بحار الأنوار ج21

خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الاسلام ، فكلمه(1)في امرأته وولده فوهبهم له ،
وقد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت فجمع قوائمها
ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا ، وكان يسمى سيفه الصمصامة ، فلما وهب خالد بن
سعيد لعمرو وامرأته وولده وهب له عمرو الصمصامة ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد
اصطفى من السبي جارية ، فبعث خالد بن الوليد بريدة الاسلمي إلى النبي صلى الله عليه واله
وقال له : تقدم الجيش إليه فأعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس
لنفسه ، وقع فيه . فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه واله فلقيه عمر بن
الخطاب فسأله عن حال غزوتهم وعن الذي أقدمه ، فأخبره أنه إنما جاء ليقع
في علي عليه السلام وذكر له اصطفاء‌ه الجارية من الخمس لنفسه ، فقال له عمر : امض
لما جئت له فإنه سيغضب لا بنته مما صنع علي عليه السلام ، فدخل بريدة على النبي صلى الله عليه واله
ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة ، فجعل يقرأه ووجه رسول الله صلى الله عليه واله يتغير
فقال بريدة : يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهبت فيئهم ، فقال(2)
النبي صلى الله عليه واله : ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا ؟ إن علي بن أبي طالب عليه السلام يحل له
له من الفئ ما يحل لي ، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك وخير
من أخلف بعدي لكافة أمتي ، يا بريدة احذر أن تبغض عليا " فيبغضك الله ، قال
بريدة : فتمنيت أن الارض انشفت لي فسخت فيها وقلت : أعوذ بالله من سخط
الله وسخط رسول الله(3)يا رسول الله ، استغفرلي فلن أبغضن(4)عليا أبدا " ، ولا
أقول فيه إلا خيرا ، فاستغفر له النبي صلى الله عليه واله(5).
عم : مثله مع اختصار(6).
بيان : الاتاوة بالفتح : الخراج .
2 - في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام وشرحه أن عمرو بن معدي


(1)وكلمه خ ل .(2)في المصدر : فقال له .
(3)وسخطك خ ل .(4)فلن ابغض خ ل .
(5)الارشاد : 81 - 83 .(6)اعلام الورى : 87(ط 1)و 134 . ط 1 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه