بحار الأنوار ج5

الدخان " 44 " وما خلقنا السموات والارض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما
إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون 38 - 39 .
الجاثية " 45 " وخلق الله السموات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت
وهم لا يظلمون 22 .
الاحقاف " 46 " ما خلقنا السموات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى 3 .
الذاريات " 51 " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون * ما اريد منهم من
رزق وما أريد أن يطعمون 56 - 57 .
القيامة " 75 " أيحسب الانسان أن يترك سدى 36 .
تفسير : قال البيضاوي في قوله تعالى : " وما خلقنا السماء والارض وما بينهما
لاعبين " : وإنما خلقناها مشحونة بضروب البدائع تبصرة للنظار ، وتذكرة لذوي
الاعتبار ، وتسبيبا لما ينتظم به امور العباد في المعاش والمعاد ، فينبغي أن يتشبثوا بها إلى
تحصيل الكمال ، ولا يغتروا بزخارفها ، فإنها سريعة الزوال . " لو أردنا أن نتخذ لهوا "
ما يتلهى به ويلعب " لاتخذناه من لدنا " من جهة قدرتنا ، أو من عندنا مما يليق
بحضرتنا من المجردات لا من الاجسام المرفوعة والاجرام المبسوطة ، كعادتكم في رفع
السقوف وتزويقها ، وتسوية الفروش وتزيينها . وقيل : اللهو : الولد بلغة اليمن . وقيل :
الزوجة ، والمراد الرد على النصارى . " إن كنا فاعلين " ذلك ، ويدل على جوابه الجواب
المتقدم . وقيل : " إن " نافية ، والجملة كالنتيجة للشرطية " بل نقذف بالحق على الباطل "
الذي من عداد اللهو " فيدمغه " فيمحقه " فإذا هو زاهق " هالك انتهى .(1)


(1)قال الرضى رحمه الله : وهذه استعارة لان حقيقة القذف من صفات الاشياء الثقيلة التي
يرجم بها ، كالحجارة وغيرها ، فجعل سبحانه إيراد الحق على الباطل بمنزلة الحجر الثقيل الذى
يرض ما صكه ويدمغ ما مسه ، ولما بدأ تعالى بذكر قذف الحق على الباطل - وفى الاستعارة
حفها وأعطاها واجبها - فقال سبحانه : " فيدمغه " ولم يقل : فيذهبه ويبطله ; لان الدمغ إنما يكون
عن وقوع الاشياء الثقال على طريق الغلبة والاستعلاء ، فكأن الحق أصاب دماغ الباطل فأهلكه ،
والدماغ مقتل ، ولذلك قال سبحانه من بعد " فاذا هو زاهق " والزاهق : الهالك . *

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه