بحار الأنوار ج75

اليوم أهل الحق وأهل الباطل وتخاذل(1)وتهادن أهل الهدى وتعاون أهل الضلالة
حتى كانت الجماعة مع فلان وأشباهه ، فاعرف هذا الصنف وصنف آخر فأبصرهم
رأي العين تحيا(2)وألزمهم حتى ترد أهلك ، فان الخاسرين الذين خسروا
أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين .
إلى ههنا رواية الحسين ، وفي رواية محمد بن يحيى زيادة :
لهم علم بالطريق فإن كان دونهم بلاء فلا تنظر إليهم فإن كان دونهم(3)
عسف من أهل العسف وخسف(4)ودونهم بلايا تنقضي ثم تصير إلى رخاء . ثم اعلم
أن إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض ولولا أن تذهب بك الظنون عني(5)لجليت
لك عن أشياء من الحق غطيتها ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها ، ولكني
أتقيك واستبقيك ، وليس الحليم الذي لا يتقى أحدا في مكان التقوى ، والحلم لباس
العالم فلا تعرين ومنه والسلام .
3 - كا(6): رسالة أيضا منه إليه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع قال : كتب أبوجعفر عليه السلام
إلي سعد الخير :


(1)أى تركوا نصرة الحق . وفى بعض النسخ تخادن من الخدن وهو الصديق .
وتهادن من المهادنة بمعنى المصالحة ، وفى بعض النسخ تهاون أى عن نصرة الحق وهذا
أنسب بالتخاذل كما أن التهادن أنسب بالتخادن .
(2)في بعض نسخ المصدر نجباء وفى بعضها نجيا .
(3)في بعض النسخ اليه فان دونهم وهو الصواب أى فلا ينظرون إلى البلاء لانها
تنقضى ولا تبقى .
(4)العسف : الجور والظلم وهو في الاصل أن يأخذ المسافر على غير طريق ولا
جادة ولا علم . قيل : هو ركوب الامر من غير روية . والخسف : النقصان والهوان . وقوله :
تنقضى جزاء الشرط .
(5)أى يصير ظنك السيئ بى سببا لا نحرافك عنى وعدم اصغائك إلى بعد ذلك .
(6)الكافى ج 8 ص 56 تحت رقم 17 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه