بحار الأنوار ج66

يتقبلها رب الخلائق ، أتدرون ما تلك الحقوق ؟ هو إتباعها بالصلاة على محمد وعلي
وآلهما ، منطويا على الاعتقاد بأنهم أفضل خيرة الله ، والقوام بحقوق الله ، والنصار
لدين الله ، قال عليه السلام :(وأقيموا الصلوة)على محمد وآله عند أحوال غضبكم
ورضاكم وشدتكم ورخائكم ، وهمومكم المعلقة بقلوبكم(وآتوا الزكوة)
من المال والجاه وقوة البدن(ثم توليتم)أيها اليهود عن الوفاء بالعهد الذي
أداه إليكم أسلافكم(إلا قليلا منكم وأنتم معرضون)عن ذلك العهد ، تاركين
له غافلين عنه .
(ليس البر)(1)قال الامام عليه السلام : يعني يا محمد قل : ليس البر أي الطاعة
التي تنالون بها الجنان ، وتستحقون بها الغفران والرضوان(أن تولوا وجوهكم)
بصلاتكم(قبل المشرق)يا أيها النصارى(و)قبل(المغرب)يا أيها اليهود وأنتم
لامرالله مخالفون وعلى ولي الله مغتاظون(ولكن البر من آمن)قيل : يعني
البر الذي ينبغي أن يهتم به بر من آمن بالله إلى قوله :(وآتى المال على حبه)
أي أعطى في الله تعالى المستحقين من المؤمنين على حبه للمال وشدة حاجته إليه
يأمل الحياة ، ويخشى الفقر لانه صحيح شحيح(ذوي القربى)أعطى قرابة
النبي صلى الله عليه وآله الفقراء هدية وبرا لاصدقة ، لان الله أجلهم عن الصدقة ، وأعطى
قرابة نفسه صدقة وبرا(واليتامى)من بني هاشم الفقراء برا لاصدقة ، ويتامى
غيرهم صدقة وصلة(والمساكين)مساكين الناس(وابن السبيل)المجتاز المنقطع
به لانفقة معه(والسائلين)الذين يتكففون(وفي الرقاب)وفي تخليصها يعني
المكاتبين يعينهم ليؤدوا حقوقهم فيعتقوا(وأقام الصلوة)بحدودها(وآتى الزكوة)
الواجبة عليه لاخوانه المؤمنين(والموفون بعهدهم إذا عاهدوا)قيل : عطف على
من آمن يشمل عهدالله والناس(والصابرين)نصبه على المدح لفضل الصبر على
سائر الاعمال(في البأساء)يعني في محاربة الاعداء ولاعدو يحاربه أعدى من إبليس
ومردته ، يهتف به ويدفعه وإياهم بالصلاة على محمد وآله الطيبين(والضراء)


(1)البقرة : 177 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه