خرج عن البدن نتن البدن وتغير ، تبارك الله أحسن الخالقين(1)-
20 - الكافى : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله
ابن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن لله عزوجل رياح
رحمته ورياح عذاب ، فإن شاء الله أن يجعل الر ياح من(2)العذاب رحمة فعل ، قال :
ولن يجعل الله الرحمة من الريح عذابا ، قال : وذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه
وكانت طاعتهم إياه وبالا عليهم إلا من بعد تحولهم عن طاعته ، قال : وكذلك فعل
بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما كان قدر عليهم العذاب وقضاه ، ثم تداركهم
برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة ، فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم ، وذلك
لما آمنوا به وتضرعوا إليه . قال : وأما الريح العقيم فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من
الارحام ولاشيئا من النبات ، وهي ريح تخرج من تحت الارضين السبع ، وما خرجت
منها ريح قط إلا على قوم عاد حين غضب الله عليهم ، فأمر الخزان أن يخرجوا منها على
مقدار سعة الخاتم ، قال : فعتت على الخزان فخرج منها على مقدار منخر الثور تغيضا
منها على قوم عاد ، قال : فضج الخزان إلى الله عزوجل من ذلك فقالوا : ربنا إنها
قد عتت عن أمرنا ، إنا نخاف أن تهلك من لم يعصك من خلقك وعمار بلادك ! قال :
فبعث الله إليها جبرئيل ، فاستقبلها بجناحه ، فردها إلى موضعها وقال لها : اخرجي على
ما امرت به ، قال : فخرجت على ما امرت به ، وأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم(3).
21 - الشهاب : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور .
الضوء : الصبا هي الريح التي تضرب قفا المصلي وبإزائها الدبور ، والشمال
التي تضرب يمين المصلي ، وبإزائها الجنوب ، وقالوا : مهب الصبا المستوي أن تهب من
مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار ، وزعموا أن الدبور تزعج السحاب وتشخصه في
الهواء ثم تسوقه ، فإذا علا كشفت عنه واستقبلته الصبا فوضعته بعضه على بعض حتى تصير
(1)الاحتجاج : 192 .
(2)في المصدر : ان يجعل العذاب من الرياح .
(3)الكافى : ج 8 ، ص 92 .