بحار الأنوار ج46

على المؤمن حرام قال : ثم بعث إلى أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أعطى كل واحد
منا واحدا فدخلنا فيها ، فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي ، فقال : يا كهل
ما يمنعك من الخضاب ؟ فقال له جدي : أدركت من هو خير مني ومنك لا يختضب
قال : فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام ، قال : ومن ذاك الذي هو خير مني ؟ !
فقال : أدركت علي بن أبي طالب عليه السلام وهو لايختضب قال : فنكس رأسه وتصاب عرقا
فقال : صدقت وبررت ثم قال : يا كهل إن تختضب فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد خضب
وهو خير من علي ، وإن تترك فلك بعلي سنة ، قال : فلما خرجنا من الحمام
سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين ، ومعه ابنه محمد بن علي صلوات الله

عليهم(1).
25 كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عمرو بن شمر
عن جابر قال : قال علي بن الحسين عليه السلام : ما ندري كيف نصنع بالناس ؟ إن
حدثناهم بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله ضحكوا : وإن سكتنا لم يسعنا قال : فقال ضمرة
ابن معبد : حدثنا ! فقال : هل تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل على سريره ؟ قال :
فقلنا : لا ، فقال : إنه يقول لحملته : ألا تسمعون أني أشكو إليكم عدو الله خدعني
وأوردني ثم لم يصدرني ، وأشكو إليكم إخوانا واخيتهم فخذلوني ، وأشكو إليكم
أولادا حاميت عنهم فخذلوني ، وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي(2)فصار
سكانها غيري ، فارفقوا بي ولا تستعجلوا ! قال : فقال ضمرة : يا ابا الحسن إن كان
هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه ، قال : فقال علي
ابن الحسين عليه السلام : اللهم إن كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه أخذ أسف
قال : فمكث أربعين يوما ثم مات فحضره مولى له قال : فلما دفن أتي علي بن الحسين
عليهما السلام فجلس إليه ، فقال له : من أين جئت يا فلان ؟ قال : من جنازة ضمرة
فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته والله أعرفه كما كنت أعرفه وهو


(4)الكافى ج 6 ص 497 .
(5)الحريبة : مال الرجل الذى يعيش به ، ويقوم به أمره الصحاح النهاية .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه