بحار الأنوار ج55

كانت عليه ، وعاد الحج في ذي الحجة ، وبطل النسئ الذي كان في الجاهلية ، و
قد وافقت حجة الوداع ذا الحجة في نفس الامر ، وكانت حجة أبي بكر قبلها
في ذي القعدة التي سموها ذا الحجة . وإنما لزم العتب عليهم في هذا التفسير لانهم
إذا حكموا على بعض السنين بأنها ثلاثة عشر شهرا كان مخالفا لحكم الله بأن عدة
الشهور اثنا عشر شهرا ، أي لاأزيد ولاأنقص ، وإليه الاشارة بقوله(ذلك الدين
القيم)على هذا التفسير ، ويلزمهم أيضا ما لزمهم في التفسير الاول من تغيير أشهر
الحرم عن أماكنها ، فتكون الاشارة إلى المجموع(انتهى).
وقال الطبرسي ره :(إن عدة الشهور عند الله)أي عدد شهور السنة في
حكم الله وتقديره(اثنا عشر شهرا)وإنما تعبدالله المسلمين أن يجعلوا سنتهم على
اثني شهر شهرا ليوافق ذلك عدد الاهلة ومنازل القمر ، دون مادان به أهل الكتاب
والشهر مأخوذ(1)من شهرة الامر لحاجة الناس إليه في معاملاتهم ومحل ديونهم
وحجهم وصومهم وغير ذلك من مصالحهم المتعلقة بالشهور ، وقوله(في كتاب الله)
معناه ما كتب الله في اللوح المحفوظ ، وفي الكتب المنزلة على أنبيائه . وقيل : في
القرآن ، وقيل : في حكمه وقضائه ، عن أبي مسلم . وقوله(يوم خلق السماوات و
الارض)متصل بقوله(عندالله)والعامل فيها الاستقرار ، وإنما قال ذلك لانه
يوم خلق السماوات والارض أجرى فيها الشمس والقمر ، وبمسيرهما تكون الشهور
والايام ، وبهما تعرف الشهور(منها أربعة حرم)ثلاثة منها سرد : ذوالقعدة ، وذو
الحجة والمحرم ، وواحد فرد وهو رجب ، ومعنى(حرم)أنه يحرم(2)انتهاك
المحارم فيها أكثر مما يحرم(3)في غيرها ، وكانت العرب تعظمها حتى لوأن رجلا
لقي قاتل أبيه فيا لم يهجه لحرمتها ، وإنما جعل الله بعض هذه الشهور أعظم حرمة
من بعض لما علم من المصلحة في الكف عن الظلم فيها ، لعظم منزلتها ، ولانه ربما


(1)مأخوذ(خ).
(2 و 3)في المصدر يعظم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه