بحار الأنوار ج13

عبدالله عليه السلام قالا : قلنا لابي عبدالله عليه السلام : إن عبدالله بن عجلان مرض مرضه الذي
مات فيه ، وكان يقول : إني لا أموت من مرضي هذا ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : أيهات أيهات(1)
أنى ذهب ابن عجلان ؟ لاعرفه الله قبيحا من عمله إن موسى بن عمران اختار من قومه سبعين
رجلا ، فلما أخذتهم الرجفة كان موسى أول من قام منها ، فقال : يا رب أصحابي ، فقال :
يا موسى إني ابدلك منهم خيرا ، قال : رب إني وجدت ريحهم وعرفت أسماء‌هم ، قال
ذلك ثلاثا ، فبعثهم الله أنبياء .(2)
شى : محمد بن سالم بياع القصب ، عن الحارث بن المغيرة مثله . وفيه : لاعرفه الله شيئا
من ذنوبه ،(3)وفيه : إني ابدلك بهم من هو خير لك منهم .(4)
شى : عن أبان بن عثمان ، عن الحارث مثله إلا أنه ذكر : فلما أخذتهم الصاعقة ،
ولم يذكر الرجفة .(5)
بيان : قوله :(لاعرفه الله)دعاء له بالمغفرة إذ بالعذاب وبذكر القبائح له على وجه
اللوم يعرفها ، ولعل ابن عجلان إنما حكم بعدم موته في ذلك المرض لما سمع منه عليه السلام
من كونه من أنصار القائم عجل الله فرجه ونحو ذلك ، فأشار عليه السلام إلى أنه لم يعرف معنى
كلامنا ، بل إنما يحصل ذلك له في الرجعة ، كما أن السبعين ماتوا ثم رجعوا بدعاء
موسى عليه السلام .
ولعل ما صدر عنهم أيضا كان سؤالا من قبل القوم لا اقتراحا منهم لئلا ينافي صيرورتهم
أنبياء ، أو يكون المراد كونهم تالين للانبياء في الفضل ، أو يكون النبي هنا بمعناه اللغوي
أي رجعوا مخبرين بما رأوا ، أو يقال : إنه يكفي عصمتهم بعد الرجعة وفيه إشكال ، ويأبى
عن أكثر الوجوه ما سيأتي في باب أحوال سلمان رضي الله عنه أنه قال في خطبة له : فقد ارتد


(1)لغة في هيهات . وفى نسخة من المصدر : هيهات .
(2)رجال الكشى : 158 و 159 .
(3)في تفسير البرهان : لاغفر الله شيئا من ذنوبه .
(4 و 5)تفسير العياشى مخطوط ، أخرجهما البحرانى عنه في تفسير البرهان 2 : 38 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه