بحار الأنوار ج43

رجليه كما ينتكص بول البعير ، فهو انثى(1).
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شئ خلق الله الحجر وأشد منه
الحديد يقطع به الحجر ، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد ، وأشد من النار
الماء ، وأشد من الماء‌السحاب ، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب
وأشد من الريح الملك الذي يردها ، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت
الملك ، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت ، وأشد من الموت أمر الله
الذي يدفع الموت .
6 - قب : محمد بن إسحاق بالاسناد جاء أبوسفيان إلى علي عليه السلام فقال : يا
أبا الحسن جئتك في حاجة ، وفيم جئتني ؟ قال : تمشي معي إلى ابن عمك محمد
فتسأله أن يعقد لنا عقدا ويكتب لنا كتابا ، فقال : يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله
عقدا لا يرجع عنه أبدا وكات فاطمة من وراء الستر ، والحسن يدرج بين يديها وهو طفل
من أبناء أربعة عشر شهرا فقال لها : يابنت محمد ! قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود
بكلامه العرب والعجم ، فأقبل الحسن عليه السلام إلى أبي سفيان وضرب إحدى يديه على
أنفه والاخرى على لحيته ثم أنطقه الله عزوجل بأن قال : يا أبا سفيان ! قل لا إله
إلا الله محمد رسول الله حتى أكون شفيعا فقال عليه السلام : الحمد الله الذي جعل في آل محمد
من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا وآتيناه الحكم صبيا (2).
أبوحمزة الثمالي ، عن زين العابدين عليه السلام قال : كان الحسن بن علي جالسا


(1)قال الفيزوز آبادى : المؤنث : المونث وهو الرجل المشبه المرأة في لينه ورقة كلامه
وتكسر أعضائه .
(2)هذه القصة مذكورة في كتب السير عند ذكر فتح مكة سنة ثمان للهجرة حين
جاء أبوسفيان إلى رسول الله ليبرم عهد المشركين ويزيد في مدته ، راجع سيرة ابن هشام ج 2 ص 396 ،
المناقب ج 1 ص 206 ، ارشاد المفيد ص 60 ، اعلام الورى ص 66 .
فقد كان - على هذا - لحسن بن على عليهما السلام عامئذ خمس سنين ، لا أربعة عشر
شهرا كما زعم .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه