بحار الأنوار ج93

السيدة : فرق هذا على أهل الاستحقاق ، فهو من أطيب مالي ، واكتب لي أسماء
الذين تفرقه عليهم ، حتى إذا جاء ني من هذا الوجه شئ صرفته إليهم .
قال : فمضيت إلى منزلي وجمعت أصحابي وسألتهم عن المستحقين ، فسموا
لي أشخاصا ففرقت عليهم ثلاث مائة دينار وبقي الباقي بين يدي إلى نصف الليل
وأذا أنا بطارق يطرق الباب فسألته من أنت ؟ ققال : فلان العلوي وكان جاري
فأذنت له فدخل فقلت له : ما الذي جاء‌بك في هذه الساعة ؟ قال : طرقني طارق
من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن عندي ما اطعمه ، فأعطيته دينارا فأخذه وشكر
لي وانصرف .
فخرجت زوجتي وهي تبكي وتقول : أما تستحيي ؟ يقصدك مثل هذا الرجل
فتعطيه دينارا وقد عرفت استحقاقه ؟ فأعطه الجميع ، فوقع كلامها في قلبي ، فقمت
خلفه وناولته الكيس فأخذه وانصرف ، فلما عدت إلى الدار ، ندمت وقلت : الساعة
يصل الخبر إلى المتوكل ، وهو يمقت العلويين ، فيقتلني ، فقالت لي زوجتي :
لاتخف ، وتوكل على الله جدهم .
فبينا نحن كذلك إذ طرق الباب ، والمشاعيل بأيدي الخدم وهم يقولون :
أجب السيدة ، فقمت مرعوبا وكلما مشيت قليلا تواترت الرسل فوقفت عند ستر
السيدة ، فسمعت قائلا يقول : يا أحمد جزاك الله خيرا ، وجزى زوجتك ، كنت
الساعة نائمة فجاء‌ني رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : جزاك الله خيرا ، وجزى زوجة ابن
الخصيب خيرا ، فما معنى هذا
فحدثتها الحديث ، وهي تبكي ، فأخرجت دنانير وكسوة ، وقالت : هذا
للعلوي وهذا لزوجتك ، وهذا لك ، وكان ذلك يساوي مائة ألف درهم ، فأخذت
المال وجعلت طريقي على باب العلوي وطرقت الباب فقال من داخل المنزل : هات
ما عندك يا أحمد وخرج وهو يبكي ، فسألت عن بكائه ، فقال : لما دخلت منزلي
قالت لي زوجتي : ما هذا الذي معك ؟ فعرفتها فقالت لي : قم بنا نصلي وندعو للسيدة
وأحمد وزوجته ، فصلينا ودعونا ، ثم نمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وهو

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه