بحار الأنوار ج19

اليوم في ذلك الموضع مسجدا ، وكانت هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله
صلى الله عليه وآله في الاسلام ، فخطب في هذه الجمعة ، وهي أول خطبة خطبها بالمدينة
فيما قيل .
فقال صلى الله عليه وآله :
الحمد لله الذي(1)أحمده وأستعينه ، وأستغفره وأستهديه ، واومن به ولا أكفره
وأعادي من يكفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله ، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة(2)من الرسل ، وقلة
من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنوا من الساعة ، وقرب
من الاجل ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما(3)فقد غوى وفرط و
ضل ضلالا بعيدا ، أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم ، أن
يحضه(4)على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله ، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه(5)
وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من
أمر الآخرة ، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي
بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا(6)في عاجل أمره ، وذخرا فيما بعد الموت حين
يفتقر المرء إلى ما قدم ، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينها(7)وبينه أمدا


(1)المصدر خال عن كلمة " الذى " والخطبة مذكورة في تاريخ الطبرى 2 : 115 ، وهو
أيضا خال عنها .
(2)الفترة ما بين الرسولين : الزمان الذى انقطعت فيه الرسالة ، كفترة ما بين عيسى عليه
السلام ومحمد صلى الله عليه وآله .
(3)في نسخة : ومن يعص الله ورسوله . والمتن موافق للمصدر وتاريخ الطبرى .
(4)أى يحثه على أمر الاخرة ، ويحمله على ما يؤديه إلى الفوز فيها والنجاة عن شدائدها .
(5)في تاريخ الطبرى هنا زيادة هى : ولا افضل من ذلك نصيحة ولا افضل من ذلك ذكرا .
(6)الذكر بالكسر : الصيت . الثناء الشرف . والذكر بالضم : التذكر .
(7)في المصدر وفى تاريخ الطبرى : بينه وبينه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه