بحار الأنوار ج66


(31)(باب) (في عدم لبس الايمان بالظلم)

الاية الانعام :(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الامن
وهم مهتدون)(1).
تفسير :(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)قال الطبرسي رحمه الله :
معناه الذين عرفوا الله تعالى وصدقوا به ، وبما أوجبه عليهم ، ولم يخلطوا ذلك
بظلم ، والشرك هو الظلم ، عن ابن عباس وابن المسيب وأكثر المفسرين ، وروي عن
ابي بن كعب أنه قال ألم تسمع قوله سبحانه(إن الشرك لظلم عظيم)(2)وهو
المروي عن سلمان وحذيفة ، وروي عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الاية
شق على الناس وقالوا يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه فقال عليه السلام إنه ليس الذي
تعنون ، ألم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح(يا بني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم
عظيم)وقال الجبائي والبلخي يدخل في الظلم كل كبيرة تحبط ثواب الطاعة ، قال
البلخي ولو اختص الشرك على ما قالوه لوجب أن يكون مرتكب الكبيرة إذا كان
مؤمنا كان آمنا ، وذلك خلاف القول بالارجاء ، وهذا لايلزم لانه قول بدليل
الخطاب ، ومرتكب الكبيرة غير آمن ، وإن كان ذلك معلوما بدليل آخر(اولئك
لهم الامن)من الله بحصول الثواب والامان من العقاب(وهم مهتدون)أي محكوم
لهم بالاهتداء إلى الحق والدين ، وقيل : إلى الجنة ، ثم إنه قيل : إن هذه الاية
من تمام قول إبراهيم عليه السلام وروي ذلك عن علي عليه السلام وقيل : إنها من الله على جهة
فصل القضاء بين إبراهيم وقومه انتهى(3).


(1)الانعام : 82 .
(2)لقمان : 13 .
(3)مجمع البيان ج 4 : 327 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه