بحار الأنوار ج61

8 - وبهذا الاسناد قال : كان علي بن الحسين عليه السلام يقول : ماأزرع الزرع
لطلب الفضل وفيه وما أزرعه إلا ليتناوله الفقير وذو الحاجة وليتناول منه القنبرة
خاصة من الطير(1).
الكافي : عن العدة عن أحمد بن أبي عبدالله عن علي بن محمد بن سليمان عن أبي
أيوب مثل الخبرين(2).
تبيين : يظهر من المجالس أن علي بن محمد بن سليمان هو القاساني وأن
سليمان تصحيف : شيرة " فان القاساني هو علي بن محمد بن شيرة كماذكره النجاشي
ثم اعلم أنه لا يبعد أن تكون الاخبار الواردة في حب بعض الحيوانات والنباتات
والجمادات لهم عليهم السلام وبغض بعضها لهم وكونها منسوبة إلى اعدائهم محمولة على أنه
للاشياء الحسنة ارتباط واقعي منسوب بعضها إلى بعض : وللاجناس الخبيثة ربط
واقعي لبعضها إلى بعض ، سواء كانت من الانسان والحيوانات أو الجمادات(3)أو
الاعمال أو الافعال أو الاخلاق أو غيرها ، فالطيور الحسنة مثلا من جهة حسنها
الواقعي ، كأنها تحب المقدسين من البشر لاشتراكها معهم في الحسن ، وكذا النباتات
والجمادات وغيرها ، والامور القبيحة والاشياء الخبيثة لها مناسبة بالملعونين من
البشر فكأنها تحبهم لمناسبتهم لهم وتبغض الائمة وشيعتهم لمباينتها إياهم ، والتسليم
لها مجملا وتفويض علمها إليهم أحوط وأولى ، وقدمر بعض القول في مثله .
9 - حياة الحيوان : العصفور بضم العين وحكى ابن رشيق الفتح أيضا ، والانثى
عصفورة ، قال حمزة : سمي عصفورا لانه عصى وفر ، وهو أنواع : منها ما يطرب
بصوته ، ومنها ما يعجب بصوته حسنه ، والصعفور الصوار هو الذي يجيب إذا دعي
وعصفور الجنة هو الخطاف ، وأما العصفور الدوري فانه في طباعه اختلافا وذلك
أن فيه من الطباع ما يشبه طباع السباع وهو أكل اللحم ولا يزق فراخه ، ومن


(1)المجالس والاخبار : 71 .
(2)فروع الكافى 6 : 225 فيه : ليناله المعتر .
(3)في المخطوطة : والحيوانات والجمادات .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه