بحار الأنوار ج37

ادعوا العقل أحالوا في القول(1)، لان العقل لا مدخل له في ذلك ، وإن ادعوا السمع
طولبوا بالاثر فيه ولن يجدوه ، وإنما صاروا إلى هذا القول من جهة الظن والترجم
بالغيب(2)، والظن لا يعتمد عليه في الدين .
وأما الفرقة الاخرى التي زعمت أن الحسن عليه السلام توفي عن حمل القائم وإنه
لم يولد بعد فهي مشاركة للفرقة المتقدمة لها في إنكار الولادة ، وما دخل على تلك داخل
على هذه ، ويلزمها من التجاهل ما يلزم لقولها : إن حملا يكون مائة سنة ، إذا كان هذا
مما لم تجربه عادة ولا جاء به أثر من أحد(3)من سائر الامم ولم يكن له نظير ، وهو
وإن كان مقدورا لله عزوجل فليس يجوز(4)أن يثبت إلا بعد الدليل الموجب لثبوته ،
ومن اعترف به من حيث الجواز فأوجبه يلزمه إيجاب وجود كل مقدور ، حتى لا يأمن
لعل المياه قد استحالت ذهبا وفضة ! وكذلك الاشجار ، ولعل كل كافر من العالم(5)
إذا نام مسخه الله عزوجل قردا وكلبا وخنزيرا(6)من حيث لا يشعر به ! ثم
يعيده(7)إلى الانسانية ، ولعل بالبلاد القصوى فيما لا نعرف(8)خبره نساء يحبلن
يوما ويضعن من غده(9)! وهذا كله جهل وضلال فتحه على نفسه من اعترف بخرق
العادة من غير حجة ، واعتمد على جواز ذلك في المقدور(10).
وأما الفرقة التي زعمت أن الامامة قد بطلت بعد الحسن عليه السلام فإن وجوب
الامامة بالعقل يفسد قولها ، وقول الله عزوجل : " يوم ندعو كل اناس بإمامهم(11)"


(1)في المصدر : أحالوا في العقول .
(2)= : والرجم بالغيب .
(3)= : في أحد .
(4)= : فليس يجب .
(5)= : في العالم .
(6)= : أو كلبا أو خنزيرا .
(7)= : من حيث لم يشعر به ، ثم يعود اه‍ .
(8)= : مما لا نعرف .
(9)= : في غده .
(10)= : في القدرة .
(11)سورة بنى اسرائيل : 71 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه