بحار الأنوار ج91

أجلك بهافأنا الضامن من موردها ، وانقطع إلى الله سبحانه فان يقول :
وعزتي وجلالي لاقطعن أمل كل من يؤمل غيري بالياس ، ولاكسونه
ثوب المذلة في الناس ، ولابعدنه من قربي ، ولاقطعنه عن وصلي ، ولاخملن
ذكره حين يرعى غيري ، أيؤمل ويله لشدائده غيري ، وكشف الشدائد بيدي ، و
يرجو سواي وأنا الحي الباقي ، ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة ويترك بأبي
وهو مفتوح ، فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاء‌ه ؟
جعلت آمال عبادي متصلة بي ، وجعلت رجاء‌هم مذخورا لهم عندي ، و
ملات سمواتي ممن لا يمل تسبيحي ، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الابواب بيني
وبين عبادي ، ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي أن لا يملك احد كشفها إلا
باذني ، فلم يعرض العبد بأمله عني ، وقد أعطيته ما لم يسئلني ، فلم يسئلني وسأل
غيري ، أفتراني ابتدئ خلقي من غير مسألة ، ثم اسئل فلا أجيب سائلي ؟ ابخيل
أنا فيبخلني عبدي أو ليس الدنيا والآخرة لي ؟ أو ليس الكرم والجود صفتي ؟ أو ليس
الفضل والرحمة بيدي ؟ أو ليس الآمال لا ينتهي إلا إلي ؟ فمن يقطعها دوني ؟ وما عسى
أن يؤمل المؤملون من سواي .
وعزتي وجلالي لو جمعت آمال أهل الارض والسماء ثم أعطيت كل واحد
منهم ، ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة ، وكيف ينقص نائل أنا افضته ، يا بوسا
للقانطين من رحمتي ، يا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محامي ، ولم يراقبني
واجترأ علي .
ثم قال عليه وعلى آله السلام لي : يا نوف ادع بهذا الدعاء :
إلهي إن حمدتك فبمواهبك ، وإن مجدتك فبمرادك ، وإن قدستك فبقوتك
وإن هللتك فبقدرتك ، وإن نظرت فالى رحمتك ، وإن عضضت فعلى نعمتك ، إلهي
إنه من لم يشغله الولوع بذكرك ، ولم يزوه السفر بقربك ، كانت حياته عليه ميتة
وميتته عليه حسرة ، إلهي تناهت أبصار الناظرين إليك بسرائر القلوب ، وطالعت
اصغى السامعين لك نجيات الصدور ، فلم يلق ابصارهم رد دون ما يريدون ، هتكت

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه