بحار الأنوار ج7

البدن الذي كمل فيه الايمان وتصريف فيه وصار روحه أنه إيمان ، وكذا الصلاة و
الزكاة وسائر الطاعات ، وهذا في القرآن أظهر لانه قد انتقش بلفظه ومعناه واتصف
بصفاته ومؤداه واحتوى عليه وتصرف في بدنه وقواه ، فبالحري أن يطلق عليه القرآن
فإذا عرفت ذلك ظهر لك سر الاخبار الواردة في أن أمير المؤمنين عليه السلام هو كلام الله و
هو الايمان والاسلام والصلاة والزكاة ، وقس على ذلك حال أعدائه وما ورد أنهم
الكفر والفسوق والعصيان وشرب الخمر والزنا وسائر المحارم ، لاستقرار تلك الصفات
فيهم بحيث صارت أرواحهم الخبيثة ، فلا يبعد أن يكون المراد بالصورة التي يأتي في
القيامة هو أمير المؤمنين عليه السلام فيشفع لمن قرأ القرآن لانه روحه ، ولا يعمل بالقرآن
إلا من يتولاه ، وينادي القرآن بلعن من عاداه . ثم ذكر عليه السلام لرفع الاستبعاد
أن الصلاة رجل وهو أمير المؤمنين فهو ينهى الناس عن متابعة من كمل فيه الفحشاء
والمنكر - يعني أبابكر وعمر - على هذا لا يبعد أن يكون قوله عليه السلام : اسمعك كلام
القرآن ؟ أشار به إلى أنه عليه السلام أيضا القرآن وكلامه كلام القرآن ، وسيأتي مزيد
توضيح لهذا التحقيق في كتاب الامامة ، وأنت إذا أحطت بذلك وفهمته انكشف
لك كثير من الاسرار المطوية في أخبار الائمة الاطهار عليهم السلام فخذ ما آتيتك وكن
من الشاركرين .
17 - ين : القاسم بن محمد ،(1)عن علي(2)قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه
وبينه فيقول : عبدي ! فعلت كذا وكذا وعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم يا رب قد فعلت
ذلك ، فيقول : قد غفرتها لك وأبدلتها حسنات ، فيقول الناس : سبحانه الله أما كان لهذا العبد
سيئة واحدة ؟ ! وهو قول الله عزوجل : " فأما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب


(1)هو القاسم بن محمد الجوهرى .
(2)هو على بن أبيحمزة سالم البطائنى أبوالحسن مولى الانصار الكوفى ، راوية أبي بصير
يحيى بن القاسم وقائده ، يروى عن أبيعبدالله عليه السلام بلا واسطة وبواسطة أبي بصير كثيرا كما في
الحديث الاتى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه