صلى الله عليه وآله إلى جبرئيل عليه السلام فقال : قد رأيتك ذعرا ، وما رأيت شيئا كان
أذعر لي من تغير لونك ! فقال : يا نبي الله لا تلمني ، أتدري من هذا ؟ قال : لا
قال : هذا إسرافيل حاجب الرب ، ولم ينزل(1)من مكانه منذ خلق الله السماوات
والارض ، ولما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة ، فكان الذي رأيت
من تغير لوني لذلك ، فما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلي لوني ونفسي
أما رأيته كلما ارتفع صغر ، إنه ليس شئ يدنو من الرب إلا صغر لعظمته ، إن
هذا حاجب الرب ، وأقرب خلق الله منه ، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ، فإذا
تكلم الرب تبارك وتعالى بالحوي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ، ثم ألقاه إلينا
فنسعى به في السماوات والارض ، إنه لادنى خلق الرحمن منه ، وبيني وبينه
تسعون(2)حجابا من نور تقطع دونها الابصار ما لا يعد ولا يوصف ، وإني لاقرب
الخلق منه ، وبيني وبينه مسيرة ألف عام .
بيان : قال الجوهري : حان له أن يفعل كذا يحين حينا أي آن ، وحان
حينه أي قرب وقته وقال : قال الكسائي : امتقع لونه إذا تغير من حزن أو
فزع(3)، قال : وكذلك انتقع ابتقع وبالميم أجود . وقال : الكركم الزعفران
وقال : لاذبه لواذا ولياذا أي لجأ إليه وعاذبه . وفي القاموس : الصر طائر كالعصفور
وأصغر " يدنو من الرب " أي من موضع مناجاته ، أو من عرشه سبحانه " ما لا
يعد ولا يوصف " أي دونها وقبل الوصول إليها ما لا يعد ولا يوصف انقطع(4)
عندها الابصار ، ولا تقدر على النظر إليها . وفي بعض النسخ " ما يعد " بدون " لا "
فيمكن أن يكون بدلا من " تسعون حجابا " و " ما " موصولة ، أي يحيط به العدد
دون الوصف ، والمراد بالحجب إما الحجب المعنوية كما مر ، أو المراد بينه وبين
(1)لم يهبط(خ).
(2)سبعون(خ).
(3)في الصحاح ، او فزع او ريبه .
(4)تقطع(خ).