بحار الأنوار ج11

بيان : الاجفر موضع بين الخزيمة وفيد .(1)
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " صرصرا " : أي شديدة الهبوب ، عن ابن زيد
وقيل : باردة ، عن ابن عباس وقتادة ، من الصر وهو البرد .(2)
وقال في قوله تعالى : " حسوما " : أي ولاء متتابعة ليست لها فترة ، عن ابن عباس
وابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة ، كأنه تتابع عليهم الشر حتى استأصلهم ، وقيل :
دائمة ، عن الكلبي ومقاتل ، وقيل : قاطعة قطعتهم قطعا حتى أهلكتهم ، عن الخليل ،
وقيل : مشائيم نكدا قليلة الخير حسمت الخير عن أهلها ، عن عطية انتهى .(3)
أقول : لعل الخبر مبني على القول الاخير إن كان تفسير القوله تعالى : " حسوما "
كما هو الظاهر .
3 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ،
عن معروف بن خربوذ ،(4)عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن لله تعالى رياح رحمة ورياح
عذاب ، فإن شاء‌الله أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل ، قال : ولن يجعل الرحمة
من الريح عذابا ، قال : وذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه وكانت طاعتهم إياه وبالا
عليهم إلا من بعد تحولهم من طاعته ، قال : وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله
بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه ، ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم
رحمة فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم ، وذالك لما آمنوا به وتضرعوا إليه ، قال : و
أما الريح العقيم فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الارحام ولا شيئا من النبات ، وهي
ريح تخرج من تحت الارضين السبع وما خرجت منها ريح قط إلا على قوم عاد . وساق
الحديث إلى آخر مامر .(5)


(1)الاجفر بضم الفاء . وقال ياقوت : لخزيمية تصغير خزيمة وهو منزل من منازل الحاج بعد الثعلبية
من الكوفة وقبل الاجفر . وقال قوم : بينه وبين الثعلبية اثنان وثلاثون ميلا ، وقيل : انه بالحاء .
وفيد بالفتح ثم السكون : منزل بطريق مكة .
(2)مجمع البيان 9 : 189 - 190 . م
(3)< < < < 10 : 344 . م
(4)بفتح الخاء وتشديد الراء وضم الباء .
(5)الروضة : 92 . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه