بحار الأنوار ج33

قراء‌ته .
قال : وذكر الطبري في التاريخ(1)أن عليا عليه السلام لما دخل الكوفة
دخلها معه كثير من الخوارج وتخلف منهم بالنخيلة وغيرها خلق كثير لم
يدخلوها فدخل حرقوص بن زهير السعدي وزرعة بن برج الطائي وهما من
رؤوس الخوارج على علي عليه السلام فقال له حرقوص : تب من خطيئتك
واخرج بنا إلى معاوية نجاهده .
فقال عليه السلام : إني كنت نهيت عن الحكومة فأبيتم ثم الآن تجعلوها
ذنبا ؟ أما إنها ليست بمعصية ولكنها عجز من الرأي وضعف في التدبير وقد
نهيتكم عنه .
فقال له زرعة : أما والله لئن لم تتب من تحكيمك الرجال لاقتلنك أطلب
بذلك وجه الله ورضوانه .
فقال له علي عليه السلام : بؤسا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسفي
عليك الرياح ! قال زرعة : وددت أنه كان ذلك .
وخرج علي عليه السلام يخطب الناس فصاحوا به من جواتب المسجد :
لاحكم إلا لله . وصاح به رجل :(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن
اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين). فقال علي عليه السلام :
(فاصبر إن وعدالله حق ولا يستخفنك الذين لايوقنون).
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين قال كانت الخوارج في أول ما


(1)هذا وما بعده رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار :(36)من نهج البلاغة من شرحه : ج 1 ،
ص 461 ط الحديث ببيروت .
والحديث رواه الطبري في اواخر حوادث سنة :(36)من تاريخه : ج 4 ص 52 ط مصر :
ورواه ايضا البلاذري - مع كثير ما تقدم ويأتي - في الحديث :(426)وما حوله من ترجمة أمير
المؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الاشراف : ج 2 ص 355 ط 1 .
ويجد الباحث شواهد كثيرة للمطالب المتقدمة في المختار :(255)وما حوله من كتاب نهج
السعادة : ج 2 ص 340 ط 1 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه