شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ...ج2

فالتقاهما (1) رسول الله بريقه حتى شبعا وناما واقترضا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أقراص من شعير، فلما أفطر وضعاها بين يديه (2)، فجاء سائل فقال: أطعموني مما رزقكم الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي قم فأعطه. قال: فأخذت قرصا فأعطيته، ثم جاء ثان فقال رسول الله قم يا علي فأعطه. فقمت فأعطيته، فجاء ثالث فقال: قم يا علي فأعطه. (قال:) فأعطيته، وبات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاويا وبتنا طاوين فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين ونزلت هذه الآية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا). (ثم إن) الحديث بطوله اختصرته في مواضع.


(1) كذا في الاصل اليمني، وفي الحديث: (93) من مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان: (فالعقهما رسول الله...). وفي الاصل الكرماني والحديث: (22) من مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان: فالقاهما رسول الله...).
(2) هذا هو الظاهر ; والضمير في قوله: (واقترضا... ووضعاها) راجعان إلى علي وفاطمة بالقرينة المقامية، وهاهنا في الاصل الكرماني تصحيف، وفي الاصل اليمني: (واقترضنا لرسول الله... فلما أفطر وضعناها...). ثم إن هذا الحديث مخالف في بعض الخصوصيات لما مر من الاخبار المستفيضة، فما تفرد به غير مقبول حتى مع فرض اعتبار سنده. ونظيره في شذوذ بعض الخصوصيات، ما رواه ابن المغازلي في الحديث (320) من مناقبه ص 272 قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، حدثنا احمد بن جعفر بن محمد بن سالم الختلي، حدثني عمر بن أحمد، قال: قرأت على أمي فاطمة بنت محمد بن شعيب بن أبي مدين الزيات، قالت: سمعت أباك أحمد بن روح يقرل: حدثني موسى بن بهلول، حدثنا محمد بن مروان، عن ليث بن (أبي) سليم: عن طاووس في هذه الاية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينأ ويتيما وأسيرا) الاية (قال:) نزلت في علي بن أبي طالب وذلك إنهم (كذا) صاموا وفاطمة وخادمتهم، فلا من كان عند الافطار - وكانت عندهم ثلاثة أرغفة - جلسوا ليأكلوا (إذا جاءهم مسكين) فقال: أطعموني فإني مسكين. فقام علي عليه السلام فأعطاه رغيفه، ثم جاء سائل فقال: أطعموا اليتيم. (*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   متفرقة