قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله
ما لا تعلمون .
فالايات تشير إلى أن كشف العورة بادية للناس من الفاحشة ، وقد كانت قريش بعد
ما صاروا تحت ولاية الشياطين يطوفون بالبيت عريانا ويقولون ان الله أمرنا بها حيث
دعانا إلى الحج ، ونهانا عن الطواف في ثياب أنفسنا وقد عصيناه فيها ، فلابد من رضايته
بالطواف عريانا .
يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان بكشف سوآتكم في الملا بوسوسته بأنه لا بدع فيه
ولا حرج ، فانه يوجب سخط الرحمن كما أوجب سخط على أبويكم حيث افتتنا بوسوسته
ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما . فعدو الله دلاهما بغرور ليذوقا من الشجرة وهو يعرف
أن ذوق الشجرة يوجب نزع لباسهما وكشف عورتهما .
فلما ذاقا من الشجرة انكمش الصفاق الذى كان على سوآتهما وانقطع كانقطاع
المشيمة وبدت لهما سوآتهما ، لكنهما عرفا بالهام من الله أن ذلك فاحشة فطفقا يخصفان عليهما
من ورق الجنة فحينذاك حاكمهما ربهما وناداهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما
ان الشيطان لكما عدو مبين ؟ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
لكن الله عزوجل أهبطهما من الجنة إلى الارض ، لان العذر بعد المحاكمة غير
مقبول ، والحكم ثابت بالوضع والطبع ، لانهما بعد كشف سوآتهما لا يصلحان للحياة
في الجنة .
وهكذا أنتم يا معشر بنى آدم لا يفتننكم الشيطان بالغرور حتى تفعلوا سائر الفواحش
فيحكم عليكم بدخول النار والحرمان من الجنة ، كما حكم على أبويكم بالخروج منها
وكما لم ينفعه التوبة والندم بعد حلول العذاب ، لا ينفعكم التوبة والندم حين ترون بأس
الله عند الموت ، ولا يوم القيامة حين تعرضون على النار .