بحار الأنوار ج91

قلت : يا أمير المؤمنين أمرتني أن القي علي بن موسى للسباع ، فقال : ويلك
القيته ؟ فقلت : إي والله ، فقال : امض وانظر ماحاله ؟ فأخذت الشمع بين يدي
وطالعته ، فإذا هو قائم يصلي والسباع حوله ، فعدت إليه فأخبرته ، فلم يصدقني
ونهض واطلع إليه ، فناهده في تلك الحال فقال : السلام عليك يا ابن عم فلم يجبه
حتى فرغ من صلاته ، ثم قال : وعليك السلام يا ابن عم قد كنت أرجو أن لا تسلم
علي في مثل هذا الموضع ، فقال : أقلني فاني معتذر إليك . فقال له : قد نجانا الله
تعالى بلطفه ، فله الحمد .
ثم أمر باخراجه فاخرج ، فقال : فلا والله ما تبعه سبع ، فلما حضر بين
يدي الرشيد عانقه ثم حمله إلى مجلسه ، ورفعه إلى فوق سريره ، وقال له : يا ابن
عم إن أردت المقام عندنا ففي الرحب والسعة ، وقد أمرنا لك ولاهلك بمال
وثياب ، فقال له : لا حاجة لي في المال ولا الثياب ، ولكن في قريش نفر يفرق ذلك
عليهم ، وذكر له قوما ، فأمر له بصلة وكسوة ، ثم أمره أن يركب على بغال
البريد إلى الموضع الذي يحب ، فأجابه إلى ذلك ، وقال لي : شيعه .
فشيعته إلى بعض الطريق ، وقلت له : يا سيدي إن رايت أن تطول علي
بالعوذة ، فقال : منعنا أن ندفع عوذنا وتسبيحنا إلى كل أحد ، ولكن لك علي حق
الصحبة والخدمة ، فاحتفظ بها ، فكتبتها في دفتر وشددتها في منديل في كمي ، فما
دخلت إلى أمير المؤمنين إلا ضحك إلي وقضى حوائجي ، ولا سافرت إلا كانت
حرزا وأمانا من كل مخوف ، ولا وقعت في شدة إلا دعوت بها ، ففرج عني
ثم ذكرها .
يقول علي بن موسى بن طاووس مصنف هذا الكتاب : ربما كان هذا الحديث
عن الكاظم موسى بن جعفر صلوات الله عليه لانه كان محبوسا عند الرشيد لكنني
ذكرت هذا كما وجدته . الدعاء :
بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أنجز وعده ، ونصر
عبده ، وأعز جنده ، وهزم الاحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد ، الحمد لله رب

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه