بحار الأنوار ج18

بيان : ضؤل ضئالة : صغر ، ورجل متضائل : دقيق وسري عنه الهم على بناء
المفعول مشددا : انكشف .
4 - عيون المعجزات : من كتاب الانوار عن أحمد بن عبدويه(1)، عن سليمان بن
علي الدمشقي ، عن أبي هاشم(2)الزبالي ، عن زاذان ، عن سلمان قال : كان النبي صلى الله عليه وآله
ذات يوم جالسا بالابطح وعنده جماعة من أصحابه ، وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا
إلى زوبعة(3)قد ارتفعت فأثارت الغبار ، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء
النبي صلى الله عليه وآله ، ثم برز منها شخص كان فيها ، ثم قال : يا رسول الله إني وافد قومي وقد
استجرنا بك فأجرنا ، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا - فإن بعضهم قد بغى
علينا ، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه ، وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده
إليك في غداة غد سالما إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : من أنت ؟
ومن قومك ؟ قال : أنا عطرفة(4)بن شمراخ أحد بني نجاح ، وأنا وجماعة من أهلي كنا
نسترق السمع ، فلما منعنا من ذلك آمنا ، ولما بعثك الله نبيا آمنا بك على ما علمته ،
وقد صدقناك ، وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه ، فوقع بيننا وبينهم الخلاف
وهم أكثر منا عددا وقوة ، وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوابنا ، فابعث
معي من يحكم بيننا بالحق ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك
على هيئتك التي أنت عليها ، قال : فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر
كثير ، وإذا رأسه طويل ، طويل العينين ، عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين ، وله اسنان
السباع ، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث
به معه ، فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال : سرمع أخينا عطرفة ، وانظر إلى
ماهم عليه واحكم بينهم بالحق ، فقال : يا رسول الله وأين هم ؟ قال : هم تحت الارض ،


(1)في المصدر : عبدربه .
(2)في المصدر : عن أبى هاشم الرمانى .
(3)الزوبعة : ريح ترتفع بالتراب أوبمياه البحار وتستدير كأنها عمود .
(4)عرفطة خ ل في المواضع .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه