بحار الأنوار ج89

فهرب وهجا النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله : من وجد عبدالله بن سعد بن
أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله ، وإنما كان النبي صلى الله عليه وآله يقول له
فيما يغيره هو واحد هو واحد لانه لا ينكتب ما يريده عبدالله إنما كان ينكتب ما
كان يمليه عليه السلام فقال : هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب
ما امليه عن الوحي وجبرئيل عليه السلام يصلحه .
وفي ذلك دلالة للنبي صلى الله عليه وآله ووجه الحكمة في الستكتاب النبي صلى الله عليه وآله الوحي
معاوية وعبدالله بن سعد وهما عدو ان هو أن المشركين قالوا : إن محمدا يقول
هذا القرآن من تلقاء نفسه ، ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها انزلت عليه
وسبيل من يضع الكلام في حوادث يحدث في الاوقات أن يعير الالفاظ إذا استعيد
ذلك الكلام ، ولا يأتي به في ثاني الامر وبعد مرور الاوقات عليه إلا مغيرا عن
حاله الاولى لفظا ومعنى ، أو لفظا دون معنى ، فاستعان في كتب ما ينزل عليه في
الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه عدلين عند أعدائه ليعلم الكفار والمشركون
أن كلامه في ثاني الامر كلامه في الاول غير مغير ، ولا مزال عن جهته ، فيكون
أبلغ للحجة عليهم ، ولو استعان في ذلك بوليين مثل سلمان وأبي ذر وأشباههما
لكان الامر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع ، وكانت يتخيل فيه التواطى والتطابق
فهذا وجه الحكمة في استكتابهما واضح مبين والحمدلله(1).
3 شى : عن الحسين بن سعيد ، عن أحدهما قال : سألته عن قول الله :(أو
قال اوحي إلى ولم يوح إليه شئ)قال نزلت في ابن سرح : الذي كان عثمان
ابن عفان استعمله على مصر ، وهو ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة هدر
دمه ، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله فاذا أنزل الله عليه(فان الله عزيز حكيم)
كتب(فان الله عليم حكيم) فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله : دعها فان الله عليم حكيم(2)
وقد كان ابن أبي سرح يقول للمنافقين : إني لاقول الشئ مثل ما يجئ به هو


(1)معانى الاخبار ص 346 .
(2)الزيادة من نسخة الكافى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه