بحار الأنوار ج4

أبيض لا يرهب الهزال ولا * * يقطع رحما ولا يخون إلى
أي لا يخون نعمة .
الثانى : أن يكون فيه حذف مضاف أي إلى ثواب ربها أي هي ناظرة إلى نعيم
الجنة حالا بعد حال فيزداد بذلك سرورها ، وذكر الوجوه والمراد به أصحاب الوجوه .
روي ذلك عن جماعة من علماء المفسرين من الصحابة والتابعين وغيرهم .
الثالث : أن يكون إلى بمعنى عند وهو معنى معروف عند النحاة وله شواهد ،
كقول الشاعر :
فهل لكم فيما إلي فإنني * * طبيب بما أعيى النطاسي حذيما(1)
أي فيما عندي ، وعلى هذا يحتمل تعلق الظرف بناضرة وبناظرة . والاول أظهر .
الرابع : أن يكون النظر إلى الرب كناية عن حصول غاية المعرفة بكشف العلائق
الجسمانية فكأنها ناظرة إليه تعالى كقوله صلى الله عليه واله : ا عبدالله كأنك تراه .
4 - لى : المكتب ، عن محمد الاسدي ، عن ابن بزيع ، عن الرضا عليه السلام في قول الله
عزوجل : " لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار " قال : لاتدركه أوهام القلوب فكيف
تدركه أبصار العيون ؟ .
بيان : هذه الآية إحدى الدلالات التي استدل بها النافون للرؤية وقرروها
بوجهين : أحدهما أن إدراك البصر عبارة شائعة في الادراك بالبصر إسنادا للفعل إلى
الآلة ، والادراك بالبصر هو الرؤية بمعني اتحاد المفهومين أو تلازمهما ، والجمع المعرف
باللام عند عدم قرينة العهدية والبعضية للعموم والاستغراق بإجماع أهل العربية و
الاصول وائمة التفسير ، وبشهادة استعمال الفصحاء ، وصحة الاستثناء ، فالله سبحانه
قد أخبر بأنه لايراه أحد في المستقبل ، فلورآه المؤمنون في الجنة لزم كذبه تعالى وهو
محال .
واعترض عليه بأن اللام في الجمع لو كان للعموم والاستغراق كما ذكرتم كان قوله :
تدركه الابصار موجبة كلية ، وقد دخل عليها النفي ، فرفعها هو رفع الايجاب الكلي ،


(1)النطاسى : الطبيب الحاذق ، العالم . والحذيم بالكسر فالسكون فالفتح من السيوف : القاطع .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه