بحار الأنوار ج11

ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ، ثم يبنون القصور عليها فسميت ذات العماد لذلك(1)
13 - ج : روي عن علي بن يقطين أنه قال : أمر أبوجعفر الدوانيقي يقطين أن
يحفر بئرا بقصر العبادي ، فلم يزل يقطين في حفرها حتى مات أبوجعفر ولم يستنبط منها
الماء ، فأخبر المهدي بذلك فقال له : احفر أبدا حتى تستنبط الماء ولو أنفقت عليها جميع
ما في بيت المال ، قال : فوجه يقطين أخاه أبا موسى في حفرها ، فلم يزل يحفر حتى ثقبوا
ثقبا في أسفل الارض فخرجت منه الريح ، قال : فهالهم ذلك فأخبروا به أبا موسى فقال :
انزلوني ، قال : وكان رأس البئلر أربعين ذارعا في أربعين ذراع ، فاجلس في شق محمل ودلي
في البئر ، فلما صار في قعرها نظر إلى هول وسمع دوي الريح في أسفل ذلك ، فأمرهم أن
يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ، ثم دلي فيه رجلان في شق محمل فقال : ائتوني
بخبر هنا ماهو ، قال : فنزلا في شق محمل فمكثا مليا ثم حركا الحبل فاصعدا ، فقال لهما :
ما رأيتما ؟ امرا عظيما رجالا ونساء وبيوتا وآنية ومتاعا كله مسوخ من حجارة
فأما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ ، فلما مسسناهم إذا
ثيابهم تتفشى شبه الهباء ، ومنازل قائمة ، قال : فكتب بذلك أبوموسى إلى المهدي ، فكتب
المهدي إلى المدينة إلى موسى بن جعفر عليه السلام يسأله أن يقدم عليه ، فقدم عليه فأخبره
فبكى بكاء شديدا وقال : يا أميرالمؤمنين هؤلاء بقية قوم عاد غضب الله عليهم فساخت بهم
منازلهم ، هؤلاء أصحاب الاحقاف ، قال : فقال له المهدي : يا أبا الحسن وما الاحقاف ؟ قال :
الرمل .(2)
بيان : قال الطبرسي قدس سره : الاحقاف جمع حقف وهو الرمل المستطيل العظيم
لا يبلغ أن يكون جبلا ، قال المبرد : هو الرمل الكثير المكتنز غير العظيم وفيه اعوجاج ، ثم
قال : هو واد بين عمان ومهرة(3)عن ابن عباس ، وقيل : رمال فيما بين عمان إلى حضرموت


(1)علل الشرائع : 23 . م
(2)الاحتجاج : 211 . م
(3)بالتحريك : بلاد تنسب إلى مهرة بن حيدان بن عمروبن الحاف بن قضاعة ، بينه وبين
عمان نحو شهر وكذلك بينه وبين حضرموت . وحضرموت بالفتح فالسكون ثم الفتح فالضم : ناحية واسعة في
شرقى عدن بقرب البحر ، وحولها رمال كثيرة تعرف بالاحقاف وبها قبر هود ، وبقربها بئر
برهوت(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه