1 - عم : قال بعد ذكر نزول براءة : ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه واله عروة بن
مسعود الثقفي مسلما ، واستأذن رسول الله صلى الله عليه واله في الرجوع إلى قومه ، فقال : إني
أخاف أن يقتلوك ، فقال : إن وجدوني نائما ما أيقظوي ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه واله
فرجع إلى الطائف ودعاهم إلى الاسلام ونصح لهم فعصوه ، وأسمعوه الاذى حتى
إذا طلع الفجر قام في غرفة من داره فأذن وتشهد ، فرماه رجل بسهم فقتله ، وأقبل
بعد قتله من وفد ثقيف بعضة عشر رجلا هم أشراف ثقيف فأسلموا ، فأكرمهم رسول
الله صلى الله عليه واله وحباهم وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص بن بشر(1)وقد كان تعلم سورا "
من القرآن ، وقد ورد في الخبر عنه أنه قال : قلت يا رسول الله : إن الشيطان قد
حال بين صلاتي وقراءتي قال : ذاك شيطان يقال له : خنزب ، فإذا خشيت فتعوذ
بالله منه ، واتفل عن يسارك ثلاثا ، قال : ففعلت فأذهب الله عني ، رواه مسلم في
الصحيح .
فلما أسلمت ثقيف ضربت إلى رسول الله صلى الله عليه واله وفود العرب فدخلوا في دين
الله أفواجا ، كما قال الله سبحانه(2)فقدم عليه صلى الله عليه واله عطارد بن حاجب بن زرارة
في أشراف من بني تميم ، منهم الاقرع بن حابس ، والزبرقان بن بدر ، وقيس
ابن عاصم ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وعمرو بن الاهتم ، وكان الاقرع وعيينة
شهدا مع رسول الله صلى الله عليه واله فتح مكة وحنينا والطائف ، فلما قدم وفد تميم دخلا
معهم فأجارهم رسول الله وأحسن جوارهم ، وممن قدم عليه وفد بني عامر فيهم عامر
(1)في المصدر :بشيروهو وهم(2)في سورة النصر .