بحار الأنوار ج22

أن ينادي : ألا من ظلم أجيرا أجره لعنة الله ، والله يقول : " قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى(1)" فمن ظلمنا فعليه لعنة الله ، وأمرته أن ينادي : من
توالى غير مواليه فعليه لعنة الله ، والله يقول : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم(2)"
ومن كنت مولاه فعلي مولاه ، فمن توالى غير علي(3)فعليه لعنة الله ، وأمرته أن
ينادي : من سب أبويه فعليه لعنة الله ، وأنا اشهد الله واشهدكم أني وعليا أبوا
المؤمنين ، فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله ، فلما خرجوا قال عمر : يا أصحاب محمد ما
آكد النبي لعلي في الولاية في غدير خم ولا في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا .
قال خباب بن الارت : كان هذا الحديث قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بتسعة عشر
يوما(4).
36 - وبالاسناد المقدم ، عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام قال : لما
كانت الليلة التي قبض النبي صلى الله عليه وآله في صبيحتها دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام وأغلق عليه وعليهم الباب وقال : يا فاطمة ، وأدناها منه ، فناجاها
من الليل طويلا ، فلما طال ذلك خرج علي ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب
والناس خلف الباب ، ونساء النبي صلى الله عليه وآله ينظرن إلى علي عليه السلام ومعه ابناه ، فقالت
عائشة : لامر ما أخرجك منه رسول الله صلى الله عليه وآله وخلا بابنته دونك في هذه الساعة ، فقال
لها علي عليه السلام : قد عرفت الذي خلابها وأرادها له ، وهو بعض ما كنت فيه وأبوك
وصاحباه مما قد سماه : فوجمت أن ترد عليه كلمة ، قال علي عليه السلام : فما لبث أن
نادتني فاطمة عليها السلام فدخلت على النبي صلى الله عليه وآله وهو يجود بنفسه ، فبكيت ولم أملك
نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه ، فقال لي : ما يبكيك يا علي ؟ ليس هذا
أو ان البكاء ، فقد حان الفراق بيني وبينك ، فأستودعك الله يا أخي ، فقد اختار لي
ربي ما عنده ، وإنما بكائي وغمي(5)وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي


(1)الشورى : 23 .(2)الاحزاب : 6 .
(3)في المصدر : غير على وذريته .(4)الطرف : 37 و 38 .
(5)= : وخوفى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه