بحار الأنوار ج11

شهوة الطعام تحفزكم ، ولا خوف من أعداء دينكم ودنياكم ينخب في قلوبكم ، ولا لابليس
في ملكوت سماواتي وأرضي شغل على إغواء ملائكتي الذين قد عصمتهم منهم ، يا ملائكتي
فمن أطاعني منهم وسلم دينه من هذه الآفات والنكبات فقد احتمل في جنب محبتي ما
لم تحتملوا ، واكسب من القربات إلي مالم تكتسبوا ، فلما عرف الله ملائكته فضل
خيار امة محمد صلى الله عليه وآله وشيعة علي وخلفائه عليهم السلام عليهم ، واحتمالهم في جنب محبة ربهم
مالا يحتمله الملائكة أبان بني آدم الخيار المتقين بالفضل عليهم
ثم قال : فلذلك فاسجدوا لآدم(1)لما كان مشتملا على أنوار هذه الخلائق الافضلين ،
ولم يكن سجودهم لآدم ، إنما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عزوجل وكان بذلك
معظما مبجلا له ، ولا ينبغي لاحد من دون الله ، يخضع له خضوعه لله ،
ويعظمه بالسجود له كتعظيمه لله ، ولو أمرت أحدا أن يسجد هكذالغير الله لامرت ضعفاء
شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا(2)أن يسجدوا لمن توسط في علوم رسول الله صلى الله عليه وآله ، و
محض وداد خير خلق الله علي بعد محمد رسول الله ، واحتمل المكاره والبلايا في التصريح بإظهار
حقوق الله ، ولم ينكر علي حقا ارقبه عليه قد كان جهله أو أغفله .(3)الخبر .
بيان : المقاساة : المكابدة وتحمل الشدة في الامر ، والاجزاع جمع الجزع بالكسر
وقد يفتح وهو منعطف الوادي ووسطه أو مفتتحه ، أو مكان بالوادي لا شجر فيه ، وربما كان
رملا . والعفريت : الخبيث المنكر والنافذ في الامر المبالغ فيه دهاء . وخفزه أي دفعه من
خلفه . والنخب : النزع ، ورجل نخب بكسر الخاء أي جبان لافؤادله ، ذكره الجوهري .
وقوله عليه السلام :(ارقبه عليه)أي ارصده له وأنتظر رعايته منه ، أو من قولهم : رقبه أي جعل
الحبل في رقبته .
2 - ج : في جواب مسائل الزنديق عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سأل أيصلح السجود
لغير الله ؟ قال : لا ، قال : فكيف أمر الله الملائكة بالسجود ؟ فقال : إن من سجد بأمر الله
فقد سجد الله فكان سجوده لله إذ كان عن أمر الله . ثم قال عليه السلام : فأما إبليس فعبد خلقه


(1)في نسخة : فلذلك قال فاسجدوا لادم .
(2)في نسخة : وسائر المكلفين من متبعينا .
(3)الاحتجاج : 31 - 32 . وفيه : < < جهلة او غفلة > > . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه