بحار الأنوار ج47

كتاب الرجل مما خرج منه ، وعليه سماع الحسين بن علي بن الحسن ، وهو نسخة
عتيقة بلفظه قال : أخبرنا محمد بن عبدالله بن سعيد الكندي قال : هذا كتاب غالب بن
عثمان الهمداني وقرأت فيه ، أخبرني خلاد بن عمير الكندي مولى آل حجر بن
عبدي قال ، دخلت على أبي عبدالله عليه السلام قال : هل لكم علم بآل الحسن الذين خرج
بهم مما قبلنا ؟ وكان قد اتصل بنا عنهم خبر ، فلم نحب أن نبدأه به ، فقلنا :
نرجو أن يعافيهم الله ، فقال : وأين هم من العافية ؟ ثم بكى عليه السلام حتى على صوته
وبكينا .
ثم قال : حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين قالت : سمعت أبي صلوات
الله عليه يقول : يقتل منك أو يصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الاولون ولا
ويدركهم الآخرون ، وإنه لم يبق من ولدها غيرهم .
أقول : وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني
الحسن عليه وعليهم السلام ، وأنهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام والظفر
بالسعادة والاكرام .
ومن ذلك ما رواه أبوالفرج الاصفهاني(1)عن يحيى بن عبدالله - الذي سلم
من الذين تخلفوا في الحبس من بني الحسن - فقال : حدثنا عبدالله بن فاطمة
الصغرى ، عن أبيها عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يدفن من ولدي سبعة بشط الفرات ، لم يسبقهم الاولون ولم يدركهم
الآخرون ، فقلت : نحن ثمانية ؟ فقال : هكذا سمعت ، فلما فتحو الباب وجدوهم
موتى وأصابوني وبي رمق ، وسقوني ماء‌ا وأخرجوني فعشت .
ومن الاخبار الشاهدة بمعرفتهم بالحق ما وراه أحمد بن إبراهيم الحسيني
في كتاب المصابيح بإسناده أن جماعة سألوا عبدالله بن الحسن وهو في المحمل الذي
حمل فيه إلى سجن الكوفة ، فقلنا : يا ابن رسول الله محمد ابنك المهدي ؟ فقال :
يخرج محمد من ههنا - وأشار إلى المدينة - فيكون كلحس الثور أنفه حتى يقتل ، ولكن


(1)مقاتل الطالبيين ص 193 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه