بحار الأنوار ج74

لا يعرفن غيرك فافعل ، ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها ، فان ذلك أنعم لحالها
وأرخى لبالها ، وأدوم لجمالها ، فان المرأة ريحانة ، وليست بقهرمانه ، ولا تعد
بكرامتها نفسها ، ولا تطعمها أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معها ، ولا تطل
الخلوة مع النساء فيملكنك(1)أو تملهن واستبق من نفسك بقية من إمساكك عنهن
وهن يرين أنك ذو إقتدار خير من أن يظهرن منك على انتشار ، وإياك والتغاير
في غير موضع غيرة فان ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ، ولكن أحكم أمرهن
فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الكبير والصغير . وإياك أن تعاقب فتعظم الذنب و
تهون العتب . وأحسن للمماليك الادب . وأقلل الغضب ولا تكثر العتب في غير ذنب ،
فإذا استحق أحد منهم ذنبا فأحسن العدل فإن العدل مع العفو أشد من الضرب
لمن كان له عقل . والتمسك بمن لا عقل له أوجب القصاص(2).
واجعل لكل امرء منهم عملا تأخذه به ، فإنه أحرى أن لا يتواكلوا ، و
أكرم عشيرتك ، فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه تصير ، وبهم تصول
وهم العدة عند الشدة(3)فأكرم كريمهم وعد سقيمهم ، وأشركهم في أمورهم وتيسر
عند معسور(ل‍)هم . واستعن بالله على أمورك ، فانه أكفى معين .
أستودع الله دينك ودنياك وأسأله خير القضاء لك في الدنيا والآخرة والسلام
عليك ورحمة الله .
جش(4)الاصبغ بن نباتة المجاشعي كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام وعمر
بعده ، وروى عنه عهد الاشتر ووصيته إلى محمد ابنه أخبر نا عبدالسلام بن الحسين الاديب
عن أبي بكر الدوري ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن جعفر بن محمد الحسني
عن علي بن عبدل ، عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن
طريف عن الاصبغ بن نباته بالوصية .


(1)في بعض النسخ فيملنك .(2)في الكشف وخف القصاص .
(3)العدة - بالضم - الاستعداد وبالكسر : الجماعة .
(4)رجال النجاشى ص 7 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه