بحار الأنوار ج55

أدى ذلك إلى ترك الظلم أصلا لانطفاء النائرة وانكسار الحمية في تلك المدة
فإن الاشياء تجر إلى أشكالها .
وشهور السنة : المحرم ، سمي بذلك لتحريم القتال فيه ، وصفر ، سمي بذلك
لان مكة تصفر من الناس فيه أي تخلو ، وقيل لانه وقع وباء فيه فاصفرت وجوههم
وقال أبوعبيد : سمي بذلك لانه صفرت فيه أوطابهم(1)عن اللبن ، وشهرا ربيع
سميا بذلك لانبات الارض وإمراعها(2)فيهما ، وقيل : لارتباع القوم أي إقامتهم
والجماديان ، سميتا بذلك لجمود الماء فيهما ، ورجب سمي بذلك لانهم كانوا
يرجبونه ويعظمونه ، يقال : رجبته ورجبته بالتخفيف والتشديد وقيل : سمي
بدلك لترك القتال فيه ، من قولهم(رجل أرجب)إذا كان أقطع لايمكنه العمل
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن في الجنة نهرا يقال له(رجب)ماؤه أشد
بياضا من الثلج وأحلى من العسل ، من صام يوما من رجب شرب منه ، وشعبان
سمي بذلك لتشعب القبائل فيه ، عن أبي عمرو ، وروى زياد بن ميمون أن النبي
صلى الله عليه وآله قال : إنما سمي شعبان لانه يشعب فيه خير كثير لرمضان ، و
شهر رمضان ، سمي بذلك لانه يرمض الذنوب ، وقيل : سمي بذلك لشدة الحر
وقيل : إن رمضان من أسماء الله تعالى ، وشوال ، سمي بذلك لان القبائل كانت
تشول فيه أي تبرح عن أمكنتها ، وقيل : لشولان الناقة(3)أذنابها فيه ، وذوالقعدة
سمي بذلك لقعودهم فيه عن القتال ، وذوالحجة ، لقضاء الحج فيه .
(ذلك الدين القيم)أي ذلك الحساب المستقيم الصحيح ، لا ماكانت العرب
تفعله من النسئ ، وقيل : معناه ذلك الحساب(4)المستقيم الحق ، وقيل : معناه


(1)الاوطاب : جمع(الوطب)وهو سقاء اللبن .
(2)امرع المكان : أخصب .
(3)في المصدر : النوق .
(4)في المصدر : القضاء .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه