بحار الأنوار ج83

أن تميدبكم)(1)أي لئلا تميد وتتحرك بكم وقال أمير المؤمنين عليه السلام :(وتد بالصخور
ميدان أرضه)وقد مر الكلام فيه في كتاب السماء والعالم .
والرياح اللواقح إشارة إلى قوله سبحانه(وأرسلنا الرياح لواقح)(2)يعني
ملاقح جمع ملقحه أي تلحق الشجر والسحاب لانها تهيجه ويقال لواقح أي حوامل
لانها تحمل السحاب وتقله وتصرفه ثم تمر به فتذره يدل عليه قوله تعالى :(حتى
إذا أقلت سحابا)(3)أي حملت ، والضمير(في حدودها)راجع إلى السماء ،
لانها ترى على آفاقها ، وقال الجوهري : قمعته وأقمعته بمعنى أي قهرته وأذللته
فانقمع .
(يامن كل يوم عنده جديد)أي يستأنف فيه مايريد ولايبنيه على اليوم السابق
كقوله(كل يوم هو في شأن)(2)أو المعنى أنه بزماني يرد عليه الازمان و
يخلقه ، بل كل يوم عنده متجدد كأنه لم يكن قبله زمان بالنظر إليه ، أو كل يوم
من الازمان السالفة والاتيه حاضر عند علمه عالم بمافيه ، وقال الجوهري : العتيد
الحاضر المهيا .
(فسويت بين الذرة والعصفور)أي بينهما وبين ماهو أكبر منهما ، ولم تفعل
عنهما ولم تتركهما لصغرهما وحقارتهما ، أو سويت الرزق بين أفراد هذين الصنفين أيضا
ولم تترك واحدا منهما فكيف بمن هو أعظم منهما(إذا ضاق المقام)أي في يوم القيام
(للحاجة إليك)الظرف متعلق بالحاجة أو بأبرزني أو بهما على التنازع ، والنحيب و
الانتحاب ورفع الصوت بالبكاء كالعويل والاعوال(واجعل في لقائك)أي لقاء رحمتك
أو مشاهدة امور الاخرة ، والمستكى مصدر .
وفي القاموس اللوذ بالشئ الاستتار والاحتصان به كاللواذ مثلثه واللياذ ، و


(1)لقمان : 10
(2)الحجر : 22 .
(3)الاعراف : 57 .
(4)الرحمن : 29 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه