بحار الأنوار ج100

فيقولون : خصلتان كانتا فينا فبلغنا الله هذه الدرجة بفضل رحمته ، فيقولون : وما
هما ؟ فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه ، ونرصى باليسير مما قسم لنا ،
فتقول الملائكة حق لكم هذا(1) .
32 - اعلام الدين : قال أمير المؤمنين عليه السلام : الدنيا دول فالطلب حظك منها
بأجمل الطلب .
33 - وقال عليه السلام : من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير .
34 - وقال الصادق عليه السلام : إذا أحب الله عبدا ألهمه الطاعة وألزمه القناعة ، وفقهه
في الدين وقواه باليقين ، فاكتفى بالكفاف ، وإذا أبغض الله
عبدا حبب إليه المال وبسط له وألهمه دنياه ووكله إلى هواه فركب العناد وبسط
الفساد وظلم العباد .
35 - وعن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : ادفع المسألة ما وجدت التحمل
يمكنك ، فان لكل يوم رزقا جديدا ، واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء
ويورث التعب والعناء ، فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه ، فما أقرب
الصنع من الملهوف ، والامن من الهارب المخوف ، فربما كانت الغير نوعا من أدب
الله . والحظوظ مراتب فلا تجعل على ثمرة لم تدرك ، وإنما تنالها في أوانها ، واعلم
أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع امورك
يصلح حالك ، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك
القنوط .
36 - وقال عليه السلام : المقادير لا تدفع بالمغالبة ، والارزاق المكتوبة لا تنال
بالشرة ، ولا تدفع بالامساك عنها .
37 - وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أيها الناس إن الرزق
مقسوم لن يعدو امرؤ ما قسم له فاجملوا في الطلب : وإن العمر محدود لن يتجاوز
أحد ما قدر له ، فبادروا قبل نفاذ الاجل ، والاعمال محصية .


(1) مسكن الفواد ص 10 طبع طهران سنة 1310 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه