بحار الأنوار ج45

قال الحداد : فأيقنت بالهلاك فأمربي فقد موني فاستخبرني فأخبرته فأمربي
إلى النار فماسحبوني إلا وانتبهت ، وحكيت لكل من لقيته ، وقد يبس لسانه
ومات نصفه ، وتبرأ منه كل من يحبه ، ومات فقيرا لارحمه الله وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون
قال : وحكي عن السدي قال : أضافني رجل في ليلة كنت احب الجليس
فرحبت به وقر بته وأكرمته ، وجلسنا نتسامر وإذا به ينطلق بالكلام كالسيل إذا
قصد الحضيض ، فطرقت له فانتهى في سمره طف كربلا ، وكان قريب العهدمن قتل الحسين
عليه السلام فتأوهت الصعداء ، وتزفرت كملا فقال : مابالك ؟ قلت : ذكرت مصابا
يهون عنده كل مصاب ، قال : أما كنت حاضرا يوم الطف ؟ قلت : لا ، والحمدلله
قال : أراك تحمد ، على أي شئ ؟ قلت : على الخلاص من دم الحسين عليه السلام لان جده

صلى الله عليه وآله قال : إن من طولب بدم ولدي الحسين يوم القيامة لخفيف
الميزان
قال : قال هكذا جده ؟ قلت : نعم ، وقال صلى الله عليه وآله : ولدي الحسين
يقتل ظلما وعدوانا ، ألاومن قتله يدخل في تابوت من نار ، ويعذب بعذاب نصف
أهل النار ، وقد غلت يداه ورجلاه وله رائحة يتعوذ أهل النار منها ، هوومن شايع
وبايع أورضي بذلك ، كلما نضجت جلودهم بدلوا بجلود غيرها ، ليذوقوا العذاب
لايفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم ، فالويل لهم من عذاب جهنم
قال : لاتصدق هذا الكلام ياأخي ؟ قلت : كيف هذا وقد قال صلى الله عليه
وآله : لاكذبت ولاكذبت ، قال : ترى قالوا : قال رسول الله : قاتل ولدي الحسين
لايطول عمره ، وهاأنا وحقك قد تجاوزت التسعين مع أنك ماتعرفني ، قلت : لا
والله ، قال : أنا الاخنس بن زيد ، قلت : وماصنعت يوم الطف ، قال : أنا الذي امرت
على الخيل الذين أمرهم عمربن سعد بوطي جسم الحسين بسنابك الخيل ، وهشمت
أضلاعه ، وجررت نطعا من تحت علي بن الحسين وهوعليل حتى كببته على وجهه
وخرمت اذني صفية بنت الحسين ، لقرطين كانافي اذنيها

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه