بحار الأنوار ج43

له : يا أبا القاسم ، قال : يا أباالقاسم ، وإذا قيلله: يا رسول الله ، قال : لبيك
وسعديك وتهلل وجهه
فلما أن ناداه الاعرابي يا محمد يا محمد قال له النبي : يا محمد يا محمد ، قال له : أنت
الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أكذب
منك ، أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء إلها بعث بك إلى الاسود والابيض
واللات والعزى ، لو لا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتك بسيفي
هذا ضربة أقتلك بها ، فأسود بك الاولين والآخرين .
فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال النبي صلى الله عليه واله : اجلس يا باحفص
فقد كاد الحليم أن يكون نبيا .
ثم التفت النبي صلى ا لله عليه واله إلى الاعرابي فقال له : يا أخا بني سليم هكذا تفعل
العرب ؟ يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلام الغليظ ؟ يا أعرابي والذي
بعثني بالحق نبيا إن من ضربي في دار الدنيا هو غدا في النار يتلظى ، يا أعرابي
والذي بعثني بالحق نبيا إن أهل السماء السابعة يسمونني أحمد الصادق ، يا
أعرابي أسلم تسلم من النار يكون لك مالنا وعليك ما علينا وتكون أخانا في
الاسلام .
قال . فغضب الاعرابي وقال : واللات والعزى لا او من بك يا محمد أو يؤمن هذا
الضب ، ثم رمى بالضب عن كمه ، فلما أن وقع الضب على الارض ولى هاربا ، فناداه
النبي صلى الله عليه واله : أيها الضب أقبل إلي ، فأقبل الضب ينظر إلى النبي صلى الله عليه واله ، قال :
فقال له النبي صلى الله عليه واله : أيها الضب من أنا ؟ فاذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع
فقال : أنت محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فقال له النبي صلى الله عليه واله
: من تعبد ؟ قال : أعبدالله عزوجل الذي فلق الحبة وبرأ النسمة واتخذ إبراهيم
خليلا واصطفاك يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول :
ألا يارسول الله إنك صادق
* فبوركت مهديا وبوركت هاديا
شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما * عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه