بحار الأنوار ج27

الله وجعلتم الولاية حيث جعلها الله لما عال ولي الله ، ولما ضاع فرض من فرائض الله ،
ولا اختلف اثنان في حكم من أحكام الله ، ألا أن كان علم ذلك عند أهل بيت نبيكم
فذوقوا وبال ماكسبتم ؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(1).
3 - فر : محمد بن علي بن زكريا الدهقان معنعنا عن عبيد بن وائل قال : رأيت
أبا ذر الغفاري رضي الله عنه بالموسم وقد أقبل بوجهه على الناس وهو يقول : يا
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب ابن السكن أبوذر
الغفاري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول كما قال الله تعالى : " إن الله اصطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع
عليم " فمحمد صلى الله عليه وآله من نوح ، والآل من إبراهيم ، والصفوة والسلالة من إسماعيل
والعترة الهادية من محمد عليهم الصلاة والسلام والتحية والاكرام به شرف شريفهم
وبه استوجبوا الفضل على قومهم .
فأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله فينا كالسماء المرفوعة والارض المبسوطة والجبال

المنصوبة والكعبة المستورة والشمس المشرقة والقمر الساري والنجوم الهادية و
الشجرة الزيتونة ، أضاء زيتها ، وبورك في زندها(2)عليهم السلام ، ومنهم(3)وصي محمد صلى الله عليه وآله
في علمه ومعدن العلم بتأويله وقائد الغر المحجلين والصديق الاكبر علي بن أبي
طالب عليه السلام .
ألا أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها ، أم والله(4)لو قدمتم من قدم الله ورسوله
وأخرتم من أخر الله ورسوله ما عال ولي الله ، ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا تنازعت
هذه الامة في شئ بعد نبيها ، ألا وعلم ذلك عند أهل بيت نبيكم ، فذوقوا وبال ماكسبتم


(1)احتجاج الطبرسي : 84 .
(2)في نسخة : في زبدها .
(3)في المصدر : وان منهم .
(4)في المصدر : اما والله .
(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه