بحار الأنوار ج57

طول نهاره ست عشرة ساعة وربع ، ومساحة سطحه سبعمائة ألف وخمسون ألف فرسخ ومائة
واثنان وثلاثون فرسخا وربع فرسخ . وفيه جزيرة برطانية ، وجزيرة صوادق ، وجزيرة تولى
ومدينة يأجوج ومأجوج . قالوا : عرض تلك المدينة ثلاث وستون درجة وطولها مائة
واثنان وسبعون درجة ونصف . والقسم الثاني مبدأه حيث عرضه ست وستون درجة
ونصف ، وغاية طول نهاره سبع وأربعون ساعة . ومساحة سطحه أربعمائة ألف واثنان
وعشرون ألف فرسخ وأربعمائة وسبعة فراسخ وخمس فرسخ . وقيل : في عرض خمس
وسبعين درجة موضع أهله يسكنون في الشتاء في الحمامات ، ولا يفهم كلامهم .
الفائدة الثانية : في ذكر بعض خواص خط الاستواء والافاق المائلة ، فأما خط
الاستواء فدوائر آفاق البقاع التي تكون عليه تنصف جميع المدارات اليومية ، فلذلك يكون
النهار والليل في جميع السنة متساويين ، وأيضا يكون زمان ظهور كل نقطة على
الفلك مساويا لزمان خفائه ، فإن كان تفاوت كان بسبب اختلاف السير سرعة وبطء
بالحركة الغربية في النصفين ، وذلك لايكون محسوسا . وتمر الشمس في السنة
الواحدة مرتين بسمت رؤوسهم ، وذلك عند كونها في نقطتي الاعتدالين ، ولاتبعد الشمس
عن سمت رؤوسهم إلا بقدر غاية ميل فلك البروج عن معدل النهار ، وتكون الشمس
نصف السنة تقريبا في جهة من جهتي الشمال والجنوب ، ويكون ظل نصف النهار إلى
خلاف تلك الجهة ، ولكون مبدأ الصيف الوقت الذي يكون فيه الشمس إلى سمت الرأس
أقرب ومبدأ الشتاء الوقت الذي يكون الشمس منه أبعد ، يكون وقت كونها في نقطتي
الاعتدال مبدأ صيفهم ، ووقت كونها في نقطتي الانقلاب مبدأ شتائهم ، ويكون مبادئ
الفصلين الاخيرين أو ساط الارباع ، ويلزم على ذلك أن يكون لهم في كل سنة ثمانية
فصول ، ويكون دور الفلك هناك دولابيا ، لان سطوح جميع المدارات يقطع سطح
الافق على قوائم ، ويسمى لذلك آفاقها آفاق الفلك المستقيم . والشيخ ابن سينا حكم
بأنها أعدل البقاع ، لان الشمس لا تمكث على سمت الرأس كثيرا بل إنما يمربه
وقتي اجتيازها عن إحدى الجهتين إلى الاخرى ، ويكون هناك حركتها في الميل والبعد
عن سمت رأسهم أسرع ما يكون فلا تكو ن لذلك حرارة صيفهم شديدة . وأيضا لتساوي

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه