بحار الأنوار ج17

على أبي الشرور وابن أبي هقاقم ، فتبعا الرجل صاحب السمكة فقالا : ألم تر الجوهرتين ؟
إنما بعته السمكة لا ما في جوفها فخذهما منه ، فتناولهما الرجل من المشتري فأخذ إحداها
بيمينه ، والاخرى بشماله فحولهما الله عقربتين(1)لدغتاه ، فتأوه وصاح ورمى بهما من يده ،
فقالا : ما أعجب سحر محمد(2)، ثم أعاد الرجل نظره إلى بطن السمكة فإذا جوهرتان
اخريان ، فأخذهما فقال لصاحب السمكة : خذهما فهما لك أيضا ، فذهب يأخذهما فتحولتا
حيتين ووثبتا عليه ولسعتاه فصاح وتأوه وصرخ ، وقال للرجل : خذهما عني ، فقال الرجل :
هما لك على ما زعمت وأنت أولى بهما ، فقال الرجل : خذ والله جعلتهما لك ، فتناولهما
الرجل عنه(3)وخلصه منهما ، وإذا هما(4)قد عادتا جوهرتين ، وتناول العقربتين(5)
فعادتا جوهرتين ، فقال أبوالشرور لابي الدواهي : أما ترى سحر محمد ومهارته فيه وحذقه
به ؟ فقال الرجل المسلم : ياعدو الله أو سحرا ترى هذا ؟ لئن كان هذا سحرا فالجنة
والنار أيضا يكونان(6)بالسحر ؟ فالويل لكما في مقامكما على تكذيب من يسحر بمثل
الجنة والنار ، فانصرف الرجل صاحب السمكة وترك الجواهر الاربعة على الرجل ، فقال
الرجل لابي الشرور وأبي الدواهي : ياويلكما آمنا بمن آثار(7)نعم الله عليه وعلى من
يؤمن به ، أما رأيتما العجب(8)؟ ثم جاء بالجواهر الاربعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وجاء‌ه
تجار غرباء يتجرون فاشتروها منه بأربعمأة ألف(9)فقال الرجل : ما كان أعظم بركة
اليوم(10)يارسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا بتوقيرك محمدا رسول الله ، وتعظيمك


(1)في المصدر : عقربين .
(2)ما أعجب من سحر محمد خ ل .
(3)فتناولهما الرجل منه خ ل .
(4)في المصدر المطبوع : فاذاهما .
(5)في المصدر : العقربين .
(6)في المصدر : تكونان .
(7)اثر خ ل .
(8)العجيب خ ل وفى المصدر : أما رايتما العجب العجيب .
(9)بأربعمأة ألف درهم خ ل وهو الموجود في المصدر .
(10)في المصدر : ما كان أعظم بركة سوقى اليوم .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه