بحار الأنوار ج45

فانطلقوا فلما بلغ ذلك الازد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعواصاحبهم
قال : وبلغ ذلك إلى ابن زياد فجمع قبائل مضروضمهم إلى محمدبن الاشعث وأمرهم
بقتال القوم قال : فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل بينهم جماعة من العرب ، قال :
ووصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبدالله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه
فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر ، فقال : لاعليك ناوليني سيفي فناولته إياه
فجعل يذب عن نفسه ويقول :
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شيخي وابن ام عامر
كم دارع من جمعكم وحاسر وبطل جدلته مغادر
قال : وجعلت ابنته تقول : ياأبت ليتني كنت رجلا اخاصم بين يديك اليوم
هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة ، قال : وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة
وهويذب عن نفسه ، فلم يقدر عليه أحد وكلما جاؤا من جهة قالت : ياأبه قدجاؤك
من جهة كذا حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به ، فقالت بنته : واذلاه ، يحاط بأبي
وليس له ناصر يستعين به ، فجعل يدير سيفه ويقول :
اقسم لويفسح لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدر ي
قال : فمازالوا به حتى أخذوه ، ثم حمل فادخل على ابن زياد فلما رآه
قال : الحمدلله الذي أخزاك ، فقال له عبدالله بن عفيف : ياعدوالله ! وبماذا
أخزاني الله ؟
والله لوفرج لي عن بصري ضاق عليك موردي ومصدري
فقال ابن زياد : ياعدوالله ماتقول في عثمان بن عفان ؟ فقال : ياعبدبني علاج

ياابن مرجانة - وشتمه - ماأنت وعثمان إن أساء أم أحسن ، وأصلح أم أفسد ، والله تعالى
ولي خلقه ، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق ، ولكن سلني عن أبيك
وعنك وعن يزيد وأبيه ، فقال ابن زياد : والله لاسألتك عن شئ أو تذوق الموت
فقال عبدالله بن عفيف : الحمدلله رب العالمين أما إني قد كنت أسأل الله ربي
أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك أمك وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه