بحار الأنوار ج82

الشيطان الرجيم ، ولرواية الحلبي(1)عن الصادق عليه السلام وصورته ما روى الخدري ،
وروي أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ، ورواه البزنطي عن معاوية بن عمار(2)
عن الصادق عليه السلام واختاره المفيد في المقنعة ، وروى(3)سماعة أستعيذ بالله من الشيطان
الرجيم إن الله هو السميع العليم ، وقال ابن البراج : يقول :(أعوذ بالله السميع العليم
من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم).
وللشيخ أبي علي ابن الشيخ الاعظم أبي جعفر الطوسي قول بوجوب التعوذ للامر
به ، وهو غريب ، لان الامر هنا للندب بالاتفاق ، وقد نقل فيه والده في الخلاف
الاجماع ، وقد روى الكليني(4)عن أبي جعفر عليه السلام إذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم
فلا تبال أن لاتستعيذ .
ثم قال - ره - : لاتتكرر الاستعاذة عندنا وعند الاكثر ، ولو نسيها في الاولى
لم يأت بها في الثانية ، انتهى .
وأقول : الظاهر التخيير بين أنواع الاستعاذة الواردة في النصوص ، ولولا
الاخبار الكثيرة لتأتى القول بوجوب الاستعاذة في كل ركعة يقرء فيها بل في غير الصلاة
عند كل قراء‌ة(5)لكن الاخبار الكثيرة تدل على الاستحباب ، وتدل بظواهرها على


(1)تراه في التهذيب ج 1 ص 152 .
(2)أخرجه في الذكرى ، ولم يعثر عليه في الكتب الاربعة .
(3)التهذيب ج 1 ص 177 .
(4)الكافى ج 3 ص 313 ، ولما روى أيضا أن الشياطين اذا سمعوا(بسم الله
الرحمن الرحيم)ولوا على أدبارهم نفورا ، وبعد نفورهم وتوليهم مدبرين لاحاجة إلى
الاستعاذة منهم ، فتكون البسملة كالاستعاذة بل هو أحسن .
(5)قد عرفت في ج 83 ص 166 أن الاية من المتشابهات ، ظاهرها الاستقلال ،
وليس كذلك ، فلا يجوز اتباعها الابعد تأويلها ، وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته
عليهم السلام إلى الركعة الاولى من الصلاة ، فالمتبع سنته صلى الله عليه وآله وسلم لايجوز التخطى عنها أبدا
وانما لم تجب الاستعاذة في حال الاختيار كسائر السنن ولم تبطل الصلاة بتعمد تركها
لكون البسملة خلفا عن الاستعاذة ، على ما عرفت .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه