بحار الأنوار ج38

10 قب : صارا أخوين من ثلاثة أوجه : أولها لقوله عليه السلام : فما زال ينقله من
الآباء الاخاير ، الخبر ، والثاني أن فاطمة بنت أسد ربته حتى قال :(هذه امي)وكان
عند أبى طالب من أعز أولاده ، رباه في صغره وحماه في كبره ، ونصره باللسان والمال
والسيف والاولاد والهجرة ، والاب أبوان أب ولادة وأب إفادة ، ثم إن العم والد ، قوله
تعالى حكاية يعقوب :(ما تعبدون من بعدي(1))الآية ، وإسماعيل كان عمه ، وقوله
تعالى حكاية عن إبراهيم :(وإذ قال إبراهيم لابيه آزر(2))قال الزجاج : أجمع النسابة
أن اسم أبي إبراهيم تارخ ، والثالث آخاه في عدة مواضع : يوم بيعة العشيرة حين لم يبايعه
أحد بايعه علي على أن يكون له أخا في الدارين ، وقال في مواضع كثيرة منها يوم خيبر
(أنت أخي ووصيي)وفي يوم المواخاة ما ظهر عند الخاص والعام صحته وقد رواه ابن بطة
من ستة طرق ، وروي أنه كان النبي صلى الله عليه وآله بالنخيلة وحوله سبعمائة وأربعون رجلا ، فنزل
جبرئيل عليه السلام وقال : إن الله تعالى آخى بين الملائكة : بيني وبين ميكائيل ، وبين إسرافيل
وبين عزرائيل ، وبين دردائيل وبين راحيل : فآخى النبي صلى الله عليه وآله بين أصحابه .
وروى خطيب خوارزم في كتابه بالاسناد عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وآله : أول
من اتخذ علي بن أبي طالب عليه السلام أخا إسرافيل ثم جبرائيل ، الخبر .
تاريخ البلاذري والسلامي وغيرهما عن ابن عباس وغيره : لما نزل قوله تعالى :
(إنما المؤمنون إخوة)(3)آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين الاشكال والامثال فآخى بين أبي بكر
وعمر ، وبين عثمان وعبدالرحمان ، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ، وبين طلحة
والزبير ، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الانصاري ،
وبين أبي ذر وابن مسعود ، وبين سلمان وحذيفة ، وبين حمزة وزيد بن حارثة ، وبين أبي الدرداء


(1)سورة البقرة : 133 وتمام الاية(قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل و
اسحاق)فاطلق لفظ الاب على اسماعيل بالنسبة إلى يعقوب عليهما السلام مع انه كان عمه لا أباه ،
لان يعقوب من ولد اسحاق .
(2)سورة الانعام : 74 .
(3)سورة الحجرات : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه