بحار الأنوار ج35

من لدنه إحسانا ، ونشر لهم بين العالمين ديوانا(1)، وعوضهم عما بذلوا جنانا وحورا و
ولدانا ، فقال :(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)إلى آخرها ، وهذه
منقبة لها عندالله محل كريم ، وجودهم بالطعام مع شدة الحاجة إليه أمر عظيم ، ولهذا
تتابع فيها وعده سبحانه بفنون الالطاف وضروب الانعام والاسعاف(2)، وقيل : إن
الضمير في(حبه)يعود إلى الله تعالى وهو الظاهر ، وقيل : إلى الطعام(3).
6 - كشف : من مناقب الخوارزمي عن ابن عباس وقد ذكره الثعلبي وغيره من مفسري
القرآن المجيد في قوله تعالى :(يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)قال :
مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أبوبكر وعمر ، وعادهما
عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا - وكل نذر لا يكون له
وفاء فليس بشئ - فقال علي عليه السلام إن برئ ولداي مما بهما صمت(4)ثلاثة أيام شكرا ،
وقالت فاطمة عليها السلام : إن برئ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا ، وقالت جارية
يقال لها فضة : إن برئ سيداي مما بهما صمت(5)ثلاثة أيام شكرا ، فالبس الغلامان
العافية ، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق أميرالمؤمنين إلى شمعون الخيبري - و
كان يهوديا - فاستقرض منه ثلاثة أصواع من شعير .
وفي حديث المزني عن ابن مهران الباهلي : فانطلق إلى جارله من اليهود يعالج
الصوف يقال له : شمعون بن حانا ، فقال(6): هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك
بنت محمد بثلاثة أصوع من شعير ؟ قال : نعم ، فأعطاه فجاء بالصوف والشعير ، فأخبر فاطمة
بذلك فقبلت وأطاعت ، قالوا : فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة
أقراص لكل واحد منهم قرص ، وصلى علي المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أتى المنزل ،


(1)اى كتابا .
(2)السعف : السلعة .
(3)كشف الغمة : 49 .
(4 و 5)في المصدر : صمت لله اه‍ .
(6)في المصدر : فقال له .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه