بحار الأنوار ج9

قدما ولا بقاء أبد الابد ،(1)أولستم تشاهدون الليل والنهار وأحدهما بعد الآخر ؟
فقالوا : نعم ، فقالوا : أفترونهما لم يزالا ولا يزالان ؟ فقالوا : نعم ، قال : أفيجوز عندكم
اجتماع الليل والنهار ؟ فقالوا : لا ، فقال عليه السلام : فإذا ينقطع أحدهما عن الآخر فيسبق
أحدهما ويكون الثاني جاريا بعده ،(2)فقالوا : كذلك هو ، فقال : قد حكمتم بحدوث
ما تقدم من ليل ونهار ولم تشاهدوهما فلا تنكروا لله قدرة(قدرته خ ل)ثم قال عليه السلام :
أتقولون ما قبلكم(3)من الليل والنهار متناه أم غير متناه ؟ فإن قلتم : غير متناه فقد وصل
إليكم آخر بلا نهاية لاوله ، وإن قلتم : إنه متناه فقد كان ولا شئ منهما ،(4)قالوا : نعم ،
قال لهم : أقلتم : إن العالم قديم غير محدث وأنتم عارفون بمعنى ما أقررتم به وبمعنى ما
جحدتموه ؟ قالوا : نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فهذا الذي نشاهده من الاشياء بعضها إلى
بعض مفتقر ، لانه لا قوام للبعض إلا بما يتصل به ، كما ترى البناء محتاجا بعض أجزائه
إلى بعض وإلا لم يتسق ولم يستحكم ، وكذلك سائر ما نرى ،(5)قال : فإذا كان هذا
المحتاج بعضه إلى بعض لقوته وتمامه(6)هو القديم فأخبروني أن لو كان(محدثا ؟)كيف كان
يكون ؟ وماذا كانت تكون صفته ؟ قال : فصمتوا وعلموا(7)أنهم لا يجدون للمحدث
صفة يصفونه بها إلا وهي موجودة في هذا الذي زعموا أنه قديم ، فوجموا(8)وقالوا :
سننظر في أمرنا .
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الثنوية الذين قالوا : النور والظلمة هما المدبران


(1)في المصدر : أبد الاباد .
(2)في المصدر : ويكون الثاني حادثا بعده .
(3)في المصدر : ماتقدم(خ ل).
(4)في المصدر : فقد كان حادثا ولا شئ منها بقديم .
(5)= = : وكذلك سائر ماترون .
(6)= = : لقوامه وتمامه .
(7)في نسخة وفى الاحتجاج : فبهتوا وعلموا ، وفى المصدر : فبهتوا(وتحيروا خ ل)وعلموا .
(8)وجم : سكت وعجز عن التكلم من شدة الغيظ أو الخوف . عبس وجهه وأطرق لشدة الحزن .
وجم من الامر : أمسك عنه وهو كاره .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه