بحار الأنوار ج22

قد حرم ذلك علي ، فلما خرج قالت له عائشة : من هذا يا رسول الله ؟ قال : هذا
أحمق مطاع ، وإنه على ما ترين سيد قومه(1).
4 - فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن
ابن سيار ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله(2)تعالى : " يا أيها النبي لم تحرم ما
أحل الله لك " الآية ، قال : اطلعت عايشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية
فقال النبي : والله ما اقربها(3)، فأمره الله أن يكفر عن يمينه .
وقال علي بن إبراهيم : كان سبب نزولها أن رسول الله كان في بعض بيوت
نسائه ، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه ، وكان ذات يوم في بيت حفصة
فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله مارية ، فعلمت حفصة بذلك فغضبت
وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى
فراشي ، فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : كفي فقد حرمت مارية على نفسي
ولا أطأها بعد هذا أبدا ، وأنا افضي إليك سرا ، فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين ، فقالت : نعم ما هو ؟ فقال : ان أبا بكر يلي الخلافة
بعدي(4)ثم بعده أبوك(5)فقالت : من أخبرك بهذا ؟ قال : الله أخبرني ، فأخبرت
حفصة عايشة في يومها بذلك ، وأخبرت عايشة أبا بكر فجاء أبوبكر إلى عمر فقال له :
إن عايشة أخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها ، فاسئل أنت حفصة ، فجاء عمر
إلى حفصة فقال لها : ما هذا الذي أخبرت عنك عايشة ، فأنكرت ذلك ، وقالت : ما
قلت لها من ذلك شيئا ، فقال لها عمر : إن كان هذا حقا فأخبرينا حتى نتقدم فيه
فقالت : نعم قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا(6)رسول
الله صلى الله عليه وآله فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه السورة : يا أيها النبي لم تحرم


(1)معانى الاخبار : 97 و 80 .(2)في قول الله تعالى خ ل .
(3)لا اقربها خ ل .(4)من بعدى خ ل .
(5)ثم من بعده ابوك خ ل . أقول : اراد ان ابا بكر وعمر يغتصبان الخلافة بعدى يدل
عليه ما بعده ورواية تقريب المعارف .
(6)أى يسقونه سما .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه