بحار الأنوار ج18

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا كناني بواك الله بكل بيت قلته بيتا في الجنة(1).
قب : مرسلا مثله(2)ثم قال : والسبب في ذلك أنه كان قحط في زمن أبي طالب ،
فقالت قريش : اعتمدوا اللات والعزى ، وقال آخرون : اعتمدوا المناة(3)الثالثة الاخرى
فقال ورقة بن نوفل : أنى تؤفكون وفيكم بقية إبراهيم ، وسلالة إسماعيل أبوطالب ؟
فاستسقوه فخرج أبوطالب وحوله اغيلمة من بني عبدالمطلب ، وسطهم غلام كأنه شمس
دجنة تجلت عنها غمامة(4)، فأسند ظهره إلى الكعبة ولاذ بإصبعه ؟ وبصبصت الاغلمة حوله
فأقبل السحاب في الحال فأنشأ أبوطالب اللامية(5).
بيان : قال الجزري : في حديث الاستسقاء لقد أتيناك ومالنا بعير يئط ، أي يحن
ويصيح ، يريد مالنا بعير أصلا ، لان البعير لابد أن يئط ، وقال : الغطيط : الصوت الذي
يخرج مع نفس النائم ، ومنه الحديث : والله ما يغط لنا بعير ، غط البعير : إذا هدر في الشقشقة ،
فإن لم يكن في الشقشقة فهو هدير ، والازل : الشدة والضيق . وقال في قوله : يدمي لبانها :
أي يدمي صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ماتعطيه من يخدمها من الجدب و
شدة الزمان ، وأصل اللبان في الفرس ، موضع اللبب من الصدر ، ثم استعير للناس ، وقال
في قوله : ما يمر وما يحلي ، أي ما ينطق بخير ولاشر من الجوع والضعف ، وقال : الحنظل
العامي منسوب إلى العام ، لانه يتخذ في عام الجدب ، كما قالوا للجدب : السنة ، و
العلهز بكسر العين وسكون اللام وكسرالهاء قال : هو شئ يتخذونه في سني المجاعة ،
يخلطون الدم بأوبار الابل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه ، وقيل : كانوا يخلطون فيه
القردان ، ويقال للقراد الضخم : علهز ، وقيل : العلهز شئ ينبت ببلاد سليم ، له أصل كأصل
البردي(6)والفسل هو الردي الرذل من كل شئ ، قال : ويروى بالشين المعجمة ، أي الضعيف ،


(1)مجالس المفيد : 178 - 180 . امالى ابن الشيخ : 45 - 47 .
(2)وفيه اختلاف كثير في اللفظ والمعنى ، ولم يذكر حديث الكنانى .
(3)في المصدر : مناة الثالثة بحذف حرف التعريف .
(4)غمامها خ ل .
(5)مناقب آل ابى طالب 1 : 119 .
(6)البردى : نبت رخو ينبت في ديار المصر كثيرا يمضغ أصله كقصب السكر ويتخذ منه القرطاس
وقيل : له ورق كخوص النخل ، فارسية : لوخ .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه