بحار الأنوار ج76

قلت : النفي إلى أين ؟ قال : من مصر إلى مصر آخر ، وقال : إن عليا عليه السلام
قد نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة(1).
18 - شى : عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : الرجل
يخرج من منزله إلى المسجد يريد الصلاة ليلا ، فيستقبله رجل فيضربه بعصا ويأخذ
ثوبه ، قال : فما يقول : فيه من قبلكم ؟ قال : يقولون إن هذا ليس بمحارب ،
وإنما المحارب في القرى المشركية ، وإنما هي دغارة(2).
قال : فأيهما أعظم حرمة ؟ دار الاسلام أو دار الشرك ؟ قال : قلت : بل دار
الاسلام ، فقال : هؤلاء من الذين قال الله تعالى إنما جزاء الذين يحابورن الله
ورسوله إلى آخر الآية(3).


(1)تفسير العياشى ج 1 ص 316 .
(2)الدغرة والدغارة : الاختلاس ، ومنه الحديث لا قطع في الدعرة وليس الذى
ذكره سورة في الحديث اختلاسا ودغارة بل هو غارة وفساد في الارض بعد اصلاحها ، فالذى
يطوف بالليل ويضرب من لقيه بالعصا أو يعلوه بالسيف ليأخذ منه ثوبه أو غير ذلك ، قد قام
بمضادة السلام بين المؤمنين ومحاربة الله ورسوله في تحريم مال المسلم وأن حرمة ماله
كحرمة دمه ، فهو ممن قال الله عزوجل انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون
في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا الاية .
وبالجملة المفهوم من الايات الكثيرة التى يذكر فيها السعى في الفساد في الارض :
أنه الاخلال بالمصالح الاجتماعية وبالامن والسلام الحاكم بينهم ، ويشمل اللص المحارب
وصاحب الاغارة الذى يقوم بهلاك الحرث والنسل لو قاموا بمقابلته .
ومن الايات التى تنص على ذلك قوله تعالى : واذا تولى سعى في الارض ليفسد
فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (البقرة : 205)وقوله تعالى يذبح أبناء‌هم
ويستحيى نساء‌هم انه كان من المفسدين (القصص : 4).
(3)تفسير العياشى ج 1 ص 316 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه