بحار الأنوار ج23

18 - كشف : من دلائل الحميري عن داود بن القاسم الجعفري قال : سألت
أبا محمد عن قول الله : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنه سابق بالخيرات باذن الله " فقال : كلهم من آل محمد ، الظالم
لنفسه الذي لا يقر بالامام ، قال : فدمعت عيني ، وجعلت افكر في نفسي في عظم
ما اعطي آل محمد ، على محمد وآله السلام ، فنظر إلي أبومحمد فقال : الامر أعظم مما
حدثتك نفسك من عظم شان آل محمد ، فاحمد الله فقد جعلت متمسكا بحبلهم تدعى
يوم القيامة بهم إذا دعي كل اناس بامامهم ، فأبشر يا أبا هاشم فانك على خير(1).
19 - أقول : روى السيد بن طاووس في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن

العباس بن مروان قال : حدثنا علي بن عبدالله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن
عثمان بن سعيد عن إسحاق بن يزيد الفراء عن غالب الهمداني عن أبي إسحاق
السبيعي قال : خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية : " ثم
أورثنا الكتاب " الاية فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا اسحاق ؟ يعني أهل الكوفة
قال : قلت : يقولون : إنها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة ؟ قلت :
فما تقول أنت جعلت فداك ؟ فقال : هي لنا خاصة يا أبا اسحاق ، أما السابق
بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا أهل البيت ، وأما
المقتصد فصائم بالنهار ، وقائم بالليل ، وأما الظالم لنفسه ففيه ما جاء في التائبين(2)
وهو مغفور له يا أبا إسحاق ، بنا يفك الله عيوبكم(3)وبنا يحل الله رباق(4)الذل
من أعناقكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يفتح الله ، وبنا يختم ، لا بكم ، ونحن
كهفكم كأصحاب الكهف ، ونحن سفينتكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطتكم
كباب حطة بني إسرائيل .


(1)كشف الغمة : 306 . فيه : ما اعطى الله آل محمد .
(2)في المصدر : ففيه ما في الناس .
(3)في الكنز : بنا يفك الله رقابكم .
(4)في الكنز : وتاقلعله مصحف : رباق او وثاقوالرباق جمع الربق :
حبل فيه عدة عرى يشد به البهم والوثاق : ما يشد به من قيد او حبل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه