بحار الأنوار ج14

وعلى الفلفل يوزن وزنا وهو الداء فتعجبت ، ونظرت إلى قوم يذكرون الله وآخرين
في باطل فتعجبت وضحكت .(1)
أقول : قد مر في الباب الاول(2)وغيره في خبر الشامي أن سليمان عليه السلام ممن
ولد من الانبياء مختونا ، وفي الباب الثاني عن الرضا عليه السلام أنه كان نقش خاتمه : سبحان من
ألجم الجن بكلماته ، وفي أبواب قصص داود عليه السلام بعض مايتعلق بأحواله .
23 وقال الطبرسي رحمه الله : روى الواحدي بالاسناد ، عن محمد بن جعفر بن محمد

عن أبيه عليه السلام قال : أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الارض ومغاربها ، فملك سبعمائة
سنة وسبعة أشهر ،(3)ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والشياطين والدواب و
الطير والسباع ، وأعطي علم كل شئ ومنطق كل شئ ، وفي زمانه صنعت الصنائع
المعجبة التي سمع بها الناس ، وذلك قوله : " علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن
هذا لهو الفضل المبين " .(4)
أقول : هذا الخبر غريب من حيث اشتماله على ملك المشارق والمغارب ، وكون
ملكه سبعمائة سنة ، ومخالف للاخبار المعتبرة من الجهتين معا ، لكن سيأتي من إكمال
الدين في باب وفاته عليه السلام مايؤيد الثاني .
ثم قال رحمه الله : قال محمد بن كعب : بلغنا أن سليمان بن داود عليه السلام كان عسكره(5)
مائة فرسخ : خمسة وعشرون للانس ، وخمسة وعشرون للجن ، وخمسة وعشرون للوحش
وخمسة وعشرون للطير ، وكان له ألف بيت من القوارير على الخشب فيها ثلاثمائة مهيرة ،
وسبعمائة سرية ، فيأمر الريح العاصف فترفعه ويأمر الرخاء فتسير به ، فأوحى الله تعالى
إليه وهو يسير بين السماء والارض : إني قد زدت في ملكك : إنه لا يتكلم أحد من


(1)اعلام الدين مخطوط .
(2)اي باب معنى النبوة وعلة بعثة الانبياء .
(3)في المصدر : وستة اشهر .
(4)مجمع البيان 7 : 214 .
(5)في المصدر : كان معسكره مائة فرسخ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه