بحار الأنوار ج14

منه ولم يخرجه ،(1)فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام ، قال : يارب
وأين دانيال ؟ قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه فإنه يدلك إليه ، فأتت به
الضبع إلى ذلك الجب ، فإذا فيه دانيال ، فأدلى إليه الطعام ، فقال دانيال : الحمد لله
الذي لاينسى من ذكره ، والحمد لله الذي لايخيب من دعاه ، الحمد لله الذي من توكل
عليه كفاه ، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره ، الحمد لله الذي يجزي
بالاحسان إحسانا ، وبالصبر نجاة .
ثم قال الصادق عليه السلام : إن الله أبى إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لايحتسبون
وأن لايقبل لاوليائه شهادة في دولة الظالمين .(2)
ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن القاساني ، عن الاصبهاني عن
المنقري ، عن حفص ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .(3)
5 ك : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن

الصادق عليه السلام قال : إن سليمان عليه السلام لما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بإذن
الله تعالى ذكره ،(4)فلم يزل بينهم تختلف إلى الشيعة ويأخذون عنه معالم دينهم ، ثم
غيب الله عزوجل آصف غيبة طال أمدها ، ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ماشاء الله ، ثم
إنه ودعهم فقالوا له : أين الملتقى ؟ قال : على الصراط ، وغاب عنهم ماشاء الله ، واشتدت
البلوى على بني إسرائيل بغيبته ، وتسلط عليهم بخت نصر فجعل يقتل من يظفر به منهم ،
ويطلب من يهرب ويسبي زراريهم ، فاصطفى من السبي من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم
دانيال ، واصطفى من ولد هارون عزيرا ، وهم حينئذ(5)صبية صغار ، فمكثوا في يده و
بنو إسرائيل في العذاب المهين ، والحجة دانيال أسير في يد بخت نصر تسعين سنة ، فلما
عرف فضله وسمع أن بني إسرائيل ينتظرون خروجه ويرجون الفرج في ظهوره وعلى


(1)هكذا في النسخ ، والصواب كما في المصدر : فلم تدن منه ولم تجرحه .
(2)أمالي ابن الطوسي : 188 و 189 .
(3)قصص الانبياء مخطوط .
(4)في المصدر : بأمر الله .
(5)" " : وهم يومئذ .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه