بحار الأنوار ج76

لو فعلنا ، لقالوا مجنون ، أو لقالوا مراء ، فاذا قام قائمنا كان هذا اللباس(1).
عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إذا هبطتم
وادي مكة فالبسوا خلقان ثيابكم أو سمل ثيابكم أو خشن ثيابكم ، فانه لن يهبط
وادي مكة أحد ليس في قلبه شئ من الكبر إلا غفر الله له ، فقال عبدالله بن أبي
يعفور : ماحد الكبر ؟ قال : الرجل ينظر إلى نفسه إذا لبس الثوب الحسن يشتهي
أن يرى عليه ، ثم قال : بل الانسان على نفسه بصيرة(2).
عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله قال : كان لابي ثوبان خشنان يصلي
فيهما صلاته ، فاذا أراد أن يسأل الله حاجة لبسهما وسأل حاجته(3).
في ترقيع الثياب :
عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خطب علي الناس وعليه
إزار كرباس غليظ ، مرقوع بصوف ، فقيل له في ذلك ، فقال : يخشع القلب ، و
يقتدي به المؤمن(4).
عن عبدالله بن عباس : لما رجع من البصرة ، وحمل المال ودخل الكوفة
وجد أمير المؤمنين عليه السلام قائما في السوق وهو ينادي بنفسه : معاشر الناس من أصبناه
بعد يومنا يبيع الجرى والطافي والمارماهي علوناه بدرتنا هذه ، وكان يقال لدرته
السبتية .
قال ابن عباس : فسلمت عليه فرد على السلام ، ثم قال : يا ابن عباس !
ما فعل المال ؟ فقلت : ها هو يا أمير المؤمنين ، وحملته إليه ، فقر بني ورحب بي
ثم أتاه مناد ومعه سيفه ينادي عليه بسبعة دراهم ، فقال : لو كان لي في بيت مال
المسلمين ثمن سواك أراك ما بعته ، فباعه واشترى قميصا بأربعة دراهم له ، وتصدق


(1)مكارم الاخلاق ص 130 .
(2)القيامة : 14 .
(3 - 4)مكارم الاخلاق ص 131 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه