بحار الأنوار ج59

وأما الحديث الآخر في صفة أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب هم
الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فهذا من صفة الاولياء المعرضين
عن أسباب الدنيا ، لا يلتفتون إلى شئ من علايقها ، وتلك درجة الخواص لا يبلغها
غيرهم ، فأما العوام فمرخص لهم في التداوي والمعالجات ، ومن صبر على البلاء
وانتظر الفرج من الله تعالى بالدعاء كان من جملة الخواص والاولياء ، ومن لم يصبر
رخص له في الرقية والعلاج والدواء(1)- انتهى - .
وعد الشهيد - قدس سره - من المحرمات الاقسام والعزائم بمالا يفهم معناه
ويضر بالغير فعله .
24 - الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني
عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبدالله
عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه
صحته(2).
25 - الشهاب : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تداووا ، فإن الذي أنزل الداء أنزل
الدواء . وقال صلى الله عليه وآله : ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء .
الضوء : لفظ الانزال هنا يفيد رفعة الفاعل ، لا الانزال من فوق إلى أسفل
كما قال تعالى وأنزلنا الحديد (3)أي كان تكوين ذلك وخلقه وإيجاده برفعة
وقوة . والداء المرض ، وأصله دوء وقد داء يداء داء إذا مرض ، مثل خاف
يخاف . والدواء ما يتعالح به ، وربما يكسر فاؤه ، وهو بمصدر داويته أشبه .
والدوى - مقصورا - أيضا المرض . وقد دوي يدوى دوى ، تقول منه هو يدوي و


(1)النهاية : ج 2 ، ص 98 .
(29 الخصال : 161 .
(3)الحديد : 25 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه