بحار الأنوار ج9

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ولا تروعنكم فإن الله لا يهلككم بها ، وإنما أظهرها عبرة لكم
ثم نطروا وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها ودفعتها حتى أعادتها .
في السماء كما جاء‌ت منها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : بعض هذه الانوار أنوار من قد علم الله
أنه سيسعده بالايمان بي منكم من بعد ، وبعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج عن بعضكم
ممن لا يؤمن وهم يؤمنون .(1)
توضيح : استفحل الامر : تفاقم وعظم . قوله :(تكسح أرضها)أي تكنسها عن
تلك الاحجار . قوله :(فلعلنا نقول ذلك)لعل الاظهر : فلعلنا لا نقول ذلك ،(2)ويحتمل
أن يكون المعنى : افعل ذلك لعلنا نقول ذلك ، فيكون مصدقا لقولك وحجة لك علينا .
وكذا الكلام في قوله : فلعلنا نطغى . والضريبة : ما يؤدي العبد إلى سيده من الخراج
المقدر عليه . ويقال : استذم الرجل إلى الناس أي أتى بما يذم عليه .
3 - ما : المفيد قال : أخبرني أبومحمد عبدالله بن أبي شيخ إجازة قال : حدثنا
أبومحمد بن أحمد الحكيمي قال : أخبرنا عبدالرحمن بن عبدالله أبوسعيد البصري قال :
حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن بشار المدني(3)قال
حدثني سعيد بن مينا ، عن غير واحد من أصحابه أن نفرا من قريش اعترضوا الرسول
صلى الله عليه وآله منهم : عتبة بن ربيعة ، وامية بن خلف ، والوليد بن المغيرة ، و
العاص بن سعيد فقالوا : يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ،(4)فنشترك
نحن وأنت في الامر ، فإن يكن الذي نحن عليه الحق فقد أخذت بحظك منه ، و
إن يكن الذي أنت عليه الحق فقد أخذنا بحظنا منه ، فأنزل الله تبارك وتعالى :
" قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد " إلى آخر السورة


(1)تفسير العسكرى : 203 - 212 . الاحتجاج : 13 - 18 .
(2)بل الاظهر الاول لانه طلب بذلك العذاب .
(3)هكذا في النسخ والصحيح كما في المصدر وأمالى المفيد : محمد بن اسحاق بن يسار المدنى
وهو أبوبكر المدنى امام المغازى نزيل العراق التمرجم في رجال الشيخ ورجال العامة ، المتوفى
سنة 150 ويقال بعدها . والحديث يوجد أيضا في امالى المفيد : 145 .
(4)في المصدر : هلم فلتعبد ما نعبد فنعبد ما تعبد . وفى امالى المفيد مثل ما في المتن .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه