بحار الأنوار ج20

المسلمون بالسبي قدم أهاليهم فافتدوهم ، وخلصت جويرة(1)بنت الحارث في سهم
ثابت بن قيس وابن عم له فكاتباها ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله في كتابتها فأدى عنها
وتزوجها وسماها برة ، وقيل : إنه جعل صداقها عتق أربعين من قومها وبعث رسول
الله صلى الله عليه وآله أبا نضلة الطائي بشيرا إلى المدينة بفتح المريسيع .

وروي عن عائشة أنها قالت : أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله نساء بني المصطلق ، فأخرج
الخمس منه ، ثم قسمه بين الناس ، فأعطى الفارس سهمين ، فوقعت جويرية بنت
الحارث في سهم ثابت بن قيس ، وكانت تحت ابن عم لها يقال له : صفوان بن مالك
فقتل عنها ، وكاتبها ثابت بن قيس على تسع أواق ، وكانت امرأة حلوة لا يكاد يراها
أحد إلا أخذت بنفسه ، فبينا النبي صلى الله عليه وآله عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في
كتابتها ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وآله ، وعرفت أنه
سيرى منها مثل الذي رأيت ، فقالت : يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه
وقد أصابني من الامر ما قد علمت ، فوقعت في سهم ثابت بن قيس ، وكاتبني على
تسع أواق ، فأعني في فكاكي ، فقال : " أو خير من ذلك "(2)؟ فقالت : وما هو ؟
فقال : " أؤدي عنك(3)كتابتك وأتزوجك " فقالت : نعم يا رسول الله ، فقال : " قد
فعلت " وخرج الخبر إلى الناس فقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله يسترقون ؟ فأعتقوا
ما كان في أيديهم من نساء بني المصطلق ، فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها ،
ولا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها(4).


(1)هكذا في النسخ ، وفى المصدر : جويرية وهو الصحيح .
(2)في السيرة : فهل لك في خير من ذلك ؟
(3)" " : اقضى عنك .
(4)" " : قال ابن هشام : " ويقال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من
غزوة بنى المصطلق ومعه جويرة بنت الحارث وكان بذات الجيش ، دفع جويرية إلى رجل من
الانصار وديعة ، وامره بالاحتفاظ بها ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة ، فاقبل
ابوها الحارث بن ابى ضرار بفداء ابنته ، فلما كان بعقيق نظر إلى الابل التى جاء بها للفداء

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه