بحار الأنوار ج48

لعبادتك ، اللهم وقد فعلت فلك الحمد .
وكان عليه السلام يقول في سجوده قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز
من عندك ؟
ومن دعائه عليه السلام اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب .
وكان عليه السلام يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير
ذلك ، فيوصله إليهم وهم لايعلمون من أي جهة هو ، وكان عليه السلام يصل بالمائة دينار
إلى الثلاثمائة دينار ، فكانت صرار موسى مثلا ، وشكا محمد البكري إليه فمد يده
إليه فرجع إلى صرة فيها ثلاثمائة دينار .
وحكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر عليه السلام بالجلوس للتهنية في يوم
النيروز وقبض مايحمل إليه فقال عليه السلام : إني قد فتشت الاخبار عن جدي رسول
الله صلى الله عليه وآله فلم أجد لهذا العيد خبرا وإنه سنة للفرس ومحاها الاسلام ، ومعاذ الله
أن نحيي مامحاه الاسلام .
فقال المنصور : إنما نفعل هذا سياسة للجند ، فسألتك بالله العظيم إلا جلست
فجلس ودخلت عليه الملوك والامراء والاجناد يهنؤونه ، ويحملون إليه الهدايا و
التحف ، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي مايحمل ، فدخل في آخر الناس رجل
شيخ كبير السن فقال له : ياابن بنت رسول الله إنني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك
ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي عليه السلام :
عجبت لمصقول علاك فرنده يوم الهياج وقد علاك غبار
ولاسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدك والدموع غزار
ألا تغضغضت السهام وعاقها عن جسمك الاجلال والاكبار
قال : قبلت هديتك ، اجلس بارك الله فيك ، ورفع رأسه إلى الخادم وقال :
امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال ، وما يصنع به ، فمضى الخادم وعاد وهو
يقول : كلها هبة مني له ، يفعل به ماأراد فقال موسى للشيخ : اقبض جميع هذا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه