بحار الأنوار ج53

على محمد صلى الله عليه وآله ، وما أسقط منه وحرف وبدل .
ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام ، فتكتب في وجه المؤمن مؤمن وفي
وجه الكافر كافر ثم يقبل على القائم عليه السلام رجل وجهه إلى قفاه ، وقفاه إلى صدره(1)
ويقف بين يديه فيقول : يا سيدي أنا بشير أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك
وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم عليه السلام : بين قصتك وقصة
أخيك .
فيقول الرجل كنت وأخي في جيش السفياني وخربنا الدنيا من دمشق إلى
الزوراء وتركناها جماء ، وخربنا الكوفة وخربنا المدينة ، وكسرنا المنبر(2)وراثت
بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجنا منها وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد
إخراب البيت ، وقتل أهله ، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها ، فصاح بنا صائح يا
بيداء ابيدي القوم الظالمين فانفجرت الارض ، وابتلعت كل الجيش ، فوالله ما بقي
على وجه الارض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي .
فاذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى ، فقال لاخي :
ويلك يا نذير ! امض إلى الملعون السفياني بدمشق ، فأنذره بظهور المهدي من
آل محمد عليهم السلام ، وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء ، وقال لي : يا بشير الحق
بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين ، وتب على يده ، فإنه يقبل توبتك ، فيمر
القائم عليه السلام يده على وجهه فيرده سويا كما كان ، ويبايعه ويكون معه .
قال المفضل : يا سيدي ! وتظهر الملائكة والجن للناس ؟ قال : إي والله يا
مفضل ، ويخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته وأهله ، قلت : يا سيدي
ويسيرون معه ؟ قال : إي والله يا مفضل ولينزلن أرض الهجرة ما بين الكوفة والنجف


(1)قد مر في باب 23 و 24 أن جيش السفياني يخسف بهم غير رجلين يحول وجههما
إلى أقفيتهما ، وأما أن قفاه إلى صدره فلا معنى له معقول .
(2)هذا أيضا من مخائله ، فان جيش السفياني لا تصل إلى المدينة بل يخسف بهم
بالبيداء حين يتوجهون اليها من دمشق .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه