بحار الأنوار ج25

نعت الناعتين وأن يقاس بهم أحد من العالمين ، كيف وهم الكلمة العليآء ، والتسمية
البيضآء ، والوحدانية الكبرى التي أعرض عنها من أدبر وتولى ، وحجاب الله
الاعظم الاعلى .
فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول من هذا ؟ ومن(1) ذا عرف أو وصف من
وصفت ؟(2) ظنوا أن ذلك في غير آل محمد ، كذبوا وزلت أقدامهم ، اتخذوا العجل
ربا ، والشياطين حزبا ، كل ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة وحسدا لمعدن الرسالة
والحكمة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم ، فتبا لهم وسحقا ،(3) كيف اختاروا إماما
جاهلا عابدا للاصنام ، جبانا يوم الزحام ؟
والا مام يجب أن يكون عالما لا يجهل ، وشجاعا لا ينكل ، لا يعلو عليه حسب
ولا يدانيه نسب ، فهو في الذروة من قريش ، والشرف من هاشم ، والبقية من ابراهيم
والنهج(4) من النبع الكريم ، والنفس من الرسول ، والرضى من الله ، والقول
عن الله .
فهو شرف الاشراف والفرع من عبد مناف ، عالم بالسياسة ، قائم بالرياسة ،
مفترض الطاعة إلى يوم الساعة ، أودع الله قلبه سره ، وأطلق به لسانه فهو معصوم موفق
ليس بجبان ولا جاهل ، فتركوه ياطارق واتبعوا أهواء‌هم ومن أضل ممن اتبع هواه
بغير هدى من الله ؟
والامام ياطارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدسي ومقام
علي ونور جلي وسر خفي ، فهو ملك الذات ، إلهي الصفات ، زائد الحسنات ،
عالم بالمغيباب خصا من رب العالمين ، ونصا من الصادق الامين .


(1) في نسخة : وماذا عرف
(2) في نسخة : ما وصف .
(3) تباله أى الزمه الله خسرانا وهلاكا . وسحقا اى ابعده الله .
(4) في نسخة : والشمخ من النبع الكريم . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه