بحار الأنوار ج21

وإني ما قربتها منذ أربعة أشهر ، وإنها حبلى من غيري ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله
للمرأة : اتقي الله ولا تخبريني إلا بما صنعت ، فقالت : يا رسول الله إن عو يمرا
رجل غيور وإنه رآني وشريكا نطيل السمر ونتحدث فحملته الغيرة على ما قال
فقال رسول الله صلى الله عليه واله لشريك : ما تقول ؟ فقال ما تقوله المرأة ، فأنزل الله عز و
جل : " والذين يرمون أزواجهم(1)" الآية ، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله حتى نودي :
الصلاة جامعة ، فصلى العصر ، ثم قال لعويمر : قم فقام فقال : اشهد أن خولة زانية
وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الثانية : اشهد بالله أني رأيت شريكا على بطنها و
إني لمن الصادقين ، ثم قال في الثالثة : اشهد أنها حبلى من غيري ، وإني لمن
الصادقين ، ثم قال في الرابعة : اشهد بالله أني ما قربتها منذ أربعة أشهر ، وإني لمن
الصادقين ، ثم قال في الخامسة لعنة الله على عويمر - يعني نفسه - إن كان من الكاذبين
فيما قال ، ثم أمره بالعقود ، وقال لخولة : قومي فقامت فقالت : اشهد بالله ما أنا
بزانية ، وإن عويمر المن الكاذبين ، ثم قالت في الثانية : اشهد بالله أنه ما رأى
شريكا على بطني ، وإنه لمن الكاذبين ، ثم قالت في الثالثة : اشهد بالله أنه ما رآني
قط على فاحشة وإنه لمن الكاذبين ، ثم قالت في الرابعة : اشهد بالله أني حبلى منه
وإنه لمن الكاذبين ، ثم قالت في الخامسة : أن غضب الله على خولة - يعني نفسها -
إن كان من الصادقين ، ففرق رسول الله صلى الله عليه واله بينهما ، وقال : " لو لا هذه الايمان
لكان في أمرها رأي " وقال : تحينوا بها الولادة فإن جاء‌ت بأصهب أثيبج(2)يضرب
إلى السواد فهو لشريك ، وإن جاء‌ت بأورق جعدا جماليا خدلج الساقين فهو لغير
الذي رميت(3). قال ابن عباس : فجاء‌ت بأشبه خلق بشريك .
وفي هذه السنة : توفي النجاشي واسمه اصحمة ، وهو الذي هاجر إليه
المسلمون وأسلم ، وتوفي في رجب هذا السنة فنعاه رسول الله صلى الله عليه واله إلى المسلمين
وخرج إلى المصلى وصف أصحابه خلفه وصلى عليه(4).


(1)النور : 6 .(2)في المصدر : الاثبج .
(3)في المصدر : رميت به .(4)في المصدر : وكبر عليه أربعا .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه