وأصلح أمر داريه يقول : إن العقل والنقل متطابقان على أن كمال الانسان هو
بامتثال الاوامر الالهية والانقياد إلى التكاليف الشرعية ، وقدحث الله تعالى في كتابه
العزيز الحميد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد
على مودة ذوى القربى وتعظيمهم والاحسان إليهم ، وجعل مودتهم أجرا لرسالة
سيد البشر محمد المصطفى المشفع في المحشر صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين
التي باعتبارها تحصل الخلاص من العقاب الدائم الاليم ، وبامتثال أوامره واجتناب
مناهيه يحصل الخلود في دار لنعيم ، وكان من أعظم أسباب مودتهم امتثال أمرهم و
الوقوف على حد رسمهم
وبلغنا في هذا العصر ورود الامر الصادر من المولى الكبير والسيد الجليل
الحسيب النسيب نسل العترة الطاهرة ، وسلالة الانجم الزاهرة ، المخصوص بالنفس
القدسية والرياسة الانسية ، الجامع بين مكارم الاخلاق وطيب الاعراق أفضل أهل
عصره على الاطلاق ، علاء الملة والحق والدين أبي الحسن علي بن أبي إبراهيم محمد
ابن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي
إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفرمحمد بن أبي عبدالله الحسين بن أبي
إبراهيم اسحاق الموتمن ابن أبي عبدالله جعفر الصادق صلوات الله وسلامه عليه ابن
أبي جعفر محمد الباقر صلوات الله وسلامه عليه ابن أبي الحسن علي زين العابدين عليه السلام
ابن أبي عبدالله الحسين السبط الشهيد صلوات الله وسلامه عليه ابن أميرالمؤمنين أبي
الحسن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه
نسب تضاءلت المناسب دونه فضياؤه لصباحه في فجره
أيده الله تبارك وتعالى بالعنايات الالهية(1) وأمده السعادات الربانية ، و
(1) من لفظه دام ظله : العناية لايصح اضافتها الا إلى الله تعالى ومعناها اضافة
الجودلا العوض ولاالعرض ، وأما اضافتها إلى البشر فلايصح ولا يليق بهم الااضافة الشفقة وماضاهاها
كذا في هامش الاصل بخط الكاتب