بحار الأنوار ج66

عليه السلام قال : إن الله خلق قلوب المؤمنين مبهمة على الايمان ، فاذا أراد استنارة
مافيها ، نضحها بالحكمة ، وزرعها بالعلم ، وزارعها والقيم عليها رب العالمين(1)
وعنه عليه السلام قال : إن القلب ليرجج فيما بين الصدر والحنجرة ، حتى يعقد على
الايمان ، فاذا عقد على الايمان قر وذلك قول الله(ومن يؤمن بالله يهد قلبه)(2)
قال : يسكن ، وسيأتي أمثالها إنشاء‌الله في باب القلب .
الثالث : أن تكون الابواب عبارة عن أسباب القرب من الطاعات ، وترك اللذات
فان كلا منها باب من أبواب الجنة ، فيتنقل منها حتى ينتهي إلى باب الجنة التي
هي قرار الامن والراحة .
الرابع : أن تكون الابواب عبارة عن اللذات والمطالب النفسانية التي يريد
الانسان أن يدخلها بمقتضى طبعه فتمنعه العناية الالهية والعقل السليم عن دخولها
حتى ينتهي إلى باب السلامة ، وهو باب جنة الخلد في الاخرة ، أو الطاعات والعقائد
الحقة التي توجب دخولها في الدنيا .
الخامس : أن يكون المراد بالابواب طرائق أرباب البدع وأبواب علماء
السوء ، فيمنعه التوفيق الرباني عن اعتقاد ضلالاتهم والدخول في جهالاتهم حتى يرد
باب السلامة ، وهو اتباع أئمة الحق صلوات الله عليهم ، فانهم أبواب الله إما
بالوصول إلى خدمتهم ، أو إلى السالكين مسلكهم ، والحافظين لاثارهم ، ورواة
أخبارهم ، فتثبت رجلاه على الدين والصراط المستقيم ، ولا يفتتن بشبه المغضوب
عليهم ولا الضالين ، وهو قريب من بعض ما مر وهذا أظهر الوجوه .
(وثبات الرجلين)ضد الزلق أو عبارة عن السكون ، والطمأنينة بضم الطاء
المهملة وفتح الميم وسكون الهمزة السكون ، يقال : اطمأن اطمئنانا وطمأنينة ، قال
الشيخ الرضي رضي الله عنه : مصادر ما زيد فيه من الرباعي نحو تد حرج واحرنجام
واقشعرار وأما اقشعر قشعريرة ، واطمأن طمأنينة ، فهما اسمان واقعان مقام


(1 و 2)الكافى ج 2 ص 421 ، والاية في التغابن : 11 ، والاستشهاد بالاية انما هو
على قراء‌ة(يهدء)بالهمز ، أو بغير همز بالقلب والحذف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه