بحار الأنوار ج11

" ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم " ثم وقعت الغيبة به بعد ذلك إلى أن ظهر
صالح عليه السلام .(1)
تذنيب : قال الشيخ الطبرسي قدس الله روحه : جملة ما ذكره السدي ومحمد بن إسحاق
وغيرهما من المفسرين في قصة هود أن عادا كانوا ينزلون اليمن وكانت مساكنهم منها
بالشجر(2)والاحقاف وهو رمال يقال لها : رمل عالج والدهناء وبيرين(3)ما بين عمان
إلى حضرموت ، وكان لهم ذرع ونخل ، ولهم أعمار طويلة ، وأجساد عظيمة ، وكانوا أصحاب
أصنام يعبدونها ، فبعث الله إليهم هودا نبيا ، وكان من أوسطهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ،
فدعاهم إلى التوحيد وخلع الانداد ، فأبوا عليه فكذبوه وآذوه فأمسك الله عنهم المطر سبع
سنين ، وقيل ثلاث سنين حتى قحطوا ، وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء
أو جهد التجؤوا إلى بيت الله الحرام بمكة مسلمهم وكافرهم ، وأهل مكة يومئذ العماليق من
ولد عمليق بن لاوذبن سام بن نوح .(4)وكان سيد العماليق إذا ذاك بمكه رجلا يقال له :
معاوية بن بكر ، وكانت امه من عاد(5)فبعث عاد وفدا إلى مكة ليستسقوا لهم ،(6)
فنزلوا على معاوية بن بكر وهو بظاهر مكة خارجا من الحرم فأكرمهم وأنزلهم وأقاموا
عنده شهرا يشربون الخمر ، فلما رأى معاوية طول معاوية طول مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوثون
من البلاء الذي نزل بهم شق ذلك عليه وقال : هلك أخوالي وهؤلاء مقيمون عندي وهم ضيفي
أستحيي أن آمرهم بالخروج إلى ما بعثوا إليه وشكا ذلك إلى قينتيه(7)اللتين كانتا تغنيانهم
وهما الجرادتان(8)فقالتا : قل شعرا نغنيهم به لا يدرون من قاله ، فقال معاوية
ابن بكر :


(1)كمال الدين : 81 . م
(2)هكذا في نسخ الكتاب . وفى المصدر : بالشحر بالحاء وهو الصحيح كما قدمناه .
(3)هكذا في نسخ الكتاب . وفى المصدر : يبرين بتقديم الياء على الباء وهو الصحيح كما أو عزنا
اليه قبل ذلك .
(4)قال الفيروز آبادى : عمليق كقنديل أو قر طاوس - ابن لا وذبن ارم بن سام بن نوح .
(5)في العرائس : اسمها يا هدة بنت الخبيرى رجل من عاد .
(6)في العرائس : ثم بعثوا ايضا لقمان بن ضدبن عاد الاكبر .
(7)القينة ك المغنية .
(8)في العرائس : الجراذتان(*).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه