من جملة مفاسده قطع الارحام ، وهو حالقة الدين .
102 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل
عن حذيفة بن المنصور قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اتقوا الحالقة ، فانها تميت الرجال
قلت : وما الحالقة ؟ قال : قطيعة الرحم(1).
بيان : تميت الرجال أي تورث موتهم وانقراضهم كما سيأتي ، وحمله على
موت القلوب كما قيل بعيد ، ويمكن أن يكون هذا أحد وجوه التسمية بالحالقة
والرحم في الاصل منبت الولد ، ووعاؤه في البطن ثم سميت القرابة من جهة الولادة
رحما ، ومنها ذو الرحم خلاف الاجنبي .
103 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن
عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : إن إخوتي وبني
عمي قد ضيقوا علي الدار ، وألجاوني منها إلى بيت ، ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم
قال : فقال لي : اصبر فان الله سيجعل لك فرجا قال : فانصرفت ووقع الوباء في
سنة إحدى وثلاثين ومائةفماتوا والله كلهم ، فما بقي منهم أحد .
قال : فخرجت فلما دخلت عليه قال : ما حال أهل بيتك ؟ قال : قلت :
قد ماتوا والله كلهم ، فما بقي منهم أحد ، فقال : هو بما صنعوا بك وبعقوقهم إياك
وقطع رحمهم ، بتروا . أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك ؟ قال : قلت : إي والله(2).
بيان : علي الدار أي الدار التي ورثناها من جدنا ولو تكلمت أخذت
يمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم أي لو نازعتهم وتكلمت فيهم يمكنني أن آخذ منهم أفعل
ذلك أم أتركهم ؟ أو يقرأ على الخطاب أي لو تكلمت أنت معهم يعطوني ، فلم ير عليه السلام
المصلحة في ذلك ، أو الاول على الخطاب ; والثاني على التكلم والاول أظهر ، وفي
النهاية الوباء بالقصر والمد والهمز الطاعون والمرض العام .
(1)الكافى ج 2 ص 346 .
(2)الكافى ج 2 ص 346 و 347 .