بحار الأنوار ج38

عظيمكم أهل البيت ، قلت : خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فدان(1)ويقرأ القرآن
قال : يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شئ من أمر الخلافة ؟
قلت : نعم ، قال ، أيزعم أن رسول الله نص عليه ؟ قلت : نعم ، وأزيدك ، سألت أبي عما
يدعيه فقال : صدق ، فقال عمر : لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في أمره ذرو من قول لا يثبت
حجة ولا يقطع عذرا ! ولقد كان يزيغ(2)في أمره وقتاما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح
باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الاسلام ! لاورب هذه البنية لا تجتمع عليه
قريش أبدا ، ولو وليها لا نتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أني علمت
ما في نفسه فأمسك ، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم . ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب
كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسندا(3).
133 ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن سعيد بن عبدالله بن موسى ، عن محمد
بن عبدالرحمان العرزمي ، عن ، المعلى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا : أعطاني
جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا وأعطاني الكوثر و
أعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء
والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه ، قال : ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له : ما يبكيك
فداك أبي وامي ؟ فقال : يا ابن عباس إن أول ما كلمني به أن قال : يا محمد انظر تحتك
فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ، ونظرت إلى علي وهو
رافع رأسه إلي ، فكلمني وكلمته وكلمني ربي عزوجل ، فقلت : يا رسول الله بم كلمك
ربك ؟ قال : قال لي : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فأعلمه
فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل فقال لي ، قد قبلت وأطعت ،


(1)متح الماء : نزعه ، الدلووبها : استخرجها . الغرب بفتح أوله وسكون ثانيه الدلو
العظيمة . والفدان : المزرعة ، وفي المساحة أربعمائة قصبة مربعة .
(2)أى يميل .
(3)شرح النهج 3 : 141 و 142 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه