بحار الأنوار ج53

أولئك الذين خسروا الدنيا وإن للكافرين لشرمآب .
قلت : أفلا يوقت له وقت ؟ فقال : يا مفضل لا أوقت له وقتا ولا يوقت له
وقت ، إن من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه ، وادعى أنه ظهر
على سره ، وما لله من سر إلا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن الله
الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلا وهم أخص به لسره ، وهو عندهم
وإنما ألقى الله إليهم ليكون حجة عليهم .
قال المفضل : يا مولاي ! فكيف بدؤ ظهور المهدي عليه السلام وإليه التسليم ؟
قال عليه السلام : يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادي
باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين


الغالي ذوالمناكير ، عن محمد بن المفضل بن عمر : مهمل أو مجهول ، ولكن الظاهر أن
الكذب انماجاء من قبل البغدادي الكاتب ذي المناكير ، وهو الذي كتب وصنف هذا الحديث
وسردها بطوله ، أو الجاعل هو نفس النميري .
ولذلك ترى أنه يعرف في طيه محمد بن نصير النميري بعنوان نيابة الامام عليه السلام
وأنه يقعد بصابر وهو اسم سكة في مرو ، مع ما مر في ج 51 ص 368 عن غيبة الشيخ انه
كان يدعى انه رسول نبي ويقول بالتناسخ ويقول في أبي الحسن الهادي بالربوبية ويقول
بالاجابة للمحارم وتحليل نكاح الرجال وأنه من التواضع .
فاعتمد الكاتب إلى أحاديث صحيحة أو حسنة ، واخرى ضعيفة أو مجعولة ، فزاد عليها من
مخائله . وجمع بين مضامينها ولعب فيها كالقصاصين الدجالين فراجع ج 52 باب 23 و 24
ترى مضامين هذا الحديث منبثة فيها بين صحيح وسقيم .
فالرجل أعني المفضل بن عمر الجعفي من أصحاب الصادق الممدوحين وقد عده
الشيخ المفيد في الارشاد ص 270 من شيوخ أصحاب أبي عبدالله عليه السلام وخاصته وبطانته
وثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم ، وبذلك وصفه الشيخ في كتاب الغيبة ص 223 وروى
في مدحه أحاديث ، وروى الكشى في ص 206 و 256 أحاديث في مدحه ، وذكر الكليني
في روضة الكافي ص 373 حديثا يقتضى مدحه والثناء عليه ، فراجع .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه