بحار الأنوار ج35

عن مناجاة الرسول ، وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدق بصدقة
وكان معي دينار فتصدقت به ، فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية
ولولم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الكل من العمل بها .
بيان : عمله صلوات الله عليه بآية النجوى دون غيره من الصحابة مما أجمع عليه
المحدثون والمفسرون وسيأتي الاخبار الكثيرة في ذلك في باب سخائه عليه السلام .
* 9 وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام بسنده
عن ابن جريح عن عطاء ، عن ابن عباس ، وعن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال
لما نرل(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول)الآية لم يكن أحد يقدر أن يناجي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يتصدق قبل ذلك ، فكان أول من تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام
فصرف دينارا بعشرة دراهم وتصدق بها وناجى رسول الله بعشرة كلمات .
10 وبإسناده عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : إن الله
عزوجل حرم كلام الرسول ، فإذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم تكلمه بما
يريد ، فكف الناس عن كلام الرسول وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ! قال : وتصدق علي
عليه السلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره ، فقال المنافقون : ما صنع علي الذي
صنع من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج لابن عمه .
11 وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد ، عن علي عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : ما تقول في دينار ؟ قلت : لايطيقونه ، قال : كم ؟ قلت : شعيرة ،
قال إنه لزهيد(1)فنزلت(ء‌أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات)الآية ، قال :
فبي خفف الله عزوجل عن هذه الامة ، فلم تنزل في أحد قبلي ولم ينزل في أحد بعدي ،
قال : ورواه إبراهيم بن أبي الليث ، عن الاشجعي ، ورواه القاسم الحرمي ، عن الثوري .
12 وروى إبراهيم بن محمد في فرائد السمطين بإسناده عن علي عليه السلام أنه ناجى
_________________________________
(1)(*)من هنا إلى قوله فيما يأتى :(وقال البيضاوى)يوجد في هامش(ك)و(د)فقط . و
الظاهر ان المصنف قد ظفر بكتاب أبونعيم بعد تأليف الكتاب واستدرك مافات منه في الهوامش .
(2)كذا في النسختين ، ولعله مصحف(إنك لزهيد)كما مضى سابقا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه