بحار الأنوار ج4

يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن محمد بن بشر ، عن الجعفري مثله .
ايضاح : اعلم أن المتكلمين اختلفوا في أن الاسم هل هو عين المسمى أو غيره ،
فذهب أكثر الاشاعرة إلى الاول ، والامامية والمعتزلة إلى الثاني ، وقد وردت هذه
الاخبار ردا على القائلين بالعينية ، وأول بعض المتأخرين كلامهم لسخافته وإن كانت
كلماتهم صريحة فيما نسب إليهم . قال شارح المقاصد : الاسم هو اللفظ المفرد الموضوع
للمعنى على مايعم أنواع الكلمة ، وقد يقيد بالاستقبال والتجرد عن الزمان فيقابل
الفعل والحروف على ما هو مصطلح النحاة ، والمسمى هو المعنى الذي وضع الاسم بإزائه
والتسمية هو وضع الاسم للمعنى ، وقدير ادبها ذكر الشئ باسمه كما يقال : يسمى زيدا
ولم يسم عمروا ، فلاخفاء في تغاير الامور الثلاثة ، وإنما الخفاء فيما ذهب إليه بعض
أصحابنا من أن الاسم نفس المسمى ، وفيما ذكره الشيخ الاشعري من أن أسماء الله
تعالى ثلاثة أقسام : ما هو نفس المسمى ، مثل " الله " الدال على الوجود أي الذات ، وما هو
غيره " كالخالق والرازق " ونحو ذلك مما يدل على فعل ، ومالا يقال إنه هو ولا غيره " كالعالم
والقادر " وكل ما يدل على الصفات . وأما التسمية فغير الاسم والمسمى ، وتوضيحة
أنهم يريدون بالتسمية اللفظ ، وبالاسم مدلوله كما يريدون بالوصف قول الواصف ،
وبالصفة مدلوله ، وكما يقولون : إن القراء‌ة حادثة والمقر وقديم إلا أن الاصحاب
اعتبروا المدلول المطابقي فأطلقوا القول بأن الاسم نفس المسمي للقطع بأن مدلول
الخالق شئ ماله الخلق لانفس الخلق ، ومدلول العالم شئ ماله العلم لانفس العلم ، و
الشيخ أخذ المدلول أعم واعتبر في أسماء الصفات المعاني المقصودة فزعم أن مدلول الخالق
الخلق وهو غير الذات ، ومدلول العالم العلم وهو لاعين ولاغير . انتهى .
فإذا عرفت هذا فاعلم أن الظاهر أن المراد بالاسماء الاسماء الدالة على الذات
من غير ملاحظة صفة ، وبالصفات ما يدل على الذات متصفا بصفة ، واستفسر عليه السلام مراد
السائل وذكر محتملاته وهي ثلاثة ، وينقسم بالتقسيم الاول إلى احتمالين لان المراد
إما معناه الظاهر ، أومؤول بمعني مجازي لكون معناه الظاهر في غاية السخافة .
الاول : أن يكون المراد كون كل من تلك الاسماء والحروف المؤلفة المركبة عين

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه