بحار الأنوار ج22

الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم
" 8 - 10 " .
تفسير : قال الطبرسي نور الله ضريحه في قوله تعالى : " فالذين هاجروا " :
أي إلى المدينة ، وفارقوا قومهم من أهل الكفر " واخرجوا من ديارهم " أخرجهم
المشركون من مكة " وقاتلوا وقتلوا " في سبيل الله " ثوابا " أي جزاء لهم " من
عندالله " على أعمالهم " والله عنده حسن الثواب " أي عنده من حسن الجزاء على
الاعمال مالا يبلغه وصف واصف(1). " والسابقون الاولون " أي السابقون إلى
الايمان وإلى الطاعات " من المهاجرين " الذين هاجروا من مكة إلى المدينة و
إلى الحبشة " والانصار " أي ومن الانصار الذين سبقوا نظراء‌هم من أهل المدينة
إلى الاسلام " والذين اتبعوهم باحسان " أي بأفعال الخير والدخول في الاسلام
بعدهم وسلوك مناهجهم ، ويدخل في ذلك من يجيي ء بعدهم إلى يوم القيامة " رضي
الله عنهم " أي رضي أفعالهم " ورضوا عنه " لما أجزل لهم من الثواب ، وفيها دلالة
على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين
فمنها مفارقة العشائر والاقربين ، ومنها مباينة المألوف من الدين ، ومنها نصرة
الاسلام مع قلة العدد وكثرة العدو ، ومنها السبق إلى الاسلام والدعاء إليه .
وفي مسند السيد أبي طالب الهروي مرفوعا إلى أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وآله
قال : صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يصل فيها أحد
غيري وغيره .
وروى الحاكم الحسكاني مرفوعا إلى عبدالرحمن بن عوف في قوله سبحانه :
" والسابقون الاولون " قال : هم عشرة من قريش ، أولهم اسلاما علي بن أبي طالب
عليه السلام(2).
" أشداء على الكفار رحماء بينهم " قال الحسن : بلغ من شدتهم على الكفار


(1)مجمع البيان 2 : 559 .(2)مجمع البيان 5 : 64 و 65 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه