بحار الأنوار ج63

وقال عليه السلام : اقلوا من لحم الحيتان ، فانها تذيب البدن ، وتكثر البلغم ، وتغلظ
النفس(1).
3 العيون : عن أحمد بن زياد الهمدانى ، عن على بن إبراهيم ، عن ابيه عن
على بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر
عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم
واللحم السمين ، فقال له بعض أصحابه : يا ابن رسول الله ، إنا لنحب اللحم ولا
تخلو بيوتنا منه ، فكيف ذلك ؟ فقال : ليس حيث تذهب ، إنما البيت اللحم البيت
الذي يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة ، وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر المختال
في مشيته(2).
توضيح في النهاية : " إن الله تعالى ليبغض أهل البيت اللحمين " وفي رواية
" البيت اللحم وأهله " قيل هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس بالغيبة ، وقيل هم
الذين يكثرون أكل اللحوم ويدمنونه ، وهو أشبه ، ومنه قول عمر اتقوا هذه المجازر(3)
فان لها ضراوة كضراوة الخمر ، وقوله الآخر : إن للحم ضراوة كضراوة الخمر ،
يقا ل : رجل لحم ولا حم وملحم ولحيم فاللحم الذي يكثر أكله ، والملحم الذي يكثر
عنده اللحم أو يطعمه ، واللاحم الذي يكون عنده لحم ، واللحيم الكثير لحم الجسد
انتهى .
وأقول : يلوح مما ذكرنا أن أحاديث ذم اللحم محمولة على التقية ، والتعبير عن


(1)الخصال 2 ر 636 .
(2)عيون الاخبار 1 ر 314 ، ومثله في معانى الاخبار 388 .
(3)المجازر جمع مجزر بكسر الزاى موضع جزرها ، قال الاصمعى في معنى الحديث
يعنى ندى القوم لان الجزور انما تنحر عند جمع الناس ، قاله الجوهرى وقال ابن الاثير :
نهى عن أماكن الذبح لان الفها ومداومة النظر اليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسى
القلب ويذهب الرحمة منه . وقيل انما نهاهم عنها لانه كره لهم ادمان أكل اللحوم وجعل
لها ضراوة كضراوة الخمر أى عادة كعادتها ، لان من اعتاد أكل اللحوم أسرف في النفقة .
قاله في اللسان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه