بحار الأنوار ج91

15 ع(1)ن : فيما سال الخضر الحسن بن علي عليهما السلام : أخبرني عن الرجل
كيف يذكر وينسى ؟ قال : إن قلب الرجل في حق ، وعلى الحق طبق ، فان صلى
الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق
فأضاء القلب ، وذكر الرجل ما كان نسي ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو
نقص من الصلاة عليهم ، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ، ونسي
الرجل ما كان ذكره(2).
16 ن : فيما احتج الرضا عليه السلام على علماء المخالفين بمحضر المأمون في
تفضيل العترة الطاهرة قال : وأما الآية السابعة فقول الله تعالى : إن الله وملائكته
يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (3)وقد علم
المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك
فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : تقولون : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف ؟ قالوا :
لا ، قال المأمون : هذا ما لا خلاف فيه اصلا وعليه إجماع الامة ، فهل عندك في الآل
شئ أوضح من هذا في القرآن ؟ .


(1)علل الشرائع ج 1 ص 91 .
(2)عيون الاخبار ج 1 ص 66 وتراه في الاحتجاج : 142 ، المحاسن : 332
غيبة النعمانى 27 ، والحق : جمع حقة بالضم فيهما هي وعاء من خشب ، وقد تسوى من
عاج ومنه لعمرو بن كلثوم وثديا مثل حق العاج رخصا والطبق محركة : غطاء كل شئ
قال قدس سره : ولا يبعد أن يكون الكلام مبنيا على الاستعارة والتمثيل فان الصلاة على محمد
وآل محمد لما كانت سببا للقرب من المبدء واستعداد النفس لافاضة العلوم عليها ، فكأن
الشواغل النفسانية الموجبة للبعد عن الحق تعالى طبق عليها فتصير الصلاة سببا لكشفه وتنور
القلب واستعداده لفيض الحق اما بافاضة الصورة ثانية أو باسترادها من الخزانة ، راجع ج
61 ص 38 .
(3)الاحزاب ص 56 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه