بحار الأنوار ج10

فقال له اليهودي : إني أسألك فأعد له جوابا فقال له على عليه السلام : هات . قال
له اليهودي : هذا آدم عليه السلام أسجد الله له ملائكته ، فهل فعل بمحمد شيئا من هذا ؟
فقال له علي عليه السلام : لقد كان ذلك ، ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن سجودهم لم يكن
سجود طاعة إنم عبدوا آدم(1)من دون الله عزوجل ، ولكن اعترفوا(اعترافا خ ل)لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له ، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ماهو افضل من هذا ، إن الله تعالى
صلى عليه في جبروته ، والملائكة باجمعها ، وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه فهذه زيادة
له يا يهودي
قال له اليهودي : فإن آدم تاب الله عليه من بعد خطيئته قال له علي عليه السلام
لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله نزل فيه ماهو اكبر من هذا من غير ذنب أتى ، قال الله عز
وجل :(ليغفرلك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر)إن محمدا غير مواف القيامة بوزر
ولا مطلوب فيها بذنب
قال له اليهودي : فإن هذا إدريس عليه السلام رفعه الله عزوجل مكانا عليا وأطعمه
من تحف الجنة بعد وفاته قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ، محمد صلى الله عليه وآله اعطي
ماهو أفضل من هذا إن الله جل ثناؤه قال فيه :(ورفعنا لك ذكرك)فكفى بهذا من
الله رفعة ، ولئن اطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته فإن محمدا صلى الله عليه وآله اطعم في
الدنيا في حياته بينما يتضورجوعا(2)فأتاه جبرئيل بجام من الجنة فيه تحفة ، فهلل
الجام وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا ، فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل
ذلك ، فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل عليه السلام فقال له : كلها فإنها تحفة
من الجنة أتحفك الله بها ، وإنها لاتصلح إلا لنبي اووصي نبي ، فأكل صلى الله عليه وآله وأكلنا
معه(منه خ ل)وإني لا جد حلاوتها ساعتي هذه .
فقال له اليهودي : فهذا نوح عليه السلام صبرفي ذات الله عزوجل وأعذار قومه إذكذب .
قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذكذب


(1)في المصدر : وانهم عبدوا آدم
.(2)اى يتلوى من وجع الجوع(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه