بحار الأنوار ج94

واعلموا أيها المؤمنون أن الله عزوجل قال :(إن الله يحب الذين يقاتلون
في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)(1)أتدرون ما سبيل الله ؟ ومن سبيله ؟ و
من صراط الله ؟ ومن طريقه ؟ أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى
به إلى النار ، وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعدنبيه صلى الله عليه وآله أنا قسيم النار(2)أنا حجته
على الفجار ، أنانور الانوار .
فانتبهوا من رقدة الغفلة ، وبادروا بالعمل قبل حلول الاجل ، وسابقوا إلى
مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب ، فتنادون
فلا يسمع نداؤكم ، وتضجون فلا يحفل بضجيجكم ، وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا
سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الاوقات ، فكأن قد جاء‌كم هادم اللذات ، فلا مناص
نجاء ، ولا محيص تخليص .
عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم ، والبر باخوانكم
والشكر لله عزوجل على ما منحكم ، واجتمعوا يجمع الله شملكم ، وتباروا
يصل الله الفتكم ، وتهانؤا نعمة الله كما هنا كم الله بالثواب فيه على أضعاف الاعياد
قبله وبعده ، إلا في مثله ، والبرفيه يثمر المال ويزيد في العمر ، والتعاطف فيه
يقتضي رحمة الله وعطفه ، وهبوا لاخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من
جودكم ، وبما تناله القدرة من استطاعتكم ، وأظهروا البشر فيما بينكم ، والسرور
في ملاقاتكم ، والحمد لله على ما منحكم ، وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل
لكم وساووا بكم ضعفاء‌كم في مآكلكم ، وما تناله القدرة من استطاعتكم ، على حسب
إمكانكم ، فالدرهم فيه بمائتي ألف درهم ، والمزيد من الله عزوجل .
وصوم هذا اليوم مما ندب الله إليه ، وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه ، حتى
لو تعبد له عبد من العبيد في الشيبة من ابتداء الدنيا إلى انقضائها ، صائما نهارها
قائما ليلها ، إذا أخلص المخلص في صومه ، لقصرت إليه أيام الدنيا عن كفايته ، ومن


(1)الصف : 4 .
(2)أى مقاسمه وسهيمه أقول للنار : هذا لك ، وهذالى .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه