بحار الأنوار ج46

يبقر العلم بقرا فذلك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينما جابر ذات يوم يتردد
في بعض طرق المدينة إذ مر محمد بن علي عليهما السلام فلما نظر إليه قال : يا غلام أقبل فأقبل
فقال : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نفس جابر بيده ما اسمك
يا غلام ؟ قال محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبيطالب فقبل رأسه ثم قال : بأبي
أنت وامي ، أبوك رسول الله يقرئك السلام فقال : وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله السلام
فرجع محمد إلى أبيه وهو ذعر فأخبره بالخبر فقال : يا بني قد فعلها جابر ؟ قال :
نعم ، قال : يا بني الزم بيتك ، فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة
يقولون : واعجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار ، وهو آخر من بقي من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ، فكان محمد بن علي يأتيه على
الكرامة لصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله قال : فجلس الباقر يحدثهم عن الله فقال أهل
المدينة : ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال أهل المدينة : ما رأينا قط أحدا أكذب من هذا يحدث
عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبدالله فصدقوه ، وكان والله
جابر يأ تيه فيتعلم منه(1).
6 ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، رفعه عن حريز ، عن أبان بن تغلب
عنه عليه السلام مثله(2).
7 كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان
عن حريز مثله(3).
بيان : قال الجزري : الاعتجار : هو أن يلف العمامة على رأسه ويرد طرفها
على وجهه ، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه انتهى(4)ولعله عليه السلام إنما نهاه عن


(1)لم نعثر عليه في الخرائج المطبوعة ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج 1 ص 469 .
(2)الاختصاص ص 62 .
(3)رجال الكشى ص 27 .
(4)النهاية ج 3 ص 69 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه