ماتت ، ولذلك لا توجد بالسواحل ، وهذا لا يصح عندي .
وتزعم العرب في أكاذيبها أن الجن تهرب منها لموضع حيضها ، والتي تحيض
من الحيوان أربع : المرأة والضبع والخفاش والارنب ، ويقال : إن الكلبة تحيض
ومن أمثالهم المشهورة قولهم :(في بيته يؤتى الحكم)وهو مما وضعته العرب على
ألسنة البهائم .
قالوا : إن الارنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان
إلى الضب ، فقالت الارنب : يا أبا حسل ! فقال : سميعا دعوت ، قالت : أتيناك
لنختصم(1)، قال : عادلا حكمتما ، قالت : فاخرج إلينا ، قال : في بيته يؤتى
الحكم ، قالت : إني وجدت تمرة ، قال : حلوة فكليها ، قالت : فاختلسها الثعلب ،
قال : لنفسه بغى الخير ، قالت : فلطمته ، قال : أخذت بحقك ، قالت : فلطمني : قال :
حر انتصر(2)، قالت : فاقض بيننا ، قال : قد قضيت . فذهبت أقواله كلها مثلا .
ومثل هذا إن عدي بن أرطاة أتى شريحا القاضي في مجلس حكمه فقال : أين
أنت ؟ قال : بينك وبين الحائط ، قال : اسمع مني ، قال : للاستماع جلست ، قال :
إني تزوجت امرأة ، قال : بالرفاء والبنين ، قال : وشرط أهلها أني لا أخرج من
بيتهم ، قال : أوف لهم بالشرط ، قال : فاني اريد الخروج ، قال : في حفظ الله ، قال :
فاقض بيننا ، قال : قد فعلت ، قال : فعلى من حكمت ؟ قال : على ابن امك ، قال :
بشهادة من ؟ قال : بشهادة ابن اخت خالتك(3).
وقال : الاسد من السباع معروف ، وجمعه أسود واسد واسد ، والانثى أسدة
وله أسماء كثيرة ، قال ابن خالويه : للاسد خمسمائة اسم وصفة ، وزاد عليه علي بن
قاسم اللغوي مائة وثلاثين اسما ، وهو أشرف الحيوان المتوحشة إذ منزلته منها منزلة
الملك المهاب لقوته وشجاعته وقساوته وشهامته وشراسة خلقه ، ولذلك يضرب بها
(1)في المصدر : لنختصم اليك .
(2)في المصدر : انتصر لنفسه .
(3)حياة الحيوان 1 : 14 و 15 .