بحار الأنوار ج12

نزل من السماء على الجبل الايمن من مسجد منى ، وكان يمشي في سواد ، ويأكل في سواد ،
وينظر ويبعر ويبول في سواد .(1)
فوائد لابد من التعرض لها :
الاولى في تعيين الذبيح ، قال الرازي في تفسيره : اختلفوا في أن هذا الذبيح من
هو ؟ فقيل : إنه إسحاق ، وقيل : إن هذا قول(2)عمر وعلي والعباس بن عبدالمطلب و
ابن مسعود وكعب الاحبار وقتادة وسعيد بن جبير ومسروق وعكرمة والزهري والسدي
ومقاتل . وقيل : إنه إسماعيل وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب والحسن
والشعبي ومجاهد والكلبي .
واحتج القائلون بأنه إسماعيل بوجوه
الاول : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " أنا ابن الذبيحين " وقال له أعرابي : يا ابن الذبيحين
فتبسم فسئل عن ذلك فقال : إن عبدالمطلب لماحفر بئر زمزم نذر إن سهل الله(3)له أمرها
ليذبحن أحد ولده ، فخرج السهم على عبدالله فمنعه أخواله وقالوا له : افد ابنك بمائة من
الابل ففداه بمائة من الابل ; والذبيح الثاني إسماعيل .
الحجة الثانية : نقل عن الاصمعي أنه قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح
فقال : أيا أصمعي أين عقلك ؟ ومتى كان إسحاق بمكة ، وإنما كان إسماعيل بمكة ، وهو
الذي بنى البيت مع أبيه والنحر بمكة .
الحجة الثالثة : أن الله تعالى وصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله : " و
إسمعيل واليسع وذا الكفل كل من الصابرين " وهو صبره على الذبح فوفى به .
الحجة الرابعة : قوله تعالى : " وبشرناه بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب " فنقول :
لو كان الذبيح إسحاق لكان الامر بذبحه قبل ظهور يعقوب منه أو بعد ذلك ، والاول باطل
لانه تعالى لما بشره بإسحاق وبشر معه بأنه يحصل منه يعقوب ، فقبل ظهور يعقوب منه
لم يجز الامر بذبحه وإلا حصل الخلف في قوله : " ومن وراء إسحق يعقوب " والثاني


(1)فروع الكافى 1 : 222 . م
(2)في المصدر : وهذا قول عمر اه‍ . م
(3)في المصدر : نذر لله لئن سهل اه‍ . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه