بحار الأنوار ج13

أي فرحا وبطرا " واقصد في مشيك " أي توسط بين الدبيب والاسراع " واغضض من
صوتك " أي اخفضه إلا في موضع الحاجة ، أو توسط في ذلك أيضا .
1 - فس : " وهنا على وهن " يعني ضعفا على ضعف ، وفي رواية أبي الجارود ، عن
أبي جعفر عليه السلام في قوله : " واتبع سبيل من أناب إلي " يقول : اتبع سبيل محمد . قال
علي بن إبراهيم : ثم عطف على خبر لقمان وقصته فقال : " يا بني إنها إن تك مثقال
حبة " قال : من الرزق " يأتيك به الله " .
قوله : " ولا تصعر خدك للناس " أي لا تذل للناس طمعا فيما عندهم " ولا تمش في
الارض مرحا " أي فرحا . وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " ولا تمش
في الارض مرحا " يقول : بالعظمة .(1)
وقال علي بن إبراهيم في قوله : " واقصد في مشيك " : أي لا تعجل " واغضض من
صوتك " أي لا ترفعه .(2)
بيان : تفسير تصعير الخد بالتذلل خلاف المشهور بين اللغويين والمفسرين ، لكن
لا يبعد كثيرا عن أصل المعنى اللغوي ، فإن التصعير إمالة الوجه ، فكما يكون عن
الناس تكبرا يكون إلى الناس تذللا ، بل هو أنسب باللام .
قال الطبرسي رحمه الله : أي ولا تمل وجهك عن الناس تكبرا ، ولا تعرض عمن
يكلمك استخفافا به ، وهذا معنى قول ابن عباس وأبي عبدالله عليه السلام ، يقال : أصاب البعير
صعر أي داء يلوي منه عنقه .(3)
2 - فس : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حماد قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عزوجل ، فقال : أما والله ما اوتي لقمان
الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنه كان رجلا قويا
في أمر الله ، متورعا في الله ، ساكتا ، سكينا ، عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد
النظر ، مستغن بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط


(1)في المصدر : يعنى بالعظمة .(2)تفسير القمى : 508 - 509 .
(3)مجمع البيان 8 : 319 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه