بحار الأنوار ج46

وكان عليه السلام يقول في دعائه : اللهم من أناحتى تغضب علي ، فوعزتك ما
يزين ملك إحساني ، ولايقبحه إساء‌تي ، ولا ينقص من خزائنك غناي ، ولا
يزيد فيها فقري .
وقال ابن الاعرابي : لما وجه يزيد بن معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة
ضم علي بن الحسين عليه السلام إلى نفسه أربعمائة منا يعولهن إلى أن انقرض جيش
مسلم بن عقبة ، وقد حكي عنه مثل ذلك عند إخراج ابن الزبير بني امية من
الحجاز(1)، وقال عليه السلام وقد قيل له : مالك إذا سافرت كتمت نسبك أهل
الرفقة ؟ فقال : أكره أن آخذ برسول الله صلى الله عليه وآله مالا اعطي مثله ، وقال رجل
لرجل من آل الزبير كلاما أقذع فيه فأعرض الزبيري عنه ، ثم دار الكلام فسب
الزبيري علي بن الحسين فأعرض عنه ولم يجبه ، فقال له الزبيري : ما يمنعك من
جوابي ؟ قال : ما يمنعك من جواب الرجل ، ومات له ابن فلم ير منه جزع ، فسئل
عن ذلك فقال : أمر كنا نتوقعه ، فلما وقع لم ننكره(2).
بيان : قال الفيروز آبادي(3)قذعه كمنعه رماه بالفحش وسوء القول
كأقذعه .
89 كشف : قال طاوس : رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب
يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من الصلاة ، فإذا هو علي بن الحسين عليه السلام
فقلت له : يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا ، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من
الخوف ، أحدها : أنك ابن رسول الله ، والثاني : شفاعة جدك ، والثالث : رحمة الله
فقال : يا طاوس أما أني ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يؤمنني ، وقد سمعت الله تعالى يقول
(فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتساء‌لون)(4)وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لان الله


(1)نفس المصدر ج 2 ص 304 .
(2)نفس المصدر ج 2 ص 305 .
(3)القاموس ج 3 ص 65 .
(4)سورة المؤمنون الاية : 101 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه