بحار الأنوار ج26

الرقيب والجاسوس ، ولم يعطيا ، لعل المراد أنهما عليهما السلام لم يعطيا علم جميع ما يكون
إذ قصة الغلام كان من جملة ما يكون ، إلا أن يقال : المراد به الامور المتعلقة بما
سيكون ، ومتعلق ذلك الامر كان الغلام الموجود ، لكن قد مر في باب أحوالهما ما
ينافي هذا التأويل ، والاول أظهر .
فإن قيل : سؤاله عليه السلام أولا ينافي علمه بما كان وبما هو كائن .
قلت : إنهم ليسوا بمكلفين بالعمل بهذا العلم ، فلا بد لهم من العمل بما توجبه
التقية ظاهرا ، مع أنه يمكن أن يحتاجوا في العلم على هذا الوجه إلى مراجعة إلى
الكتب ، أو توجه إلى عالم القدس ، أو سؤال من روح القدس في بعض الاحيان .
10 - ير : عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن جعفر بن
عبدالله بن حماد عن عبدالله بن عبدالرحمان عن أبي عمرو عن معاوية بن وهب قال :
استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام فأذن لي فسمعته يقول في كلام له : يا من خصنا بالوصية
وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا وجعلنا ورثة
الانبياء عليهم السلام .(1)
11 - ير : بالاسناد المتقدم عن معاوية عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول :
اللهم يا من أعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعلنا ورثة الانبياء وختم بنا الامم السالفة
" وخصنا بالوصية .(2)
12 - ج : عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه
رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد أبوعبدالله عليه السلام فقال له : مرحبا يا سعد ، فقال
له الرجل : بهذا الاسم سمتني امي ، وما أقل من يعرفني به ، فقال أبوعبدالله عليه السلام :
صدقت يا سعد المولى .
فقال الرجل : جعلت فداك ، بهذا كنت القب ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : لا خير
في اللقب إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : " ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق


(1)بصائر الدرجات : 35 .
(2)بصائر الدرجات : 35 و 36 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه