بحار الأنوار ج72

الجزم بوجوده تعالى ، وصفاته المقدسة وسائر العقائد الحقة ، مع ما ينافيه
من العقائد الباطلة والشكوك والشبهات في ذهن واحد كما أشرنا إليه سابقا وقيل :
يعني كما أن الظاهر من هذه الاجسام لا يصلح تعددها في محل واحد ، كذلك
باطن الانسان الذي هو ذهنه وحقيقته لا يصلح أن يكون ذا قولين مختلفين ، أو
عقيدتين متضادتين ، وقيل : الذهن الذكاء والفطنة ، ولعل المراد هنا التفكر في الامور
الحقة النافعة ، ومباديها وكيفية الوصول إليها ، وبالجملة أمره بأن يكون لسانه
واحدا ، وقلبه واحدا ، وذهنه واحدا ، ومطلبه واحدا ، ولما كان سبب التعدد
والاختلاف أمرين : أحدهما تسويل النفس ، والاخر الغفلة عن عقوبة الله ، عقبه
بتحذيرها ، وربما يقرأ بالدال المهملة من المداهنة في الدين ، كما قال تعالى :
أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (1)وقال : ودوا لوتدهن فيدهنون (2)وهذا
تصحيف وتحريف مخالف للنسخ المضبوطة .

64 . (باب) (الحقد ، والبغضاء ، والشحناء والتشاجر

، ومعاداة الرجال)

الايات الانفال : وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم(3).
الحشر : ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا(4).
1 ل : أحمد بن إبراهيم بن الوليد عن محمد بن أحمد الكاتب رفعه أن
أمير المؤمنين عليه السلام قال لبنيه : يا بني إياكم ومعاداة الرجال ، فإنهم لا يخلون من
ضربين : من عاقل يمكر بكم ، أو جاهل يعجل عليكم ، والكلام ذكر ، والجواب


(1)الواقعة : 81 .(2)القلم : 9 .
(3)الانفال : 46 .(4)الحشر : 10 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه