بحار الأنوار ج70

العالم وافتخر ، فليعلم أن خطر أهل العلم أكثر من خطر أهل الجهل ، وأن
الله تعالى يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل من العالم ، وأن العصيان مع العلم
أفحش من العصيان مع الجهل ، وأن عذاب العالم أشد من عذاب الجاهل
وأنه تعالى شبه العالم الغير العامل تارة بالحمار ، وتارة بالكلب ، وأن
الجاهل(1)أقرب إلى السلامة من العالم لكثرة آفاته ، وأن الشيطاطين أكثرهم على
العالم ، وأن سوء العاقبة وحسنها أمر لايعلمه إلا الله سبحانه فلعل الجاهل يكون
أحسن عاقبة من العالم .
السابع العبادة والورع والزهادة ، والفخر فيها ايا فتنة عظيمة ، والتخلص
منها صعب ، فاذا غلب عليه فليتفكر أن العالم أفضل منه ، فلا ينبغغي أن يفتخر عليه
ولا ينبغي أيضا ان يفتخر على من تأخر عنه في العمل ايضا إذ لعل قليل عمله يكون
مقبولا وكثير عمله مردودا ، ولا على الجاهل والفاسق ، إذ قد يكون لهماخصلة
خفية ، وصفة قلبية موجبة لقرب الرب سبحانه ورحمته ، ولو فرض خلوهما عن
جميع ذلك بالفعل ، فلعل الاحوال في العاقبة تنعكس ، وقد وقع مثل ذلك كثيرا
ولو فرض عدم ذلك فليتصور أن تكبره في نفسه شرك فيحبط عمله ، فيصير هو في
الآخرة مثلهم ، بل اقبح منهم ، والله المستعان .
20 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن
ابي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : آفة الحسب الافتخار والعجب(2).
بيان : الحسب الشرف والمجد الحاصل من جهة الآباء ، وقد يطلق على
الشرافة الحاصلة من الافعال الحسنة ، والاخلاق الكريمة ، وإن لم تكن من جهة
الآباء ، في القاموس الحسب ما تعده من مفاخر آبائك أو المال أو الدين أو الكرم
أو الشرف في الفعل أو الفعال الصالح أو الشرف الثابت في الاباء أو البال أو
الحسب والكرم قد يكونان لمن لا آباء له شرفاء والشرف والمجد لا يكونان


(1)ما بين العلامتين اضفناه من شرح الكافي ج 2 ص 316 .
(2)الكافي ج 2 ص 328 ومثله في ص 329 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه