تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمدباقر المجلسي قدس الله سره
الجزء الثامن والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح لنا مسالك الدين بأعلامه ، ونور لنا بمصابيح اليقين
لياليه كأيامه ، فمن اهتدى فقد اقتدى بحجته وإمامه ، ومن ضل فقد باء بأوزاره
وآثامه ، وصلى الله على من بعثه بشرائعه وأحكامه ، محمد المخصوص من بين سائر
الرسل بمزيد إكرامه ، وأهل بيته الاطهرين الذين بهم أفاض على الخلق سوابغ
إنعامه وبهم ينجو من نجا يوم يدعى كل أناس بامامه .
اما بعد : هذا هو المجلد الثامن من كتاب بحار الانوار مما ألفه أحوج الخلق
إلى رحمة الكريم الغفار ابن محمد التقى حشره الله تعالى مع الائمة الابرار محمد
المدعو بباقر ، رزقه الله العثور على خفايا الاسرار ، وصانه عن الخطا والزلل في
معارج الانظار ، ومناهج الافكار ، وهو مشتمل على ما وقع من الجور والظلم
والبغي والعدوان ، على أئمة الدين وأهل بيت سيد المرسلين بعد وفاته صلوات الله
عليه وعليهم أجمعين ، وتوضيح كفر المنافقين والمرتدين الغاصبين للخلاقة من أهلها
والنازعين لها من مقرها وأعوانهم من الملحدين ، وبيان كفر الناكثين والقاسطين
والمارقين ، الذين اقتدوا بمن كان قبلهم من الظالمين ، وحاربوا أمير المؤمنين صلوات
الله عليه وعلى أولاده الطاهرين ، وأنكروا حقه مع وضوحه على العالمين ، وماجرى