بحار الأنوار ج61

أعنان الشياطين لا تقبل إلا مولية ولا تدبر إلا مولية ، ولا يأتي نفعها إلا من جانبها
الاشأم .
قال السيد الرضي رضي الله عنه : فقوله : أعنان الشياطين مجاز ، والاعنان :
النواحي ، وقال بعضهم : الصحيح أن عنان الشئ نواحيه ، فالاول قول البصريين والثاني
قول الكوفيين والمراد على القولين المبالغة في وصف الابل بالاخلاق السيئة والطباع
المستعصية فكأن الشياطين تنهاها وتأمرها(1)، ومما يؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله : " الابل
خلقت من الشياطين " وقوله : " إن على ذروة كل بعير شيطانا " ثم ذكر نحوا مما مر من
كلام الزمخشري(2).
47 - المجازات : قال صلى الله عليه وآله : " لا تسبوا الابل فإنها رقوء الدم " وإنما المراد
أنها إذا اعطيت في الديات كانت سببا لانقطاع الدماء المطلولة(3)والثارات المطلوبة
فشبه عليه السلام تلك الحال بالعرق العائذ(4)والدم السائل الذى إذ ترك لج
واستنثر الدم ، وإذا عولج انقطع ورقأ ، ويروى : فا فيها رقوء الدم(5).
48 - الدر المنثور : عن زيد بن ثابت قال : امتنعت(6)على نوح الماعزة أن
تدخل السفينة فدفعها في ذنبها ، فمن ثم انكسر ذنبها فصار معقوفا وبد احياؤها
ومضت النعجة حتى دخلت فمسح على ذنبها فستر حياؤها(7).
بيان : عقفه كضربه : عطفه ، والحياء : الفرج من ذوات الخف والظلف
والسباع .


(1)في المصدر : فكان الشياطين تختلها وتنفرها وتنهاها وتأمرها .
(2)المجازات النبوية : 290(طبعة القاهرة).
(3)المطلولة : المسفوكة المراقة .
(4)العرق العائذ : السائل الذى لا ينقطع .
(5)المجازات النبوية : 327 .
(6)في المصدر : استصعبت .
(7)الدر المنثور 3 : 329 و 330 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه