بحار الأنوار ج36

أقول : وروى السيد بن طاوس في الطرائف هذه الاخبار من الكتب المذكورة
وغيرها ثم قال : وقد رأيت تصنيفا لابي عبدالله محمد بن عبدالله بن عياش اسمه " كتاب
مقتضب الاثر في إمامة الاثني عشر " وهو نحو من أربعين ورقة ، يذكر فيها أحاديث عن نبيهم
محمد صلى الله عليه وآله بإمامة الاثني عشر من قريش(1)، ورأيت أيضا كتاب تصنيف رجال الاربعة
المذاهب ورواتهم اسم تصنيف المذكور " تاريخ أهل البيت من آل رسول الله صلى الله عليه وآله " رواية
نضر بن علي الجهضمي يتضمن تسمية الاثني عشر من آل محمد المشار إليهم ، ورأيت أيضا
كتابا آخر من تصنيف رجال الاربعة المذاهب ورواتهم ترجمة الكتاب " تاريخ مواليد ووفاة
أهل البيت عليهم السلام وأين دفنوا " رواية ابن الخشاب الحنبلي النحوي يتضمن تسمية
الاثني عشر المشار إليهم والتنبيه عليهم ، ورأيت في كتبهم وتصانيفهم وروايتهم غير ذلك مما يطول
تعداده تتضمن الشهادة للفرقة الشيعة بتعيين أئمتهم الاثني عشر وأسمائهم عليهم السلام انتهى(2).
أقول : لما أورد أصحابنا تلك الاحاديث المنقولة من صحاح العامة في كتبهم وقد
لا يوجد في اصولهم الموجودة الآن بعض تلك الاخبار أو فيها مخالفة إما لاختلاف النسخ
أو لحذف بعضها عنادا(3)فأحببت أن اخرج بعض أخبار هذا الباب من أصل كتبهم ،
ولما كان جامع الاصول لابن الاثير أثبت زبرهم بأجمعها(4)آثرت الايراد منه ، فروى
من صحيح البخاري ومسلم والترمذي وسنن أبي داود عن جابر بن عبدالله(5)قال : سمعت
النبي صلى الله عليه وآله يقول : يكون بعدي اثنا عشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه

قال : كلهم من قريش . وفي رواية قال : لا يزال أمر الناس ماضيا ما ولاهم اثنا عشر رجلا
ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال :
قال : كلهم من قريش(6).


(1)في المصدر : من قريش باسمائهم .
(2)الطرائف : 43 .
(3)اذا كان الحال في زمن العلامة المجلسى كذلك فكيف يكون في زماننا هذا ؟
(4)في(د)اضبط زبرهم واجمعها . والزبر : الكتب .
(5)الصحيح كما في(د)عن جابر بن سمرة .
(6)في(د)بعد ذلك : هذه رواية البخارى ومسلم ، وفى رواية اخرى لمسلم قال : انطلقت
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعى أبى فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثنى
عشر خليفة ، فقال كلمة أصمنيها الناس ، فقلت : لابى : ما قال ؟ قال قال : كلهم من قريش .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه