بحار الأنوار ج75

في الدنيا هانت عليه مصائبها ولم يكرهها .
وإن لله عزوجل لعبادا قلوبهم معلقة بالاخرة وثوابها ، وهم كمن رأى أهل
الجنة في الجنة مخلدين منعمين ، وكمن رأى أهل النار في النار معذبين ، فاولئك
شرورهم وبوائقهم عن الناس مأمونة ، وذلك أن قلوبهم عن الناس مشغولة بخوف الله
فطرفهم عن الحرام مغضوض ، وحوائجهم إلى الناس خفيفة ، قبلوا اليسير من الله
في المعاش وهو القوت ، فصبروا أياما قصارى لطول الحسرة يوم القيامة .
26 - وقال له رجل : إني لاحبك في الله حبا شديدا ، فنكس عليه السلام رأسه(1)
ثم قال : اللهم إني أعوذبك أن احب فيك وأنت لي مبغض . ثم قال له :
احبك للذي تحبني فيه .
27 - وقال عليه السلام : إن الله ليبغض البخيل السائل الملحف .
28 - وقال عليه السلام : رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا ، يأكل ويشرب
وهو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلى بها نار جهنم(2).
29 - وقال عليه السلام : إن من أخلاق المؤمن الانفاق على قدر الاقتار(3).
والتوسع على قدر التوسع ، وإنصاف الناس من نفسه ، وابتداؤه إياهم بالسلام .
30 - وقال عليه السلام : ثلاث منجيات للمؤمن : كف لسانه عن الناس واغتيابهم ،
وإشغاله نفسه بما ينفعه لاخرته ودنياه ، وطول البكاء على خطيئته .
31 - وقال عليه السلام : نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له
عبادة .
32 - وقال عليه السلام : ثلاث من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله(4)وأظله
الله يوم القيامة في ظل عرشه ، وآمنه من فزع اليوم الاكبر : من أعطى من نفسه


(1)نكس رأسه : طأطأه وخفضه .
(2)في بعض النسخ يصله بها في نار جهنم .
(3)الاقتار : القلة والتضيق في الرزق .
(4)كنف الله - بالتحريك - : ظله وحضنه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه