بحار الأنوار ج65

بعض النسخ يظن ، وهو أظهر انما يعني أنما بفتح الهمزة(1)وما موصولة وهي
اسم أن كقوله تعالى : واعلموا أنما غنمتم من شئ (2)أو ما كافة مثل قوله :
أنما إلهكم إله واحد (3)وعند الزمخشري أنه يفيد الحصر كالمكسور ، فعلى
الاول مفعول يعني وهو عائد ما ، محذوف ، وتقديره أن ما يعنيه ، والميسرة خبر أن
وعلى الثاني الميسرة مفعول يعني ، وعلى التقديرين المستتر في يعني راجع إلى
الامام عليه السلام كما تحب أي على أحسن الاحوال ، فقال هو الله الغنى
أقول تعريف الخبر بالام المفيد للحصر وتأكيده بالقسم للتنبيه على أن الغنا الحقيقي
ليس إلا الغنا الاخروي ، الحاصل بسلامة الدين ، كما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال : الفقر الموت الاحمر ، فقيل له : الفقر من الدينار والدرهم ؟ فقال : لا
ولكن من الدين .
5 - كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان
عن داود بن فرقد عن أبي عبدالله عليه السلام : قال : أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق
مقالته ، ولا ينتصف من عدوه ، وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لان كل
مؤمن ملجم(4).
بيان : على أن لا تصدق أي على الصبر على أن لا تصدق مقالته في دولة
الباطل ، أو أهل الباطل مطلقا ، والانتصاف الانتقام ، وفي القاموس : انتصف منه
استوفى حقه منه كاملا حتى صار كل على النصف سواء ، كاستنصف منه يشفي نفسه
يقال : شفاه يشفيه من باب ضرب فاشتفى هو ، وهو من الشفاء بمعنى البرء من الامراض
ويستعمل في شفاء القلب من الامراض النفسانية والمكاره القلبية كما يستعمل في


(1)ذكر هذا التوجيه بناء على نسخته فظن أنما يعنى الخ وأما على النسخة الكافى
المطبوعة وهكذا المحاسن فظن أنه انما يعنى فانما بكسر الهمزة : والوجه ظاهر .
(2)الانفال : 41 .
(3)الكهف : 110 .
(4)الكافى ج 2 ص 249 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه