بحار الأنوار ج67

مانفعه .
قوله عليه السلام : ليس بين الله وبين أحد قرابة أي ليس بين الله وبين
الشيعة قرابة حتى يسامحهم ولا يسامح مخالفيهم ، مع كونهم مشتركين معهم في
مخالفته تعالى ، أو ليس بينه وبين علي قرابة حتى يسامح شيعة علي ولا يسامح
شيعة الرسول ، والحاصل أن جهة القرب بين العبد وبين الله إنما هي الطاعة والتقوى
ولذا صار أئمتكم أحب الخلق إلى الله ، فلو لم تكن هذه الجهة فيكم لم ينفعكم
شئ وفي لى إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له وأعملهم بطاعته والله ما يتقرب
إلى الله جل ثناؤه إلا بالطاعة مامعنا .
وما معنا براء‌ة من النار أي ليس معناصك(1)وحكم ببرائتنا وبراء‌ة
شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجار ولا على الله لاحد من حجة أي ليس
لاحد على الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول : كنت من شيعة علي عليه السلام فلم لم
تغفر لي ؟ لان الله تعالى لم يحتم بغفران من ادعى التشيع بلا عمل ، أو المعنى ليس
لنا على الله حجة في إنقاذ من ادعى التشيع من العذاب ويؤيده أن في ما وما
لنا على الله حجة .
من كان لله مطيعا كأنه جواب عما يتوهم في هذا المقام أنهم عليهم السلام
حكموا بأن شيعتهم وأولياء‌هم لايدخولن النار فأجاب عليه السلام بأن العاصي لله
ليس بولي لنا ولا تدرك ولايتنا إلا بالعمل بالطاعات ، والورع عن المعاصي .
قيل : للورع أربع درجات : الاولى ورع التائبين ، وهو مايخرج به الانسان
من الفسق وهو المصحح لقبول الشهادة ، الثانية ورع الصالحين وهو الاجتناب عن
الشبهات خوفا منها ، ومن الوقوع في المحرمات ، الثالثة ورع المتقين وهو ترك
الحلال خوفا من أن ينحر إلى الحرام ، مثل ترك التحدث بأحوال الناس مخافة
أن ينحر إلى الغيبة ، الرابعة ورع السالكين وهو الاعراض عما سواه تعالى خوفا
من صرف ساعة من العمر فيما لايفيد زيادة القرب منه تعالى وإن علم أنه لاينجر


(1)الصك معرب جك ، كتاب الحوالة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه