بحار الأنوار ج78

في ماله ، أو في ولده ، أو في نفسه ، فيؤجر عليه أوهم لا يدري من أين هو(1)؟
وقال عليه السلام : إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا باحدى خصلتين :
إما بذهاب ماله أوبلية في جسده(2).
وعنه عليه السلام قال : إن في الجنة لمنزلة لا يبلغها العبد إلا ببلاء في جسده(3).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج موسى عليه السلام فمر برجل من بني إسرائيل
فذهب به حتى خرج إلى الظهر ، فقال له : اجلس ، حتى أجيئك ، وخط عليه
خطة ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : إني استودعك صاحبي وأنت خير مستودع ،
ثم مضى ، فناجاه الله بما أحب أن يناجيه ، ثم انصرف نحو صاحبه ، فاذا أسد قد
وثب عليه فشق بطنه ، وفرث لحمه ، وشرب دمه ، قلت : وما فرث اللحم ؟ قال :
قطع أوصاله ، فرفع موسى عليه السلام رأسه فقال : يا رب استودعتك وأنت خير مستودع
فسلطت عليه شر كلابك ، فشق بطنه ، وفرث لحمه ، وشرب دمه ؟ فقيل يا موسى إن صاحبك
كانت له منزلة في الجنة ، لم يكن يبلغها إلا بما صنعت به ، انظر ! وكشف له الغطاء
فنظر موسى عليه السلام فاذا منزل شريف ، فقال رب رضيت(4).
بيان : قال الجوهري : فرثت كبده أفرثها فرثا وفرثتها تفريثا إذا ضربته وهو
حي فانفرثت كبده أي انتثرت وأفرثت الكرش إذا شققتها وألقيت ما فيها .
56 الجامع : عن الكاظم عليه السلام قال : لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء
نعمة ، والرخاء مصيبة ، وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء .
وعن أبي الجارود ، عن ابي جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن المؤمن إذا قارف الذنوب ابتلى بها بالفقر ، فان كان في ذلك كفارة لذنوبه ،
وإلا ابتلي بالمرض ، فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ابتلي بالخوف من السلطان
يطلبه ، فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق عليه عند خروج نفسه ، حتى يلقى


(21)جامع الاخبار ص 133 .
(43)جامع الاخبار ص 134 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه