بحار الأنوار ج72

21 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله
ابن بكير ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : دخلنا عليه جماعة فقلنا : يا ابن
رسول الله إنا نريد العراق فأوصنا ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ليقو شديدكم ضعيفكم
وليعد غنيكم على فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ، ولا تذيعوا أمرنا ، . وإذا جاء‌كم عنا
حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به ، وإلا
فقفوا عنده ، ثم ردوه إلينا ، حتى يستبين لكم ، واعلموا أن المنتظر لهذا
الامر له مثل أجر الصائم القائم ، ومن أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدونا كان له
مثل أجر عشرين شهيدا ، ومن قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة وعشرين شهيدا(1).
بيان : جماعة منصوب على الحالية أي مجتمعين معا ليقو شديدكم أي
بالاغاثة والاعانة ورفع الظلم أو بالتقوية في الدين ودفع الشبه عنه وليعد يقال :
عاد بمعروفه من باب قال أي أفضل ، والاسم العائدة وهي المعروف والصلة ولا
تبثوا سرنا أي الاحكام المخالفة لمذهب العامة عندهم ولا تذيعوا أمرنا أي
أمر إمامتهم وخلافتهم وغرائب أحوالهم ومعجزاتهم عند المخالفين ، بل الضعفة من
المؤمنين ، إذا كانوا في زمان شديد ، وكان الناس يفتشون أحوالهم ويقتلون أشياعهم وأتباعهم .
وأما إظهارها عند عقلاء الشيعة وامنائهم وأهل التسليم منهم ، فأمر مطلوب كما
مر فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله كأنه محمول على ما إذا كان مخالفا
لما في أيديهم ، أو على ما إذا لم يكن الراوي ثقة ، أو يكون الغرض موافقته لعمومات
الكتاب كما ذهب إليه الشيخ من عدم العمل بخبر الواحد ، إلا إذا كان موافقا لفحوى
الكتاب والسنة المتواترة على التفصيل الذي ذكره في صدر كتابي الحديث(2)
وإلا فقفوا عنده أي لا تعملوا به ولا تردوه ، بل توقفوا عنده ، حتى تسألوا
عنه الامام ، وقيل : المراد أنه إذا وصل إليكم منا حديث يلزمكم العمل به ، فإن
وجدتم عليه شاهدا من كتاب الله يكون لكم مفرا عند المخالفين إذا سألوكم عن
دليله ، فخذوا المخالفين به وألزموهم وأسكنوهم ، ولا تتقوا منهم ، وإن لم تجدوا


(1)الكافى ج 2 ص 222 .(2)يعنى كتابه التهذيب والاستبصار .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه