بحار الأنوار ج24

يكون في مقابلة الخصم يكون الاهتمام به أكثر ، أو لانهم أيضا يصبرون على ما
يرون من الشيعة مما يخالف دينهم ، وينتهزون الفرصة في الانتقام منهم أحيانا .
وقال الطبرسي رحمه الله : أي اصبروا على دينكم ، واثبتوا عليه ، وصابروا
الكفار ورابطوهم في سبيل الله ، أو اصبروا على الجهاد ، وصابروا وعدي إياكم
ورابطوا الصلوات ، أي انتظروها واحدة بعد واحدة .
6 - وروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : معناه اصبروا على المصائب ، و
صابروا على عدوكم ، ورابطوا عدوكم(1).
7 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله :(اولئك يؤتون أجرهم مرتين
بما صبروا)قال : هم الائمة .
وقال الصادق عليه السلام : نحن صبر وشيعتنا أصبر منا ، وذلك أنا صبرنا على ما
نعلم ، وصبروا هم على ما لايعلمون .
وقوله :(ويدرؤن بالحسنة السيئة)أي يدفعون سيئة من أساء إليهم
بحسناتهم(2).
بيان : على ما نعلم ، أي وقوعه قبله ، أو كنه ثوابه .
8 - شى : عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى
(اصبروا)يقول : عن المعاصي ،(وصابروا)على الفرائض(واتقوا الله)يقول :
مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، ثم قال : وأي منكر أنكر من ظلم الامة لنا
وقتلهم إيانا(ورابطوا)يقول : في سبيل الله ، ونحن السبيل فيما بين الله و
خلقه ، ونحن الرباط الادنى ، فمن جاهد عنا جاهد(3)عن النبي صلى الله عليه وآله وما جاء‌به
من عندالله(لعلكم تفلحون)يقول : لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ، ونظيرها
من قول الله :(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من


(1)مجمع البيان 2 : 562 .
(2)تفسير القمى : 481 والاية في القصص ، 54 .
(3)في المصدر : فقد جاهد .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه