بحار الأنوار ج70

من الخبر الآتي أيضا ، وقيل : هو نقض العهد بنصرة الامام الحق واتباعه في
جميع الامور ، والاول اظهر .
ولما كان هذا الغدر للغلبة على الخصم بالحيلة والمكر يعاملهم الله بما يخالف
غرضهم ، فيجعل بأسهم بينهم ، في القاموس البأس العذاب والشدة في الحرب ، اي
جعل عذابهم وحربهم بينهم يتسلط بعضهم على بعض ، ويتغالبون ويتحاربون ، ولا
ينتصف بعضهم من بعض ، وترتب هذا على الجور في الحكم ظاهر ، ويحتمل أن
يكون السبب أنهم إذا جاروا في الحكم وحكموا للظالم على المظلوم يسلط الله
على الظالم ظالما آخر يغلبه ، فيصير بأسهم وحربهم بينهم ، وهاذ ايضا مجرب .
3 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، والعدة ، عن أحمد بن محمد جميعا
عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
وجدنا في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا ظهر الزنا من بعدي كثرت موت الفجأة ، وإذا
طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض
بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم
والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم ، وإذا قطعوا الارحام جعلت
الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، ولم
يتبعوا الاخيارمن أهل بيتي ، سلط الله عليهم شرارهم ، فيدعو خيارهم فلا يستجاب
لهم(1).
بيان : في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله صدر هذا الحديث في كتاب نكاح الكافي(2)
وفيه في كتاب علي عليه السلام وهو اظهر ، ولا تنافي بينهما لان مملي الكتاب رسول
الله صلى الله عليه وآله والكاتب علي عليه السلام ، فيجوز نسبته إلى كل منهما ، وعلى تقدير المغايرة
يمكن وجدانه فيهما ، وفي المصباح فجأت الرجل أفجاؤه مهموز من باب تعب
وفي لغة بفتحتين جئته بغتة والاسم الفجاء‌ة بالضم والمدو في لغة وزان تمرة وفجأه


(1)الكافي ج 2 ص 374 .
(2)الكافي ج 5 ص 541 وسيأتي ما يؤيده تحت الرقم 6 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه