بحار الأنوار ج47

بها ، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وإنشاده ، ثم عاد فيه فقيل له :
ألم تكن زهدت فيها وتركتها ؟ ! فقال : نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه
فقيل له : وما رأيت ؟ قال : رأيت كأن القيامة قد قامت ، وكأنما أنا في المحشر
فدفعت إلي مجلة ، قال أبومحمد : فقلت لابي المسيح وما المجلة ؟ قال : الصحيفة
قال : نشرتها فاذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي
علي بن أبيطالب عليه السلام قال : فنظرت في السطر الاول ، فاذا أسماء قوم لم
أعرفهم ، ونظرت في السطر الثاني فاذا هو كذلك ، ونظرت في السطر الثالث والرابع
فاذا فيه " والكميت بن زيد الاسدي " قال : فذلك دعاني إلى العود فيه(1).
22 - كش : نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن علي بن
إسماعيل ، عن فضيل الرسان قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن
علي فادخلت بيتا جوف بيت فقال لي : يا فضيل قتل عمي زيد ؟ قلت : جعلت فداك
قال : رحمه الله أما إنه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالما ، وكان صدوقا
أما إنه لو ظفر لوفى أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها ، قلت : يا سيدي ألا انشدك
شعرا ؟ قال : أمهل ، ثم أمر بستور فسدلت ، وبأبواب ففتحت ، ثم قال : أنشد
فأنشدته :
لام عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع
لما وقفت العيس في رسمه * والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت أهوى به * فبث والقلب شجى موجع
عجبت من قوم أتوا أحمدا * بخطة ليس لها مدفع
قالوا له لوشئت أخبرتنا * إلى من الغاية . المفزع
إذا توليت وفارقتنا * ومنهم في الملك من يطمع
فقال : لو أخبرتكم مفزعا * ما ذا عسيتم فيه أن تصنعوا ؟
صنيع أهل العجل إذ فارقوا * هارون فالترك له أو دع


(1)المصدر السابق ص 136 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه