بحار الأنوار ج61

ذات نمل ، وطعام منمول ، أصابه النمل(1)، والنملة بالضم : النميمة ، يقال : رجل
نمل أي نمام ، وما أحسن قول الاول :
اقنع فما تبقى(2)بلا بلغة * فليس ينسى ربنا النملة
إن أقبل الدهر فقم قائما * وإن تولى مدبرا فنم له(3)
وسميت نملة لتنملها وهو كثرة حركتها وقلة قوائمها ، والنمل لا يتزاوج ولا
يتلاقح إنما يسقط منه شئ حقير في الارض فينمو حتى يصير بيظا ، ثم يتكون منه
والبيض لكه بالضاد المعجمة إلا بيض النمل فانه بالظاء المشالة ، والنمل عظيم الحيلة
في طلب الرزق ، فاذا وجد شيئا أنذر الباقين يأتون إليه(4)وقيل : إنما يفعل ذلك
منها رؤساؤها .
ومن طبعه أنه يحتكر(5)في زمن الصيف لزمن الشتاء ، وله في الاحتكار من
الحيل ما أنه إذا احتكر ما يخاف إنباته قسمته نصفين ماخلا الكسفرة فانه يقسمها
أرباعا لماالهم أن كل نصف منها ينبت ، وإذا خاف العفن على الحب أخرجه
إلى ظاهر الارض ونشره ، وأكثر ما يفعل ذلك ليلا في ضوء القمر ، ويقال : إن حياته
ليست من قبل ما يأكله ولاقوامه ، وذلك أنه(6)ليس له جوف ينفذ فيه الطعام ، ولكنه
مقطوع نصفين ، وإنما قوته إذا قطع الحب في استنشاق ريحه فقط وذلك يكفيه و
قد روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : ليس شئ يخبأ قوته(7)إلا الانسان والعقعق
والنمل والفأر ، وبه جزم في الاحياء في باب التوكل ، وعن بعضهم أن البلبل يحتكر(8).


(1)في المصدر : اذا اصابه النمل .
(2)في المصدر : بما تلقى .
(3)في المصدر : نم له .
(4)في المصدر : ليأتوا اليه ويقال .
(5)في المصدر : يحتكرقوته من زمن .
(6)في المصدر : وذلك لانه .
(7)في المصدر : ليس شئ يحتال لقوته .
(8)في المصدر : يحتكر الطعام .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه