بحار الأنوار ج65

البيت عليهم السلام إذا كان عالما بأمرهم محتملا لسرهم كما قالوا : سلمان منا أهل البيت .
54 - كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن النضر ، عن يحيى بن عمران
الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال
له : سلام إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الاسلام ، فقلت :
إن الاسلام : من استقبل قبلتنا ، وشهد شهادتنا ، ونسك نسكنا ، ووالى ولينا ، و
عادى عدونا فهو مسلم ، فقال : صدق خيثمة ، قلت : وسألك عن الايمان فقلت : الايمان
بالله ، والتصديق بكتاب الله تعالى وأن لا يعصي الله فقال : صدق خيثمة(1).
بيان : سلام يحتمل ابن المستنير الجعفي وابن أبي عمرة الخراساني و
كلاهما مجهولان من أصحاب الباقر عليه السلام وخيثمة بفتح الخاء ثم الياء المثناة
الساكنة ثم المثلثة المفتوحة غير مذكور في الرجال قوله : من استقبل قبلتنا أي
دين من استقبل ، فقوله : فهو مسلم تفريع وتأكيد ، أو قوله فهو مسلم قائم مقام
العائد لانه بمنزلة : فهو صاحبه ، أو فهو المتصف به ، وفي بعض النسخ ما استقبل
ولا يستقيم إلا بتكلف بأن استعمل ما مكان من ، أو يكون تقديره ما استقبل به
المرؤ قبلتنا وشهد شهادتنا أي شهادة جميع المسلمين ونسك نسكنا
أي عبد كعبادة المسلمين فيأتي بالصلاة والزكاة والصوم والحج أو المراد بالنسك
أفعال الحج أو الذبح ، قال الراغب : النسك العبادة ، والناسك العابد واختص بأعمال
الحج ، والمناسك مواقف النسك وأعمالها والنسيكة مختصة بالذبيحة ، قال ففدية
من صيام أو صدقة أو نسك وقال تعالى فاذا قضيتم مناسككم وقال منسكا هم
ناسكوه (2).
ووالى ولينا أي والى جميع المسلمين ، وعادى عدونا أي عدو جميع
المسلمين ، وهم المشركون وسائر الكفار فهذا يشمل جميع فرق المسلمين ، فالتصديق
بكتاب الله يدخل فيه الاقرار بالرسالة والامامة والعدل والمعاد وأن لا يعصي الله


(1)الكافى ج 2 ص 38 .
(3)المفردات ص 491 ، والايات في البقرة : 196 و 200 ، وفى الحج : 67 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه