بحار الأنوار ج72

فقط دون الناس ، أو عرفه الله بالخير والايمان والصلاح ، أي اتصف بها واقعا
ولم يعرفه الناس بها ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل أي عرفه الله نفسه
وأولياء‌ه ودينه بتوسط حججه عليهم السلام ولم تكن معرفته من الناس ، اي من سائر
الناس ممن لا يجوز أخذ العلم عنه ، لكنه بعيد اولئك مصابيح الهدى اولئك
إشارة إلى جنس عبد النومة ، وفيه إشارة إلى أن المراد بالناس الظلمة والمخالفون
لا أهل الحق من المؤمنين المسترشدين ، وهذا وجه جمع حسن بين أخبار مدح
العزلة كهذا الخبر وذمها وهو أيضا كثير أو باختلاف الازمنة والاحوال ، فانه يومئ
إليه أيضا هذا الخبر ، كذا قوله : وينابيع العلم فانه يدل على انتفاع
الناس بعلمهم .
ينجلي أي ينكشف ويذهب عنهم كل فتنة مظلمة أي الفتنة التي
توجب اشتباه الحق والدين على الناس ، وانجلاؤها عنهم كناية عن عدم صيرورتها
سببا لضلالتهم ، بل هم مع تلك الفتن المضلة على نور الحق واليقين ليسوا بالبذر
المذاييع قال في النهاية في حديث فاطمة عليها السلام عند وفات النبي صلى الله عليه وآله : قالت لعائشة
أني إذا لبذرة ، البذر الذي يفشي السر ويظهر مايسمعه ، ومنه حديث علي عليه السلام في
صفة الصحابة ليسوا بالمذاييع البذر جمع بذور ، يقال : بذرت الكلام بين الناس
كما تبذر الحبوب أي أفشيته وفرقته وقال : المذاييع جمع مذياع من أذاع الشئ إذا
أفشاه وقيل : أراد الذين يشيعون الفواحش ، وهو بناء مبالغة .
وقال : الجفاء غلظ الطبع ، ومنه في صفة النبي صلى الله عليه وآله ليس بالجافي ولا
بالمهين أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع ، أو ليس بالذي يجفو أصحابه ، وفي
القاموس : البذور والبذير النمام ومن لا يستطيع كتم سره ورجل بذر ككتف كثير
الكلام انتهى وقيل : الجافي هو الكز الغليظ السئ الخلق كأنه جعله لا نقباضه
مقابلا لمنبسط اللسان الكثير الكلام ، والمراد النهي عن طرفي الافراط والتفريط
والامر بلزوم الوسط .
29 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه