بحار الأنوار ج89

بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به ثمنا قليلا)(1)وبقوله :(وإن
منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتاب)(2)وبقوله :(إذ يبيتون ما لا يرضى من
القول)(3)بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم ، حسب ما فعلته اليهود
والنصارى ، بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والانجيل ، وتحريف الكلم
عن مواضعه ، وبقوله :(يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم
نوره)(4).
يعني أنهم أثبتوا في الكتب ما لم يقله الله ، ليلبسوا على الخليفة ، فأعمى الله
قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه ، وحر فوا منه ، وبين عن
إفكهم وتلبيسهم ، وكتمان ما علموه منه ، ولذلك قال لهم :(لم تلبسون الحق
بالباطل)(5)وضرب مثلهم بقوله :(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس
فيمكث في الارض)(6).
فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل
ويبطل ، ويتلاشى عند التحصيل ، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والقلوب تقبله ، والارض في هذا الموضع
هي محل العلم وقراره وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين
ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب ، لما في ذلك من تقوية
حجج أهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة عن قبلتنا ، وإبطال هذا العلم الظاهر
الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار لهم ، والرضا
بهم ، ولان أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق ، ولان
الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله :(فاصبر


(1)البقرة : 79 . \ \ \(2)آل عمران : 78 .
(3)النساء : 108 . \ \ \(4)الصف : 8 .
(5)آل عمران : 71 .
(6)الرعد : 17 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه