بحار الأنوار ج33

وعن عمر بن سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن
عمار بن ياسر نادى يومئذ : أين من يبغي رضوان ربه ولا يؤب إلى مال ولا
ولد ؟ قال : فأتته عصابة من الناس فقال : يا أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء
القوم الذين يبغون دم عثمان ويزعمون أنه قتل مظلوما والله إن كان إلا ظالما
لنفسه الحاكم بغير ما أنزل الله .
ودفع علي الراية إلى هاشم بن عتبة وكان عليه درعان فقال له علي عليه
السلام كهيئة المازح : أيا هاشم أيا تخشا على نفسك أن تكون أعورا جبانا ؟
قال : ستعلم يا أميرالمؤمنين والله لالفن بين جماجم القوم لف رجل ينوي
الآخرة . فأخذ رمحا فهزه فانكسر ثم أخذ آخر فوجده جاسيا فألقاه ثم دعا برمح
لين فشد به لواء‌ه .
ولما دفع علي عليه السلام الراية إلى هاشم قال له رجل من بكر بن وائل
من أصحاب هاشم : اقدم ما لك يا هاشم قد انتفخ سحرك عورا وجبنا قال :
من هذا قالوا فلان قال : أهلها وخير منها إذا رأيتني صرعت فخذها ثم قال
لاصحابه : شدوا شسوع نعالكم وشدوا أزركم فإذا رأيتموني قد هززت الراية
ثلاثا فاعلموا أن أحدا منكم لايسبقني إليها ثم نظر هاشم إلى عسكر معاوية
فرأى جمعا عظيما فقال : من اولئك ؟ قالوا : أصحاب ذي الكلاع ثم نظر فرأى
جندا آخر فقال : من أولئك قالوا : جند أهل المدينة قريش قال : قومي لا
حاجة لي في قتالهم قال : من عند هذه القبة البيضاء ؟ قيل معاوية وجنده
فحمل حينئذ يرقل إرقالا .
وعن عبدالعزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال : لما كان قتال
صفين والراية مع هاشم بن عتبة جعل عمار بن ياسر يتاوله بالرمح ويقول :
اقدم يا أعور .
لاخير في أعور لايأتي الفزع .
قال : فجعل يستحيي من عمار وكان عالما بالحرب فيتقدم فيركز الراية إذا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه