بعير ، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : " اخرجوا ولكم دماؤكم وما حملت الابل إلا
الحلقة " وهي السلاح ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وآله الاموال والحلقة ، فوجد من الحلقة
خمسين درعا ، وخمسين بيضة ، وثلاثمائة وأربعين سيفا(1)، وكانت غنايم بني
النضير صفيا لرسول الله صلى الله عليه وآله خالصة لم يخمسها ولم يسهم منها لاحد ، وقد أعطى
ناسا منها ، وروي أنه حاصرهم إحدى وعشرين ليلة(2)،
3 - فس : " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين
قالوا آمنا بأفواههم ولن تؤمن قلوبهم " فإنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة
بطنان من اليهود من بني هارون وهم النضير وقريظة ، وكانت قريظة سبعمائة ، و
النضير ألفا ، وكانت النضير أكثر مالا وأحسن حالا من قريظة ، وكانوا حلفاء لعبد
الله بن أبي ، فكان إذا وقع بين قريظة والنضير قتيل وكان القتيل من بني النضير
قالوا لبني قريظة : لا نرضى أن يكون قتيل منا بقتيل منكم ، فجرى بينهم في ذلك
مخاطبات كثيرة حتى كادوا أن يقتتلوا(3)حتى رضيت قريظة ، وكتبوا بينهم كتابا
على أنه أي رجل من اليهود من النضير قتل رجلا من بني قريظة أن يجنيه(4)و
(1)في الامتاع : وقال عمر : الا تخمس ما أصبت ؟ فقال صلى الله عليه وآله : لا
اجعل شيئا جعله الله لى دون المؤمنين بقوله : " ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله و
للرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الاغنياء منكم "
كهيئة ما وقع فيه السهمان للمسلمين ، وكانت بنو النضير من صفا يا رسول الله صلى الله عليه و
آله وسلم جعلها حبسا لنوائبه ، وكان ينفق على اهلها منها ، كانت خالصة له ، فاعطى من اعطى
منها ، وحبس ما حبس ، وكان يزرع تحت النخل ، وكان يدخل منها قوت اهله سنة من الشعير
والتمر لازواجه وبنى(عبد)المطلب ، وما فضل جعله في الكراع والسلاح واستعمل على
اموال بنى النضير ابا رافع مولاه ، وكانت صدقاته منها ومن اموال مخيريق .
(2)المنتقى في مولود المصطفى : 125 . الباب الرابع فيما كان سنة أربع من الهجرة .
(3)ان يقتلوا خ ل .
(4)يحنيه خ ل .