بحار الأنوار ج75

استرشد ، ولا حار من استشار ، الحازم لا يستبد برأيه ، آمن من نفسك عندك من
وثقت به على سرك ، المودة بين الاباء قرابة بين الابناء .
71 - وقال عليه السلام : من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه ، ومن بالغ في الخصومة
أثم ، ومن قصر فيها ظلم ، من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته ، إنه ليس لانفسكم
ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها ، من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها ،
الولايات مضامير الرجال ، ليس بلد أحق منك من بلد ، وخير البلاد من حملك ،
إذا كان في الرجل خلة رائعة فانتظر أخواتها ، الغيبة جهد العاجز ، رب مفتون
بحسن القول فيه ، ما لابن آدم والفخر أوله نطفة ، وآخره جيفة ، لا يرزق نفسه ، و
لا يمنع حتفه ، الدنيا تغر وتضر وتمر إن الله تعالى لم يرضها ثوابا بأوليائه ولا
عقابا لاعدائه ، وإن أهل الدنيا كركب بيناهم حلوا إذ صاح سائقهم فارتحلوا ،
من صارع الحق صرعه ، القلب مصحف البصر(1)التقى رئيس الاخلاق ، ما أحسن
تواضع الاغنياء للفقراء طلبا لما عند الله . وأحسن منه تيه الفقراء على الاغنياء
إتكالا على الله .
كل مقتصر عليه كاف(2)الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ، فان كان لك فلا
تبطر ، وإن كان عليك فلا تضجر ، من طلب شيئا ناله أو بعضه ، الركون إلى الدنيا
مع ما يعاين منها جهل ، والتقصير في حسن العمل مع الوثوق بالثواب عليه غبن
والطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار عجز ، والبخل جامع لسماوي الاخلاق ،
نعم الله على العبد مجلبة لحوائج الناس إليه ، فمن قام لله فيها بما يجب عرضها
للدوام والبقاء ، ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء ، الرغبة مفتاح
النصب ، والحسد مطية التعب . من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه
من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم حببها(3)لنفسه فذلك الاحمق بعينه ، العفاف


(1)استعار لفظ المصحف للقلب باعتبار انتقاشه بصور ما ينبغى التكلم به في طوح الخيال
وادراك الحس المشترك له من باطن فهو كالمصحف يقرأ منه .
(2)أى كل ما يمكن الاقتصار عليه فهو كاف .
(3)في بعض النسخ ثم رضيها .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه