بحار الأنوار ج28

فأحدقوا بالباب ، وقالوا : ائذن لنا على رسول الله فقال : هو مغشى عليه ، وعنده
نساؤه ، فجعلوا يبكون .
فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله البكاء فقال : من هولاء ؟ قالوا الانصار ، فقال صلى الله
عليه وآله من هيهنا من أهل بيتى ؟ قالوا علي والعباس ، فدعاهما وخرج متوكئا
عليهما ، فاستند إلى جذع من أساطين مسجده وكان الجذع جريد نخلة ، فاجتمع
الناس وخطب وقال في كلامه : إنه لم يمت نبى قط إلا خلف تركة وقد خلفت فيكم
الثقلين كتاب الله وأهل بيتى فمن ضيعهم ضيعه الله(1)أولا وإن الانصار كرشي التي
آوي إليها ، وإني أوصيكم بتقوى الله والاحسان إليهم ، فاقبلوا من محسنهم ، و
تجاوزوا عن مسيئهم(2).


(1)هذه الرواية مما تواترت عن النبى الاعظم وقد اعترف به علماء المسلمين اجماعا
وقد كان يقول ذلك مرارا ، ومما حفظ عنه أنه صلى الله عليه وآله قال ذلك في أربعة مواطن : يوم
عرفة على ناقته القصوى ، وفى مسجد الخيف ، وفى خطبة يوم الغدير ، ويوم قبض على
منبره ، راجع في ذلك هامش الاحقاق ج 9 ص 309 - 375 ، وناهيك من ذلك اخراج
أصحاب الصحاح مسلم ج 7 ص 122 و 123 ، الترمذى ج 5 ص 328 وفى ط ج 13
ص 200 الحاكم ج 3 ص 138 من مستدركه ابن حنبل في مسنده ج 3 ص 14 و 17
و 26 و 59 ج 4 ص 367 و 371 ج 5 ص 182 و 190 ، والدارمى في سننه ج 2 ص
431 ، إلى غير ذلك من المعاجم الكثيرة .
(2)وروى الترمذى في صحيحه ج 5 ص 273 عن أبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وآله قال :
ألا ان عيبتى التى آوى اليها أهل بيتى وان كرشى الانصار ، فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا
من محسنهم وروى ابن سعد في الطبقات ج 2 ق 2 ص 42 عن ابى سعيد قال : خرج
رسول الله والناس مستكفون يتخبرون عنه(يعنى في شكواه التى قبض فيها)فخرج مشتملا
قد طرح طرفى ثوبه على عاتقيه عاصبا رأسه بعصابة بيضاء فقام على المنبر وثاب الناس اليه
حتى امتلا المسجد قال فتشهد رسول الله حتى اذا فرغ قال : يا أيها الناس ان الانصار عيبتى
ونعلى وكرشى التى آكل فيها فاحفظونى فيهم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم(*)=

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه