بحار الأنوار ج66

إيمانه ذلك(1).
بيان : قال تعالى :(وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع)
قال البيضاوي : أي فلكم استقرار في الاصلاب أو فوق الارض واستيداع في
الارحام أو تحت الارض أو موضع الاستقرار والاستيداع ، وقرء ابن كثير
والبصريان(2)بكسر القاف على أنه اسم فاعل والمستودع اسممفعول
أي ومنكم قار ومنكم مستودع لان الاستقرار منا دون الاستيداع انتهى(3)
ولعل تأويله عليه السلام أنسب بالقراء‌ة الاخيرة أي فمنكم إيمانه مستقر أي ثابت و
بعضكم إيمانه مستودع ، أو بعضكم مستقر في الايمان ، وبعضكم غير مستقر
و(مستودع)اسم مفعول أو اسم مكان ، وعلى القراء‌ة الاولى اسم مكان أي بعضكم
محل استقرار الايمان ، والمستودع يحتمل الوجهين ، قوله(سلب إيمانه)يحتمل
بناء المفعول والفاعل ، وعلى الثاني(ذلك)إشارة إلى الكذب .
19 - نهج : من خطبة له عليه السلام فمن الايمان مايكون ثابتا مستقرا في القلوب
ومنه مايكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم ، فاذا كانت لكم براء‌ة
من أحد فقفوه حتى يحضره الموت ، فعند ذلك يقع حد البراء‌ة ، والهجرة قائمة
على حدها الاول ما كان لله في أهل الارض حاجة من مستسر الامة ومعلنها لا
يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الارض ، فمن عرفها وأقربها فهو
مهاجر ، ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها اذنه ، ووعاها قلبه
إن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله إلا عبد امتحن الله قلبه للايمان ، ولاتعي حديثنا
إلا صدور أمينة ، وأحلام رزينة .
أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فلانا بطرق السماء أعلم مني بطرق
الارض ، قبل أن تشغر فتنة تطأ في خطامها وتذهب بأحلام قومها(4).
بيان : العواري جمع العارية بالتشديد فيهما كأنها منسوبة إلى العار ، فان


(1)الكافى ج 2 ص 418 .
(2)هما أبوعمرو بن العلاء ، ويعقوب كما مر ص 106 .
(3)انوار التنزيل ص 137 .
(4)نهج البلاغة ج 1 ص 386 ص 386 . تحت الرقم 187 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه