بحار الأنوار ج36

قال : بأبي وامي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي السابع من بعدي ، بأبي من يملا
الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وقال(1): يا باحمزة من أدركه فلم يسلم له
فما سلم لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى
الظالمين ، وأوضح من هذا بحمدالله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله
تعالى في محكم كتابه : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق
السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم(2)" و
معرفة الشهور : المحرم وصفر وربيع وما بعده ، والحرم منها - وهي : جمادى وذوالقعدة و
ذو الحجة والمحرم - لايكون دينا قيما ، لان اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل و
الناس جميعا من المنافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائهم ، وإنما هم
الائمة عليهم السلام القوامون بدين الله ، والحرم منها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي
اشتق الله تعالى له اسما من اسمه العلي ، كما اشتق لرسول الله صلى الله عليه وآله(3)اسما من اسمه
المحمود ، وثلاثة من ولده أسماؤهم علي : علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد
فصار لهذا الاسم المشتق من اسم تعالى حرمة به(4).
كنز : روى الشيخ المفيد في كتاب الغيبة عن علي بن الحسين مثله(5).
بيان : إنما كني عنهم بالشهور لان بهم دارت السماوات واستقرت الاركان ،
وبوجودهم جرت الاعوام والازمان ، وببر كتهم ينتظم نظام عالم الامكان ، فاستعير لهم هذا
الاسم بتلك المناسبات في بطن القرآن . وأيضا لاشتهارهم بين أهل الدهور سموا بالشهور
وأيضا لكون أنوارهم فائضة على الممكنات وعلو مهم مشرقة على الخلق بقدر الاستعدادات
والقابليات ، فأشبهوا الاهلة والشهور في اختلاف إفاضة النور ، فبا النظر إلى بصائر


(1)في المصدر : ثم قال ،
(2)سورة التوبة : 36 .
(3)في المصدر و(د): كما اشتق لرسوله صلى الله عليه وآله .
(4)الغيبة للنعمانى : 41 و 42 .
(5)كنز جامع الفوائد مخلوط ، وأورده البحرانى في البرهان 2 : 122 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه