بحار الأنوار ج20

صلى الله عليه وآله مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود : هيهات من
أين لمحمد ملك فارس والروم ؟ ألم تكفه المدينة ومكة حتى طمع في الروم و
فارس ؟ فنزلت هذه الآية عن ابن عباس وأنس ، وقيل : إن النبي صلى الله عليه وآله خط
الخندق عام الاحزاب ، وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا ، فاحتج المهاجرون و
الانصار في سلمان وكان رجلا قويا ، فقال المهاجرون : سلمان منا ، وقالت الانصار
سلمان منا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : " سلمان منا أهل البيت " قال عمرو بن عوف : كنت
أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الانصار في أربعين
ذراعا ، فحفرنا حتى إذا كنا بجب ذي باب(1)أخرج الله من باطن(2)الخندق
صخرة مروة(3)كسرت حديدنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ارق إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله وأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، فإن المعدل قريب ، وإما
أن يأمرنا فيه بأمره ، فإنا لا نحب أن نتجاوز خطه ، قال : فرقى سلمان إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وهو ضارب عليه قبة تركية ، فقال : يا رسول الله خرجت صخرة
بيضاء مروة من بطن الخندق فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك(4)فيها قليل
ولا كثير ، فمرنا فيها بأمرك فانا لا نحب أن نتجاوز خطك قال : فهبط رسول
الله صلى الله عليه وآله مع سلمان الخندق ، والتسعة على شفة الخندق ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله
المعول من يد سلمان فضربها به ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء مابين لابيتها
حتى لكان مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح وكبر
المسلمون ، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وآله ثانية فبرق منها برق أضاء ما بين لابيتها حتى
لكان مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح وكبر المسلون ،


(1)في المصدر : ذى ناب .
(2)" " : من بطن الخندق .
(3)المروة : حجارة صلبة تعرف بالصوان .
(4)قال المصنف في الهامش : قال الجوهرى : حاك فيه السيف وأحاك بمعنى يقال : ضربه
فما أحاك فيه السيف : إذا لم يعمل

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه