بحار الأنوار ج6

بالوسط وسط المعمورة تقريبا لكون بعض العمارة في العرض الجنوبي أيضا ، ويحتمل

على بعد أن يكون الوسط بمعنى الاشرف وعلى الاحتمال الاول يمكن أن يكون هبوب
الريح أيضا علة اخرى لكونه وسطا . قوله عليه السلام : كانوا يمكون فيها هذا لا يساعدة
الاشتقاق إلا أن يقال : كان أصل مكة مكوة فصارت بكثرة الاستعمال هكذا ، أو يقال :
كان أصل المكاء المك فقلبت الكاف الثانية من باب أمليت وأمللت ، أو يقال : إن بيان
ذلك ليس لبيان مبدء الاشتقاق ، بل لبيان أن الذين كان ذلك فعالهم أهلكهم ونقصهم ،
يقال مكه : أهلكه ونقصه ، ويمكن أن يكون مبنيا على الاشتقاق الكبير .
قوله عليه السلام : ليعلم فيه لف ونشر ، فإن العلم بحال أهل الفقر في الدنيا علة لكونه
واعظا ، والعلم بحال أهل الفقر في الآخرة علة لكونه دليلا .
قوله عليه السلام : من قتل الانفس أي للتغاير . قوله عليه السلام : والعقوبة لهم لعلها معطوفة
على نصرتهم أو على الاعداء ، وعلى التقديرين ضمير الجمع راجع إلى الاعداء أو إلى الرسول
والائمة . ودعوا على المعلوم أو على المجهول .
قوله عليه السلام : وكذلك لو عرف الرجل أي أن التعرب بعد الهجرة إنما يحرم
لتضمنه ترك نصرة الانبياء والحجج عليهم السلام ، وترك الحقوق الازمة بين المسلمين والرجوع
إلى الجهل لا لخصوص كونه في الاصل من أهل البادية ، إذ يحرم على من كمل علمه من
غير أهل البادية أيضا أن يساكنهم لتلك العلة . أو المعنى : أنه ليس لخصوص سكنى البادية
مدخل في ذلك بل لا يجوز لمن كمن علمه أن يساكن أهل الجهل من أهل القرى والبلاد
أيضا . وفي العلل : ولذلك وهو أظهر . قوله عليه السلام : والخوف عليه كأنه معطوف على
الجهل ، أي مساكنة جماعة يخاف عليه من مجالستهم الضلال وترك الحق ، ويحتمل أن
يكون معطوفا على ذلك إذا كان لذلك ، وعلى التقديرين المراد عدم جواز مساكنة من
يخاف عليه في مجالستهم(1)ترك الدين أو الوقوع في المحرمات .
قوله عليه السلام : فجعل الله عزوجل المفعول الثاني لجعل قوله : كل ذي ناب أي
لما كانت العلة في حرمتها أكلها اللحوم وافتراسها الحيوانات جعل ضابط الحكم ما


(1)في نسخة : من مجالستهم .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه