بحار الأنوار ج11

الجنة ، فإنه كان ينصب نفسه(1)وجسده يتعبهما لي ، فكان حقا علي أن اعوضه من
ذلك الراحة والطمأنينة ، وأن ابوئه بتواضعه لي وبصالح عبادتي من الجنة مقعدا ومكانا
عليا .(2)
10 - ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن الصائغ ، عن ابن زكريا القطان ، عن
ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن ابن مهران ، عن الصادق عليه السلام قال : إذا دخلت
الكوفة فأت مسجد السهلة فضل فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك ، فإن مسجد السهلة
بيت إدريس النبي عليه السلام الذي كان يخيط فيه ويصلي فيه ، ومن دعا الله فيه بما أحب قضى

له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلى درجة إدريس عليه السلام ، واجير من مكروه الدنيا
ومكائد أعائه .(3)
أقول : قد أوردنا مثله بأسانيد في باب مسجد السهلة ، وقال المسعودي : اخنوخ
هو إدريس النبي عليه السلام والصابئة تزعم أنه هرمس ، ومعنى هرمس عطارد ، وهو الذي أخبر
الله في كتابه أنه رفعه مكانا عليا ، وكان عالما بالنجوم ، وكانت حياته في الارض ثلاثمائة
سنة ،(4)وقيل : أكثر من ذلك ،(5)وهو أول من طرز الطرز(6)وخاط بالابرة ، وانزل
عليه ثلاثون صحيفة ، وكان نزل قبل ذلك على آدم إحدى وعشرون صحيفة ونزل على
شيث تسعة وعشرون صحيفة فيها تهليل وتسبيح .(7)
وقال الطبرسي رحمه الله والرازي : إنه جد أبي نوح عليه السلام واسمه اخنوخ ، وهو
أول من خاط الثياب ولبسها ، وكانوا يلبسون الجلود .(8)
وقال ابن الاثير في الكامل : قام أنوش بن شيث بعد موت أبيه بسياسة الملك وتدبير


(1)أى يتعبه ويزجره ، وفى نسخة : كان ينصب نفسه وجسده بتعبهما .
(2 و 3)مخطوط . م
(4)وبه قال اليعقوبى في تاريخه .
(5)ليس في المصدر بين قوله : " مكانا عليا " وقوله : " وهو اول " شئ . م
(6)في المصدر : من درز الدروز . م
(7)مروج الذهب ج 1 : 18 . وقد فصل ترجمة في اثبات الوصية : ص 11 وقال : وفى
أيامه ملك بيوراسب من ولد قابيل ألف سنة ، ثم ذكر ما تقدم في الخبر الثانى ، وقال : كان منزله
مسجد السهلة بظاهر الكوفة ، وقال : وكانت سنه في الوقت الذى رفع فيه ثلاث مائة وستا
وخمسين سنة .
(8)مجمع البيان 6 : 519 مفاتيح الغيب 5 : 566 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه