بحار الأنوار ج19

فقال لهم : والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام ، وأوقف الاسيرين والعير ، ولم
يأخذ منها شيئا ، وسقط في أيدي القو وظنوا أنهم قد هلكوا ، وقالت قريش :
استحل محمد الشهر الحرام ، فأنزل الله سبحانه " يسألونك عن الشهر الحرام قتال
فيه(1)" الآية ، فلما نزل ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله العير(2)وفداء الاسيرين ، و
قال المسلمون : نطمع لنا أن يكون غزاة ، فأنزل الله فيهم : " إن الذين آمنوا و
الذين هاجروا " إلى قوله : " اولئك يرجون رحمة الله(3)" الآية ، وكانت هذه قبل
بدر بشهرين(4).
بيان : السيف بالكسر : ساحل البحر ، والابواء بفتح الهمزة وسكون الباء
والمد : جبل بين مكة والمدينة ، وعنده بلد ينسب إليه ، وقال الفيروز آبادي :
بواط كغراب : جبال جهينة على أبراد من المدينة ، منه غزوة بواط ، اعترض فيها
صلى الله عليه وآله لعير قريش ، وقال : ذو العشيرة :(5)موضع بناحية ينبع غزوتها
مشهورة ، والصور بالفتح : الجماعة من النخل ولا واحد له من لفظه ، والدقعاء :
التراب ، والارض لا نبات بها . ويقال : هب من نومه يهب أي استيقظ ، وأهببته
أنا ، ويقال سقط في يديه على بناء المجهول أى ندم ، نطمع لنا أن يكون غزاة قالوا
ذلك على سبيل اليأس(6)، أي لا نطمع ثواب الغزوة فيما فعلنا بل نرضى أن لا يكون


(1)تقدم ذكر موضع الاية في صدر الباب .
(2)في المصدر : المال .
(3)البقرة : 218 .
(4)اعلام الورى : 47 و 48 ط 1 و 83 و 84 ط 2 .
(5)ذكر قبلا انه بالتصغير .
(6)أو على سبيل الرجاء ، قال ابن هشام : فلما تجلى عن عبدالله بن جحش وأصحابه ما كانوا
فيه - حين نزل القرآن - طمعوا في الاجر ، فقالوا يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى
فيها أجر المجاهدين ؟ فأنزل الله عزوجل فيهم الاية ، فوضعهم الله عزوجل من ذلك على اعظم الرجاء
انتهى قال ابن هشام : قال ابن اسحاق : وقد ذكر بعض آل عبدالله بن جحش ان الله عزوجل
قسم الفئ حين احله فجعل اربعة اخماسه لمن افاء‌ه ، وخمسه إلى الله ورسوله فوقع على ما كان - - >

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه