بحار الأنوار ج43

وبهذا الكتاب في ذي الحجة من سنة ست وسبعين وستمائة عن علي عليه السلام . قال :
خطب أبوبكر وعمر إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، فأبى رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال
عمر : أنت لها يا علي ، فقال : مالي من شئ إلا درعي أرهنها ، فزوجه رسول الله صلى الله عليه واله
فاطمة فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه واله فقال : مايبكيك يافاطمة ؟ فوالله لقد أنكحت أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما .
وعن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : تزوج علي فاطمة في شهر رمضان ، وبنى
بها في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة .
وعن مجاهد ، عن علي عليه السلام قال : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه واله
فقالت مولاة لي : هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قلت : لا
قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه واله فيزوجك ، فقلت : وهل عندي
شئ أتزوج به ، فقالت : إنك إن جئت إلى رسول الله صلى الله عليه واله زوجك ، فوالله مازالت
ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله ، وكانت له جلالة وهيبة ، فلما قعدت
بين يديه افحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم فقال : ما جاء بك ألك حاجة ؟ فسكت
فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ قلت : نعم ، قال : فهل عندك من شئ تستحلها به ؟
قلت : لا والله يارسول الله ، فقال : ما فعلت الدرع التي سلحتكها ؟ فقلت : عندي
والذي نفسي بيده إنها لحطمية ما ثمنهاإلاأربعمائة درهم ، قال : قد زوجتكها
فابعث بها ، فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله .
بيان : تقول : سلحته وأسلحته إذا أعطيته سلاحا ، وقال الجزري : في حديث
زواج فاطمة أنه قال لعلي : أين درعك الحطمية ، هي التي تحطم السيوف أي تكسرها
وقيل : هي العريضة الثقيلة ، وقيل : هي منسوبة إلى بطن من عبدالقيس يقال لهم :
حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع ، وهذا أشبه الاقوال .
34 - كشف : وعن عطاء بن أبي رباح قال : لما خطب علي فاطمة أتاها رسول
الله صلى الله عليه واله ، فقال : إن عليا قد ذكرك ، فسكتت ، فخرج فزوجها .
وعن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال نفر من الانصار لعلي بن أبي طالب عليه السلام :

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه