بحار الأنوار ج22

بيان : لعل المعنى أنه صلى الله عليه وآله إنما لم يطلقن ابتداء ، بل خيرهن لانه صلى الله عليه وآله
كان يحب عايشة لجمالها ، وكان يعلم أنهن لا يخترن غيره لحرمة الازواج عليهن
أو لغيرها من الاسباب ، أو أن السبب الاعظم في تلك القضية كان سوء معاشرة عايشة
وقلة احترامها له صلى الله عليه وآله ، ويحتمل أن يكون المراد بقوله : ولم يكن لهن أن يخترن
أنه لو كن اخترن المفارقة لم يكن يقع الطلاق إلا بأن يطلقهن الرسول الله صلى الله عليه وآله
كما يدل عليه كثير من الاخبار ، لكنه خلاف المشهور .
47 - ين : النضر ، عن حسين بن موسى ، عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال :
إن علي بن الحسين عليه السلام تزوج ام ولد عمه الحسن عليه السلام ، وزوج امه(1)مولاه
فلما بلغ ذلك عبدالملك بن مروان كتب إليه : يا علي بن الحسين كأنك لا تعرف
موضعك من قومك وقدرك عن الناس تزوجت مولاة ، وزوجت مولاك بامك ، فكتب
إليه علي بن الحسين عليه السلام : فهمت كتابك ولنا اسوة برسول الله صلى الله عليه وآله فقد زوج
زينب بنت عمته زيدا مولاه ، وتزوج صلى الله عليه وآله مولاته صفية بنت حيي بن أخطب .
48 - يب : علي بن الحسن ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن زياد ، عن عمر
ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خير رسول الله عليه السلام نساء‌ه فاخترنه
فكان ذلك طلاقا ، قال : فقلت له : لو اخترن أنفسهن ؟ قال : فقال لي : ما ظنك
برسول الله صلى الله عليه وآله لو اخترن أنفسهن أكان يمسكهن(2)؟
49 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : " وما جعل أدعياء‌كم أبناء‌كم " :
قال : فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان
سبب ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ
في تجارة لها ، ورأى زياد يباع(3)ورآه غلاما كيسا حصيفا فاشتراه ، فلما نبئ


(1)اى مولاة كانت تربيه .
(2)تهذيب الاحكام 2 : 274 ، في الحديث تقطيع .
(3)خرجت امه به تزور قومها بنى معن فاغارت عليهم خيل بنى القين ابن جسر فاخذوا
زيدا فقدموا به سوق عكاظ ليبيعوه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه