بحار الأنوار ج62

من المطاعمة وانتقال جزء من الماء الذي في قانصة الذكر إلى الانثى من منقاره ، وأما
الحكماء فقل أن يصدقوا بذلك على أنهم قدقالوا في كتبهم ما يقرب من هذا ، قال
ابن سينا : والقبجة تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل الذكر ومن سماع صوته ، قال :
والنوع المسمى مالاقيا(1)تتلاصق بأفواهها ثم تتشابك فذاك سفادها ، ولا يخفى أن
المثل المذكور لايدل على أن الغراب لايسفد ، بل الظاهر منه خلافه إلا أن يكون
مراد القائل أيضا ذلك ، وأما كلامه عليه السلام فالظاهر منه أن الطاووس لقاحه بالسفاد
لقوله عليه السلام :(يؤر بملاقحة)ولتعبيره عن القول الآخر بالزعم ، وأن الغراب لقاحه
بالمطاعمة .
وفي القاموس : الحمام إذا أدخل فمه في فم انثاه فقد تطاعما وطاعما ، وخال
الشئ كخاف أي ظنه ، وخاله يخيله لغة فيه ، وتقول في المضارع للمتكلم إخال بكسر
الهمزه على غير قياس وهو أكثر استعمالا وبنو أسد يفتحون على القياس ، والمدارى
بالدال المهملة على ما في أكثر النسخ جمع مدرى بكسر الميم ، قال ابن الاثير : المدرى
والمدراة : شئ من حديد(2)أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه
يسرح به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له(3).
وكان في نسخة ابن ميثم بالذال المعجمة ، قال : وهي خشبة ذات أطراف كأصابع
الكف ينقى به الطعام ، والدارة : هالة القمر ، وما أحاط بالشئ كالدائرة . والعقيان
بالضم : الذهب الخالص ، وقيل : ما ينبت منه نباتا ، والفلذ كعنب جمع فلذة بالكسر
وهي القطعة من الذهب والفضة وغيرهما ، وفلذت له من الشئ كضربت أي قطعت ،
والزبرجد : جوهر معروف ، قيل : ويسميه الناس البلخش ، وقيل : هو الزمرد ، و
جنيت الثمرة والزهرة واجتنيتها بمعنى ، والجني فعيل منه وفي بعض النسخ : جنى
كحصى وهو ما يجنى من الشجر مادام غضا بمعنى فعيل ، ولفظة الفعل المجهول ليست


(1)في المخطوطة : ملاقيا .
(2)في المصدر : شئ يعمل .
(3)النهاية 2 : 23 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه