بحار الأنوار ج48

في الليل ، فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والادقة والتمور ، فيوصل إليهم
ذلك ، ولا يعلمون من أي جهة هو(1).
6 شا : الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده يحيى بن الحسن بن جعفر
عن إسماعيل بن يعقوب ، عن محمد بن عبدالله البكري قال : قدمت المدينة أطلب بها
دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن عليه السلام فشكوت إليه ، فأتيته بنقمى في
ضيعته ، فرج إلي ومعه غلام ومعه منسف فيه قديد مجزع ، ليس معه غيره ، فأكل
فأكلت معه ، ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل ولم يقم إلا يسيرا حتى
خرج إلي فقال لغلامه : اذهب ثم مد يده إلي فناولني صرة فيها ثلاثمائة دينار
ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت(2).
بيان : المنسف كمنبر ماينفض به الحب ، شئ طويل منصوب الصدر أعلاه
مرتفع ، والمجزع المقطع .
7 عم(3)شا : الحسن بن محمد ، عن جده ، عن غير واحد من أصحابه
ومشايخه أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى
عليه السلام ويسبه إذا رآه ، ويشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما : دعنا نقتل هذا
الفاجر ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي ، وزجرهم ، وسأل عن العمري فذكر أنه يزرع
بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه ، فوجده في مزرعة له ، فدخل المزرعة بحماره
فصاح به العمري : لاتوطئ زرعنا ، فتوطأه عليه السلام بحماره ، حتى وصل إليه ، ونزل
وجلس عنده ، وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم غرمت على زرعك هذا ؟ قال :
مائة دينار ، قال : فكم ترجو أن تصيب ؟ قال : لست أعلم الغيب قال له : إنما قلت
كم ترجو أن يجيئك فيه ؟ قال : أرجو أن يجئ مائتا دينار .


(1)الارشاد ص 316 والزبيل والزنبيل : القفة ، الوعاء ، الجراب .
(2)نفس المصدر ص 317 ونقمى بالتحريك والقصر : موضع من أعراض المدينة
كان لال أبي طالب .
(3)اعلام الورى ص 296 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه