بحار الأنوار ج106

فمنها أنه كتب إلى الشيخ المحقق نجم الدين بن سعيد أبياتا من جملتها :
أغيب عنك وأشواقي تجاذبني * * إلى لقائك جذب المغرم العاني
إلى لقاء حبيب شبه بدر دجى * * وقدرماه بإعراض وهجران
ومنها :
قلبي وشخصك مقرونان في قرن * * عند انتباهي وعند النوم يغشاني
حللت مني محل الروح في جسدي * * فأنت ذكري في سري وإعلاني
لولا المخافة من كره ومن ملل * * لطال نحوك تردادي وإتياني
ياجعفر بن سعيد يا إمام هدى * * يا أوحد الدهر يا من ماله ثاني
إني بحبك مغرى غيرمكترث * * بمن يلوم وفي حبيك يلحاني
فأنت سيد أهل الفضل كلهم * * لم يختلف أبدا في فضلك اثنان
ومنها :
في قبلك العلم مخزون بأجمعه * * تهدي به من ضلال كل حيران
وفوك فيه لسان حشوه حكم * * تروي به من زلال كل ظمآن
وفخرك الراسخ الراسي وزنت به * * رضوى فزاد على رضوى وثهلان
وحسن أخلاقك اللاتى فضلت بها * * كل البرية من قاص ومن دان
تغني عن المأثرات الباقيات ومن * * يحصى جواهر أجبال وكثبان
يامن على درج العلياء مرتقيا * * أنت الكبير العظيم القدر والشان
فأجابه المحقق ره بهذه الابيات :
لقد وافت فضائلك العوالي * * تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن فخلت أني * * فضضت بهن عن مسك فتيق
وجال الطرف منها في رياض * * كسين بناظر الزهر الانيق
فكم أبصرت من لفظ بديع * * يدل به على المعنى الدقيق
وكم شاهدت من علم خفي * * يقرب مطلب الفضل السحيق
شربت بها كئوسا من معاني * * غنيت بشربهن عن الرحيق

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه