بحار الأنوار ج47

ابنك جعل الله له علينا من الطاعة ما جعل لآبائه ؟ وإسماعيل يومئذ حي فقال : يكفي
ذلك ، فظننت أنه اتقاني ، فما لبث أن مات إسماعيل .
بيان : لعل المعنى أن الله يكفي عن إسماعيل مؤنة ذلك بموته .
22 يج : روي عن المفضل بن عمر قال : لما قضى الصادق عليه السلام كانت وصيته
في الامامة إلى موسى الكاظم ، فادعى أخوه عبدالله الامامة ، وكان أكبر ولد جعفر عليه السلام
في وقته ذلك ، وهو المعروف بالافطح ، فأمره موسى بجمع حطب كثير في وسط داره
فأرسل إلى أخيه عبدالله يسأله أن يصير إليه ، فلما صار عنده ومع موسى جماعة من
وجوه الامامية ، فلما جلس إليه أخوه عبدالله أمر موسى أن يجعل النار في ذلك
الحطب كله ، فاحترق كله ، ولا يعلم الناس السبب فيه ، حتى صار الحطب كله
جمرا ثم قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحدث الناس ساعة ثم قام
فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس ، فقال لاخيه عبدالله : إن كنت تزعم أنك الامام بعد
أبيك فاجلس في ذلك المجلس فقالوا : فرأينا عبدالله قد تغير لونه ، فقام يجر رداء‌ه
حتى خرج من دار موسى عليه السلام(1).
23 يج : روي عن داود بن كثير الرقي قال : وفد خراسان وافد يكنى أبا
جعفر ، واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان ، فسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعا
ومسائلهم في الفتاوى والمشاورة ، فورد الكوفة ونزل وزار أميرالمؤمنين عليه السلام ، ورأى
في ناحية رجلا حوله جماعة ، فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء
يسمعون من الشيخ فقالوا : هو أبوحمزة الثمالي قال : فبينما نحن جلوس إذ أقبل
أعرابي فقال : جئت من المدينة وقدمات جعفر بن محمد عليهما السلام فشهق أبوحمزة ثم ضرب
بيده الارض ، ثم سأل الاعرابي هل سمعت له بوصية ؟ قال : أوصى إلى ابنه عبدالله
وإلى ابنه موسى ، وإلى المنصور فقال : الحمدلله الذي لم يضلنا ، دل على الصغير
وبين على الكبير ، وسر الامر العظيم ، ووثب إلى قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فصلى
وصلينا ، ثم أقبلت عليه وقلت له : فسرلي ما قلته ؟ قال : بين أن الكبير ذوعاهة


(1)الخرائج والجرائح ص 200 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه