بحار الأنوار ج12

يسمى بنيامين ،(1)وكان يعقوب إسرائيل الله - ومعنى إسرائيل الله أي خالص الله - ابن إسحاق
نبي الله ابن إبراهيم خليل الله ، فرأى يوسف هذه الرؤيا وله تسع سنين فقصها على أبه ، فقال
يعقوب : " يا نبي لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للانسان
عدو مبين " قوله : " فيكيدوا لك كيدا " أى يحتالوا عليك ، فقال يعقوب ليوسف : " وكذلك
يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها
على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق إن ربك عليم حكيم " وكان يوسف من أحسن الناس
وجها ، وكان يعقوب يحبه ويؤثره على أولاده ، فحسدوه إخوته على ذلك ؟ وقالوا فيما بينهم
ما حكى الله عزوجل : " إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة أي جماعة
" إن أبانا لفي ضلال مبين " فعمدوا على قتل يوسف فقالوا : نقتله حتى يخلولنا وجه أبينا
فقال لاوي : لا يجوز قتله ولكن نغيبه عن أبينا ونحن نخلوبه ، فقالوا كما حكى الله عز
وجل : " يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون * أرسله معنا غدا يرتع ويلعب "
أي يرعى الغنم ويلعب " وإنا له لحافظون " فأجرى الله على لسان يعقوب " إني ليحزنني
أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون " فقالوا كما حكى الله : " لئن
أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون " العصبة ، عشرة إلى ثلاثة عشر " فلما ذهبوا
به وأجمعوا أن يجعلوه في غيبت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لايشعرون "
أي تخبرهم بما هموا به ; وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " لتنبئنهم
بأمرهم هذا وهو لا يشعرون " يقول : لا يشعرون إنك أنت يوسف ، أتاه جبرئيل فأخبره
بذلك .(2)
بيان : قال الطبرسي رحمه الله : يعقوب هو إسرائيل الله - ومعناه : عبدالله الخالص -
ابن إسحاق نبي الله ، ابن إبراهيم خليل الله . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله قال : الكريم
ابن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم . وعن ابن عباس
أن يوسف رأى في المنام ليلة الجمعة ليلة القدر أحد عشر كوكبا نزلت من السماء فسجدت


(1)في نسخة وفى المصدر : ابن يامين .
(2)تفسير القمى : 316 - 317 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه