بحار الأنوار ج69

فلا تلقي منهم أحدا إلا وجدته يرصد لنا المراصد ، ويقعد لنا ولشيعتنا مقعدا
ليضلنا بزعمه عن سواء السبيل ، والمجذوم وهم حصب جهنم هم لها واردون
والمنكوح فلا ترى منهم أحدا إلا وجدته يتغنى بهجائنا ويؤلب علينا .
وأهل مدينة تدعى سجستان(1)هم لنا أهل عداوة ونصب وهم شر الخلق
والخليقة ، عليهم من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون ، وأهل مدينة تدعى
الري هم أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله وأعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت
رسول الله جهادا ومالهم مغنما ، ولهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والاخرة
ولهم عذاب مقيم ، وأهل مدينة تدعى الموصل شر من على وجه الارض ، وأهل
مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا
يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضا وقتالنا حتما ؟
يا بني فاحذر هؤلاء ثم احذرهم ، فانه لا يخلو اثنان منهم باحد من اهلك
الا هموا بقتله .
واللفظ لتميم من أول الحديث إلى آخره(2).


(1)كان أهل سجستان والري والموصل وبغداد ان كان هو الزوراء معاديا لاهل
البيت في سابق الازمان ، فانهم كانوا من أهل الجماعة وبعضهم كان خارجيا واسماعيليا
واما الان فكلهم شيعة أهل البيت ، وقال العلامة المؤلف في ج 60 ص 206 بعد نقل هذا
الخبر : الزوراء يطلق على دجلة بغداد وعلى بغداد ، لان أبوابها الداخلة جعلت مزورة
عن الخارجة ، ويمكن أن تتبدل أحوال هذه البلاد باختلاف الازمنة ويكون ما ذكر في
الخبر حالهم في ذلك الزمان .
أقول : مع ذلك يبقى الكلام في بغداد ومن محلاتها الكرخ أعظم محلة منها كانت
تسكنها الشيعة وبها نشئ أعاظم الاصحاب ، مع قوله عليه السلام في الزوراء إنها مدينة
تبنى في آخر الزمان ، وبغداد بنيت في زمن المنصور العباسي وكان معاصرا لابي عبدالله عليه السلام .
(2)الخصال ج 2 ص 94 95 ، وتميم هو ابن بهلول .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه