بحار الأنوار ج21

بني له فقال : والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن في الارض حتى
نموت عطشا وجوعا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه واله رق لهما ، فأذن لهما ، فدخلا
عليه فأسلما ، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه واله مر الظهران وقد غمت(1)الاخبار عن قريش
فلا يأتيهم عن رسول الله صلى الله عليه واله خبر خرج في تلك الليلة أبوسفيان بن حرب وحكيم
ابن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الاخبار ، وقد قال العباس للبيد(2)يا سوء
صباح(3)قريش ، والله لئن بغتها رسول الله صلى الله عليه واله في بلادها فدخل مكة عنوة إنه
لهلاك قريش إلى آخر الدهر ، فخرج العباس على بغلة رسول الله صلى الله عليه واله وقال :
اخرج إلى الاراك ، لعلي أرى حطابا أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم
بمكان رسول الله صلى الله عليه واله فيأتونه ويستأمنونه(4)قال العباس : فوالله إنى لاطوف في
الاراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن
ورقاء وسمعت أبا سفيان يقول : والله ما رأيت كاليوم قط نيرانا ، فقال بديل : هذه
نيران خزاعة ، فقال أبوسفيان . خزاعة ألام من ذلك ، قال : فعرفت صوته ، فقلت :
يا أبا حنظلة يعني أباسفيان ، فقال : أبوالفضل ؟ فقلت : نعم ، قال : لبيك فداك
أبي وأمي ما وراك ؟ فقلت : هذا رسول الله صلى الله عليه واله وراك ، قد جاء بما لا قبل لكم به
بعشرة آلاف من المسلمين ، قال : فما تأمرني ؟ قلت : تركب عجز هذه البغلة
فأستأ من لك رسول الله صلى الله عليه واله ، فوالله لئن ظفر بك ليضر بن عنقك ، فردفني فخرجت
أركض به بغلة رسول الله ، فكلما مردت بنار من نيران المسلمين قالوا : هذا عم رسول

الله صلى الله عليه واله على بغلة رسول الله صلى الله عليه واله حتى مررت بنار عمر بن الخطاب ، فقال يعني عمر : يا أبا سفيان الحمدلله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد ، ثم اشتد نحو رسول
الله صلى الله عليه واله وركضت البغلة حتى اقتحمت باب القبة ، وسبقت عمر بما يسبق به الدابة
البطيئة الرجل البطئ ، فدخل عمر فقال : يا رسول الله صلى الله عليه واله هذا أبوسفيان عدو
الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد ، قدعني أضرب عنقه ، فقلت : يا رسول الله


(1)وقد عميت خ ل . أقول غم عليه الامر : خفى .
(2)ليلتئذ خ ل . أقول يوجد ذلك في المصدر .
(3)ليلة سوء يا سوء صباح خ ل .(4)في المصدر : فيستأ منونه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه