بحار الأنوار ج91

ابي وقد همهم بالدعاء ، فأقبل القائد ، وكل من كان معه ، قال : خذوا رأسي
هذين القائمين ، فاحترزوا رأسهما ، ففعلوا وانطلقوا إلى المنصور .
فلما دخلوا عليه أطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فإذا هما
رأسا ناقتين ، فقال المنصور : واي شئ هذا ؟ قال : يا سيدي ما كان باسرع من أن
دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي ولم أنظر ما بين يدي فرأيت شخصين
قائمين خيل إلي أنهما جعفر وموسى ابنه ، فأخذت رأسيهما ، فقال المنصور : اكتم
علي ، فما حدثت به أحدا حتى مات ، قال الربيع : فسألت موسى بن جعفر عليهما السلام
عن الدعاء ، فقال : سألت أبي عن الدعاء فقال : هو دعاء الحجاب :
بسم الله الرحمن الرحيم وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين
لا يؤمنون بالنخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن
يفقهوه وفي آذانهم وقرا ، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا
على أدبارهم نفورا ، اللهم إني أسئلك بالاسم الذي به تحيي وتميت ، وترزق ، و
تعطي ، وتمنع ، يا ذا الجلال والاكرام ، اللهم من أرادنا بسوء من جميع خلقك
فأعم عنا عينه ، واصمم عنا سمعه ، واشغل عنا قلبه ، واغلل عنا يده ، واصرف عنا كيده
وخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحته ومن فوقه ، يا ذاالجلال
والاكرام .
قال موسى عليه السلام : قال أبي عليه السلام : إنه دعاء الحجاب من جميع الاعداء(1).
ومن ذلك : دعاء التضرع ، وكان أبوعبدالله عليه السلام يدعو به في الشدائد ، و
يكشف عن ذراعيه ، ويرفع به صوته ، وينتحب ويكثر البكاء .
اللهم لولا أن القى بيدي ، وأعين على نفسي ، وأخالف كتابك ، وقد قلت
ادعوني استجب لكم فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني ، لما انشرح قلبي
ولساني لدعائك والطلب منك ، وقد علمت من نفسي فيما بيني وبينك ما عرفت .
اللهم من أعظم حرما مني ، وقد ساورت معصيتك التي زجرتني عنها بنهيك


(1)مهج الدعوات ص 264 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه