بحار الأنوار ج20

وقال أنس بن مالك : أتي رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي عليه السلام يومئذ وعليه(1)نيف
وستون جراحة من طعنة وضربة ورمية ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسحها وهي تلتئم
بإذن الله تعالى كأن لم تكن .
وعن ابن عباس قال : لما كان يوم أحد صعد أبوسفيان الجبل فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : " اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا " فمكث أبوسفيان ساعة ، وقال : يوما بيوم
إن(2)الايام دول ، وإن الحرب سجال(3)، فقال صلى الله عليه وآله : أجيبوه ، فقالوا : لا
سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار ، فقال :
لنا عزى ولا عزى لكم .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : الله مولانا ولا مولى لكم .
فقال أبوسفيان : اعل هبل .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الله أعلى وأجل .
" وتلك الايام نداولها بين الناس " أي نصرفها مرة لفرقة ، ومرة عليها ، و
إنما يصرف الله سبحانه الايام بين المسلمين والكفار بتخفيف المحنة على المسلمين
أحيانا ، وتشديدها عليهم أحيانا ، لا بنصرة الكفار عليهم ، لان النصرة تدل على
المحبة ، والله لا يحب الكافرين ، وإنما جعل الله الدنيا منقلبة(4)لكيلا يطمئن المسلم
إليها ، ولتقل رغبته فيها(5)، إذ تفنى لذاتها . ويظعن مقيمها ، ويسعى للآخرة
التي تدوم نعيمها ، وإنما جعل الدولة مرة للمؤمنين ومرة عليهم ليدخل الناس في
الايمان على الوجه الذي يجب الدخول فيه لذلك(6)، وهو قيام الحجة ، فإنه


(1)في المصدر : وفيه .
(2)في المصدر : وإن .
(3)الحرب سجال أى تارة لهم وتارة عليهم .
(4)في المصدر : متقلبة .(5)زاد في المصدر : أو حرصه عليها .
(6)في المصدر : كذلك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه