عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال :
قلت لابي جعفر عليه السلام : أنا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير فاضمن لي الجنة ، قال :
أولا اعطيك علامة الائمة ؟ قلت : وما عليك أن تجمعها لي ، قال : وتحب ذلك ؟
قلت : وكيف لا احب ، فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع الائمة عنده في
السقيفة التي كان فيها جالسا ، قال : يا أبا محمد مد بصرك فانظر ماذا ترى بعينك ؟
قال : فوالله ما أبصرت إلا كلبا أو خنزيرا أو قردا قلت : ما هذا الخلق الممسوخ ؟
قال : هذا الذي ترى هو السواد الاعظم ، ولو كشف للناس ما نظر الشيعة إلى من
خالفهم إلا في هذه الصورة ، ثم قال : يا أبا محمد إن أحببت تركتك على حالك هذا
وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالك الاول ، قلت : لاحاجة
لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني ردني إلى حالتي فما للجنة عوض ، فمسح
يده على عيني فرجعت كما كنت(1).
أقول : قد مضى أخبار ظهور الملائكة والجن له عليه السلام في كتاب الامامة
وسيأتي كثير من معجزاته عليه السلام في الابواب الآتية .
89 ق : عبدالله بن محمد المروزي عن عمارة بن زيد ، عن عبدالله بن العلا
عن الصادق عليه السلام قال : كنت مع أبي وبيننا قوم من الانصار إذ أتاه آت ، فقال له :
الحق فقد احترقت دارك ، فقال : يا بني ما احترقت ، فذهب ثم لم يلبث أن عاد
فقال : قد والله احترقت دارك ، فقال : يا بني والله ما احترقت ، فذهب ثم لم يلبث
أن عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا يبكون ويقولون قد احترقت دارك ، فقال :
كلا والله ما احترقت ولا كذبت ولا كذبت وأنا أوثق بما في يدي منكم ومما
أبصرت أعينكم ، وقام أبي وقمت معه حتى انتهوا إلى منازلنا والنار مشتعلة عن
أيمان منازلنا ، وعن شمائلها ومن كل جانب منها ، ثم عدل إلى المسجد فخر
ساجدا ، وقال في سجوده : وعزتك وجلالك لارفعت رأسي من سجودي أو تطفيها
(1)مختصر بصائر الدرجات ص 112 .