بحار الأنوار ج10

أحد الامرين : إما أنتقبل قولي في صاحبي وأقبل قولك في صاحبك فهذه واحدة ،
فقال ضرار : لا أفعل ذلك ، قال له أبوالحسن : ولم لا تفعل ؟ قال : لانني إذا قبلت قولك
في صاحبك قلت لي : إنه كان وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأفضل من خلفه ، وخليفته على
قومه ، وسيد المسلمين ، فلا ينفعني بعد ذلك مثل أن أقول : إن صاحبي كان صديقا(1)
واختاره المسلمون إماما ، لان الذي قبلته منك يفسد علي هذا ، قال أبوالحسن :
فاقبل قولي في صاحبك ، وأقبل قولك في صاحبي ، قال ضرار : وهذا لا يمكن أيضا
لاني إذا قبلت قولك في صاحبي قلت لي : كان ضالا مضلا ظالما لآل محمد صلى الله عليه وآله قعد
غير مجلسه ،(2)ودفع الامام عن حقه ، وكان في عصر النبي صلى الله عليه وآله منافقا ، فلا ينفعني
قبولك قولي فيه : إنه كان خيرا فاضلا ،(3)وصاحبا أمينا ، لانه قد انتقض بقبولي
قولك فيه : إنه كان ضالا مضا ،(4)فقال له أبوالحسن رحمه الله : فإذا كنت لا تقبل
قولك في صاحبك ولا قولي فيه(5)فما جئتني إلا متحكما ، ولم تأتني مناظرا .(6)
4 - قال : وأخبرني الشيخ أيده الله قال : قال أبوالحسن علي بن ميثم رحمه الله
لرجل نصراني : لم علقت الصليب في عنقك ؟ قال : لانه شبه الشئ الذي صلب عليه
عيسى عليه السلام قال أبوالحسن : أفكان عليه السلام يحب أن يمثل به ؟(7)قال : لا ، قال فأخبرني
عن عيسى أكان يركب الحمار ويمضي عليه في حوائجه ؟ قال : نعم . قال : أفكان يحب بقاء
الحمار حتى يبلغ عليه حاجته ؟ قال : نعم ، قال : فتركت ما كان يحب عيسى بقاء‌ه
وما كان يركبه في حياته بمحبة منه ، وعمدت إلى ما حمل عليه عسى عليه السلام بالكره ، و
أركبه بالبعض له(8)فعلقته في عنقك ، فقد كان ينبغي على هذا القياس أن تعلق الحمار
في عنقك وتطرح الصليب وإلا فقد تجاهلت .(9)


(1)في المصدر : فلا ينفعنى بعد أن قبلت ذلك منك ان صاحبى كان صديقا .
(2)في المصدر : قعد في غير مجلسه .
(3)في المصدر : انه كان خيرا صالحا .
(4)في المصدر : قد انتقض بقبولى قولك فيه بعد ذلك انه كان ضالا مضلا .
(5)في المصدر زيادة وهى هذه : ولا قولك في صاحبى .
(6)الفصول المختارة 1 : 9 و 10 .
(7)مثل ومثل بالرجل : نكل به ، أى أفكان يحب أن يصلب .
(8)في المصدر : وركبه بالبغض له .
(9)الفصول المختارة 1 : 31 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه