سمائه وملكه ، وعن النبي صلى الله عليه وآله الطاء طور سينا ، والسين الاسكندرية ، والميم
مكة ، وقيل الطاء شجرة طوبى ، والسين سدرة المنتهى ، والميم محمد المصطفى ، وأما
ن فقيل هو الحوت الذي تحت الارض ، وقيل هو الدواب ، وقيل هو نهر في الجنة
قال الله تعالى له كن مدادا فجمد ، وكان أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد ،
فقال للقلم اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، روى ذلك عن
الباقر عليه السلام .
ثم قال :(1)هذا الكلام يدل على أن ن وق وص ويس وطه من أسماء
النبي صلى الله عليه وآله فأما ق وص فلم أر في التفاسير ما يدل على ذلك وأما يس فذكر الطبرسي
في تفسيره أن معناه يا إنسان ، عن أكثر المفسرين ، وقيل : يا رجل ، وقيل يا محمد
وقيل معناه يا سيد الاولين والاخرين ، وعن الصادق عليه السلام هو اسم النبى صلى الله عليه وآله
وأما طه فهو يا رجل بلغة عكة قال الشاعر :
إن السفاهة طه من خلايقكم * * لا بارك الله في القوم الملاعين
قال الحسن هو جواب للمشركين حين قالوا إنه شقي فقال سبحانه يا رجل ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، لكن لتسعد به واتنال الكرامة في الدارين ، قيل : وكان
يصلي الليل كله(2)ويعلق صدره بحبل لا يغلبه النوم ، فأمره سبحانه بالتخفيف على
(1)راجع مصباح الكفعمى ص 652 ، بتقديم وتأخير .
(2)ذكر ذلك مجاهد على ما نقله السيوطى في الدر المنثور ج 4 ص 288 وكان
ينسبه إلى الصحابة أيضا كما في ص 289 ولكنه كذب وزور ، كيف وقد قال عزوجل في
سورة المزمل وهى ثالثة السور النازلة على الرسول صلى الله عليه وآله : يا أيها المزمل قم الليل الا
قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أوزد عليه ورتل القرآن ترتيلا فأوجب عليه أن ينام شيئا من
الليل نصفه أو ثلثه أو ثلثيه ، على ما عرفت شرح ذلك في ج 87 ص 119 ، ولذلك حكى
الله عزوجل سيرته وسنته صلى الله عليه وآله في آخر السورة وقال : ان ربك يعلم انك تقوم أدنى من ثلثى
الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك فنص على أنه صلى الله عليه وآله وهكذا أصحابه كانوا
قليلا من الليل ما يهجعون ، امتثالا لما ندبهم الله عزوجل إلى أنه جعل الليل لباسا والنوم