بحار الأنوار ج39

والزبور ، انطلق إلى حجرة ابنتي فاطمة وائتني ببعلها علي بن أبي طالب .
قال : فمضيت وإذا به قد تلقاني ، قال لي : ياحذيفة جئت لتخبرني عن قوم
أنا عالم بهم منذ خلقوا ومنذ ولدوا وفي أي شئ جاؤوا ، فقال حذيفة : فقلت زادك الله
علما وفهما يا مولاي ، ثم أقبل عليه السلام إلى المسجد والقوم حافون بالنبي صلى الله عليه وآله فلما
رأوه نهضوا قياما على أقدامهم ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : كونوا على مجالسكم ،
فقعدوا ، فلما استقر بهم المجلس قام الغلام الامرد قائما دون أصحابه وقال : أيها
الناس أيكم الراهب إذا انسدل الليل الظلام ؟ أيكم مكسر الاصنام ؟ أيكم
ساتر عورات النسوان ؟ أيكم الشاكر لما أولاه المنان ، أيكم الضارب يوم الضرب
والطعان ؟ أيكم مكسر رؤوس الفرسان ؟ أيكم محمد معدن الايمان ؟ أيكم وصيه
الذي ينصر به دينه على سائر الاديان ؟ أيكم علي بن أبي طالب ؟ فعند ذلك قال
النبي صلى الله عليه وآله : ياعلي أجب الغلام الذي هو في وصفه غلام وقم لحاجته ، فعند ذلك قال
علي عليه السلام : ادن مني ياغلام ، إني أعطيك سؤلك والمرام ، وأشفي عليك الاسقام
بعون رب الانام ، فانطلق بحاجتك(1)فأنا أبلغك أمنيتك ، لتعلم المسلمون أني
سفينة النجاة ، وعصا موسى ، والكلمة الكبرى ، والنبأ العظيم ، وصراطه المستقيم
فقال الغلام : إن معي أخي وكان مولعا بالصيد ، فخرج في بعض أيامه متصيدا
فعارضته بقرات وحش عثر(2)، فرمى إحداهن فقتلها ، ففلج(3)نصفه في الوقت و
الحال ، وقل كلامه حتى لايكلمنا إلا إيماء ، وقد بلغنا أن صاحبكم يدفع عنه
مايجده ، فإن شفى صاحبكم علته آمنا به ، فنحن بني النجدة والبأس والقوة و
المراس(4)، ولنا الذهب والفضة والخيل والابل والمضارب العالية ، ونحن سبعون
ألفا بخيول جياد ، وسواعد شداد ، ونحن بقايا قوم عاد .


(1)في المصدرين و(د)فانطق بحاجتك .
(2)كذا في النسخ . وفي المصدرين : بقرات وحش عشر .
(3)فلج الرجل : أصابه الفالج وهو داء يحدث في احد شقي البدن فيبطل إحساسه وحركته .
(4)المراس بكسر الميم الشدة والقوة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه