بحار الأنوار ج21

صدره حتى أشرف على نفسه ، ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه واله إلى محمد بن مسلمة فضرب
عنقه بأخيه محمود بن مسلمة .
وبإسناده عن أنس قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه واله خيبر قال الحجاج بن
علاط : يا رسول الله إن لي بمكة مالا : وإن لي بها أهلا أريد أن آتيهم ، فأنا في
حل إن أنا نلت منك وقلت(1)شيئا ؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه واله أن يقول ما شاء
فأتى امرأنه حين(2)قدم وقال : اجمعي لي ما كان عندك ، فإني اريد أن أشتري من
غنائم محمد وأصحابه ، فإنهم قد استبيحوا ، وقد أصيبت أموالهم ، وفشا ذلك في مكة
فانقمع المسلمون ، وأظهر المشركون فرحا وسرورا ، فبلغ الخبر العباس بن عبد
المطلب فعقر وجعل لايستطيع أن يقوم ، ثم أرسل الغلام إلى الحجاج : ويلك ما ذاجئت به ؟ وماذا تقول ؟ فما وعدالله خير مما جئت به ، فقال الحجاج : اقرأ على
أبي الفضل السلام ، وقل له : فليخل لي بعض بيوته لآتيه ، فإن الخبر على ما
يسره ، قال : فجاء غلامه ، فلما بلغ الباب قال : أبشر يا أبا الفضل ، قال : فوثب
العباس فرحا حتى قبل بين عينيه ، فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه ، قال : وثم
جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه واله قد افتتح خيبر ، غنم أموالهم ، جرت
سهام الله تعالي في أموالهم ، واصطفى رسول الله صلى الله عليه واله صفية ، واتخذها لنفسه و
خيرها بين أن يعتقها وتكون زوجته ، وتلحق بأهلها ، فاختارت أن يعتقها وتكون
زوجته ، ولكن جئت(3)لمال لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به ، فاستأذنت رسول
الله صلى الله عليه واله فأذن لي أن أقول ما شئت ، فاخف علي ثلاثا ثم اذكر ما بدالك ، قال :
فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع فدفعته إليه ثم انشمر به ، فلما كان
بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال : ما فعل زوجك ؟ فأخبرته أنه ذهب
يوم كذا وكذا ، وقالت : لا يحزنك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذى بلغك ،

قال : أجل لا يحزنني الله تعالى ، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا ، فتح الله خيبر


(1)في المصدر : أوقلت .
(2)في المصدر : حتى قدم .
(3)في المصدر : ولكنى جئت .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه