بحار الأنوار ج4

من إقبال ليل متعلق بتقليب ، والمعنى أن الشمس تعاقب القمر فتطلع عند افوله ، ويطلع
عند افولها . قول عليه السلام : قبل كل غاية أي هو سبحانه قبل كل غاية ، قوله : عما ينحله
أي ينسبه إليه .
قوله عليه السلام : وتأثل المساكن يقال : مجد مؤثل أي أصيل ، وبيت مؤثل أي
معمور ، وأثل : ملكه : عظمه ، وتأثل : عظم . وتمكن الاماكن : ثبوتها واستقرارها .
أقول : يحتمل أن يكون المعنى التأثل في المساكن والتمكن في الاماكن . قوله عليه السلام :
ولا من أوائل أبدية . أقول : على هذه النسخة الاصول الازلية هي الاوائل الابدية ،
إذا ما ثبت قدمه امتنع عدمه . قوله عليه السلام : فأقام حده أي أتقن حدود الاشياء على وفق
الحكمة الالهية من المقادر والاشكال والنهايات والآجال .
36 - نهج : من خطبة له عليه السلام : الحمد لله الذي بطن خفيات الامور ، ودلت
عليه أعلام الظهور ،(1)وامتنع على عين البصير ، فلا عين من لم يره تنكره ، ولا قلب من
أثبته يبصره ، سبق في العلو فلا شئ أعلامنه ، وقرب في الدنو فلا شئ أقرب منه ، فلا
استعلاؤه باعده عن شئ من خلقه ، ولا قربه ساواهم في المكان به ، لم يطلع العقول على
تحديد صفته ، ولم يحجبها عن واجب معرفته ، فهو الذي تشهد له أعلام الوجود على إقرار
قلب ذي الجحود ، تعالى الله عما يقول المشبهون به والجاحدون له علوا كبيرا .
بيان : بطن خفيات الامور أي علم بواطنها ، وقيل : أي دخل بواطن الامور
الخفية أي هو ؟ أي عند العقول منها . قول عليه السلام : فلا عين من لم يره أي لا تنكر وجوده
عين من لم يره لشهادة فطرته على ظهوروجوده ، أو أنه لا سبيل من جهة عدم إبصاره
إلى إنكاره ، إذ كان حظ العين إدراك ما صح إدراكه بها لامطلقا .
قوله عليه السلام : يبصره أي يحيط بكنهه . قوله عليه السلام على إقرار أي تشهد أعلام وجوده
لغاية ظهورها ووضوحها على أن الجاحد إنما يجحد بلسانه لا بقلبه كما مر مرارا .
37 - نهج : من خطبة له عليه السلام : الحمد لله الذي لم تسبق له حال حالا فيكون


(1)الاعلام جمع علم بالتحريك وهو ما يهتدى به وكل ما يدل على شئ ، وأعلام الظهور : الادلة
الظاهرة التى بها تهتدى اليه .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه