بحار الأنوار ج66

ركيكة ، والسر ما يكتم واستسر أي استتر واختفى ، فالمختفي حينئذ كمن لايختفي
بل يعلن نفسه لانه لايخاف ولايتقي لدينه أو غيره ، وقيل أي ممن أسر دينه
أو أظهره وأعلنه ،(ومن)لبيان الجنس ، وقيل : زائدة ، ولو حذفت لجر المستسر
بدلا من أهل الارض .
(لاتقع اسم الهجرة)الخ أي يشترط في صدق الهجرة معرفة الامام
والاقرار به ، والمراد بقوله(فمن عرفها)الخ أنه مهاجر بشرط الخروج إلى
الامام ، والسفر إليه ، أو المراد بالمعرفة المعرفة المستندة إلى المشاهدة والعيان
ويحتمل أن يكون المراد أن مجرد معرفة الامام والاقرار بوجوب اتباعه كاف
في إطلاق اسم الهجرة كما هو ظاهر الجزء الاخير من الكلام ، ويدل عليه بعض
أخبارنا ، فمعرفة الامام والاقرار به في زمانه قائم مقام الهجرة المطلوبة في زمان
الرسول صلى الله عليه وآله .
وقال بعض الاصحاب : الهجرة في زمان الغيبة سكنى الامصار لانها تقابل
البادية مسكن الاعراب ، والامصار أقرب إلى تحصيل الكمالات من القرى والبوادي
فان الغالب على أهلها الجفاء والغلظة ، والبعد عن العلوم والكمالات كما روي عن
النبي صلى الله عليه وآله أن الجفاء والقسوة في الفدادين(1)وقيل هي الخروج إلى طلب العلوم
فيعم الخروج عن القرى والبوادي ، والخروج عن بلد لايمكن فيه طلب العلم .
(ولايقع اسم الاستضعاف)الخ الاستضعاف عد الشئ ضعيفا أو وجدانه ضعيفا
واستضعفه أي طلب ضعفه ، والحجة الدليل والبرهان ، ويعبر به عن الامام
لانه دليل الحق ، والمراد به هنا إما دليل الحق من اصول الدين أو الاعم
أو الامام بتقدير مضاف أي حجة الحجة .
قال القطب الراوندي رحمه الله : يمكن أن يشير بهذا الكلام إلى إحدى
آيتين إحداهما(إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا


(1)الفدادون : الجمالون ، والرعيان ، والبقارون ، والحمارون ، والفلاحون
وأصحاب الوبر : والذين تعلو اصواتهم في حروثهم ومواشيهم ، والمكثرون من الابل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه