بحار الأنوار ج70

وباسناده ايضا عن نصر بن الصباح قال : كان أبوعبدالله عليه السلام يقول لعبد
الرحمن بن الحجاج : يا عبدالرحمن كلم أهل المدينة فاني أحب أن يرى في
رجال الشيعة مثلك(1).
وباسناده ايضا عن محمد بن حكيم قال : ذكر لابي الحسن عليه السلام اصحاب
الكلام فقال : أماابن حكيم فدعوه(2).
فهذه الاخبار كلها مع كون أكثرها من الصحاح تدل على تجويز الجدال
والخصومة في الدين على بعض الوجوه ، ولبعض العلماء ، وتؤيد بعض الوجوه التي
ذكرناها في الجمع .
من لقي الله بهن (3)اي كن معه إلى الموت أو في الحشر دخل الجنة
من اي باب شاء كأنه مبالغة في إباحة الجنة له ، وعدم منعه منها بوجه في المغيب
والمحضر اي يظهر فيه آثار خشية الله بترك المعاصي في حال حضور الناس وغيبتهم
وقيل : أي عدم ذكر الناس بالشر في الحضور والغيبة ، والاول اظهر .
وإن كان محقا قد مر أنه لا ينافي وجوب إظهار الحق في الدين ، ولا
ينافي ايضا جواز المخاصمة لاخذ الحق الدنيوي ، لكن بدون التعصب وطلب الغلبة
وترك المداراة ، بل يكتفي بأقل ما ينفع في المقامين ، بدون إضرار وإهانة وإلقاء
باطل ، كما عرفت .
من نصب الله (4)النصب الاقامة ، والغرض بالتحريك الهدف ، قال في
المصباح : الغرض الهدف الذي يرمي إليه ، والجمع أغراض ، وقولهم : غرضه كذا
على التشبيه بذلك ، اي مرماه الذي يقصده انتهى ، وهنا كناية عن كثرة المخاصمة
في ذات الله سبحانه وصفاته فان العقول قاصرة عن إدراكها ، ولذا نهي عن التفكر


(1)رجال الكشي ص 374 .
(2)رجال الكشى ص 380 .
(3)شروع في شرح الحديث الثاني .
(4)شروع في شرح الحديث الثالث .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه