بحار الأنوار ج7

شديدا وعذبناها عذابا نكرا * فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا * أعد الله
لهم عذابا شديدا 8 - 10 .
كورت " 81 " وإذا الوحوش حشرت 5 .
الانشقاق " 84 " فأما من اوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا 7 - 8 .
الغاشية " 88 " إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم 25 - 26 .
التكاثر " 102 " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم 8 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " اولئك لهم نصيب مما كسبوا " أي حظ من
كسبهم باستحقاقهم الثواب عليه " والله سريع الحساب " ذكر فيه وجوه :
أحدها : أن معناه : سريع المجازاة للعباد على أعمالهم أن وقت الجزاء قريب ،
يجري مجرى قوله سبحانه : " وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب " وعبر عن
الجزاء بالحساب لان الجزاء كفاء العمل وبمقداره فهو حساب له ، يقال : أحسبني
الشئ : كفاني .
وثانيها : أن يكون المراد به أنه يحاسب أهل الموقف في أوقات يسيرة ، لا يشغله
حساب أحد عن حساب غيره ، كما لا يشغله شأن عن شأن ، وورد في الخبر أن الله سبحانه
يحاسب الخلائق كلهم في مقدار لمح البصر ، وروي بقدر حلب شاة . وروي عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال : معناه أنه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة .
وثالثها : أن معناه أنه سبحانه سريع القبول لدعاء هؤلاء والاجابة لهم من غير
احتباس فيه وبحث عن المقدار الذي يستحقه كل داع ، ويقرب منه ما روي عن ابن
عباس أنه قال : يريد أنه لا حساب على هؤلاء ، إنما يعطون كتبهم بأيمانهم فيقال
لهم : هذه سيئاتكم قد تجاوزت بها عنكم ، وهذه حسناتكم قد ضاعفتها لكم .
وفي قوله تعالى : " وإن تبدوا " أي تظهروا ما في أنفسكم وتعلنوه من الطاعة
والمعصية " أو تخفوه " أي تكتموه " يحاسبكم به الله " أي يعلم الله ذلك فيجازيكم عليه ،
وقيل : معناه : إن تظهروا الشهادة أو تكتموها فإن الله يعلم ذلك ويجازيكم به ، عن ابن
عباس وجماعة ، وقيل : إنها عامة في الاحكام التي تقدم ذكرها في السورة ، خوفهم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه