فجدد الايمان بالله وبالولاية تكن مستريحا ، ففعل الرجل ذلك ، والحديث طويل
أخذنا منه موضع الحاجة .(1)" ص 84
12 - مع : بهذا الاسناد ، عن علي بن محمد عليه السلام قال : قيل لمحمد بن علي بن موسى
صلوات الله عليه : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟ قال : لانهم جهلوه فكرهوه
ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزوجل لاحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا .
ثم قال عليه السلام : يا أبا عبدالله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي
للالم عنه ؟ قال : لجهلهم بنفع الدواء ، قال : والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من
استعد للموت حق الاستعداد فهو(2)أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج ، أما إنهم
لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم
الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة . " 84 "
13 - مع : بهذا الاسناد عن الحسن بن علي عليه السلام قال : دخل علي بن محمد عليه السلام على
مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت ، فقال له : يا عبدالله تخاف من الموت
لانك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك
وأصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله
فتغسل ذلك عنك ؟ أو تكره أن تدخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال : بلى يابن رسول الله ،
قال : فذلك الموت هو ذلك الحمام ، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك و
تنقيتك من سيئاتك ، فإذا أنت وردت عليه وجاورته فقد نجوت من كل غم وهم و
أذى ، ووصلت إلى كل سرور وفرح ، فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض عين نفسه
ومضى لسبيله . وسئل الحسن بن علي بن محمد عليه السلام عن الموت ما هو ؟ فقال : هو التصديق
بما لا يكون . حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق عليه السلام قال : إن المؤمن إذا
مات لم يكن ميتا ، فإن الميت هو الكافر ، إن الله عزوجل يقول : " يخرج الحي من
الميت ويخرج الميت من الحي " يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن . " ص 74 " .
(1)يأتى الحديث مرسلا في باب ما يعاين المؤمن تحت رقم 46 عن دعوات الراوندى في صورة
مفصلة .
(2)في المصدر : لهو . م*