بحار الأنوار ج8

عليها كل نبي وكل خلفية نبي مع المذنبين من أهل زمانه ، كما يقف صاحب الجيش
مع الضعفاء من جنده ، وقد سبق المحسنون إلى الجنة ، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين
الواقفين معه : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا إلى الجنة ، فيسلم المذنبون
عليهم ، وذلك قوله : ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم .
ثم أخبر سبحانه أنهم لم يدخلوها وهم يطمعون ، يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا
الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إيا هابشفاعة النبي والامام ، وينظرهؤلاء المذنبون
إلى أهل النار ويقولون : ربنا لاتجعلنا مع القوم الظالمين ثم ينادي أصحاب الاعراف
وهم الانبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم : ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون
به أهؤلاء الذين أقسمتم يعني أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم وتستطيلون
بدنياكم عليهم ، ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله لهم بذلك : ادخلوا الجنة
لاخوف عليكم ولا أنتم تحزونون .
ويؤيده مارواه أبوالقاسم الحسكاني بإسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال : كنت
جالسا عند علي عليه السلام فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآية ، فقال : ويحك يابن الكواء
نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ،
ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار ،
وقوله : يعرفون كلا بسيماهم يعني هؤلاء الرجال الذين هم على الاعراف
يعرفون جمبع الخلق بسيماهم ، يعرفون أهل الجنة بسيماء المطيعين ، وأهل النار بسيماء
العصاة ونادوا أصحاب الجنة يعني هؤلاء الذين على الاعراف ينادون أصحاب الجنة
أن سلام عليكم وهذاتسليم تهنئة وسرور بما وهب الله لهم يدخلوها أي لم يدخلوا
الجنة بعد وهم يطمعون أن يدخلوها ، قيل : إن الطمع ههنا طمع يقين مثل قول
إبراهيم : والذي أطمع أن يغفرلي خطيئتي يوم الدين .(1)
وإذا صرفت أبصارهم أي أبصار أهل الاعراف تلقاء أصحاب النار أي إلى


(1)الشعراء : 82 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه