بحار الأنوار ج48

نتجنب الطريق ، حتى إذا صرنا ببطن الرمة(1)شددنا راحلتنا ، ووضعنا لها
العلف ، وقعدنا نأكل فبينا نحن كذلك ، إذ راكب قد أقبل ومعه شاكري ، فلما
قرب منا فاذا هو أبوالحسن موسى عليه السلام ، فقمنا إليه وسلمنا عليه ، ودفعنا إليه الكتب
وما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا أياها فقال : هذه جوابات كتبكم .
قال : فقلنا : إن زادنا قد فني فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة ، فزرنا رسول الله
وتزودنا زادا فقال : هاتاما معكما من الزاد ، فأخرجنا الزاد إليه فقلبه بيده فقال :
هذا يبلغكما إلى الكوفة . وأما رسول الله صلى الله عليه وآله فقد رأيتما ، إني صليت معهم
الفجر ، وإني اريد أن اصلي معهم الظهر ، انصرفا في حفظ الله(2).
حمدويه عن يحيى بن محمد ، عن بكر بن صالح مثله(3).
6 يج : روي أن إسماعيل بن سالم قال : بعث إلي علي بن يقطين وإسماعيل
ابن أحمد فقالا لي : خذ هذه الدنانير ، وائت الكوفة فالق فلانا وأشخصه ، و
اشتريا راحلتين وساق الحديث نحو ما مر ، وزاد في آخره فرجعنا وكان يكفينا .
بيان : الشاكري معرب جاكر . قوله : فقد رأيتما أي قربتم من المدينة
والقرب في حكم الزيارة .
ويحتمل أن يكون المراد أن رؤيتي بمنزلة رؤية الرسول ، كما في بعض
النسخ رأيتماه ، وعلى هذا قوله إني صليت بيان لفضله أو إعجازه مؤكدا لكونه
بمنزلة الرسول صلى الله عليه وآله في الشرف ، وهذا إنما يستقيم إذا كان المسافة بينهم وبين
المدينة بعيدة ، والاول أظهر .
7 كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبدالله بن
مهران ، عن محمد بن علي ، عن ابن البطايني ، عن أبيه ، عن شعيب العقرقوفي قال :


(1)بطن الرمة : منزل لاهل البصرة اذا أرادوا المدينة ، بها يجتمع أهل البصرة
والكوفة ، ومنه إلى العسيلة .
(2)رجال الكشى ص 273 وفي أصل المصدر بطن الرمة بدل الرملة .
(3)نفس المصدر ص 274 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه