بحار الأنوار ج49

18 كا : عدة من اصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن الصلت عن رجل
من أهل بلخ قال : كنت مع الرضا عليه السلام في سفرة إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له
فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة
فقال : مه إن الرب تبارك وتعالى واحد والام واحدة والاب واحد والجزاء
بالاعمال .
19 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن صندل ، عن ياسر ، عن اليسع بن حمزة
قال : كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام أحدثه وقد اجتمع إليه خلق
كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له : السلام عليك يا بن رسول الله رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك عليهم السلام مصدري من
الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة ، فان رأيت أن تنهضني إلى
بلدي والله علي نعمة ، فاذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك ، فلست موضع
صدقة ، فقال له : اجلس رحمك الله ، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا ، وبقي
هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا ، فقال : أتأذنون لي في الدخول ؟ فقال له :
يا سليمان قدم الله أمرك ، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج
يده من أعلى الباب وقال : أين الخراساني ؟ فقال : ها أنا ذا فقال : خذ هذه المأتي دينار
واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها ولا تصدق بها عني ، واخرج فلا أراك
ولا تراني .
ثم خرج فقال سليمان : جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت ، فلما ذا سترت
وجهك عنه ؟ فقال : مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته أما سمعت
حديث رسول الله صلى الله عليه وآله :(المستتر بالحسنة ، تعدل سبعين حجة ، والمذيع بالسيئة
مخذول والمستتر بها مغفور له)أما سمعت قول الاول :
متى آته يوما لا طلب حاجة رجعت إلى أهلى ووجهي بمائة(1)


(1)الكافى ج 4 ص 23 و 24 ،

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه