بحار الأنوار ج53

امرأة من أهل الجنة ؟ ثم قالت : ألم تعلم أنك ممن صليت علي وأن الله عزوجل
قد غفر لمن صلى علي .
قال السيد : فإذا كان هذا قد رووه ودونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء
أهل البيت عليهم السلام اسوة به ، ولاي حال تقابل روايتهم عليهم السلام بالنفور ، وهذه المرأة
المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الامور ؟ والرجعة التي يعتقدها علماؤنا
وأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم تكون من جملة آيات النبي صلى الله عليه وآله ومعجزاته ، ولاي
حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسى وعيسى ودانيال ؟ وقد أحيى الله جل
جلاله على أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلاف عند العلماء لهذه الامور .
162 أقول : وروى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر مما رواه من
كتاب السيد الجليل حسن بن كبش مما أخذه من كتاب المقتضب بإسناده عن سلمان
الفارسي قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فلما نظر إلي قال : يا سلمان إن
الله عزوجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا قال : قلت : يا
رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ، قال : يا سلمان فهل علمت من نقبائي
الاثنى عشر الذين اختارهم الله للامامة من بعدي ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم .
قال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري
عليا فدعاه فأطاعه ، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق مني
ومن علي وفاطمة ، الحسن والحسين فدعاهما فأطاعا فسمانا الله عزوجل بخمسة
أسماء من أسمائه : فالله المحمود ، وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله فاطر وهذه
فاطمة ، والله ذوالاحسان وهذه الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين .
ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوا قبل أن يخلق الله
عزوجل سماء مبنية وأرضا مدحية ، أوهواء أو ماء أو ملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه
أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع .
فقال سلمان : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال : يا
سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم : فوالى وليهم ، وتبرأ من عدوهم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه