بحار الأنوار ج74

وفقر متعجلة ، وفيه حساب طويل يوم القيامة .
يا أباذر تعيش وحدك ، تموت وحدك ، وتدخل الجنة وحدك ، ويسعد بك
قوم من أهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك .
يا أباذر لا تسأل بكفك ، فان أتاك شئ فاقبله .
ثم قال لاصحابه : ألا اخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :
المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الاحبة ، الباغون للبرآء العيب .
4 - ف(1): وصيته صلى الله عليه وآله لاميرالمؤمنين عليه السلام : يا علي إن من اليقين
أن لا ترضي أحدا بسخط الله ، ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ، ولا تذم أحدا على
ما لم يؤتك الله ، فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره ،
إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضى ، وجعل الهم والحزن
في الشك والسخط .
يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل(2)ولا وحدة
أوحش من العجب ، ولا مظاهرة(3)أحسن من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا
حسب كحسن الخلق ، ولا عبادة كالتفكر .
يا علي آفة الحديث الكذب على الله وآفة العلم النسيان ، وآفة العبادة الفترة(4)
وآفة السماحة المن(5)وآفة الشجاعة البغي ، وآفة الجمال الخيلاء ، وآفة الحسب الفخر .
يا علي عليك بالصدق ، ولا تخرج من فيك كذبة أبدا ، ولا تجترين على خيانة
أبدا ، والخوف من الله كأنك تراه ، وابذل مالك ونفسك دون دينك ، وعليك بمحاسن
الاخلاق فاركبها ، وعليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها .


(1)تحف العقول ص 6 .
(2)الاعود : الانفع .
(3)المظاهرة : المعاونة .
(4)الفترة : الضعف وانكسار .
(5)السماحة : الجود .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه