بحار الأنوار ج35

انكب عليها يقبل بين عينيها ، ونادته باكية : واغوثاه بالله ثم بك يا رسول الله من الجوع ،
قال : فرفع رأسه(1)إلى السماء وهو يقول : اللهم أشبع آل محمد ، فهبط جبرئيل فقال :
يا محمد اقرء ، قال : وما أقرء ، قال : اقرء(إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)
إلى آخر ثلاث آيات .
ثم إن أميرالمؤمنين عليه السلام مضى من فوره ذلك(2)حتى أتى أبا جبلة الانصاري رضي
الله عنه فقال له : يا أبا جبلة هل من قرض دينار(3)؟ قال : نعم يا أبا الحسن ، أشهد الله
وملائكته أن شطر مالي لك حلال من الله ومن رسوله ، قال : لاحاجة لي في شئ من ذلك
إن يك قرضا قبلته ، قال . فدفع إليه دينارا ، ومر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب يتخرق
أزقة(4)المدينة ليبتاع بالدينار طعاما ، فإذا هو بمقداد بن الاسود الكندي قاعد على
الطريق ، فدنا منه وسلم عليه(5)وقال : يا مقداد مالي أراك في هذا الموضع كئيبا حزينا ؟
فقال : أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام :(رب إني لما
أنزلت إلي من خير فقير)قال : ومنذكم يا مقداد ؟ قال : منذ أربع(6)، فرجع أميرالمؤمنين
عليه السلام مليا ثم قال : الله أكبر الله أكبر آل محمد منذ ثلاث وأنت يا مقداد أربع ؟ ! أنت
أحق بالدينار مني ، قال : فدفع إليه الدينار ومضى حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله رآه
قد سجد(7)، فلما انفتل(8)رسول الله ضرب بيده إلى كتفه ثم قال : يا علي انهض بنا
إلى منزلك لعلنا نصيب طعاما فقد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلة ، قال : فمضى و


(1)في المصدر : فرفع يده .
(2)في القاموس(2 : 112): أتوا من فورهم : من وجههم ، أو قبل أن يسكنوا .
(3)في المصدر : هل عندك من قرض دينار ؟ :
(4)جمع الزقاق - بضم أوله - : السكة . الطريق الضيق .
(5)في المصدر : فدنا منه يسلم عليه .
(6)في المصدر : قال هذا اربع .
(7)في المصدر : رآه في مسجده .
(8)اى انصرف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه