بحار الأنوار ج10

صلى الله عليه وآله من العباس وألى بمقامه منه إ ثبت أن المقام موروث ، وذلك
أن عليا عليه السلام كان ابن عم رسول الله لابيه وامه ، العباس رحمه الله عمه لابيه ،(1)
ومن تقرب بسببين كان أقرب ممن يتقرب بسبب واحد . وأقول : إنه لولم تكن فاطمة
عليها السلم موجودة بع رسول الله صلى الله عليه وآله لكان أميرالمومنين أحق بتركته من العباس
رحمه الله ، ولو ورث مع الولد أحد غير الابوين والزوج والزوجة لكان أميرالمؤمنين
أحق بميراثه صلى الله عليه وآله مع فاطمة عليها السلام من العباس بما قدمت من انتظامه القرابة من
جهتين ، واختصاص العباس بها من جهة واحدة .
قال الشيخ أيده الله : ولست أعلم بين أهل العلم خلافا في أن عليا عليه السلام ابن
عم رسول الله صلى الله عليه وآله لابيه وامه ، وأن العباس رضي الله عنه كان عمه لابيه خاصة ،
ويدل على ذلك ما رواه نقلة الآثار وهو أن أبا طالب رحمه الله مر على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلي عليه السلام إلى جنبه ، فلما سلم قال : ما هذا يا ابن أخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
شئ أمرني به ربي يقر بني إليه ،(2)فقال لابنه جعفر : يا بني صل جناح ابن عمك ، فصلى
رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي وجعفر عليهما السلام يومئذ ،(3)فكانت أول صلاة جماعة في الاسلام ،
ثم أنشأ أبوطالب يقول :
إن عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان الكرب
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذوحسب
لاتخذ لا وانصرا ابن عمكما * أخي لا مي من بينهم وأبي
ومن ذلك ما رواه جابر بن عبدالله الانصاري رحمه الله قال : سمعت عليا عليه السلام
ينشد ورسول الله يسمع :
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي * معه ربيت وسبطاهما ولدي
جدي وجد رسول الله منفرد * وفاطمة زوجتي لا قول ذي فند(4)


(1)في المصدر : والعباس عمه لا بيه خاصة .
(2)في المصدر : يقربنى به إليه .
(3)في المصدر : فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بعليوجعفر جميعا يومئذ .
(4)في المصدر :(وفاطم زوجتى). فند : خرف وضعف عقله . كذب ، فندفى الرأى أو أخطأ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه