بحار الأنوار ج41

اليهودي : الدرع لي وفي يدي ، فسأله شريح البينة ، فقال : هذا قنبر والحسين
يشهدان لي بذلك ، فقال شريح : شهادة الابن لا تجوز لابيه ، وشهادة العبد لا نجوز
لسيده وإنهما يجران إليك " فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك يا شريح أخطات
من وجوه ، أما واحدة فأنا إمامك تدين الله بطاعتي وتعلم أني لا أقول باطلا ، فرددت
قولي وأبطلت دعواي ، ثم سألتني البينة فشهد عبد(1)وأحد سيدي شباب أهل
الجنة فرددت شهادتهما ، ثم ادعيت عليهما أنهما يجر أنهما يجران إلى أنفسهما ، أما إني
لا أرى عقوبتك إلا أن تقضي بين اليهود ثلاثة أيام ! أخرجوه ، فأخرجه إلى قبا
فقضى بين اليهود ثلاثا ، ثم انصرف ، فلما سمع اليهودي ذلك قال : هذا أمير المؤمنين
جاء إلى الحاكم والحاكم حكم عليه ! فأسلم ثم قال : الدرع درعك سقطت يوم
صفين من جمل أورق فأخذتها(2).
7 - قب : الباقر عليه السلام في خبر أنه رجع علي عليه السلام إلى داره في وقت القيظ
فإذا امرأة قائمة تقول : إن زوجي ظلمني وأخافني وتعدى علي وحلف ليضربني
فقال : يا أمة الله اصبري حتى يبرد النهار ثم أذهب معك إن شاء الله ، فقالت :
يشتد غضبه وحرده علي ، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول : لا والله أو يؤخذ للمظلوم
حقه غير متعتع ، أين منزلك ؟ فمضى إلى بابه فوقف فقال : السلام عليكم ، فخرج
شاب ، فقال علي عليه السلام : يا عبدالله اتق الله فإنك قد أخفتها وأخرجتها ، فقال
الفتى : وما أنت وذاك ؟ والله لاحرقنها لكلامك ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : آمرك
بالمعروف وأنهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف ؟ قال : فأقبل الناس
من الطرق ويقولون : سلام عليكم يا أمير المؤمنين ، فسقط الرجل في يديه فقال :
يا أمير المؤمنين أقلنيفيعثرتي ، فوالله لاكونن لها أرضا تطأني ، فأغمد علي
سيفه فقال : يا أمة الله ادخلي منزلك ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه . وروى


(1)في المصدر : عبدي .
(2)مناقب آل أبي طالب 1 : 310 و 311 قال في القاموس(3 : 289): الاورق من
الابل ما في لونه بياض إلى سواد ، وهو من أطيب الابل لحما لا سيرا وعملا .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه