بحار الأنوار ج44

فأخذ الحسين عليه السلام بطرف لحيته وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ثم قال :
اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا : عزيز ابن الله ، واشتد غضب الله على النصارى
حين قالوا : المسيح ابن الله ، واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من
دون الله ، واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم ، واشتد غضب الله على هذه العصابة
الذين يريدون قتلي : ابن نبيهم .(1)
قال : فضرب الحر بن يزيد ، فرسه ، وجاز عسكر عمر بن سعد إلى عسكر
الحسين عليه السلام واضعا يده على رأسه وهو يقول : اللهم إليك انيب فتب علي فقد
أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك ، يا ابن رسول الله هل لي من توبة ؟ قال : نعم
تاب الله عليك ، قال : يا ابن رسول الله ائذن لي فاقاتل عنك فأذن له فبرز وهو يقول :
أضرب في أعناقكم بالسيف * عن خير من حل بلاد الخيف
فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل ، فأتاه الحسين عليه السلام ودمه يشخب ، فقال : بخ
بخ ! يا حر أنت حر كما سميت في الدنيا والاخرة ثم أنشأ الحسين يقول :
لنعم الحر : حر بني رياح * ونعم الحر مختلف الرماح(2)
ونعم الحر إذ نادى حسينا * فجاد بنفسه عند الصباح
ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي وهو يقول مخاطبا للحسين عليه السلام :
اليوم نلقى جدك النبيا * وحسنا والمرتضى عليا
فقتل منهم تسعة عشر رجلا ثم صرع وهو يقول :
أنا زهير وأنا ابن القين * اذبكم بالسيف عن حسين
ثم برز من بعده حبيب بن مظهر الاسدي وهو يقول :
أنا حبيب وأبي مطهر(3)* لنحن أزكى منكم وأطهر
ننصر خير الناس حين يذكر


(1)في المصدر : قتل ابن نبيهم .
(2)منصوب بالظرفية أى عند اختلاف الرماح ، وقد يوجد عند في بعض النسخ ، وهو سهو .
(3)في نسخة الاصل - نسخة المؤلف قدس سره - : مطهر ، بالطاء المهملة ، وهو =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه