بحار الأنوار ج79

وفي تفسير الامام عليه السلام أن هذه الفعلة من الصلوات الخمس والصلاة على محمد و
آله مع الانقياد لاوامرهم ، والايمان بسرهم وعلانيتهم ، وترك معارضتهم بلم
وكيف(1).
(لكبيرة)لشاقة ثقيلة كقوله(كبر على المشركين ما تدعوهم إليه)(2)
(إلا على الخاشعين)أي الخائفين عقاب الله في مخالفته في أعظم فرائضه ، وذلك
لان نفوسهم مرتاضة بأمثالها متوقعة في مقابلتها ما يستخف لاجله مشاقها ، ويستلذ
بسببه متاعبها ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله(جعلت قرة عيني في الصلاة)وكان يقول :
أرحنايا بلال .
(الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم)(3)في التوحيد والاحتجاج وتفسير
العياشى(4)عن أميرالمؤمنين عليه السلام أن المعنى يوقنون أنهم يبعثون ، والظن منهم
يقين ، وقال صلى الله عليه وآله : اللقاء البعث ، والظن ههنا اليقين .
وفي تفسير الامام عليه السلام ويتوقعون أنهم يلقون ربهم اللقاء الذي هو أعظم
كرامته لعباده(5)وقيل أي يتوقعون لقاء ثوابه ، ونيل ما عنده ، وفي مصحف
عبدالله(يعلمون)ومعناه يعلمون أنه لابد من لقاء الجزاء ، فيعملون على حسب
ذلك ، وأما من لم يوقن بالجزاء ، ولم يرج الثواب كانت عليه مشقة خالصة ، فثقلت
عليه كالمنافقين والمرائين .
وفي المجمع بعد حمل الظن على اليقين ، وقيل : إنه بمعنى الظن غير
اليقين ، أى يظنون أنهم ملاقوا ربهم بذنوبهم لشدة إشفاقهم من الاقامة على معصية


(1)تفسير الامام : 114 و 115 .
(2)الشورى : 13 .
(3)البقرة : 46 .
(4)التوحيد : 267 ط مكتبة الصدوق ، الاحتجاج 132 ط نجف ، تفسير العياشى
ج 1 ص 44 .
(5)التفسير ص 115 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه