بحار الأنوار ج56

وهذا وإن كان مؤيدا لترك الكبس في زمان يزدجرد ودوران النيروز في
الفصول لكن لا يدل على الاسقاط وينافي بعض الضوابط المتقدمة ، وسيأتي مما
سننقل عنه ما يؤيد ذلك أيضا .
وبالجملة الامر في الاخبار الواردة في ذلك مردد بين امور :
الاول : أن يكون بناؤها على إسقاط الارباع والخمسة أيضا كما كانت سنة
الملوك البيشدادية أو بعض ملوك الهند كما أو مأنا إليهما سابقا ، ويومئ إليه قوله
عليه السلام في خبر المعلى " هي أيام قديمة من الشهور القديمة كل شهر ثلاثون
يوما بلا زيادة فيه ولا نقصان " ويؤيده الاخبار الكثيرة الدالة على أن السنة
ثلاثمائة وستون يوما فيكون أول الفروردين على هذا الحساب نوروزا .
ويرد عليه أن حوالة النيروز والسنة على اصطلاح متروك لا يعلم تعيينه ولا
ابتداء شهورها بعيد عن مقنن القوانين كما عرفت .
الثانى : أن تكون مبنية على(1)الفرس القديم الذي مر ذكره وهو قوي
لكن بناء أمر من الامور الشرعية على اصطلاح متبدل متغير يتبع في كل زمان
رأي سلطان من سلاطين الجور أو غفلتهم أو عدم تمكنهم من الكبس كما وقع بعد
يزدجرد بعيد جدا ، وأيضا الظاهر أن فضل هذا اليوم إما بسبب الامور المقارنة
له والاحوال الواقعة فيه وكثير من الامور متعلقة بما قبل زمان يزدجرد وكان
قبل ذلك مبنيا على الكبس وبعده سقط ذلك ، وإما بسبب بعض الاوضاع الفلكية أو
الارضية كدخول برج من البروج أو درجة من درجاتها أو ظهور الازهار ونبات
النباتات والاشجار ونحو ذلك وشئ منها غير منضبط في النيروز بهذا المعنى ، ومع
جميع ذلك فهو بحسب الدليل كأنه أقوى من الجميع .
الثالث : أن يكون المراد بها النيروز القديم المبني على الكبس في كل مائة
وعشرين سنة كما عرفت ، لانه الاصل عند الفرس وإنما طرأ إسقاط الكبس
لاختلال أحوالهم وعدم تمكنهم من ضبط قواعدهم . ويرد عليه ما مر من أن بناء


(1)كذا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه