شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1

عن ابن عباس في قوله: (إنما وليكم الله ورسوله) الاية قال: إن رهطا من مسلمي أهل الكتاب منهم عبد الله بن سلام وأسد وأسيد وثعلبة، لما أمرهم الله أن يقطعوا مودة اليهود والنصارى ففعلوا قالت قريظة والنضير: فما بالنا نود أهل دين محمد وقد تبرأوا منا ومن ديننا ومودتنا فوالله [ الذي ] يحلف به لا يكلم رجل منا رجلا منهم دخل في دين محمد. فأقبل عبد الله بن سلام وأصحابه فشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: قد شق علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل. فبينما هم يشكون إلى رسول الله أمرهم إذ نزل: (إنما وليكم الله ورسوله) وأقرأها رسول الله إياهم (1) فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين. قال: وأذن بلال للصلاة فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) والناس في المسجد يصلون من بين قائم في الصلاة وراكع وساجد، فإذا هو بمسكين / 44 / أ / يطوف ويسأل فدعاه رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلم ] فقال: هل أعطاك أحد شيئا ؟ قال: نعم. قال: ماذا ؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاكه ؟ قال: ذاك القائم. فنظر رسول الله فإذا هو علي بن أبي طالب، قال: على أي حال أعطاكه ؟ قال: أعطانيه وهو راكع فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (2).


(1) كذا في النسخة اليمنية، وفي النسخة الكرمانية: " فبينما هم يسألون... وأقرأهم... إياها.. ".
(2) وقريبا منه جدا مع زيادة في آخره رواه الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين الفقيه في الحديث الرابع من المجلس: (26) من أماليه ص 107. ورواه عنه المجلسي في الحديث الاول من الباب الرابع من باب فضائل علي (عليه السلام) من بحار الانوار: ج 35 ص 183. (*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   متفرقة