بحار الأنوار ج7

9 - عد : اعتقادنا في الحساب والميزان أنهما حق ،(1)منه ما يتولاه الله عزوجل ،
ومنه ما يتولاه حججه ، فحساب الانبياء والائمة صلوات الله عليهم يتولاه الله عزوجل ،
ويتولى كل نبي حساب أوصيائه ، ويتولى الاوصياء حساب الامم ، والله تبارك وتعالى
هو الشهيد على الانبياء والرسل ، وهم الشهداء على الاوصياء ، والائمة شهداء على الناس ،
وذلك قول الله عزوجل : " ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس "
وقوله عزوجل : " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " وقال
عزوجل : " أفمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه " والشاهد أميرالمؤمنين عليه السلام
وقوله تعالى : " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " .
وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل : " ونضع الموازين القسط ليوم القيمة
فلا تظلم نفس شيئا " قال : الموازين الانبياء والاوصياء . ومن الخلق من يدخل الجنة
بغير حساب ، فأما السؤال فهو واقع على جميع الخلق لقول الله تعالى : " فلنسئلن الذين
ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين " يعني عن الدين وأما غير الدين فلا يسأل إلا من يحاسب ،
قال الله عزوجل : " فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان " يعني من شيعة النبي والائمة عليهم السلام
دون غيرهم كما ورد في التفسير ، وكل محاسب معذب ولو بطول الوقوف ، ولاينجو من النار
ولا يدخل الجنة أحد(2)إلا برحمة الله تعالى والله يخاطب عباده من الاولين والآخرين
بحساب عملهم(3)مخاطبة واحدة يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها ، ويظن أنه مخاطب
دون غيره ، لا يشغله عزوجل مخاطبة عن مخاطبة ، ويفرغ من حساب الاولين والآخرين
في مقدار ساعة(4)من ساعات الدنيا ، ويخرج الله عزوجل لكل إنسان كتابا يلقاه
منشورا ، ينطق عليه بجميع أعماله ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، فيجعله الله
حاسب نفسه والحاكم عليها بأن يقال له : اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ،
ويختم الله تبارك وتعالى على قوم أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما


(1)في المصدر : اعتقادنا في الحساب انه حق . م
(2)في المصدر : ولايدخل الجنة احد بعمله الا اه‍ . م
(3)في المصدر : بمجمل حساب عملهم اه‍ .
(4)في المصدر : مقدار نصف ساعة اه‍ . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه