بحار الأنوار ج91

ابن عبدون وأبي طالب بن الغرور وابي الحسن الصفار والحسن بن إسماعيل بن
أشناس جميعا ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن يزيد بن ابي الازهر ، عن
محمد بن عبدالله النهشلي ، عن أبيه قال : سمعت الامام ابا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
يقول التحدث بنعم الله شكر ، وترك ذلك كفر ، فارتبطوا نعم ربكم تعالى بالشكر ، و
حصنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا البلاء بالدعاء ، فان الدعاء جنة منجية يرد
البلاء وقد أبرم إبراما .
قال أبوالوضاح : وأخبرني ابي قال : لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ
وهو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بفخ ، وتفرق الناس عنه ، حمل رأسه
والاسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا :
بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما * دفنتم بصحراء الغميم القوافيا
فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله(1)فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا
ولكن حكم السيف فينا مسلط * فنرضى إذا ما اصبح السيف راضيا
وقد ساء‌ني ما جرت الحرب بيننا * بني عمنا لو كان أمرا مدانيا
فان قلتم إنا ظلمنا فلم نكن * ظلمنا ولكن قد اسأنا التقاضيا
ثم أمر برجل من الاسرى فوبخه ثم قتله ، ثم صنع مثل ذلك بجماعة من
ولد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وأخذ من الطالبيين ، وجعل ينال منهم إلى
أن ذكر موسى بن جعفر عليه السلام فنال منه ثم قال : والله ما خرج حسين إلا عن أمره
لا اتبع إلا محبته لانه صاحب الوصية في أهل هذا البيت ، قتلني الله إن ابقيت
عليه ، فقال له أبويوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي وكان جريا عليه : يا أمير المؤمنين
اقول أم أسكت ؟ فقال : قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر ، ولولا ما سمعت
من المهدي المنصور(2)فيما اخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله
في دينه وعلمه وفضله ، وما بلغني عن السفاح فيه من تقريضه وتفضيله لنبشت قبره
وأحرقته بالنار إحراقا .


(1)سلة خ ل .(2)كذا ولعله وصف للمهدى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه