بحار الأنوار ج19

لنا وزر ، فرجاهم سبحانه رحمته بقوله : " اولئك يرجون رحمة الله " كما قال البيضاوي
نزلت أيضا في السرية لما ظن بهم أنهم إن سلموا من الاثم فليس لهم أجر .
44 - نهج : في حديثه : كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم
يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه .
قال السيد رضي الله عنه : ومعنى ذلك أنه كان إذا عظم الخوف من العدو و
اشتد عضاض الحرب فزع المسلمون إلى قتال رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه ، فينزل الله
تعالى النصر عليهم به ، ويأمنون ما كانوا يخافونه بمكانه وقوله عليه السلام : إذا احمر
البأس ، كناية عن اشتداد الامر ، وقد قيل في ذلك أقوال : أحسنها أنه شبه حمى
الحرب بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ، ومما يقوي ذلك قول
النبي صلى الله عليه وآله وقد رأى مجتلد الناس(1)يوم حنين وهي حرب هوازن " الآن حمي
الوطيس " والوطيس : مستوقد النار ، فشبه ما استحر من جلاد القوم باحتدام(2)
النار وشدة التهابها .(3)
45 - فس : " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد
عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله " فإنه كان
سبب نزولها أنه لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة بعث السرايا إلى الطرقات
التي تدخل مكة تتعرض لعير قريش ، حتى بعث عبدالله بن جحش في نفر من أصحابه
إلى نخلة وهي بستان بني عامر ليأخذوا عير قريش أقبلت من الطائف عليها الزبيب
والادم والطعام فوافوها ، وقد نزلت العير وفيهم عمرو بن الحضرمي(4)، وكان

___________________________

< - عبدالله بن جحش صنع في تلك العيركان قسمه قبل ذلك كذلكوقال ابن هشام : هى أول غنيمة
غنمها المسلمون ، وعمرو بن الحضرمى اول من قتله المسلمون ، وعثمان بن عبدالله والحكم بن
كيسان اول من أسر المسلمون .
(1)أى تضاربهم .
(2)الاحتدام : شدة اتقاد النار .
(3)نهج البلاغة ج 2 : 26 .
(4)في المصدر : عمرو بن عبدالله الحضرمى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه