بحار الأنوار ج57

وقال البيضاوي : أي وما تنقصه وما تزداد في الجنة والمدة والعدد . وقيل :
المراد نقصان دم الحيض وازدياده ، و " غاض " جاء لازما ومتعديا ، وكذا " ازداد(1)"
" وكل شئ عنده بمقدار " قيل : أي بقدر لا يجاوزه ولا ينقص عنه ، وفي
الاخبار : أي بتقدير خلق الانسان من نطفة . قال البيضاوي : من جماد لاحس بها ولا
حراك ، سيالة لا تحفظ الوضع والشكل " فإذا هو خصيم " منطيق(2)مجادل " مبين "
للحجة ، أو خصيم مكافح لخالقه قائل : من يحيى العظام وهي رميم(3)؟ " ولم يك شيئا "
بل كان عدما صرفا ، فإنه أعجب من جميع المواد بعد التفريق الذي ينكر البعث .
" في ريب من البعث " قال البيضاوي : من إمكانه وكونه مقدورا " فإنا خلقناكم "
أي فانظروا في بدء خلقكم ، فإنه يزيح ريبكم ، فإنا خلقناكم‌ء‌من تراب " بخلق
آدم منها(4)والاغذيه التي يتكون منها المني " ثم من نطفة " أي من مني ، من
النطف وهو الصب " ثم من علقة " قطعة من الدم جامدة " ثم من مضغة " قطعة من
اللحم بقدر(5)ما يمضغ " مخلقة وغير مخلقة " مسواة لانقص فيها ولاعيب ، وغير مسواة
أو تامة وساقطة ، أو مصورة وغير مصورة " لنبين لكم " بهذا التدريج قدرتنا وحكمتنا
فإن ما قبل التغير والفساد والتكون مرة قبلها اخرى ، وإن من قدر على تغييره
وتصويره أولا قدر على ذلك ثانيا ، وحذف المفعول إيماء إلى أن الافعال هذه يتبين
بها من قدرته وحكمته مالا يحيط به الذكر " ونقر في الارحام ما نشاء " أن نقره " إلى أجل مسمى " هو وقت الوضع ، وقرئ " ونقر " بالنصب ، وكذاقوله " ثم نخرجكم "
عطفا على " نبين " كأن خلقهم مدرج لغرضين : تبين القدرة ، وتقرير هم في الارحام
حتى يولدوا وينشؤوا ، أو يبلغوا حد التكليف ، و " طفلا " حال اجريت على تأويل
كل واحد ، أو للدلالة على الجنس ، أو لانه في الاصل مصدر " ثم لتبلغوا أشدكم "


(1)انوارالتنزيل : ج 1 ، ص 616
(2)في المصدر : منطيق مناظر مجادل .
(3)انوار التنزيل : ج 1 ، ص 657 .
(4)في المصدر : اذ خلق آدم منه .
(5)في المصدر : وهى في الاصل قدر ما يمضغ .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه