بحار الأنوار ج47

الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون
دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون "(1).
قال : فاستثنى الله عزوجل واشترط من الذين اوتوا الكتاب ، فهم والذين
لم يؤتوا الكتاب سواء ؟ قال : نعم قال عليه السلام : عمن أخذت هذا ؟ قال : سمعت الناس
يقولونه ، قال : فدع ذا فانهم إن أبوا الجزية فقاتلتهم وظهرت عليهم ، كيف تصنع
بالغنيمة ؟ قال : اخرج الخمس واخرج أربعة أخماس بين من قاتل عليها قال : تقسمه
بين جميع من قاتل عليها ؟ قال : نعم قال : قد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فعله وفي سيرته
وبيني وبينك فقهاء أهل المدينة ومشيختهم ، فسلهم فانهم لا يختلفون ولا يتنازعون في
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما صالح الاعراب على أن يدعهم في ديارهم ، وأن لا يهاجروا
على أنه إن دهمه من عدوه دهم فيستفزهم فيقاتل بهم وليس لهم من الغنيمة نصيب و
أنت تقول بين جميعهم ، فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في سرته في المشركين ، دع ذا
ما تقول في الصدقة ؟ قال : فقرأ عليه هذه الآية " إنما الصدقات للفقراء والمساكين
والعاملين عليها "(2)إلى آخرها .
قال : نعم فكيف تقسم بينهم ؟ قال : أقسمها على ثمانية أجزاء فاعطي كل
جزء من الثمانية جزء‌ا قال عليه السلام : إن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف رجلا
واحدا ، ورجلين وثلاثة ، جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة الاف ؟ قال :
نعم قال : وكذا تصنع بين صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء ؟
قال : نعم قال : فخالفت رسول صلى الله عليه وآله في كل ما به أتى في سيرته ، كان رسول الله
يقسم صدقة البوادي في أهل البوادي ، وصدقة الحضر في أهل الحضر ، لا يقسمه بينهم
بالسوية ، إنما يقسم على قدر ما يحضره منهم وعلى ما يرى ، فان كان في نفسك شئ
ما قلت فإن فقهاء أهل المدينة ومشيختهم كلهم لا يختلفون في أن رسول الله صلى الله عليه وآله
كذا كان يصنع ، ثم أقبل على عمرو وقال : اتق الله يا عمرو ، وأنتم أيها الرهط


(1)سورة التوبة الاية : 29 .
(2)سورة التوبة الاية : 60 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه