بحار الأنوار ج67

الزهد إخفاء الزهد ، الزهد يخلق الابدان ، ويحدد الآمال ، ويقرب المنية
ويباعد الامنية ، من ظفر به نصب ، ومن فاته تعب ، ولا كرم كالتقوى ، ولا
تجارة كالعمل الصالح ، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة ، ولا زهد كالزهد في الحرام .
الزهد كلمة بين كلمتين قال الله تعالى : لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا
بما آتيكم (1)فمن لم يأس على الماضي ، ولم يفرح بالآتي ، فقد أخذ الزهد
بطرفيه ، أيها الناس الزهادة قصر الامل ، والشكر عند النعم ، والورع عند المحارم
فان عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ، ولا تنسوا عند النعم شكركم ، فقد
أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة ، وكتب بارزة العذر واضحة .
24 ين : فضالة ، عن عبدالله بن فرقد ، عن أبي كهمش ، عن عبد المؤمن
الانصاري ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : استحيوا من الله حق
الحياء ، فقيل : يارسول الله ومن يستحيي من الله حق الحيا ؟ فقال : من استحيى
من الله حق الحياء فليكتب أجله بين عينيه ، وليزهد في الدنيا وزينتها ، ويحفظ
الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، ولا ينسى المقابر والبلى .
25 ين : النضر ، عن درست ، عن إسحاق بن عمار ، عن ميسر ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ولاتمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجا
منهم زهرة الحيوة الدنيا (2)استوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا ثم قال : من لم يتعز بعزاء
الله تقطعت نفسه حسرات على الدنيا ، ومن اتبع بصره مافي أيدي الناس طال همه
ولم يشف غيظه ، ومن لم يعرف لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب قصر علمه ، ودنا
عذابه .
26 ين : ابن المغيرة ، عن السكوني يرفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليه السلام
قال : قيل له : ما الزهد في الدنيا ؟ قال : حرامها فتنكبه .

27 ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي يعقوب قال : سمعت


(1)الحديد : 23 .
(2)طه : 131 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه