وربما يستدل بها على وجوب صلاة الجمعة والعيدين والايات ، لكن في بعض
الروايات أن المراد بها الصلوات الخمس ، وعلى تقدير العموم يمكن تعميمها
بحيث يشمل النوافل والتطوعات أيضا ، فلا يكون الامر على الوجوب ، ويشمل
رعاية السنن في الصلاه الواجبة أيضا كما يفهم من بعض الاخبار ، وعلى الوجوب
أيضا يمكن أن تعم النوافل أيضا بمعنى رعاية ما يوجب صحتها ، وعدم تطرق بدعة
إليها ، فيؤل إلى أنه إذا أتيتم بالنافلة فأتوابها على ما امرتم برعاية شرائطها ولوازمها
وفيه مجال نظر .
وخص الصلاة الوسطى بذلك بعد التعميم ، لشدة الاهتمام بها لمزيد فضلها
أو لكونها معرضة للضياع من بينها ، فهي الوسطى بين الصلوات وقتا أو عددا أو
العزيز ، وسيجئ الكلام فيه .
وأما القنوت فعلى ما يظهر من موارد ذكره وتصاريفه في القرآن العزيز هو
اظهار المطاوعة والانقياد بالتذلل والاخلاص والرغبة ، ولا يكون الا من قبل المصلى
وانشائه كيف ما أمكن ، بأن يثنى على الله عزوجل بما هو أهله ويمدحه ويهلله ثم بتضرع
اليه بالتذلل والاخلاص ويظهر العبودية والانقياد والتسليم لاوامره ونواهيه ، وأنه عبدلا
يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وأنه فقير محتاج إلى رحمة الله في الدنيا والاخرة والله هو الغنى
ذو الرحمة ، ولما كان مقيدا بكون القنوت عن قيام ، لا ينطبق الا على القنوت الاصطلاحى ،
وأما رفع اليدين ففيه تمثيل معنى العبودية والتذلل واظهارها عملا ليتوافق الظاهر و
الباطن .
وما قيل ان القنوت هو حسن الطاعة أودوامها أو هو الخشوع في الصلاة فليس
بشئ فان القنوت قد قيد في هذه الاية بكونه عن قيام ، وهكذا قيد في قوله تعالى ،(أمن
هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما)بحال دون حال ، فيدل على كونه صفة وحالة تظهر
في وقت ، ولا تظهر في وقت آخر ، وأما الخشوع وحسن الطاعة ودوامها فكلها مطلوب في
تمام الصلاة ، لا حال القيام .