بحار الأنوار ج97

لابيه وجده عليهما السلام ولا يشعر بذلك من فعله قال محمد بن علي : فخرج سلام الله عليه
متوجها إلى العراق لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأنا معه وليس معنا ذو
روح إلا الناقتين ، فلما انتهى إلى النجف من بلاد الكوفة وصار إلى مكان منه فبكى
حتى اخضلت لحيته بدموعه وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته اشهد أنك جاهدت يا أمير المؤمنين في
الله حق جهاده ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله حتى دعاك الله إلى
جواره ، فقبضك إليه باختياره ، لك كريم ثوابه ، وألزم أعداء‌ك الحجة مع مالك
من الحجج البالغة على عباده ، اللهم صل على محمد وآله واجعل نفسي مطمئنة بقدرك
راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك
وسمائك ، صابرة عند نزول بلائك ، شاكرة لفواضل نعمائك ، ذاكرة لسابغ آلائك
مشتاقة إلى فرحة لقائك ، متزودة التقوى ليوم جزائك ، مستنة بسنن أوليائك
مفارقة لاخلاق أعدائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك .
ثم وضع خده على قبره وقال : اللهم إن قلوب المخبتين اليك والهة ، و
سبل الراغبين إليك شارعة ، وأعلام القاصدين إليك واضحة ، وأفئدة والوفدين
إليك فازعة ، واصواب الداعين إليك صاعدة ، وأبواب الاجابة له مفتحة ، ودعوة
من ناجاك مستجابة ، وتوبة من أناب إليك مقبولة ، وعبرة من بكى من خوفك
مرحومة ، والاغاثة لمن استغاث بك موجودة . والاعانة لمن استعان بك مبذولة ، و
عداتك لعبادك منجزة ، وزلل من استقالك مقالة ، وأعمال العاملين لديك محفوظة
وأرزاق الخلائق من لدنك نازلة ، وعوائد المزيد متواترة ، وجوائز المستطعمين
معدة ، ومناهل الظماء مترعة ، اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي واجمع بيني
وبين أوليائي وأحبائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين آبائي إنك
ولي نعمائى ومنتهى مناي وغاية رجائي في منقلبي ومثواي .
قال جابر : قال الباقر عليه السلام : ما قال هذا الكلام ولادعا به أحد من شيعتنا
عند قبر أمير المؤمنين أو عند قبر أحد من الائمة عليهم السلام إلا رفع دعاؤه في درج من

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه