بحار الأنوار ج22

فأقدم أبا ذر إليك ، فإني أخاف أن يفسد الناس عليك . والسلام .
فكتب إليه عثمان : أما بعد فاشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتاب هذا .
والسلام .
فبعث معاوية إلى أبي ذر فدعاه وأقرأه كتاب عثمان ، وقال له : النجا الساعة
فخرج أبوذر إلى راحلته فشدها بكورها وأنساعها ، فاجتمع إليه الناس فقالوا
له : يابا ذر رحمك الله أين تريد ؟ قال : أخرجوني إليكم غضبا علي ، وأخرجوني
منكم إليهم الآن عبثاني ، ولا يزال هذا الامر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتى
يستريح برا ، ويستراح من فاجر ، ومضى وسمع الناس بمخرجه فاتبعوه حتى
خرج من دمشق ، فساروا معه حتى انتهى إلى دير المران فنزل ونزل معه الناس
فاستقدم فصلى بهم ، ثم قال : أيها الناس إني موصيكم بما ينفعكم ، وتارك الخطب
والتشقيق ، احمدوا الله عزوجل ، قالوا : الحمد لله ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمد عبده ورسوله ، فأجابوه بمثل ما قال ، فقال : أشهد أن البعث حق ، و
وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأقر بما جاء من عند الله ، واشهدوا علي
بذلك ، قالوا : نحن على ذلك من الشاهدين ، قال : ليبشر من مات منكم على هذه
الخصال برحمة الله وكرامته مالم يكن للمجرمين ظهيرا ، ولا لاعمال الظلمة مصلحا
ولا لهم معينا ، أيها الناس أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبا لله عزوجل إذا عصي
في الارض ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله ، وإن أحدثوا(1)مالا تعرفون فجانبوهم
وازرؤا عليهم وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم ، حتى يرضى الله عزوجل . فإن
الله أعلى وأجل ، لا ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين ، غفر الله لي ولكم ، أستودعكم
الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله ، فناداه الناس أن : سلم الله عليك ورحمك يابا ذر
يا صاحب رسول الله ، ألا نردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك ، ألا نمنعك(2)؟
فقال لهم : ارجعوا رحمكم الله ، فإني أصبر منكم على البلوى ، وإياكم والفرقة


(1)في المصدر : واذا احدثوا .
(2)= : انا لا نردك ان كان هؤلاء القوم اخرجوك ولا نمنعك .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه