بحار الأنوار ج44

والله بأبي أنت وامي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة ، وسلمت الامر
إلى اللعين ابن آكلة الاكباد ، ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك ، وقد جمع الله
عليك أمر الناس .
فقال : يا سفيان إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به ، وإني سمعت عليا عليه السلام
يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لا تذهب الايام والليالي حتى يجتمع أمر هذه
الامة على رجل واسع السرم ، ضخم البلعوم ، يأكل ولا يشبع ، لا ينظر الله إليه ، ولا
يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ، ولا في الارض ناصر ، وإنه لمعاوية وإني
عرفت أن الله بالغ أمره .
ثم أذن المؤذن فقمنا إلى حالب يحلب ناقته فتناول الاناء فشرب قائما ثم
سقاني وخرجنا نمشي إلى المسجد فقال لي : ما جاء بك يا سفيان ؟ قلت : حبكم
والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ، قال : فأبشر ياسفيان فاني سمعت عليا عليه السلام
يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم
من امتي كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى إحداهما تفضل
على الاخرى ، ابشر يا سفيان فان الدنيا تسع البر والفاجر ، حتى يبعث الله
إمام الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله .
قال ابن أبي الحديد قوله : ولا في الارض ناصر أى ناصر ديني أي لا
يمكن أحد أن ينتصر له بتأويل ديني يتكلف به عذرا لافعاله القبيحة .
8 كش : ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه قال : إن الحسن عليه السلام لما
قتل أبوه عليه السلام خرج في شوال ، من الكوفة إلى قتال معاوية فالتقوا بكسكر ، وحاربه
ستة أشهر ، وكان الحسن عليه السلام جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس على مقدمته
فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم ، فمر بالراية ، ولحق بمعاوية ، وبقي العسكر
بلا قائد ولا رئيس .
فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب الناس وقال : أيها الناس لا يهولنكم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه