بحار الأنوار ج102

مسلم وغيره ، الساكن بديار الشام : المعروف أن هذا الرجل قد ألف في علومهم
الباطلة كتبا كثيرة ، بحيث أنهم حاسبوا ، فصار بازاء كل يوم من أيام عمره كراسين
وهذا أيضا من مختلقات العامة ، ومغرباتهم وإغراقاتهم ، انتهى .
إلا أنه غير خفي أن ترويج المذهب بمؤلفات المولى المعظم المزبور ، أكثر
وأتقن وأتم من ترويجه بمؤلفات آية الله العلامة ره ، من وجوه : الاول أنه لم يبق من كتب العلامة - ره - دائرا بين الناس ، إلا بعض كتبه
الفقهية ، والاصولية ، الرجالية ، ولم يشتهر الباقي ، ولم ينتفع به عامتهم ، بل لا
يوجد من جملة من كتبه عين ولا أثر ، بخلاف مؤلفاته ، فان أغلبها موجودة
شايعة دائرة .
الثاني : أنه لاينتفع من كتب العلامة ، إلا العلماء والمشتغلون ، الذين
صعدوا مدارج من العلوم ، وأخذوا حظا وافرا من الفهوم ، وأما مؤلفاته فيشترك
في الانتفاع بها العالم والطالب ، والجاهل والعامى ، والنساء والصبيان ، بل لايوجد
عاقل يتمكن من الانتفاع بالكتب ، قراء‌ة أو سماعا ، إلا وله سهم فيها ، وحاز
منافع منها .
الثالث : أنه لاينتفع من تصانيف العلامة ، إلاعربى اللسان ، بخلاف
مؤلفاته ، فان فيها ما ينتفع به العرب ، ويستفيد منه العجم ، بل آل أمر عظم مؤلفاته
إلى أن تصدى جمع من الاعلام ، فترجموا عربيها بالفارسية ، وعجميها بالعربية
كما ستعرف .
ولقد حدثني بعض الاساتيد العظام ، عمن حدثه ، عن بحر العلوم العلامة
الطباطبائي ، أنه كان يتمنى أن يكون جميع تصانيفه ، في ديوان العلامة
المجلسي - ره - ويكون أحد من كتبه الفارسية ، التي هي ترجمة متون الاخبار ، الشايعة كالقرآن المجيد في جميع الاقطار ، في ديوان عمله ، وكيف لايتمنى ذلك ، وما من يوم ، بل ولاساعة من آناء الليل وأطراف النهار ، خصوصا في
الايام المتبركات ، والاماكن المشرفات ، إلا وآلاف الوف من العباد ، وفئام من

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه