بحار الأنوار ج17

عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : مر رسول الله صلى الله عليه وآله بظبية مربوطة بطنب
فسطاط ، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وآله أطلق الله عزوجل لها من لسانها(1)فكلمته فقالت :
يارسول الله إني ام خشفين عطشانين ، وهذا ضرعي قد امتلا لبنا ، فخلني حتى أنطلق
فارضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف وأنت ربيطة قوم و
صيدهم ؟ قالت : بلى يارسول الله أنا أجئ فتربطني كما كنت أنت بيدك(2)، فأخذ عليها
موثقا من الله لتعودن وخلى سبيلها ، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت قد فرغت(3)ما في
ضرعها ، فربطها نبي الله كما كانت ، ثم سأل لمن هذا الصيد ؟ قالوا : يارسول الله هذه لبني
فلان ،(4)فأتاهم النبي صلى الله عليه وآله وكان الذي اقتنصها منهم منافقا فرجع عن نفاقه وحسن
إسلامه فكلمه النبي صلى الله عليه وآله ليشتريها منه قال : بلى(5)اخلي سبيلها فداك أبي وامي يا
نبي الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو أن البهائم يعلمون من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم
منها سمينا .(6)
ايضاح : الطنب بضمتين : حبل الخباء ، والخشف مثلثة : ولد الظبي أول ما يولد
أو أول مشيه ، واقتنصه : اصطاده .
11 - ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن
علي بن حسان ، عن عمه عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله
ذات يوم قاعدا إذ مر به بعير فبرك بين يديه ورغا ، فقال عمر : يارسول الله أيسجد لك
هذا الجمل ؟ فإن سجد لك فنحن أحق أن نفعل ، فقال : لا بل اسجدوا لله ، إن هذا
الجمل يشكو أربابه ، ويزعم أنهم انتجوه صغيرا واعتملوه ، فلما كبر وصار أعون(7)


(1)في المصدر : أطلق الله عزوجل لسانها .
(2)في المصدر : انى ساجئ فتربطنى انت بيدك كما كنت .
(3)في المصدر : قد أفرغت .
(4)في المصدر : فقيل له : هذه لبنى فلان .
(5)بل خ ل .
(6)امالى ابن الشيخ : 289 .
(7)أعور خ ل .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه