بحار الأنوار ج87

فرجا ثوابه وخاف عقابه ، وقيل : ذكر الله عند دخوله في الصلاة بالتكبير وقيل
بقراء‌ة البسملة .


(1)كما في رواية ابن عباس .
وقال عزوجل انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى
فانما يتزكى لنفسه فاطر : 18 وهى من السور النازلة بمكة ، فقوله : ومن تزكى
الخ يعادل قوله عزوجل وآتوا الزكاة كأنه قال : وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة .
على حد سائر الايات .
على أن قوله عزوجل في سورة الاعلى : بل تؤثرون الحيوة الدنيا والاخرة خير
وأبقى عقيب قوله : قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى نص صريح في أن
المراد بالتزكية هنا انفاق المال المعبر عنه بالزكاة ، ولو لا ذلك لم يكن لهذا الاضراب بل
تؤثرون الحيوة الدنيا مجال أبدا .
وأما الوجه في تقديم ذكر الزكاة على الصلاة والحال أنها متأخرة عن الصلاة كما
في غير واحد من الايات ، فهو أن الفلاح انما هو بالايمان الواقعى وتسليم النفس خاشعا
لاوامر الله عزوجل ، ولا يظهر ذلك الا بالتزكية تزكية الاموال - حيث زين لهم الشيطان
حبها ، ولذلك يصعب عليهم انفاق المال في سبيل الله ، وأما الصلاة فليست بهذه المثابة من
حيث الكشف عن الايمان ، فكثيرا ما نرى الناس يصلون الصلوات الكثيرة ولا ينفقون في
سبيل الله الا القليل من القليل .
فكأنه قال عزوجل : ما أفلح من ذكر اسم ربه فصلى فقط ، وانما أفلح من تزكى
وذكر اسم ربه فصلى ، لكنكم تؤثرون الحيوة الدنيا تصلو من دون أن تتزكون ، والحال
أن ما عندكم ينفد وما عند الله باق ، والاخرة خير وأبقى .
فالقول بأن السورة أو الايات الاخيرة في ذيلها نزلت بالمدينة والمراد بالزكاة زكاة
الفطر ، وبالصلاة صلاة العيد بعدها ، فعلى غير محله ، خصوصا بقرينة قوله عزوجل بل
تؤثرون الحيوة الدنيا وليس يصح أن يخاطب بذلك المؤمنون في صاع فطرة يسيرة تافهة
يخرجونها في عام مرة واحدة .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه