بحار الأنوار ج43

فقلت : ياأخي جبرئيل ما رأيت في الاشجار أطيب ولا أحسن من هاتين
الشجرتين فقال لي : يامحمد أتدري ما اسم هاتين الشجرتين ؟ فقلت : لا أدري فقال :
إحداها الحسن والاخرى الحسين فإذا هبطت يامحمد إلى الارض من فورك فأت
زوجتك خديجة ، وواقعها من وقتك وساعتك ، فانه يخرج منك طيب رائحة الثمر

الذي أكلته من هاتين الشجرتين فتلد لك فاطمة الزهراء ، ثم زوجها أخاك عليا
فتلد له ابنين فسم أحدهما الحسن والاخر الحسين .
قال رسول الله صلى الله عليه واله : ففعلت ما أمرني أخي جبرئيل فكان الامر ماكان .
فنزل إلي جبرئيل بعد ما ولد الحسن والحسين ، فقلت له : ياجبرئيل ما
أشوقني إلى تينك الشجرتين فقال لي : يامحمد إذا اشتقت إلى الاكل من ثمرة تينك
الشجرتين فشم الحسن والحسين ، قال : فجعل النبي صلى الله عليه واله كلما اشتاق إلى الشجرتين
يشم الحسن والحسين ويلثمهما وهو يقول : صدق أخي جبرئيل عليه السلام ثم يقبل الحسن
والحسين ويقول : يا أصحابي إني أود أني اقاسمهما حياتي لحبي لهما فهما ريحانتاي
من الدنيا . فتعجب الرجلمنوصف النبي صلى الله عليه واله للحسن والحسين ، فكيف لو شاهد
النبي صلى الله عليه واله من سفك دماء‌هم ، وقتل رجالهم وذبح أطفالهم ، ونهب أموالهم ، و
سبى حريمهم ، اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجميعن وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون .
أقول : قد مر أخبار كثيرة في باب فضائل أصحاب الكساء وباب النصوص
على الاثني عشر عليهم السلام في فضائلهما .
وروى الديلمي في فردوس الاخبار عن أميرالمؤمنين عليه السلام أن موسى بن
عمران سأل ربه عزوجل فقال : يارب إن أخي هارون مات فاغفرله فأوحى الله
أن : ياموسى لو سألتني في الاولين والاخرين لاجبتك ماخلا قاتل الحسين بن
علي بن أبي طالب فاني أنتقم له منه .
وروى أيضا عنه عليه السلام أن موسى بن عمران سأل ربه عزوجل زيارة قبر
الحسين بن علي فزاره في سبعين ألفا من الملائكة .
وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه واله اللهم إني احبه فأحبه وأحب من يحبه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه