بحار الأنوار ج41

فقال النبي صلى الله عليه وآله : مه ياحذيفة فإن عليا سيذكر سبب وقفته ، ثم إنه ضربه ،
فلما جاء سأله النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال : قد كان شتم أمي وتفل في وجهي ، فخشيت
أن أضربه لحظ نفسي ، فتركته حتى سكن مابي ثم قتلته في الله .
وإنه لما امتنع من البيعة جرت من الاسباب ما هو معروف ، فاحتمل
وصبر ، وروي أنه لما طالبوه بالبيعة قال له الاول : بايع ، قال : فإن لم أفعل فمه ؟
قال : والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ، قال : فالتفت علي عليه السلام إلى القبر فقال :
" يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " .
الجاحظ في البيان والتبيين إن أول خطبة خطبها أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
قد مضت أمور لم تكونوا فيها بمحمودي الرأي ، أما لو أشاء أن أقول لقلت ، ولكن
عفا الله عما سلف ، سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب ، همته بطنه ، ياويله لوقص
جناحه وقطع رأسه لكان خيرا له .
وقد روى الكافة عنه : اللهم إني أستعديك على قريش ، فإنهم ظلموني في
الحجر والمدر .
إبراهيم الثقفي عن عثمان بن أبي شيبة والفضل بن دكين بإسنادهما قال
علي عليه السلام : ما زلت مظلوما منذ قبض الله نبيه إلى يومي هذا .
وروى إبراهيم بإسناده عن المسيب بن نجية قال : بينما علي يخطب وأعرابي
يقول : وامظلمتاه ، فقال علي عليه السلام : ادن ، فدنا فقال : لقد ظلمت عدد المدر
والوبر(1)، وفي رواية كثير بن اليمان ، ومالا يحصى .
أبونعيم الفضل بن دكين بإسناده عن حريث قال : إن عليا عليه السلام لم يقم
مرة على المنبر إلا قال في آخر كلامه قبل أن ينزل : ما زلت مظلوما منذ قبض الله
نبيه ، وكان عليه السلام بشره دائم ، وثغره باسم ، غيث لمن رغب ، وغياث لمن ذهب ، مآل
الآمل ، وثمال الارامل ، يتعطف على رعيته ، ويتصرف على مشيته ، ويكفه


(1)في المصدر : عدد المدر والمطر والوبر .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه