بحار الأنوار ج42

ونقل أيضا في كتابه عن أبي الدنيا أن رجلا رأى رسول الله صلى الله عليه واله في منامه
وهو يقول : امض إلى فلان المجوسي وقل له : قد اجيبت الدعوة ، فامتنع الرجل
من أداء الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له ، وكان الرجل في الدنيا
واسعة ، فرأى رسول الله صلى الله عليه واله ثانيا وثالثا ، فأصبح فأتى المجوسي وقال له في خلوة
من الناس : أنا رسول رسول الله إليك وهو يقول لك : قد اجبت(1)الدعوة ،
فقال له : أتعرفني ؟ فقال : نعم ، فقال : إني انكر دين الاسلام ونبوة محمد صلى الله عليه واله
فقال : أنا أعرف هذا وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ، فقال : أنا أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله ودعا أهله وأصحابه وقال لهم : كنت
على ضلال وقد رجعت إلى الحق فأسلموا ، فمن أسلم فما في يده له ، ومن أبى
فلينزع عمالي عنده فأسلم القوم وأهله ، وكانت إبنته مزوجة من ابنه ، ففرق
بينهما ، ثم قال لي : أتدري ما الدعوة ؟(2)فقلت : لا والله وأنا اريد أن أسألك
عنها الساعة ، فقال : لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعوت الناس فأجابوا ،
وكان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم ، فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيرا
في وسط الدار ، فسمعت صبية تقول لامها : يا اماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة
طعامه ، فأرسلت إليهن بطعام كثير وكسوة ودنانير للجميع ، فلما نظروا إلى
ذلك قالت الصبية للباقيات : والله ما نأكل حتى ندعو له ، فرفعن أيديهن و
قلن : حشرك الله مع جدنا رسول الله صلى الله عليه واله وأمن بعضهن ، فتلك الدعوة التي
اجيبت .
ونقل ابن الجوزي أيضا في كتابه عن جده أبي الفرج بإسناده إلى ابن الخضيب
قال : كنت كاتبا للسيدة ام المتوكل ، فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج
من عندها ومعه كيس فيه ألف دينار ، فقال : السيدة تقول لك : فرق هذا في أهل
الاستحقاق فهو من أطيب مالي ، واكتب أسماء الذين تفرقه فيهم حتى إذا جاء‌ني


(1)في المصدر : قد اجيبت .
(2)أى الدعوة التى بشر رسول الله صلى الله عليه وآله بانها قد اجيبت . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه