بحار الأنوار ج26

قال عليه السلام : ورب العالمين : مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث
يعلمون ومن حيث لا يعلمون ، فالرزق مقسوم .(1)وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة
سارها من الدنيا ، ليس تقوى متق بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه وبينه وبينه ستر(2)
وهو طالبه ، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت ، فقال(3)الله
جل جلاله : قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا ، وذكرنا به من خير في كتب الاولين
قبل أن نكون .
ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد عليهم السلام وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم(4)
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران واصطفاه
نجيا وفلق له البحر ونجى بني إسرائيل وأعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من
ربه عزوجل فقال : يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي ، فقال الله
جل جلاله : يا موسى أما علمت أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل عندي من جميع ملائكتي و
جميع خلقي ؟
قال موسى : يارب فإن كان محمد أكرم(5)عندك من جميع خلقك فهل في آل
الانبياء أكرم من آلي ؟ قال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على
جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ؟
فقال موسى : يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في امم الانبياء أفضل عندك
من امتي ؟ ظللت عليهم الغمام ، وأنزلت عليهم المن والسلوى ، وفلقت لهم البحر
فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضله


(1)في المصدر . معلوم مقسوم .
(2)في التفسير : شبر(سر خ ل).
(3)في التفسير : قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقال الله جل جلاله لهم .
(4)في التفسير : على محمد وآل محمد عليهم السلام بما فضله وفضلهم وعلى شيعتهم
أن يشكروه بما فضلهم به على غيرهم .
(5)في نسخة من التفسير : أفضل .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه