بحار الأنوار ج70

مكان الخاشع المطيع ، قيل : فيه تنبيه على أن التكبر لا يليق بأهل الجنة ، وأنه
تعالى إنما طرده وأهبطه للتكبر لا بمجرد عصيانه إنك من الصاغرين أي
ممن أهانه الله تعالى لكبره .
واستكبروا عنها (1)أي عن الايمان بها لا تفتح لهم أبواب السماء
لادعيتهم وأعمالهم ، ولنزول البركة عليهم ، ولصعود أرواحهم إذا ماتوا . وفي
المجمع(2)عن الباقر عليه السلام : أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء
فتفتح لهم أبوابها ، وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء
نادى مناد : اهبطوا به إلى سجين ، وهو واد بحضرموت ، يقال له : برهوت ولا
يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط أي لا يدخلون الجنة حتى
يكون ما لا يكون ابدا .
الذين استكبروا (3)اي أنفوا من اتباعه للذين استضعفوا اي للذين
استضعفوهم وأذلوهم لمن آمن منهم بدل الذين أتعلمون قالوه على سبيل
الاستهزاء . فاستكبروا (4)اي من الايمان
سأصرف عن آياتي (5)أي المنصوبة في الافاق والانفس ، أو معجزات
الانبياء ، وفي المجمع(6)ذكر في معناه وجوه أحدها أنه اراد سأصرف عن نيل
الكرامة المتعلقة بآياتي والاعتزاز بها ، كما يناله المؤمنون في الدنيا والآخرة
المستكبرين ، وثانيها أن معناه سأصرفهم عن زيادة المعجزات التي أظهرها على
الانبياء بعد قيام الحجة بما تقدم من المعجزات ، وثالثها أن معناه سأمنع من
الكذابين والمتكبرين آياتي ومعجزاتي وأصرفهم عنها ، وأخص بها الانبياء
ورابعها أن يكون الصرف معناه المنع من إبطال الآيات والحجج ، والقدح فيها


(1)الاعراف : 40 .
(2)مجمع البيان ج 4 ص 418 .
(3)الاعراف : 75 ، 76 .
(4)الاعراف : 133 .
(5)الاعراف : 146(6)مجمع البيان ج 4 ص 477 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه