بحار الأنوار ج7

وفي قوله : " فإذا جاء‌ت الطامة " : الداهية التي تطم أي تعلو على سائر الدواهي ،
" الكبرى " التي هي أكبر الطامات وهي القيامة ، أو النفخة الثانية ، أو الساعة التي يساق
فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار .
وفي قوله : " أيان مرسيها " : متى إرساؤها ؟ أي إقامتها وإثباتها ، أو منتهاها
ومستقرها ، من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه " فيم أنت من
ذكريها " في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم ؟ أي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين
وقتها في شئ ، فإن ذكرها لهم لا يزيدهم إلا غيا ، ووقتها مما استأثره الله بعلمه ، و
قيل : " فيم " إنكار لسؤالهم و " أنت من ذكريها " مستأنف ، أي أنت ذكر من ذكرها وعلامة
من أشراطها ، فإن إرساله خاتما للانبياء أمارة من أماراتها ، وقيل : إنه متصل
بسؤالهم والجواب : " إلى ربك منتهيها " أي منتهى علمها " إنما أنت منذر من يخشيها "
إنما بعثت لانذار من يخاف هولها ، وهو لا يناسب تعيين الوقت " كأنهم يوم يرونها
لم يلبثوا " أي في الدنيا ، أو في القبور " إلا عشية أو ضحيها " أي عشية يوم أو ضحاه .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : " وشاهد ومشهود " : أقوال : أحدها : أن الشاهد
يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، عن ابن عباس ، وأبي جعفر ، وأبي عبدالله عليهما السلام ، و
روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله لان الجمعة تشهد على كل عامل بما عمل فيه . وثانيها :
أن الشاهد يوم النحر ، والمشهود يوم عرفة . وثالثها : أن الشاهد محمد صلى الله عليه وآله ، والمشهود
يوم القيامة ، وهو المروي عن الحسن بن علي عليهما السلام . ورابعها : أن الشاهد يوم عرفة ،
والمشهود يوم الجمعة . وخامسها : أن الشاهد الملك ، والمشهود يوم القيامة .
وقيل : الشاهد الذين يشهدون على الناس ، والمشهود هم الذين يشهد عليهم .
وقيل : الشاهد هذه الامة ، والمشهود سائر الامم . وقيل الشاهد أعضاء بني آدم ،
والمشهود هم .
1 - ل : عبدوس بن علي الجرجاني ، عن أحمد بن محمد المعروف بابن الشغال ،
عن الحارث بن محمد بن أبي اسامة ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن زهير بن محمد ، عن عبدالله

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه