بحار الأنوار ج61

والمأبورة : الملحقة ، يقال : أبرت النخلة وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة(1)
والاسم الابار ، وقيل : السكة سكة الحرث ، والمأبورة ، المصلحة له ، أراد خير المال
نتاج أو زرع انتهى(4).
وأقول : روى في شهاب الاخبار : " وفرس مأمورة "(3)وقال في ضوء الشهاب :
وروي : " ومهرة مأمورة " وهو من أمر القوم : إذا كثروا ، وأمرنا له أي كثر
وأمرتهم أي أكثرتهم ، على فعلتهم لغتان فان كانت الكلمة من أمر على فعل فهي على
موجبها وبابها وإن كان من آمر فانما صارمأمورة لازدواج الكلام وملاء‌مته كما
قالوا : " الغدايا والعشايا " وكان حقها " الغدوات " وكما قالوا : " هنأني الطعام
ومرأني " فاذا أفردوا قالوا : " أمرأني " وكقوله عليه السلام : " ارجعن مأزورات غير
مأجورات " وهو من الوزر وكان حقه " موزورات "(4)وكقوله عليه السلام : " أعوذ بالله
من الهامة واللامة " وإذا افردت كانت " الملمة " لانه من ألم بالشئ ، فكأنه
يقول صلى الله عليه وآله : " خير المال النخل والنتاج " وقال بعد تفسير السكة بالنخل " وفسر
الاصمعي هذه الكلمة على وجه آخر فقال : السكة : الحديدة التي تثار بها الارض
للزرع ، ومأبورة على هذا أي مصلحة محددة ، ولا بأس بهذا الوجه ، ويكون المعنى
خير المال الزرع والنتاج ، وفي الحديث : " ما دخلت السكة دار قوم " يعني الزراعة
واتباع أذناب البقر وترك الغزو ، وإنما كان النخل أو الزرع والنتاج خير المال
لاشتمال النخل والزرع على الزكوات والعشور فتتوفر(5)على المساكين والمحتاجين


(1)ضبطهما في النهاية بالتشديد من باب التفعيل .
(2)النهاية 1 : 11 .
(3)الموجودة في شهاب الاخبار المطبوع بضميمة البيان : 25 : " خير المال سكة
مأبورة " ولم يزد على ذلك والظاهر انه غير كتاب الشهاب الذى يروى عنه المصنف .
(4)هكذا في المطبوع وفى المخطوط : " مأزورات " ولعل الصحيح : موزورات .
(5)في النسخة المخطوطة : فتوفر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه