بحار الأنوار ج79

الجميع أولى .
(وبشر الصابرين)الخطاب للرسول الله صلى الله عليه وآله أو لمن يتأتى منه البشارة
والمصيبة تعم ما يصيب الانسان من مكروه أي أخبرهم بمالهم على الصبر في تلك
المشاق والمكاره من المثوبة الجزيلة ، والعافبة الجميلة .
(قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)معني(إنا لله)إقرار له بالعبودية أي
نحن عبيدالله وملكه ، فله التصرف فينا بالحياة والموت والصحة والمرض والمالك
على الاطلاق أعلم بصلاح مملوكه ، واعتراض المملوك عليه من سفاهته(وإنا إليه
راجعون)إقرار بالبعث والنشور ، وتسلية للنفس بأن الله تعالى عند رجوعنا إليه
يثيبنا على ما أصابنا من المكاره والالام أحسن الثواب ، كما وعدنا ، وينتقم
لنا ممن ظلمنا ، وفيه تسلية من جهة اخرى وهي أنه إذا كان رجوعنا جميعا إلى
الله وإلى ثوابه ، فلا نبالي بافتراقنا بالموت ، ولا ضرر على الميت أيضا فانه ينتقل
من دار إلى دار أحسن من الاولى ورجع إلى رب كريم هو مالك الدنيا والعقبى .
وقال الطبرسي قال أميرالمؤمنين عليه السلام : قولنا(إنا لله)إقرار على أنفسنا
بالملك وقولنا(وإنا إليه راجعون)إقرار على أنفسنا بالهلك وفي الحديث من استرجع
عند المصيبة جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه ، وقال
عليه السلام : من اصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من
الاجر مثله يوم اصيب(1).
والصلاة في الاصل الدعاء ، ومن الله التزكية والثناء الجميل والمغفرة ، و
جمعها للتنبيه على كثرتها وتنوعها ، والمراد بالرحمة اللطف والاحسان(واولئك
هم المهتدون)للحق والصواب ، حيث استرجعوا وسلموا لقضاء الله .
وروى الكليني(2)في الصحيح عن عبدالله بن سنان وإسحاق بن عمار ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله عزوجل : إني جعلت الدنيا


(1)مجمع البيان ج 1 ص 238 .
(2)الكافى ج 2 ص 92 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه