وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير فأكله حرام . والطحال
حرام لانه دم ، والجري والمار ماهي والطافي والزمير حرام .(1)وكل سمك لا
يكون له فلوس فأكله حرام ، ويؤكل من البيض ما اختلف طرفاه ، ولا يؤكل ما
استوى طرفاه . ويؤكل من الجراد ما استقل بالطيران ،(2)ولا يؤكل منه الدبى(3)
لانه لايستقل بالطيران . وذكاة السمك والجراد أخذه .
والكبائر محرمة ، وهي : الشرك بالله عزوجل ، وقتل النفس التي حرم الله
تعالى ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلما ، وأكل الربا
بعد البينة ، وقذف المحصنات . وبعد ذلك : الزنا ، واللواط ، والسرقة ، وأكل الميتة ،
والدم ، ولحم الخنزير ، وما اهل لغيرالله به من غير ضرورة ، وأكل السحت ، والبخس
في المكيال والميزان ، والميسر ، وشهادة الزور ، واليأس من روح الله ، والامن من مكر
الله ، والقنوط من رحمة الله ، وترك معاونة المظلومين ، والركون إلى الظالمين ، واليمين
الغموس ،(4)وحبس الحقوق من غير عسر ، واستعمال الكبر والتجبر ، والكذب ، و
الاسراف ، والتبذير ، والخيانة ، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لاولياء الله عزوجل .
والملاهي التي تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهة ، كالغناء وضرب الاوتار ،
والاصرار على صغائر الذنوب . ثم قال عليه السلام : إن في هذا البلاغا لقوم عابدين .
قال الصدوق : الكبائر هي سبع ، وبعدها فكل ذنب كبير بالاضافة إلى ماهو
أصغرمنه ، وصغير بالاضافة إلى ماهو أكبرمنه ، وهذا معنى ماذكره الصادق عليه السلام في هذا
الحديث من ذكر الكبائر الزائدة على السبع ولا قوة إلا بالله .(5)
أقول : أجزاء الخبر مشروحة مفرقة على الابواب المناسبة لها .
(1)الجرى والجريث : نوع من السمك النهرى الطويل المعروف بالحنكليس ، ويدعونه في
مصر ثعبان الماء ، وليس له عطم الاعظم الرأس والسلسلة الطافى : السمك الذى يموت في الماء
فيعلوو يظهر . الزمير : نوع من السمك له شوك ناتئ على ظهره ، واكثر مايكون في المياه العذبة .
(2)استقل الطائر في طيرانه : ارتفع .
(3)الدبى : اصغر الجراد .
(4)اليمين الغموس هى اليمين الكاذبة الفاجرة كالتى يقتطع بها الحالف مال غيره ، سميت
غموسا لانها تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار ، وفعول للمبالغة . قاله الجزرى في النهاية .
(5)الخصال 2 : 150 - 155 .(*)