بحار الأنوار ج48

أبوالوضاح : فحدثني أبي قال : كان جماعة من خاصة أبي الحسن عليه السلام من أهل بيته
وشيعته يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس(1)لطاف وأميال فإذا
نطق أبوالحسن عليه السلام بكلمة وأفتى في نازلة أثبت القوم ماسمعوا منه في ذلك ، قال :
فسمعناه وهو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته ، ثم ذكر الدعاء .
وقال : ثم أقبل علينا مولانا أبوالحسن عليه السلام ثم قال : سمعت من أبي جعفر
ابن محمد يحدث عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده أمير المؤمنين عليه السلام
أنه قد سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : اعترفوا بنعمة الله ربكم عزوجل وتوبوا إليه
من جميع ذنوبكم ، فإن الله يحب الشاكرين من عباده ، قال : ثم قمنا إلى
الصلاة وتفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراء‌ة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي
والبيعة لهارون الرشيد(2).
بيان : لاتنطقوا الشعر فيه حذف وإيصال إي بالشعر ، ودفن القوافي كناية
عن الموت أي متم وتركتم القوا في ، وصحراء الغميم لعل المراد به كراع الغميم
وهو واد على مرحلتين من مكة ، وفي المناقب بصحراء الغوير ، والغوير كزبير
ماء لبني كلاب ، قوله كمن كنتم تصيبون نيله أي عطاء‌ه ، وفي المناقب سلمه ، أي
مسالمته ومصالحته ، والضيم الظلم ، وفي المناقب فيقبل قيلا ، ورضى السيف كناية عن
المبالغة في القتل .
وقوله : لو كان أمرا مدانيا لو للتمني أي ليت محل النزاع بيننا وبينكم كان
أمرا قريبا فلا نرضى بقتلكم ، ولكن بين مطلوبنا ومطلوبكم بون بعيد ، قوله :
ولكن قد أسأنا التقاضيا أي لم نظلمكم أولا بل بدأتم بالظلم وطلبنا منكم الثأر بأقبح
وجه ، والتقريظ مدح الانسان وهو حي ، والغشم الظلم ، وأفرخ الروع ذهب ، وهوم
الرجل إذا هز رأسه من النعاس ، أقول : رواه في الكتاب العتيق ، عن أبي المفضل


(1)الابنوس : شجر عظيم صلب العود أسوده .
(2)مهج الدعوات ص 217 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه