بحار الأنوار ج44

فقال جبرئيل : يا محمد طب نفسا وقر عينا إن صابغ صبغة الله عزوجل يقضي
لهما هذا الامر ويفرح قلوبهما بأي لون شاء‌ا ، فأمر يا محمد باحضار الطست والابريق
فاحضرا فقال جبرئيل : يا رسول الله أنا أصب الماء على هذه الخلع وأنت تفركهما
بيدك فتصبغ لهما بأي لون شاء‌ا .
فوضع النبي حلة الحسن في الطست فأخذ جبرئيل يب الماء ثم أقبل النبي
على الحسن وقال له : يا قرة عيني بأي لون تريد حلتك ؟ فقال : اريدها خضراء
ففركها النبي بيده في ذلك الماء ، فأخذت بقدرة الله لونا أخضر فائقا كالزبرجد
الاخضر ، فأخرجها النبي وأعطاها الحسن ، فلبسها .
ثم وضع حلة الحسين في الطست وأخذ جبرئيل يصب الماء فالتفت النبي
إلى نحو الحسين ، وكان له من العمر خمس سنين وقال له : يا قرة عيني أي لون
تريد حلتك ؟ فقال الحسين : يا جدا اريدها حمراء ففركها النبي بيده في ذلك الماء
فصارت حمراء كالياقوت الاحمر فلبسها الحسين فسر النبي بذلك وتوجه الحسن
والحسين إلى امهما فرحين مسرورين .
فبكى جبرئيل عليه السلام لما شاهد تلك الحال فقال النبي : يا أخي جبرئيل في
مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي وتحزن ؟ فبالله عليك إلا ما أخبرتني
فقال جبرئيل : اعلم يا رسول الله أن اختيار ابنيك على اختلاف اللون ، فلا بد للحسن
أن يسقوه السم ويخضر لون جسده من عظم السم ولابد للحسين أن يقتلوه ويذبحوه
ويخضب بدنه من دمه ، فبكى النبي وزاد حزنه لذلك .
46 أقول : وروى الشيخ جعفر بن نما في مثير الاحزان بإسناده عن زوجة
العباس بن عبدالمطلب وهي ام الفضل لبابة بنت الحارث قالت : رأيت في النوم قبل
مولد الحسين عليه السلام كأن قطع من لحم رسول الله قطعت ووضعت في حجري ، فقصصت
الرؤيا على رسول الله ، فقال : إن صدقت رؤياك فان فاطمة ستلد غلاما وأدفعه إليك
لترضعيه ، فجرى الامر على ذلك ، فجئت به يوما فوضعته في حجري فبال ، فقطرت
منه قطرة على ثوبه صلى الله عليه وآله فقرصته فبكى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه