بحار الأنوار ج23

فداك ؟ فسره لي ، فقال : ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الاول ، وهم
بالائمة الآخرين كافرون ، يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الايمان به فإذا آمنوا
بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض(1).
بيان : فسر عليه السلام المشرك بمن أشرك مع الامام الحق إماما آخر ، والآخرة
بالائمة الآخرة ، وهذا بطن من بطون الآية ، ويدل الخبر على أن المشركين
بالله غير مكلفين بالفروع ، والمخالفين مكلفون بها ، وهو خلاف المشهور بين الامامية
ويمكن حمله على أن المراد أن تكليف الذين لا يعرفون الله ورسوله بالايمان بهما أهم
وآكد من دعوتهم إلى الفروع ، لا أنهم غير مكلفين بها ، وهذه القدر كاف لتأييد
كون المراد بالمشرك المعنى الذي ذكره عليه السلام .
24 - ن : فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون من شرائع الدين : من مات
لا يعرف أئمته مات ميتة جاهلية(2).
25 - ثو : أبي ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أحمد بن علي ، عن إبراهيم بن
محمد الثقفي ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي هارون العبدي ، عن
أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا وعنده نفر من أصحابه
فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام إذ قال : " من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة " فقال
رجلان من أصحابه : فنحن نقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما تقبل
شهادة أن لا إله إلا الله من هذا ومن شيعته الذين أخذ ربنا ميثاقهم ، فقال الرجلان :
فنحن نقول : لا إله إلا الله(3)فوضع رسول الله يده على رأس علي عليه السلام ثم قال :
علامة ذلك أن لا تحلا عقده ولا تجلسا مجلسه ، ولا تكذبا حديثه(4).


(1)تفسير القمى : 589 .
(2)عيون الاخبار : 265 . فيه : وان الارض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه
في كل عصر واوان ، وانهم العروة الوثقى " إلى أن قالى " ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة
جاهلية .
(3)في المصدر : اخذ ربنا ميثاقهم فوضع .
(4)ثواب الاعمال : 7 و 8 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه