بحار الأنوار ج7

رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت ، فيجاء بيوسف عليه السلام فيقال : أنت
أحسن أو هذا ؟ قد حسناه فلم يفتتن ، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة
في بلائه فيقول : يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت ، فيجاء بأيوب عليه السلام فيقال : أبليتك أشد أو بلية هذا ؟ فقد ابتلي فلم يفتتن . " الروضة ص 228 - 229 "

(باب 14) (ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة)

الايات ، النور " 24 " ليجزيهم الله أحسن ما علموا ويزيدهم من فضله والله
يرزق من يشاء بغير حساب . 38
الفرقان " 25 " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم
حسنات وكان الله غفورا رحيما 70 .
تفسير : قال البيضاوي في قوله سبحانه : " ليجزيهم الله أحسن ما عملوا " : أحسن
جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة " ويزيدهم من فضله " أشياء لم يعدهم على أعمالهم
ولم يخطر ببالهم " والله يرزق من يشاء بغير حساب " تقرير للزيادة ، وتنبيه على كمال
القدرة ونفاذ المشية وسعة الاحسان .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " :
قال قتاده : التبديل في الدنيا طاعة الله بعد عصيانه ، وذكر الله بعد نسيانه ، والخير
يعمله بعد الشر : وقيل : يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الاعمال في الاسلام ،
وقيل : إن معناه أن يمحو السيئة عن العبد ويثبت له بدلها الحسنة ، واحتجوا بما
رواه مسلم في الصحيح مرفوعا إلى أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يؤتى بالرجل
يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ونحوا عنه كبارها ، فيقال : عملت يوم كذا
وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبار ، فيقال : أعطوه مكان كل سيئة عملها
حسنة ، فيقول : إن لي ذنوبا ما أراها ههنا ، قال : ولقد رأيت رسول الله صلى الله وآله ضحك
حتى بدت نواجذه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه