بحار الأنوار ج17

وأنهم يجرون مجرى عيسى ويحيى عليهما السلام في حصول الكمال لهم مع صغر السن وقبل
بلوغ الحلم ، وهذا أمر تجوزه العقول ولا تنكره ، وليس إلى تكذيب الاخبار سبيل ، و
الوجه أن نقطع على كمالهم عليهم السلام في العلم والعصمة في أحوال النبوة والامامة ، ونتوقف
في ما قبل ذلك وهل كانت أحوال نبوة وإمامة أم لا ، ونقطع على أن العصمة لازمة لهم
منذ أكمل الله عقولهم إلى أن قبضهم عليهم السلام انتهى(1).
وسيأتي مزيد توضيح لتلك المقاصد في كتاب الامامة إن شاء الله تعالى .

(باب 16)(سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة)

الايات : الانعام " 6 " : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى
يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم
الظالمين 68 .
الكهف " 18 " : واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى ربي أن يهدين(2)لاقرب
من هذا رشدا 24 .
الاعلى " 87 " : سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله 6 و 7 .
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا " قيل :
الخطاب له والمراد غيره ، ومعنى " يخوضون " يكذبون بآياتنا وديننا ، والخوض : التخليط
في المفاوضة على سبيل العبث واللعب ، وترك التفهم والتبين " فأعرض عنهم " أي فاتركهم
ولا تجالسهم " حتى يخوضوا في حديث غيره " أي يدخلوا في حديث غير الاستهزاء بالقرآن
" وإما ينسينك الشيطان " أي وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم " فلا
تقعد بعد الذكرى " أي بعد ذكرك نهينا وما يجب عليك من الاعراض " مع القوم الظالمين "


(1)تصحيح الاعتقادات : 60 و 61 .
(2)هكذا في النسخ الصحيح كما في المصحف الشريف : عسى أن يهدين ربى .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه