بحار الأنوار ج9

قالت اليهود : صدقت يا محمد هذا خير من ذاك ، قال النبي صلى الله عليه وآله : هذه أربعة .
قالت اليهود : عيسى خير منك ، قال : ولم ذاك ؟ قالوا : لان عيسى ابن مريم
كان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاء‌ته الشياطين ليحملوه ، فأمر الله عزوجل
جبرئيل عليه السلام أن أضرب بجناحك الايمن وجوه الشياطين وألقهم في النار ،
فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النار ، قال النبي صلى الله عليه وآله : لقد اعطيت أنا أفضل
من ذلك ، قالوا : وما هو ؟ قال : أقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأنا جائع شديد
الجوع ، فلما وردت المدينة استقبلتني امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة ، وفي الجفنة
جدي مشوي وفي كمها شئ من سكر ، فقالت : الحمد لله الذي منحك السلامة ،
وأعطاك النصر والظفر على الاعداء ، وإني قد كنت نذرت الله نذرا إن أقبلت سالما غانما
من غزاة بدر لاذبحن هذا الجدي ولاشوينه ولاحملنه إليك لتأكله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله
فنزلت عن بغلتي الشهباء ، وضربت بيدي إلى الجدي لآكله فاستنطق الله تعالى الجدي
فاستوى على أربع قوائم وقال : يامحمد لا تأكلني فإني مسموم ، قالوا : صدقت يا محمد
هذا خير من ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وآله : هذه خمسة .
قالوا : بقيت واحدة ثم نقوم من عندك ، قال : هاتوه ، قالوا : سليمان خير منك
قال : ولم ذاك ؟ قالوا : لان الله تعالى عزوجل سخر له الشياطين والانس والجن
والرياح والسباع ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : فقد سخر الله لي البراق ، وهو خير من الدنيا
بحذافيرها ، وهي دابة من دواب الجنة ، وجهها مثل وجه آدمي ، وحوافرها مثل حوافر
الخيل ، وذنبها مثل ذنب البقر ، فوق الحمار ودون البغل ، سرجه من ياقوتة حمراء ،
وركابه من درة بيضاء ، مزمومة بسبعين ألف زمام من ذهب ، عليه جناحان مكللان
بالدر والجوهر والياقوت والزبرجد ، مكتوب بين عينيه : لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، قالت اليهود : صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة هذاخير
من ذاك ، يامحمد نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة إلا خمسين
عاما ، ثم وصفهم الله عزوجل فقللهم فقال : " وما آمن معه إلا قليل " ولقد تبعني في

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه