بحار الأنوار ج93

قال السيد رضي الله عنه : ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير
والبر ، وإن كان يسيرا فان الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا ، واليدان
عنا عبارتان عن النعمتين ، ففرق عليه السلام بين نعمة العبد ، ونعمة الرب ، فجعل تلك
قصيرة ، وهذه طويلة ، لان نعم الله سبحانه أبدا تضعف على نعم المخلوقين أضعافا
كثيرة إذ كانت نعمه تعالى أصل النعم كلها فكل نعمة إليها ترجع ، ومنها تنزع(1).
وقال عليه السلام : إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة(2).
وقال في وصيته لابنه الحسن عليه السلام : واعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ، و
مشقة شديدة وأنه لاغنابك فيه من حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من لزاد مع خفة
الظهر ، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك وإذا
وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث
تحتاج إليه فاغتنمه ، وحمله إياه ، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه ، فلعلك
تطلبه فلا تجده ، واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاء‌ه لك في يوم
عسر تك .
إلى قوله عليه السلام : إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك ، وإنكنت جازعا
على ما تفلت به من يديك فاجزع على كل مالم يصل إليك(3).
67 - كنز الكراجكى : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن
الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه
بشئ أما سمعت أن النبي صلى الله عليه وآله قال : صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال .
68 - عدة الداعى : كان زين العابدين عليه السلام يقول : للخادم أمسك قليلا
حتى يدعو .


(1)نهج البلاغه تحت الرقم 232 من قسم الحكم :
(2) 258 .
(3) 31 من قسم الرسائل والكتب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه