بحار الأنوار ج72

شاهدا فقفوا عنده ، أي فاعملوا به سرا ولا تظهروه عند المخالفين ، ثم ردوه إلى
العلم بالشاهد إليها أي سلونا عن الشاهد له من القرآن حتى نخبركم بشاهده من
القرآن ، فعند ذلك أظهروه لهم ، ولا يخفى ما فيه .
لهذا الامر أي لظهور دولة القائم عليه السلام .
22 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن
عبدالاعلى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق
له والقبول فقط ، من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله ، فأقرئهم السلام
وقل لهم : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه ، حدثوهم بما يعرفون
واستروا عنهم ما ينكرون ، ثم قال : والله ماالناصب لنا حربا بأشد علينا مؤنة من
الناطق علينا بما نكره ، فاذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها ، فان
قبل منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه ، فان الرجل منكم يطلب
الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له ، فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم
فان هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت اقدامكم ، ولاتقولوا إنه يقول ويقول
فإن ذلك يحمل علي وعليكم .
أما والله لو كنتم تقولون ماأقول لاقررت أنكم أصحابي ، هذا أبوحنيفة
له أصحاب ، وهذا الحسن البصري له أصحاب ، وأنا امرؤ من قريش قد ولدني
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمت كتاب الله ، وفيه تبيان كل شئ بدء الخلق وأمر السماء
وأمر الارض ، وأمر الاولين وأمر الاخرين ، وأمر ما كان ، وما يكون ، كأني
أنظر إلى ذلك نصب عينى(1).
تبيان : كأن المراد بالتصديق الاذعان القلبي وبالقبول والاقرار الظاهري
فقط أو مع العمل و من في الموضعين للتبعيض أي ليست أجزاء احتمال أمرنا
أي قبول التكليف الالهي في التشيع ، منحصرة في الاذعان القلبي والاقرار الظاهري
بل من اجزائه ستره وصيانته ، أي حفظه وضبطه من غير أهله ، وهم المخالفون


(1)الكافي ج 2 ص 222 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه