بحار الأنوار ج16

من الصخرة(1)، وينحدر من صبب ، وإذا جاء مع القوم بذهم ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ(2)،
وريح المسك ينفح منه ، لم ير قبله مثله ولا بعده ، طيب الريح ، نكاح النسآء ، ذو النسل
القليل ، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب(3)يكفلها في
آخر الزمان كما كفل زكريا امك ، لها فرخان مستشهدان ، كلامه القرآن ودينه
الاسلام ، وأنا السلام ، طوبى لمن أدرك زمانه ، وشهد أيامه وسمع كلامه ، قال عيسى :
يا رب وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة أنا غرستها(4)، تظل الجنان ، أصلها من رضوان ،
ماؤها من تسنيم ، برده برد الكافور ، وطعمه طعم الزنجبيل ، من يشرب من تلك العين شربة
لا يظمأ بعدها أبدا ، فقال عيسى عليه السلام : اللهم اسقني منها ، قال : حرام يا عيسى على البشر
أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي صلى الله عليه واله ، وحرام على الامم أن يشربوا منها حتى
يشرب امة ذلك النبي صلى الله عليه واله ، أرفعك إلي ثم اهبطك في آخر الزمان لترى من امة
ذلك النبي صلى الله عليه واله العجائب ، ولتعينهم على اللعين الدجال ، اهبطك في وقت الصلاة
لتصلي معهم إنهم امة مرحومة(5).
بيان : لا يبعد أن يكون سوريا في تلك اللغة اسم سورى ، قال في القاموس : السورى
كطوبى موضع بالعراق ، وهو من بلد السريانيين . وقال : المدرعة كمكنسة : ثوب
كالدراعة ، ولا تكون إلا من صوف ، وقال : النجل بالتحريك : سعة العين فهو أنجل . قوله :
صلت الجبين ، قال الجزري : أي واسعة ، وقال الفيروزآبادي : رجل مفجل الثنايا :
منفرجها ، قوله : كأن الذهب يجري في تراقيه ، لعله كناية عن حمرة ترقوته صلى الله عليه واله ،
أو سطوع النور منها . قوله : بذهم ، قال الجزري : فيه بذ العالمين ، أي سبقهم وغلبهم .


(1)أراد قوة مشيه ، كأنه يرفع رجليه من الارض رفعا قويا لا كمن يمشى اختيالا ويقارب
خطاه فان ذلك من مشى النساء .
(2)في كمال الدين : كاللؤلؤ الرطب .
(3)الصخب : الضجة واضطراب الاصوات للخصام . والنصب : التعب . الداء .
(4)زاد في كمال الدين : بيدى .
(5)كما الدين : 95 و 96 ، الامالي : 163 و 164 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه