بحار الأنوار ج36

كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وآله قال :
الحمدالله رب العالمين لاشريك له ، قال : قلنا : صدقت يارسول الله الحمدالله رب العالمين لا
شريك له ، قد ظننا أنك لم تقلهاإلا تعجبا من شئ رأيته ، قال : نعم لما رأيت عليا مقبلا
ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل ، قال : قال : إني سألت الله أن تجتمع الامة
عليه(1)، فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض ، حتى يميز الخبيث من الطيب ، وأنزل
علي بذلك كتابا " الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون * ولقد
فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " أما إنه قد عوضه
مكانه بسبع خصال : يلي ستر عورتك ، ويقضي دينك وعداتك ، وهو معك على حوضك ،
وهو متكئ لك(2)يوم القيامة ، ولن يرجع كافرا بعد إيمان ، ولا زانيا بعد إحصان ،
وكم من ضرس قاطع له في الاسلام ، مع القدم في الاسلام ، والعلم بكلام الله ، والفقه في
دين الله ، مع الطهر والقرابة ، والنجدة في الحرب ، وبذل الماعون(3)، والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، والولاية لوليسي والعداوة لعدوي ، بشره يامحمد بذلك . وقال السدي
الذين صدقوا علي وأصحابه(4).
180 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا
بنعمة من الله وفضل(5)عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وجه عليا في نفرمعه في طلب
أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوالكم ، فقالوا حسبنا الله
ونعم الوكيل ، فنزلتا(6).
أقول : روى العلامة رفع الله مقامه من طريقهم مثله(7).


(1)في المصدر ، أن يجمع الامة عليه .
(2)= = : على عقر حوضك ، وهو مشكاة لك .
(3)النجدة : الشجاعة . والماعون : كل ما فيه منفعة .
(4)تفسيرات فرات : 117 و 118 .
(5)سورة آل عمران 173 و 174 .
(6)كشف الغمة 93 .
(7)راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 123 و 124 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه