الله به الدين ونصر به المسلمين ، وما أظهر الله ورسوله من مناقبي ، فكثيرا ما يطلق
الايام ويراد بها الوقايع المشهورة الواقعة فيها ، وقال المفسرون في قوله تعالى :(و
ذكرهم بأيام الله)أي نعمه . وسيأتى في بعض الروايات :(وأصغوا إنائي)أي أما لوه لينصب
مافيه . والوفرة : الشعر المجتمع على الرأس ، أو ما سال على الاذنين منه ، أو ما جاوز شحمة
الاذن . قوله :(وكان صبيا)أي حدث السن ، فإنه عليه السلام كان في زمن خلافة أمير
المؤمنين عليه السلام متجاوزا عن الثلاثين .
قوله عليه السلام(فمن قال غير هذا فكذبه)أي لا يعلم أكثر الناس ولا يصلحهم أن
يعلموا بغير هذا الوجه ، فلا ينافي ما ورد من تحديده في بعض الاخبار لبعض المصالح
وسيأتي في كتاب السماء والعالم ، وسيأتي تفصيل أجزاء الخبر في مواضعها .
2 فس : الحسين بن عبدالله السكيني ، عن أبي سعيد البجلي ،(1)عن عبد
الملك بن هارون ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : لما بلغ ملك الروم أمر أمير
المؤمنين عليه السلام ومعاوية واخبر أن رجلين قدخر جا يطلبان الملك فسأل من أين خرجا ؟
فقيل له : رجل بالكوفة ورجل بالشام ، فأمر الملك وزراءه فقال : تخللوا هل تصيبون
من تجار العرب من يصفهما لي ، فاتي برجلين من تجار الشام ، ورجلين من تجار
مكة فسألهم من صفتهما ، فوصفوهما له ، ثم قال لخزان بيوت خزائنه : أخرجوا إلي
الاصنام فأخرجوها فنظر إليها فقال : الشامي ضال ، والكوفي هاد . ثم كتب إلى
معاوية : أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك ، وكتب إلى أميرالمؤمنين عليه السلام : أن ابعث إلي
أعلم أهل بيتك فأسمع منهما ، ثم أنظر في الانجيل كتابنا ثم اخبركما من أحق
بهذا الامر ، وخشي على ملكه . فبعث معاوية يزيد ابنه ، وبعث أميرالمؤمنين عليه السلام
الحسن عليه السلام ابنه ، فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده فقبلها ثم قبل رأسه ، ثم
دخل عليه الحسن بن علي صلوات الله عليهما فقال :
الحمدلله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ، ولا عابد الشمس
والقمر ، ولا الصنم والبقر ، وجعلني حنيفامسلما ولم يجعلني من المشركين ، تبارك الله
(1)لعله ثابت بن ابى ثابت عبدالله البجلى الكوفى المترجم في أصحاب الباقر والصادق
عليهما السلام من رجال الشيخ .(*)