" بفاحشة مبينة " أي بمعصية ظاهرة " يضاعف لها العذاب " في الآخرة
" ضعفين " أي مثلي ما يكون على غيرهن ، وذلك لان نعم الله سبحانه عليهن أكثر
لمكان النبى صلى الله عليه وآله منهن ، ونزول الوحي في بيوتهن ، وإذا كانت النعمة عليهن
أعظم وأوفر كانت المعصية منهن أفحش ، والعقوبة بها أعظم وأكثر ، وقال أبو -
عبيدة : الضعفان أن يجعل الواحد ثلاثا ، فيكون عليهن ثلاثة حدود ، وقال غيره :
المراد بالضعف المثل ، فالمعنى أنها يزاد في عذابها ضعف كما زيد في ثوابها ضعف
كما قال : " نؤتها أجرها مرتين " .
" وكان ذلك " أي عذابها " على الله يسيرا " اي هينا " ومن يقنت منكن
لله ورسوله " القنوت : الطاعة ، وقيل : المواظبة عليها ، وروى أبوحمزة الثمالي
عن زيد بن علي أنه قال : إني لارجو للمحسن منا أجرين ، وأخاف على المسئ
عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن علي بن عبدالله بن الحسين ، عن أبيه عن
علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال له رجل : إنكم أهل بيت مغفور لكم ، قال : فغضب
وقال : نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى الله في أزواج النبي صلى الله عليه وآله من أن نكون
كما تقول ، إنا نرى لمحسننا ضعفين من الاجر ، ولمسيئنا ضعفين من العذاب ، ثم
قرأ الآيتين " وأعتدنا لها رزقا كريما " أي عظيم القدر ، رفيع الخطر " لستن كأحد
من النساء " قال ابن عباس : أي ليس قدركن عندي كقدر غيركن من النساء
الصالحات " إن اتقيتن " شرط عليهن التقوى ليبين سبحانه أن فضيلتهن بالتقوى
لا بمحض اتصالهن بالنبي صلى الله عليه وآله " فلا تخضعن بالقول " أي لا ترققن القول ، و
لا تلن الكلام للرجال ، ولا تخاطبن الاجانب مخاطبة تؤدي إلى طمعهم فتكن كما
تفعل المرأة التي تظهر الرغبة في الرجال " فيطمع الذي في قلبه مرض " أى نفاق و
فجور ، وقيل : شهوة الزنا " وقلن قولا معروفا " أي مستقيما جميلا بريئا عن التهمة
بعيد من الريبة " وقرن في بيوتكن " من القرار ، أو من الوقار ، فعلى الاول
يكون الامر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف ، ثم تلقى الحركة على