بحار الأنوار ج43

ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا ، واطمئنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف صارم
وسطوه معتد غاشم ، وبهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا
وجمعكم حصيدا ، فياحسرة لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم
لها كاركون .
قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها عليها السلام على رجالهن فجاء إليها قوم
من وجوه المهاجرين والانصار معتذرين ، وقالوا : ياسيدة النساء لو كان أبوالحسن
ذكرلنا هذا الامر من قبل أن نبرم العهد ، ونحكم العقد ، لما عدلنا إلى غيره
فقالت عليها السلام : إليكم عني فلا عذر بعد تعذير كم ، ولا أمر بعد تقصيركم .
10 - ما : الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن أحمد بن علي
الخزاز ، عن أبي سهل الدقاق ، عن عبد الرزاق ، وقال الدعلبي : وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم الديري ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن
عبدالله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس قال : دخلن نسوة من المهاجرين والانصار
على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله يعدنها في علتها ، فقلن : السلام عليك يا بنت رسول
الله - صلى الله عليه وآله - كيف أصبحت ؟ فقالت :
أصبحت والله عائفة لدنيا كن ، قاليد لرجا لكن ، لفظتهم بعد إذ عجمتهم
وسئمتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحا لافون الرأي ، وخطل القول ، وخور القناة ، و
لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لاجرم
والله لقد قلدتهم ربقتها ، وشننت عليهم غارها ، فجدعا ورغما للقوم الظالمين .
ويحهم أنى زحزحوها عن أبي الحسن ، ما نقموا والله منه إلا نكير سيفه و
نكال وقعة ، وتنمره في ذات الله ، وتالله لو تكافوا عليه عن زمام نبذه إليه رسول الله
صلى الله عليه وآله لا عتلقه ، ثم لساربهم سيرة سجحا ، فانه قواعد الرسالة ، ورواسي
النبوة ، ومهبط الروح الامين ، والطبين بأمر الدين والدنيا والآخرة ألا ذلك
هو الخسران المبين .
والله لا يتكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه