بحار الأنوار ج42

كتاب الحسين عليه السلام وقال : اردد علينا مالنا وخذ أرضك فإنك بعت ما لا تملك ،
فقال مسلم : أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا ، فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب
برجليه وقال : يا بني هذا والله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له امك ، ثم كتب
إلى الحسين عليه السلام : إني قد رددت عليكم الارض وسوغت مسلما ما أخذه ، فقال
الحسين عليه السلام : أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما .
وفقال معاوية لعقيل : يا أبا يزيد أين يكون عمك أبولهب اليوم ؟ قال : إذا
دخلت جهنم فاطلبه تجده مضاجعا عمتك ام جميل بنت حرب بن امية . وقالت له
زوجته ابنة عتبة بن ربيعة : يا بني هاشم لا يحبكم قلبي أبدا ، أين أبي ؟ أين عمي ؟
أين أخي ؟ كأن أعناقهم أباريق الفضة ترد أنفهم الماء قبل شفاهم ، قال : إذا دخلت
جهنم فخذي على شمالك تجدينهم .
سأل معاوية عقيلا رحمه الله عن قصة الحديدة المحماة المذكورة ، فبكى وقال :
أنا احدثك يا معاوية عنه(1)ثم احدثك عما سألت ، نزل بالحسين ابنه ضيف ،
فاستسلف(2)درهما اشترى به خبزا ، واحتاج إلى الادام ، فطلب من قنبر خادمهم
أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاء‌تهم من اليمن ، فأخذ منه رطلا ، فلما طلبها ليقسمها
قال : يا قنبر أظن أنه حدث في هذا الزق حدث ، قال : نعم يا أميرالمؤمنين ، و
أخبره ، فغضب وقال : علي بحسين ، ورفع الدرة(3)فقال : بحق عمي جعفر -
وكان إذا سئل بحق جعفر سكن - فقال له : ما حملك إذ أخذت منه قبل القسمة ؟
قال : إن لنا فيه حقا ، فإذا أعطيناه رددناه ، قال : فداك أبوك وإن كان لك فيه
حق فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم ، أما لولا أني
رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يقبل ثنيتيك لاوجعتك ضربا ، ثم دفع إلى قنبر درهما كان
مصرورا في ردائه وقال : اشتر به خير عسل تقدر عليه ، قال عقيل : والله لكأني أنظر


(1)أى عن أميرالمؤمنين عليه السلام .
(2)أى اقترض .
(3)في المصدر : فرفع عليه الدرة . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه