بحار الأنوار ج82

المهدومة ، وأشبع به الخماص الساغبة ، واروبه اللهوات اللاغبة ، والاكباد الظامئة
وأرح به الاقدام المتعبة ، وأطرقه بليلة لااخت لها ، وبساعة لامثوى فيها ، وبنكبة
لاانتعاش معها ، وبعثرة لاإقالة منها ، وأبح حريمه ، ونغص نعيمه ، وأره بطشتك
الكبرى ، ونقمتك المثلى ، وقدرتك التي فوق قدرته ، وسلطانك الذي هو أعز من
سلطانه .
واغلبه لي بقوتك القوية ، ومحالك الشديد ، وامنعني منه بمنعك الذي كل
خلق فيه ذليل ، وابتله بفقر لاتجبره ، وبسوء لاتسترة ، وكله إلى نفسه فيما
يريد إنك فعال لما تريد ، وأبرئه من حولك وقوتك وكله إلى حوله وقوته ، و
أزل مكره بمكرك ، وادفع مشيته بمشيتك ، وأسقم جسده ، وأيتم ولده ، وانقص
أجله ، وخيب أمله ، وأدل دولته ، وأطل عولته ، واجعل شغله في بدنه ، ولا تفكه
من حزنه ، وصير كيده في ضلال ، وأمره إلى زوال ، ونعمته إلى انتقال ، وجده في
سفال ، وسلطانه في اضمحلال ، وعاقبته إلى شرمآل ، وأمته بغيظه ، إن أمته ، وأبقه
بحسرته إن أبقيته ، وقني شره وهمزه ولمزه وسطوته وعداوته ، والمحه لمحة
تدمر بها عليه ، فانك أشد بأسا وأشد تنكيلا .
قنوت الامام على بن موسى الرضا عليه السلام(1).
الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة ، والرغبة الرغبة إليك يا من به المفاخرة
وأنت اللهم مشاهد هواجس النفوس ، ومراصد حركات القلوب ، ومطالع مسرات
السرائر ، من غير تكلف ولاتعسف ، وقد ترى اللهم ما ليس عنك بمنطوي ، و
لكن حلمك آمن أهله عليه جرأة وتمردا وعتوا وعنادا ، وما يعانيه أولياؤك من
تعفية آثار الحق ودروس معالمه ، وتزيد الفواحش ، واستمرار أهلها عليها ، و
ظهور الباطل ، وعموم التغاشم ، والتراضي بذلك في المعاملات والمتصرفات ، قد جرت
به العادات ، وصار كالمفروضات والمسنونات .
اللهم فبادرنا منك بالعون الذي من أعنته به فاز ، ومن أيدته لم يخف لمز


(1)مهج الدعوات : 72 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه