حقيقة أو بعد كما عرفت ، ويمكن أن يكون من كلام حماد سمعه منه عليه السلام في غير
تلك الحال .
وقال الشيخ البهائي طيب الله مضجعه : تفسيره عليه السلام المساجد بالاعضاء السبعة
التي يسجد عليها هو المشهور بين المفسرين (1)والمروي عن أبي جعفر محمد بن
= من دون أن يكون ذلك داخلا في حقيقة السجدة ، كما قال نفسه صلى الله عليه وآله : أمرت أن أسجد
على سبعة أعظم وانما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله لان بأنفه روحنا وأرواح العالمين له الفداء
كان قنى ، والقنا : أن يكون في عظم الانف احديداب في وسطه ، والانف اذا كان كذلك
يقع على الارض حين السجود طبعا وقهرا ، الا أن يسجد على مرتفع كاللوح المعمول في
هذا العصر ، لكنه صلى الله عليه وآله كان يسجد على الارض والخمرة ، فيقع عرنين انفه على الارض
سنة دائمة .
ولما كانت السنة هذه في فريضة يجب الاخذ بها في حال الاختيار والامكان ، بحيث
لو تركه المصلى كان راغبا عن سنته ، ومن رغب عن سنته فليس منه في شئ ، واما اذا كان
في حال الاضطرار أو كان بأنفه خنسا فلا عليه .
(1)رواه في المجمع عن سعيد بن جبير والزجاج والفراء ، ومبنى هذا التفسير
على أن يكون المساجد جمع مسجد بكسر الميم وفتح الجيم اسم آلة فلا يصدق الا على
الاعضاء السبعة التى لايسجد الا بها ، وهذا أنسب من حيث السياق وتفريع الفاء : حيث فرع
عدم الشرك على كون المساجد لله مطلقا ، والمعنى أن ما يتحقق به السجدة ملك لله عزوجل
فلا تدعوا أي لاتسجدوا بها لاحد غير الله عزوجل أبدا .
وأما اذا جعلنا المساجد جمع مسجد اسم مكان من السجدة فلا يقع الفاء موقعها
من التفريع الكامل ، ويكون المعنى : ان المساجد متخذة لعبادة الله عزوجل والسجود له
فلا تعبدوا فيها أحدا مع الله عزوجل ولا تسجدوا فيها لاحد غيره ، فيكون النهى عن الشرك
في العبادة والسجدة لغير الله عزوجل مخصوصا بالمساجد .
وان حملنا الاية كلا المعنيين ، على ماأشرنا قبل ذلك (ج 81 ص 34 وج 82
ص 316)فقد أخذنا بالحظ الاوفر من كتاب الله عزوجل وقوله صلى الله عليه وآله نزل القرآن على =