بحار الأنوار ج90

وفي الحديث القدسي : ياموسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك ، و
ملح عجينك(1).
وعن الصادق عليه السلام عليكم بالدعاء فانكم لا تقربون إلى الله بمثله ، ولا تتركوا
صغيرة لصغرها أن تدعوابها ، فان صاحب الصغار هو صاحب الكبار .
وروي عن محمد بن عجلان قال : أصابتني فاقة شديدة وإضافة ولا صديق لمضيق
ولزمني دين ثقيل وعظيم يلح في المطالبة ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد ، وهو
يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك من حالي محمد بن عبدالله بن
علي بن الحسين عليهما السلام وكانت بيني وبينه قديم معرفة ، فلقيني في الطريق فأخذ
بيدي وقال : قد بلغني ما أنت بسبيله ، فمن تؤمل لكشف مانزل بك ؟ قلت :
الحسن بن زيد . فقال : إذن لا يقضى حاجتك ، ولا تسعف بطلبتك ، فعليك بمن
يقدر على ذلك وهو أجود الاجودين ، فالتمس ما تؤمله من قبله ، فاني سمعت
ابن عمي جعفربن محمد يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن
أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال :
أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه ، وعزتي وجلالي لاقطعن أمل
كل آمل أمل غيري وبالاياس ، ولاكسونه ذل ثوب المذلة في الناس ، ولابعدنه
من فرجى وفضلي ، وأيأمل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي ؟ ويرجو سواي
وأنا الغني الجواد ، بيدي مفاتيح الابواب ، وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن
دعاني ؟ ألم تعلموا أن من دهاه نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ، فمالي أراه يأمله
معرضا عني وقد أعطيته بجودي وكرمي مالم يسألني ؟ فأعرض عني ولم يسألني
وسأل في نائبته غيري ، وأنا الله أبتدئ بالعطية قبل المسألة ، أفاسأل فلا أجود
كلا ، أليس الجود والكرم لي ، أليس الدنيا والآخرة بيدي ، فلو أن أهل سبع
سماوات وأرضين سألوني جميعا وأعطيت كل واحد منه مسألته ما نقص ذلك
من ملكي مثل جناح البعوضة ، وكيف ينقص ملك أنا قيمه ، فيابؤسا عصاني


(1)عدة الداعى ص 98 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه