بحار الأنوار ج57

وكيت وكيت - بالكسر - " والتاء فيهما هاء في الاصل فصارت تاء‌ا . وفي النهاية :
الكواثب جمع كاثبة ، وهي من الفرس : مجتمع كتفيه قدام السرج . وقال : رجل قدم
- بضمتين - أي شجاع ، ومضى قدما أي لم يعرج ولم ينثن . وقال : فيه " الايمان
يمان والحكمة يمانية " إنما قال ذلك لان الايمان بدامن مكة وهي من تهامة وتهامة
من أرض اليمن ولهذا يقال : الكعبة اليمانية . وقيل : إنه قال هذا القول للانصار لانهم
يمانون وهم نصروا الايمان والمؤمنين وآووهم فنسب الايمان إليهم . وقال الجوهري :
اليمن بلاد للعرب والنسبة إليهم يمني ، ويمان مخففة والالف عوض من ياء النسب
فلا يجتمعان ، قال سيبويه : وبعضهم يقول يماني بالتشديد - انتهى - . وقال في شرح
السنة : هذاثناء على أهل اليمن لاسراعهم إلى الايمان وحسن قبولهم إياه .
قوله صلى الله عليه وآله " لولا الهجرة " لعل المعنى : لولا أني هجرت عن مكة لكنت اليوم
من أهل اليمن إذ مكة منها ، أو المراد أنه لولا أن المدينة كانت أولا دار هجرتي
واخترتها بأمر الله لاتخذت اليمن وطنا ، أو الغرض أنه لولا أن الهجرة أشرف لعددت
نفسي من الانصار . وفي النهاية : فيه أن الجفاء والقسوة في الفدادين . الفدادون
بالتشديد هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم ، واحدهم فداد ، يقا ل : فد
الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته ، وقيل : هم المكثرون من الابل . وقيل : هم الجمالون
والبقارون والحمارون والرعيان ، وقيل . وإنما هو الفدادين - مخففا - واحدها
فدان - مشددا - وهي البقر التي يحرث بها ، وأهلها أهل جفاء وقسوة(1)- انتهى - .
قوله " أصحاب الوبر " أي أهل البوادي ، فإن بيوتهم يتخذونها منه . قوله :
من حيث يطلع قرن الشمس " قال الجوهري : قرن الشمس أعلاهاوأول ما يبد ومنها
في الطلوع - انتهى - ولعل المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في مطلع
الشمس أي في شرقي المدينة . وروى في شرح السنة بإسناده عن عقبة بن عمرو قال :
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال : الايمان يمان ههنا ، إلا أن القسوة وغلظ
القلوب في الفدادين عند اصول أذناب الابل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر


(1)في النهاية : اهل جفاء وغلظة . ج 3 ، ص 187 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه