بحار الأنوار ج100

ير الحسنى(1) .
أقول : قد مر القول في معنى هذا الكلام في كتاب السماء والعالم في باب
النجوم فليراجع إليه ، وسيجئ في مطاوي أخبار هذا الباب أيضا ما يرشدك إليه.
21 مسند فاطمة صلوات الله عليها : عن محمد بنهارون بن موسى ، عن أبيه
عن أحمد بن محمد بن أبي العريب ، عن محمد بن زكريا بن دينار ، عن شعيب بن واقد عن
الليث ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر قال : لما أراد
رسول الله صلى الله عليه وآله أن يزوج فاطمة عليها السلام عليا عليه السلام قال له : اخرج يا أباالحسن إلى
المسجد فإني خارج في أثرك ومزوجك بحضرة الناس وذاكر من فضلك
ما تقر به عينك .
قال : علي : فخرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا لا أعقل فرحا وسرورا ،
فاستقبلني أبوبكر وعمر قالا : ما وراك يا أباالحسن ؟ فقلت : يزوجني رسول الله
صلى الله عليه وآله فاطمة وأخبرني أن الله قد زوجنيها وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله
خارج في أثري ليذكر بحضرة الناس ، ففرحا وسرا ودخلا معي المسجد .
قال علي : فوالله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وإن وجهه
يتهلل فرحا وسرورا ، فقال : أين بلال ؟ فأجاب لبيك وسعديك يا رسول الله ! ثم
قال أين المقداد ؟ فأجاب لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال : أين سلمان ؟ فأجاب
لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال : أين أبوذر ؟ فأجاب لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله
فلما مثلوا بين يديه قال : انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة وأجمعوا
المهاجرين والانصار و المسلمين فانطلقوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله .
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس على أعلا درجة من منبرة ، فلما حشد المسجد
بأهله قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه فقال : الحمد لله الذي رفع السمآء
فبناها ، وبسط الارض فدحاها ، وأثبتها بالجبال فأرسيها ، أخرج منها ماء‌ها و
مرعيها ، الذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلل عن تحبير لغات الناطقين ، وجعل


(1) الهداية ص 68 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه