بحار الأنوار ج87

ولا غنا بي عن نفسي (1)أي لا يمكنني مفارقتها وقطع النظر عنها فلا بد
لى من النظر فيما يصلحها ويخلصها من عذابك والمصانعة الرشوة قاله الجوهري
وقال : شعرت بالشئ بالفتح أشعر به شعرا أي فطنت له ، ومنه قولهم ليت شعري
أي ليتني علمت ، قال سيبويه اصله شعرة ، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من
قولهم ذهب بعذرها وهو أبوعذرها .
إلى من هذه الفقرات من باب الاكتفاء ببعض الكلام لظهور المرام أي إلى
من أذهب ، أو عند من أطلب ، أو كيف أذهب إلى غيرك أو لما ذا أذهب إليه ، وهو
لا يقدر على قضاء حاجتي .
من كلك أي من نفس ذاتك وكنهه ما يدل عليه ، فلذا لم تظهره لغيرك أو
من ذاتك أو جميع صفاتك وهو الاسم الجامع الدال على جميعها .
لعله فتنة لكم (2)أى هذا الملك الذي اعطى بنو العباس فتنة وامتحان لهم
ومتاع يتمتعون به إلى حين أي الموت أو وقت زوال دولتهم وانقراض ملكهم .
فكان ما رأيت (3)هذا الكلام كان في جواب الربيع كما سيأتى فلما أسقط
أول الخبر اشتبه المعنى .
والاسكاف(4)بالكسر الخفاف فيما حبسته أي بأي سبب حبسته ، والتهويم
والتهوم هز الرأس من النعاس ، وإسناده إلى العين على المجاز ممنوبه أي
مبتلى به ، ويقال : صلي فلان النار بالكسر يصلى صليا احترق .
ثم اعلم أنا إنما أوردنا الصلوات المنقولة من طرق المخالفين عن أبي هريرة


(1)دعاء تعلمه على عليه السلام من جبرئيل عليه السلام ص 328 .
(2)ما روى عن أبى الحسن الكاظم عليه السلام من منامه 331 .
(3)مر تمام الخبر في ج 48 ص 213 - 215 . وسيجئ في باب صلاة الحاجة
ودفع العلل والامراض تحت الرقم 4 .
(4)أبوالحسين محمد بن الحسين بن اسماعيل الاسكاف ص 331 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه