بحار الأنوار ج55

كذلك ، إلا أن لها تداوير مركوزة في خوارجها كارتكاز الشمس وهي فيها يماس
سطح كل سطح تدويره على نقطة ، وكذلك فلك القمر إلا أن له فلكا آخر مركزه
مركز العالم محيطا بالكل يسمى بالجوزهر ، وأما عطارد فمركز فلكه الذي في
ثخنه الخارج غير مركز العالم ويسمى بالمدير ، وهو في ثخن فلكه الكلي الذي
مركزه مركز العالم كالخارج في ثخنه على الرسم المذكور ، فلخ خارجان وأوجان
وحضيضان وأربعة متممات . وتسمى الافلاك الكلية بالممثلات لمماثلتها لمنطقة
البروج في المركز والحركة والمطقة والقطبين ، وتسمى الخوارج المراكز كلها
سوى المدير بالحوامل ، وتسمى البعد الابعد في التداوير بالذروة ، والاقرب
بالحضيض . هذا ما ذكره القدماء في ذلك ، وأما المتأخرون فزادوا أفلاكا جزئية
اخرى لحل بعض ما لاينحل من مشكلات هذا الفن لم نتعرض لها ولا لذكر
جهات حركات هذه الافلاك ومقاديرهاوأقطابها ودوائرها ومناطقها المذكورة في
كتب القوم ، لانها لاتناسب هذا الكتاب ، وكل ما ذكروه مبنية على أوهام و
خيالات يستقيم بعض الحركات بها ، وتحيروا في كثير منها ، ولا يعلمها بحقيقتها
إلا خالقها ومن خصه بعلمها من الانبياء والاوصياء عليهم السلام .

9 . (باب) (الشمس والقمر وأحوالهما وصفاتهما والليل والنهار وما

يتعلق بهما)

الآيات :
البقرة : يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج(1).
آل عمران : تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل(2).


(1)البقرة : 189 .
(2)آل عمران : 27 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه