بحار الأنوار ج38

امته من بعده ، وكذلك رخص في ذلك للمهدي عليه السلام لما اشتهر قوله صلى الله عليه وآله :(لو لم
يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي اسمه اسمي
وكنيته كينتي).
ثم إنه كان ذخيرة النبي صلى الله عليه وآله للمهمات ، قال أنس : بعث النبي صلى الله عليه وآله عليا
إلى قوم عصوه ، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وانصرف بها ، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله قدومه ،
فتلقاه خارجا من المدينة ، فلما لقيه اعتنقه وقبل بين عينيه وقال : بأبي وامي من شد الله
به عضدي كما شد عضد موسى بهارون .
وفي حديث جابر أنه قال لوفد هو اذن : أما والذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة
وليؤتن الزكاة أو لابعثن إليهم رجلا هو مني كنفسي ، فليضربن أعناق مقاتليهم وليسبين
ذراريهم ، هو هذا وأخذ بيد علي عليه السلام فلما أقروا بما شرط عليهم قال : ما استعصى
علي أهل مملكة ولا امة إلا رميتهم بسهم الله علي بن أبي طالب ، ما بعثته في سرية إلا
رأيت جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملكا أمامه وسحابة تظله حتى يعطي الله
حبيبي النصر والظفر . وروى الخطيب في الاربعين نحوا من ذلك عن مصعب بن عبدالرحمان
أنه قال النبي صلى الله عليه وآله لوفد ثقيف ، الخبر . وفي رواية أنه قال مثل ذلك لبني وليعة .
ثم إنه عليه السلام كان عيبة سره ، روى الموفق المكي في كتابه في خبر طويل
عن ام سلمة رضي الله عنها أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مخلل(1)أصابعه في أصابع علي
عليه السلام فقال : يا ام سلمة اخرجي من البيت وأخيله ، فخرجت ، وأقبلا يتناجيان
بكلام لا أدري ما هو ، فأقبلت ثلاث مرات فأستأذن أن ألج ؟(2)والنبي يأبى . وأذن في
الرابعة وعلي واضع يديه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله قد أدنى فاه من اذن النبي صلى الله عليه وآله
وفم النبي على اذن علي يتساران ، وعلي يقول : أفأمضي وأفعل ؟ والنبي صلى الله عليه وآله يقول :
نعم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا ام سلمة لا تلوميني فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر أن اوصي
به عليا من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعلي وجبرئيل عن يميني ، فأمرني جبرئيل عليه السلام


(1)التخليل : ادخال الشئ في خلال الشئ وهو وسطه .
(2)ولج البيت : دخل فيه .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه