بحار الأنوار ج99

تقع على الارض إلا باذنه ، وبكم ينفس الهم ، وبكم يكشف الضر ، وعندكم ما
نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته ، وإلى جدكم بعث الروح الامين .
وإن كانت الزيارة لاميرالمؤمنين فقل : وإلى أخيك بعث الروح الامين
آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، طاطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع(1).
كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت
الارض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من
جحد ولايتكم غضب الرحمان .
بأبي أنتم وامي ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم
في الاسماء ، وأجسادكم في الاجساد ، وأرواحكم في الارواح ، وأنفسكم في
النفوس ، وآثاركم في الاثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماء‌كم ، وأكرم
أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجل خطركم ، وأوفى عهدكم ، وأصدق وعدكم .
كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم
الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ، وقولكم حكم و
حتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه
ومأواه ومنتهاه .
بأبي أنتم وامي ونفسى ، كيف أصف حسن ثنائكم ، واحصي جميل بلائكم
وبكم أخرجنا الله من الذل ، وفرج عنا غمرات الكروب ، وأنقذنا بكم من
شفا جرف الهلكات ومن النار .
بأبي أنتم وامي ونفسي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان
فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة ، وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة ، و
بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة
والمقام المحمود ، والمكان المعلوم عندالله عزوجل ، والجاه العظيم ، والشأن
الكبير ، والشفاعة المقبولة .


(1)نخع خ ل نجع خ ل *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه