بحار الأنوار ج45

وفاطمة فأخذوا رأس الحسين فقبلته فاطمة ، ثم قالت : ياولدي قتلوك قتلهم الله
من فعل هذا بك ؟ فكان يقول : قتلني شمر وقطع يداي هذا النائم - وأشار إلي
فقالت فاطمة لي : قطع الله يديك ورجليك ، وأعمى بصرك ، وأدخلك النار ، فانتبهت
وأنا لاأبصر شيئا وسقطت مني يداي ورجلاي ، ولم يبق من دعائها إلا النار
أقول : روى السائل عن السيد المرتضى رضي الله عنه ، عن خبر روى النعماني
في كتاب التسلي عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا احتضر الكافر حضره رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلي صلوات الله عليه وجبرئيل وملك الموت فيدنو إليه على عليه السلام
فيقول : يارسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فابغضه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله
ياجبرئيل إن هذاكان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فابغضه ، فيقول جبرئيل
لملك الموت إن هذاكان يبغض الله ورسوله وأهل بيته فابغضه واعنف به ، فيدنومنه
ملك الموت فيقول : ياعبدالله أخذت فكاك رقبتك ، أخذت أمان براء‌تك ، تمسكت
بالعصمة الكبرى في دار الحياة الدنيا ؟ فيقول : وماهي ؟ فيقول : ولاية علي بن
أبي طالب ، فيقول : ماأعرفها ولاأعتقد بها فيقول له جبرئيل : ياعدو الله وماكنت
تعتقد ؟ فيقول له جبرئيل : أبشر ياعدو الله بسخط الله وعذابه في النار أما ماكنت
ترجو فقد فاتك ، وأما الذي كنت تخاف فقد نزل بك ، ثم يسل نفسه سلا عنيفا
ثم يوكل ، بروحه مائة شيطان كلهم يبصق في وجهه ، ويتأذى بريحه ، فإذا وضع
في قبره فتح له باب من أبواب النار ، يدخل إليه من فوح ريحها ولهبها
ثم إنه يؤتى بروحه إلى جبال برهوت ثم إنه يصير في المركبات بعد أن
يجري في كل سنخ مسخوط عليه حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فيبعثه الله فيضرب
عنقه ، وذلك قوله : " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى
خروج من سبيل "(1)والله لقد اتي بعمربن سعد بعدماقتل ، وإنه لفي صورة
قرد في عنقه سلسلة ، فجعل يعرف أهل الدار ، وهم لايعرفونه ، والله لايذهب الايام
حتى يمسخ عدونا مسحا ظآهرا حتى أن الرجل منهم ليمسخ في حياته قردا أو


(1)غافر : 11

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه