بحار الأنوار ج44

فقال كالمغضب : مهلا يا ام الفضل فهذا ثوبي يغسل وقد أوجعت ابني ، قالت :
فتركته ومضيت لآتيه بماء ، فجئت فوجدته صلى الله عليه وآله يبكي فقلت : مم بكاؤك يا رسول الله
فقال : إن جبرئيل أتاني وأخبرني أن امتي تقتل ولدي هذا(1).
قال : وقال أصحاب الحديث فلما أتت على الحسين سنة كاملة ، هبط على
النبي اثنا عشر ملكا على صور مختلفة أحدهم على صورة بني آدم يعزونه ويقولون
إنه سينزل بولدك الحسين ابن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل ، وسيعطى مثل أجر
هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ، ولم يبق ملك إلا نزل إلى النبي يعزونه
والنبي يقول : اللهم اخذل خاذله ، واقتل قاتله ، ولا تمتعه بما طلبه .
وعن أشعث بن عثمان ، عن أبيه ، عن أنس بن أبي سحيم قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول : إن ابني هذا يقتل بأرض العراق ، فمن أدركه منكم فلينصره
فحضر أنس مع الحسين كربلا وقتل معه .
ورويت عن عبدالصمد بن أحمد بن أبي الجيش ، عن شيخه أبي الفرج
عبدالرحمن بن الجوزي ، عن رجاله ، عن عائشة قالت : دخل الحسين على النبي
وهو غلام يدرج فقال : أي عائشة ألا اعجبك لقد دخل علي آنفا ملك ما دخل علي
قط فقال : إن ابنك هذا مقتول ، وإن شئت أريتك من تربته التي يقتل بها فتناول
ترابا أحمر فأخذته ام سلمة فخزنته في قارورة فأخرجته يوم قتل وهو دم .
وروي مثل هذا عن زينب بنت جحش .
وعن عبدالله بن يحيى قال : دخلنا مع علي إلى صفين فلما حاذى نينوى
نادى صبرا يا عبدالله ، فقال : دخلت على رسول الله وعيناه تفيضان فقلت : بأبي
أنت وامي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان ؟ أغضبك أحد ؟ قال : لا ، بل كان عندي
جبرئيل فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطئ الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك
من تربته ؟ قلت : نعم فمد يده فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن


(1)ترى الحديث في تذكرة خواص الامة ص 133 نقلا عن ابن سعد في الطبقات
وقد ترك ذيل الخبر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه