لا والله ما سرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وإني على خلاف ما أنا عليه .
فقال عليه السلام : إن الله يقول : اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور(1) .
أحسن الظن بالله ، فإن من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه(2)ومن رضي بالقليل
من الرزق قبل منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته
ونعم أهله ، وبصره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام .
على بن عيسى وكسر جيش الامين وتقدم الطاهر إلى بغداد وأخذ ما في طريقه من
البلاد وحاصر بغداد وقتل الامين سنة 198 وحمل برأسه إلى خراسان وعقد للمأمون على
الخلافة فلما استقل المأمون بالملك كتب اليه وهو مقيم ببغداد وكان واليا عليها بأن يسلم
إلى الحسن بن سهل جميع ما افتتحه من البلاد وهى العراق وبلا الجبل وفارس وأهواز
والحجاز واليمن وأن يتوجه هوالى الرقة ، وولاه الموصل وبلاد الجزيرة والشأم والمغرب
فكان فيها إلى أن قدم المأمون بغداد فجاء اليه وكان المأمون يرعاه لمناصحته وخدمته ولقبه
ذواليمينين وذلك لانه ضرب شخصا بيساره فقده نصفين في وقعته مع على بن عيسى بن ماهان
حتى قال بعض الشعراء : كلتا يديك يمين حين تضربه فبعثه إلى خراسان فكان واليا
عليها إلى أن توفى سنة 207 بمرو وهو الذى أسس دولة آل طاهر في خراسان وما والاها
من 205 إلى 259 وكان طاهر من أصحاب الرضا عليه السلام كان متشيعا وينسب التشيع
أيضا إلى بنى طاهر كما في مروج الذهب وغيره . ولد طاهر سنة 159 في توشنج من بلاد
خراسان وله عهد إلى ابنه وهو من أحسن الرسائل .
وهرثمة هو هرثمة بن أعين كان أيضا من قواد المأمون وفى خدمته وكان مشهورا
معروفا بالتشيع محبا لاهل البيت من أصحاب الرضا عليه السلام بل من خواصه وأصحاب
سره ويأخذ نفسه انه من شيعته وكان قائما بمصالحه وكانت له محبة تامة واخلاص كامل
له ، توفى بمرو سنة 200 في السجن .
(1)سبأ : 12 .
(2)قيل : معناه أنه عزوجل عند ظن عبده في حسن عمله وسوء عمله لان من حسن
عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه .