بحار الأنوار ج75

لا تدعوا حب آل محمد عليهم السلام والتسليم لامرهم اتكالا على العبادة فإنه لا يقبل أحدهما
دون الاخر .
واعلموا أن رأس طاعة الله سبحانه التسليم لما عقلناه ، وما لم نعقله ، فان
رأس المعاصي الرد عليهم ، وإنما امتحن الله عزوجل الناس بطاعته لما عقلوه
وما لم يعقلوه إيجابا للحجة وقطعا للشبهة ، واتقوا الله وقولوا قولا سديدا
يصلح لكم أعمالكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في
جنات عدن ، ولا يفوتنكم خير الدنيا فإن الاخرة لا تلحق ولا تنال إلا بالدنيا .
5 - ضا(1): نروي انظر إلى من هودونك في المقدرة ، ولا تنظر إلى من هو
فوقك ، فإن ذلك أقنع لك وأحرى أن تستوجب الزيادة ، واعلم أن العمل الدائم
القليل على اليقين والبصيرة أفضل عندالله من العمل الكثير على غير يقين والجهد ، واعلم
أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمن ، ولا عيش أهنأ
من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع ، ولا جهل أضر من العجب ، ولا تخاصم
العلماء ولا تلاعبهم ولا تحاربهم ولا تواضعهم(2) ونروي من احتمل الجفا لم يشكر
النعمة وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا
إليهم ، وأيم الله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا أعز ولما استطاع أحد أن يتعلق
عليهم بشئ .
وأروي عن العالم أنه قال : عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد وأداء الامانة
وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله ، صلوا في عشائركم ،
وصلوا أرحامكم ، وعودوا مرضاكم ، واحضروا جنائزكم ، كونوا زينا ولا تكونوا
شينا ، حببونا إلى الناس ، ولا تبغضونا ، جر وإلينا كل مودة ، وادفعوا عنا
كل قبيح ، وما قيل فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شر فما نحن


(1)فقه الرضا عليه السلام أواخر باب مكارم الاخلاق .
(2)كذا . وواضعه أى راهنه ، وفى الامر : واقفه فيه ، وواضعه البيع : تاركه ، والرهان :
أبطله .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه