بحار الأنوار ج16

أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة .
قال : وسألته(1)عن مجلسه ، فقال : كان صلى الله عليه واله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر(2)،
ولا يوطن الاماكن(3)وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به
المجلس ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسب أحد من جلسائه أن
أحدا(4)أكرم عليه منه ، من جالسه صابره(5)حتى يكون هو المنصرف عنه ، من سأله
حاجة لم يرجع إلا بها(6)أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه خلقه ، وصار لهم
أبا(7)، وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ، لا ترفع
فيه الاصوات ، ولا تؤبن(8)فيه الحرم ، ولا تنثى فلتاته ، متعادلين(9)متواصلين فيه
بالتقوى ، متواضعين يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون
الغريب(10).
فقلت : فكيف كانت سيرته في جلسائه ؟ فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين
الجانب : ليس بفظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ،


(1)في المصادر : فسألته .
(2)في المصادر : ذكر الله جل اسمه .
(3)أى لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به .
(4)في العيون ، كل واحد من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب احد . وفي المكارم : كل(من خ ل)
جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا .
(5)في العيون : من جالسه أو نادمه لحاجة صابره . ومثله في المكارم الا أن فيه : قاومه .
والمعنى : قام معه ، ومعنى نادمه جالسه .
(6)في العيون والمكارم : لم يرده الا بها .
(7)في المكارم : قد وسع الناس منه بسطه وخلقه(بسطة وخلقا)، فكان(وكان)لهم أبا . و
في العيون : فصار لهم أبا رحيما .
(8)في المكارم : توهن خ ل .
(9)في المكارم : متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى متواضعون ، يوقرون فيه الكبير ، ويرحمون
فيه الصغير أقول : قوله : فيه أى في مجلسه صلى الله عليه وآله .
(10)في المكارم : ويحفظون ، أو قال : يحوطون(يحيطون خ ل)الغريب .(شك أبوغسان).(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه