ولو أخرجتها ما قتلني غيرها ، وكان لها عذر عند الناس .
فما ذهبت الايام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما ، وجعل يمنيها بأن
يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن
عليه السلام فانصرف إلى منزله وهو صائم فأخرجت وقت الافطار ، وكان يوما حارا
شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم ، فشربها وقال : عدوة الله ! قتلتيني قتلك الله
والله لا تصيبين مني خلفا ، ولقد غرك وسخر منك ، والله يخزيك ويخزيه .
فمكث عليه السلام يومان ثم مضى ، فغدر بها معاوية ولم يف لها بما عاهد عليه .
24 يج : روي أن الصادق عليه السلام قال : لما حضرت الحسن بن علي عليه السلام
الوفاة بكى بكاء شديدا وقال : إني أقدم على أمر عظيم وهول لم أقدم على مثله
قط ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع ، فقال : يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي
رسول الله صلى الله عليه وآله لاجدد به عدهي : ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد فادفني
فستعلم يا ابن ام أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله ، فيجلبون في
منعكم ، وبالله اقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم .
فلما غسله وكفنه الحسين عليه السلام وحمله على سريره وتوجه إلى قبر جده
رسول الله صلى الله عليه وآله ليجدد به عهدا ، أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني امية
فقال : أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبدا
ولحقت عائشة على بغل وهي تقول : ما لي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من
لا احب .
فقال ابن عباس لمروان بن الحكم ، لا نريد دفن صاحبنا فانه كان أعلم بحرمة
قبر رسول الله من أن يطرق عليه هجما ، كما طرق ذلك غيره ، ودخل بيته بغير
إذنه ، انصرف فنحن ندفنه بالبقيع كما وصى .
ثم قال لعائشة : واسوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل وفي رواية يوما
تجملت ويوما تبغلت ، وإن عشت تفيلت ، فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي
فقال :
|