بحار الأنوار ج25

لزمها لحق ، خذها إليك يامحمد(1) .
تبيين : اختلاف الشيعة أي في معرفة الائمة عليهم السلام وأحوالهم وصفاتهم ، أو في
اعتقادهم بعدد الائمة فإن الواقفية والفطحية والناووسية وبعض الزيدية أيضا من
الشيعة والمحق منهم الامامية ، والاول أنسب بالجواب .
متفردا بوحدانيته ، أي بكونه واحدا لا شي معه ، فهو مبالغة في التفرد ، أو
الباء للملابسة أو السببية ، أي كان متفردا بالقدم بسبب أنه الواحد من جميع الجهات
ولا يكون كذلك إلا الواجب بالذات ، فلابد من قدمه وحدوث ما سواه ، والدهر : الزمان
الطويل ، ويطلق على ألف سنة .
فأشهدهم خلقها ، أي خلقها بحضرتهم وبعلمهم وهم كانوا مطلعين على أطوار
الخلق وأسراره ، فلذا صاروا مستحقين للامامة لعلمهم الكامل بالشرائع والاحكام وعلل
الخلق وأسرار الغيوب ، وأئمة الامامية كلهم موصوفون بتلك الصفات دون سائر الفرق
فبه يبطل مذهبهم ، فيستقيم الجواب على الوجه الثاني أيضا .
ولا ينافي هذا قوله تعالى : " ما أشهدتهم خلق السماوات والارض " بل يؤيده
فإن الضمير في " ما أشهدتهم " راجع إلى الشيطان وذريته أو إلى المشركين بدليل قوله
تعالى سابقا : أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني " وقوله بعد ذلك : " وما كنت
متخذ المضلين عضدا(2) " فلا ينافي إشهاد الهادين للخلق .
قال الطبرسي رحمه الله : قيل : معنى الاية أنكم اتبعتم الشياطين كما يتبع من
يكون عنده علم لاينال إلا من جهته ، وأنا ما اطلعتهم على خلق السماوات والارض ولا
على خلق أنفسهم ، ولم اعطهم العلم بأنه كيف يخلق الاشياء فمن أين يتبعونهم ؟
انتهى .(3)
وأجرى طاعتهم عليها ، أي أوجب وألزم على جميع الاشياء طاعتهم حتى


(1) اصول الكافى 1 : 440 و 441 .
(2) الكهف : 51 و 52 .
(3) مجمع البيان 6 : 476 وفيه : تتبعونهم . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه