قال : فدنوت إلى سيدة النساء فاطمة وقلت لها : يا بنت رسول الله إني
عطشان ، فنظرت إلي شزرا وقالت لي : أنت الذي تنكر فضل البكاء على مصاب ولدي
الحسين ومهجة قلبي وقرة عيني الشهيد المقتول ظلما وعدوانا ؟ لعن الله قاتليه
وظالميه ومانيعه من شرب الماء ؟ قال الرجل : فانتبهت من نومي فزعا مرعوبا
واستغفرت الله كثيرا ، وندمت على ما كان مني وأتيت إلى أصحابي الذين كنت
معهم ، وخبرت برؤياي ، وتبت إلى الله عزوجل .
فحيث لا جهاد في البكاء عليه ، فلا وعد بالجنة ، وحيث لا عذاب ولا نكال ولا خوف
نفس فلا ثواب كذا وكذا . فليبك الفسقة الفجرة ، انهم مأخوذون بسيئ أعمالهم . ان الله
لا يخدع من جنته ، وليميز الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا
فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون .