بحار الأنوار ج15

الكعبة لان السيل كان يأتيهم من أعلى مكة فيدخلها فانصدعت ، وسرق من الكعبة غزال
من ذهب رجلاه جوهر(1)، وكان حائطها(2)قصيرا ، وكان ذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله
بثلاثين سنة ، فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة ويبنوها ويزيدوا في عرصتها ، ثم أشفقوا من
ذلك وخافوا إن وضعوا فيها المعاول أن تنزل عليهم عقوبة ، فقال الوليد بن المغيرة : دعوني
أبدأ فإن كان لله رضى لم يصبني شئ(3)، وإن كان غير ذلك كففت(4)، فصعد على الكعبة ،
وحرك منها حجرا ، فخرجت عليه حية ، وانكسفت الشمس ، فلما رأوا ذلك بكوا و
تضرعوا وقالوا : اللهم إنا لا نريد إلا الصلاح ، فغابت عنهم الحية فهدموه ونحوا حجارته
حوله حتى بلغوا القواعد التي وضعها إبراهيم عليه السلام ، فلما أرادوا أن يزيدوا في عرصته
وحركوا القواعد التي وضعها إبراهيم عليه السلام أصابتهم زلزلة شديدة وظلمة فكفوا عنه ،
وكان بنيان إبراهيم عليه السلام الطول ثلاثون ذراعا ، والعرض اثنان وعشرون ذراعا ، والسمك(5)
تسعة أذرع ، فقالت قريش : نزيد في سمكها ، فبنوها فلما بلغ البنآء إلى موضع الحجر
الاسود تشاجرت قريش في وضعه ، قال(6)كل قبيلة : نحن أولى به ، ونحن نضعه ، فلما
كثربينهم تراضوا بقضآء من يدخل من باب بني شيبة ، فطلع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالوا :
هذا الامين قد جاء فحكموه ، فبسط ردائه وقال بعضهم : كساء طاروني كان له ووضع
الحجر فيه ، ثم قال : يأتي من كل ربع من قريش رجل ، فكانوا عتبة بن ربيعة من عبد
شمس ، والاسود بن المطلب من بني أسد بن عبدالعزى ، وأبوحذيفة بن المغية من بني
مخزوم ، وقيس بن عدي من بني سهم فرفعوه ، ووضعه النبي صلى الله عليه وآله في موضعه ، وقد كان
بعث ملك الروم بسفينة فيها سقوف وآلات وخشب وقوم من الفعلة إلى الحبشة ليبنى له


(1)في المصدر : من جوهر .
(2)حائطا خ ل .
(3)بشئ خ ل .
(4)كففنا خ ل وهو الموجود في المصدر .
(5)السمك : أعلى البيت إلى أسفله . القامة من كل شئ .
(6)في المصدر : فقال .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه