بحار الأنوار ج75

وأنت على ذاك لا ترعوي فأمرك عندي عجيب عجيب
103 - قال أمير المؤمنين عليه السلام(1): مازالت نعمة عن قوم ، ولا غضارة عيش
إلا بذنوب اجترحوها ، إن الله ليس بظلام للعبيد .
104 - وقال عليه السلام :(2)المرء حيث يجعل نفسه ، من دخل مداخل السوء‌اتهم
من عرض نفسه التهمة فلا يلومن من أساء به الظن ، من أكثر من شئ عرف به
من مزح استخف به ، من اقتحم البحر غرق ، المزاح يورث العداوة ، من عمل في
السر عملا يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ، ماضاع امرء عرف قدره
اعرف الحق لمن عرفه لك رفيعا كان أم وضيعا ، من تعدى الحق ضاق مذهبه ،
من جهل شيئا عاداه ، أسوء الناس حالا من لم يثق بأحد لسوء ظنه ، ولم يبق به
أحد لسوء فعله ، لا دليل أنصح من استماع الحق ، من نظف ثوبه قل همه ، الكريم
يلين إذا استعطف ، واللئيم يقسو إذا لوطف . حسن الاعتراف يهدم الاقتراف ، أخر
الشر فإنك إذا شئت تعجلته ، أحسن إذا أحببت أن يحسن إليك ، إذا جحد الاحسان
حسن الامتنان ، العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم ، من بالغ في الخصومة
أثم ، ومن قصر عنها خصم ، لا تظهر العداوة لمن لا سلطان لك عليه .
105 - وقال عليه السلام : الهم نصف الهرم ، والسلامة نصف الغنيمة .
106 - أعلام الدين(3): قال أمير المؤمنين عليه السلام : أفضل رداء تردى به الحلم
وإن لم تكن حليما فتحلم فإنه من تشبه بقوم أوشك أن يكون منهم .
قال عليه السلام : الناس في الدنيا صنفان : عامل في الدنيا للدنيا ، قد شغلته دنياه عن
آخرته ، يخشى على من يخلفه الفقر ، ويأمنه على نفسه ، فيفني عمره في منفعة غيره
وآخر عمل في الدنيا لما بعدها ، فجاء‌ه الذي له من الدنيا بغير عمله فأصبح ملكا لا يسأل
الله تعالى شيئا فيمنعه .


(1)الكنز ص 271 .
(2)المصدر ص 283 .
(3)مخطوط .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه