بحار الأنوار ج79

24 المسكن : وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن للموت فزعا
فاذا أتى أحدكم وفات أخيه فليقل(إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا
لمنقلبون ، اللهم اكتبه عندك من المحسنين ، واجعل كتابه في عليين ، واخلف على
عقبه في الاخرين ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده).
وعن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال : من أصابته
مصيبته فقال إذا ذكرها : إنا لله وإنا إليه راجعون . جدد الله له أجرها مثل ما كان
له يوم أصابته .
وعن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال : لما حضرت عبادة الوفاة قال :
أخرجوا فراشي إلى الصحن يعنى الدار ، ففعلوا ذلك ، ثم قال اجمعوا لي موالي
وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي ، فجمعوا ، فقال : إن يومي هذا لا أراه
إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، واولى ليلة من ليالي الاخرة ، وإني لا
أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شئ ، وهو والذي نفس عبادة بيده
القصاص يوم القيامة ، فاحرج على أحد منكم في نفسه شئ من ذلك ، إلا اقتص
مني قبل أن تخرج نفسي ، فقالوا : بل كنت والدا وكنت مؤدبا وما قال لخادم
سوء قط قال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ، قالوا نعم ، قال : اللهم اشهدهم ، ثم
قال أما فاحفظوا وصيتي احرج على إنسان منكم يبكي ، فاذا خرجت نفسي فتوضؤا
وأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا يصلي ، ثم ليستغفر لعبادة
ولنفسه ، فان الله عزوجل قال :(استعينوا بالصبر والصلاة)(1)ثم اسرعوا بى إلى
حفرتي ، ولا تتبعوني بنار ولا تضعوا تحتي ارجوانا .
بيان : في النهاية في الدعاء على ما فرط مني : أي سبق وتقدم ، وقال :
فيه في قتل الحيات فليحرج عليها ، وهو أن يقول لها أنت في حرج أي ضيق إن
عدت إلينا .
ومنه اللهم إني احرج حق الضعيفين أي اضيقه واحرمه على من ظلمهما .


(1)البقرة : 153 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه