بحار الأنوار ج43

بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية . وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول
كالدافق بمعنى المدفوق أو يقرء على بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من
الجهل أو المعنى : لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه ، والوجهان الاخيران
يشكل إجراؤهما في قوله : فطمتك عن الطمث إلا بتكلف ، بأن يجعل الطمث كناية
عن الاخلاق والافعال الذميمة ، أو يقال على الثالث : لما فطمتك عن الادناس
الروحانية والجمسانية فأنت تفطم الناس عن الادناس المعنوية .
10 - ع : ابن الوليد ، عن أحمد بن علوية الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن محمد بن عمر البصري ، عن جعفر بن محمد بن على
عن أبيه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة ؟
فقال علي عليه السلام : يارسول الله لم سميت ؟ قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار .
مصباح الانوار : عنه عليه السلام مثله .
بيان : لا يقال : المناسب على ما ذكر في وجه التمسية أن تسمى مفطومة
إذا لفطم بمعنى القطع ، يقال : فطمت الام صبيها وفطمت الرجل عن عادته و
فطمت الحبل . لانا نقول : كثيرا ما يجئ فاعل بمعنى مفعول كقولهم سركاتم و
مكان عامر ، وكما قالوا في قوله تعالى : عيشة راضية و ماء دافق ويحتمل أن
يكون ورد الفطم لازما أيضا .
قال الفيروز آبادي : أفطم السخلة : حان أن تفطم فاذا فطمت فهي فاطم
ومفطومة وفطيم انتهى ويمكن أن يقال إنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار وعن
الشرور ، وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ما علم الله من محاسن أفعالها
ومكارم خصالها فالاسناد مجازي .
11 - ع : ابن المتوكل ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن محمد بن سنان ، عن
ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لفاطمة عليها السلام
وقفة على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه