بحار الأنوار ج6

التفرق ، أو جمعها بعده ، وتعلق الروح بها تعلقا ما ، وقد روي عن أئمتنا عليهم السلام ما
يدل على أن الاجزاء الاصلية محفوظة إلى يوم القيامة . انتهى كلامه ضاعف الله إكرامه .
أقول : الشيخ الطبرسي رحمه الله وإن اختار في الجوامع التفسير الثاني اختار في
المجمع التفسير الاول حيث قدمه على غيره ، والرازي بالغ في اختيار الاول وذب
عنه قول من أنكره ، وقال : احتج أكثر العلماء بهذه الآية على إثبات عذاب القبر ،
والبيضاوي ذكرهما وقدم الثاني ، لانه يقتص أثر الزمخشري غالبا فظهر أن ما ذكره
السيد الشريف ليس ببعيد عن الصواب في هذا الباب .
1 - فس : " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " الآية ، فإنه حدثني أبي ،
عن ابن محبوب ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : هم
والله شيعتنا ، إذا دخلوا الجنة واستقبلوا الكرامة من الله استبشروا بمن لم يلحق بهم
من إخوانهم من المؤمنين في الدنيا " ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " وهو رد على
من يبطل الثواب والعقاب بعد الموت . " ص 115 "
2 - فس : " حتى إذا جاء أحدهم الموت " إلى قوله : " إنها كلمة هو قائلها "
فإنها نزلت في مانع الزكاة(1)قوله : " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " قال :
البرزخ هو أمر بين أمرين ، وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة ، وهو رد على
من أنكر عذاب القبر والثواب والعقاب قبل يوم القيامة ،(2)وهو قول الصادق عليه السلام :
والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ ، فأما إذا صار الامر إلينا فنحن أولى بكم .
" ص 447 - 449 "
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : إن القبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من
حفر النيران .
وأقول : قد مضى خبر علي بن الحسين عليه السلام في باب الموت أنه عليه السلام تلا : " ومن


(1)في المصدر : في مانع الزكاة والخمس . م
(2)في المصدر : قبل القيامة . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه