بحار الأنوار ج48

بيان : قال الفيروزآبادي : ارتفق اتكأ على مرفق يده ، أو على المخدة
وامتلا(1).
5 يج : روي عن عيسى بن عبدالرحمان ، عن أبيه قال : دخل ابن عكاشة
ابن محصن الاسدي على أبي جعفر فكان أبوعبدالله عليه السلام قائما عنده ، فقدم إليه عنبا
فقال : حبة حبة يأكله الشيخ الكبير أو الصبي الصغير ، وثلاثة وأربعة من يظن
أنه لايشبع ، فكله حبتين حبتين ، فانه يستحب ، فقال لابي جعفر : لاي شئ
لاتزوج أبا عبدالله عليه السلام فقد أدرك التزويج ؟ وبين يديه صرة مختومة فقال : سيجئ
نخاس من أهل بربر ينزل دار ميمون ، فنشتري له بهذه الصرة جارية .
قال : فأتى لذلك ما أتى ، فدخلنا يوما على أبي جعفر عليه السلام فقال : ألا اخبركم
عن النخاس الذي ذكرته لكم ؟ قد قدم فاذهبوا واشتروا بهذه الصرة منه جارية
فأتينا النخاس فقال : قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل
من الاخرى قلنا : فأخرجهما حتى ننظر إليهما ، فأخرجهما ، فقلنا : بكم تبيع
هذه الجارية المتماثلة ؟ قال : بسبعين دينارا قلنا : أحسن ؟ قال : لا أنقص من سبعين
دينارا فقلنا : نشتريها منك بهذه الصرة مابلغت ؟ وما ندري مافيها .
فكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال : فكوا الخاتم وزنوا فقال النخاس :
لاتفكوا فانها إن نقصت حبة من السبعين لم ابايعكم قال الشيخ : زنوا قال : ففككنا
ووزنا الدنانير ، فاذا هي سبعون دينارا لاتزيد ولا تنقص ، فأخذنا الجارية ، فأدخلناها
على أبي جعفر عليه السلام وجعفر عليه السلام قائم عنده ، فأخبرنا أبا جعفر عليه السلام بما كان ، فحمد
الله ثم قال لها : ما اسمك ؟ قالت : حميدة فقال : حميدة في الدنيا ، محمودة في الآخرة
أخبريني عنك أبكر ، أم ثيب ؟ قالت : بكر قال : كيف ولا يقع في يد النخاسين
شئ إلا أفسدوه ! ؟ قالت : كان يجئ فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط
الله عليه رجلا أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني ففعل بي مرارا


(1)القاموس ج 3 ص 236 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه