بحار الأنوار ج5

أنت الامام الذى نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا
فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا
لا لا ولا قابلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا
ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا
أنى يحب وقد صحت عزيمته ؟ * ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا
لم يذكر محمد بن عمر الحافظ في آخر هذا الحديث من الشعر إلا بيتين من
أوله .(1)" ص 79 "
يد : زاد ابن عباس في حديثه : فقال الشيخ : يا أميرالمؤمنين القضاء والقدر اللذان
ساقانا ؟ وما هبطنا واديا وما علونا تلعة إلا بهما ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الامر من الله
والحكم ، ثم تلا هذه الآية : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " . " ص 390 "
بيان : التلعة : ما ارتفع من الارض .
قوله : عند الله أحتسب عنائي أي لما لم نكن مستحقين للاجر لكوننا مجبورين
فأحتسب أجر مشقتي عندالله لعله يثيبني بلطفه ، ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل
الانكار ، وقال الجزري : الاحتسبا من الحسب كالاعتداد من العد ، وإنما قيل لمن
ينوي بعمله وجه الله : احتسبه لان له حينئذ أن يعتد عمله ، والاحتساب في الاعمال
الصالحات ، وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الاجر ، وتحصيله بالتسليم والصبر ،
أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها .
انتهى .
قوله عليه السلام : ولكان المذنب أولى بالاحسان أقول : لانه حمله على ما هو قبيح
عقلا وشرعا ، وصيره بذلك محلا للائمة الناس ، فهو أولى بالاحسان لتدارك ذلك
وأيضا لما حمل المحسن على ما هو حسن عقلا وشرعا وصار بذلك موردا لمدح الناس


(1)كالكلينى في الكافى إلا أنه قال : أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان
إحسانا . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه