بحار الأنوار ج28

الجن والانس علي ما بايعتكما أيها الغاصبان ، حتى أعرض على ربى ، وأعلم
ما حسابى ، فلما جاء‌هم كلامه قال عمر : لابد من بيعته فقال بشير بن سعد إنه قد
أبي ولج ، وليس بمبايع أو يقتل وليس بمقتول حتى تقتل معه الخزرج والاوس
فاتركوه وليس تركه بضائر ، فقبلوا قوله وتركوا سعدا ، وكان سعد لا يصلي بصلاتهم
ولا يقضي بقضائهم(1)ولو وجد أعوانا لصال بهم ولقاتلهم ، فلم يزل كذلك في
ولاية أبي بكر حتى هلك أبوبكر ، ثم ولي عمر فكان كذلك فخشى سعد غائلة عمر
فخرج إلى الشام فمات بحوران في ولاية عمر ، ولم يبايع أحدا وكان سبب موته
أن رمي بسهم في الليل فقتله ، وزعم أن الجن رموه ، وقيل أيضا إن محمد بن
مسلمة الانصاري تولى قتله بجعل جعلت له عليه وروى أنه تولى ذلك المغيرة بن
شعبة(2).
قال : وبايع جماعة من الانصار ومن حضر من غيرهم وعلي


(1)وفى الطبرى 3 / 223 : فكان سد لا يصلى بصلاتهم لا يجمع معهم ويحج
ولا يفيض معهم بافاضتهم ، فلم يزل كذلك حتى هلك أبوبكر ، وزاد في الامامة والسياسة :
17 : ولو يجد عليهم أعوانا لصال بهم ، ولو بايعه أحد على قتالهم لقاتلهم .
(2)وممن ذكر ذلك البلاذرى في انساب الاشراف 1 / 250 قال : ويقال انه امتنع من البيعة
لابى بكر ثم من بعده لعمر فوجه اليه رجلا ليأخذ عليه البيعة وهو بحوران من أرض الشام
فأباها فرماه فقتله ، وفيه يروى هذا الشعر الذى ينتحله الجن :
قتلنا سيد الخزرج * سعد بن عباده
رميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده
وقال الشهيد المرعشى في الاحقاق ج 2 ص 345 قال البلاذرى في تاريخه : ان عمر
ابن الخطاب أشار إلى خالد بن الوليد ومحمد بن مسلمة الانصارى بقتل سعد فرماه كل
واحد بسهم فقتل ، ثم أوقعوا على أوهام الناس أن الجن قتلوه ، لاجل خاطر عمر ، ووضعوا
هذا الشعر على لسانهم :
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده * فرميناه بسهمين فلم نهط فؤاده(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه