بحار الأنوار ج23

صنيع(1)المال يزول بزواله ، يا كميل هلك خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء
باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها(2)إن
ههنا وأشار بيده إلى صدره - لعلما جما ، لو أصبت له حملة ، بلى اصيب(3)لقنا
غير مأمون عليه ، مستعملا(4)آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله على عباده
وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة(5)الحق لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح
الشك في قلبه لاول عارض من شبهة الامة(6)لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة
سلس القياد للشهوة(7)أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ
أقرب شبهابهما الانعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا
تخلو الارض من قائم لله بحججه ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا(8)لئلا
تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين اولئك ؟ اولئك والله الاقلون عددا ، و
الاعظمون قدرا(9)بهم يحفظ الله حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراء‌هم ، و
يزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا(10)روح
اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، و
صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى ، يا كميل اولئك خلفاء الله


(1)في المصدر : ومنفعة المال تزول بزواله .
(2)في المصدر : هاه .
(3)في المصدر : بل اصبتوفى النهج : بلى اصيب .
(4)في المصدر : يستعمل آلة الدين في الدنيا ، ويستظهر بحجج الله عزوجل على خلقه
وبنعمته على عباده لتتخذ الضعفاء وليجة دون ولى الحق ، او منقادا .
(5)في نسخة مصححة من المصدر : او منقادا لجملة الحق .
(6)هكذا في نسخة مصححة من المصدر ، وفى المطبوع : من شبهة ، الا لا ذا ولا ذاك .
(7)في المصدر : او منهوما باللذات ، سلس القياد للشهوات .
(8)في المصدر : اما ظاهر مشهور او خاف معمور .
(9)في المصدر : والاعظمون خطرااقول : اى قدرا .
(10)في المصدر : هجم بهم العلم على حقائق الامور فباشروا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه