بحار الأنوار ج60

والاقسام والعزائم بما لا يفهم معناه ويضر بالغير فعله . ومن السحر الاستخدام للملائكة
والجن واستنزال الشياطين في كشف الغائب وعلاج المصاب ، ومنه الاستحضار بتلبيس
الروح ببدن منفعل كالصبي والمرأة وكشف الغائب عن لسانه .
ومنه النير نجات ، وهي إظهار غرائب خواص الامتزاجات وأسرار النيرين .
وتلحق به الطلسمات ، وهي تمزيج القوى العالية الفاعلة بالقوى السافلة المنفعلة ،
ليحدث عنها فعل غريب . فعمل هذا كله والتكسب به حرام ، والاكثر على أنه لا
حقيقة له ، بل هو تخييل ، وقيل : أكثره تخييل ، وبعضه حقيقي ، لانه تعالى وصفه
بالعظمة في سحرة فرعون ، ومن التخييل إحداث خيالات لا وجود لها في الحس المشترك
للتأثير في شئ آخر ، وربما ظهر إلى الحس .
وتلحق به الشبعذة ، وهي الافعال العجيبة المرتبة على سرعة اليد بالحركة ،
فيلبس على الحس ، وقيل : الطلسمات كانت معجزات للانبياء .
وأما الكيمياء فيحرم المسمى بالتكليس بالزيبق والكبريت والزاج والتصدية
وبالشعر والبيض والمرار والادهان كما تفعله الجهال ، أما سلب الجواهر خواصها .
وإفادتها خواص اخرى بالدواء المسمى بالاكسير أو بالنار الملينة الموقدة على أصل
الفلزات أو المراعاة نسبها في الحجم والوزن ، فهذا مما لا يعلم صحته ، وتجنب ذلك
كله أولى وأحرى(1).
وقال الشهيد الثاني رفع الله مقامه : السحر هو كلام أو كتابة أو رقية
أو أقسام وعزائم ونحوها يحدث بسببها ضرر على الغير ، ومنه عقد الرجل عن زوجته
بحيث لا يقدر على وطيها ، وإلقاء البغضاء بينهما ، ومنه استخدام الملائكة والجن
واستنزال الشياطين في كشف الغائبات وعلاج المصاب ، واستحضارهم وتلبسهم ببدن
صبي أو امرأة وكشف الغائب على لسانه ، فتعلم ذلك وأشباهه وعمله وتعليمه كله حرام
والتكسب به سحت ، ويقتل مستحله . ولو تعلمه ليتوقى به أو ليدفع به المتنبي
بالسحر فالظاهر جوازه ، وربما وجب على الكفاية كما هو خيرة الدروس ، ويجوز


(1)الدروس : كتاب المكاسب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه