بحار الأنوار ج11

ألا يا قيل ويحك قم فهينم * لعل الله يسقينا غماما(1)
فيسقي أرض عاد إن عادا * قد أمسوا ما يبينون الكلاما(2)
وإن الوحش تأتيهم جهارا * ولا تخشى لعادي سهاما
وأنتم ههنا فيها اشتهيتم * نهاركم وليلكم التماما(3)
فقبح وفدكم من وقد قوم * ولا لقوا التحية والسلاما
فلما غنتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض : إنما بعثكم قوم يتغوثون بكم
من هذا البلاء فادخلوا هذا الحرم واستسقوا لهم ، فقال رجل(4)منهم قد آمن بهود سرا :
والله لاتسقون بدعائكم ولكن إن أطعتم نبيكم سقيتم فزجروه وخرجوا إلى مكة يستسقون
بها لعاد ، وكان قيل بن عنز رأس وفدعاد فقال : يا إلهنا إن كان هود صادقا فسقنا فإنا قد
هلكنا ، فأنشأالله سحابا ثلاثا : بيضاء وحمراء وسوداء ، ثم ناداه مناد من السماء : يا قيل اختر
لنفسك ولقومك ، فاختار السحابة السوداء التي فيها العذاب ، فساق الله سبحانه تلك السحابة
بما فيها من النقمة إلى عاد ، فلما رأوها استبشروا بها وقالوا : " هذا عارض ممطرنا " يقول الله
تعالى : " بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم " فسخرها الله عليهم سبع ليال و
ثمانية أيام حسوما أي دائمة ، فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك ، واعتزل هود ومن معه
من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه ومن إلا ما تلين عليه الجلود وتلتذ النفوس .(5)


(1)الهينم : الكلام الخفى .
(2)اضاف العرائس هنا :
من العطش الشديد فليس نرجو * به الشيخ الكبى ر ولا الغلاما
وقد كانت نساؤهم بخير * فقد أمست نساؤهم عيامى
(3)في العرائس : نهاركمو وليلكمو تماما .
(4)في العرائس هو مرثد بن سعد بن عفير .
(5)مجمع البيان 4 : 438 - 439 . وذكره الثعلبى مفصلا مع زيادات في العرائس وذكر
اليعقوبى في تاريخه خلاصة ذلك وأضاف : ويقال : نجا لقمان بن عاد وعاش حتى عمر عمر سبع نسور(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه