. . . . . . .
الصخرة الملساء ، لما كان لضرب اليد عليها وجه ، الا أن يكون عليها غبارتعلو بضرب
اليد عليها كما في الصفا البالية وهو الطين المتحجر من صفوة الارض ينجمد بعد انحسار
الماء عن وجهها .
ولو كانت الصفاة بمعنى الصخرة كما توهم لما وصفت في الحديث بالبالية ؟ ، فان
الصخرة لا تبلى ، ، ولما وصفها الفيروز آبادي بقوله : الصفاة الحجر الصلد الضخم لا ينبت
فان الصلد هو الارض المتحجرة التي لا تنبت ، ولذلك قالوا راس صلدأى لا ينبت ، وجبين
صلد اي صلب ، وفرس صلد اي لا يعرق .
ومنه قولهم فلان لا تندى صفاته أي بخيل لا يسمح بشئ ، والمراد بالصفاة هذه
الراووق المتخذ من الطين الحر الصلب كالخزف ولذلك وصفت بعدم النداوة والرش ، و
لو كانت بمعنى الصخرة لما كان ينتظر منه الرش والندى .
وأما الجص والنورة والرماد فكلها يمكن أن يكون صعيدا ثائرا هائجا ، وهو
ظاهر ، الا أن قوله تعالى : صعيدا طيبا يخص التيمم بالتراب الخالص الذي يخرج
نباته باذن الله دون النورة والجص والسبخة والرمل والرماد لانها لا تنبت ، وقد وصف
الرماد في قوله تعالى فتصبح صعيدا زلقا و انا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا بكونه
زلقا جرزا خرج عن كونه طيبا نابتا .
وعلى ذلك فتوى الاصحاب وروايات الباب ، أما الرماد فظاهر ، وأما النورة و
الجص والسبخة والرمل وأمثالها فهى معادن فلا يجوز التيمم بها اجماعا ، وما ورود من
رواية السكونى وهي أصل هذا الخبر المروى في النوادر فلا يعبأ بها لضعفها ومعارضتها
الاجماع .
وأما استناد بعض الفقهاء بقوله صلى الله عليه وآله : جعلت لى الارض مسجدا وطهورا وأن
اسم الارض يقع على الحجر والمدر والتراب كلها ففيه أن الحجر ان كان بمعنى الارض
الصلب الصلد ، فلا بأس به ، من حيث اطلاق اسم الارض عليه ، الا أنه يقيد اطلاقها بقرينة لفظ
الصعيد في القرآن العزيز ، ولذلك ورد التصريح بالتراب في بعض الاحاديث ولفظه : جعلت لى