بحار الأنوار ج16

خيرا من خديجة ، ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبأه لنا .
ومنه ، قال الدولابي يرفعه عن رجاله : إنه كان من بدء أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أنه
رأى في المنام رؤيا فشق عليه ، فذكر ذلك لصاحبته خديجة ، فقالت له : أبشر ، فإن الله
تعالى لا يصنع بك إلا خيرا ، فذكر لها أنه رأى أن بطنه اخرج فطهر وغسل ثم اعيد
كما كان ، قالت : هذا خير فأبشر ، ثم استعلن له جبرئيل فأجلسه على ما شاء الله أن يجلسه
عليه ، وبشره برسالة الله حتى اطمأن ، ثم قال : اقرأ ، قال كيف أقرء ؟ قال : " اقرأ
باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم " فقبل رسول الله
صلى الله عليه وآله رسالة ربه واتبع الذي جاء به جبرئيل من عند الله ، وانصرف إلى أهله ،
فلما دخل على خديجة قال : أرأيتك الذي كنت احدثك ورأيته في المنام فإنه
جبرئيل استعلن ، وأخبرها بالذي جاء‌ه من عند الله وسمع ، فقالت : أبشر يا رسول الله ،
فو الله لا يفعل الله بك إلا خيرا ، فاقبل الذي أتاك الله ، وأبشر فإنك رسول الله حقا .
وروي مرفوعا إلى الزهري قال : كانت خديجة أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله .
وعن ابن شهاب : أنزل الله على رسوله القرآن والهدى وعنده خديجة بنت خويلد .
وقال ابن حماد : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج خديجة على اثنتى عشرة أوقية
ذهبا وهي يومئذ ابنة ثماني وعشرين سنة .
وحدثني ابن البرقي أبوبكر ، عن ابن هشام ، عن غير واحد ، عن أبي عمرو بن
العلاء قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة .
وعن قتادة بن دعامة قال : كانت خديجة قبل أن يتزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله عند عتيق
ابن عائذ بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم ، يقال : ولدت له جارية وهي ام محمد بن صيفي
المخزومي ، ثم خلف عليها بعد عتيق أبوهالة هند بن زرارة التيمي ، فولدت له هند بن
هند ، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله .
وبإسناده يرفعه إلى محمد بن إسحاق قال : كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله
وصدقت بما جاء من الله ، ووازرته على أمره ، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان
لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه