بحار الأنوار ج45

رأيت هذا العزيز الذي رأسه وضع بين يديك مهينا حقيرا ، قددخل على جده من
باب الحجرة والنبي فاتح باعه ليتناوله وهويقول : مرحبا بك ياحبيبي حتى أنه
تناوله وأجلسه في حجره ، وجعل يقبل شيفته ، ويرشف ثناياه ، وهويقول ، بعد
عن رحمة الله من قتلك ، لعن الله من قتلك ياحسين وأعان على قتلك ، والنبي
صلى الله عليه وآله مع ذلك يبكي
فلماكان اليوم الثاني كنت مع النبي في مسجده إذا أتاه الحسين مع أخيه
الحسن عليهما السلام وقال : ياجداه قدتصارعت مع أخي الحسن ولم يغلب أحدنا الآخر
وإنما نريد أن نعلم أينا أشد قوة من الآخر ، فقال لهما النبي : حبيبي يامهجتي
إن التصارع لايليق بكما ولكن اذهبا فتكاتبا فمن كان خطه أحسن كذلك تكون
قوته أكثر ، قال : فمضيا وكتب كل واحد منهما سطرا وأتيا إلى جدهما النبي
فأعطياه اللوح ، ليقضي بينهما فنظر النبي إليهما ساعة ، ولم يرد إن يكسر قلب

أحدهما فقال لهما : ياحبيبي إني نبي امي لاأعرف الخط اذهبا إلى أبيكما ليحكم
بينكما وينظر أيكما أحسن خطا
قال : فمضيا إليه وقام النبي أيضا معهما ودخلوا جميعا إلى منزل فاطمة عليها السلام
فماكان إلا ساعة وإذا النبي مقبل ، وسلمان الفارسي ، معه ، وكان بيني وبين سلمان
صداقة ومودة فسألته كيف حكم أبوهما وخط أيهما أحسن ؟ قال سلمان رضوان
الله عليه : إن النبي لم يجبهما بشئ لانه تأمل أمرهما وقال : لوقلت خط الحسن
أحسن كان يغتم الحسين ، ولوقلت خط الحسين أحسن كان يغتم الحسن ، فوجههما
إلى أبيهما
فقلت : ياسلمان بحق الصداقة والاخوة التي بيني وبينك وبحق دين الاسلام
إلاماأخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما ؟ فقال : لماأتيا إلى أبيهما وتأمل حالهما
رق لهما ، ولم يرد أن يكسر قلب أحدهما قال لهما : امضيا إلى امكما فهي تحكم
بينكما فأتيا إلى امهما ، وعرضا عليها ماكتبا في اللوح ، وقالا : يااماه إن
جدنا أمرنا أن نتكاتب ، فكل من كان خطه أحسن تكون قوته أكثر ، فتكاتبنا وجئنا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه