بحار الأنوار ج74

طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس .
طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانية ، واستقامت خليقته
طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله .
طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه .
طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل له من غير رغبة عن سنتي
ورفض زهرة الدنيا(1)من غير تحول عن سنتي ، واتبع الاخيار من عترتي من
بعدي ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل المسكنة .
طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصيته ، وعاد به على أهل
المسكنة(2)وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا ، والمبتدعين خلاف
سنتي(3)العاملين بغير سيرتي .
طوبى لمن حسن مع الناس خلقه ، وبذل لهم معونته ، وعدل عنهم شره .
33 - ف(4): وصيته صلى الله عليه وآله لمعاذ بن جبل(5)لما بعثه إلى اليمن يا معاذ


(1)المراد بها بهجتها غضارتها .
(2)يعنى صرفه فيهم .
(3)المبتدع صاحب البدعة .
(4)المصدر ص 25 .
(5)معاذ بن جبل بضم الميم انصارى خزرجى ، يكنى أبا عبدالرحمن ، أسلم وهو
ابن ثمان عشرة سنة ، وشهد ليلة العقبة مع السبعين - من أهل يثرب(المدينة)- وشهد مع
رسول الله صلى الله عليه وآله المشاهد ، وبعثه صلى الله عليه وآله إلى اليمن بعد غزوة تبوك ، في سنة العاشر ، وعاش
إلى أن توفى في طاعون عمواس بناحية الاردن سنة ثمان عشرة في خلافة عمر . ولما بعثه صلى الله عليه وآله
إلى اليمن شيعه صلى الله عليه وآله ومن كان معه من المهاجرين والانصار - ومعاذ راكب ، ورسول الله
صلى الله عليه وآله يمشى إلى جنبه ، ويوصيه . فقال معاذ يا رسول الله : أنا راكب وأنت تمشى
ألا انزل فامشى معك ومع أصحابك ؟ فقال : يا معاذ انما أحتسب خطاى هذه في سبيل الله .
ثم أوصاه بوصايا - ذكرها الفريقين مشروحا وموجزا في كتبهم - ثم التفت صلى الله عليه وآله ، فاقبل
بوجهه نحو المدينة ، فقال : ان أولى الناس بى المتقون من كانوا وحيث كانوا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه