بحار الأنوار ج14

في الامة آخر الزمان(1)ليظهره عليها ، يبعث الله نبيا أميا من العرب فيذل الله له
الامم والاديان كما رأيت الحجر ظهر على الارض فانتثر فيها .(2)
فقال بخت نصر : مالاحد عندي يد أعظم من يدك ، وأنا أريد أن أجزيك ، إن
أحببت أن أردك إلى بلادك وأعمرها لك ، وإن أحببت أن تقيم معي فأكرمك ؟ فقال
دانيال عليه السلام : أما بلادي أرض كتب الله عليها الخراب إلى وقت ، والاقامة معك أوثق
لي ، فجمع بخت نصر ولده وأهل بيته وخدمه وقال لهم : هذا رجل حكيم قد فرج الله به
عني كربة قد عجزتم عنها ، وقد وليته أمركم وأمري ، يابني خذوا من علمه ، وإن
جاء‌كم رسولان أحدهما لي والآخر له فأجيبوا دانيال قبلي ، فكان لايقطع أمرا دونه ، و
لما رأوا قوم بخت نصر ذلك حسدوا دانيال ، ثم اجتمعوا إليه وقالوا : كانت لك الارض
ويزعم عدونا أنك أنكرت عقلك ، قال : إني أستعين برأي هذا الاسرائيلي لاصلاح
أمركم فإن ربه يطلعه عليه ، قالوا : نتخذ إلها يكفيك ما أهمك وتستغني عن دانيال
فقال : أنتم وذاك ، فعملوا صنما عظيما وصنعوا عيدا وذبحوا له ، وأوقدوا نارا عظيمة
كنار نمرود ودعوا الناس بالسجود لذلك الصنم فمن لم يسجد له ألقي فيها .
وكان مع دانيال عليه السلام أربعة فتية من بني إسرائيل : يوشال ويوحين وعيصوا
ومريوس ، وكانوا مخلصين موحدين ، فأتي بهم ليسجدوا للصنم ، فقالت الفتية : هذا ليس
بإله ، وكن خشبة صماء عملها الرجال ، فإن شئتم أن نسجد للذي خلقها فعلنا ،
فكتفوهم ثم رموا بهم في النار ، فلما أصبحوا طلع عليهم بخت نصر فوق قصر فإذا معهم
خامس وإذا بالنار قد عادت جليدا(1)فامتلا رعبا ، فدعا دانيال عليه السلام فسأله عنهم فقال : أما
الفتية فعلى ديني يعبدون إلهي ولذلك أجارهم والخامس بحر البرد ،(4)أرسله الله تعالى
جلت عظمته إلى هؤلاء نصرة لهم ، فأمر بخت نصر فأخرجوا فقال لهم : كيف بتم ؟ قالوا :


(1)هكذا في نسخ . وفي نسخة : هذه الامة ، ولعل الصحيح : فدين يفقد الله به هذه الامة في
آخر الزمان .
(2)ذكر الثعلبي في العرائس النوم وتعبيره على كيفية اخرى فراجعه .
(3)الجليد : مايجمد على الارض من الماء .
(4)هكذا في النسخ ، وفي المطبوع حكى عن نسخة : ملك البرد .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه