بحار الأنوار ج63

وحكا ذلك جعفر عليه السلام وقال : كان أبى يكره ان يمسح يده بالمنديل وفيها
شئ من الطعام تعظيما له ، إلا أن يمصها او يكون إلى جانبه صبى فيعطيه إياها
يمصها ، فهذا من أولياء الله تواضع لله ، وتعظيم لرزقه ، ومخالفة لافعال الجبارين من
خلقه(1).
اقول : قد مر وسيأتى بعض الاخبار في ذلك في ابواب آداب الاكل .

17 باب (جوامع آداب الاكل)

1 - المحاسن : عن ابيه عن عبدالله بن الفضل النوفلى عن الفضل بن يونس
الكاتب قال : اتانى ابوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام في حاجة للحسين بن يزيد فقلت :
إن طعامنا قد حضر فاحب ان تتغدى عندي ، قال : نحن نأكل طعام الفجأة ثم نزل
فجئته بغداء ووضعت منديلا على فخذيه فأخذه فنحاه ناحية ، ثم اكل ثم قال : يا
فضل كل مما في اللهوات والاشداق ، ولا تأكل ما بين أضعاف الاسنان .
قال : وروى الفضل بن يونس في حديث ان ابا الحسن عليه السلام جلس في صدر
المجلس وقال : صاحب المجلس احق بهذا المجلس إلا لرجل واحد ، وكانت لفضل
دعوة يومئذ ، فقال ابوالحسن عليه السلام : هات طعامك فانهم يزعمون انا لا نأكل طعام
الفجأة ، فاتى بالطست فبدأ ثم قال : أدرها عن يسارك ولا تحملها إلا مترعة ، ثم أتي
بالمنديل ليلقي على ركبتيه ، فقال : لا ، هذا فعل العجم ، ثم اتكأ على يساره بيده
على الارض وأكل بيمينه حتى إذا فرغ اتى بالخلال ، فقال : يا فضل ادر لسانك في
فيك فما تبع لسانك فكله إن شئت وما استكرهته بالخلال فالفظه(2).
بيان : قوله : " ولا تأكل " ظاهره النهي عن أكل ما بين الانسان مطلقا ، وإن
اخرج باللسان ، هو مخالف لسائر الاخبار ، ويمكن ان يحمل على ما يبقى بعد


(1)دعائم الاسلام 2 ر 120 .
(2)المحاسن : 450 451

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه