بحار الأنوار ج20

لا يذهبون بها علينا(1)عند رسول الله ، فتذاكر الخزرج من يعادي رسول الله صلى الله عليه وآله
كابن الاشرف ، فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وآله
في قتله فأذن لهم ، فخرج إليه من الخزرج عبدالله بن عتيك ومسعود بن سنان و
عبدالله بن أنيس وأبوقتادة وخزاعي بن الاسود حليف لهم ، وأمر عليهم عبدالله بن
عتيك فخرجوا حتى قدموا خيبر ، فأتوا دار أبي رافع ليلا فلم يدعوا بابا في الدار
إلا أغلقوه على أهله وكان في علية(2)فاستأذنوا عليه فخرجت امرأته فقالت : من
أنتم ؟ قالوا : من العرب نلتمس الميرة ، قال :(3)ذاك صاحبكم ، فادخلوا عليه ،
فلما دخلوا أغلقوا باب العلية وبدروه على فراشه ، فصاحت المرأة ، فجعل الرجل
منهم يريد قتلها فيذكر نهي النبي صلى الله عليه وآله إياهم عن قتل النساء والصبيان ،
فيكف عنها فضربوه بأسيافهم ، وتحامل عليه عبدالله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى
أنفذه ، ثم خرجوا من عنده ، وكان عبدالله بن عتيك سيئ البصر فوقع من الدرجة
فوثبت رجله وثبا شديدا(4)، واحتملوه ورجعوا(5)، وطلبتهم اليهود في كل وجه
فلم يروهم فرجعوا إلى صاحبهم ، فقال المسلمون : كيف نعلم أن عدو الله قد مات
فعاد بعضهم ودخل في الناس فرآه والناس حوله وهو يقول : قد عرفت صوت ابن
عتيك ، ثم صاحت امرأته وقالت : مات والله ، قال : فما سمعت كلمة ألذ إلى نفسي
منها ، ثم عاد إلى أصحابه وأخبرهم الخبر ، وسمع صوت الناعي يقول : أنعي
أبا رافع تاجر أهل الحجاز ، وساروا حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وآله واختلفوا في قتله
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هاتوا أسيافكم ، فجاؤا بها فنظر فيها ، فقال لسيف عبدالله بن
أنيس : هذا قتله ، أرى(6)أثر الطعام(7).


(1)قال المصنف في هامش الكتاب : لا يذهبون بها أى بهذه الفضيلة مفتخرين علينا .
(2)العلية : بيت منفصل عن الارض ببيت كالغرفة .
(3)هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في المصدر : قالت .
(4)في المصدر : فوثئت رجله وثأ شديدا . أقول : أى اصابها وهن ووصم لا يبلغ ان يكون كسرا .
(5)في المصدر : وخفوا .
(6)في الكامل : ارى فيه اثر الطعام .
(7)الكامل 2 : 101 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه