بحار الأنوار ج21

ابن الطفيل ، وأربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة لامه ، وكان عامر قد قال لاربد :
إني شاعل عنك وجهه ، فإذا فعلته فأعله بالسيف ، فلما قدموا عليه قال عامر : يا
محمد خالني(1)فقال : لا حتى تؤمن بالله وحده ، قالها مرتين ، فلما أبى عليه
رسول الله قال : والله لاملانها عليك خيلا حمرا ورجلا ، فلما ولى قال رسول الله
صلى الله عليه واله : " اللهم اكفني عامر بن الطفيل " فلما خرجوا قال عامر لاربد : أين ما
كنت أمرتك به ؟ قال : والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل
أفأضربك بالسيف ؟ وبعث الله على عامر بن الطفيل في طريقه ذلك الطاعون في عنقه
فقتله في بيت امرأة من سلول ، وخرج أصحابه حين واروه إلى بلاهم ، وأرسل الله
على أربد وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما .
وفي كتاب أبان بن عثمان : أنهما قدما على رسول الله صلى الله عليه واله بعد غزوة بني
النضير ، قال : وجعل يقول عامر عند موته : أغدة(2)كغدة البكر ، وموت في
بيت سلولية ، قال : وكان رسول الله عليه السلام قال في عامر وأربد : اللهم أبدلني بهما
فارسي العرب ، فقدم عليه زيد بن مهلهل الطائي ، وهو زيد الخيل ، وعمرو بن معدي
كرب .
وممن قدم على رسول الله وفد طيئ فيهم زيد الخيل ، وعدي بن حاتم ، فعرض
عليه الاسلام فأسلموا وحسن إسلامهم ، وسماه رسول الله صلى الله عليه واله زيد الخير ، و
قطع له أرضين معه(3)وكتب له كتابا ، فلما خرج زيد من عند رسول الله صلى الله عليه واله
راجعا إلى قومه قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن ينج زيد من حمى المدينة أو من أم ملدم .


(1)يروى ذلك بكسر اللام مخففة : وبتشديدها مكسورة ، فالاول معناه تفرد لى خاليا حتى
احدثك : والثانى معناه اتخذنى خليلا وصديقا .
(2)الغدة : داء يصيب البعير في حلقه فيموت منه . والبكر : الفتى من الابل وسلول :
قوم يصفهم العرب باللوم والدناء‌ة يتأسف من انه يموت بذلك المرض ، وفي بيت طائفة كذلك
حالهم .
(3)في المصدر :وقطع له ارضين وكتب لهوفي الطبعة الثانية : وقطع له فيدا وارضين معه
وكتب له .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه