بحار الأنوار ج19

ويقول : " اللهم إن الاجر أجر الآخرة ، فارحم الانصار والمهاجرة " .
قوله : هذا الحمال ، أي هذا الحمل والمحمول من اللبن أبر عند الله وأطهر
أي أبقى ذخرا وأدوم منفعة ، لا حمال خيبر من التمر والزيب والطعام المحمول
منها الذي يغتبطه حاملوه ، والذي كنا من قبل نحمله ونعطيه ، والحمال والحمل
واحد ، وروي بالجيم وله وجه ، والاول أظهر .
وفي هذه السنة تكلم الذئب خارج المدينة ينذر برسول الله صلى الله عليه وآله كما روي عن
أبي هريرة قال : جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها
منه ، فصعد الذئب على تل فأقعى واستثفر ،(1)وقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله
انتزعته مني ، فقال الرجل : بالله إن رأيت كاليوم ذئب يتكلم ، قال الذئب : أعجب
من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن عندكم ، و
كان الرجل يهوديا فجاء إلى النبى صلى الله عليه وآله فأخبره خبره ، وصدقه النبي صلى الله عليه وآله ، ثم
قال صلى الله عليه وآله : إنها أمارة من أمارات الساعة ، أو شك الرجل أن يخرج فلا يرجع
حتى تحدثه نعلاه بما أحدث أهله بعده(2).
وفي هذه السنة بعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بناته وزوجته سودة بنت زمعة زيد بن
حارثة وأبا رافع فحملاهن من مكة إلى المدينة ، ولما رجع عبدالله بن اريقط
إلى مكة أخبر عبدالله بن أبي بكر بمكان أبيه ، فخرج عبدالله بعيال أبيه إليه ، و
صحبهم طلحة بن عبيدالله ومعهم أم رومان أم عائشة وعبدالرحمن حتى قدموا
المدينة .
وفي هذه السنة بنى رسول الله صلى الله عليه وآله بعائشة في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر
وقيل : في السنة الثانية ، والاول أصح ، وكان تزوجها قبل الهجرة بثلاث سنين .
وفي هذه السنه زيد في صلاة الحضر ، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين غير


(1)أى جعل ذنبه بين فخذيه .
(2)في المصدر : حتى تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه