بحار الأنوار ج16

صلى الله عليه وآله بها ، إذا رجع إليها تثبته ، وتخفف عنه ، وتهون عليه أمر الناس حتى
ماتت رحمها الله .
وعن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير أنه حدث عن حديجة أنها قالت
لرسول الله صلى الله عليه وآله : أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاء‌ك ؟
قال : نعم ، قالت : فإذا جاء‌ك فأخبرني ، فجاء جبرئيل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لخديجة :
يا خديجة هذا جبرئيل قد جاء‌ني ، قالت : قم يا بن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام
رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاقعد على فخذي
اليمنى ، فتحول ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فاجلس في حجري ، ففعل ، قالت :
هل تراه ؟ قال : لا ، قالت : يا بن عم اثبت وأبشر ، فو الله إنه لملك(1)وما هو بشيطان .
قال ابن إسحاق : قد حدثت بهذا الحديث عبدالله بن حسن قال : سمعت امي فاطمة
بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة إلا أني سمعتها تقول : أدخلت رسول الله صلى الله عليه وآله
بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبرئيل ، فقالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن هذا
لملك وما هو بشيطان .
وعن ابن إسحاق أن خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابع
على رسول الله صلى الله عليه وآله هلاك خديجة وأبي طالب ، وكانت خديجة وزيرة صدق على الاسلام ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسكن إليها .
وعن عروة بن الزبير قال : توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة ، وقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : اريت بخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
وقال ابن هشام : حدثني من أثق به أن جبرئيل أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : أقرء
خديجة من ربها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا خديجة هذا جبرئيل يقرئك من ربك
السلام ، فقالت خديجة : الله السلام ، ومنه السلام . وعلى جبرئيل السلام .
وروي أن آدم عليه السلام قال : إني لسيد البشر يوم القيامة إلا رجل من ذريتي


(1)في المصدر : إن هذا الملك كريم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه