بحار الأنوار ج14

عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : لاي علة صرف الله عزوجل العذاب
عن قوم يونس وقد أظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الامم ؟ فقال : لانه كان في علم الله عز
وجل أنه سيصرفه عنهم لتوبتهم ، وإنما ترك إخبار يونس بذلك لانه عزوجل أراد
أن يفرغه لعبادته في بطن الحوت فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته .(1)
شى : عن أبي بصير مثله .(2)
بيان : يمكن توجيه الخبر بوجهين : الاول أن يكون السؤال عن علة عدم نزول
العذاب عليهم دفعة بل بأن أظلهم ولم ينزل بهم حتى تابوا ، فالجواب أنه لما علم الله
أنهم يتوبون بعد رؤيته جعله مظلا(3)بهم حتى تابوا فصرف عنهم .
الثاني : أن يكون السؤال على ظاهره ويكون الجواب أنهم لما تابوا صرف عنهم ،
والتعرض لحديث العلم لبيان أنه كان عالما بتوبتهم ، وإنما لم يخبر يونس للحكمة
المذكورة ، والاول أظهر لا سيما في الخبر الآتي .
4 ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن
فضال ، عن أبي المغرا ، عن سماعة أنه سمعه عليه السلام وهو يقول : مارد الله العذاب عن قوم
قد أظلهم إلا قوم يونس ، فقلت : أكان قد أظلهم ؟ فقال : نعم حتى نالوه بأكفهم ، قلت :
فكيف كان ذلك ؟ قال : كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطلع عليه أحد أنه
سيصرفه عنهم .(4)
5 ع : أبي ، عن الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ،(5)عن ابن أبي


(1)علل الشرائع : 37 .
(2)تفسير العياشي مخطوط ، وألفاظه على مافي البرهان هكذا : عن أبي بصير ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : لما أظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم ، قلت : كيف ذلك ؟
قال : كان في العلم أنه يصرفه عنهم .
(3)في نسخة : مظللة .
(4)علل الشرائع : 37 .
(5)المصدر خال عن قوله : عن أخيه .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه