بحار الأنوار ج48

ابن يحيى قال : ورفع عليه السلام يده إلى السماء فقال : يارب إنك تعلم أني لو أكلت
قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي قال : فأكل فمرض ، فلما كان من غد بعث
إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال له الطبيب : ماحالك ؟ فتغافل عنه ، فلما أكثر
عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ثم قال : هذه علتي وكانت خضرة وسط راحته
تدل على أنه سم ، فاجتمع في ذلك الموضع قال : فانصرف الطبيب إليهم وقال :
والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي عليه السلام(1).
10 ن(2)لى : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن الحسن بن محمد بن
بشار قال : حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ممن كان يقبل قوله قال :
قال لي : قد رأيت بعض من يقرون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قط
في نسكه وفضله قال : قلت : من ؟ وكيف رأيته ؟ قال : جمعنا أيام السندي بن
شاهك ثمانين رجلا من الوجوه ممن ينسب إلى الخير ، فأدخلنا على موسى بن
جعفر فقال لنا السندي : ياهؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإن
الناس يزعمون أنه قد فعل مكروه به ، ويكثرون في ذلك ، وهذا منزله وفرشه
موسع عليه غير مضيق ولم يرد به أمير المؤمنين سوء‌ا ، وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره
أمير المؤمنين ، وها هوذا صحيح ، موسع عليه في جميع أمره فاسألوه .
قال : ونحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل ، وإلى فضله وسمته فقال :
أما ماذكر من التوسعة وما أشبه ذلك فهو على ماذكر غير أني اخبركم أيها النفر
أني قد سقيت السم في تسع تمرات وإني أخضر غدا وبعد غد أموت .
قال : فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة ، قال الحسن :
وكان هذا الشيخ من خيار العامة شيخ صديق ، مقبول القول ، ثقة ثقة جدا عند
الناس(3).


(1)أمالى الصدوق ص 146 .
(2)عيون أخبار الرضا ع ج 1 ص 96 .
(3)أمالى الصدوق ص 149 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه