بحار الأنوار ج44

لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي وقد
هرب رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه ، وهو يدعوهم إلى الله ، حتى فر إلى الغار ، ولو
وجد عليهم أعوانا ما هرب منهم ، ولو وجدت أنا أعوانا ما بايعتك يا معاوية .
وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ، ولم يجد عليهم
أعوانا ، وقد جعل الله النبي صلى الله عليه وآله في سعة حين فر من قومه ، لما لم يجد أعوانا
عليهم ، وكذلك أنا وأبي في سعة من الله ، حين تركتنا الامة وبايعت غيرنا
ولم نجد أعوانا .
وإنما هي السنن والامثال يتبع بعضها بعضا ، أيها الناس إنكم لو التمستم
فيما بين المشرق والمغرب لم تجدوا رجلا من ولد نبي غيري وغير أخي .
7 كش : روي عن علي بن الحسن الطويل ، عن علي بن النعمان ، عن
عبدالله بن مسكان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء رجل من أصحاب
الحسن عليه السلام يقال له : سفيان بن ليلى(1)وهو على راحلة له ، فدخل على الحسن وهو


(1)اختلف في اسمه بين سفيان بن ليلى ، وسفيان بن ابى ليلى ، وسفيان بن ياليل
وعلى اى عده بعض الرجاليين في حوارى الامام الحسن السبط ، وبعضهم نظر في ذلك
كابن داود قال : سفيان بنابيليلى الهمدانى من أصحاب الحسن عليه السلام عنونه الكشى
وقال : ممدوح من أصحابه عليه السلام ، عاتب الحسن بقوله يا مذل المؤمنين واعتذر
له بأنه قال ذلك محبة ، وفيه نظر .
أقول : روى المفيد في الاختصاص ص 61 والكشى ص 73 ، في حديث ضعيف
عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام انه قال : ثم ينادى المنادى اين حوارى
الحسن بن على ؟ فيقوم سفيان بن أبى ليلى الهمدانى وحذيفة بن اسيد الغفارى .
ولكن قال في تذكرة الخواص : وفي رواية ابن عبدالبر المالكى في كتاب الاستيعاب
ان سفيان بن ياليل وقيل ابن ليلى وكنيته أبوعامر ، ناداه يا مذل المؤمنين ، وفى رواية
هشام ، ومسود وجوه المؤمنين ، فقال له : ويحك ايها الخارجى لا تعنفى ، فان الذى
أحوجنى إلى ما فعلت : قتلكم أبي ، وطعنكم اياي ، وانتهابكم متاعي : وانكم لما سرتم إلى
صفين كان دينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم اليوم وديناكم أمام دينكم .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه