بحار الأنوار ج17

إليهم أتوه بعنز حايل(1)فمسح صلى الله عليه وآله ضرعها فصارت حاملا ودرت حتى ملاوا الاناء
وارتووا .
ومن ذلك أنه نزل بام شريك فأتته بعكة فيها سمن يسير ، فأكل هو أصحابه ،
ثم دعا لها بالبركة فلم تزل العكة تصب سمنا أيام حياتها .
ومن ذلك أن ام جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله
أبوبكر بن أبي قحافة ، فقال : يارسول الله هذه ام جميل محفظة ، أي مغضبة تريدك ، ومعها
حجر تريد أن ترميك به ، فقال : إنها لا تراني ، فقالت لابي بكر : أين صاحبك ؟ قال :
حيث شاء الله ، قالت : لقد جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني ، واللات والعزى إني لشاعرة
فقال أبوبكر : يارسول الله لم ترك ؟ قال : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجابا .
ومن ذلك كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الخلال(2)التي إن
ذكرناها لطالت
فقالت اليهود : وكيف لنا بأن(3)نعلم أن هذا كما وصفت ؟ فقال لهم موسى عليه السلام .
وكيف لنا بأن(4)نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى صلى الله عليه على ما تصفون ؟
قالوا : علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين ، قال لهم : فاعلموا صدق ما أتيناكم(5)به بخبر
طفل(6)لقنه الله من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين ، فقالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن
محمدا رسول الله ، وأنكم الائمة والقادة والحجج من عند الله على خلقه ، فوثب أبوعبدالله عليه السلام
فقبل بين عيني ، ثم قال : أنت القائم من بعدي - فلهذا قالت الواقفة : إنه حي ، وإنه
القائم - ثم كساهم أبوعبدالله عليه السلام ووهب لهم وانصرفوا مسلمين(7).


(1)من حال الانثى : لم تحمل .
(2)الخلال : الخصال .
(3 و 4)أن نعلم خ ل ، وهو الموجود في المصدر .
(5)أنبأتكم خ ل وهو الموجود في المصدر .
(6)أراد عليه السلام نفسه .
(7)قرب الاسناد : 132 - 140 .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه