بحار الأنوار ج5

عليهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سبق العلم وجف القلم ومضى القضاء وتم القدر
بتحقيق الكتاب ، وتصديق الرسل ، وبالسعادة من الله لمن آمن واتقى ، وبالشقاء لمن
كذب وكفر ، وبالولاية من الله للمؤمنين ، وبالبراء‌ة منه للمشركين . ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إن الله يقول : يابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ،
وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على
معصيتي ، وبقوتي وعصمتي وعافيتي أديت إلي فرائضي ، وأنا أولى بحسناتك منك ،
وأنت أولى بذنبك مني ، الخير مني إليك بما أوليتك به ،(1)والشر مني إليك بما
جنيت جزاء‌ا ، وبكثير من تسلطي لك انطويت عن طاعتي ، وبسوء ظنك بي قنطت من
رحمتي ، فلي الحمد والحجة عليك بالبيان ، ولي السبيل عليك بالعصيان ، ولك الجزاء
الحسن عندي بالاحسان ، لم أدع تحذيرك بي ، ولم آخذك عند عزتك ، وهو قوله :
" ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة " لم أكلفك فوق طاقتك ،
ولم أحملك من الامانة إلا ما أقررت بها على نفسك ، ورضيت لنفسي منك ما رضيت به
لنفسك مني . " ص 547 - 548 "
14 - يد : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد العطار ، وأحمد بن إدريس معا ، عن
الاشعري ، عن ابن يزيد ، عن علي بن حسان ، عن السكوني ، عن ثور بن يزيد ، عن
خالد بن سعدان ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وآله مثله . " ص 353 - 354 "
بيان : قوله صلى الله عليه وآله : بتحقيق الكتاب أي جنس الكتاب ، فالمراد كل كتاب منزل ،
أو القرآن ، أو اللوح . قوله تعالى : بمشيتي كنت أنت الذي تشاء أي شئت أن أجعلك
شائيا مختارا ، وأردت أن أجعلك مريدا فجعلتك كذلك وفي " يد " : الخير مني بما أوليت
بدء‌ا . فيمكن أن يقرأ أوليت على صيغة الخطاب والتكلم .
قوله تعالى : وبكثير من تسلطي لك أي من التسلط الذي جعلت لك على الخلق
وعلى الامور . وانطوى عن الشئ أي هاجره وجانبه . وفي التوحيد مكان تلك الفقرة :
وبإحساني إليك قويت على طاعتي .


(1)في المصدر : الخير منى اليك واصل بما اوليتك . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه