بحار الأنوار ج78

أو توفي فجزع أهله عليه جزعا شديدا .
قال : فغبت عنهم ثم أتيتهم بعد ذلك فرأيت عزاء حسنا فقلت كيف
تجدونكم ؟ كيف عزاؤك أيتها المرء‌ة ؟ فقالت : والله لقد اصبنا بمصيبة عظيمة
بوفاة فلان ، وكان مما طيب نفسي لرؤيا رأيتها الليلة ، فقلت : كيف ؟
قالت : رأيته وقلت له ما كنت ميتا قال : بلى ، ولكن نجوت بكلمات لقننيهن
أبوبكر الحضرمي ، ولولا ذلك كدت أهلك .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : نابذوا عند الموت ، فقيل : كيف ننابذ ؟ قال : قولوا
قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون إلى آخر السورة .
وكان أمير المؤمنين عليه السلام قال عند الوفاة : تعاونوا على البر والتقوى ولا
تعاونوا على الاثم والعدوان (1)ثم كان يقول لا إله إلا الله حتى توفي .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فان من كان آخر كلامه
لا إله إلا الله دخل الجنة ، قيل : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن شدائد الموت وسكراته
تشغلنا عن ذلك ، فنزل في الحال جبرئيل عليه السلام وقال : يا محمد ! قل لهم حتى يقولوا
الآن في الصحة : لا إله إلا الله عدة للموت أو كما قال .
وكان زين العابدين عليه السلام يقول عند الموت : اللهم ارحمني فانك كريم
اللهم ارحمني فانك رحيم فلم يزل يرددها حتى توفي صلوات الله عليه .
وكان عند رسول الله قدح فيه ماء وهو في الموت ويدخل يده في القدح و
يمسح وجهه بالماء ويقول : اللهم أعني على سكرات الموت .
وروي أنه تقرء عند المريض والميت آية الكرسي وتقول : اللهم
أخرجه إلى رضى منك ورضوان اللهم اغفر له ذنبه ، جل ثناء وجهك ثم تقرء
آية السخرة إن ربكم الله الذي خلق السموات (2)الخ ثم تقرء ثلاث آيات من
من آخر البقرة لله ما في السموات والارض ثم يقرء سورة الاحزاب .


(1)المائدة : 2 .
(2)الاعراف ص 54 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه