بحار الأنوار ج3

عليه السلام : أليس خالق الشئ يعرف كم خلقه ؟ قال له : بلى ، قال : فتعرف الذكر منها من
الانثى وتعرف كم عمرها ؟ فسكت .
25 يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن حماد ، عن الحسن بن
إبراهيم ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن يونس بن يعقوب قال : قال لي علي بن منصور :(1)
قال لي هشام بن الحكم : كان زنديق بمصر يبلغله عن أبي عبدالله عليه السلام فخرج إلى المدينه
ليناظره فلم يصادفه بها ، فقيل له : هو بمكة فخرج الزنديق إلي مكة ونحن مع أبي
عبدالله عليه السلام فقاربنا الزنديق - ونحن مع أبي عبدالله عليه السلام - في الطواف فضرب كتفه كتف
أبي عبدالله عليه السلام ، فقال له جعفر عليه السلام : مااسمك ؟ قال : اسمي عبدالملك ، قال : فما
كنيتك ؟ قال : أبوعبدالله ، قال : فمن الملك الذي أنت له عبد ، أمن ملوك السماء أم من
ملوك الارض ؟ وأخبر ني عن ابنك ، أعبد إله السماء أم عبد إله الارض ؟ فسكت ، فقال
له أبوعبدالله عليه السلام : قل ما شئت تخصم . قال هشام بن الحكم : قلت للزنديق : أما ترد
عليه ؟ فقبح قولي ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : إذا فرغت من الطواف فأتنا ، فلما فرغ
أبوعبدالله عليه السلام أتاه الزنديق فقعد بين يديه ونحن مجتمعون عنده ، فقال للزنديق : أتعلم
أن للارض تحت وفوق ؟ قال : نعم ، قال : فدخلت تحتها ؟ قال : لا ، قال : فما يدريك
بما تحتها ؟ قال : لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شئ ، قال أبوعبدالله عليه السلام :
فالظن عجز مالم تستيقن ، قال أبوعبدالله عليه السلام : فصعدت إلى السماء ؟ قال : لا ، قال :
فتدري مافيها ؟ قال : لا ، قال : فعجبا لك لم تبلغ المشرق ، ولم تبلغ المغرب ، ولم تنزل
تحت الارض ، ولم تصعد إلى السماء ، ولم تجز هنالك فتعرف ما خلقهن وأنت جاحد ما فيهن
وهل يجحد العاقل ما لايعرف ؟ فقال الزنديق : ماكلمني بهذا أحد غيرك ، قال أبوعبدالله
عليه السلام : فأنت في شك من ذلك فلعل هو ، أو لعل ليس هو ، قال الزنديق : ولعل ذاك : فقال
أبوعبدالله عليه السلام : أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم ، فلا حجة للجاهل ، يا أخا
أهل مصرر تفهم عني فإنا لانشك في الله أبدا ، أما ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان


(1)أورده النجاشى في ص 176 من رجاله ، قال على بن منصور أبوالحسن كوفى ، سكن
بغداد ، متكلم ، من أصحاب هشام ، له كتب : منها كتاب التدبير في التوحيد والامامة .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه