بحار الأنوار ج48

في أمواج كثيرة ، وخلفنا سفينة فيها امرأة تزف إلى زوجها ، وكانت لهم جلبة
فقال : ماهذه الجلبة ؟ قلنا : عروس ، فما لبثنا أن سمعنا صيحة فقال : ماهذا ؟
فقالوا : ذهبت العروس لتغترف ماء‌ا فوقع منها سوار من ذهب فصاحت فقال :
احبسوا وقولوا لملاحهم يحبس ، فحبسنا وحبس ملاحهم ، فاتكأ على السفينة ، و
همس قليلا وقال : قولوا لملاحهم يتزر بفوطة(1)وينزل فيتناول السوار ، فنظرنا
فإذا السوار على وجه الارض ، وإذا ماء قليل ، فنزل الملاح فأخذ السوار فقال
أعطها وقل لها : فلتحمد الله ربها .
ثم سرنا فقال له أخوه إسحاق : جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه
قال : نعم ولا تعلمه من ليس له بأهل ، ولا تعلمه إلا من كان من شيعتنا ثم قال :
اكتب فأملا علي إنشاء‌ا : ياسابق كل فوت ، ياسامعا لكل صوت : قوي أو
خفي ، يامحبي النفوس بعد الموت ، لاتغشاك الظلمات الحندسية ، ولا تشابه عليك
اللغات المختلفة ، ولا يشغلك شئ عن شئ ، يامن لايشغله دعوة داع دعاه من السماء
يامن له عند كل شئ من خلقه سمع سامع ، وبصر نافذ ، يامن لاتغلطه كثرة
المسائل ، ولا يبرمه إلحاح الملحين ، ياحي حين لا حي في ديمومة ملكه وبقائه
يامن سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره ، يامن أشرقت لنوره دجى الظلم أسألك
باسمك الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، الذي هو من جميع أركانك . صل على محمد
وأهل بيته ، ثم سل حاجتك(2).
وعن الوشاء قال : حدثني محمد بن يحيى ، عن وصي علي بن السري قال :
قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : إن علي بن السري توفي وأوصى إلي
فقال : رحمه الله فقلت : وإن ابنه جعفرا وقع على ام ولد له ، وأمرني أن اخرجه
من الميراث فقال لي : أخرجه ، وإن كان صادقا فسيصيبه خبل قال : فرجعت فقدمني


(1)الفوطة : مايأتزر به الخدم ، وعند العامة هي قطعة تنشف بها الايدي وتسمى
المنشفة .
(2)كشف الغمة ج 3 ص 42 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه