الحلم غصص الغيظ . إذا كان المقضي كائنا فالضراعة لماذا ؟ نائل الكريم يحببك إليه
ونائل اللئيم يضعك لديه ، من كان الورع سجيته ، والافضال حليته انتصر من
أعدائه بحسن الثناء عليه ، وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه .
وقال بعض الثقات : وجدت بخطه عليه السلام مكتوبا على ظهر كتاب : قد صعد ناذرى
الحقائق بأقدام النبوة والولاية ، ونورنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة ، فنحن
ليوث الوغى ، وغيوث الندى ، وفينا السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والعلم
في الاجل ، وأسباطنا خلفاء الدين وحلفاء اليقين ، ومصابيح الامم ، ومفاتيح الكرم ،
فالكليم البس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة
ذاق من حدائقنا الباكورة(1)وشيعتنا الفئة الناجية ، والفرقة الزاكية ، صاروا
لنا ردءا وصونا وعلى الظلمة إلبا وعونا ، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى
النبران لتمام الطواوية والطواسين من السنين .
أقول : هذه حكمة بالغة ونعمة سابغة تسمعها الاذان الصم وتقصر عليها
الجبال الشم صلوات الله عليهم وسلامه .
4 - أعلام الدين(2): قال أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام : من مدح غير
المستحق فقد قام مقام المتهم .
وقال عليه السلام : لا يعرف النعمة إلا الشاكر ، ولا يشكر النعمة إلا
العارف .
وقال عليه السلام : ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا
جديدا . واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء ، فاصبر
حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فما أقرب الصنيع من الملهوف ، والامن
من الهارب المخوف ، فربما كانت الغير نوع من أدب الله ، والحظوظ مراتب ،
(1)كذا . والصاقورة : السماء الثالثة . وباطن القحف المشرف على الدماغ والمراد
الاول . والباكورة : أول ما يدرك من الفاكهة ، وأول كل شئ .
(2)مخطوط .