بحار الأنوار ج19

الباء من ربد بالمكان : إذا أقام فيه ، وربده : إذا حسبه ، والمربد أيضا : الموضع
الذي يجعل فيه التمر لينشف .
2 - كا : في الروضة : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن
محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن المسيب قال : سألت علي
ابن الحسين عليهما السلام ابن كم كان علي بن أبي طالب عليه السلام يوم أسلم فقال : أو كان كافرا
قط ؟ إنما كان لعلي عليه السلام حيث بعث الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وآله عشر سنين ، ولم
يكن يومئذ كافرا ، ولقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله عليه السلام وسبق الناس كلهم
إلى الايمان بالله وبرسوله وإلى الصلاة بثلاث سنين ، وكانت أول صلاة صلاها مع رسول الله
صلى الله عليه وآله الظهر ركعتين ، وكذلك فرضها الله تبارك وتعالى على من أسلم بمكة ركعتن
ركعتين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصليها بمكة ركعتين ويصليها علي عليه السلام معه بمكة
ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ، وخلف عليا عليه السلام في
امور لم يكن يقوم بها أحد غيره ، وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة في أول يوم من
ربيع الاول وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث ، وقدم المدينة لاثني
عشر ليلة خلت من شهر ربيع الاول مع زوال الشمس ، فنزل بقباء فصلى الظهر
ركعتين ، والعصر ركعتين ، ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا عليه السلام يصلي الخمس صلوات
ركعتين ركعتين ، وكان نازلا على عمرو بن عوف ، فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون
له : أتقيم عندنا فنتخذ لك مسجدا(1)؟ فيقول : لا ، إني أنتظر علي بن أبي طالب
وقد أمرته أن يحلقني ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي ، وما أسرعه إن شاء
الله ، فقدم علي عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ، ثم إن رسول -
الله صلى الله عليه وآله لما قدم علي(2)تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف وعلي عليه السلام معه
يوم الجمعة مع طلوع الشمس ، فخط لهم مسجدا ، ونصب قبلته وصلى بهم فيه الجمعة
ركعتين ، وخطب خطبتين ، ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم


(1)في المصدر : فنتخذ لك منزلا ومسجدا ؟ .
(2)في المصدر : لما قدم عليه على عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه