بحار الأنوار ج15

أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : إني ولدت بنتا
وربيتها حتى إذا بلغت فألبستها وحليتها ، ثم جئت بها إلى قليب(1)فدفعتها في جوفه ،
وكان آخر ما سمعت منها وهي تقول : يا أبتاه ، فما كفارة ذلك ؟ قال : ألك ام حية ؟
قال : لا ، قال : فلك خالة حية ؟ قال : نعم ، قال : فابررها فإنها بمنزلة الام تكفر عنك
ما صنعت ، قال أبو خديجة : فقلت لابي عبدالله عليه السلام متى كان هذا ؟ قال : كان في الجاهلية ،
وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم آخرين(2).
100 كنزالكراجكى : عن الحسين بن عبيدالله ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن
همام ، عن الحسين بن جمهور ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن
مالك بن عطية قال : لما حفر عبدالمطلب بن هاشم زمزم ، وأنبط منها الماء أخرج منها
غزالين من ذهب وسيوفا وأدراعا ، فجعل الغزالين زينة للكعبة ، وأخذ السيوف والدروع ،
وقال : هذه ويعة كان أودعها مضامن الجرهمي بن الحارث بن عمرو بن مضاض ، والحراث
الذي يقول :(شعر)(3):
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا(4)* أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا * صروت الليالي والجدود العواثر(5)
ويمنعنا من كل فج نريده * أقب كسر حان الاباء‌ة ضامر
وكل لجوج في الجراء طمرة * كعجزآء فتحاء الجناحين كاسر


(1)القليب : البئر :
(2)الاصول 2 : 162 و 163 .
(3)المصدر خال عن لفظة : شعر . ونسب ابن هشام الاشعار إلى عمرو بن الحارث بن عمرو
بن مضاض .
(4)أولها : وقائلة والدمع سكب مبادر * وقد شرقت بالدمع منها المحاجر
والحجون بفتح الحاء : موضع بأعلى مكة . وسمر : تحدث ليلا .
بعده : فقلت لها والقلب منى كأنما * يلجلجه بين الجناحين طائر
(5)صروف الليالى : شدائدها ونوائبها . والجدود جمع الجد : الحظ والبخت . ويقال : عشر
جده أى تعس وهلك ، والجدود العواثر : الحظوظ المهلكات والبخت النحس المتعس .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه