بحار الأنوار ج72

وزكريا وغيرهم ذلك بما عصوا قيل : أي جرهم العصيان والتمادي والاعتداء
فيه إلى الكفر بالايات وقتل النبيين ، فان صغار المعاصي سبب يؤدي إلى ارتكاب
كبارها .
قال : والله ما قتلوهم هذا يحتمل وجوها : الاول أن قتل الانبياء لم
يصدر من اليهود بل من غيرهم من الفراعنة ، ولكن اليهود لما تسببوا إلى ذلك
بافشاء أسرارهم نسب ذلك إليهم ، الثاني أنه تعالى نسب إلى جميع اليهود أو آباء
المخاطبين القتل ولم يصدر ذلك من جميعهم وإنما صدر من بعضهم ، وإنما نسب إلى
الجميع لذلك ، فقوله : ماقتلوهم أي جميعا ، الثالث أن يكون المراد في هذه الاية غير
القاتلين ، وعلى التقادير يمكن أن يكون المراد بغير الحق أي بسبب أمر غير حق
وهو ذكرهم الاحاديث في غير موضعها ، فالباء للالة وقوله تعالى : ذلك بما عصوا
يمكن أن يراد به أن ذلك القتل أو نسبته إليهم بسبب أنهم عصوا واعتدوا في ترك
التقية كما قال عليه السلام : فصار أي الاذاعة قتلا واعتداء ومعصية وهذا التفسير
أشد انطباقا على الاية من تفسير سائر المفسرين .
40 - كا : عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن
سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل ويقتلون الانبياء
بغير حق (1)فقال : أما والله ماقتلوهم بأسيافهم ، ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا
عليهم فقتلوا(2).
بيان : مضمونه موافق للخبر السابق وهذه الاية في آل عمران ، والسابقة
في البقرة .
41 - كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن
عثمان ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو
كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطأ(3).


(1)آل عمران 112 .
(2 و 3)الكافي ج 2 ص 371 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه