بحار الأنوار ج50

قال : فلما كان يومامن الايام قال لي الفتح بن خاقان : قد ذكر الرجل
يعني المتوكل - خبر مال يجئ من قم ، وقد أمرني أن أرصده لاخبره له فقل
لي من أي طريق يجئ حتى أجتنبه فجئت إلى الامام علي بن محمد فصادفت عنده
من أحتشمه فتبسم وقال لي : لا يكون إلا خيرا يا أبا موسى لم لم تعد الرسالة
الاولة ؟ فقلت : أجللتك يا سيدي فقال لي : المال يجئ الليلة وليس يصلون
إليه فبت عندي .
فلما كان من الليل وقام إلى ورده قطع الركوع بالسلام وقال لي : قدجاء
الرجل ومعه المال وقد منعه الخادم الوصول إلي فاخرج خذ مامعه فخرجت فاذا
معه زنفيلجة(1)فيها المال فأخذته دخلت به إليه فقال : قال له : هات الجبة
التي قالت لك القمية إنها ذخيرة جدتها ، فخرجت إليه فأعطانيها فدخلت بها إليه
فقال لي : قل له : الجبة التي أبدلتها منها ردها إلينا فخرجت إليه فقلت له ذلك
فقال : نعم كانت ابنتي استحسنتها فأبدلتها بهذه الجبة وأنا أمضي فأجيئ بها فقال :
اخرج فقل له : إن الله تعالى يحفظ لنا وعلينا هاتها من كتفك فخرجت إلى الرجل
فأخرجتها من كتفه فغشي عليه فخرج إليه فقال له : قد كنت شاكا فتيقنت .
قب : الفتح مثله(2).
بيان : " ولم اعد ذلك عليه " أي على أبي الحسن عليه السلام وهو المراد بالرسالة
الاولة لان الملعون لما ذكر ذلك ليبلغه عليه السلام سماه رسالة .
2 - ما : الفحام قال : حدثني المنصوري ، عن عم أبيه وحدثني عمي ، عن
كافور الخادم بهذا الحديث قال : كان في الموضع مجاور الامام من أهل الصنايع
صنوف من الناس ، وكان الموضع كالقرية وكان يونس النقاش يغشى سيدنا الامام
عليه السلام ويخدمه .


(1)الزنفيلجة - بكسر الزاى وفتح اللام - وهكذا الزنفليجة - كقسطبيلة - وعاء
أدوات الراعى فارسى معرب زنبيله .
(2)مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 413

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه