بحار الأنوار ج25

خطاب مع أهل البيت عليهم السلام ، أي لا تحزنوا على مصيبتكم للذي فات عنكم " ولا تفرحوا "
خطاب مع المخالفين ، أي لا تفرحوا بالخلافة التي أعطاكم الله إياها بسبب سوء اختياركم
وإحدى الآيتين مقدمة والاخرى مؤخرة ، فاجتمعتا في مكان واحد في تأليف عثمان .
الرابع : ما قيل : إن قوله : " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " خطاب للشيعة حيث
فاتهم خلافة علي عليه السلام .
" ولا تفرحوا بما آتاكم " خطاب لمخالفيهم حيث أصابتهم الخلافة المغصوبة ، و
إحدى القضيتين مقدمة على الاخرى .
اقول : إذا تأملت في تلك الوجوه لا يخفى عليك حسن ما ذكرنا أولا وشدة
انطباقه على الاية والخبر أولا وآخرا ، والله يعلم حقائق أخبار حججه عليهم السلام .
قوله عليه السلام : إذا استضحك ، كأنه مبالغة في الضحك ، ويقال : اغرورقت عيناه
أي دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما .
قوله عليه السلام : هل رأيت الملائكة ، إشارة إلى تتمة الاية إذ هي هكذا : " إن
الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا و
أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فيظهر منه أنه عليه السلام فسر الآية بأن هذا الخطاب
من الملائكة سيكون في الدنيا بحيث يسمعون كلامهم ، وذهب جماعة إلى أن الخطاب
في الدنيا وهم لا يسمعون ، أو عند الموت وهم يسمعون ، وما ذكره عليه السلام ألصق بالآية
فالمراد بالاستقامة الاستقامة على الحق في جميع الاقوال والافعال وهو ملزوم العصمة .
قوله عليه السلام : صدقت ، أي في قولك : إنما المؤمنون إخوة ، لكن لا ينفعك إذ
الاخوة لا يستلزم الاشتراك في جميع الكمالات ، أو قال ذلك على سبيل المماشاة والتسليم
أو على التهكم ، وإنما ضحك عليه السلام لوهن كلامه وعدم استقامته .
قوله عليه السلام : وابعث به إلى ذوي عدل ، لعل ذلك للارش ، وقد قال ابن
إدريس وبعض أصحابنا فيه بالارش والاختلاف الذي ألزمه عليه السلام عليه إما بين قوله :
صالحه ، وقوله : وابعث ، لتنافيهما ، أو بينهما وبين قوله : أعطه دية كفه ،
أو لاختلاف تقويم المقومين ، فلا يبتني عليه حكم الله وفيه شئ ، أو المراد بالاختلاف

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه