محمد بن عبد الجبار ، عن القاسم بن محمد الرازي ، عن علي بن محمد الهرمرازي(1)
عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهما السلام قال : لما مرضت فاطمة بنت رسول
الله صلى الله عليه واله وصت إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا
يؤذن أحدا بمرضها ، ففعل ذلك ، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت
عميس رحمها الله ، على استسرار بذلك ما وصت به ، فلما حضرتها الوفاة وصت
أميرالمؤمنين عليه السلام أن يتولى أمرها ، ويدفنها ليلا ويعفي قبرها ، فتولى ذلك
أميرالمؤمنين عليه السلام ودفنها ، وعفى موضع قبرها .
فلما ، نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن ، فأرسل دموعه على خديه
وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه واله فقال :
السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك ، وقرة
عينك وزائرتك ، والبائتة في الثرى ببقيعك ، المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل
يارسول الله عن صفيتك صبري ، وضعف عن سيدة النساء تجلدي ، إلا أن في التأنسي
لي بسنتك ، والحزن الذي حل بي لفراقك ، موضع التعزي ، ولقد وسدتك
في ملحود قبرك ، بعد أن فاضت نفسك على صدري ، وغمضتك بيدي ، وتوليت
أمرك بنفسي .
نعم وفي كتاب الله أنعم القبول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت
الوديعة ، واخذت الرهينة ، واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا
رسول الله .
أما حزني فسرمد ، وأماليلي فمسهد ، لايبرح الحزن من قلبي أو يختار الله
لي دارك التي فيها أنت مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان مافرقالله
بيننا ، وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظاهر امتك علي ، وعلى هضمها حقها
فاستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول و
(1)كذا في النسخة وفيه الهروى خ ل وقد مر عن الكافى(ج 1 ص 458)الهرمزانى
راجع ص 193 فيما سبق .(*)