بحار الأنوار ج11

عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما علقت حواء من آدم وتحرك ولدها في بطنها قالت لآدم : إن
في بطني شئ يتحرك ، فقال لها آدم : الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق
الله منها خلقا ليبلونا فيه ، فأتاها إبليس فقال لها : كيف أنت ؟(1)فقالت له : أما إني
علقت(2)وفي بطني من آدم ولد قد تحرك ، فقال لها إبليس : أما إنك إن نويت أن تسميه
عبدالحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش ، وإن لم تنو أن تسميه عبدالحارث مات بعدما تلدينه
بستة أيام ، فوقع في نفسها مما قال لها شئ ، فأخبرت آدم بما قال لها إبليس(3)فقال
لها آدم : قد جاء‌ك الخبيث لا تقبلين منه ،(4)فإني أرجو أن يبقى لنا ويكون بخلاف ما قال
لك ، ووقع في نفس آدم مثل ما وقع نفس حوا من مقالة الخبيث ، فلما وضعته غلاما
لم يعش إلا ستة أيام حتى مات ، فقالت لآدم : قد جاء‌ك الذي قال لنا الحارث فيه ،
ودخلهما من قول الخبيث ما شككهما ، فلم تلبث أن علقت من آدم حملا آخر فأتاها
إبليس فقال لها : كيف أنت ؟(5)فقالت له : قد ولدت غلاما ولكنه مات يوم السادس
فقال لها الخبيث : أما إنك لو كنت نويت أن تسميه عبدالحارث لعاش وبقي ، وإن ماهو
في بطنك(6)كبعض ما في بطون في هذه الانعام التي بحضرتكم ، إما ناقة ، وإما بقرة ، وإما
ضأن ، وإما معز ، فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى
ما أخبرها للذي كان تقدم إليه في الحمل الاول ، فأخبرت بمقالته آدم ، فوقع في قلبه من
قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حواء " فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن
من الشاكرين * فلما آتيهما صالحا " أي لم يلدناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا فأتاها الخبيث
فقال لها : كيف أنتم ؟ فقالت له : قد أثقلت وقربت ولادتي ، فقال : أما إنك ستندمين و
ترين من الذي في بطنك ما تكرهين ، ويدخل آدم منك ومن ولدك شيئ لو قد ولدتيه ناقة
أو بقرة أو ضأنا معزا فاستمالها إلى طاعته والقبول لقوله ، ثم قال لها : اعلمي إن أنت


(1 و 5)في نسخة : كيف انتم .
(2)أى قد حبلت .
(3)في نسخة : فأخبرت بما قال آدم .
(4)في المصدر : فلا تقبلى منه . م
(6)في نسخة : وان هذا الذى في بطنك . وفى المصدر : وانما هو الذى في بطنك(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه