الذي لا يبقي له ولد ، قال : بل الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا ، الرقوب
في اللغة الرجل والمرءة إذا لم يعش لهما ولد ، لانه يرقب موته ويرصده خوفا
عليه ، فنقله صلى الله عليه وآله إلى الذي لم يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا أن الاجر
والثواب لمن قدم شيئا من الولد ، وأن الاعتداد به أكثر ، والنفع فيه أعظم ،
وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيما فان فقد الآجر والثواب على الصبر والتسليم
للقضاء في الاخرة أعظم ، وأن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه ، ومن
لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له ، ولم يقله إبطالا لتفسيره اللغوي كما قال : إنما
المحروب من حرب دينه ، ليس على أن من اخذ ماله غير محروب .
13 المسكن : عن قبيصة قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذا أتته
امرأة فقالت : يا رسول الله ادع الله لي فانه ليس يعيش لي ولد ، قال صلى الله عليه وآله : وكم
مات لك ولد ؟ قالت : ثلاثة قال : لقد احتظرت من النار بحظار شديد .
قال : قدس الله لطيفه الحظار بكسر الحاء المهملة والظاء المشالة : الحظيرة
تعمل للابل من شجر لتقيها البرد والريح ، ومنها المحظور للمحرم أي الممنوع
من الدخول فيه كأن عليه حظيرة تمنع من دخوله .
تاييد : قال في النهاية : الحظيرة الموضع الذي يحاط عليه ليأوي إليه الغنم
والابل تقيها البرد والريح ، ومنه الحديث لا حمى في الاراك ، فقال له رجل
أراكة في حظاري أراد الارض التي فيها الزرع المحاط عليها كالحظيرة ، وتفتح
الحاء وتكسر ، ومنه الحديث أتته امرءة فقالت : يا نبي الله ادع الله لي فقد دفنت
ثلاثة فقال : لقد احتظرت بحظار شديد من النار والاحتظار فعل الحظار ، أراد لقد
احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها .
14 المسكن : عن زيد بن أسلم قال : مات ولد لداود عليه السلام فحزن عليها حزنا
كثيرا فأوحى الله إليه : يا داود وما كان يعدل هذا الولد عندك ؟ قال : كان يا رب
يعدل عندي ملء الارض ذهبا ، قال : فلك عندي يوم القيامة ملء الارض ثوابا .
وحكى الشيخ أبوعبدالله بن النعمان في كتاب مصباح الظلام عن بعض الثقات