بحار الأنوار ج75

عجبت بست ، ثلاثة أضحكتني وثلاثة أبكتني ، فأما التي أبكتني ففراق الاحبة
محمد صلى الله عليه وآله وهول المطلع والوقوف بين يدي الله عزوجل ، وأما التي أضحكتني
فطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك مل‌ء فيه ولا يدري
أرضي له أم سخط .
25 - ختص(1): عن سعد بن عبدالله رفعه قال : تبع حكيم حكيما تسع
مائة فرسخ فلما لحقه قال : يا هذا ما أرفع من السماء ؟ وما أوسع من الارض ؟
وما أغنى من البحر ؟ وما أقسى من الحجر وما أشد حرارة من النار وما أشد بردا
من الزمهرير ، وما أثقل من الجبال الراسيات ؟ فقال : الحق أرفع من السماء ،
والعدل أوسع من الارض ، وغنى النفس أغنى من البحر ، وقلب الكافر أقسى من
الحجر ، والحريص الجشع أشد حرارة من النار ، واليأس من قريب أشد بردا
الزمهرير ، والبهتان عن البرئ أثقل من الجبال الراسيات .
26 - كنز الكراجكى(2): قيل لبعضهم : كيف حالك ؟ فقال : كيف حال
من يفنى ببقائه ، ويسقم بسلامته ، ويؤتى من مأمنه .
وقيل لبعض حكماء العرب : من أنعم الناس عيشا ؟ قال : من تحلى بالعفاف
ورضي بالكفاف ، وتجاوز ما يخاف إلى ما لا يخاف ، وقيل : فمن أعلمهم ؟ قال :
من صمت فادكر ، ونظر فاعتبر ، ووعظ فازدجر .
وروي أن الله تعالى يقول : يا ابن آدم في كل يوم يؤتى رزقك وأنت
تحزن ، وينقص عمرك وأنت لا تحزن ، تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك .
وقيل : أغبط الناس ؟ من اقتصد فقنع ، ومن قنع فك رقبته من عبودية
الدنيا وذل المطامع .
وقيل : الفقير من طمع ، والغني من قنع .
وقيل : من كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ .


(1)المصدر : ص 247 .
(2)المصدر : ص 139 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه