بحار الأنوار ج3

وخمسين ومائتين - : قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد ، منهم من يقول : هو جسم ،
ومنهم من يقول : هو صورة ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ماأقف عليه ولا
أجوزه فعلت متطولا على عبدك .
فوقع بخطه - عليه السلام - : سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول ، الله تعالى واحد ،
أحد ، صمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق
تبارك وتعالى ما يشاء من الاجسام وغير ذلك ، ويصور مايشاء ، وليس بمصور ، جل
ثناؤه وتقدست أسماؤه ، وتعالى عن أن يكون له شبه ، هولا غيره ، ليس كمثله شئ وهو
السميع البصير .
بيان : وهذا عنكم معزول أي لا يجب عليكم التفكر في الذات والصفات بل عليكم
التصديق بما وصف تعالى به نفسه .
11 - سر : السياري(1)قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ليس العبادة كثرة
الصوم والصلاة ، إنما العبادة في التفكر في الله .
بيان : أي التفكر في قدرته وعظمته بالتفكر في عظمة خلقه ، كما فسر به في
الاخبار الاخر ، أو بالتفكر فيما جاء عن الله وحججه عليهم السلام في ذلك .
12 - يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن أبي نجران ، عن
حماد بن عثمان ، عن عبدالرحيم القصير قال : كتبت على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي
عبدالله عليه السلام بمسائل ، فيها : أخبرني عن الله عزوجل هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ،
فإن رأيت - جعلني الله فداك - أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد .
فكتب صلى الله عليه على يدي عبدالملك بن أعين : سألت رحمك الله عن التوحيد
وما ذهب فيه من قبلك ، فتعالى الله الذي ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير ، تعالى الله
عما يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك وتعالى بخلقه ، المفترون على الله . واعلم رحمك
الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عزوجل ، فأنف


(1)هو أحمد بن محمد بن سيار أبوعبدالله الكاتب ، بصرى ، كان من كتاب آل طاهر في زمن
أبي عبدالله عليه السلام ، ضعيف الحديث ، فاسد المذهب . نص على ذلك النجاشى .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه