بحار الأنوار ج74

ياكميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة .
يا كميل إن الله عزوجل لا يسألك إلا عما فرض وإنما قد منا عمل النوافل
بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم القيامة .
يا كميل إن الواجب لله أعظم من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الاعمال
وصالح الاموال(1)ولكن من تطوع خيرا فهو خيرله .
يا كميل إن ذنوبك أكثر من حسناتك ، وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعم الله
عليك أكثر من كل عملك .
يا كميل إنه لا تخلو من نعمة الله عزوجل عندك وعافيته فلا تخل من تحميده
وتمجيده ، وتسبيحه ، وتقديسه ، وشكره ، وذكره على كل حال .
يا كميل لا تكونن من الذين قال الله عزوجل نسواالله فأنسيهم أنفسهم (2)
ونسيهم إلى الفسق اولئك هم الفاسقون .
يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق إنما الشأن أن تكون الصلاة
فعلت بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي ، إبقاء للجد فيها .
يا كميل عند الركوع والسجود وما بينهما تبتلت العروق والمفاصل حتى
تستوفى ولاءإلى ماتأتي به من جميع صلواتك .
يا كميل انظر فيم تصلي ، وعلى ما تصلي ، إن لم تكن من وجهه وحله فلا قبول .
يا كميل إن اللسان يبوح من القلب(3)والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما
تغذي قلبك وجسمك ، فإن لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تعالى تسبيحك ولا شكرك .
يا كميل افهم واعلم أنا لا ترختص في ترك أداء الامانات لاحد من الخلق
فمن روى عني في ذلك رخصة فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب ، اقسم لسمعت
رسول الله صلى الله عيله وآله يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا : يا أباالحسن أد الامانة
إلى البر والفاجر فيما قل وجل حتى في الخيط والمخيط .


(1)كذا . ولعل معناه حقوق الله لايؤدى بهذه الامور فحسب .(2)سورة الحشر : 19 .
(3)باح اليه بالسر . أظهره . وفى بعض النسخ ينزح .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه