على كرامتهم " أي تصير سببا لمزيد قدرهم ومنزلتهم عند ربهم " وطهارة على
طهارتهم " أي موجبا لمزيد عصمتهم وتقدسهم وتنزههم وإن كانت العصمة عن
الكبائر والصغائر لازمة لهم . ويمكن أن يكون فائدة هذا الدعاء راجعة إلينا لا
إليهم " اللهم وإذا صليت " في بعض النسخ " إذ " بدون الالف و " عليهم " مكان
" علينا " فعلى الاول المعني : كل وقت صليت عليهم وبلغتهم صلواتنا عليهم فصل
علينا وارحمنا بسبب أنك وفقتنا لذلك ، وصرنا سببا لهذه الرحمة . وأيضا الجواد
الكريم يشفع كل نعمة منه باخرى ، ولا يكتفي بواحدة منها . وعلى النسخة
الاخرى المعنى : لما صليت عليهم وبلغتهم صلوتنا عليهم فصل عليهم تارة اخرى
بسبب أنهم صاروا سببا لتوفيقك إيانا للصلوة عليهم ، وحسن القول فيهم . وفي بعض
النسخ " إذ " و " علينا " وهو أظهر . والجواد في أسمائه تعالى هو الذي لا يبخل
بعطائه ، ويعطي كلا ما يستحقه ، والكريم فيها هو الجواد المعطي الذي لا ينفد
عطاؤه ، أو الجامع لانواع الخير والشرف والفضائل . والكريم أيضا الصفوح .
وأقول : إنما أوردت هذا الدعاء الشريف هنا وأعطيت في شرحه بعض
البسط لكونه فذلكة لسائر الاخبار والآيات الواردة في أصنافهم ودرجاتهم ومراتبهم
مع تواتره سندا ومتانته لفظا ومعنى .
وقال النيسابوري في تفسيره : روي أن بني آدم عشر الجن ، والجن وبنو
آدم عشر حيوانات البر ، وهؤلاء كلهم عشر الطيور ، وهؤلاء عشر حيوان البحر
وكلهم عشر ملائكة الارض الموكلين بها ، وكل هؤلاء عشر ملائكة سماء الدنيا
وكل هؤلاء عشر ملائكة السماء الثانية ، وعلى هذا الترتيب إلى الملائكة السماء
السابعة . ثم الكل في مقابلة الكرسي نزر قليل ، ثم كل هؤلاء عشر ملائكة
السرادق الواحد من سرادقات العرش التي عددها ستمائة ألف ، طول كل سرادق و
عرضه وسمكه إذا قوبلت به السماوات والارض وما فيها فإنها كلها يكون شيئا يسيرا
وقدرا قليلا ، وما مقدار موضع قدم إلا وفيه ملك ساجد أو راكع أو قائم ، لهم
زجل بالتسبيح والتقديس ، ثم كل هؤلاء في مقابلة الملائكة الذين يحومون حول