بحار الأنوار ج64

كما ذكره الجزري في النهاية . أو هو كناية عن عدم احترازهم عن البول ، فيصل
إلى أرجلهم رشاشته ولا يغلسونها ، والاول أظهر ، فكان(1)هذا الرجل مولى صريحا
للعرب ، وهو عندهم أشرف من العجم ، مع أن العجم مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، بمقتضى
الخبر الثاني ، فهو من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بمقتضى الخبر الاول ، فكيف لا يكون
أشرف منه ومن مولاه ؟
ثم بين عليه السلام بوجه آخر أن العجم الذين كانوا في ذلك الزمان من شيتعهم
وأصحابهم أفضل من العرب الذين يفتخرون هؤلاء بالانتساب بهم ، فان " الموالي "
أي أولاد فارس دخلوا في الاسلام رغبة ، وهم كانوا منافقين أظهروا الاسلام خوفا
ورهبة ، فقوله : " فمن والى رسول الله صلى الله عليه وآله " أي دخل في الاسلام ولا مولى له وصار
رسول الله مولاه ، و " الجلف " في أكثر النسخ بالجيم ، في القاموس : الجلف بالكسر :
الرجل الجافي ، وفي النهاية : الجلف : الاحمق ، وفي بعض النسخ بالخاء المفتوحة
واللام الساكنة ، وهو الردئ من كل شئ .
2 - مع : عن أبيه ، عن سعد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن محمد الاشعث
عن الدهقان ، عن أحمد بن زيد ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن
جعفر عليه السلام قال : إنما شيتعنا المعادن والاشراف ، وأهل البيوتات ومن مولده
طيب ، قال علي بن جعفر : فسألته ؟ عن تفسير ذلك فقال : المعادن من قريش
والاشراف من العرب وأهل البيوتات من الموالى ومن مولده طيب من أهل السواد(2).
بيان : " أهل السواد " أهل العراق ، لان أصلهم كانوا من العجم ، ثم اختلط
العرب بهم بعد بناء الكوفة ، فلا يعدون من العرب ولا من العجم ، قال في المصباح :
العرب تسمي الاخضر الاسود ، لانه يرى كذلك على بعد ، ومنه سواد العراق
لخضرة أشجاره وزروعه .
3 - ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه
قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : المؤمن علوي ، لانه علا في المعرفة


(1)جواب قوله : " اذا أعتق " .
(2)معانى الاخبار : 158

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه