بحار الأنوار ج65

بيان : على بلايا أربع قيل أي إحدى بلايا للعطف بأو ، وللحديث الرابع(1)
وأربع مجرور صفة للبلايا وأشدها خبر متبدأ محذوف أي هي أشدها ، والضمير
المحذوف راجع إلى إحدى والضمير المجرور راجع إلى البلايا ، و مؤمن مرفوع
وهو بدل أشدها ، وإبدال النكرة من المعرفة جائز إذا كانت النكرة موصوفة
نحو قوله تعالى : بالناصية كاذبة (2)و أو منافق عطف على أشدها ، وفي بعض
النسخ أيسرها وقال بعضهم : أيسرها صفة لبلايا أربع ، وفيه إشعار بأن للمؤمن
بلايا اخر أشد منها ، قال : وفي بعض النسخ أشدها بدل أيسرها فيفيد أن هذه
الاربع أشد بلاياه ، وقوله : مؤمن خبر مبتدأ محذوف أي هو مؤمن ، وقيل
إن أيسرها مبتدأ ومؤمن خبره وإن أشدها أولى من أيسرها ، لئلا ينا في قوله
عليه السلام ، فيما بعد : ومؤمن يحسده وهو أشد هن عليه (3)و مؤمنا يحسده
وهو أشد هم عليه (4)وفيه أن أيسرها أو أشدها صفة لما تقدم فلا يتم ما ذكر
وكون هذه الاربع أيسر من غيرها لا ينافي أن يكون بعضها أشد من بعض ، ولو
جعل مبتدأ كما زعم لزم أن لا يكون المؤمن الحاسد أشد من المنافق ، وما بعده
وهو مناف لما سيأتي .
وأقول : يمكن أن يكون أو للجمع المطلق بمعنى الواو ، فال نحتاج إلى تقدير
إحدى ، ويكون أشدها مبتدء‌ا ومؤمن خبره ، وعبر عن الاول بهذه العبارة لبيان
الاشدية ، ثم عطف عليه ما بعده كأنه عطف على المعنى ولكل من الوجوه السابقة
وجه ، وكون مؤمن بدل أشدها أوجه .
يقول بقوله أي يعتقد مذهبه ، ويدعي التشيع ، لكنه ليس بمؤمن كامل


(1)يعنى الحديث الرابع في باب ما أخذه الله على المؤمن لكتاب الايمان والكفر
من الكافى ، وهو الذى يأتى تحت الرقم 8 .
(2)العلق : 15 و 16 .
(3)يعنى في الحديث الاتى تحت الرقم 8 .
(4)يعنى في الحديث الاتى تحت الرقم 12 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه