بحار الأنوار ج21

محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : دخلنا على جابر بن عبدالله فلما انتهينا إليه سأل عن القوم
حتى انتهى إلي فقلت : أنا محمد بن علي بن الحسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع
زري الاعلى وزري الاسفل ، ثم وضع كفه بين ثديي وقال : مرحبا بك ، و
أهلا يا ابن أخي ، سل ما شئت ، فسألته وهو أعمى فجاء وقت الصلاة فقام في نساجة
فالتحف بهافلما وضعها(1)على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى
جنبه على المشجب فصلى بنا ، فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال
بيده فعقد تسعا ، وقال : إن رسول الله صلى الله عليه واله مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن
في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه اله حاج ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس
أن يأتم برسول الله صلى الله عليه واله ويعمل ما عمله ، فخرج وخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة
فذكر الحديث ، وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه واله فوجد فاطمة فيمن أحل
ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر علي ذلك عليها ، فقالت : أبي صلى الله عليه واله أمرني
بهذا ، وكان علي عليه السلام يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه واله محرشا على
فاطمة بالذي صنعت(2)، مستفتيا رسول الله صلى الله عليه واله بالذي ذكرت عنه فأنكرت ذلك
قال : صدقت ، صدقت(3).
بيان : قال الجزري : النساجة : ضرب من الملاحف منسوجة كإنها سميت
بالمصدر ، وقال : المشجب بكسر الميم : عيدان تضم رؤسها وتفرج بين قوائمها وتوضع
عليها الثياب ، وقال : في حديث علي عليه السلام في الحج : فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه واله
محرشا على فاطمة ، أراد بالتحريش هيهنا ذكر ما يوجب عتابه لها ، وأصله الاغراء
والتهييج .
10 - عم شا(4): لما أراد رسول الله صلى الله عليه واله التوجه إلى الحج وأداء فرض الله


(1)كلما وضعها .(2)في المصدر : في الذى صنعت .
(3)مجالس ابن الشيخ : 256 .
(4)هكذا في نسخة المصنف وغيره ، ولعل ذكر(عم)مع ما يذكره بعد ذلك لاوجه له ، و
هو وهم منه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه