بحار الأنوار ج39

القمر إذا طلع أضاء الظلمة ، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت .
وكان للنبي صلى الله عليه وآله خليفتان ، وفي الخبر : أن النبي صلى الله عليه وآله بكى عند موته فجاء
جبرئيل وقال : لم تبكي ؟ قال : لاجل أمتي من لهم بعدي ؟ فرجع ثم قال : إن
الله تعالى يقول : " أنا خليفتك في أمتك " . وقال لعلي عليه السلام : أنت تبلغ عني رسالاتي ،
قال : يارسول الله أما بلغت ؟ قال : بلى ولكن تبلغ عني تأويل الكتاب .
خلفه ليلة الفراش ويوم تبوك لحفظ الاولياء وتخويف الاعداء ، فكانت دلالة
على إمامته " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " أقامه مقامه بالنهار وأنامه منامه
بالليل ، وقدمه للاخاء والمباهلة والغدير وغيرها " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
قوله تعالى : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح(1)" كان
النبي صلى الله عليه وآله مقدما في الخلق مؤخرا في البعث ، ومنه قوله : " نحن الآخرون
السابقون يوم القيامة " وقوله : " خلقت أنا وعلي من نور واحد " الخبر ، فكنا
مقدمين في الابتداء مؤخرين في الانتهاء ، فلم يزد محمد إلا حمدا ولا علي إلا علوا .
منعوا حقه فعوضه الله الجنة " وجزاهم بما صبروا جنة(2)" عزلوه عن
الملك فملكه الله الآخرة " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا(3)" أطعم قرصه فأثنى الله
عليه بثمان عشر آية من قوله : " إن الابرار يشربون(4)" إلى قوله : " مشكورا(5)"
وأنزل في شأن المتكلفين " وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم(6)" أطعم الطعام على
حبه فأوجب حبه على الناس ، وبذل النفس على رضاه فجعل الله رضاه في رضاه .
قال الشيخ : وليتكم ولست بخيركم ! وقال الله في علي : " إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " .(7)
الماء على ضربين : طاهر ونجس ، فعلي طاهر لقوله : " وهو الذي خلق من الماء بشرا(8)"


(1)سورة الاحزاب : 7 .(2)سورة الانسان : 12 .
(3)" الانسان : 20 .(4)" " : 5 .
(5)" " : 22 .(6)" التوبة : 54 .
(7)" البينة : 7 .(8)" الفرقان : 54 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه