بحار الأنوار ج80

غفر له ، وإن شاء عذبه .
(الذينهم عن صلوتهم ساهون)قال علي بن إبراهيم(1): قال : عنى به
تاركون ، لان كل إنسان يسهو في الصلاة ، قال أبوعبدالله عليه السلام تأخير الصلاة
عن أول وقتها لغير عذر ، وفي المجمع : هم الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها
عن ابن عباس ، وروي ذلك مرفوعا وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون لها
ثوابا إن صلوا ، ولا يخافون عليها عقابا إن تركوا ، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها
فاذا كانوا مع المؤمنين صلوها رئاء ، وإذا لم يكونوا معهم لم يصلوا ، وهو قوله :
(الذينهم يراؤون)عن علي عليه السلام وابن عباس ، وقيل ساهون عنها لا يبالون
صلوا أم لم يصلوا ، وقيل : هم الذين يتركون الصلاة ، وقيل هم الذين لا يصلونها
لمواقيتها ، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها .
وروى العياشي بالاسناد عن يونس بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
سألته عن قوله :(الذينهم عن صلوتهم ساهون)أهي وسوسة الشيطان ؟ قال : لا كل
أحد يصيبه هذا : ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلي في أول وقتها .
وعن أبي اسامة زيد الشحام قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى :
(الذينهم عن صلوتهم ساهون)قال : هو الترك لها والتواني عنها .
وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال : هون التضييع لها(2).
1 - السرائر : نقلا من كتاب حريز ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام :
اعلم أن أول الوقت أبدا أفضل ، فتعجل الخير أبدا ما استطعت ، وأحب الاعمال
إلى الله تعالى مادام عليه العبد وإن قل(3).
بيان : يدل على أفضلية أول الوقت مطلقا واستثني منه مواضع :
الاول : تأخير الظهر والعصر للمتنفل بمقدار ما يصلي النافلة وأما غير


(1)تفسير القمى : 740 ، في سورة الماعون .
(2)مجمع البيان ج 10 ص 547 و 548 .
(3)السرائر ص 472 ، وتراه في التهذيب ج 1 ص 145 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه