بحار الأنوار ج46

بيوتهم في قريش يستضاء بها * في النائبات وعند الحكم أن حكموا
فجده من قريش في ارومتها * محمد وعلي بعده علم
بدر له شاهد والشعب من احد * والخندقان ويوم الفتح قد علموا
وخيبر وحنين يشهدان له * وفي قريضة يوم صيلم قتم
مواطن قد علت في كل نائبة * على الصحابة لم أكتم كما كتموا
فغضب هشام ومنع جائزته وقال : ألا قلت فينا مثلها ؟ قال : هات جدا كجده
وأبا كأبيه واما كامه حتى أقول فيكم مثلها ، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة
فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال : اعذرنا
يا أبا فراس ، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها وقال : يا ابن رسول
الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله ، وما كنت لارزأ عليه شيئا ، فردها
إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك ، فقبلها ، فجعل
الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس ، فكان مما هجاه به قوله :
أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوي منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها(1)


(1)ديوان الفرزدق ج 1 ص 51 وفيه(يرددنى)بدل(أيحبسنى)وتفاوت في
البيت الثانى .
ومن الغرائب وبعض الغرائب مصائب ان هذا الديوان(عنى بجمعه وطبعه
والتعليق عليه عبدالله اسماعيل الصاوى ، صاحب دائرة المعارف للاعلام العربية)اذا قرأنا
مقدمته نجد الصاوى يشير في ص 5 ان هشاما حبس الفرزدق بعسفان لما مدح على
ابن الحسين عليه السلام سنة حج هشام مستندا في ذلك إلى ابن خلكان ، ثم يذكر أول البيتين
اللذين قالهما الفرزدق في حبسه كما في الاصل نقلا عن شرح رسالة ابن زيدون . هذا
كله نجده في المقدمة ، لكنا نجده في نفس الديوان في ج 1 ص 51 يذكر البيتين بتفاوت
ثم يشير في الهامش إلى اختلاف الرواية في سبب انشائهما ، ويذكر رواية الاغانى المصرحة
بأن الفرزدق قالهما حين حبسه هشام على مدحه على بن الحسين عليه السلام بقصيدته التى =

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه