بحار الأنوار ج49

خطائف أبصار الانام ، ياعالم خطرات قلوب العالمين ، وياشاهد
لحظات أبصار الناظرين ، يامن عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب
لجلالته ، ووجلت القلوب من خيفته ، وارتعدت الفرائص من فرقه
يابدئ يابديع يا قوي يامنيع يا علي يارفيع ، صل على من شرفت
الصلوة بالصلوة عليه ، وانتقم لي ممن ظلمني ، واستخف بي وطرد
الشيعة عن بابي ، وأذقه مزارة الذل والهوان كما أذا قنيها ، واجعله
طريد الارجاس ، وشريد الانجاس .
قال أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروي : فما استتم مولاي عليه السلام دعاء‌ه حتى
وقعت الرجفة في المدينة ، وارتج البلد ، وارتفعت الزعقة والصيحة ، واستفحلت
النعرة ، وثارت الغبرة ، وهاجت القاعة ، فلم ازايل مكاني إلى أن سلم مولاي عليه السلام
فقال لي : يا أبا الصلت اصعد السطح فانك سترى امرأة بغية عثة رثة ، مهيجة
الاشرار ، متسخة الاطمار ، يسميها أهل هذه الكورة سمانة ، لغباوتها وتهتكها
قد أسندت مكن الرمح إلى نحرها قصبا ، وقد شدت وقاية لها حمراء إلى طرفه
مكان اللواء ، فهي تقود جيوش القاعة ، وتسوق عسا كر الطغام إلى قصر المأمون
ومنازل قواده .
فصعدت السطح فلم أر إلا نفوسا تنتزع بالعصا ، وهامات ترضخ بالاحجار
ولقد رأيت المأمون متدرعا قد برزمن قصر الشاهجان متوجها للهرب ، فما شعرت
إلا بشاجرد الحجام قد رمى من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس
المأمون ، فأسقطت بيضته بعد أن شقت جلدة هامته .
فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون : ويلك أمير المؤمنين فسمعت سمانة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه