بحار الأنوار ج36

فطلع علينا رجل شبيه برجال مصر ، فتقدم وسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس وقال : يا
رسول الله إني سمعت الله يقول : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل
الذي أمرنا الله تعالى بالاعتصام به وأن لا نتفرق عنه ؟ قال : فأطرق النبى صلى الله عليه وآله ساعة
ثم رفع رأسه وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : هذا حبل الله الذي من تمسك به
عصم في دنياه ولم يضل في آخرته ، قال : فوثب الرجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام و
احتضنه من وراء ظهره وهو يقول : اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله ، ثم قال فولى وخرج
فقام رجل من الناس فقال : يا رسول الله ألحقه وأسأله أن يستغفر لي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إذا تجده مرفقا ، قال : فلحقه الرجل - وهو عمر - وسأله أن يستغفر له ، فقال عليه السلام :
هل فهمت ما قال لي رسول الله وما قلت له ؟ قال الرجل : نعم ، فقال له : إن كنت متمسكا
بذلك الحبل فغفر الله لك . وإلا فلا غفر الله لك ، وتركه(1).
4 - نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن إبراهيم بن إسحاق الخيبري
عن محمد بن يزيد التيمي ، عن الحسن بن الحسين الانصاري ، عن محمد بن الحسين ، عن أبيه
عن جده مثله(2).
بيان : أرفقه : رفق به ونفعه .
5 - قب : الباقر عليه السلام في قوله : " ضربت عليهم الذلة أينا ثقفوا إلا بحبل من الله(3)" :
كتاب من الله " وحبل من الناس " : علي بن أبي طالب عليه السلام .
محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سأل أعرابي عن قوله تعالى :
" واعتصموا بحبل الله " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يده فوضعها على كتف علي فقال : يا أعرابي
هذا حبل الله فاعتصم به ، فدار الاعرابي من خلف علي والتزمه ، ثم قال : اللهم إني
اشهدك أني اعتصمت بحبلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل
الجنة فلينظر إلى هذا ، وروى نحوا من ذلك الباقر والصادق عليهما السلام .
سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك في قوله تعالى : " ومن يسلم


(1)كنز جامع الفوائد مخطوط .
(2)الغيبة للنعمانى : 16 .
(3)آل عمران : 112 ، وما بعدها ذيلها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه