بحار الأنوار ج64

عن صاحبه ، أو خلقهما .
" من أجل أنه نأى " : كأن مناسبة نأى ونوى من جهة الاشتقاق الكبير
المبني على توافق بعض حروف الكلمتين فان الاول مهموز الوسط والثاني من
المعتل(1). ويحتمل أن يكون أصل المهموز من المعتل أو بالعكس ، ويؤيده
أن صاحب مصباح المنير ، والراغب في المفردات ذكرا " نأى " في باب النون مع
الواو ، أو يقال ليس الغرض هنا بيان الاشتقاق بل بيان أن النوى بمعنى البعد
وذكر نأى لتناسب اللفظين فان الواوي أيضا يطلق بهذا المعنى ، قال في القاموس :
النية الوجه الذي يذهب فيه والبعد كالنوى فيهما انتهى .
والآية في سورة الانعام هكذا : " إن الله فالق الحب والنوى "(2)قال : في
مجمع البيان(3)أي شاق الحبة اليابسة الميتة فيخرج منه النبات ، وشاق النواة
اليابسة فيخرج منه النخل والشجر ، وقيل : معناه خالق الحب والنوى ومنشئهما
ومبدئهما ، وقيل المراد به ما في الحبة والنواة من الشق وهو من عجيب قدرة الله
تعالى في استوائه .
" يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي "(4)أي يخرج النبات
الغض الطري الخضر ، من الحب اليابس ويخرج الحب اليابس من النبات الحي
النامي عن الزجاج ، والعرب تسمي الشجرة مادام غضا قائما بأنه حي ، فاذا
يبس أو قطع أو قلع سموه ميتا .
وقيل : معناه يخلق الحي من النطفة وهي موات ويخلق النطفة وهي موات من
الحي عن الحسن وغيره وهذه أصح وقيل : معناه يخرج الطير من البيض والبيض من


(1)ولعل ذلك إلى أن الحب وهو ما كان له قشر ولباب يؤكل انما يناسب المؤمن
ذا اللب وأن النوى وهو ما كان كله كالقشر وليس له لباب يؤكل انما يناسب الكافر ليس
له لب .
(2 و 4)الانعام : 95 . / /(3)مجمع البيان ج 4 ص 338 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه