بحار الأنوار ج10

الجلد واللحم لانها صفراء رقيقة ، وسميت السماء سماء لانها وسم الماء - يعني معدن
الماء - وإنما سميت الدنيا دنيا لانها أدنى من كل شئ ، وسميت الآخرة آخرة
لان فيها الجزاء والثواب ، وسمي آدم آدم لانه خلق من أديم الارض .
وذلك أن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليه السلام وأمره أن يأتيه من أديم الارض
بأربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها
وحزنها ، ثم أمره أن يأتيه بأربع مياه : ماء عذب ، وماء ملح ، وماء مر ، وماء منتن ،
ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين وأدمه الله بيده فلم يفضل شئ من الطين يحتاج إلى
الماء ، ولا من الماء شئ يحتاج إلى الطين ، فجعل الماء العذب في حلقه ، وجعل الماء
المالح في عينه ، وجعل الماء المر في اذنيه ، وجعل الماء المنتن في أنفه . وإنما سميت
حواء حواء لانها خلقت من الحيوان وإنما قيل للفرس أجد ، لان أول من ركب
الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، وأنشأ يقول :
أجد اليوم وما * ترك الناس دما
فقيل للفرس أجد لذلك ، وإنما قيل للبغل : عد لان أول من ركب البغل
آدم عليه السلام وذلك لانه كان له ابن يقال له : معد ، وكان عشوقا للدواب ، وكان
يسوق بآدم عليه السلام ، فإذا تقاعس البغل(1)نادى : يا معد سقها ، فألفت البغلة(2)
اسم معد ، فترك الناس معد وقالوا : عد ، وإنما قيل للحمار حر لان أول من
ركب الحمار حواء ، وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها
هابيل ، وكانت تقول في مسيرها : واحراه ، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة ،
وإذا أمسكت تقاعست ، فترك الناس ذلك وقالوا : حر ، وإنما سمي الدرهم درهما
لانه دار هم من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله أورثه النار ، وإنما سمي الدنيا ردينارا
لانه دار النار من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله تعالى أورثه النار .
فقال اليهودى : صدقت يا أمير المؤمنين ، إنا لنجد جميع ماوصف في التوراة ،


(1)تقاعس الفرس وغيره ، لم ينقد لقائده .
(2)في نسخة : فالقبت البغلة ، وفي المصدر :(فابقيت خ ل).(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه