بحار الأنوار ج82

(إن كنتم إياه تعبدون)وفي آخر النجم ، وفي إذا السماء انشقت(وإذا قرء عليهم
القرآن لايسجدون)وآخر اقرأ باسم ربك(1).
وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال : العزائم من سجود القرآن أربع :
في الم تنزيل السجدة ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ باسم ربك ، قال : فهذه
العزائم لابد من السجود فيها ، وأنت في غيرها بالخيار ، إن شئت فاسجد ، وإن
شئت فلا تسجد(2).


= = ثم اذا ارادوا أن يسجدوا قرؤا سورة فصلت أو الم تنزيل حتى اذا بلغوا آية السجدة خروا
سجدا لله وسبحوا بحمد ربهم داخرين غير مستكبرين ، واحتسبوا بها سجدة واحدة على حد
احتسابنا بالركعات ، ثم قاموا وقرؤا بقية السورة ثم سورة أخرى وأخرى حتى اذا أرادوا
أن يسجدوا السجدة الاخرة وينصرفوا عن صلاتهم ، قرؤا سورة النجم أو سورة العلق إلى آخرها
ثم وقعوا ساجدين بحمد ربهم .
(1 و 2)دعائم الاسلام ج 1 ص 214 و 215 ، وانما صارت سجدة فصلت والنجم و
العلق عزيمة فريضة لظاهر الامر بها في القرآن العزيز ، واما سجدة الم تنزيل لما فيها من الاغراء
الشديد والاشارة إلى أنها سجدة العبادة التى يسجدها المؤمنون فقط بقوله(انما)وقوله :
(وهم لايستكبرون)أى عن العبادة مع أن المشركين يستكبرون ، وقوله بعدها :(تتجافى
جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا)يعنى صلاة الليل التى سن لهم في سورة
المزمل وغيرها .
وانما صارت سائر السجدات مسنونا لانها لاتأمر بالسجدة ولاتحكى سجدة قدماء
المسلمين في صلواتهم بل انما تحكى سجدة الملائكة الذين عند ربنا(الاعراف : 206)أو
سجدة من في السموات والارض طوعا وكرها من دابة أو ملائكة(الرعد : 16 والنحل : 49)
أو سجدتهم مع سجدة الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر(الحج : 18)أو سجدة
النصارى على أذقانهم(أسرى ، 107 - 109)أو سجدة الانبياء المتقدمين وأممهم(مريم :
58 : 24)أو يوبخ المشركين بأنهم لايسجدون لله(الفرقان : 60 ، النمل : 25 ،
الانشقاق : 21).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه