول الله صلى الله عليه وآله ، وموالاة أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب
عليه السلام ، ومولاة الائمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، و
كل ما فات بعد ذلك جلل(2)، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئب فأخذ حملا فذهب
به وأنا أحس به ، إذا أقبل على الذئب أسد فقطعه(3)نصفين ، واستنقذ الحمل و


(1)بمحمد رسول الله خ ل .
(2)في المصدر : وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل .
(3)بنصفين خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه