المأموم ، بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس
ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم
بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ، ولادعى أمر الله عزوجل كل أحد
ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العالم من الجاهل .
وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية
حالة هيى له رجاء أن يتم دعواه ، أبفقه في دين الله ؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام
ولا يفرق بين خطاء وصواب ، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكمامن
متشابه ، ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض
أربعين يوما يزعم ذلك لطلب الشعوذة ، ولعل خبره قد تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف
مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة ، أم بآية فليأت بها ، أم
بحجة فليقمها ، أم بدلالة فليذكرها .
إلى التسعة آلاف .
وكيف كان ، المعول في ايمان أبي طالب على ذبه عن رسول الله صلى الله عليه وآله
طيلة حياته وأشعاره المستفيضة المصرحة بأنه كان مؤمنا في قلبه ولكنه لم يظهره لئلا يسقط
عن أنظار قريش ، فيفوته الذب عنه ولذلك قال :
لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا
واماايمانه بحساب الجمل وان كان ورد من طرقنا أيضا ، لكن الاصل في ذلك
ما رواه شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن كما عرفت ، والحسين بن الروح النوبختي انما فسر الحديث
المرسل ، لا غير .
على أنه لو كان يتقى الملامة أو السبة او المعرة كما في رواية أخرى كان ذلك
حين يتطاول على قريش بالذب عنه صلى الله عليه وآله وأما عند الممات ، فلا وجه للتقية
أبدا ، فلم أسلم بحساب الحمل ولم يظهر اسلامه صريحا ، ولو صح الحديث مع غرابته لم
يفد في المقام شيئا فانه ليس بأصرح من قوله :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب