بحار الأنوار ج93

حيث أمر الله به ، فاذا أخذها أمينك ، فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها
ولا يمصر(1)لبنها فيضر ذلك بولدها ، ولا يجهدنها ركوبا ، وليعدل بين صواحباتها
في ذلك وبينها ، وليرفه على اللاغب ، وليستأن بالنقب والظالع(2)وليوردها
ما تمر به من الغدر ، ولا يعدل بها عن نبت الارض إلى جواد الطرق ، وليروحها
في الساعات ، وليمهلها عند النطاف(3)والاعشاب ، حتى يأتينا بها باذن الله بمدنا
منقيات غير متعبات ولا مجهودات ، لنقسمها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ، فان
ذلك أعظم لاجرك ، وأقرب لرشدك إنشاء الله(4).
كتاب الغارات ، لابراهيم بن محمد الثقفى : عن يحيى بن صالح الجريري
قال : أخبرنا أبوالعباس الوليد بن عمرو كان ثقة عن عبدالرحمن بن سليمان ، عن
جعفر بن محمد قال : بعث علي عليه السلام مصدقا من الكوفة إلى باديتها فقال : عليك يا
عبدالله بتقوى الله ، وساق الحديث نحو مامر بأدنى تغيير .
9 - نهج : ومن عهد له إلى بعض عماله ، وقد بعثه على الصدقة في مثله :
أمره بتقوى الله في سرائر اموره ، وخفيات أعماله ، حيث لاشهيد غيره
ولا وكيل دونه ، وأمره أن لايعمل بشئ من طاعة الله فيما ظهر ، فيخالف إلى غيره
فيما أسر ، ومن لم يختلف سره وعلانيته ، وفعله ومقالته ، فقد أدى الامانة
وأخلص العبادة ، وأمره ألا يجبههم ولا يعضههم(5)ولا يرغب عنهم تفضلا بالامارة


= = الجحاف ، والملغب : الذى يشتد السير بدابته أو يحملها أكثرما تقدر على حمله فتنصب
الدابة وتعيى أشد التعب . فهى لاغبة .
(1)المصر : حلب كل ما في الضرع .
(2)ظلع البعير : غمز في مشيه فهو ظالع وفى الاساس : نقب خف البعير : رق
وتثقب - فهو نقب ، وأنقى الابل : سمنت وحصل لها نقى وهو مخ العظام .
(3)النطاف جمع نطفة : المياه القليلة ، والاعشاب جمع العشب : الكلا الرطب .
(4)نهج البلاغة تحت الرقم 25 من قسم الرسائل .
(5)عضه فلانا : بهته ورماه بالزور والبهتان .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه