بحار الأنوار ج6

جريح المكي ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن عبدالله بن عباس قال : حججنا مع رسول
الله صلى الله عليه واله حجة الوداع فأخذ باب الكعبة(1)ثم أقبل علينا بوجهه فقال : ألا اخبركم
بأشراط الساعة ؟ - وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رضي الله عنه - فقال : بلى يارسول
الله ، فقال : إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة ، واتباع الشهوات ، والميل مع الاهواء
وتعظيم المال ،(2)وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن وجوفه كما يذوب
الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستيطيع أن يغيره . قال سلمان : وإن هذا لكائن
يارسول الله ؟ قال : إي والذي نفسي بيده .
ياسلمان إن عندها امراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وامناء خونة ،
فقال سلمان : وإن هذا لكائن يارسول الله ؟ قال : إي والذي نفسي بيده .
ياسلمان إن عندها يكون المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ، وائتمن الخائن(3)
ويخون الامين ، ويصدق الكاذب ، ويكذب الصادق ، قال سلمان : وإن هذا لكائن
يارسول الله ؟ قال : إي والذي نفسي بيده .
ياسلمان فعندها إمارة النساء ، ومشاورة الاماء ، وقعود الصبيان على المنابر ،
ويكون الكذب طرفا ، والزكاة مغرما ، والفيئ مغنما ، ويجفو الرجل والديه ، و
يبر صديقه ، ويطلع الكوكب المذنب ، قال سلمان : وإن هذا لكائن يارسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده .
ياسلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر قيظا ، و
يغيظ الكرام غيظا ، ويحتقر الرجل المعسر ، فعندها يقارب الاسواق إذا قال هذا : لم
أبع شيئا(4)وقال هذا : لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله ، قال سلمان : وإن هذا
لكائن يارسول الله ؟ قال : إي والذي نفسي بيده .


(1)في المصدر : بحلقة باب الكعبة م
(2)في المصدر : وتعظيم اصحاب المال . م
(3)في المصدر : ويؤتمن الخائن . م
(4)في المصدر : لم ابع يقينا . م*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه