بحار الأنوار ج42

العسير وأطفأت النار(1)، واعتدل بك الدين ، وقوي(2)بك الايمان ، وثبت بك
الاسلام والمؤمنون ، وسبقت سبقا بعيدا ، وأتبعت من بعدك تعبا شديدا ، فجللت عن
البكاء ، وعظمت رزيتك في السماء ، وهدت مصيبتك الانام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون
رضينا عن الله قضاء‌ه ، وسلمنا لله أمره ، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا ، كنت
للمؤمنين كهفا وحصنا(3)وعلى الكافرين غلظه وغيظا ، فألحقك الله بنبيه ، ولا
حرمنا أجرك ، ولا أضلنا بعدك .
وسكت القوم حتى انقضى كلامه ، وبكى وأبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله ، ثم
طلبوه فلم يصادفوه(4).
كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي ، عن أحمد بن زيد مثله(5).
بيان الارتجاج : الاضطراب . والاسترجاع : قول " إنا لله وإنا إليه راجعون "
قوله : " انقطعت خلافة النبوة " أي استيلاء خلفاء الحق . وحاطه يحوطه : حفظه
وصانه وذب عنه . والهدى : : السيرة والهيئة والطريقة . والسمت : الهيئة الحسنة .
والاستكانة : الخضوع . والمراد هنا الضعف والجبن والعجز . قوله عليه السلام : " ونهضت "
أي قمت بأمر الجهاد وإعانة الرسول . قوله عليه السلام : " إذهم أصحابه " أي قصدوا ما
قصدوا من البدع والارتداد عن الدين . قوله عليه السلام : " لم تنازع " أي ما كان ينبغي
النزاع فيك ، لظهور الامر ، ويقال : ضرع إليه بتثليث الراء أي خضع وذل و
استكان ، وككرم : ضعف . والفشل : الكسل والجبن . والتعتعة : التردد في الكلام من


(1)في المصدر والكافى : النيران .
(2)في المصدر : واعتدل بك بناء الدين وظهر امرالله ولو كره الكافرون ، وقوى اه‍ .
(3)في الكافى وهامش المصدر بعد ذلك " وقنة راسيا " أى جبلا ثابتا .
(4)كمال الدين 218 و 219
(5)اصول الكافى(الجزء الاول من الطبعة الحديثة): 454 456 . *

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه