بحار الأنوار ج65

تبيان : فوقاه الله الضمير راجع إلى المؤمن آل فرعون ، حيث توكل
على الله ، وفوض أمره إليه ، حين أراد فرعون قتله ، بعد أن أظهر إيمانه بموسى
ووعظهم ودعاهم إلى الايمان فقال : وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد *
فوقاه الله سيئات ما مكروا أي صرف الله عنه شدائد مكرهم ، قال بعض المفسرين :
إنه جاء مع موسى حتى عبر البحر معه ، وقيل إنهم هموا بقتله فهرب إلى جبل
فبعث فرعون رجلين في طلبه فوجداه قائما يصلي وحوله الوحوش صفوفا فخافا
فرجعا هاربين ، والخبر يرد هذين القولين كما يرد قول من قال إن الضمير راجع
إلى موسى عليه السلام ، ويدل على أنهم قتلوه لقد بسطوا عليه أي أيديهم في القاموس
بسط يده مدها ، والملائكة باسطوا أيديهم أي مسلطون عليهم ، كما يقال بسطت
يده عليه أي سلط عليه ، وفي بعض النسخ سطوا عليه في القاموس سطا عليه وبه
سطوا وسطوة صال أو قهر بالبطش انتهى .
و ما في قوله ما وقاه موصولة أو استفهامية وفي القاموس الفتنة بالكسر
الضلال والاثم والكفر والفضيحة ، والاضلال وفتنه يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه
وأفتنه فهو مفتن ومفتون لازم متعد كافتتن فيهما .
2 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي جميلة قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام : كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه : اعلموا أن القرآن
هدى الليل والنهار ، ونور الليل المظلم ، على ما كان من جهد وفاقة ، فاذا حضرت
بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم ، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم
فاعلموا أن الهالك من هلك دينه ، والحريب من حرب دينه ، ألا وإنه لا فقر بعد
الجنة ، ألا وإنه لا غنى بعد النار ، لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها(1).
تبيين : هدى الليل والنهار إضافة للمصدر إلى ظرف الزمان ، وقيل :
يحتمل أن يكون الليل والنهار كناية عن الباطل والحق كما قال تعالى : وهديناه
النجدين (2) ونور الليل المظلم الظاهر أن الليل المظلم كناية عن زمان الشدة


(1)الكافى ج 2 ص 216 .
(2)البلد : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه