بحار الأنوار ج10

وإذا خرجت منها الروح نقصت ، وكان من عوسج ، وكانت عشرة أذرع ، وكانت من
الجنة أنزلها جبرائيل عليه السلام(1)
وأما سؤالك عن جارية تكون في الدنيا لاخوين وفي الآخرة لواحد ، فتلك
النخلة في الدنياهي لمؤمن مثلى ولكافر مثلك ، ونحن من ولد آدم عليه السلام وفي الآخرة
للمسلم دون الكافر المشرك ، وهي في الجنة ليست في النار ، وذلك قوله عزوجل :
(فيها فاكهة ونخل ورمان)ثم طوى الكتاب وأنفذه ، فلما قرأه قيصر عمد إلى
الاسارى فأطلقهم وأسلم ودعا أهل مملكته إلى الاسلام والايمان بمحمد صلى الله عليه وآله ،
فاجتمعت عليه النصارى وهموا بقتله فجاء بهم(2)فقال : ياقوم إني أردت أن اجر بكم ،
وإنما أظهرت منه ما أظهرت للنظر كيف تكونون ،(3)فقد حمدت الآن أمر كم عندالاختبار
فاسكنوا(4)وأطمأنوا ، فقالوا كذلك الظن بك ، وكتم قيصر أسلامه حتى مات وهو
يقول لخواص أسحابه ومن يثق به : إن عيسى ، عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى
مريم وروح منه ، محمد صلى الله عليه وآله نبي بعد عيسى بشر أصحابه بمحمد صلى الله عليه وآله
ويقول : من أدركه منكم فليقرأه مني السلام ، فإنه أخي وعبدالله ورسوله ، ومات
قيصر على القول مسلما ، فلمامات وتولى بعده هر قل أخبروه بذلك قال : اكتموا
هذاو أنكروه ولا تقروا(5)فإنه إن ظهر طمع ملك العرب ، وفي ذلك فسادنا و
هلاكنا فمن كان من خواص قيصر وخدمه وأهله على هذا الرأي كتموه ، وهر قل
أظهر النصر انية وقوي أمره والحمدلله وحده وصلى الله على محمد وآله(6)
5 - ومن الكتاب المذكور بحذف الاسناد قال : سهل بن حنيف الانصاري
أقبلنا مع خالدين الوليد فانتهينا إلى دير فيه ديراني فيما بين الشام والعراق ، فأشرف


(1)في المصدر : أنزلها جبرئيل على شعيب
(2)في المصدر : فأجابهم(3)في المصدر : وإنما أظهرت ما اظهرت لانظر كيف تكونون
(4)في المصدر : فسكتوا
(5)في المصدر : ولاتقروا به فانه إن يظهر طمع ملك العرب
(6)ارشاد القلوب 2 : 175(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه