بحار الأنوار ج76

1 - سن : عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن ابن نباتة
قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من جدد قبرا ، أو مثل مثالا ، فقد خرج
من الاسلام(1).


ومن فعل فعل سليمان حشمة الله فعمل مثل آلهة الوثنيين ، وجعلها ذليلا مهانا داخل
الحيطان وعلى رؤوسهم ثقل قباب بيت الله ، فهو مستحسن .
ولكن في دين النبى محمد صلى الله عليه وآله لا مساغ لبناء بيت كذلك ، لما نهى عن تذهيب
المساجد وتزويقها ، بل نهى عن السقوف المعمولة بالطين ، بل ورفع حيطانها أزيد من
القامة كما بنى صلى الله عليه وآله مسجده بالمدينة وقال : عرش كعريش موسى ، فلا وجه في دين
النبى صلى الله عليه وآله وسنته لعمل الصور ، وكان عملها مكروها ، وتزويق حيطان البيوت بها
خلودا إلى الارض وزخرفها وزبرجها ، وأما نصبها في الاسواق وداخل البيوت ، فهو يزيد
في الكراهة ، لانه تشبه بعبدة الاصنام ولا حول ولا قوة الا بالله .
(1)المحاسن : 612 ، وسيأتى في ج 82 باب الدفن وآدابه وأحكامه بيان
للحديث يبين معنى قوله عليه السلام : من جدد قبرا والاختلاف في تصحيح الكلمة
حدد من التحديد ، و جدث من الجدث ، وخدد من الخد والتخديد ، وأما
معنى قوله عليه السلام : من مثل مثالا فهو تمثيل المثال لالهة المشركين ، وهو الضم
كما عرفت .
وروى الصدوق في المعانى : 181 ، عن ماجيلويه عن عمه عن البرقى عن النهيكى
رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام أنه قال : من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من
الاسلام ، فقيل له : هلك اذا كثير من الناس ، فقال : ليس حيث ذهبتم ، انما عنيت بقولى
من مثل مثالا من نصب دينا غير دين الله ، ودعا الناس اليها ، وبقولى : من
اقتنى كلبا : مبغضا لنا أهل البيت ، اقتناه فأطعمه وسقاه ، من فعل ذلك فقد خرج من
الاسلام .
أقول : المثال هو الشئ المنتصب ليعمل شبهة . فقد يكون جسدا فهو مثال والعمل

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه