بحار الأنوار ج43

بالضم إذا عضضته وشنأه كمنعه وسمعه : أبغضه ، وسبرتهم أي اختبرتهم ، فعلى ما
في أكثر الروايات المعنى : طرحتهم وأبغضتهم بعد امتحانهم ومشاهدة سيرتهم وأطوارهم
وعلى رواية الصدوق المعنى : أني كنت عالمة بقبح سيرتهم وسوء سريرتهم فطرحتهم ، ثم
لما اختبرتهم شنئتهم وأبغضتهم أي تأكد إنكاري بعد الاختبار ، ويحتمل أن يكون
الاول إشارة إلى شناعة أطوارهم الظاهرة ، والثاني إلى خبث سرائرهم الباطنة .
قولها عليها السلام : فقبحا لفلول الحد إلى قولها : خالدون ، قبحا بالضم مصدر
حذف فعله إما من قولهم : قبحه الله قبحا ، أو من قبح بالضم قباحة ، فحرف الجر
على الاول داخل على المفعول ، وعلى الثاني على الفاعل والفلول بالضم جمع فل
بالفتح ، وهو الثلمة والكسر في حد السيف ، وحكى الخليل في العين أنه يكون
مصدرا ولعله أنسب بالمقام ، وحد الشئ شباته ، وحد الرجل بأسه ، والخور
بالفتح والتحريك : الضعف ، و القناة : الرمح و الخطل : بالتحريك المنطق الفاسد
المضطرب ، وخطل الرأي فساده واضطرابه .
قولها عليها السلام : اللعب بعد الجد أي أخذتم دينكم باللعب والباطل بعد أن كنتم
مجدين فيه آخذين بالحجة .
قولها عليها السلام : وقرع الصفاة الصفاة الحجر الاملس أي جعلتم أنفسكم
مقرعا لخصامكم حتى قرعوا صفاتكم أيضا قال الجزري في حديث معاوية : يضرب
صفاتها بمعوله ، وهو تمثيل أي اجتهد عليه وبالغ في امتحانه واختباره ، ومنه الحديث :
لايقرع لهم صفاة ، أي لاينالهم أحد بسوء ، انتهى .
أقول : لايبعد أن يكون كناية عن عدم تأثير حيلتهم بعد ذلك ، وفلول
حدهم ، كما أن من يضرب السيف على الصفاة لايؤثر فيها ويفل السيف .
وصدع القناة : شقها ، والسأمة : الملال ، وقال الجزري : في حديث
علي : إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن . الافن النقص ، ورجل أفن
ومأفون أي ناقص العقل وقوله تعالى : أن سخط الله هو المخصوص بالذم ، أو علة
الذم ، والمخصوص محذوف أي لبئس شيئا ذلك لان كسبهم السخط والخلود .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه