بحار الأنوار ج22

يا علي هاكها خالصة لا يحاقك أحد(1)، يا علي اقبل وصيتي ، وأنجز مواعيدي
وأد ديني ، يا علي اخلفني في أهلي ، وبلغ عني من بعدي ، قال علي عليه السلام :
لما نعى إلي نفسه رجف فؤادي ، والقي علي لقوله البكآء ، فلم أقدر أن اجيبه
بشئ ، ثم عاد لقوله ، فقال : يا علي أو تقبل وصيتي ؟ قال : فقلت وقد خنقتني
العبرة ولم أكد أن أبين : نعم يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله : يا بلال ايتني
بسوادي ، اتيني بذي الفقار ، ودرعي ذات الفضول ، ايتني بمغفري ذي الجبين
ورايتي العقاب ، ايتني بالعنزة والممشوق ، فأتى بلال بذلك كله إلا درعه كانت
يومئذ مرتهنة ، ثم قال : ايتني بالمرتجز والعضبآء ، ايتني باليعفور والدلدل
فأتى بها ، فوقفها بالباب ، ثم قال : ايتني بالاتحمية والسحاب ، فأتى بهما فلم
يزل يدعو بشئ بشئ ، فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب ، فطلبها فأتى
بها والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والانصار ، ثم قال : يا علي قم
فاقبض هذا ومد أصبعه ، وقال : في حياة مني ، وشهادة من في البيت ، لكيلا
ينازعك أحد من بعدي ، فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا
منزلي ، فقال : يا علي أجلسني ، فأجلسته وأسندته إلى صدري ، قال علي عليه السلام :
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإن رأسه ليثقل ضعفا ، وهو يقول يسمع أقصى أهل
البيت وأدناهم : إن أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب
يقضي ديني ، وينجز موعدي ، يا بني هاشم يا بني عبدالمطلب لا تبغضوا عليا ، ولا
تخالفوا عن أمره فتضلوا ، ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا ، أضجعني يا علي
فأضجعته فقال : يا بلال ايتني بولدي الحسن والحسين ، فانطلق فجآء بهما فأسندهما
إلى صدره ، فجعل يشمهما ، قال علي عليه السلام : فظننت أنهما قد غماه
قال أبوالجارود : يعني أكرباه ، فذهبت لآخذهما عنه فقال : دعهما يا علي يشماني
وأشمهما ، ويتزودا مني وأتزود منهما ، فسيلقيان من بعدي زلزالا ، وأمرا
عضالا ، فلعن الله من يخيفهما ، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين(2).


(1)في المصدر : لا يحاقك فيها احد .(2)امالى الشيخ : 29 و 30 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه