بحار الأنوار ج10

بقي عزره يحيا ،(1)ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزره عشرين سنة . قال النصراني
يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل ، لا تسألوني عن حرف و
هذا بالشام ، ردوني ،(2)فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر عليه السلام .(3)
بيان : قوله :(وربطوا عينيه)أي قدكانوا ربطوهما قبل أن يخرجوه ، فلما
حلوا الرباط قلبهما ونظر إليهم ، ويحتمل أن يكونوا ربطوا جفني عينيه العلياوين
إلى فوق ليتمكن من النظر من كثرة الكبر .(4)ويقال : رطمه : إذا أدخله في أمر لا
يخرج منه فارتطم . والوحل : الطين .
2 - ير : محمد بن الحسين ، عن البزنطي ، عن عبدالكريم ، عن محمد بن مسلم قال
دخلت أنا وأبوجعفر عليه السلام مسجد الحرام فإذا طاوس اليماني(5)يقول لاصحابه :
تدرون متى قتل نصف الناس ؟ فسمعه أبوجعفر عليه السلام يقول : نصف الناس ، قال : إنما
هو ربع الناس ، إنما هو آدم ، وحواء ، وقابيل ، وهابيل ، قال : صدقت يا ابن رسول الله ،
قال : أتدري ما صنع بالقاتل ؟ قال : لا ، قال محمد بن مسلم : قلت في نفسي هذه والله مسألة
قال : فغدوت إليه في منزله فلبس ثيابه واسرج له قال : فبدأني بالحديث قبل أن أسأله
فقال : يا محمد بن مسلم إن بالهند أو بتلقاء الهند رجل يلبس المسوح مغلولة يده إلى
عنقه ، موكل به عشرة رهط ، تفني الناس ولا يفنون ، كلما ذهب واحد جعل مكانه آخر
يدور مع الشمس حيث ما دارت ، يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة


(1)في نسخة : وبقى عزره حيا . وفى المصدر هكذا : ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزره و
عزير ثلاثين سنة ، ثم أمات الله عزيرا مائة سنة وبقى عزره حيا .
(2)في نسخة : ردونى إلى كهفى .
(3)تفسير القمى 89 . وأخرجه الكلينى بالاسناد في كتاب الروضة : ص 122 .
(4)أو ربطوا حاجبيه .
(5)هو طاوس بن كيسان اليمانى ابوعبدالرحمن الحميرى مولاهم الفارسى ، يقال : اسمه
ذكوان ، وطاوس لقب ، كان من فقهاء العامة وفضلائهم ، أورده الشيخ في رجاله في أصحاب الامام
السجاد عليه السلام ، وترجمه ابن حجر في التقريب ص 241 وقال : ثقة فقيه فاضل من الثالثة ، مات
سنة 106 وقيل : بعد ذلك .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه