بحار الأنوار ج49

12 ن : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن الريان بن الصلت قال :
أكثر الناس في بيعة الرضا عليه السلام من القواد والعامة ، ومن لا يحب ذلك ، وقالوا :
إن هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرئاستين ، فبلغ المأمون ذلك فبعث إلي
في جوف الليل فصرت إليه فقال : يا ريان بلغني أن الناس يقولون : إن بيعة الرضا
عليه السلام كانت من تدبير الفضل بن سهل ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين يقولون هذا
قال : ويحك يا ريان أيجسر أحد أن يجيئ إلى خليفة قد استقامت له الرعية
والقواد ، واستوت له الخلافة فيقول له ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك أيجوز
هذا في العقل ؟ قلت له : لا والله يا أمير المؤمنين ما يجسر على هذا أحد ، قال : لا
والله ما كان كما يقولون ولكن ساخبرك بسبب ذلك .
إنه لما كتب إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه ، فأبيت عليه عقد لعلي
ابن عيسى بن ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي فورد علي
بذلك الخبر ، وبعث هرثمة بن أعين إلى سجستان وكرمان وما والاهما فأفسد
علي أمري ، وانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير ، وغلب على كورخراسان ، من
ناحته ، فورد علي هذا كله في اسبوع .
فلما ورد ذلك علي لم يكن لي قوة بذلك ولا كان لي مال أتقوى به ، ورأيت
من قوادي ورجالي الفشل والجبن ، أردت أن ألحق بملك كابل ، فقلت في نفسي :
ملك كابل رجل كافر ويبذل محمد له الاموال فيدفعني إلى يده ، فلم أجد وجها أفضل
من أن أتوب إلى الله عزوجل من ذنوبي وأستعين به على هذه الامور وأستجير بالله
عزوجل فأمرت بهذا البيت وأشار إلى بيت تكنس ، وصببت علي الماء ، ولبست
ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات قرأت فيها من القرآن ما حضرني ودعوت الله
عزوجل واستجرت به ، وعاهدته عهدا وثيقا بنية صادقة إن أفضى الله بهذا الامر
إلي وكفاني عاديته ، وهذه الامور الغليظة ، أن أصنع هذا الامر في موضعه الذي
وضعه الله عزوجل فيه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه