بحار الأنوار ج102

قال آمينا .
فأجلت فيما أملاه نظري ، ورددت فيما أسداه بصري ، وجعلت اطيل فيه فكري
واديم به ذكرى ، فوجدته أنضد من لبوس ، وأزين من عروس ، وأعذب من الماء ، و
، وأرق من الهواء ، قد ملك أزمة القلوب ، وسخى ببذل المطلوب .
لقد وافت فضائلك المعالي * * * تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن ، فخلت أني * * * فضضت بهن عن مسك فتيق
وجال الطرف منها ، في رياض * * * كسين ، محاسن الزهر الانيق
شربت بهاكؤسا ، من معانى * * * غنيت لشربهن عن الرحيق
ولكنى حملت بهاحقوقا * * * أخاف لثقلهن من العقوق
فشربا يا نعيم لي رويدا * * * فلست اطيق كفران الحقوق
وحمل ما اطيق به نهوضا * * * فان الرفق أليق بالصديق
والعمري ، قدجاد وأجاد ، وبذل المطلوب ، كما اريد منه وأراد ، ولقد
أحيى وأشاد ، بما رسم وأفاد ، رسوما قداندرست ، وطولا قد عفت ، ومعاهدقد
عطلت ، وقباب مجد قوضت وأركان فضل قد هدت وانهدمت ، وأبنية سودد قد
انقضت وانقضت ، فلله دره ، فقد وجب على العالمين شكره وبره فكم أحيى
بجميل ذكره ما قدمات ، ورد بحسن الثناء ما قد غبر وفات ، وكم له في ذلك من
النعم الايادي ، على الحاضر والبادي ، ومن الفواضل البوادي ، على المحفل
والنادي ، فقد نشر فضايل العلماء والفقهاء ، وذكر محاسن الادباء والازكياء ، و
نوه بذكر سكان زوايا الخمول ، وأنار منار فضل من أشرف ضوؤه على الافول ،
فكأني بمدارس العلم لذلك قد هزت ، وربت ، وبمجالس الفضل له ، قد ازلفت و
زفت ، وبمحافل الادب ، قد اسست وآنست ، وكأني ، بسكان الثرى ، ورهاين
القبور ، قد ارتقوا مدارج الطور ، والبسوا ملابس البهاء والنور ، وتباشروا بالتهنية والسرور ، وطفقوا بلسان الحال ينشدون مادحهم هذا المقال .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه