الفصل الحادي عشر : في ذكر أولاده (عليه السلام)
اعلم أيدك الله بروح منه أن أقوال الناس
اختلفت في عدد أولاده (عليه السلام) ذكورا و إناثا فمنهم من أكثر فعد منهم السقط و لم يسقط ذكر
نسبه و منهم من أسقطه و لم ير أن يحتسب في العدة به فجاء قول كل واحد بمقتضى ما
اعتمده في ذلك و يحسبه و الذي نقل من كتاب صفوة الصفوة و غيره من تأليف الأئمة
المعتبرين أن أولاده الذكور أربعة عشر ذكرا و أولاده الإناث تسعة عشر أنثى و هذا
تفصيل أسمائهم.
الذكور الحسن و الحسين و محمد الأكبر و عبيد الله و أبو بكر و
العباس و عثمان و جعفر و عبد الله و محمد الأصغر و يحيى و عون و عمر و محمد الأوسط
(عليه السلام) .
الإناث زينب الكبرى و أم كلثوم الكبرى و أم الحسن و رملة الكبرى أم هانئ و
ميمونة و زينب الصغرى و رملة الصغرى و أم كلثوم الصغرى و رقية و فاطمة و أمامة و
خديجة و أم الكرام و أم سلمة و أم جعفر و جمانة و تقية بنت أخرى لم يذكر اسمها
ماتت صغيرة.
و ذكر قوم آخرون زيادة على ذلك و ذكروا فيهم محسنا شقيقا للحسن و
الحسين (عليه السلام) كان سقطا فالحسن و الحسين و زينب الكبرى و أم كلثوم هؤلاء الأربعة رضي
الله عنهم من الطهر البتول فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و محمد الأكبر هو ابن الحنفية و
اسمها خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية و قيل غير ذلك و عبيد الله و أبو بكر أمهما
ليلى بنت مسعود و العباس و عثمان و جعفر و عبد الله و أمهم أم البنين بنت حزام بن
خالد و يحيى و عون أمهما أسماء بنت عميس و محمد الأوسط أمه أمامة بنت
[442]
أبي العاص و هذه أمامة هي بنت زينب بنت رسول الله
ص و أم الحسن و رملة الكبرى أمهما أم سعيد بنت عروة فهؤلاء من المعقود عليهن نكاحا
و بقية الأولاد من أمهات شتى أمهات أولاد.
و كان يوم قتله (عليه السلام) عنده أربع حرائر في
نكاح و هن أمامة بنت أبي العاص و هي بنت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوجها بعد موت
خالتها البتول فاطمة (عليها السلام) و ليلى بنت مسعود التميمية و أسماء بنت عميس الخثعمية و أم
البنين الكلابية و أمهات أولاد ثمانية عشر أم ولد.
هذا آخر ما أردت إثباته من
مناقب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) و أنا أعتذر إلى كرمه من التقصير و أتنصل من ميلي في
جميع مزاياه إلى المعاذير كوني إذ شرعت في إثباتها لم أستقصها و حين عددتها لم
أحصها و قد ضرب قبل المثل مكره أخوك لا بطل و ما ذاك إلا لعجزي عن الإحاطة بمفاخره
و قصوري عن الإتيان بمآثره و كيف أحصي شرف من صاحبه المجد فما جانبه و وافقه
السداد فما فارقه و حالفه الرشاد فما خالفه الله يؤيده و القرآن يعضده و الرسول
يسدده و همته تنجده و الطاهرة زوجته و ولدها ولده الطهارة تكتنفه و النسب الهاشمي
يعرفه و القرابة القريبة تشرفه و الإخوة تقدمه و الصهر يعظمه و أنفسنا تكرمه و
الأب شريف الفخار و العم أسد الله الكرار و الأخ جعفر الطيار و الأم ذات الشرف و
الفخار في الدين متين و من النبي مكين و على أسراره أمين و لكشف الكروب عن وجهه
ضمين فما الليث الخادر أجرى منه جنانا و لا الغيث الماطر أندى منه بنانا و لا
السيف الباتر أمضى منه لسانا الفتى بشهادة جبرئيل المؤمن بأسجال التنزيل المجاهد
في ذات الله بحكم البرهان و الدليل المتصدق و كل مانع أو بخيل المناجي لما جفا
الصديق و ضن بالقليل الهادي فما عراه لبس و لا تضليل سيد أبو سيدين فارس بدر و أحد
و حنين زوج البتول أبو الريحانتين قرار القلب قرة العين و أي شرف ما افترع هضابه و
أي فخر ما أفضى
[443]
ركابه و أي معقل عز ما فتح بابه و أي منار
مجد ما امتطى غاربه و أي أمد جلال ما حاز مشارقه و مغاربه أحاطت به الرئاسة من كل
جهاته و ظهرت السماحة و الحماسة من صلاته و صولاته و بذ النظراء و لا نظير له في
دينه المتين و صلواته و جرى بإرادة الله و رسوله في حركاته و سكناته فعفافه و
طهارته متساويان في منامه و يقظاته سيف الله و حجته و صراطه المستقيم و محجته و ما
ذا عسى أن أقول و في أي جلباب أوصافه أجول و في أي نعوته أطلق لساني و بأي روية
أفكر فيما له من المعاني و أين ثمرات سوده من يد الجاني و ما قصرت عنها إلا و غيري
مقصر و لا قهقرت إلا و غيري مقهقر و ما اعتذرت إلا في موضع الاعتذار و لا ثنيت
جواد بلاغتي إلا بعد أن قصرت الجياد في هذا المضمار و حبي يقتضي المبالغة في
الإكثار و صعوبة هذه السبيل تحملني على الاقتصار و ما أشبه الحال بقول من قال :
أحبك حبا لو يفض يسيره *** على الخلق مات الخلق من شدة الحب
و أعلم أني بعد ذاك مقصر *** لأنك في أعلى المراتب من قلبي
فالبيت الثاني وصف حالي و من الله ذي المعالي أسأل أن يجعل ما
اعتمدته في جميع هذا الكتاب خالصا لوجهه الكريم و موجبا لإحسانه العميم و امتنانه
الجسيم فبه تعالى و تقدس اهتدينا إلى محبتهم و إليه جل و علا نتقرب بمودتهم و هم
الأدلاء على الكريم و الهداة إلى نهجه القويم و صراطه المستقيم و الملازمة واضحة
الدليل و على الله قصد السبيل .
[444]
نجز الجزء الأول من كشف الغمة في معرفة الأئمة
نقلا من نسخة بخط المولى الصدر الكبير العالم العامل الكامل جامع شتات الفضائل
المبرز على الأواخر و الأوائل مجد الدين الفضل بن يحيى بن علي بن المظفر بن الطيبي
تغمده الله برحمته و حشره بكرمه مع ساداته و أئمته و النسخة المشار إليها منقولة
من نسخة الأصل بخط المصنف قدس الله روحه و نور ضريحه مقابلة به وقع الفراغ منه يوم السبت لثلاث ليال
بقين من شهر رمضان المبارك من سنة تسع و سبعمائة الهلالية على يد كاتبه أضعف عباد
الله و أحوجهم إلى رحمته محمد بن محمد بن حسن بن الطويل الحلي الصفار الساكن يومئذ
بواسط القصب رحم الله من نظر فيه و سأل الله مغفرة ذنوبه و ستر عيوبه و الحمد لله
حق حمده و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد بن عبد الله خاتم النبيين و سيد
المرسلين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و أصحابه الكرام المنتجبين و هو حسبي و
نعم الوكيل
و يتلوه في الجزء الثاني أخبار سيدة نساء العالمين فاطمة ابنة سيد
المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و أخبار الأئمة من ولدها (عليها السلام) حسب ما شرط في صدر الكتاب و الحمد لله
أولا و آخرا و صلى الله على محمد النبي و آله الطاهرين صورة ما كان مكتوبا على
مجلد الأصل بخط المصنف أسكنه الله بحبوحة جنانه .
نجز الجزء الأول من كشف الغمة في
معرفة الأئمة على يد جامعه أفقر عباد الله إلى رحمته و شفاعة نبيه و أئمته علي بن
عيسى بن أبي الفتح الإربلي عفا الله عنه في ثالث شعبان من سنة ثمان و سبعين و
ستمائة ببغداد في داره بالجانب الغربي على شاطئ دجلة .
و يتلوه بعون الله و حسن
توفيقه في المجلد الثاني أخبار سيدة نساء العالمين فاطمة ابنة سيد المرسلين محمد
صلى الله عليه و آله و عليها و على بعلها و أخبار الأئمة من ولدها (عليه السلام) حسب ما شرطناه
في صدر هذا الكتاب و الحمد لله بجميع محامده كما هو أهله و مستحقه و صلواته على
سيدنا محمد و آله و صحبه الطيبين
[445]
الطاهرين و سلم تسليما
كثيرا إلى هنا كلام المؤلف (رهـ) و رضي عنه و أرضاه بحق سيد العالمين محمد و آله
المعصومين و حشره معهم في عقبى .
و كان على أصل هذه النسخة إجازة لمجد الدين الفضل
بن يحيى الطيبي رحمه الله تعالى من جامع هذا الكتاب قدس الله روحه و نور ضريحه و
جعل الأئمة الاثني عشر (عليه السلام) في الجنة مصابيحه بمنه و سعة رحمته و هذه صورتها قرأت هذا
الكتاب و هو الجزء الأول من كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة على جامعه المولى
الصدر و الصاحب الكبير المعظم مولى الأيادي ملك العلماء و الفضلاء واسطة العقد أبي
الحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الإربلي أطال الله عمره و أجزل
ثوابه و حشره مع أئمته .
و سمعه الجماعة المسمون فيه و هم : الصدر عماد الدين عبد الله
بن محمد بن مكي و الشيخ العالم الفقيه شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي المدرس
المالكي و شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد ولد مؤلفه و والده المذكور سمعا
بعضا و أجيز لهما الباقي و الصدر الكبير عز الدين أبو علي الحسن بن أبي الهيجاء
الإربلي و تاج الدين أبو الفتح بن حسين بن أبي بكر الإربلي سمع الجميع و الشيخ
العالم مولانا ملك الفضلاء و العلماء أمين الدين عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن
الجزري الأصل الموصلي المنشأ سمعه أجمع معارضا بنسخة الأصل و حسن بن إسحاق بن
إبراهيم بن عياش الموصلي سمعه جميعه .
و محمود بن علي بن أبي القاسم سمع بعضا و أجيز
البعض و الشيخ العالم تقي الدين إبراهيم بن محمد بن سالم سمع المجلسين الأخيرين و
أجيز له الباقي .
و كتب العبد الفقير إلى رحمة الله و شفاعة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و الأئمة
الطاهرة الفضل بن يحيى بن علي بن المظفر بن الطيبي كاتبه و ذلك في مجالس عدة آخرها
الإثنين رابع عشري شهر رمضان المبارك من سنة إحدى و تسعين و ستمائة .
[446]
و صلواته على سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
و سمع السيد شمس الدين
محمد بن الفضل العلوي الحسني بعضا و أجيز له البعض و كتب في التاريخ المذكور و هو
رابع عشر شهر رمضان من السنة.
هذا صحيح و قد أجزت لهم نفعهم الله لهم و إيانا
رواية ذلك عني بشروطه و كتب العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الله علي بن عيسى بن أبي
الفتح في التاريخ حامدا لله و مصليا على رسوله و آله الطاهرين و سمع علي [عيسى] بن
محمد ابن جامعه بعضا و أجيز الباقي و كتب علي بن عيسى تمت .