بحار الأنوار ج19

اثنا عشر رجلا ، فلقوه بالعقبة وهي العقبة الاولى فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وآله . قال عبادة
ابن الصامت : بايعنا رسول الله ليلة العقبة الاولى ، ونحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم
فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن .
وفي سنة ثلاث عشرة كانت بيعة العقبة الثانية ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج
إلى الموسم فلقيه جماعة من الانصار ، فواعدوه العقبة من أوسط أيام التشريق ، قال
كعب بن مالك : اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا ومعهم امرأتان
من نسائهم : نسيبة بنت كعب أم عمار ، وأسماء بنت عمرو بن عدي وهي أم منيع
فبايعنا وجعل علينا اثنا عشر نقيبا منا : تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الاوس ، ثم
أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بالخروج إلى المدينة ، فخرجوا أرسالا ، وأقام هو بمكة
ينتظر أن يؤذن له .(1)
بيان : الارسال بالفتح جمع الرسل بالتحريك وهو القطيع من كل شئ ، أي
زمرا زمرا ، ويحتمل الارسال بالكسر وهو الرفق والتوء‌دة .
12 - يه : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة وهي لما بها ، فقال لها : بالرغم
منا ما نرى بك يا خديجة ، فإذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهن السلام فقالت : من
هن يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : مريم بنت عمران ، وكلثم اخت موسى ، وآسية امرأة
فرعون ، قالت : بالرفاء يا رسول الله .
بيان : قوله : هي لما بها ، اللام ظرفية ، أو بمعنى إلى ، والمعنى أنها كانت
في الاحتضار ، قوله صلى الله عليه وآله : بالرغم منا ما نرى بك ، قوله : " ما نرى " مبتدأ ، وبالرغم
خبر ، أي ما نرى بك متلبس بالرغم والكراهة منا ، والرفاء بالكسر : الاتفاق
والالتيام والبركة والنماء .
13 - مصبا : في السادس والعشرين من شهر رجب كانت وفاة أبي طالب رحمة الله


(1)المنتقى في مولود المصطفى : 65 - 77 ، الباب الخامس فيما كان سنة ثمان من نبوته
صلى الله عليه وآله إلى الباب التاسع فيما كان سنة ثلاث عشر من نبوته . واختصر المصنف القضايا
المنقولة فيه ، ونقل بعضها معنى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه