بحار الأنوار ج47

ثم قال أبوحنيفة : أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس(1).
أبان بن تغلب في خبر أنه دخل يماني على الصادق عليه السلام فقال له : مرحبا بك
يا سعد فقال الرجل : بهذا الاسم سمتني امي ، وقل من يعرفني به فقال : صدقت يا
سعد المولى فقال : جعلت فداك بهذا كنت القب فقال : لا خير في اللقب إن الله يقول :
" ولا تنابزوا بالالقاب "(2)ما صناعتك يا سعد ؟ قال : أنا من أهل بيت ننظر في
النجوم ، فقال : كم ضوء الشمس على ضوء القمر درجة ؟ قال : لا أدري قال : فكم
ضوء القمر على ضوء الزهرة درجة ؟ قال : لا أدري قال : فكم للمشتري من ضوء
عطارد ؟ قال : لا أدري قال : فما اسم النجوم التي إذا طلعت هاجت البقر ؟ قال : لا
أدري فقال : يا أخا أهل اليمن عندكم علماء ؟ قال : نعم إن عالمهم ليزجر الطير
ويقفوا الاثر في الساعة الواحدة مسيرة سير الراكب المجد فقال عليه السلام : إن عالم
المدينة أعلم من عالم اليمن ، لان عالم المدينة ينتهي إلى حيث لا يقفو الاثر ، ويزجر
الطير ، ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس ، يقطع اثني عشر برجا ، واثني عشر
بحرا ، واثني عشر عالما قال : ما ظننت أن أحدا يعلم هذا ويدري .
سالم الضرير : إن نصرانيا سأل الصادق عليه السلام عن تفصيل الجسم فقال عليه السلام إن
الله تعالى خلق الانسان على اثني عشر وصلا وعلى مائتين وستة وأربعنى عظما ، وعلى
ثلاث مائة وستين عرقا ، فالعروق هي التي تسقي الجسد كله ، والعظام تمسكها ، واللحم
يمسك العظام ، والعصب يمسك اللحم .
وجعل في يديه اثنين وثمانين عظما ، في كل يد أحد وأربعون عظما :
منها : في كفه خمسة وثلاثون عظما ، وفي ساعده إثنان ، وفي عضده واحد ، وفي
كتفه ثلاثة فذلك أحد وأربعون عظما ، وكذلك في الاخرى وفي رجله ثلاثة وأربعون
عظما منها في قدمه خمسة وثلاثون عظما وفي ساقه إثنان وفي ركبته ثلاثة في فخذه
واحد ، وفي وركه إثنان ، وكذلك في الاخرى ، في صلبه ثماني عشرة فقارة ، وفي


(1)نفس المصدر ج 3 ص 378 .
(2)سورة الحجرات الاية 11 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه