بحار الأنوار ج12

قومك من عذاب الله " يمترون * وأتيناك بالحق " لننذر قومك العذاب " وإنا لصادقون "(1)" فأسر
بأهلك " يا لوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيام ولياليها " بقطع من الليل " إذا مضى
نصف الليل " ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم " " وامضوا " في تلك الليلة
" حيث تؤمرون " قال أبوجعفر عليه السلام : فقضوا ذلك الامر إلى لوط أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين
قال : قال أبوجعفر عليه السلام : فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله عزوجل
رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط ، وذلك قوله تعالى : " ولقد
جاء‌ت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ " يعني زكيا
مشويا نضيجا " فلما رأى " إبراهيم " أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا
لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فبشروها بإسحق ومن وراء إسحق
يعقوب فضحكت يعني فتعجبت من قولهم قالت يا ويلتئ ألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا
إن هذا لشئ عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه
حميد مجيد " قال أبوجعفر عليه السلام : فلما جاء‌ت إبراهيم البشارة بإسحاق وذهب عنه
الروع أقبل يناجي ربه في قوم لوط ويسأله كشف البلاء عنهم فقال الله عزوجل : يا إبراهيم
أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر بك وإنهم آتيهم عذابي بعد طلوع الشمس من يومك
محتوما غير مردود .(2)
شى : عن أبي بصير مثله .(3)
بيان : هذا الخبر يدل على تعدد البشارة ، وأن الآيات الاول إشارة إلى الاولى
والثواني إلى الثانية ; ولم يذكره المفسرون ، ويؤيده ما ذكره سبحانه في سورة الصافات
حيث قال : " فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي " إلى أن قال : " وبشرناه بإسحق
نبيا من الصالحين " فظهر أن الغلام العليم الحليم المبشربه هو إسماعيل عليه السلام وهو الذبيح


(1)إلى هنا من سورة الحجر ، وبعده إلى قوله : " ما أصابهم " من سورة هود ، وقوله :
" وامضوا حيث تؤمرون " هو ذيل الاية السابقة من سورة الحجر .
(2)علل الشرائع : 183 - 184 . وفيه : من يوم محتوم وغير مردود . م
(3)مخطوط . م(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه