بحار الأنوار ج75

لك غيه فاجتنبه ، وأمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه(1).
64 - وقال له عليه السلام : جابر يوما : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
وبنا من نعم الله ربنا مالا نحصيه مع كثرة ما نعصيه ، فلا ندري ما نشكر ، أجميل ما ينشر
أم قبيح مايستر .
65 - وعزى عبدالله بن عباس ، عن مولود صغير مات له ، فقال عليه السلام : لمصيبة
في غيرك لك أجرها أحب إلي من مصيبة فيك لغيرك ثوابها ، فكان لك الاجر
لابك ، وحسن لك العزاء لا عنك ، وعوضك الله عنه مثل الذي عوضه منك .
66 - وقيل له : ما التوبة النصوح ؟ فقال عليه السلام : ندم بالقلب ، واستغفار
باللسان ، والقصد على أن لا يعود(2).
67 - وقال عليه السلام : إنكم مخلوقون اقتدارا ، ومربوبون اقتسارا(3)ومضمنون
أجداثا ، وكائنون رفاتا ، ومبعوثون أفرادا ومدينون حسابا ، فرحم الله عبدا اقترب
فاعترف ، ووجل فعمل ، وحاذر فبادر ، وعمر فاعتبر ، وحذر فازدجر ، وأجاب
فأناب ، وراجع فتاب ، واقتدى فاحتذى(4)، فباحث طلبا ، ونجا هربا ، وأفاد ذخيرة
وأطاب سريرة ، وتأهب للمعاد ، واستظهر بالزاد ليوم رحيله(5)ووجه سبيله ، و
حال حاجته ، وموطن فاقته ، فقدم أمامه لدار مقامه ، فمهدوا لانفسكم ، فهل
ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم ؟ وأهل بضاضة الصحة(6)إلا نوازل
السقم ، وأهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء ، واقتراف الفوت ، ودنو الموت ؟ ! .


(1)في بعض النسخ فرده إلى عالمه .
(2)في بعض النسخ العقد على أن لا يعود .
(3)في بعض النسخ انتشارا. والاقتسار : عدم الاختيار ، أى ربا هم الله من عند كونهم
أجنة في بطون أمهاتهم إلى كبرهم من غير اختيار منهم . وفى بعض النسخ ومضمون أحداثا .
(4)الاحتذاء : الاقتداء أى أتى بكل ما للاقتداء من معنى .
(5)استظهر بالزاد : استعان به .
(6)الحوانى جمع حين . والبضاضة : رقة اللون وصفاؤه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه