بحار الأنوار ج99

مالك الامور ، وعلام الغيوب ، من لا ضد له ، ولا ند له ، ولا صاحبة ولا ولد له

الاحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد .
أقول بخضوع وخشوع ، رب علمت سوء‌ا وظلمت نفسي ، فصل على محمد
وآله ، واعف عني ، واغفر خطائي واصفح عن زللي وخذ بيدي بجودك ومجدك
ثم أقول يا أكرم الاكرمين يا غاية الطالبين يا مجيب دعوة المضطرين ، يا منفس
عن المكروبين ، يا أرحم الراحمين .
إلهي وسيدي أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك - فلان بن فلان - أنشأتني
وكنت صغيرا ، وأغنيتني وكنت فقيرا ، ورفعتني وكنت حقيرا ، وجبرتني و
كنت كسيرا ، ومننت على بما أنت أهله وأعلم به مني ، نئشتني وعزتك وجلالك
من المحنة تكرما ، ونعشتني بعد قلة ، وأسبغت علي النعمة ، وأوجبت علي
المنة ، وبلغني فوق الامنية لتبلوني فتعرف شكرى ، ومقدار سعيي وطاعتي و
إقراري وإنابتي ، أخذا بالفضل علي وتأكيدا للحجة فيما لدي ، فجحدت حق
نعمتك ، ونسيت ما عندي من مننك ، وقادني الجهل والعمى إلى ركوب الزلل
والخطاء ، حتى وقعت في غواية الردى ، وتبدلت بالتقصير والعمى ، وركبت
طريق من حار وطغى ، وركبت فحل بي ما كنت أخفتني وبرح مني الخفاة ،
وصرت إلى حال البؤس والضراء ، بعد إحسانك الكامل ، ونعمتك المترادفة
وسترك الجميل ، وصيانتك التامة .
إلهي وسيدي ومولاي ، فقد تغير بالزلل حالي ، وكسف بالي ، وظهر
اختلالي ، وشاعت فاقتي ، وشهر فقري ، وانقطعت من المخلوقين آمالي ، وأنت
العائد على العاصين بالنعم ، والاخذ على المسيئين بالاحسان والمنن ، فضلا منك
وطولا ، وجودا ومجدا ، وولي باتمام ما ابتدأت في أمري مني ، ورب ما أسديت
من معروفك عندي ، فقد ظلمت نفسي ، وفرطت في أمري ، وقصرت في حقك
عندي ، وأنا عائذ منك بك ، هاربا إليك عنك ، من الحرمان وسوء القضاء
متوسل بك إليك في قبولي والصفح عني ، وإتمام ما أنعمت به علي وإصلاحه لي ،

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه