بحار الأنوار ج28

كما أخذت الامم من قبلكم ذراعا بذراع ، وشبرا بشبر ، وباعا بباع ، حتى لو أن
أحدا من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه .
قال :(1)قال أبوهريرة : وإن شئتم فاقرؤا القرآن كالذين من قبلكم كانوا
أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم قال أبوهريرة : والخلاق
الدين فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم (2)حتى
فرغ من الاية .
قالوا : يا نبى الله فما صنعت اليهود والنصارى ؟ قال : وما الناس
إلا هم(3).
بيان : تفسير الخلاق بالدين غريب ، والمشهور في اللغة والتفسير أنه بمعنى
النصيب ، ولعل المعنى أنهم جعلوا ما أصابهم من الدين وسيلة لتحصيل اللذات
الفانية الدنيوية .
قال الطبرسى رحمه الله تعالى : فاستمتعوا بخلاقهم أي بنصيبهم وحظهم
من الدنيا أي صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم ، وفيمانها هم الله عنه ، ثم أهلكوا
وخضتم أي دخلتم في الباطل(4).
وقال : وردت الرواية عن ابن عباس أنه قال في هذه الاية : ما أشبه الليلة
بالبارحة ، كالذين من قبلكم هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم ، لا أعلم إلا أنه قال :
والذي نفسي بيده لتتبعنهم حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه(5).


(1)يعنى سعيدا الراوى عن أبى هريرة ، وقد أخرج ابن أبى حاتم وأبوالشيخ
عن أبى هريرة أنه قال : الخلاق الدين ، راجع الدر المنثور ج 3 ص 255 .
(2)براء‌ة : 69 .
(3)أمالى الطوسى ج 1 ص 272 - 273 .
(4)مجمع البيان ج 5 ص 48 .
(5)وهكذا أخرج الحديث ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبوالشيخ
عن ابن عباس بلفظه ، راجع در السيوطى ج 3 ص 255(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه