بحار الأنوار ج48

تعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ، ويرث به أرضه ومن عليها ، وإليه يرجعون .
بلغنا أطال الله بقاك ماكان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى
صلوات الله عليه ، ورحمته ، ومغفرته ، ورضوانه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون
إعظاما لمصيبته ، وإجلالا لرزئه وفقده . ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، صبرا
لامر الله عزوجل ، وتسليما لقضائه ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون لشدة مصيبتك
علينا خاصة ، وبلوغها من حر قلوبنا ، ونشوز أنفسنا ، نسأل الله أن يصلي على
أمير المؤمنين وأن يرحمه ، ويلحقه بنبيه صلى الله عليه وآله ، ويصالح سلفه ، وأن يجعل مانقله
إليه خيرا مما أخرجه منه .
ونسأل الله أن يعظم أجرك أمتع الله بك ، وأن يحسن عقباك ، وأن يعوضك
من المصيبة بأمير المؤمنين أفضل ماوعد الصابرين ، من صلواته ورحمته وهداه ، و
نسأل الله أن يربط على قلبك ، ويحسن عزاك وسلوتك ، والخلف عليك ، ولا يريك
بعده مكروها في نفسك ، ولا في شئ من نعمته .
وأسأل الله أن يهنيك خلافة أمير المؤمنين أمتع الله به ، وأطال بقاه ، ومد في
عمره ، وأنسأ في أجله ، وأن يسوغكما بأتم النعمة ، وأفضل الكرامة ، وأطول العمر
وأحسن الكفاية ، وأن يمتعك وإيانا خاصة ، والمسلمين عامة بأمير المؤمنين حتى
نبلغ به أفضل الامل فيه لنفسه ومنك أطال الله بقاه ومنا له .
أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيت أسلم
لي ولكم ، من بسط أيديهم وأعينهم(1).
فلما نظر إلى ذلك مخارق المغني دخله في ذلك غيظ ، فقام إلى الرشيد فقال :
ياأمير المؤمنين قد دخلت المدينة وأكثر أهلها يطلبون مني شيئا ، وإن خرجت ولم
أقسم فيهم شيئا لم يتبين لهم تفضل أمير المؤمنين علي ، ومنزلتي عنده ، فأمر له بعشرة
آلاف دينار فقال له : ياأمير المؤمنين هذا لاهل المدينة ، وعلي دين أحتاج أن


(1)الظاهر ان الصحيح وغناهمص بدل و اعينهم كما يدل الخبر الاخر قبل البيان
الا ان الموجود في النسخ الموجودة واعينهم عن هامش مطبوعة الكمباني .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه