السلاح والعذاب والآلام اشتفوا منه ضربا باسلحتكم فاني لا أميته ، فيثخنونه
بالجراحات ثم يدعونه ، فلا يزال سخين العين على نفسه وأولاده المقتولين ، ولا
يندمل شئ من جراحه إلا بسماعه اصواب المشركين بكفرهم .
فإن بقي هذا المؤمن على طاعة الله ذكره والصلاة على محمد وآله بقي على
إبليس تلك الجراحات ، وإن زال العبد عن ذلك وانهمك في مخالفة الله عزوجل
ومعاصيه ، اندملت جراحات إبليس ثم قوي على ذلك العبد حتى يلجمه ويسرج
على ظهره ويركبه ، ثم ينزل عنه ويقول : ظهره لنا الآن متى أردنا نركبه هذا .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فان أردتم أن تديموا على إبليس سخنة عينه وألم
جراحاته فدوموا على طاعة الله وذكره ، والصلاة على محمد وآله ، وإن كنتم على
غير ذلك ذلك كنتم اسراء إبليس فيركب أقفيتكم بعض مردته .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : وكان قضاء الحوائج وإجابة الدعاء إذا سئل الله
بمحمد وعلي وآلهما مشهورا في الزمن السالف ، حتى أن من طال به البلاء قيل :
هذا طال بلاؤه لنسيانه الدعاء لله بمحمد وآله الطيبين .
ولقد كان من عجيب الفرج بالدعاء بهم فرج ثلاثة نفر كانوا يمشون في صحراء
إلى جبل فأخذتهم السماء فألجأتهم إلى غار كانوا يعرفون ، فدخلوه يتوقون به من
المطر ، وكان فوق الغار صخرة عظيمة تحتها مدرة هي راكبتها ، فابتلت المدرة
فتدحرجت الصخرة ، فصارت في باب الغار فسدت وأظلمت عليهم المكان ، وقال
بعضهم لبعض : قد عفا الاثر ، ودرس الخبر ، ولا يعلم بنا أهلونا ، ولو علموا ما
أغنواعنا شيئا لانه لا طاقة للآدميين بقلب هذه الصخرة عن هذا الموضع ، هذا
والله قبرنا الذي فيه نموت ومنه نحشر .
ثم قال بعضهم لبعض : أوليس موسى بن عمران ومن بعده من الانبياء عليهم السلام
أمروا أنه إذا دهمتنا داهية أن ندعوا الله محمد وآله الطيبين ؟ قالوا : بلى ، قالوا :
فلا نعرف داهية أعظم من هذه ، فقالوا : ندعوا الله بمحمد وآله الطيبين ويذكر
كل واحد منا حنسنة من حسناته التي أراد الله بها فلعل الله أن يفرج عنا .