بحار الأنوار ج91

يهجروهم ، ولم يعادوهم على ذلك ، قل لهم : من دعا الله بمحمد وآله الطيبين أن
يسهل عليهم قتل المستحقين للقتل بذنوبهم ، ففعل فقالوها فسهل عليهم ، ولم يجدوا
لقتلهم لهم ألما .
فلمااستمر القتل فيهم وهم ستمائة ألف إلا اثني عشر ألفا الذين لم يعيدوا
العجل وفق الله بعضهم فقال لبعضهم والقتل لم يفض بعد إليهم فقال : أو ليس الله قد
جعل التوسل بمحمد وآله الطيبين أمرا لا يخيب معه طلبة ، ولا يرد به مسألة
وهكذا توسلت بهم الانبياء والرسل ؟ فما لنا لا نتوسل ؟ قال فاجتمعوا وضجوا
يا ربنا بجاه محمد الاكرم وبجاه علي الافضل الاعظم وبجاه فاطمة ذي الفضل والعصمة
وبجاه الحسن والحسين سبطي سيد المرسلين ، وسيدي شباب أهل الجنان أجمعين
وبجاه الذرية الطيبة الطاهرة من نل طه ويس لما غفرت لنا ذنوبنا ، وغفرت لنا
هفوتنا ، وأزلت هذا القتل عنا .
فذلك حين نودي موسى عليه السلام من السماء : أن كف القتل فقد سألني بعضهم
مسألة وأقسم علي قسما لو أقسم به هؤلاء العابدون للعجل ، وسألني بعضهم العصمة
حتى لا يعبدوه لوفقتهم وعصمتهم ، ولو اقسم علي بها إبليس لهديته ، ولو أقسم علي
بهانمرود أو فرعون لنجيتهم ، فرفع عنهم القتل ، فجعلوا يقولون : يا حسرتنا أين كنا
عن هذا الدعاء بمحمد وآله الطيبين حتى كان الله يقينا شر الفتنة ، ويعصمنا بأفضل
العصمة(1).
10 م : قال الله تعالى وإذا استسقى موسى لقومه (2)قال : واذكروا
بني إسرائيل إذ استسقى موسى لقومه طلب لهم السقي لما لحقهم العطش في التيه
وضجوا بالبكاء إلى موسى ، وقالوا هلكنا بالعطش ، فقال موسى : إلهي بحق محمد سيد
الانبياء وبحق علي سيد الاوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء ، وبحق الحسن
سيد الاولياء وبحق الحسين افضل الشهداء ، وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الالاكياء
لما سقيت عبادك هؤلاء .


(1)تفسير الامام ص 120 و 121 .(2)البقرة : 60 .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه