بحار الأنوار ج10


(باب 18) (احتجاجات أصحابه على المخالفين)

1 - قال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب الفصول : أخبرني الشيخ أيده الله
قال دخل ضراربن عمروالضبي على يحيى بن خالدالبرمكي فقال له : يا أباعمروهل
لك في مناظرة رجل هو ركن الشيعة ؟ فقال ضرار : هلم من شئت ، فبعث إلى هشام بن
الحكم فأحضره فقال : ياأبا محمد هذا ضرار ، وهو من قد علمت في الكلام والخلاف لك
فكلمه في الامامة ، فقال : نعم ثم أقبل على ضرار فقال : ياأباعمر وخبرني على ماتجب
الولاية والبراء‌ة ؟ على الظاهر أم على الباطن ؟ فقال ضرار : بل على الظاهر فإن الباطن
لايدرك إلا بالوحي ، فقام هشام : صدقت ، فخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن
وجه رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ؟ وأقتل لاعداء الله عزوجل بين يديه ؟ وأكثر آثارا في
الجهاد ؟ علي بن أبي طالب أو أبوبكر ؟ فقال : علي بن أبي طالب ، ولكن أبابكر كان
أشد يقينا ، فقال هشام : هذا هو الباطن الذي قد تركنا الكلام فيه ، وقد اعترفت
لعلي عليه السلام بظاهر عمله من الولاية مالم يجب لابي بكر ، فقال ضرار : هذا الظاهر
نعم .(1)
ثم قال هشام : أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الذي لا يدفع ؟
فقال ضرار : بلى ، فقال هشام : ألست تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : إنه مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدى ؟ فقال ضرار : نعم ، فقال له هشام : أيجوزأن
يقول له هذا القول إلا وهو عنده في الباطن مؤمن ؟ قال : لا ، فقال هشام : فقد صح
لعلي عليه السلام ظاهره وباطنه ، ولم يصح لصاحبك ظاهر ولا باطن والحمدلله .(2)


(1)في المصدر : وقد اعترفت لعلى عليه السلام بظاهر عمله من الولاية وانه يستحق بها من
الولاية مالم يجب لابى بكر ، فقال ضرار : هذا هو الظاهر نعم .
(2)الفصول المختارة 1 : 9 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه