بحار الأنوار ج77

كما قال سبحانه يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها (1)وقرئ بتخفيف
النون من التلقي كما قال تعالى : ولقاهم نضرة وسرورا (2)والاول أظهر
وإن كان في الاخير لطف .
ويوم اللقاء إما يوم القيامة والحساب ، أو يوم الدفن والسؤال أو يوم الموت
وفي الاخير بعد ، ويحتمل الاعم وإطلاق اللسان إما عبارة عن التوفيق للذكر
مطلقا أو عدم اعتقاله عند معاينة ملك الموت وأعوانه ، والاول أعم وأظهر ، و
يدل الخبر على استحباب تقديم المضمضة على الاستنشاق ، وتأخير دعاء كل منهما
عنه كما هو المشهور في الكل ، وذهب الشيخ في المبسوط إلى عدم جواز تأخير
المضمضة عن الاستنشاق ، وقال في الذكرى : هذا مع قطع النظر عن اعتقاد شرعية
التأخير أما معه فلا شك في تحريم الاعتقاد لا عن شبهة ، وأماالفعل فالظاهر لا ، انتهى
والاستنشاق اجتذاب الماء بالانف وأما الاستنثار فلعله مستحب آخر ، ولا يبعد
كونه داخلا في الاستنشاق عرفا .
ويشم بفتح الشين من باب علم ، ويظهر من الفيروز آبادي أنه يجوز
الضم ، فيكون من باب نصر ، والريح الرائحة ، وقال الجوهري : الروح نسيم
الريح ويقال أيضا : يوم روح أي طيب ، و روح وريحان (3)أي رحمة ورزق
وأول الدعاء استعاذة من أن يكون من أهل النار ، فانهم لا يشمون ريح الجنة
حقيقة ولا مجازا .
وبياض الوجه وسواده إما كنايتان عن بهجة السرور والفرح ، وكآبة الخوف
والخجلة ، أو المراد بهما حقيقة السواد والبياض ، وفسر بالوجهين قوله تعالى :
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (4)ويمكن أن يقرء قوله : تبيض وتسود


(1)النحل : 111 .
(2)الانسان : 11 .
(3)الواقعة : 89 .
(4)آل عمران : 106 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه