بحار الأنوار ج74

الغنم(1)فأغارا فيها حتى أصبحا فماذا أبقيا منها .
قال : قلت : يا رسول الله الخائفون الخائضون المتواضعون الذاكرون الله
كثيرا أهم يسبقون الناس إلى الجنة ؟ فقال : لا ولكن فقراء المسلمين فانهم
يتخطون رقاب الناس فيقول لهم خزنة الجنة كما أنتم حتى(2)تحاسبوا فيقولون
بم نحاسب فوالله ما ملكنا فنجودو نعدل ، ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط ولكنا عبدنا
ربنا حتى دعانا فأجبنا .
يا أباذر إن الدنيا مشغلة للقلوب والابدان وإن الله تبارك وتعالى سائلنا
عما نعمنا في حلاله فكيف بما نعمنا في حرامه .
يا أباذر إني قد دعوت الله جل ثناؤه أن يجعل رزق من يحبني الكفاف وأن
يعطي من يبغضني كثرة المال والولد .
يا أباذر طوبى للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الاخرة ، الذين اتخذوا
أرض الله بساطا ، وترابها فراشا ، وماء‌ها طيبا ، واتخذوا كتاب الله شعارا ودعاء‌ه دثارا
يقرضون الدنيا قرضا .
يا أباذر حرث الآخرة العمل الصالح ، وحرث الدنيا المال والبنون .
يا أباذر إن ربي أخبرني فقال : وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون درك
البكاء وإني لابني لهم في الرفيق الاعلى قصرا لا يشاركهم فيه أحد .
قال : قلت : يا رسول الله أي المؤمنين أكيس قال : أكثرهم للموت ذكرا
وأحسنهم له استعدادا .
يا أباذر إذا دخل النور القلب انفسح القلب واستوسع ، قلت : فما علامة ذلك بأبي
أنت وامي يا رسول الله ؟ قال : الا نابة إلى دار الخلود ، والتجا في عن دار الغرور
والاستعداد للموت قبل نزوله .
يا أباذر اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله فيكر موك وقلبك فاجر .


(1)الزرب موضع المواشى .
(2)أى قفوا مكانكم ولا تبر حوا .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه