بحار الأنوار ج5

في القضاء والقدر ، فكتب إليه الحسن البصري : إن أحسن ما انتهى إلى ما سمعت أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال : أتظن أن الذي نهاك دهاك ؟ وإنما دهاك
أسفلك وأعلاك ، والله برئ من ذاك . وكتب إليه عمرو بن عبيد : أحسن ما سمعت في القضاء
والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : لو كان الزور(1)في الاصل محتوما كان
المزور في القصاص مظلوما . وكتب إليه واصل بن عطا : أحسن ما سمعت في القضاء والقدر
قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق ؟ . وكتب
إليه الشعبي أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :
كل ما استغفرت الله منه فهو منك ، وكل ما حمدت الله عليه فهو منه . فلما وصلت كتبهم
إلى الحجاج ووقف عليها قال : لقد أخذوها من عين صافية . " ص 95 "
أقول : روى الكراجكي مثله . وفيه : من وسع عليك الطريق لم يأخذ عليك
المضيق وفي القاموس : دهاه : أصابه بداهية ، وهي الامر العظيم . " ص 170 "
109 - يف : روي أن رجلا سأل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن القضاء والقدر
فقال : ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو منه ، وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من
فعل الله ، يقول الله تعالى للعبد : لم عصيت ؟ لم فسقت ؟ لم شربت الخمر ؟ لم زنيت ؟ فهذا
فعل العبد ; ولا يقول له : لم مرضت ؟ لم قصرت ؟ لم ابيضضت ؟ لم اسوددت ؟ لانه من
فعل الله تعالى .
110 - يف : روي أن الفضل بن سهل سأل الرضا عليه السلام بين يدي المأمون فقال :
يا أبا الحسن الخلق مجبورون ؟ فقال : الله أعدل من أن يجبر خلقه ثم يعذبهم ، قال :
فمطلقون ؟ قال : الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه .
يف : ومن الحكايات ما روي أن بعض أهل العدل وقف على جماعة من
المجبرة ، فقال لهم : أنا ما أعرف المجادلة والاطالة لكني أسمع في القرآن قوله تعالى :
" كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " ومفهوم هذا الكلام عند كل عاقل أن الموقد
للنار غير الله ، وأن المطفئ للنار هو الله ، وكيف تقبل العقول أن الكل منه ؟ وأن


(1)في المصدر : لو كان الوزر في الاصل محتوما اه‍ . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه