بحار الأنوار ج41

من نفسك من تستقبحه من غيرك ، فإن أربابها نسبوا أنفسهم إليه ، وصنفوا في ذلك
كتبا ، وجعلوا لذلك إسنادا أنهوه إليه وقصروه عليه ، وسموه سيد الفتيان ،
وعضدوا مذاهبهم(1)بالبيت المشهور المروي أنه سمع من السماء يوم احد : " لا سيف
إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي " وما أقول في رجل أبوه أبوطالب سيد البطحاء ،
وشيخ قريش ورئيس مكة ، قالوا : قل أن يسود فقير وساد أبوطالب وهو فقير
لا مال له ، وكانت قريش تسميه الشيخ ، وفي حديث عفيف الكندي : لما رأى
النبي صلى الله عليه وآله يصلي في مبدء الدعوة ومعه غلام وامرأة قال(2): فقلت للعباس : أي
شئ هذا ؟ قال : هذا ابن أخي يزعم أنه رسول من الله إلى الناس ، ولم يتبعه على
قوله إلا هذا الغلام وهو ابن أخي أيضا ، وهذه الامرأة وهي زوجته قال : فقلت :
فما الذي تقولونه أنتم ؟ قال : ننتظر ما يفعل الشيخ - قال : يعني أبا طالب - وهو
الذي كفل الرسول الله صلى الله عليه وآله صغيرا ، وحماه وحاطه كبيرا ، ومنعه من مشركي قريش ،
ولقي لاجله عناء عظيما(3)، وقاسى بلاء شديدا ، وصبر على نصره والقيام
بأمره ، وجاء في الخبر أنه لما توفي أبوطالب أوحي إليه وقيل له : اخرج منها
فقد مات ناصرك ، وله مع شرف هذه الابوة أن ابن عمه محمد صلى الله عليه وآله سيد الاولين
والآخرين ، وأخاه جعفر ذوالجناحين الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أشبهت خلقي
وخلقي(4)، وزوجته سيدة نساء العالمين ، وابنيه سيدا شباب أهل الجنة ، فآباؤه
آباء رسول الله وامهاته أمهات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مسوط(5)بلحمه ودمه ، لم
يفارقه منذ خلق الله آدم إلى أن ماز(6)عبدالمطلب ، بين الاخوين عبدالله وأبي طالب


(1)في المصدر : وعضدوا مذهبهم اليه .
(2)أى قال الكندى .
(3)في المصدر : عنتا عظيما .
(4)= بعد ذلك : فمر يحجل فرجا .
(5)أى ممزوج ومخلوط .
(6)مايز خ ل وفي بعض نسخ المصدر : مات .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه