بحار الأنوار ج26

وقال النبي صلى الله عليه وآله فيما سأل ربه " رب زدني علما(1)" فهي الزيادة التي عندنا
من العلم الذي لم يكن عند أحد من أوصيآء الانبياء ولا ذرية الانبيآء غيرنا ، فبهذا
العلم علمنا البلايا والمنايا وفصل الخطاب(2).
147 - ومن كتاب سليم بن قيس في حديث طويل : إن أمير المؤمنين عليه السلام قال :
يا طلحة إن كل آية أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندي باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطي
بيدي ، وتأويل كل آية أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكل حلال وحرام أو حد أو
حكم تحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة عندي مكتوب باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطي
بيدي حتى أرش الخدش .
قال طلحة : كل شئ من صغير أو كبير أو خاص أو عام أو كان أو يكون إلى
يوم القيامة فهو مكتوب عندك ؟ قال : نعم وسوى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسر إلي
في مرضه مفتاح ألف باب في العلم يفتح كل باب ألف باب ، ولوأن الامة بعد قبض
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتبعوني وأطاعوني لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم(3)،
أقول : سيأتي تمامه في كتاب الفتن إن شاء الله .
148 - وروى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من كتاب نوادر
الحكمة يرفعه إلى إبراهيم بن عبدالحميد عن أبيه عن أبي الحسن الاول عليه السلام في
قول الله تعالى : " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به
الموتى(4)" فقد ورثنا الله تعالى هذا القرآن ففيه مايسير به الجبال ويقطع به البلدان
ويحيى به الموتى ، إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : " وما من غائبة في السمآء
والارض إلا في كتاب مبين(5)" وقال تعالى : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا(6)"


(1)طه : 116 .
(2)تفسير فرات : 47 .
(3)كتاب سليم : 109 .
(4)الرعد : 31 .
(5)النمل : 75 .
(6)الفاطر : 32 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه