بحار الأنوار ج16

نبي من الانبياء يقال له : محمد صلى الله عليه وآله(1)، فضل علي باثنتين : زوجته عاونته وكانت له
عونا ، وكانت زوجتي على عونا ، وإن الله أعانه على شيطانه فأسلم ، وكفر شيطاني(2).
وعن عائشة قالت : كان رسول الله إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار
لها : فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت : لقد عوضك الله من كبيرة السن ، قالت :
فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله غضب غضبا شديدا ، فسقطت في يدي(3)، فقلت : اللهم إنك
إن أذهبت بغضب رسولك صلى الله عليه وآله لم اعد بذكرها(4)بسوء ما بقيت ، قالت : فلما رأى
رسول الله صلى الله عليه وآله ما لقيت قال : كيف قلت ؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس ، وآوتني
إذ رفضني الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، ورزقت مني(5)حيث حرمتموه ، قالت :
فغدا وراح علي بها شهرا .
وروي أن خديجة رضوان الله عليها كانت تكنى ام هند .
وعن ابن عباس أن عم خديجة عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأن أباها
مات قبل الفجار .
وعن ابن عباس أنه تزوجها صلى الله عليه وآله وهي ابنة ثماني وعشرين سنة ، ومهرها(6)اثنتي
عشرة أوقية ، وكذلك كانت مهور نساؤه ، وقيل : إنها ولدت قبل الفيل بخمسة عشر سنة ،
وتزوجها صلى الله عليه وآله وهي بنت أربعين سنة ، ورسول الله صلى الله عليه وآله ابن خمس وعشرين سنة .

وحديث عفيف ورؤيته النبي صلى الله عليه وآله وخديجة وعليا يصلون حين قدم تاجرا إلى


(1)في المصدر : أحمد .
(2)لعل المراد بالشيطان النفس الامارة ، أى أن الله أعانه على نفسه ووفقه فغلب عليها ، و
أدخلها تحت قيادة التسليم لامر مولاها ، ولكنى لم اوفق على قيادتها فعصت وصدرت عنها ما يخالف
رضى الله تعالى ، هذا ما تحمتله ألفاظ الحديث ، لكنه غير موافق لما عليه الامامية من عصمة الانبياء
عليهم السلام ، فيجب طرحه أو حمله على غير ذلك مما تقدم في بابه .
(3)أى ندمت على ذلك .
(4)في المصدر : لم أعد لذكر لها بسوء ما بقيت .
(5)في المصدر : ورزقت منى الولد .
(6)في المصدر : ومهرها النبي صلى الله عليه وآله .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه