بحار الأنوار ج44

مسيئهم ، وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفا ووالدا ، وأن تدفنني مع رسول
الله صلى الله عليه وآله فاني أحق به وببيته ، ممن أدخل بيته بغير إذنه ، ولا كتاب جاء‌هم
من بعده ، قال الله فيما أنزله على نبيه صلى الله عليه وآله في كتابه : يا أيها الذين آمنوا لا
تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم (1)فو الله ما أذن لهم في الدخول عليه في
حياته بغير إذنه ، ولا جاء‌هم الاذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذون لنا في التصرف
فيما ورثناه من بعده .
فان أبت عليك الامرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله عزوجل منك
والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه وآله أن تهريق في محجمة من دم ، حتى نلقى
رسول الله صلى الله عليه وآله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده ، ثم قبض عليه السلام .
قال ابن عباس : فدعاني الحسين بن علي عليهما السلام وعبدالله بن جعفر وعلي بن
عبدالله بن العباس فقال : اغسلوا ابن عمكم فغسلناه وحنطناه وألبسناه أكفانه ، ثم
خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد ، وإن الحسين أمر أن يفتح البيت ، فحال
دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ، ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان
وقالوا : يدفن أمير المؤمنين الشهيد القتيل ظلما بالبقيع بشر مكان ، ويدفن الحسن
مع رسول الله ؟ لا يكون ذلك أبدا حتى تكسر السيوف بيننا ، وتنقصف الرماح
وينفد النبل .
فقال الحسين عليه السلام : أما والله الذي حرم مكة ، للحسن بن علي وابن فاطمة
أحق برسول الله صلى الله عليه وآله وببيته ممن ادخل بيته بغير إذنه وهو والله أحق به من حمال
الخطايا مسير أبي ذر رحمه الله ، الفاعل بعمار ما فعل ، وبعبد الله ما صنع ، الحامي
الحمى ، المؤوي لطريد رسول الله صلى الله عليه وآله لكنكم صرتم بعده الامراء ، وتابعكم على
ذلك الاعداء ، وأبناء الاعداء .
قال : فحملناه فأتينا به قبر امه فاطمة عليها السلام فدفناه إلى جنبها رضي الله عنه
وأرضاه .


(1)الاحزاب : 53 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه