بحار الأنوار ج13

إنك لن تستطيع معي صبرا " قال موسى : " لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري
عسرا " .
فخرجوا من السفينة فنظر الخضر إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه
قطعة قمر ، وفي اذنيه درتان ، فتأمله الخضر ثم أخذه وقتله ، فوثب موسى إلى الخضر(1)
وجلد به الارض(2)فقال : " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا " فقال الخضر
له : " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " قال موسى : " لئن سألتك عن شئ بعدها
فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا " فانطلقا حتى إذا أتيا بالعشي قرية تسمى الناصرة(3)
وإليها تنسب النصارى ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا ، فاستطعموهم فلم يطعموهم
ولم يضيفوهم ، فنظر الخضر عليه السلام إلى حائط قد زال لينهدم ، فوضع الخضر يده عليه ،
وقال : قم بإذن الله فقام ، فقال موسى عليه السلام : لم ينبغ أن تقيم الجدار حتى يطعمونا ويؤوونا
وهو قوله : " لو شئت لتخذت عليه أجرا " فقال له الخضر عليه السلام : " هذا فراق بيني وبينك
سانبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " أما السفينة التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت
لقوم مساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة
صالحة غصبا ، كذا نزلت ،(4)وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا .
" وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين " وطبع كافرا ، كذا نزلت ، فنظرت إلى جبينه و
عليه مكتوب : طبع كافرا " فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا
منه زكوة وأقرب رحما " فأبدل الله والديه بنتا ولدت سبعين نبيا .(5)
" وأما الجدار " الذي أقمته " فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما


(1)في المصدر : فقتله فوثب موسى على الخضر .
(2)جلد به الارض : صرعه .
(3)في نسخة وفى المصدر : " فانطلقا حتى أتيا أهل قرية " بالعشى تسمى الناصرة .
(4)فيه غرابة وكذا فيما بعده ، حيث انهما يدلان على التحريف وهو خلاف ما عليه معظم
الامامية ، ولعله أراد بذلك أن ذلك اريد مما نزلت .
(5)في هامش المطبوع ونسخة مخطوطة :(كان منها ومن نسلهما سبعون نبيا من انبياء بنى
اسرائيل ، خ)ولكن سائر النسخ والمصدر خالية عنه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه