بحار الأنوار ج55

الاخرى : تأنيث الآخر ، أي الدار الاخرى غير الدنيا أو الاخيرة(بكل ذلك)
(متعلق ب‍(يصلح)وهو حال أي يصلح الله بكل من الليل والنهار وسائر الامور
المذكورة(شأنهم)هو بالهمز وقد يخفف : الامر والحال ، أي امورهم بحسب
العاجل والآجل(ويبلو أخباهم)قال الزمخشري في قوله تعالى(ولنبلونكم
حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)(1)أي ما يحكى عنكم وما يخبر
به من أعمالكم لنعلم حسنها من قبيحها ، لان الخبر على حسب المخبر عنه إن حسنا
فحسن وإن قبيحا فقبيح(انتهى)ومعنى(يبلو)يختبر أي يعاملهم معاملة المختبر .
(وينظر كيف هم في أوقات طاعته)أي كيف يصنعون في الاوقات التي وقتها
لطاعتهم هل يطيعون أو يعصون(ومنازل فروضه)أي أوقات فروض الله تعالى التي
فرضها على العباد ، فالمراد المنازل التي ينزل فيها الفروض ، أو منازل المكلف وهي
منسوبة إلى الفروض لحصول الفرض عندها ، أو هو من إضافة المشبه به إلى المشبه
كلجين الماء تشبيها للفروض بالمنازل التي ينزلها المسافر ، حيث إن المسافر في سفره
ينتظر المنزل قبل وصوله إليه ويتشوق له ، وإذا وصل إليه يفرح به ويفعل فيه
ما ينبغي أن يفعل ويأنس به ، فينبغي للمكلف أن يكون بالنسبة إلى ما فرض الله عليه
كذلك ، وعلى التقادير من قبيل ذكر الخاص بعد العام للاهتمام ، إذا الطاعة أعم
من الفرض بمعانيه . ويحتمل أن يراد بأوقات الطاعة العبادات الموقتة ، وبمنازل
الفروض غير الموقتة ، أو بالعكس ، والاحكام : أعم منهمالشمولها للخمسة ، وإن
كان شمولها للمباح لايخلو من تكلف ، بأن يقال : ينظر كيف هم فيه هل يعتقدونه
مباحا أم يبتدعون تحريمه أو غيرذلك ، مع أنه يمكن جعل المباحات طاعات بالنيات
كما سيأتي بيانه في محله . والمراد بمواقع الاحكام الامور التي تتعلق بها وهي أفعال
المكلفين ، أو الازمنة والاحوال التي تعرض فيها(ليجزي الذين أساؤوا)متعلق
بما قبله من الافعال الثلاثة ، أي إنما فعل تلك الامور ليجزي الذين أساؤوا أي
عملوا السيئة(بما عملوا)أي بعقاب ما عملوا ، أو بمثل ما عملوا ، أو بسببه(ويجزي


(1)محمد : 31 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه