بحار الأنوار ج16

وقيل : امي منسوبة إلى امة يعني جماعة عامة ، والعامة لا تعلم الكتابة ، ويقال :
سمي بذلك لانه من العرب ، وتدعى العرب الاميون .
قوله : " هو الذي بعث في الاميين " وقيل : لانه يقول يوم القيامة : امتي امتي ،
وقيل : لانه الاصل ، وهو بمنزلة الام التي يرجع الاولاد إليها ، ومنه ام القرى ، و
قيل : لانه لامته بمنزلة الوالدة الشفيقة بولدها ، فإذا نوي في القيامة : " يوم يفر المرء
من أخيه " تمسك بامته ، وقيل : منسوبة إلى ام وهي لا تعلم الكتابة ، لان الكتابة
من أمارات الرجال ، وقالوا : نسب إلى أمة ، يعني الخلقة ، قال الاعشى :
وإن معاوية الاكرمين * حسان الوجوه طوال الامم
قال المرتضى في قوله تعالى : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب " الآية ، ظاهر
الآية يقتضي نفي الكتابة والقراء‌ة بما قبل النبوة دون ما بعدها ، ولان التعليل في الآية
يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة ، لانهم إنما يرتابون في نبوته لو كان يحسنها قبل
النبوة ، فأما بعدها فلا تعلق له بالريبة ، فيجوز أن يكون تعلمهما من جبرئيل بعد
النبوة ، ويجوز أن لم يتعلم فلا يعلم ، قال الشعبي وجماعة من أهل العلم : ما مات رسول
الله صلى الله عليه واله حتى كتب وقرأ ، وقد شهر في الصحاح والتواريخ قوله صلى الله عليه واله : ايتوني بدوات
وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا(1).


(1)مناقب آل أبى طالب 1 : 161 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه