بحار الأنوار ج11

الآية والتي بعدها ، والمذكورن في الآية الثالثة عطف على " نوحا " ومن آبائهم عطف على
كلا أو نوحا ، و " من " للتبعيض ، فإن منهم من لم يكن نبيا ولا مهديا " ذلك هدى الله "
إشارة إلى مادانوا به " ولو أشركوا " أي هؤلاء الانبياء مع علو شأنهم فكيف غيرهم .
" والحكم " : الحكمة ، أو فصل الامر على مايقتضيه الحق " فإن يكفر بها " أي بهذه الثلاثة
" هؤلاء " يعنى قريشا " فقد كلنا بها " أي بمراعاتها " قوما ليسوا بها بكافرين " وهم الانبياء
المذكورون ومتابعوهم ، وقيل : هم الانصار ، أو أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أو كل من آمن به ،
أوالفرس ، وقيل : االملائكة . " فبهدهم اقتده " أي ما توافقوا عليه من التوحيد واصول
الدين .(1)
" والمؤتفكات " قال الطبرسي : أي المنقلبات ، وهي ثلاثة قرى كان فيها قوم
لوط " بالبينات " أي بالبراهين والعجزات .(2)
" وجعلنا لهم أزواجا وذرية " أي نساء وأولادا أكثر من نسائك وأولادك ، وكان
لسليمان ثلاث مائة امرأة مهيرة وسبعمائة سرية ، ولداود مائة امرأة ، عن ابن عباس ، أي
فلا ينبغي أن يستنكر منك أن تتزوج ويولد لك ، وروي أن أبا عبدالله عليه السلام قرأ هذه
الآية ثم أومأ إلى صصدره وقال : نحن والله ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله . " وما كان لرسول أن
يأتي بآية " أي دلالة " إلا بإذن الله " أي إلا بعد أن يأذن الله في ذلك ويطلق له فيه .(3)
" إلا بلسان قومه " أي لم يرسل فيما مضى من الازمان رسولا إلا بلغة قومه حتى
إذا بين لهم فهموا عنه ولا يحاجون إلى مترجم ، وقد أرسل الله نبينا صلى الله عليه وآله إلى الخلق
كافة بلسان قومه ، قال الحسن : امتن الله على نبيه صلى الله عليه وآله أنه لم يبعث رسولا إلا إلى
قومه ، وبعثه خاصة إلى جميع الخلق ، إن معناه : كما أرسناك إلى العرب بلغتهم
لتبين لهم الدين ثم إنهم يبينونه للناس كذلك أرسلنا كل رسول بلغة قومه ليظهر
لهم الدين .(4)
" لا يعلمهم إلا الله " أي لا يعلم تفاصيل أحوالهم وعددهم وما فعلواه وفعل بهم من


(1)انوار التنزيل 1 : 150 . م
(2)مجمع البيان 5 : 49 .
(3)مجمع البيان 6 : 297 . م(4)مجمع البيان 6 : 303 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه