بحار الأنوار ج17

وكان خباب(1)بن الارت في سفر فأتت بنيته إلى الرسول صلى الله عليه وآله وشكت نفاد
النفقة ، فقال : ايتيني بشوية لكم ، فمسح يده على ضرعها فكانت تدر إلى انصراف
خباب(2).
بيان : الكدية بالضم : الارض الصلبة .
51 - م : قال عمار بن ياسر : إني قصدت النبي صلى الله عليه وآله يوما وأنا فيه شاك ، فقلت :
يامحمد لا سبيل إلى التصديق بك مع استيلاء الشك فيك على قلبي ، فهل من دلالة ؟ قال :
بلى ، قلت : ما هي ؟ قال : إذا رجعت إلى منزلك فسل عني ما لقيت من الاحجار والاشجار
تصدقني برسالتي ، وتشهد عندك بنبوتي ، فرجعت فما من حجر لقيته ولا شجر رأيته إلا
سألته(3)ياأيها الحجر وياأيها الشجر إن محمدا يدعي شهادتك بنبوته وتصديقك له
برسالته ، فبماذا تشهد له ؟ فنطق(4)الحجر والشجر : أشهد أن محمدا رسول ربنا(5).
52 - م : جاء رجل من المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : كيف تجد قلبك
لاخوانك المؤمنين الموافقين لك في محبة محمد وعلي وعداوة أعدائهما ؟ قال فإني أراهم
كنفسي ، يؤلمني ما يؤلمهم ، ويسرني ما يسرهم ، ويهمني ما يهمهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
فأنت إذا ولي الله لا تبال ، فإنك قد يوفر عليك ما ذكرت ، ما أعلم أحدا ، من خلق الله له
ربح كربحك إلا من كان على مثل حالك ، فليكن لك ما أنت عليه بدلا من الاموال فافرح
به ، وبدلا من الولد والعيال(6)فأبشر به ، فإنك من أغنى الاغنياء ، وأحي أوقاتك
بالصلاة على محمد وعلي وآلهما الطيبين ، ففرح الرجل وجعل يقولها ، فقال ابن أبي هقاقم
وقد رآه : يافلان قد زودك محمد الجوع والعطش ، وقال له أبوالشرور : قد زودك محمد الاماني
الباطلة ، ما أكثر ما يقولها ولا يحلى بطائل وقد حضر الرجل السوق في غد وقد


(1)بفتح الخاء وتشديد الباء . والارت بفتح الهمزة والراء وتشديد التاء .
(2)مناقب آل أبى طالب 1 : 103 و 104 .
(3)ناديته خ ل . وهو الموجود في المصدر .
(4)فينطق خ ل .
(5)التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه السلام 253 .
(6)وبدلا من الولدان والجوارى خ ل .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه