بحار الأنوار ج50

قد سمعت ما قال ، وأعاد علي ماسمع فقلت : قد حرم الله عليك ما فعلت(1)لان
الله تعالى يقول " ولا تجسسوا "(2)فان سمعت فاحفظ الشهادة ، لعلنا نحتاج إليها
يوماماوإياك أن تظهرها إلى وقتها .
قال : أصبحت(3)وكتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع ، وختمتها ودفعتها
إلى وجوه أصحابنا ، وقلت : إن حدث بي حدث الموت قبل أن اطالبكم بها فافتحوها
واعملوا بما فيها .
فلما مضى أبوجعفر عليه السلام لم أخرج من منزلي حتى علمت أن رؤوس العصابة
قد اجتمعوا عند محمد بن الفرج(4)يتفاوضون في الامر ، فكتب إلي محمد بن
الفرج يعلمني باجتماعهم عنده يقول : لولا مخافة الشهرة لصرت معهم إليك ، فاحب
أن تركب إلي ! فركبت وصرت إليه فوجدت القوم مجتمعين عنده فتجارينا في الباب
فوجدت أكثرهم قد شكوا .
فقلت لمن عنده الرقاع وهو حضور : أخرجوا تلك الرقاع فأخرجوها فقلت
لهم : هذا ما امرت به ، فقال بعضهم : قد كنا نحب أن يكون معك في هذا ا لامر


(1)فيه ازراء على أحمد بن محمد بن عيسى حيث ادعى أنه استرق السمع لنجواهما
استراق السمع حرام وهكذا فيما سيأتى من انكاره للنص طعن عظيم ، ولكن الظاهر للمتأمل
في الحديث أنه - بعد ضعف السند بل جهالته - متهافت - المعنى من جهات شتى .
منها أن الظاهر من كلام الاشعرى واستفهامه " وما الذى قال لك ؟ " النكير على ماقال ،
خصوصا من قوله بعد ذلك " قد سمعت ماقال " وليس فيما قال الرسول : " مولاك يقرئك السلام
ويقول لك " الخ سر الا النص من الامام الماضى على ابنه أبى الحسن الهادى عليهما السلام
(2)الحجرات : 12 .
(3)في الكافى ونسخة اعلام الورى : فلما أصبح أبى كتب ، وهكذا فيما يأتى بنقل
الخيرانى عن أبيه .
(4)هو محمد بن الفرج الرخجى ثقة من رجال أبى الحسن الرضا " ع " والجواد
والهادى عليهم السلام له كتاب مسائل ، يظهرمن بعض الاخبار أنه كان وكيل أبى الحسن
الهادى " ع " كما سيأتى عن الخرائج في الباب الاتى تحت الرقم 24 و 25 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه