بحار الأنوار ج33

يروون أن عليا عليه السلام قتل أهل البصرة وترك أموالهم فقال : إن دار
الشرك يحل ما فيها ودار الاسلام لايحل ما فيها فقال : إن عليا عليه السلام
إنما من عليهم كما من رسول الله صلى الله عليه وآله على أهل مكة وإنما
ترك علي عليه السلام أموالهم لانه كان يعلم أنه سيكون له شيعة وأن دولة
الباطل ستظهر عليهم فأراد أن يقتدي به في شيعته وقد رأيتم آثار ذلك هوذا
يسار في الناس بسيرة علي عليه السلام ولو قتل علي عليه السلام أهل البصرة
جميعا وأخذ أموالهم لكان ذلك له حلالا لكنه من عليهم ليمن على شيعته من
بعده .
وقد روي أن الناس اجتمعوا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام يوم البصرة
فقالوا : يا أميرالمؤمنين اقسم بيننا غنائمهم قال : أيكم يأخذ أم المؤمنين في
سهمه .
654 - ع ما أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي فضال عن
ثعلبة بن ميمون :
عن الحسن بن هارون قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا
فسأله المعلى بن خنيس أيسير القائم بخلاف سيرة أمير المؤمنين ؟ فقال : نعم
وذلك أن عليا عليه السلام سار فيهم بالمن والكف لانه علم أن شيعته سيظهر
عليهم عدوهم من بعده وإن القائم عليه السلام إذا قام سار فيهم بالبسط
والسبي وذلك أنه يعلم أن شيعته لن يظفر عليهم من بعده أبدا .
655 - ف : سأل يحيى بن أكثم عن علة اختلاف سيرة أميرالمؤمنين عليه
السلام في أهل صفين وفي أهل الجمل : فكتب أبوالحسن الثالث عليه السلام
وأما قولك : إن عليا عليه السلام قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين وأجاز على


654 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الباب :(158)من كتاب علل الشرائع : ج 1 ،
ص 210 .
655 - رواه الحسن بن علي بن شعبة رحمه الله في أجوبة الامام الهادي عليه السلام وكلمه
من كتاب تحف العقول ص 359 ط النجف .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه