بحار الأنوار ج24

بيان : فسر بعض المفسرين الكلمات بالتكاليف ، وبعضهم بالسنن الحنيفية
وقيل : غير ذلك ، ولايخفى أن تفسيره عليه السلام أظهر من كل ماذكروه ، إذ الظاهر
أن قوله تعالى :(وإذ ابتلى)مجمل يفسره قوله : قال :(إني جاعلك)إلى آخر
الآية ، فالحاصل أن الله تعالى ابتلى إبراهيم بالكلمات التي هي الامامة أو الائمة
فأكرمه بالامامة ، فأتمهن ، أي إبراهيم حيث استدعى الامامة من الله تعالى لذريته
فأجابه تعالى إلى ذلك في المعصومين من ذريته ، الذين آخرهم القائم عليهم السلام فقوله :
(قال : ومن ذريتي)تفسير لقوله :(فأتمهن)ويمكن على هذا الوجه إرجاع
الضمير المستكن في(أتمهن)إليه تعالى أيضا ، أي فأتم الله تعالى الامامة وأكملها
بدعاء إبراهيم ، والاول أظهر ، ولا يخفى انطباق جميع الكلام على هذا الوجه
غاية الانطباق بلا تكلف وتعسف .
9 - ير : أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن يونس بن
ظبيان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال سمعته يقول : إن الله إذا أراد أن يخلق الامام
من الامام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ، ثم أوصلها أو دفعها إلى الامام
فيمكث في الرحمن أربعين يوما لايسمع الكلام ، ثم يسمع بعد ذلك ، فإذا وضعته
امه بعث ذلك الملك الذي كان أخذ الشربة ويكتب على عضده الايمن :(وتمت
كلمة ربك صدقا وعدلا لامبدل لكلماته وهو السميع العليم(1)).
10 - شى : عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في
قول الله :(يريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين)قال أبوجعفر
عليه السلام : تفسيرها في الباطن يريد الله فانه شئ يريده ولم يفعله بعد : وأما قوله :
(يحق الحق بكلماته)فإنه يعني يحق حق آل محمد ، وأما قوله :(بكلماته)
قال : كلماته في الباطن ، علي هو كلمة الله في الباطن . وأما قوله :(ويقطع دابر
الكافرين)فيعني بني(2)امية هم الكافرون ، يقطع الله دابرهم ، وأما قوله :(ليحق


(1)بصائر الدرجات : 130 والاية في الانعام : 115 .
(2)في النسخة المخطوطة فهو بنو امية. وفى المصدر : فهم بنو امية .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه