بحار الأنوار ج21

بني بكر على خزاعة بنفسه عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ، فركب عمرو بن
سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه واله المدينة ، وكان ذلك مما هاج فتح مكة
فوقف عليه وهو في المسجد بين ظهراني القوم فقال :
لا هم إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا إن قريشا أخلفوك الموعدا * ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وقتلونا وركعا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : حسبك يا عمرو ، ثم قام فدخل دار ميمونة وقال :
اسكبي لي ماء فجعل وهو يقول : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب ، وهم
رهط عمرو بن سالم ، ثم خرج بديل بن الورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة حتى
قدموا على رسول الله صلى الله عليه واله فأخبروه بما أصيب منهم ، ومظاهرة قريش بني بكر
عليهم ، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة ، وقد كان صلى الله عليه واله قال للناس : " كأنكم بأبي
سفيان قد جاء ليشدد العقد ويزيد في المدة ، وسيلقى بديل بن ورقاء " فلقوا أبا
سفيان بعسفان وقد بعثة قريش إلى النبي صلى الله عليه واله ليشد دالعقد ، فلما لقي أبوسفيان
بديلا قال : من أين أقبلت يا بديل ؟ قال : سرت في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي
قال : ما أتيت محمدا ؟ قال : لا ، فلما راح بديل إلى مكة قال أبوسفيان : لئن كان جاء
من المدينة لقد علف لها النوى ، فعمد إلى مبرك ناقته فأخذ(1)من بعرها ففت
فرأى فيه(2)النوى ، فقال : أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا ثم خرج أبوسفيان
حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه واله فقال : يا محمد احقن دم قومك ، وأجربين قريش وزدنا
في المدة ، فقال : " أغدرتم يا أباسفيان ؟ " قال : لا ، قال : " فنحن على ما كنا
عليه " فخرج فلفي أبابكر فقال : يا أباكبر أجربين قريش ، قال : ويحك وأحد
يجير على رسول الله صلى اللع عليه واله ؟ ثم لقي عمر بن الخطاب فقال له مثل ذلك ، ثم خرج
فدخل على أم حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فأهوت إلى الفراش فطوته ، فقال :
يا بنية أرغبة(3)بهذا الفراش عني ؟ فقالت : نعم هذا فراش رسول الله صلى الله عليه واله ، ما


(1)وأخذ خ ل . أقول : يوجد ذلك في المصدر .
(2)فيها خ ل .(3)رغبت خ ل .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه