بحار الأنوار ج12

له ورأى الشمس والقمر نزلا من السماء فسجدا له ، قال : فالشمس والقمر أبواه ، والكواكب
إخوته الاحد عشر . وقال السدي : الشمس أبوه والقمر خالته ، وذلك أن امه راحيل
قد ماتت ; وقال ابن عباس : الشمس امه والقمر أبوه ; وقال وهب : كان يوسف رأى و
هو ابن سبع سنين أن أحد عشر عصا طوالا كانت مركوزة في الارض كهيئة الدائرة ، وإذا
عصا صغيرة وثبت عليها حتى اقتلعتها وغلبتها ، فوصف ذلك لابيه فقال : له إياك أن
تذكر ذلك لاخوتك . ثم رأى وهو ابن اثنتي عشرة سنة أن أحد عشر كوكبا والشمس
والقمر سجدن له ، فقصها على أبيه فقال له : " لا تقصص " الآية ; وقيل : إنه كان بين رؤياه
وبين مصير أبيه وإخوته إلى مصر أربعون سنة ; وقيل : ثمانون سنة .
قوله تعالى : " وكذلك " أي كما أراك هذه الرويا " يجتبيك ربك " أي يصطفيك و
يختارك للنبوة " ويعلمك من تأويل الاحاديث " أي من تعبير الرؤيا ; قيل : وكان أعبر الناس
الرؤيا أو مطلق العلوم والاخبار السالفة والآتية " لقد كان في يوسف وإخوته " كان ليعقوب
أثنا عشر ولدا ، وقيل : أسماؤهم روبيل وهو أكبرهم ، وشمعون ولاوي ويهودا وريالون(1)
ويشجر . وامهم ليا(2)بنت ليان وهي ابنه خالة يعقوب ، ثم توفيت ليا فتزوج يعقوب
أخته راحيل فولدت له يوسف وبنيامين(3)وقيل : ابن يامين ، وولد له من سريتين(4)


(1)في اليعقوبى والطبرى والمحبر " يهوذا " بالذال . وفى المصدر وفى الطبرى " زبالون " وفى
اليعقوبى " زفولون " وفى المحبر " زبلون " وأما يشجر ففى الطبرى " يشجر ويشحر " بالحاء المهملة و
في اليعقوبى " يشاجر " والمحبر " يساخر " الا أنه لم يعجم الياء .
(2)وبه قال اليعقوبى والطبرى ، وقال البغدادى في المحبر : هى الية . وأما أبوها ففى تاريخ
الطبرى : هو ليان بن بتويل بن الياس وفى تاريخ اليعقوبي : لابان . وفى المحبر . أحبن بن نتويل
ابن ناحور .(3)قال الطبرى : هو بالعربية : شداد .
(4)في المطبوع هنا هامش نذكره بالفاظه : قوله : " وسرية " اختلف في سرية فقال بعضهم : انها
مشتقة من السر الذي هو الجماع أو الذى يكتم للمناسبة المعنوية اذ الغالب أن السرية تكتم عن الحرة
وقال بعضهم : انها من السراة ، ثم القائلون بأنها من السر اختلفوا فذهب بعضهم إلى أنها فعلية منسوبة
اليه وضمت سينها مع أن القياس الكسر كما قالوا دهرى في النسبة إلى الدهر ، وذهب آخرون إلى
انها في الاصل سرورة على وزن فعلولة من السر أيضا أبدلوا من الراء الاخيرة ياء للتضعيف ثم
قلبوا الواو ياء وادغموا ثم كسروا ماقبل الياء للمناسبة ، فهى على هذا فعليلة صغيرة عن فعلولة *(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه