بحار الأنوار ج42

وكان هو بمكة والوليد بها - فقال : ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله عزوجل ؟
إني أنف إذ أسأل الدنيا خالقها(1)فكيف أسأل مخلوقا مثلي ؟ وقال الزهري : لا
جرم إن الله عزوجل ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية(2).
4 - جا ، ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن علي بن عبدالرحيم السجستاني
عن أبيه ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن عبدالله بن عاصم ، عن محمد بن بشر قال : لما
سير ابن الزبير ابن عباس إلى الطائف كتب إليه محمد بن الحنفية : أما بعد فقد بلغني
أن ابن الجاهلية سيرك إلى الطائف ، فرفع الله - عزوجل اسمه - بذلك لك ذكرا
وعظم(3)لك أجرا وحط به عنك وزرا ، يا ابن عم إنما يبتلى الصالحون وإنما
تهدى(4)الكرامة للابرار ، ولو لم توجر إلا فيما تحب إذا قل أجرك ، قال الله
تعالى : " وعسى أن تكرهوا شيئاو هو خير لكم "(5)وهذا مالست أشك أنه خير
لك عند بارئك ، عزم الله لك على الصبر في البلوى(6)والشكر في النعماء إنه على
كل شئ قدير .
فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجاب عنه وقال : أما بعد فقد أتاني كتابك
تعزيني فيه على تسييري ، وتسأل ربك جل اسمه أن يرفع لي به ذكرا ، وهو تعالى
قادر على تضعيف الاجر والعائدة بالفضل والزيادة من الاحسان ، أما احب أن
الذي ركب مني ابن الزبير كان ركبه مني أعداء خلق الله لي احتسابا وذلك في
حسناتي ولما أرجوا أن أنال به رضوان ربي ، يا أخي ! الدنيا قد ولت وإن الآخرة
قد أظلت ، فاعمل صالحا جعلنا الله وإياك ممن يخافه بالغيب ويعمل لرضوانه في السر
والعلانية إنه على كل شئ قدير(7).


(1)أى انى اكره السؤال من الله تعالى في النعم الفانية الدنياوية وهو خالقها اه‍ .
(2)علل الشرايع : 87 و 88 .
(3)في امالى الطوسى : وأعظم .
(4)" " : تهتدى .
(5)سورة البقرة : 216 .
(6)في امالى المفيد : عظم الله لك الصبر على البلوى .
(7)امالى المفيد : 205 و 206 . امالى الطوسى : 74 و 75 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه