بحار الأنوار ج4

الله ، قال الله : " لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير " هذه الابصار
ليست هي الاعين إنما هي الابصار التي في القلوب لاتقع عليه الا وهام ولايدرك كيف هو .
32 - ضه : سأل محمد الحلبي الصادق عليه السلام فقال : رأى رسول الله صلى الله عليه واله ربه ؟
قال : نعم رآه بقلبه ، فأما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار حدق الناظرين ولايحيط
به أسماع السامعين
33 - وسئل الصادق عليه السلام هل يرى الله في المعاد ؟ فقال : سبحانه تبارك وتعالي
عن ذلك علوا كبيرا إن الابصار لا تدرك إلا ماله لون وكيفية ، والله خالق الالوان و
الكيفية .
34 - نص : الحسين بن علي ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن الحسن ، عن
الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام قال : كنت عند الصادق
جعفر بن محمد عليه السلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبدالملك بن أعين ، فقال له معاوية
ابن وهب : يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله صلى الله عليه واله رأي ربه
على أي صورة رآه ؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة ؟
على أي صورة يرونه ؟ .
فتبسم عليه السلام ثم قال : يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون
سنة يعيش في ملك الله ويأكل من ونعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته .
ثم قال عليه السلام : يا معاوية إن محمدا صلى الله عليه واله لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان
وإن الرؤية على وجهين : رؤية القلب ، ورؤية البصر ، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب
ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وبآياته ، لقول رسول الله صلى الله عليه واله : من شبه الله بخلقه
فقد كفر . ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام
فقيل : يا أخا رسول الله هل رأيت ربك ؟ فقال : وكيف أعبد من لم أره ؟ لم تره العيون
بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان فإذا كان المؤمن يرى ربه
بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ، ولابد للمخلوق
من الخالق ، فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا ، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه