بحار الأنوار ج14

إبراهيم ، عن سليم بن بلال المدني ،(1)عن الرضا ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه
عليهم السلام إن إبليس كان يأتي الانبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام
يتحدث عندهم ويسائلهم ، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا عليه السلام ،
فقال له يحيى : يا بامرة إن لي إليك حاجة ، فقال له : أنت أعظم قدرا من أن أردك
بمسألة فسلني ماشئت ، فإني غير مخالفك في أمر تريده ، فقال يحيى : يا بامرة أحب
أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم ، فقال له إبليس : حبا و
كرامة ، وواعده لغد ، فلما أصبح يحيى عليه السلام قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب
إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد ، وجسده على
صورة الخنزير ، وإذا عيناه مشقوقتان طولا ، وإذا أسنانه وفمه مشقوق طولا عظما واحدا بلا
ذقن ولا لحية ،(2)وله أربعة أيد : يدان في صدره ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه قوادمه ، و
أصابعه خلفه ، وعليه قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة بين أحمر(3)وأصفر و
أخضر وجميع الالوان ، وإذا بيده جرس عظيم ، وعلى رأسه بيضة ، وإذا في البيضة حديدة
معلقة شبيهة بالكلاب ،(4)فلما تأمله يحيى عليه السلام قال له : ماهذه المنطقة التي في وسطك ؟
فقال : هذه المجوسية ، أنا الذي سننتها وزينتها لهم ، فقال له : ماهذه الخيوط الالوان ؟
قال له : هذه جميع أصباغ النساء ، لاتزال المرأة تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها ، فأفتتن
الناس بها ، فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك ؟ قال : هذا مجمع كل لذة من طنبور و
بربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي ،(5)وإن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه


(1)في المصدر : سليمان بن بلال المدني ولعله الصحيح وهو سليمان بن بلال التيمي ابوايوب
وابومحمد المدني مولى ابي بكر ، المترجم في رجال الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام ، و
اطراه العامة في كتبهم بالتوثيق والاتقان والصلاح ، توفى سنة 177 على مافي التقريب او 172
على ماحكى عن الذهبي .
(2)في المصدر وفي نسخة : واذا عيناه مشقوقتان طولا وفمه مشقوق طولا ، واذا اسنانه و
فمه عظم واحد بلا ذقن ولا لحية .
(3)في المصدر : من بين احمر .
(4)الكلاب بالفتح وتشديد اللام : حديدة معطوفة يعلق بها اللحم وغيره .
(5)الناي : آلة من آلات الطرب ينفخ فيها ، والكلمة من الدخيل وكذا الصرناي .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه