بحار الأنوار ج13

فقال له يوشع بن نون : يا مكلم الله(1)أين امرت وقد غشينا فرعون والبحر أمامنا ؟ فقال
موسى : ههنا ، فخاض يوشع الماء وجاز البحر ما يواري حافر دابته الماء ، وقال خربيل(2)
يا مكلم الله أين امرت ؟ قال : ههنا ، فكبح فرسه بلجامه(3)حتى طار الزبد من شدقيه ثم
أقحمه البحر فرسب في الماء وذهب القوم يصنعون مثل ذلك فلم يقدروا ، فأوحى الله سبحانه
إلى موسى : " أن اضرب بعصاك البحر " فضرب فلم يطعه فأوحى الله إليه : أن كنه ، فضرب
موسى بعصاه ثانيا وقال : انفلق أبا خالد !(4)فانفلق ، فكان كل فرق كالطود العظيم ،
فإذا خربيل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لبده ، وظهر في البحر اثنا عشر طريقا
لاثني عشر سبطا ، لكل سبط طريق ، وأرسل الله الريح والشمس على قعر البحر حتى
صار يبسا .
وعن عبدالله بن سلام أن موسى لما انتهى إلى البحر قال : " يا من كان قبل كل
شئ ، والمكون لكل شئ ، والكائن بعد كل شئ اجعل لنا مخرجا " .
وعن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه قال عند ذلك : " اللهم لك الحمد و
إليك المشتكى وأنت المستعان(5)ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " قالوا : فخاضت
بنو إسرائيل البحر كل سبط في طريق وعن جانبيهم الماء كالجبل الضخم لا يرى بعضهم بعضا
فخافوا وقال كل سبط : قد قتل إخواننا ، فأوحى الله سبحانه إلى جبال الماء : أن تشبكي
فصار الماء شبكات ينظر بعضهم إلى بعض ، ويسمع بعضهم كلام بعض حتى عبروا البحر
سالمين ، ولما خرجت ساقة عسكر موسى من البحر وصلت مقدمة عسكر فرعون إليه ، و
أراد موسى أن يعود البحر إلى حاله الاولى فأوحى الله سبحانه : أن اترك البحر رهوا


(1)في المصدر يا كليم الله . م
(2)في المصدر : " حزقيل " في المواضع .
(3)كبح الدابة باللجام : جذبها به لتقف ولا تجرى .
(4)كنية للبحر .
(5)في المصدر بعد ذلك : وعليك التكلان . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه