أقول : سيأتي في كتاب الغيبة في حديث المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام أن
بقاع الارض تفاخرت ففخرت الكعبة على البقعة بكربلا ، فأوحى الله إليها : اسكتي ولا
تفخري عليها ، فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة ، وإنها الربوة
التي آويت إليها مريم والمسيح ، وإن الدالية التي غسل فيها رأس الحسين عليه السلام فيها
غسلت مريم عيسى عليه السلام واغتسلت لولادتها .
20 فس : " واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " إلى قوله :
" إنا إليكم مرسلون " أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة
الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية ، فقال : بعث الله رجلين إلى
أهل مدينة أنطاكية ، فجاءاهم بما لايعرفونه ، فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في
بيت الاصنام ، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال : ارشدوني إلى باب الملك ، قال : فلما
وقف على باب الملك قال : أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الارض ، وقد أحببت أن أعبد
إله الملك ، فأبلغوا كلامه الملك فقال : أدخلوه إلى بيت الآلهة ، فأدخلوه فمكث سنة مع
صاحبيه ، فقال لهما : بهذا ننقل قوما(1)من دين إلى دين لا بالخرق ، أفلا رفقتما ؟ ثم قال
لهما : لا تقران بمعرفتي ، ثم أدخل على الملك فقال له الملك : بلغني أنك كنت تعبد
إلهي ، فلم أزل وأنت أخي فسلني حاجتك ، قال : مالي حاجة أيها الملك ، ولكن رجلين
رأيتهما في بيت الآلهة فما حالهما ؟ قال الملك : هذان رجلان أتياني يضلان عن ديني(2)
ويدعوان إلى إله سماوي ، فقال : أيها الملك فمناظرة جميلة ، فإن يكن الحق لهما
اتبعناهما ، وإن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا ، فكان لهما مالنا وعليهما ماعلينا ،
قال : فبعث الملك إليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما : ما الذي جئتماني(3)به ؟
قالا : جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات والارض ويخلق في الارحام مايشاء
ويصور كيف يشاء ، وأنبت الاشجار والثمار ، وأنزل القطر من السماء ، قال : فقال لهما :
(1)في المصدر : ينقل قوم .
(2)في نسخة : أتياني يبطلان ديني ، وفي المصدر : أتيا يضلان عن ديني .
(3)في نسخة : جئتمانا به . وفي المصدر : جئتما به .