بحار الأنوار ج79

إما لظهورهما في أنهما صلاة النهار ، فكأنه قال : وأقم الصلاة طرفي النهار ،
مع المعروفة من صلاة النهار ، أو لانهما مذكوران على التبع للطرف الاخر ، لانهما
بعد الزوال ، فهما أقرب إليه ، وقيل صلاة طرفي النهار الغداة والظهر والعصر
وصلاة الزلف المغرب والعشاء ، قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المغرب
والعشاء زلفتا الليل ، وقيل : أراد بطرفي النهار صلوة الفجر وصلاة العصر(1).
وقيل : على تقدير كون المراد بقوله(وزلفا من الليل)أقم صلوات ليقرب
بها إلى الله عزوجل في بعض الليل ، يحتمل أن يكون إشارة إلى صلاة الليل
المشهورة وحينئذ ينبغي إدخال العشائين في صلاة طرفي النهار .
أقول : على الوجه الاخر أيضا يحتمل أن يكون المراد صلاة الليل بأن
يكون المراد بالزلف الساعات القريبة من الصبح .
(إن الحسنات يذهبن السيئات)قال الطبرسي قيل : معناه أن الصلوات
الخمس تكفر ما بينها بأن تكون اللام للعهد ، عن ابن عباس وأكثر المفسرين
وقد مر في باب فضل الصلاة خبر الثمالي(2)وهو يدل على ذلك .


وقد كان صلى الله عليه وآله يصلى هاتين الصلاتين بمكة جهارا حتى آذوه ، فصلاهما في بيته ،
فأنزل الله في آخر سورة الاسراء(لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)
فصلى في دار الارقم ، والمؤمنون يتقدون بصلاته متابعة له وأسوة به .
ثم مضى برهة من الزمان ونزلت سورة يونس ثم نزلت سورة هود حتى بلغت هذه
الاية المبحوث عنها(أقم الصلاة طرفى النهار)فصلى رسول الله فريضة صلاة الغداة طرف
النهار الاول ركعتين ، وصلاة المغرب طرف النهار الثانى ثلاث ركعات ، وصلاة
العشاء بعدها بقليل ركعتين ، تمامها سبع ركعات . كل هذه فريضة عليه لظاهر الخطاب
والمؤمنون يقتدون به أسوة ، ولا يذهب عليك أن صلاة المغرب عند ذلك صارت صلاة وسطى
لتوسطه بين صلاة الصبح والعشاء .
(1)مجمع البيان ج 5 ص 200 .
(2)راجع ص 220 فيما سبق تحت الرقم 41 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه