بلغني ممن أثق به أن السيد رضي الدين علي بن طاوس رحمه الله كان
لا يوافق على أن المأمون سقى عليا عليه السلام السم ، ولا يعتقده ، وكان - ره - كثير المطالعة
والتنقيب والتفتيش على مثل ذلك ، والذي كان يظهر من المامون من حنوه عليه
وميله إليه واختياره له دون أهله وأولاده مما يؤيد ذلك ويقرره ، وقد ذكرالمفيد
رحمه الله شيئا ما يقبله عقلي ولعلي واهم ، وهو أن الامام عليه السلام كان يعيب ابني سهل
ويقبح ذكرهما إلى غير ذلك وما كان أشغله بأمور دينه وآخرته ، واشتغاله
بالله عن مثل ذلك .
إلى لبس السواد وترك الخضرة ، والاضراب مثل ما كان عليه ، لانه عزم بعد موت على بن
موسى ان يعهد إلى محمد بن على بن موسى الرضا ، وانما منعه من ذلك شغب بنى العباس
عليه ، لانه كان قد اصر على ذلك حتى دخلت عليه زينب .
فلما دخلت عليه ، قام لها ورحب بها واكرمها ، فقالت له : يا اميرالمؤمنين انك
على براهك من ولد ابى طالب والامر بيدك اقدر منك على برهم والامر في يد غيرك او في
ايديهم ، فدع لباس الخضرة ، وعد إلى لباس اهلك ، ولا تطمعن احدا فيما كان منك .
فعجب المأمون بكلاكها ، وقال لها : والله يا عمة ما كلمنى احد بكلام اوقع من كلامك
في قلبى ، ولا اقصد لما اردت ، وانا احاكمهم إلى عقلك .
فقالت : وما ذاك ؟ فقال : الست تعلمين ان ابابكر رضى الله عنه ولى الخلافة بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله فلم يول احدا من بنى هاشم شيئا ؟ قالت : بلى ، قال : ثم ولى عمر
فكان كذلك ، ثم ولى عثمان فأقبل على اهله من بنى عبد شمس فولاهم الامصار ولم يول أحدا
من بنى هاشم ، ثم ولى على عليه السلام فأقبل على بنى هاشم فولى عبدالله بن العباس البصرة
وعبيد الله بن العباس اليمن ، وولى معبدا مكة ، وولى قثم بن العباس البحرين وما
ترك أحدا ممن ينتمى إلى العباس الا ولاه ، فكانت هذه في أعناقنا فكافأته في ولده
بما فعلت .
فقالت : لله درك يا بنى ولكن المصلحة لبنى عمك من ولد أبى طالب ما قلت لك ، فقال :
ما يكون الا ما تحبون إلى آخر ما قال .