بحار الأنوار ج70

فلمة الملك الرقة والفهم ، ولمة الشيطان السهو والقسوة(1).
بيان : قال الجزري : في حديث ابن مسعود لابن آدم لمتان لمة من الملك
ولمة من الشيطان : اللمة الهمة والخطرة تقع في القلب اراد إلمام الملك أو
الشيطان به والقرب منه ، فما كان من خطرات الخير فهو من الملك ، وما كان من
خطرات الشر فهو من الشيطان انتهى .
فلمة الملك الرقة والفهم اي هما ثمرتها أو علامتها ، والحمل على
المجاز لان لمة الملك إلقاء الخير ، والتصديق بالحق في القلب ، وثمرتها رقة
القلب وصفاؤها وميله إلى الخير ، وكذا لمة الشيطان إلقاء الوساوس والشكوك
والميل إلى الشهوات في القلب ، وثمرتها السهو عن الحق والغفلة عن ذكر الله
وقساوة القلب .
3 كا : عن العدة عن أحمد بن محمد ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن
عيسى رفعه قال : فيما ناجى الله عزوجل به موسى صلوات الله عليه : يا موسى لا تطول
في الدنيا أملك ، فيقسو قلبك ، والقاسي القلب مني بعيد(2).
بيان : لا تطول في الدنيا أملك تطويل الامل هو أن ينسى الموت ، ويجعله
بعيدا ويظن طول عمره أو يأمل أموالا كثيرة لا تحصل إلا في عمر طويل ، وذلك
يوجب قساوة القلب ، وصلابته وشدته ، اي عدم خشوعه وتأثره من المخاوف
وعدم قبوله للمواعظ كما أن تذكر الموت يوجب رقة القلب ووجله عند ذكر
الله ، والموت والآخرة ، قال الجوهري : قسا قلبه قسوة وقساوة وقساء وهو غلظ
القلب وشدته وأقساه الذنب ويقال : الذنب مقساة القلب .
4 كا : عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابيه ، عمن حدثه
عن محمد بن عبدالرحمن بن ابي ليلى ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من قسم له الخرق
يحجب عنه الايمان(3).


(1)الكافي ج 2 ص 330 .
(2)الكافي ج 2 ص 329 .
(3)الكافي ج 2 ص 321 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه