بحار الأنوار ج63

وماذا تمسان ؟ فالاولي به ان يغسلهما عند الطعام وإذا تناول شيئا فالاولى أن يغسلهما
نفيا للوضرو الزهومة التي ربما تتلوثان به ، فيقول عليه السلام : إن التنظف قبل الطعام
ينفي الفقر ، لانه اجل الرزق الذي رزقه الله تعالى ، فتنظف له فكأن هذا الفعل
منه مما يبارك فيه ، وبعده ينفي اللمم يعنى السوداء التي تعرض للانسان هل يده
طاهرة ام لا ؟ وإذا غسلهما قطع على النظافة والطهارة ، وسلمت ثيابه من الدنس
والزهومات ، والانسان مشغول القلب بثيابه .
وقوله عليه السلام : يصح البصر يجوز ان يكون لمكان انتفاء الزهومات ، فهي مما
تؤذي العين وكذلك كل ريح كريهة فان العين تتأذى بها ، ولعل ذلك خاصية
عرفها رسول الله صلى الله عليه وآله .
وفايدة الحديث الامر بغسل اليدين قبل الطعام وبعده تنظفا وتطهرا ، وراوي
الحديث موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله .
43 الدعايم : عن النبى صلى الله عليه وآله انه امر بغسل اليدين بعد الطعام من الغمر
وقال : إن الشيطان يشمه .
وعن علي عليه السلام انه قال : بركة الطعام الوضوء قبله وبعده ، والشيطان مولع
بالغمر ، فاذا أوى احدكم إلى فراشه فليغسل يديه من ريح الغمر .
وعنه عليه السلام انه كان يكره أن تغسل الايدي بشئ من الطعام ، ويقول : إن
النعمة تنفر من ذلك .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله انه نهى ان يرفع الطست من بين يدى القوم حتى يمتلئ .
وعن جعفر بن محمد عليه السلام انه قال : رب البيت يتوضأ آخر القوم ، يعني عليه السلام
من غير عياله إذا حضر عنده قوم من إخوانه(1).
44 الشهاب والمكارم : قال رسول الله صلى الله عليه وآله اجمعوا وضوء‌كم جمع الله شملكم(2).
الضوء : الوضوء اسم للماء الذي يتوضأ به ، والوضوء المصدر ، ومنهم من يفتح


(1)دعائم الاسلام : 2 ر 121 .
(2)مكارم الاخلاق : 160 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه