بحار الأنوار ج67

وتعلموا أن القادر على هذه الاشياء قادر على البعث بعد الموت ، وفي هذا دلالة
على وجوب النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى ، وعلى بطلان التقليد ، ولولا
ذلك لم يكن لتفصيل الآيات معنى .
إن كنتم موقنين (1)أي بأن الرب بهذه الصفة أو بأن هذه الاشياء
محدثة ، وليست من فعلكم ، والمحدث لابد له من محدث لا ضير أي لاضرر
علينا فيما تفعله إنا إلى ربنا منقلبون أي إلى ثواب ربنا راجعون خطايانا
أي من السحر وغيره ، أن كنا أول المؤمنين أي لان كنا أول من صدق بموسى
عند تلك الآية أو مطلقا .
ومن الناس من يقول آمنا بالله (2)بلسانه فاذا اوذي في الله أي في
دين الله أو في ذات الله جعل فتنة الناس كعذاب الله أي إذا اوذي بسبب دين الله
رجع عن الدين مخالفة عذاب الناس كما ينبغي أن يترك الكافر دينه مخافة عذاب الله
فيسوى بين عذاب فان منقطع ، وبين عذاب دائم غير منقطع أبدا لقلة تمييزه ، وسمى
أذية الناس فتنة لما في احتمالها من المشقة وقال علي بن إبراهيم(3): قال : إذا
آذاه إنسان أو أصابه ضر أو فاقة أو خوف من الظالمين ، دخل معهم في دينهم ، فرأى
أن مايفعلونه هو مثل عذاب الله الذي لاينقطع ، ولئن جاء نصر من ربك أي
فتح وغنيمة ، وقال علي بن إبراهيم(4): يعني القائم عليه السلام ليقولن إنا كنا
معكم في الدين ، فأشركونا : بما في صدور العالمين من الاخلاص والنفاق .
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا قال علي بن إبراهيم : كان
في علم الله أنهم يصبرون على مايصيبهم ، فجعلهم أئمة(5) وكانوا بآياتنا يوقنون
أي لايشكون فيها .


(1)الشعراء : 24 .
(2)العنكبوت : 10 .
(43)تفسير القمى ص 495 .
(5)تفسير القمي 513 ، والاية في سورة السجدة : 24 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه