بحار الأنوار ج13

على فرس حصان أدهم فهاب دخول الماء تمثل له جبرئيل على فرس انثى وديق(1)وتقحم
البحر ،(2)فلما رآها الحصان تقحم خلفها ، ثم تقحم قوم فرعون وميكائيل يسوقهم ،
فلما خرج آخر من كان مع موسى من البحر ودخل آخر من كان مع فرعون البحر أطبق
الله عليهم الماء فغرقوا جميعا ونجا موسى ومن معه .(3)
" وملائه " أي أشراف قومه وذوي الامر منهم " فظلموا بها " أي ظلموا أنفسهم
بجحدها ، وقيل : فظلموا بها بوضعها غير مواضعها فجعلوا بدل الايمان بها الكفر والجحود ،
قال وهب : وكان اسم فرعون الوليد بن مصعب وهو فرعون يوسف ،(4)وكان بين اليوم الذي
دخل يوسف مصر واليوم الذي دخلها موسى رسولا أربعمائة عام " حقيق على أن لا أقول
على الله إلا الحق " أي حقيق على ترك القول على الله إلا الحق ، وقال الفراء : " على "
بمعنى الباء ، أي حقيق بأن لا أقول ، وقيل : أي حريص على أن لا أقول " ببينة " أي
بحجة ومعجزة " فأرسل معي بني إسرائيل " أي فأطلق بني إسرائيل عن عقال التسخير ،
وخلهم يرجعوا إلى الارض المقدسة " فإذا هي ثعبان مبين " أي حية عظيمة بين ظاهر
أنه ثعبان بحيث لا يشتبه على الناس ، ولم يكن مما يخيل أنه حية وليس بحية .
وقيل : إن العصا لما صارت حية أخذت قبة فرعون بين فكيها وكان ما بينهما ثمانون
ذراعا ، فتضرع فرعون إلى موسى بعد أن وثب من سريره وهرب منها وأحدث ، وهرب
الناس ، ودخل فرعون البيت وصاح : يا موسى خذها وأنا اومن بك ، فأخذها موسى فعادت
عصا ، عن ابن عباس والسدي ، وقيل : كان طولها ثمانين ذراعا " ونزع يده " قيل : إن
فرعون قال له : هل معك آية اخرى ؟ قال : نعم ، فأدخل يده في جيبه - وقيل : تحت
إبطه - ثم نزعها أي أخرجها منه وأظهرها " فإذا هي بيضاء " أي لونها أبيض نوري ، ولها


(1)يقال لذوات الحافر اذا ارادت الفحل : ودق ، فهى وديق .
(2)اى دخلته بشدة ومشقة .
(3)مجمع البيان 1 : 105 - 107 . م
(4)قد ذكرنا سابقا ان فرعون يوسف اسمه الريان بن الوليد ، وقيل : ان فرعون يوسف كان
جد فرعون موسى .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه