بحار الأنوار ج38

نجدة أكرمني الله بها ، ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وإن رأسه لعلى صدري ، وقد سالت نفسه
في كفي فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله صلى الله عليه وآله والملائكة أعواني ، فضجت الدار و
الافنية ، ملا يهبط وملاء يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه
في ضريحه ، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا ؟ فانفذوا على بصائركم ، ولتصدق نياتكم
في جهاد عدوكم ، فو الذي لا إله إلا هو إني لعلى جادة الحق وإنهم لعلى مزلة الباطل ،
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم(1).
توضيح : المستحفظون : الضابطون لاحوال النبي صلى الله عليه وآله المطلعون على سيرته ،
أو علماء الصحابة ، لانهم استحفظوا الكتاب والسنة . والنجدة : الشجاعة . والهينمة :
الكلام الخفي لا يفهم .
33 نهج : أنا وضعت بكلا كل العرب(2)، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر ،
وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة : وضعني في حجره
وأنا وليد(3)يضمني لالى صدره ، ويكنفني في فراشه(4)، ويمسني جسده ، ويشمني
عرفه ، وكأن يمضع الشئ ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل ، ولقد
قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن كان فطيما(5)أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم
ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر امه ، يرفع لي
في كل يوم علما من أخلاقه(6)، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة
بحراء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله
وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نورى الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنة
الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان


(1)نهج البلاغة(عبده ط مصر)1 : 432 و 433 .
(2)في المصدر : أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب .
(3)في المصدر : وأنا ولد .
(4)في المصدر : إلى فراشه .
(5)في المصدر : من لدن أن كان فطيما .
(6)في المصدر : من أخلاقه علما .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   الحديث وعلومه