بحار الأنوار ج19

أذنابها بين أكتافهم ، وقيل : مسومين ، أي مرسلين .(1)
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين قيل لهم " قال الكلبي : نزلت
في عبدالرحمن بن عوف الزهري والمقداد بن الاسود الكندي وقدامة بن مظعون
الجمحي ،(2)وسعد بن أبي وقاص ، وكانوا يلقون من المشركين أذى شديدا وهم
بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة ، فيشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويقولون : يا
رسول الله ائذن لنا في قتال هؤلاء فإنهم قد آذونا ، فلما امروا بالقتال وبالمسير إلى
بدر شق على بعضهم فنزلت الآية . " كفوا أيديكم " أي أمسكوا عن قتال الكفار
فإني لم أؤمر بقتالهم " فلما كتب عليهم القتال " وهم بالمدينة " إذا فريق منهم "
أي جماعة منهم " يخشون الناس كخشية الله " أي يخافون القتل من الناس كما يخافون
الموت من الله(3)وقيل : يخافون عقوبة الناس بالقتل كما يخافون عقوبة الله " أو أشد
خشية " قيل : " أو " هنا بمعنى الواو ، وقيل : لابهام الامر على المخاطب " وقالوا ربنا
لم كتبت علينا القتال " قال الحسن : لم يقولوا ذلك كراهة(4)لامر الله تعالى ، ولكن


< - المشركين ان رجعوا إليكم " من فورهم هذا " أى من وجههم هذا ، عن ابن عباس والحسن
وقتادة والربيع والسدى ، وعلى هذا فانما هو من فور الابتدار لهم وهو ابتداؤه ، وقيل :
معناه من غضبهم هذا ، عن مجاهد وأبى صالح والضحاك ، وكانوا قد غضبوا يوم احد ليوم
بدر مما لقوا ، فهو من فور الغضب وهو غليانه اه‍ . يأتى تمامه في غزوة احد . وقال في
(مسومين): بالكسر اى معلمين أعلموا انفسهم ، و(مسومين)بالفتح سومهم الله اى علمهم ،
قال ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم : كانوا اعلموا بالصوف في نواحى الخيل واذنابها .
(1)مجمع البيان 2 : 499 فيه : قال السدى : معنى(مسومين)مرسلين من الناقة المرسلة
اى المرسلة في المرعى .
(2)الزهرى بضم فسكون نسبة إلى زهرة بن كلاب ببن مرة بن كعب بن لؤى . والكندى
بكسر فسكون : نسبة إلى كندة وهى قبيله كبيرة من اليمن . والجمحى بضم ففتح : نسبه إلى
بنى جمح وهم بطن من قريش ، وهو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى .
(3)زاد هنا في المصدر : وقيل : يخافون الناس أن يقتلوهم كما يخافون الله أن يتوفاهم .
(4)في المصدر : كراهية .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه