بحار الأنوار ج69

لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه ، قال : يا إسحاق إنك تأبى إلا
أن اخرجك إلى الاستقصاء عليك أخبرني عن حزن أبي بكر أكان لله رضا أو كان
معصية ؟ قلت : إن أبا بكر إنما حزن من أجل رسول الله خوفا عليه من أن
يصل إليه شئ من المكروه ، قال : فحزنه كان لله رضا أو معصية ؟ قلت : بل لله رضا
قال : فكان بعث إليه رسولا ينهاه عن طلب رضاه وعن طاعته ؟ قلت : أعوذ بالله
قال : ألم تزعم أن حزن أبي بكر رضى ؟ قلت : بلى ، قال : أو لم تجد أن القرآن
يشهد أن النبي صلى الله عليه وآله يقول : لا تحزن نهيا له عن الحزن ، والحزن لله رضى أفلا تراه
قد نهى عن طلب رضى الله إن كان الامر على ما وصفت ، وأعوذ بالله أن يكون
كذلك فانقطعت عن جوابه .
قال : يا إسحاق إن مذهبي الرفق بك ، لعل الله أن يردك ، فأخبرني عن
قول الله جل ثناؤه : وأنزل الله سكينته عليه من عنى بذلك : رسول الله صلى الله عليه وآله أو
أبا بكر ؟ قلت : بل رسول الله قال : صدقت فأخبرني عن قول الله : ويوم حنين
إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم
مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين (1)أتعلم المؤمنين
الذين أرادهم الله في هذا الموضع ؟ قلت : لا ، قال : إن الناس انهزموا يوم حنين
فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلا سبعة من بني هاشم : علي يضرب بسيفه ، والعباس
آخذ بلجام بغلته ، والباقون يحدقون برسول الله صلى الله عليه وآله خوفا أن يناله من سلاح
القوم شئ حتى أعطى الله رسوله النصر .
فالمؤمنون في هذا الموضع علي خاصة ثم من حضره من بني هاشم ، وقد
قيل : إن سلمان الفارسي وعمارا كانا فيهم ، فمن أفضل يا إسحاق ؟ من كان مع
النبي صلى الله عليه وآله فنزلت السكينة على النبي صلى الله عليه وآله وعليه ؟ أم من كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله
ونزلت السكينة على النبي صلى الله عليه وآله ولم يره موضعا لتنزيلها عليه معه ؟ قلت : بل من
انزلت السكينة عليه مع النبي صلى الله عليه وآله .


(1)براء‌ة : 9 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه