وآله قال : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ولما هو أهله ، وأحبوني لحب الله تعالى وأحبوا
أهل بيتي لحبي(1).
بيان : قوله : أن يسايل ، وفي بعض النسخ : يسال ، لعله من السيلان ، فان
لين الوجه كناية عن طلاقته ، وغلظته عن عبوسه ، قوله : نجت بالجيم المشددة عن
قولهم : نج : إذا أسرع ، أو المخففة من نجا : إذا أسرع أو خلص ، أي خلصت من
العيوب .
154 - أقول : وروى في المستدرك من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني باسناده
إلى عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا
علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك(2).
155 - وباسناده عن ام سلمة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : إن عليا وشيعته
هم الفائزون يوم القيامة(3).
أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة في فضل حبهم عليهم السلام في باب فضائل الشيعة من
أبواب الايمان والكفر .
فائدة : قال السيد المرتضى رضي الله عنه في الغرر : روى أبوعبيد القاسم بن سلام
في كتابه غريب الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : " من أحبنا أهل البيت فليعد
للفقر جلبابا أو تجفافا " قال أبوعبيد : فقد تأول بعض الناس هذا الخبر على أنه أراد
به الفقر في الدنيا ، وليس كذلك لانا نرى فيمن يحبهم مثل مانرى في سائر الناس من
الغناء والفقر ولاتميز بينهما ، قال : والصحيح أنه أراد الفقر في يوم القيامة(4)وإخراج
(1)العمدة : 208 .
(2 و 3)المستدرك : مخطوط لم تصل إلى نسخته .
(4)تقدم حديث عن ابي عبدالله عليه السلام تحت رقم 33 يؤيد ذلك المعنى راجعه . وأشرنا
سابقا إلى معنى آخر وهو أن يكون ذلك اشارة إلى مايرد على الشيعة من مخالفيهم من الضيق
والافقار وسد أبواب المنافع واخراجهم من شئون المجتمع ولزوم الاصطبار والثبات في
طريق الحق .(*)