بحار الأنوار ج11

1 - فس : " ألم تر " ألم تعلم " كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد " كما قال الله
للنبي صلى الله عليه وآله " لم يخلق مثلها في البلاد " ثم مات عاد وأهلك الله قومه بالريح الصرصر .(1)
2 - ك : حدثنا محمد بن هارون فيما كتب إلي قال : حدثنا معاذبن المثنى قال :
حدثنا عبدالله بن أسماء قال : حدثنا جويرية ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي وائل
قال : إن رجلا يقال له عبدالله بن قلابة(2)خرج في طلب إبل له قد شردت ، فبينا هو
في صحارى عدن في تلك الفلوات إذ هو قد وقع على مدينة عليها حصن ، حول ذلك الحصن
قصور كثيرة وأعلام طوال ، فلما دنا منها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلا
ولا خارجا ، فنزل عن ناقته وعقلها وسل سيفه ودخل من باب الحصن ، فإذا هو ببابين
عظيمين لم ير في الدنيا أعظم(3)منهما ولا أطول ، وإذا خشبها من أطيب عود ، وعليها
نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر ضوؤها قد ملا المكان ، فلما رأى ذلك أعجبه ففتح
أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم يرالراؤون مثلها قط ، وإذا هو بقصور كل قصر منها
معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت ، وفوق كل قصر منها غرف ، وفوق الغرف
غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، وعلى كل باب من أبواب
تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب قد نضدت عليه اليواقيت ،
وقد فرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران ، فلما رأى ذلك ولم ير هناك أحدا
أفزعه ذلك ونظر إلى الازقة وإذا في كل زقاق منها أشجار قد أثمرت ، تحتها أنهار تجري
فقال : هذه الجنة التي وصف الله عزوجل لعباده في الدينا ، فالحمدلله الذي أدخلني
الجنة ، فحمل من لؤلوئها وبنادقها بنادق المسك والزعفران ، ولم يستطع أن يقلع من
زبرجدها ولا من ياقوتها لانه كان مثبتا في أبوابها وجدرانها ، وكان اللؤلؤ وبنادق المسك


(1)تفسير القمى : 723 . م
(2)لم يذكره اصحابنا رضوان الله تعالى عليهم في كتب تراجمهم ، ولكن من العامة ذكره ابن
حجر في لسان الميزان 3 : 327 . قال : عبدالله بن قلابة صاحب حديث ارم ذات العماد ، ذكره
الحسينى ومن خطه نقلت وله ترجمة في تاريخ ابن عساكر وقصة عن معاوية وكعب الاحبار انتهى .
قلت : كثيرا ما يخرج شيخنا الصدق قدس الله سره في كتبه أحاديث كثيرة من كتب العامة مما
تتعلق بالاداب والسنن والقصص ، ويتسامح في إسناده كما هو المعمول في ذلك والحديث من جملة
تلك الاحاديث .
(3)في المصدر : بناء أعظم اه‍ . م(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه