بحار الأنوار ج95

كأنك استحييتني
إلهى لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ، ولا بأمرك مستخف ، و
لا لعقوبتك متعرض ، ولا لوعيدك متهاون ، ولكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي
وغلبني هواى ، وأعانني عليها شقوتي ، وغرني ستر المرخى على ، فقد عصيتك
وخالفتك بجهدي ، فالان من عذابك من يستنقذني ؟ ومن أيدي الخصماء غدا من
يخلصني ؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني ؟ فواسوأتا على ما أحصى
كتابك من عملي الذي لو لا ما أرجو من كرمك ، وسعة رحمتك ، ونهيك إياي
عن القنوط لقنطت عند ما أتذكرها ، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج
اللهم بذمة الاسلام أتوسل إليك ، وبحرمة القرآن أعتمد عليك ، وبحبي
للنبي الامي القرشي الهاشمي العربي التهامي المكي المدني ، صلواتك عليه وآله
أرجو الزلفة لديك ، فلا توحش استيناس إيماني ، ولا تجعل ثوابي ثواب من
عبد سواك ، فان قوما آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دماء‌هم فأدركوا ما أملوا وإنا
آمنا بك بألسنتنا وقلوبنا ، لتعفو عنا ، فأدركنا ما أملنا ، وثبت رجاء‌ك في
صدورنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
فوعزتك لو انتهرتني ما برحت من بابك ، ولا كففت عن تملقك ، لما الهم
قلبي يا سيدي من المعرفة بكرمك ، وسعة رحمتك ، إلى من يذهب العبد إلا إلى
مولاه ، وإلى من يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه ، إلهى لو قرنتني بالاصفاد ، ومنعتني
سيبك من بين الاشهاد ، ودللت على فضائحي عيون العباد ، وأمرت بي إلى النار
وحلت بيني وبين الابرار ، ما قطعت رجائي منك ، ولا صرفت وجه تأميلي للعفو
عنك ، ولا خرج حبك من قلبي ، أنا لا أنسى أياديك عندي ، وسترك على في دار الدنيا
سيدي صل على محمد وآل محمد ، وأخرج حب الديا عن قلبي ، واجمع بيني وبين
المصطفى وآله خيرتك من خلقك خاتم النبيين محمد صلواتك عليه وآله ، وانقلني
إلى درجة التوبة إليك ، وأعني بالبكاء على نفسي ، فقد أفنيت بالتسويف والامال
عمري ، وقد نزلت منزلة الايسين من خيري

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه