بحار الأنوار ج18

الدماء ، ووصلت الارحام ، ففزعت من ذلك ، ثم عترنا أخرى فسمعنا يقول لرجل اسمه
بكر :
يا بكر بن جبل ، جاء‌النبي المرسل ، يصدقه المطعمون في المحل ، أرباب يثرب
ذات النخل ، ويكذبه أهل نجد وتهامة ، وأهل فلج واليمامة .
فأتيا إلى النبي وأسلما وأنشد عمرو :
أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى * فأصبحت بعد الحمد لله أوحدا
تكلم شيطان من جوف هبل بهذه الابيات :
قاتل الله رهط كعب بن فهر ؟ * ما أضل العقول والاحلاما
جاء‌نا تائه(1)يعيب علينا * دين آبائنا الحماة الكراما
فسجدوا كلهم وتنقصوا النبي صلى الله عليه وآله ، وقال : هلموا غدا فسمع أيضا ، فحزن
النبي صلى الله عليه وآله من ذلك ، فأتاه جني مؤمن وقال : يا رسول الله أناقتلت مسعر ، الشيطان
المتكلم في الاوثان ، فاحضر المجمع لاجيبه ، فلما اجتمعوا ودخل النبي صلى الله عليه وآله خرت
الاصنام على وجوهها فنصبوها وقالوا : تكلم ، فقال :
أنا الذي سماني المطهرا * أنا قتلت ذا الفخور(2)مسعرا
إذا طغى لما طغى واستكبرا * وأنكر الحق ورام المنكرا
بشتمه نبينا المطهرا * قد أنزل الله عليه السورا
من بعد موسى فاتبعنا الاثرا
فقالوا : إن محمدا يخادع اللات(3)كما خادعنا .
تاريخ الطبري : إنه روى الزهري في حديث جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : كنا
جلوسا قبل أن يبعث رسول الله بشهر نحرنا جزورا ، فإذا صائح يصيح من جوف الصنم :


(1)التائه : المتكبر والضال .
(2)في المصدر : ذا الفجور .
(3)هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعله مصحف هبل ، أو أن الجنى دخل جوف اللات .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه