1 - ف(1)يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر ، وكلمة الحق في الرضى و
الغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وبالعدل على الصديق والعدو ، وبالعمل في
النشاط والكسل ، والرضى عن الله في الشدة والرخاء .
أي بني ما شر بعده الجنة بشر ، ولا خير بعده النار بخير ، وكل نعيم دون
الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية .
واعلم أي بني أنه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره ، ومن تعرى من
لباس التقوى لم يستتر بشئ من اللباس ، ومن رضي بقسم الله لم يحزن على مافاته
ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن حفر بئرا لاخيه وقع فيها ، ومن هتك حجاب
غيره انكشفت عورات بيته(2)ومن نسي خطيئة استعظم خطيئة غيره ، ومن كابد الامور
عطب(3)ومن اقتحم الغمرات غرق ، ومن أعجب برأيه ضل ، ومن استغنى بعقله
زل ، ومن تكبر على الناس ذل ، ومن خالط العلماء وقر ، ومن خالط الانذال
حقر(4)ومن سفه على الناس شتم(5)ومن دخل مداخل السوء اتهم ، ومن مزح
(1)تحف العقول ص 88 .
(2)في بعض النسخ عوراته .
(3)كابدها : أى قاساها وتحمل المشاق في فعلها بلا اعداد اسبابها . وعطب أى هلك
والغمرات الشدائد . وفى النهج ومن اقتحم اللجج عرق .
(4)الانذال - جمع النذل : الخسيس من الناس ، المحتقر في جميع أحواله والمراد
بهم ذوى الاخلاق الدنية .
(5)يعنى ومن عابهم شتم وسب بهم .