1 ص : الصدوق ، عن جعفر بن محمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل ، عن محمد بن
زياد ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه
قال : بعث الله جرجيس عليه السلام إلى ملك بالشام يقال له : داذانة(1)يعبد صنما ، فقال له :
أيها الملك اقبل نصيحتي ، لاينبغي للخلق أن يعبدوا غير الله تعالى ، ولا يرغبوا إلا إليه ،
فقال له الملك : من أي أرض أنت ؟ قال : من الروم قاطنين بفلسطين ، فأمر بحبسه ، ثم مشط
جسده بأمشاط من حديد حتى تساقط لحمه ونضح جسده بالخل ،(2)ودلكه بالمسوح
الخشنة ، ثم أمر بمكاوي(3)من حديد تحمى فيكوى بها جسده ، ولما لم يقتل أمر بأوتاد
من حديد فضربوها في فخذيه وركبتيه وتحت قدميه ، فلما رأى أن ذلك لم يقتله أمر
بأوتاد طوال من حديد فوقذت(4)في رأسه فسال منها دماغه ، وأمر بالرصاص فأذيب و
صب على أثر ذلك ، ثم أمر بسارية(5)من حجارة كانت في السجن لم ينقلها إلا ثمانية عشر
رجلا فوضعت على بطنه ، فلما أظلم الليل وتفرق عنه الناس رآه أهل السجن وقد جاءه
ملك فقال له : يا جرجيس إن الله تعالى جلت عظمته يقول : اصبر وابشر ولاتخف ، إن
(1)في الكامل : دازانة . وفي العرائس : راذانة .
(2)أي بل جسده بالخل . وفي المطبوع " نزح " وهو مصحف .
(3)المكاوى جمع المكواة : حديدة يكوى بها .
(4)هكذا في النسخ ، وقذه بمعنى ضربه شديدا حتى أشرف على الموت لكنه لايناسب المقام ،
وفي الكامل والعرائس : فسمر بها رأسه . ولعله أوفق ، يقال : سمر العين أي فقأها بمسامير محماة .
(5)السارية : الاسطوانة ، وعند الملاحين : العمود الذي ينصب في وسط السفينة لتعليق القلوع
به . والاول هو المراد هنا .