بحار الأنوار ج81

لان المراد بذلك الشرك الجلي وهذا هو الشرك الخفي .
وللآية تفاسير اخر بحسب بطونها فمنها ما رواه في الكافي والتهذيب (1)باسنادهما
عن الوشا قال : دخلت على الرضا عليه السلام وبين يديه إبريق يريد أن يتوضأ منه للصلاة
فدنوت لاصب عليه ، فأبى ذلك ، وقال : مه يا حسن ! فقلت : لم تنهاني أن أصب
عليك ؟ تكره أن اوجر ؟ فقال : تؤجر أنت واوزر أنا ، فقلت له : وكيف ذلك ؟ فقال :
أما سمعت الله يقول : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة
ربه أحدا ها أنا ذا أتوضأ للصلاة ، وهي العبادة ، فأكره أن يشركني فيها أحد .
وبمضمونه رواية اخرى عن الرضا عليه السلام (2)ورواية اخرى (3)عن
أمير المؤمنين .
فعلى هذا المعنى تدل على عدم جواز تولية الغير شيئا من العبادة لا بعضا ولا كلا ،
ولا استعانة ، إلا ما أخرجه الدليل ، فلا تجوز التولية في الوضوء لا بعضا ولا كلا اختيارا
كما مر ، ولا في الغسل والتيمم ، ولا الاتكاء في الصلاة ، بل يجب الاستقلال بالقيام
والقعود وغيرهما اختيارا ، فلا يجوز أن يأخذ القرآن أو الكتاب غير المصلي ليقرأه
إن جوزناه لكن مع إجمال الآية وتعارض التفاسير الواردة فيها ، يشكل الحكم بالتحريم
بمجردها إلا بمعاونة الاخبار فلينظر فيها وقد مر الكلام فيها .
ومنها ما رواه العياشي (4)عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال :
العمل الصالح المعرفة بالادئمة ولا يشرك بعبادة ربه أحدا التسليم لعلي عليه السلام لا يشرك
في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله .
وروى علي بن إبراهيم (5)عنه عليه السلام ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال :


(1)الكافي ج 3 ص 69 ، التهذيب ج 1 ص 104 .
(2)ارشاد المفيد : 295 .
(3)تراه في علل الشرايع ج 1 ص 264 ، المقنع ص 2 ط حجر ، الفقيه ج 1 ص 27 .
(4)تفسير العياشي ج 2 ص 353 .
(5)تفسير القمي : 407 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه