بحار الأنوار ج38

بالوحي فلا منزلة أعلى ولا حال أدل على الفضيلة والامامة منه(1).
2 قب لقد عمي من قال : إن قوله تعالى :(وأنفسنا وأنفسكم(2))أراد به
نفسه ، لان من المحال أن يدعو الانسان نفسه ، فالمراد به من يجري مجرى(أنفسنا)
ولو لم يرد عليا وقد حمله معه نفسه لكان للكفار أن يقولوا : حملت من لم نشترط(3)وخالفت
شرطك ، و إنما يكون للكلام معنى أن يريد به مجرى(أنفسنا)وأما شبهة الواحدي
في الوسيط أن أحمد بن حنبل قال : أراد بالانفس ابن العم والعرب تخبر من بني العم
بأنه نفس ابن عمه وقال الله تعالى :(ولا تلمزوا أنفسكم(4))أراد إخوانكم من المؤمنين
ضعيفة ، لانه لا يحمل على المجاز إلا لضرورة ، وإن سلمنا ذلك فإنه كان للنبي صلى الله عليه وآله
بنو الاعمام فما اختار منهم عليا إلا لخصوصية فيه(5)دون غيره ، وقد كان أصحاب العباء
نفس(6)واحدة ، وقد تبين بكلمات اخر .
قال ابن سيرين : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنت مني وأما منك
فضائل السمعاني وتاريخ الخطيب وفردوس الديلمي عن البراء وابن عباس . واللفظ لابن
عباس علي مني مثل رأسي من بدني . وقوله : أنت مني كروحي من جسدي وقوله : أنت
مني كالضوء من الضوء . وقوله : أنت زري(7)من قميصي وسئل النبي صلى الله عليه وآله عن بعض

أصحابه ، فذكر فيه ، فقال له قائل : فعلي ؟ فقال صلى الله عليه وآله : إنما سألتني عن الناس ولم تسألني
عن نفسي . وفيه حديث يريده وحديث براء وحديث جبرئيل(وأنا منكما)).
البخاري قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت مني وأنا منك .
فردوس الديلمي عن عمران بن الحصين قال النبي صلى الله عليه وآله : علي مني وأنا منه


(1)مناقب آل ابى طالب 1 : 363 و 364 .
(2)سورة آل عمران : 61 .
(3)في المصدر : من لم تشترط .
(4)سورة الحجرات : 11 .
(5)في المصدر : فما اختار منهم الا عليا لخصوصية فيه .
(6)كذا في النسخ والمصدر .
(7)الزر : مابه قوام الشئ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه