اذينة(1)وغيرها في ذكر الصلاة في المعراج هكذا(بسم الله وبالله ولا إله إلا الله و
الاسماء الحسنى كلها لله)وقد سبق مانقلنا(2)من فقه الرضا عليه السلام موافقا للمشهور
ولعل الصدوق أخذ منه وتبعه القوم ، وربما يؤيده حديث الدعائم فكل من
الطرق الثلاثة حسن وإن كان بعضها أقوى سندا وبعضها أوفق للمشهور .
وقال الشهيد الثاني رحمه الله في شرح النفلية : اختصاص التحيات بالتشهد الاخير
موضع وفاق بين الاصحاب ، فلا تحيات في الاول إجماعا ، فلو أتى فيه بها لغير تقية
معتقدا لشرعيتها مستحبا أثم ، واحتمل البطلان ، ولولم يعتقد استحبابها فلا إثم من
حيث الاعتقاد ، وتوقف المصنف في الذكرى في بطلان الصلاة حينئذ وعدم البطلان
متجه لانها ثناء على الله تعالى .
وقال الشهيد في الذكرى : لاتحيات في التشهد الاول باجماع الاصحاب ، غير
أن أبا الصلاح قال فيه :(بسم الله وبالله والحمدلله والاسماء الحسنى كلها لله ،
لله ما طاب وزكى ونمى وخلص وماخبث فلغير الله)وتبعه ابن زهرة .
وقال في النفلية وروي مرسلا عن الصادق عليه السلام جواز التسليم على الانبياء
ونبينا صلى الله عليه وآله في التشهد الاول ولم يثبت ، قال الشارح : من حيث إرسال خبره و
عدم القائل به من الاصحاب انتهى .
والتحية ما يحيى به من سلام وثناء ونحوهما ، وقد يفسر التحيات بالعظمة
والملك والبقاء ، قال في النهاية : التحيات جمع تحية قيل أراد بها السلام يقال :
حياك الله أي سلم عليك ، وقيل التحية الملك ، وقيل البقاء ، وإنما جمع التحية
لان ملوك الارض يحيون بتحيات مختلفة ، فيقال لبعضهم : أبيت اللعن ، ولبعضهم :
أنعم صباحا ولبعضهم اسلم كثيرا ولبعضهم عش ألف سنة ، فقيل للمسلمين قولوا التحيات
لله أي الالفاظ التي تدل على السلام والملك والبقاء هي لله عزوجل ، والتحية
تفعلة من الحياة ، وإنما ادغمت لاجتماع الامثال ، والهاء لازمة لها ، والتاء
(1)راجع ج 82 ص 242 .
(2)راجع ج 84 ص 209 باب وصف الصلاة .