بحار الأنوار ج56

سبت الملائكةأي قطعت أعمالها للتفكر في ذاته تعالى : قال الراغب في مفرداته :
أصل السبت قطع العمل ، ومنه سبت السير أي قطعه ، وسبت شعره حلقه وأنفه
اصطلمه ، وقيل سمي يوم السبت لان الله تعالى ابتدأ بخلق السماوات والارض
يوم الاحد فخلقها في ستة أيام كما ذكره فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك .
3 الخصال : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن
عبدالله بن أحمد الموصلي ، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي ، قال : لما حلم المتوكل
سيدنا أبا الحسن العسكري عليه السلام جئت أسأل عن خبره ، قال : فنظر إلى الزراقي
وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن ادخل إليه ، فأدخلت إليه فقال : يا صقر ماشأنك ؟
فقلت : خير أيها الاستاد ، فقال : اقعد ، فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت أخطأت
في المجئ ، قال : فوحى الناس عنه ثم قال لي : ما شأنك وفيم جئت ؟ قلت : لخبرما(1)
فقال لعلك تسأل عن خبر مولاك(2)! فقلت له : ومن مولاي ؟ مولاي
أميرالمؤمنين . فقال : اسكت ! مولاك مولاكهو الحق ، فلا تحتشمني فإني
علي مذهبك . فقلت : الحمدلله ، قال : أتحب أن تراه ؟ قلت : نعم ، قال : اجلس
حتى يخرج صاحب البريد من عنده ، قال : فجلست فلما خرج قال لغلام له :
خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه .
قال : فأخلني إلى الحجرة ، وأومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو عليه السلام جالس على
صدر حصير وبحذائه قبر محفور ، قال : فسلمت عليه فرد علي ثم أمرني بالجلوس
ثم قال لي : يا صقر ما أتى بك ؟ قلت : سيدي جئت أتعرف خبرك . قال : ثم
نظرت إلى القبر فبكيت ، فنظر إلى فقال : يا صقر لا عليك ، لن يصلوا إلينا بسوء
الآن . فقلت : الحدلله ، ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله لا
أعرف معناه ، قال : وما هو ؟ فقلت : قوله " لا تعادوا الايام فتعاديكم " ما معناه ؟
فقال : نعم ، الايام نحن ما قامت السماوات والارض ، فالسبت اسم رسول الله


(1)في المصدر : لخير ما .
(2)عن خبر صاحبك ومولاك(خ).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه