بحار الأنوار ج41

الخلاف ؟ قال : أخبرك يا أمير المؤمنين ، إن هذا الدير بني على طلب قالع هذه
الصخرة ومخرج الماء من تحتها ، وقد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك ، وقد رزقنيه
الله عزوجل ، إنا نجد في كتاب من كتبنا ونأثر عن علمائنا أن في هذا الصقع عينا
عليها صخرة لا يعرف مكانها إلا نبي أو وصي نبي ، وإنه لابد من ولي لله يدعو
إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها ، وإني لما رأيتك قد
فعلت ذلك تحققت ما كنا ننتظره وبلغت الامنية منه ، فأنا اليوم مسلم على يديك
ومؤمن بحقك ومولاك .
فلما سمع(1)أمير المؤمنين عليه السلام بكى حتى اخضلت لحيته من الدموع ، و
قال : الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا(2)، ثم دعا الناس فقال(3): اسمعوا
ما يقول أخوكم المسلم ، فسمعوا مقاله وكثر حمدهم لله وشكرهم على النعمة التي
أنعم بها عليهم في معرفتهم بحق أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم ساروا والراهب بين يديه
في جملة أصحابه حتى لقي أهل الشام ، وكان الراهب في جملة من استشهد معه ، فتولى
- عليه الصلاة والسلام - الصلاة عليه ودفنه ، وأكثر من الاستغفار له ، وكان إذا
ذكره يقول : ذاك مولاي .
وفي هذا الخبر ضروب من المعجز : أحدهم علم الغيب ، والثاني القوة التي
خرق العادة بها وتميزه(4)بخصوصيتها من الانام ، مع ما فيه من ثبوت البشارة
به في كتب الله الاولى ، وذلك مصداق قوله تعالى : " ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم
في الانجيل(5)" وفي مثل ذلك يقول السيد إسماعيل بن محمد الحميري رحمه الله في
قصيدته البائية المذهبة :


(1)في الارشاد : فلما سمع ذلك .
(2)= : الحمد لله الذى لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذى كنت في كتبه مذكورا
وفي اعلام الورى تقديم وتأخير بين الجملتين .
(3)في الارشاد : فقال لهم .
(4)= : وتميز .
(5)سورة الفتح : 29 .(*)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه