بحار الأنوار ج45

ابن علي ، عن محمدبن يحيى الذهلي قال : لماقتل الحسين بن علي عليه السلام بكربلا
هرب غلامان من عسكر عبيدالله بن زياد أحدهما يقال له إبراهيم والآخر يقال له :
محمد ، وكانا من ولد جعفر الطيار(1)فاذا هما بامرأة تستقي فنظرت إلى الغلامين ، و
إلى حسنهما وجمالهما ، فقالت لهما : من أنتما ؟ فقالا : نحن من ولد جعفر الطيار
في الجنة ، هربنا من عسكر عبيدالله بن زياد
فقالت المرأة : إن زوجي في عسكر عبيدالله بن زياد ، ولولاأني أخشى أن
يجيئ الليلة وإلا ضيفتكما وأحسنت ضيافتكما ، فقالالها : أيتها المرأة انطلقي بنا
فنرجو أن لايأتينا زوجك الليلة ، فانطلقت المرأة والغلامان حتى انتهيا إلى منزلها
فأتتهما بطعام ، فقالا : مالنا في الطعام من حاجة ، ائتنا بمصلى نقضي فوائتنا فصليا
فانطلقا إلى مضجعهما فقال الاصغر للاكبر : ياأخي وياابن امي التزمني واستنشق
من رائحتي فاني أظن أنها آخر ليلتي ، لانصبح بعدها
وساق الحديث نحوا ممامر إلى أن قال : ثم هز السيف وضرب عنق الاكبر
ورمى ببدنه الفرات ، فقال الاصغر : سألتك بالله أن تتركني حتى أتمرغ بدم
أخي ساعة ، قال : وماينفعك ذلك ؟ قال : هكذا احب ، فتمرغ بدم أخيه إبراهيم
ساعة ، ثم قال له : قم فلم يقم فوضع السيف على قفاه ، فضرب عنقه من قبل القفا
ورمى ببدنه إلى الفرات ، فكان بدن الاول على وجه الفرات ساعة ، حتى قذف
الثاني فأقبل بدن الاول راجعا يشق الماء شقا حتى التزم بدن أخيه ، ومضيا في
الماء ، وسمع هذا الملعون صوتا من بينهما وهمافي الماء : رب تعلم وترى مافعل بنا
هذاالملعون ، فاستوف لنا حقنا منه يوم القيامة
ثم قال : فدعا عبيدالله بغلام له أسود يقال له : نادر . فقال له : يانادر دونك
هذا الشيخ شد كتفيه فانطلق به الموضع الذي قتل الغلامين فيه ، فاضرب عنقه ، وسلبه
لك ، ولك عشرة آلاف درهم ، وأنت حرلوجه الله ، فانطلق الغلام به إلى الموضع


(1)لوصح هذه القصة لكانا من أحفاد جعفر الطيار ، والافجعفر الطيار قد استشهد
في سنة ثمان يوم مؤتة وبينه وبين مقتل الحسين عليه السلام اثنتان وخمسون سنة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه