بحار الأنوار ج89

واصطفاه نجيا ، وفلق له البحر ، ونجى بني إسرائيل ، وأعطاه التوراة والالواح
رأى مكانه من ربه فقال : يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي
فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي
وجميع خلقي ؟ .
قال موسى : يا رب إن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك ، فهل في آل
الانبياء أكرم من آلي ؟ قال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد
على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ؟ .
فقال موسى : يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في امم الانبياء أفضل عندك
من امتي : ظللت عليهم الغمام ، وأنزلت عليهم المن والسلوى ، وفلقت لهم البحر ؟
فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم
كفضلي على جميع خلقي ؟ فقال موسى : يا رب ليتني كنت أراهم ، فأوحى الله
عزوجل إليه يا موسى إنك لن تراهم ، وليس هذا أوان ظهورهم ، ولكن سوف
تراهم في الجنان : جنة عدن ، والفردوس ، بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون ، وفي
خيراتها يتبجحون ، أفتحب أن اسمعك كلامهم ؟ قال : نعم يا إلهي ، قال الله
جل جلاله : قم بين يدي ، واشدد مئزرك قيام العبد الذليل ، بين يدي الملك الجليل .
ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا عزوجل : يا امة محمد ! فأجابوه كلهم في
أصلاب آبائهم ، وأرحام امهاتهم : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد
والنعمة لك ، والملك لا شريك لك لبيك. قال : فجعل الله عزوجل تلك الاجابة
شعار الحج .
ثم نادى ربنا عزوجل : يا امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي
وعفوي قبل عقابي ، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن
تسألوني ، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا
عبده ورسوله ، صادق في أقواله ، محق في أفعاله ، وأن علي بن أبي طالب عليه السلام
أخوه ووصيه من بعده ووليه ، يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، فان أولياء‌ه

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه