بحار الأنوار ج42

زدت عليكم فلا تغضبوا(1)!
وقال في موضع آخر : من المفارقين لعلي عليه السلام أخوه عقيل بن أبي طالب
قدم على أميرالمؤمنين عليه السلام الكوفة(2)يسترفده ، فعرض عليه عطاء‌ه فقال : إنما
اريد من بيت المال ، فقال : تقيم لي(3)يوم الجمعة ، فلما صلى علي الجمعة قال
له : ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين ؟ قال : بئس الرجل ، قال : فإنك أمرتني أن
أخونهم واعطيك ، فلما خرج من عنده شخص إلى معاوية ، فأمر له يوم قدومه بمائة
ألف درهم ، وقال له : يا أبايزيد أنا خير لك أم علي ؟ قال : وجدت عليا أنظر
لنفسه منك ووجدتك أنظر لي منك لنفسك ! وقال معاوية لعقيل : إن فيكم يا بني
هاشم لينا ، قال : أجل إن فينا للينا من غير ضعف وعزا من غير عنف ، وإن لينكم
يا معاوية غدر وسلمكم كفر ! وقال معاوية : ولا كل هذا يا أبا يزيد ، وقال الوليد
ابن عقبة لعقيل في مجلس معاوية : غلبك أخوك يا با يزيد على الثروة ، قال : نعم و
سبقني وإياك إلى الجنة ، قال : أما والله(4)لو أن أهل الارض اشتركوا في قتله
لارهقوا صعودا ، وإن أخاك لاشد هذه الامة عذابا ، فقال : صه ! والله إنا لنرغب
بعبد من عبيده عن صحبة أبيك عقبة بن أبي معيط !
وقال معاوية يوما وعنده عمرو بن العاص وقد أقبل عقيل : لاضحكنك من
عقيل ، فلما سلم قال معاوية : مرحبا برجل عمه أبولهب ، فقال عقيل : وأهلا بمن(5)
عمته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ، لان امرأة أبي لهب ام جميل بنت حرب


(1)شرح النهج 1 : 184 و 185 .
(2)في المصدر : بالكوفة .
(3)" : إلى .
(4)في المصدر بعد ذلك ، ان شدقيه لمضمومان من دم عثمان ، فقال : وماأنت وقريش
والله ما انت فينا الا كنصيح التيس ، فغضب الوليد وقال : والله اه‍ .
(5)في المصدر : برجل . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه