بحار الأنوار ج9

قرباه " أو مسكينا ذا متربة " يعني أمير المؤمنين عليه السلام مترب بالعلم .(1)
بيان : نعثل هو عثمان ، قال الجوهري : نعثل اسم رجل كان طويل اللحية
وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بذلك الرجل لطول لحيته . قوله : ما أعلمك
لعله جعل ما للتعجب ، ويحتمل على بعد أن يكون إشارة إلى ما قيل : إن كل موضع
في القرآن فيه " ما أدراك " فهو ما قد بينه الله وما كان " ما يدريك " لم يبينه . قوله : مترب
بالعلم على بناء الفاعل أى مستغن ، يقال : أترب الرجل : إذا استغنى كأنه صار له من
المال بقدر التراب ، ذكر الجوهري .
158 - فس : أحمد بن محمد الشيباني ، عن محمد بن أحمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن
محمد بن علي ، عن عثمان بن يوسف ، عن عبدالله بن كيسان ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد اقرء فقال : وما أقرء ؟ قال : " اقرء
باسم ربك الذي خلق " يعني خلق نورك الاقدم قبل الاشياء " خلق الانسان من علق
يعني خلقك من نطفة وشق منك عليا " اقرء وربك الاكرم الذي علم بالقلم " يعني
علم علي بن أبي طالب عليه السلام " علم الانسان ما لم يعلم " يعني علم عليا من الكتابة لك
ما لم يعلم قبل ذلك .
قال علي بن إبراهيم في قوله : " اقرء باسم ربك " قال : اقرء باسم الله الرحمن
الرحيم " الذي خلق خلق الانسان من علق " قال : من دم " اقرء وربك الاكرم الذي
علم بالقلم " قال : علم الانسان الكتابة التي بها يتم امور الدنيا في مشارق الارض و
مغاربها ، ثم قال : " كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى " قال : إن الانسان إذا
استغنى يكفر ويطغى وينكر " إن إلى ربك الرجعى " قوله : " أرأيت الذي ينهى عبدا
إذا صلى " قال : كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة وأن يطاع الله ورسوله فقال الله
تعالى : " أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى " قوله : " لنسفعا بالناصية " أي لنأخذه بالناصية
فنلقيه في النار .
قوله : " فليدع ناديه " قال : لما مات أبوطالب عليه السلام فنادى أبوجهل والوليد
عليهما لعائن الله : هلم فاقتلوا محمدا فقد مات الذي كان ناصره ،(2)فقال الله : " فليدع


(1)تفسير القمى : 725 و 726 .
(2)في المصدر : هلموا فاقتلوا محمدا فقد مات الذى كان ينصره .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه