بحار الأنوار ج12

رواية المفضل مستخرجا من " ل ومع " مع ما أضاف إليه الصدوق من تحقيقه في ذلك .(1)
" فأتمهن " أي وفى بهن وعمل بهن على التمام ، وقال البلخي : الضمير في " أتمهن "
عائد إلى الله تعالى ، والكلمات هي الامامة " إني جاعلك للناس إماما " المستفاد من
لفظ الامام أمران :
أحدهما : أنه المقتدى به في أفعاله وأقواله .
والثاني : أنه الذي يقوم بتدبير الامة وسياستها ، والقيام بامورها ، وتأديب
جناتها ،(2)وتولية ولاتها ، وإقامة الحدود على مستحقيها ، ومحاربة من يكيدها ويعاديها ،
فعلى الاول كل نبي إمام ، وعلى الثاني لا يجب في كل نبي أن يكون إماما ، إذ يجوز
أن لايكون مأمورا بتأديب الجناة ، ومحاربة العداة ، والدفاع عن حوزة الدين ومجاهدة
الكافرين .(3)
" وقال ومن ذريتي " أي واجعل من ذريتي من يوشح بالامامة(4)ويرشح
لهذه الكرامة " قال لا ينال عهدي الظالمين " قال مجاهد : العهد : الامامة وهو المروي
عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ، واستدل بها أصحابنا على أن الامام لا يكون إلا
معصوما .(5)
" فخذ أربعة " قيل : إنهما الطاووس والديك والحمام والغراب ، أمر أن يقطعها و
يخلط ريشها بدمها ، عن مجاهد وابن جريح وعطا وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام " ثم
اجعل على كل جبل " روي عن أبي عبدالله عليه السلام أن معناه : فرقهن على كل جبل ، و
كانت عشرة أجبل ، ثم خذ بمناقيرهن وادعهن باسمي الاكبر واحلفهن بالجبروت و
العظمة " يأتينك سعيا " ففعل إبراهيم ذلك وفرقهن على عشرة أجبل ثم دعاهن فقال :
أجبن بإذن الله ، فكانت تجتمع وتألف لحم كل واحد وعظمه إلى رأسه ، وطارت إلى


(1)مجمع البيان 1 : 200 - 201 . م
(2)جمع الجانى .
(3)بل ولا القيام بتدبير الامة وسياستها ، إذ يجوزان يكون نبيا لنفسه فقط .
(4)من وشح بثوبه : لبسه ، ويقال : يوشح لولاية العهد أى يربى ويؤهل لها .
(5)مجمع البيان : 201 - 202 . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه