بحار الأنوار ج48

ومنعت من العمل ، فخرجت الفعلة خوفا على أنفسهم فأعطي علي بن يقطين لرجلين
عطاء كثيرا ليحفرا فنزلا فأبطآ ، ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما ، فسألهما
عن الخبر فقالا : إنا رأينا آثارا وأثاثا ، ورأينا رجالا ونساء فكلما أومأنا إلى
شئ منهم صار هباء‌ا ، فصار المهدي يسأل عن ذلك ولا يعلمون ، فقال موسى بن جعفر
عليهما السلام : هؤلاء أصحاب الاحقاف ، غضب الله عليهم فساخت بهم ديارهم و
أموالهم(1).
دخل موسى بن جعفر عليه السلام بعض قرى الشام متنكرا هاربا فوقع في غار
وفيه رابه يعظ في كل سنة يوما فلما رآه الراهب دخله منه هيبة فقال : ياهذا
أنت غريب ؟ قال : نعم قال : منا ؟ أو علينا ؟ قال : لست منكم قال : أنت من
الامة المرحومة ؟ قال : نعم قال : أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم ؟ قال : لست
من جهالهم فقال : كيف طوبى أصلها في دار عيسى وعندكم في دار محمد وأغصانها
في كل دار ؟ .
فقال عليه السلام : الشمس قد وصل ضوؤها إلى كل مكان وكل موضع ، وهي
في السماء قال : وفي الجنة لاينفد طعامها وإن أكلوا منه ولا ينقص منه شئ ؟ قال :
السراج في الدنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شئ ، قال : وفي الجنة ظل ممدود ؟
فقال : الوقت الذي قبل طلوع الشمس كلها ظل ممدود قوله ألم تر إلى ربك
كيف مد الظل (2)قال : مايؤكل ويشرب في الجنة لايكون بولا ولا غائطا ؟
قال : الجنين في بطن امه قال : أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟
فقال : إذا احتاج الانسان إلى شئ عرفت أعضاؤه ذلك ، ويفعلون بمراده من غير
أمر قال : مفاتيح الجنة من ذهب ؟ أو فضة ؟ قال : مفتاح الجنة لسان العبد لا إله
إلا الله قال : صدقت ، وأسلم والجماعة معه(3).


(1)المناقب ج 3 ص 426 .
(2)سورة الفرقان ، الاية : 45 .
(3)المناقب ج 3 ص 427 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه