بحار الأنوار ج44

قال : ثم اجتمع عبيدالله بن العباس من بعد ، وبسر بن أرطاة عند معاوية
فقال معاوية لعبيد الله : أتعرف هذا الشيخ قاتل الصبيين ؟ قال بسر : نعم ، أنا
قاتلهما ، فمه ؟ فقال عبيد الله : لو أن لي سيفا ؟ قال بسر : فهاك سيفي وأمأ إلى
سيفه فزبره معاوية وانتهره ، وقال : اف لك من شيخ ما أحمقك تعمد إلى رجل
قد قتلت ابنيه فتعطيه سيفك كأنك لا تعرف أكباد بني هاشم ، والله لو دفعته إليه
لبدأ بك وثنى بي ، فقال عبيدالله : بل والله كنت أبدأ بك واثني به .
بيان : ها حرف تنبيه وقال الجوهري الشظية : الفلقة من العصا ونحوها
والجمع الشظايا ، يقال تشظى الشئ إذا تطاير شظايا ، وقال : كالدرتين تشظى
عنهما الصدف(1).
18 ما : المفيد ، عن علي بن مالك النحوي ، عن الحسين بن عطار ، عن محمد
ابن سعيد البصرى ، عن أبي عبدالرحمن الاصباغي ، عن عطاء بن مسلم ، عن الحسن
ابن أبي الحسن البصري قال : كنت غازيا زمن معاوية بخراسان ، وكان علينا رجل
من التابعين ، فصلى بنا بوما الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال :
أيها الناس ! إنه قد حدث في الاسلام حدث عظيم ، لم يكن منذ قبض الله
نبيه صلى الله عليه واله مثله ، بلغني أن معاوية قتل حجرا وأصحابه فان يك عند المسلمين غير
فسبيل ذلك ، وإن لم يكن عندهم غير فأسأل الله أن يقبضني إليه وأن يعجل ذلك .
قال الحسن بن أبي الحسن : فلا والله صلى بنا صلاة غيرها حتى سمعنا عليه
الصياح .
بيان : الغير بكسر الغين وفتح الياء الاسم من قولك غيرت الشئ فتغير .
19 ج : عن صالح بن كيسان قال : لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه
حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليهما السلام فقال : يا أبا عبدالله هل بلغك ما صنعنا
بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك ؟ فقال : وما صنعت بهم ؟ قال : قتلناهم وكفناهم
وصلينا عليهم ، فضحك الحسين عليه السلام ثم قال : خصمك القوم يا معاوية لكننا لو قتلنا


(1)وقال المحشى في الذيل ص 2392 ان صدره : يا من رأى لى بنيى اللذين هما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه