بحار الأنوار ج41

حنين بعد هزيمة الناس : علي ، والعباس ، والفضل ابنه وأبوسفيان بن الحارث بن
عبدالمطلب ، ونوفل وربيعة أخواه ، وعبدالله بن الزبير بن عبدالمطلب : وعتبة
ومعتب ابنا أبي لهب ، وأيمن مولى النبي صلى الله عليه وآله ، وكان العباس عن يمينه والفضل
عن يساره ، وأبوسفيان ممسك بسرجه عند تفر بغلته(1)، وسائرهم حوله ، وعلي
يضرب بالسيف بين يديه ، وفيه يقول العباس :
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * وقد فر من قدفر عنه فأقشعوا(2)
فكانت الانصار خاصة تنصرف إذ كمن أبوجرول على السملمين . وكان على
جمل أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن ، إذا أدرك أحدا طعنه برمحه
وإذا فاته الناس دفع لمن وراء‌ه ، وجعل يقتلهم وهو يرتجز :
أنا أبوجرول لابراح * حتى نبيح القوم أو نباح
فصمدله(3)أمير المؤمنين عليه السلام فضرب عجز بعيره فصرعه ، ثم ضربه فقطره
ثم قال :

قد علم القوم لدى الصباح * أني لدى الهيجاء ذونصاح
فانهزموا ، وعد قتلى علي فكانوا أربعين ، وقال علي عليه السلام :
ألم تر أن الله أبلى رسوله * بلاء عزيز ذا اقتدار وذا فضل(4)-
بما أنزل الكفار دار مذلة * فذاقوا هوانا من إسار ومن قتل -
فأمسى رسول الله قد عز نصره * وكان رسول الله أرسل بالعدل -
فجاء بفرقان من الله منزل * مبينة آياته لذوي العقل -
فأنكر أقوام قلوبهم * فزادهم الرحمن خبلا إلى خبل


(1)التفرة - بالتاء مثلثة - : النقرة التى في وسط الشفة .
(2)أقشع القوم : تفرقوا .
(3)صمدله وإليه : قصده . وفي المصدر : فضهد .
(4)في المصدر و(خ): بلاء عزيزا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه