الايات : آل عمران : " 3 " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل
عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " 33 و 34 " .
فاطر " 35 " : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير " 32 "
تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : " إن الله اصطفى " أي اختار واجتبى " وآل
إبراهيم " أولاده ، وأما آل عمران فقيل : هم من آل إبراهيم أيضا ، فهم موسى
وهارون ابنا عمران ، وقيل : يعني بآل عمران مريم وعيسى لان مريم بنت
عمران ، وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين وقالوا أيضا : إن
آل إبراهيم هم آل محمد صلى الله عليه وآله الذين هم أهله ، ويجب أن يكون
الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبايح ، لانه سبحانه
لا يختار ولا يصطفى إلا من كان كذلك ، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة
فعلى هذا يختص الاصطفاء بمن كان معصوما من آل إبراهيم وآل عمران ، سواء كان
نبيا أو إماما ، ويقال : الاصطفاء على وجهين : أحدهما أنه اصطفاه لنفسه ، أي جعله
خالصا له يختص به والثاني أنه اصطفاه على غير أي اختصه بالتفضيل على غيره
وعلى هذا الوجه معنى الآية " ذرية " أي أولادا وأعقابا " بعضها من بعض " قيل :
معناه في التناصر في الدين وقيل : في التناسل والتوالد ، فإنهم ذرية آدم ثم
ذرية نوح ثم ذرية إبراهيم عليهم السلام ، وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ، لانه قال :
الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض . واختاره الجبائي(1).
(1)مجمعع البيان 2 : 433 .(*)