بحار الأنوار ج97

مقام النبي فصل ما بدالك ، فاذا دخلت المسجد فصل على محمد وآله
وإذا خرجت فاصنع مثل ذلك وأكثر من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله(1).
بيان : قال الجزري(2)فيه : منبري على ترعة من ترع الجنة الترعة في الاصل
الروضة على المكان المرتفع خاصة فاذا كانت في المطمئن فهي روضة .
قال القتيبي معناه إن الصلاة والذكر في هذا الموضع تؤديان إلى الجنة فكأن
قطعة منها ، وقيل : الترعة الدرجة وقيل : الباب انتهى .
أقول : الظاهر أن التفسير من الرواة ويحتمل أن يكون من الامام عليه السلام
وقال الكفعمي رحمه الله في حواشي البلد الامين : ذكر السيد الرضي ره
في مجازاته(3)في تفسير الترعة هنا ثلاثة أقوال :
(الاول)أن يكون اسما للدرجة .
(الثاني)أن يكون اسما للروضة على المكان العالي خاصة .
(الثالث)أن يكون اسما للباب وهذه الاقوال تؤل إلى معنى واحد فان كانت
الترعة بمعنى الدرجة فالمراد أن منبره صلى الله عليه وآله على طريق الوصول إلى درج الجنة
لانه صلى الله عليه وآله يدعو عليه إلى الايمان ويتلو عليه قوارع القرآن ويخوف ويبشر
وإن كانت بمعنى الباب فالقول فيهما واحد ، وإن كانت بمعنى الروضة على المكان
العالي فالمراد بذلك ايضا كالمراد على القولين الاولين لان منبره صلى الله عليه وآله على الطريق
إلى رياض الجنة لمن طلبها وسلك السبيل إليها وفيها زيادة معنى وهو انه إنما شبهه
بالروضة لما يمر عليه من محاسن الكلم وبدايع الحكم التي تشبه أزاهر الرياض
ودبابيج الثياب ويقولون في الكلام الحسن كأنه قطع الروض وكأنه ديباج الرقيم
فأضاف صلى الله عليه وآله الروضة إلى الجنة لان كلامه صلى الله عليه وآله يهدي إلى الجنة ، ويقول بعضهم
الترعة الكوة وهو غريب فان كان المراد ذلك فكأنه صلى الله عليه وآله قال : منبري هذا على
مطلع من مطالع الجنة والمعنى قريب من معنى الباب لان السامع لما يتلى عليه كأنه


(1)كامل الزيارات ص 16 .(2)النهاية ج 1 ص 136 .
(3)المجازات النبوية ص 67 طبع بغداد .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه