بحار الأنوار ج60

أنواع : إما أن يجره من الافضل إلى الفاضل السهل أو من السهل إلى الافضل الاشق(1)
ليصير ازدياد المشقة سببا لحصول النفرة عن الطاعة بالكلية(2).
وقال في قوله تعالى : " إن الشيطان يعدكم الفقر " اختلفوا في الشيطان فقيل :
إبليس ، وقيل : سآئر الشياطين ، وقيل : شياطين الجن والانس ، وقيل : النفس الامارة
بالسوء ، والوعد يستعمل في الخير والشر ، ويمكن أن يكون هذا محمولا على التهكم
وقد مر الكلام في حقيقة الوسوسة في تفسير الاستعاذة .
وروى ابن مسعود أن للشيطان لمة وهي الايعاد بالشر ، وللملك لمة وهي الوعد
بالخير ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله ، ومن وجد الاول فليتعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ، وقرأ هذه الآية ، وروى الحسن قال بعض المهاجرين : من سره أن يعلم مكان
الشيطان منه فليتأمل موضعه من المكان الذي منه يجد الرغبة في فعل المنكر .
والفحشاء : البخل ، والفاحش عند العرب : البخل(3)وقال في قوله تعالى : " إلا
كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " التخبط معناه التصرف على غير استواء
وتخبطه الشيطان : إذا مسه بخبل أو جنون ، وتسمى إصابة الشيطان بالجنون ، و
الخبل : خبطة ، والمس : الجنون ، يقال : مس الرجل فهو ممسوس وبه مس ، وأصله
من المس باليد ، كأن الشيطان يمس الانسان فيجننه ، ثم سمي الجنون مسا كما
أن الشيطان يتخبطه ويطأه برجله فيخبله ، فسمي الجنون خبطة ، فالتخبط بالرجل
والمس باليد .
وقال الجبائي : والناس يقولون : المصروع إنما حدثت به تلك الحالة لان
الشيطان يمسه ويصرعه ، وهذا باطل لان قدرة الشيطان ضعيفة(4)لا يقدر على صرع


(1)في المصدر : اما ان يجره من الافضل إلى الفاضل ليتمكن من ان يخرجه من
الفاضل إلى الشر ، واما ان يجره من الفاضل الاسهل إلى الافضل الاشق .
(2)تفسير الرازى 5 : 4 و 5(ط مصر بالمطبعة البهية).
(3)تفسير الرازى 7 : 68 و 69 وفيه اختصار .
(4)في المصدر : لان الشيطان ضعيف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه