بحار الأنوار ج50

وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتى قطعته قطعة قطعة ، ثم وضعت سيفك على حلقه
فذبحته وأنت تزبد كما تزبد البعير ، فقال : الحمد لله ثم قال لي : والله لئن عدت
بعدها في شئ مما جرى لا قتلنك ثم قال لياسر : احمل إليه عشرة آلاف دينار
وقد إليه(1)الشهري الفلاني وسله الركوب إلي ، وابعث إلى الهاشميين و
الاشراف والقواد معه لير كبوا معه إلى عندي ، ويبدعوا بالد خول إليه ، والتسليم
عليه ، ففعل ياسر ذلك ، وصار الجميع بين يديه ، وأذن للجميع ، فقال : يا ياسر
هذا كان العهد بيني وبينه قلت : ياابن رسول الله ليس هذا وقت العتاب ، فوحق
محمد وعلي ماكان يعقل من أمره شيئا
فأذن للاشراف كلهم بالدخول إلا عبدالله وحمزة ابني الحسن لانهما كانا
وقعا فيه عند المأمون ، وسعيا به مرة بعد اخرى ، ثم قام فركب مع الجماعة و
صار إلى المأمون فتلقاه وقبل ما بين عينيه ، وأقعده على المقعد في الصدر ، وأمر أن
يجلس الناس ناحية ، فجعل يعتذر إليه ، فقال أبوجعفر عليه السلام : لك عندي نصيحة
فاسمعها مني قال : هاتها ، قال : اشير عليك بترك الشراب المسكر ، قال : فداك
ابن عمك قد قبلت نصيحتك(2)
بيان : ثمل الرجل بالكسر ثملا إذا أخذ فيه الشراب فهو ثمل أي نشوان
وقال الفيروز آبادي : الشهرية بالكسر ضرب من البراذين .
أقول قال علي بن عيسي(3)بعد إيراد هذا الخبر : وهذه القصة عندي فيها
نظر وأظنها موضوعة ، فان أبا جعفر عليه السلام إنما كان يتزوج ويتسرى(4)
حيث كان بالمدينة ، ولم يكن المأمون بالمدينة فتشكو إليه ابنته(5)


(1)" قد " فعل امر من قاد يقود .
(2)مختار الخرائج والجرائح ص 207 و 208 .
(3)هو أبوالحسن بهاء الدين الاربلى صاحب كشف الغمة .
(4)تسرى الرجل تسريا : اخذ سرية ، وهى الامة التى أنزلتها بيتا .
(5)وسيجئ من الارشاد في الباب الاتى - 4 - تحت الرقم 5 أنها كتبت بذلك إلى
أبيها من المدينة ، فتأمل .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه