تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي (قدس الله سره)
الجزء الخامس والسبعون
بسم الله الرحمن الرحيم
49 - كتاب الغارات :(1)لابراهيم بن محمد الثقفي ، عن أبي زكريا الجريري
عن بعض أصحابه قال : خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعملنا . من يهدي الله فلامضل له ، ومن يضلل الله
فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده و
رسوله انتجبه بالولاية ، واختصه بالاكرام ، وبعثه بالرسالة ، أحب خلقه إليه .
وأكرمهم عليه ، فبلغ رسالات ربه ، ونصح لامته ، وقضى الذي عليه .
وصيكم بتقوى الله ، فان تقوى الله خير ما تواصت به العباد ، وأقربه من
رضون الله ، وخيره في عواقب الامور . فبتقوى الله امرتم ، ولها خلقتم ، فاخشوا
الله خشية ليست بسمعة ولا تعذير(2)فانه لم يخلقكم عبثا ، وليس بتارككم سدى(3)قد
أحصى أعمالكم ، وسمى آجالكم ، وكتب آثاركم ، فلا تعرنكم الدنيا فإنها
غرارة ، . مغرور من اغتر بها ، وإلى فناء ما هي .
نسأل الله ربنا وربكم أن يرزقنا وإياكم خشية السعداء ، ومنازل الشهداء
ومرافقة الانبياء ، فإنما نحن به وله .
(1)مخطوط .
(2)عذر في الامر تعذيرا : قصر فيه بعد جهد .
(3)أي لا يترككم مهملا باطلا .