بحار الأنوار ج46

قال النصراني : يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل لاتسألوني
عن حرف وهذا بالشام ردوني فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر
صلوات الله عليه(1).
بيان : قوله : فربطوا عينيه ، لعلهم ربطوا حاجبيه فوق عينيه كما في الخرائج
(فرأينا شيخا سقط حاجباه على عينيه من الكبر)وقد مر فيما رواه السيد(شد
حاجبيه)ويحتمل أن يكون المراد ربط أشفار عينيه فوقهما لتنفتحا أو ربط ثوب
شفيف على عينيه بحيث لا يمنع رؤيته من تحته لئلا يضره نور الشمس لاعتياده
بالظلمة في الهكف .
قوله : لمليئ : أي جدير بأن يسأل عنه ، ثم اعلم أن قوله عليه السلام مابين
طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ليس من ساعات الليل والنهار ، لا ينافي ما نقله
العلامة وغيره من إجماع الشيعة على كونها من ساعات النهار ، إذ يمكن حمله على
أن المراد أنها ساعة لاتشبه سائر ساعات الليل والنهار ، بل هي شبيهة بساعات
الجنة ، وإنما جعلها الله في الدنيا ليعرفوا بها طيب هواء الجنة ولطافتها و
اعتدالها ، على أنه يحتمل أن يكون عليه السلام أجاب السائل على ما يوافق عرفه و
اعتقاده ومصطلحه .
أقول : قد مر في باب احتجاجه عليه السلام من الخرايج أن الديراني أسلم مع
أصحابه على يديه عليه السلام .
3 ص : بالاسناد عن الصدوق ، عن أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده
إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن يحيى بن بشير
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : بعث هشام بن عبدالملك إلى أبي
عليه السلام فأشخصه إلى الشام ، فلما دخل عليه قال له : يا أبا جعفر إنما بعثت
إليك لاسألك عن مسألة لم يصلح أن يسألك عنها غيري ، ولا ينبغي أن يعرف هذه
المسألة إلا رجل واحد ، فقال له أبي : يسألني أميرالمؤمنين عما أحب فإن علمت


(1)تفسير على بن ابراهيم ص 88 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه