بحار الأنوار ج47

ابن حماد ، عن علي بن أبي حمزة قال كان لي صديق من كتاب بني امية فقال
لي : استاذن لي على أبي عبدالله عليه السلام فاستأذنت له ، فأذن له فلما أن دخل سل وجلس
ثم قال : جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم ، فأصبت من دنياهم مالا
كثيرا ، وأغمضت(1)في مطالبه .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : لولا أن بني امية وجدوا من يكتب لهم ، ويجبي
لهم الفئ ، ويقاتل عنهم(ويشهد جماعتهم)لما سلبونا حقنا ، ولوتركهم الناس
وما في أيديهم ، ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم قال : فقال الفتى : جعلت
فداك فهل لي مخرج منه ؟ قال : إن قلت لك تفعل ؟ قال : أفعل قال : فاخرج من
جميع ما كسبت في ديوانهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت
به ، وأنا أضمن لك على الله الجنة فأطرق الفتى طويلا ، ثم قال له : قد فعلت
جعلت فداك .
قال ابن أبي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجهه
الارض إلا خرج منه ، حتى ثيابه التي على بدنه ، قال : فقسمت له قسمة ، واشترينا
له ثيابا ، وبعثنا إليه بنفقة قال : فما أتى عليه إلا أشهر قلائل حتى مرض ، فكنا
نعوده قال : فدخلت عليه يوما وهو في السوق(2)قال : ففتح عينيه ثم قال : يا علي
وفى لي والله صاحبك ، قال : ثم مات ، فتولينا أمره ، فخرجت حتى دخلت على
أبي عبدالله عليه السلام فلما نظر إلي قال : يا علي وفينا والله لصاحبك قال : فقلت له :
صدقت جعلت فداك ، هكذا والله قال لي عند موته(3).
106 .
كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن داود بن زربي ، قال :
أخبرني مولى لعلي بن الحسن عليه السلام قال : كنت بالكوفة ، فقدم أبوعبدالله عليه السلام
الحيرة ، فأتيته فقلت : جعلت فداك لو كلمت داود بن علي أو بعض هؤلاء فأدخل في
بعض هذه الولايات ؟ فقال : ما كنت لافعل قال : فانصرفت إلى منزلي ، فتفكرت


(1)أغمضت في مطالبه : أى تساهلت في تحصيله ولم أجتنب فيه الحرام والشبهات .
(2)السوق : هو حالة نزع الروح من الميت .
(3)الكافى ج 5 ص 106 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه