بحار الأنوار ج88

تفصيل وتبيين
اعلم أن هذه الصلاة من المستفيضات بل المتواترات ، روتها الخاصة والعامة
بطرق كثيرة ، وأجمع المسلمون على استحبابها إلا من شذ من العامة قاله العلامة
في المنتهى ، والخلاف فيها وفي مواضع :
الاول : المشهور بين الاصحاب أنها بتسليمتين ، وقال في الذكرى : ويظهر من
الصدوق في المنقع أنه يرى أنها بتسليمة واحدة وهو نادر .
وأقول : لا دلالة في عبارة المقنع إلا من حيث إنه لم يذكر التسليم ، ولعله
أحاله على الظهور كالتشهد والقنوت وغيرهما ، والعمل على المشهور .
الثانى : المشهور بين الاصحاب أن التسبيح بعد القراء‌ة ، ذهب إليه الشيخان
وابن الجنيد وابن إدريس وابن أبي عقيل وجمهور المتأخرين ، وقال الصدوق في
الفقيه بعد إيراد رواية أبي حمزة الدالة على أن التسبيح قبل القراء‌ة ، وقد روى أن
التسبيح في صلاة جعفر بعد القراء‌ة ، فبأي الحديثين أخذ المصلي فهو مصيب انتهى ، والتخيير
لا يخلو من قوة والعمل بالمشهور لعله أولى .
الثالث : المشهور في ترتيب التسبيح سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا
الله ، والله أكبر وقال الصدوق في الفقيه بالتخيير بينه وبين ما ورد في رواية الثمالى
وهو الله أكبر وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله وقال في الذكرى مشيرا
إلى الاولى : وهذه الرواية أشهر وعليها معظم الاصحاب انتهى ، والعمل بالمشهور
أولى لقوة أخباره وضعف المعارض .
الرابع : اختلف الاصحاب في قراء‌تها فالمشهور أنه يقرأ في الاولى بعد الحمد
الزلزلة وفي الثانية العاديات وفي الثالثة النصر وفي الرابعة التوحيد ، وهو مختار
السيد وابن الجنيد والصدوق وأبي الصلاح وابن البراج وسلار ، وقال علي بن
بابويه يقرء في الاولى العاديات وفي الثانية الزلزلة وفي الباقيتين ما تقدم ، وقال :
وإن شئت صلها كلها بالتوحيد كما اختاره ولده في الهداية ، وورد في الفقه
الرضوى عليه السلام .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه