بحار الأنوار ج70

وعليها يحسد من لافقه له ، ولها يسعى من لايقين له .
وعن علي عليه السلام : الدنيا قد نعت إليك نفسها ، وتكشفت لك عن مساويها
وإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلا إليها ، وتكالبهم عليها ، فانهم كلاب
عاوية ، وسباع ضارية ، يهر بعضها على بعض ، يأكل عزيزها ذليلها ، ويقهر كبيرها
صغيرها ، نعم معقلة ، وأخرى مهملة ، قد أضلت عقولها ، وركبت مجهولها .
112 نبه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : وأحذركم الدنيا فانها دار قلعة
وليست بدار نجعة ، دار هانت على ربها ، فخلط خيرها بشرها ، وحلوها بمرها
لم يرضها لاوليائه ، ولم يضن بها على أعدائه ، رب فعل يصاب به وقته ، فيكون
سنة ، ويخطأ به وقته فيكون سبة .
دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على حصير قد أثر في جنبه
فقال : يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر منه(1)فقال : مالي وللدنيا ، ما مثلي
ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار
ثم راح وتركها .
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : واعلموا رحمكم الله أنكم في زمان القائل فيه
بالحق قليل ، واللسان عن الصدق كليل ، واللازم للحق ذليل ، أهله معتكفون في
العصيان ، يصطلحون على الادهان ، فتاهم عارم(2)وشائبهم آثم ، وعالمهم منافق
وقاريهم مما ذق(3)ولا يعظم صغيرهم كبيرهم ، ولا يعول غنيهم فقيرهم(3).
بعضم : إياك وهم الغد ارض للغدبرب الغد .


(1)الوثير من البساط ما لان وسهل ووطئ يقال : ما أوثر فراشك ؟ اي ما ألينه .
(2)العارم : السئ الخلق الشرس ، والشائب : الذي ابيض شعره من الهرم ، وفي
نسخة الكمبانى شابهم وهو تصحيف ، والتصحيح من نسخة النهج .
(3)المماذق المنافق الذي يشوب عمله بالرياء غير المخلص ، وفي نسخة النهج
قارنهم مما ذق .
(4)نقله في النهج تحت الرقم 231 من قسم الخطب .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه