بحار الأنوار ج45

ثم إن ام كلثوم أطلعت رأسها من المحمل ، وقالت لهم : صه ياأهل الكوفة
تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم ؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء
فبينما هي تخاطبهن إذا بضجة قدارتفعت ، فاذاهم أتوابالرؤوس يقدمهم رأس الحسين
عليه السلام وهو ، رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله ولحيته كسواد
السبج قدانتصل منها(1)الخضاب ، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يمينا
وشمالا فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل ، حتى رأينا
الدم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول :
ياهلالا لمااستتم كمالا غاله خسفه فأبدا غروبا
ماتوهمت ياشقيق فؤادي كان هذا مقدرا مكتوبا
ياأخي فاطم الصغيرة كلمها فقدكاد قلبها أن يذوبا
ياأخي قلبك الشفيق علينا ماله قدقسى وصار صليبا ؟
ياأخي لوترى عليالدى الاسر مع اليتم لايطيق وجوبا
كلما أوجعوه بالضرب نادا ك بذل يغيض دمعا سكوبا
ياأخي ضمه إليك وقربه وسكن فؤاده المرعوبا
ماأذل اليتيم حين ينادي بأبيه ولايراه مجيبا
ثم قال السيد : ثم إن ابن زياد جلس في القصر للناس ، وأذن إذنا عاما وجبئ
برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه وادخل - نساء الحسين وصبيانه إليه ، فجلست
زينب بنت علي عليه السلام متنكرة فسأل عنها فقيل : هذه زينب بنت علي ، فأقبل عليها
فقالت : الحمدلله الذي فضحكم وأكذب احدوثتكم ، فقالت : إنما يفتضح الفاسق
ويكذب الفاجر ، وهوغيرنا ، فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟


(1)السبج معرب شبه وهوحجرأسود شديد السواد براق وله فوائد طبية ، وكثيرا
مايشبه به الاشياء سوادا كقول الحكيم الطوسى " شبى چون شبه روى شسته بقير " وبه سموا
السبيج والسبيجة والسبجة للثوب الاسود وقد صحفت الكلمة تارة بالشيخ كمافى الاصل
وتارة بالشبح كمافى الكمبانى واما النصل والانتصال : فهوخروج اللحية من الخضاب
ومنه لحية ناصل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه