بحار الأنوار ج100

وإن اشتد جهده ، وعظمت حيلته وكبرت مكايدته ، أن يسبق ما سمي له في
الذكر الحكيم . ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمي له
في الذكر الحكيم .
أيها الناس إنه لن يزداد امرؤ تغييرا بحذقه ، ولن ينقص امرؤ فقير لخرقه
فالعالم بهذا العامل به ، أعظم الناس راحة في منفعة ، والعالم بهذا التارك له أعظم
الناس شغلا في مضرة ، ورب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه ، ورب معذور في
الناس مصنوع له ، فارتق أيها الساعي من سعيك ، وأقصر من عجلتك ، وانتبه من
سنة غفلتك ، وتفكر فيما جاء عن الله عزوجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله .
واحتفطوا بهذه الحروف السبعة ، فانها من أهل الحجى ومن عزائم الله
في الذكر الحكيم ، أنه ليس لاحد أن يلقي الله عزوجل بخلة من هذه الخلال ،
الشرك بالله فيما افترض أو شفاء غيظ بهلاك نفسه ، أو آمر يأمر بعمل غير واستنجح
لى مخلوقه باظهار بدعة في دينه ، إو سرة أن يحمده الناس بمالم يفعل والمجبر
المختال ، وصاحب الابهة(1) .
عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الله تعالى وسع أرزاق
المحقي ليعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا ليس ينال ما فيما بعمل ولا حيلة(2) .
64 - ختص : قال الصادق عليه السلام : إذا كان عند غروب الشمس وكل الله بها
ملكا ينادي أيها الناس أقبلوا على ربكم ، فان ما قل وكفى خير مما كثر و
ألهى ، وملك موكل بالشمس عند طلوعها يا ابن آدم لد للموت وابن للخراب
واجمع للفناء(3) .
65 - ص : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما سدالله على مؤمن رزقا يأتيه من وجه إلا فتح له من وجه آخر فأتاه ، وإن لم يكن له


(1) كسابقه .
(2) كسابقه .
(3) الاختصاص ص 234 وكان رمزه(خص) لمنتخب البصائر وهو من التصحيف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه