بحار الأنوار ج35

وماهو ؟ قال : ولد يخرج من صلبك هو ولي الله تبارك اسمه وتعالى ذكره ، وهو إمام المتقين
ووصي رسول رب العالمين(1)، فإن أدركت ذلك الولد فاقرء‌ه مني السلام وقل له : إن
المثرم بقرء عليك السلام(2)وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده
ورسوله وأنك وصيه حقا ، بمحمد يتم النبوة وبك يتم الوصية(3).
قال : فبكى أبوطالب وقال له : ما اسم هذا المولود ؟ قال : اسمه علي ، فقال أبوطالب
إني لا أعلم حقيقة ما تقوله إلا ببرهان بين ودلالة واضحة ، قال المثرم : فما تريد أن
أسأل الله لك أن يعطيك في مكانك ما يكون دلالة لك ؟ قال أبوطالب : اريد طعاما من الجنة
في وقتي هذا ، فدعا الراهب بذلك فما استتم دعاؤه حتى اتي بطبق عليه من فاكهة
الجنة(4)رطبه وعنبة ورمان ، فتناول أبوطالب منه رمانة ونهض فرحا من ساعته حتى
رجع إلى منزله فأكلها فتحولت ماء في صلبه ، فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي عليه السلام
وارتجت الارض وزلزلت بهم أياما حتى لقيت قريش من ذلك شدة وفزعوا وقالوا : قوموا
بآلهتكم إلى ذروة أبي قبيس حتى نسألهم أن يسكنوا ما نزل بكم وحل بساحتكم ، فلما
اجتمعوا على ذروة جبل أبي قبيس فجعل يرتج ارتجاجا حتى(5)تد كد كت بهم صم
الصخور وتناثرت ، وتساقطعت الآلهة على وجهها ، فلما بصروا بذلك قالوا : لا طاقة لنا بما
حل بنا ، فصعد أبوطالب الجبل وهو غير مكترث بما هم فيه ، فقال : أيها الناس(6)إن
الله تبارك وتعالى قد أحدث في هذه الليلة حادثة ، وخلق(7)فيها خلقا ، إن لم تطيعوه ولم
تقروا بولايته وتشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم ولا يكون لكم بتهامة مسكن ، فقالوا :


(1)في المصدر : ووصى رسول الله . وفى الفضائل ، ووصى رسول رب العالمين . وفى(م)و
كذا(ح)ووصى رسول الله رب العالمين .
(2)في المصدر : يقرؤك السلام .
(3)في المصدر : وكذا في الفضائل :(تتم)في الموضعين .
(4)في المصدر : من فواكه الجنة .
(5)ليست في المصدر كلمة(حتى)
(6)في المصدر : يا ايها الناس .
(7)في المصدر : خلق .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه