بحار الأنوار ج56

مشفقون " ثم قال عليه السلام : لو كان كما يقولون كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاء
على(1)الارض ، وكانوا كالانبياء في الدنيا ، أو كالائمة فيكون من الانبياء
والائمة عليهم السلام قتل النفس والزنا . ثم قال عليه السلام : أو لست تعلم أن الله عزوجل
لم يخل الدنيا قط من نبي أو إمام من البشر ؟ أو ليس الله عزوجل يقول " وما أرسلنا
قبلك يعني إلى الخلق إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى " فأخبر أنه لم
يبعث الملائكة إلى الارض ليكونوا أئمة وحكاما ، وإنما ارسلوا إلى أنبياء الله .
قالا قلنا له : فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا ؟ فقال : لا ، بل كان من الجن
أما تسمعان الله عزوجل يقول " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسبحدوا إلا
إبليس كان من الجن " فأخبر عزوجل أنه كان من الجن ، وهو الذي قال الله
عزوجل " والجان خلقناه من قبل من نار السموم " .
قال الامام الحسن بن علي عليهم السلام : حدثني أبي عن جدي عن الرضا عن
آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عزوجل اختارنا معاشر
آل محمد ، واختار النبيين ، واختار الملائكة المقربين ، وما اختارهم إلا على علم
منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته ، وينقلعون به عن عصمته ، وينتمون
به إلى المستحقين لعذابه ونقمته . قالا : فقلنا له : فقد روي لنا أن عليا عليه السلام لما نص
عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بالامامة عرض الله عزوجل ولايته في السماوات على فئام(2)
من الناس وفئام من الملائكة ، فأبوها فمسخهم الله ضفادع ، فقال عليه السلام : معاذ الله !
هؤلاء المكذبون لنا المفترون علينا ، الملائكة هم رسل الله ، فهم كسائر أنبياء الله
ورسله إلى الخلق ، فيكون منهم الكفر بالله ؟ قلنا : لا ، قال : فكذلك الملائكة ، إن
شأن الملائكة لعظيم ، وإن خطبهم لجليل(3).
الاحتجاج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام من قوله " فقلنا للحسن


(1)في المصدر : في الارض .
(2)الفئام : الجماعة من الناس ولا واحد له من لفظه .
(3)العيون : ج 1 ، ص 266 271

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه