بحار الأنوار ج37

بيان : أقول : رواه العلامة قدس الله روحه عن ابن عباس(1)، والطبرسي
نور الله ضريحه عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري ثم قال : ولاغرو أن
يكونا عليهما السلام بحرين ، لسعة فضلهما وكثرة خيرهما ، فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته
وقال : معنى " مرج " أرسل(2). وقال الجوهري : الغرو العجب ، يقال : لاغرو أي
ليس بعجب(3).
أقول : م قد أثبتنا كثيرا من أخبار هذا الباب في أبواب أحوال الانبياء عليهم السلام
لا سيما أحوال آدم عليه السلام ، وفي أبواب أحوال فاطمة عليها السلام وفي باب فضائل حمزة وجعفر ،
وباب أحوال عباس وعقيل ، وفي كثير من أبواب كتاب الامامة .
ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أن ام أيمن قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي
فاطمة الزهراء عليها السلام لازورها في منزلها ، وكان يوما حارا من أيام الصيف ، فأتيت إلى
باب دارها وإذا بالباب مغلق ، فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء نائمة عند
الرحى ، ورأيت الرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها ، والمهد أيضا إلى
جانبها والحسين عليه السلام نائم فيه والمهد يهتز ولم أرمن يهزه(4)، ورأيت كفا يسبح
الله تعالى قريبا من كف فاطمة الزهراء ، قالت ام أيمن : فتعجبت من ذلك فتركتها ،
ومضيت إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمت عليه وقلت له : يا رسول الله إني رأيت
عجبا ما رأيت مثله أبدا ، فقال لي ، ما رأيت يا ام أيمن ؟ فقلت : إني قصدت منزل
سيدتي فاطمة الزهراء ، فلقيت الباب مغلقا وإذا أنا بالرحى تطحن بالبر وهي تدور من
غير يد تديرها ، ورايت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ، ورأيت كفا يسبح الله
تعالى قريبا من كف فاطمة عليها السلام ولم أر شخصه ، فتعجبت من ذلك يا سيدي ، فقال :
يا ام أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة ، وهي متعبة جائعة ، والزمان قيظ(5)،


(1)راجع كشف الحق 1 : 128 . وكشف اليقين : 93 .
(2)مجمع البيان 9 : 201 .
(3)الصحاح ج : ص .
(4)هز الشئ وبالشئ : حركه .
(5)القائظ والقيظ : الشديد الحر .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه