بحار الأنوار ج20

بكر وعائشة وصفوان ، والهاء للافك " بل هو خير لكم " لاكتسابكم به الثواب " لكل
امرئ منهم ما اكتسب من الاثم " لكل جزاء ما اكتسب بقدر ما خاض فيه مختصا به
" والذي تولى كبره " معظمه " منهم " من الخائضين وهو ابن أبي ، فإنه بدأ به وأذاعه
عداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله ، أو هو وحسان ومسطح فإنهما شايعاه في التصريح به ، و
" الذي " بمعنى الذين " له عذاب عظيم " في الآخرة أو في الدنيا بأن جلدوا . وصار ابن أبي
مطرودا مشهورا بالنفاق ، وحسان أعمى أشل اليدين ، ومسطح مكفوف البصر " لولا "
هلا " إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا " بالذين منهم من المؤمنين
والمؤمنات " وقالوا هذا إفك مبين " كما يقول المستقين المطلع على الحال " لولا جاؤا "
إلى قوله : " الكاذبون " من جملة المقول تقريرا لكونه كذبا ، فإن ما لا حجة عليه
فكذب عند الله ، أي في حكمة ، ولذلك رتب عليه الحد " ولولا فضل الله عليكم " في الدنيا بأنواع النعمة التي من جملتها الامهال للتوبة " ورحمة في الآخرة " بالعفو
والمغفرة المقدران لكم " لمسكم " عاجلا " فيما أفضتم " خضتم " فيه عذاب عظيم " يستحقر
دونه اللوم والجلد .
" اذ " ظرف لمسكم أو أفضتم " تلقونه بألسنتكم " يأخذ(1)بعضكم من بعض
بالسؤال عنه " وتقولون بأفواهكم " بلا مساعدة من القلوب " ما ليس لكم به علم " لانه
ليس تعبيرا عن علم به في قلوبكم " وتحسبونه هينا " سهلا لا تبعة له " وهو عند الله
عظيم " في الوزر " ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا " ما ينبغي وما يصح لنا " أن
نتكلم بهذا " إشارة إلى القول المخصوص أو إلى نوعه " سبحانك هذا بهتان عظيم "
تعجب من ذلك(2)، وأصله أن يذكر عند كل متعجب تنزيها لله تعالى من أن يصعب
عليه مثله ، ثم كثر فاستعمل لكل متعجب ، أو تنزيه لله من أو يكون حرم نبيه
فاجرة ، فإن فجورها تنفير عنه بخلاف كفرها " يعظكم الله أن تعودوا لمثله " كراهة
أن تعودوا ، أو في أن تعودوا " أبدا " ما دمتم أحياء مكلفين " إن كنتم مؤمنين "


(1)في المصدر : والمعنى يأخذه بعضكم .
(2)في المصدر : تعجب ممن يقول ذلك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه