بحار الأنوار ج6

وأول طرقه إلى حلول العقاب إذ كان الله تعالى جعل الجزاء على الاعمال بعده ، وصيره
سببا لنقله من دار التكليف إلى دار الجزاء ، وحال المؤمن بعد موته أحسن من حاله
قبله ، وحال الكافر بعد موته أسوء من حاله قبله ، إذ المؤمن صائر إلى جزائه بعد مماته ،
والكافر صائر إلى جزائه بعد مماته .
41 - وقد جاء الحديث من آل محمد عليهم السلام أنهم قالوا : الدنيا سجن المؤمن ، والقبر
بيته ، والجنة مأواه ، والدنيا جنة الكافر ، والقبر سجنه ، والنار مأواه .
42 - وروي عنهم عليهم السلام أنهم قالوا : الخير كله بعد الموت ، والشر كله بعد الموت .
ولا حاجة بنا مع نص القرآن بالعواقب إلى الاخبار ، وقد ذكر الله جزاء الصالحين فبينه ،
وذكر عقاب الفاسقين ففصله ، وفي بيان الله وتفصيله غنى عما سواه انتهى .
أقول : سيأتي خبر طويل يشتمل على تكلم سلمان مع الاموات في باب أحواله
رضي الله عنه .
43 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن
النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام قوله عزوجل : " فلولا إذا بلغت الحلقوم " إلى قوله : " إن كنتم صادقين " فقال
إنها إذا بلغت الحلقوم اري(1)منزله في الجنة فيقول : ردوني إلى الدنيا حتى اخبر
أهلي بما أرى ، فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل . " ف ج 1 ص 38 "
44 - كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الهيثم بن واقد ،
عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل رسول الله صلى الله عليه واله على رجل من أصحابه وهو
يجود بنفسه فقال : ياملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن ، فقال : أبشر يا محمد فإني
بكل مؤمن رفيق ، واعلم يا محمد إني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية
من دارهم فأقول : ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل أجله ، وماكان لنا في قبضه من
ذنب ، فإن تحتسبوه وتصبروا تؤجروا ، وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا ، واعلموا أن
لنا فيكم عودة ثم عودة ، فالحذر الحذر ! إنه ليس في شرقها ولا في غربها(2)أهل بيت


(1)في المصدر : ثم ارى . م .
(2)الضمير في الكلمتين يرجع إلى الارض ، ولم يذكرها اعتمادا على القرينة .*

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه