بحار الأنوار ج43

فلما علم النبي صلى الله عليه واله بذلك سأل الله تعالى أن يعتقه للحسين ففعل سبحانه ، فحضر
فطرس وهنأ النبي صلى الله عليه واله وعرج إلى موضعه ، وهو يقول : من مثلي وأنا عتاقة الحسين
ابن علي وفاطمة وجده أحمد الحاشر .
بيان : العتاقة بالفتح الحرية ويقال : فلان مولى عتاقة ، فالمصدر بمعنى
المفعول ولعله سقط لفظ المولى من النساخ .
20 - ع : أحمد بن الحسن ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول
عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان بن كثير(1)الهاشمي قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما
يجريان في شرع واحد ؟ فقال : لا أراكم تأخذون به .
إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه واله وما ولد الحسين بعد ، فقال له :
يولد لك غلام تقتله امتك من بعدك فقال : يا جبرئيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا
ثم دعا عليا عليه السلام فقال له : إن جبرئيل يخبرني عن الله عزو جل أنه يولد
لك ، غلام تقتله امتك من بعدك فقال : لا حاجة لي فيه يارسول الله فخاطب عليا
عليه السلام ثلاثم ثم قال : إنه يكون فيه وفي ولده الامامة والوراثة والخزانة .
فأرسل إلى فاطمة عليها السلام أن الله يبشرك بغلام تقتله امتي من بعدي فقالت
فاطمة : ليس لي حاجة فيه يا أبه ! فخطابها ثلاثا ثم أرسل إليها : لابد أن يكون
فيه الامامة والوراثة والخزانة ، فقالت له : رضيت عن الله عزوجل .
فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام فحملت ستة أشهر ثم وضعته ولم يعش مولود
قط لستة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى بن مريم عليهم السلام فكفلته ام سلمة
وكان رسول الله صلى الله عليه واله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى
يروى ، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه واله ولم يرضع من فاطمة
عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط .


(1)هذا هو الصحيح وفى المصدر ج 1 ص 196 وهكذا النسخة المطبوعة عبدالرحمن
ابن المثنى وهو سهو . قال النجاشى : عبدالرحمن بن كثير الهاشمى مولى عباس بن محمد
ابن على بن عبدالله بن العباس كان ضعيفا غمز أصحابنا عليه ، وهو عم على بن حسان الراوى عنه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه