بحار الأنوار ج23

أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت وبما فيه ، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير
ولده وألزمهم له ، وأفضلهم عنده ، وسلم إليه التابوت وما فيه ، وليضع كل
وصي وصيته في التابوت وليوص بذلك بعضهم إلى بعض ، فمن أدرك نبوة نوح
فليركب معه ، وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه ، ولا يتخلف عنه أحد .
واحذر يا هبة الله وأنتم يا ولدي الملعون قابيل وولده ، فقد رأيتم ما فعل
بأخيكم هابيل فاحذروه وولده ولا تناكحوهم ولا تخالطوهم ، وكن أنت يا هبة
الله وإخوتك(1)وأخواتك في أعلى الجبل واعزله وولده ، ودع الملعون قابيل و
ولده في أسفل الجبل .
قال : فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه تهيأ آدم للموت و
أذعن به ، قال : وهبط عليه ملك الموت فقال آدم : دعني يا ملك الموت حتى أتشهد
واثني على ربي بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي ، فقال آدم : أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أني عبدالله وخليفته في أرضه ، ابتدأني باحسانه
وخلقني بيده ، لم يخلق خلقا بيده سواي ، ونفخ في من روحه ، ثم أجمل صورتي
ولم يخلق على خلقي أحدا قبلي ، ثم أسجد لي ملائكته ، وعلمني الاسماء كلها
ولم يعلمها ملائكته ، ثم أسكنني جنته ، ولم يكن جعلها دار قرار ، ولا منزل استيطان
وإنما خلقني ليسكنني الارض للذي أراد من التقدير والتدبير ، وقدر ذلك
كله قبل أن يخلقني ، فمضيت في قدرته وقضائه ونافذ أمره ، ثم نهاني أن آكل
من الشجرة فعصيته وأكلت منها فأقالني عثرتي ، وصفح لي عن جرمي ، فله الحمد
على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عني .
قال : فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه .
فقال أبوجعفر عليه السلام : إن جبرئيل نزل بكفن آدم وبحنوطه وبالمسحاة معه
قال : ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم ، قال : فغسله هبة -


(1)في نسخة الكمبانى : واخوانك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه