بحار الأنوار ج76

1 - لى : في مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه نهى عن الكوبة والعرطبة يعني الطبل


فقدم ذات جمعة - وكان ذلك قبل أن يسلم - ورسول الله صلى الله عليه وآله قائم على المنبر
يخطب ، فخرج الناس فلم يبق في المسجد الا اثنا عشر رجلا وامرء‌ة .
فقال صلى الله عليه وآله : لولا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء وأنزل الله
هذه الاية .
أقول : والظاهر من الاية الشريفة - حيث أخذ ذلك وصفا لهم - أن تلك الفعلة
القبيحة تكررت منهم ثم نزلت الاية تعييرا لهم ، ويؤيد ذلك ما نقله في الدر المنثور عن
البيهقى في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان أنه قال : فبلغنى - والله أعلم - أنهم فعلوا ذلك
ثلاث مرات ، وهكذا نقل الطبرسى في المجمع عن قتادة ومقاتل أنهم فعلوا ذلك ثلاث
مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام وكل ذلك يوافق يوم الجمعة .
والظاهر من قوله تعالى تجارة أو لهوا حيث عطف اللهو على التجارة بأو ، أن
اللهو معدود باستقلاله كالتجارة وأن الانفضاص إلى اللهو حين خطبة الصلاة مذموم كما أن
الانصراف إلى التجارة حينذاك مذموم ، ولذلك قال بعده وما عندالله خير من اللهو ومن
التجارة فعد اللهو في قبال التجارة .
وأما ما قيل : ان اللهو شئ غير مقصود لذاته والمقصود لذاته التجارة وانما خصت
التجارة بعود الضمير اليها في قوله انفضوا اليها لانها كانت اهم اليهم وهم بها
أسر من الطبل ، لان الطبل انما دل على التجارة وقدوم العير فليس على محله ، فان ضرب
الطبل وحدة قصدا لاخبار الناس لا بأس به ، وليس هو من اللهو ، وان كان مع ضرب
الطبل معازف اخرى يستلذ بها الناس فهو لهو قطعا لكنه موجب لانصراف الناس عن التجارة
أيضا ، وما كان التجار ليفعلوا ذلك ، كما لم ينقل .
فالمعمول على حديث جابر حيث قال : فاذا كان نكاح ، لعب أهله وعزفوا ومروا
باللهو على المسجد وقد نقل عنه الطبرسى أن المراد باللهو المزامير .
فالمزامير وأمثالها من المعازف التى يكون الغرض منها ومن سماعها الاستلذاذ

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه