بحار الأنوار ج84

كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم له وألهمتهم ذلك الحمد كله ، اللهم ربنا
لك الحمد كما جعلت رضاك عمن بالحمد رضيت عنه ليشكر ما به من نعمتك ، اللهم
ربنالك الحمد كله كما رضيت به لنفسك وقضيت به على عبادك حمدا مرغوبا فيه عند
أهل الخوف منك لمهابتك ، مرهوبا عند أهل العزة بك لسطوتك ، ومشكورا عند
أهل الانعام منك لانعامك .
سبحانك ربنا متكبرا في منزلة تدهدهت أبصار الناظرين ، وتحيرت عقولهم
عن بلوغ علم جلالها ، تباركت في العلا ، وتقدست في الآلاء التي أنت فيها يا أهل
الكبرياء والجود ، لا إله إلا أنت الكبير المتعال ، للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء ،
فلا تفنى ولا نبقى وأنت العالم بنا ونحن أهل الغرة بك والغفلة عن شأنك ، وأنت الذي
لا تغفل ، ولا تأخذك سنة ولا نوم ، بحقك يا سيدي صل على محمد وآله ، وأجرني من
تحويل ما أنعمت به علي في الدين والدنيا ياكريم .
روى صاحب الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله عن الله تعالى : إنه إذا قال العبد ذلك
كفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين ، وصفحت له برضاي عنه وجعلته لي وليا(1).
بيان : رواه الشيخ في المصباح(2)والكفعمي(3)وابن الباقي ، وفي رواية الكفعمي :
يا محمد من أحب أمتك رحمتي وبركتي ورضواني وتعطفي وقبولي وولايتي و
إجابتي فليقل . . وذكر الدعاء(4)ثم قال : فانه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي
عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين ، وسيأتي بسنده في أدعية السر(5).
وقال الجوهري : دهدهت الحجر فتدهده : دحرجته فتدحرج ، وفي بعض النسخ


(1)ذكره في الفصل الحادى والاربعين من فلاح السائل ولم يطبع الا ثلاثون
بابا منه .
(2)مصباح الشيخ ص 22 .
(3)البلد الامين ص 6 و 7 .
(4)البلد الامين ص 511 و 512 .
(5)راجع ج 95 ص 318 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه