بحار الأنوار ج56

تكليف عام يشترك فيه عوامهم وخواصهم على أمر غامض لا يطلع عليه إلا الاوحدي
من المنجمين والهيويين بل لا يمكن معرفته على التحقيق لاحد كما مر بعيد
غاية البعد ، إلا أن يقال إنه عليه السلام علم قاعدته المعلى ولم يروها أو ترك الناس
روايتها وهو أيضا بعيد .
الرابع : أن يكون المراد ما اصطلح عليه الآن المنجمون وهو دخول الشمس
برج الحمل ، بأن يكون عليه السلام علم أن قاعدة الفرس في القديم كان كذلك فتركت
وأحروا الكبس إلى المائة والعشرين تسهيلا للامر . أو يقال : إن نيروز الفرس
هو أول فروردين مع رعاية الكبس بأي وجه كان في زمان قصير أو زمان طويل
فيشمل النيروز الجلالي عموما وإن لم يحدث بعد خصوص هذا النوع . ويؤيده
أن الاحكاميين من الفرس وغيرهم جعلوا مبدأ السنة تحويل الشمس إلى الحمل
كما قال كوشيار في كتاب مجمل الاصول " معلوم أن تحويل سنة العالم هو حلول
الشمس أول ثانية من الحمل وطالع ذلك طالع السنة " وأمثال ذلك من كلماتهم
وقد اشتمل الخبر على أن النيروز أول سنة الفرس ، وايد أيضا بما ورد أن
ابتداء خلق العالم كان الشمس في الحمل ، وبأنا إذا حسبنا على القهقرى وجدنا
عيد الغدير في السنة العاشرة من الهجرة مطابقا لنزول الشمس أول الحمل ، والظاهر
أن ذلك مبني على بعض الارصاد ، وعلى بعضها يتقدم بيوم كما أومأ إليه ابن
فهد رحمه الله وعلى بعضها بيومين كما أشار إليه غيره ، وموافقته على بعض
الارصاد كاف في ذلك ، وبأنه أول نمو أبدان الحيوانات والاشجار والنباتات كما
قال سبحانه " ألم تر أن الله يحيي الارض بعد موتها "(1)" وعنده تظهر قدرة
الصانع وحكمته ولطفه ، ورحمته ، فهو أولى بأن يشكر فيه الرب الكريم ، وأن
يجعل مبدأ السنة والعيد العظيم ، وقد مر الكلام في أكثر ذلك فيما مضى .


(1)الاية ليست كذلك ، ففى الاية(19)من سورة الروم " ويحيى الارض بعد موتها "
وفي الاية(50)منها " كيف يحيى الموتى " وفي الاية(17)من سورة الحديد " اعلموا أن
الله يحيى الارض بعد موتها " .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه