عُيُونُ المُعجزَات

 

 

تأليف

الشيخ حسين بن عبدالوهّاب

(من أعلام القرن الخامس الهجري)

 

 

تحقيق

المرحوم السيد فلاح الشريفي

 

 

إشراف

الشيخ عبدالكريم العقيلي


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هويّة الكتاب

الكتـاب  :   عيون المعجزات

المؤلّـف :   الشيخ حسين بن عبدالوهّاب

المحـقـق  :   السيد فلاح الشريفي

الاشراف :   الشيخ عبدالكريم العقيلي

النـاشــر :   مؤسسة بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام

المطبـعة    :  

العـــدد  :   2000 نسخة

الســـنة :   1421 هـ . ق .

صفّ الحروف والاخراج الفنّي:   أبو زمان الانصاري

 

حقوق الطبع والنشر محفوظة لمؤسسة بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم


 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الاهداء

مقدّمة الناشر

مقدّمة المحقق

التّمهيد، ويشتمل على مفهوم المعجزة

باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها وكيفية التّوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات

باب في الفرق بين المعجزة والشّعبذة

باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وابطالها

باب: في مقالات المنكرين للنّبوّات أو الامامة من قبل الله تعالى وجواباتها

التعريف بالمؤلّف

الاقوال حول الكتاب

مشايخ المؤلف وأساتيذه

عملنا في تحقيق الكتاب

مقدمة المؤلف

دلائل المولى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه

من دلائل فاطمة عليها السلام

من دلائل السّيدين الخيّرين عليهم السلام

إمامة أبي عبدالله الحسين عليه السلام

إمامة زين العابدين عليه السلام

إمامة الامام الباقرعليه السلام

دلائل الامام الباقر عليه السلام

إمامة الامام الصادق عليه السلام

من دلائل الامام الصادق عليه السلام وبراهينه

إمامة الامام الكاظم عليه السلام

من دلائل الامام الكاظم عليه السلام وبراهينه

إمامة الامام الرّضا عليه السلام

من دلائل الامام الرّضا عليه السلام وبراهينه

إمامة الامام الجواد عليه السلام

من دلائل الامام الجواد عليه السلام وبراهينه

إمامة الامام الهادي عليه السلام

من دلائل الامام الهادي عليه السلام وبراهينه

إمامة الامام الحسن العسكري عليه السلام

من دلائل الامام الحسن العسكري عليه السلام وبراهينه

ذِكر الخَلف المهديّ، القائم، الحجّة المنتظر، صاحب الزّمان صلوات الله عليه وسلامه وبركاته وعلى آبائه الطّاهرين

من دلائل صاحب الزّمان صلوات الله عليه

الفهارس العامّة

1 ـ فهرس الايات القرآنية

2 ـ فهرس المصادر ومراجع التحقيق

3 ـ فهرس الموضوعات

4 ـ إصدارات مؤسسة بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام


 

 

الاهداء:

 

إلى من أحسنتْ جواري وأسأتُ جِوارها

إلى حبيبة الكاظم باب الحوائج

إلى اُخت الرّضا شمس الشّموس

إلى من زارها له الجنّة

إلى فاطمة المعصومة

اُقدّم جهدي هذا على قدري لا على قدرها الاقدس


 

 

 

 

مقدّمة الناشر

 

الحمد لله بارئ النّسمات، وسامك السّماوات، وباعث أنبيائه بالرّسالات لانتياش النّاس من الجهالات، ومستجمع جميع الكمالات، ومسدّد أوليائه الهداة... والصّلاة والسّلام على سيّد الموجودات، وفخر الكائنات محمّد الامين وآله آل الله ذوي الكرامات والمعجزات.

واللّعن الدّائم على أعدائهم أعداء الله ذوي السفاهة والضلالات.

وبعد:

ضمن المنهج الّذي تتبعه مؤسسة بُضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لاحياء تراث أهل البيت ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ منذ تأسيسها، وهو: إحياء كلّ ما يتعلق بتراث أهل البيت عليهم السلام فكراً ومنهاجاً.

قامت هذه المؤسسة بحمد الله تعالى وتوفيقه وببركة أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين، وبجهود الاُخوة العاملين فيها وعلى رأسهم سماحة الشيخ المحقق عبدالكريم العقيلي، بتحقيق، وتأليف، ونشر الكثير من النفائس المخطوطة والمطبوعة، منها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ: كتاب الملاحم والفتن لابن المنادي المتوفى سنة 336 هـ ، وكتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر للحافظ ابن حجر الهيتمي المتوفّى سنة 974 هـ ، وكتاب ظلامات فاطمة الزهراء في السنّة والاراء تأليف الشيخ عبدالكريم العقيلي، وغيرها. واليوم تقدّم هذه المؤسسة المباركة للوسط العلمي في العالم الاسلامي بصورة عامّة، وموالي أهل بيت العصمة والطّهارة بصورة خاصّة إصداراً جديداً من إصداراتها، وهو كتاب «عيون المعجزات» الّذي بذل فيه مصنّفه الهمام «الشّيخ حسين بن عبدالوهاب» جهداً مشكوراً لتسطير معجزات وكرامات الائمة الهداة عليهم أفضل الصّلاة والسّلام.

ولا غرو فإن هذا السّفر ـ المهم والدفين ـ يعد من كنوز الشّيعة الامامية ـ  الاثني عشرية ـ المذخورة. حاول محققّه السّيد فلاح الشّريفي أن ينقب عن هذا الكنز، ويحل رموزه ومشكلاته، وينفض عنه غبار الغموض لكي يتحف به المكتبة الاسلامية، رغم حالته الصّحية الخطرة، فإن المرض كان ملازماً له رحمه الله طيلة عشر سنوات تقريباً، وعندما أحس بسوء حالته الصّحيّة وقرب أجله أوكل اتمام هذا العمل إلى سماحة الشّيخ عبدالكريم العقيلي، والّذي أشرف مشكوراً على تحقيق وتنظيم الكتاب.

ونحن بدورنا وبعون الله تعالى نقوم بنشر هذا السّفر الخالد، ونتقدم للمولى عزّ وجلّ بالدعاء بأن ينصر الاسلام والمسلمين بظهور إمام العصر والزّمان عجّل الله فرجه الشريف، وأن يحشر مؤلف هذا السّفر ومحققيه وإيّانا في زمرة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وآله الهداة المهديين. وإلى الله سبحانه نرغب في التّوفيق لصالح الاعمال، والفوز بإدراك الاماني والامال بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وآله الاطهار ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ .

مؤسسة بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام


 

 

 

 

 

مقدّمة المحقق

 

الحمد لله تعالى فاتحة كلّ خير، وتمام كلّ نعمة، الّذي يروي وجود نظام حقائق الكون ونواميس الحياة المحكمة، وجوب وجوده، وسعة علمه وقدرته الازليّة اللامتناهية، كما تروي أنباء ذكره العزيز نزراً من أنباء الغيب، وبعضاً من أحاديث معجزات أنبيائه ورسله الالهيّة.

وأكمل صلواته وتحيّاته على أمين وحيه، وخاتم سفرائه الرّسول المصطفى محمّد بن عبدالله وآله المصطفين الطّيبين الطّاهرين الّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهرهم تطهيراً، وأورثهم كتاب وحيه، وجعلهم حكّام أمره ونهيه، ومجالى آياته ومعجزاته، لاسيّما قطب رحى الوجود وعالم الامكان والتمكين المحجوب عن أنظار الناظرين صلوات الله عليه وعلى آبائه أجمعين.

التّمهيد، ويشتمل على:

مفهوم المعجزة

قال الطريحي في معجم البحرين: المعجز: الامر الخارقُ للعادة، المطابقُ للدعوى، المقرون بالتّحدّي([1]). قال الفقيه عماد الدّين أبو جعفر محمّد بن عليّ الطّوسي المعروف بابن حمزة في الثّاقب في المناقب:

وللمعجز أحكام لابّد من معرفتها:

أحدها: أن يكون من فعل الله تعالى.

وثانيها: أن يكون خارقاً للعادة.

وثالثها: أن يكون متعذّراً مثله على الخلق في الجنس، مثل إحياء الموتى، أو في الصّفة نحو: القرآن، وانشقاق القمر.

ورابعها: أن يكون موافقاً لدعوى المدّعي، وإنّما يدلّ المعجز على صدق المدّعي فحسب، سواء كان مدّعياً للنبّوة، أو الامامة، أو الصّلاح.

وقد يظهر الله تعالى المعجز على أيدي الصالحين من عباده ـ بحسب المصلحة ـ إذا كان الوقت يقتضيه، فلا يدّل بالابانة على النّبوة، كما ذهب إليه قوم، وشرح ذلك وبيانه مذكوران في موضعهما.

وما ظهر من آياته صلى الله عليه وآله وسلم قبل بعثته أو بعدها.

فالاوّل: إنّما أظهره الله تعالى على يده، تعظيماً له في قلوب النّاس لطموح الابصار إليه، واعتماد الخلق عليه.

والاخر: إنّما أظهره عقيب دعواه ليدّل على أنّه الصّادق فيما ادّعاه، المحقق فيما إبتناه، المقتدى بفعاله، المهتدى بمقاله.

فإن ظهر لا عقيب دعواه، كان ذلك تنبيهاً للحاضر، وتعريفاً للناظر، وتذكيراً للمتأمّل الذاكر، سواء كان ابتداءً من القديم تعالى، أو بسبب أمر يقتضي ذلك، سواء ظهر على يده، أو على يدِ غيره من إجابة الدعاء، أو دفع البلاء، أو كبت عدوّ، أو عون وليّ، أو نفاذ أمر، أو إنهاء عذر، أو تقديم نذر، أو إحياء سنّة، أو تضعيف منّه، أو ترغيب في الاسلام، أو ترهيب عن الاثام([2]).

قال السّيّد الجليل هاشم البحراني في مدينة المعاجز:


... واعلم أنّ المعجزات من الانبياء والائمة عليهم السلام دليل على صدقهم على الله سبحانه في دعواهم النبّوة والامامة، لانّ المعجز الخارق للعادة، فعله تعالى، وإقدارهم على ذلك منه جلّ جلاله، ومن المعاجز، مثل:

كتابة أسمائهم على ساق العرش، والحجب، والشّمس، والقمر، وما شاكل. مثل: كتابتهم على الاشجار وغيرها ـ كما يطلعك هذا الكتاب عليه ـ .

فإنّه من فعل الله تعالى يكون معجزاً يتحدّى به، فانظر إلى ما تحدّى به أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر، وذكرنا فيه حديثاً طويلاً ـ وهو الرابع والسبعون وأربعمائة من معاجز أمير المؤمنين عليه السلام ـ فإنّه عليه السلام ذكر من فضائله ما هو معجز، ليس لابي بكر مثله، فبذلك استحقّ الخلافة والامامة دونه.

وقال رجل للرضا عليه السلام: إنّ عليّاً ظهر من نفسهِ المعجزات الّتي لا يقدر عليها غير الله.

قال الرضا عليه السلام: لما ظهر منه الفقر والفاقة، دلّ على أنّ من هذه صفاته، ويشاركه فيها الضعفاء والمحتاجون لا تكون المعجزات فعله، فعلم بهذا أنّ الّذي ظهر من نفسه المعجزات، إنّما كانت فعل القادر الّذي لا يشبه المخلوقين، لا فعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف([3]).

وقال عمر بن الفرج الرخجي: قلت لابي جعفر عليه السلام([4]): إنّ شيعتك تدّعي أنّك تعلم كلّ ما في دجلة ووزنه، وكنّا على شاطئ دجلة.

فقال لي عليه السلام: يقدر الله تعالى على أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا؟

قلت: نعم، يقدر. فقال: أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه([5]).

ابن بابويه، قال: حدّثنا علي بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله عن موسى بن عمران، عن عمّه عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام:

لايّ علّة أعطى الله عزّ وجلّ أنبياءه ورسله وأعطاكم المعجزة؟

فقال: ليكون دليلاً على صدق من أتى به، والمعجزة علامة لله، لا يعطيها إلاّ أنبياءه ورسوله وحججه ليعرف به صدق الصّادق، من كذب الكاذب، وهو في الائمّة الاثني عشر عليّ عليه السلام وبنيه الائمّة الاحد عشر عليهم السلام([6]).

واعلم: إنّ ائمّتنا الاثني عشر عليهم السلام قد ادعوا الامامة، وأظهر الله جلّ جلاله المعجز على أيديهم، فهم أئمّة الهدى من الله سبحانه، والصراط المستقيم إليه تعالى([7]).

وقال المحدِث الفقيه قطب الدين الراوندي (قدس سره) في كتابه«الخرائج والجرائح»:

فإنَّ قوماً من الّذين أقرّوا بظاهرهم بالنّبوّات، جحدوا في الامامة كون المعجزات، فضاهوا الفلاسفة والبراهمة الجاحدين في النبّوة الاعلام الباهرات، فدعاواهم جميعاً باطلة فاضحة، إذ الادلّة على صحّة جميع ذلك واضحة.

وقد أخبرنا جماعة ثقات، منهم: الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن المحسن الحلبي، عن الشيخ أبي جعفر الطّوسي، عن أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمّد ابن الزبير القرشي، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الازدي، عن الحسن بن محبوب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام أنّه قال:

أعظم النّاس ذنباً، وأكثرهم إثماً على لسان محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: الطاعن على عالم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم والمكذّب ناطقهم، والجاحد معجزاتهم.

على أنّ من أنكر المعجزات لعليّ عليه السلام وأولاده الاحد عشر مع إثباته للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّه جاهل بالقرآن.

وقد أخبرنا الله سبحانه عن آصف بن برخيا وصيّ سليمان عليه السلام وعن ما أتى به من المعجز من عرش ملكة اليمن، وكان سليمان عليه السلام يومئذ ببيت المقدس، فقال وصيّه: (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدَّ إِليكَ طَرفُكَ)([8]).

وارتداد الطرف مالا يتوهّم فيه ذهاب زمان، ولا قطع مسافة، وكان بين بيت المقدس والموضع الّذي فيه عرشها باليمن مسيرة خمسمائة فرسخ ذاهباً وخمسائة راجعاً، فأتاه به وصيّهُ من هذه المسافة قبل ارتداد الطرف، فلو فعله سليمان لكان معجز (له).

فلمّا أراد أن يدلّ أهل زمانه على وصيّهِ ومن يقوم مقامه بعده، قام به وصيّه (بإذن الله) وهذا اقوى من النّص.

وهذا كما ذكر الله في معجزات الانبياء: من طوفان نوح وسفينته.

وناقة صالح وفصيلها وشربهم وشربها.

ونار إبراهيم، وأضيافه، وإحياء الله تعالى الطّيور الاربعة الّتي ذبحها وفرّقها على الجبال، ثمّ كانت (تأتيه سعياً).

وتسخير الله الريح لسليمان.

وإلانة الحديد لابيه، وتعليمه منطق الطّير.

والنّمل وعصا موسى وإنقلابها حيّة، واليد البيضاء من غير سوء، وآياته المذكورة في القرآن من: الطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع والدّم والرجز ونتوق الجبل فوقهم، وانفلاق البحر لقومه، والمنّ والسّلوى ]والتّيه[ والعيون الجارية من الحجر، والغمام المظلّ، ونحو ذلك.

وما أخبر الله به عن عيسى من كلامه في المهد، وإحياء الموتى، وإبراء الاكمه والابرص، وجعل الله الطّين طيراً، وماشاكل ذلك.

وكذلك ما أخبر الله تعالى به عن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم من شقّ القمر، والاسراء إلى بيت المقدس، والمعراج، وما نقله عنه المسلمون من الايات والدلائل والمعجزات كلّ ذلك قد شوهد، وعليه الاجماع.

وكذلك ما رواه الشيعة الامامية خاصّة في معجزات أئمّتهم المعصومين عليهم السلام صحيح، لاجماعهم عليه، وإجماعهم حجّة، لانّ فيهم حجّة.

ـ إلى أن قال ـ :

والمعجز في العرف: ماله حظّ في الدّلالة على صدق من ظهر على يده([9]).

وقال في موضع آخر من كتابه رحمه الله:

والطّريق إلى معرفة صدق النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والوصيّ عليه السلام ليس إلاّ ظهور المعجز عليه أو خبر نبيّ ثابت نبوّته بالمعجز.

والمعجز في اللّغة: ما يجعل غيره عاجزاً، ثمّ تعورف في الفعل الّذي يعجز القادر عن ]الاتيان بـ[ مثله.

وفي الشّرع: هو كلّ حادث من فعل الله أو بامره أو تمكينه، ناقض لعادة النّاس في زمان تكليف، مطابق لدعوته أو ما يجري مجراه.

واعلم أنّ شروط مفهوم المعجزات اُمور:

منها: أن يعجز عن مثله، أو عمّا يقاربه المبعوث إليه وجنسه، لانّه لو قدر عليه، أو واحد من جنسه في الحال لما دلّ على صدقه، ووصيّ النبيّ عليهما السلام حكمه حكمه.

ومنها: أن يكون من فعل الله تعالى، أو بأمره وتمكينه، لانّ المصدّق للنبيّ بالمعجز هو الله تعالى، فلا بدّ أن يكون من جهتهِ تعالى، ما يصدّق به النبيّ أو الوصيّ.

ومنها: أن يكون ناقضاً للعادة، لأنّه لو فعل معتاداً لم يدل على صدقه، كطلوع الشمس من مشرقها.

ومنها: أن يحدث عقيب دعوى المدّعي، أو جارياً مجراه، والّذي يجري مجرى ذلك هو أن يدّعي النبّوة، ويظهر عليه معجزاً، ثمّ تشيع دعواه في النّاس، ثمّ يظهر معجز من دون تجديد دعوى لذلك; لانّه إذا لم يظهر كذلك لم يعلم تعلّقه بالدعوى، فلا يعلم أنّه تصديق له في دعواه.

ومنها: أن يظهر ذلك في زمان التّكليف، لانّ أشراط الساعة تنتقض بها عادته تعالى، ولا يدلّ على صدق مدّع([10]).

وقال في موضع آخر من كتابه رحمه الله:

الباب التاسع عشر: في الفرق بين الحيل والمعجزات:

أمّا بعد: حمداً لله تعالى، الّذي فرّق لجميع المكلّفين بين الحقّ والباطل، والصّلاة على محمّد وآله الّذين أعادوا الدّين كعود الحلي إلى العاطل.

فإنّي أذكر ما ينكشف به الفصل بين الحيل والمعجزات، ويظهر به الشّعوذة والمخاريق، وحقيقة الدلالات والعلامات لكلّ ذي رأي صائب، ونظر ثاقب والله الموفّق والمعين.

باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها وكيفية التّوصل إلى

استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات

إعلم أنّ الحيل هي أن يري صاحب الحيلة الامر في الظّاهر على وجه لا يكون عليه ويخفي وجه الحيلة فيه.

نحو عجل السّامري الّذي جعل فيه خروقاً تدخل فيها الريح، فيسمع منه صوت.

ومنها: مخرقة المشعبذ نحو أن يري النّاظر ذلك في خفّة حركاته كأنّه ذبح حيواناً ولا يذبحه في الحقيقة، ثمّ يري من بعد أنّه أحياه ]بعد الذبح[.

ويشبه هذا الجنس من الحيل: السّحر.

وليست معجزات الانبياء والاوصياء عليهم السلام من هذا الجنس، لانّ الّذي يأتون به من المعجزات يكون على ما يأتون به.

والعقلاء يعلمون أنّها كذلك، لا يشكّون فيه وأنّه ليس فيها وجه حيلة نحو قلب العصاحيّة، وإحياء الميّت، وكلام الجماد والحيوانات من البهائم والسّباع والطّيور على الاستمرار في أشياء مختلفة، والاخبار عن الغيب، والاتيان بخرق العادة، ونحو القرآن في مثل بلاغته والصّرفة([11]) وإن كان يعلم كونه معجزاً أكثر النّاس بالاستدلال.

ولهذا قال تعالى في قوم فرعون وما رأوه من معجزات موسى ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ : (وَجَحَدُوا بِها وَاستَيقَنتُهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُوّاً)([12]).

فصل

فإن قيل: ما أنكرتم أن يكون في الادوية ما إذا مسّ به ميّت حيّي وعاش، وإذا جعل في عصا ونحوها صارت حيّة، وإذا سقي حيواناً تكلم، وإذا شربه الانسان صار بليغاً، بحيث يتمكّن من مثل بلاغة القرآن.

قلنا: ليس يخلو إمّا أن يكون للنّاس طريق إلى معرفة ذلك الدّواء، أو لا يكون لهم طريق إلى معرفته. فإن كان لهم إليه طريق لزم أن يكون الظّفر به ممكناً، وكانوا يعارضونه به فلا يكون معجزاً.

وإن لم يمكن الظّفر به، لزم أن يكون الظّفر به معجزاً، لانّه يعلم أنّه ما ظفر به إلاّ بأن أطلعه الله تعالى عليه ـ وإن كان تعالى لا يطّلع عليه أحداً ليس برسول ـ فعلم بذلك صدقه، ثم يعلم من بعد ـ بخبره ـ أنّ ذلك ليس من قبله ـ نحو القرآن ـ بل هو منه تعالى أنزله عليه.

وكذلك هذا في الدّواء الذّي جوّز به السّائل إحياء الموتى، لا يخلو إمّا أن لا يمكن الظّفر به أو يمكن. فعلى الاوّل لزم أن يكون الظّفر به معجزاً للنّبيّ أو الوصيّ، لانّه يعلم أنّه ما ظفر به إلاّ بأن أطلعه الله تعالى عليه، فيعلم بذلك صدقه.

وإن أمكن الظّفر به ـ وهو الوجه الثّاني ـ فالواجب أن يسهل الاحياء لكلّ أحد، والمعلوم خلافه.

فصل

واعلم أنّ الحيل والسّحر وخفّة اليد لها وجوه متى فتّش عنها المعني بذلك فانّه يقف على تلك الوجوه، ولهذا يصح فيها التّتلمذ والتّعلّم، ولا يختصّ به واحد دون آخر.

مثاله: إنّ المحتالين يأخذون البيض، ويضعونه في الخلّ ونحوه، ويتركونه يومين وثلاثة، حتّى يصير قشره الفوقاني ليّناً بحيث يمكن أن يطول، فإذا صار طويلاً بمدّه كذلك، يطرح في قارورة ضيّقة الرّأس، فإذا صار فيها يصبّ فيها الماء البارد وتحرّك القارورة حتّى يصير البيض مدوّراً كما كان، ويذهب ذلك اللّين من قشره الفوقاني بذلك بعد ساعات، ويشتدّ بحيث ينكسر انكساره أوّلاً، فيظنّ الغفلة أنّ المعجز مثله، وهو حيلة.

ونحو ذلك ما ألقى سحرة فرعون من حبالهم وعصيّهم حتّى خيّل إلى النّاظر إليها من سحرهم أنّها تسعى، احتالوا في تحريك العصا والحبال; لانّهم جعلوا فيها من الزّئبق، فلمّا طلعت الشّمس عليها، تحرّكت بحرارة الشّمس.

وغير ذلك من أنواع ]الحيل، وأنواع[ التّمويه والتّلبيس، وخيّل إلى النّاس أنّها تتحرك كما تتحرك الحيّة، وإنّما سحروا أعين النّاس لانّهم أروهم شيئاً لم يعرفوه ودخل عليهم الشّبهة في ذلك لبعده منهم، فإنّهم لم يتركوا النّاس يدخلون بينهم.

وفي هذه دلالة على أنّ السّحر لا حقيقة له، لأنّها لو صارت حيّات حقيقة لم يقل الله تعالى: (سَحَرُوا أعيُنَ النَّاسِ)([13]) بل كان يقول سبحانه: «فلمّا ألقوا صارت حيّات».

ثمّ قال تعالى: (وَأوحَيَنا إلى مُوسَى أن ألقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِي تلقَفُ مَا يأفِكُونَ)([14]) أي ألقاها فصارت ثعباناً فإذا هي تبتلع ما يأفكون فيه من الحبال والعصيّ، وإنّما ظهر ذلك للسّحرة على الفور، لأنّهم لمّا رأوا تلك الايات والمعجزات في العصا علموا أنّه أمر سماوي لا يقدر عليه غير الله تعالى.

فمن تلك الايات: قلب العصا حيّة.

ومنها: أكلها حبالهم وعصيّهم مع كثرتها.

ومنها: فناء حبالهم وعصيّهم في بطنها إمّا بالتّفرق أو الخسف، وإمّا بالفناء عند من جوّزه.

ومنها: عودها عصا كما كانت من غير زيادة ولا نقصان.

وكلّ عاقل يعلم أنّ مثل هذه الاُمور لا تدخل تحت مقدور البشر، فاعترفوا كلّهم، واعترف كثير من النّاس معهم بالتّوحيد، والنّبوّة، وصار إسلامهم حجّة على فرعون وقومه.

فصل

وأمّا معجزات الانبياء والاوصياء عليهم السلام فإنّ أعداء الدّين يعتنون بالتّفتيش عنها، فلم يعثروا على وجه حيلة فيها.

وكذلك كلّ من سعى في كشف عوراتهم وتكذيبهم يفتّش عن دلالاتهم أهي شبهات أم لا؟ فلم يوقف فيها على مكر وخديعة منهم عليهم السلام، ولا في شيء من ذلك.

ألا ترى أنّ سحرة فرعون كانت همّتهم أشدّ في تفتيش معجزة موسى ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ فصاروا هم أعلم النّاس بأنّ ما جاء به موسى عليه السلام ليس بسحر، وهم كانوا أحذق أهل الارض بالسحر، وآمنوا، وقالوا لفرعون: (وَمَا تَنقِمُ مِنّا إِلاّ أن آمنَّا بآياتِ رَبَّنَا لَمَّا جَاءتنَا رَبَّنَا أفرِغ عَلَينا صَبراً وَتَوفّنا مُسلِمِينَ)([15]).

فقتلهم فرعون، وهم يقولون: (لا ضير إنّا إلى ربّنا لمنقلبون)([16]).

وقيل: إنّ فرعون لم يصل إليهم وعصمهم الله تعالى منه.

فصل

وأمّا القمر المعروف بـ «المقنّعي»([17]) فإنّه ليس بأمر خارق للعادة، وإنّما هو إخراج عين من العيون الّتي تنبع في الجبال في ذلك الموضع، متى كانت الشّمس في برج الثّور أو الجوزاء سامتت تلك العين، وانعكس منها الشعاع إلى الجو، وهناك تكثر الابخرة في الجوّ، وتتراكم ونتكاثف، فيركد الشعاع الّذي انعكس ]من العين[ فيها، فتراءى إلى النّاس صورة قمر.

ولهذا لمّا طمّت تلك العين فسد ما فعله المقنّع، وقد عثر على ذلك، واطّلع عليه، وكلّ من اطّلع على ذلك، وراقب الوقت وأنفق المال وأتعب الفكر ]فيه أمكنه أن يطلع مثل ما أطلعه المقنّع، إلاّ أنّ النّاس يرغبون عن إنفاق المال وإتيان الفكر [فيما يجري هذا المجرى، سيّما وإن تمّ لهم ذلك نسبوه إلى الشّعوذة.

وأمّا الطّلسمات فإنّ من النّاس من يسمّي الحيل الباقية بها، وذلك مجاز واستعارة.

وإلاّ فالطلسمات الّتي ظاهرها وباطنها سواء، ولا يظهر منها وجه حيلة ]خافية[ كما كان على منارة الاسكندريّة.

]وكما روي أنّ الله تعالى بفضله أمر نبيّاً من الانبياء المتقدّمين أن يأخذ طيراً من نحاس أو شبه ويجعله على رأس منارة كانت في تلك الولاية، ولم يكن فيها شجر الزّيتون، وكان أهلها محتاجين إلى دهن الزّيت للمأدوم وغيره، فإذا كان عند إدراك الزيتون بالشامات خلق الله صوتاً في ذلك الطّير فيذهب ذلك الصوت في الهواء فيجتمع إلى ذلك الوف الوف من أجناسه في منقار كلّ واحد زيتونة، فيطرحها على ذلك الطير، فيمتليء حوالي المنارة من الزّيتون إلى رأسها، وكان ذلك الطّير غير مجوّف.

فلا يدّعى أنّها من الحيل الّتي يأخذها النّاس لصندوق الساعة ونحوها.

ولا يسمع لذلك الطير صوت إلاّ عند إدراك الزيتون في السنة، وكان أهلوها ينتفعون به طول السّنة بذلك[.

فعندنا هي معجزات ]باقية[ للانبياء الماضين، والاوصياء المتقدمين صلّى الله عليهم أجميعن، ولهذا لم تظهر طلسمات بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفي حال قصور أيدي الائمّة عليهم السلام.

فصل

وأمّا الزرّاقون([18]) الّذين يتحدثون على غير أصل، كالشغراني([19])، فإنّه كان ذكيّاً حاضر الجواب ]فطناً بالزرق[، معروفاً بكثرة الاصابة فيما يخرجه، حتّى ظنّوا أنّ هذا كلّه هو ما اقتضاه مولده وتولاه كوكبه من غير علم.

وهذا كلّه باطل، لأنّه لو كانت الاصابة بالمواليد، لكان النّظر في علم النّجوم عبثاً لا يحتاج إليه، لانّ المولد إذا اقتضى الاصابة أو الخطأ، فالتعلّم لا ينفع وتركه لا يضرّ، وهذه علّة تسري إلى كلّ صنعة، حتّى يلزم أن يكون كلّ شاعر مفلّق وصانع حاذق وناسج الديباج موفّق لا علم له بذلك، وإنّما اتّفقت له الصّنعة بغير علم لما يقتضي كواكب مولده، وما يلزم من الجهالة على هذا لا يحصى.

فصل

وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يذكر أخبار الاوّلين والاخرين، من ابتداء خلق الدّنيا إلى انتهائها، وأمر الجنّة والنّار، وذكر ما فيها على الوجه الّذي صدّقه عليها أهل الكتاب وكان صلى الله عليه وآله وسلم لم يتعلّم، ولم يقعد عند حبر، ولم يقرأ الكتب.

وإذا كان كذلك فقد بان اختصاصه بمعجزة ]لانّ[ ما أتى به من هذه الاخبار ـ لا على الوجه المعتاد في معرفتها، من تلقّفها من ألسنة النّاطقين ـ لا يكون إلاّ بدلالة تكون علماً على صدقه.

وما أخبر به عن الغيوب الّتي تكون على التّفصيل لا على الاجمال كقوله تعالى: (لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلّقين رؤوسكم ومقصّرين لا تخافون)([20]) فكان كما أخبر به.

ولم يكن ـ عليه وآله السلام ـ صاحب تقويم، وحساب، واسطرلاب، ومعرفة مطلع نجم، وريح، وكان صلى الله عليه وآله وسلم ينكر على المنجّمين، فيقول:

من أتى عرّافاً أو كاهناً فآمن بما قال، فقد كفر بما انزل على محمّد([21]).

وقد علمنا أنّ الاخبار عن الغيوب على التفّصيل ـ من حيث لا يقع فيه خلاف بقليل ولا بكثير من غير استعانة على ذلك بآلة وحساب وتقويم كوكب وطالع، أو على التّنجيم الّذي يخطئ مرّة ويصيب مرّة ـ لا يمكن إلاّ من ذي معجزة مخصوصة قد خصّه الله تعالى بها بالهام من عنده أو أمر يكون ناقضاً للعادة الجارية في معرفة مثلها، إظهاراً لصدق من يظهرها عليه وعلامة له.

 

فصل

واعلم أنّ ما تضمّنه القرآن أو الاحاديث الصّحيحة من الاخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة:

فأمّا الماضية: فكالاخبار عن أقاصيص الاوّلين والاخرين من غير تعلّم من الكتب المتقدّمة، على ما ذكرنا.

وأمّا المستقبلة: فكالاخبار عمّا يكون من الكائنات، فكان كما أخبر عنها على الوجه الّذي أخبر عنها على التّفصيل، من غير تعلّق بما يستعان به على ذلك، من تلقين ملقّن أو إرشاد مرشد، أو حكم بتقويم، أو رجوع إلى حساب كالكسوف والخسوف، ومن غير اعتماد على اسطرلاب وطالع.

وذلك كقوله تعالى: (ليُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ)([22]).

وكقوله تعالى: (مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيغلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)([23]).

وكقوله تعالى: (سيُهزَمُ الجَمعُ وُيوُلّونَ الدُّبُرَ)([24]).

وكقوله تعالى: (لاَ يَأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعضُهُمْ لِبعض ظَهِيراً)([25]).

وكقوله تعالى: (فَإِن لَّم تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلوا)([26])

وكقوله تعالى: (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأخُذُونَهَا ـ إلى قوله ـ قَدْ أَحَاطَ اللهُ بِهَا)([27]).

ونحو ذلك من الايات وكانت كلّها كما قال تعالى.

والاحاديث في مثل ذلك كثيرة لايتّفق أمثالها ـ على كثرتها مع ما فيها من تفصيل الاحكام المفصّلة ـ عن المنجّمين فتقع كلّها صدقاً، فيعلم أنّ ذلك بالهام ملهم، علاّم الغيوب، معرّفاً له حقائق الاُمور.

ووجه آخر وهو ما في القرآن والاحاديث من الاخبار عن الضّمائر مثل قوله تعالى: (إذ همّت طّآئفتان مِنكُمْ أن تَفْشَلا)([28]) من غير أن يظهر منهم قول أو فعل بخلاف ذلك.

وكذلك قوله تعالى: (وإذا جاؤك حيّوك بما لم يحيّيك به الله ويقولون في أنفسهم...)([29]) من غير أن يسمعه أحد منهم ]فلا ينكرونه[.

وكذلك قوله تعالى: (وإذ يعدكم الله إحدى الطّائفتين أنّها لكم وتودّون أنّ
غير ذات الشّوكة تكون لكم)([30]) فأخبره تعالى بما يريدون في أنفسهم وما يهمّون ]به[.

وكعرضه تعالى تمنّي الموت على اليهود في قوله تعالى: (فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين)([31]).

وقوله تعالى: (ولا يتمنّونه أبداً بما قدّمت أيديهم)([32]).

فعرفوا صدقه، فلم يجسر أحد منهم أن يتمنّى الموت، لأنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لهم: «إن تمنّيتم الموت متّم» فدلّ جميع ذلك على صدقه باخباره عن الضّمائر.

وكذلك ما ذكرناه من معجزات الاوصياء، يدلّ على صدقهم وكونهم حججاً لله تعالى.

فصل

فان قيل: فما الدليل على أنّ أسباب الحيل مفقودة في أخباركم حتّى حكمتم بصحّة كونها معجزة؟

قلنا: كثير من تلك المعجزات لا يمكن فيها الحيل، مثل، انشقاق القمر، وحديث الاستسقاء، وإطعام الخلق الكثير من الطعام اليسير، وخروج الماء من بين الاصابع، والاخبار بالغائبات قبل كونها، ومجي الشّجرة ثمّ رجوعها إلى مكانها لا تتم الحيلة فيها.

وإنّما تتمّ الحيلة في الاجسام الخفيفة الّتي تحدث بالتفكك والقسر وغير ذلك ولا يتمّ مثله في الشجر والجبل، لأنّه لو كان لوجب أن يشاهد.

فان قيل: جوّزوا أن يكون ها هنا جسم يجذب الشّجرة كما أنّ ها هنا حجراً يجذب الحديد يسمّى «المغناطيس».

قلنا: لو كان الامر على هذا لعثر عليه، ولظفر به مع تطاول الزمان، كما عثر على حجر المغناطيس، حتّى علمه كلّ أحد.

ولو جاز ما قالوه للزم أن يقال: هاهنا حجر يجذب الكواكب ويقلع الجبال من اماكنها، وإذا قرّب من ميّت عاش، فيؤدّي إلى أن لا يثق بشيء أصلاً، ويؤدّي ذلك إلى الجهالات، وكان ينبغي أن يطعن بذلك أعداء الدّين ومخالفو الاسلام لانّهم إلى ذلك أحوج، وبه أشغف.

وكذلك القول في خروج الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وآله وسلم إن ادّعي طبيعة فيه أو حيلة لزم تجويز ذلك في قلع الجبال، وجذب الكواكب، وإحياء الموتى، وكلّ ذلك فاسد.

وحنين الجذع لا يمكن أن يدّعى أنّه كان لتجويف فيه، لأنّه لو كان كذلك لعثر عليه مع المشاهدة، ولكان لا يسكن مع الالتزام.

وتسبيح الحصى، وتكليم الذراع لا يمكن فيه حيلة البتّة.

وقيل: في سماع الكلام من الذّراع وجهان:

أحدهما: إنّ الله تعالى بنى الذّراع بنية حيّ صغير، وجعل له آلة النطق والتميّيز فيتكلّم بما سمع.

والاخر: إنّ الله تعالى خلق فيه كلاماً سمع من جهته وأضافه إلى الذراع مجازاً.

وقول من قال: لو انشقّ القمر لرآه جميع النّاس، لا يلزم، لأنّه لا يمتنع أن تكون للنّاس في تلك الحال مشاغيل، فإنّه كان بالليل، فلم يتّفق لهم مراعاة ذلك فإنّه بقي ساعة ثمّ التأم.

وأيضاً فإنّه لا يمتنع أن يكون حال بينه وبين من لم يشاهده الغيم، فلاجل ذلك لم يره الكلّ، وأكثر معجزات الائمّة عليهم السلام تجري مجرى ذلك، فالكلام فيها كالكلام في هذه، والله أعلم.

باب في الفرق بين المعجزة والشّعبذة

قد فرّق قوم من المسلمين بين المعجزات والمخاريق، بأن قالوا:

إنّ المعجزة لا تكون إلاّ على يد رسول أو وصيّ رسول عند الافاضل من أهل عصره والاماثل من قومه، فيعرفونها عند التأمّل لها والنظر فيها على كلّ حال.

والشّعبذة تظهر على يد أطراف النّاس وسقطهم عند الضّعفة من العوامّ والعجائز، فإذا بحث عن أسبابها ]المبرّزون[ وجدوها مخرقة، والمعجزة على ]مرّ [الايّام لا تزداد إلاّ ظهور صحّة لها، ولا تنكشف إلاّ عن حقيقة فيها.

وإنّ المعجزة ربّما لم يعلم ـ من تظهر عليه ـ مخرجها وطريقها، وكيف تتأتّى وتظهر. والشّعبذة إنّما يهتدي صاحبها إلى أسبابها، ويعلم أنّ من شاركه فيها أتى بمثل ما أتى هو به.

وإنّ المعجزة يجري أمرها مجرى ما ظهر في عصا موسى ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ من انقلابها حيّة تسعى حتّى انقادت له السّحرة، وخاف موسى ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ أن تلتبس الشعبذة على أكثر الحاضرين.

وإنّ المعجزة تظهر عند دعاء الرّسول أو الوصيّ ابتداءاً من غير تكلّف آلة وأداة منه أكثر من دعائه لله تعالى أن يفعل ذلك.

والشعبذة: مخرقة وخفّة يد تظهر على أيدي بعض المحتالين بأسباب مقدرّة لها، وحيلّ متعلّمة أو موضوعة، ويمكن المساواة فيها، ولا يتهيّأ ذلك إلاّ لمن عرف مبادئها، ولا بدّ له من آلات يستعين بها في إتمام ذلك ويتوصّل بها إليه.

فصل

واعلم أنّ المعجزة أمرٌ يتعذّر على كلّ من في العصر مثله عند التكلّف والاجتهاد على المشعوذين، فضلاً عن غيرهم، كعصا موسى الّذي أعجز السحرة أمره مع حذقهم في السحر وصنعته.


والشعّوذة: مخرقة وخفّة تظهر على أيدي المحتالين بأسباب مقدّرة تخفى على قوم دون قوم.

والمعجزة تظهر على أيدي من عرف بالصّدق والصّيانة والصّلاح ]والسّداد[.

والشّعوذة تظهر على أيدي المحتالين والخبثاء والارذال.

والمعجزة يظهرها صاحبها متحدّياً، ودلائل العقل توافقها على سبيل الجملة، ويباهي بها جميع الخلائق، ولا تزيده الايّام إلاّ وضوحاً، ولا تكشف الاوقات إلاّ عن صحّته.

وللمعجزات شرائط ذكرناها ]على أنّها من باب الممكن للمتوهّم، الّذي لا يمتنع مثله في المقدور لله، ونفسه قول المنكرين لكونها ـ من حيث الاحالة لوقوعها ـ والله سبحانه وتعالى هو المظهر لها تصديقاً للنبيّ أو الوصيّ.

ولانّ أكثر الشّعوذة والمخرقة تتعلّق بزمان مخصوص ومكان معلوم، ويستعان في فعلها بالادوات والمعاونات والمعالجة.

والمعجزة لا تتعلّق بزمان مخصوص، ولا ببقعة مخصوصة، ولا يستعين فيها صاحبها بآلة ولا آداة، وإنّما يظهرها الله على يديه عند دعائه ودعواه، وهو لم يتكلّف في ذلك سبباً، ولا استعان فيها بعلاقة ولا معالجة، ولا أداة ولا آلة.

وأنّها على الوجه النّاقض للعادات، والباهر للعقول، القاهر للنّفوس، حتّى تذعن لها الرّقاب والاعناق، وتخضع لها النّفوس، وتسمو إليها القلوب ممّن أراد أن يعلم صدق من أظهرها عليه.

فصل

والمعجزة علامة الصدق حيث وجدت، سواء كان نبيّاً مرسلاً، أو وصيّاً معظّماً، وإنّما تظهر للتصديق لمن تظهر عليه، إمّا في دعواه النّبوّة، أو في تحقيق حاله، والّذي يدل على أنّها علامة التّصديق أنّه قد ثبت أنّ خبر المخبر لابدّ من أن يكون صدقاً أو كذباً.

والباري تعالى موصوف بالقدرة على التّمييز بين الصّادق والكاذب بإمارات ينصبها، وعلامات يضعها دلالات على صدق الصّادق، كما أنّه القادر على إعلامنا صدق الصّادق وكذب الكاذب بأن يضطرّنا إلى صدق الصّادق وكذب الكاذب، ولكنّه تعالى لا يفعل الاضطرار فيه مع بقاء التّكليف.

ولو لم يكن تعالى موصوفاً بالقدرة على نصب دلالة على صدق الصادق لم يمكن المستدلّ أن يستدلّ بها على صدقه فيما يقوله كان في ذلك تعجيزه، ووصفه بالعجز عمّاً يصحّ أن يقدر عليه، وذلك باطل لأنّه تعالى قادر لذاته، فعلم أنّه لابدّ أن يكون قادراً على نصب دلالة يستّدلّ بها على صدق الصّادق.

ثمّ تلك الدّلالة لا تخلو إمّا أن تكون أمراً معتاداً حدوثه، أو أمراً يخصّ الصّادق وينقض العادة بذلك المعنى الّذي أشرنا إليه، ولا يكون أمراً معتاداً، بل يكون خارقاً للعادات، وإذا كان هذا هكذا صحّ أنّ الّذي ذكرناه من المعجزة علامة الصّدق وأنّها تخصّه كما تخصّ الافعال المحكمة إذ أظهرت علم من يظهر ذلك منه ويترتّب على حسب علمه بترتيبه لها، ولم يجز أن توجد مع الكاذب، لانّ حكم الامارة مثل حكم الدّلالة، ولا يصحّ أن تكون الدّلالة موجودة مع فقد المدلول، لانَّ ذلك يخرجها من أن تكون دلالة، كما أنّ العلّة توجب الحكم، فإذا وجدت وهي غير موجبة للحكم خرجت من أن تكون علّة للحكم.

والمعجزة: علامة الصّدق، وعلامة الشّيء كدلالته يلزمه حكمه فلا يجوز ظهورها على كذّاب.

 

باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وابطالها

ذكر ابن زكريّا المتطبّب في مقابل المعجزات اموراً يسيرة لا يتمكّن منها إلا بالمواطاة والحيل، وأعجب منها ما يفعله المشعبذون في كلّ زمان.

فذكر ما نقل عن زرادشت من صبّ الصّفر المذاب على صدره، ومن بعض سدنه بيت الاوثان أنّه كان منحنياً على سيف وقد خرج من ظهره لا يسيل منه دم، بل ماء أصفر، وكان يخبرهم بامور.

قال: ورأيت رجلا كان يتكلّم من إبطه، وآخر لم يأكل خمسة وعشرين يوماً، وهو مع ذلك حصيف البدن.

وأين ما ذكره من فلق البحر ]حتّى صار كلّ فرق منه كالطّود العظيم، ومن إحياء ميّت متقادم العهد، ويبقى حياً حتّى يولد[ وانفجار الماء الكثيرمن حجر صغير، أو من بين الاصابع حتّى يشرب الخلق الكثير.

فصل

والّذي ذكره ابن زكريا، عن زرادشت إنّما يمكن منه بطلاء الطّلق وهو دواء يمنع من الاحتراق، وفي زماننا نسمع أنّ اُناساً يدخلون التنّور المسجور بالغضى. وأمّا إراءة السيف نافذاً في البطن فهو شعبّذة معروفة، فإنّه يكون مجوّفاً يدخل بعضه فيِ البعض، فيري المشعبذ أنّه يدخل في جوفه.

وأمّا الامساك عن أكل الطعام، فهو عادة يعتادها كثير من النّاس، والمتصوفة يُعَوّدون أنفسهم التّجويع أربعين يوماً.

وقيل: إنّ بعض الصّحابة من يصوم صوم الوصال خمسة عشر يوماً.

وأمّا المتكلم من الابط، فيجوز أن يكون ذلك أصواتاً مقطّعة قريبة من الحروف، ]وأن يكون حروفاً متميّزة كأصوات كثير من الطّيور، وقد يسمع من صرير الباب ما يقرب من الحروف[ وهو مبهم في هذه الحكاية.

فيجوز أن يخبرأنّ ذلك كان كلاماً خالصاً.

ويجوز أن يتعمّد ذلك الانسان له، ويصل إلى ذلك بالتّجربة والاستعمال.

وقد رأينا في زماننا من كان يحكى عنه مثل ذلك، والّذي يحكى عن الحلاّج أغرب وأعجب.

وقد وقع العلماء على وجوه الحيل فيها، وكلّ من تفّكر في حيلهم أيّاماً وقف عليها، وما من حيلة إلاّ وتحصل عقيب سبب، وليس فيها ما تنقض به العادة.

فصل

وطعن ابن زكريّا في المعجزات من وجه آخر فقال: «وقد يوجد في طبائع الاشياء أعاجيب» وذكر حجر المغناطيس وجذبه للحديد، وباغض الخلّ، وهو حجر إذا القي في إناء خل فإنّه يهرب منه، ولا ينزل إلى الخل، والزمرّد يسيّل عين الافعى، والسمكة الرّعادة يرتعد صاحبها ما دامت في شبكته وكان آخذاً بخيط الشبكة.

قال: «فلا يمتنع أيضاً ـ فيما يأتي به الدعّاة ـ أنّها ليست منها، بل ببعض الطبائع، إلاّ أن يدّعي مدّع أنّه أحاط علماً بجميع طبائع جواهر العالم، وامتناع ذلك بيّن».

وذكر أبو اسحاق ابن عيّاش: أنّه أخذ هذا عليّ بن الراوندي فإنّه في كتاب له سمّاه: «الزمرّد على من يحتجّ بصحّة النبوّة بالمعجزات» فقال:

من أين لكم أنّ الخلق يعجزون عنه، هل شاهدتم الخلق؟ أو احطتم علماً بمنتهى قواهم وحيلهم؟ فإن قالوا: نعم، فقد كذبوا، لأنّهم لم يجوبوا الشّرق والغرب، ولا امتحنوا النّاس جميعاً. ثمّ ذكر أفعال الاحجار كحجر المغناطيس وغيره.

قال أبو اسحاق: فأجابه أبو عليّ في نقضه عليه: أنّه يجوز أن يكون في الطّبائع ما تجذب به النّجوم، وتسير به الجبال في الهواء، ويحيي به الموتى بعدما صاروا رميماً. فإذاً لا يمكن أن يفصل بين الممكن المعتاد، وما ليس بمعتاد، ولا بين ما ]ينفذ فيه حيلة وبين ما[ لا ينفذ فيه حيلة، إلاّ أن يجوب البلاد شرقاً وغرباً ويعرف جميع قوى الخلق فأمّا إذا سلّم أن يعلم باضطرار المعتاد وغيره وما لا تنفذ فيه حيلة، لزمه النّظر في المعجزات قبل أن يجوب البلاد، فليس يحتاج في معرفة كون الجاذب معجزاً إلى ما ذكر من معرفة قوى الخلق وطبائع الجواهر.

ولهذا لو ادّعى واحد النّبوّة، وجذب بالتراب الجبل، علمنا أنّه ليس فيه وجه حيلة، وإنّا نعلم بذلك صدقه، قبل أن نجوب البلاد ونعرف جميع الطبائع.

وقال أبو اسحاق: إنّ جميع ما يذكر في خصائص الاحجار أكثره كذب، وذكر أنّ واحداً أمر أن يجيء بالافاعي في سبد، وجعل الزمرّد الفائق في رأس قصبة، ووجّه به عين الافاعي، فلم تسل.

ثمّ إنّ جميع ما ذكره يسقط بما شرطناه في المعجزات، ونقش عند أهل البصر.

ومن تقوى دواعيه إلى كشف عوارة الزّمان الطّويل، فلا يوقف منه على وجه حيلة ـ فيما ذكروه ما هو معناه ظاهر لاكثر النّاس، كحجر المغناطيس ـ أو يوقف فيه على وجهه.

فصل

وربّما يقول المنكرون لمعجزات النبيّ والائمّة، عليهم أفضل الصلوات والتّحيّة: إنّ الاخبار الّتي يذكرون والاحاديث الّتي يعوّلون عليها في معجزاتهم ويصولون بها، إنّما رواها الواحد والاثنان، ومثل ذلك لا يمكن القطع عليه بعينه والحكم بصحّته، وأمر المعجزات أمر خارج عن العادات يجب أن يكون معلوماً متيقّناً غير مظنون متوهّم.

والجواب عن ذلك: إنّ أخبارنا في معجزات النبيّ والائمّة صلوات الله عليهم جاءت من طرق مختلفة، ومواضع متفرّقة، ومظان متباعدة، وفرق مخالفة وموافقة في زمان بعد زمان، وقرن بعد قرن، ولذلك كررّنا المعجزات من جنس واحد من كلّ واحد منهم عليهم السلام ولا يمكن أن يتواطأ النّاس على مثل هذا فلا يكون مخبرهم على ما أخبروا به جميعاً، لانّ ذلك ينقض عادتهم، كما ينقض العادة الاجتماع على الكذب في الجماعات الكثيرة.

وممّا يدلّ على ذلك أنّا رأينا من تواطئ الخبر عنه رجال منفردون بخبر الكذب. فأمّا إن أخبر جمهور من النّاس، فقال بعضهم: إنّ رجلاً له مال من ذهب وورق. وآخرون يخبرون عنه أنّهم رأوا له أثاثاً وجهازاً وأواني وآلات وأسباباً. وفرق يخبرون أنّهم رأوا له غلاّت وارتفاعات وضياعاً وعقارات. وآخرون يخبرون عنه أنّهم رأوا له خيلاً وبغالاً وحميراً.

إنّ الخبر إذا ورد عن الانسان بما ذكرنا اضطرّ إلى العلم بأنّ المخبر عنه غنيّ موسر، لا يقدر أحد على دفع علم ذلك عن نفسه، إذا نظر بعين الانصاف في تلك الاخبار، وإن كان يجوز على كلّ واحد من المخبرين الغلط والكذب في خبره إذ لو إنفرد من مضامة غيره.

ثمّ إنّ اجماع الفرقة المحقّة منعقد على صحّة أخبار معجزات الرّسول والائمّة من أهل بيته عليهم السلام. واجماعهم حجّة لانّ فيهم معصوماً.

فصل

ومن أخبار المعجزات: أخبار تقارب أخبار الجماعات الكثيرة، نحو خبر الحصاة وإشباع الخلق الكثير بالطعام اليسير، وذلك أنّ المخبرين بهذه الاخبار إنّما أخبروا عن حضرة جماعة فادّعوا حضورهم كذلك، فقد كانوا خلائق كثيرين مجتمعين شاهدي الحال، وكانوا فيمن شرب الماء، وأكل من الطعام، فلم ينكروا عليهم.

ولو كان الخبر كذباً لمنعت الجماعة الّتي ادّعى المخبرون حضورهم بذلك
وأنكروا عليهم، ولقالوا: لم يكن هذا، ولا شاهدناه. فلمّا سكتوا عن ذلك دلّ على تصديقهم لهم، وأنّ ذلك يجري مجرى المتواتر نقلاً في الصحّة والقطع به.

وممّا يدلّ على ذلك أنّ رجلاً لو عمد إلى الجامع، والنّاس مجتمعون، وقال لهم: إنّكم كنتم في موضع كذا، في دار كذا، لاملاك فلان، فأطعمكم كذا من الطعام، وكذا من الشراب، لم يمتنعوا أن ينكروا عليه، ولا يسكتوا على تكذيبه في الامر الّذي لا يمتنع في العادة، فكيف في الامر الّذي خرج عن العادة والنّفوس إلى إنكار المنكر فيها أشدّ إنذاراً؟!

ومن هذه الاخبار، أخبار انتشرت في الاُمّة، ولم يوجد لها منكر ولا مكذّب، بل تلقّوها بالقبول، فيجب المصير إليها، لاجتماع عليها من الاُمّة أو من الطّائفة المحقّة وهم لا يجتمعون على خطأ، ففيهم معصوم في كلّ زمان.

وما رووا أنّ زوجين من الطّير جادلا إلى أحدهم عليهم السلام فصالح بينهما، أو شكا طير من حيّة في موضع تأكل فراخه، فأمر بقتل الحيّة، فلا خفاء في كونه معجزاً. فأمّا ما سئل الحسين عليه السلام وهو صبيّ عن أصوات الطّيور والحيوانات فاعجازه من وجه آخر، ونحوه قول عيسى في المهد: «إنّي عبدالله».

وكلاهما نقض العادة، إذ ليس في مقدور الاطفال التّكلّم بما تكلّم به.

وقيل: إنّ نفس الدّعوى في بعض المواضع معجز.

فصل

والاخبار المتواترة توجب العلم على الاطلاق، وكذلك إذا كانت غير متواترة وقد اقترن بها قرينة من أحد خمسة أشياء: من أدلّة العقل، والكتاب، والسنّة المقطوع بها، أو إجماع المسلمين أو إجماع الطائفة، فهذه القرائن تدخل الاخبار ـ وإن كانت آحاداً ـ في باب المعلوم، فتكون ملحقة بالمتواتر.

والعلوم الّتي تحصل عند الاخبار المتواترة ـ لكلّ عاقل ـ مكتسبة عند الشّيخ المفيد، وذهب المرتضى إلى تقسيم ذلك. فقال: «العلوم بأخبار البلدان والوقايع ونحوها يجوز أن تكون ضرورية، ويجوز أن تكون مكتسبة.

وما عداها كالعلم بمعجزات النبيّ والائمّة عليهم السلام وكثير من أحكام الشّريعة فيقطع على أنّه مستدلّ عليه. وهذا أصحّ، لانّ الادلّة في أنّ الاول فعل لله أو فعل للعباد كالمتكافئة.

وإذا كان كذلك وجب التوقّف، وتجويز كلّ واحد منهما.

والخبر إذا لم يكن من باب ما يجب وقوع العلم عنده، واشتراك العقلاء فيه وجاز وقوع الشّبهة عليه، فهو أيضاً صحيح على وجه، وهو أن يرويه جماعة قد بلغت من الكثرة إلى حدّ لا يصحّ معه أن يتفّق فيها، وأن يعلم ـ مضافاً إلى ذلك ـ أنّه لم يجمعها على الكذب جامع، كالتّواطئ أو ما يقوم مقامه، ويعلم أيضاً أنّ اللّبس والشّبهة زائلان عمّا خبّروا عنه.

هذا إذا كانت الجماعة تخبر بلا واسطة عن المخبر، فإن كان بينها وبينه واسطة وجب اعتبار هذه الشروط في جميع من خبّرت عنه من الجماعات حتّى يقع الانتهاء إلى نفس المخبر.

وإذا صحّت هذه الجملة في صحّة الخبر ـ الّذي لابدّ أن يكون المخبر صادقاً من طريق الاستدلال ـ بنينا عليها صحّة المعجزات وغيرها من أحكام الشرع».

فصل

وقد ذكرنا من قبل أنّهم كثيراً ما يوردون السؤال علينا، ويقولون:

قد وجدنا في العالم حجر يجذب الحديد إلى نفسه، فلم يجب اتّباع من يجذب الشجر إلى نفسه كذلك، إذ لا نأمن أن يكون معه شيء ممّا يفعل به ذلك.

ويؤكدون قولهم بأنّ المقرّين لمعجزات الرّسل لم يمتحنوا قوى الخلق، ولم يعرفوا نهايتها، ولم يقفوا على طبائع العالم، وكيف يستعان بها على الافعال، ولم يحيطوا علماً بأكثرهم، ولم يأتوهم في مظانّهم، ولا امتحنوا قواهم، ومبالغ حيلهم، ومخرقة أصحاب الخفّة، وأشكالهم.

الجواب عنه أن يقال: قد لزم النّفس العلم لزوماً لا يقدر على دفعه، بأنّ ما ذكروا ليس في العالم، كما لزمها العلم بأن ليس في العالم حجر إذا أمسكه الانسان عاش أبداً، وإذا وضعه على الموات عاد حيواناً، وإذا وضعه على العين العمياء عادت صحيحه، ولا فيه ما يردّ الرّجل المقطوعة، ولا ما به يزال الزّمّانة الحالّة، ولا فيه شيء يجذب به الشّمس والقمر من أماكنهما.

فلمّا لزم النفس علم ما ذكرناه كذلك لزم العلم للنفس بأن ليس في العالم حجر يجذب الشّجر من اماكنها، ويشقّ به البحور، ويحيي به الاموات.

وأيضاً فانّ حجر المغناطيس لمّا كان موجوداً في العالم، طلبه ذوو الحاجة إليه حتّى قدروا عليه، لما فيه من الاعجوبة وخاصّة أمره، ولارادة التكسّب به، واستخراج نصل السّهم من البدن.

فلو كان فيه حجر أو شيء مثله يجذب الشّجر، فانّه كان أعزّ من حجر المغناطيس وكان سبيله سبيل الجواهر في عزّها، لا يخفى على من في العالم.

وهيئتها كالجوهر الّذي يقال له: «الكبريت الاحمر» ولعزّته ضرب به المثل فقيل: «أعزّ من الكبريت الاحمر» وكانت الملوك أقدر على هذا الحجر، كما هم أقدر على ما عزّ من الادوية والسّموم وغيرها من الاشياء العزيزة.

فلمّا لم يكن لهذا أثر عندهم ولا خبر لكونه، بطل أن يكون له كون ووجود. ولو كان فكيف قدر الرسل وأوصياؤهم عليه، مع فقرهم وعجزهم في الدّنيا وما فيها، ويكون معروف المنشأ، ولم يغب عنهم طويلا.

ثمّ إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا دعا الشّجرة ـ وكذا وصيّ من أوصيائه ـ ثمّ ردّها إلى مكانها، فان جذبها بشيء وردّها بلا شيء، كان ردّها آية عظيمة.

وإن كان شيء كان معه فذلك محال، من قبل أنّ ذلك الشّيء يضادّ ما جذبها.

فإذا كان الجذب به فامساكها وردّها لم يجب أن يكون به، أو معه ما يردّ به، لأنّه يوجب أن تكون مقبّلة مدبّرة، وذلك محال.

ولانّ الحجر لو كان معه كما قالوا، لكان فيه آية، لأنّه ليس في العالم مثله فهو خارج عن العرف كخروج مجيء الشّجرة بدعائه.

وقد أنبع الله لموسى من الحجر الماء فانبجست من الحجر اثنتا عشرة عيناً لكل سبط عين، والحجارة يتفجّر منها الانهار، فلما كان حجر موسى خارجاً عن العادة الّتي في العالم كان آية، فكذلك لو كان جذب حجر الشّجرة لكان خارجاً عن عادات النّاس، فكان دليلاً على نبوّته.

وليس في الحيل ما يمكن به نقل الجبال والمدن.

وأمّا قولهم: إنّ المقرّين بمعجزات الرّسل لم يمتحنوا قوى الخلق... إلى آخره.

فإنّه يقال لهم: ولم يمتحن أحد من الجاحدين للرّسل طبائع العالم، ولا عرفوا ما فيه، فيعلموا أنّ جميع حيوانه يموت بحقله، ولا أنّ حيواناً لا يموت، يبقى على الدهر أبداً لا يتغيّر، ولعلّ في العالم ناراً لا تحرق، إذ لو كان لم يمتحن قوى العالم، ولا أحاط علمه بخواصّه وسرائره لزمه قلب أكثر الحقائق وبطلانها.

باب في مقالات المنكرين للنّبوّات أو الامامة من قبل الله تعالى وجواباتها ، وابطالها:

إعلم أنّ المنكرين للنّبوّات فرقتان: ملحدة ودهريّة. وموحّدة البراهمة والفلاسفة عندنا من جملة الدهريّة والملحدة أيضاً، وقد اجتمعوا على إبطال النّبوّات وإنكار المعجزات، وإحالتها تصريحاً وتلويحاً، وزعمت أنّ تصحيح أمرها يؤدّي إلى نقض وجوب الطّبائع، وقد استقرّ أمرها على وجه لا يصح انتقاضها.

وكلّهم يطعنون في معجزات الانبياء وأوصيائهم، حتّى قالوا في القرآن تناقض واختلاف، وأخبار ـ زعموا ـ : «وجدنا مخبراتها على خلافها».

منها قوله: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)([33]).

ثمّ وجدناكم تقولون: إنّ يحيى بن زكريّا قتله ملك من الملوك، ونشر رأس والده زكريّا بالمنشار، مع مالا يحصى من الخلق من المؤمنين الّذين قتلهم الكفّار.

وفي القرآن أيضاً: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)([34]) وقد ينكح كثيراً فيبقى فقيراً أو يزداد فقره. وقد قال لنبيّه: (والله يعصمك من النّاس)([35]) ثمّ وجدناه كسرت رباعيّته وشجّ رأسه.

وفيه أيضاً: (ادعونى أستجب لكم)([36]) وإنّ الخلق يدعونه دائماً فلا يجيبهم.

وفي القرآن: (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)([37]).

وهذا دليل على أنّ محمّداً لم يكن واثقاً بما عنده، لأنّه ردّهم إلى قوم شهد عليهم بكتمان الحقّ وقول الباطل، وهم عنده غير ثقات في الدّعوى والخبر.

فصل

الجواب عمّا ذكروه:

أولاً: إنّ تأويل ما حكيتم على خلاف ما توهّمتم، لانّ الّذي نفاه من كون سبيل الكفّار على المؤمنين إنّما هو من طريق قيام الحجّة منهم على المسلمين في دينهم، في إقامة دليل على فساد دينهم، ولم يرد بذلك المسالبة والمغالبة، وهو معنى قوله: (ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون)([38]) أي بالدلالة والحجّة، لا بالمغالبة والمعازّة.

ويحيى بن زكريّا لمّا قتل، كانت حجّته ثابتة على من قتله، وكان هو الظّاهر عليه بحقّه وإن كان في ظاهر أمر الدّنيا مغلوباً، فإذا قهر بحقّ لم يدلّ ذلك على بطلان أمره، وفساد طريقه.

وأمّا قوله: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) ففيه جوابان:

أحدهما: إنّه أراد إن كان بهم فقر إلى الجماع استغنوا بالنكاح.

والثاني: إنّه خرج على الاغلب من أحوالهم، وقد قال تعالى بعد ما تزوّج محمّد صلى الله عليه وآله وسلم خديجة: (ووجدك عائلاً فأغنى)([39]) أي أغناك بما لها.

وأمّا قوله: (والله يعصمك من النّاس) فالمعنى أنّه يعصمك من قتلهم إيّاك.

وقوله: (ادعوني أستجب لكم) فيه أجوبة:

أحدها: أنّ فيه إضماراً، أي: إن رأيت لكم مصلحة في الدّين، وقد صرّح به في قوله: (فيكشف ما تدعون إليه إن شاء)([40]).

والثاني: إنّ الدّعاء هو العبادة، أي: اعبدوني بالتّوحيد أجزكم عليه، يدلّ على ذلك قوله: (إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي)([41]).

والثالث: أن يكون اللفظ عموماً والمراد به الخصوص، وهذا في العرف كثير.

وأمّا قوله: (فسئلوا أهل الذكر)([42]) فإنّ الله لمّا احتجّ لنبيّه بالبراهين المعجزة، ورأى قومه ومن حسده على نعمة الله عنده من عشيرته يميلون إلى أهل الكتاب، ويعدلونهم عليه وعلى أنفسهم، ويعتمدون في الاحتجاج لباطلهم على جحدهم إيّاه، أراد أن يدلّهم على صدقه باقرار عدوّه، ومن أعظم استدلالا من الّذي استشهد عدوّه، ويحتجّ باقراره له، وانقياده إيّاه.

ثمّ إنّ في التوراة والانجيل صفات محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وكلّ من أنصف منهم شهد له بذلك.

فصل

وقالوا: كيف تدّعون أنّ جميع أخبار محمّد عن الغيب وقع صدقاً وعدلاً وحقّاً وقد وجدنا بعضها بخلافه، لانّ محمّداً قال: «إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده» وقد وجدنا بعده قياصر كثيرة، وأملاكهم ثابتة.

وقال أيضاً: «شهرا عيد لا ينقصان» وقد وجدنا الامر بخلاف ذلك كثيراً.

وقد قال: «ما ينقص مال من صدقة» وقد وجدناه ينقص من حسابها.

وقال: «إنّ يوسف اعطي نصف الحسن» ثمّ قال الله في قصّة إخوانه لمّا دخلوا عليه: (فَعَرفَهُم وَهُم لَهُ مُنكِرُونَ)([43]) ومن كان في حسنه بايناً بهذه البينونة العظمى، كيف يخفى أمره؟!

وفي كتابكم أنّ عيسى ما قتل وما صلب; وقد اجتمعت اليهود والنصارى على أنّه قتل وصلب.

وفي كتابكم: (وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم)([44]) وقال نبيّكم: «إنّ في نسائكم أربع نبيّات».

وفي كتابكم: (قال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً)([45]) وكان هامان قبل فرعون بزمان طويل.

وفي كتابكم: (وما علّمناه الشعر)([46]) والشعر كلام موزون، ونحن نجد في القرآن كلاماً موزوناً، وهو الشّعر في غير موضع، فمنه: (وجفان كالجواب وقدور راسيات)([47]) ووزنه عند العروضيين:

فاعلاتن  فاعلاتن                  فاعلاتن  فاعلاتن

ومنه قوله:

(ويخزهم وَيَنصُركُم عليهم ويشفِ صُدُورَ قوم مُؤمِنِين)([48]).

وزنه قول الشاعر:

ألا حييّت عنّا يا ردينا     نحيّيها وإن كرمت علينا

]ومنه قوله:

(مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات)[([49]).

وزنه:

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن     فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

قالوا: ومثله موجود في كلام نبيّكم مع ماروي أنّه قال: «ما ابالي ما أتيت إن أتيت ترياقاً، أو علّقت تميمة، أو قلت الشّعر من قبل نفسي».

ثمّ قال يوم حنين:

أنا النبيّ لا كذب     أنا ابن عبدالمطّلب

وقال يوم الخندق ـ لمّا قال الانصار:

نحن الّذين بايعوا محمّداً     على الجهاد ما بقينا أبداً

لا عيش إلاّ عيش الاخرة     فاكرم الانصار والمهاجرة

وقال أيضاً:

فحبّذا ربّاً وحبّذا ديناً

وقال لمّا دميت إصبعه:

هل أنت إلاّ إصبع دميت     وفي سبيل الله ما لقيت

فصل

أمّا الجواب عمّا قالوه:

أولاً: فهو من أدل الاعلام على صدقه، فيما أخبر به من الغيوب، وذلك أنّه لمّا أرسل إلى كسرى وهو مزق كتابه صلى الله عليه وآله وسلم، قال صلى الله عليه وآله وسلم:

«مزّق الله مملكته كما مزّق كتابي» فوقع ذلك كما دعا وأخبر به.

ولمّا كتب إلى قيصر لم يمزق كتابه قال: «ثبّت الله مملكته» وكان تغلّب على الشّام، وكان النّبيّ يخبر بفتحها له.

فمعنى قوله: «ولا قيصر بعده» يعني في كلِّ أرض الشّام.

وأما قوله: «شهرا عيد لا ينقصان» ففيه ثلاثة أجوبة:

أحدها: إنّه خرّج على سنة بعينها أشار إليها، وكان كذلك.

وهذا كما قال: «يوم صومكم: يوم فطركم» لسنة بعينها.

وكما قال: «الجالس في وسط القوم ملعون» أشار إلى واحد كان يتسمّع الاخبار من وسط الحلقة.

والثاني: إنّهما لا ينقصان على الاجتماع غالباً، بل يكون أحدهما ناقصاً والاخر تامّاً.

والثالث: أن يكون معناه: لا ينقص أجر من صامهما، وإن كان في العدد نقصان; لانّ الشّهر الهلالي ربّما كمل وربّما نقص.

وعلى أيّ هذه الوجوه حملته لم يكن في خبره خلف ولا كذب.

وأما خبر الزّكاة فلان من تصرّف فيه بالتجارة استفاد من ثوابه أكثر ممّا تصدّق به، فكأنّه لم ينتقص من المال شيء، ثمّ إنّ المال الّذي زكّى منه يكون له بركة.

وأما تأويل خبر يوسف، فقد قيل: «إنّ الله أعطى يوسف نصف حسن آدم» أفلم يقع فيه التّفاوت الشّديد، وقد كانوا فارقوه طفلاً ورأوه كهلاً، ودفعوه أسيراً ذليلاً، ورأوه ملكاً عزيزاً؟! وبأقلّ هذه المدّة، واختلاف هذه الاحوال، تتغيّر فيها الخلق، وتختلف المناظر. فما فيه تناقض.

على أنّ الله ربّما يرى المصالح أن يشتبه شيء على إنسان، فيعرفه جملة ولا يعرفه تفصيلاً، ويحتمل أن يكون معنى قوله: (وَهُم لَهُ مُنكِرُونَ)([50]) أي مظهرون لا نكاره، عارفون به.

وأما ما قالوا من قتل عيسى وصلبه، فقد قال نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم حين أخبر: إنّه شبّه عليهم وروى القوم أنّه قتل وصلب، فقد جمعنا بين خبرين لانّ إسقاط أحدهما لا يصح واستعمالهما ممكن، وهو أنّ نقلهم عن مشاهدة صلب مصلوب يشبه عيسى صحيح لا خلف فيه، ولكن لمّا كان الصادق أخبرنا أنّ الّذي رأوه كان جسماً القي عليه شبه عيسى، فقلنا: نجمع بين تواترهم وخبر نبيّنا، قد قامت دلالة صحّتهما.

فنقول: إنّ ما تقوّلوا من مشاهدة الجسم الّذي كان في صورة المسيح مصلوباً صحيح، وأمّا أنّهم ظنّوا أنّه المسيح ـ وكان رجلاً ألقي عليه شبه المسيح ـ فلاجل خبر الصادق به، على أنّ خبر النصارى يرجع إلى أربعة نفر لاعصمة لهم.

وأما قوله: «إنّ في نسائكم أربع نبيّات» فإنّه لا يناقض قوله: (وَما أرسَلنَا مِن قَبلِكَ إلاَّ رجالاً نوحِي إليهمِ)([51]) فإنّ معنى النبيّ غير الرّسول، فيجوز أن يكون نبيّات غير مرسلات. وقيل: المراد به سارة واخت موسى ومريم وآسية، بعثهنّ الله لولادة البتول فاطمة إلى خديجة ليلينّ أمرها.

وأمّا هامان فلا ينكر من أن يكون من اسمه هامان قبل فرعون. وفي وقته من يسمّى بذلك.

والجواب عمّا ذكره أخيراً أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد كان يعاف قول الشعر، وقد أمره الله تعالى بذلك لئّلا يتوهّم الكفّار أنّ القرآن من قبله، وليخلص قلبه ولسانه للقرآن، ويصون الوحي عن صنعة الشّعر، لانّ المشركين كانوا يقولون في القرآن أنّه شعر، وهم يعلمون أنّه ليس بشعر، ولو كان معروفاً بصنعة الشّعر لنقموا عليه بذلك، وعابوه به.

وقد سئل أبو عبيدة عن ذلك، فقال: هو كلام وافق وزنه وزن الشّعر إلاّ أنّه لم يقصد به الشّعر، ولا قار به بأمثاله، والقليل من الكلام ممّا يتّزن بوزن الشّعر.

وروي: «أنا النبيّ لا كذب» «وهل أنت إلاّ إصبع دميت».

فقد اخرج عن وزن الشعر.

فصل

وربّما قالوا: إذا كان إخبار المنجّمين والكهنة قد تتّفق مخبراتها كما أخبروا كذلك إخبار الانبياء والاوصياء، فبماذا يعرف الفرق بينهما؟

قلنا في الجواب: إنّ إخبار الانبياء وأوصيائهم إنّما كانت متعلّقة بمخبراتها على التفصيل دون الجملة، من غير أن يكون قد اطّلع عليها بتكلّف معالجة واستعانة عليها بآلة وأداة، لا حدس ولا تخمين، فيتّفق في جميع ذلك أن تكون مخبراتها كما أخبر بها على حسب ما تعلّق به الخبر، من غير أن يقع به خلف أو كذب في شيء منها.

فأمّا إخبار المنجّمين فإنّه يقع بحساب، وبالنظر في كلّ طالع بحدس وتخمين.

ثمّ قد يتّفق في بعضها الاصابة دون بعض، كما يتّفق إصابة أصحاب الفأل والزّوج والفرد، من غير أن يكون ذلك على أصل معتمد، وأمر يوثق به، فإذا وقعت الاخبار منهم على هذا الحد لم توجب العلم، ولم يكن معتمداً، ولا علماً معجزاً، ولا ]دالّة على صدقهم.

ومتى كان على هذا الوجه الّذي أصاب في الكلّ، كان علماً معجزاً و[ دلالة قاطعة، لانّ العادات لم تجر بأن يخبر المخبر عن الغائبات فيتّفق ويكون جميعها على ما أخبر به على التّفصيل، من غير أن يقع في شيء منها خلف أو كذب.

فمتى وقعت المخبرات كذلك كان دليل الصّدق ناقضاً للعادات، فدلّنا ذلك على أنّه من عند الله خصّه بعلمه، ليجعله علماً على نبوّته.

وكذلك ما يظهر علمه على يد وصيّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يكون شاهداً لصدقه.

فعلى هذا يكون إخبار النبيّ والائمّة عن الغائبات إعلاماً لصدقهم.

فصل

معنى الغيب ما غاب عن الحسّ، أو ما غاب علمه عن النّفس، ولا يمكن الوصول إليه إلاّ بخبر الصّادق الّذي يعلم الغيوب، وليس كلّ ما غاب عن الحسّ لا يمكن الوصول إلى علمه إلاّ بجبرئيل، لا نّ منه ما يعلم بالاستدلال عليه بما شوهد وما هو مبني على ما شوهد، والنّوع الّذي كان الخبر عنه حجّة ـ ممّا لا دليل عليه من الشاهد ـ كذلك، كان معجزاً.

فإن قيل: ما أنكرتم أن لا يدلّ خبره عن الغائبات على صدقه؟! لان قوله: (تَبَّت يَدا أبي لَهَبِ)([52]) حكم عليه بالخسران، ولو آمن لكان له أن يقول: إنّما أردت أن يكون ذلك حكمه إن لم يؤمن، كقوله: (إِنّه مَن يُشرِكُ باللهِ فَقَد حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الَجنَّةَ)([53]) فإنّ المراد به إذامات عليه ولمّا لم يقل إنّ أبا لهب يموت على كفره كان ذلك وعيداً له كما لسائر الكفّار.

الجواب: إنّ قوله: (تَبَّتُ يَدا أبي لَهَبِ) مفارق لما ذكرتم، لأنّه خبر عن وقوع العذاب به لامحالة ]ـ وليس هذا من الوعيد الّذي يفرق بالشّريطة ـ يدل عليه (سَيَصلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبِ)([54]) من حيث قطع على دخوله النّار لا محالة [فلمّا مات على كفره، كان ذلك دليلاً على نبوّته.

فإن قيل: إخباره عن خسران أبي لهب كان على حسب ما رأى من جدّه في الشّرك، فعمل على ما جرت به العادة في أمثاله.

قلنا: كون جدّه فيه لا يدل على أنّه ينتقل عنه إلى غيره.

ثمّ إنّ المنجّم يخبر بمائة خبر، حتّى يقع واحد على ما قال صدقاً.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم نيّفاً وعشرين سنة، وكان جميع ما أخبر به صدقاً.

وأخبر عن ضمائر قوم، وكان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.

الظّاهر، ومن لا يقول والكلام عليهما

من الفلاسفة من يقول ـ لمجاملة أهل الاسلام ـ : إنّ الطّريق إلى معرفة صدق المدّعي للنبوّة هو أن يعلم أنّ ما أتى به مطابق لما يصلحون به في دنياهم، ولاغراضهم الّتي بسببها يحتاجون إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشترطوا ظهور معجزة عليه، وذكر بعضهم ظهور المعجز عليه.

ثمّ قال: إنّ ظهور المعجز عليه، وقلب العصا حيّة، لا يوصل إلى العلم اليقيني أنّه صادق، لأنّه يمكن أن يظنّ في المعجز أنّه سحر، وأنّه حيلة نحو انشقاق القمر. فأمّا إذا علم مطابقة ما أتي به لمصالحهم الدّنياويّة فهو طريق لا يدخله الشّبهة، ومن قال بهذا قال في العلمّ بصدقه للمعجز فهو طريق العوام والمتكلّمين.

وأمّا العلم بمطابقة شرعه للمصالح الدنياويّة فهو طريقة المحقّقين.

وقد حكي عنهم أنّهم قالوا: إن صدق المدّعي لصنعة من الصنائع إنّما يظهر إذا أتى بتلك الصنعة الّتي ادّعى العلم بها.

ومثّله على النّاقل بمن ادّعى حفظ القرآن ثمّ قرأ، وادّعى آخر حفظ القرآن.

فإذا قيل له: ما دليلك على أ نّك تحفظ القرآن؟ قال: دليلي إنّي أقلب العصاحيّة، وأشقّ القمر نصفين. ثمّ فعلها، ومن ادّعى حفظ القرآن[.

فإذا قيل له: ما دليلك على حفظك له؟ قرأه كلّه، فإن علمنا بحفظ هذا القاري يكون أقوى من علمنا بحفظ الثّاني القرآن، لأنّه يشتبه الحال في معجزاته، فيظنّ أنّه من باب السّحر، أو أنّه طلسم، ولا تدخل الشّبهة في حفظ القاري للقرآن.

فصل

يقال لهؤلاء: وبماذا علمتم مطابقة ما أتى به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الشّرائع للمصالح ـ ونفرض الكلام في شريعة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم لا نّكم ونحن نصدّقه في النّبوّة وصحّة شرعه ـ أبطريقة عقليّة علمتم المطابقة؟ أم بطريقة سمعيّة؟

فإن قالوا: بطريقة عقليّة. قيل لهم: إنّ من جملة ما أتى به من الشّرائع وجوب الصّلوات الخمس، وصوم شهر رمضان، ووجوب أفعال الحجّ، فما تلك الطّريقة الّتي علمتم بها مطابقتها للمصلحة؟ أظفرتم بجهة وجوب لها في العقل فحكمتم لذلك بوجوبها؟ أم ظفرتم بحكم في العقل يدلّ على وجوبها؟ نحو أن يقول: علمنا من جهة العقل أنّ من لم يصلِّ هذه الصّلوات بشروطها في أوقاتها فإنّه يستحق الذّم من العقلاء كما يستحقّ الذمّ من لم يردّ الوديعة على صاحبها، بعدما طولب بردّها ولا عذر له في الامتناع عن ذلك.

والقول به باطل، لأنّا لا نجد في عقول العقلاء العلم بجهة وجوب شهر رمضان دون العيدين وأيّام التشريق على وجه، ولا نجد لصلاة الظّهر على شروطها بعد الزّوال جهة تقتضي وجوبها في ذلك الوقت دون ما قبله.

وقالوا: إنّ في أفعال الحجّ مثل أفعال المجانين.

وقالوا في وجوب غسل الجنابة: إنّه سفه، وشبّهوه بمن نجّس طرف من أطراف ثوبه فأوجب غسله كلّه فإنّه يعدّ سفيهاً.

وقالوا في المحرّمات الشّرعية ـ كشرب الخمر أو الزّنا ـ : إنّه ظلم إلى غير ذلك ممّا يقوله القائلون بالاباحة وغيرها، فكيف يمكن أن يدّعى أنّه يمكن الوصول إلى معرفة وجوبها أو قبحها بطريقة عقليّة، ولا يمكن أن يعرف تلك المصالح بقول النبيّ إلاّ بعد العلم بصدقه من جهة المعجز؟!

فصح أنّه لا طريق إلى العلم بذلك إلاّ من جهة المعجز.

فصل

وأمّا تشبيههم ذلك بمن ادّعى حفظ القرآن أو صنعة من الصّنائع الدّنيويّة إذا أتى بها على الوجه الّذي حفظه غيره، أو علم تلك الصّناعة.

فليس نظير مسألتنا، لانّ ذلك من جملة المعرفة بالمشاهدات، لانّ بالمشاهدة تعلم الصّنعة بعد وقوعها على ترتيب وأحكام ومطابقة لما سبق من العلم بتلك الصّنعة وبالحفظ لذلك المقروء.

وليس كذلك ما أتى به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لأنّه لا طريق إلى المعرفة بكونه مصلحة في أوقاتها دون ما قبلها وما بعدها، وفي مكان دون مكان، وعلى شرائطها من دون تلك الشرائط لا بمشاهدة، ولا بطريقة عقليّة.

ألا ترى أنّ المخالفين القائلين بالعقليّات، المنكرين للنّبوّات والشّرائع لمّا لم ينظروا في الطّريقة الّتي سلكها المسلمون في تصديق الرّسل عليهم السلام ]من النظر في المعجزات دفعوا النّبوّة والقول بالشّرائع[ لمّا لم يجدوا طريقة عقليّة إلى معرفة شرائعهم ومطابقتها للمصالح الدنياويّة.

فصل

وقولهم: المعرفة بصدق النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالمعجزات معرفة غير يقينيّة، لأنّه يجوز أن يكون فيها من باب السّحر.

فيقال لهم: إذا جوّزتم في المعجزات أن تكون من باب السحر ولا يحصل بظهورها لكم العلم اليقيني بصدق النّبيّ، فجوّزوا فيمن قرأ القرآن أنّه ساحر وفي من عمل صنعة من الصّنائع أنّ صانعها ساحر لا يحكمها، لكنّه يرى بسحره أنّه أحكمها، وفي ذلك سدّ الطّريق عليكم إلى معرفة ما يسهو على أصولكم لا نّكم تقولون بصّحة السّحر، وأنّ الساحر بفضل علومه يتمكّن من إحداث ما لا يقدر عليه بشر مثله.

وقلتم: إنّ هذا السّحر هو علم قد كان ثمّ انقطع باحراق المسلمين كتب الاكاسرة الّتي صنّفها الفلاسفة في علم السّحر.

فمن يقول منكم بصحّة النبوّة هو أولى بأن يقول: السّاحر نبيّ من الانبياء.

لا نّ على قوله: «من بلغ في علومه إلى أن يتمكّن ممّا لا يتمكّن منه بشر مثله» فأنّه يتمكّن بفضل علومه أن يضع شرائع وسنناً مطابقة لمصالح النّاس، يصلح بها دنياهم إذا قبلوا منه.

فعلى هذا إذا أتى النّبيّ بمعجز وجب القول بصدقه وحصول اليقين بنبوّته.

فصل

قالوا: علمنا هذه الشرعيّات، فاستعملنا هذه العبادات، فوجدناها رائعة في رياضة النّفس، والتّنزّه عن رذائل الاخلاق، وداعية إلى محاسنها.

وإلى هذا أشار بعضهم فقال: إذا فهمت معنى النّبوّة، فأكثر النّظر في القرآن والاخبار يحصل لك العلم الضّروري، بكون محمّد صلى الله عليه وآله وسلم على أعلى درجات النّبوّة وأعضد ذلك بتجربة ما قاله في العبادات، وتأثيرها في تصفية القلوب.

وكيف صدق فيما قال: «من عمل بما علم ورّثه الله علم ما لم يعلم».

وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أعان ظالماً سلّطه الله عليه».

وفي قوله: «من أصبح وهمّه واحد كفاه الله هم الدّنيا والاخرة».

قالوا: فإذا جرّبت هذا في ألف وآلاف حصل لك علم ضروريّ لا يتمارى فيه فمن هذا الطّريق يطلب اليقين بالنّبوّة لا من قلب العصا حيّة، وشقّ القمر. فهذا هو الايمان العلمي، ويصير به الدّين كالمشاهدة، والاخذ باليد، ولا يوجد إلا في طريق التّصوف.

فصل

فيقال لهم: إنّه من اعتقد في طريقة أنّها حقّ، ودين، وزهد في الدنيا، رغبة في الاخرة، وراض نفسه بتلك الطّريقة، واستعمل نفسه بما يعتقده عبادات في ذلك التديّن ]فإنّه يجد لنفسه تميّزاً ممّن ليس في حاله من الاجتهاد في ذلك التديّن [وعباداته، واعتقاده في حقّيّة ذلك الدّين، حقّاً كان ذلك أم باطلا.

فرهبان النّصارى، وأحبار اليهود بجتهدون في كفرهم الّذي يعتقدونه حقّاً فيجدون لانفسهم تميّزاً على عوامّهم، ومتّبعيهم، ويدّعون لانفسهم من صفاء القلوب والنّسك، والزّهد في الدّنيا.

وكذا عبّاد الاوثان إذا اجتهدوا في عبادتها، فإنّهم يجدون أنفسهم خائفة مستحيية من أوثانهم، أن يقدموا على ما يعتقدونه معصية لها.

ولهذا حكى عن الصابئيّين المعتقدين عبادة النّجوم لاعتقادهم أنّها المدبّرة
للعالم، أنّهم نحتوا على صورها أصناماً ليعبدونها بالنهار إذا خفيت تلك النّجوم، ويستحيون أن يقدموا على رذائل الافعال لما يجدون من أنفسهم ـ على ما ذهبوا إليه في تديّنهم ـ أنّه حقّ.

وكذلك أهل العمل بشرائع نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم واعتقادهم صدقه من دون نظر في معجزاته.

فصل

قالوا: حقيقة المعجزة: هو أن يؤثّر نفس النّبيّ في هيولى العالم فيغيّر صورة بعض أجزائه إلى صورة أخرى بخلاف تأثيرات سائر النّفوس.

فإذا كان هذا هو المعجز عندهم لزم أن يكون العلم به يقيناً، وأن يعلم أنّ صاحب تلك النّفس هو نبيّ، فبطل قولهم: إنّ العلم بالمعجز غير يقيني، وأمّا على قول المسلمين فهذا ساقط، لانّ للمعجزة شروطاً عندهم، متى عرفت كانت معجزة صحيحة دالّة على صدق المدّعي، منها أنّها ليست من جنس السّحر، لانّ السّحر عندهم تمويه وتلبيس، يرى السّاحر أنّه حقيقه، ويخفي وجه الحيَلة فيه، فهو يري أنّه يذبح الحيوان ثمّ يحيه بعد الذّبح، وهو لا يذبحه بل لخفّة حركات اليد يري ولا يفعل.

فمن لم يعلم أنّ المعجزة جنس، وأ نّ المخرقة والشّعوذة من غير ذلك الجنس لم يعلمها معجزة.

فصل

ثمّ اعلم أنّ بين المعجزة، والمخرقة، والشّعوذة، والحيل الّتي تبقي فروقاً توصل إلى العلم بها، بالنّظر والاستدلال في ذلك، بأن يعرف أوّلاً ما يصحّ أن يكون مقدوراً للبشر، وما لا يصحّ، وأن يعلم بمقتضى العادة كيف جرت في مقدورات البشر، وعلى أيّ وجه تقع أفعاله، وأنّ ما يصحّ أن يقدر عليه من أيّ نوع يجب أن يكون، وكيف يكون حالهم إذا خرجوا من المقدرة عليه. وهل يصحّ أن يعجز البشر عمّا لا يصحّ أن يقدروا عليه، وينظر فيما يمكن أن يتوصّل إليه بحيلة وخفّة ويعلم السبب المؤدّي إليه، وما لا يمكن ذلك فيه؟

فإذا أحاط علمه بهذه المقدورات عرف حينئذ ما يظهر من المعجزة عليهم، ففصّل بين حالها وبين ما يجري مجرى الشّعوذة والمخرقة، كالعجل الّذي صاغه السّامريّ من ذهب لبّس به على النّاس، وكان له صوت وخوار، إذ احتال إلى إدخال الرّيح فيه من مداخله ومجاريه، كما تعمل هذه الالات الّتي تصوّت بالحيل، أو صندوق السّاعات، أو طاس المفصد الّذي تعلم به مقادير الدّم.

وإنّما أضاف الله تعالى الصّوت إليه لأنّه كان محلّه عند دخول الرّيح فيه.

فصل

واعلم أنّ الفلاسفة أخذوا اصول الاسلام ثمّ أخرجوها على رأيهم. فقالوا في الشّرع والنبيّ: إنّما اريدا كلاهما لا صلاح الدّنيا.

فالانبياء يرشدون العوامّ لاصلاح دنياهم، والشّرعيّات ]تهذّب أخلاقهم لا أنّ الشرّع والدّين كما يقول المسلمون من أنّ النبيّ يراد لتعريف مصالح الدّين تفصيلا[ وإنّ الشّرعيّات ألطاف في التكليف العقليّ.

فهم يوافقون المسلمين في الظاهر، وإلاّ فكلّ ما يذهبون إليه هدم للاسلام، وإطفاء لنور شرعه (وَيَابَى اللهُ  إِلاَّ أن يتمّ نُوره وَلَو كَرِةَ الكَافُرونَ)([55]).([56])

أقول: تمّ ما إردنا إيراده، وإنّ أغلب ما أوردناه في بحث المعجز ـ وقد أسهبنا به ـ مأخوذ من كتاب «الخرائج والجرائح» للعلامة قطب الدّين الرّاوندي. لكي يتميز ويتضح الفرق بين المعجزة والشّعبدة، ولا يتطرق الشّك في معاجز أئمتنا عليهم السلام ومن الله تعالى التوفيق.

عزيزي القارئ: أمّا الان فنذهب إلى رحاب مؤلفّ كتابنا هذا «عيون المعجزات».

الشّيخ الاجلّ حسين بن عبدالوهاب، لنتكلم عنه بضع صفحات.

التعريف بالمؤلّف:

من المؤسف حقّاً إنّا لم نجد له ذكراً في كتب الرّجال ـ رغم البحث الطّويل المضني ـ القديمة والحديثة، ولو لا كتابه هذا «عيون المعجزات» لضاع اسمه كما ضاع آلاف من علماء وأساطين هذه الطائفة الحقّة، وغيرهم. والعجب أيضاً أنّ أغلب كتبه لم يشر إليها أحد، ولم يذكر من كتبه إلاّ:

1 ـ الهداية إلى الحقّ. ذكره في الرياض والاعيان.

2 ـ البيان في وجوه الحقّ في الامامة. ذكره في الرّياض والاعيان. وجاء ذكره في هذا الكتاب في ح 11 من دلائل المولى أمير المؤمنين عليه السلام.

3 ـ عيون المعجزات. وهذا هو الكتاب.

والعجب العجاب أيضاً أنّه من معاصري السّيّد الرّضي والسّيّد المرتضى والشّيخ الطّوسي رحمهم الله تعالى. ولم يشيروا إليه إلاّ في إشارات عابرة، وكذلك إلى شيوخه وتلامذته، وقد أتكلنا على الله وشمّرنا عن سواعدنا ووجدنا ما سنذكره هنا.

قال الميرزا عبدالله أفندي الاصفهاني في رياض العلماء وحياض الفضلاء: الشّيخ الجليل الحسين بن عبدالوهاب، كان من أجلّة علمائنا المعاصرين للسيّد المرتضى والرضي ويشاركهما في بعض مشائخه كأبي التحف وأمثاله.

وقد كان معاصراً للشّيخ الطّوسي أيضاً، إذ يروي عن هارون بن موسى التلعكبري بالواسطة الواحدة كالشّيخ الطّوسي.


وكان (قدس سره) بصيراً بالاخبار، وناقداً للاحاديث، فقيهاً، شاعِراً مجيداً أيضاً([57]).

الاقوال حول الكتاب:

قال الميرزا عبدالله أفندي في رياض العلماء: وأعلم أنّ جماعة قد صرحوا بأنّ كتاب «عيون المعجزات» من مؤلّفات السيّد المرتضى، وكذا رأيت أيضاً على ظهر نسخة عتيقة منه.

وقد ذكر الاستاد الاستناذ في أوّل البحار أيضاً القول بنسبة هذا الكتاب إلى المرتضى، ولكن قال أنّه لم يثبت ذلك عندي، لانّ مؤلفه يروي عن أبي عليّ بن همام، ومحمّد بن عليّ بن إبراهيم، وهما من القدماء.

وأقول: لا يخفى أنّ نسبته إلى المرتضى (رضي الله عنه) غلط، وسهو بيّن.

لانّ هذا الشّيخ هو نفسه قد صرّح في عدّة مواضع من هذا الكتاب بأنّ مؤلّفه الحسين بن عبدالوهاب، وحينئذ فلاوجه لهذا القول رأساً.

وأمّا روايته عن ذينك الشّيخين، فهو سهو أيضاً، لأنّه لم يرو عنهما إلاّ بالواسطة. فتأمّل.

ثمّ اعلم أنّ نسخ كتاب «العيون» المذكور العتيقة الّتي وقفنا عليها في «كازرون» و«لحسا» و«بحرين» وغيرها أكثرها مقطوعة الاوّل، ولا يعلم منها اسم هذا الكتاب، وبعضها وإن كان لها أوّل، ولكنّ مع ذلك لم يتصل آخر الدّيباجة ببحث الاخبار، بل انقطع من البين.

والّتي لها الدّيباجة فيها ما يلوح أنّ الديباجة لغير مؤلفه وأنّها من إنشاء غيره.

فقد قال الشّيخ نفسه ـ كما في بعض من في الديباجة ـ :

«وبعد: فإنّي لمّا رأيت كتابي المترجم ـ وفي بعضها: الكتاب المترجم ـ بـ «بصائر الدرجات في تنزيه النبّوات» قد احتوى على مالا مزيد عليه، وجمع من الفنون من هذا المهمّ مالا بدّ منه، أحببت أن اختصره محذوف الاسانيد، وأن اُقرّب على قاريه ما بعُد منه من السّير والحديث والفضائل، لانّ فضائل النّبيّ وأهل بيته عليهم السلام أجلّ من أن تُحصى، وأكثر من أنْ تُعد وتستقصى، وسميته: بـ «عيون المعجزات المنتخب من كتاب بصائر الدّرجات»([58]). إنتهى.

وقال في آخر الكتاب: «وقد كنت حاولت أن أثبت في صدر هذا الكتاب البعض من معجزات سيّد المرسلين وخاتم النبيّين، فوجدت كتاباً ألفه السيّد أبو القاسم عليّ بن أحمد بن موسى بن محمّد التّقي الجواد عليه السلام سمّاه «بتثبيت المعجزات» وقد أوجب في صدره طريق النّظر والاختبار، والفحص والاعتبار، كون المعجزات للانبياء والاوصياء بكلام بيّن، وحجج واضحة، ودلائل نيّرة، لايرتاب فيها إلاّ ضالّ غافل غوي، ثمّ اتبعها المشهور من المعجزات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر في آخرها: «أنّ معجزات الائمّة الطّاهرة صلوات الله عليهم زيادة تنساق إلى أثرها».

فلم أرَ شيئاً في آخر كتابه هذا الّذي سمّاه كتاب «تثبيت المعجزات» وتفحصت عن كتبه ومؤلفاته الّتي عندي، وعند إخواني المؤمنين فلم أرَ كتاباً اشتمل على معجزات الائمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم، وتفرّد الكتاب بها، فلمّا أعياني ذلك استخرت الله، واستعنت به في تأليف شطر وافر من براهين الائمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ومعجزاتهم ودلائلهم ممّا لا يخالفنا فيه المرتفعة، والمفوضة القائلون بالظاهر والباطن، وكذلك المقصّرة في الامامة، ولا ينفرد برواية خبر منه أحد منهم، ومن رام من المرتفعة أن يقف على ما ينفردون به هم من ذلك، فعليه بتفحيص كتاب لي سمّيته كتاب «الهداية إلى الحقّ» فإنّه يشتمل على حقائق توحيد الله سبحانه، وحكمته، وعدله، وفي أبواب هذه الاحاديث من المعجزات والبراهين الّذين ينفردون بروايتها، إلاّ أنّ الحجّة في الاجماع أوكد والقول به ألزم، والاجماع هو إجماع الشّيعة لا غيرها». إلى آخر ما قاله.

ولا يخفى وجوه عدم ملائمة سياق ما أورده في أوّل الكتاب لما ذكره في آخر كتابه، مع أنّ النّسخ في اسم كتابه هذا أيضاً مختلفة، فبعضها وقع بعنوان:

عيون المعجزات وفنون المكرمات المنتخب من كتاب بصائر الدّرجات.

وبعضها بعنوان: فنون المعجزات المنتخب من بصائر الدّرجات.

ومنها بعنوان: عيون المعجزات وفنون المكرمات.

ومنها بعنوان: عيون المعجزات.

ومنها بعنوان: عيون المعجزات وفنون المكرمات من كتاب بصائر الدّرجات.

ومنها بعنوان آخر.

ثمّ لا يخفى أنّ «بصائر الدّرجات» على ما هو المعروف الان نسختان، وإنّما هما لرجلين، وهما في أخبار الاصول والفروع.

أحدهما: لمحمّد بن الحسن الصّفّار، والاخر: لسعد بن عبدالله.

وأمّا «بصائر الدّرجات في تنزيه النبّوات» فلم أجد له ذكراً في كتب أصحابنا، سواء كان ذلك من تصنيف مؤلّف كتاب «عيون المعجزات» نفسه كما في بعض نسخه، أو كان لغيره كما يلوح من بعض النّسخ الاُخر. فتأمّل.

واعلم أنّ السيّد الامير فلان، قد رأى نسخة عتيقة جداً متشتتة من هذا الكتاب في كازرون، ولمّا لم يكن لها أوّل، وقد اندرس أكثر مواضعها، وسقط أيضاً، انتخب منها ما كان ممكن القراءة، وأزاد ما في آخرها إلى أوّلها، وجعلها كتاباً على حدة. خوفاً من تضييع الباقي أيضاً.

وقد كان تاريخ الشروع في تأليفه لكتاب «عيون المعجزات» كما رأيته في نسخة عتيقة بكازرون في السابع من شهر رمضان من سنة ثمان وأربعين وأربع مائة، وكان فراغه منه في يوم الفطر من السّنة المذكورة، وكان تاريخ كتابة تلك النّسخة سنة ستّ وخمسين وخمسمائة([59]).

وقال في موضع آخر: ثمّ لمّا عثر السيّد الاميرزا محمّد هادي بن الاميرزا لطف الله الحسيني العريضي السّلامي الاحدي الكازروني على نسخة عتقية ولم يكن لها أوّل، وقد كانت من جملة موقوفات جدّه الامير افتخار الدّين عزيز الله بن شرفشاه الشهير شاه مير السّلامي على البقعة العلوّية النّورانيّة بكازرون لم يعرف أنّه أيّ كتاب هو، ومع ذلك قد كانت تلك النّسخة، بالية، متفتتة الحواشي وقد ضاعت أوائلها وشيء كثيرمن أواسطها أيضاً. محّضها وهذّبها واستنسخها وأحياها ونقل ما أورده مؤلّفه في آخر الكتاب إلى أوّله كي يظهر أنّ هذا الكتاب في أي مطلب، ويعلم حقيقة الحال فيه، ورأيت هذا التأليف أيضاً بكازرون، وهو أيضاً تأليف حسن، لكنّه قد أسقط هو شيئاً كثيراً من الاحاديث من مطاوي الكتاب لاجل ضياع بعض مواضع تلك الاحاديث([60]).

قال المجلسي رحمه الله في مقدّمة البحار: ـ ضمن تعرفة كتب السيّد المرتضى علم الهدى أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي نورّ الله ضريحه ـ .

وكتاب «عيون المعجزات» يُنسب إليه، ولم يثبت عندي، إلاّ أنّه كتاب لطيف، عندنا منه نسخة قديمة، ولعلّه من مؤلّفات بعض قدماء المحدّثين، يروي عن أبي عليّ محمّد بن هشام، وعن محمّد بن عليّ بن إبراهيم([61]).

قال الميرزا عبدالله في تعليقة أمل الامل: ـ ضمن شرح حال علم الهدى ـ الاستاذ في البحار: وكتاب «عيون المعجزات» ينسب إلى السيّد المرتضى. وذكر عبارة البحار المتقدّمة([62]).

قال محمّد باقر بن عبدالكريم البهبهاني في الدّمعة السّاكبة: وكتاب «عيون المعجزات» ينسب إليه ـ أي السيّد المرتضى علم الهدى ـ وقد عثرنا منه من دلائل أمير المؤمنين عليه السلام كلام الشّمس له عليه السلام إلى آخر مواليد الائمّة ومعجزاتهم عليهم السلام، فاستنسخناه ووجدنا ما نقل عنه المحدّثون والعلماء موافقاً لما فيه.

قال المجلسي رحمه الله: لم يثبت عندي، إلاّ أنّه كتاب لطيف، عندنا منه... وذكر عبارة المجلسي المتقدّمة([63]).

قال الشّيخ الطّبرسي في مشيخة المستدرك: وممّا ينبغي التّنبيه عليه أنّ كتاب «عيون المعجزات» الدائر بين المحدّثين، ونسبه إلى السيّد جزماً السيّد هاشم البحراني، وينقل عنه في كتبه.

واحتمل شيخنا المجلسي في البحار: هو من مؤلفّات الشّيخ الجليل حسين ابن عبدالوهاب المعاصر للسيّدين، وقد صرّح في مواضع من هذا الكتاب بأنّه مؤلّفه.

وقد بسط القول في ذلك في «الرياض» في ترجمة مؤلفّه مع أنّ كثير من الاخبار المودّعة فيه لا يلايم مذاق السيّد رحمه الله، فلاحظ([64]).

وقال أيضاً في موضع آخر: الشّيخ الجليل حسين بن عبدالوهاب الشّعراني في «عيون المعجزات»([65]).

قال الشيخ الاميني في الغدير: ـ ضمن ذكر الكتب الّتي ذكرت ولادة أمير المؤمنين عليه السلام بالكعبة المشرّفة ـ الشّيخ حسين بن عبدالوهاب معاصر الشّريف المرتضى في عيون المعجزات([66]).

وقال السيّد هاشم البحراني في كتابه ينابيع المعاجز وأصول الدّلائل ـ  في باب فيما يعرف به الامام عليه السلام ـ :

السيّد المرتضى في عيون المعجزات.

أقول: وقد ذكر السيّد أيضاً في كتابه مدينة المعاجز مكرراً أنّ عيون المعجزات للسيّد المرتضى ولكنه في كتابه «حلية الابرار» ينقل عنه، وينسبه إلى الشّيخ حسين بن عبدالوهاب، فتأمّل.

قال الخوانساري في روضات الجنّات: نقلاً عن الميرزا أفندي صاحب رياض العلماء: ونسب إليه ـ أي علم الهدى ـ السيّد هاشم البحراني كتاب عيون المعجزات، ولم يثبت عندي، ولعلّه من مؤلفّات بعض قدمائنا المحدّثين([67]).

وقال أيضاً في موضع آخر: ـ ضمن ترجمة السيّد الشريف أبو القاسم عليّ ابن أحمد بن موسى بن محمّد التقي بن عليّ بن موسى الرّضا صلوات الله عليهم أجمعين ـ قيل: وله أيضاً كتاب: «تثبيت المعجزات» في ذكر معجزات الانبياء جميعاً، ولا سيّما سيّدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أ لّف الشّيخ حسين بن عبدالوهّاب المعاصر للسيّد المرتضى تتميّماً لكتابه هذا، وسمّاه «عيون المعجزات» يذكر فيها المعجزات المتعلقة بفاطمة الزّهراء والائمّة الطّاهرين عليهم السلام، فتوهّم بعض من لا بصيرة له بأحوال الكتب، من تأليفات السيّد المرتضى رحمه الله.

وقد نقل صاحب «رياض العلماء» تصريح الشّيخ حسين المذكور، بأنّ كتاب «التّثبيت» من تصنيفات السيّد أبي القاسم العلوي، وأنّ الوقوف عليه حداه على تأليف ذلك التّتميم...([68])

قال الاغا بزرگ الطهراني في الذريعة: «عيون المعجزات» للشّيخ حسين بن عبدالوهاب، المعاصر للسيّد المرتضى علم الهدى.

ينقل عنه السيّد هاشم البحراني، ومحمّد باقر المجلسي، والحاج مولى باقر في «الدّمعة السّاكبة».

والموجود عند السيّد حسين الهمداني الاصفهاني في النّجف عليه تملك الشّيخ الحرّ، في (1087) وهو تتميم لكتاب «تثبيت المعجزات» تصنيف أبي القاسم العلوي، لأنّه كان في معجزات النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقط، فتمّمه بمعجزات البتول الزهراء والائمّة عليهم السلام فنسبته إلى السيّد المرتضى اشتباه.

ونقل في «الرّياض» مقدار صفحة من أوّله وآخره في ذكر سبب تأليفه.

ويظهر من مجموعها أنّه لمّا راى الكتاب المترجم بـ «بصائر الدّرجات في تنزيه النبوّات» قد احتوى على ما لا مزيد عليه من المعجزات ودلائل النبّوات، فأراد أن يختصره بحذف الاسانيد، ويسمّيه بـ «عيون المعجزات المنتخب من بصائر الدّرجات» لكنّه بعد كتابة هذه الخطبة، ما ذكر من معجزات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلمشيئاً.

بل بدأ بذكر إمامة الائمة عليهم السلام واحداً بعد واحد، وذكر دلائلهم وبراهينهم إلى آخرهم. وذكر في آخر الكتاب سبب تركه لمعجزات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وإقتصاره على معجزات الائمّة. فقال:

]قد كنت حاولت أن اثبت في صدر هذا الكتاب البعض من المعجزات لسيّد المرسلين وخاتم النبيّين فوجدت كتاباً ألفه السيّد أبو القاسم عليّ بن أحمد بن موسى بن محمّد التّقي الجواد عليهم السلام سمّاه «تثبيت المعجزات».

ثمّ ذكر ما ملخصه: أنّه لمّا وجد «تثبيت المعجزات» للسيّد أبيّ القاسم بن عليّ بن أحمد بن موسى بن محمّد التقي الجواد مشتملاً على المشهورة من معجزات الرّسول، وخالياً عن معجزات الائمّة الطّاهرين مع تصريح المصنف بعزمه على ذكرها ورأى سائرما وصل إليه من تصانيفه أيضاً خالياً عنها، فاستعان بالله في تأليف شطر وافر من براهين الائمّة الطاهرين عليهم السلام ومعجزاتهم، ولذا كتب بعد الخطبة دلائلهم، وابتدء فيه بدلائل أمير المؤمنين عليه السلام ومعجزاته ـ إلى أن قال ـ : ثمّ صارت الامامة إلى الحسن بن عليّ، فشرع في دلائله وهكذا إلى تمام الائمّة عليهم السلام.

فهذا الكتاب تتميم لـ «تثبيت المعجزات» بذكره معجزات الائمّة، ومنتخب من كتاب «بصائر الدّرجات» لاستخراجه منه، ولا تنافي بين ما ذكره في أوّل الكتاب وما ذكره في آخره، مع ما ذكر مصنف «بصائر الدّرجات» الّذي هو في تنزيه النبّوة، وبيان حججها، لانّ «البصائر» الموجود إنّما هو فى أحاديث الاحكام.

ثمّ أ نّه، يروي في الكتاب بثلاث وسائط عن ولد أبي القاسم العلويّ وهو السيّد أبي محمّد الاديب، عن والده المصنف أبي القاسم العلويّ، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري.

ويروي فيه عن أبي عليّ محمّد بن همام البغدادي المتوفى 336 كما في بعض أسانيد «البحار» ولكنّه بالواسطة جزماً، لانّ من يروي بثلاث وسائط عن ولد أبي القاسم العلويّ الّذي مات بكرمي في 352، كيف يروى بلاواسطة عن أبي عليّ بن همام الّذي توفي 336 مع أنّ سنده في بعض رواياته، هكذا:

حدّثني الشّيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيّب المصري المعروف بأبي التحف رحمه الله بالفندجان في خمس عشرة واربعمأة. وفندجان (بندگان) بلد بفارس كما في «القاموس».

ويظهر من أسانيده جمع كثير من مشايخ أبي التحف الّذي هو من مشايخ الشّريفين: الرّضي والمرتضى كما ذكره في «الرّياض».

نعمّ. هو يروي في «عيون المعجزات» عن كتاب «الانوار» لابي عليّ محمّد ابن همام المذكور، والمكتوب فيما رأيت من النّسخة: ]أبو عليّ الحسن بن همام [من غلط النّاسخ ظاهراً.

وكذا يروى عن كتاب «أنساب قريش» الّذي هو بخط أبي الحسن النسابة، ومراده صاحب «المجدي».

ونقل أيضاً ما حكاه الحسين بن حمدان الحفيني.

ويروى فيه أيضاً عن أحمد بن محمّد بن عياش الجوهري صاحب «مقتضب الاثر» المتوفى 401.

وعن أبي محمّد الحسن بن محمّد بن محمّد بن نضر، وعن أبي عليّ أحمد ابن زيد بن دارا، عن أبي عبدالله الحسين بن محمّد بن جمعة القمي، عن ابن عيّاش الجوهري المذكور.

ثمّ أنّه حكى صاحب «الرياض» ]أنّه رأى نسخة عتيقة منه بكازرون، فيها أنّه شرع في تأليف «عيون المعجزات» في السّابع من رمضان سنة ثمان وأربعين وأربعماة، وكان فراغه منه في يوم الفطر من السّنة[.

وقال أيضاً: ]أنّه رأى بكازرون نسخة إستنسخها السّيد الاميرزامحمّد هادي بن الاميرزا لطف الله الحسيني العريضي السّلامي الاحدي الكازروني، الموجود عند أولاده وأحفاده بكازرون اليوم، عن نسخة عتيقة بالية من موقوفة جدّه الامير افتخار الدّين عزيز الله بن شرفشاه الشّهير بشاهمير السّلامي، وقد ضاعت أشياء كثيرة منه، فاستنسخ الموجود منه صوناً عن الضّياع. ونقل ما أورده المؤلف في آخر الكتاب إلى أوله.[ إنتهى ملخص كلام صاحب «الرّياض»([69]).

مشايخه وأساتيذه:

أما مشايخه فهم كثيرون، وممّا يظهر من مطاوي كتابه «عيون المعجزات» أيضاً، فاليك عزيزي القارئ بعضهم، فمنهم:

1 ـ الشّيخ أبو التّحف، وهو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن ابن الطيّب المصري، الّذي كان من مشايخ المرتضى والرّضي أيضاً.

وروى عنه «بالغندجان» وهي من بلاد فارس في سنة 415([70]).

2 ـ الشّيخ أبو عليّ أحمد بن (زيد بن دارا)([71]).([72])

عن أبي عبدالله الحسين بن محمّد بن جمعة بالبصرة([73])، عن أبي عبدالله أحمد بن محمّد بن عبيدالله بن الحسن بن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهرى، أبو عبدالله([74]).

3 ـ الشّيخ أبو محمّد الحسين بن محمّد بن نصر([75]).

عن الاسعد منصور ]كذا[ بن الحسن بن عليّ المرزبان، عن الاستاذ أبي القاسم الحسين بن الحسن ولي نعمتي الانبوراني، عن عليّ بن موسى الصّائغ.

4 ـ الشّيخ أبو الحسين بن أحمد الخضر المؤدّب([76])، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن شيرويه([77]).

5 ـ الشّيخ أبو عبدالله الكارزاني الكاغدي، وكان إماماً، ورعاً، معروفاً بالسّتر، أنّه سمع جماعة من المشايخ الّذين يذكرون فضل الشيخ أبي عبدالله بن عفيف([78]).

6 ـ الشّيخ أبو الغنائم أحمد بن منصور المسري (المشتري المصري)([79]).

يروي عنه في «الانوار»، عن الرئيس أبي القاسم عليّ بن عبيد الله بن أبي نوح البصري.

7 ـ أبو طاهر أحمد بن الحسين بن منصور الحلاّج رحمه الله، وكان ممّن يستوطن الغندجان وتأهّل بها، عن القاضي القلانسي بشيراز([80]).

8 ـ الشيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن نصر (رضي الله عنه). قال:

حدّثنا الاسعد منصور بن الحسين بن عليّ بن المزبان الانبوراني (رضي الله عنه)، قال: حدّثني الاُستاذ أبو القاسم الحسين بن الحسن ولي نعمتي (رضي الله عنه)([81]).

9 ـ يروي أيضاً: عن خطّ أبي القاسم بندار بن الحسين بن زوذان([82]).

10 ـ الاسعد أبو نصر([83]).

11 ـ القاضي أبو الحسن علي بن وديع القاضي الطبراني([84]).

عن القاضي سعيد بن يونس بن المعروف بالقلانسي الانصاري المقدسي([85]).

عملنا في تحقيق هذا الكتاب:

أولاً: إثبات هذا الكتاب «عيون المعجزات» للشّيخ الاجل حسين بن عبدالوهاب.

وقد تأكّدلي بعدّة قرائن ـ إضافة إلى ما تقدّم ـ بأنّ هذا الكتاب هو للشيخ الحسين بن عبدالوهاب، منها ما ذكره الشّيخ حسين بن عبدالوهاب في كتابه هذا، ونستعرض لها بنحو الاجمال، فهي: ذكر في خطبة الكتاب: «قال الحسين بن عبدالوهاب مؤلفّ الكتاب». وفي دلائل أمير المؤمنين ح12: «قال الحسين بن عبدالوهاب: سمعت هذا الحديث منه. وح15: «قال الحسين بن عبدالوهاب: وليس هذا الخبر». وفي دلائل الامام الباقر عليه السلام ح13 «قال الحسين بن عبدالوهاب: وقد أوردت أنا المعجز. وفي دلائل الامام الصادق عليه السلام ح9: «قال الحسين بن عبد الوهاب: والحديث طويل اقتصرت منه على... وفيه أيضاً: «قال الحسين بن عبدالوهاب مؤلّف هذه الرّسالة». وفي دلائل الامام الكاظم عليه السلام ح17: «قال الحسين بن عبدالوهاب رحمه الله: وبقى في الحديث... وفي دلائل الامام الهادي عليه السلام ح14: «قال الحسين بن عبدالوهاب مؤلّف هذا الكتاب».

ثانياً: اعتمدت في التحقيق على النّسخة المحفوظة في مكتبة المحقّق آية الله العظمى المرعشي النّجفي رحمه الله والّتي تحمل الرقم (8281) وهي نسخة مقروءة الخطّ، وعليها عدّة بيانات، وفي أوّلها عدّة ختومات تشير أنّ هذه النّسخة للسيّد المرتضى، وبعضها للكازروني، وبعضها إلى الحسين بن عبدالوهاب. فقد قال في بعض هذه الختومات ما نصه: كتاب عيون المعجزات الذي ينس إلى السّيّد المرتضى ولكنّه وهم بل مؤلفه هو الحسين بن عبدالوهاب من معاصري السيّد المزبور. وكما مرّ عليك عزيزي القارئ أنّها للحسين بن عبدالوهاب قطعاً، وهذه النّسخة تامّة ـ لو لا فقدان بعض الاوراق من خاتمتها في دلائل المولى صاحب الزمان عليه السلام ـ وقدر رمزت لها بـ «م».

والنّسخة الثّانية الّتي هي تملك للشيخ الحرّ رحمه الله الّتي طبعت في النجف الاشرف سنة 1950م بتقديم محمّد عليّ الاوبادي، وهي نسخة ناقصة وفيها تحريفات كثيرة.

وما زاد تعجّبي أنّ نسخة «م» لم يعثر عليها أحد من العلماء المتقدّمين لصاحب البحار، وصاحب المدينة والحلية، وصاحب الخرائح، أو المتأخرين أيضاً، ولو كانوا قد عثروا عليها لاثبتوا الاحاديث منها.

وقد قمنا بترتيب كتابنا هذا على ما هو مرّتب في نسخة «م» وسترى أنّ هذا الكتاب المحقّق والكامل متغير تماماً من حيث التقديم والتأخير والاضافات الكثيرة عمّا طبع في النجف الاشرف، أو الطبعات التالية لها بدون تحقيق.

ولقد أشرنا إلى الحديث الّذي لم يكن في «ن» هكذا: «أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن». وكمقايساً بين النّسختين في عدد الاحاديث، فهي كالاتي:

الموضوععدد الاحاديثعدد الاحاديث

في نسخة «م»في «ن»

1 ـ دلائل المولى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام4741

2 ـ دلائل فاطمة الزهراء عليها السلام1917

3 ـ دلائل السيّدين الحسن والحسين عليهما السلام2017

4 ـ دلائل الامام الحسين عليه السلام106

5 ـ دلائل الامام عليّ بن الحسين السجّاد عليه السلام95

6 ـ دلائل الامام محمّد الباقر عليه السلام2010

7 ـ دلائل الامام جعفر الصّادق عليه السلام2115

8 ـ دلائل الامام موسى الكاظم عليه السلام2110

9 ـ دلائل الامام عليّ الرضا عليه السلام2410

10 ـ دلائل الامام محمّد الجواد عليه السلام2014

11 ـ دلائل الامام عليّ الهادي عليه السلام286

12 ـ دلائل الامام الحسن العسكري عليه السلام2413

13 ـ دلائل الامام الحجّة صاحب الزمان عجل الله فرجه2418

فأصبح عدد الاحاديث في هذا الكتاب المحقّق (287 حديثاً) والمطبوع القديم (182 حديثاً) فعدد الاحاديث أكثر عمّا في المطبوع القديم بـ (105 حديثاً).

واعتمدت التلفيق بين النسختين لاثبات الصّحيح، وكلّ ما بين (     ) بدون إشارة فهو من «م» وكلّ ما بين ]    [ بدون إشارة فهو من «ن»، أو إذاكان بإشارة فهو من أحد المصادر الّتي ذكرناها.

وقد رقمت الاحاديث بين ]       [ وخرّجتها ـ قدر الامكان ـ من المصادر الّتي كانت في زمن المؤلّف أو بعده، وبعض المصادر الّتي ذكرها المؤلف لم نجد لها ذكراً فتركناها، وأثبتنا رسم الايات القرآنيّة كما هو موجود في المصحف الشّريف، وقد ترجمت للرجال ترجمة مختصرة مع ذكر المصادر ابتغاءً للاختصار، ووضعت فهارس الكتاب.


بضع الختومات الّتي على نسخة «م» والتي تشير على أنّ

المخطوطة للشيخ الحسين بن عبدالوهاب


الصفحة الاُولى من نسخة «م»


الصفحة الاخيرة من نسخة «م»

 


 

 

 

 

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ وكفى، وسلام على عباده الّذين اصطفى.

أمّا بعد: فيقول المعتصم بلطف الله الابدي ابن لطف الله الحسيني، العريضي، السّلامي، الاحدي محمّد هادي عاملهما الله بفضله يوم ينادي المنادي:

هذه أحاديث قد نقلتها عن كتاب اشتمل على نبذة من مناقب الائمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، أ لّفه الشّيخ المستبصّر المتبحّر الحسين بن عبدالوهّاب رحمه الله تعالى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

وكتب مالكه سنة ستٍّ وخمسين وخمسمائة، ووقفه جدّي افتخار الدّين عزيز الله بن شرفشاه الشّهير «بشاهمير السّلامي» على البقعة العليّة النورانيّة.

ورأيت صورة الوقف مكتوبةً في ظهر الورقة بخطّه وختمه غفر الله له، ولمّا بُلي الكتاب، واندرست أوراق أوائله، وتعذّر استنساخ الباقي بتفتّت الحواشي; نقلته محذوف الدّيباجة، متروك الصّدر، وقنعت في النّقل بالامكان، وذكرت عبارة المؤلّف بعينها ممّا ختم به الكتاب إلى العنوان لتفيد تبصّراً لمن رام أن يتبصّر، وتدبّراً لمن حاول أن يتدبّر، والله العاصم عن الاباطيل، والهادي إلى سواء السّبيل، وهذه عبارته رفع الله درجته:

قال الحسين بن عبدالوهّاب مؤلّف هذا الكتاب: قد اقتصرت ممّا سمعته وقرأته في الحضر والسّفر من براهين الائمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ودلائلهم على ما ألّفته وأودعته هذا الكتاب، لئلاّ يخرج عن حدّ الاختصار فيصعب حفظ ما فيه، إذ في ذلك كفاية لمن أراد الله سبحانه به خيراً، وقضى له ألاّ يَعبد إلاّ إيّاه عزّ وجلّ.

وكنت حاولت أن أثبت في صدر هذا الكتاب البعض من معجزات سيّد المرسلين وخاتم النبيّين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الطّاهرين الطيّبين.

فوجدت كتاباً أ لّفه «السيّد أبو القاسم عليّ بن أحمد بن موسى بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم» سمّاه «تثبيت المعجزات» وقد أوجب في صدره من طريق النّظر والاختيار، والفحص والاعتبار كون معجزات الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم بكلام بيّن، وحجج واضحة، ودلائل نيرّة، لا يرتاب فيها إلاّ ضالّ غافل غوي، ثمّ اتبعها المشهور من معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر في آخرها: إنّ معجزات الائمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم تنساق في أثرها، فلم أرَ شيئاً منها في آخر كتابه هذا الّذي سمّاه «كتاب تثبيت المعجزات» وتفحّصت عن كتبه وتأليفاته الّتي هي عندي وعند إخواني من المؤمنين أحسن الله توفيقهم، فلم أجد فيها كتاباً اشتمل على معجزات الائمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم، وتفرّد الكتاب بها، فلمّا أعياني ذلك، استخرت الله تعالى، واستعنت به في تأليف شطر وافر من براهين الائمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ومعجزاتهم، ودلائلهم ممّا لا تخالفنا فيه المرتفعة والمفوّضة القائلون بالظاهر والباطن، وكذلك المقصّرة من الاماميّة، ولا يتفرّد برواية خبر منه أحد منهم، ومن رام من المرتفعة أن يقف على ما يتفرّدون به هم من ذلك فعليه بتصفّح كتاب لي سمّيته «كتاب الهداية إلى الحقّ» فإنّه يشتمل على حقائق توحيد الله سبحانه وحكمته وعدله.

وفي أبواب منه الاحاد من المعجزات والبراهين الّتي ينفردون بروايتها، إلاّ أنّ الحجّة في الاجماع أوكد، والقول به ألزم، والاجماع فهو إجماع الشّيعة لا غيرها.

ومن نظر فى هذا الكتاب ممّن هداه الله بنور الايمان إزداد إيماناً واستبصاراً، وإن عَثُرَ بهذا الكتاب أحدٌ ممّن جعل الله على قلبه أكنّة ازداد رجساً وشَّكاً وعميً، كما قال الله تعالى: (وَإذَا مَا اُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُم زَادَتْهُ هَذِهِ اِيماناً فَأمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُم إيَمَاناً وَهُم يَستَبشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتهُمْ رِجساً إلى رِجسِهِم وَمَاتوا وَهُم كَافِرُونَ)([86]).

وإذا أخبر الله سبحانه بأنّ يُزيد كلامه ـ الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولامن خلفه ـ المؤمن إيماناً، والمخالف الّذي في قلبه الشكّ رجساً ونفاقاً وكفراً، فليس بعجب إنكارهم وجحدهم براهين حججه والدّالّين عليه صلوات الله عليهم أجمعين، ومع قول الله تعالى: (وَإِن يَرَوا كُلَّ آيَة لا يُؤمِنُوا بِهَا وَإن يَرَوا سَبِيلَ الرَّشدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإن يَرَوُا سَبِيلَ الغَىّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً)([87]).

فلا يتجعّدن([88]) عن طلب الحقّ والعلم من معدِنهما من يجد في نفسه أدنا رغبة في الحقّ لقلّة من يجده من طلاّبه فقد قال الله سبحانه: (وَأكثَرُهم لِلحَقِّ كَارِهُونَ)([89]).

وأوجب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم طلب العلم في قوله المشهور: «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»([90]). بل يتوفّر على طلبه بحسن نيّة وبصيرة ليفتح الله تعالى عليه المغلق، ويوضح له المشكل، ويقف عندما يشكل عليه، ويردّه إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى الائمّة صلوات الله عليهم أجمعين، فقد قال الله تعالى: (وَلَو رَدُّوهُ إلى الرَّسولِ وَإلى أُولي الاَ مرِمِنُهمُ لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَسُتَبِطُونَهُ مِنهُم)([91]).

وقالت الائمّة عليهم السلام: «رُدّوا إلينا، ولا تَردّوا علينا»([92]).

وقد قال المولى الصادق عليه السلام: «من تلقّى حديثنا بالقبول، وأحسن له التأويل، فتح الله قلبه حتّى يعلم بالكلمة الواحدة ألف معنى، ويستشعر خشية الله ومراقبته، ويعتصم به، يعصمه، ويتوكّل عليه، يكفه ما أهمّه من أمر دنياه وآخرته. (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخُرِجُهُم مِّنَ الظُّلمُاتِ إلى النَّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أولِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إلى الظَّلُماتِ)([93]).

وأعاذنا الله وجميع المؤمنين من الشّكّ والارتياب في دين الله تعالى، وجعل ما حبانا من معرفته غير مستودع، وأعاننا على تأدية فرائضه، والقيام بسنّته ظاهراً وباطناً، سرّاً وعلانيّةُ بمنزلة الاخيار الطّاهرين صلوات الله عليه أجمعين.

والحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا الله، وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وصلواته وسلامه على موالينا سادات الدّنيا والاخرة محمّد وآله الطّاهرين الاخيار الابرار، وأستغفر الله العظيم لي ولجميع المؤمنات([94]) والمؤمنات إنّه هو الغفور الرّحيم.

إنتهى كلام المؤلّف، وحرّر ذلك في شهر شوال ختم بالخير والظّفر والاقبال لعام ثمان وستين بعد الالف من الهجرة المباركة على من شرّفت به أفاضل التحيّة.

ولنشرع في كلام الحسين بن عبدالوهاب رحمه الله:


]دلائل المولى أمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه[

 

]1[ حدّثني الشّيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيّب المصري المعروف بأبي التّحف([95]) رحمه الله حيّاً وميّتاً بالغندجان في سنة خمس عشرة وأربعمائة، قال: حدّثني عبدالمنعم بن عبدالعزيز([96])، عن نوفل بن أبي الاشعث القمّيّ([97])، قال: حدّثني مسرة بن خضرمة بن خلبان بن عبدالملك الدّقاق([98])، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن الحسين عليه السلام:

إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه اجتاز([99]) بأرض بابل وكنت أسائره، ومعنا جماعة فخرج من بعض الاحياز([100]) ثعبان عظيم، فقرب من أمير المؤمنين عليه السلام وسجدله، وسلّم عليه بامرة المؤمنين، وتوقّف حواليه، فرّد عليه السّلام، ثمّ ولّى وأسرع في المشي([101]).

]2[ وحدّثني هذا الشّيخ([102]) قال: حدّثني ]العلاءبن طيّب[([103]) بن سعيد المغازلي البغدادي([104]). ببغداد، قال: حدّثني ]نصر[([105]) بن مسلم بن صفوان بن سعيد ]الجمّال المكّي[([106]) قال: حدّثني أبو هاشم المعروف بابن أخي طاهر بن زمعة، عن الاصهب بن (جندلة بن مدرك)([107])، قال: حدّثني عمّار بن ياسر ذو الفضل والمآثر، قال:

كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين ]عليّ بن أبي طالب[ صلوات الله عليه، وكان يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، وإذا (بصيحة عظيمة)([108]) قد ملات المسامع، وكان ]عليّ[ عليه الصلاة على دكّة القضاء، فقال: يا عمّار، أئت بذي الفقار ـ وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي منٍّ بالمكّي ـ فجئت به (فنضاه)([109]) من غمده (ووضعه إلى جنبه)([110]) وقال:

]يا عمّار[، هذا يوم أكشف لاهل الكوفة ]جميعاً[ الغمّة، ليزداد المؤمن (رفاقاً، والكافر)([111]) نفاقاً.

يا عمّار، (انظر إلى الباب)([112]). قال عمّار: (فنظرت إلى الباب)([113]) فإذا بالباب إمرأة (في قبّة)([114]) على جمل، وهي تصيح (وتقول)([115]):

]يا غيات المستغيثين[([116]) وياغاية الطّالبين، ويا كنز الرّاغبين، وياذا القوّة المتين، ويا مطعم (المسكين)([117]) ]ويا رازق[ العديم، ويا محيي كلّ عظم رميم، ويا قديماً سبق قدمه كلّ قديم (ويا من هو بكلّ شيء عليم)([118]) ويا طود من لا طود له، وكنز من لا كنز له، إليك توجّهت (وبولايتك)([119]) توسّلت (وخليفة رسولك قصدت، اكشف لي غمّتي)([120]) وفرّج عنّي كربتي.

قال: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة (واعتمد القوم عليها في الكلام)([121]). فقلت: اجيبوا أمير المؤمنين عليه السلام فنزلت عن الجمل، ونزل ]القوم معها[([122]) ودخلوا المسجد فوقفت([123]) المرأة بين يدي أمير المؤمنين عليه الصّلاة، وقالت: يا عليّ، (إليك توجّهت)([124]) فاكشف ما بيّ من غمّة إنّك وليّ ذلك، والقادر عليه.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ]يا عمّار، نادِ[([125]) في الكوفة لينظروا إلى قضاء أمير المؤمنين.

قال عمّار: ]فناديت[. فاجتمع النّاس حتّى ]صار[([126]) القدم عليه ]أقدام كثيرة[. ثمّ قام أمير الؤمنين عليه السلام، وقال: سلوا عمّا بدالكم يا أهل الشام.

فنهض من بينهم ]شيخ أشيب[([127]) عليه بردة أتحميّة([128]) وحلّة عربيّة([129])، وعلى رأسه عمامة خزّ سوسنّية([130])، فقال: السّلام عليك ياكنز الضّعفاء، ويا ملجأ اللّهفا، ويا مولاي، هذه الجارية ابنتي (وما قرنتها ببعل ساعة)([131]) وهي عاتق([132]) حامل، وقد فضحتني في عشيرتي، وأنا معروف بالشّدّة، والنّجدة والبأس، والسّخاوة([133])والشّجاعة والبراعة والنّزاهة والقناعة، أنا قلمس([134]) عمرّس([135]) وليث عسوس([136])، وعلى الاعداء عنبس([137])، لا تخمد لي نار، ولا يضام لي جار، عزيز عند العرب بأسي ونجدتي ]وحملاتى وسطواتي[([138]) أنا من أقوام بيت آبائهم بيت مجد في ]السماء[ السابعة، فينا كلّ عسوس([139]) لا يرعوي، وكلّ شجاع([140]) عن الحرب لا ينثني([141])، وقد بقيت يا عليّ، حائراً في أمري، فاكشف هذه الغمّة (فإنّ الامام وليّ الاُمّة، لكشف الغمّة والعظائم)([142])، وهذه عظيمة لا أجد أعظم منها.

فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ما تقولين يا جارية فيما (يقول لك أبوك؟ فقالت: أمّا ما يقول: إنّي ما قرنت ببعل، فقد صدق وقد صدق فيما يقول)([143])إنّي حامل، فو الله، ما أعلم من نفسي خيانة قطّ ]يا أمير المؤمنين[ وأنت أعلم ]بي [منّي، وتعلم إنّي ماكذبت في ما قلت، ففرّج عنّي غمّي يا عالم (السّرائر والضّمائر)([144]).

فصعد أمير المؤمنين صلوات الله عليه المنبر، وقال: الله أكبر، الله أكبر! (جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)([145]). ثمّ قال عليه السلام وإليه التسليم: عليَّ بداية([146]) الكوفة ]فجاءت[([147]) إمرأة يقال لها: لبنى، وكانت قابلة نساء أهل الكوفة، فقال (لها): أضربي بينك وبين النّاس حجاباً، وأنظري هذه الجارية أعاتق حامل؟ ففعلت ما أمرها (به) أمير المؤمنين عليه السلام.

فقالت: نعم، يا أمير المؤمنين، عاتق حامل. فقال:

يا أهل الكوفة، ]أين الائمّة[([148]) الّذين ادّعوا منزلتي؟ أين من يدّعي في نفسه أنّ له مقام الحقّ ]فيكشف هذه الغمّة[([149])؟

قال عمرو بن حريث ـ كالمستهزئ ـ : مالها غيرك يابن أبي طالب، واليوم ]تثبت لنا إمامتك[([150]).

فقال أمير المؤمنين لابي الجارية: يا أبا الغضب (المقطب، ألست أنت من أهل فلان)([151])؟ قال: بلى، يا أمير المؤمنين. قال: من قرية يقال لها: (أسعار طريق بانياس الخولة)([152])؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين. فقال: هل منكم([153]) من يقدر على قطعة من الثّلج؟ فقال أبو الغضب: (إنّ بيننا وبين الثّلج مسافة كثيرة)([154]). فقال أمير المؤمنين عليه السلام: بيننا وبين بلدكم مائتا فرسخ وخمسون فرسخاً. قال: نعم، يا أمير المؤمنين.

قال عمّار (رضي الله عنه): فمدّ عليه السلام يده وهو على منبر (جامع) الكوفة وردّها، وفيها قطعة من الثّلج ]تقطر ماء[([155]). ثمّ قال لداية الكوفة: ضعي هذا الثّلج ممّا يلي موضع([156]) هذه الجارية; ستر مي علقة([157]) وزنها سبعة([158]) وخمسون درهماً ودانقان.

قال: (فأخذت بيدها)([159]) وخرجت بها من الجامع، وجاءت بطست، ووضعت الثّلج على الموضع منها، فرمت علقة كبيرة، فوزنتها الدّاية فوجدتها كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.

وكان (يومئذ) قد أمسك المطر عن الكوفة منذ خمس سنين، فقال أهل الكوفة: استسق لنا يا أمير المؤمنين.

فأشار بيده قبل السّماء، فدمدم الجوّ، وأسجم([160])، وحمل مزناً، وسال الغيث.

وأتت الداية مع الجارية، فوضعت العلقة بين يديه، فقال: وَزَنْتِيها؟

فقالت: ]نعم[([161])، يا أمير المؤمنين ]وهي كما ذكرت[([162]).

فقال صلوات الله عليه: بلى، وإن كان ]مثقال[([163]) حبّة من خردل أتينابها، وكفى بنا حاسبين. ثمّ قال:

(خذ) يا أبا الغضب ابنتك، فو الله، ما زنت. (وإنّما)([164]) دخلت الموضع (منها)([165]) هذه العلقة، وهي (صبيّة)([166]) بنت عشر سنين، فربت في بطنها إلى وقتنا هذا.

فنهض أبوها وهو يقول: أشهد أ نّك تعلم ما في الارحام وما في الصّدور([167]).

(وروى هذا الحديث أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن أيّوب بن عيّاش الجوهري، عن عليّ بن عيسى من قرى الدّهقان، قال: حدّثني جعفر بن مالك الفزاري... الحسين بن عليّ الخزّاز، عن الحسن بن أبي سارة، عن الحسين بن مسكان، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبدالله الانصاري)([168]).([169])

]3[ (وحدّثني أبو التّحف، قال: حدّثني محمّد بن محمّد بن عمرو بن الحريث، عن سعيد الاروع الصّيّاد، قال: حدّثني حمزة بن الاصعب، عن مالك بن ثقيف، عن حمزة الفزاري الكوفي السّبيعي، عن سهيل بن وهب، عن الجرّاح بن مذكور، عن عبدالغفارّ بن ودود الجرهمي، قال: حدّثني سعيد بن عبدالدار، عن حذيفة بن اليَمان([170]) (رضي الله عنه))([171])، قال:

كنّا بين يديّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ حفّنا([172]) صوت عظيم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أنظروا ما دهاكم ونزل بكم؟ فخرجنا إلى ظاهر المدينة فإذا بأربعين راكباً على أربعين ناقة (حمراء بأيديهم الرّماح الخطيّة على رؤوس الرّماح أسنّة من العقيق)([173]) على كلّ واحد منهم بدنة من اللؤلؤ، وعلى رأس كلّ واحد منهم قلنسوة مرصّعة بالجواهر الثّمينة، يقدمهم غلام لانبات بعارضيه كأنّه فلقة قمر، وهو ينادي:

الحذار الحذار! البدار البدار! إلى محمّد المختار ]المبعوث في الاقطار[([174]).

قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فقال:

يا حذيفة، انطلق إلى حجرة كاشف الكرب، وهازم العرب، وجمرة([175]) بني عبدالمطّلب، اللّيث العقور([176])، واللّسان الشّكور ]والطرف الناي الغيور[([177]) والبطل الجسور، والعالم الصبور; الّذي جرى اسمه في التّوراة والانجيل والزّبور.

قال حذيفة فأسرعت (في المشي) إلى حجرة مولاي عليه السلام أريد ]إخباره [فإذا به قد لقيني، وقال: يا حذيفة، جئتني لتخبرني بقوم أنا بهم عالم منذ خلقوا و(منذ) ولدوا.

قال حذيفة: وأقبل سائراً وأنا خلفه إلى أن دخل المسجد، والقوم حافّون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا رأوه نهضوا له قياماً، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: كونوا على أماكنكم، فلمّا استقرّ به المجلس، قام الغلام الامرد قائماً دون أصحابه، وقال:

أ يّكم الرّاهب إذا انسدل الظّلام؟

أ يّكم المنزّه عن عبادة الاوثان والاصنام؟

أ يّكم الشّاكر لما أولاه المنّان؟

أ يّكم السّاتر عورات النّسوان؟

أ يّكم الصّابر يوم الضرب والطّعان؟

أ يّكم قاتل الاقران، ومهدّم البنيان، وسيّد الانس والجان؟

أ يّكم أخو محمّد المصطفى المختار، ومبدّد المارقين في الاقطار؟

أ يّكم لسان الحقّ الصادق، ووصيّه الناطق؟

أ يّكم المنسوب إلى أبي طالب بالولد، والقاعد للظالمين بالرّصد؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، أجب الغلام، وقم بحاجته.

فقال عليه السلام: أنا يا غلام. أدن منّي فإنّي أعطيك سؤلك وأشفي عليلك([178]) بعون الله سبحانه ومشيئته، فانطق بحاجتك لا بلغك اُمنيتك، ليعلم المسلمون إنّي سفينة النّجاة، وعصا موسى، والكلمة الكبرى، والنّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون، والصّراط المستقيم الّذي من حاد عنه ضلّ وغوى.

فقال الغلام: إنّ معي أخا (لي) وهو مولع بالصّيد والقنص، فخرج في بعض (أيّامه متصيّداً)([179]) فعارضته بقرات وحش عشر، فرمى أحدها فقتلها; فانفلج نصفه في الوقت (وقلّ)([180]) كلامه حتّى لا يكلمنا إلاّ إيماءً، وقد بلغنا أنّ صاحبكم يدفع([181])عنه ما نزل به يا أهل المدينة، وأنا العجحاج([182]) بن الحلاحل بن أبي الغضب ابن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذاهل بن صعب، ونحن من بقايا قوم عاد، نسجد للاصنام، ونقتسم بالازلام، فإن شفى صاحبكم أخي، آمنا على يده، ونحن تسعون ألفاً، فينا البأس، والنّجدة، والقوّة، والشّدّة.

ولنا (الكثير  من العندج والبندج)([183]) والذّهب والفضّة والخيل والابل، ولنا المضارب([184]) العالية والمطانب، نحن السّباق الجلاّد، سواعدنا شداد، وأسيافنا حِداد، وقد أخبرتكم بما عندي.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: وأين أخوك يا غلام؟ فقال: سيأتي في هودج له.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا جاء أخوك شفيت ]علّته[([185]). فالنّاس على مثل ذلك; إذ أقبلت إمرأة عجوز (تجنُبُ محملاً على جمل، فأبركته بباب المسجد، فقال الغلام: جاء أخي يا عليّ)([186]). فنهض أمير المؤمنين عليه السلام، ودنا من المحمل، وإذا فيه غلام له وجه صبيح، فلمّا نظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام بكى الغلام، وقال بلسان ضعيف: إليكم الملجأ والمشتكى يا أهل المدينة.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: (أ يّها النّاس:) اُخرجوا اللّيلة إلى البقيع فستجدون من عليّ عجباً. قال حذيفة: فاجتمعوا النّاس من العصر في البقيع إلى أن هدأ الليل، ثمّ خرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام وقت الليل، والنّاس ينظرون إليه ]وقال لهم: اتبعوني، فاتبعوه[([187]) فإذا بنارين متفرقتين، قليلة وكثيرة، فدخل في النّار القليلة، قال حذيفة: فسمعنا زمجرة (ثمّ خرج منها، وأقبل على النّار الكثيرة)([188]) ودخل فيها، ونحن بالبعد ننظر إلى النّيران إلى أن أسفر الصّبح، ثمّ طلع منها وقد كنّا ]أيسنا منه، فجاء و[([189]) بيده رأس، دوره سبعة عشر إصبعاً، له عين واحدة في جبهته، فأقبل إلى المحمل الّذي فيه الغلام، وقال له:

قم بإذن الله يا غلام، ]فما[ عليك من بأس. فنهض الغلام، ويداه صحيحتان، ورجلاه سالمتان، فانكبّ (بوجهه على يده ورجله وقبلهما، وأسلم)([190])، وأسلم القوم الّذين كانوا معه، والنّاس متحيرون لا يتكلمون! فالتفت إليهم، وقال:

أ يّها النّاس، هذا رأس العمرو بن الاخيل بن لا قيس بن إبليس، كان في إثني عشر (ألف) فيلق من الجنّ، وهو الّذي فعل بالغلام ما فعل، فقاتلتهم، وضربتهم بالاسم المكتوب على عصا موسى عليه السلام الّتي ضرب بها البحر. ]فانفلق[([191]) البحر إثني عشر طريقاً، فماتوا كلّهم.

فاعتصموا بالله تعالى، وبنبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وبوصيّه ]عليّ[([192]).([193])

]4[ وحدّث مسيرة، مولى الحسن الاخير صلوات الله عليه، عن مولاه، عن أبيه، عن أبائه عليهم السلام: إنّ أمير المؤمنين عليه أفضل الصّلاة كان يطلب قوماً من الخوارج، منهم: عبدالله بن وهب، وعمر بن جرموز ومن تبعهما، فلمّا بلغ إلى الموضع المعروف اليوم بساباط يوران، أتاه رجل، فقال:

يا أمير المؤمنين، أنالك شيعة، ولك محبّ، وقد كان لي أخ كنت شفيقاً عليه فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقّاص إلى قتال أهل المدائن، فقتل هاهنا، ودفن، وكان من وقت مقتله إلى ذلك الوقت عدّة سنين.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: وما الّذي تريد منه؟ فقال له: اُريد أن تحييه لي. فقال عليه السلام: لا فائدة لك في حياته. فقال: لا اُريد غير ذلك يا أمير المؤمنين.

فقال له: إذا أبيت ذلك فأرني قبره ومقتله، فأراه إيّاه فمدّ الرّمح وهو راكب بغلته الشّهباء، فركز بأسفل الرّمح القبر، وقال:

قم يا فلان بن فلان، بإذن الله، فانشقّ القبر، وخرج رجل أسمر، طويل، متّشح بأكفانه، يتكلّم بالعجميّة.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ألم تُقتل وأنت رجل من العرب؟ فقال: بلى، ولكنني قُتلت وبغضك في قلبي، ومحبّة أعدائك; فانقلبت ألسنتنا في النّار.

فقال الرّجل: يا أمير المؤمنين، ردّه من حيث جاء، فلا حاجة لنا فيه، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ارجع، فرجع إلى القبر، وانطبق عليه([194]).

]5[ ]وحدّثني أبو عليّ أحمد بن زيد بن دارا رحمه الله([195])، قال: حدّثني بالبصرة أبو عبدالله الحسين بن محمّد بن جمعة القمّيّ رحمه الله([196])، قال: حدّثني أبو عبدالله أحمد ابن محمّد بن أيّوب([197]) بالاسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال: حضر يوماً عند أصحابه، فقالوا له:[([198]) يا رسول الله، إنّ الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلّم موسى تكليماً، وكان عيسى ]بن مريم[ يحيي الموتى، فما صنع بك ربّك؟

فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إن كان الله سبحانه اتخذ إبراهيم خليلاً; فقد اتخذني حبيباً، وإن كان كلّم موسى من وراء الحجاب; فقد رأيت جلال ربّي وكلّمني مشافهة، وإن كان عيسى يحيي الموتى بإذن الله ; فإن شئتم أحييت لكم موتاكم بإذن الله.

فقالوا: قد شئنا، فأرسل معهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد أن ردّاه ببردة (بردائه) له، يقال له المستجاب، وأخذ طرفيه (فجعلهما) على كتفيه ورأسه، ]ثمّ[ أمره أن يقدمهم إلى المقابر، وأمرهم بإتباعه، فاتبعوه، فلمّا توسّط الجبّانة([199])سلّم على ]أهل[ القبور، ودعا، وتكلّم بكلام لم يفهموه.

فاضطربت الارض، ومادت([200]) وارتجّت، فدخلهم ذعر شديد، وقالوا: حسبك يا أبا الحسن، أقلنا أقالك الله.

فأمسك عن استتمام كلامه عليه السلام ]ودعائه[([201]) ورجعوا([202]) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا له: أقلنا. فقال لهم: إنّما رددتم (عليَّ بالاقالة)([203]) لا أقالكم الله يوم القيامة([204]).

]6[ وروى: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام خرج على أصحابه بعد العشاء الاخرة في ليلة مظلمة وهو يهمهم همهمة (وفلبه)([205])، وعليه قميص آدم، وبيده عصا موسى، وخاتم سليمان عليه السلام([206]).

]7[ وروى: عن الحارث الهمداني([207])، قال: خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتّى انتهينا إلى «باقول»، فإذا بشجرة بقي أصلها وقد وقع لحاؤها، وبقي عموداً يابساً، فضربها بيده، وقال:

صيري بإذن الله خضراء مثمرة، فإذا هي تهتزّ بأغصانها حملها الكمثرى فأكلنا، وحملنا معنا([208]).

]8[ وروى: إنّ جبرائيل وميكائيل عليهما السلام أتيابجام([209])، فوضعا في يد أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فأمره النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم الجام، فرّد عليه السلام([210]).

]9[ في رواية العامّة، وعن الخاصّة: إبراهيم بن الحسين الهمداني([211]) ]قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم[ قال: حدّثنا عبدالغفّار بن القاسم([212])، عن جعفر الصّادق، عن أبيه عليهما السلام ـ يرفعه ـ إلى أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ جبرائيل عليه السلام نزل على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بجام من الجنّة، فيه فاكهة كثيرة من فواكه الجنّة، فدفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسبّح الجام، وكبرّ، وهلّل في يده.

ثمّ دفعه إلى أبي بكر، فسكت الجام. ثمّ دفعه إلى عمر، فسكت الجام.

ثمّ دفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسبّح الجام وهلّل وكبّر في يده.

ثمّ قال الجام: إنّي اُمرت أن لا أتكلّم إلاّ في يد نبيّ أو وصيّ.

وفي رواية أخرى:

من كتاب «الانوار»([213]): بأنّ الجام من كفِّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عرج إلى السّماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كلّ أحد: (إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيْتِ وَيُطهِّرَكُم تَطُهِيراً)([214]).

وفي ذلك قال العوني (رضي الله عنه)([215]) ـ شعراً ـ :

عليّ كليم الجام إذ جاءه به     كريمان في الاملاك مصطفيان

وقال أيضاً:

إمامي كليم الجان والجام بعده     فهل لكليم الجان والجام من مثلِ([216])[([217])


]10[ روي عن المفضّل بن عمر([218]) رفع الله درجته أنّه قال: سمعت الصّادق صلوات الله وسلامه عليه، يقول:

إنّ أمير المؤمنين عليه السلام بلغه عن عمر بن الخطّاب شيء، فارسل سلمان، وقال له: قل له: بلغني عنك كيت وكيت (وأ نّي لا)([219]) أعتب عليك في وجهك، وينبغي أن لا تذكر فيّ إلاّ الحق فقد اغضيت (جفني)([220]) على القذى الاّ أن يبلغ الكتاب أجله. فنهض إليه سلمان وأبلغه ذلك، وعاتبة ثم ]أخذ[([221]) في ذكر مناقب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ووصف فضله وبراهينه. فقال عمر بن الخطّاب: ]يا سلمان[([222]) (عندي الكثير)([223]) من عجائب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ولست بمنكر فضله، إلاّ أنّه يتنفّس الصّعداء (ويظهر)([224]) البغضاء.

فقال له سلمان: حدّثني بشيء مما رأيت منه.

فقال عمر: يا أبا عبدالله، نعم. خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شيء من أمر الخمس، فقطع حديثي، وقام من عندي وقال (لي): مكانك حتّى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة، فخرج فما كان بأسرع من أن رجع، وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير. فقلت (له): ما شأنك؟ فقال: (أقبل) نفر من الملائكة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريدون مدينة بالمشرق، يقال لها «صيحون» فخرجت لاُسلّم عليه، فهذه الغبرة ركبتني ]من[ سرعة المشي.

فضحكت تعجباً حتّى استلقيت على قفاي، فقلت: رجل مات وبلي، وأنت تزعم أ نّك لقيته السّاعة، وسلّمت عليه؟ هذا من العجائب، وممّا لا يكون.

فغضب، ونظر إلي، وقال: أتكذبني يا ابن الخطّاب؟ فقلت (له): لا تغضب، وعد إلى ما كنّا فيه فإنّ هذا الامر ممّا لا يكون.

قال: إن أريتكه حتّى لا تنكر منه شيئاً استغفرت الله ممّا قلتَ وأضمرتَ، وأحدثت توبة ممّا أنت عليه؟ قلت: نعم. فقال: قم معي.

فخرجت معه إلى طرف المدينة، فقال: غمّض عينيك، فغمضتهما، فمسحهما بيده ـ ثلاث مرّات ـ ثمّ قال: افتحهما ]ففتحتهما[([225]) فإذا أنا والله يا أبا عبدالله، برسول الله في نفر من الملائكة لم أنكر منه شيئاً، فبقيت والله (متحيّراً)([226])، أنظر إليه، فلمّا أطلت، قال لي: (هل رأيته)([227])؟ قلت: نعم. قال: غمّض عينيك، فغمضتهما، ثمّ قال ]لي[([228]): افتحهما ]ففتحتهما[([229]) فإذا لاعين ولا أثر.

قال سلمان: فقلت له: هل رأيت من عليّ عليه السلام غير ذلك؟

فقال: نعم. لا أكتمه عنك خصوصاً، استقبلني يوماً، وأخذ بيدي ومضى بي إلى (الجبّان)([230]) وكنّا نتحدّث في الطّريق، وكان بيده قوس، فلمّا (حصلنا في الجبّان)([231]) رمى بقوسه من يده، فصار ثعباناً عظيماً ]مثل ثعبان عصا موسى[([232])، ففغرفاه، وأقبل نحوي ليبتلعني، فلمّا رأيت ذلك (كاد أن تطير روحي من الجُبن، فأخذت بذيله متضرّعاً، وقلت له: يا أبا تراب)([233]) اُذكر ما كان بيني وبينك من الجميل، فلمّا سمع (هذا القول)([234]) ]استفرغ[([235]) ضاحكاً، وقال: (لا تخاف يا ابن الخطّاب) لطفّت في الكلام، وإنّا أهل بيت نشكر القليل.

فضرب بيده إلى الثّعبان (وأخذه) فإذا هو قوسه الّتي كانت في يده.

ثمّ قال عمر: يا أبا عبدالله، (فكتمت)([236]) ذلك عن كلّ أحد، وأخبرتك به. ]يا أبا عبدالله[([237]) إنّهم أهل بيت يتوارثون هذه الاُعجوبة كابراً عن كابر، ولقد كان عبدالله وأبو طالب يأتيان بأمثال ذلك في الجاهليّة، هذا وأنا لا أنكر فضل عليّ، وسابقته، ونجدته، وكثرة علمه، فارجع إليه، واعتذر عنيّ إليه (واثن)([238]) ]عليه[([239]) بالجميل([240]).

]11[ وروت الشّيعة بأسرهم: إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه لمّا قعد أبو بكر مقعده ودعا إلى نفسه بالامامة، إحتجّ عليه بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه في مواطن كثيرة، من أنّ عليّاً عليه السلام: خليفته ]ووصيّه[ ووزيره، وقاضي دينه، ومنجز وعده، وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم بإتّباعه في حياته وبعد وفاته، وكان من جواب أبي بكر أنّه قال:

ولّيتكم ولست بخيّركم، أقيلوني (أقيلوني([241]); وكان امير المؤمنين عليه السلام يقوله له:) من يقيلك؟ الزم بيتك، وسلّم إلَيّ الامر الّذي جعله الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم(لي)، ولا يغرّنّك من قريش اوغادها، فإنّهم عبيدالدّنيا; يزيلون الحقّ عن مقرّه طمعاً منهم في ]الدنيا بالولاية[([242]) بعدك، ولينالوا في حياتك من دنياك.

(فكان يتلجلج)([243]) في الجواب، و]جعل[ يعده (بارضاء القوم) وتسليم الامر إليه عليه السلام.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام يوماً: إن أريتك رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمرك بإتباعي، وتسليم الامر إليَّ (قبلت)([244]) قوله؟

فتبسّم ]ضاحكاً متعجباً[([245]) من قوله، وقال: نعم. فأخذه بيده (يوماً) وأدخله المسجد، وهو مسجد قبا بالمدينة.

فأراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له: يا أبا بكر، أنسيت ما قلته في عليّ عليه السلام؟! فسلّم ]إليه[ هذا الامر، واتبعه، ولا تخالفه.

فلمّا سمع ذلك أبو بكر، وغاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بصره، بهت وتحيّر، وأخذه الافْكَلَ([246])، وعزم على تسليم الامر إليه، فدخل الثّاني، وقال له: ]ما رواه [أصحاب الحديث.

وليس هذا موضعه فإنّ هذا التّأليف مقصور على ذكر المعجزات والبراهين فقط (ومن حاول أن يقف على ما جرى في معنى الامامة، ويعرف المحقّ من المبطل، فعليه بتصفّح كتاب لي سمّيته بكتاب «البيان في وجوه الحق» و(الله ولي الّذين آمنوا يخرجهم من الظّلمات إلى النّور والّذين كفروا أولياءهم الطّاغوت يخرجونهم من النّور إلى الظّلمات)([247]). أعاذنا الله وجميع المؤمنين من العمى والحيرة، وصلّى الله على سيّد الاولين والاخرين محمّد وآله الطّاهرين)([248]).([249])

]12[ حدّثني أبو طاهر بن أحمد بن الحسين بن المنصور الحلاّج رحمه الله([250])ـ  وكان ممّن يستوطن الغندجان وتأهّل بها ـ قال: حدّثني المعروف بالقاضي القلانسي بشيراز([251])، قال: قال الشّيخ أبو عبدالله بن حفيف أنّه سمع جماعة من ثقات الرّواة، وأصحاب الحديث من طرق شتّى في حضره وسفره:

أنّه وُجد عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه واقفاً في الشّمس، فلم يُرَ له ظلٌ ولا فيء.

قال الحسين بن عبدالوهّاب: سمعت هذا الحديث منه، وكنت حديث السّن، فقلت مرتجلاً عند سماعي منه ـ شعراً ـ :

وعدلت عن وصف الوصيّ لأنّه     جلّت مناقبه عن التّشبيه

الشّمس تأخذ نورها من نوره     ولديّ برهان لمن يبغيه

وجدوا الوصيَّ ولم يروا فيئاً له     والضّدّ يروي ذا كما نرويه

من كان ذا عقل وفهم كامل     يكفيه ما قد قلت بل يغنيه

يا قبلة يُهدي بها أهل الهدى     يا نورَ نور لا محالة فيه

يا من جرى في الكتب ذكرُ جلاله     مولاك يرجو منك ما ينجيه([252])

]13[ وفي كتاب «بصائر الدّرجات» حدّث جعفر بن محمّد البجلي الكوفي([253])، قال: حدّثنا عليّ بن عمر الصيقل([254])، قال: حدّثني ]عمر بن توبة[([255]) عن أبيه، (عن حبّه العرني)([256])، عن الحارث بن عبدالله الهمداني (رضي الله عنه)([257])، قال:

(كنت) مع أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم على باب الرّحبّة([258]) الّتي كان أمير المؤمنين عليه السلام ينزلها، نتحدّث، إذ اجتاز بنا يهودي من الحيرة ومعه حوتتان، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام، (وقال له: يا يهودي)([259])، بكم إشتريت أبويك من بني إسرائيل؟

فصاح اليهودي صيحة عظيمة، وقال: (ما أعجب من كلام عليّ بن أبي طالب)([260]) يذكر أنّه يعلم الغيب، وأ نّي اشتريت أبي واُمّي من بني إسرائيل، فاجتمع عليه خلق كثير من النّاس، وقد سمعوا كلام أمير المؤمنين عليه السلام ]وكلام اليهودي، فكأنّي أنظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وقد تكلّم بكلام لم أفهمه، فأقبل على[([261]) أحد الحوتين، وقال:

أقسمت عليك (لتكلّمين وتقولين)([262]) من أنا ومن أنت؟

فنطقت ]السّمكة[([263]) بلسان فصيح، وقالت: أنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وقالت: يا فلان، أنا أبوك فلان ]بن فلان[([264]) متّ في سنة كذا وكذا، والعلامة يدك كذا وكذا.

ثمّ أقبل عليه السلام على الاُخرى، وقال لها: أقسمت عليك (لتتكلّمين وتقولين)([265])من أنا ومن أنت؟

]فنطقت[([266]) بلسان فصيح، وقالت: أنت أمير المؤمنين، ثمّ قالت: يا فلان، وأنا اُمّك فلانة ]بنت فلان[([267]) متّ في سنة كذا وكذا، والعلامة في يدك كذا وكذا.

فقال القوم: نشهد أنّ لا إله إلاّ الله (وحده لا شريك له) وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأ نّك أمير المؤمنين حقّاً ]حقّاً[([268])، ورجعت([269]) الحوتتان إلى ما كانتا عليه، وآمن اليهودي، وقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأ نّك أمير المؤمنين.

وانصرف القوم، وقد ازدادوا معرفة لامير المؤمنين عليه السلام([270]).


]14[ ]وقد وجدت هذا الخبر في كتاب «الانوار»([271]) ]و[ حدّث أحمد بن محمّد ابن عبدربّه([272])، قال حدّثني سليمان بن عليّ الدّمشقي([273])، عن أبي هاشم الرّماني([274])،
عن زاذان([275])، عن سلمان (رضي الله عنه)([276]) عنه، قال:[([277])

كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالساً بالابطح، وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث، إذ نظرنا إلى زوبعة([278]) قد ارتفعت فأثارت الغبار، وما زالت تدنو والغبار يعلو، إلى أن وقفت بحذاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم (فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شخص فيها)([279])، ثمّ قال:

يا رسول الله، إنّي وافد قومي، وقد استجرنا بك فأجرنا، وابعث معي من قِبلِك من يشرف على قومنا، فإنّ بعضهم قد بغوا علينا; ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه، وخذ عليّ العهود والمواثيق المؤكدّة إنّي أردّه إليك سالماً في غداة غد إلاّ أن تحدث عليَّ حادثة من عند الله.

فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من أنت، ومن قومك؟

قال: أنا عرفطة([280]) بن شمراخ أحد بني (كاخ من الجنّ)([281])، وأنا وجماعة من أهلي كنّا نسترق السّمع، فلمّا منعنا من ذلك آمنا، ولمّا بعثك الله نبيّاً آمنابك على ما علمته، و]قد[ (صدّ قناك، وقد)([282]) خالفنا بعض القوم، وأقاموا على ما كانوا عليه، فوقع بيننا وبينهم الخلاف، وهم أكثر منّا عدداً وقوّة، وقد غلبوا على الماء والمراعي، واضرّوا بنا وبدوا بنا، فابعث معي من يحكم بيننا ]وبينهم[([283]) بالحقّ.

فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: اكشف لنا عن وجهك حتّى نراك على هيئتك الّتي أنت عليها.

قال: فكشف لنا عن صورته، فنظرنا (إلى)([284]) شخص عليه شعر (كشعر الدّبّ)([285])، ]وإذا[([286]) رأسه طويل، طويل العينين، عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين (في فيه أربع أسنان كأسنان السّباع)([287]).

ثمّ إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرده عليه في غد من بعث به معه، فلمّا فرغ من ذلك إلتفت إلى أبي بكر فقال له: سر مع أخينا عرفطة، وانظر إلى ما هم عليه، واحكم بينهم بالحق. فقال: يا رسول الله، وأين هم؟ فقال: هم تحت الارض. فقال أبو بكر: فكيف أطيق النزول (في)([288]) الارض، وكيف أحكم بينهم، ولا أحسن كلامهم؟!

ثمّ التفت إلى عمر بن الخطّاب، وقال له مثل قوله لابي بكر، فأجاب بمثل جواب أبي بكر.

ثمّ أقبل على عثمان، فقال له مثل (ما قاله)([289]) لهما، فأجابه (بمثل قولهما)([290]).

ثمّ استدعى عليّ عليه السلام، وقال: يا عليّ، سر مع أخينا عرفطة، وتشرف على قومه، وتنظر إلى ما هم عليه، وتحكم بينهم بالحقّ.

فقام أمير المؤمنين عليه السلام مع عرفطة وقد تقلّد سيفه.

قال سلمان: فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي، فلمّا توسطاه نظر إليَّ أمير المؤمنين عليه السلام، وقال: قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبدالله، فارجع. فوقفت أنظر إليهما، فانشقت الارض، ودخلا فيها، وعادت([291]) إلى ما كانت، ورجعت و(قد) تداخلني من الحسرة ما الله أعلم به; كلّ ذلك إشفاقاً على أمير المؤمنين عليه السلام. فأصبح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وصلّى بالناس الغداة، وجاء وجلس على الصّفا، وحفّ به أصحابه، وتأخّر أمير المؤمنين عليه السلام ]وأرتفع النّهار، وأكثر ]النّاس[ الكلام إلى أن زالت الشّمس، وقالوا: إنّ الجنّي احتال على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أراحنا الله من أبي تراب[([292]) وذهب عنّا افتخاره بابن عمّه علينا، وأكثروا الكلام إلى أن صلّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صلاة (الظهر، فولّى)([293]) وعاد إلى مكانه، وجلس على الصفا.

ومازال أصحابه في الحديث إلى أن وجبت صلاة العصر (وبالغ القوم في)([294])الكلام، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين عليه السلام، فصلّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر، وجاء وجلس على الصّفا، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين عليه السلام، وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين عليه السلام، وكادت الشّمس تغرب، فتيقن القوم أنّه قد هلك.

إذا ]وقد[ انشّق الصّفا، وطلع أمير المؤمنين عليه السلام منه، وسيفه يقطر دماً ومعه عرفطة، فقام إليه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقبلّ بين عينيه وجبينه، وقال (له): ما الذّي حبسك عنّي إلى هذا الوقت؟

فقال عليه السلام: صرت إلى ]جنٍّ[([295]) كثير، قد بغوا على عرفطة وقومه (الموافقين)([296]) فدعوتهم إلى ثلاث خصال، فأبوا عليَّ، وذلك إنّي دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى، والاقرار بنبّوتك ورسالتك، فأبوا، ودعوتهم إلى أداء الجزية، فأبوا، وسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المرعى لعرفطة وقومه وكذلك الماء، فأبوا ذلك ]كلّه[.

فوضعت سيفي فيهم، وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفاً، فلمّا نظروا إلى ما حلّ بهم طلبوا الامان والصّلح، ثمّ آمنوا (وصاروا إخواناً)([297]) وزال الخلاف، وما زلت معهم إلى السّاعة.

فقال عرفطة: يا رسول الله، جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيراً (وانصرف)([298]).

]15[ حدّث محمّد بن همام القطّان([299])، قال: حدّثني الحسن بن ]الحليم([300])[([301])، قال: حدّثنا عبّاد بن صهيب([302])، قال: حدثنا([303]) الاعمش([304])، قال:

نظرت ذات يوم وأنا في المسجد الحرام إلى رجل كان (في جانبي) يصلّي، فأطال وجلس يدعو بدعاء حسن ـ إلى أن قال ـ: يا ربّ، إنّ ذنبي عظيم، وأنت أعظم منه، ولا يغفر الذّنب العظيم إلاّ أنت يا عظيم، ثمّ انكبّ على الارض (يعفّر)([305])ويبكي ويشهق في بكائه وأنا أسمع، واُريد أن يتمم سجوده، ويرفع رأسه (وأقابله)([306]) وأساله عن ذنبه العظيم، فما رفع رأسه أدرت إليه وجهي، ونظرت في وجهه فإذا وجهه وجه كلب، و(وبره) وبر كلب، وبدنه بدن إنسان.

فقلت له: يا عبدالله، ما ذنبك الّذي استوجبت به أن يشوّه الله خلقك؟

فقال: (الله) يا هذا، أنّ ذنبي عظيم، وما أحبّ أن يسمع به أحد، فما زلت به إلى أن قال: كنت رجلاً ناصبيّاً أبغض أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ]و [اُظهر ذلك ولا أكتمه، فاجتاز بي ذات يوم رجل وأنا أذكر أمير المؤمنين عليه السلام بغير الواجب، فقال: مالك إن كنت كاذباً فلا أخرجك الله من الدّنيا حتّى يشوّه (خلقك فتكون)([307]) شهرة في الدّنيا قبل الاخرة.

فبت معافاً، وقد حوّل الله وجهي وجه كلب، فندمت على ما كان مني، وتبت إلى الله ممّا كنت عليه (وأنا أسأل)([308]) الله الاقالة والمغفرة.

قال الاعمش: فبقيت متحيّراً أتفكّر فيه وفي كلامه، وكنت اُحدّث النّاس بما رأيت، فكان المصدّق أقلّ من الكذّب.

(قال الحسين بن عبدالوّهاب: وليس هذا الخبر من معجزاته عليه السلام، لكنّه من الدلائل على فضله، وعظيم منزلته صلوات الله عليه)([309]).([310]).


]16[ وروى: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام مرّ بزذان([311])، وهو يترنّم، فقال:

يازاذان، لو عوّضت هذا بالقرآن لكان خيراً لك.

فقال: يا مولاي، لقد أصبحت وأمسيت وما أحسن منه حرفاً.

فقال: اُدنُ منيّ، قال زاذان: فدنوت منه عليه السلام فتفل في فيَّ تفلةً، فتصوّر القرآن في صدري غضّاً كما أُنزل.

فكان يتلوه أحسن تلاوة، وكان النّاس يتعجبون منه ومن قراءته([312]).

]17[ وروى عن أبي ذرّ جندب بن جنادة الغفاري رفع الله درجته، أنّه قال:

كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته (في زمن الشّتاء)([313]) فلمّا أمسينا (هبّت)([314]) ريح باردة، وعلتنا غمامة هطلت غيثاً (مثعجراً)([315])، فلمّا انتصف الليل جاء عمر بن الخطّاب، ووقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: إنّ (النّاس)([316]) قد أخذهم البرد، وقد ابتلّت المقادح والزّناد فلم ]توقد[([317]) وقد أشرفوا على الهلكة لشدّة البرد.

فالتفت صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه السلام، وقال له: قم يا عليّ، واجعل لهم ناراً.

فقام عليه السلام وعمد إلى شجر أخضر، فقطع غصناً من أغصانه، وجعل لهم منه ناراً، وأوقدوا منها في كلّ مكان، واصطلوا([318]) بها، وشكروا الله تعالى، وأثنوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى أمير المؤمنين عليه السلام([319]).

]18[ وروى الشّيخ أبو محمّد بن الحسن بن محمّد بن نصر (رضي الله عنه)([320])، قال: حدّثني الاستاد أبو القاسم الحسين بن الحسن ولي نعمتي (رضي الله عنه)، قال: حدّثني الطيّب القواصري نضّر الله وجهه المليح، قال: حدّثني سيّدي أبو القاسم الحسين ابن مأمون الحديثي القرشي، قال: حدّثني سيّدي وصاحب نعمتي أبو نصر محمّد ابن محمّد([321])، أنّه سمع مولانا الحسن ]الزّكي[ الاخير صلوات الله عليه وسلامه يقول: سمعت أبي يحدّث، عن جدّه عليّ بن موسى عليهما السلام، أنّه قال:

اعتلّ صعصعة بن صوحان العبدي (رضي الله عنه)([322])، فعاده مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في جماعة من أصحابه، فلمّا استقرّ بهم المجلس فرح صعصعة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام:

لا تفتخر على إخوانك بعيادتي إيّاك، ثمّ نظر إلى فهر([323]) في وسط داره، فقال لاحد أصحابه: ناولنيه، فأخذه منه وأداره في كفّه، وإذا به سفرجلة رطبة.

فدفعها إلى أحد أصحابه، وقال: قطّعها قطعاً، وادفع إلى كلّ واحد منّا قطعة، وإلى صعصعة قطعة، وإليَّ قطعة، ففعل ذلك.

فأدار ]مولانا القطعة من السّفرجلة في كفّه فإذا بها تفاحة، فدفعها إلى ذلك الرّجل، وقال له: قطّعها وادفع إلى كلّ واحد قطعة، وإلى صعصعة قطعة، وإليَّ قطعة، ففعل الرّجل[([324]).

فأدار مولانا ]عليّ[([325]) صلوات الله عليه وآله القطعة من التّفاحة في كفّه فإذا هي حجر فهر، فرمى به إلى (وسط)([326]) الدّار.

فأكل صعصعة القطعتين، واستوى جالساً، وقال: شفيتني ]وازدت في إيماني وإيمان[([327]) أصحابك صلواة الله عليك ورضوانه.

(ثمّ حدّثني الاسعد أبو نصر (رضي الله عنه) بهذا الحديث على هذا الاسناد، وأجاز لي روايته عنه بإسناده المذكور رحمه الله)([328]).([329])

]19[ ]روى أصحاب الحديث، عن عبدالله بن العبّاس أنّه قال:

عقمت النّساء أن يأتين بمثل عليّ بن أبي طالب عليه السلام; فوالله، ما سمعت وما رأيت رئيساً يوازن به، والله، لقد رأيته بصفّين وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراج سليط([330]) أو عينا أرقم([331])، وهو يقف على شرذمة من أصحابه يحثّهم على القتال، إلى أن انتهى إليَّ وأنا في كنف من النّاس، وقد خرج خيل لمعاوية المعروفة بـ «الكتيبة الشّهباء» عشرون ألف دارع، على عشرين ألف أشهب، متسربلين الحديد ]متراصين[([332])، كأنّهم ]صفيحة[([333]) واحدة، ما يرى منهم إلاّ الحدق تحت المغافر([334])، فاقشعر أهل العراق لمّا عاينوا ذلك، فلمّا رأى أمير المؤمنين عليه السلام هذه الحالة منهم، قال:

هالكم([335]) يا أهل العراق؟! إن هي إلاّ جثث مائلة فيها قلوب طائرة، ورجل جراد دفّت([336]) بها ريح عاصف، وشداة الشيطان ألجمتهم والضّلالة، وصرخ بهم ناعق البدعة ففتنهم، ما هم إلاّ جنود البغاة، وقحقحة المكاثرة، لو مسّتهم سيوف أهل الحق تهافتوا تهافت الفراش في النّار، ولرأيتموهم كالجراد في يوم الرّيح العاصف، ألا فاستشعروا([337]) الخشية، وتجلببوا([338]) السّكينة، وادعوا الّلامة([339])]وقلقلوا[([340]) الاسياف في الاغماد قبل السّل، وانظروا ]الخَزَر[([341]) واطعنوا ]الشَّزر

وتنافحوا بالظّبا[([342])، وصلوا السّيوف بالخُطَا([343])، والرّماح بالنّبل، وعاودوا أنفسكم الكرّ، واستحيوا من الفرّ([344])، فإنّه عار باق في الاعقاب([345]) عند ذوي الاحساب، وفي الفرار النّار يوم الحساب، وطيبوا عن أنفسكم نفساً، واطووا عن حياتكم كشحاً، وامشوا على الموت قدماً، وعليكم بهذا السّواد الاعظم والرّواق المطنّب([346])، واضربوا ]ثبجه[([347]) فإنّ الشّيطان راقد في كسِره([348])، (نافخ خصييه)([349]) مفترش ذراعيه، قد قدم للوثبة يداً، وأخّرَ للنكوص عقباً، فاصدموا له صدماً، حتّى ينجلي الباطل من الحقّ، وأنتم الاعلون ]ألا[ فاثبتوا في المواكب، وعضّوا على النّواجذ([350])فإنّه ابنى للسّيوف عن الهام([351])، فاضربوا بالصّوارم وشدّوا([352]); فها أنا شادّ محمل على الكتيبة. وحملهم حتّى خالطهم، فلمّا دارهم دور الرّحى المسرعة، وثار العَجاج ; فما كنت أرى إلاّ رؤوساً ]بادرة[([353]) وأبداناً طافحة، وأيدي طائحة، وقد أقبل أمير المؤمنين عليه السلام وسيفه يقطر دماً وهو يقول: (فَقتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمُ لاَ أَيمَـنَ لَهُمُ لَعَلَّهُمُ يَنتَهُونَ)([354]).

وروي أنّ من نجا منهم رجعوا إلى معاوية، فلامهم على الفرار بعد أن أظهر التّحسّر والحزن على ما حلّ بتلك الكتيبة.

فقال كلّ واحد منهم: كيف كنت رأيت عليّاً وقد حمل عليَّ، وكلمّا ألتفتُ ورائي وجدته يقفوا أثري!

فتعجّب معاوية، وقال لهم: ويلكم أنّ عليّاً لواحد، كيف كان وراء جماعة متفرقين؟![([355])([356]).


]20[ وروى عن أبي إسحاق السّبيعي، قال: دخلت مسجد الكوفة، وإذا أنا بشيخ لا أعرفه، ودموعه يسيل على خدّيه، فقلت له: يا شيخ، ما يُبكيك؟ فقال: أنّه قد أتت عليَّ مئة سنة ونيّف عليها، انّ فيها عدلاً إلاّ ساعة من ليلة، وساعة من يوم.

إنّي كنت رجلاً يهوديّاً، وكانت لي ضيعة بناحية الكوفة، فدخلت الكوفة بطعام على حَمير اُريد بيعه بها، فبينا أنا أسوق الحمير إذ فقدتها بين يدي، وكان الارض مستوياً، فأتيت منزل الحارث الهمداني ـ وكان لي صديقاً ـ وشكوت إليه ما أصابني، فأخذ بيدي ومضى بي إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فأخبره الخبر، فقال للحارث انصرف إلى منزلك، فإنّي الضّامن للحمير والطّعام.

وأخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيدي، ومضى بي حتّى انتهى إلى الموضع الّذي فقدت فيه الحمير، فوجّه وجهه إلى القبلة، ورفع يده إلى السماء، وسمعته يقول:

والله، ما على هذا عاهدتموني وبايعتموني يا معشر الجنّ، وايم الله، لئن لم تردّوا على اليهودي حميره وطعامه لانقضّن عهدكم، ولاجاهدنّكم في الله حقّ جهاده ; فوالله، ما فرغ من كلامه حتّى رأيت الحمير والطّعام عليها تجول حولي، فتقدّم إليَّ بسوقها فسُقْتُها وهو معي حتى انتهى إلى الرّحبة، فقال: يايهودي، عليك بقيّة من اللّيل فضع عن حميرك حتّى تصبح، فوضعت عنها، ثمّ قال لي: ليس عليك بأس، ودخل المسجد، فلمّا فرغ من صلاته، وطلعت الشّمس، خرج إليَّ وعاونني على حمل الطعام، فبعته، واستوفيت ثمنه، وقضيت حوائجي، فقلت له عند فراغي من أمري:

أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأ نّك عالم هذه الاُمّة، وخليفة الله على الجنّ والانس، فجزاك الله عن الاسلام وأهل الذّمة خيراً.

ثمّ انطلقت إلى ضيعتي، فأقمت بها، ثمّ اشتقت إلى لقائه ورؤيته، فقدمت الان وقد اختار الله تعالى له ما عنده، فجلست حيث تراني أبكي عليه صلى الله عليه وآله وسلم([357]).

]21[ (و) حدّثني أبو التّحف، قال: حدّثني سعيد بن مرّة ـ يرفعه برجاله ـ إلى عمّار بن ياسر([358]) أنّه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام جالساً في (دكّة)([359]) القضاء، فنهض إليه رجل يقال له: صفوان الاكحل، وقال:

أنا رجل من شيعتك، وعليّ ذنوب ]و[ اُريد أن تطهرني منها في الدّنيا (لاصل)([360]) إلى الاخرة وما عليّ ذنب. فقال عليه السلام: قل لي بأعظم ذنوبك ما هي؟ فقال: أنا ألوط بالصّبيان. فقال: أيّما أحبّ إليك (أضربك)([361]) بذي الفقار، أو أقلب عليك جداراً، أو أضرم (عليك) ناراً، فإن ذلك جزاء من ارتكب ما ارتكبته. فقال: يا مولاي، أحرقني بالنّار.

فقال عليه السلام: يا عمّار، اجمع له ألف حزمة من قصب، وأنا أضرمه غداً بالنّار، وقال للرّجل: امضِ وأوصي. قال: فمضى الرّجل، وأوصى بما له وعليه، وقسّم ]أمواله[([362]) بين أولاده، وأعطى كلّ ذي حقّ حقّه، ثمّ بات على باب حجرة أمير المؤمنين ـ بيت نوح عليهما السلام ـ شرقي جامع الكوفة.

فلمّا صلّى أمير المؤمنين عليه السلام ـ أنجانا الله به من الهلكة ـ قال: يا عمّار، ناد في الكوفة: اخرجوا وانظروا كيف يحرق عليّ رجلاً من شيعته بالنّار.

فقال أهل الكوفة: أليس قالوا: إنّ شيعة عليّ ومحبيّه لا تأكلهم النّار، وهذا رجل من شيعته يحرقه بالنّار، بطلت إمامته؟

فسمع ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، قال عمّار (رضي الله عنه): فأخرج([363]) الامام عليه السلام، وبنى عليه ألف حزمة (قصب)([364])، وأعطاه مقدحة ]من الكبريت[([365]) وقال (له): اقدح واحرق نفسك، فإن كنت من شيعة عليّ وعارفيه ما تمسّك النّار، وإن كنت من المخالفين المكذّبين فالنّار تأكل لحمك وتكسر عظمك.

قال: فقدح النّار على نفسه، واحترق القصب، و]كان[ على الرّجل ثياب كتّان بيض لم تَعْلَقْهَا النّار ]ولم يقربها الدّخان، فاستفتح الامام[([366]) وقال: كذّب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً وخسروا خسراناً مبينا، ثمّ قال: (شيعتنا منّا وَ) أنا قسيم الجنّة والنّار، شهد (لي)([367]) بذلك لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن كثيرة.

وفيه قال عامر([368]) بن ثعلبة:

عليٌّ حبّه جُنّة     قسيمُ النّارِ والجَنَّة

وَصيُّ المصطفى حقاً     إمام الانس والجنِّة([369])

]22[ (وحدّث جبير الرّحّا، عن عبد مسهر، عن سلمة بن الاصهب، عن كنان بن أبي سليم، عن مروز، عن رجل، عن جعدمان، عن القايد أبي نصر منصور السّري بن المهدهلي، أبي عبدالله، عن أبي القاسم القواصري، عن حامد بن سعيد، عن خالص بن ثعلبة، عن عمّار بن ياسر ذي الفضل والمآثر، قال: كنت مع مولاي)([370]) أمير المؤمنين، وقد خرج من الكوفة إذ عبر بالضّيعة الّتي يقال لها: ]النّخيلة[([371]) على فرسخين من الكوفة ]فخرج منها[([372]) خمسون رجلاً من اليهود، وقالوا: أنت عليّ بن أبي طالب، الامام؟ فقال: أنا ذا. فقالوا: لنا صخرة ]مذكورة في كتبنا[([373]) عليها اسم ستّة من الانبياء، و(ها) نحن نطلب الصّخرة فلا نجدها، فإن كنت إماماً فأوجدنا الصّخرة. فقال عليه السلام: اتبعوني.

قال عمّار: فسار القوم خلف أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن استبطن بهم البرّ، وإذا بجبل من رمل ]عظيم[([374]) فقال عليه السلام: أيّتها الرّيح، انسفي الرّمل عن الصّخرة، فما كان إلاّ ساعة حتّى نسفت الرّمل ]عن الصّخرة[([375]).

فقال عليه السلام: هذه صخرتكم؟ فقالوا: عليها اسم ستّة من الانبياء على ما سمعناه وقرأناه في كتبنا، ولسنا نرى عليها الاسماء.

فقال عليه السلام: الاسماء الّتي عليها وفيها فهي على وجهها الّذي على الارض، فاقلبوها، فاعصوصب([376]) عليها ألف رجل، فما قدروا على قلبها.

فقال عليه السلام: تنحّوا عنها، فمدَّ يده إليها وهو راكب فقلبها، فوجدوا عليها اسم ستّة من الانبياءعليهم السلام أصحاب (الشّرائع)([377]): آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم أفضل السّلام، ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

فقال النّفر ]من[([378]) اليهود: نشهد أن لا إله إلاّ الله، وانّ محمّداً رسول الله، وانّك أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وحجّة الله في أرضه، من عرفك سعد ونجا، ومن خالفك ضلّ وغوى وإلى الجحيم هوى، جلّت مناقبك عن التّحديد، وكثرت آثار (نعتك)([379]) عن التّعديد([380]).

]23[ (حدّثني القاضي أبو الحسن عليّ بن وديع القاضي الطّبراني، عن القاضي سعيد بن يونس المعروف بالقلانسي، الانصاري، المقدّسي، قال: حدّثني المبارك بن صافي، عن خالص بن أبي سعيد، عن وهب الجمّال، عن عبدالمنعم، عن وهب الزّائدي، عن القاضي يونس بن مسرّة المالكي، عن الشّيخ أبي المعيمر الرّقي، قال: حدّثني صحّاف الموصف، عن الرّئيس أبي محمّد بن جملة، عن حمزة البارزي الحنبلاني، عن محمّد بن دجيرة، عن أبي جعفر ميثم التّمار رفع الله درجته، قال:)([381])

كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين، فلمّا (فرغ)([382]) من الاحكام، نهض إليه الغلام، وقال: يا أبا تراب، أنا إليك رسول ]فاصغ لي[([383]) سمعك، واخلِ إليَّ ذهنك، وانظر إلى ما خلفك (وإلى ما) بين يديك، ودبّر أمرك فيما يدهمك، فقد جئتك برسالة ]تتزعزع[([384]) لها الجبال ]وتكيع[([385]) عنها الابطال، من رجل حفظ كتاب الله تعالى من أوّله إلى آخره، وعلم (علم)([386]) القضاء([387]) والاحكام، وهو أبلغ منك في الكلام، وأحقّ بهذا المقام منك، فاستعد للجواب، ولا تزخرف المقال([388]). فلسنا ممّن ينفق عليه الاباطيل والاضاليل.

فلاح الغضب في وجه أمير المؤمنين عليه السلام، والتفت إلى عمّار (رضي الله عنه)، وقال: اركب جملك وطف في قبائل الكوفة، وقل لهم: اجيبوا عليّاً، لتعرفوا الحقّ من الباطل (والصّحّة من السّقم)([389]).

قال ميثم (رضي الله عنه): فركب عمّار، وخرج فما كان إلاّ هنيئة حتّى رأيت العرب كما قال الله تعالى: (إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَحِدَةً فَإِذَاهُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ)([390]).

(قال:) فضاق جامع الكوفة بهم، وتكاثفَ النّاس كتكاثف الجراد على الزّرع الغضّ في أوانه، فنهض العالم الاورع، والبطين الانزع صلوات الله عليه ورقى من المنبر مراق، ثمّ تنحنح فسكت النّاس، فقال: رحم الله (امرءً)([391])سمع فوعى، ونظر فاستحى.

أيّها النّاس: إنّ معاوية يزعم أنّه أمير المؤمنين، (ولن)([392]) يكون الامام إماماً حتّى يحييَّ ]الموتى[([393]) أو ينزل من السّماء مطراً، أو يأتي بما يشاكل ذلك ممّا يعجز عنه غيره، وفيكم من يعلم أنّي ]الكلمة التامة، والاية الباقية[([394])، والحجّة البالغة، ولقد أرسل إليَّ معاوية جاهلاً([395]) من جاهليّة العرب، ففسح في كلامه، وعجرف في مقاله، وأنتم تعلمون إنّي لو شئت لطحنت عظامه طحناً، و(نسفت الارض من تحته نسفاً)([396]) وخسفتها عليه خسفاً، ألا إنّ احتمال الجاهل صدقة عليه.

ثمّ حمد الله تعالى وأثنى عليه، وصلّى على النّبيّصلى الله عليه وآله وسلم، وأشار بيده اليمنى إلى الجوّ فدمدم، وأقبلت غمامة وعلتنا([397]) سحابة (اسفّت بَهْدَبها)([398]) وسمعنا منها قائلاً يقول:

السّلام عليك يا أمير المؤمنين، ويا سيّد الوصييّن، ويا إمام المتقين، ويا غياث المستغيثين، ويا كنز الطّالبين، ومعدن الرّاغبين.

فأشار عليه السلام إلى السّحابة فدنت، قال ميثم (رضي الله عنه): فرأيت النّاس كلّهم قد أخذتهم السّكرة، فرفع عليه السلام رجله وركب السّحابة، وقال لعمّار: اركب معي، وقل: الحمد لله مجريها ومرساها انّ ربّي على صراط مستقيم.

فركب عمّار وغابا عن أعيننا، فلما كان بعد ساعة أقبلت السّحابة حتّى أظلّت جامع الكوفة. ]فالتفت و[([399]) إذا مولاي عليه السلام جالس في دكّة القضاء وعمّار بين يديه، والنّاس حافّون به.

ثمّ قام، وصعد المنبر صلّى الله عليه وسلامه ]وحمد الله وأثنى عليه[([400])وأخذ في الخطبة المعروفة بالشّقشقية، فلمّا فرغ منها، اضطرب النّاس، وقالوا فيه أقاويل كثيرة([401])، فمنهم من زاده الله ]بصيرةً[([402]) وإيماناً بما شاهدوه منه، ومنهم من زاده كفراً وطغياناً.

(قال حذيفة([403]): وسألت عمّاراً. فقال: لمّا رفعتنا السّحابة)([404]) في الجوّ، فما كان (إلاّ) هنيئة حتّى أشرفنا على بلد كبير، حواليها أشجار كثيرة ]ومياه متدفقة[([405])فقال عليه السلام: انهمي وصوّبي، فنزلت بنا السّحابة، وإذا نحن في مدينة (عظيمة، فيها خلق عظيم)([406]) يتكلّمون بكلام بغير العربيّة، فاجتمعوا عليه، ولاذوا به، فقام (فيهم) فوعظهم (وحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، ثمّ نهض وقال)([407]): اركب واتبعني. ففعلت ما أمرني به. فأدركنا جامع الكوفة في الوقت الّذي رأيته.

]ثمّ قال عمّار:[([408]) قال لي أمير المؤمنين عليه السلام: (يا عمّار) اتعرف البلدة الّتي كنت فيها؟

قلت: الله أعلم (ورسوله و) أمير المؤمنين.

فقال: كنّا في الجزيرة السّابعة من الصّين([409]) أخطب كما رأيتني، إنّ الله تبارك وتعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كافّة النّاس، وعليه أن يدعوهم، ويهدي المؤمنين منهم إلى صراط مستقيم، أشكر ما أوليتك من نعمة. وأوعزتك من منّة، وأكتم عن غير أهله تسعد، فإنّ لله سبحانه ألطاف خفيّة في خلقه لا يعلمها إلاّ هو أو من ارتضى من رسول([410]).

]24[ وروي أنّه صلوات الله عليه قبض ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان، وهي (اللّيلة) الّتي كانت ليلة القدر، وكان عمره خمساً وستين سنة، منها مع النّبيّصلى الله عليه وآله وسلم، خمس وثلاثون سنة، وبعده ثلاثون سنة.

وانّ الحسن والحسين عليهما السلام دخلا الدهليز، فوجدا فيه الماء والحنوط والكفن ]كما[([411]) ذكره عليه السلام، ولمّا فرغا من شأنه تناولا مقدّم الجنازة، وحُمل مؤخرها كما قال عليه السلام.

(وحمل إلى مسجد السّهلة)([412]) ووجدت ناقة باركة هناك، فحُمل عليها، وتبعوها إلى الغري، فوقفت النّاقة هناك، ثمّ بركت وحكّت بمشفرها الارض (فحفر)([413]) في ذلك المكان، فوجد]ت[ خشبة محفورة كالتّابوت، فدفن فيها (حسب)([414]) ما أوصى، إذ كان عليه السلام أوصى بذلك وبأنّه يدفن بالغري حيث تبرك النّاقة; فإنّه (قبر)([415]) آدم، ونوح عليهما السلام. ففعل، وانّ آدم ونوح وأمير المؤمنينعليهم السلامدفنوا في قبر واحد.

وقال عليه السلام فيما أوصى: إذا أدخلتماني قبري، وأشرجتما عليَّ اللّبن، فارفعا أوّل لبنة فإنّكما لن ترياني([416]).

]25[ وروي عن أبي عبدالله الجدلي ـ وكان فيمن حضر الوصيّة ـ أنّه قال: سألت (أبا محمّد الحسن عليه السلام) عن رافع الّلبنة، فقال: يا سبحان الله! أتراني كنت أغفل([417]) ذلك!.

فقلت: ]هل وجدته[([418]) في القبر؟ فقال: لا والله، ثمّ قال عليه السلام: ما من نبيَّ يموت في المغرب، ويموت وصيّهُ في المشرق، إلاّ وجمع الله بينهما في لحظة([419])واحدة([420]).

]26[ وروى أنّه لمّا قبض أمير المؤمنين عليه السلام، لم يبق حول بيت المقدس حجر إلاّ دمي([421]).

]27[ ]مكتوب بخطّ أبي الحسن النّسّابة في كتاب «الانساب لقريش» عن الزّهري، قال: قال عبدالملك بن مروان ـ وكنت آتياً من بيت المقدس ـ يازهري، ما كانت علامة اليوم الّذي قتل فيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؟

فقلت: أصبح النّاس ببيت المقدس، وما يقلب أحد حجراً إلاّ وتحته دم عبيط. فقال عبدالملك: يا زهري، لسنا بغريبين عن هذا العلم[([422]).

]28[ ]حدّث أبو الحسين أحمد بن الحسين العطّار([423])، قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، صاحب كتاب «الكافي»([424]) قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم([425])، عن الحسن بن محبوب([426])، عن ]العلاء[([427]) بن رزين القلاّء([428])، عن الفضل بن يسار([429])، عن الباقر، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن عليّ عليهم السلام، قال:

لمّا رجع أمير المؤمنين عليه السلام من قتال أهل النّهروان، أخذ على النّهروانات وأعمال العراق، ولم يكن يومئذ قد بُنيت بغداد، فلمّا وافى ناحية براثا([430]) صلّى بالنّاس الظّهر، ورحلوا ودخلوا في أرض بابل، وقد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون: يا أمير المؤمنين، هذا وقت العصر قد دخل! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذه أرض مخسوف بها، وقد خسف الله بها ثلاثاً، وعليه تمام الرابعة، ولا تحلّ لوصيّ أن يصلّي فيها، ومن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ. فقال المنافقون: نعم. هو لا يصلّي ويقتل من يصلّي؟!! ـ يعنون أهل النّهروان ـ .

قال جويريّة بن مسهر العبدي([431]): فتبعته في مئة فارس، وقلت: والله، لا اُصلّي أو يصلّي هو، ولاقلدنّه صلاتي اليوم.

قال: وسار أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قطع أرض بابل، وتدّلت الشّمس للغروب، ثمّ غابت وأحمرّ الاُفق، قال: فالتفتَ إليَّ أمير المؤمنين عليه السلام، وقال: ياجويريّة، هات الماء. قال: فقدّمت إليه الادواة، فتوضأ، ثمّ قال: أذّن ياجويريّة، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما وجب العشاء بعد. فقال عليه السلام: أذّن للعصر. فقلت في نفسي، أذّن للعصر وقد غربت الشّمس؟! ولكن عليَّ الطّاعة فأذّنت. فقال ]لي[([432])أقم. ففعلت.

وإذا أنا في الاقامة، إذ تحرّكت شفتاه بكلام كأنّه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو، فرجعت الشّمس بصرير عظيم، حتّى وقفت في مركزها من العصر، فقام عليه السلام وكبّر وصلّى وصلينا وراءه، فلمّا فرغ من صلاته، وقعت كأنّها سراج في طست، وغابت، واشتبكت النّجوم.

فالتفتَ إليَّ، وقال: أذّن آذان العشاء يا ضعيف اليقين[([433]).


]29[ ]روي أنّ الشّمس ردّت عليه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعوكاً، فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين عليه السلام، وحضرت وقت ]صلاة[([434]) العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حتّى استيقظ، فقالصلى الله عليه وآله وسلم:

]اللّهمّ[([435])! إنّ عليّاً عليه السلام كان في طاعتك، فردّ عليه الشّمس ليصلّي العصر.

فردّها الله عليه بيضاء نقيّة حتّى صلّى، ثمّ غربت([436]).

وقال في ذلك السّيّد الحميري([437]) (رضي الله عنه) في قصيدته المعروفة بالمذهّبة:

خيْرُ الْبَريّةُ بَعدَ أحمد من لَهُ     مِنّي الولاء وإلى بنيه تطرّبي

أمسى وأصبح معصما مني له     بهوى وحبل ولاية لم تقصب

ردّت عليه الشّمس لما فاته     وقت الصّلاة وقد دنت للمغرب

حتّى تبلّج نورها في وقتها     للعصر ثمّ هوت هوي الكوكب

وعليه قد ردّت ببابل مرّة     اُخرى وما ردّت لخلق معرب

إلاّ ليوشع أوله ولحبسها     ولردّها تأويل أمر معجب[([438])

]30[ ]وحدّثني ابن عيّاش([439]) الجوهري([440])، قال: حدّثني أبو طالب ]عبيدالله[([441]) بن محمّد الانباري، قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن زيد([442]) التستري([443])، قال: حدّثني أبو سمينة محمّد بن عليّ الصّيرفي([444])، قال: حدّثني إبراهيم بن عمر اليماني([445])، عن حمّاد بن عيسى الجهني المعروف بغريق الجحفة([446])، قال: حدّثني عمر بن اُذينة، عن أبان بن أبي عيّاش([447])، عن سليم بن قيس الهلالي([448])، قال: سمعت أبا ذرّ ـ جندب بن جنادة الغفاري ـ ، قال:

رأيت السّيّد محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال لامير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة: إذا كان غداً اقصد إلى جبال البقيع، وقف على نشز([449]) من الارض فإذا بزغت الشّمس، فسلّم عليها، فإن الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك.

فلمّا كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه السلام، ومعه أبو بكر وعمر، وجماعة من المهاجرين والانصار حتى وافى البقيع، ووقف على نشز من الارض فلمّا ]طلعت الشّمس[([450])، قال عليه السلام:

السّلام عليك ياخلق الله الجديد، المطيع له.

فسمعوا دويّاً من السماء، وجواب قائل يقول: وعليك السلام يا أوّل، يا  آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من هو بكلّ شيء عليم.

فلمّا سمع أبو بكر وعمر، والمهاجرون والانصار كلام الشّمس، صُعقوا، ثمّ أفاقوا بعد ساعات([451]) وقد انصرف أمير المؤمنين عن المكان، فوافوا رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم ]مع[([452]) الجماعة، وقالوا:

أنت تقول أنّ عليّاً بشر مثلنا، وقد خاطبته الشّمس بما خاطب به الباري نفسه!

فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: وما سمعتموه منها ؟

فقالوا: سمعناها تقول: السّلام عليك يا أوّل.

قال: صدقت. هو أوّل من آمن بيَّ ]وصدّق بنبوّتي[([453]).

فقالوا: سمعناها تقول: يا آخر.

قال: صدقت. هو آخر النّاس عهداً بي، يغسّلني، ويكفنّي، ويدخلني قبري.

فقالوا: سمعناها تقول: يا ظاهر.

(قال: صدقت، ظهر علمي كلّه له.

فقالوا: سمعناها تقول: يا باطن.

قال: صدقت. بطن سرّي كلّه.

قالوا: سمعناها تقول: يا من هو بكلّ شيء عليم.

قال: صدقت. هو العالم بالحلال والحرام والفرائض والسّنن، وما شاكل ذلك.

فقاموا كلّهم، وقالوا: لقد أوقعنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في طخياء([454])، وخرجوا من باب المسجد.

وقال في ذلك أبو محمّد العوني([455]) ـ شعراً ـ :

إمامي كليم الشّمس راجعها وقد     خبا قرصها إذ صوت الرجفوان

وقال في اُخرى:

إمامي كليم الشّمس راجع نورها     فهل لكليم الشّمس في القوم من مثلِ[([456])

]31[ ]حدّثنا حمّاد، عن إبراهيم، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن جدّهعليهم السلام، قال:

أعطى الله تعالى أمير المؤمنين عليه السلام حياة طيّبة بكرامات أدلّة وبراهين ومعجزاته، وقوّة إيمانه، ويقين علمه وعمله، وفضله على جميع خلقه بعد النبيّصلى الله عليه وآله وسلم، ولمّا أنفذه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لفتح خيبر، قلع بابه بيمينه، وقذف به أربعين ذراعاً، ثمّ دخل الخندق، وحمل الباب على رأسه حتىّ عبر جيوش المسلمين عليه.

فأتحفه الله تعالى يومئذ ـ عليّاً ـ بأترجة من أترج الجنّة في وسط الاترجة فرندة([457]) عليها مكتوب «اسم الله تعالى، واسم نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، واسم وصيّه عليّ ابن أبي طالب عليه السلام».

فلمّا فرغ من فتح خيبر، قال: والله، لما قلعت باب خيبر، وقذفت به ورائي أربعين ذراعاً، لم تحسّ أعضائي بقوّة جسديّة، وحركة غريزيّة بشريّة، ولكنّي أيدت بقوّة ملكوتيّة، ونفس بنور ربّها مضيئة، وأنا من أحمد صلى الله عليه وآله وسلم كالضّوء من الضّوء، لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت، ولو أردت أن أنتهز فرصة من رقابها لما بقيت، ولم يبالي منّي حتفه عليه ساقط، كان جنانه في الملمات رابط.[([458])

]32[ ]بالاسناد ـ يرفعه ـ إلى الصّادق عليه السلام، عن أبيه، عن آبائهعليهم السلام، قال:

كان أمير المؤمنين عليه السلام يخطب في يوم الجمعة على منبر الكوفة، إذ سمع ]وحية[([459]) عدو الرّجال يتواقعون بعضهم على بعض.

قال لهم: ما لكم؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، ثعبان عظيم قد دخل، ونفزع منه، ونريد أن نقتله.

فقال عليه السلام: لا يقربنّه أحد منكم، فطرقوا (له)([460]) فإنّه رسول جاء في حاجة.

فطرقوا له، فما زال يتخلل الصّفوف حتّى صعد المنبر، فوضع فمه في إذن أمير المؤمنين عليه السلام، فنقّ في إذنيه نقيقاً وتطاول أمير المؤمنين عليه السلام يحرّك رأسه، ثمّ نقّ أمير المؤمنين مثل نقيقة.

فنزل عن المنبر فانساب بين الجماعة، فالتفتوا فلم يروه.

فقالوا: يا أمير المؤمنين، وما هذا الثعبان؟ فقال: هذا الذرجان([461]) بن مالك، خليفتي على الجنّ المسلمين، وذلك أنّهم اختلفوا في أشياء وانفذوه إليَّ، فجاء وسألني عنها، فأخبرته بجواب مسائله فرجع[([462]).

]33[ ]وحدّثني أبو عليّ ـ يرفعه ـ إلى الصّادق عليه السلام، عن أبيه، عن آبائهعليهم السلام، قال:

جرى بحضرة السيّد محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ذكر سليمان بن داود عليه السلام، والبساط، وحديث أصحاب الكهف، وإنّهم موتى أو غير موتى؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: من أحبّ منكم أن ينظر باب الكهف، ويسلّم عليهم؟ فقال أبو بكر وعمر وعثمان: نحن يا رسول الله، فصاح صلى الله عليه وآله وسلم: يا ذرجان([463]) بن مالك، وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إئتنا ببساط سليمان عليه السلام، فذهب ووافى ]به[([464]) بعد لحظة، ومعه بساط طوله أربعون ]ذراعاً[([465]) في أربعين، من الشّعر الابيض، فألقاه في صحن المسجد وغاب.

فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لبلال و]ثوبان[([466]) مولييه: إخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه، ففعلا ذلك، وقام صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لابي بكر وعمر وعثمان وأمير المؤمنين عليه السلام وسلمان: قوموا وليقعد كلّ واحد منكم على طرف من البساط، وليقعد أمير المؤمنين عليه السلام في وسطه، ففعلوا، ونادى: يا منشية([467])، وإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتّى وضعته بباب الكهف الّذي فيه أصحاب الكهف، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لابي بكر: تقدّم وسلّم عليهم، فإنّك شيخ قريش؟ فقال: يا عليّ، ما أقول؟ فقال عليه السلام: قل: السّلام عليكم أيّتها الفتية الّذين آمنوا بربّهم، السّلام عليكم يانجباء الله في أرضه. فتقدّم أبو بكر إلى باب الكهف وهو مسدود، فنادى بما قال له أمير المؤمنين عليه السلام ـ ثلاث مرات ـ فلم يجبه أحد، فجاء وجلس، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أجابوني. فقال أمير المؤمنين عليه السلام قم يا عمر، ثمّ قل كما قاله صاحبك. فقام وقال مثل قوله ـ ثلاث مرّات ـ فلم يجب أحد مقالته، فجاء وجلس، قال أمير المؤمنين عليه السلام لعثمان: قم أنت، وقل مثل قولهما، فقام وقال، فلم يكلّمه أحد، فجاء وجلس.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسلمان: تقدّم أنت وسلّم عليهم، فقام وتقدّم فقال مثل مقالة الثلاثة، وإذا بقائل يقول من داخل الكهف:

أنت عبد إمتحن الله قلبك بالايمان، وأنت من خير وإلى خير، ولكنّا أمرنا أن لا نردّ إلاّ على الانبياء والاوصياء، فجاء وجلس.

فقام أمير المومنين عليه السلام، وقال: السّلام عليكم يا نجباء الله في أرضه، الوافين بعهده، نِعَمَ الفتية أنتم.

وإذا بأصوات جماعة: وعليك السّلام يا أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وإمام المتقيّن، وقائد الغرّ المحجلين، فاز والله من والاك، وخاب من عاداك.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لِمَ (لا)([468]) تجيبون أصحابي؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنّا نحن أحياء محجوبون([469]) عن الكلام، ولا نجيب ]إلاّ[([470]) الانبياء، أو وصيّ نبيّ، وعليك السّلام وعلى الاوصياء من بعدك حتّى يظهر حقّ الله على أيديهم، ثمّ سكتوا.

وأمر أمير المؤمنين عليه السلام المنشية([471])، فحملت البساط، ثمّ ردّته إلى المدينة وهم عليه كما كانوا، وأخبروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما جرى ]عليهم[([472]).

قال الله تعالى: (إذ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهِيّء لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)([473]).

وقال العوني ـ شعراً ـ :

كليمُ أهل الكهف اِذْ حلَّ بهم     في ليلة المسح فسل عنه الخبر

وقصّة الثّعبان إذ كلّمهُ     وهو على المنبر والقوم زمر

والاسد العابس إذ كلّمهُ     معترفٌ بالفضل منه واقر

بأنّه مستخلف الله على الاُمّة     والرّحمن ما شاء قدر

واذكر له يوم الفرات آية     اُعجوبة معجزة ذات خطر

لمّا علاه بالقضيب ثمّ قال     لسكن بمن سبع السّماوات فطر

فالتطمت أمواجه في قعره     وغاض ثلثاه وقد كان زخر

وكم له من آية معجزة     يعرفها كلّ عليم مبتصر[([474])

]34[ ]وفي كتاب «الانوار» تأليف أبي عليّ ]محمّد[([475]) بن همام،
حدّثني العبّاس بن الفضل، قال: حدّثني موسى بن عطيّة الانصاري([476])، قال: حدّثنا حسّان ابن أحمد الازرق([477])، عن أبي الاحوص، عن أبيه، عن عمّار السّاباطي([478])، قال: قدم أمير المؤمنين عليه السلام المدائن([479])، فنزل بإيوان كسرى، وكان معه ذلف([480]) بن منجّم كسرى، فلمّا ]صلّى[([481]) الزّوال، فقال لذلف: قم معي، وكان معه جماعة من أهل السّاباط، فما زال يطوف في مساكن كسرى، ويقول لذلف: كان لكسرى هذا المكان لكذا وكذا، فيقول ذلف: هو والله كذلك. فما زال على ذلك حتّى طاف المواضع بجميع من كانوا معه، وذلف يقول: ياسيّدي ومولاي، كأنّك وضعت ]هذه[([482]) الاشياء في هذه الامكنة.

ثمّ نظر عليه السلام إلى جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة ـ وكانت مطروحة ـ وجاء عليه السلام إلى الايوان، وجلس فيه، ودعا بطست، وصبّ فيه ماء، وقال له: دع هذه الجمجمة في الطست، ثمّ قال عليه السلام: أقسمت عليك يا جمجمة، أخبريني من أنا، ومن أنت؟

فنطقت الجمجمة بلسان فصيح، فقالت: أمّا أنت فأمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، وإمام المتقيّن في الظّاهر والباطن، وأعظم من أن توصف.

وأمّا أنا فعبد الله وابن امة الله كسرى أنو شيروان.

فانصرف القوم الّذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم، وأخبروهم بما كان، وبما سمعوه من الجمجمة، فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين عليه السلام، وحضروه، قال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبروه عنك. وقال بعضهم فيه عليه السلام مثل ما قاله النصارى في المسيح، ومثل ما قال عبدالله بن سبأ وأصحابه، فإن تركتهم على هذا كفر النّاس.

فلمّا سمع ذلك منهم، قال لهم: ما تحبّون أن أصنع بهم؟ قالوا: تحرقهم بالنّار كما حرقت عبدالله بن سبأ وأصحابه، فأحضرهم، وقال: ما حملكم على ما قلتم؟

قالوا: سمعنا كلام الجمجمة النّخرة ومخاطبتها إيّاك، ولا يجوز ذلك إلاّ لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلناه.

فقال عليه السلام ارجعوا عن كلامكم، وتوبوا إلى الله. فقالوا: ما كنّا نرجع عن قولنا، فاصنع بنا ما أنت صانع، فأمر عليه السلام أن تضرم لهم النّار، فَحَرَقهم، فلمّا احترقوا، قال:

اسحقوهم وذرّوهم في الرّيح، فسحقوهم وذرّوهم في الرّيح.

فلمّا كان اليوم الثّالث من إحراقهم، دخل إليه أهل السّاباط، وقالوا: الله الله في دين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم! إنّ الّذين احرقتهم بالنّار قد رجعوا إلى منازلهم بأحسن ما كانوا! فقال عليه السلام: أليس قد أحرقتموهم بالنّار، وسحقتموهم، وذرّيتموهم في الرّيح؟ قالوا: بلى، قال عليه السلام: أحرقتهم، والله ]أحياهم[([483]).

فانصرفوا ـ أهل السّاباط ـ متحيرين، ومثل ما قال عبدالله بن سبأ وأصحابه فيعذّبهم ما فعل عبدالله بن سبأ (وأصحابه)([484]) وانتهى أمره إلى ما كان إنتهى إليه أمر عبدالله بن سبأ وأصحابه، وإلى ما أخبر عنه[([485]).

]35[ ]حدّث محمّد بن عثمان، قال: حدّثنا أبو زيد النميري([486])، قال: حدّثنا عبدالصّمد بن عبدالوارث([487])، قال: حدّثنا شعبة، عن سليمان الاعمش([488])، قال: حدّثنا ]سهيل[([489]) بن أبي صالح([490])، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: صلّيت الغداة مع النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فلمّا فرغ من صلاته وتسبيحه أقبل علينا بوجهه الكريم، وأخذ معنا في الحديث، فأتاه رجل من الانصار، فقال:

يا رسول الله، كلب فلان الانصاري خَرقَ ثوبي، وخمش ساقي، ومنعني من الصّلاة معك. فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا بنا إليه، فإنّ الكلب إذا كان عقوراً وجب قتله. فقام صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن معه، حتّى أتى منزل الرّجل، فبادر أنس بن مالك إلى الباب، فدقّه وقال: النبيّ بالباب، فأقبل الرّجل مبادراً حتّى فتح بابه، وخرج إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: فداك أبي وأمّي، ما الّذي جاء بك، ألا وجهّت إليَّ فكنت أجيئك؟

فقال له النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أخرج إلينا كلبك العقور فقد وجب قتله، وقد خرق ثياب فلان و]خدش[([491]) ساقه، وكذا فعل اليوم بفلان بن فلان. فبادر الرّجل إلى كلبه، وطرح في عنقه حبلاً، وأخرجه إليه، وأوقفه بين يديه.

فلمّا نظر الكلب إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واقفاً، قال: يا رسول الله، ما الّذي جاء بك وَلِمَ تقتلني؟ فأخبره الخبر، فقال:

يا رسول الله، إنّ القوم منافقون نواصب، مبغضون لامير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولولا أنّهم كذلك ما تعرّضت لسبيلهم.

فأوصى به النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خيراً، وتركه وانصرف[([492]).

]36[ ]وفي كتاب «الانوار»: حدّث أبو عبدالله، محمّد بن أحمد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثني عليّ بن فروخ السّمان([493])، قال: حدّثني ]يحيى[([494]) بن زكريّا المنقري([495])، قال حدّثني سفيان بن عيينة([496])، قال: حدّثني عمر بن أبي سليم ]العيسي[([497])، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم السلام، قال:

لمّا نصّب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام يوم غدير خمّ، وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

وطار ذلك في البلاد، ثمّ قام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النّعمان بن الحارث الفهري على قعود له، وقال: يا محمّد، أمرتنا عن الله عزّوجلّ أن نشهد، أن لا إله إلاّ الله، وأنّك محمّد رسول الله، فقبلنا ذلك منك، وأمرتنا بالصّلاة الخمس، فقبلناها منك، وأمرتنا بالزّكاة، فقبلناها منك، وأمرتنا بالحجّ، فقبلناه منك، وأمرتنا بالجهاد، فقبلناه منك، ثمّ لم ترض حتّى نصّبت هذا الغلام، وقلت: «من كنت مولاه فهذا مولاه». هذا شيء منك، أو من الله عزَّ وجلَّ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: بل بأمر ]من[([498]) الله تعالى، ثمّ قال للنعمان:

والله الّذي لا إله إلاّ هو، إنّ هذا هو من عند الله عزَّ وجلَّ اسمه. فولّى النّعمان ابن الحارث يريد راحلته، وهو يقول: اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السّماء، أو آتنا بعذاب أليم. فما وصل إليها ـ أي إلى راحلته ـ حتّى أمطره الله تعالى بحجر على رأسه، فقتله، فأنزل الله تعالى: (سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابِ وَاقِع)([499])[([500]).

]37[ ]حدّثني الشّيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيّب المصري، المعروف بأبي التّحف رحمه الله ]بالغندجان[([501]) في سنة خمس عشرة وأربعمائة، قال: حدّثني عبدالمنعم بن عبدالعزيز الحلبي الصّائغ، عن نوفل بن أبي ]الاشعث[([502]) القمّي، قال: حدّثني مسيرة بن (خضرمة بن حلباب)([503]) بن عبدالحميد ابن بكّار الكوفي، الدّقّاق، قال: حدّثني أبي، عن أبناء الحسين عليه السلام:

إنَّ أمير المؤمنين عليه السلام إجتاز بأرض بابل وكنت أسائره ومعنا جماعة، فخرج من بعض الاودية أسد عظيم، فقرب من أمير المؤمنين عليه السلام، وسجد له، وسلّم عليه، وبصبص لديه. فردّ عليه السّلام، ثمّ ولّى وأسرع في المشي[([504]).

]38[ ]حدّثني الاشعث بن مرّة([505])، عن المثنى بن سعيد، عن هلال بن كيسان الكوفي الجزّار([506])، عن (الطلب الفواجري)([507])، عن عبدالله بن سلمة القبحي([508])، عن شقادة بن الاصيد العطّار البغدادي، قال: حدّثني عبدالمنعم بن الطيّب القدوري([509])، قال: حدّثني العلاء بن وهب، عن قيس، عن الوزير أبي محمّد بن سايلويه ]رضي الله[ عنه ـ فإنّه كان من أصحاب أمير المؤمنين العارفين.

وروى جماعتهم، عن أبي جرير، عن أبي الفتح المغازلي، عن أبي جعفر ميثم التمّار ]آنس الله به قلوب العارفين[، قال: كنت بين يدي ]مولاي[ أمير النّحل جلّت معالمه، وثبتت كلمته بالكوفة، وجماعة من وجوه العرب حافّون به كأنّهم الكواكب اللاّمعة في السّماء الصّاحية، إذ دَخل علينا من الباب رجل عليه قباء خزّ ]أ[ دكن، قد اعتّم بعمامة أتحميّة صفراء، وقد تقلّد بسيفين، فنزل من غير سلام، ولم ينطق بكلام، فتطاول النّاس إليه بالاعناق، ونظروا إليه بالاماق([510])، ووقف إليه النّاس من جميع الافاق، ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام لم يرفع رأسه إليه، فلمّا هدأت من النّاس الحواسّ، فَصَحَ عن لسان كأنّه حسام ]صيقل[([511]) جُذب من غمده، وقال:

أيّكم المجتبى في الشّجاعة، والمعمّم بالبراعة، والمدرّع بالقناعة؟

]أيّكم[([512]) المولود في الحرم، والعالي في الشّيم، والموصوف بالكرم؟

أيّكم أصلع الرأس، والثّابت الاساس، والبطل الدّعّاس([513])، والمضيّق الانفاس، والاخذ بالقصاص؟

أيّكم غصن أبي طالب الرّطيب، وبطله المهيب، والسّهم المصيب ]والقاسم[([514]) النّجيب؟

أيّكم الّذي نُصر به محمّد في زمانه، واعتزّ به سلطانه، وعظم به شأنه؟

أيّكم قاتل العمروين، وآسر العمروين ـ العمروان اللّذان قتلهما: عمرو بن ودّ، وعمرو بن الاشعث المخزومي. والعمروان اللّذان أسرهما: فأبو ثور، عمرو بن معدي كرب، وعمرو بن سعيد الغسّاني، أسره في يوم بدر ـ .

قال أبو جعفر ميثم التمّار: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا يا سعيد بن الفضل بن الرّبيع بن مدركة بن الصّليب بن الاشعث بن أبي السمعمع بن الاحبل([515]) بن فزارة ابن دهيل بن عمرو الدّوينى. فقال: لبيك يا عليّ، فقال عليه السلام: سَلْ عمّا بدا لك.

فأنا كنز الملهوف، وأنا الموصوف بالمعروف، أنا الّذي قرعتني الصّمّ الصّلاب، و]هلّل بأمري صوت[([516]) السّحاب، وأنا المنعوت في الكتاب; أنا الطّود
]
ذ[و الاسباب، أنا ق والقرآن المجيد، أنا النّبأ العظيم، أنا الصّراط المستقيم، أنا البارع، أنا العسوس([517])، أنا القلمس([518])، أنا العفوس([519])، أنا المداعس، أنا ذو النبوّة والسطوة، أنا العليم، أنا الحكيم، أنا الحفيظ، أنا الرّفيع; بفضلي نطق كلّ كتاب، وبعلمي شهد ذَوو الالباب، أنا عليّ أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوج ابنته.

فقال الاعرابي: لا بتسميتك ولا رمزك. فقال عليه السلام: أقرأ يا أخا العرب:(لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)([520])([521]).

ثمّ قال الاعرابي: بلغنا عنك إنّك تحيّي الموتى، وتميت الاحياء، وتُفقر، وتُغني، وتقضي في الارض، وتمضي، ليس لك مطاول يطاولك، ولا مصاول فيصاولك، أفهو كما بلغنا يا فتى قومه؟

فقال عليه السلام: قل ما بدا لك. فقال: إنّي رسول إليك من ستين ألف رجل، يقال لهم: «العقيمة» وقد حملوا معي ميّتاً قد مات منذ مدّة، وقد اختلفوا في سبب موته، وهو على باب المسجد، فإن أحييته; علمنا أ نّك صادق، نجيب الاصل، وتحققنا أنّك حجّة الله في أرضه، وإن لم تقدر على ذلك رددّته إلى قومه، وعلمنا أنّك تدّعي غير الصّواب، وتُظهر من نفسك ما لا تقدر عليه.

فقال عليه السلام: يا أبا جعفر ميثم، إركب بعيراً وطف في شوارع الكوفة ومحالّها، ونادِ: من أراد أن ينظر إلى ما أعطى الله عليّاً أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعل فاطمة، وابن فاطمة من الفضل ]و[ما أودعه صلى الله عليه وآله وسلم من العلم، فليخرج إلى النّجف غداً.

فلمّا رجع ميثم، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا جعفر، خذ الاعرابي إلى ضيافتك، فغداة غد سيأتيك الله بالفرج.

فقال أبو جعفر ميثم: فأخذت الاعرابي، ومعه محمل فيه الميّت، وأنزلته منزلي، وأخدمته أهلي، فلمّا صلّى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة الفجر، خرج وخرجت معه ولم يبقَ في الكوفة برٌّ ولا فاجر إلاّ وقد خرج إلى النّجف، ثمّ قال الامام عليه السلام:

أئت يا أبا جعفر بالاعرابي وصاحبه الميّت ـ وهو راجل بجنب القبّة الّتي فيها الميّت ـ فأت([522]) به النّجف، ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السلام ـ جلّت نعمته ـ : يا أهل الكوفة، قولوا فينا ما ترونه منّا، وارووا عنّا ما تسمعونه منّا.

ثمّ قال عليه السلام: ابرك يا اعرابي جملك، ثم قال: لتخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين. فقال ميثم: فاخرج من التابوت عصب ديباج أصفر، فاحلّ فإذا تحته عصب ديباج أخضر، فأحلّ فإذا تحته بدنه من اللؤلؤ فيها غلام ]تمّ إعذاره[([523]) بذوائب كذوائب ]المرأة الحسناء[([524]).

فقال عليه السلام: كم لميّتك هذا؟ فقال: أحد وأربعون يوماً. قال: فما ]كانت [ميتته؟ فقال الاعرابي: إنّ أهله يريدون أن تحييه، ليعلموا من قتله، لانّه بات سالماً وأصبح مذبوحاً من اُذنه إلى اُذنه. فقال عليه السلام: ومن يطلب ]بـ[ دمه؟ فقال: خمسون رجلاً من قومه، يقصد بعضهم بعضاً في طلب دمه، فأكشف الشكّ والريب يا أخا محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب.

فقال عليه السلام: قتله عمّه لانّه زوّجه بابنته، فخلاّها وتزوّج غيرها فقتله حنقاً عليه. فقال: لسنا نرضى بقولك، فإنّا نريد أن يشهد الغلام بنفسه عند أهله من قتله، فيرتفع من بينهم السيف والفتنة.

فقام عليه السلام فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال: يا أهل الكوفة، ما بقرت بني إسرائيل عند الله بأجّل من عليّ أخي رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وأنّها أحيت ميّتاً بعد سبعة أيّام. ثمّ دنا عليه السلام من الميّت، وقال: إنّ بقرة بني إسرائيل ضرب ]بعضها[([525]) الميّت فعاش، وإنّي لاضربه ببعضي، لانّ بعضي عند الله خيرٌ من البقرة، ثمّ هزّه برجله، وقال: قم بإذن الله يا مدرك بن حنظلة بن غسّان ابن ]بجيرٌ[([526]) بن قهر بن سلامة بن طيّب بن الاشعث بن الاحوص بن واهلة([527]) بن عمرو بن الفضل بن حبّاب، قم فقد أحياك (الله عليَّ)([528]) بإذن الله تعالى.

فقال أبو جعفر ميثم: فنهض غلام أحسن من الشّمس ومن القمر أوصافاً، وقال: لبيّك يا محيي العظام، وحجّة الله في الانام، والمتفرّد بالفضل والانعام، لبّيك يا عليّ يا علاّم.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: من قتلك يا غلام؟ فقال: عمّي حريث بن رمعة([529])ابن شكال بن الاصمّ; ثم قال عليّ عليه السلام للغلام: أتمضي إلى أهلك؟ فقال: لا حاجة لي في القوم. فقال عليه السلام: ولِمَ؟ قال: أخاف أن يقتلني ثانياً، ولا تكون أنت فمن ]يحييني[([530]).

فالتفت إلى الاعرابي صاحبه، فقال: إمضِ أنت إلى أهلك ]واخبرهم بما رأيت[([531])، فقال: معك ومعه إلى أن يأتي اليقين، لعن الله من اتجّه له الحقّ ووضح، وجعل بينهُ وبينه ستراً.

وكانا مع أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قتلا بصفّين، فصار أهل الكوفة إلى أمكانهم، واختلفوا في أمير المؤمنين عليه السلام، واختلفت أقاويلهم فيه عليه السلام[([532]).

]39[ ]وحدّثني، قال: حدّثني (شحيح بن اليهودي الصّبّاغ الحلبي)([533])، عن جبر بن شقاوة([534]) عن عبدالمنعم بن الاحوص([535]) ـ يرفعه برجاله ـ ]عن[([536]) عمّار بن ياسر (رضي الله عنه)، قال:

كنت بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام، وإذا بصوت قد أخذ جامع([537]) الكوفة، فقال: يا عمّار، أئت بذي الفقار الباتر الاعمار، فجئته بذي الفقار، فقال: اخرج يا عمّار، وامنع الرّجل عن ظلامة المرأة، فإنّ إنتهى وإلاّ منعته بذي الفقار.

قال عمّار: فخرجت، وإذا أنا برجل وإمرأة قد تعلقا بزمام جمل، والمراة تقول: الجمل لي. والرجل يقول: الجمل لي. فقلت: إنّ أمير المؤمنين ينهاك عن ظلم هذه المرأة، فقال: يشتغل عليّ بشغله، ويغسل يده من دماء المسلمين الّذين قتلهم بالبصرة!! يُريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة!

فقال عمّار: فرجعت لاُخبر مولاي ; وإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه، وقال: ويلك! خلِّ جمل المراة، فقال: هو لي. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كذّبت يالعين.

قال: فمن يشهد أنّه للمرأة ياعليّ؟ فقال عليه السلام: الشّاهد الّذي لا يكذّبه أحد من أهل الكوفة. فقال الرّجل: إذا شهد شاهد، وكان صادقاً، سلّمته للمرأة.

فقال عليه السلام: أيّها الجمل، لمن أنت؟ فقال بلسان فصيح:

يا أمير المؤمنين، ويا سيّد الوصييّن، أنا لهذه المرأة منذ بضع عشرة سنة.

فقال عليه السلام: خذي جملك، وعارض الرّجل بضربة([538])، فَقَسمهُ نصفين[([539]).


]40[ ]روت الشّيعة من طرق شتّى: إنّ قوماً اجتمعوا على أمير المؤمنين عليه السلام، وقالوا: قد أعطاك الله هذه القدرة الباهرة، وأنت تستنهض النّاس إلى قتال معاوية؟! فقال:

إنّ الله تبارك وتعالى تعبدّهم بمجاهدة الكفّار، والمنافقين ]والناكثين، والقاسطين[([540]) والمارقين، فوالله، لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة، وضربت بها صدر معاوية بالشّام، وأخذت بها من شاربه ـ أو قال: من لحيته ـ .

فمدَّ يَدَه عليه السلام، وردّها، وإذا فيها شعرات كثيرة، فقاموا وتعجبوا من ذلك، ثمّ اتصل الخبر بعد مدّة طويلة: بأنّ معاوية سقط عن سريره في اليوم الّذي كانَ مدّ يده فيه أمير المؤمنين عليه السلام، وغشي عليه، ثمّ أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات.

وروى: إنّه عليه السلام قال: لمّا تعجب النّاس، قال: ولا تعجبوا من أمر الله سبحانه، فإنّ آصف بن برخيا كان وصيّاً، وكان عنده علم من الكتاب ـ على ما قصّه الله تعالى في كتابه ـ فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل أن يرتدّ إلى سليمان طرفه; وأنا أكبر قدرة منه، فإنّ عندي علم الكتاب كلّه، قال الله تعالى:(وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَبِ)([541]).

ما عني به إلاّ عليّاً وصيّ رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.

والله، لو طرحت لي الوسادة لقضيت لاهل التوراة بتوراتهم، ولاهل الانجيل بإنجيلهم ]وبين أهل الزبور بزبورهم[([542])، ولاهل القرآن بقرآنهم، بقضاء يصعد إلى الله تعالى.

وهذا الفصل من كلامه صلّى الله عليه وآله، فقد ذكره في مواطن كثيرة، وهو معروف مشهور في الموافق والمخالف[([543]).

]41[ ]وحدّثني أبو التّحف، قال: حدّثني عبد المنعم بن سلمة ـ يرفعه ـ إلى جابر بن عبدالله الانصاري، قال: كان لي ولد، وقد حصل له علّة صعبة، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو له، فقال:

سَلْ عليّاً; فهو منّي وأنا منه، فتداخلني قليل ريب، وقيل لي: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام بالجبّانة، فجئته وهو يصلّي، فلمّا فرغ من صلاته، سلّمت عليه، وحدّثته بما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لي: نعم، ثمّ قام ودنا من نخلة كانت هناك، وقال:

أيّتها النخلة، من أنا؟

فسمعت منها أنيناً كأنين النّساء الحوامل إذا أرادت أن تضع حملها، ثمّ سمعتها تقول:

]يأنزع البطين[([544]) أنت أمير المؤمنين، ووصيّ رسول رب العالمين، أنت الاية الكبرى، وأنت الحجّة العظمى. وسكتت.

فالتفت صلوات الله عليه إليَّ، وقال: يا جابر، قد زال الشّكّ من قلبك، وصفا ذهنك، أكتم ما سمعت ورأيت عن غير أهله[([545]).

]42[ ]و]عن أبي التحف[([546]) ـ يرفعه ـ برجاله إلى عمّار بن ياسر، ذي الفضل والمآثر رفع الله درجته، قال: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، إذ دخل عليه رجل، وقال:

يا أمير المؤمنين، إليك المفزع والمشتكى، فقد حلّ بي ما أورثني سقماً وألماً.

فقال عليه السلام: ما قصّتك؟ قال: ابن عليّ بن دوالب الصّيرفي غصبني زوجتي، وفرّق بيني وبين حليلتي، وأنا من حزبك وشيعتك، فقال: أئتني بالفاسق الفاجر.

فخرجت إليه، وهو يعرض أصحابه في السّوق ـ تعرف بسوق بني الحاضر ـ فقلت: أجب من لا يجوز عليه بهرجة([547]) الصّرف، فنهض قائماً، وهو يقول: إذا نزل التّقدير بطل التّدبير، حتّى أوقفته بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام، ورأيت بيد مولاي قضيباً من العوسج، فلمّا وقف الصّيرفي بين يديه، قال: يامن يعلم مكنون الاشياء وما في الضّمائر والاوهام،ها أنا ذا واقف بين يديك، وقوف الذّليل المستسلم إليك، فقال: يا لعين ابن الّلعين، والزّنيم ابن الزّنيم، أما تعلم إنّي أعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، وإنّي حجّة الله في أرضه وبين عباده؟ تفتك ]بحرم[([548])المؤمنين، أتراك آمنت عقوبتي عاجلاً، وعقوبة الله آجلاً؟! ثمّ قال:

يا عمّار، جرده من ثيابه، ففعلت ما أمرني به مولاي، فقام إليه، وقال:

والّذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة لا يأخذ قصاص المؤمن غيري، ثمّ قرعه بالقضيب على كبده، وقال: اخسأ لعنك الله.

فقال الثقة الامين عمّار: فرأيته والله، قد مسخه الله سلحفاة، ثمّ قال عليه السلام: رزقك الله في كلّ أربعين يوماً شربة من الماء، ومأواك القفار والبراري، هذا جزاء من ]أعار[([549]) طرفه وقلبه وفرجه، ثم ولّى وتلا:(وَلَقَدُ عِلمْتُمُ الّذينَ اعْتَدَواْ مِنكُمُ فِي السَّبْت فَقُلْنَا لَهُمُ كُونُواْ قِرَدَةً خسِئِينَ * فَجَعَلْنَهَا نَكَلاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمُوعِضةً لِّلْمُتَّقِينَ)([550]).

]قال: ثمّ[([551]) قال عمّار: ثمّ جعل عليه السلام يقول ـ شعراً ـ :

يقول قلبي لطرفي     أأنت كنتَ الدّليلا

فقال طرفي لقلبي     أأنت كنت الرّسولا

فقلت كفّا جميعا     تركتماني قتيلا[([552]).

]43[ ]روي: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام كلّما رأى عبدالرّحمن بن ملجم المرادي ـ لعنه الله ـ ، قال لمن حوله: هذا قاتلي، فقال له قائل: أفلا تقتله يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: كيف أقتل قاتلي، كيف أردّ قضاء الله سبحانه؟

ولمّا اختار الله تعالى لامير المؤمنين عليه السلام ما عنده، كان من حديث الضّربة، وابن ملجم لعنة الله ]مارواه[([553]) أصحاب الحديث: من أنّ الضّربة كانت قبل العشرة الاخيرة من شهر رمضان سنة إحدى وأربعين من الهجرة، وروي: سنة أربعين[([554]).

]44[ ]وروي: إنّ النّاس اجتمعوا حوله، وإنّ اُمّ كلثوم([555]) صاحت: واأباه! فقال عمرو بن الحمق([556]): ليس على أمير المؤمنين بأس، إنّما هو خدش، فقال عليه السلام: إنّي مفارقكم ]السّاعة[([557])[([558]).

]45[ ]وروي: إنّ اُمّ كلثوم بكت، فقال لها: يا بنيّة، ما يبكيك؟ لو ترين ما أرى ما بكيت، إنّ ملائكة السّماوات السّبع لمواكب بعضهم خلف بعض، وكذلك النبيّونعليهم السلام ]غلبة[([559]) أراهم([560])، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخذ بيدي، يقول: انطلق ياعليّ، فإنّ أمامك خيرٌ لك ممّا أنت فيه.

ثمّ قال عليه السلام: دعوني وأهل بيتي أعهد إليهم، فقام النّاس إلاّ قليل من شيعته،
فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقال:

إنّي اُوصي الحسن والحسين فاسمعوا لهما، وأطيعوا أمرهما (فقد كان النبيّصلى الله عليه وآله وسلم)([561]) نصّ عليهما بالامامة من بعدي[([562]).

]46[ ]وروي: إنّه عليه السلام لمّا اجتمع عليه النّاس، حمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

كلّ امرئ ملاق ما يفرّ منه، والاجل تساق إليه النفس، هيهات هيهات! علم مكنون، وسرٌّ خفي، أمّا وصيتي لكم: فالله تعالى لا تشركوا به شيئاً، ولا تضيّعوا سنّة نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، أقيموا هذين العمودين، وخلاكم ذمّ ما لم تشركوا، ربّ رحيم، ودين قيّم، عليكم السّلام إلى يوم الّلزام، كنت بالامس صاحبكم، وأنا اليوم عظة لكم، وغداً مفارقكم.

ثمّ أوصى إلى الحسن والحسين عليهما السلام، وسلّم الاسم الاعظم، ونور الحكمة، ومواريث الانبياء، وسلاحهم إليهما، وقال لهما عليهما السلام:

إذا قضيت نحبي، فخذا من الدّهليز([563]) حنوطي وكفَني والماء الّذي تغسّلاني به، فإنّ جبرائيل عليه السلام يجيء بذلك من الجنّة، فغسّلاني، وحنّطاني، وكفّناني، واحملاني على جملي في تابوت، وجنازة تجدانها في الدّهليز[([564]).


]47[ ]وروي: إنّه عليه السلام قال لهما عليهما السلام: إذا فرغتما من أمري، تناولا مقدّم الجنازة فإنّ مؤخرها يحمل، فإذا وقفت الجنازة، وبرك الجمل، احفروا في ذلك الموضع، فإنّكما تجدان خشبة محفورة كان نوح عليه السلام حفرها لي، فادفناني فيها[([565]).


 

 

 

 

 

 

ومن دلائل فاطمة عليها السلام

]1[ وكان أسمها في دار الدّنيا:

(فاطمة، و)([566]) فاطم، وفاطر، والزّهراء، والبتول، والحِصَان([567])، والسّيدة، والصّدّيقة، ومريم الكبرى([568]).

]2[ وروي: عن جارية([569]) بن قدامة([570])، قال حدّثني سلمان الفارسي، قال: حدّثني عمّار، وقال: (ألا) أخبرك عجباً! قلت: حدّثني يا عمّار، قال: نعم.

شهدت عليّ بن ابي طالب عليه السلام وقد ولج([571]) على فاطمةعليها السلام، فلمّا (أ)بصرت به، نادت:

ادن (إليَّ أحدثك)([572]) بما كان، ]وبما[([573]) هو كائن، وبما لم يكن إلى يوم القيامة ]حين[ تقوم السّاعة.

قال (عمّار:)([574]) فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام يرجع القهقرى، فرجعت برجوعه، إذ دخل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له:

ادن منّي يا أبا الحسن، فدنا، فلمّا إطمأنّ به المجلس قال له: تحدّثني أمّ اُحدثك؟

فقال: الحديث منك أحسن يا رسول الله، فقال: كأ نّي بك وقد دخلت على فاطمة عليها السلام، وقالت لك كيت وكيت، فرجعت (يا عليّ)([575]). فقال عليّ عليه السلام:

نور فاطمة من نورنا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أولا تعلم! فسجد عليّ شكراً لله تعالى.

قال عمّار رفع الله درجته: فخرج أمير المؤمنين عليه السلام، وخرجت بخروجه، فولج على فاطمة عليها السلام، وولجت معه، فقالت: كأنّك رجعت إلى أبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرته بما قلته لك ؟ قال: كان كذلك يا فاطمة.

فقالت: اعلّم يا أبا الحسن، إنّ الله تعالى خلق نوري، وكان يسبّح الله جلّ جلاله، ثمّ أودعه شجرة من شجر الجنّة فأضاءت، فلمّا دخل أبي صلى الله عليه وآله وسلم ]إلى [الجنّة، اوحى الله تعالى إليه إلهاماً:

أن اقتطف الثّمرة من تلك الشّجرة، وأدرها في لهواتك([576])، ففعل، فأودعني الله تعالى صلب أبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد عليها السلام فوضعتني وأنا من ذلك النور، أعلم ما كان، وما (يكن، وما هو كائن)([577]).

يا أبا الحسن، المؤمن ينظر بنور الله تعالى([578]).

]3[ وروي: إنّ فاطمة عليها السلام (قبضت)([579]) ولها ثماني عشرة سنة وشهران.

وأقامت بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً، وروي: أربعين يوماً.

وتولّى غسلها وتكفينها أمير المؤمنين عليه السلام، وأخرجها ومعه الحسن والحسينعليهما السلام في الّليل، وصلّوا عليها ولم يعلم بها أحد.

ودفنها في البقيع وجدد ]أربعين قبراً[([580]).

فاشكل على النّاس قبرها (فضجّ)([581]) النّاس، ولام بعضهم بعضاً، وقال: (مات)([582]) نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم (و) خلّف ابنةً، ولم نحضر ]وفاتها، والصّلاة عليها، ودفنها[([583])، ولا نعرف قبرها فنزورها. فقال من تولى (الامور)([584]): هاتوا من نساء المسلمين من تنبش هذه القبور، حتّى نجد فاطمة عليها السلام فنصلّي عليها، ونزور قبرها.

فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فخرج مغضباً قد احمرّت عيناه، وقد تقلّد سيفه ذا الفقار، حتّى (ورد)([585]) البقيع، وقد اجتمعوا فيه، فقال عليه السلام: (لئن) نبشتم قبراً من هذه القبور (لاضعن)([586]) السّيف فيكم، فتولّى القوم عن البقيع([587]).


]4[ وروي: إنّها عليها السلام كانت منزّهة عمّا ينال النساء، وإنّ خديجة وضعتهاعليها السلامطاهرة مطهّرة، وإنّها سبّحت، وقدّست، ومجّدت في حال ولادتها، وأقرّت بنبوّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإمامة عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

وإنّها كانت تقرأ القرآن.

]5[ وروي: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال:

أوحى الله سبحانه وتعالى إليَّ: إنّي زوّجت عليّاً فاطمة تحت شجرة طوبى، فزوّجها إيّاه، فزوّجت عليّاً فاطمة بأمر الله تعالى.

]6[ وحدّث الغلابي([588]) ـ يرفع الحديث ـ برجاله إلى أبي ذرّ، قال:

دخلت فاطمة عليها السلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقالت: تعيّرني نساء قريش إنّ أباك زوّجك من عليّ وهو فقير، فتبسّم صلى الله عليه وآله وسلم، وقال:

والله لقد (خطبك إليَّ)([589]) ]أشراف[([590]) قريش فما اجبتهم إلى ذلك (توقعاً لخبر)([591]) السّماء، فبينما أنا في مسجدي في النّصف من شهر رمضان، إذ هبط عليَّ جبرئيل عليه السلام، وقال: إنّ الله تعالى يقرؤك السّلام، وقد جمع الكرّوبيّن، وحملة العرش تحت شجرة يقال لها: طوبى، وأنا الخاطب، والله الولي، وزوّج فاطمة من عليّ عليهما السلام.

ثمّ قال سبحانه للشّجرة: انثري ; فتناثرت لؤلؤاً رطبا، فتبادر الحور يلتقطنّ (وهنّ يتهادينه)([592]) إلى يوم القيامة، ويقلن: هذا نثار فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل مهرها نصف الدّنيا.

(والخبر طويل، اقتصرت على نكت منه، وروى في ذلك أخبار وأحاديث طويلة)([593])([594]).

]7[ وروى أبو عبدالله ]محمّد[ بن زكريّا الغلابي في كتاب له، عن جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي([595])، قال: حدّثني أبي، عن جابر بن عبدالله الانصاري(رضي الله عنه)([596])، قال:

قيل: يا رسول الله، إنّك تلثم فاطمة، وتشّمها، ولا تفعل ذلك ]بغيرها[([597]) من بناتك ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ جبرائيل عليه السلام اهدى إليَّ تفّاحة من تفّاح الجنّة فأكلتها، فصارت([598]) ماء في صلبي، فأودعتها خديجة فحملت بفاطمة، وأنا ]أشمّ[([599]) منها رائحة الجنّة([600]).

]8[ وروى عن الغلابي، عن (عثمان بن عمران)([601])، عن عبيدالله بن موسى العبسي([602])، قال أخبرني ]جبّلة المكّي([603])، عن طاووس اليماني([604])[([605]) عن ابن عبّاس، قال: دخلت على عائشة ]بنت أبي بكر[ فقالت: دخلت على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وهو يقبّل فاطمة ويشّمها، فقلت: أتحبّها يا رسول الله ؟

قال: إنّه لمّا عُرج بي إلى السّماء الرّابعة أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل عليهما السلام، ثمّ قيل إليَّ: اُدن يا محمّد ]فصلّ بهم[ فقلت: أتقدّم (وأنتم)([606]) بحضرتي. فقال: نعم. إنّ الله تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلك أنت خاصّة عليهم وعلى جميع الانبياء، فدنوت فصلّيت بأهل السّماء الرّابعة، ثمّ التفت إلى يميني فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام في روضة من رياض الجنّة، وقد اكتنفه جماعة من الملائكة ]ثم التفت إلى شمالي فإذا أنا بأخي عليّ في روضة من رياض الجنّة، وقد (اكتنفته)([607]) جماعة من الملائكة[([608]).

ثمّ إنّي سرت([609]) إلى السّماء السّادسة، فنوديت: نعم الابّ أبوك إبراهيم، ونعم الاخ أخوك، ووزيرك عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فلمّا صرت إلى الحُجب أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنّة، فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلي والحلل، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذه الشّجرة ؟ فقال: هذه الشّجرة لاخيك ووصيّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهذان الملكان يطويان الحلي والحلل إلى يوم القيامة.

ثمّ نظرت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزّبد (وبتفّاح)([610]) رائحتها أطيب من المسك، فأخذت رطبة وتفاحة فأكلتهما، فتحولتا ماء في صلبي، فلّما هبطت (إلى)([611]) الارض، أودعته خديجة فحملت بفاطمة، (وفاطمة)([612]) حوريّة إنسيّة، فإذا اشتقت إلى الجنّة شممت رائحة فاطمةعليها السلام.

قال ابن عبّاس: فدخلت على رسول الله، فسألته عن فاطمة عليها السلام، فحدّثني بما حدّثتني به عايشة.

]وروى هذا الحديث عن ابن عبّاس: بعض المصنّفين أيضاً[([613])([614]).

]9[ وعن الغلابي (عن أبي عبدالله، عن عبيدالله بن محمّد بن عائشة([615])، عن إسماعيل بن عمرو البجلي([616])، عن عمر بن موسى، عن زيد بن عليّ، عن اُمّه)، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ وقد كنت شهدت فاطمة عليها السلام، وقد ولدت بولد (فلم نرلها دماً)([617])، فقال:

يا أسماء، إنّ فاطمة خُلقت حوريّة في صورة إنسيّة، هي طاهرة مطهّرة([618]).

]10[ وحدّث الغلابي، عن العبّاس بن بكّار، عن عبدالله بن المثنى، عن عمّه تمامة بن عبد بن أنس، عن أنس بن مالك، عن اُمّه، أنّها قالت:

مارأت فاطمة عليها السلام دمّاً في نفاس وغير نفاس([619]).


]11[ وحدّث الغلابي، عن (أبي عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن يزيد، عن أيّوب بن المفضّل الخراساني، عن أبي طاهر أحمد بن عيسى بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدّثني حسين بن زيد، عن عمر بن عليّ، وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام)([620]) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال:

فاطمة بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله([621]).

]12[ (وحدّث الغلابي ـ يرفع الحديث برجاله إلى عائشة ]بنت أبي بكر[، قالت لفاطمة عليها السلام: رأيتك أكببت على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه فبكيت، ثمّ أكببت عليه ثانية فضحكت!

فقالت: أكببت عليه فأخبرني إنّه ميّت فبكيت، ثمّ أكببت عليه فاخبرني إنّي أوّل أهله لحوقاً به، وإنّي سيّدة نساء العالمين فضحكت([622]).


]13[ وروي: إنّ فاطمة عليها السلام ولدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما من فخذها الايسر([623]).

]14[ وروي: إنّ مريم عليها السلام ولدت المسيح عليه السلام من فخذها الايمن (بعد أن حاضت، وفاطمة عليها السلام ما حاضت قطّ، لانّها كانت من حور الجنّة)([624]).

وجدت هذه الحكايات في كتاب «الانوار»، وفي كتب كثيرة([625]).

]15[ وروى عن جابر بن عبدالله الانصاري رفع الله درجته، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

دخلت على خديجة، وقد حملت بفاطمة عليها السلام، وحدها تتكلّم، فقالت: إنّ الجنين الّذي في بطني يكلمني وأكلمه، ولي به اُنس في حال وحدتي([626]).

]16[ وروى الغلابي ـ يرفع الحديث ـ برجاله إلى جابر بن عبدالله (رضي الله عنه)، أنّه قال: قالت أمّ أيمن (رضى الله عنها): لمّا زّفت فاطمة إلى عليّ عليهما السلام قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه جماعة من أهل بيته وأصحابه، فلمّا أخذ عليّ عليه السلام ]بيد فاطمة[([627]) ومضى بها، كبّر جبرئيل في السّماء، فسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم التّكبير، فكبّر صلى الله عليه وآله وسلم، وكبّر أهل البيت عليهم السلام وأصحابه.

فهو أوّل تكبير كان في زفاف، فصار التكبير في الزفاف سنّة([628]).

]17[ ] ـ وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لمّا دخل العبّاس عليه ـ عن رواية أبي محمّد الجلودي البصري، عن القرج بن فضالة، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن أبي بكر، عن عمّار، قال: ...

قال: يا محمّد، بماذا فُضَّلتَ علينا أهل بيتك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إليك ياعمّ، لا تقل هذا.

فإنّ الله تبارك وتعالى خلقني وعليّاً من نور واحد، ثمّ فتق من نورنا سبطيّ، ثمّ فتق من نورنا نور العرش، ومن نور سبطيّ نور الشّمس والقمر.

كنّا نعلّم الملائكة التّسبيح والتّهليل والتّمجيد، ثمّ قال الله تعالى للملائكة: وعزّتي وجلالي وجودي وارتفاعي لافعلنّ، فخلق سبحانه نور فاطمة عليها السلامكالقنديل، فزهرت به السّماوات، فسمّيت الزّهراء لمّا استنار بنورها الاُفق.

فخرج العبّاس من عنده لا يحير جواباً، فاستقبله عليّ عليه السلام فضّمه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه وجبينه، وقال: ما أكرمكم على الله يا أهل بيت المصطفىصلى الله عليه وآله وسلم؟[([629]).


]18[ ]وحدّث الاعمش، عن أبيه، عن ابن عمير، قال: دخلت أنا وخالتي على عائشة، فقالت لها خالتي: يا عائشة، بالله قولي من كان أحبّ النّاس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟

قالت: فاطمة. قالت: إنّما أعني من الرّجال. قالت زوجها[([630]).

]19[ ]حدّث الغلابي ـ يرفع الحديث ـ برجاله إلى حذيفة اليّمان، فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:

إنّ ملكاً استأذن ربّه في زيارتي، فزارني، وأخبرني إنّ الله تعالى يقول: فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة[([631]).

 


 

 

 

 

 

 

ومن دلائل السّيدين الخيّرين

أبي محمّد الحسن، وأبي عبدالله الحسين صلّى الله عليهما وبراهينهما:

]1[ وقام المولى أبو محمّد الحسن عليه السلام بأمر الله، واتّبعه المؤمنون.

وكان مولده بعد (هجرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين)([632]).

وولدت فاطمة عليها السلام أبا محمّد عليه السلام ولها إحدى عشرة سنة ]كاملة[. وكانت ولادته مثل ولادة جدّه وأبيه صلّى الله عليهم.

وكان طاهراً مطّهراً، يسبّح ويهلّل في حال ولادته، ويقرأ القرآن على ما رواه أصحاب الحديث، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ جبرئيل عليه السلام ناغاه في مهده.

وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان له سبع سنين وشهور([633]).

]2[ ومن طريق الحشويّة: عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس([634])، قال: سمعت أبي يوماً يحدّث:

إنّه كان يوماً عند هارون الرّشيد، فجرى ذكر عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، فقال الرّشيد: يتوّهم العوامّ إنّي أبغض عليّاً وولده([635])، والله، ما ذلك كما يظنون، وإنّ الله يعلم شدة حبّي لعليّ والحسن والحسين عليهم السلام ]ومعرفتي بفضلهم[([636])، ولقد حدّثني أمير المؤمنين أبي، عن المنصور أنّه حدّثه، عن أبيه، عن جدّه ]عن عبدالله بن العبّاس[([637])، أنّه قال:

كنّا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ (أقبلت)([638]) فاطمة عليها السلام، وقالت: إنّ الحسن والحسين خرجا، فما أدري أينَ باتا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الّذي خلقهما ألطف بهما منّي ومنك، ثمّ رفع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رأسه([639]) إلى السماء، وقال: اللّهمّ احفظهما وسلّمهما.

فهبط جبرائيل عليه السلام، وقال: يا محمّد، لا تغتمّ فإنّهما سيّدان في الدّنيا والاخرة، وأبوهما خيرٌ منهما، هما في حظيرة بني النّجار نائمان، وقد وكّل الله بهما ملكاً يحفظهما.

فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه حتّى أتى الحضيره ]فإذا[([640]) الحسن معانق الحسين صلوات الله عليهما (وإذا المَلَك الموكّل)([641]) بهما جاعلاً إحدى جناحيه تحتهما، ]فانّكبّ[([642]) النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتبها.

فحمل الحسن على عاتقه اليمنى، والحسين على عاقته اليسرى، وجبرئيل عليه السلام معه، حتّى خرجا من الحضيرة، و]النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لاشرّفنّكما اليوم كما شرّفكما[([643]) الله تعالى، فتلقاه أبو بكر ]بن أبي قحافة[([644]) فقال: يا رسول الله، ناولني أحدهما (حتّى)([645]) أحمله، واُخفف عنك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم المطيّة مطّيتهما، ونعم الرّاكبان هما، وأبوهما خيرٌ منهما.

]قال:[([646]) حتّى أتى صلى الله عليه وآله وسلم المسجد، فأمر بلالاً، فنادى في النّاس، فاجتمعوا في المسجد، فقام صلى الله عليه وآله وسلم على قدميه وهما على عاتقيه، فقال:

معاشر المسلمين: ألا أدّلكم على خير النّاس جدّاً وجدّة؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الحسن والحسين جدّهما محمّد سيّد المرسلين، وجدّتهما خديجة بنت خويلد سيّدة نساء أهل الجنّة. أيّها النّاس: ألا ادلّكم على خير النّاس أباً واُمّاً؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: الحسن والحسين عليهما السلام أبوهما عليّ بن أبي طالب، واُمّهما فاطمة سيّدة نساء العالمين.

وفي رواية اُخرى: عن ابن عبّاس ـ هذا الحديث ـ إلاّ أنّه قال: فحمل النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحسن عليه السلام، وحمل جبرئيل عليه السلام الحسين عليه السلام، والنّاس يرون أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حمله([647]).

]3[ ومن طريق الحشويّة: عن عاصم بن بهدلة([648])، عن زرّ بن ]حبيش[([649])، قال:

كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي، فإذا سجد جاء الحسن والحسين عليهما السلام فركباه، فكان يطيل السّجود إلى أن ]ينزلا[([650]) عنه، فلمّا قضى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صلاته، ضمّهما إليه، وقال:

من أحبّني فليحبّ هذين([651]).

]4[ عثمان بن أبي عمران، عن أبي نعيم، عن أبي العلاء كامل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: صلّينا خلف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم العشاء الاخرة، فلمّا سجد، وثب الحسن والحسين عليهما السلام فركبا ظهره، فإذا رفع رأسه رفعهما رفعاً رفيقاً، ثمّ وضعهما، فإذا سجد عادا، فلمّا قضى صلاته، أجلسهما على فخذيه.

قال أبو هريرة: فقمت وقلت: ألا أبْلَغُهما المنزل فإن اللّيل قد هدأ ؟ فقالصلى الله عليه وآله وسلم: لا([652]).

]5[ روي: إنّ الحسن بن عليّ ]بن أبي طالب[ خرج إلى مكّة ماشياً، فقال له بعض مواليه: لو ركبت لسكن عنك ما تجده. فقال له: إذا أتينا هذا المنزل يستقبلك أسود، ومعه دهن فاشتر(ه) منه ولا تماكسه.

فساروا حتّى إنتهوا إلى المنزل ; فإذا ]أنا[ بالاسود، فقال عليه السلام: إمضِ إليه واشتر منه الدّهن، ففعل. فقال له الاسود: لمن تأخذ هذا الدّهن؟ فقال: لمولاي الحسن بن عليّ، فانطلق معه إليه، وقال: السّلام عليك يا مولاي، لم أعلم أنّ الدّهن يراد لك، فلست أقبل له ثمناً، فإني مولاك، ولكن أدع الله أن يرزقني ذكراً سويّاً يحبّكم أهل البيت، فإنّ إمرأتي حامل.

فقال عليه السلام: انطلق إلى منزلك، فإنّ الله قد وهب لك غلاماً سويّاً، وهو لنا شيعة، ومحبّ.

فانطلق فوجد إمرأته قد ولدت غلاماً.

]وروي: إنّ ذلك المولود السّيّد الحميري شاعر أهل البيت:([653])[([654]).

]6[ روت الشّيعة بأسرهم: إنّ حبّابة الوالبيّة صارت إلى الحسن والحسينعليهما السلام (لمّا قاما بإمرة المؤمنين)([655]) بعد أمير المؤمنين عليه السلام، فدعت لهما، واثنت عليهما ، وقالت: لا أشكّ في إمامتكما، إلاّ أنّ لكلّ إمام حجّة (معجزة، أو برهاناً)([656])، وكان معها حجر، فوضعته بين أيديهما، فطبعا نقش خاتمهما عليهما السلام، فسّبحت حبّابه لله تعالى، وسجدت له سجدات الشّكر.

]7[ في كتاب «بصائر الدرجات» عن إسماعيل بن مهران([657])، عن عبدالله
]
الكناني[([658])، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: خرج الحسن بن عليّ عليهما السلام في بعض أسفاره، ومعه رجل من ولد الزّبير كان يقول بإمامته، فنزلوا في منزل تحت نخل يابس قد يبس من العطش، ففرش للحسن تحت نخلة منها، وفرش للزّبيري بحذائه، قال: (فقال الزبيري ـ ورفع رأسه إلى النّخلة ـ :)([659]) لو كان عليها رطب لاكلنا منه. فقال له الحسن عليه السلام: إنّك لتشتهي الرّطب؟ قال: نعم.

فرفع يده عليه السلام إلى السّماء، ودعا بكلمات; فاخضرّت النّخلة، وحملت رطباً.

فقال الجمّال الّذي اكتروا منه: سحر والله! فقال الحسن عليه السلام: ليس هذا بسحر (ويلك!) ولكن دعوة أولاد الانبياء مستجابة.

فصعد أحدهم النّخلة، وجنى من الرّطب ما كفاهم([660]).


]8[ وفيه: عبدالله بن مسكان([661])، عن الحكم بن الصّلت([662])، عن أبي جعفرعليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

خذوا بحجزة هذا الانزع ـ يعني عليّاً عليه السلام ـ ]فإنّه الصّديق الاكبر، وهو الفاروق، يفرّق بين الحقّ والباطل[([663])، من أحبّه هداه الله.

وفي رواية اُخرى: أحبّه الله، ومن أبغضه أبغضه الله([664]).

ومن تخلّف عنه أذلّه([665]) الله تعالى.

ومنه سبطاي([666]) الحسن والحسين ]و[هما ابناي، ومن الحسين أئمة الهدىعليهم السلام (أعطاهم الله)([667]) فهمي وعلمي (وبراهيني، فوالوهم واتبعوهم)([668])، ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضب من ربّكم، ومن يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوى (وَمَا الْحَيَوةُ الْدُّنْيَا إلاَّ مَتَعُ الْغُرُورِ)([669])([670]).


]9[ الغلابي في كتابة ـ يرفع الحديث ـ إلى صفيّة بنت عبدالمطلّب رضوان الله عليهما، قالت:

لمّا سقط الحسين من فاطمة عليها السلام كنت بين يديها، فقال (لي)([671])النبيّصلى الله عليه وآله وسلم: هلّمي إليَّ ابني، فقلت: يا رسول الله، إنّا لم ننظّفه بعد.

فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أنت تنظّفينه ؟! إنّ الله تعالى قد نظّفه وطهّره.

]روي: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاّمَ إليه، وأخذه فكان يسبّح ويهلّل ويمجّد صلوات الله عليه[([672])([673]).

]10[ (وَ)عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

والّذي نفسي بيده إنّ مهديّ هذه (الاُمّة)([674]) الّذي يصلّي خلفه عيسى عليه السلام منّا، ثمّ ضرب بيده منكب الحسين عليه السلام، وقال: من هذا من هذا([675]).

]11[ عن المنهال بن عمر([676])، عن أبي ذرّ رحمه الله، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أحد أبغض فاطمة وذرّيتها، إلاّ كان عليه موضع قدميه حراماً([677]).


]12[ جعفر بن محمّد بن عمارة([678])، عن أبيه، عن الصّادق عليه السلام، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال:

جاء أهل الكوفة إلى عليّ عليه السلام فشكوا إليه إمساك المطر، وقالوا له: استسقِ لنا.

فقال للحسين عليه السلام: قم، واستسق. فقام فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقال:

اللّهمّ مُعْطِي الْخيرات، وَمُنَزّلِ الْبَرَكاتِ أَرْسِلْ الْسَماءَ عَلَينا مِدْرَراً، وَأَسْقِنا غَيْثاً مِغْزاراً، وَاسِعاً، غَدَقاً، مُجَلجلاً، سَحّاً، سَفُوحاً، (ثِجاجاً)([679]) (تَنْتَشِرْ بِه الْضَعيفَ)([680]) مِنْ عِبادَكَ، وَتُحيي بِهِ الْمَيَتَ مِنْ بَلاَدِكَ، آمْينَ رَبَّ الْعالَمين.

]فما[([681]) فرغ عليه السلام من دعائه حتّى غاث الله تعالى غيثاً (كما نعته عليه السلام)([682]). وأقبل اعرابي من بعض نواحي الكوفة، فقال: تركت ]الاودية[([683]) والاكام([684]) تموج بعضهم في بعض([685]).

]13[ روي: إنّ الحسين صلوات الله عليه لمّا توّجه إلى العراق، جاءه ابن عبّاس فناشده الله والرّحم أن لا يكون هو المقتول بالطّف.

فقال: يا ابن عبّاس، (لانا أعرف بمصرعي منك، وما دهري عن الدّنيا إلاّ فراقها.

يا ابن عبّاس)([686])، أنا اُقتل في يوم عاشورا في وقت كذا، لا معقّب لحكم الله تعالى.

]14[ حدّث جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن عطاء بن السّائب([687])، عن أخيه، قال:

شهدت يوم الحسين عليه السلام، فأقبل رجل من تيم([688]) يقال له: عبدالله بن جويرة([689])، وقال: يا حسين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما تشاء؟ فقال: ابشر بالنار. فقال عليه السلام: كلاّ، إنّي اُقدم على ربّ غفور، وشفيع مطاع، وأنا من خير وإلى خير، من أنت؟ فقال: أنا ابن جويرة.

فرفع ]يده[([690]) الحسين عليه السلام حتّى رأينا بياض ابطيه، وقال: اللّهمّ ]جرّه[([691])إلى النار. فغضب ابن جويرة، فحمل عليه; فاضطرب به فرسهُ في جدول، وتعلّق رجله بالركاب، ووقع رأسه في الارض، ونفر الفرس فأخذ يعدو به، ويضرب رأسه بكلّ حجر وشجر، وانقطعت قدمه، وساقه، وفخذه، وبقي جانبه الاخر متعلقاً([692]) في الركاب، فصار لعنه الله إلى نار جهنّم([693])([694]).

]15[ وروى: إنّ النّاس كانوا يحضرون المعركة، ويدفنون القتلى، ثمّ يجدونه بعد عشرة أيّام مطروحاً بالعراء تفوح منه رائحة المسك([695]).

]16[ الغلابي، قال: حدّثنا أبو عبدالله، عن عليّ بن الحسين الشّبرمي ـ ابن اُخت شريك ـ ، عن شريك، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجل من كندة إلى الحسين صلوات الله عليه، وقال: أما ترى الفرات يضطرب، ما أبرد ماءه وأحلاه؟ والله، لا تذوق منه قطرة، ولا تنال برده.

فقال الحسين صلوات الله عليه: قتلك الله، وأماتك برداً وحرّاً.

قال أبو إسحاق: فحدّثني من شهد الرّجل من الثّقات، قال: مرض الكندي، فكان من جانب له الثّلج والخلاف، ومن الجانب الاخر: الكانون والوقود، يصيح: البرد البرد! فيقلب، فيصيح: الحرّ الحرّ! فلم يزل كذلك دأبه حتّى مات لعنه الله([696]).


]17[ وعنه، عن أبي عبدالله، عن عليّ بن الحسن الشّبرمي، عن شريك، قال: إنّ رجلاً ممّن قاتل الحسين، ومنعه الماء دعا عليه الحسين صلوات عليه:

أماتك الله عطشاً ولا أرواك.

فكان يصيح: العطش. فيشرب من الاناء الكبير، ويصيح: العطش. فلم يزل كذلك دأبه حتّى انقّد بطنه، ومات لعنه الله([697]).

]18[ وكان سبب مفارقة أبي محمّد الحسن صلوات الله عليه دار الدّنيا، وانتقاله إلى دار الكرامة على ما وردت به الاخبار:

إنّ معاوية بذل لجعدة بنت (محمّد بن) الاشعث ـ زوجة أبي محمّد عليه السلام ـ عشرة آلاف دينار، واقطاعات([698]) كثيرة من شعب ]سورا وسواد[([699]) الكوفة، وحمل إليها سمّاً، فجعلته في طعام فلمّا وضعته بين يديه، قال:

إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله على لقاء محمّد سيّد المرسلين، وأبي سيّد الوصيّين، واُمّي سيّدة نساء العالمين، وعمّي جعفر الطّيّار في الجنّة، وحمزة سيّد الشّهداء صلوات الله عليهم أجمعين وعليهم أفضل السلام.

ودخل عليه ]أخوه[([700]) الحسين صلوات الله عليه، فقال: ]كيف تجد نفسك[([701])؟ قال: أنا في آخر يوم من الدّنيا، وأوّل يوم من الاخرة، على كره منّي لفراقك وفراق اخوتي، ثمّ قال صلوات الله عليه: أستغفر الله على محبّة منّي للقاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين، وفاطمة، وحمزة، وجعفر عليهم السلام.

ثمّ أوصى إليه، وسلّم إليه الاسم الاعظم، ومواريث الانبياء عليهم السلام الّتي كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه سلّمها إليه، ثمّ قال:

يا أخي، إذا ]أنا[([702]) متّ، فغسّلني وحنّطني وكفّني واحملني إلى جدّي صلى الله عليه وآله وسلم حتّى تلحدني إلى جانبه، فإن مُنعتَ من ذلك، فبحقّ جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبيك أمير المؤمنين وأمّك فاطمة الزّهراء صلوات الله عليهما ]أن لاتخاصم[([703]) أحداً، وأردد جنازتي من فورك إلى البقيع ]حتّى تدفنني[([704]) مع اُمّي صلوات الله عليها.

فلمّا فرغ من شأنه، وحمله ليدفنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ركب مروان بن الحكم ـ طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ بغلة، وأتى عائشة، فقال لها: يا أمّ المؤمنين ! إنّ الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن مع رسول الله، والله، إن دُفن معه ليذهبّن فخر أبيك ]وصاحبه عمر[ إلى يوم القيامة، قالت: فما أصنع يا مروان؟ قال: الحقي به، وامنعيه من أن يدفن معه، فقالت: وكيف ألحقه ؟ (فقال مروان)([705]): اركبي بغلتي هذه، فنزل بغلته وركبتها (وأسرعت إلى القوم)([706]) وكانت ]تثوّر[([707]) النّاس وبني اُميّة على الحسين عليه السلام (وقومه)([708])، وتحرّضهم على منعه ممّا همّ به، فلمّا قربت من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ]وكان قد وصلت جنازة الحسن عليه السلام، فرمت[([709]) بنفسها عن البغلة، وقالت : والله لا يدفن الحسن ها هنا أبداً! أو تجزّ هذه ـ وأومأت بيدها إلى شعرها ـ .

فأراد بنو هاشم المجادلة، فقال الحسين عليه السلام: الله الله! لا تضيّعوا وصيّة أخي، واعدلوا به إلى البقيع فإنّه أقسم عليَّ([710]) إن أنا منعت من دفنه مع جدّه صلى الله عليه وآله وسلم]أن[ لا اُخاصم فيه أحداً، وأن أدفنه بالبقيع مع اُمّه صلوات الله عليهما.

فعدلوا به، ودفنوه بالبقيع معها عليهما السلام، فقام ابن عبّاس (رضي الله عنه)، وقال:

يا حميراء، ليس يومنا منك بواحد: يوم على الجمل، ويوم على البغلة. أما كفافكِ أن يقال: يوم الجمل، حتّى يقال: يوم البغل، يوم على هذا، ويوم على هذا بارزة عن حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تُريدينَ إطفاء نور الله والله متّم نوره ولو كره المشركون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

فقالت له: إليكَ عنّي، ]و[اُف لك ولقومك!!!([711])

]19[ وروي: إنّ الحسن صلوات الله عليه فارق الدّنيا وله سبع([712]) وأربعون سنة وأشهراً([713])، أقام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين وستّة أشهر، وباقي عمره مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه (وبعده).

]20[ وروي: أنّه دفن مع ]اُمّه عليهما السلام[ سيّدة (النّساء فاطمة عليها السلام)([714]) في قبر واحد([715]).


 

 

 

 

]إمامة أبي عبدالله الحسين عليه السلام[([716])

ثمّ تفرّد أبو عبدالله الحسين صلوات الله عليه بالامامة، وقام بأمر الله عزَّ وجلّ.

]1[ وروي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أنّ جبرئيل عليه السلام هبط على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبره عن الله عزَّ وجلّ، إنّ فاطمة عليها السلام تلد ابناً، وأمر الله سبحانه وتعالى أن يسمّيه: الحسين، ويعرّفه أنّ الاُمّة الطّاغية تجتمع على قتله فيقتلونه، فعرّف ]رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[([717]) أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفاطمة عليها السلام، فقالت: لا حاجة لي فيه (فأسأل)([718]) الله أن يعفيني من ذلك، فأوحى الله عزَّ وجلّ إليه أن يعرّفها، أن يعوّض الحسين عليه السلام من القتل، أن يجعل له الامامة، وميراث([719]) النّبوة (و) لولده وعقبه من بعده إلى يوم القيامة.

فقال أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام: رضينا بحكم الله تعالى، وما اختاره لنا([720]).


]2[ روي: إنّ فاطمة عليها السلام حملت بالحسين عليه السلام ستّة أشهر.

وكانت ولادته مثل ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين، والحسنعليهم السلام.

ولمّا ولد الحسين عليه السلام هبط جبرئيل عليه السلام في ألف ملك يهنّون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فمروا بملك، يقال له: فطرس في جزيرة من جزائر البحر، بعثه الله تعالى في أمر، فأبطأ، فكسّر جناحه، واُزيل عن مقامه، واُهبط إلى تلك الجزيرة فمكث فيها خمسمائة عام، وكان صديقاً لجبرئيل عليه السلام، فلمّا (رآه)([721]) قال له: أين تريد ؟ فقال: ولد للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ابن في هذه اللّيلة، فبعثني الله فيمن ترى من الملائكة مهنياً.

فقال (له): أفلا تحملني معك إليه، فلعلّه يدعو لي، ويسأل الله تعالى إقالتي؟ فحمله (جبرئيل عليه السلام)([722]) فلمّا هنأه هو (مع) الملائكة، ونظر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى فطرس، وقال: يا جبرئيل، من هذا من بين الملائكة الهابطين مهيض([723]) الجناح ؟ فأخبره بقصّته، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال له ـ بعد أن دعا ]له[ ـ : قم فامسح بجناحك على (هذا) المولود. فمسح جناحيه([724]) على الحسين عليه السلام، فرّده الله تعالى إلى حالته الاُولى.

فلمّا نهض، قال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى أين يا فطرس ؟ قال: إلى مكاني الّذي كنت فيه. فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله قد شفعني فيك، فالزم أرض كربلاء وأخبرني بكلّ من يأتي الحسين عليه السلام زائراً إلى يوم القيامة. (فقال: نعم).

وروي: إنّ ذلك الملك يسمّى في السّماء «عتيق الحسين عليه السلام»([725]).

]3[ وروي: إنّ الحسين عليه السلام لمّا عزم على النّهوض إلى العراق وأراد الخروج، بعثت إليه اُمّ سلمة رضي الله عنها من قال له: إنّي اُذكرك الله أن ]لا[ تخرج إلى العراق، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

يقتل ابني الحسين عليه السلام بالعراق، وأعطاني من التّربة قارورة، فقال الحسين صلوات الله عليه: إنّي خارج، ووالله، أني لمقتول لامحالة، فأين المفرّ من القدر المقدور، وإنّي لاعرف اليوم والسّاعة الّتي اُقتل فيها، والبقعة الّتي أدفن فيها كما اُعرفك يا اُم سلمة ]فحضرته، فقال عليه السلام يا اُمّ سلمة:[([726]) فإن أحببت أن اُريك مضجعي، ومضجع أصحابي ومكاننا([727]) فعلت ؟ فقالت: قد شئت.

فتكلّم بالاسم الاعظم فانخفضت له الارض حتّى أراها المكان والمضجع، ومدّ يده صلوات الله عليه وتناول من التّربة، وأعطاها ]فخلطتها[([728]) بما كان عندها، وقال لها:

إنّي اُقتل (في) يوم عاشورا وهو يوم السّبت.

وروي يوم الجمعة وهو الاصحّ على ] ما رواه[([729]) أصحاب الحديث.

]4[ وقبض صلوات الله عليه (في) يوم الجمعة العاشر من المحرّم سنة ]إحدى[([730]) وستين من الهجرة، (و) سنّه سبع وخمسون سنة، منها مع رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين، ومع أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثلاثون سنة، وباقي عمره كان مع أخيه صلوات الله عليه، ومتفرّداً([731]) بالامامة.


]5[ وروى أصحاب الحديث: أنّه صلوات الله عليه أوصى إلى إبنه عليّ بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليهما، وسلّم إليه الاسم الاعظم، ومواريث الانبياء، ونصّ عليه بالامامة بعده([732]).

]6[ وروي: إنّ عدة أصحاب الحسين: إثنان وثلاثون فارساً، وأربعون راجلاً، منهم ثمانية عشر من رهطه من بني عبدالمطلّب، وإنّ عسكر عبيدالله بن زياد ـ لعنه الله ـ أربعة عشر ألفاً ـ فرساناً ورجّالة ـ .

وكان صلوات الله عليه قتل بيده في ذلك اليوم ألفاً وثمانيمائة مقاتل، وكان يقول لاصحابه: قاتلوا فإنّ بيننا وبين الحور قدر ما ينقلب علينا سيوفهم، وإنّ الله سبحانه رفع لاصحاب الحسين عليه السلام منازلهم في الجنّة حتّى رأوها; فحاربوا شوقاً إليها، وطلباً لها، وحرصاً عليها([733]).

]7[ وروي: إنّه صلوات الله عليه أوصى إلى ابنه عليّ بن الحسين عليهما السلام، وسلّم إليه الاسم الاعظم، وعرّفه أنّه لمّا أراد الخروج من المدينة سلّم الكتب، ومورايث الانبياءعليهم السلام: والسّلاح إلى اُمّ سلمة رضي الله عنها، وأمرها أنّ تدفع جميع ذلك إليه بعده([734]).

]8[ روي عن عالم أهل البيت صلوات الله عليهم: إنّ الله تعالى أهبط على الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك ـ هم الّذين هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ـ وخيّره ]بين[([735]) النّصر على أعدائه، ولقاء جدّه صلى الله عليه وآله وسلم، فاختار لقاه.

فأمر الله تعالى الملائكة بالمقام عند قبره، فهم شعث، غبر ينتظرون قيام القائم من ولده صاحب الزّمان عليه السلام([736]).

 ([737]) 


]9[ ]وخرج محمّد بن الحنفيّة يشيّعه عند توجّهه إلى العراق، وقال له عند الوداع: الله الله يا أبا عبدالله، في حرم رسول الله!

فقال عليه السلام له: أبى الله إلاّ أن يكنّ سبايا[([738]).

]10[ وروي عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله تعالى هنأه بولادة الحسين عليه السلام، وعزّاه بقتله، فعرفت فاطمة عليه السلام ذلك، وكرهته فأنزل الله تعالى: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَثُونَ شَهْراً)([739]).

وليس ذلك لاحد من خلق الله تعالى، إذ لم يُر مولود لستّة أشهر عاش.

ومشهده صلّى الله عليه وآله بالبقعة المباركة والرّبوة ذات قرار ومعين في كربلاء من غربي الفرات([740]).


 

 

 

 

 

إمامة زين العابدين عليه السلام

ولمّا صارت الامامة للسّجاد ـ ذي الثفنات زين العابدين عليه السلام (عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما) وكنيته: أبو محمّد([741]) ـ قام بها بأمر الله تعالى على (تقيّة شديدة في زمان صعب)([742]) وصارت الامامة مكتومة مستورة إلاّ عمّن اتّبعه من المؤمنين، وكانت اُمّة شهر بانويه بنت يزدجر آخر ملوك العجم.

ومولده ومنشأه مثل مولد آبائه عليهم السلام، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول للحسين عليه السلام: أحسن إلى شهر بانويه فإنّها مرضيّة، فستلد لك (منها) خير أهل الارض بعدك.

وكان عليه السلام يصلّي في (اليوم واللّيلة)([743]) الف ركعة([744]).


]1[ ما روى أصحاب الحديث (ـ يرفعون الحديث ـ)([745]) إلى رشيد الهجري([746])، ويحين بن أُمّ الطويل([747]) رفع الله درجتهما، إنّهما قالا:

لمّا إدّعى محمّد بن الحنفيّة الامامة بعد الحسين عليه السلام، وقال: أنا أحقّ بالامامة; لانّي ولد أمير المؤمنين عليه السلام، وقد كان اجتمع عليه([748]) خلق كثير، أقبل زين العابدين (عليّ بن الحسين) يعظه، ويذكّره ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله) (وأمير المؤمنين عليه السلام) في الاشادة إلى ولد الحسين عليه السلام، وانّ الوصيّة وصلت إليه من أبيه عليه السلام، فلم يقبل محمّد بن الحنفيّة، وانتهى الامر إلى أن أخذ عليّ بن الحسين عليهما السلام بيده، وقال: نتحاكم([749]) إلى الحجر الاسود. (فتحاكما إلى الحجر الاسود)([750]).

فأنطق الله سبحانه الحجر ]الاسود[([751]) وشهد لعليّ بن الحسينعليهما السلامبالامامة، ورجع محمّد بن الحنفيّة عن خلافه.

وفيه عليه السلام قال الفرزدق(رضي الله عنه)، وأشار بيده إليه ـ شعراً ـ :

هذا الّذي تعْرِفُ البَطحاءُ وَطَأتَهُ     والبَيتُ يَعرفُهُ والحِلُّ والحَرَمُ

هذا ابنُ خيرُ عبادِ الله كُلَّهِمُ     هذا التّقيُّ النّقيُّ الطّاهرُ العَلَمُ

مِن جدِّهِ دانَ فضلُ الانبياءِ لهُ     وَفَضْلُ اُمَّتِهِ دانَتْ لهُ الاُمَمُ

هذا ابنُ فاطمةَ إنْ كُنتَ جاهِلَهُ     بجدّه أنبياءُ اللهِ قد خُتِمُوا

]هذا ابنُ فاطمةَ الزّهراء وَيْحَكُم     وابنُ الوصيِّ عليِّ خَيركُمُ قِدَمُ

فليسَ[ قولُك مَن هذا بضائِرِهِ     العربُ تَعرِفُ مَنْ أنْكَرتَ والعَجَمُ

اللهُ شرّفَهُ (واللهُ)([752]) فضّله     جرى بِذاكَ لَهُ في لَوحَةِ القلَمِ

(يُغضي حياءً ويغضى)([753]) مِنْ مَهابَتِهِ     ولا يُكلّمُ إلاّ حينَ يبتَسِمُ

]يَنْشقُّ نُورَ الدُّجى مِنْ نُورِ غُرَّتِهِ     كَالشَّمسِ يُنجابُ عَنْ إشراقِها الظُّلَمُ[

مُشْتقّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ نَبْعَتُهُ     طابَتْ عَنَاصِرُهُ والخيم و الشَّيَمُ

مِنْ معشر حُبُّهُم دِينٌ وَبُغضُهُمُ كُفْرٌ     وقُرْبُهُمُ مَلجأٌ ومُعتَصَمُ

مُقدَّمٌ([754]) بَعدَ ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ     فِي كلِّ يَوم وَمَختُومٌ بِهِ الكَلِمُ

إِنْ عُدَّ أهلُ التُّقى كانوا أئِمَتَهُمْ     أو قيلَ مَنْ خَيرُ أهلِ الارضِ قيلَ هُمُ

مَنْ يَعرِفُ اللهَ يَعرِفُ أوَّليَّةَ ذا     وَالدِّينُ مِنْ ]بيتِ[([755]) هذا نالَهُ الاُمَمُ([756])


]2[ ولمّا كان في السّنة الثّالثة من إمامته، مات يزيد اللّعين، وبويع لابنه معاوية، فأقام في المُلك ثلاثة أشهر ومات، ثمّ كان فتنة ابن الزّبير بالحجاز في سنة أربع وستين وكانت مدّتها تسع سنين.

وفي أثنتي عشرة سنة من إمامة عليّ بن الحسين عليهما السلام بويع لمروان بن الحكم ـ طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن طريده ـ ، وصعب الزّمان جداً، وكانت الشّيعة تُطلب في أقطار الدّنيا، و تُسفك دماؤهم، وأظهروا لعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنابر، وأقام مروان في ملكه عشرة أشهر وأيّاماً على مارواه أصحاب الحديث، ثمّ مات لا رحمه الله.

وبويع لابنه عبدالملك بن مروان، فقلّد الحجاج بن يوسف خلافته على العراقين، وكتب إليه بخطّه سرّاً:

بسم الله الرّحمن الرّحيم، أمّا بعد: فانظر في دماء آل عبدالمطلب فاحقنها، واحذر سفكها، وتجنبها، فإنّي رأيت آل أبي سفيان لمّا ولغوا فيها، لم يلبثوا إلاّ قليلاً حتّى اخترموا، وأنفذ الكتاب سرّاً من كلّ قريب وبعيد، وخاصّ وعام إلى الحجاج، وأمره أن يعمل به ويكتمه.

وروى عالم أهل البيت عليهم السلام، قال: كتب عليّ بن الحسين في ذلك اليوم من الشّهر إلى عبدالملك بن مروان: بسم الله الرّحمن الرّحيم، من عليّ بن الحسين إلى عبدالملك بن مروان.

أمّا بعد: كتبت في ساعة كذا، في شهر كذا إلى الحجاج بن يوسف كذا وكذا، وإنّ الله جلّ وعزّ عرف ذلك، وأمهلك في ملكك، وزاد فيه برهة من دهرك.

وطوى الكتاب، وأنفذه إليه، فلمّا قرأه اشتدّ سروره، وأوقر راحلة الرّسول عيناً وورقاً، وكانت مدّة ملكة نيّفاً و عشرين سنة، ثمّ مات وبويع لابنه الوليد في سنة ستّ وثمانين من الهجرة([757]).

]3[ روى أصحاب الحديث: إنّ في ذلك الوقت نازع محمد بن الحنفية زين العابدين في الامامة، وادّعى أنّ الامرله بعد أخيه الحسين صلوات الله عليه، فاحتجّ عليّ بن الحسين عليهما السلام بقول رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فلم يثنه ذلك عن منازعته، فقال عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما:

نتحاكم إلى الحجر الاسود، فقال له محمّد بن الحنفيّة: يا ابن أخي، كيف تحاكمني إلى حجر لا يسمع، ولا يجيب؟! وأعلمه أنّ الله تعالى يُنطقه بالحكم بيننا، فمضى محمّد معه متعجباً حتّى انتهى إلى الحجر الاسود، فقال زين العابدين عليه السلام: تقدّم يا عم، فكلّمه فتقدّم محمّد فكلّمه، ووقف حياله فلم يجبه.

فتقدّم زين العابدين، السّجاد، ذو الثفنات عليه أفضل الصّلوات، فوضع يده الطّاهرة المباركة عليه، ثمّ قال:

اللهّمّ إنّي أسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء، وباسمك المكتوب في سرادق العظمة، لما أنطقت هذا الحجر، ثمّ قال: أيّها الحجر، أسألك بالّذي جعل فيك مواثيق العباد، والشّهادة لمن وافاك واستلمك; لما أخبرت لمن الوصيّة والامامة بعد الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما.

وروى: اِنّ الحجر تزعزع حتّى كاد يزول عن مكانه، ثمّ أنطقه الله سبحانه، وقال:

يا محمّد، سلّم الاُمّة إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام، فإنّه الامام المفروض الطّاعة.

فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: سخِّ نفس عمّي اللّهمّ، فخرج محمّد بن الحنفيّة عن منازعته، وسلّم الامر إليه، واستغفر الله تعالى([758]).

]4[ وروى عن العالم عليه السلام: إنّ عليّ بن الحسين عليه السلام أخذ بيد أبي حمزة الثّمالي، وقال:

يا أباحمزة، علّمنا منطق الطّير، والوحش، و أوتينا من كلّ شيء، إنّ هذا لهو الفضل المبين([759]).

]5[ وروي أنّه كان معه في طريق مكّة، فبينما هم جلوس إذجاءت ظبية، فوقفت بين يديه صلوات الله عليه، وجمجمت([760]) وعينا ها تدمعان، فقال عليّ زين العابدين صلوات الله عليه لاصحابه: أتدرون ماتقول هذه الظّبية؟ فقالوا: الله تعالى ورسولهصلى الله عليه وآله وسلم أعلم. فقال عليه السلام: إنّها تقول: إنّ لها خشفاً وهو عند فلان القرشي قدحبسه عنها.

فاحضره واستوهب منه الخشف، فوهبه له، ثمّ أمره أن يخرج إلى البر، ويخلّي له السّبيل ليكون مع اُمّه، فمضت الظّبية تجمجم ومعها خشفها.

فقال صلوات الله عليه: ما تدرون ما تقول ؟ فقالوا: لا. فقال: إنّها تدعو([761]).


]6[ روي عن أبي خالد كنكر الكابلي (رضي الله عنه)([762])، أنّه قال: لقيني يحيى بن اُمّ الطّويل رفع الله درجته ـ وهو ابن داية زين العابدين عليه السلام، وأخذ بيدي، وصرت معه إليه صلوات الله عليه، فرأيته جالساً في بيت مفروش بالمعصفر، مكلّس الحيطان (ثيابه مصبّغة)([763]) فلم أطل عليه الجلوس، فلمّا أن نهضت، قال]لي:[ صر إليَّ في غد (إن شاء الله تعالى).

فخرجت من عنده، وقلت ليحيى: أدخلتني (إلى)([764]) رجل يلبس المصبّغات، وعزمت ]أن[ لا أرجع إليه، ثمّ فكرّت في أنّ رجوعي إليه غير ضائر.

فصرت إليه في غد، فوجدت الباب مفتوحاً ولم أر أحداً، فهممت بالرجوع، فناداني من داخل الدّار([765])، فظننت أنّه يريد غيري، حتّى صاح بي: ياكنكر، اُدخل ـ وهذا اسم كانت اُمّي سمّتني به، ولاَعلم أحد به غيري ـ فدخلت إليه، ووجدته جالساً في بيت مطيّن على حصير من البردي، وعليه قميص كرابيس، وعنده يحيى، فقال لي:

يا أبا خالد، إنّي قريب العهد بعروس، وإنّ الّذي رأيت بالامس من رأي المرأة، ولم أرد مخالفتها (فما برحت من عنده حتّى أراني العجائب، وهداني الله تعالى به)([766]).

ثمّ قام عليه السلام وأخذ ]بيدي[ وبيد يحيى بن اُمّ الطّويل رفع الله درجته ومضى بنا ]إلى بعض الغدران[، وقال: قفا. فوقفنا ننظر إليه، فقال: بسم الله الرّحمن الرّحيم، ومشى على الماء حتّى رأينا كعبه يلوح فوق الماء، فقلت: الله أكبر الله أكبر! أنت الكلمة الكبرى، و الحجّة العظمى صلوات الله عليك (وعلى آبائك).

ثمّ التفت إلينا عليه السلام، وقال: ثلاثة لا ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم.

المدخل فينا من ليس منّا، والمخرج منّا من هو منّا، والقائل إنّ لهما في الاسلام نصيباً أعني هذين الصّنفين.

فلمّا قربت أيّامه عليه السلام أحضر ابنه أبا جعفر محمّد الباقر صلوات الله عليه، وأوصى (إليه) بحضرة جماعة من شيعته وخواصّه الوصيّة الظّاهرة، ونصّ عليه بالامامة، وسلّم إليه بعد ذلك الاسم الاعظم، ومواريث الانبياء عليهم السلام، وكان فيما قاله في أمر ناقته، إن يحسن إليها، ولا يحمل عليها، وأن تكون في الحظيرة، وكان صلوات الله عليه حجّ عليها عشرين حجّة، ما قرعها بخشبة([767]).

]7[ وروي: إنّه صلوات الله عليه كان قائماً في صلاته، إذ وقع ابنه عليه السلام وهو صغير في بئر كانت في داره بعيدة القعر، فصرخت أمّه، وأقبلت تضرب بنفسها الارض حوالي البئر، وتقول:

يا ابن رسول الله، غرق ابنك محمّد، وكلّ من في الدّار يسمع كلامها، وزين العابدين عليه السلام لا ينثني عن الصّلاة، وهو يسمع اضطراب محمّد ابنه في قعر البئر، فلمّا لم ينفتل عن الصّلاة، قالت ـ جزعاً ـ : ما أقسى قلبك؟! فأقبل عليه السلام على صلاته ولم ينثن عنها إلاّ بعد اقامة (إياها).

ثمّ أقبل إلى البئر، ومدّيده صلوات الله عليه إلى قعرها ـ وكان لا يصل إليه إلاّ حبل طويل ـ فأخرج (ابنه) محمُداً عليه السلام على يده يناغي ويضحك لم يبتل ثوبه بالماء، فضحكت أُمّ محمّد عليه السلام لسلامة ابنه([768]) وبكت لما قالته لزين العابدين صلوات الله عليه.

فقال: لا تثريب عليك، لو علمت إنّي بين يدي جبّار لو ملت بوجهي (عنه) لمال بوجهه عني; لما بدرت منك تلك الكلمة([769]).

]8[ وقبض صلوات الله عليه في سنة خمس وتسعين من الهجرة.

وسنّه: تسع وخمسون سنة، وروي: سبع وخمسون سنة.

ودفن في البقيع في قبر أبي محمّد الحسن بن عليّ  عليهما السلام.

]9[ وروي: إنّ ناقته خرجت إلى البقيع فضربت بجرانها الارض، ولم تزل دموعها تجري (وتهمل) من عينيها، فبعث أبو جعفر الباقر عليه السلام بمن ردّها إلى موضعها، فعادت إلى البقيع واُقيمت، فلم تقم حتّى ماتت، فأمر أبو جعفر عليه السلام فحفر لها بالقرب، ودفنت.


 

 

 

 

 

 

إمامة الباقرعليه السلام

ولمّا صارت الامامة بعده لابنه الباقر أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام، قام بأمر الله سبحانه، وأتّبعه المؤمنون.

]1[ روي عن عالم أهل البيت عليهم السلام: إنّ اُمّ أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه: اُمّ عبدالله بنت الحسن بن عليّ بن أبى طالب عليهم السلام([770]).

]2[ (و) روي عن أبى جعفر الباقر عليه السلام ]أ نّه[ قال: كانت اُمّي اُمّ عبدالله بنت الحسن عليهما السلام جالسة عند الجدار، فتصدّع الجدار، فقالت بيدها:

لا وحقَّ المصطفى ما أذن الله تعالى لك بالسّقوط حتّى أقوم; فبقي الجدار معلّقاً حتّى قامت وبعدت، ثمّ سقط، فتصدّق عنها أبي، زين العابدين عليه السلام بمئة دينار([771]).

]3[ وكان مولد أبي جعفر عليه السلام قبل أن يقبض الحسين (بن عليّ) عليهما السلامبسنتين وأشهر في سنة ثمان وخمسين، وكان مولده ومنشأه مثل مواليد آبائه عليهم السلام، وكان ممّن حضر الطّفَ مع الحسين صلوات الله عليه.

]4[ روي: إنّ رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لجابر بن عبدالله بن حرام الانصاري: يا جابر، إنّك لا تموت حتّى تلقى زين العابدين عليّ بن الحسين، وابنه محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام، فإذا ولد محمّد الباقر فأت عند أبيه وأبلغه عنّي السّلام، وقل له: إنّي أمرتك أن تخلو بابنه محمّد الباقر، وتبلّغه سلامي، وتقبّل بين يديه; فإنّ لك في ذلك المرتبة العظيمة، فإذا خلوت به فبلّغه سلامي، وافعل ما أمرتك، وقل له: يقول لك جدّك رسول الله: يا تام العلم، بوركت صغيراً وكبيراً.

ففعل  جابر رفع الله درجته ذلك، ثمّ أتاه في وقت آخر، فقبّل رأسه، وقال له: ياباقر، ياباقر، فلمّا فعل جابر ذلك، أمر عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما أبا جعفر ألاّ  يخرج من الدّار، وكان أبو جعفر  عليه السلام يزور جابر بن عبدالله (رضي الله عنه) لسنّه ولصحبته جدّه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم وأميرالمؤمنين عليه السلام([772]).

]5[ روي أنّ أخاه زيد بن عليّ مرّ به، فقال عليه السلام لاصحابه: ترون أخي هذا والله، أنّه يدّعي ما ليس له، ويدعو الناس إلى نفسه فيجتمع عليه خلق، فيؤخذ، ويقتل، ويصلب في كناسة الكوفة.

وكان من أمر زيد (رضي الله عنه) ما كان.([773])

 

ومن دلائله وبراهينه

]6[ روي عن محمّد بن مسلم([774])، قال: كنت مع الباقر عليه السلام في طريق مكّة، إذ بصُرتُ بشاة منفردة مع الغنم تصيح إلى سخلة لها قد بعدت([775]) عنها، وتسرع السّخلة
]
إليها[.

فقال عليه السلام: أتدري ما تقول هذه الشاة لها؟ قلت: لا. يا مولاي.

فقال عليه السلام: تقول لها: اسرعي إلى القطيع، فإنّ أخاك عام أوّل تخلّف عنّي وعن القطيع في هذا المكان، فأختلسه الذّئب فأكله.

قال محمّد بن مسلم: فدنوت إلى الرّاعي، فقلت: أرى هذه الشّاة تصيح (إلى سخلها)([776]) فلعّل الذّئب أكل قبل هذا سخلة لها في هذا الموضع؟ قال: قد كان ذلك عام أوّل، فما يدريك؟!([777])

]7[ روي عن أبي بصير ـ و كان ضريراً، أو قيل: أكمه ـ قال: قلت لابي جعفر الباقر صلوات الله عليه: أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال لي: نعم. رسول الله وارث الانبياء عليهم السلام، ونحن ورثته وورثتهم.

فقلت: تقدرون أن تحيوا الموتى، وتبرءوا الاكمه والابرص؟

فقال: نعم. بإذن الله تعالى، ثمّ قال: ادن منّي، فدنوت منه صلوات الله عليه، فمسح (يده) على عينيّ فأبصرت السّماء والارض، وكلّ شيء كان في الدّار.

فقال عليه السلام: أتحبّ أن تكون هكذا ولك ماللناس وعليك ما عليهم، أو تعود إلى حالك ولك الجنّة خالصة؟ فقلت: الجنّة أحبَ إليّ، فمسح يده على عينيّ، فرجعتا كما كانتا.

ثمّ قال عليه السلام: نحن جنب الله جلّ وعزّ، نحن صفوة الله، نحن خيرة الله، نحن اُمناء الله، نحن مستودع مواريث الانبياء عليهم السلام، نحن حجج الله، نحن حبل الله المتين، نحن صراط الله المستقيم، قال الله تعالى: (وأنّ هذا صِرَاطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)([778]).

نحن رحمة الله على المؤمنين، بنا فتح([779]) الله، وبنا يختم الله، من تمسّك بنا نجا، ومن تخلّف عنا هوى([780])، نحن القادة الغرّ المحجلين.

ثمّ قال صلوات الله عليه (بعد حديث طويل:).

فمن عرفنا و عرف حقنا وأخذ بأمرنا. فهو منّا وألينا([781]).

]8[ (وفي كرّاسة بخطّ أبي القاسم بندار بن الحسين بن زوزان، نسخة من نسخة بخط أبي الحسن محمّد بن الحسين بن سلمان رضي الله عنهما، ورواه عنه، وكان أبو الحسن (رضي الله عنه) يروي عن محمّد بن الحسن المعروف بالقاضي الورّاق، عن أحمد بن محمّد بن السمط، قال: سمعته من الرّواة، عن أبي بصير)([782]) وكان ضريراً أنّه قال: كنت مع الباقر عليه السلام في الطّواف ببيت (الله) الحرام، فسمعت كثرة الضّجيج، فقلت له: يامولاي، ما أكثر الحجيج وأكثر الضجيج!

فقال لي أبو جعفر الباقر صلوات الله عليه: يا أبا بصير، ما أقلّ الحجيج وأكثر الضجيج؟! أتحبّ أن تعلم صدق ما أقوله، وتراه بعينك؟ قلت له: وكيف لي بذلك يا مولاي؟ فقال عليه السلام: اُدنُ (منّي) فدنوت منه فمسح بيده على عيني فدعا بدعوات فعدت بصيراً، وقال لي: أنظر يا أبا بصير، إلى الحجيج، فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير، والمؤمن بينهم مثل الكوكب اللاّمع في الظّلمات، فقلت صدقت يا مولاي، ما أقلّ الحجيج وأكثر الضجيج.

ودعا بدعوات فعدت ضريراً، فقلت: يا مولاي، لو أتممت عليّ النعمة برّدِ بصري لرجوت أن أكون سعيداً.

فقال لي أبو جعفر صلوات الله عليه: ما بخلنا يا أبا بصير، ]و[ إنّ الله عزّوجلّ لم يظلمك، وأنا (خارٌ لك)([783])، وخشينا فتنة الناس (بنا)، وأنّ يجهلوا فضل الله تعالى علينا، ويجعلونا أرباباً من دون الله، ونحن له(عزّوجلّ عبيد قِناً، لا نستكبر عن عبادته، ولا نسأم من طاعته، ونحن له) مسلمون([784]).

]9[ وعن الفضل بن يسّار([785]) (أ نّه) قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

إنّ الامام منّا يسمع الكلام في بطن اُمّه، وإذا وقع إلى الاُرض رفع له عمود من نور يرى به (عرش)([786]) الله سبحانه([787]).

]10[ وعن أبي حمزة أنّه قال: سمعت أبا جعفر صلوات الله عليه يقول:

والله تعالى ماجعل واحداً مِنّا عالماً بشيء جاهلاً بشيء، إنّ الله تعالى أجلّ وأعظم وأكرم وأعزّ وأعدل من أن يفرض طاعة عبد ويجعله حجّة على خلقه، ثمّ يحجب عنه علم أرضه وسمائه.

ثمّ قال صلوات الله عليه: لا يحجب ذلك عنه([788]).


]11[ وروي أنّ حبّابة الوالبيّة رضي الله عنها، بقيت إلى ]إمامة[([789]) أبي جعفر عليه السلام ]فـ[ دخلت عليه، فقال: ما الّذي أبطأ بك يا حبّابة؟ فقالت: كبر سنّي، وابيضّ رأسي، وكثرت همومي. فقال صلوات الله عليه: (ياحبّابة) أدن منّي، فدنت منه فوضع يده عليه السلام على مفرق رأسها، ودعا لها بكلام لم يفهم([790]) فاسودّ شعر رأسها، وعادَ حالكاً، وصارت شابّة، فسرّت بذلك وسرّ أبو جعفر عليه السلام بسرورها.

فقالت: بالّذي أخذ ميثاقكم([791]) على النبيّين، أيُّ شيء كنتم في الاظلّة؟

فقال: يا حبّابة، نوراً قبل أن ]يـ[ خلق الله آدم  عليه السلام، نسبح الله ]سبحانه [فسبّحت الملائكة بتسبيحنا، ولم يكن قبل ذلك، فلمّا خلق الله تعالى آدم أجرى ذلك النور فيه([792]).

]12[ وفي كتاب «بصائر الدّرجات»: حدّث عليّ بن حسّان، عن عبدالرّحمن ابن كثير، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله عليه، قال:

نزل أبي، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلامبواد فضرب خباه([793])، ثمّ خرج يمشي مطمئناً إلى نخلة يابسة فحمد الله عندها، ثمّ تكلم بكلام، وقال:

أيّتها النّخلة، أطعمينا. فحملت في الحال رطباً فتساقطت عليه الارطاب الحمرو الصفر، فأكل ومعه أبو أميّة الانصاري، فقال: إنّ هذه لاية.

فقال عليه السلام: إنّما هذه الاية منّا كالاية في مريم عليها السلام إذ هوت عليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطباً جنيّاً([794]).

]13[ (وخبر الخيط معروف بين المفوّضة والمرتفعة من الشّيعة، وهو خبر طويل)([795]) رواه لي الشيخ أبو محمّد بن الحسن بن محمّد بن نصر رضي الله عنهم، يرفع الحديث برجاله إلى (محمّد بن جعفر البرسي)([796]) (قال: حدثنا إبراهيم بن محمّد الموصلي، قال: حدّثني أبي، عن خالد القمي، عن جابر بن يزيد الجعفي رفع الله درجته ـ قد اقتصرت على النكت منه ـ قال جابر بن عبدالله (رضي الله عنه):)([797]).

لمّا أفضت الخلافة إلى بني أُميّة سفكوا في أيّامهم الدّم الحرام، ولعنوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنابر ]ألف شهر[([798]) واغتالوا (الشّيعة)([799]) في البلدان، وقتلوهم (واستحلّوا دمائهم)([800]) (ومالاتهم([801]) على لعنهم، وحثّهم على)([802])ذلك علماء السوّء رغبةً في حطام الدّنيا، فصارت محنتهم على الشّيعة لعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فمن لم يلعنه قتلوه.

فلمّا فشأ ذلك في الشّيعة، وكثر وطال، اشتكت الشّيعة إلى زين العابدين عليه السلام، وقالت([803]): يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أجلونا عن البلدان، وأفنونا بالقتل الذّريع، وقد أعلنوا لعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في البلدان، وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى منبره، ولا ينكر عليهم منكر ]ولا يغيّر عليهم مغيّر[([804]) فإن أنكر واحد مِنّا على لعنه قالوا: هذا ترابي، ورفع ذلك إلى سلطانهم وكتب إليه: إنّ هذا ذكر أبا تراب بخير، فضرب([805]) وحبس، ثمّ قتل.

فلمّا سمع ذلك عليه السلام، نظر إلى السّماء (و) قال: سبحانك ما (أحلمك و) أعظم شأنك، إنّك أمهلت عبادك حتى ظّنوا أ نّك أهملتهم، وهذا كلّه بعينك إذ لا يغلب قضاؤك، ولا يردّ تدبير محتوم أمرك، فهو كيف شئت وأ نّى شئت لما أنت أعلم به منّا، ثمّ دعا بابنه (أبا جعفر) محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، فقال:

يا محمّد. ]قال: لبيك، قال:[ إذا كان غداً فاغد إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخذ الخيط الّذي نزل به جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحرّكه تحريكاً ليّناً، ولا تحرّكه تحريكاً شديداً ]فتهلك النّاس[([806]) جميعاً.

قال جابر: فبقيت (والله) متعجّباً من قوله (ما) لا أدري ما أقول (وكنت كلّ يوم أغدوا إلى أبي جعفر عليه السلام فلمّا كان (ذلك اليوم)([807]) جئته، وقد (بقي عليَّ ليلي)([808]) حرصاً لانظر ما يكون من أمر الخيط (وتحريكه). فبينما أنا بالباب، إذ خرج عليه السلام، فسلّمت عليه، فرّد السّلام، وقال: ما غدا بك يا جابر، ولم تكن تأتينا في هذا الوقت؟ فقلت له: لقول الامام عليه السلام (لك) بالامس: خذ الخيط الّذي أتى به جبرئيل عليه السلام، وصر إلى مسجد جدّك صلى الله عليه وآله وسلم، وحرّكه تحريكاً ليّناً ولا تحرّكه تحريكاً شديداً فتهلك النّاس جميعاً.

(قال جابر:) قال الباقر عليه السلام: والله، لولا الوقت المعلوم، والاجل المحتوم، والقدر المقدور، لخسفت بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين، بل في لحظة، ولكنّا عباد مكرمون، لا نسبقه بالقول وبأمره نعمل يا جابر.

قال جابر (رضي الله عنه): فقلت: ياسيّدي ومولاي، ولم تفعل بهم هذا؟

فقال لي:]أ[ ما حضرت بالامس والشّيعة تشكوا إلى أبي ما (لقوه)([809]) من (الناصبة الملاعين)([810])؟

فقلت: (بلى) ياسيّدي ومولاي، نعم. فقال: إنّه أمرني أن أرعبهم لعلّهم ينتهون، وكنت أحبّ أن تهلك([811]) طائفة منهم، ويطهّر الله البلاد والعباد منهم. قال جابر (رضي الله عنه): فقلت: سيّدي ومولاي كيف ترعبهم، وهم أكثر من أن يحصوا؟

فقال الباقر صلوات الله عليه: أمضِ بنا إلى مسجد جدّي ]رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[([812]) (لاريك قدرة من قدر الله تعالى الّتي خصّنا بها، وما منّ به علينا من دون الناس. فقال جابر (رضي الله عنه))([813]).

فمضيت معه إلى المسجد، فصلّى (فيه) ركعتين، ثمّ وضع خدّه ]على[([814]) التّراب وتكلم بكلام، ثمّ رفع رأسه، وأخرج من كمّه خيطاً دقيقاً فاح منه رائحة المسك، وكان في المنظر أدّق من سمّ الخياط، ثمّ قال لي:

خذ ياجابر، إليك طرف الخيط، وامض رويداً، وإيّاك أن تحرّكه، قال: فأخذت طرف الخيط ومشيت رويداً.

فقال عليه السلام: قف يا جابر، فوقفت، ثمّ حرّك الخيط تحريكاً خفيفاً ما ظننت أنّه حرّكه ]من لينه[، ثمّ قال عليه السلام: ناولني طرف الخيط، فناولته، فقلت: ما فعلت به ياسيّدي؟ فقال: ويحك! أخرج وانظر ما حال الناس.

قال جابر (رضي الله عنه): فخرجت من المسجد، وإذا الناس في صياح واحد، والضّجّة([815]) من كلّ جانب، وإذا المدينة قد زلزلت زلزلة شديدة، وأخذتهم الرّجفة (والهدّة)([816]) ]و[ قد خرّبت أكثر دور المدينة، وهلك منها أكثر من ثلاثين ألفاً، رجالاً ونساءً دون الولدان، وإذا الناس في صراخ([817]) وبكاء وعويل (وزفير) وهم يقولون: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، خرّبت دار فلان (وفلان وهلك أهلها)([818]) ورأيت الناس فزعين (يسعون) إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يقولون: كانت هدّة([819]) عظيمة، وبعضهم يقول: بل كانت زلزلة، وبعضهم يقول: كيف لا (يخسف بنا)([820]) وقد تركنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، وظهر فينا الفسق والفجور، وظلم آل الرّسول عليهم السلام. والله (لنزلزلّن)([821]) أشدّ من هذا ]وأعظم[ أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا.

قال جابر: فبقيت متحيراً أنظر إلى الناس حيارى يبكون، فأبكاني بكاؤهم وهم لا يدرون من أين أتوا، فانصرفت إلى ]الباقر عليه السلام[([822]) وقد حفّ به الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يقولون: يا ابن رسول الله، أما ترى ما نزل بنا؟ فادع الله لنا.

فقال صلوات الله عليه: افزعوا إلى الصّلاة والدّعاء والصّدقة، ثمّ أخذ عليه السلام بيدي، وسار بي، وقال]لي[ ما حال الناس؟

فقلت: لا تسأل يا أبن رسول الله، خرّبت الدّور والمساكن، وهلك النّاس ورأيتهم بحال رحمتهم! فقال صلوات الله عليه: لا رحمهم الله، أما ]إنّه[([823]) قد ]أ [بقيت عليك بقيّة، ولولا ذلك لم ترحم([824]) أعدائنا وأعداء أوليائنا، ثمّ قال:

سحقاً سحقاً! بعداً بعداً! للقوم الظالمين، والله، لولا مخافة ]مخالفة[ والدي، لزدت في التحريك وأهلكتهم أجمعين، فما أنزلونا وأولياءنا من أعدائنا هذه المنزلة غيرهم (وجعلت أعلاها أسفلها فكان لا يبقى فيها دار ولاجدار)([825]) ولكن أمرني مولاي أن (لا أحرّكه تحريكاً شديداً)([826]).

ثمّ صعد عليه السلام المنارة وأنا اراه والناس لا يرونه، فمدّ يده وأدارها حول المنارة (وأنا أنظر إليه والناس لا يرونه) فزلزلت المدينة زلزلة خفيفة، وتهدّمت دور، ثمّ تلا الباقر عليه السلام: (ذَلِكَ جَزَيْنـهُمْ بِبَغيهِمْ)([827]) (وَهَلْ نُجـزِىَ إلاّ الكَفُورَ)([828]) وتلا أيضاً: (فَلَمّا جَآءَ أَمْرُنا جَعَلنَا عَليَهَا سَافِلَهَا)([829]).

وتلا: (فَخَرَّ عَلَيهُم السَّقْفُ مِن فَوقِهِمْ وَأتَاهُمُ الْعذَابُ مِن حَيْثُ لاَ يَشْعُروُنَ)([830]).

قال جابر: فخرجت العواتق من خدورهّن في الزّلزلة الثانية يبكين ويتضرّعن منكشفات لا يلتفت إليهّنّ أحد، فلمّا نظر الباقر عليه السلام إلى تحيّر([831]) العواتق، رقّ لهنّ، فوضع الخيط في كمّه فسكنت الزّلزلة، ثمّ نزل عن المنارة والناس لا يرونه، وأخذ بيدي حتّى خرجنا من المسجد، فمررنا بحدّاد اجتمع الناس بباب حانوته والحداد يقول: أما سمعتم الهمهمة في الهدم؟ فقال بعضهم: بل كانت همهمة كثيرة ]و[ قال قوم آخرون: بل ـ والله ـ كلام كثير، إلاّ إنّا لم نقف على الكلام.

قال جابر  (رضي الله عنه): فنظر إليّ الباقر عليه السلام وتبسّم، ثمّ قال: ياجابر، هذا لمّا طغوا وبغوا، فقلت: يا ابن رسول الله، ما هذا الخيط الّذي فيه العجب؟

فقال: بقيّة ممّا ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة (وينصبه)([832])جبرئيل عليه السلام (لنا).

ويحك يا جابر! أنّا من الله تعالى بمكان ومنزلة رفيعة، فلولا نحن (ماخلق)([833]) الله تعالى سماءً، ولا أرضاً، ولا جنّة، ولاناراً، ولا شمساً، ولا قمراً، ولا جنّاً، ولا إنساً.

ويحك ياجابر! لا يقاس بنا أحد.

ياجابر، بنا والله أنقذكم، وبنا نعّشكم، وبنا هداكم، ونحن والله دللناكم على ربّكم، فقفوا عند أمرنا ونهينا، ولا تردّوا كلّ([834]) ما أوردنا عليكم، فإنّا بنعم الله أجلّ وأعظم من أن يُردّ علينا، وجيمع ما يَردُ عليكم منّا فما فهمتموه; فاحمدوا لله عليه، وما جهلتموه; فكلوه([835]) إلينا وقولوا: أئمّتنا أعلم بما قالوا.

قال جابر  (رضي الله عنه): ثمّ استقبله أمير المدينة المقيم بها من قبل بني اُميّة قد (ركب وركب حواليه حرسه)([836]) وهو ينادي: معاشر الناس: احضروا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّ بن الحسين عليهما السلام، وتقرّبوا به إلى الله تعالى، وتضرّعوا إليه، واظهروا التّوبة والانابة لعلّ الله أن يصرف عنكم العذاب.

قال جابر  (رضي الله عنه): فلمّا بصر الامير بالباقر محمّد بن عليّ  عليهما السلام سارع نحوه، وقال: يا ابن رسول الله، أما ترى ما نزل باُمّة محمّد  صلى الله عليه وآله وسلم وقد هلكوا وفنوا؟ ثمّ قال له: أين أبوك حتّى نسأله أن يخرج معنا إلى المسجد فنتقرّب (به) إلى الله تعالى فيرفع عن اُمّة محمّد ]هذا[([837]) البلاء؟

فقال الباقر عليه السلام: يفعل إن شاء الله تعالى، ولكن اصلحوا من أنفسكم (وَ) عليكم بالتّوبة والنّزوع عمّا أنتم عليه، فإنّه لا يأمن مكر الله إلاّ القوم الكافرون([838]).

قال جابر (رضي الله عنه): فأتينا زين العابدين صلوات الله عليه بأجمعنا وهو يصلّي، فانتظرنا ]ه[ حتّى انفتل وأقبل علينا، ثم قال لابنه سرّاً:([839]) يا محمّد، كدت أن تُهلك النّاس أجمع.

قال جابر (رضي الله عنه): ]قلت:[([840]) والله ياسيّدي، ما شعرت بتحريكه حين حرّكه! فقال عليه السلام: ياجابر، لو شعرت بتحريكه (ما كان يبقى فيها)([841]) نافخ نار، فما خبر النّاس؟ ]فأخبرناه[([842]) فقال: ذلك بما([843]) استحلّوا منّا ما حرّم الله، وانتهكوا من ]حرمتنا[([844]).

فقلت: يا ابن رسول الله (ياسيّدي ومولاي) انّ سلطانهم بالباب، قد سألنا أن نسألك أن تحضر المسجد حتّى يجتمع النّاس إليك، فيدعون الله ويتضرّعون إليه، ويسألونه إلا قالة.

فتبسّم عليه السلام ثمّ تلا: (أَوَ لَمْ تَكُ تَأُتِيكُمْ رُسُلُكم بالْبَيَّناتِ قَالُوا بلى فَادعُواْ وَمَا دُعَاْءُ الْكفِريِنَ إِلاّ في ضَلَل)([845]).

قلت: ]يا[سيّدي ومولاي، العجب إنّهم لا  يدرون من أين اُتوا!

فقال عليه السلام: أجل، ثمّ تلا: (فَالْيَوْمَ نَنَسهُمْ كَما نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَذا وَمَا كَانُواْ بِأيَتِنَا يَجْحَدُونَ)([846]) هي ـ والله ـ ياجابر آياتنا، وهذه ـ والله ـ إحداها، وهي ممّا وصف الله تعالى كتابه: (بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِ عَلَى الْبَاطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زَاهِقُ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)([847]).

ثُمّ قال عليه السلام: ياجابر، ما ظنّك بقوم أماتوا سَنّتنا، وضيّعوا عهدنا، ووالوا أعدائنا، وانتهكوا ]حرمتنا[([848])، وظلمونا حقّنا، وغصبونا إرثنا، وأعانوا الظّالمين علينا (وأحسنوا)([849]) سنّتهم، وساروا بسيرة الفاسقين الكافرين في فساد الّدين واطفاء نور الله([850]).

قال جابر (رضي الله عنه): فقلت: الحمد لله الّذي منّ عليَّ بمعرفتكم، وعرّفني فضلكم، والهمني طاعتكم، ووفقني لموالاة أوليائكم، ومعاداة ]أعدائكم[([851]).

فقال صلوات الله عليه: ياجابر، أتدري ما المعرفة؟ فسكت جابر. فأورد عليه الخبر بطوله.

قال الحسين بن عبدالوهاب: وقد أوردت أنا المعجز الّذي أظهره من هذا الخبر فقط، إذ ليس كلّ كتاب يحتمل شرح الاشياء بحقائقها([852]).

]14[ (وفي كتاب «بصائر الدرجات» محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي (رضي الله عنه))([853]) قال: أوصاني الباقر أبو جعفر عليه السلام بامور له في المدينة، فبينما أنا في «فجّ الرّوحاء»([854]) على راحلتي; إذ أنا بشخص يلوي بثوبه، فقمت إليه ـ وظننت أنّه عطشان ـ فناولته الادواة، فقال: لا حاجة لي فيها، فناولني كتاباً طينه رطب، فنظرت إلى الخاتم، فإذا هو نقش خاتم الباقر أبي جعفر صلوات الله عليه.

فقلت: متى عهدك بصاحب هذا الكتاب؟ فقال: السّاعة. فالتفت (ولم أرَ الرّجل)([855]).

ثمّ قدم أبو جعفر عليه السلام المدينة، فقلت له: رجل أتاني (بكتابك و)([856]) وطينه رطب.

فقال  عليه السلام: نعم. إنّ لنا خدماً من الرّوحانيين، ومن الجنّ المؤمنين، فإذا أردنا السّرعة بعثناهم([857]).

]15[ وفيه([858]): (أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة الثمالي)([859]).

قال: كنت استأذن على أبي جعفر منه السلام وإليه التسليم، فقيل: إنّ عنده قوم، فقلت: أثبت قليلاً حتّى يخرجوا، فخرج قوم أنكرتهم، فدخلت.

فقال عليه السلام: يا أبا حمزة، هؤلاء وفد شيعتنا من الجنّ جاءوا يسألونا عن معالم دينهم، أما علمت انّ الامام حجّة الله على الجنّ والانس([860]).

]16[ وفي أربع سنين من إمامته صلوات الله عليه مات الوليد بن عبدالملك، وكان ملكه تسع سنين و شهوراً.

وبويع لسليمان بن عبدالملك، وأمر الامامة مكتومة، والشّيعة في شدّة شديدة.

وفي ستّ سنين من إمامة أبي جعفر عليه السلام مات سليمان، وبويع لعمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم، فرفع اللّعن عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وأقام في المُلك سنتين وخمسة أشهر، ثمّ مات في تسع سنين من إمامة الباقر عليه السلام.

وروي عنه عليه السلام أنّه قال وهو بالمدينة: قد توفى في هذه اللّيلة رجل تلعنه ملائكة السّماء عليهم السلام وبكى عليه أهل الارض.

وبويع ليزيد بن عبدالملك وملك أربع سنين، ثمّ بويع لهشام بن عبدالملك، وكان شديد العداوة والعناد لابي جعفر صلوات الله عليه ولاهل بيته([861]).


]17[ وروي أنّه بعث إليه وأحضره ليقتله هشام بن ]عبدالملك[([862]) فلمّا دخل صلوات الله عليه دار هشام حرّك شفتيه بدعاء لم يسمع، فقام إليه، وعانقه، وأجلسه معه على سريره، ثمّ قال له: اعرض عليّ حوائجك.

فقال عليه السلام: تردّني إلى بلدي. فقال له: ارجع. وكتب إلى عمّاله: يمنعوه الميرة في طريقه، فمنع عنها بمدين([863]) واغلق الباب دونه.

فصعد عليه السلام الجبل، وتلا بأعلى صوته: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً ـ إلى قوله تعالى ـ بَقَيّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إن كُنتم مُّؤمِنِينَ)([864]).

وكان في تلك المدينة شيخ من بقايا العلماء، فناداهم بأعلى صوته: هذا والله شعيب عليه السلام يناديكم، فقالوا: ليس هذا شعيباً، هذا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أُمرنا أن نمنعه ومن معه الميرة.

فقال لهم: افتحوا له الباب، وإلاّ فتوقعوا العذاب، فأطاعوه، وفتحوا له ولمن معه، وأمرهم بحمل الميرة إليه، ففعلوا([865]).

]18[ ولمّا رجع صلوات الله عليه إلى المدينة، أقام بها، ولمّا قربت أيّامه دعا بابنه أبي عبدالله جعفر الصّادق عليه السلام فقال له:

إنّ هذه اللّيلة الّتي وعدت فيها، وأنا مفارقكم، وأوصى إليه، ونصّ عليه، وسلّم إليه الاسم الاعظم، ومواريث الانبياء عليهم السلام، والسّلاح، وقال:

يا أبا عبدالله، الله الله في الشّيعة!

فقال أبو عبدالله صلوات الله عليه: والله، لا أتركهم يحتاجون إلى أحد في علم ومعرفة.

فقال له: إنّ زيداً أخي سيدعوا بعدي إلى نفسه، فدعه ولا تنازعه فإنّه يدعو ويخرج ويقتل ثالث يوم خروجه([866]).

]19[ وروي أنّ خروج زيد كان في يوم الاربعاء، وقتله وصلبه في كناسة الكوفة كان في يوم الجمعة، قتله هشام بن عبدالملك([867]).

]20[ وقبض صلوات الله عليه في تلك اللّيلة، وله سبع وخمسون سنة، في سنة مئة وخمس عشرة.

ومشهده بالبقيع إلى جانب مشهد أبيه عليّ بن الحسين صلوات الله عليهم([868]).


 

 

 

 

 

وصارت الامامة بعد الباقر لابنه

أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصّادق عليهم السلام، وأتّبعه المؤمنون

 

]1[ روي أنّه عليه السلام ولد سنة ثلاث وثمانين من الهجرة، في حياة جدّه عليّ ابن الحسين  عليهما السلام.

وكانت اُمّ الصّادق عليه السلام: اُمّ فروة بنت القاسم بن ]محمّد بن[ أبي بكر ]بن أبي قحافة[.

وكان أبوها القاسم من ثقات أصحاب عليّ بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه.

وكانت اُمّ فروة ـ قدّسها الله ـ من الصّالحات القانتات، ومن أتقى نساء أهل زمانها عليها السلام([869]).

وروت عن عليّ بن الحسين عليهما السلام أحاديث، منها قوله لها:

يا أُمّ فروة، إنّي لادعوا لمذنبي شيعتنا في اليوم واللّيلة مائة مرّة، لانّا نصبر على ما نعلم، ويصبرون على مالا يعلمون.([870])

 (و) كان مولد الصّادق عليه السلام، ومنشأه على منهاج مولد آبائه عليهم السلام، وقام بأمر الله جلّ جلاله في سنة خمس عشرة ومئة.

]2[ وروي عن عبدالاعلي بن أعين([871])، قال: قلت للصّادق عليه السلام:

ما الحجّة على المدّعي هذا الامر بغير حقّ؟

فقال لي: ثلاث حجج لم يجتمع في رجل إلاّ كان صاحب هذا الامر، أوّلاً:

أن يكون صاحب الوصيّة الظّاهرة الّذي إذا سألت العامّة والخاصّة والصّبيان إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان.

وأن يكون عنده سلاح رسول اللهصلى الله عليه وآله).

وأن تظهر منه البراهين الّتي لا يأتي بمثلها إلاّ حجج الله في أرضه([872]).

ومن دلائله وبراهينه صلوات الله عليه

]3[ حدّث يونس بن ظبيان([873])، وأبو سلمة السّراج، والحسين بن ]ثور[([874])([875])،
والمفضّل بن عمر رفع الله درجته، قال: كنّا عند أبي عبدالله جعفر بن محمد الصّادق عليه السلام([876]) (فقال لنا:)([877])

أعطينا خزائن الارض و مفاتيحها، ولو أشاء أن أقول بأحدى رجليّ للارض، أخرجي ما فيك من ذهب، و فحص([878]) بأحدى رجليه فخطّ في الارض، ثم مدّ يده فاستخرج سبيكة من ذهب قدر شبر فناولناها، ثمّ قال: انظروا (فيها حسناً)([879]) حتّى لا تشكّوا، وانظروا في الارض، فإذا ]فيها[ سبائك كثيرة بعضها على بعض، فقال له بعضهم([880]): يا ابن رسول الله، أعطيتم كلّ هذا وشيعتكم محتاجون!

فقال عليه السلام: إنّ الله سبحانه سيجمع لشيعتنا الدّنيا والاخرة يدخلهم جنّات النّعيم، ويدخل عدوّنا([881]) نار جهنّم.

ثمّ فحص برجله الارض فعادت كما كانت([882]).


]4[ وروي عن يعقوب بن شعيب، قال: قال أبو عبدالله الصّادق عليه السلام: في قول الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلوُا فَسَيَرىَ اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنوُنَ)([883]).

فقال عليه السلام: المؤمنون هاهنا الائمة الطاهرون صلوات الله عليهم([884]).

]5[ وروى عن داود بن كثير الرّقي، قال: خرجت مع أبي عبدالله الصّادق عليه السلام إلى الحجّ، فلمّا كان أوّل وقت الظّهر قال لي: ـ وكنّا في أرض قفر([885]) ـ يا داود، قد حان وقت الصّلاة، فاعدل بنا عن الطريق (حتّى نأخذ اهبة الصلاة، فعدلت عن الطريق)([886]) فنزلنا في أرض قفر لاماء فيها (فركز عليه السلام الارض برجله فنبعت لنا عين من)([887]) ماء كأنّها الثّلج، فتوضأ وتوضأت، وصلّينا، فلّما هممنا بالمسير، إلتفت وإذا بجذع نخلة (يابسة)([888])، فقال: ]يا داود، أتحب[([889]) أن أطعمك رطباً؟ فقلت: نعم. يا مولاي.

فضرب بيده إلى الجذع، وهزّه فاهتز اهتزازاً شديداً، فإذا هو قد أينع وأخضرّ، ثمّ هزّه الثانية، فإذا قد تدّلي منه كبائس با عذاقها، فأطعمني أنواعاً كثيرة من الرّطب.

ثمّ مسح يده صلوات الله عليه على النّخلة، وقال: عودي جذعاً (نخراً)([890])بإذن الله، فعادت كسيرتها الاولى([891]).

]6[ وفي كتاب «بصائر الدرجات»: (إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبدالله البرقي، عن ابن فضّال، عن إبراهيم بن محمّد الاشعري، عن)([892]) أبي كهمش، قال:

كنت بالمدينة نازلاً في دار فيها وصيفة ]و[ كانت تعجبني، فانصرفت ليلة فاستفتحت الباب، فجاءت ففتحت الباب لي، فمددت يدي إلى ثديها خلف الباب، فلّما (أن) كان من الغد، دخلت على أبي عبدالله جعفر الصّادق عليه السلام، فقال لي:

يا أبا كهمش، تب إلى الله تعالى ممّا صنعت البارحة([893]).

]7[ (وفيه: عبدالله بن محمد، عن محمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا فضالة بن أيّوب، عن محمّد بن مسلم، عن محمّد بن المفضّل بن عمر رفع الله درجته، قال:)([894]) حمل إلى جعفر بن محمّد الصّادق عليهما السلام مالاً من خراسان مع رجلين من أصحابه، فمازالا يتفقدان المال في الطّريق، فمرّا «بالراز»([895]) برجل من الشيعة، فدفع إليهما كيساً فيه ألفا درهم، وأوعز إليهما بتسليمه إلى الصّادق عليه السلام، فجعلا يتفقدان المال والكيس، حتّى دنوا من المدينة، فقال أحدهما لصاحبه: تعال ننظر ما حال المال، فنظرا وإذا المال على حاله ما خلا كيس الرّازي.

فقالا: الله المستعان، ما نقول السّاعة لابي عبدالله عليه السلام. فقال أحدهما: إنّه كريم، و إنّا نرجوا أنّه لا ينسبنا إلى ]الخيانة[([896]) بلا شكّ أنّ علم ما جرى فيه عنده، فإنّه حجّة الله في أرضه.

فلمّا دخلا المدينة، دخلا إليه([897])، وسلمّا عليه([898])، ووضعا المال بين يديه، فقال: أين كيس الرّازي؟ فأخبراه بالقصّة، فقال (لهما:)([899])

لو رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا: نعم. فقال: ياجارية، عليَّ (بكيس كذا)([900])]فأخرجت الكيس[ فدفعه أبو عبدالله إليهما (فقالا:)([901]) هو ذاك جعلنا ]الله[ فداك.

فقال عليه السلام: إنّي احتجت في جوف اللّيل إلى مال، فوجهت جنيّاً من شيعتنا، فجاءني بهذا الكيس من متاعكما([902]).


]8[ وفيه: (أحمد بن موسى، عن الحسين بن موسى الخشّاب، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرّحمن بن كثير)([903]) عن أبي عبدالله الصّادق صلوات الله عليه، قال:

(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنّ الكِتَابِ أَنَا آتيكَ بِهِ قبْلَ أنْ يَرْتَدَّ اِلَيْكَ طَرْفُكَ)([904]).

فقال: ففرّج عليه السلام بين أصابعه، ووضعها على صدره، ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كلّه. ثمّ قال صلوات الله عليه: (أتدري من كان الّذي عنده علم الكتاب، وعلمت ماكان عنده من العلم؟ فقلت:)([905]) أخبرني يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فقال عليه السلام: قدر قطرة من المطر في البحر الاخضر مايكون ذلك من علم الكتاب كلّه؟

فقلت: ما اقلّ هذا! فقال عليه السلام: بهذا القليل من علم الكتاب أتى بعرش بلقيس من سبأ قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه.

ثم قال صلوات الله عليه: أما قرأت في كتاب الله تعالى: (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهيدِ بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عَلْمُ الْكِتَابِ)([906]).

وأومأ بيده إلى صدره، وقال: علم الكتاب كلّه والله عندنا.

(وحدّث بهذا الحديث: الخير، عن سدير الصيرفي، عنه عليه السلام)([907])([908]).

]9[ وفي كتاب الانوار والقدرة» أخبر أبو ربيعة أحمد بن سليمان بن سلمان الجارودي، العبدي، البصري في سنة أربع عشرة و ثلثمائة، قال حدّثني أحمد بن محمد الشّعيري، قال: حدّثنا سليمان بن فروخ الابلي، قال: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصّادق عليه السلام، عن محمّد بن عليّ الخراساني، عن أبيه، عن عليّ بن طاهر بن الحسين بن أبي مسلم صاحب الدّولة، قال:

خرجت أريد الحجّ، وكان أبي قد أوصاني إن إذا صرت إلى المدينة فأسأل عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصّادق عليهما السلام، وإذا صرت إليه فأسأله عن أمره، و حاله، وعرّفهُ ضعفي، وما أنا عليه من الشوق إليه، وادفع إليه ما أوجبه الله علينا ليضعه حيث وجب، قال: وكان دفع إليّ أبي سبع مئة دينار لادفعها إليه.

قال عليّ بن طاهر بن الحسين بن أبي مسلم: فلمّا انتهيت إلى المدينة، سألت عن أبي عبدالله عليه السلام فأرشدت إليه، فلمّا وصلت إلى الباب استأذنت، فخرج إليَّ غلام، فقال لي: من أنت؟ قلت: رجل من خراسان. قال: عليّ بن طاهر ـ ولم يكن الصّادق عليه الصّلاة رآني قط، ولا أحد ممّن كان معي علم أني أريد الصّادق عليه السلام، فخرج إليّ صبيّ من أبناء عشر سنين، أو أقل، كأنّه قمر زاهر، فقال لي: أنت عليّ بن طاهر؟ قلت: نعم. قال: أُدخل رحمك الله.

فدخلت الدّار، فإذا أنا بأبي عبدالله الصّادق صلوات الله عليه وعلى الائمة الابرار جالس في صحن الدّار، وتحته بساط آدم، والدّار قد أضاءت من نورهعليه السلام، فأمر عليه السلام غلاماً كان بين يديه، فقال: خذ بيده وأجلسه، فأخذ بعضدي واجلسني. فلمّا استقرّ بي المجلس قمت، وقلت: ياسيّدي، السّلام عليك منّي وصلوات الله عليك وعلى آبائك.

فقال لي: ابدأ بالصّلاة على جدّي محمّد صلى الله عليه وآله)، ثمّ صلّ عليّ.

قال: قلت: ياسيّدي، أرتج عليّ لما رأيت ماقد فضّلك الله به.

فقال لي: يا عليّ بن طاهر، وما رأيت منّي؟ قلت: ياسيّدي، أنا رجل من أبناء خراسان، ولم أسافر قط، ولا رأيتني قط، ولا رأيتك، كان والدي قد أوصاني إذا صرت إلى المدينة أن أسأل عنك، فلمّا انتهيت إلى المدينة سألت عنك فأرشدت إلى هذه الدّار فأستأذنت، فخرج إليّ غلام، فقال لي: من أنت؟ فقلت: رجل من خراسان، فخرج إلي من بعده هذا الغلام، وقال لي: أنت عليّ بن طاهر؟ قلت: نعم. فدخلت فلمّا رأيتك ذهب عليّ أمري حتّى إنّي لم أسلّم، وكان منّي ما قد رأيت، ثمّ سلّمت ولم آتِ بالصّواب.

فقال لي صلى الله عليه: وهل عجبت؟ فقلت: ياسيّدي، أيّ والله لقد عجبت، إني رجل لم أوجه برسول من قبلي إليك يعرّفك قدومي عليك ويعرّفك اسمي.

فقال: ياعليّ، لا تعجبّن فإنّ الله جلّ ثناؤه قد فضّلنا على كلّ الخلق، ونحن حجج الله تعالى، ونحن الّذين قال الله تعال في كتابه النّاطق به محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ اللهَ اصْطفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبرْاهيمَ وَالَ عَمْرانَ عَلَى الْعالَمينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعض وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ)([909]).

ثمّ قال: يا عليّ، أتخبرني بماذا جئتني أم أخبرك؟ قلت: ياسيّدي، أخبرني أنت.فقال صلوات الله عليه: إنّ والدك وجّه معك سبع مئة دينار فهي في راحلتك في جراب من صفته كيت وكيت، مختوم، والجراب في كذا وكذا، وأمرك أن تقوم بعذره عندي، وقد عذره الله تعالى وشكر له امامه.

فقلت: ياسيّدي، فهل عرّفك أمرنا أحد، أم كتب إليك والدي بهذا الّذي أخبرتني به؟ فوالله، ما وقف على ماكان بيني وبينه أحد من المخلوقين.

فقال صلوات الله عليه: يا عليّ، حلفت وأبطلت في يمينك. فقلت: والله ياسيّدي، ما أبطلت في يميني. قال: بلى. وزدت! قلت: فعرّفني ياسيّدي من كان معي.

فقال عليه السلام: كان إمامك معك. فقلت: ياسيّدي ما أعرف لي إماماً غيرك. قال: فأنا كنت معك.

قال عليّ بن طاهر: ثمّ قال عليه السلام: ياموسى، امض إلى راحلته، واستخرج منها ما فيها من المال الّذي حمله إلينا طاهر بن الحسين بن أبي مسلم. فقلت: ياسيّدي، هذا صبيّ لا يهتدي إلى راحلتي، أتأذن أن أمضي معه؟ فقال عليه السلام: إنّه يعلم ما كان ويكون إلى يوم القيامة، ويعلم عدد الخلق، ويعلم أسماءهم.

قال عليّ بن طاهر: فمضى موسى عليه السلام حتّى انتهى إلى راحلتي فاستخرج منها الجراب بعينه، وكان في الرّاحلة مالٌ عظيم، وجاء به إلى الصّادق عليه السلام.

قال عليّ بن طاهر: فعجبت منه ومن احضاره المال، وكيف لم يمنعه رجالي وأصحابي! قال: فتبسّم الصّادق عليه السلام، ثمّ قال: ياعليّ، ما لي أراك شاكاً، وليس أبوك ممّن يشّك في البدية؟

قلت: ياسيّدي، رأيت أمراً عجباً. فقال صلوات الله عليه. لا تعجب من أمر الله سبحانه، فإنّ راحلتك خلفك، فالتفت وقلت: نعم. هذه راحلتي فمن جاء بها؟ فقال عليه السلام: أنا.

فقلت: ياسيّدي، عرّفني هذا الامر، لاكون على يقين.

فقال: ياعليّ، وأنت شاك بعد. قلت: ياسيّدي، فتحت باباً عظيماً، وأنا في بحر زاخر لا أجد مسلكاً إلى السّاحل، فأخرجني منه.

فقال عليه السلام: أعطيتك ما تتشبّث به قليلاً قليلاً إلى أن تصل إلى السّاحل، وليس كلّ من كان في مثل هذه الحالة الّتي أنت عليها أمكنه أن يصل سريعاً إلى الحقّ الحقيقي، ولكن اُدن مني، فدنوت منه فقال لي: افتح فمك، ففتحت فمي فأخذ شيئاً من الارض وجعله في فمي، فرأيت حسّ نزوله في جوفي كأنّه ماء قد شربته، ورأيت مفاصلي و عروقي قد لانت فيها، ودبيب مثل دبيب الذّبابة على الجسد أو نحوه.


ثمّ قال لي: يا عليّ بن طاهر، سل عمّا بدالك؟ قلت: سيّدي من أين علمت إني عليّ بن طاهر بن الحسين بن أبي مسلم؟

فقال عليه السلام: إنّي أعلم ماهو أعظم من هذا، أخبرك ياعليّ، إنّي أعرف من تولاّنا منذ خلق الله السّماوات والارض بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمّهاتهم، وأعرف أعداءنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمّهاتهم، وأعرف ميموناً الّذي كان يناصب اباك، وقد كان لك معه أمر عظيم في وقت خروجك إلينا.

قال عليّ بن طاهر: فقلت: أشهد أ نّك أنت العالم.

ثمّ قلت: ياسيّدي، فهذا الصّبيّ الذي أراه بين يديك، يعلم ما تعلم؟

فقال لي عليه السلام: ياعليّ، نعم. يعلم ما أعلم، ثمّ قال لي صلوات الله عليه: ارجع إلى مكانك ثمّ ارجع إليّ، فرجعت إلى مكاني، ثمّ أراني من القدرة الباهرة ما زادني إيماناً وبصراً، وعلّمني ما وصلت به إلى معرفة الحقّ.

قال الحسين بن عبدالوهاب: والحديث طويل اقتصرت منه على ما يجانس في هذا الكتاب. ثم قال:

قال عليّ بن طاهر: قال لي عليه السلام: ياعليّ بن طاهر، أعظم الله أجرك في طاهر. قلت: ياسيّدي، من طاهر؟ فقال عليه السلام: صاحب هذه الدّنانير الّتي وجّه بها. قلت: ياسيّدي، أبي هو؟ قال: نعم. فدمعت عيني. فقال لي: يا عليّ، مالي أراك قد دمعت عيناك؟ قلت: مات أبي ولم أحضره؟ فقال لي: لو رأيت مكان أبيك ما بكيت. قلت: متى مات أبي؟ فقال صلوات الله عليه: السّاعة. قلت: ياسيّدي، أترى من يقوم بأمره؟ فقال: أتحبّ أن أوجّه بموسى ليحضر الجنازة ويصلي عليه؟ قلت: نعم. ياسيّدي.

فمضى موسى عليه السلام حتّى انتهى إلى طاهر بن الحسين وحضر جنازته وصلى عليه، وقام بأمره، ودفنه وأتى، ثم قال الصّادق صلوات الله عليه: أنتم ممّن غضب لنا، وقد عرف الله حقّكم.

فقلت: ياسيّدي، أستودعك الله. فقال لي: ياعليّ، امض راشداً في حفظ وستر.

قال عليّ بن طاهر: فلمّا انتهيت إلى خراسان سألت عن أمر والدي، فقيل لي: توفي، وخبّرت بما كان من أمر موسى عليه السلام، وقالوا: جاء غلام من حاله وصفته كذا وكذا، فقام بأمره ولم يعرّفنا نفسه، ولكنّا كنّا نسمع كلاماً من الجو ولا نرى أحداً، يعلم الناس أنّ هذا الرّجل له عند الله تعالى فضل.

ويقال: إنّ النّاس يزورون قبر طاهر إلى الغاية.

قال الحسين بن عبدالوهاب ـ مؤلف الرّسالة الّتي أشرنا إليها آنفاً ـ : هذا خبر طويل اقتصرت على ما أوردته منه، إذ  في ذلك كفاية لمن كان له قلب([910]).

]10[ محمّد بن فضيل، عن أبيه، قال: كنّا جلوساً عند الصّادق عليه أفضل السلام ونحن ثلاثة عشر رجلاً، إذ دخلت عليه أمرأة من العجم من بنات أهل فارس، فكلّمته بالرُّيّة وكلّمها، ففهم كلّ واحد منّا كلام الصّادق بلغته، وفهمته المرأة بلغتها.

والكلام، كلام واحد، والثّلاثة عشر رجلاً كانوا مختلفي اللّغات([911]).

]11[ وصار الملك بعد هشام بن عبدالملك، للوليد بن يزيد بن عبدالملك ولما مات، بويع لابن عمّه يزيد بن الوليد بن عبدالملك، وكان يدعى: يزيد الناقص; لأنّه نقصّ من أعطيات الرّجال عشرة عشرة، فملك ستّة أشهر.

ثمّ بويع لاخيه إبراهيم، فمكث أربعة أشهر على ماوردت به الاخبار، ثمّ بويع لمروان بن محمّد المعروف بـ «الحمار» في سنة تسع وعشرين ومائة، فقال الصّادق عليه السلام: مروان خاتم بني أُمية([912])، فكان من أمر مروان مارواه الناس عند خروج أبي مسلم صاحب الدولة العبّاسيّة، وانتهى أمره إلى أن قتل بمصر([913]).

]12[ وروى عن جماعة من أصحاب الصّادق عليه السلام، قالوا:

كنّا عنده إذ أقبل رجل فسلّم وقبّل رأسه، وجلس فمسَّ أبو عبدالله صلوات الله عليه ثيابه، ثمّ قال: ما رأيت اليوم ثياباً أشد بياضاً ولا أحسن من هذه! فقال الرّجل: ياسيّدي، هذه ثياب بلادنا، وقد جئتك منها بجرابين، فقال صوات الله عليه: يا معتب، اقبضها منه. ثمّ خرج الرجل.

فقال عليه السلام: لوصدق الوصف، وقرب الوقت، فهذا الرجل صاحب الرايات السّود الّتي يأتي بها من خراسان، ثمّ قال: يا معتب، ألحقه فسِلْهُ عن أسمه، ثمّ قال لنا: إن كان اسمه: عبدالرّحمن([914])، فهوهو، فرجع معتب وقال: اسمه عبدالرّحمن.

ثمّ عاد الرّجل إلى أبي عبدالله سرّاً فعرّفه أنّه (         )([915]) دعا إليه خلقاً كثيراً، فأجابوه. فقال له أبو عبدالله صلوات الله عليه: إنّ ماتومي إليه غير كائن لنا، حتّى يتلاعب به الصّبيان من أولاد العبّاس، فمضى إلى ولد عبدالله بن الحسن بن الحسن ـ أو قال: إلى عبدالله ـ فجمع أهل بيته، وهمّ بالامر، ودعا أبا عبدالله الصّادق عليه السلام للمشاروة، فحضر مجلس بين السّفاح والمنصور ـ عبدالله وعبدالله ابني محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العباس ـ ووقعت المشاورة، وضرب أبو عبدالله عليه السلام بيده على منكب أبي العبّاس عبدالله السّفاح، فقال: لا والله، أو يملك هذا أوّلاً، ثمّ ضرب بيده الاخرى على منكب أبي جعفر عبدالله المنصور، وتتلاعب بها الصّبية من ولد هذا وإلى أن يكون ذلك، فلا يرجع الحقّ إلى أهله، ثمّ وثب وخرج عن المجلس صلوات الله عليه([916]).

]13[ وفي سبع عشرة سنة من إمامة أبي عبدالله الصّادق عليه السلام، انتقل المُلك إلى ولد العبّاس، وبويع أبو العبّاس عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين و مائة بالكوفة في بني أود في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم، وكان ملكه أربع سنين وتسعة أشهر، وتوفي بالانبار سنة خمس و ثلاثين ومائة، على ماوردت به الاخبار([917]).

]14[ وبويع لاخيه أبي جعفر عبدالله بن محمّد المنصور، وكان ملك المنصور في إحدى وعشرين سنة من إمامة أبي عبدالله الصّادق صلوات الله عليه، وكان بالكوفة وبعث إلى الصّادق عليه السلام، فأشخصه من المدينة.

وروي أنّه صلوات الله عليه لمّا علا النجف نزل فتأهب للصّلاة، ثمّ صلّى فرفع يده، وقال: يا ناصِر المظلوم المبغيّ عليه، يا حافظ الغلامين لابيهما، احفظني اليوم بآبائي محمّد وَعَليّ والحسن والحُسين وعَليّ بن الحسين وَمحمّد بن عليّ، واضرب بالذّل بين عينيه.

ثمَ قال صلوات الله عليه: بالله أستفتح، وبالله أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلمأتوجّه، اللّهُمَّ إنّكَ تمحو ما تشاء و تثبت وعندكَ أمّ الكتاب.

ثمّ أقبل صلوات الله عليه حتّى انتهى إلى باب المنصور، فاستقبله الرّبيع، الحاجب، وقال له: ما أشد غضب هذا الجبار عليك، ثمّ دخل إليه فاستأذن له، فأذن، ودخل صلوات الله عليه.

وروي أنّه صلوات الله عليه صافحه، وقال: روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال: إنّ الرّحم إذا تماست عطفت، فأجلسه المنصور إلى جنبه، ثمّ قال: فإني قد انعطفت وليس عليك بأس.

فقال له أبو عبدالله عليه الصّلاة: أجل ما عليَّ بأس، مع ما أنّه لم يصب أحدٌ منّا دماً إلاّ سلبه الله ملكه، فلمّا سمع المنصور ذلك اشتّد غضبه، فقال أبو عبدالله عليه السلام:

إنّ الله أعطى الملك آل أبي سفيان، فلمّا قتلوا الحسين عليه السلام، سلبهم الله ملكهم، فورثه هشام، فلمّا قتل زيد بن عليّ; سلبه الله ملكه، وصار إلى الوليد، فلمّا قتل يحيى بن زيد; سلبه الله ملكه، ثمّ صار إلى مروان بن محمّد، فلمّا قتل إبراهيم; سلبه الله ملكه، وقد أعطاكم الله، وإنّ الله تعالى أعطى سليمان بن داود فشكر، وابتلى أيّوب عليه السلام فصبر.

فقال له أبو جعفر المنصور: صدقت يا أبا عبدالله، وأمر له بمال، وقال له: تعرض حوائجك؟

فقال له: حاجتي الاذن لي في الرّجوع إلى أهلي. فقال: هو في يدك، ثمّ خرج صلوات الله عليه، فقال له الرّبيع: تأمر بقبض المال. فقال عليه السلام: لا حاجة لي فيه، اصرفه حيث شئت. فقال: إذاً تغضبه، فأمر بقبضه، ثمّ وجّه به إلى منزل الرّبيع([918]).

]15[ وروي أنّه لمّا خرج صلوات الله عليه من ]بين يديّ المنصور[([919])

نزل الحيرة، فبينما هو (بها) إذ أتاه الرّبيع، فقال له: أجب أمير المؤمنين، فركب إليه ـ وقد كان وجد في الصّحراء صورة عجيبة الخلق، لم يعرفها أحد، وذكر من وجدها أنّه رأها قد سقطت مع المطر ـ فلمّا دخل عليه السلام، قال له المنصور: يا أبا عبدالله، أخبرني عن الهواء أي شيءٌ فيه؟ فقال له: بحر. فقال له: فله سكّان؟ فقال عليه الصّلاة: نعم. قال المنصور: وما سكّانه؟ فقال صلوات الله عليه: خلق، أبدانهم أبدان الحيتان، ورؤسهم رؤوس الطّير، ولهم أجنحة كأجنحة الطّير من ]ألوان شتّى[([920]).

(ثمّ دعا)([921]) المنصور بالطّشت، فإذا ذلك الخلق فيه، فما زاد على ما وصفه عليه السلام، فأذن له، وانصرف صلوات الله عليه.

ثمّ قال المنصور للرّبيع: هذا الشّجا([922]) المعترض في حلقي، من أعلم الناس في زمانهم([923]).

]16[ وروي عن عبدالاعلى بن أعين، وعبيد بن بشير، قالا: ]كنّا عند أبي عبدالله الصّادق عليه السلام، فقال[([924]) ابتداءً منه:

والله، إني لاعلم ما في السّماء، وما في الارض، وما فى الجنّة، وما في النّار، وماكان، وما يكون; إلى يوم القيامة.

ثمّ (سكت)([925])، ثمّ قال: أعلمه من كتاب الله عزّ وجلّ، أنّه سبحانه يقول فيه: (تِبْيَـاناً لِكُلِّ شَيء)([926])([927]).

]17[ (وروى عليّ بن القاسم البكري، عن أحمد بن محمّد بن الحسين بن سلام الكوفي، عن)([928]) محمّد بن الاسقنطري،قال كنت من خواصّ المنصور أبي جعفر الدّوانيقي، وكنت أقول بإمامة أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله عليه، فدخلت يوماً على أبي جعفر الدّوانيقي، وإذا هو يفرك ]يديه[([929]) ويتنفس تنفساً بارداً، فقلت: يا أمير المؤمنين، ماهذه الفكرة؟ فقال: يا محمّد، إني قتلت من ذرّية فاطمة بنت رسول اللهصلى الله عليه وآله) ألفاً أو يزيدون، وقد تركت سيّدهم (وإمامهم) المشار إليه، فقلت له: ومن ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ذلك جعفر بن محمّد، فقلت له: إنّ جعفر بن محمّد( عليهم السلام) رجل قد أنحلته العبادة، واشتغل بالله ]عمّا سواه و[ عمّا في أيدي الملوك، فقال (لي): يامحمّد، قد علمت إنّك تقول بإمامته، والله، إنّه لامام هذا الخلق كلّهم، ولكنّ الملك عقيم، وآليت على نفسي أن لا أمسي أو أفرغ منه!

قال محمّد: فو الله، لقد أظلم عليّ البيت من شدّة الغمّ، ثمّ دعا المنصور بالموائد فأكل وشرب ثلاث أرطال ]خمر[([930]) ثمّ أمر الحاجب أن يخرج كلّ من في المجلس، فلم يبقّ إلاّ أنا وهو، ثمّ دعا بسيّاف له، وقال: ويلك يا سيّاف! فقال له: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: إذا أنا أحضرت جعفر بن محمّد، وجاريته الحديث، وقلعت القلنسوة عن رأسي، فاضرب عنقه ]فـ[ قال: نعم. يا أمير المؤمنين.

قال محمّد: (فوالله لقد ضاقت)([931]) عليّ الارض برحبها، فلحقت السيّاف، فقلت له سرّاً: ويلك! تقتل جعفر بن محمّد عليهما السلام ويكون خصمك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فقال السيّاف: والله، لا فعلت([932]) ذلك، فقلت: وما الّذي تفعله؟ قال: إذا حضر أبو عبدالله، وشغله([933]) أبو جعفر الدّوانيقي بالكلام، وأخذ قلنسوته عن رأسه، ضربت عنق أبي جعفر الدّوانيقي (ولم اُبال إلى ما صرت إليه، ولا مايكون من أمري، فقلت له: قد أصبت الرأي)([934]).

فاحضر أبو عبدالله جعفر عليه السلام على حمار مصري، فلحقته في السّتر الاوّل، وهو يقول: يا كافي مُوسَى من فرعون، يا كافي محمّد الاحزاب، ثمّ لحقته في السّتر الّذي بينه وبين المنصور، وهو يقول: يا دائم، ثمّ تكلم بكلام وأطبق شفتيه عليه السلام ولم أدر ما الّذي قال، ]قال:[([935])

فرأيت القصر يموج بي كأنّه سفينة في لجج([936]) البحار، ورأيت المنصور وهو يسعى بين يدي أبي عبدالله الصّادقعليه السلام، حافي القدم، مكشوف الرأس، قد اصطكّت أسنانه، وارتعدت فرائصه، يسودّ ساعة، ويصفرّ ساعة أخرى، حتّى أخذ بعضد أبي عبدالله صلوات الله عليه، وأجلسه على سرير ملكه، وجثا بين يديه كما يجثو العبد بين يديّ سيّده، ثم قال له: يا ابن رسول الله، ما الّذي جاء بك في هذا الوقت؟

فقال عليه السلام: دعوتني فأجبتك، فقال له المنصور: سل ما شئت؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام: حاجتي أن لا تدعوني حتّى أجيئك، ولا تسأل عنّي حتّى أسأل عنك، فقال المنصور: لك ذلك، وخرج أبو عبدالله صلوات الله عليه من عنده.

فدعا المنصور ]بالدّووايح والفنك[([937]) والسّمور([938]) والحواصل وهو يرتعد، فنام تحته فلم ينتبه إلاّ في نصف اللّيل، فلمّا انتبه (رآني)([939]) عند رأسه جالساً، فقال لي: أجالس أنت يا محمّد؟ قلت: نعم. يا أمير المؤمنين، فقال: ارفق حتّى أقضي ما فاتني من الصّلاة واُحدّثك، فلمّا انفتل (عن صلاته)([940]) أقبل عليّ، وقال: يا محمّد، لمّا أحضرت أبا عبدالله جعفر بن محمّد وقد هممت من السّوء بما قد هممت به، رأيت تنّيناً قد (حوى)([941]) بذنبه جميع البلد، وقد وضع شفّته السّفلى في أسفل قبّتي هذه، وشفّته العليا في (أعلاها)([942]) وهو ينادي بلسان طلق، ذلق، عربي، مبين، ويقول:

يا عبدالله، إنّ الله عزّ وجلّ بعثني وأمرني، إن أحدثت بجعفر بن محمّد عليهما السلامحدثاً، ابتلعتك مع أهل ]قصرك[([943]) هذا.

فطاش عقلي، وارتعدت فرائصي. قال محمّد: قلت: أسحر هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال لي: أسكت ويلك! أما تعلم أنّ جعفر بن محمّد عليهما السلام وارث النبيّين والوصيّين، وعنده الاسم الاعظم، والاسم المخزون الّذي لو قرأه على اللّيل لانار، وعلى النهار لاظلم، وعلى البحار لسكنت، فقلت له: يا أمير المؤمنين، فدعه على شأنه، ولا تسأل عنه بعد يومك هذا، فقال المنصور: والله، لا سألت عنه أبداً. قال محمد: فوالله، ما سأل عنه المنصور قط([944]).

]18[ وفي كتاب «بصائر الدّرجات» عن أحمد بن محمّد، عن (محمّد بن الحسن)([945])، عن مسمع البصري([946])، قال: كنت لا أزيد على أكلة واحدة باللّيل والنّهار، وربّما استأذنت على أبي عبدالله صلوات الله عليه، فدعا بالطعام (فأصبت معه من الطعام، فلا أتأذّى به، وإذا أعقبت ما أكلته بالطعام) عند غيره تأذّيت به، وتصيبني التّخمة، فشكوت ذلك (إليه) وأخبرته: بأ نّي إذا أكلت (عنده) لم أتأذبه.

فقال عليه السلام: إنّك لتاكل طعام قوم تصافحهم([947]) الملائكة على فرشهم، فقلت: ويظهرون لكم؟ قال: فمسح صلوات الله عليه يده على رأس بعض صبيانه، وقال: هم الطف بصبياننا منّا بهم، ثمّ تلا عليه السلام: (إِنَّ الَّذينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وأبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُوَنَ)([948])([949]).

]19[ أبو العبّاس الكوفي، قال: حدّثني عليّ بن مهران([950])، عن داود بن كثير الرّقي([951])، قال: كنّا في منزل أبي عبدالله عليه السلام ونحن نتذاكر فضائل الانبياء (والاوصياء)عليهم السلام، فقال عليه السلام مجيباً لنا:

والله، ما خلق الله نبيّاً إلاّ ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل منه، ثمّ خلع خاتمه ووضعه على الارض، وتكلّم بشيء، فانصدعت الارض وانفرجت بقدرة الله عزّوجّل، واذا نحن ببحر عجّاج، في وسطه سفينة خضراء من زبرجدة خضراء، في وسطها قبّة من درّة بيضاء حولها دار خضراء، مكتوب عليها:

لا إلـه إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ أمير المؤمنين، بشّر القائم فإنّه يقاتل الاعداء، ويغيث المؤمنين، وينصره (الله) عزّوجّل بملائكة في عد نجوم السّماء.

ثمّ تكلّم صلوات الله عليه بكلام فثار ماء البحر وارتفع مع السّفينة، فقال: ادخلوها، فدخلنا القبّة الّتي في السّفينة، فإذا فيها أربعة كراسي من ألوان الجواهر، فجلس هو على أحدها، وأجلسني على واحد، وأجلس موسى وإسماعيل عليهما السلامكلّ واحد منهما على كرسي، ثمّ قال صلوات الله عليه للسفينة:

سيري بقدرة الله تعالى، فسارت في بحر عجّاج بين جبال الدرّ والياقوت([952])، ثمّ أدخل يده في البحر، وأخرج درراً وياقوتاً، فقال (لي): ياداود، إن كنت تريد الدّنيا فخذ حاجتك، فقلت: يامولاي، لا حاجة لي في الدّنيا، فرمى به في البحر، وغمس يده في البحر وأخرج مسكاً وعنبراً، فشمّه وشمّمني، وشمّم موسى وإسماعيل عليهما السلام، ثمّ رمى به في البحر، وسارت السّفينة حتى انتهينا إلى جزيرة عظيمة فيما بين ذلك البحر، وإذا فيها قباب من الدّرّ الابيض، مفروشة بالسّندس والاستبرق، عليها ستور الاُرجوان، محفوفة بالملائكة، فلمّا نظروا إلينا أقبلوا (نحوه) مذعنين له بالطّاعة، مقرّين له بالولاية.

فقلت: مولاي لمن هذه القباب؟ فقال: للائمّة من ذرّية محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، كلّما قبض إمام صار إلى هذا الموضع، إلى الوقت المعلوم، الّذي ذكره الله (تبارك) وتعالى.

ثمّ قالعليه السلام: قوموا بنا حتّى نسلّم على أمير المؤمنين عليه السلام، فقام وقمنا ووقفنا بباب إحدى القباب المزيّنة وهي أجلّها وأعظمها، فسلّمنا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو قاعد فيها، ثمّ عدل إلى قبّة أخرى وعدلنا معه، فسلّم وسلّمنا على الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما، وعدلنا (معه) منها إلى قبّة بأزائها، فسلّمنا على الحسين بن عليّ صلوات الله عليه، ثمّ على عليّ بن الحسين صلوات الله عليه، ثمّ على محمّد بن عليّ صلوات الله عليه، كلّ واحد منهم في قبّة مزيّنة مزخرفة، ثمّ عدل إلى (يمنة الجزيزة)([953]) وعدلنا معه، وإذا فيها قبّة عظيمة من درّة بيضاء، مزيّنة بفنون الفرش والسّتور، وإذا فيها سرير من ذهب مرصّع بأنواع الجواهر، فقلت: يامولاي، لمن هذه القبّة؟

فقال: للقائم منّا أهل البيت صاحب الزّمانعليه السلام.

ثمّ أومأ بيده، وتكلّم بشىء وإذا نحن فوق الارض بالمدينة في منزل أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله عليهما، وأخرج خاتمه وختم الارض بين يديه، فلم أر فيها صدعاً ولا فرجة([954]).

]20[ ولمّا حان وقته، وقرب أمرهعليه السلام أحضر ابنه أبا إبراهيم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما، وسلّم([955]) إليه السّلاح، ومواريث الانبياءعليهم السلام، ونصّ عليه بمشهد جماعة من مواليه وشيعته.

وقبض صلوات الله عليه وله خمس وستون سنة في سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، وكان مولده في سنة ثمان([956]) وثمانين، وأقام مع جدّه عليّ بن الحسينعليهما السلام اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه عشرين سنة، ومتفرداً([957]) بالامامة ثلاثاً وثلاثين سنة، ومشهده بالبقيع إلى جانب قبر أبيه وجدّه صلوات الله عليهم([958]).

]21[ وروي أنّه عليه السلام دفن بالبقيع في قبر أبي محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم.


 

 

 

 

 

ولمّا صارت الامامة للكاظم

أبي إبراهيم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما

 

قام بأمر الله (تعالى)، واتّبعه المؤمنون.

والدته: حميدة رضوان الله عليها.

]1[ روى عن جابر بن يزيد الجعفي رفع الله درجته، أنّه قال: قال لي أبو جعفر محمّد الباقرعليه السلام: قد وافى رجل من المغرب معه رقيق، ووصفعليه السلام جارية معه، وأمرني بابتياعها بصرّة دفعها إليّ، فمضيت إلى الرّجل، فعرض عليّ من كان عنده من الجواري، فقلت له: بقي عندك غير من عرضت عليّ؟ فقال: بقيت جارية عليلة. فقلت: أعرضها عليّ، فعرض عليّ الجاريّة الّتي وصفها مولاي أبو جعفرعليه السلام، وكان قد سمّاها، فقلت: ما اسمها؟ فقال: حميدة، فقلت: بكم تبيعها؟ فقال: بسبعين ديناراً، فأخرجت الصّرّة إليه، قال لي النّخّاس([959]): لا إله إلاّ الله، رأيت والله  البارحة في النّوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ابتاع منّي هذه الجارية بهذهِ الصّرّة بعينها، فبعتها منه، ثمّ تناول الصّرّة، وتسلّمت الجارية، وكان في الصّرّة سبعون ديناراً، وصرت بالجارية إلى أبي جعفر الباقرعليه السلام، فسألها عن أسمها، فقالت: حميدة. فقال عليه السلام: حميدة في الدّنيا، محمودة في الاخرة، ثمّ سألها عن خبرها، فعرّفت أنّها بكر، ما مسّها أحد. فقال لها من حضر من مواليه: أ نّى يكون ذلك وأنت جارية كبيرة؟

قالت: كان مولاي إذا أراد أن يقرب منّي، أتاه رجل في صورة حسنة أراه دونه ولا يراه، فيمنعه من أن يصل إليّ، ويدفعه ويصدّه عنّي.

فقال أبو جعفر صلوات الله عليه: صدقت، ثمّ قال: الحمد لله، ودفعها إلى أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصّادقعليه السلام، وقال: يا أبني، حميدة سيّدة الاماء، مهدّية، مصفّاة من الارجاس كسبيكة الذّهب، مازالت الملائكة تحرسها حتّى أدنت إلى كرامة الله جلّ وعلا([960]).

]2[ وروي عن أبي بصير، قال: حججنا مع الصّادقعليه السلام في السّنة الّتي ولد فيها أبو إبراهيم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما، فلمّا نزلنا المنزل المعروف بـ «الابواء»([961]) وضع لنا الطعام، فينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة، فقال:

تقول لك: يا مولاي، قد أحسست بشيء، وقد أمرتني أن لا اسبقك بحادثة تكون في أمر هذا المولود، فقام أبو عبدالله صلوات الله عليه، فأحتبس هنيئة ]وعاد إلينا[([962]) فقمنا إليه، وقلنا: ]بشّرك[([963]) الله، وجعلنا فداك يا سيّدنا، ما صنعت([964]) حميدة؟ فقال صلوات الله عليه: سلّمها الله، ووهب لي منها غلاماً (هو) خير من برأ الله في زمانه، ولقد أخبرتني حميدة بشيء، ظنّت أ نّي لا أعرفه، وكنت أعلم به منها.

قلنا له: و (ما) أخبرتك به؟

قال: ذكرت أنّه لمّا سقط رأته واضعاً يديه على الارض، رافعاً رأسه (إلى السّماء) يسبّح الله ويهلّله، ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبرتها أنّ تلك امارة رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما، وامارة الامام إذا صار إلى الارض أن يضع يديه على الارض، ويرفع رأسه إلى السّماء، ويسبّح ويهلّل ويصلّي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقرأ: (شَهَد اللهُ أنّه لا إله إِلاَّ هُوَ وَالمَلـئِكَةُ وَأُوْلُواْ العِلمِ قَآئِمَا بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزيزُ الحَكِيمُ)([965]).

فإذا قال ذلك، أعطاه الله عزّوجلّ العلم الاوّل والعلم الاخر، واستحق زيارة الرّوح (في) ليلة القدر، وهو خلق أعظم من جبرئيل وميكائيلعليهما السلام.

وكانت ولادته صلوات الله عليه سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان مولده ومنشأه مثل مولد آبائه صلوات الله عليهم([966]).

(ومن دلائل الكاظم أبي إبراهيم موسى بن جعفرعليهما السلام، وبراهينه)

]3[ روي عن يعقوب السّرّاج، قال: دخلت على أبي عبدالله الصّادقعليه السلاموهو واقف على أبي إبراهيم موسى عليه السلام وهو في المهد، فجعل يسارّه طويلاً، فلمّا فرغ قال لي: أدن فسلّم على مولاك، فدنوت فسلّمت عليه.

فرّد عليّ السّلام، ثمّ قال: امض فغيّر اسم ابنك، وكنت قد سمّيته باسم البصريّة فغيّرته([967]).

]4[ ]روي[ عن محمّد بن الفضيل([968])، عن داود الرّقّي، قال: ]قلت[ لابي عبدالله صلوات الله عليه:

حدّثني عن أعداء أمير المؤمنينعليه السلام، وأهل بيت النّبوّة صلوات الله عليهم.

فقال: الحديث أحبّ إليك أم المعاينة؟ قلت: المعاينة. ]فـ[ قال لابي إبراهيم موسى عليه السلام: أئتني بالقضيب، فمضى فأحضره إيّاه، فقال له:

يا موسى، اضرب به الارض، وأرهم أعداء أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأعداءنا.

فضرب به الارض ضربة فانشقت (به) الارض عن بحر أسود.

ثمّ ضرب البحر بالقضيب فانطلق عن صخرة سوداء.

فضرب الصّخرة فانفتح فيها([969]) باب، فإذا بالقوم جميعاً لا يحصون لكثرتهم، ووجوههم مسودّة، وأعينهم زرق، كلُّ واحد منهم مصفّد، مشدود في جانب من الصّخرة، وهم ينادون: يا محمّد([970])، والزّبانية تضرب وجوههم وتقول([971]) لهم: كذّبتم. ليس محمّد لكم ولا أنتم له.

فقلت له: جعلت فداك، من هؤلاء؟

فقال: الجبت، والطّاغوت، والرّجس، واللّعين (ابن)([972]) اللّعين، ولم يزل يعدّدهم كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم، حتّى أتى على أصحاب السّقيفة، وأصحاب العقبة([973])، وبني الازرق ]والاوزاع[([974])، وبني أميّة جدّد الله عليهم العذاب بكرة وأصيلاً.

ثمّ قال عليه السلام للصّخرة: انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم([975]).

]5[ وكان المنصور أبو جعفر الدوانيقي لم يتعرّض لابي إبراهيم موسىعليه السلامإلى أن مات في سنة ثمان وخمسين ومائة، وبويع لابنه المهدي محمّد بن عبدالله، فلمّا ملك وجّه بجماعة من أصحابه إلى المدينة، فأشخصوا أبا إبراهيم موسىعليه السلام، وقد حمله المهدي (فكان معه أصحابه، منهم: أبو خالد، وروي عنه أنّه قال: خرجت على أميال ثمّ شيّعته)([976]) فلمّا ودعته بكيت.

فقال عليه السلام: ما يبكيك يا أبا خالد؟ فقلت: يا مولاي كيف لا أبكي وأنت تحمل إلى هذا الطاغية ولا)([977]) أدري ما يكون من أمرك؟

فقال عليه السلام: أمّا في هذه الكرّة فلا خوف عليّ منهم، وأنا أعود إليك في يوم كذا من شهر كذا في ساعة كذا، فترقّب موافاتي وانتظرني عند أوّل ميل، ومضىعليه السلام، ولقي المهدي، وصرف الله ]عنه[([978]) كيده ولم يتعرض له، وسأله عرض حوائجه، فعرض ما رأى عرضها، فقضاها، ثمّ سأله الاذن فأذن له، فخرج صلوات الله عليه متوجهاً إلى المدينة.

قال أبو خالد (الزيالي)([979]): فلما كان في ذلك اليوم خرجت نحو الطّريق انتظره، فقعدت حتّى (اصفرّت الشّمس وخفت)([980]) أن يكون قد تأخر، وأردت الانصراف، فرأيت سواداً قد أقبل، وإذا (بنداء من ورائي: ألسنا)([981]) وقّتنالك هذا الوقت، فالتفت فإذا مولاي موسىعليه السلام (أمام القطر) على بغلة له، يقول: يا أبا خالد، فقلت: لبيك يا مولاي (ثمّ قلت:)([982]) يا ابن رسول الله، الحمد الله الّذي (خلّصك و) ردّك.

فقال عليه السلام: يا أبا خالد، إنّ لي إليهم عودة، ولا أتخلّص منهم. ورجع صلوات الله عليه إلى المدينة([983]).

]6[ (و) روي عن عليّ بن أبي حمزة الثّمالي، قال: كنت عند موسى بن جعفرعليهما السلام إذ أتاه رجل من أهل الرأي، يقال له: «جندب» فسلّم عليه وجلس (فسأله صلوات الله عليه وأحفى مسائلته)([984]) ثمّ قال له: ما فعل أخوك فلان؟ قال: بخير جعلني الله فداك، وهو يقرئك السّلام.

فقال: يا جندب، أعظم الله أجرك، فقال: ياسيّدي، ورد عليّ كتابه (بعد)([985]) ثلاثة عشر يوماً بسلامته، فقال: يا جندب، إنّه مات بعد كتابه إليك بيومين، وقد دفع إلى إمرأته مالاً، وقال لها: ليكن([986]) هذا عندك، فإذا قدم أخي فادفعيه إليه، وقد أودعته الارض في البيت الّذي كان فيه مبيته([987])، فإذا أنت لقيتها فتلطّف لها، وطمّعها في نفسك فإنها ستدفعه إليك.

قال عليّ بن أبي حمزة: فلقيت جندباً بعد ذلك بسنتين وقد عاد حاجاً، فسألته عمّا كان قال له موسى بن جعفرعليهما السلام.

فقال: صدق (والله مولاي) ]ولقد[ كان كما قال صلوات الله عليه([988]).

]7[ (وروي) عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا إبراهيم موسىعليه السلام قد نعى (إلى رجل)([989]) نفسه، فقلت في نفسي: وإنّه ليعلم متى يموت الرّجل من شيعته؟

فالتفت إليّ شبه المغضب، وقال يا إسحاق، قد كان رشيد الهجري رضي الله عنه من المستضعفين، فعلم([990]) علم المنايا والبلايا، والامام أولى بذلك.

يا إسحاق، اصنع ما أنت صانع، فعمرك قد فنى وأنت تموت إلى سنتين، وأخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك حتى تفترق كلمتهم، ويخونون بعضهم بعضاً، ويشمت بهم عدوهم.

فلم يلبث إسحاق بعد ذلك إلاّ سنتين حتى مات، فكان من (أمر)([991]) أهله وأولاده كما ذكره صلوات الله عليه، وأفلسوا (أقبح افلاس)([992]).

]8[ وروي عن هشام بن سالم، قال: دخلت إلى عبدالله ]بن[ جعفر فسألته عن مسائل فلم (       )([993]) جواب فذهبت إلى باب أبي إبراهيم موسى بن جعفر، فلم يأذن لي، فجئت إلى قبر رسول اللهصلى الله عليه وآله) فجلست أبكي وأدعو، وجعلت أقول في نفسي: إلى من أمضي؟ إلى المرجئة، إلى القدريّة، إلى الزّيديّة، إلى الحروريّة؟ وأنا في هذا، إذ جاءني مصادف الخادم، فأخذ بيدي وأدخلني إلى موسى بن جعفر عليهما السلام فلمّا نظر إليّ قال:

يا هشام، لا إلى المرجئة، ولا إلى القدريّة، ولا إلى الزّيديّة، ولا إلى الحروريّة، ولكن إلينا، فقلت به، وسلّمت لامره، وسألته عن المسائل، فأجاب عنها([994]).

]9[ عن عليّ بن حمزة الثّمالي، قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر صلوات الله عليهما ـ وكان يكنّى: أبا الحسن وأبا إبراهيم ـ فقلت: جعلت فداك، بِمَ يعرف الامام؟

فقال: بخصال، أوّلها.

النصّ من أبيه عليه، ونصبه للنّاس ]علماً[ حتّى يكون عليهم حجّة، كما نصّب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنينعليه السلام إماماً وعلماً، وكذلك الائمة نصّ الاول على الثّاني ونصّبه حجّة وعلماً.

أن تسأله فيجيب، وتسكت عنه فيبتدىء.

ويخبر النّاس بما يكون في غد.

ويكلم النّاس بكل لسان (كلّ أهل لغة بلغتهم، فقلت له: يكلم النّاس بكلِّ لسان؟! فقال لي: نعم، يا أبا محمّد)([995]).

ويعرف منطق الطّير.

والسّاعة أعطيك العلامة قبل أن تقوم من مقامك، فما برحت حتّى دخل علينا رجل من أهل خراسان (فكلمه الخراساني بالعربيّة)([996])، فأجابه صلوات الله عليه بالفارسيّة، فقال الخراساني: ما منعني أن أكلّمك بكلامي إلاّ ظنّي بأ نّك لا تحسنُه.

فقال عليه السلام: سبحان الله، إن كنت لا أحسن (جميع اللّغات)([997]) فما فضلي عليك.

ثمّ قال لي: يا أبا محمّد، إنّ الامام لا يخفى عليه كلام أحد من النّاس، ولا منطق الطّير والبهائم، فمن لم يكن فيه هذه الخصال فليس (هو) بإمام([998]).


]10[ وروي عن حمّاد بن عيسى الجهني، قال: دخلت على أبي الحسن موسىعليه السلام، فقلت له: جعلت فداك، ادع الله لي أن يرزقني داراً، وزوجة، وولداً، وخادماً، وأحجّ في كلّ سنة.

فرفع صلوات الله عليه يديه، ثمّ قال صلوات الله عليه: اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد، وارزقه داراً وزوجة وولداً والحجّ خمسين سنة.

قال حمّاد: قد حججت إلى الغاية ثماني وأربعين حجّة، وهذه زوجتي وراء السّتر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذه داري، وهذا خادمي.

وحجّ بعد هذا الكلام حجّتين، ثمّ خرج بعد الخمسين فزامل أبا العباس النّوفلي على ما روى، وأنّه لمّا صار إلى الموضع للاحرام، ودخل يتوضأ فجاء مدّ الوادي، فحمله فغرق، وأخذ ودفن «بالسّبّالة» على ما وردت به الاخبار([999]).

]11[ وروي عن عليّ بن حمزة الثمالي([1000])، قال: سمعت العبد الصالح موسى ابن جعفرعليهما السلام، يقول: قال لي أبو عبدالله الصّادق صلوات الله عليه في مرضه الّذي مضى فيه.

يا بنيَّ، لا يليَنَّ غُسلي غيرك، فإنّي غسّلت أبي، والائمة يغسّل بعضها بعضاً.

وقال لي: إنّ عبدالله ابني سيدّعي الامامة، فدعه، فإنّه أوّل من يلحقني من ذوي، فلمّا مضى أبو عبدالله صلوات الله عليه أرخى أبو إبراهيم موسىعليه السلامستره، ودعا عبدالله إلى نفسه، فقال: قلت لابي إبراهيمعليه السلام: مالك ماذبحت العام وقد نحر عبدالله جزوراً؟

فقال: يا أبا محمّد، إنّ عبدالله لا يعيش أكثر من سنة، فلم يعش أكثر من تلك السّنة([1001]).

]12[ وفي كتاب «بصائر الدرجات» ]روى[ محمّد بن عبدالله العطّار (قال: حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن عمران الحجّال، قال: حدّثني إبراهيم بن الحسن بن راشد، عن)([1002]) عليّ بن يقطين الوزير([1003])، قال: كنت واقفاً بين يديّ الرّشيد، إذ جاءه([1004]) هدايا من ملك الرّوم، وكانت فيه درّاعة ديباج سوداء، منسوجة بالذّهب. لم أر أحسن منها، فنظر إليّ وأنا أنظر إليها، فقال: يا عليّ، أعجبتك الدرّاعة؟ فقلت: أي والله يا أمير المؤمنين، فقال: خذّها، فأخذتها وانصرفت بها إلى منزلي وسددتها([1005]) في منديل، ووجهتها إلى المدينة إلى مولاي موسى بن جعفر عليهما السلام، فلمّا كان بعد سبعة أشهر انصرفت يوماً من عند هارون الرّشيد، وكنت تغذيت بين يديه، فلمّا حصلت في منزلي قام إليَّ خادمي الّذي يأخذ ثيابي بمنديل على يده (وكتاب مختوم، رطب الختم، وقال: السّاعة أتاني رجل بهذا المنديل) والكتاب، ففضضت الكتاب وإذا ]به كتاب[ مولاي أبي إبراهيم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما، وفيه:

يا عليّ، هذا وقت حاجتك إلى الدّرّاعة، وقد بعثت بها إليك.

فكشفت طرف المنديل عنها، إذ دخل عليّ خادم (الرّشيد) فقال: أجب أمير المؤمنين، فقلت: أي شيء حدث؟ قال: لا أدري، فمضيت و دخلت عليه وأنا متفكر، وعنده عمر بن بزيع واقفاً بين يديه، فقال الرّشيد: ياعليّ، ما فعلت بالدّرّاعة الّتي كنت وهبتها لك؟ فقلت: ما كساني أمير المؤمنين أكثر من أن يعدّ، فعن أي الدّرّاعة تسألني؟ فقال: الدّرّاعة (الدّيباجة)([1006]) المذّهبة، فقلت: ما عسى أن يصنع مثلي بها؟ إذا انصرفت من دار أمير المؤمنين دعوت بها، فلبستها وصليت فيها ركعتين، ولقد دخل عليَّ الخادم (ودعوت بها لالبسها وأصلي فيها، فنظر إلى عمر ابن بزيع، وقال:)([1007]) أرسل من يجيء بها، فأرسلت خادمى، فجاء بها فلمّا رآها الرّشيد، قال: يا عمر، ما ينبغي لنا أن نقبل على عليّ بعدها شيئاً، فأمر لي بخلعة، وخمسين ألف درهم، فحملتها معي([1008]).

]13[ عن محمّد بن عليّ الصّوفي، قال: استأذن إبراهيم الجمّال(رضي الله عنه)([1009]) على أبي الحسن عليّ بن يقطين الوزير، فحجبه، عليّ بن يقطين في تلك السّنة، فأستأذن بالمدينة على مولانا (أبي إبراهيم) موسى بن جعفر صلوات الله عليهما فحجبه، فرأه ثاني يومه، فقال عليّ بن يقطين: ياسيّدي، ماذنبي؟

فقال: حجبتك لا نّك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال، وقد أبى الله أن يشكر سعيك، أو يغفر لك إبراهيم الجمال.

فقلت: ]يا[([1010]) سيّدي، ومولاي من لي بإبراهيم ]الجمّال[ في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة؟

فقال: إذا كان اللّيل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك، فاركب نجيباً هناك مسرجاً.

فوافى ]في[([1011]) البقيع، وركب النجيب، فلم يلبث أن أناخه (على باب)([1012])إبراهيم الجمال بالكوفة، فقرع الباب، وقال: أنا عليّ بن يقطين، فقال إبراهيم الجمال ـ من داخل الدّار ـ : (و) ما يعمل عليّ  بن يقطين الوزير ببابي؟

فقال عليّ بن يقطين: يا هذا، إنّ أمري عظيم، وآلى عليه (إلاّ الاذن)([1013]).

فلما دخل، قال: يا إبراهيم أنّ المولىعليه السلام أبى أن يقبلني أو تغفر لي.

فقال: يغفر الله لك، فآلى عليّ بن يقطين على إبراهيم الجمّال أن يطأخدّه، فامتنع إبراهيم من ذلك، فآلى عليه ثانياً، ففعل.

فلم يزل إبراهيم يطأخدّه، وعليّ بن يقطين، يقول: اللّهم إشهد.

ثمّ انصرف وركب النّجيب، وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفرعليهما السلام، فأذن له، ودخل عليه فقبله([1014]).

]14[ حدّثني أبو التّحف عليه الرّحمة، عن عليّ بن إبراهيم المصري رحمه الله حيّاً و ميّتاً، عن ضرار بن الازور، عن الاشعث بن الطيّب، عن عبدالودود بن سُمّيع القرشي، عن حنظلة القرشي، عن مقاتل بن مجاشع الصّيرفى، عن حمزة بن عوف، عن جميل بن سلمة، عن القاسم بن البكري، عن الاشعث بن قُصَ، عن حملة بن الاروع، عن عبدالله بن الرّقيق، عن سعيد بن لبنى، عن المفضّل بن عمر رفع الله درجته، قال:

كنت بين يديّ مولاي أبي إبراهيم موسى بن جعفرعليهما السلام، وكان يوماً شاتياً شديد البرد، عظيم القرّ، متكاثياً سحبه، وعلى مولاي جبّة حرير صيني، سوداء، وعلى رأسه عمامة خزّ صفراء، وبين يديه رجل، يقال له: مهران بن صدقة بن مذكور، وكان كاتبه، وعليه طاق قميص وهو يرتعد بين يديه من شدّة البرد.

فقال له المولىعليه السلام: أما استوفيت واجبك؟ فقال: بلى. فقال له: أولا أعددت لمثل هذا اليوم ما تدفع به عن نفسك البرد؟ فقال: يا مولاي لم أعلم أن تأتي الزّلازل هكذا عاجلاً. فقالعليه السلام: إنّما أشقاك شكّك في مولاك موسى. فقال: أنا شاكّ فيك، لانّه ما ظهر في الائمة غيرك!

فقالعليه السلام: ويلك! تعارضون الله في ملكه، وتستعجلون نعمته، ولا تخافون سطوته، ويلك! ألاّ أعلمتنى، فأزيل الشّكّ عن قلبك؟ فقال: مولاي فزعتك.

فقال: بل سوّلت لك نفسك أمراً، فصبر جميل. فاستدعى «بحِصْرمة البوّاب» وقال له: لا تدعه يدخل إليّ بعد هذا إلاّ أن آذن له بذلك.

فخرج من يدي المولىعليه السلام، وهو يقول: واسوء منقلباه! وخرج إلى الجبان، واذا بالسّحب قد تقطّعت، والغيوم من السّماء قد تقشعت، فكان يردّد فيه متفكراً، فإذا هو بقصر قدحفّ به النخيل والاشجار والرّياحين، وإذا بابه مفتوح فدنا من الباب، ودخل القصر، واذا فيه ما تشتهي الانفس وتلذّ الاعين، وإذا مولاي موسى ابن جعفر عليه السلام على سرير من ذهب، ونور وجهه يبهر نور الشّمس، وحواليه خدم ووصائف، فلمّا رآه تحيّر.

فقال له: يا مهران، مولاك أسود أم أبيض؟ فخرّ مهران ساجداً، فقال المولىعليه السلام: لولا ما سبق لك عندنا من الخدمة لانزلنا بك النّقمة.

قال مهران:  فألهمني الله أن أقرأ: (ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يؤتيه مَن يَشَآءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم)([1015]).

ثمّ غاب عنّي القصر ومن فيه، وعدت إلى موضعي وأنا مذعور، قال مهران: وإذا أنا بمولايعليه السلام، وهو على بغلة له يقال لها: الجَدْبا، فقالت ليّ البغلة بلسان فصيح: يا كاتب مولانا أبي إبراهيم، أمولاك أسود أم أبيض؟ (        )([1016]) كان من قلّة معرفتك، ثمّ قال: أنظراني، ثمّ قال صلوات الله عليه: أنا ذلك الاسود، وأنا ذلك الابيض، ثمّ هزّ البغلة واستفتح، وقال:

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِه أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رسُول)([1017]).([1018])

]15[ وأقام موسى بن جعفرعليهما السلام ـ على ماوردت به الاخبار ـ بالمدينة في أيّام محمّد بن عبدالله الملّقب بالمهدي، وتوفى المهدي في سنة تسع وستين ومائة، وفي إحدى وعشرين سنة من إمامة موسى بن جعفرعليهما السلام، وبويع لهارون الرّشيد في شهر ربيع الاوّل من تلك السّنة، فلمّا كان بعد مدّة من ملكه وجّه بمن أشخص أبا إبراهيم ـ موسى بن جعفرعليه السلام ـ من المدينة، فلمّا أتاه من يشخصه دعا ابنه أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضاعليهما السلام، وأوصى إليه بحضرة جماعة من خواصّه، ونصّ إليه بالامامة، وأمره بما أحتاج إليه، وسلّم إلى أم أحمد مواريث الانبياء عليهم السلام والمال، والسّلاح، ودفع إليها رقعة مختومة وأمرها أن تسلّم ذلك إلى ابنه عليّ بن موسى الرّضا صلوات الله عليهما إذا طلب ذلك منها، وأمر أبا الحسن الرّضا عليه الصلاة والسّلام أن يبيت كلّ ليلة في دهليز داره، أو على بابه مادام حيّاً ـ عنى بذلك نفسه ـ .

ثمّ توجّه الكاظم أبو إبراهيم موسى بن جعفرعليه السلام إلى العراق، فحبسه الرّشيد في حال رفاهيّة واكرام، وكان الرّشيد يرجع إليه في المسائل فيجيبه عنها، وكان يجتمع معه في الاوقات حتّى كان من البرامكة ما كان من السّعي في قتله، واغراء هارون الرّشيد به حتّى حبسه في الحبس المعروف بـ «دار المسيّب» وسلّمه في يد السّندي بن شاهك، ولم يزالوا به حتّى احتالوا في قتله([1019]).

]16[ وروي أنّ النّاس كانوا كثيراً مايرون موسى بن جعفر صلوات الله عليه ساجداً في حبسه، فيظنونه ثوباً ملقى في صحُنّة([1020]) الدّار([1021]).

]17[ (وكتبت من نسخة بخطّ أبي القاسم بندار بن الحسن بن زوران رحمه الله ـ  وكان ظاهرا التشيّع، ورعاً مستوراً ـ نسخها هو من نسخة بخطّ أبي الحسن محمّد بن الحسن بن سليمان رحمه الله، وكان روى)([1022]) عن محمّد بن الحسن المعروف بالقاضي الورّاق([1023])، عن أحمد بن محمّد بن الشمّاط([1024])، قال: سمعت من أصحاب الحديث والرّواة المذكورين:

إنّ موسى بن جعفرعليهما السلام كان في حبس هارون الرّشيد وهو في (الموضع المعروف)([1025]) بمسجد المسيّب (في الجانب)([1026]) الغربي بباب الكوفة، لأنّه قد نقل الموضع إليه من دار السّنّدي بن شاهك، وهي الدّار المعروفة بــ «دار ابن أبي عمرويه» وكان موسى عليه السلام ]هناك، و[ قد فكّر هارون الرّشيد في قتله بالسّم، فدعى برطب وأكل منه، ثمّ أخذ صينيّة فوضع فيها عشرين رطبة، وأخذ سلكاً فغرقه (في السّم وأدخله)([1027]) في سمّ الخياط، وأخذ رطبه من تلك العشرين رطبة، ]وجعل[([1028]) يردّد ذلك السّلك المسموم في (الرّطبة)([1029]) إلى آخرها، حتّى علم أنّه قد مكّن السّمّ فيها، واستكثر من ذلك، ثمّ أخرج السّلك منها، وقد قال لخادم له:

أحمل هذه الصّينيّة إلى موسى بن جعفر، وقل له: إنّ أمير المؤمنين أكل من هذا الرّطب وتنغّص لك، وهو يقسم عليك بحقّه لما أكلته عن آخر رطبة، لا نّي اخترته لك بيدي، ولا تتركه يُبقي منه شيئاً، ولا يطعم منه أحداً، فأتاه الخادم، وأبلغه الرّسالة.

فقال له موسى: أئتني بخلالة، فأتاه بها وناوله إيّاها، وقام بازائه وهو يأكل (من) الرّطب، وكان للرّشيد كلبة أعزّ عليه من كلّ ما في مملكته، فجذبت نفسها وخرجت تجرّ سلاسلها من ذهب وفضّة وجواهر منظومة حتّى (حاذت)([1030]) موسى ابن جعفر صلوات الله عليه، فبادر بالخلالة إلى الرّطبة المسمومة فغرزها ورمى بها إلى الكلبة، فأكلتها الكلبة، فلم تلبث أن ضربت بنفسها الارض، وعوت وتقطّعت قطعاً، واستوفى موسىعليه السلام باقي الرطب، وحمل الخادم الصينيّة، وصار بها إلى الرّشيد، ]فـ[ قال له: أكل الرطب عن آخره؟

قال: نعم.

قال: فكيف رأيته؟

قال: ما أنكرت منه شيئاً.

ثمّ ورد عليه خبر الكلبة، وأنّها تهرّأت وماتت، فقلق هارون الرّشيد لذلك قلقاً شديداً، واستعظمه، ووقف على الكلبة فوجدها متهرّئة بالسّم، فأحضر الخادم ودعا بالسّيف وقال: أصدقني عن خبر الرّطب، وإلاّ قتلتك، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي حملت بالرّطب إلى موسى بن جعفر صلوات الله عليهما، وأبلغته كلامك، وقمت بإزائه، فطلب خلالة، فأعطيتهُ، فأقبل يغرز رطبة (رطبة) و يأكلها، حتّى مرّت به الكلبة، فغرز رطبة ورمى بها إليها، فأكلتها وأكل ]هو[ باقي الرّطب وكان ماترى.

فقال الرّشيد: ماربحنا (من) موسى إلاّ أن أطعمناه جيد الرّطب، وضيّعنا سمّنا، وقتلنا ]كلبتنا[([1031]) ما في موسى حيلة!!

ثمّ أنّ موسى بن جعفر صلوات الله عليه بعد ثلاثة أ يّام دعا بمسيّب الخادم ـ وكان به موكلاً ـ ]فقال له: يامسيّب،[ فقال (له): لبيك يا مولاي، فقال عليه السلام: إنّي ظاعن في هذه اللّيلة إلى المدينة: مدينة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله) لاعهد (إلى الرّضا عهداً)([1032]) يعمل به بعدي.

قال المسيّب: قلت: يامولاي، كيف تأمرني والحرس معي على الابواب، أن أفتح لك الابواب وأقفالها؟

فقال صلوات الله عليه: يا مسيّب ]أضعيف يقينك[([1033]) في الله عزّ وجلّ وفينا؟!

قال: لا ياسيّدي.

قال: فمه.

قال المسيّب: (قلت: فمتى)([1034]) يامولاي؟

فقال عليه السلام: يامسيّب، إذا مضى من هذه اللّيلة المقبلة ثلثاها، فقف وانظر.

قال المسيّب: فحرّمت على نفسي الاضطجاع ]في[ تلك اللّيلة، ولم أزل راكعاً و ساجداً، ومنتظراً ماوعدني به، فلما مضى من اللّيلة ثلثاها (تغشّاني النعاس)([1035]) وأنا جالس، وإذا أنا بمولاي (موسى بن جعفر) يحرّكني برجله، ففزعت وقمت قائماً، فإذا أنا بتلك الجدران المشيّدة، والابنية (المعلاّة) وما حولها من القصور والحجر (كلّها أرضاً، وصار ما حواليها)([1036]) فضاء وظننت بمولاي أنّه قد أخرجني من الحبس الّذي كان فيه، فقلت: مولاي، أين أنا من الارض؟ قالعليه السلام: في (محبسي)([1037]).

فقلت: يامولاي، فخذ ]لي[([1038]) من ظالمي وظالمك.

فقال صلوات الله عليه: (يامسيّب تخاف القتل؟)([1039]).

فقلت: مولاي معك لا.

فقال صلوات الله عليه: يامسيّب، (فاهدأ على جملتك)([1040]) فإني راجع إليك بعد ساعة واحدة، فإذا ولّيت عنك فسيعود، (محبسي)([1041]) إلى بنيانه، فقلت: ]يا [مولاي، فالحديد لا تقطعه؟

فقال صلوات الله عليه: يا مسّيب، ويحك! (بنا) ألان الله تعالى الحديد لعبده داودعليه السلام، فكيف يتصعّب علينا الحديد؟!

قال المسّيب: ثمّ خطاعليه السلام بين يدي خطوة، فلم أدر كيف غاب عن بصري، ثمّ ارتفع البنيان، وعادت القصور إلى ما كانت عليه، واشتدّ اهتمامي بنفسي، وعلمت أنّ وعده الحقّ (فلم أزل قائماً).

فلم يمض إلاّ ساعة كما حدّ لى، حتّى رأيت الجدران قد خرّت إلى الارض سجوداً، وإذا أنا بسيّديعليه السلام (قد أتى)([1042]) (مجلسه)([1043]) في الحبس، وعاد الحديد إلى رجله، فخررت ساجداً لوجهي بين يديه، فقال:

ارفع رأسك يا مسيّب، واعلم أنّ سيّدك راحل([1044]) إلى الله جلّ اسمه (في) ثالث هذا اليوم الماضي.


قلت له: مولاي، وأين سيّدي عليّ الرّضاعليه السلام؟

فقالعليه السلام: يا مسيّب، شاهد([1045]) عندي غير غائب، وحاضر غير بعيد.

قلت: سيّدى فاليه قصدت؟

فقال عليه السلام: قصدت والله (يامسيّب كلّ محبّ)([1046]) لله عزّوجلّ على وجه الارض، شرقها وغربها، حتّى محبّي من الجنّ في البراري والبحار، ومخلصي الملائكة في مقاماتهم وصفوفهم([1047])، فبكيت. فقال صلوات الله عليه: لا تبك يا مسيّب، إنّنا نور لا يطفأ، إن غبت عنك، فهذا عليّ ابني بعدي هو أنا، فقلت: الحمد لله.

ثمّ أنّ سيّدي عليه السلام في ليلة اليوم الثالث دعاني، فقال: يا مسيّب، إنّ سيّدك يصبح في ليلة يومه على (ما عرّفكَ من)([1048]) الرّحيل إلى الله ]عزّ وجلّ[ مولاه الحقّ تقدّست أسماؤه، فإذا دعوت بشربة ماء فشربتها، ورأيتني قد انتفخ بطني، واصفرّ لوني، وأحمرّ واخضرّ، وتلّون ألواناً، فخبّر الطّاغية بوفاتي، وإيّاك أن تظهر (هذا الحديث على)([1049]) أحد إلاّ بعد وفاتي.

قال المسيّب: فلم أزل أترقّب وعده حتّى دعا بشربة ماء فشربها، ثمّ دعاني فقال لي: إنّ هذا الرّجس (يعني) سندي بن شاهك، يقول: إنّه يتولى أمري، ويدفنني (وهيهات لن)([1050]) يكون ذلك أبداً، فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش، فالحدني بها، ولا تعلوا على قبري علواً، وتجنبوا زيارتي، ولا تأخذوا من تربتي (لتتبرّكوا بها)([1051]) فإنّ كلّ تربة محرّمة، ما خلا تربة جدّي الحسينعليه السلام، فإن الله تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا.

قال المسيّب: ثمّ رأيتهعليه السلام يختلف ألواناً، وينتفخ بطنه، ورأيت شخصاً أشبه الاشخاص بشخصه جالساً إلى جانبه في مثل شبهه، وكان عهدي لسيّدي عليّ الرّضاعليه السلام في ذلك الوقت غلاماً، فأقبلت اُريد سؤاله، فصاح بي سيّدي موسىعليه السلام: قد نهيتك يا مسيّب، فتولّيت عنه; ثمّ لم أزل صابراً حتّى قضى([1052])وغاب ذلك الشّخص.

ثمّ أوصلت الخبر إلى الرّشيد، فوافى سندي بن شاهك، فوالله، لقد رأيتهم بعيني وهم يظنّون أنّهم يغسّلونه ويحنّطونه (ويكفّنونه)([1053]) كلّ ذلك أراهم، لا يصنعون به شيئاً، ولا تصل أيديهم إليه، وهو صلوات الله عليه مغسّل مكفّن محنّط، وحمل حتّى دفن في مقابر قريش، ولم يصل إلى قبره إلى السّاعة.

قال الحسين بن عبدالوهاب رحمه الله: وبقى في الحديث مالم يجز ذكره، وما مثله ودونه موجود في كتاب «الوحدة» تأليف أبي محمّد الحسين بن محمّد بن جمهور القمّي(رضي الله عنه)، وهذا الخبر مذكور في كتاب «الانوار» على هذا النّسق، وفي آخره: ولم يعل على قبرهعليه السلام بنا إلى الساعة)([1054]).


]18[ وفي كتاب «الوصايا» المنسوب إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد بن زياد الصّيمري(رضي الله عنه)([1055])، وروي ]عنه[ من جهات صحيحة:

إنّ السّندي بن شاهك (أ) حضر بعد ما كان بين يديه السّمّ في رطب، وأ نّهعليه السلام أكل (منها) عشر رطبات، فقال له السّندي: تزداد؟

فقال صلوات الله عليه له: حسبك، قد بلغت ما تحتاج إليه فيما أُمرت به.

ثمّ أنّه أحضر القضاة والعدول قبل وفاته بأيّام وأخرجـ ]ـه[ إليهم، وقال: إنّ الناس يقولون: إنّ أبا الحسن موسى في ضنك وضرّ، وها هو ذا لا علّة به، ولا مرض، ولا ]ضرّ[([1056]).

فالتفت عليه السلام، فقال لهم: اشهدوا عليّ، إنّي مقتول بالسّمّ ]منذ[([1057]) ثلاثة أ يّام. اشهدوا إنّي صحيح الظّاهر ]و[ لكنّي مسموم، وسأحمّر في آخر هذا اليوم حمرة (شديدة منكرة، وأصّفرّ غداً صفرّةً شديدة، وأبيضّ بعد غد، وأمضي إلى رحمة الله ورضوانه)([1058]).

فمضى عليه السلام كما قال في آخر اليوم الثالث في سنة ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة، وكان سنّه صلوات الله عليه أربعاً وخمسين سنة، أقام منها مع أبي عبداللهعليه السلام عشرين سنة، ومتفرداً([1059]) بالامامة أربعاً وثلاثين سنة([1060]).


]19[ وروي أنّ السّندي بن شاهك أخرجه إلى مجلس الشّرطة من الجسر ببغداد، وكشف عن وجهه صلوات الله عليه، ونادى:

من أراد أن ينظر إلى موسى بن جعفر، قدمات حتف أنفه، لا مسموم ولا مقتول، فليحضر في من رأى ونظر فيه، ثمّ حمل واتّبعه النّاس، حتّى دفن في موضع كان صلوات الله عليه قد ابتاعه لنفسه من مقابر قريش بمدينة السّلام([1061]).

]20[ وفيه: عن مسافر مولى موسى بن جعفر، قال: كنّا نفرش لابي الحسن الرّضا، ولمّا كان في ليلة من اللّيالي وقد فرشنا على عادته، أبطأ عنّا ولم يأت كما يأتي، فأستوحش أصحابنا، وذعروا وتداخلهم من ابطائه الغمّ حتّى أصبحنا فإذا هوعليه السلام قد جاء، وحضر الدّار، ودخل ودعا أُمّ أحمد، فقال لها: هاتي الّذي أودعك أبيعليه السلام، وسمّاه لها، فصرخت ولطمت وجهها وشقّت ثيابها، وقالت:

مات والله سيّدي. فكفّها وأسّكتها، وقال صلوات الله عليه: اُكتمي الامر، ولا تظهريه حتّى يرد الخبر به على والي المدينة ويعرفه النّاس من غيرنا في وقته، فأخرجت له أُمّ أحمد سفطاً فيه تلك الودائع، ومال مبلغه ستّة آلاف دينار، وسلّمته إليه وكتموا، حتّى ورد الخبر والي المدينة منطوياً، فوجدناه قد توفّي صلوات الله عليه في تلك اللّيلة الّتي لم يحضر فيها أبو الحسن الرّضا عليه السلام بعينها صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه وذرّيته الطاهرين وسلّم كثيراً([1062]).

]21[ عن موسى بن جعفر عن أبيه الصّادق عليهما السلام، أنّه قال:

إنّ حجج الله تعالى لا يعمل فيهم السّيف، ولا السّمّ، وإذا اختار الله لهم ما عنده، جعل ما كان وما يكون من ذلك في أبصار ]الممزوجين علّة النقلان إلى دار الكرامة[([1063])، قال الله تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكفِرِينَ عَلَى الْمُؤمِنينَ سَبِيلاً)([1064]).

المؤمنون ها هنا حجج الله سبحانه([1065]).

 


 

 

 

 

 

وصارت الامامة للمولى أبي الحسن عليّ بن موسى

الرّضا صلوات الله عليه

 

بالنصّ عليه من أبيهعليه السلام، وقام بأمر الله عزّوجلّ مقام أبيهعليه السلام، واتّبعه المؤمنون.

وكان اسم أُمّه تكتم رضى الله عنها([1066]) وعليهما السّلام([1067]).

وروي أنّ اسمها: أُمّ البنين([1068]).

]1[ وروي عن هشام([1069]) بن أحمد، قال: قال لي أبو إبراهيم موسى (بن) جعفر صلوات الله عليه: قد قدم رجل نخّاس من مصر، فامض بنا إليه، فمضينا فاستعرض عدّة جوار من رقيق عنده، فلم يرتضهّن، فقال لي: سله عمّا بقي عنده، فسألته، فقال: لم يبق إلاّ جارية عليلة، فتركناه وانصرفنا، فقال][ لي:

عد إليه وابتع تلك الجارية منه بما يقول، فهو يقول لك: بثمانين ديناراً فلا تماكسه.

قال: فأتيت النخّاس فكان كما قال صلوات الله عليه، وباعني الجارية بما ذكره، ثم قال لي النخّاس:

(يا الله، اشتريتها لنفسك؟ قلت: لا. قال: فلمن؟ قلت: لرجل علوي، فقال لي النخّاس): فإنّي أخبرك:

إنّي أشتريت هذه الجارية من أقصى المغرب، فلقيتني أمرأة من أهل الكتاب، فقالت لي: من هذه الجارية الّتي معك؟ قلت: جارية أشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه الجارية إلاّ عند خير أهل الارض، وتلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى تلد غلاماً تدين له شرق الارض وغربها.

فحملتها إليه عليه السلام، ولم تلبث إلاّ قليلاً حتّى حملت بأبي الحسن عليّ الرّضاعليه السلام، وكان أسمها تكتم([1070])([1071]).

]2[ وروي عن أبي إبراهيم موسى صلوات الله عليه أنّه لمّا ابتاعها جمع قوماً من أصحابه، ثمّ قال: ما اشتريت هذه الامة إلاّ بأمر الله سبحانه، فسُئل عن ذلك، فقال عليه السلام:

بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي عليهما السلام ومعهما شقّة حرير فنشراها، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، وقالا: يا موسى، ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الارض بعدك، ثمّ أمراني إذ أولدته أن اُسمّيه «عليّاً» وقال لي: إنّ الله عزّوجلّ يظهر به العدل والرّأفة والرّحمة، فطوبى لمن صدّقه، والويل لمن عاداه وجحده وعانده.

فولد صلوات الله عليه في سنة ثلاث وخمسين ومئة من الهجرة بعد مضيّ أبي عبدالله صلوات الله بخمس سنين، وكانت ولادته على صفة ولادة آبائه صلوات الله عليهم، ونشأ منشأهم([1072]).

ومن دلائله وبراهينه صلوات الله عليه:

]3[ حدّث العبّاس بن محمّد بن الحسين([1073]) (قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن نعيم القابوسي، عن عمّه، عن)([1074]) نصر بن قابوس([1075])، قال: كنت عند أبي إبراهيمعليه السلام وعليّ ابنه صلوات الله عليه]صبيّ[ صغير يدرج في الدّار، فقلت له: أرى عليّاً جائياً وذاهباً؟

فقال: هو أكبر ولدي، وأحبّهم عليَّ، وهو ينظر معي في كتاب الجفر(ة) ولا ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصيّ([1076]).

]4[ ومن دلائله عليه السلام الخبر المروي عن مسافر الّذي أثبته في آخر باب المولى موسى بن جعفر صلوات الله عليهما، وما كان من اقتضائه أمّ أحمد بالوديعة صبيحة اللّيلة الّتي تأخرّ فيها عن الدّهليز على عادته، وما كان من أمّ أحمد، وما كان عليه السلام أمرها من كتمان الامر إلى أن يرد الخبر، فوجد، وكان موسى صلوات الله عليه توفى في تلك اللّيلة الّتي لم يحضر فيها الدّهليز([1077]).

]5[ وروى الحميري عبدالله بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، قال: حدّثني سام بن نوح بن درّاج، قال: كنت عند غسّان القاضي، فدخل عليه رجل من أهل خراسان عظيم القدر من أصحاب الحديث، فأعظمه ورفعه وحادثه، فقال الرّجل: سمعت هارون الرشيد يقول: لاخرجنَّ العام إلى مكّة، ولا خذنّ عليّ بن موسى، ولاوردنّه حياض أبيه،. فقلت: ما شيء أفضل من أن أتقرب إلى الله جلّ وعزّ وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأخرج إلى عليّ بن موسىعليهما السلام فأنذره، فخرجت إلى مكّة، ودخلت إليهعليه السلام فأخبرته بما قال هارون.

فجزاني خيراً، ثمّ قال: ليس عليّ منه بأس([1078]).

]6[ وروى الحميري بإسناده، قال: اجتمع عليّ بن أبي حمزة البطائني، وزياد القندي، وابن أبي سعيد الاطري فصاروا إلى الرّضاعليه السلام، وقالوا: أنت الامام؟ فقال: نعم، ثمّ سألوه: ما تخاف ما قد وعدك به هارون الرّشيد، وما شهر نفسه أحد من آبائك بما شهرتها به أنت؟

فقال عليه السلام لهم: إنّ أبا جهل أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: أنت نبيّ؟ فقال: نعم. فقال له: ما تخاف  منّي؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ان يأتيني منك سوء، فلست نبيّاً.

وأنا أقول: إن يأتيني من هارون سوء، فلست بإمام([1079]).

]7[ عن أحمد بن عمر الحلال([1080])، قال: قلت للرضاعليه السلام: إنّي خاف عليك هارون، فقال: ليس عليّ بأس منه، إنّ لله جلّ وعزّ بلاداً انبتت الذّهب قد حمّلها([1081])بأضعف خلقه بالذّر، ولو أراد بها الفيلة ما وصلت إليها([1082]).

]8[ ]و[ عن صفوان بن يحيي([1083])، قال: لمّا مضى أبو إبراهيمعليه السلام يتكلّم ويفتي([1084]) فخفنا ]عليه[([1085]) فقيل له: قد أظهرت أمراً عظيماً، وإنّا نخاف عليك هذا الغويّ هارون، فقال عليه السلام: ليجهد جهده، فلا سبيل له عليَّ.

قال: ثمّ وردت الاخبار من جهة الثقات: إنّ يحيى بن خالد بن برمك قال لهارون: هذا عليّ بن موسى قد قعد، وادعى الامر لنفسه؟ فقال: ما يكفينا ما صنعنا بأبيه، أتريدون أن اقتلهم كلّهم([1086]).

]9[ عن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل([1087]): و]لمّا[ نزل بالبرامكة النوازل كان الرّضاعليه السلام واقفاً بعرفات يدعو، ثمّ طأطأ رأسه حتّى كادت جبهته تصيب (قادمة الرحل)([1088]) ثمّ رفع رأسه، فسئل عن ذلك، فقال:

إنّي كنت أدعو على هؤلاء القوم ـ يعني البرامكة ـ (مذ فعلوا ما فعلوا)([1089]) وقد استجاب الله لي اليوم، فلمّا انصرفنا لم يلبث([1090]) إلاّ أيّاماً، حتّى ورد الخبر بقتل جعفر، وحبس أبيه وأخيه، وتغيّرت أحوالهم، فلم يجبر الله لهم كسراً، وتفانوا([1091]).

]10[ (و) عن محمّد بن عيسى (عن محمّد بن يعقوب، عن موسى بن مهران)([1092]) قال: ]قال:[

رأيت عليّ بن موسى ]الرّضا[ في مسجد المدينة، وهارون الغوي المعروف بالرّشيد يخطب. فقال عليه السلام: إنّي([1093]) وإيّاه ندفن في بيت واحد، وأنّه لا يحجّ بعده أحد منهم([1094]).

]11[ وعنه، عن محمّد بن حمزة بن الحسين بن إبراهيم بن موسى، قال: ألححت على الرّضاعليه السلام في شيء أطلبه، وكان يعدني، فخرجنا ذات يوم نستقبل والي المدينة، فَجَز إلى قرب قصر في تلك النواحي فنزله بالقرب من شجرات ونزلت معه، وقلت: جعلت فداك، هذا العيد قد أظلّنا، ولا والله، ما أملك درهماً فما سواه، فحفر (بسوطه) الارض ثمّ ضرب بيده فتناول سبيكة ذهب، وقال صلوات الله عليه:

هاك استنفع بها، وأكتم ما رأيت.

ولمّا مات هارون في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وذلك في عشر سنين من إمامة الرّضاعليه السلام بويع لمحمّد بن هارون المعروف بابن زبيدة([1095]).

]12[ وروي الحميري، عن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن يسّار، قال: قال لي الرّضاعليه السلام في ذلك الوقت: عبدالله يقتل محمّداً أخاه. قلت له: عبدالله بن هارون يقتل أخاه محمّد بن زبيدة؟! قال: نعم. عبدالله بخراسان يقتل محمّد بن هارون أخاه. قلت: عبدالله الّذي بخراسان صاحب طاهر وهرثمة يقتل محمّد بن زبيدة الّذي ببغداد؟! فقال صلوات الله عليه: نعم.

وكان من أمرهما ما عرف، وقتله أ يّاه([1096]).

]13[ روي عن الحسن بن عليّ الوشّا، قال: دخلت على الرّضاعليه السلام، فقال: كان أبي البارحة عندي، فرآني أتفزّع، فقال لي في النّوم شيئاً.

ثمّ قال صلوات الله عليه: نومنا ويقظتنا بمنزلة واحدة([1097]).

]14[ وروى أنّه قتل محمّد بن زبيدة في المحرّم سنة تسع وتسعين ومائة، وذلك في أربع عشرة سنة من إمامة الرّضاعليه السلام، وصار الملك لعبد الله المأمون، وكان من أمر المأمون وإظهاره التّشيّع، ومناظرته الناس على ما رواه الناس، وعزم على عقد الامر للرّضاعليه السلام وكتب إليه بذلك، وسأله القدوم عليه ليعقد له الامر، فامتنع عليه، ثمّ كاتبه بالخروج إليه وأقسم عليه([1098]).

]15[ روي عن محمّد بن عيسى، عن أبي محمّد البشارودي، عن جماعة من أصحاب الرّضاعليه السلام، قالوا: قال الرّضاعليه السلام: لمّا أردّت الخروج من المدينة جمعت عيالي، وأمرتهم أن يبكوا عليَّ، ثمّ فرقت فيهم إثني عشر ألف ديناراً لعلمي بأ نّي لا أرجع إليهم.

قال عليه السلام: ثمّ أخذت أبا جعفر محمّد أبني فأدخلته المسجد، ووضعت يدي على حائط القبر، والصقته به، وأستحفظته رسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أبو جعفر لي: يا أبت، والله يذهب إلى الله([1099])، ثمّ أمرت جميع وكلائى وحشمي بالسّمع والطّاعة له، وبضعت([1100]) عليه عند ثقاتي، وعرّفتهم أنّه القيّم مقامي، ثمّ شخصت على طريق البصرة كما سألني عبدالله المأمون([1101]).

]16[ روي عن أبي حبيب النّباجي، أنّه قال: رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد وافى النبّاج([1102])، ونزل في المسجد الّذي ينزله الحاجّ في كلّ سنة، فمضيت إليه وسلّمت عليه، ووقفت بين يديه، ووجدت عنده طبقاً من خوص نخل المدينة، فيه تمر صيحاني، فقبض قبضة من ذلك التّمر وناولني، فعددته وكان ثماني عشرة تمرة ـ وفي رواية: أنّه قال: إحدى وعشرين تمرة ـ فتأوّلت أ نّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة، فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض لي تعّمر بين يدي، فجاءني من أخبرني بقدوم الرّضاعليه السلام من المدينة، ونزوله ذلك المسجد، ورأيت النّاس يسعون إليه، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الّذي كنت رأيت فيه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وتحته حصير مثل ما كان تحته، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحاني، فسلّمت عليه فرّد عليَّ السّلام، واستدناني، وناولني قبضة من ذلك التّمر، فعددّتها وإذا عددها مثل ذلك العدد الّذي ناولني صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت له: زدني منه يا ابن رسول الله. فقال صلوات الله عليه: لوزاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلملزدناك.

وأقام عليه السلام يومه، ورحل يُراد به خراسان على طريق البصرة والاهواز وفارس([1103]).

]17[ وروي أنّ المأمون استقبله، وأعظمه، وأكرمه، وأظهر فضله، وناظره فيما عزم عليه من أمره من عقد الامر له، فقال له: إنّ هذا أمر ليس بكائن فينا، ولا نملكه إلاّ بعد أن يملك منكم أكثر من عشرين رجلاً، وبعد خروج السّفياني، فألحّ المأمون عليه، فامتنع، ثمّ أقسم عليه، فأبّر قسمه بأن يعقد له الامر بعده، وجلس مع المأمون للبيعة، ثمّ سأله المأمون أن يخرج فيصلّي بالنّاس في يوم عيد الاضحى، فأستعفاه، ولم يعفه. وأمر القوّاد والجيش بالركوب معه، فاجتمعوا على بابه، فخرجعليه السلام وعليه قميصان، وطيلسان، وعمامة قد سدل لها ذوا بتين من قدّامه، وخلفه، وقد أكتحل وتطيّب، وبيده عنزة كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل في الاعياد، فلمّا خرج وقف بباب داره، وكبّر، وهلّل، وقدّس، وسبّح، فضجّ النّاس بالبكاء، ومرّ يمشي فترجّل القوّاد، والجيش يمشون بين يديه وخلفه، وكلما خطا أربعين خطوة، وقف وكبّر وهلّل، والنّاس يكبّرون ويهلّلون معه، وكاد البلد يفتتن، واتّصل الخبر بالمأمون، فبعث إليه: يا سيّدي، كنت أعلم بشأنك منّي، فارجع، فرجع ولم يصلِّ بالنّاس.

ثمّ زوّجه المأمون أبنته، وقالوا: أخته. والرّواية الصّحيحة: أُخته أُمّ حبيب. وسأله أن يخطب لنفسه، فخطب صلوات الله عليه([1104]).


]18[ روي عن الريّان بن الصّلت([1105])، قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرّضاعليه السلام، فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من لباسه لا كفّن به، ودراهم من ماله أصوغ به لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شغلني البكاء والاسى على فراقه عن مُسألته، فلمّا خرجت من بين يديه، صاح بي:

يا ريّان، ارجع، فرجعت، فقال لي: أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من محاسدي([1106])، تكفّن به إذا فنى أجلك؟ أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ منها لبناتك خواتيم؟ فدفعها إليَّ عددها ثلاثون درهماً، فقلت: ياسيّدي، قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني عنه الغمّ بفراقك، فرفع الوسادة ودفعه إليّ، ورفع جانب المصلّي وأخرج دراهم فدفعها إليَّ، وكان عددها ثلاثون درهماً([1107]).

]19[ (و) روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء ـ المعروف با بن ابنة الياس([1108]) ـ قال: شخصت إلى خراسان ومعي حلل وشيء للتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً، وكنت أقول بالوقف على موسى بن جعفرعليهما السلام، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة، فقال لي: (سيّدي) يقول لك: وجّه إليَّ بالحبرة الّتي معك لاكفّن بها مولى لنا قد توفّي، فقلت له: ومن سيّدك؟ فقال: عليّ بن موسى الرّضاعليه السلام، فقلت: ما معي حبرة، ولا حلّة. إلاّ وقد بعتها في الطّريق، فمضى، ثمّ عاد إليَّ، وقال لي: بلى، قد بقيت الحبرة قبلك (فحلفت له)([1109]) إنّي ما أعلمها معي، فمضى، وعاد الثّالثة وقال: هي في عرض السّفط الفلاني (وقد أعطتك ابنة لك، وقد غزلتها، وهي تصلّي علينا بكلّ طاقة غزل، والتمست أن تشتري لها بذلك الفيروزج والسّيج([1110])).

فقلت في نفسي: إن صحّ قوله فهي دلالة، وكانت أبنتي قد دفعت (إ) ليَّ حبرة وقالت: ابتع لي بثمنها شيئاً من الفيروزج والسّيج([1111]) من خراسان ]و[ نسيتها، فقلت لغلامي: هات هذا السّفط الّذي ذكره، فأخرجه إليّ، وفتحته، فوجدت الحبرة في عرض ثياب فيه، فدفعتها إليه، وقلت: لا آخذ لها ثمناً، فعاد إليَّ، وقال: تهدي ما ليس لك؟ (وهذه) دفعتها إليك ابنتك فلانة، وسألتك بيعها، وأن تبتاع لها بثمنها فيروزجاً وسيجاً([1112])، فابتع لها بهذا ما سألت، ووجّه مع الغلام الثّمن الّذي يساوي الحبرة بخراسان، فعجبت ممّا ورد عليَّ، وقلت: والله، لا كتبن له مسائل أنا شاكّ فيها، ولا متحننّة (في مسائك)([1113]) سُئِل أبوهعليه السلام عنها. فأثبت تلك المسائل في درج، وغدوت([1114]) إلى بابه، والمسائل في كمّي، ومعي صديق لي مخالف، لا يعلم شرح هذا الامر، فلمّا وافيت بابه، رأيت العرب والقوّاد والجند (والموالي) يدخلون إليه، فجلست ناحية ]داره[، وقلت في نفسي: متى أصل أنا إلى هذا، وأنا (مفكّر)([1115]) قد طال قعودي، وهممت بالانصراف، إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه، ويقول: أين ابن ابنة إلياس (الفسوي)([1116])؟ فقلت: ها أناذا.

فأخرج من كمّه درجاً، وقال: هذا جواب مسائلك، وتفسيرها، ففتحته، وإذا فيها المسائل الّتي في كمّي([1117]) وجوابها وتفسيرها.

فقلت: أشهد الله ورسوله على نفسي أ نّك حجّة الله، وأستغفر الله وأتوب إليه، و قمت، ]فـ[ قال لي رفيقي: إلى أين تسرع؟

فقلت: قد قضيت حاجتي في هذا الوقت، وأنا أعود للقائه بعد هذا([1118]).

]20[ (وبخطّ أبي القاسم بندار بن الحسين بن زوزان، نسخة من نسخة بخطّ أبي الحسن محمّد بن الحسين بن سلمان(رضي الله عنه) روى)([1119]) أنّه كان من ثقاة المأمون غلام، يقال له: صبيح الدّيلمي، وكان يتولّى الرّضاعليه السلام حقّ ولايته، حدّث عنه هرثمة بن أعين، قال: قال لي صبيح: ألست تعلم أ نّي ثقة المأمون في سرّه وعلانيته؟ قلت: بلى. قال:

اعلم يا هرثمة، أنّ المأمون دعاني، ودعا بغلام من ثقاته على سرّه وعلانيته في الثلث الاوّل من اللّيل، فدخلنا إليه، وقد صار ليله نهاراً من كثرة الشّموع بين يديه، وبين يديه سيوف مسلولة، مسمومة، ثمّ دعا بأنْفَس من ثقات غلمانه، وأخذ على كلّ واحد منّا العهد والميثاق بلسانه. ]ولم يكن[ بحضرته أحد غيرنا، وقال: هذا العهد لازم لكم إن كنتم تفعلون ما آمركم ]به[ ولا تخالفون منه شيئاً، فقلنا: نعم. فقال: يأخذ كلّ واحد منكم من هذه الاسياف سيفاً بيده، وامضوا حتّى تدخلوا على عليّ بن موسى في حجرته، وإن وجدتموه قائماً أو قاعداً، ولا تكلموه، واجعلوا أسيافكم عليه، واضربوه بها حتّى تَرضّوُه، وتخلطوا لحمه بدمه، وبعظمه، ثمّ القوا عليه بساطه، وامسحوا أسيافكم، وصيروا ليَّ، فقد جعلت لكلّ واحده منكم عشر بدر، وعشر ضياع منتخبة([1120])، والحظوة عندي ما حييّت وبقيت.

قال: فأخذنا الاسياف، ودخلنا عليهعليه السلام في حجرته، فوجدناه مضطجعاً، يقلب طرفه ويده، ويتكلم بكلام لا([1121]) نعقله، فبادر الغلمان بالاسياف إليه، ووضعت سيفي ناحية، وأنا أنظر إليه صلوات الله عليه، حتّى فعل به الغلمان (ما حدّه لهم)([1122])المأمون، ثمّ ألقوا بساطه، ومسحوا أسيافهم، وخرجوا حتّى دخلوا على المأمون، فقال لهم: ما الّذي صنعتم؟ قالوا: ]ما أمرتنا به[([1123])، وكنت أظنّ أنّهم يسقولون: إنّي ما ضربت معهم بسيفي إليه، ولا تقدّمت، فقال: أيّكم كان المسرع إليه بالسّيف؟ ]فقالوا:[([1124]) صبيح الدّيلمي، ثمّ قال: لا تعيدوا شيئاً ممّا كان وما فعلتم فتبخسوا حظّكم عندى، وتتعجلوا الفناء وتخسروا الاخرة والاولى!!

فلمّا كان في تبلّج الفجر، خرج المأمون، وجلس في مجلسه، مكشوف الرّأس، محلّل الازرار، وأظهر وفاته صلوات الله عليه، وقعد([1125]) للتعزية. فقبل أن يصل إليه النّاس، قام حافياً يمشي إلى الحجرة لينظر إليه صلوات الله عليه و أنا بين يديه، فلمّا دخل عليه في حجرته سمع همهمة، فأرعد، ثمّ قال: من عنده؟

فقلنا: لا علم لنا، فقال: اسرعوا وانظروا.

قال صبيح: فأسرعت إلى البيت، فإذا أنا بمولاي (موسى الرّضاعليه السلام)([1126]) جالساً في محرابه([1127])، مواصلاً تسبيحه، فارتعد المأمون وانتفض، ثمّ قال: غررتموني([1128])لعنكم الله.

ثمّ إلتفت إليَّ من بين الجماعة وقال: ]فقال لي: يا صبيح، أنت تعرفه فانظر من المصلّي عنده؟ قال صبيح: فدخلت، وتولى المأمون راجعاً، ثمّ صرت إليه عند عتبة الباب، قال عليه السلام لي:[([1129]) يا صبيح، فقلت: لبيك يا مولاي، وسقطت لوجهي، فقال لي: قم يرحمك([1130]) الله، وقل له: (يُرِيدُونَ ليُطُفِئُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهمْ وَاللهُ متمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ)([1131]).

]ثمّ رجعت إلى المأمون[ ووجهه كقطع اللّيل المظلم، فقال: يا صبيح، ما وراءك؟ فقلت: يأمير المؤمنين، وجدته جالساً في محرابه، وناداني باسمي، وقال لي كيت وكيت، ثمّ شدّ المأمون ازراره، ولبس ثيابه، وقال: قولوا: كان قد غشي عليه، وقد أفاق من غشيته([1132]).

قال هرثمة: فأكثرت لله حمداً وشكراً، ودخلت على سيّدي([1133]) الرّضاعليه السلام، فلمّا رآني قال: يا هرثمة، ولا تحدّث بما حدّثك به صبيح الدّيملي إلاّ من امتحن الله قلبه بمحبّتنا وولايتنا، فقلت: نعم، يا مولاي، ثمّ قال: يا هرثمة، والله، ماضرّنا كيدهم([1134]).

]21[ ](وبخطّ أبي القاسم بندار بن الحسن بن زوزان(رضي الله عنه)، حكى الحسين ابن حمدان الخصيبي، قال)([1135]) حدّثني زيد بن محمّد القمّي، قال: حدّثني عبيد الله ابن جفعر اللالي([1136]) قال: كنت مع هرثمة بن أعين، وفي جملته حين خرج مع المأمون و]مع[ مولانا الرّضاعليه السلام من مرو إلى طوس، وحضرت وفاة الرّضا صلوات الله عليه، وغسله ودفنه، وشاهدت ما كان جرى في ذلك، وسألت هرثمة عن الشيء الّذي سمّ به (مولانا) الرّضاعليه السلام، قال هرثمة:

كنت بين يدي المأمون ليلة إلى أن مضى من اللّيل أربع ساعات (ثمّ أذن لي في الانصراف، فانصرفت. فلمّا مضى من اللّيل ساعات) بعد الاربع الساعات قرع إنسان بابي، فكلّمه بعض غلماني، فقال له: قل لهرثمة: أجب سيّدنا الرّضاعليه السلام، فقمت مسرعاً، وأخذت ثيابي عليّ، وأسرعت إليهعليه السلام، فدخل الغلام بين يدي، ودخلت وراءه، وإذا بسيّدنا الرّضاعليه السلام في صحن الدّار جالساً، فقال لي: يا هرثمة، قلت: لبيك ]يا[ سيّدي ومولاي، قال: اجلس، واسمع، وَع.

هذا (أوان)([1137]) رحيلي إلى الله جلّ وعزّ، ولحوقي بآبائي وجدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرب، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذا الطّاغية على سمّي في عنب ورمان مفرك، وأمّا العنب فإنّه يغمر السّلك في السّمّ، ثمّ يجريه في العنب ]ليخفى [وأمّا الرّمان فهو يطرح السّمّ فيه وهو مفتوت([1138]) ويخلطه به.

وأنّه سيّدعوني في هذا اليوم المقبل، ويقدّم إليَّ الرّمان والعنب، ويسألني أكله، فآكله، ثمّ ينفذ الحكم، ويتمّ القضاء.

وإذا أنا متّ، فسيقول لك المأمون: أنا أغُسّله بيدي، فإذا قال ذلك، فقل له: إنّي قد قلت (لك: لا)([1139]) يتعرّض لغسلي، ولا لتكفيني، ولا لدفني، فإنّه إنّ فعل ذلك، عاجله]من[ العذاب ما أخر عنه (و) حلّ به أليم ما يحذر، فإنّه سينثني([1140]) عن ذلك. قلت: نعم ]سيّدي[.

(ثمّ) قال: وإذا خلاّ بينك وبين غسلي، (فسيجلس هو في)([1141]) موضع عال، مشرف على موضع غسلي، لينظر (من يغسّلني فلا)([1142]) تتعرّض يا هرثمة، لشيء من غسلي حتّى ترى فسطاطاً قد ضرب في جانب الدّار، أبيض، فإذا رأيت ذلك، (فاجعلني في أثوابي الّتي أنا فيها، وضعني من)([1143]) ورائه، ولا تكشف (عنّي) الفسطاط فتهلك، وإنّه سيشرف عليك، ويقول ]لك[: يا هرثمة، أليس زعمتم أنّ الامام لا يغسّله إلاّ إمام مثله؟ فمن يغسّل عليّ بن موسى، وابنه محمّد بالمدينة ونحن بطوس وهو بها ميّت؟! فإذا قال لك (ذلك) فأجبه:

ما يغسّله أحد غير الّذي ذكرته، فإذا ارتفع الفسطاط، فسوف تراني مدرجاً([1144]) في أكفاني، فضعني على نعشي، وأحملني.

فإذا أراد أن يحفر قبري، فإنّه سيجعل قبر أبيه هارون قبلة لقبري، ولكن لا يكون ذلك والله (أبداً)، واذا ضربوا (بـ) المعاول فإنّها ستنبوءُ عن الارض، ولا ]يحفر[([1145]) لهم منها شيء ولا كقلامة ظفر، وإذا اجتهدوا في ذلك (وصعب عليهم، فقل له:)([1146]) عنّي، أمرني أن أضرب معولاً واحداً في قبلة هارون، فإذا ضربت (انفذ في الارض) رأيت قبراً محفوراً، في وسطه ضريح، فإذا انفرج ذلك القبر، فلا تنزلني حتّى يفور من ضريحه ماء أبيض يمتلي به ذلك القبر إلى وجه الارض، ثمّ يضطرب فيه حوت بطوله، فإذا اضطرب فلا تنزلني حتّى إذا غاب الحوت، وغار الماء، فانزلني في قبري، ولا تدعهم يحثون عليَّ تراباً، فإنّ القبر ينطبق من نفسه ويمتلي.

قال: قلت: نعم، ياسيّدي، قال: ثمّ قال لي: أحفظ ما عهدت به إليك، وأعمل به ولا تخالفه، فقلت: أعوذ بالله من أن أخالف ]لـ[ سيّدي أمراً.

قال هرثمة: ثمّ خرجت باكياً، حزيناً من عنده صلوات الله عليه، فلم أزل كالحبّة على المقلا لا يعلم ما في نفسي إلاّ الله جلّ اسمه، ثمّ دعاني المأمون فدخلت إليه([1147])، فلم أزل قائماً إلى ضحوة النّهار، ثمّ قال لي: يا هرثمة، أمض إلى أبى الحسن، واقرأه عنّي([1148]) السّلام، وقل له: تصير إلينا، أو نصير إليك؟ فإن قال لك: بل أصير إليه، فتسأله أن يقدم مصيره إليَّ.

قال هرثمة: فجئت فلمّا اطّلعت على سيّديعليه السلام، قال: يا هرثمة، أليس قد حفظت ما أوصيتك به؟ قلت: بلى، قال: قدّموا ]إليَّ[ نعلي فقد علمت ما أرسلت به، فقدّمت نعله، ومشى إليه، فلمّا دخل المجلس، قام إليه المأمون قائماً، فعانقه، وقبل بين عينيه، وأجلسه (على سريره) إلى جانبه، وأقبل يحادثه ساعة طويلة، ثمّ قال لبعض غلمانه: يؤتي بعنب ورمان.

قال هرثمة: فلمّا سمعت ذلك، لم أستطع الصّبر، ورأيت انتفاضاً في جسدي، وكرهت أن يتبيّين ذلك منّي، فرجعت القهقري، حتّى خرجت، فرميت بنفسي في موضوع من الدّار، فلمّا قرب زوال الشّمس(أ) حسست بسيّديعليه السلام قد خرج من عنده، ورجع إلى داره، ورأيت الامر قد خرج من عند المأمون بإحظار الاطباء، فقلت: ما هذا؟ قيل: علّه عرضت للرّضاعليه السلام، وكان النّاس في([1149]) شكٍّ، وأنا كنت على يقين لمّا علمته منهعليه السلام، فلمّا كان في بعض اللّيل، وهو([1150]) الثلث الثّاني، ارتفع الصّياح، وسمعت الوجبة([1151]) من الدّار، فأسرعت فيمن أسرع، فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرّأس، محلّل الازرار، قائماً على قدميه ينتحب ويتباكى، فوقفت فيمن وقف، وأنا أحسّ بنفسي تكاد تفيض، ثمّ أصبحنا وجلس المأمون للتعزية، ثمّ قام([1152]) ومضى إلى الموضع الّذي فيه سيّدنا الرّضاعليه السلام، وقال: اصلحوا لنا موضعاً فإنّي اُريد أن اُغسّله، فدنوت منه، فقلت: خلوةً يا أمير المؤمنين، فأخلى نفسه (واعدت عليه، ما قال لي)([1153]) سيّدي الرّضاعليه السلام بسبب الغسل والكفن والدّفن، فقال: لست أعرض في ذلك، فشأنك يا هرثمة.

فلم أزل قائماً حتّى رأيت الفسطاط الابيض قد انتصب في جانب الدّار، فصار صلوات الله عليه في داخله، ووقفت من ظاهرة، وكلّ من في الدّار دوني، وأنا أسمع التّكبير، والتّهليل، وتردد الاواني، وصوت مصبّ الماء، وتضوّع الطّيب الذي لم أشّم مثله طيباً.

قال هرثمة: فإذا أنا بالمأمون قد أشرف عليَّ من (بعض علالي)([1154]) داره، فقال يا هرثمة، أليس زعمتم أنّ الامام لا يغسّله إلاّ إمام مثله؟ فأين محمّد أبنه، وهو السّاعة بالمدينة وهذا بطوس من أرض خراسان؟!

قال هرثمة: فقلت: (والله) ما يغسّله غير من ذكرته، فسكت عنّي، ثمّ ارتفع الفسطاط وإذا بسيّدي صلى الله عليه مدرجاً في أكفانه، فوضعته على نعشه، ثمّ حملناه، فصلّى عليه المأمون والنّاس، ثمّ جئنا إلى موضع القبر، فوجدتهم يضربون بالمعاول من فوق قبر هارون الرّشيد، ليجعلوه قبلة لقبره، والمعاول تنبؤ عنه حتّى ما قطعوا من تلك الارض شيئاً، فقال المأمون: ويحك يا هرثمة! أما ترى الارض؟

فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ الرّضاعليه السلام أمرني أن أضرب معولاً واحداً في قبلة قبر أبيك، لا أضرب غيرها، قال: فإذا ضربت يا هرثمة، يكون ماذا؟

فقلت: أنّه أخبرنى أن لا يكون([1155]) قبر أبيك قبلة لقبره، واننّي إذا ضربت هذا المعول الواحد أنفذ([1156]) القبر محفوراً من غير يد تحفره، وبان الضّريح في([1157]) وسطه.

فقال المأمون: سبحانه الله، ما أعجب هذا الكلام! ولا عجب من أمر أبي الحسن. فاضرب حتّى نرى. (قال هرثمة: فأخذت المعول) فضربت في قبلة قبر هارون ]فانكشف[([1158]) القبر محفوراً، وبان الضّريح في وسطه، والنّاس ينظرون. فقال: انزله يا هرثمة.

فقلت: إنّ الرّضاعليه السلام أمرني أن لا أنزله حتّى ينفجر من أرض هذا القبر ماء (أبيض، فيمتلي به القبر إلى وجه الارض، ويضطرب فيه حوت بطول القبر)([1159]) فإذا غاب الحوت، وغار الماء وضعتني([1160]) على جانب القبر، وخليت بيني([1161]) وبين ملحده.

]فـ[ قال: فافعل يا هرثمة، ما اُمرت به. قال هرثمة: فانتظرت ظهور الماء والحوت إلى أن ظهر، فاضطرب الحوت، (و) غاب، ثمّ غار الماء والنّاس ينظرون، ثمّ وضعت النّعش على جانب القبر، وسجف من فوقه سجاف أبيض، لم يبسطه([1162])أحد، ثمّ اُنزل إلى قبرهعليه السلام بغير يد أخذتـ]ـه[ منّا (وممّن حظروا، وأشار المأمون على النّاس)([1163]) أن أحثوا التُّراب عليه بأيديكم (واطرحوه على القبر). فقلت: لا تفعل ذلك. قال: ويحك فمن يملاه؟!

قلت: أمرني الرّضاعليه السلام أن لا ]يطرح([1164])[ عليه التُّراب، فإنّ القبر يمتلي من نفسه، وينطبق، ويتربّع على وجه الارض. (قال): فأشار المأمون إلى النّاس أن كفّوا، فرموا مافي أيديهم من التّراب، ثمّ امتلى القبر، وانطبق، وتربع على وجه الارض.

وانصرف المأمون، وانصرفنا، فدعاني وأخلى مجلسه، ثمّ قال: يا هرثمة، ]والله[ لتصدقني عمّا (سمعته من أبى الحسن. قال هرثمة: فقلت: أخبرت أمير المؤمنين بما قال لي، قال: والله، لتصدقني عمّا سمعته من أبي الحسن، قال هرثمة: فقلت: قد أخبرت أمير المؤمنين بما قال لي، قال: والله، لتصديقني عمّا أخبرك به غير ماقلته لي؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، فعمّا تسألني)([1165]) (قال: فقلت:)([1166]) نعم، فقال: ماهو؟

قلت: خبر العنب والرّمان، (قال:) فأقبل المأمون يتلّون ألواناً بصفرة، وحمرة، وسواد، ثمّ مدّ بنفسه كالمغشي عليه، وسمعته يقول في غشيته: ويل للمأمون من الله! ويل للمأمون من محمّد رسول صلى الله عليه وآله وسلم! ويل للمأمون من]أمير المؤمنين عليّ ولي الله[([1167])! وويله من فاطمة! وويله من الحسن والحسين! وويله من عليّ بن الحسين! وويله من محمّد بن عليّ! وويله من جعفر بن محمّد! وويله من موسى بن جعفر!! (وويله من عليّ بن موسى، وويل أبيه هارون من موسى بن جعفر). هذا والله الخسران المبين حقّاً!!

يقول هذا ]و[ يكرره، فلمّا رأيته قد أطال ذلك منه، توّليت عنه، وجلست في جانب من الدّار.

قال هرثمة: فجلس المأمون، ودعاني، فجئت إليه وهو كالسّكران، فقال لي: والله، ما أنت بأعزّ عليَّ منه، ولا (من) جميع من في الارض، ووالله. لان بلغني ]عنك[ إنّك أعدت حرفاً ممّا سمعته منه ]ورويته[([1168])، ليكوننّ هلاكك أهون عليّ ممّا لم يكن.

قال هرثمة: فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ ظهر ذلك منّي، فأنت في حلّ من دمي، فقال: لا والله. أو تعطيني عهداً، وميثاقاً أ نّك تكتم هذا ولا تعيده([1169])؟ قال: فأخذ منّي العهد والميثاق وأكّدهما عليَّ، قال: فلمّا ولّيت عنه صفق بيديه، ثمّ سمعته يقول: (يَسُتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذ يُبَيّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً)([1170]).

(وكان للرّضا صلوات الله عليه من الولد محمّد عليه السلام).

وهذا الخبر الّذي رواه الحسين بن حمدان في([1171]) كتاب «الانوار»([1172]).

]22[ (وفي كتاب «الوصايا» المنسوب إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد بن زياد الصّيمري (رضي الله عنه) عنه، عن أبي الصّلت الهروي، قال: قال لي المأمون يوماً: أطل أظفارك ولا تقلّمها، فطوّلتها حتّى استحييت من النّاس من طولها، فحضرته يوماً وقد دعا بمزود مختوم، وأمرني بفضّهِ وادخال يدي فيه، وتقليب الدّواء الّذي فيه. ففعلت، وكان فيه شيء مطحون مثل الذّريرة البيضاء. فامتلات أظفاري منه، ثمّ قال لي: قم بنا، فلم أدر ما يريد، فدخل من باب كان بينه وبين دار الرّضا عليه السلام، وكان قد أنزله في دار ملاصقة لداره، وكان الرّضا عليه السلام أظهر فترة، فجلس عنده وسأله عن خبره، ثمّ قال له: الصّواب أن تمصّ رُماناً وتشرب ماءه، فقال له: مابي إليه حاجة، فأقسم عليه ليفعلّن، وكان في بستان الدّار شجرة رَمّان، فأمر الخادم، فقطف منها رمّانة، ثمّ قال لي: تقدّم فقشّرها وفتّتها، فقلت في نفسي: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هذه والله، المصيبة العظمى، ففتّت الرّمانة في جام بلّور أحضره الخادم، ودعا بملعقة، فناوله من يده ثلاث ملاعق فلمّا رفع إليه الرّابعة.

قال الرّضا عليه السلام: حسبك قد أتيت على ما احتجت إليه، وبلغت مرادك. فنهض المأمون، وكان من أمر الرّضا عليه السلام.

وحديث القبر والسّمك، ما رواه النّاس)([1173]).

]23[ ومضى عليه السلام في سنة اثنتين ومائتين من الهجرة، وكان مولده صلوات الله عليه في سنة ثلاث وخمسين ومائة، بعد مضيّ الصّادق عليه السلام بخمس سنين، وأقام بعد أبيه عليه السلام (في الامامة)([1174]) تسع عشرة سنة.

وقبض صلوات الله عليه وَسِنّه تسع وأربعون سنة وشهور.

]24[ وروى عليّ بن محمّد الحصيبي، قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن أبي هاشم الهاشمي، قال: حدّثني أحمد بن عبدالرّحمن الخزّاز الكوفي، عن أبيه عبدالرّحمن بن يحيى، قال: كنت يوماً بين يدي مولاى الرّضا عليه السلام في علّته الّتي قبض فيها، إذ نظر إليَّ فقال لي:

يا عبدالرّحمن، إذا كان في آخر يومي هذا، وارتفعت فإنّه سيوافيك، أبني محمّد فيدعوك إلى غسلي، فإذا غسّلتموني، وصلّيتم عليَّ، فاعلم هذا الطّاغية لئلاّ (نيصر)([1175]) على شيئاً، ولن يستطيع ذلك.

فو الله، أ نّي بين يدي سيّدي عليه السلام يكلّمني، فنظرت إليه وقد فارق صلوات الله عليه الدّنيا، فأخذتني حسّرة وغصّة (مدّ يده) فد نوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبدالرّحمن، فإذا الحائط قد انفرج، وإذا أنا بمولاي أبي جعفر محمّد ابنه صلوات الله عليه وعليه، درٌّاعة بيضاء، معتّم بعمامة سوداء، فقال: يا عبدالرّحمن، لاتقم إلى غسل مولاك،ثمّ دنا منه عليه السلام، فلمّا انثنى قال لي: قم إلى غسل مولاك، فوضعته على المغتسل، وغسّله بثوبه كغُسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: اعلم هذا الطّاغي بما رأيت لئلاً ينقض عليه شيئاً فلن يستطيع ذلك، فلم أزل بين يدي سيّدي صلوات الله عليه إلى أن غاب عن بصري.

فلمّا كان في غد جاء المأمون في خلق كثير، ومنعتني هيبته أن أبدأ له بالكلام، وكان من عزمه أن يتولّى غسله صلوات الله عليه، فقال: يا عبدالرّحمن، ما أكذبكم! الستم تزعمون أنّه ما من إمام يمضي إلاّ وولده القائم بأمره يلي غُسله وتكفينه؟ هذا عليّ بن موسى بخراسان، ومحمّد ابنه في المدينة.

قال عبدالرّحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين، أمّا إذا بدأتني فاسمع، إنّه لمّا كان أمس، قال لي الرّضا صلوات الله عليه: كذا وكذا، وكنت عنده إلى اللّيل، فلمّا قبض صلوات الله عليه دنوت منه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبدالرّحمن. وحدّثته بالحديث.

فقال المأمون: صفه لي، فوصفته له بحليته ولباسه، وأريته الحائط الّذي خرج منه، ثمّ رأيته رمى بنفسه إلى الارض، وأقبل يخور كما يخور الثّور، وهو يقول: ويلك يا مأمون! ما حالك وعلى ما أقدمت؟! لعن الله فلاناً وفلاناً أشارا عليَّ بما فعلت.

ومشهده صلوات الله عليه بطوس في قبلة هارون([1176]).


 

 

 

 

 

 

وصارت الامامة للمولى التّقي أبي جعفر صلوات الله عليه

بالنصّ عليه من أبيه عليه السلام، وهو أبو جعفر الثّاني، صلوات الله عليه، وقام بأمر الله سبحانه مقام أبيه عليه السلام، واتّبعه المؤمنون.

]1[ (و) روي أنّ اسم أُمّه سبيكة، رضي الله عنها، وأنّها كانت أفضل نساء أهل زمانها([1177]).

]2[ وروي أنّه صلوات الله عليه ولد ليلة الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان (سنة) خمس وتسعين ومائة.

وكان مولده ومنشأه مثل مولد آبائه صلوات الله عليهم.

ومن دلائله وبراهينه صلوات الله عليه

]3[ روى عبد الله([1178]) بن محمّد، عن كلثم بن عمران([1179])، قال: قلت للرّضا عليه السلام: اُدع الله أن يرزقك ولداً، فقال عليه السلام: إنّما اُرزق ولداً واحداً وهو يرثني.

فلمّا ولد أبو جعفر عليه السلام، قال الرّضا عليه السلام لاصحابه: قد ولدلي شبيه موسى بن عمران عليهما السلام. فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم عليهما السلام، قدّست أُمّ ولدته (فلقد خلقت)([1180]) طاهرة مطهّرة.

قال الرّضا صلوات الله عليه: يقتل غيظاً([1181])، فيبكي له وعليه أهل السّماء، ويغضب الله تعالى على عدوّه وظالمه، فلا يلبث إلاّ يسيراً حتّى يعجّل([1182]) الله به إلى عذابه الاليم وعقابه الشّديد.

وكان طول ليله يناغيه في مهده([1183]).

]4[ وروى الحميري، عن عبد الله بن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن حكيمة بنت أبي إبراهيم موسى عليه السلام، قال: لمّا علقت أُمّ أبي جعفر عليه السلام، قلت للرّضا عليه السلام: إنّ جاريتك سبيكة قد علقت، فقال: إنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيّام، فلمّا ولدته وسقط إلى الارض، قال:

أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله.

فلمّا كان اليوم الثالث عطس، فقال: الحمد لله، وصلّى الله على محمّد وآله الائمة الرّاشدين([1184]).

]5[ روي عن عليّ بن أسباط، قال: خرج أبو جعفر صلوات الله عليه، عليَّ، فجعلت أنظر إليه لاصف قامته، وصورته لاصحابنا بمصر.

فقال لي: يا عليَّ بن أسباط، إنّ الله تعالى احتجّ في الامامة بمثل ما حتجّ به في النبوة، فقال سبحانه: (وَآتينَاهُ الْحُكمَ صَبِيّاً)([1185]).([1186])

]6[ قال: وحدّثني عدّة من أصحاب الرّضا عليه السلام: إنّ أبا جعفر صلوات الله عليه كان يتكلّم في المهد صبيّاً([1187]).

]7[ عن محمّد بن سنان قد رفع الله درجته، قال: كنّا مع الرّضا عليه السلام بمكة، فلمّا أردنا الخروج، قلنا: إن رأيت أن تكتب معنا إلى أبي جعفر عليه السلام كتاباً تسلّم عليه، ونلقاه بكتبابك إذا قدمنا المدينة، قال: فعلت، فكتب إليه كتاباً، فلمّا واقفنا المدينة أخرجه عليه السلام إلينا موفق الخادم على عاتقه، فدفعنا إليه الكتاب، فقدّرناه أنّه لا يقرء لصغر سنه، ففضه موفق ونشره بين يديه، فأقبل ينظر فيه سطراً سطراً ويقرأه ويتبسّم ويطويه حتّى قرأه إلى آخره.

قال محمّد بن سنان (رضي الله عنه): فلمّا فرغ صلوات الله عليه من قراءته حرّك رجليه على ظهر موفق، وقال: ثاخ ثاخ، قال: فدنوت منه عليه السلام وتمسّحت به، وقلت: بطوسة بطوسة، فعاد بصري بعد ما كان ذهب([1188]).

]8[ عن صفوان بن يحيى([1189])، قال: قلت للرضا عليه السلام: قد كنّا نسألك عن الامام بعدك قبل أن ]يهب[([1190]) الله لك أبا جعفر، وكنت تقول: يهب الله لي غلاماً، وقد وهب الله لك، وأقرّ عيوننا، ولا أرانا الله يومك، فإن كانت الحادثة، فالى من نفرع؟

فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو نائم([1191]) بين يديه، فقلت: جعلت فداك، هو ابن ثلاث سنين، فقال عليه السلام: وما يضرّه ذلك؟ قدقام عيسى عليه السلام بالحجّة وهو ابن سنتين([1192]).

]9[ وروي عن محمّد بن أحمد بن أبي نصر، قال: دخلت أنا وصفوان بن يحيى على الرّضا عليه السلام، وأبو جعفر عليه السلام عنده نائم، فقلنا: إن حدث ـ ونعوذ بالله ـ حدث، فمن القائم بعدك؟ فقال: أبني هذا. فقلت: وهو في هذا السّن؟

فقال: إنّ الله تبارك وتعالى إحتجّ بعيسى بن مريمعليه السلام على خلفه وهو ابن سنتين، وإنّ الامامة تجري مجرى النبوّة([1193]).

]10[ عن محمّد المحمودي، عن أبيه: إنّ حاضنة أبي جعفر عليه السلام، قالت لابي جعفرعليه السلام وهو صغير: مالي أراك متفكراً كأنّك شيخ؟

فقال عليه السلام : إنّ عيسى بن مريم كان يمرض وهو صغير، فيصف لامّه ما تعالجه به، فإذا تناوله بكى، فقالت: يابنّي، إنّما أعالجك بما علّمتني، فما هذا البكاء، فيقول لها: الحكم حكم النبوّة، والعلم علم النبوّة، والخلقة خلقة الصّبيان([1194]).

]11[ ولمّا قبض الرّضا عليه السلام كان سنّ أبي جعفر عليه السلام، نحو: سبع سنين، فاختلفت الكلمة ]بين[([1195]) النّاس ببغداد وفي الامصار، واجتمع الرّيان بن الصّلت، وصفوان بن يحيى، ومحمّد بن حكيم، وعبدالرّحمن بن الحجاج، ويونس بن عبدالرّحمن، وجماعة من وجوه الشّيعة وثقاتهم، في دار عبدالرّحمن بن الحجّاج في بركة ]زَلُول[([1196]) يبكون ويتوجعون من المصيبة.

فقال لهم يونس بن عبدالرّحمن: دعوا البكاء، من لهذا الامر، وإلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا؟ ـ يعني أبا جعفر عليه السلام ـ .

فقام إليه الرّيان بن الصّلت، فوضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه، ويقول له: أنت تُظهر الايمان، وتبطن الشّكّ والشّرك، إن كان أمره من الله جلّ وعلا، فلو أنّه كان ابن يوم واحد، لكان بمنزلة الشّيخ العالم وفوقه، وإن لم يكن من عند الله، فلو عمّر ألف سنة فهو كواحد من النّاس، هذا ممّاينبغي أن يفكر فيه.

فأقبلت العصابة (على يونس)([1197]) تعذله وتوّبخه، وكان وقت الموسم فاجتمع من فقهاء بغداد والامصار وعلمائهم ثمانون رجلاً، خرجوا إلى الحجّ، وقصدوا المدينة، ليشاهدوا أبا، جعفر عليه السلام، فلمّا وافوا أتوا دار جعفر الصّادق صلوات الله عليه، لأنّها كانت فارغة([1198])، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير، وخرج إليهم عبد الله([1199]) بن موسى فجلس (في صدر المجلس) وقام مناد، وقال: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن أراد السؤال فليسأله، فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب، فورد على الشّيعة ما حيرّهم وغمّهم، واضطربت الفقهاء، وقاموا وهمَوا بالانصراف، وقالوا في أنفسهم: لو كان أبو جعفر عليه السلام (يكمل لجواب المسائل لما كان من)([1200]) عبد الله ما كان، ومن الجواب بغير الواجب.

ففتح عليهم باب من صدر المجلس، ودخل موفق، وقال: هذا أبو جعفر، فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه، وسلّموا عليه، فدخل صلوات الله عليه، وعليه قميصان وعمامة بذوابتين، وفي رجليه (نعل بقبالتين وجلس)([1201]) وأمسك النّاس كلّهم.

فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله، فأجاب عنها بالحقّ، ففرحوا ودعوا له، وأثنوا عليه، وقالوا له: إنّ عمّك عبد الله أفتى بكيت وكيت، فقال:

لا إله إلاّ الله. يا عم، أنّه عظيم عند الله أن تقف غداً بين يديه، فيقول لك:

لم أفتيت([1202]) عبادي بما لم تعلم، وفي الامّة من هو أعلم منك([1203])؟!

وكان إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت ممّن حجّ في جملتهم في تلك السّنة، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل، وكان لي حمل، فقلت في نفسي: إن أجابني عن مسائلي، سألته أن يدعو الله أن يجعله ذكراً، فلمّا ألحّ عليه النّاس بالمسائل، وكان يفتي بالواجب ]فـ[ قمت لاخفف والرّقعة معي لاسأله في غد عن مسائلي.

فلمّا نظر إليَّ عليه السلام: يا أسحاق، قد استجاب الله دعائي فسّمه أحمد، فقلت: الحمد لله هذا هو الحجّة البالغة (وانصرفت إلى بلدي، فولد لي ذكر فسمّيته)([1204])أحمد([1205]).

]12[ وروي أميّة بن عليّ، قال: كنت بالمدينة أختلف إلى أبي جعفر عليه السلام والرّضا أبوه صلوات الله عليه بخراسان، فدعى يوماً بجارية، وقال لها: قولي لهم:

يتهيأون للمأتم. فلمّا تفرّقنا من مجلسه كنت أنا وجماعة، قلنا: الا سألنا مأتم من؟ فلمّا كان من الغد أعاد القول، فقلنا له: مأتم من؟

فقال : مأتم خير من على الارض، ثمّ ورد الخبر بمضي الرّضا عليه السلام بعد ذلك بأيّام.

ثمّ أنّ المأمون وجّه بمن أشخصه من المدينة، فلمّا قرب صلوات الله عليه من الابواء. استقبله (واترله)([1206]) بالقرب من داره، وعزم على أن يزّوجه ابنته ـ أمّ الفضل ـ وروي اُمّ عيسى([1207]).

]13[ وروي عن الريّان بن الصلت([1208]). أنّه قال: لمّا أراد المأمون أن يزّوج أبا جعفر صلوات الله عليه ابنته، اجتمع إليه الادنون من بني هاشم([1209])، وقالوا: يا أمير المؤمنين، (إيّاك)([1210]) أن تخرج عن هذا البيت مُلكاً أو أمراً قد ملّكناه الله، وتنزع عنّا (عزّاً قد البسناه، وقد عرفت ما بيننا وبين آل أبي طالب، وهذا الغلام صبيّ)([1211]) لم يبلغ مبالغ الرجال، فلو توقفت في أمره، ونظرت، قال: فانتهرهم المأمون، وقال (لهم): ]هو[ والله أعلم بالله وبرسوله وسنتّه و أحكامه من جماعتكم.

فخرجوا من عنده وصاروا إلى يحيى بن أكثم([1212]) (فسألوه الاحتيال على أبي جعفر صلوات الله عليه، قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا يحيى بن أكثم)([1213]) إن أذنت له (أن) يسأل أبا جعفر عليه السلام عن مسألة في الفقة، نظرنا كيف فهمه ومعرفته من فهم أبيه ومعرفته؟

فأذن المأمون ليحيى بن أكثم في ذلك، فقال يحيى لابي جعفر صلوات الله عليه: ما تقول في مُحرم قتل صيداً؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: في حلّ أم([1214]) حرم، عالماً أم جاهلاً، عمداً أم خطأً، صغيراً اُم كبيراً، عبداً (القاتل) أم حرّاً، مبتدئاً أم معيداً، من ]ذوات[([1215]) الطّير أم من غيرها، من صغار الصيد أم من كبارها، مصرّاً أم نادماً، بالليل في وكرها أم بالنهار عياناً، محرماً بالحجّ للعمرة أم مفرداً بالحجّ؟

قال: فانقطع يحيى عن جوابه، فقال المأمون: تخطب يا أبا جعفر لنفسك.

فقال عليه السلام: الحمد لله منعم النّعم برحمته، والهادي إلى فضله بمنته، وصلى الله على صفوته من بريّته محمّد خير خلقه الّذي جمع فيه من الفضل ]مافرّقه[([1216]) في الرسل قبله، وجعل تراثه لمن خصّه بخلافته وسلّم تسلمياً، وهذا أمير المؤمنين (المأمون) زوّجني ابنته على ما جعل الله للمسلمين على المسلمات من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقد بذلت لها من الصّداق ما بذله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لازواجه) وهي خمسمائه درهم، ونحلتها من مالي مائة ألف، زوّجتني يا أمير المؤمنين؟

فقال المأمون: الحمد لله إقراراً بنعمته ]و[ لا إله إلاّ الله إخلاصاً([1217]) لعظمته، وصلّى الله على محمّد عبده وخيرته، وكان من فضل الله على الانام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال ]تعالى[: (وأَنِكحُواْ الايَامَى مِنكُمْ والصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإمَائكُم إِن يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمْ الله مِن فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ)([1218]) ثمّ أنّ محمّد بن عليّ خطب أمّ الفضل بنت عبد الله، وبذل لها من الصّداق خمسمائه درهم، وقد زّوجتكها، فهل قبلتها يا أبا جعفر؟

فقال صلوات الله عليه: قد قبلتها بهذا الصّداق، ثمّ أولم عليه المأمون، فجاء النّاس على مراتبهم فبينما نحن كذلك إذ سمعنا كلاماً كأنّه كلام الملاّحين، فإذا بالخدم يجرُون سفينة من فضّة مملوءة غالية، فخضبوا بها لحى الخاصّة، ثمّ مدوها إلى دار العامّة فخضبوا بها لحاهم، ثمّ أمر المأمون فنشر على أبي جعفر صلوات الله عليه رقاعاً كثيرة، فيها ذكر القرى والضياع والولايات، فمن أصاب منها شيئاً فهو له، فلمّا تفرّق النّاس قال له المأمون: يا أبا جعفر، إن رأيت أن تبيّن لنا ما الّذي يجب على([1219]) كلِّ صنف من هذه الاصناف الّتي ذكرت من)([1220]) جزاء الصّيد ]فقل[([1221])؟

فقال عليه السلام: إنّ المحرم إذا قتل صيداً في الحلّ والصّيد من ذوات الطّير من كبارها، فعليه شاة.

وإذا أصاب في الحرم، فعلية الجزاء مضاعفاً.

وإذا قتل ]فرخاً في الحلّ، فعليه جمل قد فطم، وليس عليه قيمة، لأنّه ليس في الحرم، فإذا قتله[([1222]) في الحرم فعليه ]الجمل[([1223]) وقيمته.

وإذا كان من الوحش، فعليه في حمار وحش بدنة، وكذلك في النّعامة، فإن لم يقدر، فإطعام ستين مسكين، فإن لم يقدر، فليصم ثمانية عشر يوماً.

فإن كانت بقرة، فعليه بقرة، فإن لم يقدر، فإطعام ثلاثين مسكيناً، فإن لم يقدر، فليصم تسعة أيّام.

فإن كان ظبياً، فعليه شاة، فإن لم يقدر، فإطعام عشرة مساكين، فإن لم يقدر، فصيام ثلاثة أيّام.

وإن كان في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة، حقّاً واجباً عليه أن ينحر، إن كان إحرامه للحجّ نحره بمنى حيث ينحر النّاس، وان كان في عُمْرَة، ينحر بمكّة ويتصدّق بمثل ثمنه حتّى يكون مضاعفاً.

فإن كان أرنباً، فعليه شاة ويتصدّق.

(و) إذا قتل الحمامة بعد الشّاة يتصدق بدرهم، أو يشتري به طعاماً للحمام في الحرم.

وفي الفرخ، نصف درهم. وفي البيضة، ربع درهم.

وكلّ ما أتى به المحرم بجهالة، أو خطأ، فليس عليه شيء إلاّ الصّيد. فإن فيه عليه الفداء. بجهالة كان أو بعلم. بخطأ كان أو بعمد.

وكلّ ما أتى به العبد فكفّارته على صاحبه مثل ما يلزم صاحبه..

وكلّ ما أتى به الصّغير الّذي ليس ببالغ، فلا شيء عليه فيه، وإن عاد فهو (ممّن ينتقم الله منه)([1224]) وليس عليه كفّارة، والنّقمة في الاخرة.

وإنّ دلَّ على الصّيد وهو محرم، فقتل، عليه الفداء، والمصرّ عليه يلزمه بعد الفداء العقوبة في الاخرة، والنادم عليه، فلا شيء عليه بعد الفداء.

وإذا أصاب الصّيد ليلاً في وكره خطأ، فلاشيء عليه إلاّ أن يتعمد ]ه[.

فإذا تصّيد([1225]) بليل أو نهار فعليه الفداء.

والمحرم للحجّ ينحر الفداء بمنى حيث ينحر النّاس.

والمحرم للعمرة ينحر ]ه[ بمكّة.

فأمر المأمون أن يكتب عنه ذلك صلوات الله عليه، ثمّ دعا من أنكر عليه من العبّاسيين تزويجه، فقرأه عليهم، وقال ]لهم[: هل فيكم من يجيب بمثل هذا الجواب؟ فقالوا([1226]): أمير المؤمنين كان أعلم به منّا([1227]).

]14[ عن صالح بن عطيّة، قال: حججت قبل خروج أبي جعفر صلوات الله عليه إلى العراق، فشكوت إليه الوحدة، فقال عليه السلام: أما أ نّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري جارية ترزق منها ابناً، فقلت له: جعلت فدلك، إن رأيت أن تيسّر عليَّ، فقال: نعم، اذهب ليعرض عليك، فإذا رضيت فاعلمني، ففعلت ذلك، فقال عليه السلام: اذهب فكن بالقرب من صاحبها حتّى أوافيك.

فصرت إلى دكان النّخاس، فمرّ بها عليه السلام فنظر إليها ومضى، فصرت إليه، وقلت: قد رضيتها، فما تأمر؟ فقال عليه السلام: قد رأيتها وهي قصيرة العمر.

فلمّا كان من الغد صرت إلى صاحبها، فقال: الجّارية محمومة، ولا يمكن عرضها. فعدت إليه من الغد فسألته عنها، فقال: دفنتها اليوم. فأتيته عليه السلام وأخبرته الخبر، ثمّ ابتعت غيرها فرزقت منها ابني محمّداً([1228]).

]15[ عن عمران بن محمّد الاشعري، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام لمّا قضيت حوائجي، فقلت: إنّ أمّ الحسن([1229]) تقرئك السّلام، وتسألك ثوباً من ثيابك تجعله كفناً لها.

فقال (لي): قد استغنت عن ذلك، فخرجت ولا أدري ما معنى قوله، حتّى ورد عليَّ الخبر بوفاتها([1230]).

]16[ حدّث صفوان بن يحيى، قال: حدّثني أبو ]نصر[([1231]) الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت أبي الحسن القرشي ـ وكانت من الصّالحات ـ قالت: لمّا قبض أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم ]أتيت[([1232]) اُمّ الفضل بنت المأمون، أو قالت: اُمّ عيسى بنت المأمون، فعزّيتها ووجدتها شديدة الحزن والجزع، تقتل نفسها بالبكاء والعويل، فخفت عليها (أن) تتصدّع مرارتها، فبينما نحن في حديث كرمه ووصف خلقه، وما أعطاه الله من العزّ والاخلاص، ومنحه من الشّرف والكرامة، إذ قالت زوجته ـ ابنة المأمون ـ : ألا أخبرك عنه عليه السلام بشيء عجيب، و أمر جليل فوق الوصف والمقدار؟ قلت: وما ذاك؟ قالت:

كنت أغار عليه كثيراً وأرقبه أبداً، وربّما كان يمسعني الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي، فيقول: يا بنيّة([1233])، احتمليه فإنّه بضعة من رسول الله عليه السلام، فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت عليَّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت؟ فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، وإنّي([1234]) زوجة أبي جعفر محمّد بن عليَّعليهما السلام زوجك، فدخلني من الغيرة مالم أقدر على احتماله، وهممت أن أخرج وأسيح في البلاد، وكاد الشّيطان يحملني على الاساءة بها، ]فـ[ كظمت غيظي، وأحسنتُ رفدها، وكسوتها، فلمّا خرجت عنّي لم أتمالك أن نهضت ودخلت على أبي فأخبرته بذلك، وكان سكراناً لا يعقل، فقال: يا غلام، عليَّ بالسّيف، فأتى به، ثمّ ركب، وقال: والله، لاقطّعنه، فلمّا رأيت ذلك، قلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ما صنعت بنفسي وزوجي، وجعلت ألطم (حرَّ) وجهي، فدخل عليه أبي، وما زال يضربه بالسّيف حتّى قطّعه، ]ثمّ[([1235]) خرج، وخرجت ها ربة خلفه، ولم أرقد ليلتي غمّاً وقلقاً، فلمّا أصبحت أتيت أبي وقلت له: أتدري ما صنعت البارحة؟ قال: وما صنعت؟ قلت: قتلت ابن الرّضا عليه السلام، فبرقت عينيه وغشي عليه، (ثمّ أفاق بعدحين، فقال:)([1236]) ويلك! ما تقولين؟ قلت: نعم والله يا أبت، دخلت إليه([1237]) ولم تزل تضربه بالسّيف حتّى ]قطّعته[([1238]). فضطرب من ذلك اضطراباً شديداً، ثمّ قال: عليِّ بياسر الخادم، فلمّا أُتي به، قال: ما هذا الّذي تقول هذه؟ قال ياسر: صدقت يا أمير المؤمنين، فضرب أبي بيده على صدره وخده، وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، هلكنا والله، وعطبنا وافتضحنا إلى آخر الابد، إذهب ويلك! وأنظر ما القصّة، وعجّل عليَّ بالخبر؟ فإنّ نفسي ]تكاد[([1239]) تخرج السّاعة، فخرج ياسر وأنا ألطم خدّي ووجهي، فما كان بأسرع (من أن)([1240]) رجع، وقال: البشرى يا أمير المؤمنين! فقال: لك البشرى، مالك؟

قال: دخلت إليه فإذا هو جالس، وعليه قميص وقد اشتمل بدواج([1241]) وهو يستاك، فسلّمت عليه، وقلت: يا ابن رسول الله، أحبّ أن تهب لي قميصك هذا أصلي فيه، وأتبرك به، وإنّما أردت أن أنظر إلى جسده (و) هل فيه جراحة أو أثر سيف؟ فقال: بل أكسوك خيراً منه، قلت: لست اُريد غير هذا القميص، فخلعه ونظرت إلى جسده (و) ما به أثر سيف، فبكى المأمون بكاءً شديداً، وقال: ما بقي بعد هذا الشيء (إلاّ) أنّ ذلك والله لعبرة للاوّلين والاخرين، ثمّ قال المأمون: يا ياسر، أ مّا ركوبي إليه، وأخذ السّيف، والدخول عليه فإنّي ذاكره. وخروجي عنه([1242]) وما فعلته فلست أذكر شيئاً ]منه[، ولا أذكر أيضاً انصرافي إلى مجلسي وكيف كان أمري وذهابي، لعن الله هذه الابنة لعناً وبيلاً، تقدّم إليها وقل لها: يقول لك أبوك: لئن جئتني([1243]) بعد هذا اليوم وشكوت منه أو خرجت بغير اذنه، لا نتقمّن له منك، ثمّ صر إليه يا ياسر، وأبلغه عنّي السّلام، واحمل إليه بعشرين ألف ديناراً، وقُد إليه الشّهري الّذي ركبته البارحة، ومرّ الهاشميين والقواد ]بأن[ يركبوا إليه ويسلّموا عليه.

قال ياسر: خرجت إلى الهاشمين  والقوّاد ]فأعلمتهم([1244])[ ذلك، وحملت المال إليه، وقُدْتُ الشّهري وصرت إليه (مع القوم) ودخلت عليه، وأبلغته السّلام، ووضعت المال بين يديه، وعرضت عليه الشّهري، فنظر إليَّ ساعة، ثمّ تبسّم، وقال:

يا ياسر، هكذا كان العهد بيني وبينه (حتّى هجم عليَّ بالسّيف، أو ما علم أنّ لي ناصراً وحاجزاً يحجز بيني وبينه)؟ فقلت: يا سيّدي، دع عنك ]العتاب[([1245]) فو الله (جلّ وعزّ) وحقّ جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، ما كان يعقل من أمره شيئاً، وما علم أين هو من([1246]) أرض الله، وقد نذر لله نذراً وحلف أن لا يسكر أبداً، ولا تذكر له شيئاً، ولا تعاتبه على ما كان منه.

فقال صلوات الله عليه: هكذا كان عزمي ورأيي. فقلت: إنّ جماعة من بني هاشم والقوّاد بالباب (بعث بهم)([1247]) ليسلّموا عليك، ويكونوا معك إذا ركبت.

فقال عليه السلام: أدخل بني هاشم والقوّاد ما خلا عبدالرّحمن بن الحسن، وحمزة ابن الحسن، فخرجت إليهم وأدخلتهم فسلّموا وخدموا، فدعا عليه السلام بالثّياب ولبس ونهض وركب النّاس معه حتّى دخل([1248]) على المأمون، فلمّا رآه قام إليه وضّمه إلى صدره، ورحّب به ولم يأذن لاحد بالدخول عليه، ولم يزل يحدّثه ويسارّه، فلمّا انقضى ذلك، قال له أبو جعفر صلوات الله عليه: يا أمير المؤمنين، فقال له المأمون: لبيك وسعديك، قال: لك نصيحة فاقبلها، فقال المأمون: (سمعاً وطاعة)([1249]) فما ذلك؟ فقال عليه السلام: أحبّ أن لا تخرج باللّيل فإنّي لست آمن عليك ]من[ هذا الخلق المنكوس، وعندي حرز تحصّن به نفسك، وتحترز (به) من الشّرور والبلايا، والمكاره، والافات، والعاهات، كما أنقذني الله ]منك[([1250]) البارحة، فلو لقيت به جيوش الروّم (والتّرك) ]أو أكثراً[ واجتمع عليك وعلى غلبتك أهل الارض جميعاً، ما تهيأ لهم فيك شيء بقدرة الله تعالى و جبروته، ومن مردة الشّياطين: الجنّ والانس، فإن أحببت بعثت به إليك تحرز به نفسك من جميع (الشّرور، وقد جرّبته فوق المقدار من التّجربة)([1251]).

فقال المأمون: تكتب ذلك بخّطك وتبعث به إليّ (لاحفظه، قال: نعم)([1252]) فقال له المأمون: (إن كنت) فداك عمّك تجد عليّ شيئاً (لما قد رأيت)([1253]) منّي فاعف (لو تقرّبت)([1254]). فقال عليه السلام (لَمْ أرَ)([1255]) شيئاً، ولم يكن إلاّ خيراً. فقال المأمون: والله، ]لو تقرّبت[([1256]) إلى الله ]تعالى بـ[ خراج الشّرق والغرب (والعزّ والملك)([1257]) وأنفق فيه ما أملك، كفارة لمّا سلف، ثمّ قال: يا غلام، الوضوء والغداء، وادخل بني هاشم، فدخلوا وأكلوا معه، وأمر لهم بالخلغ والجوائز على الاقدار، ثمّ قال لابي جعفر صلوات الله عليه: انصرف في كلاءة الله عزّ اسمه وحفظه، فإذا كان في غد فابعث إليَّ (بالعقد، فقال عليه السلام: نعم. فركب)([1258]) وأمر القوّاد أن يركبوا معه حتّى يأتي منزله.

قال ياسر الخادم: فلمّا أصبح أبو جعفر صلوات الله عليه بعث إليَّ فدعاني، ودعا بجلد ظبي من رقّ، ثمّ كتب عليه السلام فيه بخطّه ـ الحرز، وهو معروف، ونسخته عند أكثر الشّيعة، وليس هذا موضعه وكنت أثبتّه ـ ثمّ قال صلوات الله عليه: يا ياسر، (احمل هذا)([1259]) إلى أمير المؤمنين وقل له: ]يصنع[([1260]) له قصبة من فضّة، فإذا أراد شدّة في عضده الايمن فليتوضأ وضوءاً حسناً سابغاً، وليصلّ أربع ركعات، يقرأ في كلِّ ركعة: «فاتحة الكتاب»، وسبع مرّات «آية الكرسي»، وسبع مرّات «شهد الله» وسبع مرّات «والشّمس (وضحها)»، وسبع مرّات «واللّيل (إذا يغشى)»، وسبع مرّات «قل هو الله أحد»، ثمّ يشدّة على عضه الايمن عند النوائب، يسلم بحول الله وقوّته، من كلّ شيء يخافه ويحذره.

(ويقال: إنّ المأمون لمّا سمع من أبي جعفر صلوات الله عليه في أمر هذا الحرز هذه الفضائل كلّها، غزا أعادية وكان ينصره الله عليهم، ويمنحه من المغنم مالله به عليم، ولم يفارقه هذا العقد عند كلّ غزوة ومحاربة، فكان ينصره الله عزّ وجلّ ويرزقه الفتح([1261]).

]17[ و]لمّا[ خرج أبو جعفر عليه الصلاة بزوجته ـ أبنة المأمون ـ حاجّاً وأخرج أبا الحسن عليّ ابنه عليه السلام (معه) وهو صغير، فخلّفه في المدينة، وسلّم إليه المواريث والسّلاح، ونصّ عليه بمشهد ثقاته وأصحابه، وانصرف إلى العراق ومعه زوجته أبنة المأمون، وكان قد خرج المأمون إلى بلاد الرّوم فمات ]بالبذندون[([1262])في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وذلك في (ستّ عشرة سنة)([1263]) من إمامة أبي جعفر صلوات الله عليه، وبويع للمعتصم أبو إسحاق محمّد بن هارون في شعبان (من) سنة ثمان عشرة ومائتين.


ثمّ أنّ المعتصم ]جعل يعمل[([1264]) الحيلة في قتل أبي جعفر صلوات الله عليه، وأشار إلى أبنة المأمون زوجته (أن)([1265]) تسمّه. لأنّه وقف على انحرافها (عنه صلوات الله عليه)([1266]) وشدّة غيرتها عليه لتفضيله أُمّ أبي الحسن صلوات الله عليه (أبنه) عليها، ولأنّه لم يرزق منها ولد، فأجابته إلى ذلك، وجعلت سمّاً في عنب رازقي، ووضعته بين يديه صلوات الله عليه، فلمّا أكل منه، ندمت، وجعلت تبكي.

فقال صلوات الله عليه: ما بكاؤك؟ والله، ليضربّنك بفقر([1267]) لاينجبر، وبلاء لا ينستر. (فبليت)([1268]) بعلّه في أغمض المواضع من جوارحها، صارت باسوراً([1269])فأنفقت مالها وجميع ملكها([1270]) على تلك العلّة حتّى احتاجت إلى الاسترفاد([1271]).

وروي أنّ الباسور كان في فرجها([1272]).

]18[ (وروي أنّ أبناً للمأمون كان يسمّى جعفر أشار عليها بأن تسّم أبا جعفر صلوات الله عليه، وإنّه اجتمع معها في ذلك، ثمّ تردّى في بئرو كان سكراناً، فأخرج وهو ميّت)([1273]).

]19[ وقبض أبو جعفر صلوات الله عليه في سنة عشرين ومائتين من الهجرة في يوم الثّلاثاء لخمس ]ليال[ خلون من ذي الحجّة، وله أربع وعشرون سنة وشهور، لانّ مولده كان في سنة خمس وتسعين ومائة.

ومشهده ببغداد في مقابر قريش في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر صلوات عليهم([1274]).

]20[ ]عن عمر بن الفرج الرجحي([1275])، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إنّ شيعتك تدّعي أ نّك تعلم كلّ ماء في دجلة ووزنه! ـ وكنّا على شاطىء دجلة ـ .

فقال عليه السلام: يقدر الله تعالى على أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضة([1276]) من خلقه أم لا؟ قلت: نعم. يقدر.

فقال: أنا أكرم على الله تعالى من بعوضة([1277])، ومن أكثر خلقه[([1278]).


 

 

 

 

وصارت الامامة للمولى أبى الحسن عليّ بمحمّد

صاحب العسكر صلوات الله عليه

 

بالنصّ عليه من أبيه عليهما السلام، وقام بأمر الله سبحانه وتعالى مقام أبيه عليه السلام.

]1[ واسم اُمّه على ما رواه أصحاب الحديث: سمانة رضي الله عنها.

وكانت من القانتات.

]2[ وروي أنّه صلوات الله عليه ولد في رجب سنة أربع عشرة ومائتين من الهجرة، وحمل إلى المدينة وهو صغير في السّنة الّتي حجّ فيها أبو جعفر صلوات الله عليه بأبنة المأمون.

وكانت ولادته صلوات الله عليه مثل ولادة آبائه صلوات الله عليهم.

]3[ (روي عن محمّد بن الفرج، أنّه قال: دعاني أبو جعفر صلوات الله عليه، وأعلمني أنّ قافلة رجعت وفيها نخّاس معها رقيق، ودفع إليّ صرّة فيها ستّون ديناراً، ووصف لي جارية. بحليتها وصورتها ولباسها، وأمرني بإبتياعها منه، فمضيت واشتريتها بما استام وكان سومته ما دفعه إليَّ أبو جعفر عليه السلام.

فكانت تلك الجارية أمّ أبي الحسن عليه السلام، واسمها سمانة، وكان مولدها عند إمرأة ربّتها واشتراها النخّاس فلم يقض له أن يقربها حتّى باعها، هكذا ذكرت، وذكر النخّاس.

وكانت عارفة تقيّة)([1279]).

]4[ وروي عن محمّد بن الفرج، وعليّ بن مهزيار ، أ نّهما قالا: قال أبو الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام.

أُمّي عارفة بحَقّي، وهي من أهل الجنّة، لم يقربها شيطان مريد، ولم ينلها كيد جبّار عنيد، هي منذ كانت مكلوّة([1280]) بعين الله الّتي لا تنام، ولا تختلف عن اُمّهات الصدّيقين والصّالحين([1281]).

]5[ روي الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه: إنّ أبا جعفر عليه السلام لمّا أراد الخروج([1282]) من المدينة إلى العراق (ومعاودتها) أجلس أبا الحسن عليه السلام في حجره (بعد النصّ عليه)، وقال ]له[([1283]):

ما الذي تحبّ أن ]أهدي[([1284]) إليك من طرائف العراق؟ فقال عليه السلام: سيفاً كأنّه شعلة نار ]ثمّ التفت إلى موسى أبنه، وقال له: ما تحبّ أنت؟ فقال: فرس([1285])فقال عليه السلام: أشبهني أبو الحسن، وأشبه هذا اُمّه[([1286]).([1287])

ومن دلائل (المولى) أبي الحسن

(عليّ بن محمّد صلوات الله عليهما) وبراهينه

]6[ عن الحسن([1288]) بن محمّد، عن المعلّى([1289])، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: جاء المولى أبو الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام (وقد ذعر)([1290]) حتّى جلس (في حجر أمّ أبيها أمّ)([1291]) عمّة أبيه، فقالت له: مالكَ؟ فقال لها: مات أبي والله الساعة، فقالت: لا تقل هذا، فقال: هو والله كما أقول لك.

فكتبنا([1292]). الوقت واليوم، فجاء بعد أيّام خبر وفاته صلوات الله عليه، وكان كما قال([1293]).

]7[ (عن محمّد بن جعيد، قال: قدم المدينة عمر بن الفرج الرجحي حاجّاً بعد مضي أبي جعفر صلوات الله عليه، فأحضر جماعة من أهل المدينة، المخالفين، المعاندين لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لهم: اطلبوا رجلاً من أهل الادب والقرآن و العلم، لا يوالي أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لاضعه إلى هذا الصّبي ـ عنا أبا الحسن صلوات الله عليه ـ وأوكله تعليمه، وأتقدّم إليه بأن يمنع الرّافضة منه الّذين يقصدونه ويغوونه، فذكروا له رجلاً من أهل الادب يكنّى أبا عبد الله ويعرف بالجنيدي، متقدَماً عند أهل المدينة في الادب والفهم، ظاهر النّصب والعداوة لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأحضره عمر بن الفرج وأسنى له الجارية من مال السّلطان، وتقدّم إليه بما أراد، وعرّفه أنّ السّلطان أمره بإختيار مثله، وتوكيله بهذا الصّبي، وتعليمه، ومنع الرّافضة من الدخول إليه.

قال: فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن صلوات الله عليه في القصر بصريّا، فإذا كان اللّيل أغلق عليه الباب، وأخذ المفاتيح، فمكث على هذا مدّة، وانقطعت عله([1294])عنه وعن الاستماع منه، والقراءة عليه.

ثمّ إنّي لقيته في يوم جمعة، فقلت له: ما حال هذا الصّبي الّذي تؤدبه؟ فقال منكراً عليَّ: أتقول: هذا الصّبي، ولا تقول: الشّيخ، اُنشدك الله، هل تعرف بالمدينة من هو آدب منّي و أعلم؟ قلت: لا، فقال: والله، إنّي أذكر له الحرف من الادب أظّن أ نّي قد بالغت فيه، فيملي عليَّ فيه باباً أستفيده منه، ويظّن النّاس أ نّي أعلّمه، وأنا والله، أتعلّم منه، قال: فتجاوزت عن كلامه هذا كأ نّي لم أسمعه منه.

ثمّ لقيته بعد ذلك فسلّمت عليه، وسألته عن خبره وحاله، ثمّ قلت له: ما حال الفتى؟ فقال لي: دع عنك هذا القول، هو والله، خير أهل الارض، وأفضل من برأ الله، إنّه لربّما همّ بدخول الحجرة فأقول له: حتّى تقرأ عشراً، فيقول لي:

أي السور تحبّ أن أقرأها؟ فأذكر له من السّور الطّوال ما لم يبلغ إليه، فهدّها بقراءة لم أسمع أصّح منّها من أحد قط، وصوّب تأويله وتنزيله.

قال محمّد بن جعيد: ثمّ قال المعلم الجنيدي: هذا صبيّ صغير، ونشأ بالمدينة بين الخزاز السّود، فمن أين علّم هذا العلم الكبير يا سبحان الله! ما أعجب هذا!!.

ثمّ لقيت الجنيدي وقد نزع عن النّصب، وتاب وعرف الحقّ، و قال بإمامته صلوات الله عليه.

وفي سبع سنين من إمامته مات المعتصم، على ما رواه الثّقات، وبويع لهارون الواثق بن المعتصم، واستولى على الملك سنين)([1295]).

]8[ (حدّث الحميري، عن عليَّ بن محمّد النّوفلي، قال: حدّثني حيران الخادم ـ مولى قراطيس اُمّ الواثق ـ قال: حججت في سنة إثنتين وثلاثين ومائتين، فدخلت إلى أبي الحسن علىّ بن محمّد صلوات الله عليه، فقال لي: ما حال صاحبك ـ يعني الواثق ـ ؟ فقلت: وجع، ولعلّه قدمات.

قال: فقال لي: لم يمت بعد، ولكنّه لمّاً به، ولا يلبث حتّى يموت، ثمّ قال لي: فمن يقال بعده؟ قلت: أبنه، فقال عليه السلام: النّاس يقولون إنّهم يبايعون جعفراً، قلت: لا، قال: بلى. هو كما أقول لك، فقلت: صدق الله ورسوله وابن رسوله.

فكان كما قال عليه السلام، لم يلبث إلى أن مات، وبويع للمتوكّل جعفر بن المعتصم)([1296]).

]9[ وروي أنّ (ترنجة العبّاسي صاحب الصّلاتين بالحرمين كتب)([1297]) إلى المتوكّل: إن كان لك في الحرمين حاجة، فاخرج ]عليّ بن محمد[([1298]) منهما، فإنّه قد دعا النّاس إلى نفسه واتبعه خلق كثير، وتابع (الترنجي كتب)([1299]) بهذا المعنى. فوجّه([1300]) ]المتوكّل[، يحيى بن هرثمة، وكتب معه إلى أبي الحسن عليه السلام كتاباً جملاً([1301]). يعرّفه أنّه قد اشتاقه([1302])، وسأله القدوم عليه، وأمر يحيى بالمسير (معه كما يحبّ)([1303])، وكتب إلى ترنجة يعرّفه ذلك. فقدم يحيى بن هرثمة المدينة، وبدأ بترنجة، وأوصل الكتاب إليه، ثمّ ركبا جميعاً إلى أبي الحسن عليه السلام، وأوصلا إليه كتاب المتوكّل، فستأجلهما ثلاثة أيّام، فلمّا كان بعد ثلاث عادا إلى داره، فوجدا الدّواب مسرّجة، والاثقال مشدودة قد فرغ منها، فخرج صلوات الله عليه، متوجهاً نحوه([1304]) ومعه يحيى بن هرثمة([1305]).

]10[ (وروى يحيى بن هرثمة، قال: رأيت من دلائل أبي الحسن صلوات الله عليه الاعاجيب. في طريقنا منها، إنّا نزلنا منزلاً لا ماء فيه، فأشفينا نحن ودوابنا وجمالانا من العطش على التّلف، وكان معنا جماعة ورفقة عظيمة، قد تبعونا من أهل المدينة، وغيرها، فقال أبو الحسن صلوات الله عليه: وكأ نّي أعرف على أميال موضع ماء، فقلت: إنّ نشطت وتفضلّت عدلت بنا إليه، فعدل بنا عن الطّريق، فسرنا نحو ستّة أميال، فأشرفنا على واد كأنّه زهر الرّياض، فيه عيون وأشجار وزروع، ليس فيها زارع ولا فلاّح، ولا أحد من النّاس، فنزلنا وشربنا وسقينا دوابنا وجمالنا، وأقمنا إلى بعد العصر، ثمّ تزوّدنا وارتوينا وحملنا فيما معنا من القرب، ورحلنا راحلين فلم يبعد أن عطشت، فكان لي مع بعض غلماني كوز فضّة قد شدّة في منطقته، فاستسقيته، فتلجلج لسانه بالكلام، فنظرت فإذا هو قد نسي الكوز في الوادي الّذي كنّا فيه، فرجعت أضرب بالسّوط على فرسي إلى ...([1306])موضوع في موضعه الّذي تركه الغلام، فأخذته و انصرفت متعجباً، متفكراً فيما رأيته، فلمّا قربت من القطر والعسكر وجدته عليه السلام واقفاً ينتظرني، فتبسّم صلوات الله عليه إليَّ، ولم يقل لي شيئاً، ولا قلت له سوى ما سأل من وجود الكوز، فأعلمته إنّي قد وجدته)([1307]).

]11[ (قال يحيى بن هرثمة: وخرج أبو الحسن صلوات الله عليه في آخريوم صائف، ونحن في ضحو وشمس حامية يحرق من مضرته، وركب وركبنا وعليه ممطر، وذنب دابّته معقود، وتحته على السّرج لبد طويل، فجعل كلّ من في العسكر والرفقة يضحكون تعجّباً، ويقولون: هذا الحجازي يعرف الزّيّ والزّينة.

فما سرنا إلاّ قليلاً حتّى ارتفعت سحابة من القبلة، وأظلمت. وأطّلقنا بسرعة، وجاء من المطر الهاطل كأفواه القرب، وكدنا نغرق ونتلف، ووصل الماء من ثيابنا إلى أبداننا، وامتلات خفافنا، وكان أسرع وأعجل من أن يمكنا أن نحطّ ونخرج اللبابيد، فصرنا شهرة. وما زال عليه السلام يتبسّم تبسّماً ظاهراً متعجباً من أمرنا)([1308]).

]12[ (قال يحيى: ثمّ صارت إلينا في بعض المنازل إمرأة معها ابن لها مرقود العين، ولم تزل تقول: معكم رجل علوي، دلّوني عليه حتّى يرقيَّ عين ابني هذا، فدللناها عليه، ففتح عين الصّبي فرأيتها، فلم أشك أنّها مقلوبة ذاهبة.

فوضع يده عليه السلام عليها، فحرّك شفتيه، ثمّ نحّاها عنها.

فإذا عين الغلام مفتوحة، صحيحة لا قلبة بها)([1309]).

]13[ ]و[ عن أبي جعفر (محمّد) بن جرير الطّبري([1310])، عن عبد الله بن محمّد
]
البلوي[([1311])، عن هاشم بن زيد([1312])، قال:

رأيت عليّ بن محمّد (العاشر) صاحب العسكر عليه السلام، وقد أُتى بأكمه، فأبراه.

ورأيته يهيء من الطّين كهيئة الطّير وينفخ فيه فيطير.

فقلت له: (ما الفرق)([1313]) بينك وبين عيسى عليه السلام؟ فقال عليه السلام: أنا منه و هو منّي([1314]).

]14[ (وفي كتاب «الاستشهاد» قال أبو القاسم عليّ بن أحمد الكوفي (رضي الله عنه): أخبرنا جماعة من مشايخنا الّذين خدموا بعض الائمّة عليهم السلام، عن قوم جلسوا لعليّ ابن محمّد عليهما السلام ـ المعروف بصاحب العسكر ـ لينظروا إليه، فنظروا إليه وانصرفوا، فكان كلّ واحد منهم يصفه في صورته ولونه بصفة غيرالصّفة الّتي يصفها بها غيره، فقال بعضهم: هو:

شيخ أبيض الرّأس واللّحية، وقال بعضهم: هو شاب أسود شعر الرّأس واللّحية، وقال آخر: هو أسمر شديد السمرة، وقال آخر: بل هو أبيض ظاهر البياض والحمرة. فلم يتفقوا على صفة صورة له.

قال الحسين بن عبد الوهاب ـ مؤلّف هذا الكتاب ـ : ولقد حدّثني بمثل ذلك عن المسيح عليه السلام أحد الرّهبان بيشكر أرجان، فقال: قرأت في كتبنا: إنّ جالينوس لمّا سمع بذكر المسيح عليه السلام، وظهوره، وما حدّث به من معجزاته فأنّه أنفذ أنفساً من تلاميذه ليحضروه ويكتبوا صفته، وعلامته، وكيفيّة صورته، ثمّ يعرضونها عليه. فقصدوه، ودخلوا عليه، وجلسوا بين يديه عليه السلام، ونظروا إليه، وكتب كلّ واحد منهم صفته وعلامته، فلمّا نهضوا من عنده لم يتقابل ماكتبوه، إذ كل واحد منهم رآه عليه السلامبصورة هي غير الصّورة الّتي رآها الاخر، فرجعوا إليه وآمنوا به عليه السلام)([1315]).

]15[ حدّثني أبو التحف المصري ـ يرفع الحديث برجاله  إلى محمّد بن سنان الزّاهري([1316]) رفع الله درجته، قال: كان أبو الحسن عليّ بن محمّد صلوات الله عليه حاجّاً، ولمّا كان في انصرافه إلى المدينة وجد رجلاً خراسانيّاً واقفاً على حمار له ميّت، يبكي، ويقول: على ماذا أحمل رحلي؟ فاجتاز (به) صلوات الله عليه فقيل له: هذا (الرّجل) الخراساني ممّن يتولاكم أهل البيت.

فدنا صلوات الله عليه من الحمار الميّت، فقال: لم تكن بقرة بني إسرائيل بأكرم على الله تعالى منّي، وقد ضربوا([1317]) ]ببعضها[([1318]) الميّت فعاش، ثمّ ركله([1319])برجله اليمنى، وقال:قم بإذن الله، فتحرّك الحمار، ثمّ قام، فوضع الخراساني رحله عليه([1320])، وأتى به إلى المدينة.

وكلّما مرّ صلوات الله عليه (بملا) أشاروا إليه([1321]) بإصبعهم، وقالوا: هذا الّذي أحيا حمار الخراساني([1322]).


]16[ (وحدّث الحميري، قال: حدّثني أيوّب بن نوح، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام اُعرّفه أنّ لي حملاً، وأسأله أن يدعو الله تعالى أن يجعله ذكراً.

فوقّع على ظهره: سمّه محمّداً، فولد لي ابن، سمّيته محمّد)([1323]).

]17[ (حدّث عن أحمد بن ما بنداذ الكاتب الاسكافي، قال: تقلّدت ديار ربيعة ومضر، فخرجت وأقمت بنصيبين، وقلّدت عمّالي، وأنفذتهم إلى نواحي أعمالي، وتقدّمت إلى كلّ واحد منهم أن يبعث إلى كلّ من يجده في عمله ممّن له مذهب، فكان يرد عليَّ في اليوم الواحد والاثنان، فأسمع منهم واُناظرهم، واُعامل كلّ واحد منهم بما يستحقّه، وأنا ذات يوم جالساً إذ ورد عليَّ كتاب عاملي بـ  «كفربويا» يذكر أنّه قد وجّه إليَّ برجل يقال له: إدريس بن زياد، فدخل إليَّ، ورأيته وسيماً بسيماء قبلته نفسي، ثمّ ناجيته ورأيته من المعرفة بالاحاديث والفقه على ما أعجبني، فدعوته إلى القول بإمامة الاثني عشر، فأبى وأنكر عليَّ ذلك، وخاصمني في ذلك، فسألته بعد مقامه عندي إيّاماً أن يهب لي زورة إلى سرّ من رأى، لينظر إلى أبي الحسن صلوات الله عليه وينصرف، فقال: أفعل ذلك. وشخص وأبطأعنّي وتأخّر كتابه، ثمّ أنّه قدم ودخل إليَّ، فأوّل ما رأى أسبل عينيه بالبكاء، فلمّا رأيته باكياً لم أتمالك أن بكيت، فدنا منّي وقبّل يدي ورجلي، ثمّ قال: يا أعظم النّاس منّة عليَّ، نجيّتني من النّار، وأدخلتني الجنّة.

ثمّ حدّثني، وقال: خرجت من عندك وعزمي إنّي إذا لقيت أبا الحسن عليه السلامأن أسأله عن مسائل، وكان فيما كتب: أن أسأله السؤال عن عرق الجنب، يجوز الصلاة في القميص الّذي أعرق فيه وأنا جنب أو لا؟ فصرت إلى سرّ من رأى فلم أصل إليه وأبطأ عن الركوب، ثمّ سمعت النّاس يتحدّثون بأنّه يركب، فبادرت وكان قد ركب ودخل دار السّلطان، ففاتني لقاءه، فجلست في الشّارع، ونويت ألاّ أبرح أو ينصرف، واشتّد الحرّ، فعدلت إلى باب دار فيه فيءٌ، فجلست أرقبه ونعست، فحملتني عيني فلم أنتبه إلاّ بمقرعة قد وضعت على كتفي، ففتحت عيني فإذا مولاي أبو الحسن عليه السلام واقفاً على دابته، فوثبت وسلّمت عليه، فقال لي:

يا إدريس، أما آن لك؟ فقلت: بلى. فقال : إن كان العَرَق من حلال فحلال، وإن كان من حرام فحرام.

من غير أن سألته عنه، فآمنت به، وقلت بإمامته، وسلّمت لامره صلوات الله عليه)([1324]).

]18[ (روي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قدّسه الله، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام، وقلت له: قد كبر سنّي، وضعف بدني، وهرم برذوني، وتلحقني المشقة في زيارتك من بغداد، فادعُ الله لي.

فقال: يا أبا هاشم، قوّى الله برذونك، وقرّب طريقك. فكنت أركب إلى سرّ من رآى وأتحدّث عنده نهاري كلّه، وأرجع إلى بغداد في نصف اللّيل)([1325]).

]19[ (روي) عن الحسن بن إسماعيل ـ شيخ من أهل النهرين ـ قال: خرجت أنا ورجل من أهل قريتي إلى أبي الحسن صلوات الله عليه بشيء كان معنا، وكان بعض أهل القرية حمّلنا رسالة (ودفع)([1326]) إلينا ما أوصلناه، وقال: تُقرِئُونه ]منّي[ السّلام، وتسألونه عن بيض الطّائر الفلاني من طيور الاجام، هل يجوز أكلُها أم لا؟ فسلّمنا ما كان معنا إلى جارية، وأتاه رسول السّلطان فنهض ليركب، وخرجنا من عنده، ولم نسأله عن شيء، فلمّا صرنا في الشّارع لحقنا عليه السلام، وقال لرفيقي بالنّبطيّة:

(اقرِئ فلاناً)([1327]) السّلام، وقل له: بيض الطّائر الفلاني، لا تأكله فإنّه من المسوخ([1328]).([1329])

]20[ روي عن جماعة من أصحاب أبي الحسن عليه السلام أنّهم قالوا: ولد([1330])لابي الحسن صلوات الله عليه، ابنه جعفر، فجئنا نهنيه([1331]) فلم نرَ به سروراً، فقلنا له في ذلك، فقال: هوّنوا عليكم أمره، فإنّه سيضلّ خلقاً كثيراً. وكان كما قال صلوات الله عليه.([1332])

]21[ (روي أنّه صلوات الله عليه دخل دار المتوكّل، فقام فيها يصلّي، ويطيل صلاته، فأتاه بعض المخالفين، فوقف حياله، فلمّا فرغ من صلاته، قال له: كم هذا الرّياء؟!

فالتفت إليه، وقال عليه السلام: إن كنت كاذباً فيميتك الله، فوقع الرّجل ميّتاً فصار حديثاً فى الدّار)([1333]).

]22[ ]و[ روي أنّ رجلاً من أهل المدائن كتب إليه يسأله، عمّا بقي من ملك المتوكّل.

فكتب صلوات الله عليه: بسم الله الرّحمن الرّحيم: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنينَ دَأباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ في سُنبُلِهِ إلاّ قَليلاً ممّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأتِى مِن بَعدِ ذَلِكَ سَبْعُ شِدَادٌ يَأكُلُنَ مَا قَدَّمتُمْ لَهُنَّ إلاّ قَليلاً مِّمَا تُحِصنُوُنَ * ثُمَّ يَأْتي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيه يُغَاثُ النَّاسُ وُفيِهِ يَعْصِرُون)([1334]).

فقتل في أوّل (السّنة الخامسة عَشَرَة)([1335]).([1336])

]23[ وروي أنّه لمّا كان في يوم الفطر من([1337]) السنة الّتي قُتل فيها المتوكّل، أمر المتوكّل بني هاشم بالترجّل والمشي بين يديه، وإنّما أراد بذلك أن يترحّل أبو الحسن صلوات الله عليه، فترجّل بنو هاشم، وترجّل أبو الحسن صلوات الله عليه واتّكى على رجل من مواليه،فأقبل عليه الهاشميّون، وقالوا: ياسيّدنا، ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه فيكفينا الله به (معرّة)([1338]) هذا؟

فقال لهم أبو الحسن صلوات الله عليه: في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم على الله من ناقة ثمود([1339]) لمّا عقرت الناقة، ضجّ([1340]) الفصيل إلى الله تعالى، فقال الله سبحانه: (تَمَتَّعَواْ في دَاركُمْ ثَلاثةَ أَيّام ذَلِكَ وَعْدٌ غَيرُ مَكْذُوب)([1341]).

فقتل المتوكّل يوم الثالث([1342]).

]24[ (وروي أنّه صلوات الله عليه، قال: ـ وقد أجهده المشي ـ أما والله، قد قطع رحمي، قطع الله أجله)([1343]).

]25[ (عن النّوفلي، قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إنّ هذا الطّاغي يبدأ ببناء مدينة، لايتم له بناؤها، ويكون حتفه فيها على بعض فراعنة الاتراك.

وكان كما قال عليه السلام)([1344]).

]26[ ورفع: إنّ المتوكّل قُتل في الرّابع من شوّال سنة سبع وأربعين ومائتين، في سنة سبع وعشرين (سَنَة) من إمامة أبي الحسن عليه السلام، وبويع لابنه محمّد بن جعفر المنتصر وملك ستّة([1345]) أشهر ]ومات[([1346])، وبويع لاحمد المستعين بن المعتصم (وكانت مدّته)([1347]) أربع سنين، ثمّ خلع وبويع للمعتزّ بن المتوكّل ـ وروي ]أنّ[ اسمه الزّبير ـ في سنة إثنتين وخمسين ومائتين، وذلك في إثنتين وثلاثين سنة من إمامة أبي الحسن صلوات الله عليه ]في سنة أربع وخمسين ومائتين[([1348]). واعتلّ أبو الحسن صلوات الله عليه، في أربع وثلاثين([1349]) وأحضرابنه أبا محمّد الحسن صلوات الله عليه، وسلّم([1350]) النّور، والحكمة، ومواريث الانبياء عليهم السلام، والسّلاح، ونصّ عليه، وأوصى إليه بمشهد ثقات من أصحاب، ومضى صلوات الله عليه وله أربعون سنة.

]ودفن عليه السلام بسرّ من رأى[([1351]).

]27[ (روي عن جماعة من أصحاب أبي الحسن صلوات الله عليه، أنّهم قالوا: دخلنا حارة فإذا فيها خلق كثير من الطالبيّين والهاشميّين والقوّاد وغيرهم، واجتمع فيها خلق كثير من الشّيعة، وفتح من صدر الروّاق باب، وخرج خادم، ثمّ خرج بعده أبو محمّد الحسن ـ ابنه ـ صلوات الله عليه حاسراً، مكشوف الرأس، مشقوق الثّياب وعليه مبطنة ملحم بيضاء، وكان وجهه وجه أبيه صلوات الله عليه لا يحفى منه شيئاً، وكان في الدّار أولاد المتوكّل وولاة العهود، فقاموا بأجمعهم له عليه السلام، ووثب إليه أبو أحمد الموفق، فعانقه، وقال: مرحباً بابن العمّ، وجلسنا بباب الرّواق وكان الدّار كالسّوق بالاحاديث، وخرجت جارية تندب أبا الحسن عليه السلام. قال أبو محمّد صلوات الله عليه: أما ها هنا من يكفينا أمر هذه الجارية؟ فبادر الشّيعة إليها، فدخلت الحجرة، ثمّ خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمّد فنهض صلوات الله عليه، وأخرجت الجنازة، وخرج يمشي حتّى اُحرج بها الشّارع الّذي بإزاء دار موسى بن بغا، وقد كان أبو محمّد صلوات الله عليه، لما أخرج المعتد([1352])، ثمّ ردّ ودفن صلوات الله عليه في داره وهي بسرّ من رأى.

وتكلّمت الشّيعة وغيرهم في شّق ثيابه، وقال بعضهم: أرأيتم أحد من الائمة عليهم السلام شقّ ثوبه في مثل هذا الحال؟!

فوقّع صلوات الله عليه إلى من قال ذلك: يا جاهل، ومايدريك ما هذا، شقّ موسى على هارون عليهما السلام([1353]).


 

 

 

وصارت الامامة للمولى أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام

 

وهو الحسن الاخير صلوات الله عليه بالنصّ عليه من أبيه صلوات الله عليه، وقام بأمر الله عزّ وجلّ، واتّبعه المؤمنون.

]1[ واسم اُمّه ـ على ما رواه أصحاب الحديث ـ : سليل رضي الله عنها.

وقيل: حيث([1354])، والصّحيح: سليل، (وكانت)([1355]) من العارفات الصّالحات([1356]).

]2[ وروي أنّه صلوات الله عليه ولد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين من الهجرة، وكانت ولادته مثل ولادة آبائه عليهم السلام.

]3[ (روى عن ثقات أصحاب أبي الحسن صلوات الله عليه، أنّهم قالوا: لمّا دخلت سليل على أبي الحسن صلوات الله عليه، قال:

سليل مسلولة من الافات والعاهات والانجاس والارجاس. ثمّ قال عليه السلاملها: سيهب الله لي منها حجّته على خلقه.

وحملت به اُمّه بالمدينة وولدته بها، فكانت ولادته ومنشأه مثل ولادة آبائه ومنشأهم، وولد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين من الهجرة، وسن أبي الحسن عليه السلام في ذلك الوقت ستّ عشرة سنة وشهوراً، وشخص بشخوصه إلى العراق في سنة ستّ وثلاثين ومائتين، وله أربع سنين وشهوراً)([1357]).

]4[ (وروي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قدّسه الله، قال: كنت عند أبي الحسن صلوات الله عليه لمّا مضى ابنه. ففكرت في نفسي: قصّة محمّد وقصّه أبي محمّد عليه السلام، مثل قصّة إسماعيل وموسى، فالتفت إليّ صلوات الله عليه، وقال: نعم، يا أبا هاشم، هو كما حدّثتك نفسك، وإن كره المبطلون، أبو محمّد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه النّاس، ومعه آلة الامامة، والحمد لله ربّ العالمين)([1358]).

]5[ (و) روى الحميري بإسناده عن عليّ بن مهزيار، قال: قلت لابي الحسن صلوات الله عليه: إنّي كنت سألت أباك عن الامام([1359]) بعده، فنصَّ عليك، ففيمن([1360]) الامامة بعدك؟

فقال عليه السلام (لي): في([1361]) أكبر ولدي، ونصّ على أبي محمّد عليه السلام.

]ثمّ قال[([1362]) صلوات الله عليه: إنّ الامامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين صلوات الله عليهما([1363]).

 

ومن دلائل المولى أبي محمّد الحسن الاخير عليه السلام وبراهينه

]6[ (عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري([1364])(رضي الله عنه)، قال: كنت عند أبي محمّد صلوات الله عليه إذ دخل عليه شاب حسن الوجه، فقلت في نفسي: ترى من هذا؟

فقال عليه السلام: هذا ابن اُمّ غانم صاحبة الحصاة الّتي طبع بها آبائي عليهم السلام، وقد جاء لاطبع له فيها. هات حصاتك. قال: فأخرج حصاة، فإذا فيها موضع أملس، وطبع بها بخاتم في أصبعه، فانطبع.

قال: واسم هذا الشاب: مهج بن سمعان بن غانم بن اُمّ غانم اليمانيّة)([1365]).

]7[ (و) عن أبي هاشم رفع الله درجته، قال: دخلت على أبي محمّد صلوات الله عليه، وكان يكتب كتاباً، فحان وقت الصّلاة الاولى، فوضع الكتاب من يده، وقام صلوات الله عليه إلى الصّلاة، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتّى انتهى إلى آخره، فخررت([1366]) ساجداً، فلمّا انصرف من الصّلاة أخذ القلم بيده وأذن للنّاس.

(قال مصنّف هذا الكتاب: كنت قرأت ذلك في بعض الكتب، ثمّ حدّثني به أبو الغنايم أحمد بن المنصور المشتري (رضي الله عنه)، بالاهواز، قال: حدّثني الرّئيس أبو القاسم عليّ بن عبد الله بن أبي يروح القصري، عن يحيى بن الطّويل، عن الاديب أبي محمّد بن أبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي، عن أبيه، عن أبي هاشم داود بن القاسم رفع الله درجتهما.

وروى عن أبي هاشم (رضي الله عنه)، أنّه قال: دخلت على أبي الحسن عليَّ بن محمّد صلوات الله عليه، وحدّث بهذا الحديث عنه عليه السلام)([1367]).

]8[ (و) عن أبي هاشم، قال: شكوت إلى أبي محمّد عليه السلام ضيق الحبس، وشدّة القيد.

فكتب إليَّ: أنت تصلّي اليوم في منزلك صلاة الظّهر.

فصلّيت في منزلي كما قال عليه السلام (لاني أطلقتُ من)([1368]) وقتي([1369]).

]9[ (وعن أبي هاشم (رضي الله عنه)، قال: كنت عند أبي محمّد عليه السلام، فسأله محمّد بن صالح الارمني عن قوله تعالى:(وَإذ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِن ظُهُورهِمُ ذُرِّيَّتَّهُمْ وَأَشَهَدهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا)([1370]).

فقال عليه السلام : أثبتوا المعرفة ونسوا الموقف، وسينكرونه وسيذكرونه، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه، ولا من رازقه.

قال أبو هاشم صلى الله عليه وآله وسلم: فجعلت أتعجّب في نفسي من عظيم ما أعطى الله أولياءه عليهم السلام، فأقبل أبو محمّد صلوات الله عليه، وقال:

قد اختلج في صدرك كذا وكذا، والامر أعجب ممّا عجبت منه يا أبا هاشم، ما ظنّك بقوم من عرفهم عرف الله، ومن أنكرهم أنكر الله، ولا مؤمن إلاّ وهو لهم مصدّق وبمعرفتهم موقن؟)([1371])

]10[ (عن محمّد بن الحسن بن سمّور، قال: كتب أحد أصحابنا إلى أبي محمّد صلوات الله عليه حين اُخذ المهتدي([1372]): يا سيّدي، الحمد لله الّذي شغله عنّا! فقد بلغني أنّه يتهدد شيعتك ويقول: والله، لاخلينّهم عن جديد الارض.

فوّقع بخطّه: ذاك أقصر لعمره، عدّ من يومك هذا خمسة أيّام، فإنّه يُقتل في السّادس بعد ذلّ وهوان يلحقه. فكان كما قال عليه السلام)([1373]).

]11[ حدّثني أبو التّحف المصري، قال: حدّثني أبو طالب عميرة ـ يرفعه ـ عن شيبة المقدادي، عن أبي الحسن عليّ بن عبدالله قاضي الحرمين، قال: حدّثني الطّيب القواصري ـ يرفع الحديث ـ إلى أبي القاسم الحسين بن المأمون الحديثي، القرشي، قال: حدّثني سيّدي أبو نصر محمّد بن محمّد القاساني، قال: حدّثنا الفقيه أبو يعقوب إسحاق بن أبان النّخعي قدّس الله، قال:

دخلت على مولاي الحسن الاخير صلوات الله عليه، وبين يديه أفعى مخروم في سلسلة وهو يقول له:

يا لعين من أين؟ والافعى يحرّك رأسه يمنة ويسرة، ثمّ قال عليه السلام:

تكلّم بإذن الله، من أخرس لسانك، فقد أذن لك الله عزّ وجلّ؟ قال: فرأيت الافعى ينادي بلسان فصيح: تسألني من أين وأنت تعلم أنّ الله تعالى أودعني تحت جبل قاف المدّة الطّويلة!

فقال صلوات الله عليه: كم لك في هذا القميص؟ فقال الافعى: أنت أعلم به منّي، فقال: اشهد على نفسك. فقال: لي في هذا القميص آلاف ومئتا سنة([1374])، فقال: كيف أنت عمّا كنت عليه؟ فقال: يا مولاي، كبر والله سنّي، وانقصم ظهري، وأوهى البناء فقاسيت بليّة ومحنة، وأسأل الله التفضّل والاقالة.

فقال صلوات الله عليه: كم اُمّة أهلكتها يا لعين؟ وكم وخزت الشّياطين من الانس والجنّ؟ وكم جلبت وصحبت؟ وكم أردعت وأبرقت؟ لا تنجب أبداً يا ملعون)([1375]).

]12[ ]و[ عن إسحاق بن ]محمّد[([1376]) النّخعي(رضي الله عنه)، قال: حدّثني محمّد بن درياب الرّقاشي، قال: كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام أسأله عن «المشكاة»، وأن يدعو لامرأتي فإنّها حامل، وأن يرزقني الله منها ولداً ذكراً.

فوّقع صلوات الله عليه: المشكاة، قلب محمّد صلوات الله عليه وآله، وكتب (تحته:)([1377]) أعظم الله أجرك، وأخلف ]الله[ عليك.

فولدت ولداً ميّتاً، وحملت بعده فولدت غلاماً([1378]).

]13[ (عن محمّد بن عبدالعزير البلخي، قال: أصبحت يوماً وجلت في شارع سوق الغنم، وإذا أنا بأبي محمّد صلوات الله عليه أقبل يريد باب العامّة بسر من رأى، فقلت في نفسي: تراني إن صحت، أيّها النّاس: هذا حجّة الله عليكم، فاعرفوه، يقتلوني؟

فلمّا دنا منّي صلوات الله عليه أومأ إليّ بإصبعه ـ السّبابة ـ ووضعها على فيه أن اُسكت، فأسرعت إليه وقبلّت رجله، فقال عليه السلام لي:

ما إنّك لو أذعت لهلكت، ورأيت تلك اللّيلة يقول: إنّما هو الكتمان، أو القتل، فابقوا على أنفسكم)([1379]).

]14[ (وحدّث عن أبي حمزة نصر الخادم، قال: سمعت مولاي أبا محمّدعليه السلام ـ غير مرة ـ يكلّم غلمانه الرّوم بالروميّة، والصّقالب بالصّقلبية، والاتراك بالتّركيّة، فعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: هذا ولد بالمدينة، ثمّ لم يظهر لاحد حتّى مضى أبوه، فمن أين له هذه اللّغات؟!

فأقبل عليّ، وقال: إنّ الله تعالى (سيبن)([1380]) حجّته من جميع النّاس، ويعطيه اللّغات كلّها، ومعرفة الانساب، والاجال، والحوادث، ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرق)([1381]).

]15[ وعن بعض أصحابه عليه السلام، قال: كتبت إليه عليه السلام: هل يحتلم الامام؟

فقلت في نفسي بعد نفوذ الكتاب: الاحتلام شيطنة، وقد أعاذ الله أولياءه من ذلك.

فوقّع صلوات الله عليه: حال الائمّة في النوم مثل حالهم في يقظتهم([1382])، لا يغيّر النوم شيئاً منهم، وقد أعاذ الله أولياءه من ] زلّة[([1383]) الشيطان كما حدّثتك نفسك، قال

الله تعالى: «انّ عبادي ليس لك عليهم سلطان»([1384]).([1385])

]16[ (وعن أبي هاشم قدسه الله، قال: كنت عند أبي محمّد صلوات الله عليه فقال: إن قام القائم عليه السلام أمر بهدم المنائر الّتي في المساجد.

فقلت في نفسي: لايّ معنى هذا؟

فقال عليه السلام لي: معنى هذا أنّها محدثة، مبتدعة، لم يبنها نبيّ ولا حجّة)([1386]).

]17[ عن الحسن بن سهيل، عن عليّ بن محمّد بن الحسين([1387])، قال: خرج السّلطان يريد البصرة فخرج أبو محمّد عليه السلام يشيّعه، فنظرنا إليه ماضياً معه، وكنّا جماعة من شيعته، فجلسنا (بين الحائطين)([1388]) ننتظر رجوعه.

فلمّا رجع صلوات الله عليه وقف علينا، ثمّ مدّ يده إلى قلنسوته فأخذها عن رأسه وأمسكها بيده، وأمرّ بيده الاخرى على رأسه، وضحك في وجه رجل (منا)([1389]). فقال الرجل مبادراً: أشهد أ نّك حجّة الله وخيرته، نسألناه ما شأنك؟ فقال: كنت شاكّاً فيه، وقلت في نفسي: إن رجع وأخذ في الطّريق قلنسوته عن رأسه، قلت بامامته([1390]).

]18[ (عن عليّ بن زيد بن عليّ، قال: كان لي فرس، وكنت به معجباً، فدخلت على أبي محمّد عليه السلام، فقال لي: ما فعل فرسك؟ قلت: كان تحتي وهو على الباب، فقال لي عليه السلام: استبدل به قبل المساء إن قدرت، فقمت من عنده مفكراً في بيعه، ثمّ نضت به وكان الرّاغبون فيه كثير، فلمّا كان اللّيل أتاني السّائس باكياً صارخاً، وقال: نفق الفرس، فاغتممت.

ثمّ دخلت عليه صلوات الله عليه بعد أيّام، وفكرت في نفسي: إن وهب لي مكانه من دوابه، فلمّا جلست، قال: نعم يا عليّ. يا غلام، ادفع إليه برذوني الكميت الّذي أركبه، هذا أفره من فرسك، وأطول عمراً، وأعون لك)([1391]).

]19[ وروى أنّ أحد أصحابه صار إليه وهو في الحبس، وخلا به، فقال له: أنت حجّة الله في أرضه، وقد حبست في (موضع كذا ـ وروى في) خان الصّعاليك ـ فأشار بيده، وقال عليه السلام (له): اُنظر، فإذا حواليه روضات وبساتين، وأنهار جارية، فتعجّب الرّجل ]فقال عليه السلام[([1392]) حيث ماكنّا هكذا، لسنا في خان الصّعاليك([1393]).

]20[ عن أحمد بن (إسحاق بن) مصقلة([1394])، قال: دخلت على أبي محمّد صلوات الله عليه، فقال لي: يا أحمد، ما كان حالكم فيما كان النّاس فيه من الشكّ والارتياب؟

]فـ[ـقلت: (يا سيّدي)، لمّا ورد الكتاب بخبر مولد سيّدنا عليه السلام لم يبق منّا رجل، ولا إمرأة، ولا غلام بلغ الفهم، إلاّ قال بالحقّ.

قال عليه السلام: أما علمتم أنّ الارض لا تخلو من حجّة الله تعالى؟

ثمّ أمر أبو محمّد عليه السلام والدته بالحجّ في سنة تسع وخمسين ومائتين، وعرّفها ما يناله في سنة ستّين (ومائتين).

ثمّ سلّم الاسم الاعظم، والمواريث، والسّلاح إلى القائم الصّاحب عليه السلام، وخرجت اُمّ أبي محمّد عليه السلام إلى مكّة.

وقبض أبو محمّد عليه السلام في شهر ربيع الاخر سنة ستين ومائتين، ودفن بسرّ من رأى إلى جانب أبيه أبي الحسن عليه السلام، وكان من مولده إلى وقت مضيّة([1395])عليه السلامتسع وعشرون سنة([1396]).

]21[ ]عن جعفر بن محمّد القلانسي([1397])، قال: كتب محمّد أخي إلى أبي محمّد عليه السلام وإمرأته حامل، يسأله الدّعاء بخلاصها، وأن يرزقه الله ذكراً، وسأله أن يسميه.

فكتب إليه: وَنعمَ الاسم محمّد وعبدالرّحمن.

فولدت له إثنين توأمين، فسمّى أحدهما محمّد، والاخر عبدالرّحمن[([1398]).

]22[ ]وعن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري([1399])، قال: كنت عند أبي محمّد عليه السلام، وكنت في ضيق وأردت أن أطلب منه شيئاً فاستحييت، فلمّا صرت إلى منزلي وجّه إليَّ بمائة دينار، وكتب إليَّ:

وإذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم، واطلبها (فإنّك تجد)([1400]) إن شاء الله تعالى[([1401]).

]23[ روي أنّه عليه السلام لمّا حبسه المعتمد، وحبس جعفراً أخاه معه، وكان المعتمد قد سلّمهما في يد ]عليّ بن جرين[([1402]) وكان المعتمد يسأل عليّاً عن أخباره في كلّ وقت، فيخبره أنّه يصوم النّهار، ويقوم اللّيل، فسأله يوماً من الايّام عن خبره، فأخبره بمثل ذلك، فقال المعتمد: امضي يا عليّ السّاعة إليه، واقرأه منّي السّلام، وقل: انصرف إلى منزلك مصاحباً، فقال ]عليّ بن جرين[: فجئت إلى باب الحبس، فوجدت حماراً مسرجاً، ودخلت إليه عليه السلام، فوجدته جالساً قد لبس طيلسانه وخفّه ]وشاشيته[([1403])، ولمّا رآني نهض فأدّيت إليه الرسّالة، فجاء وركب، فلمّا استوى على الحمار وقف، فقلت: ما وقوفك يا سيّدي ؟ فقال: حتّى يخرج جعفر، فقلت له: إنّما أمرني بإطلاقك دونه، فقال لي: ارجع إليه وقل: خرجنا من دار واحدة جميعاً، وإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ]ما لا خفاء به عليك[. فمضى وعاد، وقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفراً لك، فخلّى سبيله ومضى معه إلى داره[([1404]).

]24[ ]وحدّثني أبو التحف المصري ـ يرفع الحديث برجاله ـ إلى أبي يعقوب إسحاق بن أبان([1405])، قال: كان أبو محمّد عليه السلام يبعث إلى أصحابه وشيعته:

صيروا إلى موضع كذا وكذا، وإلى دار فلان بن فلان العشاء والعتمة في ]ليلة[([1406]) كذا، فإنّكم تجدوني هناك.

وكان ]الموكّلون[([1407]) به لا يفارقون باب الموضع الّذي حبس فيه عليه السلام باللّيل والنهار، وكان يعزل في كلّ خمسة أيّام الموكلين، ويولّي آخرين بعد أن يجدد عليهم الوصيّة بحفظه والتوفّر على ملازمة بابه.

فكان أصحابه وشيعته يصيرون إلى الموضع، وكان عليه السلام قد سبقهم إليه، فيرفعون حوائجهم إليه، فيقضيها لهم على منازلهم وطبقاتهم، وينصرفون إلى أماكنهم بالايات والمعجزات، وهو عليه السلام في حبس الاضداد[([1408]).


 

 

 

 

ذِكر الخَلف المهديّ، القائم، الحجّة المنتظر،

وعلى آبائه الطّاهرين

 

]1[ (قال الحسين بن عبدالوهاب:)([1409]) قرأت في كتاب «الوصايا» وغيره: إنّ جماعة من الشّيعة([1410]) العلماء، منهم: علان الكلابي([1411])، وموسى بن محمّد([1412])الفزاري([1413])، وأحمد بن جعفر (بن)([1414]) محمّد بأسانيدهم (رووا:)

إنّ حكيمة بنت أبي جعفر ـ عمّة أبي محمّد عليه السلام ـ قالـ]ـت[: دخلت على أبي محمّد صلوات الله عليه يوماً وكنت أدعو الله له أن يرزقه ولداً، فدعوت له كما كنت أدعو، فقال: يا عمّة، أما أنّه يولد في هذه اللّيلة ـ وكانت ليلة النّصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ـ المولود الّذي كنّا نتوقعه، فاجعلي افطارك عندنا ـ وكانت ليلة الجمعة ـ فقالت حكيمة رضي الله عنها: ممّن يكون هذا المولود يا سيّدي؟

فقال صلوات الله عليه: من نرجس.

قالت: ولم تكن في الجواري أحبّ إليَّ منها، ولا أخفّ على قلبي، وكنت إذا دخلت الدّار تتلقاني وتقبّل يدي، وتنزع خفّي بيدها، فلمّا دخلت عليها فعلت بي ما كانت تفعل، فانكببت على يدها فقبّلتها، ومنعتها ممّا كانت تفعله، فخاطبتني بالسّيادة، فخاطبتها بمثلها، فانكرت ذلك، فقلت لها: لا تنكري مافعلت، فإنّ الله ]تعالى[ سيهب لكَ في ليلتنا هذه غلاماً سيّداً في الدّنيا والاخرة، فاستحيت.

قالت: حكيمة رضي الله عنها: ]فـ[ـتعجبت، وقلت لابي محمّد عليه السلام: لست أرى بها أثر حمل!

فتبسّم صلوات الله عليه، وقال لي: إنّا معاشر الاوصياء لا نحمل في البطون، ولكنّا نحمل في الجنوب، وفي هذه اللّيلة مع الفجر يولد المولود الكريم على الله إن شاء الله ]تعالى[.

قالت حكيمة: فنمت بالقرب من الجارية، وبات أبو محمّد صلوات الله عليه في ]صفة تلك الدّار[([1415]) فلمّا كان وقت (صلاة) اللّيل، قمت إلى الصّلاة، والجارية نائمة ما بها أثر ولادة، وأخذت في صلاتي، ثمّ أوترت وأنا في الوتر، فوقع في نفسي: أنّ الفجر قد ظهر ودخل قلبي شيء، فصاح أبو محمّد صلوات الله عليه من (الصّفة)([1416]): لم يطلع الفجر يا عمّة، فأسرعت الصّلاة، وتحركت الجارية، فدنوت منها وضممتها إليَّ وسمّيت عليها، ثمّ قلت لها: هل تحسين (شيئاً)؟ قالت: نعم، فوقع عليَّ سبات([1417]) لم أتمالك معه أن نمت، ووقع على الجارية مثل ذلك فنامت وهي قاعدة، فلم تنتبه إلاّ (بحسّ)([1418]) مولاي وسيّدي عليه السلام تحتها، و]إذا[ بصوت أبي محمّد صلوات الله عليه وهو يقول:

يا عمّتي، هات ابني إليَّ، فكشفت عن مولاي صلوات الله عليه فإذا هو ساجد، وعلى ذراعه الايمن مكتوب: (جَاءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)([1419]).

فضممته إليَّ فوجدته مفروغاً منه، مظهر([1420]) الختانة، فحملته إلى أبي محمّدعليه السلام، فأقعده على راحته اليسرى، وجعل يده اليمنى على ظهره، ثم أدخله (لسانه)([1421]) في فيه، وأمرَّ يده على عينيه وسمعه (ومفاصله)([1422])، ثمّ قال: تكلّم يا بنيَّ!

فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهدُ أنّ محمّداً رسول الله، وأنّ (عليّاً) أمير المؤمنين، ثمّ لم يزل يعد السّادة الاوصياء عليه السلام إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لاوليائه على يديه بالفرج. ثمّ صمت عليه السلام.

فقال أبو محمّد عليه السلام: اذهبي به إلى اُمّه ليسّلم عليها ]وردّيه[([1423])  إليَّ، فمضيت به فسلّم عليها ورددته، فوقع بيني وبينه شيء كالحجاب، فلمَ أرَ سيّدي ومولاي، فقلت لابي محمّد عليه السلام: يا سيّدي، أين مولانا ؟ فقال: أخذه من هو أحقّ به منك ومنّا.

فلمّا كان في اليوم السّابع، جئت فسلّمت وجلست، فقال أبو محمّد عليه السلام: (هلّمي ابني إليَّ)([1424]) فجيءَ بسّيدي عليه السلام وهو في ثياب صفر، ففعل به كفعاله الاُولى، ثمّ قال له عليه السلام: تكلّم يا بني!

فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله (وثّنى)([1425]) بالصّلاة على محمّد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما والائمّة صلوات الله عليهم، ووقف عليه السلام على أبيه، ثمّ قرأ: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم (وَنُريدُ أَن نمنّ عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُواْ في الاَرْض وَنَجْعَلَهُمُ أئمَّةً وَنَجْعَلُهُمُ الْوَارِثينَ * وَنُمِكَّنَ لَهُمْ فيْ الاَرِض ونُرِيَ فِرْعَونَ وَهَامانَ وَجُنُودُهمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)([1426]).

فخرجت من عندهم، ثمّ (عدّت وتفقدته)([1427]) فلم أرَه، فقلت (لسيّدي أبي) محمّدعليه السلام: يا سيّدي، ما فعل مولانا عليه السلام؟

فقال: يا عمّة، استودعناه الّذي استودعته اُمّ موسى.

(وهذا الخبر بهذه الحكاية في كتاب «الانوار» رواية الحسين بن حمدان الخُصيبي، عن محمّد بن إسماعيل الحسني، عن حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرّضا إلاّ إنّ في هذه الرّواية: إنّ مولانا صاحب الزّمان عليه السلام ولد صباح يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين، وأنّ حكيمة رضي الله عنها دعاها أبو محمّد صلوات الله عليه، فقال لها:

دعوناك لتودّيعه، قالت: فودّعته صلوات الله عليه، وتركناه مع أبي محمّد عليه السلام وانصرفنا، ثمّ صرت إليه من غد فسلّمت عليه فلم أرَ عنده أحد، فَبَهُتُّ، فقال عليه السلام: يا عمّة، إنّه في ودائع الله تعالى إلى أن يأذن الله في خروجه عليه السلام)([1428]).

]2[ (وروي عن حكيمة، أنّها قالت: دخلت لتوديع صاحب الزّمان عليه السلام بعد أربعين يوماً من مولده، وكان صلوات الله عليه يمشي في الدّار)([1429]).

]3[ (وروى عن علاّن([1430]) الكلابي (بإسناده) عن أحمد بن محمّد السّياري، قال: حدّثني نسيم ومارية، قالا: لمّا سقط صاحب الزّمان عليه السلام إلى الارض سجد، ثمّ جثا على ركبته، رافعاً سبّابته نحو السّماء يسّج، ويهلّل، وعطس، وقال:

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين، عبداً داخراً للهِ غير مستنكف ولا مستكبر.

ثمّ قال صلوات الله عليه: زعمت الظلمة إنّ حجّة الله داحضة، ولو أذن لنا في الكلام لزالَ الشّكّ)([1431]).

]4[ وروي عن نسيم، خادم أبي محمّد صلوات الله عليه، قال: قال لي صاحب الزّمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده صلوات الله عليه، فقال لي: يرحمك الله، فقال نسيم: ففرحت، فقال لي عليه السلام: ألا اُبشرك في العطاس؟ قلت: بلى. قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيّام)([1432]).

]5[ عن سعيد بن عبدالله (بإسناده) عن أبي جعفر صلوات الله عليه، أنّه قال:

القائم عليه السلام من تخفى ولادته على النّاس)([1433]).

]6[ عن أبي هاشم الجعفري (رضي الله عنه)، قال: سمعت أبا الحسن، عليّ بن محمّد صلوات الله عليه، يقول:

الخلف بعدي ابني الحسن، فكيف بالخلف بعد الخلف؟

فقلت: ولم يا سيّدي ؟ ]فـ[ـقال عليه السلام: لانّكم لا ترون شخصه، ولا يحلّ لكم ذكره باسمه، فقلت: وكيف نذكره ؟

فقال عليه السلام: قولوا: القائم([1434]) من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم([1435]).

]7[ (عن موسى بن جعفر عليه السلام، أنّه قال: إذا فقد الخامس من ولد السّابع، فالله الله في أديانكم! لا يزيلنكم أحد عنها، أنّه لا بدّ لصاحب هذا الامر من غيبة حتّى ترجع عنه الاكبر ممّن كان يقول به، إنّما هو محنة من الله يمتحن بها خلقه)([1436]).

]8[ (قال الحسين بن عبدالوهاب ـ مؤلّف هذا الكتاب ـ : وجدت جماعة من النّصّاب، ومن المخالفين من فرق الشّيعة، يجحدون الخلف، الهادي، المهديّ القائم صلوات الله عليه لطول غيبته; مع ما رواه أهل الاثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأنّه أخبر الاُمّة بخروج المهديّ خاتم الائمّة عليهم السلام الّذي يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ]ظلماً و[ جوراً، وأنّ عيسى عليه السلام ينزل عليه في وقت خروجه وظهوره، ويصلّي خلفه، وهذا خبر اتفقت عليه ]الشّيعة، و[ السنّة ([1437]) العلماء، وغير العلماء، والسّنّة ]و [الخاصّ والعامّ، والشيوخ والاطفال، لشهرة هذا الخبر، نعم. وجوب الحكمة من الله (تعالى) في غيبة صاحب زماننا([1438]) كوجوب الحكمة من الله (تعالى في زمان)([1439]) الغيبة من الحجج المتقدّمة واستتارهم، وما هذا الجحود الظّاهر منهم، إلاّ لقلّة تمييزهم وفهمهم. وجهلهم([1440]) بالشّرائع المتقدّمة، وقد ألزمنا الله تعالى ورسولهصلى الله عليه وآله وسلم الاقرار بالقائم المنتظر ـ المهدي ـ صلوات الله عليه، قال الله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّروُنَ الْقُرءَان أَمْ على قُلُوب أَقْفَالُهَآ)([1441]).

إنّ الله سبحانه قد أخبر في قصّة موسى عليه السلام أنّه قد كانت له شيعة بأمره عارفون، وبولايته متمسكون، ولدعوته منتظرون، حيث يقول جلّ وعزّ: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَة مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ مِنهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلى الّذي مِنْ عَدوِّهِ)([1442]).

ولمّا أخبر الله تعالى في كتابه أنّه قد كان لموسى عليه السلام شيعة من قبل أن يظهر دعوته، وكانوا بأمره متمسكين، وإن لم يكونوا شاهدوا شخصه، علمنا أنّ الحكمة من الله سبحانه (في استقامة تدبيره، يوجب غيبة حججه في وقت، وظهورهم في وقت آخر، واتفقت ألسنة أهل العلم أنّ موسى عليه السلام أظهر دعوته بعد رجوعه من عند شعيب عليه السلام حين سارَ بأهله من بعد السّنين الّتي كان ]يـ[ـرعى فيها أغنام شعيب عليه السلام، وكان دخوله المدينة حيث وجد فيها الرّجلين يقتتلان (من)، قبل مصيره إلى شعيب، وكان القائل به وبنبوّته لم يكن يعرف شخصه، وكان يفترض على نفسه طاعته وقبول([1443]) دعوته، ولولا أنّ الحجج الّذين تقدّموا شريعة موسىعليه السلام أخبروا بما يكون من ظهور موسى عليه السلام وقتله الفراعنة، والجبابرة، لما كان فرعون (لعنه الله تعالى) يقتل أولاد بني إسرائيل في([1444]) طلب موسىعليه السلاموهو في حجره يربيه ]و[ لا يعرفه، ولو لم يكن في أخبارهم ]ما يكون من موسىعليه السلام من[([1445]) الحكمة التّامّة لامسكوا عن([1446]) ذلك حتّى يظهر صلوات الله عليه.

وقد وردت([1447]) الرّوايات الكثيرة في حجج الله تعالى المتقدّمة، من([1448]) عصر آدم إلى زماننا هذا بأ نّه([1449]) كان منهم المستخفون ومنهم المستعلنون([1450])، ومن قبل كانت قصّة إبراهيم عليه السلام مع نمرود; كقصّة موسى عليه السلام (في أنّه)([1451]) بثّ أصحابه في([1452]) طلبه ليقتله وهو كان في حال غيبته، وكان له عليه السلام شيعة ينتظرون ظهوره، وإذا جاز في حكمة الله تعالى غيبة حجّة شهراً فقد جازت الغيبة سنة، وإذا جازت سنة (واحدة) جازت سنين ]كثيرة[ على ما أوجبته حكمة الله تعالى، واستقامة تدبيره.

ومن المخالفين قوم يقولون بظهور (الحجّة) المهديّ عليه السلام ]إلاّ أ نّهم[([1453])يقولون: إنّ الرّيب واقع عليهم (بزعمهم لبقائه في)([1454]) وقت وفاة أبيه الحسن الاخير صلوات الله عليه إلى هذا الوقت، وإنّهم لم يشاهدوا من عمّر أكثر من مائة سنة إلاّ وقد خرّف وبطل، وأشرف على الموت، وما ذلك منهم إلاّ لقلّة فهمهم و]قلّة [إيمانهم بقدرة الله تعالى، وجهلهم بما قصّه الله تعالى في محكم كتابه من قصّة نوحعليه السلام. وإنّه لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، فذكلك جائز في حكمته وقدرته أن يعمّر الخلف الصّالح، الهادي، المهدي. (هو) حجّته البالغة، وكلمته التّامّه (وآيته)([1455]) الباقية ـ صلوات الله عليه ـ ما شاء وأراد على ما توجبه حكمته واستقامة (تدبيره إلى أن يظهر)([1456]) ويتمّم به ما وعد الله (تعالى) ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم(به المؤمنين.

وروت الشّيعة بأجمعهم([1457]): إنّ الصّادق صلوات الله عليه، قال لاحد أصحابه: إنّ لله رسلاً مستعلنين ورسلاً مستخفين، فإذا سألته بحقّ المستعلنين فاسأله بحقّ المستخفين الّذين لم يقصصهم الله تعالى، وتصديق ذلك من الكتاب (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَـهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمُ عَلَيْكَ)([1458]).

وإذا وجب أن يسأل الله بحقّ المستخفين الّذين لم يقصصهم الله تعالى، فقد وجب علينا أن نسأله بحقّ من أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والائمّة الطّاهرون صلوات الله عليهم بأنّه حجّة الله في أرضه الّذي يملا الارض عدلاً كما ملئت جوراً صلوات الله عليه، وأن نصلي عليه، ونؤمن به، وننتظر دعوته، والفرج من لقائه صلوات الله عليه.

حدّث عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن دياب، عن جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام في قوله تعالى: (يَوْمَ يَأتِي بَعْضُ ءَاَيتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَـنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيّ إِيَمـنِهَا خَيْراً)([1459]).

قال عليه السلام: الايات هم الائمّة من آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، والاية هو المنتظر القائم المهديعليه السلام، لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ظهوره وقيامه بالسيّف، وآمنت بما تقدّمه من آبائه الّذين هم آيات الله([1460]) عليهم السلام.

وتصديق هذا من كتاب الله بأنّ الايات هاهنا هم الحجج، قوله للّذي أحياه من بعد أن أماته مائة سنة: (وَانُظرُ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ)([1461]). فجعل الله تعالى حجّته على الخلق وسمّاه آية، وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمُّهُ ءَايَةً وَءَاوَيْنَـهُمآ إِلَى رَبْوة ذَاتِ قَرار وَمَعِين)([1462]).

وعن الصّادق عليه السلام، أنّه قال: إنّ الله تعالى مدح المؤمنين بصاحب زماننا المنتظر صلوات الله عليه في قوله (هُدى لّلِمُتّقِينَ * الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمُ يُنفِقُونَ)([1463]). قال عليه السلام: المتقون: شيعة عليّ صلوات الله عليه، والغيب: فهو الحجّة الغائب، وشاهد ذلك قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَليْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلُ إِنَّما الْغَيْبُ للهِ فَانتَظِرُوا إنّي مَعَكُم مِّنَ المُنْتَظِرينَ)([1464])([1465]).

فالغيب هاهنا الحجّة على ما فسّره عالم أهل البيت عليهم السلام.

وكذلك قال الله تعالى في قصّة يوسف عليه السلام سمّاه الله غيباً (ذَلِكَ مِنْ أَنبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجُمَعُوا أَمْرَهُمُ وَهُمْ يَمْكُرُونَ)([1466]).

فسمّى الله تعالى يوسف عليه السلام غيباً، لانّ الانباء الّتي قصّها كانت أنباء يوسفعليه السلام، وقد قال أمير المؤمنين، صلوات الله عليه في مواقف كثيرة: أنا الاية الكبرى([1467]). فقد تأوّل بعض المخالفين في قوله تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالُغَيْبِ) هو البعث والنشور وأحوال القيامة، وجهلوا في تأويلهم وضلّوا في قولهم، بأنّ اليهود والنّصارى، وكلّ فرق المشرك ين والمخالفين يؤمنون بالبعث والنشور والقيامة والحساب والعقاب، ولم يمدح المؤمنين بمدح قد أشركهم فيها فرق أهل الكفر والجحود. مدحهم بما هو لهم خاصّة.

وكلّ من لم يؤمن بالمهدي عليه السلام في حال غيبته; لا ينفعه إيمانه في حال ظهوره، هذا وقد أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والائمّة الطاهرون صلوات الله عليهم به، وبحال غيبته قبل ولادته وولادة أبيه عليه السلام، واستحفظ في الكتب، ودوّن في الكتب المؤلّفة قبل وقوع الغيبة، ولا يخالفنا في ذلك من يأوي إلى فهم، ولولا ما اتفقت عليه ألسنة الموافق والمخالف: بأن الحجّة الخلف هو ابن المولى الحسن الاخير صلوات الله عليه لمّا كان طاغية زمانه ـ وهو المعتمد ـ وكّل بحاشيته وجواريه وقت وفاته عليه السلام، وحبسهم في طلب الخلف المولود عليه السلام، وكان على ما روى أحد الموالبين عليه، والمحرضين على طلبه صلوات الله عليه عمّه جعفر الكذّاب ـ أخو الحسن عليه السلام ـ لما كان يدّعيه لنفسه من الامامة، وقد ران يتمّ له ذلك بحصول ابن أخيه صاحب الزّمان عليه السلام في قبض الطّاغية، فجرت السّنّة في غيبته كما جرت في غيبة الحجج في زمان الفراعنة، ووجبت الحكمة في غيبة غيره من الحجج المتقدّمة صلوات الله عليه.

وقد كان أبو الحسن عليّ بن محمّد، صاحب العسكر صلوات الله عليه، أخبر بأنّ ابنه جعفر يدّعي الباطل، ويضلّ النّاس، وقد أوردت بما روى عنه عليه السلام في معنى جعفر، ما أثبته في باب المولى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليه السلام من هذا الكتاب([1468]).

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من الاحاديث في معنى الخلف الحجّة المهديعليه السلام، وأنّه من ذرّيته صلوات الله عليهم، ما رواه أهل الاثر:

أنّه صلى الله عليه وآله وسلم أقعد الحسين صلوات الله عليه على فخذه، وقال: ابني هذا سيّد ابن سيّد، إمام بن إمام، أبو تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم([1469]).

عن فرات بن أحمد، قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ وقد ذكر القائم عنده عليه السلام ـ :

أمّا أنّه ليغيبّن حتّى يقول الجاهل: لم يبق في آل محمّد حجّه([1470]).

وسئل أبو جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى (فَلاَ أُقْسِمَ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)([1471]).

قال: يخنس المهديّ سنة كذا وكذا، ثم يبدو كالشّهاب الوقّاد، فإن أدركت زمانه قرّت عيناك([1472]).

عن أصبغ بن نباته، قال: دخلت في سنة أربعين على أمير المؤمنين عليه السلام ووجدته متفّكراً، ينكت في الارض، قلت: مالي أراك متفكراً يا أمير المؤمنين؟ قال:

أفكر في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي، يملا الارض عدلاً كما ملئت جوراً، تكون له غيبة يضلّ فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون.

ثمّ قال صلوات الله عليه: اُولئك خيار هذه الاُمّة مع أبرار هذه العترة.

قلت: ثمّ ماذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: يعفل الله ما يشاء([1473]).

وفي رواية أخرى: عن الاصبغ ـ في آخره ـ يكون له غيبة شديدة، يهتدي بها قوم ويضلّ آخرون، ثمّ القابض على دينه في زمانه كالقابض على الجمر، إلاّ أن ينزل يا أصبغ بآية من كتاب الله منزلة، محكمة، متشابهة، إنّما (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذينَ ءَامَنُواْ مُشُفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ في السَّاعَةِ لَفِي ضَللِ بَعِيد)([1474]).

وسئل عليه السلام عن وقت خروجه.

فتلا إنّما (يَسْتَعجُلُ بِها الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا).

عن أبي بصير، قال: سمعت الباقر عليه السلام، يقول: في صاحب الامر المنتظرعليه السلام أربع سنن من أربعة أنبياء:

سنّة من موسى عليه السلام في غيبته.

وسنّة من عيسى عليه السلام في خوفه، ومراقبته اليهود قولهم: مات وقتل، وهو لم يمت ولم يقتل.

وسنّة من يوسف عليه السلام في جماله وسجايه.

وسنّة من محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يظهر عليه عليه السلام بالسّيف([1475]).

وعنه عليه السلام ـ وقد أقبل على أصحابه ـ وقال: لا يكون ما ترجون، حتّى تخطب للسّفياني على أعوادها، فإذا كان ذلك أنحدر عليكم قائم آل محمّد صلوات الله عليهم من قبل الحجاز.

عن الصّادق عليه السلام: لصاحب هذا الامر غيبة، المتمسّك فيها بدينه كالخارط القتاد، ثمّ قال صلوات الله عليه: من يطيق خرط القتاد؟»([1476]).

عن جابر بن عبدالله الانصاري رفع الله درجته، قال: دخلت على فاطمة صلوات الله عليها وبين يديها لوح يكاد يغشى نوره الابصار.

فقالت: لوح جاء به جبرائيل عليه السلام إلى النّبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم فيه أسماء الائمّة من ولدي آخرهم القائم.

قال جابر: فرأيت فيه: ثلاثة أسماء في ظاهره، وثلاثة أسماء في باطنه، وثلاثة أسماء في أحد طرفيه، وثلاثة أسماء في الطّرف الاخر، يرى من ظاهره ما في باطنه، ومن باطنه ما في ظاهره، فعددت الاسماء فإذا هي اثنا عشر.

قال جابر: فرأيت فيه: محمّداً ـ في ثلاث مواضع ـ وعليّاً ـ في ثلاث مواضع ـ .

وهذا الخبر مشهور بين الشّيعة، وجدته في كتب كثيرة([1477]).

وروى عن جابر، قال: وجدت في اللّوح في يد فاطمة عليه السلام في عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكان من زمردّة، في حواشي كتابه نور شبه نور الشّمس)([1478]).

]8[ وروي: إنّ مولانا الحجّة صاحب الزّمان عليه السلام قام ]بأمر الله تعالى[([1479])سرّاً إلاّ عن ثقاته في سنة ستين ومائتين وله أربع سنين وستة أشهر، وكان المعتمد يصرّ على طلبه ليطفئ نور الله، فأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون.

]9[ والرّواية الصّحيحة: إنّ القائم عليه السلام ولد يوم الجمعة مع طلوع الفجر لاربع عشرة ليلة خلت من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين.

وأتفقت الشّيعة على أنّ دلائل (الـ)ـحجّة صاحب الزّمان عليه السلام تظهر لثقاته، ولبعض مواليه من الغيبة، وإنّ كتبه وتوقيعاته كانت تخرج على يد أبي عمر، وعثمان العمري إلى الشّيعة بالعراق مدّة.

]10[ ]قرأت في كتب كثيرة بروايات كثيرة صحيحة:

إنّه كان لحكيمة بنت أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام جارية ولدت في بيتها ورّبتها، وكانت تسمّى «نرجس»، فلمّا كبرت دخل أبو محمّد فنظر إليها، فقالت له عمّته حكيمة: أراك سيّدي تنظر إليها؟

فقال عليه السلام: إنّي ما نظرت إليها متعجّباً، أما أنّ المولود الكريم على الله يكون منها، ثمّ أمرها أن تستأذن أبا الحسن أباه عليه السلام في دفعها إليه، ففعلت، فأمرها بذلك[([1480]).

]11[ (وقرأت من خطّ نسب إلى أبي عمران الكرماني تلميذ أبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي الموسوي (رضي الله عنه)، أنّه سمع أبا القاسم (رضي الله عنه) يذكر:

إنّ التوقيعات تخرج على يد عثمان بن عمرو العمري([1481]) ـ وكان السّفير بين صاحب الزّمان وبين الشّيعة ـ وأنّه أوصى بعد وفاته إلى ابنه أبي جعفر محمّد بن عثمان (رضي الله عنه)، فقام مقام أبيه، وكان أبو القاسم الحسين بن روح النّوبختي كاتبه، أوصى إليه في وقت وفاته، وكان أبو القاسم (رضي الله عنه) عنه السّفير كذلك، وقال أبو عمران: قال أبو القاسم رضي الله عنهما، ثمّ أنّه الان توفي، وبلغنا الخبر بكرمان: أنّه أوصى إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ النّزوفري (رضي الله عنه)، فعلى أيدي هؤلاء تخرج التّوقيعات، واليوم بلغنا الخبر بكرمان: أنّه توفى ولم يوصّ إلى من يقوم مقامه في إخراج التّوقيعات، فقيل له في ذلك فزعم (لع)([1482]) من أن يوحي، واحتجّ بخبر الصّادق عليه السلام: «إذا أراد الله أن يظهر أمره عليه السلام سترأبوا به».

قال أبو القاسم: ثمّ بلغنا أنّ الوصيّة من النّوبختي صارت إلى السمّري وهذا الّذي أبي([1483]) الوصيّة دون النزوفري (رضي الله عنه)، والله العالم.

والتوقيعات في أيدي الشيعة كثيرة، ولو أثبتها في هذا الكتاب لطال، ولولا أنّ هذا الكتاب مقصور على ذكر الدلائل والبراهين، لضمنّته طرقاً منها، لكنّي أقتصر منها على ما فيه بعض الدلائل)([1484]).

ومن دلائل صاحب الزّمان صلوات الله عليه الّتي ظهرت من الغيب

]12[ ما روت الشّيعة، عن أحمد بن بن ]الحسن[([1485]) المادراني([1486])، أنّه قال: وردت الجبل مع شاليكن([1487]) وأنا لا أقول بالامامة، إلاّ إنّي كنت اُحبّ أهل البيت عليهم السلامجملة. إلى أن مات يزيد بن عبدالله التّميمي صاحب «شهرورد» وكان من ملوك الاطراف، وله ]نتاج[([1488]) من الدّواب الموصوفة بالفراهة([1489]) تعرف بالمعروقيّات([1490])، فأوصى إليَّ في حال علّته الّتي توفيَّ فيها: أن أدفع شهريّاً كان له خاصّته وسيفه ومنطقته إلى من سمّاه (من ثقات) صاحب الزّمان عليه السلام، فخفت إن لم أدفع الشّهري إلى (ابن شانكين)([1491]) أن يلحقني منه نكير([1492])، ففكرت في نفسي وقوّمت([1493]) الشّهري والسّيف والمنطقة في نفسي (بـ) سبعمائة دينار، ولم اُطلع على ذلك أحد من خلق الله (فورد)([1494]) عليَّ توقيع من العراق:

وجّه بالسبعمائة دينار الّتي لنا من قبلك من ثمن الشّهري والسّيف والمنطقة.

فآمنت به صلوات الله عليه، وسلّمت وصدّقت، واعتقدت الحقّ، وحملت المال([1495]).

]13[ ]و[روي عن أبي القاسم الحليسي([1496]) أنّه قال: مرضت بالعسكر([1497])مرضاً شديداً ـ يعني([1498]) بسرّ من رأى ـ حتّى أيست من نفسي، وأشرفت على الموت.

فبعث إليَّ من جهته صلوات الله عليه قارورة فيها بنفسج ]مرّبى[([1499]) من غير أن سألت([1500]) ذلك، وكنت آكل منها على غير مقدار، فعوفيت عند فراغي منها، وفني ما كان فيها([1501]).

]14[ وكتب رجلان في حمل لهما.

فخرج التوقيع بالدّعاء لواحد ]منهما[ وخرج للاخر: يا حمدان، أجرك الله فأسقطت إمرأته، وولد للاخر ولد([1502]).

]15[ (عنه قال: حدّثني)([1503]) محمّد بن أحمد، قال: شكوت بعض جيراني ممّن كنت أتأذّى به، وأخاف شرّه.

فورد التّوقيع: إنّك ستكفى أمره قريباً. فمنّ الله بموته في اليوم الثّاني([1504]).

]16[ ]و[ عن أبي محمّد اليماني([1505])، قال: كتب في معنيين، وأردت أن أكتب في معنى ثالث، فقلت في نفسي: لعلّه صلوات الله عليه يكره ذلك.

فخرج التّوقيع في المعنيين، وفي المعنى الثّالث الّذي أسررته ]في نفسي[([1506])ولم أكتب به([1507]).

]17[ ]وروي[ أنّ (عليّ بن محمّد بن زياد)([1508]) الصّميري كتب يسأل كفناً.

فكتب إليه صلوات الله عليه([1509]): ]إنّك تحتاج إليه في سنة ثمانين، وبعث إليه ثوبين. فمات رحمه الله في سنة ثمانين[([1510]).

]18[ ]وروي عن الحسن بن جعفر القزويني، قال: مات بعض إخواننا من أهل فانيم من غير وصيّة، وعنده مال دفين، لا يعلم به أحد من ورثته، فكتب إلى النّاحية يسأله عن ذلك.

فورد التّوقيع: المال في البيت في الطّاق، في موضع كذا وكذا، وهو كذا وكذا.

فقلع المكان، وأخرج المال[([1511]).

]19[ ]عن العليان، قال: ولدت لي إبنة، فاشتدّ غمّي بها، فشكوت ذلك، فورد التّوقيع: ستكفى مؤنتها.

فلمّا كان بعد مدّة ماتت، فورد التوقيع:

الله تعالى ذو أناة وأنتم تستعلجون[([1512]).

]20[ ]عن أبي جعفر عليه السلام، أنّه قال: إنّ لصاحب الزّمان عليه السلام بيتاً يقال له: «بيت الحمد» فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى أن يقوم عليه السلام بالسّيف[([1513]).

]21[ ]أحمد بن محمّد الجبلي، قال: شككت بصاحب الزّمان بعد مضي أبي محمّد عليه السلام، فخرجت إلى العراق، وخرجت إلى خارج الرّسا، وكنت سمعت أنّ حاجزاً من وكلاء النّاحية، وأنّه وكيل صاحب الزّمان عليه السلامسرّاً إلاّ عن ثقات الشّيعة، فدفعت إليه خمسة دنا نير وكتبت رقعة، سألت فيها الدّعاء لي، وتسمّيت في الرقعة بغير اسمي.

فورد التّوقيع بوصول الخمسة دنانير، والدّعاء باسمي واسم أبي دون ما سمّيت به، ولم يكن حاجز ولا غيره ممّن حضر وعرفني، فآمنت به عليه السلام، واعتقدت إمامة القائم عليه السلام، فقال: لعن الوقاتون[([1514]).

]22[ ]حدّث محمّد بن جعفر، قال: خرج بعض إخواننا يريد العسكر في أمر من الاُمور، قال: فوافيت عُكْبَرا([1515]) فبينما أنا قائم اُصلّي، إذ أتاني رجل بصرّة مختومة، فوضعها بين يدي وأنا اُصلّي ومضى.

فلمّا انصرفت من صلاتي، فضضت خاتم الصّرّة، وإذا فيها رقعة بشرح ما خرجت له، فانصرفت من عُكْبرا[([1516]).

]23[ ]وحدّث عن الحسن بن حفيف، عن أبيه، قال: حملت حرماً من المدينة إلى النّاحية ومعهم خادمان، فلمّا وصلنا إلى الكوفة شرب أحد الخدم مسكراً في السرّ، ولم نقف عليه.

فورد التّوقيع: بردّ الخادم الّذي شرب المسكر، فرددناه من الكوفة ولم نستخدم به[([1517]).

]24[ ]عن الحصني، قال: خرج في أحمد بن عبدالعزيز توقيع: أنّه قد إرتدّ.

فتبيّن إرتداده بعد التّوقيع بأحد عشر يوماً[([1518]).

أقول: كان في خاتمة نسخة «ن»، هكذا:

«يقول الفقير إلى الله الغنيّ «شير محمّد بن صفر عليّ الهمداني الجورقاني» هذا تمام ما في النسخة الّتي نسخت هذه النسخة منها، وكانت النسخة للعالم العامل محمّد الحرّ العاملي صاحب «الوسائل» وعلى ظهرها ما هذا نصّه: «دخل في ملكي الفقير محمّد الحرّ العاملي، سنة 1087».

أقول: وقد تمّ تحقيق هذا السفر الثمين، وانتهى بحمد الله تعالى الكتاب، واُنجز العمل به في ضمن يوم عيد الغدير الاغر، يوم الله الاكبر، وصلّى الله على محمّد وآله الاخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ونسأله تعالى أن يتقبّل منّا، وأن يوفقنا لتحقيق المزيد من ذخائر تراثنا الشيعي العزيز. وأنا الفقير إلى الله تعالى السيّد فلاح الشريفي الحسيني.


 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهارس العامّة

1 ـ فهرس الايات القرآنية

2 ـ فهرس المصادر ومراجع التحقيق

3 ـ فهرس الموضوعات

4 ـ إصدارات مؤسسة بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام


 

 

 

 

 

فهرس الايات القرآنية

 

الايـــة            رقمها        الصفحة

سورة البقرة ـ 2 ـ

الله وليّ الّذين آمنوا...257 76 و99

فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا24 21

فجعلناها نكالاً...66   156

هدى للمتقين...2   355

ولقد علمتم الّذين اعتدوا منكم...    65156

وأنظر إلى حمارك259   355

آل عمران ـ 3 ـ

إذ همّت طائفتان منكم...722

إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً...34234

ذرية بعضها من بعض...35234

شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو...18252

وما الحياة الدنيا إلاّ متاع...185181

النساء ـ 4 ـ

ورسلاً قد قصصناهم عليك...164354

ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً...14136 و274

ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الامر منهم...8376

يستخفون من الناس...108296

المائدة ـ 5 ـ

إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة7244

والله يعصمك من الناس...6736

الانعام ـ 6 ـ

ذلك جزيناهم ببغيهم...146216

فيكشف ما تدعون إليه إن شاء...4137

وإن هذا صراطي مستقيماً...153208

يوم يأتي بعض آيات ربّك...185355

الاعراف ـ 7 ـ

سحروا أعين الناس...11616

فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء...51219

وإذ أخذ ربّك من بني آدم...172337

وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا...14675

وأوصينا إلى موسى أن ألق عصاك...11716

وما تنقم منا إلاّ أن آمنّا...12617

الانفال ـ 8 ـ

وإذ يعدكم الله إحدى الطائفين...722

التوبة ـ 9 ـ

فقاتلوا أئمة الكفر...12114

ليظهره على الدين كلّه...3321 و37

وإذا ما نزلت سورة فمنهم من يقول...12375

وأمّا الّذين في قلوبهم مرض...12475

وقل اعملوا فسيرى الله علمكم...105228

ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره...3251

ويخزهم وينصركم عليهم...1439

يونس ـ 10 ـ

ويقولون لولا اُنزل عليه آية...20355

هود ـ 11 ـ

بقيّت الله خير لكم...86223

تمتعوا في داركم ثلاثة أ يّام65331

فلما جاء أمرنا جعلنا عليها سافلها...82217

وإلى مدين أخاهم شعيباً...84223

يوسف ـ 12 ـ

ذلك من أنباء الغيب...102356

فعرفهم وهم له منكرون...5838 و41

قال تزرعون سبع سنين...47330

وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً...10939 و42

الرعد ـ 13 ـ

قل كفى بالله شهيد...43232

ومن عنده علم الكتاب...43154

النحل ـ 16 ـ

تبياناً لكلّ شيء...89242

فخرّ عليهم السقف...26217

فسئلوا أهل الذكر...4336 و38

وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً4339 و42

الاسراء ـ 17 ـ

جاء الحق وزهق الباطل...8181 و348

لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم...8821

الكهف ـ 18 ـ

إذ أوى الفتية إلى الكهف10139

الانبياء ـ 21 ـ

بل نقذف بالحق على الباطل..18219

فسئلوا أهل الذكر..736 و38

لا يُسئل عما يفعل...73148

المؤمنون ـ 23 ـ

وأكثرهم للحق كارهون...7075

وجعلنا ابن مريم وامّه آية50355

النور ـ 24 ـ

إن يكونوا فقراء...3236 و37

وأنكحوا الايامى منكم..32307

الشعراء ـ 26 ـ

لا ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون5017

النمل ـ 27 ـ

أنا آتيك به قبل أن...4011

قال الّذي عنده علم من الكتاب...40231

وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم...1415

القصص ـ 28 ـ

ودخل المدينة على حين غفلة...15353

ونريد أن نمنّ على الّذين... ونمكّن لهم...5 و6339

الروم ـ 30 ـ

من بعد غلبهم سيغلبون...3 و421

الاحزاب ـ 33 ـ

إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس...3393

سبأ ـ 34 ـ

وجفان كالجواب وقدور راسيات1339

وهل نجازى إلاّ الكفور17217

يس ـ 36 ـ

إن كانت إلاّ صيحة واحدة...53121

فإذا هم من الاجداث...51121

وما علّمناه الشعر6939

غافر ـ 40 ـ

ادعونى أستجب لكم...6036

إن الّذين يستكبرون عن عبادتي...4037

او لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات...50219

قال فرعون ياهامان...3639

فصلت ـ 41 ـ

إنّ الّذين قالوا ربّنا الله...30246

الشورى ـ 42 ـ

يستعجل بها الّذين لا يؤمنون...18358

الاحقاف ـ 46 ـ

حملته أمّه كرهاً...15195

محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ـ 47 ـ

أفلا يتدبرون القرآن24352

الفتح ـ 48 ـ

لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين2720

وعدكم الله مغانم كثيرة... قد أحاط الله بها...20 و2121

القمر ـ 54 ـ

سيهزم الجمع ويولون الدّبر...4521

المجادلة ـ 58 ـ

وإذا جاؤك حيّوك...822

الصف ـ 61 ـ

يريدون ليطفئوا نور الله...8288

الجمعة ـ 62 ـ

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء...40264

فتمنوا الموت إن كنتم صادقين...622

ولا يتمنونه أبداً...712

التحريم ـ 66 ـ

مسلمات مؤمنات قانتات...539

الجنّ ـ 72 ـ

عالم الغيب فلا يظهر على غيبه...26264

التكوير ـ 81 ـ

فلا أقسم بالخنّس...15357

الضّحى ـ 93 ـ

ووجدك عآئلاً فأغنى737

المسد ـ 111 ـ

تبت يدا أبي لهب...144

سيصلى ناراً ذات لهب...344


 

 

 

 

فهرس المصادر ومراجع التحقيق

 

القرآن الكريم.

آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم للحنفي:

الشيخ حسام الدين المردي الحنفي

الاتحاف بحبّ الاشراف للشافعي:

عبدالله بن محمّد الشافعي (ت 1171 هـ )

الاتقان للسيوطي:

جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ )

إثبات الهداة للعاملي:

محمّد بن الحسن «الحر العاملي» (ت 1104 هـ )

إثبات الوصيّة للمسعودي:

عليّ بن الحسين بن علي المسعودي (ت346 هـ )

الاحتجاج للطبرسي:

أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي (من أعلام القرن السادس الهجري)

احقاق الحق للتستري:

القاضي نور الله الحسيني التستري (ت 1019 هـ )

أخبار أصفهان للاصبهاني:

أبي نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق الاصبهاني (ت 430 هـ )

الاختصاص للمفيد:

الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد) (ت 413 هـ )

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي:

أختيار أبو جعفر محمّد الحسن بن علي الطوسي (ت 460 هـ )

الارشاد للمفيد:

محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد (ت 413 هـ )

الاربعين (لابن أبي الفوارس):

محمّد بن أبي الفوارس

أرجح المطالب للامر تسري:

الشيخ عبدالله آل تسري الهندي الحنفي

الاستشهاد (نقل عنه المؤلف):

الاستيعاب للاندلسي:

أبي عمر يوسف بن عبدالله بن محمّد بن عبدالبر الاندلسي (ت 463 هـ )

اُسد الغابة لابن الاثير:

عز الدين أبي الحسن عليّ بن محمّد الجزري (ت 630 هـ )

إسعاف الرّاغبيين لابن الصبان:

الشيخ محمّد بن عليّ الصبان (ت 1206 هـ )

أسنى المطالب للحوت الشافعي:

الشيخ محمّد بن درويش بن محمّد الحوت الشافعي (ت 1277 هـ )

الاسناد للبرسي:

الشيخ رجب البرسي

الاصابة لابن حجر العسقلاني:

أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ )

أعلام النساء لكحالة:

عمر رضا كحالة

إعلام الورى للطبرسي:

أبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ )

إعموا أ ني فاطمة للمهاجر:

الشيخ عبدالحميد المهاجر (معاصر)

أعيان الشيعة للامين:

السيد محسن الامين العاملي (ت 1372 هـ )

الاغاني للاصبهاني:

أبي الفرج عليّ بن الحسين بن محمّد الاصبهاني (ت 356 هـ )

أمالي الصدوق:

محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الصدوق (ت 381 هـ )

أمالي الطوسي:

أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ )

الامامة والسياسة للدينوري:

عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 هـ )

الامان من الاخطار لابن طاووس:

رضي الدين أبي القاسم عليّ بن موسى بن طاووس (ت 664 هـ )

أمل الامل للعاملي:

الشيخ محمّد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104 هـ )

الانساب للسمعاني:

أبي سعد عبدالكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (ت 562 هـ )

الانوار:

للحسين بن حمدان ( نقل عنه المؤلف)

الانوار البهية في تاريخ الائمة الاطهار للقمي:

الشيخ عباس بن محمّد رضا القمي (ت 1359 هـ )

الانوار والقدرة (نقله عنه المؤلف):

الانوار القدسية للشعراني:

عبدالوهاب بن علي الانصاري الشعراني (من أعلام القرن العاشر الهجري)

أهل البيت:

للاستاذ توفيق أبو علم

بحار الانوار للمجلسي:

الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت 1111 هـ )

البداية والنهاية لابن كثير:

أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ )

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للطبري:

أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري (من أعلام القرن السادس الهجري)

بصائر الدرجات للقمي:

الشيخ محمّد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي (ت 290 هـ )

بهجة الامال للتبريزي:

الشيخ علي العياري التبريزي (ت 1327 هـ )

تاريخ الاسلام للذهبي:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (ت 748 هـ )

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي:

أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي (ت 463 هـ )

تاريخ دمشق لابن عساكر:

عليّ بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت 571 هـ )

تاريخ الطبري:

لابي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 هـ )

تأويل الايات الظاهرة للاسترآبادي:

السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي (من أعلام القرن العاشر الهجري)

التبر المذاب للخافي:

الشيخ أحمد بن محمّد الخافي

تجهيز الجيش للدهلوي:

حسن بن المولي آمان الله الدهلوي العظيم آبادي الهندي (ت 1300 هـ )

تحف العقول لابن شعبة:

أبي محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّاني (من أعلام القرن الرابع الهجري)

تذكرة الحفاظ للذهبي:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (ت 748 هـ )

تذكرة الخواص لابن الجوزي:

سبط ابن الجوزي يوسف بن فروغلي (ت 654 هـ )

تعليقة أمل الامل:

للميرزا عبدالله الافندي الاصفهاني (من أعلام القرن الثاني عشر الهجري)

تفسير ابن كثير:

لعماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (774 هـ )

تفسير الامام الحسن العسكري عليه السلام:

تفسير البرهان للبحراني:

السيد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني (ت 1107 أو 1109 هـ )

تفسير الثعلبي:

لابي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي

تفسير فرات الكوفي:

لابي القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي (من أعلام الغيبة الصغرى)

تفسير القرطبي:

محمّد بن أحمد الانصاري القرطبي (ت 671 هـ )

تفسير القمي:

لابي الحسن عليّ بن إبراهيم القمي (من أعلام القرن الثالث الهجري)

تقريب التهذيب للعسقلاني:

ابن حجر شهاب الدين أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ )

تقريب المعارف للحلبي:

تقي بن نجم الحلبي (ت 447 هـ )

تلخيص المستدرك للذهبي:

شمس الدين أبي عبدالله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ )

تنقيح المقال للمامقاني:

عبدالله بن محمّد حسن المامقاني (ت 1351 هـ )

تهذيب الاسماء واللغات للنووي:

ابي زكريا محيي الدين بن شرف النووي (ت 676 هـ )

تهذيب الكمال للمزي:

جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي (ت 742 هـ )

توضيح الدلائل للحسيني الشافعي:

السيّد شهاب الدّين أحمد بن عبدالله الحسيني الشيرازي الشافعي

توضيح المقال للطهراني:

عليّ كنى طهراني

الثاقب في المناقب لابن حمزة:

محمّد بن عليّ الطوسي (من أعلام القرن السادس الهجري)

الجامع في الرجال للزنجاني:

الشيخ موسى الزنجاني

جواهر البحار في فضائل النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم للنبهاني:

الشيخ يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني (ت 1350 هـ )

الحاوي للفتاوي للسيوطي:

جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ )

حلية الابرار للبحراني:

السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني البحراني (ت 1107 أو 1109 هـ )

حلية الاولياء للاصفهاني:

أبي نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهاني (ت 430 هـ )

حياة الحيوان للدميري:

كمال الدين محمّد بن موسى الدميري (ت 808 هـ )

الخرائج والجرائح للراوندي:

أبي الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدين الراوندي (ت 573 هـ )

الخصائص الكبرى للسيوطي:

جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ )

خصائص النسائي:

أحمد بن شعيب النسائي الشافعي (ت 303 هـ )

خلاصة الاقوال للعلامة الحلي:

جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن زين الدين عليّ بن محمّد بن المطهر الحلي (ت 726 هـ )

خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي:

صفي الدين أحمد بن عبدالله الانصاري (ت 923 هـ )

خلاصة الرجال للعلامة الحلّي:

الحسن يوسف بن المطهر الحلي (ت 726 هـ )

در بحر مناقب لابن حسنويه: (مخطوط)

الشيخ جمال الدين محمّد بن أحمد الحنفي الموصلي (ت 680 هـ )

الدرة اليتيمة للميرغني:

السيّد إبراهيم الميرغني (مخطوط)

الدرر المنتثرة للعجلوني:

اسماعيل بن محمّد بن جراح بن عبدالهادي العجلوني (ت 1162 هـ )

الدلائل للحميري:

عبدالله بن جعفر الحميري (من أعلام القرن الرابع الهجري)

دلائل الامامة للطبري:

محمّد بن جرير بن رستم الطبري الصغير (من أعلام القرن الرابع الهجري)

ذخائر العقبى للطبري:

محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694 هـ )

الذريعة للطهراني:

محمّد محسن الشهير باغابزرگ الطهراني (ت 1388 هـ )

ربيع الابراز للزمخشري:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ )

رجال ابن داود:

تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي (ت 707 هـ )

رجال البرقي:

أحمد بن أبي عبدالله البرقي (ت 274 أو 280 هـ )

رجال الطوسي:

للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ )

رجال النجاشي:

لابي العباس أحمد بن عليّ النجاشي الكوفي الاسدي (ت 450 هـ )

رسائل الشريف المرتضى:

للشريف أبي القاسم علي بن الطاهر أبي أحمد الحسيني (ت 436 هـ )

روضات الجنات للخوانساري:

السيد مير محمّد باقر الخوانساري الاصبهاني (ت 1313 هـ )

الروضة لابن شاذان:

أبي الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي (من أعلام القرن 5 هـ )

روضة الاحباب:

للدشكي الشيرازي

روضة الواعظين للنيسابوري:

الشيخ محمّد بن الفتال النيسابوري (ت 508 هـ )

رياض العلماء للاصبهاني:

الميرزا عبدالله أفندي الاصبهاني (من أعلام القرن 12 هجري)

الرياض النضرة للطبري:

محب الدين أبي جعفر أحمد بن عبدالله الطبري (ت 694 هـ )

سير أعلام النبلاء للذهبي:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ )

السيرة الحلبية للحلبي:

عليّ بن إبراهيم الحلبي (ت 1044 هـ )

شذرات الذهب لابن العماد:

شهاب الدين عبدالحيّ بن أحمد بن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ )

شرح التجريد للعلامة الحلي:

جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر (ت 726 هـ )

شرح ديوان أمير الؤمنين عليه السلام للمبيدي:

شرح المواقف للجرجاني:

الشريف علي بن محمّد الجرجاني (ت 816 هـ )

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:

عز الدين عبدالحميد بن هبة الله المدائني (ت 656 هـ )

شرف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للخركوشي (406 هـ )

الشفاء:

للقاضي عيّاض بن موسى اليحصبي الاندلسي

صحيح البخاري:

لابي عبدالله محمّد بن اسماعيل البخاري (ت 256 هـ )

صحيح الترمذي:

لابي عيسى بن سورة (ت 279 هـ )

صحيفة الامام الرضا عليه السلام:

الصراط المستقيم للناباطي:

زين الدين أبي محمّد عليّ بن يونس العاملي (ت 877 هـ )

الصواعق المحرقة للهيتمي:

ابن حجر أحمد بن حجر الهيتمي (ت 974 هـ )

صفوة الصفوة لابن الجوزي:

جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن عليّ بن محمّد الجوزي (ت 597 هـ )

الضوء اللامع للسخاوي:

محمّد بن عبدالرحمن السخاوي (ت 902 هـ )

طب الائمة عليهم السلام لابني بسطام:

عبدالله والحسين ابني بسطام

الطبقات الكبرى لابن سعد:

محمّد بن سعد بن منيع البصري (230 تقريباً)

الطرائف لابن طاووس:

رضي الدين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس (ت 664 هـ )

العبر للذهبي:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (ت 748 هـ )

العدد القوية للحلي:

علي بن يوسف بن المطهر الحلي (من أعلام القرن الثامن الهجري)

علل الشرائع للصدوق:

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 هـ )

عمدة عيون صحاح الاخبار:

لابن بطريق يحيى بن الحسن الاسدي (ت 600 هـ )

عوالم العلوم للبحراني:

الشيخ عبدالله البحراني الاصفهاني

عيون الاثر لابن سيد الناس:

محمّد بن محمّد الاندلسي (ت 734 هـ )

عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق:

محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 هـ )

غاية المرام ونكت الارشاد للشهيد الاول:

محمّد بن مكّي العاملي (ت 786 هـ )

الغدير للاميني:

الشيخ عبدالحسين أحمد الاميني العاملي النجفي (ت 1390 هـ )

غيبة الطوسي:

للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ )

غيبة النعماني:

للشيخ محمّد بن البراهيم النعماني (من أعلام القرن الرابع الهجري)

فرائد السمطين للحمويني:

الشيخ إبراهيم بن محمّد بن المؤيد الجويني الحمويني الخراساني (ت 730 هـ )

فرحة الغري لابن طاووس:

عبدالكريم بن أحمد بن إبراهيم بن طاووس (ت 693 هـ )

فردوس الاخبار للديلمي:

الحافظ شيرويه من شهردار الديلمي (ت 509 هـ )

الفصول المهمة لابن الصباغ:

الشيخ علي بن محمّد بن أحمد المالكي المكي (ت 855 هـ )

قاموس الرجال للتستري:

الشيخ محمّد تقي بن كاظم بن محمّد التستري (من أعلام القرن الرابع عشر)

قرب الاسناد للحميري:

عبدالله بن جعفرالحميري (من أعلام القرن الرابع الهجري)

قصص الانبياء للراوندي:

سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 هـ )

الكافي للكليني:

أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي (ت 328 هـ )

كامل الزيارات للقمي:

أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمي (ت 368 هـ )

كشف الاستار للخوانساري:

أحمد بن محمّد رضا الخوانساري (ت 1359 هـ )

كشف الغمّة للاربلي:

أبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي:

كفاية الطالب للكنجي:

محمّد بن يوسف بن محمّد القرشي الكنجي الشافعي (ت 658 هـ )

كمال الدين وتمام النعمة للصدوق:

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 هـ )

الكنى والالقاب للقمي:

الشيخ عباس بن محمّد رضا القمي (ت 1359 هـ )

كنز العمال للهندي:

علاء الدين عليّ المتقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 هـ )

الكواكب الدّرية للمناوي:

الشيخ عبدالرؤوف المناوي (ت 1031 هـ )

الكوكب الدّري للمازندراني:

الشيخ محمّد مهدي الحائري المازندارني

لسان العرب لابن منظور:

جمال الدين أبي الفضل المعروف بابن منظور (ت 711 هـ )

لسان الميزان لابن حجر:

أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ )

مائة منقبة لابن شاذان:

أبي الحسن محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن القمي (من أعلام القرن الخامس الهجري)

مجمع البحرين للطريحي:

فخر الدين بن محمّد علي بن أحمد بن طريح (ت 1087 هـ )

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي:

نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ )

المحاسن للبرقي:

أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (ت 274 أو 280 هـ )

المحجة البيضاء للكاشاني:

المولى محسن الكاشاني (ت 1091 هـ )

مدينة المعاجز للبحراني:

السيّد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني (ت 1107 أو 1109 هـ )

مرآة المؤمنين للكنهوئي:

الشيخ ولي الله اللكنهوئي الهندي

مراصد الاطلاع للبغدادي:

صفي الدين عبدالمؤمن بن عبدالحق البغدادي (ت 739 هـ )

مروج الذهب للمسعودي:

أبو الحسن علي بن الحسين بن عليّ المسعودي (ت 345 هـ )

المستجاد من كتاب الارشاد للعلامة الحلّي:

جمال الدين الحسن بن يوسف بن زين الدين عليّ بن محمّد بن المطهر الحلي (ت 726 هـ )

مستدرك الحاكم للنيسابوري:

محمّد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ )

مستدرك الوسائل للطبرسي:

الحاج الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ )

المسترشد في الامامة للطبري:

محمّد بن جرير بن رستم الطبري الامامي (من أعلام القرن الرابع الهجري)

مستطرفات السرائر للحلي:

محمّد بن أحمد بن أدريس الحلي (ت 598 هـ )

المسند للشيباني:

أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ )

مشارق أنوار اليقين للبرسي:

الشيخ رجب البرسي

مشاهير علماء الامصار للبستي:

محمّد بن حبان التميمي البستي (ت 354 هـ )

مشكاة المصابيح للتبريزي:

محمّد بن عبدالله الخطيب التبريزي (من أعلام القرن الثامن الهجري)

مشكل الاثار للطحاوي:

أبي جعفر الطحاوي

مصابيح السنّة للبغوي:

ركن الدين أبي محمّد الحسيني ابن مسعود بن محمّد الفراء البغوي (ت 516 هـ )

معالم العلماء للمازندراني:

محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 هـ )

معجم الادباء للحموي:

ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي (ت 626 هـ )

معجم الفرق:

لشريف يحيى الامين

المعجم الكبير للطبراني:

أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ )

مفتاح النجا للبدخشي:

الميرزا محمّد بن رستم خان البدخشي (من أعلام القرن الثاني عشر الهجري)

المقاصد الحسنة للسخاوي:

محمّد بن عبدالرحمن بن محمّد السخاوي (ت 902 هـ )

مقتل الحسين للخوارزمي:

أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 هـ )

من لايحضره الفقيه للصدوق:

محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 هـ )

المناقب للخوارزمي:

أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 هـ )

مناقب آل أبي طالب للمازندراني:

أبي جعفر بن محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (ت 588 هـ )

مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي:

عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي (ت 483 هـ )

المناقب الفاخرة:

منسوب إلى الشريف الرضي (ت 406 هـ )

مناقب مرتضوي للكشفي:

محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي (ت 1025 هـ )

منال الطالب لابن الاثير:

مجدالدين أبي السعادات المبارك بن محمّد الجزري (ت 606 هـ )

منتخب كنز العمال للهندي:

علاء الدين عليّ المتقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 هـ )

منتهى الامال للقمي:

الشيخ عباس بن محمّد رضا القمي (ت 1359 هـ )

منتهى المقال للحائري:

محمّد بن اسماعيل أبي عليّ المازنداني (ت 1216 هـ )

منهج المقال للاسترآبادي:

الميرزا محمّد بن إبراهيم الاسترآبادي

مهج الدعوات لابن طاووس:

رضي الدين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحلي (ت 664 هـ )

مواليد الائمة للشيخ المفيد:

محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد (ت 413 هـ )

المواهب اللّدنية للقسطلاني:

أحمد بن محمّد القسطلاني (ت 923 هـ )

ميزان الاعتدال للذهبي:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ )

النابس في أعلام القرن الخامس للطهراني:

محمّد محسن بن عليّ الشهير باغابزرگ الطهراني (ت 1389 هـ )

النجوم الزاهرة في أعلام مصر والقاهرة للاتابكي:

جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغرى بردى الاتابكي (ت 874 هـ )

نخبة المقال للدشتي:

الشيخ عباس الحاجياني الدشتي

نزهة المجالس للصفوري:

الشيخ عبدالرحمن بن عبدالسلام الصفوري البغدادي (ت 884 هـ )

نظم درر السمطين للزرندي:

محمّد بن يوسف بن الحسن الزرندي (ت 747 هـ )

نقد الرجال للتفريشي:

السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي (من أعلام القرن الحادي عشر الهجري)

نهاية الارب للنويري:

أحمد بن عبدالوهاب النويري (ت 733 هـ )

النهاية في غريب الحديث والاثر لابن الاثير:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمّد الجزري (ت 606 هـ )

نهج البلاغة للامام أمير المؤمنين عليه السلام:

جمع الشريف الرضي (ت 406 هـ )

نوابغ الرواة في رابعة المئات للطهراني:

محمّد محسن الشهير باغابزرگ الطهراني (ت 1388 هـ )

نوادر الاثر في حديث علي خير البشر للقمي:

جعفر بن أحمد بن عليّ القمي الايلاقي (من أعلام القرن الرابع الهجري)

نوادر المعجزات للطبري:

محمّد بن جرير بن رستم الطبري الامالي (من أعلام القرن الرابع الهجري)

نور الابصار للشبلنجي:

السيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي (من أعلام القرن الثالث عشر الهجري)

الهداية الكبرى للخصيبي:

أبي عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي (ت 334 هـ )

الوحدة للقمي:

لابي محمّد الحسين بن محمّد بن جمهور القمي (نقل عنه المؤلف)

وسائل الشيعة للحر العاملي:

الشيخ محمّد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104 هـ )

وسيلة النجاة للموسوي:

السيّد أبو الحسن الموسوي

الوصايا المنسوبة إلى أبي الحسن علي بن محمّد بن زياد الصميري (نقل عنه المؤلف)

وفاء الوفا للسمهودي:

نور الدين عليّ بن أحمد السمهودي (ت 911 هـ )

وفيات الاعيان لابن خلكان:

أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلكان (ت 681 هـ )

اليقين في امرة أمير المؤمنين عليه السلام لابن طاووس:

رضي الدين عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس الحلي (ت 664 هـ )

ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي:

سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 هـ )


 

 

 

مؤسّسة بنت الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم

لاحياء تراث أهل البيت عليهم السلام

 

1 ـ كرامات الابرار للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

2 ـ لماذا اخترت مذهب أهل البيت عليهم السلام للشّيخ الانطاكي.

3 ـ ظلامات فاطمة الزّهراء عليها السلام للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

4 ـ الملاحم لابن المنادي.

5 ـ القول المختصر في علامات المهدي المنتظر عليه السلام لابن حجر الهيتمي.

6 ـ شذرة عصمتيّة في سرّ من ليلة القدر الفاطميّة للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

7 ـ دروس في أسرار الصّلاة على محمّد وآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

8 ـ وظائف الشّيعة لزوّار ومجاوري فاطمة الشّفيعة 7 للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

9 ـ علامات ظهور الامام المهديّ عليه السلام (المختصة بالمواقيت والازمنة) لامجد عبدالملك السّاعاتي.

10 ـ التفويض للميرزا موسى الاسكوئي الحائري.

11 ـ الصّوارم القاطعة والحجج اللاّمعة في إثبات صحّة الزّيارة الجامعة للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

12 ـ عيون المعجزات للشّيخ حسين بن عبدالوهاب.

13 ـ سرّ وقعة الطّف للسّيد كاظم الرّشتي.

14ـ أسرار الخطبة الغرّاء لمولاتنا فاطمة الزّهراء، صلوات الله عليه، للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

15ـ أنوارالسّالكين لبدر المبارك.

16ـ الحقّ هم آل الرّسول عليهم السلام  لزمزم القطّان .

17 ـ سرّ الخطاب في الكتاب من الكتاب للشّيخ عبدالكريم العقيلي.

وسيصدر قريباً عن المؤسّسة ان شاء الله تعالى

1 ـ الفتن لنعيم بن حماد.

2 ـ فرائد فوائد الفكر في الامام المهديّ المنتظر للمرعي بن يوسف.

3ـ شرح دعاء البهاء للشيخ عبدالكريم العقيلي.



([1]) مجمع البحرين: 2/1168.

([2]) الثّاقب في المناقب: 40 و41.

([3])  تفسير الامام الحسن العسكري عليه السلام: 52 ذح24، الاحتجاج للطبرسي: 2/439.

([4]) المراد به: الامام محمّد الجواد عليه السلام.

([5]) ستأتي في معاجز الامام الجواد عليه السلام في هذا الكتاب.

([6]) علل الشرائع للصدوق: 1/122 ح1.

([7]) مدينة المعاجز: 1/41 ـ 43.

([8]) النمل: 40.

([9]) الخرائج والجرائح: 1/17 ـ 19.

([10]) الخرائج والجرائح: 3/974 ـ 975.

([11]) راجع رسائل الشريف المرتضى، المجموعة الثانية: 323 ـ 327.

([12]) النمل: 14.

([13]) الاعرف: 116.

([14]) الاعرف: 117.

([15]) الاعراف: 126.

([16]) الشعراء: 50.

([17]) المقنعي: نسبة إلى المقنع، واسمه عطاء، وقيل: هاشم بن الحكم المروزي، كان رجلاً أعوراً قصيراً من أهل مرو، عمل وجهاً من ذهب وركّبه على وجهه لئلا يرى وجهه، فسمى «المقنع» أدعى الربوبيّة، ظهر سنة 161، وقيل سنة 163. راجع العبر للذهبي: 1/180 (ط. دار الكتب العلمية بيروت)، ومعجم الفرق: 236.

([18]) رجل زرّاق: خدّاع (لسان العرب: 6/39 (ط1. دار إحياء التراث العربي)).

([19]) رجل من الزّراقين، فطن كان في عصر السيّد المرتضى رحمه الله، وقد شاهد منه بعض اصاباته، راجع الكنى والالقاب: 2/364 (مكتبة الصدر. طهران).

([20]) الفتح: 27.

([21]) أخرجه في مستطرفات السرائر: 83 ح22.

([22]) التوبة: 33.

([23]) الروم: 3 و4.

([24]) القمر: 45.

([25]) الاسراء: 88.

([26]) البقرة: 24.

([27]) الفتح: 20 و21.

([28]) آل عمران: 122.

([29]) المجادلة: 8.

([30]) الانفال: 7.

([31]) الجمعة: 6.

([32]) الجمعة: 7.

([33]) النساء: 141.

([34]) النور: 32.

([35]) المائدة: 67.

([36]) غافر: 60.

([37]) النّحل: 43، الانبياء: 7.

([38]) التوبة: 33.

([39]) الضحى: 7.

([40]) الانعام: 41.

([41]) غافر: 40.

([42]) النحل: 43، الانبياء: 7.

([43]) يوسف: 58.

([44]) النحل: 43، يوسف: 109.

([45]) غافر: 36.

([46]) يس: 69.

([47]) سبأ: 13.

([48]) براءة: 14.

([49]) التحريم: 5.

([50]) يوسف: 58.

([51]) يوسف: 109، النحل: 43.

([52]) المسّد: 1.

([53]) المائدة: 72.

([54]) المسد: 3.

([55]) التوبة: 32.

([56]) الخرائج الجرائح: ج3/ص1018 إلى ص1061.

([57]) رياض العلماء: 2/123. ونقلها عنه السيّد محسن الامين في أعيان الشيعة: 9/282 (ط5. دار التعارف).

([58]) قال في هامش الرياض ما نصّه: في هامش نسخة المؤلفّ: «بفنون المعجزات المنتخب من بصائر الدرجات»، «بفنون المعجزات من فضائل الدّرجات»، «بعيون المعجزات وفنون الكرامات».

([59]) رياض العلماء: 2/123 ـ 126 (ط. مطبعة الخيام. قم). ونقل قطعة منه السيّد محسن الامين في أعيان الشيعة: 9/282 (ط5. دار التعارف).

([60]) رياض العلماء: 2/128.

([61]) مقدّمة البحار: ج1/11 (ط3. دار إحياء التراث العربي).

([62]) تعليقة أمل الامل: ص201 (ط1. مكتبة آية الله المرعشي قم).

([63]) الدمعة الساكبة: ج1/31.

([64]) مستدرك الوسائل (المشيخة): 3/516.

([65]) مستدرك الوسائل: 3/272 ح4.

([66]) الغدير: 6/24 (ط5 ـ دار الكتاب العربي بيروت).

      أقول: وقال الشّيخ أحمد المحمودي في مقدّمة كتاب «المسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام» ص32، ما هذا نصّه: «ونسب السيّد البحراني كتاب عيون المعجزات إلى المرتضى مع أنّه للحسين بن عبدالصمد كما حقّقه المولى عبدالله المعروف بالافندي».

      وأقول أيضاً: وليتني عرفت أو يرشدنا المحمودي اين كلام الافندي هذا؟! أنّه للحسين بن عبدالصمد، ومن أين جاء وصحّف «عبدالصمد»؟!

([67]) روضات الجنّات: 4/304 (ط. اسماعيليان. قم).

([68]) روضات الجنّات: 4/292.

([69]) الذّريعة: 15/383 ـ 385 (ط2. دار الاضواء بيروت).

([70]) راجع: النّابس في أعلام القرن الخامس: 63 ـ 64، ورياض العلماء: 2/126، وأعيان الشيعة: 9/283، والجامع في الرّجال: 2/549، ومستدرك علم الرّجال: 5/431.

      وقال الاغا بزرگ الطّهراني في النّابس في أعلام القرن الخامس: 124: عليّ بن محمّد ابن إبراهيم بن الحسن بن الطيّب، أبو الحسن المصري المعروف بأبي التّحف، الّذي يروي عنه «حسين بن عبدالوهاب» صاحب «عيون المعجزات» مترحّماً عليه بعض معجزات الامير عليه السلام في  غندجان من بلاد فارس في 415.

      وقال صاحب الريّاض: أنّه من مشايخ المرتضى والرّضي، والظّاهر أنّه من الخاصّة.

      أقول: وهو يروي عن جماعة، كعبدالمنعم بن عبدالعزيز الحلبي، ومحمّد بن محمّد بن عمرو بن الحريث، وسعيد بن مُرّة، وعليّ بن إبراهيم المصري، ويونس بن سلمة، والعلاء بن الطيّب بن سعيد المغازلي، البغدادي، وعبدالمنعم بن سلمة، والقاضي أبي الحسن عليّ بن القاضي الطّبراني، وغير هؤلاء المذكورين في أسانيد «عيون المعجزات».

      وقال في رياض العلماء: 2/127: ـ عند ذكر مشايخ «الحسين بن عبدالوهاب» ـ : منهم الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيّب المصري، المعروف بأبي التّحف بالغندجان، وهي من بلاد فارس في سنة خمس عشرة وأربعمائه، وهو يروي عن جماعة: كعبد المنعم بن عبدالعزيز، ومحمّد بن محمّد عمرو ابن الحريث، وسعيد بن مرّة، وعليّ بن إبراهيم المصري رحمه الله، ويونس بن سلمة، والشّيخ العلاء بن طيب بن سعيد المغازلي، البغدادي، وغيرهم.

([71]) في أعيان الشيعة 9/283، يزيد بن داداره، تصحيف.

 

([72]) راجع: رياض العلماء: 2/126، أعيان الشّيعة: 9/283، نوابغ الرّواة في رابعة المئات: 34، وقال الاغا بزرگ في النّابس في أعلام القرن الخامس: 16: أحمد بن زيد بن دارا، أبو عليّ، من مشايخ الحسين بن عبدالوهّاب صاحب «عيون المعجزات» روى فيه عنه كثيراً.

      وهو يروي عن أبي محمّد هارون بن موسى التّعلكبري المتوفى 385، وعن أبي عبدالله الحسين بن محمّد بن جمعة القميّ الرّاوي عن ابن عيّاش صاحب «مقتضب الاثر»، وأبي المفضّل الشّيباني، ويروي أيضاًعن أبي العبّاس أحمد بن عليّ بن الحسن ابن شاذان القميّ الفامي الّذي يروي عن محمّد بن الحسن بن الوليد، كما يظهر جميع ذلك من أسانيد «عيون المعجزات».

([73]) مرّ ذكره قبل قليل، وأيضاً راجع: مستدرك علم الرّجال: 3/187، رياض العلماء: 2/126.

      وقال الاغا بزرگ الطّهراني في النّابس في أعلام القرن الخامس: 66: الحسين بن محمّد بن جمعة، أبو عبدالله القمّي، يروي عن أبي المفضّل الشّيباني المتوفى 387، وعن ابن عيّاش الجوهري صاحب «مقتضب الاثر» المتوفى 401، ويروي عنه أبو عليّ أحمد بن زيد بن دارا كما في أسانيد «عيون المعجزات» للحسين بن عبدالوهّاب.

([74]) راجع: النجاشي: 85، رجال الطوسي: 449، معالم العلماء: 20، خلاصة الرّجال: 204، رجال ابن داود: 423، معجم رجال الحديث: 2/288.

([75]) راجع رياض العلماء: 2/126 و127، ومستدرك علم الرّجال: 3/197، وبشارة المصطفى للطبري: 60.

      قال الاغا بزرگ الطّهراني في النّابس في أعلام القرن الخامس: ص55: الحسن بن محمّد بن محمّد بن نصر أبو محمّد، يروي عنه الشّيخ حسين بن عبدالوهاب في «عيون المعجزات» مترضّياً عليه، كما يروي في «العيون» عن أبي التّحف المصري علي بن محمّد في 415، فهو مقدّم على الحسين بن محمّد بن الحسن بن نصر الحلواني صاحب «النّزهة» الّذي يروي عن تلاميذ المفيد، نعم، هو متحد كما احتمله صاحب الرّياض مع الشّيخ أبي محمّد الحسين بن محمّد بن نصر الّذي يروي عنه بهذا العنوان في «عيون المعجزات» أيضاً.

      وقال أيضاً في الكتاب المذكور ص68: الحسين بن محمّد بن نصر أبو محمّد، يروي عنه حسين بن عبدالوهاب في باب معجزات فاطمة عليها السلام من «عيون المعجزات»، ومرّ بعنوان الحسن أيضاً، كما في بعض أسانيده، وهو يروي عن الاسعد منصور بن الحسين ابن عليّ المرزباني الانبوراني (رضي الله عنه)، عن الاستاذ أبي القاسم الحسين بن الحسن ولي نعمته (رضي الله عنه)، وظاهر التّرضية تشيعهما.

([76]) في الاعيان: 9/283 الشّيخ أبو الحسين أحمد بن الخضر المؤدّب.

([77]) راجع: رياض العلماء: 2/127، وأعيان الشيعة: 9/283.

([78]) راجع: رياض العلماء: 2/127، وأعيان الشيعة: 9/283.

([79]) راجع: رياض العلماء: 2/127، وأعيان الشيعة: 9/283.

      وقال في روضات الجنّات: 4/293 : ـ عند ترجمة عليّ بن أحمد، أبو القاسم العلوي ـ : وكان لهذا السيّد مشايخ عديدة، كما يظهر من مطاوي مؤلّفاته وغيرها، ومنهم: والده، فإنّه قد يروي الحسين بن عبدالوهاب المشار إليه في كتاب «عيون المعجزات» عن أبي الغنائم احمد بن منصور المصري (رضي الله عنه) عن الرّئيس، أبي القاسم عليّ بن عبيدالله بن أبي نوح البصري، عن يحيى الطّويلي، عن الاديب، أبي محمّد بن أبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي، عن أبيه، عن أبي هاشم، داود بن القاسم الجعفري، فتأمّل.

([80]) راجع: رياض العلماء: 2/127 ـ 128. وأعيان الشيعة: 9/283.

([81]) رياض العلماء: 2/127 و128.

([82]) رياض العلماء: 2/128.

([83]) و(6) راجع: رياض العلماء: 2/127 ـ 128، واعيان الشيعة: 9/283.

 

([85]) رياض العلماء: 2/128، أعيان الشيعة: 9/283.

([86]) التوبة: 123 و124.

([87]) الاعراف: 146.

([88]) كذا في «م».

([89]) المؤمنون: 70.

([90]) رواه ابن الفارسي في روضة الواعظين: 1/14، عنه البحار: 1/179 ح62، ووسائل الشيعة: 18/14 ح2، وعوالم العلوم: 1/136 ح34.

([91]) النساء: 83.

([92]) راجع عوالم العلوم: ج3/512 باب 3. فضل التدّبر في أخبارهم والتسليم لهم والنهي عن ردّ أخبارهم عليهم السلام.

([93]) البقرة: 257.

([94]) كذا في «م»، والظاهر أنّها تصحيف «المؤمنين».

([95]) تقدّمت ترجمته في المقدّمة، فراجع.

([96]) هو عبدالمنعم بن عبدالعزيز الحلبي الصّائغ، ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 5/150.

([97]) ترجم لنوفل بن أبي الاشعث القمّي في مستدرك علم الرّجال: 8/93.

([98]) سيأتي في ح37: «مسيرة بن خضرمة بن حلباب بن عبدالحميد بن بكّار الكوفي الدّقاق».

([99]) إجتاز: سَلَكَ ومرَّ.

([100]) الحوز: الموضع إذا اُقيم حواليه سدّ أو حاجز.

([101]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([102]) في مدينة المعاجز: يعني أبا الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيّب المصري المعروف بأبي التّحف.

([103]) من «ن»، وليس في «م».

([104]) ترجم للعلاء بن طيّب في مستدرك علم الرّجال: 5/263.

([105]) من «ن»، وفي «م»: حبر. وقد ترجم لنصر في مستدرك علم الرّجال: 8/72.

([106]) من «ن»، وليس في «م».

([107]) في «ن»: جنادة، عن بصير بن مدرك.

([108]) في «ن»: بزعقة، أي الصياح.

([109]) نضا السّيف من غمده، سلّه. وفي ن: فصاع. وفي مدينة المعاجز: فصاح.

([110]) في «ن»: وتركه.

([111]) في «ن»: وفاقاً، والمخالف.

([112]) في «ن»: رأيت بمن على الباب. وفي مدينة المعاجز: أنت بمن على الباب.

([113]) في «ن» ومدينة المعاجز: فخرجت.

([114]) و (5) ـ ليس في «ن» ومدينة المعاجز.

 

 

([116]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: يا أمان المخبتين.

([117]) في «ن»: اليتيم.

([118]) في «ن»: يا عون من لاعون له.

([119]) في «ن»: وبك إليك.

([120]) في «ن» بدل من بين القوسين: بيّض وجهي.

([121]) في «ن» بدل ما بين القوسين: قوم لها وقوم عليها.

([122]) من «ن»، وفي «م»: قومه.

([123]) في مدينة المعاجز: فوقعت.

([124]) في «ن»: إيّاك قصدت.

([125]) من «ن»، وفي «م»: نادوا.

([126]) من «ن»، وفي «م»: ضاق.

([127]) من «ن»، والاشيب: المبيض الرّأس. وفي «م»: رجل.

([128]) التّحم: شدّة السّواد أو الشّقرة.

([129]) في «ن»: عدنية.

([130]) السوسنيات: جنس زهر مشهور، أي أنّ لونها مثل لون هذه الازهار. وفي «ن»: سوسية، وفي مدينة المعاجز: سوية.

([131]) في «ن» ومدينة المعاجز: وما قربتها ببعل قطّ.

([132]) العاتق: الجارية أوّل ما أدركت أو الّتي بين الادراك والتّعنيس.

([133]) في «ن»: والسّطوة.

([134]) القلمس: السّيد العظيم.

([135]) العمرّس ـ بتشديد الرّاء ـ القوي الشّديد من الرّجال، وفي «ن»: عفريس.

([136]) العسوس: الطّالب للصّيد.

([137]) العنبس: الاسد. وفي «ن»: عبوس.

([138]) من «ن»، وفي «م»: وسلوتي.

([139]) في «ن»: عبوس.

([140]) في «ن»: جحجاح. أي السيّد المسارع إلى المكارم. وفي المدينة: حجاج.

([141]) في «ن»: لا ينتهي.

([142]) ما بين القوسين ليس في «ن» ومدينة المعاجز.

([143]) في «ن»: قال أبوك. قالت: قولة أبي عاتق. فقد صدق فيما يقوله، وأمّا قوله.

([144]) في «ن»: السّر وأخفى.

([145]) الاسراء: 81.

([146]) الدّاية: القابلة.

([147]) من «ن»، وفي «م»: وكانت.

([148]) من «ن»، وفي «م»: من.

([149]) من «ن»، وفي «م»: فيكشفها.

([150]) من «ن»، وفي «م»: تبّينت.

([151]) في «ن»: ألستم من أعمال دمشق.

([152]) في «ن»: أسعاد طريق بانياس الجولة.

([153]) في «ن»: فيكم.

([154]) في «ن»: الثلج في بلادنا كثير.

([155]) من «ن»، وليس في «م».

([156]) في «ن»: فرج.

 

([157]) العَلَق ـ بالتحريك ـ : حيوان أسود مثل الدّود يكون في الماء، الواحدة: علقة، مثل قصب وقصبة، وفي حياة الحيوان الدّمْيري: 2/70: هو دود أسود وأحمر، يكون في الماء يعلق في البدن ويمصّ الدّم.

      أقول: وقد شاهدت العلقة مراراً وهي تمصّ الدّم وكيف تكبر وتصير أضعاف حجمها.

([158]) في «ن»: خمسة.

([159]) في «ن»: فأخذتها.

([160]) أسجمت السّحابة: طال مطرها.

([161]) من «ن»، وفي «م»: لا.

([162]) من «ن»، وليس في «م».

([163]) من «ن»، وليس في «م».

([164]) في «ن»: ولكن.

([165]) في «ن»: فدخلت فيها.

([166]) في «م»: حبيّة.

([167]) في «ن»: الضمائر.

([168]) ما بين القوسين من «م»، وليس في «ن».

 

([169]) عنه مدينة المعاجز: 2/53 ح399، ورواه ابن شاذان في الرّوضة والفضائل (مخطوطان).

([170]) حذيفة بن اليَمان، واسم اليَمَان: حِسل ـ ويقال: حُسيل ـ ابن جابر العبسي اليماني، أبو عبدالله وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد أسرّ إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الاُمّة، وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين؟ ترجم له في سير أعلام النبلاء: 2/361، وطبقات ابن سعد: 6/15، حلية الاولياء: 1/270، اُسد الغابة: 1/468، الاصابة: 2/223، وغيرهم.

([171]) بدل ما بين القوسين في «ن»: حدّثني أبو التحف مرفوعاً إلى حذيفة بن اليَمَان.

([172]) في «ن»: حصصننا.

([173]) بدل ما بين القوسين في «ن»: بأربعين راكباً.

([174]) أثبتناه من «ن»، وليس في «م».

([175]) في «ن»: وحمزة.

([176]) في «ن»: الهصور.

([177]) أثبتناه من «ن»، وليس في «م».

([178]) في «ن»: غليلك.

([179]) في «ن»: الا يّام يتصيّد.

([180]) في «ن»: وكلَّ.

([181]) في «ن»: يرفع.

([182]) في «ن»: القحقاح.

([183]) في «ن»: ولنا الكنوز من العندح والعسجد والبندح والدّيباج. أقول: العسجد: الذّهب الجوهر كالدّرّ والياقوت.

([184]) المضارب: الخيمة العظيمة.

([185]) من «ن»، وفي «م»: عليله.

([186]) في «ن»: تحت محمل على جمل فانزلته بباب المسجد، فقال الغلام: يا عليّ، جاء أخي.

([187]) أثبتناه من «ن»، وليس في «م».

([188]) في «ن»: كزمجرة الرّعد، فقلبها على النّار الكثيرة.

([189]) أثبتناه من «ن»، وفي «م»: انتظره وكان.

([190]) في «ن»: على رجله يقبلها.

([191]) من «ن»، وفي «م»: فانقسم له.

([192]) أثبتناه من «ن»، وليس في «م».

 

([193]) عنه مدينة المعاجز: 2/56 ح400. ورواه ابن شاذان في الروضة والفضائل (مخطوطان)، عنهما البحار: 39/186 ح25. ورواه الشيخ البرسي بالاسناد ـ يرفعه ـ إلى ابن عبّاس، عنه مدينة المعاجز: 2/60.

([194]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة م، وليس موجود في نسخة ن. وروى هذا الحديث ابن شاذان في الفضائل: 67، وعنه البحار: 41/216 ح 29.

      وأخرجه في مدينة المعاجز: 1/240 ح152، عن المشارق، ولم أجده فيه.

([195]) تقدّم ترجمته في المقدّمة.

([196]) تقدّم ترجمته في المقدّمة.

([197]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/423.

([198]) أثبتناه من «ن»، وفي «م»: وروى أنّ جماعة من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتوه وقالوا له.

([199]) الجبّانة: الصّحراء، وتسمّى بها المقابر لأنّها تكون في الصّحراء تشبيها للشّيء بموضعه (مجمع البحرين: 1/269).

([200]) مادت: تحرّكت.

([201]) من «ن»، وليس في «م».

([202]) في «ن»: ورجع.

([203]) في «ن» ومدينة المعاجز: على الله.

([204]) عنه مدينة المعاجز: 1/239 ح151، وبحار الانوار: 41/194 ح5، وعن الخرائج والجرائح: 1/184 (نحوه)، وعن الفضائل لابن شاذان، ورواه المسعودي في إثبات الوصّية: 148 (نحوه).

([205]) كذا في «م».

([206]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([207]) الحارث بن عبدالله الهمداني، هو: العلاّمة الامام أبو زهير الحارث بن عبدالله بن كعب ابن أسد الهمداني الكوفي، كان فقيهاً، كثير العلم.

      قال أبو بكر ابن أبي داود: كان الحارث أفقه النّاس، وأحسب النّاس، تعلّم الفرائض من الامام عليّ عليه السلام.

      وقد كان الحارث من أوعية العلم، ومن الشّيعة الاُول.

      قال يحيى بن معين: هو ثقة. وقال مرّه والنسائي: ليس به بأس. كذا ترجم له في سير أعلام النّبلاء: 4/152، وقد ترجم له أيضاً في: طبقات ابن سعد: 6/168، العبر: 1/73، ميزان الاعتدال: 1/435، النّجوم الزّاهرة: 1/185، شذرات الذهب: 1/73، رجال البرقي: 4، رجال الطّوسي: 38، رجال ابن داود: 94، خلاصة المقال: 54، نقد الرّجال: 78، رجال الانصاري: 37، معجم رجال الحديث: 4/186، قاموس الرّجال: 3/5 و27.

([208]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([209]) الجام: الكأس.

([210]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([211]) ويحتمل هو: إبراهيم بن الحسين بن عليّ بن مهران بن ديزل الكسائي الهمداني، أبو إسحاق، وترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/139، مستدرك الوسائل: 3/417 (المشيخة)، وراجع لسان الميزان: 1/48.

([212]) عبدالغفّار بن القاسم بن قيس بن فهد (قهد) أبو مريم الانصاري، الكوفي، ثقة، من أصحاب الامام السّجاد والباقر والصّادق عليهم السلام. ترجم له: في رجال البرقي: 17، رجال النّجاشي: 246، معالم العلماء: 138، رجال ابن داود: 226، خلاصة الرّجال: 117، نقد الرّجال: 191، بهجة الامال: 5/184، معجم رجال الحديث: 10/55، قاموس الرّجال: 5/349.

([213]) كتاب الانوار في تاريخ الائمّة الاطهار للشّيخ أبي عليّ محمّد بن أبي بكر همام بن سهل الكاتب الاسكافي، المولود سنة 258، والمتوفّى سنة 336. قال النّجاشي: هو شيخ أصحابنا ومتقدّمهم له منزلة عظيمة، كثير الحديث، ثمّ حكى كيفيّة إسلام جدّه سهيل، وتركه دين المجوسيّة، ثمّ استبصاره لولاء أهل البيت عليهم السلام على يد عبدالرّزاق ابن همام الصّغاني، ثمّ ما كتبه والده همام إلى أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام في طلب الولد.

      ينقل عن الانوار هذا الشّيخ حسين بن عبدالوّهاب المعاصر للسيّد المرتضى في عيون المعجزات، وكذا ينقل عنه السيّد غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن طاووس المتوفّى سنة 692 في «فرحة الغرى» ويذكر إسناده إلى مؤلّفه بما يظهر وجوده عنده، وينقل عنه أيضاً المولى نجف عليّ الزّنوري في «جواهر الاخبار» الّذي أ لّفه سنة 1280، لكن يحتمل أن يكون نقل الزّنوري عنه بواسطة ترك ذكرها، أو كان المنقول عنه هو منتخب كتاب الانوار هذا الّذي ظفر به العلامة المجلسي كما ذكره في أوّل البحار عند الكلام في كتاب «التمحيص» الّذي استظهر أنّه لابي عليّ بن همام المذكور، فقال: عندنا منتخب من كتاب الانوار له، فيظهر عدم ظفره بنفس كتاب الانوار.

([214]) الاحزاب: 33.

([215]) العوني: ـ بفتح العين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها النون ـ هذه النّسبة إلى عون، والمشهور بالانتساب إليه: العوني الشّاعر، وكان شاعر الشّيعة، وذكر الصّحابة وثلبهم في قصيدة له، وأوّل هذه القصيدة: ليس الوقوف على الاطلال من شاني، سمعت عن عمر بن عبدالعزيز لمّا بلغه عنه يسبّ الصحابة أمر حتّى ضرب بالعمود بالمدينة فمات فيه (كذا في الانساب للسمعاني: 4/26).

      أقول: وهو من شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين، ونظم أكثر المناقب، وقد ترجم له في أمل الامل: 2/139، معالم العلماء: 147، معجم رجال الحديث: 9/167، قاموس الرّجال: 5/170، وغيرهم.

([216]) ما بين المعقوفتين أثبتناه من ن، وفي م هكذا: «وروى أنّ جبرائيل عليه السلام أنزل على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بجام من الجنّة فيه فاكهة كثيرة، فدُفع إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسبّح الجام وكبّر وهلّل في يده، ثمّ دفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسبّح الجام وهلّل وكبّر، ثمّ قال الجام: إِنّي اُمرت ألاّ أتكلّم إلاّ في يد نبيّ أو وصيّ نبيّ، ثمّ عرج إلى السّماء وهو يقول بلسان فصيح يسمعه كلّ أحد: (إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) وقيل في ذلك:

عليّ كلّم الجام إذ جاءه به     كريمان في الاملاك مصطفيان

      وقيل فيه أيضاً:

إمامي كليم الجان والجام بعده     فهل لكليم الجان والجام من مثل

 

([217]) عنه مدينة المعاجز: 1/151 ح89، والبحار: 39/129 ح17، وإثبات الهداة: 2/490 ح318. ورواه فى نوادر المعجزات: 19 ح2 بإسناده إلى جعفر الصّادق عليه السلام.

([218]) المفضل بن عمر: عدّه الشيخ المفيد في الارشاد من خاصّة أبي عبدالله عليه السلام وثقاته الفقهاء الصالحين ممن روى النص بالامامة من أبي عبدالله عليه السلام على أبنه أبي الحسن موسى عليه السلام، وعده الشيخ في الغيبة من الممدوحين، وعده ابن شهرآشوب من خواص اصحاب الصادق عليه السلام، ومن الثقات الّذين رووا صريحاً النص على موسى بن جعفر عليه السلام من أبيه.

      وقال السيّد الخوئي رحمه الله: بعد ذكر ما تقدم جميعاً والمناقشة فيه: والنتيجة أنّ المفضل بن عمر جليل، ثقة والله العالم.

      أقول: وقد ترجم له: البرقي في رجالة: 34، رجال النجاشي: 416، رجال الطوسي: 314، فهرست الطوسي: 337، معالم العلماء: 124، رجال ابن داود: 518، نقد الرّجال: 351، رجال الانصاري: 124، معجم رجال الحديث:18/290، قاموس الرّجال: 9/93، وغيرهم.

([219]) في «ن» ومدينة المعاجز: وكرهت أن.

([220]) من «م»، وليس في «ن» ومدينة المعاجز.

([221]) و(4) اثبتناه من «ن»، وليس في «م».

 

([223]) من «م» ومدينة المعاجز، وفي «ن»: أكثرت.

([224]) في «ن» ويطرد.

([225]) أثبتتاه من مدينة المعاجز، وليس في «م» و«ن».

([226]) في «ن» ومدينة المعاجز: متعجباً.

([227]) في «ن»: نظرته.

([228]) من مدينة المعاجز، وليس في «م» و«ن».

([229]) أثبتناه من «ن»، وليس في «م».

([230]) الجبّان: الصحراء، وفي «ن»: الجبّانة: وهو موضع بالكوفة.

([231]) في «ن»: خلصنا في الجبّانة.

([232]) أثبتناه من مدينة المعاجز و«ن»، وليس في «م».

([233]) في «ن» ومدينة المعاجز: طارت روحي (من الخوف) وتنحيت وضحكت في وجه عليّ، وقلت: الامان.

([234]) في «ن» ومدينة المعاجز: كلامي.

([235]) من «ن»، وفي «م»: استقّر، وفي مدينة المعاجز: استفرع.

([236]) في «ن»: لكتمت.

([237]) من «ن».

([238]) في «ن»: وانشر.

([239]) من «ن»، وفي «م»: إليه.

 

([240]) عنه مدينة المعاجز: 1/464 ح306. ورواه الفضل بن شاذان في الفضائل: 65 عن الصّادق عليه السلام، عنه بحار الانوار: 42/42 ح15. ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 5 ح20 عن المفضّل بن عمر.

([241]) روى قول أبي بكر هذا في: الامامة والسّياسة: 1/14، كنز العمّال: 3/132 و135 و141، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/58 وج4/166 و169.

      قال العلامة في نهج الحقّ وكشف الصّدق: 264: ـ بعد نقل كلام أبي بكر هذا ـ فإن كان صادقاً لم يصلح للامامة، وإلاّ لم يصلح أيضاً.

      وقال السيّد ابن طاووس في الطرائف: 402: ومن طرائف ما رأيت في كتبهم: إنّ أبا بكر استقال من الخلافة، فقال: «أقيلوني أقيلوني فلست بخيّركم وعليّ فيكم» فيا الله! ما أعجب ذلك ممّن يكون مستقيلاً منها في حياته، كيف يقلّدها غيره بعد وفاته، وينصّ على عمر! ـ إلى أن قال ـ : ومن طريف استقالة أبي بكر من الخلافة أنّه إن كان استقال منها وهو يعلم أنّه أقوم بها وأصلح للمسلمين، فقد خان الله ورسوله والاُمّة، وإن استقال وهو يعلم أنّه غير أصلح للاُمّة فهلاّ عيّن علي الاصلح للاُمّة؟ وكيف دخل فيها وهو يعلم أنّ غيره أصلح للمسلمين؟! وإن كان لا يعلم هل هو أصلح أو غيره، فكيف يتقلّد هذا الامر مع شكّه هل يصلح له أولا يصلح؟!

      إنّ هذا من أعجب ما شهدوا به على خليفتهم من الاضطراب والعدول عن الصّواب.

([242]) من مدينة المعاجز، وفي «م» و«ن»: الولاية.

([243]) في «ن»: فتلجلج.

([244]) في «ن»: أما تقبل.

([245]) من «ن»، وفي «م»: تعجباً.

([246]) الافكل: الرّعدة من خوف.

([247]) البقرة: 257.

([248]) ما بين القوسين أثبتناه من «م»، وليس في «ن».

 

([249]) عنه مدينة المعاجز: 3/11 ح689. وروى نحوه ابن حسنويه في در بحر المناقب عن ابن عبّاس، عنه مدينة المعاجز: 3/10 ح688.

([250]) و(6) تقدّم ذكرهما في المقدّمة، فراجع.

 

([252]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([253]) هو جعفر بن محمّد بن إسحاق بن رباط، أبو القاسم البجلي، كوفي. شيخ ثقة من أصحابنا، ترجم له النجاشي: 121، ورجال ابن داود: 87، ونقد الرّجال: 72، ومنتهى المقال: 7/231، وبهجة الامال: 2/555، معجم رجال الحديث: 4/104، قاموس الرّجال: 2/407.

([254]) عليّ بن عمر الصيقل. ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 5/419.

 

([255]) هو عمر بن توبة، أبو يحيى الصنعاني. ترجم له البرقي في رجاله: 36، ورجال النّجاشي: 284، ورجال الطّوسي: 339، وابن داود: 488، ونقد الرّجال: 253، مستدرك الوسائل: 3/869 (المشيخة)، بهجة الامال: 5/604، معجم رجال الحديث: 13/22، قاموس الرّجال: 7/182. أقول: ما بين المعقوفتين أثبتناه من المدينة و«ن»، وفي «م»: عسر.

([256]) في «ن» ومدينة المعاجز: جدّه العرني.

([257]) تقدّم ترجمته في ح7.

([258]) باب الرحبة: محلّة بالكوفة (مجمع البحرين).

([259]) في «ن»: فقال لليهودي.

([260]) في «ن»: أما تسمعون كلام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

([261]) من «ن»، وفي «م»: فنظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى.

([262]) في «ن»: تتكلّمين.

([263]) ـ (8) أثبتناه من «ن» ومدينة المعاجز، وليس في «م».

 

 

([266]) من «ن»، وفي «م»: فتكلّمت.

([267]) أثبتناه من «ن» ومدينة المعاجز، وليس في «م».

([268]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وليس في «ن» و«م».

([269]) في «ن»: وعادت.

([270]) عنه مدينة المعاجز: 1/255 ح161، وإثبات الهداة: 2/491 ح321.

      ولم أجده في بصائر الدرجات للصفّار، ولعلّ في زمان المؤلّف(ره) كتاب بهذا الاسم ولم يصل إلينا.

      ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 24 ح9 بإسناده إلى الحارث بن عبدالله الهمداني (بإختلاف).

([271]) تقدّم في ح9، بحث عنه، فراجع.

([272]) أحمد بن محمّد بن عبد ربّه النيسابوري، ترجم له في قاموس الرّجال: 1/621، ومستدرك علم الرّجال: 1/457.

([273]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 4/140.

 

([274]) أبو هاشم الرّماني، هو: يحيى بن دينار، ثقة من السّادسة (تقريب التهذيب: 2/483).

([275]) زاذان: يكنّى: أبا عمرة (عمروة) (عمرو) الفارسي، من أصحاب عليّ عليه السلام. وعدّه البرقي من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من مضر (معجم رجال الحديث: 7/212). وقد ترجم له في طبقات ابن سعد: 6/178، وحلية الاولياء: 4/199، تاريخ بغداد: 8/487، النّجوم الزّاهرة: 1/206، سير أعلام النّبلاء: 4/280، وقال: كان ثقة، صادقاً روى جماعة أحاديثه. قال النّسائي: ليس به بأس. وروى إبراهيم بن الجنيد، عن يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن عدي: أحاديثه لا بأس بها.

 

([276]) سلمان الفارسي: غنّي عن التّعريف، من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام الاوائل، ويكفيه فخراً قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحقّه: سلمان منّا أهل البيت. له مواقف مشرّفة في الدّفاع عن أمير المؤمنين عليه السلام.

 

([277]) ما بين المعقوفين أثبتناه من «ن»، وفي «م»: وروى عن أبي هاشم الرّياني، عن زاذان، عن سلمان (رضي الله عنه)، قال:

([278]) الزّوبعة: اسم شيطان، أورئيس الجنّ، والجمع: زوابع. وقال الجوهري: ريح ترتفع بالتّراب، وبمياه البحر، وتستدير كأنّها عمود.

([279]) في «ن»: ثمّ برز منها شخص كان فيها.

([280]) من «م»، وفي «ن»: غطرفة، وفي البحار ومدينة المعاجز: عطرفة، وكلّ مايأتي أيضاً.

([281]) في «ن» والمدينة والبحار: نجاح.

([282]) في «ن»: صدقنا و.

([283]) من مدينة المعاجز، وليس في «م» و«ن» والبحار.

([284]) في «ن» والمصادر: فإذا.

([285]) في «ن» والمدينة والبحار: كثير.

([286]) أثبتناه من «ن».

([287]) في «ن»: ولها أسنان كأنّها أسنان السباع. وفي المدينة: وله اسنان كأنّها أسنان من السباع.

([288]) في «ن»: تحت.

([289]) في «ن»: قوله.

([290]) في «ن» والمصادر: كجوابهما.

([291]) في المدينة: وعدت.

([292]) أثبتناه من «ن» والمدينة، وفي «م»: ففرح المنافقون، وتكلّموا في أنفسهم، وقالوا: قد نجّانا الله من أبي تراب.

([293]) في «ن» والمصادر: بالحديث.

([294]) في «ن» والمصادر: وأكثروا القوم.

([295]) من «ن»، وفي «م»: خلق.

([296]) في «ن» ومدينة المعاجز والبحار: من المنافقين.

([297]) ليس في البحار.

([298]) عنه مدينة المعاجز: 1/147 ح88، وبحار الانوار: 18/86 ح4، وج63/90 ح45، وحلية الابرار: 1/270.

      ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 152 ح21. وابن أبي الفوارس في الاربعين: ح26 (مخطوط) بإسناده إلى أبي سعيد الخدري.

      ورواه ابن شاذان في الفضائل: 60، والرّوضة له: 34، عن أبي سعيد الخدري (بإختلاف). عنه البحار: 39/168 ح9، وعن اليقين لابن طاووس: 68، بإسناده عن أبي سعيد الخدري.

([299]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 7/362.

([300]) في «م»: الحكيم.

([301]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 2/378.

 

([302]) هو عبّاد بن صهيب، أبو بكر التّميمي، الكلبي، الكليني (الكليبي)، المازني، اليربوعي، البصري، كوفي، عامّي، ثقة، من أصحاب الباقر والصّادق عليهما السلام، وترجم له: البرقي: 24، النّجاشي: 293، رجال الطّوسي: 131، والفهرست له: 176، معالم العلماء: 88، ابن داود: 465، رجال الانصاري: 66، بهجة الامال: 5/100، معجم رجال الحديث: 9/214، قاموس الرّجال: 5/214، نخبة المقال: 174.

([303]) في البحار: عن.

 

([304]) الاعمش: لقد ترجمنا له مفصلاً عند تحقيقنا كتاب «نوادر الاثر في حديث عليّ خير البشر ومستدركاتها»، فراجع.

([305]) في «ن» والبحار: يستغفر.

([306]) في «ن»: واقائله.

([307]) في «ن» والبحار بخلقك لتكون.

([308]) في «ن» والبحار: وأسأل.

([309]) ما بين القوسين أثبتناه من «م»، وليس في «ن» والبحار.

([310]) عنه بحار الانوار: 41/222 ح 34.

([311]) مرّ ترجمته في ح14.

([312]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([313]) من «م» ومدينة المعاجز، وليس في «ن».

([314]) من «م» ومدينة المعاجز، وفي «ن»: هبط.

([315]) في «ن»: مثعنجرا، وفي مدينة المعاجز: متفجراً.

([316]) من «م» ومدينة المعاجز، وليس في «ن».

([317]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وفي «م» و«ن»: تور.

([318]) اصطلوا: استدفأوا.

([319]) عنه مدينة المعاجز: 1/507 ح 327. ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 59 ح24 مرسلاً.

([320]) تقدّم ترجمتهم في المقدّمة، فراجع.

([321]) أثبتنا هذا السّند من «م»، وفي «ن» ومدينة المعاجز: وحدّثني الشّيخ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن محمّد بن نصر ـ يرفعه ـ إلى محمّد بن أبان بن لاحق النّخعي.

([322]) صعصعة بن صوحان العبدي، ترجم له: البرقي: 5، النّجاشي: 203، ابن داود: 187، خلاصة الرّجال: 89، نقد الرّجال: 172، بهجة الامال: 5/36، معجم رجال الحديث: 9/104، قاموس الرّجال: 5/119. وقال في سير أعلام النّبلاء: 3/528، صعصعة بن صوحان، أبو طلحة، أحد خطباء العرب، كان من كبار أصحاب عليّ عليه السلام، قُتِل أخواه يوم الجمل فأخذ صعصعة الرّاية. يروي عن عليّ عليه السلام وابن عبّاس، وبقي إلى خلافة معاوية، وثّقه ابن سعد، وكان شريفاً، مطاعاً، أميراً، فصيحاً، مفوّهاً... وقد ترجم له أيضاً: ابن سعد في طبقاته: 6/221، مروج الذّهب: 3/228، الاستيعاب: 717، أُسد الغابة: 3/21 وغيرهم.

([323]) الفهر: حجر رقيق تسحق به الادوية.

([324]) ما بين المعقوفتين اثبتناه من «ن»، وليس في «م».

([325]) من مدينة المعاجز، وليس في «م» و«ن».

([326])  في «ن»: صحن.

([327]) من «ن» ومدينة المعاجز، وفي «م»: وزدتني في إيمان.

([328]) ما بين القوسين أثبتناه من «م»، وليس في «ن».

([329]) عنه مدينة المعاجز: 1/432 ح293. ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 56 ح3(مثله).

([330]) السّليط: هو الزّيت عند عامّة العرب، وعند أهل اليمن، هو: دهن السّمسم (النّهاية: 2/389، مجمع البحرين: 2/865).

([331]) الارقم: الحيّة الّتي فيها سواد وبياض.

([332]) أثبتناه من مدينة المعاجز.

([333]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وفي «ن»: صفحة.

([334]) المغافر: زَرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة.

([335]) في المدينة: مالكم.

([336]) دّفا الشّيء: استأصله ونسفه.

([337]) استشعروا الخشية: اجعلوها من شعاركم، والشّعار هو ما يلي البدن من الثّياب.

([338]) تجلبب: لبس الجلباب، وهو ما تغطي به المرأة ثيابها من فوق.

([339]) الّلاْمة: الدّرع، وقد يراد من الّلاْمة آلات الحرب والدّفاع .

([340]) قلقلوا: حرّكوها في أغمّارها. وما أثبتناه من المدينة، وفي «ن»: واقلقوا.

 

([341]) الخَزَر: النّظر من أحد الشّقّين، وهو علامة الغضب. وما أثبتناه من المدينة، وفي «ن»: الشّزر.

([342]) الشَّزر: الطعن في الجوانب يميناً وشمالاً. ونافحوا: ضاربوا وكافحوا. والظُّبا: هي طرف السّيف وحدّه. وما أثبتناه من المدينة، وفي «ن»: الوخز، وتناوحوا بالطّبني.

([343]) صلوا السّيوف بالخُطا: اجعلوا سيوفكم متصلةً بخطا أعدائكم.

([344]) أضافة على ذلك ذكر في مدينة المعاجز: فإنّكم بعين الله ومع ابن عمّ رسول الله ووصيّه.

([345]) الاعقاب: الاولاد.

([346]) الرّواق: الفسطاط، والمطنب: المشدود بالحبل.

([347]) أثبتناه من العيون، وفي ن: نجبه. والثّبج: الوسط.

([348]) كسِره: شقّة الاسفل، كناية عن الجوانب الّتي يفرّ إليها المنهزمون.

([349]) في بشارة المصطفى: ناقش حضينه.

([350]) النّواجذ: وهو أقصى الاضراس.

([351]) الهام: الرّأس.

([352]) في المدينة: فشدّوا.

([353]) من المدينة، وفي «ن»: نادرة.

([354]) التّوبة: 12.

([355]) أثبتنا الحديث من «ن»، وفي «م»، هكذا: روى أصحاب الحديث عن عبدالله بن العبّاس: إنّ من فرّ من عند أمير المؤمنين عليه السلام من الكتيبة الشّهباء من أصحاب معاوية بصفّين، فلامهم معاوية على الفرار بعد أن أظهر التّحسّر والحزن على ما حلّ بالكتيبة، فقال لكلّ واحد منهم: كيف كنت؟ فكان يقول: أصبت بعليّ وقد حملَ عليَّ، وكلّما التفتّ ورائي وجدته يقفو أثري، فتعجّب معاوية، وقال لهم: ويلكم! إنّ عليّاً لواحد، كيف كان وراء جماعة متفرقين؟!

 

([356]) عنه مدينة المعاجز: 1/427 ح 289. وروى فرات الكوفي في تفسيره: 163 (نحوه). ورواه أيضاً الطّبري في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 141 بإسناده عن ابن عبّاس (نحوه)، عنه بحار الانوار: 32/601 ح 476.

      أقول: وأخرجه السّيّد المرتضى رحمه الله في نهج البلاغة: 97 خ66 هكذا: «مَعَاشِرَ الْمُسْلِمينَ: استشعِرُوا الخشية، وتجلببوا السّكينة، وعضّوا على النَّواجذ، فإنّه أنبى للسّيوف عن الهام، واكملوا الّلاْمة، وَقَلْقِلُوا السّيوف في أَغمادِها قَبْلَ سَلِّهَا، والْحَظُوا الخَزْر، واطعُنُوا الشَّزر، ونافِحُوا بالظّبا، وصِلُوا السّيوِف بالخُطا، واعلمُوا أ نَّكم بعينِ اللهِ، ومع ابنِ عمّ رسولِ اللهِ ]صلى الله عليه[، فَعَاوِدُوا الكَرَّ، واسْتحيُوا مِنَ الفرّ، فإنَّهُ عارٌ في الاَعقابِ، ونَارٌ يوم الحِسَابِ، وطِيبُوا عن أنفُسِكُم نفساً، وَامشُوا إِلى المَوْتِ مَشْياً سُجُحاً، وَعَلَيْكُم بهِذَا السَّوَادِ الاَعظمِ، والرَّوَاقِ المُطنَّبِ، فَاضْرِبُوا ثَبَجَهُ، فإنَّ الشَّيطَانَ كَامِنٌ في كِسْرِه، وَقَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةَ يداً، وأخّرَ للنُّكوصِ رِجْلاً. فَصَمْداً صَمْداً! حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُود الحَقِّ وَأَنتُمُ الاَعْلَوْنَ، وَاللهُ مَعَكُمْ، ولن يَتَِركُمْ أَعْمَالَكُمْ».

([357]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([358]) هو: عمّار بن ياسر بن مالك بن كنانة بن الحصين بن قيس بن ثعلبة المخزومي، أبو اليقظان العنسي، من كبار شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، شهد معه الجمل وصفّين واستشهد بها، وهو غنّي عن التّعريف كالشّمس الضّاحية في رابعة النّهار.

([359]) في «ن»: دار.

([360]) في «ن»: لارتحل.

([361]) في «ن»: ضربة.

([362]) من «ن»، وفي «م»: ماله.

([363]) في «م»: فأخذ.

([364]) في «ن»: من القصب.

([365]) من مدينة المعاجز، وفي «م» و«ن»: وكبريتاً.

([366]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: فخرج من النّار سالماً.

([367]) من «م» والمدينة.

([368]) في المدينة: عمّار.

([369]) عنه مدينة المعاجز 1/258 ح165. ورواه الطبّري في نوادرالمعجزات: 38 ح14 بإسناده عن عمّار بن ياسر (بإختلاف يسير). ورواه ابن شاذان في الفضائل: 74، عنه البحار: 42/43 ح 16.

([370]) ما بين القوسين من «م»، وفي «ن»: وحدّثني، قال: حدّثني الحسن بن أبي الحسن الحسيني السّوراني، يرفعه إلى عمّار بن ياسر، قال: كنت عند... وفي مدينة المعاجز: وحدّثني أبو التّحف، قال: حدّثني الحسن ابن أبي الحسن السّورائي ـ يرفعه ـ إلى عمّار ابن ياسر، قال: كنت عند...

      أقول: وفي هامش نسخة «م» أيضاً مكتوب هكذا: نقل السّند محذوف الصّدر لتعذّر نقله عن الاصل على ما كان.

([371]) من المدينة، وفي «م» و«ن»: البجلة.

([372]) من «ن»، وفي «م»: واجتمع بها.

([373]) من «ن»، وفي «م»: مدفونة.

([374]) من «ن».

([375]) من المدينة، وليس في «م» و«ن».

([376]) إعصوصبوا: اجتمعوا، وصاروا عصائب.

([377]) في «ن»: الشّريعة.

([378]) من المدينة، وليس في «م» و«ن».

([379]) من «م»، وفي «ن» والمدينة: نعمك.

 

([380]) عنه مدينة المعاجز: 1/505 ح326. ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 40 ح15. ورواه ابن شاذان في الفضائل: 73، والرّوضة له: 36، عنهما البحار: 41/257 ح 118، وعن اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 64. ورواه ابن أبي الفوارس في الاربعين ح41.

([381]) ما بين القوسين من «م»، وفي «ن»: وحدّثني، قال: حدّثني القاضي أبو الحسن عليّ ابن القاضي الطّبراني ـ مرفوعاً ـ إلى أبي جعفر ميثم التمّار، قال:

([382]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: تفرّغ.

([383]) من «ن»، وفي «م»: فصف الان، وفي المدينة: فصف.

([384]) من نوادر المعجزات، وفي «م»: يتزعزع، وفي «ن»: تنزع لها.

([385]) في «م»: ويكبع.

([386]) من «م» والمدينة.

([387]) في «ن»: القضايا.

([388]) في «ن» والمدينة: الخطاب.

([389]) من «م»، وفي «ن»: والحلال من الحرام.

([390]) يس: 53. وفي «م»: (فإذا هم من الاجداث إلى ربّهم ينسلون) يس: 51.

([391]) في «ن» والمدينة: من.

([392]) في «ن»: أن لا.

([393]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: ميتاً.

([394]) من «ن»، وفي «م»: الاية العظمى.

([395]) في «ن»: جاهليّاً.

([396]) من «م». وفي «ن»: ونفست الارض نفساً. وفي المدنية: ونسفت الارض نسفاً.

([397]) في «ن»: وعلت.

([398]) من «م»، وفي «ن»: سقت بيديها. وفي المدينة: سقت يهديها.

([399]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: قال فإذا.

([400]) من «ن»، وليس في «م».

([401]) في «ن» والمدينة مختلفة.

([402]) في «ن»: بصراً.

([403]) تقدّمت ترجمة في ح 3.

([404]) من «م»، وفي «ن»: ثمّ قال عمّار: قد طارت بنا السحابة.

([405]) من «ن» والمدينة، وليس في «م».

([406]) في «ن»: كبيرة كثيرة النّاس.

([407]) من «م»، وفي «ن»: وانذرهم بمثل كلامهم، ثمّ قال: يا عمّار.

([408]) من «ن» والمدينة، وليس في «م».

([409]) أقول: هنا في نسخة «م»، هكذا.

             يقول الواثق بلطف الله الابدي محرر هذه الحروف محمّد هادي عاملهما الله بفضله يوم ينادي المنادي: هذا قريب من آخر الحديث، وقد سقط من الرّسالة الّتي أشرنا إليها آنفاً في الكلام لاندراس القرطاس وتفتت الحواشي، ولا بأس بذكر الخطبة الشّقشقانية هنا، وهي هذه:

             أما والله، لقد تقمّصها فلان، وانّه ليعلم إنّ محلّي محلّ القطب من الرّحى، ينحدر عنّي السّيل ولا ترقى إليَّ الطّير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرْتئي بين أن أصول بيد جذّاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصّغير، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهباً، حتّى مضى الاوّل لسبيله، فادلى بها إلى فلان بعده.

شتّان ما يومي على كُورِها     ويوم حيّان أخي جابر

             فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها الاخر بعد وفاته! لشدّ ما تشطّرا ضرعيها فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسّها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصّعبة ان أشنق لها خَرِم، وان اسلس لها تقحّم، فمني النّاس ـ لعمرُ الله ـ بخبط وشماس، وتلوّن واعتراض، فصبرت على طول المدّة، وشدّة المحنة، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم انّي أحدهم، فيا الله وللشورى! متى اعترض الرّيب فيَّ مع الاوّل منهم، حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر! لكنّني أسففت إذا أسفّوا، وطرت إذا طاروا; فصفا رجل منهم لضغنه ومال الاخر لصهره، مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافخاً حضنيه، بين نثليه ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله تعالى خضم الابل نبتة الرّبيع، إلى أن انتكث عليه قتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته، فما راعني إلاّ والنّاس إليَّ، كعرف الضّبع، ينثالون عليَّ من كلّ جانب، حتّى لقد وطىء الحسنان، وشقّ عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلمّا نهضت بالامر نكثت طائفة، ومرقت اُخرى، وقسط آخرون; كأنّهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول: (تلك الدّار الاخرة نجعلها للّذين لا يريدون علواً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين) بلى، والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنّهم حُليت الدّنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها.

             أما والّذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود النّاصر، وما أخذ الله على العلماء الاّ يقارّوا على كظّة ظالم، ولا سغب مظلوم، لالقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من حبقة (عطفة خ ل) عنز.

             قالوا: وقام إليه رجل من أهل السّواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً فأقبل ينظر فيه فلمّا فرغ من قراءته قال له ابن عبّاس: يا أمير المؤمنين، لو اطّردت مقالتك من حيث أفضيت. فقال: هيهات يابن عبّاس! تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت. قال ابن عبّاس: فوالله، ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام ألاّ يكون أمير المؤمنين بلغ منه حيث أراد.

([410]) عنه مدينة المعاجز: 1/546 ح350. ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 44 بسنده عن محمّد بن دخيرة، عن أبي جعفر ميثم التّمّار رضوان الله عليه (بإختلاف يسير).

([411]) من «ن»، وفي «م»: على.

([412]) في «ن» والمدينة: وحملاها إلى مسجد الكوفة المعروف بالسّهلة.

([413]) في «ن» والمدينة: فحفرا.

([414]) في «ن» والمدينة: حيث.

([415]) في «ن» والمدينة: دفن فيه.

([416]) عنه مدينة المعاجز: 3/55 ضمن ح719.

([417]) من «م» وفي «ن» والمدينة: اعقل.

([418]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: فوجدته.

([419]) في «ن» والمدينة: ساعة.

([420]) عنه مدينة المعاجز: 3/55 ضمن ح719.

([421]) عنه مدينة المعاجز: 3/55 ضمن ح719.

      قال في مستدرك الحاكم 3/144: أخبرني أحمد بن بالويه العقصي، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا نوح بن درّاج، عن محمّد بن إسحاق، عن الزّهري، عن أسماء الانصاريّة، قالت: ما رفع حجر بايلياء ليلة قتل عليّ إلاّ ووجد تحته دم عبيط. ورواه الذّهبي في تلخيص المستدرك: 3/144، والزّرندي في نظم درر السّمطين: 149 مثله.

([422]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه مدينة المعاجز: 3/69 ح734.

([423]) قال في نوابغ الرواة في رابعة المئات 26: أحمد بن الحسين العطّار، أبو الحسين، من تلامذة الكليني كما في «عيون المعجزات» قال: حدّث أبو الحسين أحمد بن الحسين العطّار، عن الكليني، والظّاهر أنّ صاحب «العيون» ينقل عن كتابه ولا يروي عنه، وإلاّ قال: حدّثنا كما في سائر مشايخه.

([424]) محمّد بن يعقوب رحمه الله، شيخ أصحابنا في وقته بالرّيّ ووجههم، وكان أوثق النّاس في الحديث وأثبتهم، ثقة، عارف بالاخبار، جليل القدر. ترجم له: النّجاشي: 377، رجال الطّوسي: 495، رجال ابن داود: 341، خلاصة الاقوال: 145، منهج المقال: 415، نقد الرّجال: 339، معالم العلماء: 99، منتهى المقال: 7/142، رجال الانصاري: 115، تنقيح المقال رقم 11540، معجم رجال الحديث: 18/50 وج23/137، قاموس الرّجال: 6/337.

([425]) عليّ بن إبراهيم بن هاشم، أبو الحسن القّميّ، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، من أصحاب الامام الهادي عليه السلام، ترجم له: النّجاشي: 260، رجال الطّوسي: 420، والفهرست له: 209، معالم العلماء: 62، ابن داود: 237 خلاصة الاقوال: 100، نقد الرّجال: 224، رجال الانصاري: 77، بهجة الامال: 5/354، تنقيح المقال: 8092، معجم رجال الحديث: 11/189، قاموس الرّجال: 6/337.

 

([426]) الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب الزّرّاد (الرّاد) أبو عليّ مولى بجيلة، كوفي، جليل القدر، ثقة، عين، يعد من الاركان الاربعة في عصره. ترجم له: البرقي: 48، رجال الطّوسي: 347، والفهرست له: 96، معالم العلماء: 33، ابن داود: 116، نقد الرّجال: 97، بهجة الامال: 3/188، رجال الحديث: 5/89، قاموس الرّجال: 3/227.

([427]) من مدينة المعاجز، وهو الصحيح، وفي «ن»: الحسن.

 

([428]) وهو: العلاء بن رزين القلاّء، ثقفي، مولى ثقيف، كوفي، ثقة، وجهاً، جليل القدر، من أصحاب الامام الصّادق عليه السلام. ترجم له: البرقي: 25، النّجاشي: 298، رجال الطّوسي: 245، والفهرست له: 207، معالم العلماء: 84، ابن داود: 235، خلاصة الاقوال: 123، منهج المقال: 222، نقد الرّجال: 223، بهجة الامال: 5/345، معجم رجال الحديث: 11/167، قاموس الرّجال: 6/328، وغيرهم.

([429]) الفضل بن يسار: تُرجم له في معجم رجال الحديث: 13/316.

([430]) براثا: محلّه الامال كانت في طرف بغداد في قبليّ الكرخ، وبني بها جامع، وآثاره باقية الى الان.

([431]) جويريّة بن مسهر العبدي الكوفي، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. ترجم له: البرقي في رجاله: 5، رجال الكشّي: ح169، رجال الطّوسي: 37، ابن داود: 93، نقد الرّجال: 77، بهجة الامال: 2/605، معجم رجال الحديث: 4/177، قاموس الرّجال:2/469.

([432]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وليس في ن .

([433]) أثبتنا هذا الحديث من ن، وليس موجود في نسخة «م»، وعنه مدينة المعاجز: 1/194 ح115، وإثبات الهداة: 5/14 ح317، وغاية المرام: 630 ح11.

      أقول: إنّ ردّ الشّمس لامير المؤمنين صلوات الله عليه من المسلّمات، ولقد ردّت الشّمس له عليه السلام عدّة مرّات في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعده، وقد أُ لّفت عدّة كتب حول هذه الحادثة، وسنشير إلى بعض مصادر العامّة ممّن ذكروها، فهم:

      الطّحاوي في مشكل الاثار: 2/8 وج 4/388، ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: 96 ح140، القاضي عياض في الشّفاء: 240، الخوارزمي في المناقب: 213 و217، ابن الجوزي في التذكرة: 55، الكنجي في كفاية الطالب: 385، محب الدين الطّبري في الرّياض النّضرة: 2/179، الحمويني في فرائد السّمطين: 1/183 ح146، النّويدي في نهاية الارب: 18/310، الذّهبي في ميزان الاعتدال: 2/244، الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/297، العسقلاني في لسان الميزان: 4/276، ابن كثير في البداية والنّهاية: 6/282، وفي تفسيره: 5/75، القوشجي في شرح التّجريد: 4/330، السّخاوي في المقاصد الحسنة: 226، المبيدي في شرح ديوان أمير المؤمنينعليه السلام: 186، السّيوطي في الخصائص الكبرى: 2/82، وفي الحاوي للفتاوي: 369، السمهودي في وفاء الوفا: 2/33، القسطلاني في المواهب الّلدنيّة: 5/113، ابن حجر في الصواعق: 76، الشّوكاني في الفوائد المجموعة: 118، الحوت البيروتي في أسنى المطالب: 112، الحلبي في سيرته: 1/386، العجلوني في الدّرر المنتثرة: 234، الدهلوي في مدارج النّبوة: 336، البدخشي في مفتاح النّجا: 36، القندوزي في ينابيع المودّة: 137، الامرتسري في أرجح المطالب: 687، ابن حسنويه في در بحر المناقب: 117، ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام: 2/283، ابن حبّان في اسعاف الرّاغبين: 177، الصّفوري في نزهة المجالس: 2/93، وغيرهم...

([434]) أثبتناه من المدينة، وليس في «م».

([435])  أثبتناه من المدينة، وفي «ن»: الله.

([436]) في المدينة: غابت.

([437]) السيّد الحميري: هو اسماعيل بن محمّد بن مزيد (يزيد) بن محمّد بن وداع بن مفرغ الحميري السّيّد الشّاعر، لقى الامام الكاظم عليه السلام، وتوفّى في حياة الامام الصّادق عليه السلام. ترجم له: الطّوسي في رجاله: 148، والفهرست له: 165، معالم العلماء: 146، ابن داود: 59، خلاصة الاقوال: 10، منهج المقال: 60، نقد الرّجال: 47، رجال الانصاري: 144، بهجة الامال: 2/310، معجم رجال الحديث: 3/177، قاموس الرّجال: 2/66.

([438]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م».

      عنه مدينة المعاجز: 1/196 ح11، وغاية المرام: 630 ح4. ورواه ابن شاذان في الروضة (مخطوط) ورواه ابن حمزة في ثاقب المناقب: 254 ح2 مرسلاً، عنه مدينة المعاجز: 1/202 ح122.

([439]) في البحار: عبّاس، تصحيف.

 

([440]) ابن عيّاش الجوهري: هو أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري، وتقدّمت ترجمته في المقدّمة، فراجع.

([441]) قال الاغا بزرگ في نوابغ الرّواة في رابعة المئات: 160: عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد، أبو طالب الانباري، من مشايخ أحمد بن عبدالواحد المعروف بابن عبدون شيخ النّجاشي والطّوسي، ومن مشياخ ابن قولويه أيضاً، توفي بواسط 356، وهو يروي عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن عليّ بن عمر بن رباح بن قيس القلا السّواق كما في ترجمته.

      ومرّ بعنوان عبدالله، يروي أيضاً عن أحمد بن محمّد بن لاحق الشّيباني، عن يحيى بن زكريّا اللؤلؤي، كما في النّجاشي في صباح بن نصر، ويروي أيضاً عن عليّ بن محمّد ابن رباح أخو أحمد بن محمّد المذكور، كما في ترجمة صبيح، ويروي أيضاً عن عبدالرّحمن بن أبي نجران كما في النّجاشي في ترجمته بعنوان عبدالله، ولكن في باب من لم يرو: عبيدالله بن أحمد بن عبيدالله بن محمّد بن يعقوب بن نصر الانباري، ويروي أيضاً عن عليّ بن عمر الاعرج كما في النّجاشي في ترجمته، ويروي أيضاً عن أبي العبّاس أحمد بن المفلس الحماني في 297 كتب القاسم الرّسي بن إبراهيم طباطبا، كما في النّجاشي في ترجمة القاسم الرّسي، ويروي أيضاً عن أبي الحسين محمّد بن زيد التّستري، كما في أسانيد «عيون المعجزات».

([442]) في البحار: يزيد.

 

([443]) قال في نوابغ الرّواة: ص271: محمّد بن زيد، أبو الحسين التّستري من مشايخ أبي طالب الانباري عبيدالله (عبدالله ـ خ ل) بن أحمد بن أبي زيد الانباري المتوفى 356 بواسط كما في أسانيد «عيون المعجزات» للحسين بن عبدالوهاب، وهو يروي عن أبي سمينة محمّد بن عليّ البصري، عن إبراهيم بن عمر اليماني.

 

([444]) أبو سمينة: محمّد بن عليّ الصّيرفي: هو محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن موسى، أبو جعفر القرشي مولاهم الصّيرفي أبو سمينة، كوفي. ترجم له: البرقي: 54، النّجاشي: 332، رجال الطّوسي: 387، والفهرست له: 387، معالم العلماء: 103، ابن داود: 507، نقد الرّجال: 321، معجم رجال الحديث: 16/297 وج17/51 وج21/180، قاموس الرّجال: 8/273 و295.

([445]) إبراهيم بن عمر اليماني الصّغاني، شيخ من أصحابنا، ترجم له: البرقي 11، النّجاشي: 20، رجال الطّوسي: 103، والفهرست له: 15، معالم العلماء: 16، ابن داود: 417، نقد الرّجال: 12، منتهى المقال: 1/185، رجال الانصاري: 3، بهجة الامال: 1/551، معجم رجال الحديث: 1/258، قاموس الرّجال: 1/243.

 

([446]) حمّاد بن عيسى الجهني، المعروف بغريق الجحفة، ثقة. ترجم له: البرقي: 21، النّجاشي: 142، فهرست الطّوسي: 116، معالم العلماء: 43، ابن داود: 132، معجم رجال الحديث: 6/224، قاموس الرّجال: 3/401.

([447]) أبان بن أبي عيّاش. تابعي، من أصحاب الامام الحسن والحسين والسّجاد والباقر والصّادق عليهم السلام ترجم له: رجال الطّوسي: 83، والفهرست له: 162، ابن داود: 414، منهج المقال: 115، نقد الرّجال: 40، منتهى الامال: 1/132،  بهجة الامال: 1/484، معجم رجال الحديث: 1/141، قاموس الرّجال: 1/93.

([448]) سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، أبو صادق، من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين والسّجاد والباقرعليهم السلام. ترجم له: البرقي في رجاله: 4، والنّجاشي في رجاله: 8، والطّوسي في رجاله: 43، والفهرست له: 162، معالم العلماء: 8، ابن داود: 178، خلاصة الاقوال: 82، منهج المقال: 171، رجال الانصاري: 143، بهجة الامال: 4/448، توضيح المقال: 177، معجم رجال الحديث: 8/208، قاموس الرّجال: 4/445.

([449]) النّشز: المرتفع.

([450]) فى «ن»: اطلعت الشّمس قرنيّها.

([451]) في البحار: ساعاتهم.

([452]) من البحار والمدينة، وفي ن: من.

([453]) أثبتناه من المدينة.

([454]) قال المجلسي رحمه الله: الطّخياء ـ بالمدّ ـ اللّيلة المظلمة، وتكلّم بكلمة طخياء، لا تفهم.

([455]) تقدمت ترجمته في ح9.

([456]) أثبتنا هذا الحديث من ن، وليس موجود في «م».

      عنه مدينة المعاجز: 1/218 ح136، والبحار: 41/179 ح16، وعن الفضائل لابن شاذان: 72 (مخطوط).

([457]) فرندة: لم أجد لها معنى في معاجم اللّغة الّتي عندي، ولكن وجدت «الفريدة»: أي الجوهرة النّفيسة.

([458]) أثبتنا هذا الحديث من ن، وليس موجود في نسخة «م». عنه إثبات الهداة: 5/15 ح319، ومدينة المعاجز: 1/170 ح100.

      أقول: قال ابن حجر في الاصابة: 2/508: وفي «المسند» لعبدالله بن أحمد بن حنبل ـ من حديث جابر ـ : إنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا دفع الرّاية لعليّ يوم خيبر أسرع، فجعلوا يقولون له: أرفق، حتّى إنتهى إلى الحصن فاجتذب بابه، فألقاه على الارض، ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً حتّى أعادوه. وفي السّيرة الحلبيّة: 2/201، والشّرف المؤبّد: 57 مثله.

      وقال القاضي عضد الدّين الايجي في شرح المواقف: وقد قال علي عليه السلام: ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانيّة.

      وقال أيضاً في جامع العلوم: قال عليّ عليه السلام: والله ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانيّة، بل بقوّة رحمانيّة.

      وأقول: وفي بعض روايات العامّة أنّه صلوات الله عليه تترس باب خيبر، ولم يقدر ثمانية رجال على تقليبه. ذكرها: أحمد في مسنده: 6/8، والطّبري في تاريخه: 2/301، والخوارزمي في المناقب: 106، وابن الجوزي في تذكرة الخواص: 27، ومحبّ الدّين في ذخائر العقبى: 73، والاندلسي في عيون الاثر: 134، والكازروني في شرف النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: 176، والحمويني في فرائد السّمطين: 1/261 ح201، والذّهبي في تاريخ الاسلام: 2/194، وابن كثير في البداية والنّهاية: 4/189، والهيثمي في مجمع الزّوائد: 6/152، وغيرهم كثير جداً.

([459]) وحية: أي صوت، وفي «ن»: وجيه.

([460]) في المدينة: إليه.

([461]) في المدينة: الدرجان.

([462]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 1/138 ح77.

([463]) في البحار: درحان.

([464]) و(6) أثبتناه من مدينة المعاجز.

 

 

([466]) في البحار، وفي «ن» والمدينة: ثومان.

([467]) في البحار: يا منشبة.

([468]) في البحار: لم.

([469]) في البحار: محجبون.

([470]) من البحار.

([471]) في البحار: المشية.

([472]) أثبتناه من البحار والمدينة.

([473]) الكهف: 10.

([474]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه بحار الانوار: 39/146 ح11، ومدينة المعاجز: 1/179 ح107.

      وروى نحو هذا الحديث كلّ من: محمّد بن العبّاس في تأويل الايات: 2/553 ح7، وابن شهرآشوب في المناقب: 2/337، وابن شاذان في الرّوضة: 164، والفضائل له: 37، وابن المغازلي الشّافعي في المناقب: 232 ح280، وابن حمزة في ثاقب المناقب: 173 ح4، وغيرهم.

([475]) أثبتناه من المدينة، وفي «ن»: الحسن، تصحيف. وقد ذكرنا حال الكتاب ومؤلّفه في ح9، فراجع.

([476]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 8/22.

([477]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 2/329.

 

([478]) هو: عمّار بن موسى السّاباطي، كوفي، أبو الفضل، أبو اليقظان، ثقه في الرّواية، من أصحاب الامام الصّادق والكاظم عليهما السلام، ترجم له: البرقي في رجاله: 36، والنّجاشي: 290، والطّوسي في رجاله: 250، والفهرست له: 235، ومعالم العلماء: 87، وابن داود: 487، ونقد الرّجال: 247، ورجال الانصاري: 86، ومعجم رجال الحديث: 2/260، وقاموس الرّجال: 7/98، ومنهج المقال: 242.

([479]) قال الحموي في معجم البلدان: 5/74 و75 ـ ضمن شرح المدائن ـ أمّا أنوشروان بن قباذ، وكان أجلّ ملوك فارس حزماً ورأياً وعقلاً وأدباً، فإنّه بنى المدائن، وأقام بها هو ومن كان بعده من ملوك بني ساسان ـ إلى أن قال ـ : فأمّا في وقتنا هذا، فالمسّمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقريّة بينها وبين بغداد ستّة فراسخ، وأهلها فلاّحون، يزرعون ويحصدون، والغالب على أهلها التّشيّع على مذهب الاماميّة، وبالمدينة الشّرقيّة قرب الايوان قبر سلمان الفارسي (رضي الله عنه) وعليه مشهد يزار إلى وقتنا هذا.

([480]) هكذا في «ن» والبحار، وفي المدينة: دلف، وفي بقيّة الحديث كذلك.

([481]) من نوادر المعجزات، وفي البحار و«ن» والمدينة: ظّل.

([482]) أثبتناه من المدينة.

([483]) من المدينة، وفي «ن»: وأحييتهم.

([484]) ليس في المدينة.

([485]) أثبتنا هذا الحديث، من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 1/224 ح 141، والبحار: 41/215 ضمن ح27، وعن الفضائل لابن شاذان: 74 (مخطوط)، ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 21 ح5.

([486])  أبو زيد النميري، هو: عمر بن شبّة بن عبدة بن زيد بن رائطة، الحافظ، الحجّة، صاحب التّصانيف، ولد سنة ثلاث وسبعين ومئة.  وثقّه الدّارقطني وغير واحد، له كتب منها: «أخبار المدينة»، «أخبار الكوفة»، «الامراء»، «الشّعر والشّعراء» وغيرها، ترجم له في: معجم الاُدباء: 16/60، وفيات الاعيان: 3/440 تذكرة الحفّاظ: 225، شذرات الذّهب: 2/146 وغيرهم.

([487]) عبدالصّمد بن عبدالوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو سهل التّميمي، العنبري، البصري. ترجم له: ابن سعد في الطّبقات: 7/300، سير أعلام النّبلاء: 9/516، تذهيب التّهذيب: 2/238، العبر: 1/352، النّجوم الزّاهرة: 2/184، وغيرهم.

([488]) تقدّم ذكره.

([489]) في «ن»: سيهل، تصحيف.

 

([490]) سهيل بن أبي صالح، أبو زيد المدني، ترجم له في: تهذيب الكمال: 12/223 (ط2. مؤسسة الرّسالة. بيروت)، شذرات الذّهب: 1/208، سير أعلام النّبلاء: 5/458، خلاصة تهذيب الكمال: 158، وغيرهم.

([491]) من المدينة، وفي «ن»: عرق.

([492]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م».

      عنه مدينة المعاجز: 1/260 ح166، والبحار: 41/247 ح15، وعن الرّوضة لابن شاذان: 37.

      أقول: في الفضائل مثله ببعض التغير، وفيه: «الذّمي» بدل «الانصاري».

      ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 23 ح8 بإسناده عن أبي هريرة بإختلاف يسير.

([493]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 5/424.

([494]) أثبتناه من المدينة.

([495]) يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة المنقري، ترجم له في مستدرك علم الرّجال 8/204،     وسير أعلام النبلاء: 8/337، ومشاهير علماء الامصار: 174، وميزان الاعتدال: 4/374، وشذرات الذّهب: 1/298، والعبر: 1/283.

 

([496]) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون، مولى محمد بن مزاحم، أبو محمّد الهلالي، الكوفي، ثمّ المكّي. ترجم له في: طبقات ابن سعد: 5/497، حلية الاولياء: 7/270، وفيات الاعيان: 2/391، ميزان الاعتدال: 2/170، أعيان الشّيعة: 35/151، سير أعلام النّبلاء: 8/454 الكواكب الدّريّة: 117.

([497]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 6/75، وفي «ن»: «العبسي» بدل «العيسي».

([498]) أثبتناه من المدينة.

([499]) المعارج: 1.

 

([500]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، وعنه مدينة المعاجز: 1/407 ح270.

([501]) من المدنية، وفي «ن»: بالعندجان، تصحيف.

([502]) من المدينة، وفي «ن»: الاشيعث.

([503]) في المدينة: حضرمة بن جلباب.

([504]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 1/409 ح271.

      أقول: تقدّم مثل هذا السند في ح1، فراجع.

([505]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/690.

([506]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 8/165.

([507]) في المدينة: الطيّب الفراجري.

([508]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 5/27.

([509]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 5/150.

([510]) الاماق: مجرى الدّمع من العين، أي من طرفها.

([511]) من المدينة، وفي «ن»: صقيل. والكلمتين لها نفس المعنى، ولكنّ الاُولى للمبالغة.

([512]) من المدينة.

([513]) الدّعاس: الطعّان. ودّعَسَ بالرّمح: طعن به.

([514]) من المدينة، وفي «ن»: والقسم.

([515]) في المدينة: الاحيل.

([516]) من المدينة، وفي «ن»: وهطل بأمري صوب.

([517]) العسَّ: الّذين يطوفون بالّليل، يحرسون النّاس ويكشفون أهل الرّيبة. والعسوس: الطّالب للصّيد، وعسعس الشّيء: حرّكه. وأحتمل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا محرّك ومدبّر الاُمور. وفي المدينة: العشوش.

([518]) القلمس: البحر، العسل.

([519]) عفَس: صرعه ووطئه إلى الارض في جذبة شديدة.

([520]) الانبياء: 23.

([521]) أقول: لولا خوف الاطالة لافردت في شرح هذه الكلمات الزّاهرات عدّة أبيات.

([522]) في المدينة: فأتيت.

([523]) من المدينة وفي «ن»: ثمّ عذاره، تصحيف.

([524]) من المدينة، وفي «ن»: الحسنى.

([525]) من المدينة، وفي «ن»: ببعضاً.

([526]) في المدينة: بحير.

([527]) في المدينة: ذاهلة.

([528]) في المدينة: عليَّ.

([529]) في المدينة: زمعة.

([530]) من المدينة، وفي «ن»: يحيي.

([531]) أثبتناه من المدينة، وليس في «ن».

([532]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 1/247 ح157، وأضاف بعده:

      وروى هذا الحديث البرسي، قال: حدّثني الفقيه أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمّي، قال: حدّثني الشّيخ محمّد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الدّاري. قد رواه كثير من الاصحاب حتّى إنتهى إلى أبي جعفر ميثم التمّار (رضي الله عنه)، قال: بينما نحن بين يدي مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممحدقين به كأنّهم البدر في تمامه بين الكواكب في السّماء الصّاحية، إذ دخل عليه من الباب رجل عليه قباء خزّ أدكن، متعمّم بعمامة صفراء أتحميّة ـ وساق الحديث بعينه ببعض التغير ـ .

      ورواه ابن شاذان في الفضائل: 2، والرّوضة: 26، عنهما البحار: 40/274 ح40، وروه ابن حسنويه في درّ بحر المناقب: 101 (مخطوط) عنه إحقاق الحقّ: 8/726.

([533]) في المدينة: نجيح بن اليهودي الصّائغ، وقد ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 8/62، قائلاً: نجيح بن اليهودي الصائع.

([534]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 2/115.

([535]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 5/150.

([536]) من المدينة، وفي «ن»: بن، تصحيف.

([537]) في المدينة: بمجامع.

([538]) في المدينة: فضربه.

 

([539]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 1/412 ح273، وقال:

      ورواه البرسي: عن عمّار بن ياسر (رضي الله عنه)، وفي آخره: فقال عليّ عليه السلام: تكلّم أيّها الجمل، لمن أنت؟ فقال الجمل بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين، أنا لهذه منذ تسع عشرة سنة. فقالعليه السلام: خذي جملك، وعارض الرّجل بضربه فقسمه نصفين.

      ورواه ابن شاذان في الفضائل: 64، عنه البحار: 40/267 ح37. ورواه الطّبري في نوادر المعجزات: 37 ح13، بإسناده عن عبدالمنعم بن الاحوص. ورواه ابن طاووس في اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 72، عنه البحار: 41/236 ح7.

([540]) من المدينة .

([541]) الرعد: 43.

([542]) أثبتناه من المدينة.

([543]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 1/476 ح312. وروى الطبري في نوادر المعجزات: 44 ح17 (مثله).

      أقول: أمّا نزول الاية الشريفة المتقدّمة من سورة الرّعد: (ومن عنده علم الكتاب)لا يخفى على من راجع كتب العامّة، وتنقّب آثارهم أنّها نزلت في حقّ الامام عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه دون غيره، وإنكار النّاصب إنكار بارد لا يلتفت إليه من له حظّ من العلم والاحاطة بما ورد في كتب الاثار. وسنشير إلى بعض من ذكرها:

      القرطبي في تفسيره: 9/336، الشّيرازي الدّشتكي في روضة الاحباب: 1 / وقائع السّنة التّاسعة، السّيوطي في الاتقان: 1/12، التّرمذي الكشفي في مناقب مرتضوي: 49، القندوزي في ينابيع المودّة: 1/305 ـ 309 باب 30، و2/250 باب 56، والثّعلبي في تفسيره كما نقله عنه في العمدة: 152، والمردي الحنفي في آل محمّدصلى الله عليه وآله وسلم: 150 و241، والشّيرازي الشّافعي في توضيح الدّلائل: 163، وغيرهم.

([544]) أثبتناه من المدينة.

([545]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 2/51 ح397.

([546]) من المدينة، وفي «ن»: عنه.

([547]) البهرج: الباطل.

([548]) من المدينة، وفي «ن»: بحريم.

([549]) من المدينة، وفي «ن»: أعاد.

([550]) البقرة: 65 و66.

([551]) أثبتناه من المدينة، وليس في «ن».

([552]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 2/67 ح402.

([553]) من المدينة، وفي «ن»: ماروته.

([554]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه مدينة المعاجز: 3/41 ح706. وروى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 151.

([555]) هي عليها السلام الرّابعة من أولاد الشّهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وقد كانت مع أخيها الامام الحسين عليه السلام، وسارت مع الامام السّجاد عليه السلام إلى الشّام، ثمّ إلى المدينة المنوّرة، وهي جليلة القدر، فهيمة، بليغة. راجع حياتها عليها السلام في عوالم العلوم: ج11/2 ص983.

([556]) عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي، كان من كبار شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، شهد معه الجمل وصفّين والنّهروان، اُستشهد على يد معاوية ـ لعنه الله ـ سنة 50، ترجم له: البرقي: 40، رجال الطّوسي: 47، ابن داود: 528، نقد الرّجال: 250، بهجة الامال: 5/586، معجم رجال الحديث: 13/87، قاموس الرّجال: 7/135، وغيرهم.

([557]) من مدينة المعاجز.

 

([558]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه مدينة المعاجز: 3/55 ح719. وروى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 151.

([559]) من المدينة.

([560]) في إثبات الوصيّة: والنبيّون خلفهم كلّ نبيّ كان قبل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

([561]) في المدينة: فقال: كما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

 

([562]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخه «م»، عنه مدينة المعاجز: 3/55 ضمن ح719، ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة: 52، وفيه ذكر الوصيّة بطولها، فراجع.

([563]) الدهليز: ما بين الباب والجدار، المسلك الطّويل الضّيّق.

([564]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 3/56 ضمن ح719. وروى مثله في إثبات الوصيّة: 153.

      أقول: ذكر في إثبات الوصية كلام أوسع من هذا لامير المؤمنين صلوات الله عليه، فأحببت أن أذكره، وهو:

      «فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: كلّ إمرىء ملاق ما يفرّ منه، والاجل تساق إليه النّفس، والهرب منه موافاته، كم أطردت الايّام أبحثها عن مكنون هذا الامر، فأبى الله جلّ ذكره إلاّ إخفاءه، هيهات علم مكنون، أمّا وصيّتي لكم: فالله جلّ وتعالى لا تشركوا به شيئاً، ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم لا تضيّعوا سنّته، أقيموا هذين العمودين، وخلاكم ذّم ما لم تشركوا، ولكلّ امرئ مجهوده، وخفّف عن الجهلة. ربّ رحيم، ودين قويم، وإمام عليم كنار في إعصار، وذوي رياح تحت ظلّ غمامة إضمحّل راكدها فحّطها من الارض حبّاً جارركم بعدي خيرها ساكنة بعد حركة كاظمة بعد نطق ليعظكم هدى، وضفرت أطوافي، إنّه أوعظ لكم من نطق البليغ، ودّعتكم وداع إمرىء مرصد للتلاق، غداً تُروى لكم آثاري، ويكشف لكم عن سرايري، عليكم السّلام إلى يوم الّلزام، كنت بالامس صاحبكم، وأنا اليوم عظة لكم، وغداً مفارقكم، إن أبق فأنا وليّ دمي، وإن أفن فالقيامة ميعادي، والعفو أقرب للتقوى، فاعفوا عفا الله عنّي وعنكم، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورٌ رحيم.

([565]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، عنه مدينة المعاجز: 3/56 ضمن ح719، ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة: 152، عنه مستدرك وسائل الشّيعة: 10/218 ح2.

([566]) من «م»، وليس في «ن».

([567]) المرأة الحِصَان ـ بالكسر ـ : المُتعفّفة (مجمع البحرين: 1/417).

([568]) في «ن» ضمن حديث طويل، وهذه القطعة في ذيله.

([569]) في «ن»: حارثة، تصحيف.

 

([570]) جارية بن قُدامة بن مالك التّميمي الاسدي، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وشهد حروبه وكان شجاعاً، مقداماً. ترجم له ابن داود: 80، رجال الطّوسي: 14، نقد الرّجال: 66، مستدرك الوسائل (خاتمته): 3/787، معجم رجال الحديث: 4/31، قاموس الرّجال: 2/339.

([571]) ولج: دخل.

([572]) من «م»، وفي «ن»: لاحدثك.

([573]) أثبتناه من البحار، وفي «م» و«ن»: وما.

([574]) من «م» والبحار.

([575]) من «م»، وليس في «ن» والبحار.

([576]) اللهاة: الهنة المُطبقة في أقصى سقف الفم، والجمع الّلهاة والّلهوات والّلهيات أيضاً.

([577]) في «ن» والبحار: يكون، وما لم يكن.

([578]) وعنه البحار: 43/8 ح11، وعوالم العلوم: 11/1 ص18 ح1.

([579]) في «ن»: توفيت.

([580]) من «ن»، وفي «م»: قبوراً.

([581]) في «ن»: فأصبح.

([582]) في «ن»: إنّ.

([583]) من «ن»، وفي «م»: صلاتها ودفنها.

([584]) في «ن»: الامر.

([585]) في «ن»: بلغ.

([586]) في «ن»: لوضعت.

 

([587]) عنه البحار: 43/212 ح41. ورواه بصورة أوسع الطّبري في دلائل الامامة: 136، عنه البحار: 43/171.

([588]) الغلابي: هو محمّد بن زكريّا بن دينار، أبو عبدالله البصري الجوهري الغلابي، كان وجهاً من وجوه أصحابنا بالبصرة، وكان إخباريّاً، واسع العلم. ترجم له النّجاشي: 346، رجال الطّوسي: 442، معالم العلماء: 117، ابن داود: 311، نقد الرّجال: 306، بهجة الامال: 6/431، معجم رجال الحديث: 16/87، قاموس الرّجال: 8/173، وغيرهم.

([589]) في «ن»: خاطبك منّي.

([590]) من «ن»، وفي «م»: أشرف.

([591]) في «ن»: توقفاً لخبر.

([592]) في «ن»: فهنّ منها يلتقطنّ.

([593]) في «ن»: والحديث طويل، اقتصرت على ثلث منه.

 

([594]) روي في دلائل الامامة: 18 ضمن حديث «يا ملائكتي وسكان سمواتي، أشهدكم أنّ مهر فاطمة بنت محمّد نصف الدّنيا.

      وروى الاربلي في كشف الغمّة: 1/472 نقلاً عن صاحب كتاب «الفردوس» قطعة من الحديث، عنه البحار: 43/142 ضمن ح37. وروى أيضاً ابن المغازلي في المناقب: 342 ح394 (قطعة منه).

([595]) ترجم له النّجاشي ضمن ترجمة جابر بن يزيد الجعفي ص129، وقاموس الرّجال: 2/417.

([596]) جابر بن عبدالله الانصاري، شهد بدراً، وثماني عشرة غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد صفّين مع أمير المؤمنين عليه السلام، وأدرك الامام الباقر عليه السلام، ثقه، توفى سنة 78. ترجم له البرقي: 2، ابن داود: 79، منهج المقال: 77، نقد الرّجال: 67، رجال الانصاري: 34، بهجة الامال: 2/480، معجم رجال الحديث: 4/7، قاموس الرّجال: 2/310.

([597]) من «ن»، وفي «م»: لغيرها.

([598]) في «ن»: فتحوّلت.

([599]) من «ن»، وفي «م»: أشتّم.

([600]) روى مثله ببعض التغيير الصدّوق في علل الشّرائع: 1/183 ح1، عنه البحار: 43/5 ح4، وأورد في المحتضر: 135 عن أبي جعفر عليه السلام (مثله)، وراجع عوالم العلوم: 11/1 ص 34 باب 3: إنّها عليها السلام حوراء إنسيّة من ثمرة طوبى في الجنّة.

([601]) من «م»، وهو عثمان بن عمران، بياع السّابري الّذي ترجم له الطوسي في رجاله: 259، مشيخة المستدرك: 3/825، ومعجم رجال الحديث: 11/116، وقاموس الرّجال: 6/279. وفي «ن»: «عمّار بن عمران». وفي المدينة: «عمّار بن مروان» وقد ترجم لهما في كتب الرّجال، وبعضهم عدّهما شخص واحد، فراجع.

([602]) ترجم له الطوسي في رجاله: 229، ونقد الرّجال: 217، بهجة الامال: 5/229، مستدرك المشيخة: 3/825، قاموس الرّجال: 6/232.

 

([603]) جبّلة المكّي: له رواية في علل الشّرائع: 183 ح2، وترجم له في مستدرك علم الرّجال: 2/118.

 

([604]) طاووس اليماني: هو طاووس بن كيسان، أبو عبدالرّحمن اليماني، ترجم له الطّوسي: 94، ابن داود: 19، نقد الرّجال: 175، رجال الانصاري: 145، بهجة الامال: 7/436، معجم رجال الحديث: 9/154، قاموس الرّجال: 5/656.

([605]) ما بين المعقوفين أثبتناه من «ن» والمدينة، وفي «م»: من حدّثني.

([606]) في «ن»: وأنت.

([607]) في المدينة: اكتنفة.

([608]) من «ن» والمدينة، وليس في «م».

([609]) في «ن»: صرت.

([610]) في «ن» والمدينة: وبتفّاحة.

([611]) من «م» والمدينة.

([612]) ليس في «ن» والمدينة.

([613]) ما بين المعقوفين أثبتناه من المدينة، وليس في «م» و «ن».

 

([614]) روى مثله الصّدوق في علل الشّرائع: 1/183 ح2، عن القطّان، عن السّكري، عن الجوهري، عن عمر بن عمران، عن عبدالله بن موسى العبسي، عن جبّلة المكّي، عن طاووس اليماني، عن ابن عبّاس، عنه البحار: 43/5 ح5.

([615]) ترجم له الكشّي في رجاله: 207. أقول: وله رواية في فرحة الغري: 119، وبشارة الشّيعة: 244، والاختصاص: 198.

([616]) في بعض كتب الرّجال: «إسماعيل بن عمر البجلي» ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/656. أقول: وله رواية في كفاية الاثر للخزّار: 35، وفي إرشاد المفيد: 1/43، وكمال الدين: 77.

([617]) في «ن»: ولم يُر لها دم.

([618]) روى مثله حسام الدّين المردي في كتاب آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: 421، وقريب منه ببعض التغيير في: صحيفة الامام الرّضا عليه السلام: 289 ح29. ورواه أيضاً ابن بابويه في: مولد فاطمة عليها السلام، عنه اعلموا إنّي فاطمة: 4/105.

([619]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن»، وراجع عوالم العلوم عليها السلامج11/1 ص 83 باب 6: إنّها عليها السلام ما رأت دماً في حيض ولا نفاس، وفيه 12 حديث من طرق الخاصّة والعامّة.

([620]) ما بين القوسين من «م»، وفي «ن»: العبّاس بن بكّار ـ مرفوعاً ـ إلى جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام.

([621]) روى مثله ابن شهرآشوب في المناقب: 3/112، عن: عامر الشّعبي، والحسن البصري، وسفيان الثّوري، ومجاهد، وابن جبير، وجابر الانصاري، ومحمّد الباقر، وجعفر الصّادق عليهما السلام، عنه البحار: 43/39، ورواه أيضاً من الخاصّة والعامّه كلّ من: صحيح البخاري: 5/36، خصائص النّسائي: 121، مصابيح السّنّة: 205، أشّعة اللمعات: 4/69، تفريح الاحباب: 409، منال الطالب: 23، مرآة المؤمنين: 186، مشكاة المصابيح: 3/255، صفوة الصّفوة: 2/5، منتخب كنز العمّال: 5/96، ينابيع المودّة: 2/73 و79 و97 و322 باب 56، الشّرف المؤبّد: 53، السّيف اليماني: 17، وسيلة المآل: 87، الاتحاف: 6/244، كنز العمّال: 12/108 ح34222، إسعاف الرّاغبين: 188، أعلام النّساء: 3/1216، الدرّة اليتيمة: 4، الدرّة الخريدة: 39، ضوء الشّمس: 97، الشّفاء: 2/48، وووو....

([622]) قال ابن أبي الحديد في شرح النّهج: 10/265: قد تواتر الخبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: فاطمة سيّدة نساء العالمين. وقال أيضاً في: ج19/193: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمحضر الخاصّ والعامّ، مراراً لا مرّة واحدة، وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد: إنّها سيّدة نساء العالمين.

([623]) عنه البحار: 43/256 ضمن ح34، وعوالم العلوم: 16/19 ح6، وحلية الابرار: 3/13 ح2.

([624]) ما بين القوسين من «م»، وليس في «ن» والبحار.

([625]) عنه البحار: 43/256، وعوالم العلوم: 16/19، وحلية الابرار: 3/13 ضمن ح2 .

([626]) رواه الصّدوق في أماليه: 475، بإسناده عن المفضّل بن عمر ضمن حديث طويل، ورواه الرواندي في الخرائج والجرائح: 2/524 ح7، والطّبري في دلائل الامامة: 8، وابن الفارسي في روضة الواعظين: 173، وابن شهرآشوب في المناقب: 3/118. ورواه من العامّة في: ينابيع المودّة: 198، وتجهيز الجيش: 99، وأهل البيت عليهم السلام: 165، ونزهة المجالس: 2/227.

([627]) من «ن»، وفي «م» بيدها عليها السلام.

([628]) روى مثله ـ ضمن حديث طويل ـ الطوسي في أماليه: 1/263، عنه البحار: 43/104 ح15، وج103/274 ح31، وحلية الابرار: 1/108، والوسائل: 14/62 ح4، من لا يحضره الفقيه: 3/254 باب118، ورواه الطّبري في دلائل الامامة: 25، عنه عوالم العلوم: 11/1 ص447 ح70.

([629]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، روى نحوه ضمن حديث طويل كلّ من: الديلمي في إرشاد القلوب، ومحمّد بن هاشم في مصباح الانوار: 69 (مخطوط)، ورواه أيضاً شرف الدين النجفي في تأويل الايات: 1/137 ح16. وفي عوالم العلوم: 17/6، وروى ابن شاذان في الفضائل:172، والروضة له: 18، عنهما البحار: 40/43 ح81، وأخرجه في البرهان: 4/226 ح14، عن المناقب الفاخرة للسيّد الرضي رحمه الله.

([630]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، روى مثله في: صحيح الترمذي: 5/658 ح3874، والاستيعاب: 2/751، ومستدرك الحاكم: 3/157، واُسد الغابة: 5/522، وذخائر العقبى: 35، والصواعق المحرقة: 72، وموّدة القربى: 101، ونظم درر السمطين: 177، والمقتل للخوارزمي: 1/57، تاريخ بغداد: 11/430، وربيع الابرار: 152، وتاريخ دمشق: 2/168 ح650، وكنز العمّال: 15/127، وغيرها.

([631]) أثبتنا هذا الحديث من «ن»، وليس موجود في نسخة «م»، روى مثله ابن شهرآشوب في المناقب: 3/104، عنه البحار: 43/36 ضمن ح 39، وعوالم العلوم: 11/1 ص136 ح49.

([632]) في «ن» «والبحار»: مبعث رسول الله بخمس عشرة سنة وأشهر.

([633]) عنه البحار: 44/140 ضمن «ح7»، وحلية الابرار: 3/13 ح1.

([634]) ترجم له في مستدرك علم الرجال: 4/121. وله رواية أيضاً في إعلام الورى: 385.

([635]) في «ن» والمدينة: وأولاده.

([636]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: وبغضي لمن بغضهم.

([637]) من «ن» والمدينة، وليس في «م».

([638]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: أتت.

([639]) في «ن» والمدينة: يده.

([640]) من المدينة و «ن»، وفي «م»: ورأوا.

([641]) في «ن» والمدينة: ومَلَك موكل.

([642]) من المدينة، وفي «ن» و«م»: فأكبّ.

([643]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: وهو يقول: ما شرّفتكما لكن شرّفكما.

([644]) من «ن» والمدينة.

([645]) من «م» والمدينة.

([646]) من المدينة، وليس في «ن» و«م».

([647]) عنه مدينة المعاجز: 4/11 ح1051.

      أقول: روى هذا الحديث عشرات، بل مئات من الصّحابة والتّابعين، ولولا خوف الاطالة لاوردتها مع أسانيدها، ولكنّي سأذكر بعض المصادر. وهي: الكازروني في شرف المصطفى (مخطوط)، مقتل الامام الحسين عليه السلام الخوارزمي: 111، ذخائر العقبى: 130، نزهة المجالس: 2/233، المعجم الكبير للطّبراني: 137 (مخطوط)، مجمع الزّوائد: 9/84، منتخب كنز العمّال: 5/106، نظم درر السّمطين: 213، مفتاح النّجا: 113، درّ بحر المناقب: 51، ينابيع المودّة: 227.

([648]) عاصم بن بهدلة، هو: عاصم بن أبي النّجود بن بهدلة. ترجم له في معجم رجال الحديث: 9/178، قاموس الرّجال: 5/179، وفيات الاعيان: 2/357، سير أعلام النّبلاء: 5/256، العبر: 1/167، وغيرهم.

 

([649]) أثبتناه من «ن»، وفي «م»: خنيس، تصحيف. وهو: زرّ بن حبيش بن حُباشة بن أوس، أبو مريم الاسدي الكوفي. ترجم له في سير أعلام النبلاء: 4/166، وطبقات ابن سعد: 6/104، حلية الاولياء: 4/181، وتهذيب الاسماء واللغات: 196، تذكرة الحفّاظ: 1/54، شذرات الذّهب: 1/91.

([650]) من «ن»، وفي «م»: نزلا.

([651]) روى مثله أحمد في مسنده: 1/77، وفي الفضائل له: 5/641، تاريخ بغداد: 13/287، الشّفاء: 2/42، أخبار أصفهان: 1/91، جواهر البحار: 3/141، تذكرة ابن الجوزي: 244، اُسد الغابة: 4/29، المناقب للخوارزمي: 82، ذخائر العقبى: 91 و123، الرّياض النضرة: 2/214، الصوّاعق المحرقة: 185، تاريخ الاسلام: 3/6، ميزان الاعتدال: 2/220، نظم درر السمطين: 210، اسعاف الراغبين: 126.

([652]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([653]) أثبتناه من «ن»، وليس في «م».

 

([654]) روى مثله ببعض التّغيّر: الكليني في الكافي: 1/463 ح6، عنه البحار: 43/324 ح3 و24 والعوالم: 16/89 ح3، وعن الخرائج: 1/239 ح4. ورواه في إثبات الوصيّة: 135 مرسلاً بإختلاف. ورواه في دلائل الامامة: 68، والثّاقب في المناقب: 314 ح2، والصّراط المستقيم: 2/177 (مختصراً).

([655]) من «م»، وليس في «ن».

([656]) في «ن»: وبرهان ومعجزة.

([657]) يحتمل هو: إسماعيل بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السّكوني، ثقة، يعتمد عليه، ترجم له: البرقي: 55، النّجاشي: 26، رجال الطّوسي: 148، والفهرست له: 161، معالم العلماء: 8، ابن داود: 59، معجم رجال الحديث: 3/189، قاموس الرّجال: 2/77.

([658]) أثبتناه من «ن»، وفي «م»: الكبابي، وفي البصائر والبحار: الكناسي .

([659]) من «م»، وفي «ن»: فرفع الزّبيري رأسه إلى النّخلة، وقال.

([660]) أقول: كما قدّمنا القول حول كتاب البصائر الموجود حاليّاً للصّفّار رحمه الله، وهل كان في زمان المصنّف كتاب باسم «بصائر الدّرجات» أيضاً، ولكن الحديث هنا يختلف عن بصائر الدّرجات للصفّار، فأحببت إيراده.

      بصائر الدّرجات: 256 ح10: حدّثنا الهيثم النّهدي، عن إسماعيل بن مروان، عنّ عبدالله الكنّاسي، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: خرج الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في بعض عمره، ومعه رجل من ولد الزّبير كان يقول بإمامته، قال: فنزلوا في منهل من تلك المناهل، قال: نزلوا تحت نخل يابس فقد يبس من العطش، قال: ففرش للحسن تحت نخلة، وللزبيري بحذائه تحت نخلة اُخرى، قال: فقال الزبيري، ورفع رأسه، لو كان في هذا النّخل رطب لاكلنا منه، قال: فقال له الحسن: وإنّك لتشتهي الرّطب؟ قال: نعم. فرفع الحسن عليه السلام يده إلى السّماء فدعا بكلام لم يفهمه الزّبيري فاخضرّت النخلة، ثمّ صارت إلى حالها، وفارقت وحملت رطباً. قال: فقال له الجمّال الّذي اكتروا منه: سحر والله! قال: فقال له الحسن: ويلك! ليس بسحر، ولكن دعوة ابن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلممجابة، قال: فصعدوا إلى النخلة حتّى يصرّموا ممّا كان فيها، فألفاهم.

([661]) عبدالله بن مسكان السّجستاني، أبو محمّد، ثقة، عين. ترجم له: البرقي: 23، معجم رجال الحديث: 10/324، قاموس الرّجال: 6/142، النّجاشي: 214، ابن داود: 213، نقد الرّجال: 207، رجال الانصاري: 75.

 

([662]) الحكم بن الصّلت الثّقفي المدنى، من اصحاب الباقر والصّادق عليهما السلام. ترجم له: البرقي: 14، الطّوسي: 114، نقد الرّجال: 114، معجم رجال الحديث: 6/171.

([663]) أثبتناه من بصائر الدّرجات، وليس في «م» و «ن».

([664]) من «م» و«ن»، وفي البصائر: أضلّه.

([665]) في البصائر: أضلّه.

([666]) في البصائر: سبطا اُمّتي.

([667]) من «م» والبصائر، وفي «ن»: علّمهم الله.

([668]) في البصائر: فاحبّوهم وتوّلوهم.

([669]) آل عمران: 185.

([670]) بصائر الدّرجات: 53 ح2.

([671]) من «م» والبحار والعوالم.

([672]) ما بين المعقوفين ليس في «م».

([673]) عنه البحار: 43/256 ح34، وعوالم العلوم: 16/13 ح4.

([674]) من إثبات الهداة و«م»، وفي «ن»: الامامة.

([675]) عنه إثبات الهداة: 2/135 ح762، وروى هذا الحديث كلّ من: القندوزي في ينابع المودّة: 81، والبدخشي في مفتاح النّجا: 17، والامر تسري في أرجح المطالب: 26 و394. وراجع كتاب الغيبة للطّوسي والنّعماني، وكمال الدين للصّدوق وو..

([676]) هو: المنهال بن عمرو الاسدي. ترجم له: البرقي: 58، الطّوسي في رجاله: 79، ابن داود: 353، نقد الرّجال: 355، معجم رجال الحديث: 19/7، قاموس الرّجال: 9/133.

([677]) روي في مصباح الانوار: 229 (مخطوط)، والمحتضر: 133. نقلاً من كتاب «الفردوس: 5/409 ح8316» ـ رفعه ـ بإسناده عن ابن عبّاس: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليّ عليه السلام: يا عليّ، إنّ الله عزَّ وجلَّ زوّجك فاطمة، وجعل صداقها الارض، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى عليها حراماً.

      وفي كشف الغمّة: 1/472: وروى صاحب كتاب الفردوس أيضاً، عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ الله عزَّ وجلَّ زوّجك فاطمة، وجعل صداقها الارض فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً.

      أقول: روي مثله في ينابيع المودّة: 236، أرجح المطالب: 253، مقتل الامام الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1/66، المناقب له: 235.

([678]) هو: جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي، من أصحاب الامام الصّادق عليه السلام، ترجم له: الجامع في الرّجال: 1/402، وقاموس الرّجال: 2/417. وتقدّمت ترجمته اضافة إلى هذه في ح7.

([679]) في البحار: فجاجاً.

([680]) في «ن» والبحار: تنفَس به الضعف.

([681]) أثبتناه من المدينة والبحار، وفي «م» و«ن»: فلمّا.

([682]) من «م»، وفي «ن»: نعته عليه السلام. وفي البحار: بغته. وفي المدينة: ببركته عليه السلام.

([683]) من «ن» والبحار، وفي «م»: البادية.

([684]) الاكام: التلال، أو الاماكن المرتفعة.

([685]) عنه البحار: 44/187 ح16، وعوالم العلوم: 17/51 ح1، ومدينة المعاجز: 3/471 ح985.

([686]) ما بين القوسين من «م»، وليس في «ن».

([687]) عطاء بن السائب بن مالك الثقفي، أبو زيد. من أصحاب الصّادق عليه السلام. ترجم له الطّوسي في رجاله: 260، وفي منهج المقال: 221، معجم رجال الحديث: 11/143، قاموس الرّجال: 6/307.

([688]) في المدينة تميم.

([689]) من «ن»، وفي «م»: حويزة، وفي المدينة: جويرية. وكذا في المواضع الاتية.

([690]) من «ن» والمدينة، وليس في «م».

([691]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: حِزه.

([692]) في عوالم العلوم: معلّقاً.

([693]) في «ن» والمدينة والعوالم: الجحيم.

 

([694]) عنه البحار: 44/187 ذ ح16، وعوالم العلوم: 17/52 ح1، ومدينة المعاجز: 3/472 ح986. وروى مثله ببعض التغيّر ابن شهرآشوب في المناقب: 4/56، عنه البحار: 45/301 والعوالم: 17/613. ورواه ابن جرير الطّبري في تاريخه: 5/430.

([695]) أثبتنا هذه الحديث من «م»، وليس في «ن».

([696]) أثبتنا هذه الحديث من «م»، وليس في «ن». وروى «نحوه» ابن شهرآشوب في المناقب: 4/56، عنه مدينة المعاجز: 3/479 ح994.

([697]) مناقب آل أبي طالب: 4/56 (نحوه)، عنه البحار: 45/301 ح3.

      أقول: هذه الاحاديث ـ 15 و16 و17 ـ مشهورة وفي كتب الاحاديث والمقاتل مسطورة، ومن شهرتها أصبحت من عِداد المسلّمات والمتواترات، وكلّ أحاديث أهل بيت العصمة والطّهارة صلوات الله عليهم أجمعين كذلك، واللعنة الدّائمة على أعدائهم والمشككين في مناقبهم العليّة السّنيّة، آمين.

([698]) من «م» والبحار، وفي «ن»: وقطاعات.

([699]) من «ن» والبحار.

([700]) من «ن» والبحار.

([701]) من «ن» والبحار، وفي «م»: تجدك.

([702]) أثبتناه من البحار، وليس في «م» و«ن».

([703]) من «ن» والبحار، وفي «م»: ألاّ خاصمت.

([704]) من «ن» والبحار، وفي «م»: ودفنتني.

([705]) في «ن» والبحار: قال.

([706]) ليس في «ن» والبحار.

 

([707]) من «ن»، وفي «م»: توكب. أي تُغضّب. وفي البحار: تؤزّ. قال المجلسي رحمه الله: الازّ: التهيّج والاغراء.

([708]) ليس في «ن» والبحار.

([709]) من «ن» والبحار، وفي «م»: رمت.

([710]) في «ن» والبحار: عليه.

([711]) هذه الحادثة نقلها الخاصّ والعام وهي في كتب التّاريخ والحديث مسطورة، وقد فصّلّنا القول عند تحقيقنا لكتابيّ: الطُرف من الانباء للسيّد ابن طاووس، وبشارات الشّيعة للفيض الكاشاني، فراجع.

([712]) في «ن» والبحار: تسع.

([713]) في البحار: وشهراً.

([714]) ليس في «ن».

([715]) الحديث 18 و19 و20 ـ عنهما البحار: 44/140 ضمن ح7، ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة: 160.

([716]) ليس في «م»، أقول: تقدّم في الباب الماضي ما يلائم هنا، وتركناه تجنباً الاطالة.

([717]) من «ن».

([718]) في «ن»: قال.

([719]) في «ن»: ومواريث.

([720]) عنه إثبات الهداة: 3/92 ح806، وروى الصدوق في كامل الزيارات: 56 ح3 و4 و5، والخُصيبي في الهداية الكبرى: 201 و202 (نحوه).

([721]) في «ن»: مضى.

([722]) في «ن»: عليه.

([723]) أي: مكسور، وفي «ن»: مقصوص.

([724]) في «ن»: جناحه.

([725]) روى نحوه الصدوق في كمال الدّين: 1/282 ح36، وفي الامالي: 118 ح8، وابن شهرآشوب في المناقب: 3/228، وابن إدريس في السرائر: 478.

([726]) من «ن»، وليس في «م».

([727]) في «ن»: ومكانهم.

([728]) من «ن»، وفي «م»: حتّى خلطتها.

([729]) من «ن»، وفي «م»: ما روته.

([730]) في «م» بياض. وما أثبتناه من «ن».

([731]) في «ن»: منفرداً.

([732]) ـ (4) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

 

 

([735]) من «ن».

([736]) أقول: هذه الرّواية الشّريفة قد نقلها الكثير من أصحابنا، وكذلك شيوخ العامّة، فالنسرّح القلم، ونكتب قسمٌ من الّذين نقلوها لتكون لنا ذخراً وذخيراً وشفاءً في الدّنيا والاخرة، فمنهم:

      كامل الزيارات: 84 ح4: محمّد بن جعفر الرّزّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السّرّاج، عن يحيى بن معمّر القطّان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

      أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

      وفيه: 85 ح10: محمّد بن جعفر الرّزّاز، عن أبي الخطّاب، عن ابن بزيع، عن أبي إسماعيل السّراج، عن يحيى بن معمّر العطّار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلاّ استقبلوه، ولا يمرض أحد إلاّ عادوه، ولا يموت أحد إلاّ شهدوه.

      وفيه: ابن الوليد، عن الصفّار، عن ابن الخطّاب، عن صفوان، عن حريز، عن الفضيل، عن أحدهما عليهما السلام، قال: إنّ على قبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة. قال محمّد بن مسلم: يحرسونه.

      أمالي الصدوق: 509 ح7: ابن الوليد، عن ابن متيل، عن ابن أبي الخطّاب، عن موسى ابن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبدالله الصّادق عليه السلام: إنّ أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن عليّعليهما السلام فلم يؤذن لهم في القتال، فرجوا في الاستئذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم مَلَك يقال له: منصور.

      كامل الزيارات: 83 ح1: عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن الفضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: مالكم لا تأتونه ـ يعني قبر الحسين عليه السلام ـ فإنّ أربعة آلاف ملك يبكونه عند قبره إلى يوم القيامة.

      وفيه: 84 ح3: عن سعد، عن عليّ بن إسماعيل، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي، عن فضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال (مثله).

      وفيه: 84 ح9: عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام بالمدينة: أين قبور الشهداء؟ فقال: أليس أفضل الشّهداء عندكم ؟ والّذي نفسي بيده إنّ حوله أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

      وفيه: 85 ح11: عن سعد، عن الحسن بن عليّ بن المغيرة، عن العبّاس بن عامر، عن أبان، عن الثمالي، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: إنّ الله وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك، شعث غبر يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشّمس، وإذا زالت الشّمس هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر...

      وفيه: 85 ح12: أبي، ومحمّد بن عبدالله، عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن أبي القاسم، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون، قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام وأنا عنده، فقال: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ فقال عليه السلام: إنّ الحسين عليه السلام لمّا اُصيب بكَتهُ حتّى البلاد، فوكلّ الله به أربعة آلاف ملك، شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة...

      وفيه: 115 ح6: عن سعد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن قتيبة الهمداني، عن إسحاق بن عمّار، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إنّي كنت بالحائر ليلة عرفه، وكنت أصلّي، وثَمَّ نحوي من خمسين ألفاً من النّاس، جميلة وجوههم، طيّبة روائحهم، وأقبلوا يصلّون بالليل أجمع، فلمّا طلع الفجر سجدت، ثم رفعت رأسي فلم أرَ منهم أحداً، فقال لي أبو عبدالله عليه السلام: إنّه مرّ بالحسين بن عليّ عليهما السلام خمسون ألف ملك وهو يقتل، فعرجوا إلى السّماء، فأوحى الله إليهم: مررتم بابن حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه، فاهبطوا إلى الارض فاسكنوا عند قبره شعثاً غبراً إلى يوم تقوم السّاعة.

      ومنه: 115 ح6: محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن عمر بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال لي أبو عبدالله: هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسين عليه السلام، فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئذان فهبطو وقد قتل الحسين عليه السلام، ولُعن قاتله ومن أعان عليه ومن شرك في دمه، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائرٌ إلاّ استقبلوه، ولا يودّعه مودّع إلاّ شيّعوه، ولا يمرض أحد إلاّ عادوه، ولا يموت أحد إلاّ صلّوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته، فكلّ هؤلاء في الارض ينتظرون قيام القائم (عج).

      ومنه 84 ح5: أبي، وعليّ بن الحسين معاً، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: وكّل الله بالحسين بن عليّ سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم، شعثاً، غبراً منذ يوم قتل إلى ما شاء الله ـ يعني بذلك قيام القائم عج ـ .

      ومنه: 84 ح6: بالاسناد عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن فضّال، عن ثعلبة، عن مبارك العطّار، عن محمّد بن قيس، قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: عند قبر أبي عبداللهعليه السلامأربعة آلاف ملك شُعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

      ومنه: 84 ح7: أبي، وابن الوليد، وعليّ بن الحسن جميعاً، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الاهوازي، عن القاسم بن محمّد، عن اسحاق بن إبراهيم، عن هارون، عن أبي عبداللهعليه السلام، قال: وكّل الله به أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

([738]) أثبتنا هذين الحديث من «ن»، وليس موجود في «م».

([739]) الاحقاف: 15.

([740]) أثبتنا هذا الحديث من «م»، وليس في «ن»، ورواه ابن شهرآشوب: 3/209، عن كتاب الانوار، وعليّ بن إبراهيم القّميّ في تفسيره: 621 ـ ضمن حديث طويل ـ وابن قولويه في كامل الزّيارات: 55 ح2، وص56 ح3 و4 و5، والخُصيبي في الهداية الكبرى: 201 و202.

([741]) رواه الشّيخ المفيد في الارشاد: 2/138 (ط1. مؤسسة آل البيت عليهم السلام)، والاربّلي في كشف الغمّة: 2/74 و101 و102 و105، عن الحافظ عبدالعزيز، وعن أبي نعيم، وعن مواليد أهل البيتعليهم السلام لابن الخشّاب. وفي العدد القويّة: 10، وفي الفصول المهمّة لابن الصّباغ: 83، وإعلام الورى: 1/480 (ط1. مؤسسة آل البيت عليهم السلام).

([742]) في «ن»: مشقّة شديدة صعبة.

([743]) في «ن»: يوم وليلة.

 

([744]) روى الصّدوق في الخصال: 2/517 ح4: في حديث حمران بن اعين، عن الباقر عليه السلام، أنّه قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يصلّي في اليوم واللّيلة ألف ركعة. وفي إعلام الورى: 1/488، وإرشاد المفيد: 2/143: روى عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم و اللّيلة ألف ركعة.

([745]) من «م»، وليس في «ن» والمدينة.

([746]) رشيد الهجري: صاحب أمير المؤمنينعليه السلام، ومن كبار صحابته، وهو رشيد البلايا. ترجم له: البرقي: 4، رجال الطّوسي: 41، ابن داود: 153، منهج المقال: 140، نقد الرّجال: 134، بهجة الامال: 4/147، معجم رجال الحديث: 7/190، قاموس الرّجال: 4/127.

 

([747]) يحيى بن اُمّ الطويل المطعمي، من حواري الامام السّجادعليه السلام. قتله الحجاج ـ لعنه الله ـ . ترجم له: البرقي: 8، الطّوسي: 101، ابن داود: 371، بهجة الامال: 7/215، معجم رجال الحديث: 20/34، قاموس الرّجال: 9/398.

([748]) في «ن» والمدينة: إليه.

([749]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: فنحاكم.

([750]) من «م» والمدينة، وليس في «ن».

([751]) من «ن» والمدينة.

([752]) في «ن» والمدينة: قدماً.

([753]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: يقضي حياء ويقضي.

([754]) في المدينة: تقدّم.

([755]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: جدّ. والاثنان صحيحان، لأنّه عليه السلام نسل رسول الله صلى الله عليه وآله).

 

([756]) عنه مدينة المعاجز: 4 / 283 ح 1315، وحلية الابرار: 3 / 303. ورواه المفيد في الاختصاص: 191 (ط. مكتبة الزهراء عليها السلام)، عنه البحار: 46/124، وعن مناقب ابن شهر آشوب: 4/169 نقلاً عن حلية الاولياء:3/139 (ط. دار الكتب العلمية)، والاغاني لابي الفرج الاصفهاني: 14/75، و ج 19/40، ورجال الكشّي: 129.

([757]) روى نحوه في بصائر الدّرجات: 396 ح 4.

      أقول: أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([758]) تقدّم نحو هذا الحديث ـ بتخريجاته ـ في ح1، فراجع.

أقول: أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([759]) روى نحوه الصفّار في بصائر الدّرجات: 341 ح 2، والشيخ المفيد في الاختصاص: 292، وأبو نعيم في حلية الاولياء: 3/140، وابن شهرآشوب في المناقب: 3/276.

      أقول: أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([760])  تجمجم الكلام: لم يبينه.

([761]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

      ورواه بنفس المضمون ابن شهرآشوب في المناقب: 3/283، والمفيد في الاختصاص: 292، والصّفّار في بصائر الدّرجات: 350 ح10، والمسعودي في إثبات الوصّية: 170، والطبري في دلائل الامامة: 086

([762]) كنكر الكابلي: أبوخالد، من حواري عليّ بن الحسين عليه السلام. ترجم له: البرقي: 8، رجال الطّوسي: 100، والفهرست له: 373، معالم العلماء: 139، وابن داود: 281، وبهجة الامال: 7/158، ومعجم رجال الحديث: 14/179، وغيرهم.

([763]) في «ن» والبحار والعوالم: عليه ثياب مصبّغة.

([764]) في «ن» والبحار والعوالم: على.

([765]) من «م» والبحار والمدينة، وفي «ن»: الباب.

([766]) ما بين القوسين ليس في «ن» والبحار والمدينة.

([767]) عنه البحار: 46/102 ح 92، وعوالم العلوم: 18/138 ح1. ورواه الطّبري في دلائل الامامة: 91، بدون ذكر المعجزة، عنه مدينة المعاجز: 4/295 ح 1324.

([768]) في «ن»: ابنها.

([769]) روى مثله ابن شهر آشوب في المناقب: 3/278، والعدد القويّة: 11، عنهما البحار: 46/34 ح29 و30، وعوالم العلوم: 18/75 ح1.

([770]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([771]) روى مثله الخُصيبي في الهداية الكبرى: 241، والمسعودي في إثبات الوصية: 173.

([772]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([773]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([774]) محمّد بن مسلم بن رياح (رباح) الثّقفي، أبو جعفر الاوقص الطحّان، فقيه، ورع. ترجم له: البرقي: 9، النّجاشي: 323، رجال للطّوسي: 135، ابن داود: 336، معجم رجال الحديث: 17/223، نقد الرّجال: 30، وغيرهم.

([775]) في «ن»: انقطعت.

([776]) في «ن»: سخلتها.

([777]) عنه عوالم العلوم: 19/99 ح 1، وروى مثله الخصيبي في الهداية: 242.

([778]) الانعام: 153.

([779]) في «ن»: يفتح.

([780]) في «ن»: غوى.

([781]) عنه عوالم العلوم: 19/85 ح1. وروى هذه الرّواية في بصائر الدرجات: 269 ح1: أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي بصير، و إعلام الورى: 267، والمناقب لابن شهر آشوب: 3/318، والخرائج: 2/711 ح8 عن أبي بصير. والكشّي: 174 ح298: محمّد بن مسعود، عن عليّ بن محمّد القميّ، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد ابن الحسين، عن عليّ بن الحكم، والكافي: 1/470 ح3، ودلائل الامامة: 100 بإسنادهما عن أبي بصير، عن الباقر عليه السلام، وإثبات الوصيّة: 175 مرسلاً عن أبي بصير.

([782]) من «م»، وفي «ن» والبحار: وروي ـ مرفوعاً ـ إلى أبي بصير.

([783]) في «ن»: جان لك.

([784]) عنه البحار: 46/261 ح 62. ورواه ابن شهر آشوب في المناقب: 4/184.

([785]) في الهداية: شبان.

([786]) في «ن» والهداية: أعمال العباد.

([787]) روى مثله الخصيبي في الهداية: 240.

([788]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([789]) من «ن» والبحار، وفي «م»: أ يّام.

([790]) في «ن» والبحار: تفهمه.

([791]) في «ن» والبحار: ميثاقك.

([792]) عنه البحار: 46/284 ح 87، وعوالم العلوم: 18/86 ح 2. وروي مثله في الهداية الكبرى: 240، وإثبات الوصيّة: 176، وبصائر الدرجات: 270 ح3. وفي الجرائح: 1/273 ح3 (قطعة) أخرجه عنه كشف الغمّة: 2/142، والمحجّة البيضاء: 4/249.

([793]) الخباء: بيت من شعر أو غيره يكون على ثلاثة أعمدة.

([794]) بصائر الدرجات للصفار: 253 ج2. وروى مثله ابن شهر آشوب في المناقب: 3/321. ورواه أيضاً الطبري في دلائل الامامة: 97، وابن حمزة في ثاقب المناقب: 317، والراوندي في الخرائج والجرائح: 2/593 ح2.

([795]) ما بين القوسين من «م»، وفي «ن»: خبر الخيط المعروف.

([796]) هو: محمّد بن جعفر بن عليّ البرسي، وقد وقع في أسانيد ما يناهز عشرين رواية في كتاب طبّ الائمة عليهم السلام: لابن بسطام، ولم أجد له ترجمة في كتب الرّجال القديمة، نعم. قد ذكروه في كتب الرّجال الحديثة، وفي «ن»: ابن محمّد جعفر البرسي، تصحيف.

([797]) ما بين القوسين أثبتناه من «م»، وفي «ن»: مرفوعاً إلى جابر، قال.

([798]) أثبتناه من «ن» والمصادر.

([799]) في «ن»: شيعته.

([800]) في «ن» والمصادر: واستأصلوا شأفتهم. أقول: الاثنين صواب.

([801]) مالاه على الامر: شايعه وساعده.

([802]) بدل مابين القوسين في «ن»: ومالاهم على.

([803]) في «ن» والمصادر: وقالوا.

([804]) من «ن» والمصادر، وفي «م»: ولا يعيّر عليهم معيّر.

([805]) أضاف قبلها في البحار والعوالم: حتى، وفي «ن»: ضرب.

([806]) أثبتناه من العوالم، وفي «م» و«ن»: فيهلكوا.

([807]) في «ن» والمصادر: من الغد.

([808]) في «ن» والمصادر: وقد كان قد طال عليَّ ليلي.

([809]) في «ن»: يقولون، وفي العوالم: يلقون.

([810]) في «ن»: الملاعين، وفي البحار: هؤلاء.

([811]) من «م» والعوالم، وفي «ن»: نهلك.

([812]) أثبتناه من «ن»، وهي بدل جدّي.

([813]) ما بين القوسين ليس في العوالم. وفي «ن» بدل: «قدر» «قدرة».

([814]) أثبتناه من العوالم، وفي «م» و«ن»: في.

([815]) في «ن»: والصائحة.

([816]) في «ن» وبقيّة المصادر: الهدمة.

([817]) في «ن» وبقيّة المصادر: صياح.

([818]) في «ن» وبقيّة المصادر: وخرّب أهلها.

([819]) في «ن» وبقيه المصادر: هدمة.

([820]) في «ن» وبقيّة المصادر: لا تخسف.

([821]) في «ن»: ليتزلزل بنا، وفي العوالم: ليزلزل.

([822]) من «ن» والمصادر، وفي «م»: الصلاة.

([823]) في «م»: له.

([824]) من «م» والعوالم، وفى «ن»: نرحم.

([825]) ما بين القوسين في البحار و العوالم جاءت بعد كلمة: «أجمعين» المتقدّمة.

([826]) في «ن» والمصادر: أحرّكه تحريكاً ساكناً.

([827]) الانعام: 146.

([828]) سبأ: 17.

([829]) هود: 82.

([830]) النحل: 26.

([831]) من «م» والبحار والعوالم، وفي «ن»: تحرير.

([832]) في البحار والعوالم: ونزل به.

([833]) في «ن» والمصادر: لم يخلق.

([834]) في «ن» والمصادر: علينا.

([835]) في «ن»: فاتكلوه (تصحيف)، وفى البحار والعوالم: فردّوه، وأيضاً المعنى صحيح.

([836]) في «ن» و المصادر: نكب ونكب حواليه حرمته.

([837]) أثبتناه من العوالم.

([838]) في «ن» والمصادر: الخاسرون.

([839]) في البحار والعوالم: سر.

([840]) أثبتناه من البحار والعوالم.

([841]) في «ن» والمصادر: ما بقي عليها.

([842]) من «ن» والمصادر، وليس في «م».

([843]) في «ن» والمصادر: عمّا.

([844]) من «ن» والمصادر، وفي «م»: حرمنا.

([845]) غافر: 50.

([846]) الاعراف: 51.

([847]) الانبياء: 18.

([848]) من «ن» والمصادر، وفي «م»: حرمنا.

([849]) في «ن» والمصادر: وأحيوا.

([850]) في «ن» والمصادر: الحقّ.

([851]) في «م»: معاديكم.

([852]) عنه عوالم العلوم: 18 / 155ح1، والبحار: 46/274 ح80، وإثبات الهداة: 5/314 ح74، ومدينة المعاجز: 4/424 ح1407، وعن مناقب ابن شهر آشوب: 3/317. وأخرجه في البحار: 46/260 ح61، والعوالم: 18/73 ح1 عن المناقب المتقدّم. ورواه البرسي في مشارق أنوار اليقين: 89، عن صاحب كتاب الاربعين.

([853]) في «ن»: ومن كتاب بصائر الدرجات ـ مرفوعاً ـ إلى سدير الصيرفي.

([854]) فجّ الروحاء: بين مكّة والمدينة، كان طريق رسول صلى الله عليه وآله) إلى بدر وإلى مكّة (معجم البلدان: 4/236).

([855]) في «ن»: إليه فلم أره.

([856]) في «ن»: بكتاب.

([857]) رواه الطبري فى دلائل الامامة: 100 مثله.

      أقول: ولكن في بصائر الدرجات: 96 ح2 للصفار، هكذا: «حدّثنا محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي، قال: أوصاني أبو جعفر عليه السلام بحوائج له بالمدينة، قال: فبينا أنا في «فجّ الرّوحاء» على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه، قال: فملت إليه وظننت أنّه عطشان، فناولته الاداوة، قال: فقال: لا حاجة لي بها، ثمّ ناولني كتاباً طينه رطب، قال: فلمّا نظرت إلى ختمه إذا هو خاتم أبى جعفرعليه السلام، فقلت له: متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال: السّاعة. قال: فإذا فيه أشياء يأمرني بها، ثمّ قال: التفت فإذا ليس عندي أحد. قال: فقدم أبو جعفرعليه السلام فلقيته فقلت له: جعلت فداك، رجل أتاني بكتاب وطينه رطب قال: إذا عجّل لنا أمر أرسلت بعضهم ـ يعني الجنّ. وزاد  فيه محمّد بن الحسين: بهذا الاسناد: ياسدير، إنّ لنا خدماً من الجنّ فإذا أردنا السّرعة بعثناهم» عنه البحار: 46/283 ح86.

([858]) أي في كتاب بصائر الدّرجات.

([859]) في «ن»: مرفوعاً إلى أبي حمزة الثّمالي.

([860]) عنه عوالم العلوم: 18/81 ح1.

      أقول: في بصائر الدرّجات للصفار: 96 ح3: هكذا: «حدّثنا أحمد بن محمّد، عن عليّ ابن الحكم، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة الثّمالي، قال: كنت أستأذن على أبي جعفرعليه السلام، فقيل: عنده قوم، إثبت قليلاً حتّى يخرجوا، فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم، ثمّ أذن لي فدخلت عليه، فقلت: جعلت فداك، هذا زمان بني أُميّة وسيفهم يقطر دماً، فقال لي: يا أبا حمزة، هؤلاء وفد شيعتنا من الجنّ جاؤا يسئلوننا عن معالم دينهم»، عنه البحار: 27/18 ح6.

([861]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([862]) أثبتناه وهو الصّحيح، وليس في «م».

([863]) وهي مدينة قوم شعيب، سميّت بمدين بن إبراهيم (راجع معجم البلدان: 5/77).

([864]) هود: 84 ـ 86.

([865]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن». وروى نحوه السيّد في أمان الاخطار: 66 ضمن حديث طويل جداً، والرّواندي في قصص الانبياء: 143 ح55، وفي الخرائج والجرائح: 1/291 ح 25.

([866]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([867]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([868]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وفي «ن» هكذا، «ولمّا قربت أ يّام أبي جعفر عليه السلام، روي أنّه عليه السلام قبض وله سبع وخمسون سنة، في سنة مئة وخمس عشرة، ومشهده بالبقيع إلى جانب مشهد أبيه عليّ بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين».

      أقول: السّقط واضح جداً في «ن»، وقد مرّ في الاحاديث من نسخة «م» ما يكمّل هذا السقط، فلاحظ.

([869]) عنه عوالم العلوم: 20/18 ح 2.

([870]) عنه عوالم العلوم: 20/19 ح 1.

([871]) في كتب الرّجال من أصحاب الامام الصّادق عليه السلام المسّمان بعبد الاعلى إثنان، هما: عبدالاعلى بن أعين العجلي، وعبدالاعلى بن أعين، مولى آل سام. واعتقد بعض أصحاب الرّجال إنهما واحد، وغايرهم كثير إنهما إثنان، وللسيّد الخوئي تعليقة، وعدّهما أثنان، راجع رجاله: 9/254 ـ 256، وذكر الطّوسي في رجاله: 238 أنهما أثنان، وغيره كذلك.

([872]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([873]) هو: يونس بن ظبيان الازدي الكوفي، ترجم له: البرقى: 30، النّجاشي: 448، رجال الطّوسي: 336، والفهرست له: 366، معالم العلماء: 132، رجال ابن داود:527، بهجة الامال: 7/354، وغيرهم.

([874]) أثبتناه من «ن» والمصادر، وفي «م»: ثويرة.

 

([875]) الحسين بن ثور، من أصحاب الامام الصّادق عليه السلام، ترجم له الطّوسي في رجاله: 184، ومعجم رجال الحديث: 5/206، وتنقيح المقال: 286.

      وفي كتب الرّجال أيضاً: الحسين بن ثور بن أبي فاخته سعد (سعيد) بن حمران، ثقة، من أصحاب الامام الباقرعليه السلام، وقد ترجم له: البرقي: 27، النّجاشي: 55، معالم العلماء: 141، ابن داود: 122، نقد الرّجال: 103، بهجة الامال: 3/256، معجم رجال الحديث: 5/206، وغيرهم.

([876]) في «ن»: الباقر.

([877]) في «ن»: قال:

([878]) فحص التراب: حفره، وفحص برجله: بحث.

([879]) في «ن»: بها.

([880]) في «ن»: بعضنا.

([881]) في «ن»: أعداءنا.

([882]) روى مثله الكليني (رضي الله عنه) في الكافى: 1/474ح 4 عن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان و المفضّل بن عمر، وأبي سلمة السّرّاج، والحسين بن ثوير بن أبى فاخته. الاختصاص: 269، عن أحمد ابن محمّد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن رجل، عن الحسين بن أحمد الخيبري. بصائر الدّرجات: 374 (نفس سند الكافي ولكن بدل «الخيبري» «الحميري». المناقب لابن شهر آشوب: 3/369، عنهم البحار: 47/87 ح 88 و89 و 90، والعوالم: 20/316 ح1. الخرائج: 2/737 ح52.

([883]) التوبة: 105.

([884]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([885]) القفر: أي خال من الناس والماء والكلاء.

([886]) من «م».

([887]) في «ن»: فركض عليه السلام برجله فنبعت عين ماء.

([888]) من «م».

([889]) من «ن»، وفي «م»: لي هل شيت.

([890]) من «م».

([891]) رواه الطبري في دلائل الامامة: 143 باسناده الى داود بن كثير، عنه مدينة المعاجز: 5/356 ح702 (نحوه)، وأخرجه ابن شهر آشوب في المناقب: 3/366 ببعض التغير، عنه البحار: 47/139 ضمن ح 188.

([892]) ما بين القوسين من «م»، وفي «ن»: مرفوعاً إلى.

([893]) رواه الصفّار في بصائر الدرجات: 242ح 1، هكذا: «حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبدالله البرقي، عن ابراهيم بن محمّد الاشعري، عن أبى كهمش، قال: كنت نازلاً بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبني، فانصرفت ليلاً ممسياً فاستفتحت الباب، ففتحت لي، فمددت يدي فقبضت على ثديها، فلمّا كان من الغد، دخلت على أبي عبدالله عليه السلام، فقال: يا أبا كهمش، تب إلى الله ممّا صنعت البارحة» عنه البحار: 47/71 ح28، وعوالم العلوم: 20/207 ح 4.

([894]) من «م»، وفي «ن»: وفيه مرفوعاً إلى محمّد بن مسلم، عن المفضّل بن عمر.

([895]) في معجم البلدان: 3/13 «رَازان: قرية من قرى أصبهان بحومة التّجار، و رازان أيضاً: محلة ببروجرد».

([896]) من «ن»، وفي «م»: الاخر.

([897]) في «ن»: عليه.

([898]) من «م».

([899]) من «م».

([900]) فى «ن»: بالكيس.

([901]) في «ن»: فقال: أتعرفانه؟ قالا:

([902]) رواه الصفار في بصائر الدرجات: 99 ح 9، هكذا: «حدّثنا عبدالله بن محمّد، عن محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا بشر، عن فضالة، عن محمّد بن مسلم، عن المفضّل بن عمر، قال: حمل إلى أبي عبدالله عليه السلام مال من خراسان مع رجلين من أصحابه، لم يزالا يتفقدان المال حتّى مرّا بالرّيّ فرفع إليهما رجل من أصحابهما كيساً فيه ألفا درهم، فجعلا يتفقدان في كلّ يوم الكيس، حتى دنيا من المدينة، فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتّى ننظر ما حال المال، فنظرا، فإذا المال على حاله ما خلا كيس الرّازي، فقال أحدهما لصاحبه: الله المستعان، مانقول السّاعة لابي عبدالله، فقال أحدهما: إنّه كريم، وأنا أرجو أن يكون علم مانقول عنده، فلمّا دخلا المدينة قصدا إليه، فسلمّا إليه المال، فقال لهما: أين كيس الرّازي؟ فأخبراه بالقصّة، فقال لهما: إن رأيتما الكيس تعرفانه؟ قالا: نعم. قال: يا جارية عليّ بكيس كذا وكذا. وأخرجت الكيس، فرفعه أبو عبدالله عليه السلام اليهما، فقال: تعرفانه. قالا: هو ذاك. قال: إنّي أحتجت في جوف اللّيل إلى مال، فوجّهت رجلاً من الجنّ من شيعتنا، فأتاني بهذا الكيس من متاعكما» عنه بحار الانوار: 47/65 ح 5.

([903]) من «م»، وفي «ن»: مرفوعاً إلى أبي عبدالله بن كثير.

([904]) النمل: 40.

([905]) من «م»، وفي «ن»: أتدري ماكان عنده من علم الكتاب؟ قلت.

([906]) الرعد: 43.

([907]) ما بين القوسين ليس في «ن».

 

([908]) لم أجده في بصائر الدّرجات للصفار، ولكن وجدت نحوه، هكذا: «بصائر الدّرجات: 212 ح 2: حدّثنا أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عبدالرّحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبداللهعليه السلام، قال: (قَالَ الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتيكَ بِه قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ اِلَيْكَ طَرْفُكَ) قال: ففرّج أبو عبداللهعليه السلام بين أصابعه فوضعها على صدره، ثمّ قال: والله، عندنا علم الكتاب كلّه».

             وفي حديث آخر، هكذا: «بصائر الدرجات: 213 ح 3: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن سليمان بن سدير، قال: كنت أنا وأبو بصير وميسر ويحيى البزّاز وداود الرّقي في مجلس أبي عبداللهعليه السلام ... قال: فقال: يا سدير، ماتقرأ القرآن؟ قال: قلت: قرأناه جعلت فداك. قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتابه الله: (قَال الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتيكَ بِه قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ اِلَيْكَ طَرْفُكَ)؟ قال: قلت: جعلت فداك، قد قرأته. قال: فهل عرفت الرّجل، وعلمت ماكان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: فاخبرني حتّى أعلم. قال: قدر قطرة من المطر الجود في البحر الاخضر، مايكون ذلك من علم الكتاب؟ قال: قلت: جعلت فداك، ما أقلّ هذا! قال: يا سدير، ما أكثره ان لم ينسبه إلى العلم الذّي أخبرك يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله (قُلْ كَفى بِالله شَهيداً بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)، كلّه؟ قال: وأومأ بيده إلى صدره فقال: علم الكتاب كلّه و الله عندنا ـ ثلاثاً».

([909]) آل عمران: 34 و35.

([910]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

      وأقول: ياليت شيخنا«ره» مصنف هذا الكتاب قد أثبت لنا كلّ الحديث، لأنّه يثلج القلب، ويروي العطشان، وتسمو به الرّوح نحو العلياء، ومعرفة آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين. وكم كان تأسّفي شديداً لاني لم أعثر على هذا الكتاب الّذي سمّاه «الانوار والقدرة» في أقدم المكتبات ولم أجد له ذكراً وتيقنت أنّ هذا الكتاب ممّن لعبت به الايادي الخبيثة، ومزّقته، أو أحرقته، أو هو تحت التراب مدفون، أو في أيدي أعداء آل محمد مسجون.

([911]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([912]) أخرجه في كشف الغمّة: 2/197، عنه البحار: 47/147، والعوالم: 20/261 ح 29.

([913]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس في «ن».

([914]) أبو مسلم الخراساني: اسمهُ، عبدالرّحمن بن مسلم، ويقال: عبدالرّحمن بن عثمان ابن يسّار الخراساني، الامير، صاحب الدّعوة، وهازم جيوش الدّولة الاموية، والقائم بإنشاء الدّولة العباسيّة. راجع سير أعلام النبلاء: 6/48.

([915]) في المخطوطة بدل ما بين القوسين كلمة غير واضحة.

([916]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس في «ن».

      وروى نحوه الطبرسي في إعلام الورى: 1/526 عنه البحار:47/274 ح 15. وروى نحوه الرّاوندي في الخرائج: 2/645 ح 54.

([917]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس في «ن».

([918]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

      رواه الكليني في الكافي: 2/562 ح22 من كتاب «الدّعاء» عنه البحار: 47/208 ح51، وعوالم العلوم: 20/428 ح 3، وروى نحوه في الخرائج: 2/641 ح48.

([919]) من «ن»، وفي «م»: عنده.

([920]) من «ن»، وفي «م»: النور.

([921]) في «ن»: فدعا.

([922]) في «ن»: المشجي.

([923]) عنه مدينة المعاجز: 6/54 ح 1840. وروى الراوندي في الخرائج: 2/640  ح 47 (نحوه) عنه البحار: 47/170 ح 14، وج 59، 338 ح 5 (وفيه بيان للحديث).

([924]) من «ن» وفي «م»: قال أبو عبدالله صلوات الله عليه.

([925]) في «ن»: تنكب.

([926]) النحل: 89.

 

([927]) وروي مثله في الكافي: 1/261 ح 2 بإسناده من طريقين. وأخرجه الاربلي في كشف الغمّة: عن عبدالاعلى وعبيد بن كثير: 2/409 (ط. دار الكتاب الاسلامي)، عنه البحار: 47/35 ح 33.

([928]) في «ن» والمدينة: روي مرفوعاً.

([929]) من «ن»، وفي «م»: بدنه.

([930]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وليس في «م» و «ن».

([931]) في «ن»: فضاقت.

([932]) في «ن» والمدينة: لافعلّن.

([933]) في مدينة المعاجز: وأشغله.

([934]) في «ن» والمدينة: فقلت: قد أصبت الرأي، ولم ابل بما قد صرت إليه، ولا مايكون من أمري.

([935]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وليس في «م» و«ن».

([936]) في «ن»: موج.

([937]) اثبتناه من «ن»، وفي «م»: بالدّواويح الفنك ـ أقول: أدواح: المظلّة العظيمة، والفنك: حيوان صغير شبيه بالثّعلب، فروته أحسن الفراء.

([938]) السّمور: حيوان. برّي لونه أحمر مائل الى السّواد، تتخذ من جلده فراء ثمينه.

([939]) في «ن» والمدينة: وإني.

([940]) في «ن»: من الصلاة.

([941]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: جرى.

([942]) في «ن» والمدينة: أعلى مقامي.

([943]) من «ن»، وفي «م»: مصرك.

([944]) عنه مدينة المعاجز: 5/241 ح 1605. وروي نحوه فى ثاقب المناقب: 208 ح 13، عنه مدينة المعاجز: 5/248 ح 1610. وروي ايضاً نحوه في مهج الدعوات: 18 ـ 19، وص201.

([945])، في «ن»: عليّ بن الحسين.

 

([946]) هو: مسمع بن عبدالملك كردين البصري، أبو مسمع، ثقة، ترجم له: البرقي: 45، النّجاشي: 420، رجال الطّوسي: 136، الفهرست له: 260، معالم العلماء: 93، ابن داود: 345، معجم رجال الحديث: 14/115، وغيرهم.

([947]) في «ن»: تصاحبهم.

([948]) فصلت: 30.

 

([949]) قد قدمنّا الحديث عن البصائر، وفي بصائر الدّرجات للصّفار: 90 ح 1، هكذا: «حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن مسمع كردين، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إنّي اعتللت فكنت إذا أكلت عند الرّجل تأذّيت به، وإنّي أكلت من طعامك، ولم أتأذّ به! قال: إنّك لتأكل طعام قوم تصافحهم الملائكة على فرشهم، قال: قلت: ويظهرون لكم؟ قال: هم ألطف بصبياننا منّا» عنه البحار: 26/351 ح 3.

      وحديث آخر: في بصائر الدرجات للصفّار: 92 ح9: «حدّثنا أحمد بن محمّد، وعبدالله بن عامر، عن ابن سنان، عن مسمع كردين البصري، قال: كنت لا أزيد على أكلة في اللّيل والنّهار، فربّما استأذنت على أبي عبدالله عليه السلام وأجدالمائدة قد رفعت لعليّ لا اراها بين يديه، فإذا دخلت دعا بها، فاصبئت معه من الطّعام ولا أتأذّى بذلك، وإذا عقبت بالطّعام عند غيره لم أقدر على أن أقرّ، ولم أنم من النفخة، فشكوت ذلك إليه، وأخبرته: بأ نّي إذا أكلت عنده لم أتأذّ به. فقال: يا أبا سيّار، إنّك لتأكل طعام قوم صالحين، تصافحهم الملائكة على فرشهم. قال: قلت: يظهرون لكم؟ قال: فمسح يده على بعض صبيانه، فقال: هم ألطف بصبياننا منّا بهم».

([950]) هو: عليّ بن مهران بن الوليدالعسكري، ترجم له في معجم رجال الحديث: 12/192.

([951]) هو: داود بن كثير بن أبي خالد ]خالدة[ الرّقي، أبو سليمان، ترجم له: البرقي: 32، النّجاشي: 156، رجال الطّوسي: 190، الفهرست له: 131، معالم العلماء: 48، نقد الرّجال: 129، ابن داود: 146، معجم رجال الحديث: 7/122، قاموس الرّجال: 4/47.

([952]) في «ن»: واليواقيت.

([953]) من «م»، وفي «ن»: بنية بالجزيرة، وفي المدينة: بيته بالجزيرة.

([954]) عنه البحار: 47/159 ح 277، وعوالم العلوم: 20/1 ص 284 ح 1، ومدينة المعاجز: 5/304 ح 1634.

([955]) في «ن»: ودفع.

([956]) في «ن»: ثلاث.

([957]) في «ن»: ومنفرداً.

([958]) عنه عوالم العلوم: 20/2 ص 1164 ح12.

([959]) النخّاس: بيّاع الجواري والرّقيق.

([960]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([961]) الابواء: قرية من أعمال الفُرع من المدينة، بينها وبين الجحفة ممّا يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً، وقيل: الابواء: جبل على يمين آرة، ويمين الطّريق للمصعد إلى مكّة من المدينة، وهناك بلد يُنسب إلى هذا الجبل... وبالابواء: قبر آمنة بنت وهب أُمّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم (معجم البلدان: 1/79).

([962]) من «ن»، وفي «م»: فلمّا انصرف.

([963]) من «ن»، وفي «م»: سرك.

([964]) في «ن»: ما فعلت.

([965]) آل عمران: 18.

([966]) روى نحوه البرقي في المحاسن: 2/314، عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عنه البحار: 48/3 ح3. وروى ـ أيضاً نحوه ـ الطّبري في دلائل الامامة: 146.

([967]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس في «ن».

([968]) في «ن» والمدينة والبحار: الفضل.

([969]) في «ن»: منها.

([970]) من «م» والبحار، وفي «ن»: يا محمّداه.

([971]) في «ن»: ويقولون.

([972]) من «م» والبحار، وفي «ن»: من.

([973]) في «ن» والبحار: الفتنة.

 

([974]) من «ن»، وفي «م»: الاوزاق. قال المجلسي «ره»: يمكن أن يكون أصحاب الفتنة، إشارة إلى طلحة والزبير وأصحابهما، وبنو الازرق: إشارة إلى معاوية وأصحابه.

([975]) عنه البحار: 48/84 ح 104، ومدينة المعاجز: 6/342 ح 2039، وعوالم العلوم: 21/160 ح 1. ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة: 164، عنه إثباة الهداة: 3/146 ح267.

([976]) ما بين القوسين من «م»، وفي «ن»: فخرجت فلقيته وشيّعته.

([977]) من «م»، وفي «ن»: قد خرجت وما.

([978]) من «ن».

([979]) من «م»، وقد تقرأ أيضاً: «الزّياتى».

([980]) في «ن»: انصرفت الشّمس فخفت.

([981]) من «م»، وفي: ابتدأ من وراء السّتار.

([982]) في «ن»: فقلت.

([983]) تقدّم تخريجات الحديث ضمن الحديث السابق.

([984]) في «ن»: حياله عليه السلام يسأله.

([985]) في «ن»: بعهد.

([986]) في «ن»: ليكون.

([987]) في «ن»: ميتته.

([988]) عنه عوالم العلوم: 21/82 ح 14، والبحار: 48/61 ح 77، وح 76 عن الخرائج والجرائح: 1/317 ح 10. ورواه الطّبري في دلائل الامامة: 62، بالاسناد السابق عن أبي جعفر محمد بن عليّ ـ رفعه ـ إلى عليّ بن أبي حمزة مثله، عنه مدينة المعاجز: 6/226 ح 1969. فرج المهموم: 230 بإسناده إلى الحميري في كتاب «الدلائل» ـ يرفعه ـ إلى عليّ مثله، كشف الغمّة: 2/241 من كتاب «دلائل الحميري» عن عليّ مثله. ورواه في إثبات الوصيّة: 166، والثّاقب في المناقب: 462.

([989]) في «ن»: لرجل.

([990]) في «ن»: يعلم.

([991]) في «ن»: حاله و.

([992]) رواه الصفار في بصائر الدرجات: 265 ح 13، الحسن بن عليّ بن معاوية، عن إسحاق، والرّواندي في الخرائج: 2/712 ح 9، والكليني في الكافي: 1/484 ح7، عن أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق. والطبرسي في إعلام الورى، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن اسحاق بن عمّار (نحوه)، عنهم البحار: 48/54 ح56 ـ 60. ورواه أيضاً المسعودي في أثبات الوصيّة: 166، عن إسحاق بن عمّار وابن حمزة في ثاقب المناقب: 434 ح 1، عنه مدينة المعاجز: 6/219 ح1959.

([993]) في «م» بياض قدر 2 ـ 3  كلمات.

([994]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس في «ن».

([995]) ما بين القوسين من «م»، وأضاف أيضاً بعده «علي».

([996]) فى «ن»: فتكلّم بالعربية.

([997]) في «ن»: أجيبك.

([998]) روى مثله الحميري في قرب الاسناد: 146. عن محمّد بن خالد الطّيالسي، عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير. وفي المناقب لابن شهر آشوب: 4/299، وفي الخرائج عن أبي بصير، وفي إعلام الورى: 304، وفي ارشاد المفيد: 329، عنهم البحار: 48/47 ح33 ـ 35. وفي الكافي: 1/285 ح 7، وفي كشف الغمّة: 2/224.

([999]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1000]) عليّ بن أبي حمزة الثّمالي، ثقة، فاضل، من أصحاب الصّادقعليه السلام، ترجم له: ابن داود: 236، نقد الرّجال: 225، بهجة الامال: 5/362، معجم رجال الحديث: 11/231، قاموس الرّجال: 6/351.

([1001]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1002]) من «م»، وفي «ن»: مرفوعاً إلى.

 

([1003]) عليّ بن يقطين بن موسى البغدادي، ثقة، جليل القدر، ترجم له: البرقي: 48، النّجاشي: 273، رجال الطّوسي: 354، والفهرست له: 234، معالم العلماء: 64، ابن داود: 253، معجم  رجال الحديث: 12/227.

([1004]) في «ن»: جاءت.

([1005]) في «ن»: وشددّتها.

([1006]) في «ن»: المدملجة.

([1007]) في «ن»: واستدعاني وهي بين يدي، فقال عمر بن بزيع.

([1008]) لم أجد الحديث في بصائر الدّرجات للصّفار، ولكن رواه الطّبري في دلائل الامامة: 158، قال: أخبرنى أبو الحسين محمّد بن هارون، قال: حدّثني أبي(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمد العطّار، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن عمران بن الحجاج، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسن بن راشد، عن عليّ بن يقطين.

      وأخرجه البيضاوي في الصّراط المستقيم: 2/192 عن الخرائج مختصراً. وقال في مدينة المعاجز: 6/203 ح 1947، ورواه الشّيخ الطّبرسي في إعلام الورى: 292، والشّيخ المفيد في الارشاد: 193، قالا: روى عبدالله بن إدريس، عن ابن سنان، و ابن شهر آشوب في المناقب: 4/289، عن ابن سنان، وفي ثاقب المناقب: 449 ح3 عن عبدالله بن سنان. ورواه ابن الصّباغ في الفصول المهمة: 236، والشّبلنجي في نور الابصار: 165.

([1009]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/133، والجامع في الرّجال: 1/122.

([1010]) أثبتناه من المدينة، وليس في «م» و«ن».

([1011]) أثبتناه من البحار، وليس في «م» و«ن».

([1012]) من «م» والبحار، وفي «ن»: على بباب.

([1013]) من «م»، وفي «ن»: الاذن له، وفي البحار: أن يأذن.

([1014]) عنه البحار: 48/85 ح105، ومدينة المعاجز: 6/343 ح2040، وعوالم العلوم: 21/134 ح1. وأورده أبن حمزة ـ مرسلاً ـ في ثاقب المناقب: 458 ح4.

([1015]) الجمعة: 4.

([1016]) في «م»: بياض مقدار سطر.

([1017]) الجنّ: 26، 27.

([1018]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1019]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1020]) في «م»: صُنّه.

([1021]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1022]) بدل ما بين القوسين في «ن»: و.

([1023]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 7/43.

([1024]) في «ن» والمدينة: السّمط. وقد ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/445.

([1025]) في «ن»: المسجد المعروف.

([1026]) في «ن»: من جانب.

([1027]) في «ن»: بالسّم.

([1028]) من «ن»، وفي «م»: وأقبل.

([1029]) في «ن»: أوّل رطبة.

([1030]) في «ن»: عادت إلى.

([1031]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وفي «م» و«ن»: كلبنا.

([1032]) في «ن»: إلى من فيها.

([1033]) من «ن»، وفي «م»: أضعفت نفسك.

([1034]) في «ن»: فقلت: متى.

([1035]) في «ن»: نعست.

([1036]) في «ن»: قد صارت كلّها أرضاً، والدّنيا من حواليها.

([1037]) في «ن»: مجلسي يا مسيّب.

([1038]) من «ن»، وفي «م»: بيدي.

([1039]) في «ن»: تخاف من القتل، وفي مدينة المعاجز: أتخاف من القتل؟

([1040]) في مدينة المعاجز: كن على هيئتك.

([1041]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: مجلسي.

([1042]) في «ن»: قد عاد إلى.

([1043]) في مدينة المعاجز: محبسه.

([1044]) في مدينة المعاجز: راجع.

([1045]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: مشاهد.

([1046]) في «ن»: كلّ منتجب.

([1047]) في «ن»: وصفوتهم.

([1048]) في «ن»: ما عرّفتك إلى.

([1049]) في «ن»: على هذا الحديث.

([1050]) في «ن» والمدينة: لا.

([1051]) أثبتناه من «م» ومدينة المعاجز.

([1052]) في «ن»: قبض.

([1053]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: ويلفونه.

([1054]) عنه مدينة المعاجز: 6/369 ح 2049. وروي مثله في دلائل الامامة: 152، وفي الهداية للخُصيبي: 264 ـ 267 (ط. مؤسسة البلاغ). وروى أيضاً مثله ببعض التغير الصّدوق في عيون أخبار الرّضاعليه السلام: 1/100 ح6، عنه البحار: 48/222 ح 26.

      أقول: في مدينة المعاجز وبعد أن ذكر الحديث أضاف: وروى هذا أيضاً أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ورواه الحسين بن حمدان في هدايته باسناده عن أحمد البزّاز... فراجع.

([1055]) ذكر هذا الكتاب الاغا بزرك في الذريعة: 25/95 رقم 521.

([1056]) من «ن»، وفي «م»: فل.

([1057]) من «ن»، وفي «م»: بعد.

([1058]) من «م» والبحار، وليس في «ن».

([1059]) في «ن»: ومنفرداً.

([1060]) عنه بحار الانوار: 48/247 ح 56، وعوالم العلوم: 21/462 ح 7.

([1061]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1062]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1063]) هكذا في «م».

([1064]) النساء: 141.

([1065]) أثبتنا هذا الحديث من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1066]) في «ن»: يكتم.

 

([1067]) عنه عوالم العلوم: 22/26 ح10، وروي مثله في عيون أخبار الرّضا عليه السلام: 1/14ح1.

([1068]) عنه عوالم العلوم: 22/26 ضمن ح 10. وروي مثله في الكافي: 1/486 ح1، والهداية الكبرى: 279، وإرشاد المفيد: 341، والمستجاد من كتاب الارشاد: 446، كشف الغمّة: 2/284.

([1069]) في «ن»: هاشم.

([1070]) في «ن»: يكتم.

 

([1071]) روي نحوه في عيون أخبار الرّضاعليه السلام: 1/17 ح 4، وإرشاد المفيد: 345، والخرائج: 2/653 ح 6، إثبات الوصيّة: 195، مناقب ابن شهر آشوب: 3/471، كشف الغمّة: 2/272، إعلام الورى: 309، أمالي الشّيخ الطّوسي 2/331.

([1072]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1073]) ترجم له: النجاشي في رجاله: 48، والشيخ الطوسي في الفهرست: 100.

([1074]) بدل ما بين القوسين في «ن»: ـ مرفوعاً ـ إلى.

 

([1075]) نصر بن قابوس اللّخمي القابوسي الكوفي، ترجم له: ابن داود: 259، ونقد الرّجال: 361، وبهجة الامال: 7/142، وقاموس الرّجال: 9/196، ومعجم رجال الحديث: 19/140، ورجال البرقي: 39.

([1076]) روي مثله في إرشاد المفيد: 343، وغيبة الطّوسي: 25، وإعلام الورى: 315، والكافي: 1/311 ح 2، والمستجاد من كتاب الارشاد: 447، والصّراط المستقيم: 2/164، وإثبات الوصيّة: 196.

([1077]) ـ (3) اثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

      أقول: والحديث تقدّم تحت الرّقم: 20، من دلائل المولى الكاظم صلوات الله عليه.

 

 

([1080]) ترجم له: رجال النجاشي: 99، رجال الطّوسي: 368، تنقيح المقال: 1/74، توضيح الاشتباه: 37، معجم رجال الحديث: 2/180. أقول: والحل: أي دهن السّمسم.

([1081]) كذا في «م»، والظّاهر أ نّها: حماها.

([1082]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن». وروي في الخرائج والجرائح: 1/369 ح 27 (مثله)، عنه البحار: 49/54 ح 65.

([1083]) صفوان بن يحيى، أبو محمّد البجلي، بياع السابري، ثقة ثقة، عين، وكيل الامام الرّضاعليه السلام، ترجم له: البرقي: 55، النجاشي: 197، رجال الطوسي: 352، والفهرست له: 171، معالم العلماء: 59، ابن داود: 188، نقد الرّجال: 173، قاموس الرّجال: 5/27.

([1084]) في عيون أخبار الرّضا عليه السلام: وتكلم الرّضا عليه السلام.

([1085]) من «ن»، وفي «م»: لنا.

([1086]) روي مثله في عيون أخبار الرّضاعليه السلام: 2/226 ح 4، وإرشاد المفيد: 346، والكافي: 1/487 ح 2، وإثبات الوصيّة: 200، والفصول المهمّة لابن المغازلي: 227.

([1087]) في «ن»: الفضل.

([1088]) في «ن»: فأمه الرجل.

([1089]) في «ن»: بما قد فعلوا.

([1090]) في «ن»: نلبث.

([1091]) وروي مثله في عيون أخبار الرّضاعليه السلام: 2/225 ح 1، وكشف الغمّة: 2/303، عنهما البحار: 49/85 ح 4، وعوالم العلوم: 22/161 ح 2. ورواه أيضاً الطبري في دلائل الامامة: 193، والمسعودي في أثبات الوصيّة: 202.

([1092]) في «ن»: مرفوعاً إي محمّد بن مهران.

([1093]) في «ن»: أنا.

([1094]) روي مثله في كشف الغمّة: 2/303، وعيون أخبار الرّضاعليه السلام: 2/226 ح 1، وإثبات الوصيّة: 202، و نور الابصار: 176، والفصول المهمّة: 228، والاتحاف بحبّ الاشراف: 158.

([1095]) ـ (4) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

 

 

 

([1099]) هكذا في «م».

([1100]) بضع الكلام: بيّنه، فهّمه.

([1101]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1102]) النّباج: قرية في بادية البصرة على النصف من طريق البصرة إلى مكّة بمنزلة فيد لاهل الكوفة. (معجم البلدان: 5/256).

([1103]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

      وروي مثله في عيون أخبار الرّضاعليه السلام: 2/210 ح 15، وإعلام الورى: 321، ودلائل الامامة: 189، وفرائد السّمطين: 2/210 ح 488، وإثبات الوصيّة: 204، ووسيلة النّجاة: 385، وكشف الغمّة: 2/313، والاتحاف بحبّ الاشراف: 159، والفصول المهمّة: 228، والصّواعق المحرقة: 122، ووسيلة المآل: 212، ونور الابصار: 175، والانوار القدسيّة: 39.

([1104]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1105]) هو الرّيان بن الصلت الاشعري القمّي، أبو عليّ، كان ثقه صدوقاً، ترجم له: البرقي: 54، النّجاشي: 165، فهرست الطّوسي: 140، معالم العلماء: 50، رجال ابن داود: 154 بهجة الامال: 4/157، معجم رجال الحديث: 7/209.

([1106]) كذا في «م».

([1107]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1108]) ترجم له: البرقي: 51، النّجاشي: 39، رجال الطوسي: 371، والفهرست له: 95، معالم العلماء: 37، ابن داود: 391، نقد الرّجال: 94، بهجة الامال: 3/166، معجم رجال الحديث: 4/291، قاموس الرّجال: 3/200.

([1109]) في «ن»: فقلت له.

([1110]) ما بين القوسين من «م»، والسّيج: هو الخرز الاسود، فارسي معرّب.

([1111]) في «ن»: والسيح.

([1112]) في «ن»: وسيحاً.

([1113]) في «ن»: بمسائل.

([1114]) في «ن»: وعدت.

([1115]) في «ن»: متفكّرو.

([1116]) ليس في البحار والعوالم.

([1117]) من «م» والبحار والعوالم، وفي «ن»: كمّه.

([1118]) عنه البحار: 49/69 ح 93، وعوالم العلوم: 22/115 ح 89. وروي مثله في إعلام الورى: 321، مناقب ابن شهر آشوب: 3/453، غيبة الطّوسي: 47، دلائل الامامة: 194، إثبات الوصيّة: 206، ثاقب المناقب: 420، كشف الغمّة: 2/312. وفي مشارق الانوار: 96 مختصراً.

([1119]) في «ن»: وروى.

([1120]) في «ن»: منتحية.

([1121]) في «ن»: لم.

([1122]) في «ن»: ما أمرهم به.

([1123]) في «م»: ما أمرتناه.

([1124]) في «م»: فقال.

([1125]) في «ن»: وجلس.

([1126]) من «م» و«ن». والظاهر أنّ الصحيح: عليّ الرّضاعليه السلام.

([1127]) في «ن»: حجرته.

([1128]) في «ن»: غدر تموني.

([1129]) من عيون أخبار الرّضا عليه السلام، والبحار، والدلائل (مع بعض التغيير) وليس موجود في «م» و«ن».

([1130]) في «ن»: يوجهك.

([1131]) الصّف: 8.

([1132]) في «ن»: غشوته.

([1133]) في «ن»: مولاي.

([1134]) رواه الصدوق في عيون أخبار الرّضاعليه السلام: 2/214 ح 22، السّناني، عن الاسدي، عن محمّد بن خلف، عن هرثمة بن أعين، قال: دخلت على سيّدي ومولاي ـ يعني الرّضاعليه السلام ـ في دار المأمون، وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرّضاعليه السلام قد توفي ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أُريد الاذن عليه، قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الدّيلمي، وذكر مثله، عنه عوالم العلوم: 22/347 ح 1، وبحار الانوار: 49/186 ح 18، ورواه في دلائل الامامة: 184، وفي الهداية الكبرى: 280، وفي المناقب لابن شهر آشوب: 3/459.

([1135]) في «ن»: حكى الحسين بن حمدان الحضيني روى، قال: ...

([1136]) في «ن»: الملالي.

([1137]) في «ن»: فان.

([1138]) في «ن»: مفتون.

([1139]) في «ن»: فلا.

([1140]) في «ن»: سينتهي.

([1141]) في «ن»: فسيلحظ من.

([1142]) في «ن»: ولا.

([1143]) في «ن»: فادخلني في ثوبي الّذي أنا فيه من.

([1144]) في «ن»: مدروجاً.

([1145]) في «م»: يتحفّر.

([1146]) في «ن»: فقل لهم.

([1147]) في «ن»: عليه.

([1148]) في «ن»: منّي.

([1149]) في «ن»: على.

([1150]) في «ن»: في.

([1151]) الوجبة: السّقطة مع الهدّة، وفي «ن»: الواعية.

([1152]) في «ن»: قال:

([1153]) في «ن»: فأعدت عليه ما قال.

([1154]) في «ن»: عالي.

([1155]) في «ن»: لا يجوز.

([1156]) في «ن»: أرى.

([1157]) في «ن»: من.

([1158]) من «ن»، وفي «م»: فأنفذ.

([1159]) في «ن»: يكون فيه حوت.

([1160]) في «ن»: وضعته.

([1161]) في «ن»: بينه.

([1162]) في «ن»: ينشره.

([1163]) في «ن»: ومنهم وحضر المأمون وأشار إلى النّاس.

([1164]) من «ن»، وفي «م»: نطرح.

([1165]) من «م»، وفي «ن»: أخبرك غير ما قلته لي، فقلت: يا أمير المؤمنين، عمّا تسألني.

([1166]) في «ن»: قلت.

([1167]) من «ن»، وفي «م»: عليّ.

([1168]) من «ن»، وفي «م»: ورأيته.

([1169]) في «ن»: ولا تذيعه.

([1170]) النساء: 108.

([1171]) في «ن»: من.

 

([1172]) الهداية الكبرى للخصيبي: 282، وعنه، عن محمّد بن ميمون الخراسانى، عن أبيه ميمون بن أحمد، عن هرثمة بن أعين، قال ميمون: كنت مع هرثمة بطوس وحضرت وفاة عليّ بن موسى الرّضا عليهما السلام، وحضرت غسله ودفنه، وشاهدت ما كان ذلك كلّه، وسألت هرثمة... إلى آخر الخبر، وفيه زيادات، واختلافات لم أذكرها، فمن اراد فليراجع.

      وروي نحوه في عيون أخبار الرّضا عليه السلام: 2/245 ح1، عنه البحار: 49/293 ح8، وعوالم العلوم: 22/488 ح1. وراه الطبري في دلائل الامامة: 177، وابن شهر آشوب في المناقب: 4/372، وابن حمزة في ثاقب المناقب: 431.

      وأخرجه في العدد القويّة: 376 ح13، وإعلام الورى: 343 (ملخصاً)، عنه كشف الغمّة: 2/332، وفي الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 243.

([1173]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1174]) في «ن»: بالامامة.

([1175]) كذا في «م».

([1176]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1177]) روى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 209.

([1178]) في «ن» والمدينة: عبدالرّحمن.

([1179]) ترجم له في: الجامع في الرّجال: 2/643، ومستدرك علم الرّجال: 6/310.

([1180]) في «ن» والمدينة: فلمّا ولدته. وفي البحار والعوالم: قد خلقت.

([1181]) في «ن» والبحار والعوالم: غصباً.

([1182]) في «ن» والبحار والعوالم: يحّل

([1183]) عنه البحار: 50/15 ح 9، وعوالم العلوم: 23/153 ح 1، وحلية الابرار: 4/525 ح4، ومدينة المعاجز: 7/399 ح2408. وروى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 183.

([1184]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1185]) مريم: 12.

([1186]) ـ (4) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

 

 

([1189]) تقدّمت ترجمته.

([1190]) من «ن»، وفي «م»: وهب.

([1191]) في «ن»: قائم.

([1192]) عنه عوالم العلوم: 23/70 ح 6، وح 7، وكفاية الاثر: 275.

([1193]) ـ (4) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

 

([1195]) من «ن»، وفي والبحار والعوالم: من.

([1196]) في «م»: زلزل. وزلول: مدينة في شرقي أزيلي بالمغرب. معجم البلدان: 3/146.

([1197]) في «ن»: عليه.

([1198]) في، «ن»: فارغة.

([1199]) في «ن»: عبدالرّحمن، تصحيف.

([1200]) في مدينة المعاجز: الجواب للسائل لما كان عند.

([1201]) في «ن»: نعلان.

([1202]) في «ن»: تفت.

([1203]) إلى هنا ينتهي الحديث في البحار والعوالم والمدينة.

([1204]) في «ن»: وانصرف إلى بلده فولد له ذكر فسّماه أحمد.

([1205]) عنه البحار: 50/99 ح 12 وعوالم العلوم: 23/549 ح3، ومدينة المعاجز: 7/288 ح2329، وحلية الابرار: 4/546 ح8. ورواه الطبري في دلائل الامامة: 204، وذكر فيه المسائل، عنه حلية الابرار : 4/549 ح9، ومدينة المعاجز: 7/285 ح2328.

([1206]) هكذا في «م».

([1207]) اثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1208]) هو الريّان بن الصلت الاشعري القمّي، أبو عليّ، كان ثقة، صدوقاً، وقد تقدّمت ترجمته. وفي «ن»: الريّان بن شبيب، وهو خال المعتصم، ترجم له النجاشي: 165، ابن داود: 154، وغيرهما.

([1209]) في الارشاد: واجتمع منهم أهل بيته الادنون منه.

([1210]) في «ن»: ناشدناك الله.

([1211]) في «ن»: غرّاً.

([1212]) يحيى بن أكثم، من قضاة العامّة، تجد ترجمته في قاموس الرّجال: 9/397.

([1213]) في «ن»: وقالوا له.

([1214]) في «ن»: أو، وفي كلّ ما يأتي.

([1215]) في «م»: دواب.

([1216]) من «ن»، وفي «م»: مافوقه.

([1217]) في «ن»: إجلالاً.

([1218]) النور: 32.

([1219]) في «ن»: في.

([1220]) في «ن»: الّذي ذكرت في.

([1221]) من «ن»، وفي «م»: فعلت.

([1222]) من «ن»، وفي وفي «م» بياض مقداره سطر ونصف.

([1223]) في «م»: الحمل.

([1224]) في «ن»: ليت الله.

([1225]) في «ن»: الصيد.

([1226]) في «ن»: فقال.

 

([1227]) روى مثله مطولاً الشيخ المفيد في الارشاد: 2/281 (ط1. مؤسسة آل البيت عليهم السلام)، عنه عوالم العلوم: 23/342 ح 1، وكشف الغمّة: 2/353. ورواه المفيد في الاختصاص: 98 (انتشارات مكتبة الزهراء قم). وأخرجه أبن شعبة في تحف العقول: 451، وإعلام الورى: 2/101، وروضة الواعظين: 285، والجنّة الواقية: 144، ومكارم الاخلاق: 212، ورواه المسعودي في إثبات الوصية: 216 (نحوه)، والطّبري في دلائل الامامة: 206.

([1228]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1229]) أمّ الحسن، كنية زوجة عمران بن محمّد كما ذكره في الصّراط المستقيم.

([1230]) عنه عوالم العلوم: 23/102 ح 3، ومدينة المعاجز : 7/378 ح 79. ورواه الراوندي في الخرائج والجرائح: 2/667 ح 9.

([1231]) في «م»: بصر.

([1232]) في «م»: أتته.

([1233]) في «ن»: يا بنتة.

([1234]) في «ن»: وأنا.

([1235]) من «ن»، وفي «م»: و.

([1236]) في «ن»: فلمّا أفاق من غشوته، قال.

([1237]) في «ن»: عليه.

([1238]) من «ن»، وفي «م»: قلبته.

([1239]) من «ن»، وفي «م»: كاد.

([1240]) في «ن»: ما.

([1241]) في «ن»: بدراج.

([1242]) في «ن»: منه.

([1243]) في «ن»: جئت.

([1244]) من «ن»، وفي «م»: وأعلمتهم له.

([1245]) من «ن»، وفي «م»: العذاب.

([1246]) في «ن»: في.

([1247]) في «ن»: بعثهم.

([1248]) في «ن»: دخلوا.

([1249]) في «ن»: فحمّداً وشكراً.

([1250]) من «ن»، وفي «م»: من.

([1251]) في «ن»: ما ذكرته وما تحذره، مجرّب فوق الحدّ والمقدار من التجربة.

([1252]) في «ن»: لانتهي فيه الى ما ذكرته، فقال حبّاً وكرامة.

([1253]) في «ن»: ممّا قد صدر.

([1254]) من «م»، وفي «ن»: لاتقرّبت.

([1255]) في «ن»: لا أجد.

([1256]) من «م»، وفي «ن»: لاتقرّبت.

([1257]) في «ن»: ولاغدونّ غداً.

([1258]) في «ن»: بالحرز، فقام عليه السلام وركب.

([1259]) في «ن»: احمله.

([1260]) من «ن»، وفي «م»: حتّى يصاغ.

([1261]) عنه البحار: 50/98 ح10. وأورده الراوندي في الخرائج والجرائح: 1/372 ح2، وكشف الغمّة: 2/365، وإثباة الهداة: 6/184 ح25. وفي مهج الدعوات: 36، عنه البحار: 94/354 ح1. وفي الامان من الاخطار: 74، وفي الصراط المستقيم: 2/199 (باختصار).

([1262]) اثبتناه من إثبات الوصيّة، وفي مراصد الاطلاع: 1/173، قرية ببلاد الثغور بينها وبين طرسوس يوم، مات بها المأمون ودفن بطرسوس. وفي «ن»: بالندبرون، وفي البحار: بالديرون، وفي «م»: بالبديدون، قال المسعودي في مروج الذهب: 3/416، وتوفي ـ المأمون ـ بالبديدون، على عين القشيرة، وهي عين يخرج منها النّهر المعروف بالبديدون...

([1263]) في «ن»: سنة عشر.

([1264]) من «ن»، وفي «م»: تدّبر وتعمل.

([1265]) في «ن»: بأ نّها.

([1266]) في «ن»: عن أبي جعفر.

([1267]) في البحار: بعقر.

([1268]) في «ن»: فماتت.

([1269]) في «ن»: ناصوراً، وكذا في مايأتي.

([1270]) في البحار: ما ملكته.

([1271]) الاسترفاد: العطاء والمعونة.

([1272]) روى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 220، عنه عوالم العلوم: 23/602 ح 3.

([1273]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1274]) عنه البحار: 50/16 ح 26.

([1275]) في المدينة: الرخجي.

([1276]) من البحار والعوالم ومدينة المعاجز.

([1277]) من البحار والعوالم ومدينة المعاجز.

 

([1278]) أثبتناه من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه البحار: 50/100، وعوالم العلوم: 23 / 308 ح1، ومدينة المعاجز: 7/400 ح2409.

([1279]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1280]) مكلوّة: محروسة. قال ابن منظور في لسان العرب: 12/132: كلاك الله كِلاءة أي حفظك وحرسك.

([1281]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1282]) في إثبات الوصية: الشخوص.

([1283]) أثبتناه من الاثبات والبحار. وليس في «م» و«ن».

([1284]) من «ن»، وفي «م» والاثبات: يهدى.

([1285]) في الاثبات: فرش بيت.

([1286]) ما بين المعقوفين من «ن»، وفي «م» بياض ما يقارب السّطرين.

([1287]) عنه البحار: 50/123 ح 5. ورواه المسعودي في إثبات الوصّية: 211 (مثله).

([1288]) في «ن»: الحسين.

 

([1289]) في إثبات الوصيّة والبحار: عن الحسن بن محمّد بن المعلّى. وقد ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 3/50.

([1290]) في الاثبات و «ن». مذعوراً.

([1291]) في «ن»: عند اُمّ موسى، وفي الاثبات والبحار: في حجر اُمّ موسى.

([1292]) في «ن» والاثبات: فكتب.

([1293]) عنه البحار: 50/15 ح 21، ومدينة المعاجز: 7/458 ح61 24. ورواه الطبري في دلائل الامامة: 413 ح7، والمسعودي في إثبات الوصية: 222.

([1294]) كذا في «م».

([1295]) ـ (2) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

 

([1297]) في «ن»: بريحة العبّاسي صلّى الصّلاة بالحرمين وكتب. وفي البحار: أنّ بريحة العبّاسي كتب.

([1298]) من «ن»، وفي «م»: محمّد بن عليّ.

([1299]) في «ن» والبحار: إليه، ثمّ كتب إليه.

([1300]) في البحار: زوجه.

([1301]) في «ن»: جميلاً، وفي البحار : جيداً.

([1302]) في البحار: اشتاق إليه.

([1303]) في «ن»، والبحار: إليه.

([1304]) في البحار: إلى.

([1305]) عنه البحار: 50 / 209 ح 23.

([1306]) في «م» مقدار سطرين بياض.

([1307]) ـ (4) اثبتناها من نسخة «م»، وليس موجودة في «ن».

 

 

([1310]) هو أبي جعفر محمّد بن جريربن رستم الطّبري الصّغير من أعلام القرن الخامس الهجري، له كتاب «دلائل الامامة».

([1311]) هو عبد الله بن محمّد البلوي المصري، أبو محمّد، ترجم له: النّجاشي: 303، الفهرست للطّوسي: 194، معالم العلماء: 74، رجال ابن داود: 471، نقد الرّجال: 206، بهجة الامال: 5/275، قاموس الرّجال: 6/121، معجم رجال الحديث: 10/303. وفي «م»: عبد الله بن محمّد البكري.

([1312]) هاشم بن زيد، ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 8/130.

([1313]) في «ن»: لا فرق.

([1314]) عنه البحار: 50/185 ح 63، ومدينة المعاجز: 7/458 ح 2462.

([1315]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1316]) في البحار: الرامزي.

([1317]) في البحار: ضرب.

([1318]) من «ن» والبحار، وفي «م»، ببعضه.

([1319]) في «ن» والبحار: وكزه.

([1320]) من «م» والبحار، وفي «ن»: إليه.

([1321]) في البحار: عليه.

([1322]) عنه البحار: 50 / 185 ذح 3، ومدينة المعاجز : 7/459 ح 2463.

([1323]) اثبتناه من نسخة «م»، وليس في «ن».

([1324]) و(2) أثبتناهما من نسخة «م»، وليس موجودين في «ن».

 

([1326]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: ورفع.

([1327]) في «ن» والمدينة: إقرأه مني.

([1328]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: الممسوخ.

([1329]) عنه البحار: 50/185، ومدينة المعاجز:7/459 ح2464.

([1330]) في «ن»: يولد.

([1331]) في «ن» والمدينة: لنهنيه.

([1332]) عنه مدينة المعاجز: 7/460 ح 2465.

([1333]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1334]) يوسف: 47 ـ 49.

([1335]) في «ن»: خامس عشر.

([1336]) عنه البحار: 50/186 ذ ح 63، ومدينة المعاجز: 7/461 ح 2466.

([1337]) في «ن»: في.

([1338]) في «ن» والمدينة: تعزّز.

([1339]) في مدينة المعاجز: صالح.

([1340]) في «ن»: صاح.

([1341]) هود: 65.

([1342]) عنه البحار: 50/209 ح 22، ومدينة المعاجز: 7/461 ح2467.

([1343]) اثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1344]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1345]) في «ن»: سبعة.

([1346]) أثبتناه من البحار، وليس في «م» و «ن».

([1347]) في البحار: وكان ملكه.

([1348]) اثبتناه من البحار: وليس في «م» «ن».

([1349]) ما بين      من «م»، وفي «ن»: واعتلّ أبو الحسن علّته الّتي توفي فيها في سنة أربع وخمسين ومائتين. وليس في البحار.

([1350]) في «ن»: وأعطاه.

([1351]) عنه البحار: 50/209 ح 50.

([1352]) هكذا في «م».

([1353]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1354]) في «ن»: حديث.

([1355]) من «م» والبحار.

([1356]) عنه البحار: 50/238 ح11.

([1357]) و(2) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

 

([1359]) في إثبات الوصية: الامامة.

([1360]) في إثبات: فلمن.

([1361]) في إثبات: إلى.

([1362]) أثبتناه من إثبات الوصيّة، وفي «م» و«ن»: فقال.

([1363]) عنه حلية الابرار 5/74 ح 6. ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة: 236 مثله.

([1364]) هو: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، كان عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السلام ثقة، ترجم له: البرقي في رجاله: 56، ورجال النّجاشي: 156، ورجال الطوسي: 375، والفهرست له: 131، معالم العلماء: 47، معجم رجال الحديث 7/118 و ج22/75، وغيرها.

([1365]) اثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1366]) في «م» و«ن»: فخررت له.

([1367]) عنه البحار: 50/304 ح 80، ومدينة المعاجز: 7/597 ح 2581.

([1368]) في «ن» والمدينة: فأطلقت في.

 

([1369]) عنه مدينة المعاجز: 7/598 ح 2582. ورواه الكليني في الكافي: 1/508 ح 1 بإسناده عن أبي إسحاق، قال: حدّثني أبو هاشم الجعفري، عنه إثبات الهداة: 3/402 ح 11، وعن إرشاد المفيد: 342، وعن الخرائج: 1/435 ح 13، كشف الغمّة: 2/412. وأخرجه الجلسي في البحار: 50/267 ح 27، عن الارشاد، وإعلام الورى: 354، والمناقب لابن شهر آشوب: 4/432. ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة: 211، والثّاقب في المناقب: 576 ح1. وأخرجه في الصّراط المستقيم: 2/207 عن الخرائج.

([1370]) الاعراف: 172.

([1371]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1372]) هكذا في «م».

([1373]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1374]) هكذا في «م».

([1375]) أثبتاه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1376]) من «ن»، وفي «م»: لا حق، وهو: إسحاق بن محمّد النخعي، أبو يعقوب الاحمر. ترجم له: النّجاشي: 73، رجال الطّوسي: 411، رجال ابن داود: 426، بهجة الامال: 2/240، معجم رجال الحديث: 3/67.

([1377]) في مدينة المعاجز: في آخر الكتاب.

([1378]) عنه مدينة المعاجز: 7/599 ح2585. ورواه الاربلي في كشف الغمّة: 2/422، وإثبات الهداة: 2/426 ح7.

([1379]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1380]) كذا في «م».

([1381]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1382]) في «ن»: اليقظة.

([1383]) في «م»: لمّة.

([1384]) الحجر: 42، الاسراء: 65.

 

([1385]) عنه مدينة المعاجز: 7/595 ح2586. ورواه الكليني في اصول الكافي 1/509 ح12، عنه مدينة المعاجز: 7/549 ح2533.

([1386]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن». وروي مثله في الغيبة للصدوق: 206 ح175، وكشف الغمّة: 2/418، والمناقب لابن شهرآشوب: 4/437، إعلام الورى: 355، الخرائج والجرائح: 1/453 ح39.

([1387]) في «ن»: الحسن.

([1388]) من «م» ومدينة المعاجز، وفي «ن»: من الخياطين.

([1389]) في «ن» ومدينة المعاجر: منافق.

([1390]) عنه مدينة المعاجز: 7/600 ح2587، ورواه السعودي في اثبات الوصية: 216، والاربلي في كشف الغمّة: 2/425، عنه اثباة الهداة: 3/420 ح7، والبحار: 50/294ح68، وعن الخرائج والجرائح: 1/444 ح26.

([1391]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1392]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: وقال.

([1393]) عنه مدينة المعاجز: 7/602 ح2590.

([1394]) ترجم له في مستدرك علم الرجال: 1/261.

([1395]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: مصيبته.

([1396]) عنه البحار: 50/335 ح13، ومدينة المعاجز: 7/603 ح2591، وح2592. وروى المسعودي في إثبات الوصيّة: 247 (مثله).

([1397]) ترجم له في معجم رجال الحديث: 4/139، وقاموس الرجال: 2/402.

([1398]) أثبتناه من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه البحار: 50/298، ومدينة المعاجز: 7/598 ح 2583، وإثبات الهداة: 3/426 ح94، وعن كشف الغمّة: 2/418. وفي إثبات الوصيّة: 211 مثله.

([1399]) تقدّمت ترجمته.

([1400]) بدل ما بين القوسين في الكافي: فإنّك ترى ما تحبّ، وفي البحار: تجب.

([1401]) أثبتناه من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه مدينة المعاجز: 7/598 ح2584، ورواه الكافي: 1/508 ح10، عنه مدينة المعاجز: 7/547 ح2530، ورواه أيضاً إعلام الورى: 354، عنه مدينة المعاجز: 7/548 ح2531.

([1402]) أثبتناه من مدينة المعاجز، وفي «ن»: عليّ حرين له ذكر في مهج الدعوات: 275، وص276، وإثبات الوصيّة: 245. وقد ترجم له في مستدرك علم الرجال: 5/315.

([1403]) من المدينة، وفي «ن»: وشاسيته.

([1404]) أثبتناه من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». عنه مدينة المعاجز: 7/600 ح2588. وروى المسعودي في إثبات الوصيّة: 215 مثله.

([1405]) ترجم له في مستدرك علم الرّجال: 1/541.

([1406]) أثبتناه من البحار، وفي «ن»: كليلة.

([1407]) أثبتناه من البحار، وفي «ن»: المتوكلون.

([1408]) أثبتناه من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». وعنه البحار: 50/304 ح80.

([1409]) في «ن»: و.

([1410]) في «ن»: الشّيوخ.

 

([1411]) احتمل بعض أصحاب الرّجال أنّه هو: عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرّازي، الكليني، فراجع.

([1412]) في «ن»: أحمد.

([1413]) في إثبات الوصيّة: الغازي.

([1414]) في «ن»: و.

([1415]) أثبتناه من إثبات الوصيّة، وفي «م»: صفة، وفي «ن»: صف.

([1416]) في «ن»: الصف.

([1417]) في «ن»: ثبات، تصحيف.

([1418]) في «ن»: ويحسّ.

([1419]) الاسراء: 81.

([1420]) في «ن»: مطهر.

([1421]) في «ن»: السّبابة.

([1422]) من «م» وإثبات الوصيّة، وفي «ن»: وهما (صاهرة).

([1423]) من «ن»، وفي «م»: وردّ به.

([1424]) في «ن»: ائتني إليَّ بابني.

([1425]) في «ن»: وأثنى.

([1426]) القصص: 5 و6.

([1427]) في «ن»: عدوت فافتقدته.

([1428]) روى مثله المسعودي في اثبات الوصيّة: 249.

([1429]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1430]) في الهداية الكبرى: غيلان.

([1431]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن» روى مثلة الخُصيبي في الهداية: 357.

([1432]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن». روي مثله في: الغيبة للطّوسي: 232 ح200، إعلام الورى: 395 كمال الدين: 430 ح5، كشف الغمّة: 2/508، الخرائج: 2/693 ح7، تبصرة الولي: ح11، هداية الخصيبي: 358.

([1433]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1434]) في «ن»، وأغلب المصادر: الحجّة.

 

([1435]) روى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 254، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن أحمد، عن داود بن القاسم أبي هاشم، عنه مستدرك الوسائل: 12/284 ح9، والطّوسي في الغيبة: 202 ح169، والصدوق في كمال الدين: 381 ح5، والكليني في الكافي: 1/328 ح13، وص332 ح1. وأخرجه الطّبرسي في إعلام الورى: 351. والهداية للخصيبي: 360، وكشف الغمّة: 2/406، والمستجاد: 528.

([1436]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

([1437]) في «م»، وليس موجود في «ن».

([1438]) في «ن»: الزمان.

([1439]) في «ن»: الزمان.

([1440]) في «ن»: وعلمهم.

([1441]) محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: 24.

([1442]) القصص: 15.

([1443]) في «ن»: وانتظار.

([1444]) في «ن»: من.

([1445]) من «ن»، وفي «م»: بما يكون منه عليه السلام.

([1446]) في «ن»: من.

([1447]) في «ن»: جاءت.

([1448]) في «ن»: في.

([1449]) في «ن»: بأ نّهم.

([1450]) في «ن»: المستعلون.

([1451]) في «ن»: فإنّه.

([1452]) في «ن»: إلى.

([1453]) من «ن»، وفي «م»: و .

([1454]) في «ن»: لزعمهم بقاءه من.

([1455]) في «ن»: ورايته.

([1456]) في «ن»: أمره إلى أن يظهر أمره.

([1457]) راجع تفسير البرهان: 2/200، ونور الثقلين: 1/572.

([1458]) النساء: 164.

([1459]) الانعام: 158.

([1460]) انظر كمال الدين وتمام النعمة: 336 باب 33 ح8، عنه تفسير البرهان: 3/121 ح3 (ط1. مؤسسة الاعلمي بيروت).

([1461]) البقرة: 259.

([1462]) المؤمنون: 50.

([1463]) البقرة: 2، 3.

([1464]) يونس: 20.

 

([1465]) رواه الصّدوق في كمال الدين: 340 ح20، وراجع تأويل الايات الظاهرة: 34 (ط. جامعة مدرسين قم).

([1466]) يوسف: 102.

([1467]) راجع مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي رحمه الله تعالى: 219.

([1468]) تقدّم في إمامة المولى أبي الحسن محمّد بن عليّ الهادي عليهما السلام الحديث: 20.

([1469]) روي مثله في كفاية الاثر: 30، 34، عنه البحار: 36/291 ح116. وفي كمال الدين: 262 ح9، وكشف الاستار: 96، وينابيع المودّة: 3/259 ح16، والمناقب المائة: 38، والمناقب للخوارزمي: 46.

([1470]) روي ـ مع بعض التغيير ـ في الغيبة للطّوسي: 341 ح 290، إعلام الورى: 400، كمال الدين: 302 ح 9، الغيبة للنّعماني: 140 ذ ح1، إثبات الوصيّة: 255، تقريب المعارف: 189.

([1471]) التكوير: 15.

([1472]) روي مثله في تأويل الايات الظاهرة: 744 (ط. جامعة مدرسين)، عنه البحار: 24/78 ح18. ورواه النّعماني في الغيبة: 149 ح6، والطّوسي في الغيبة: 101، والصّدوق في كمال الدين: 1/324 ح1. والكافي: 1/341 ح22 و23.

([1473]) روى مثله مطوّلاً الطّوسي في الغيبة: 165 ح127، عنه البحار: 51/117 ح18، وبشارة الاسلام: 37، كمال الدين: 288 ح1، الغيبة للنعماني: 60 ح4، الاختصاص: 209، الكافي: 1/338 ح7.

([1474]) الشّورى: 18.

([1475]) رواه الصدوق في كمال الدين: 326 ح6. وقد جاء أيضاً ح7 ص327، عن محمّد بن مسلم الثقفي الطّحان، قال: ودخلت على أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام وأنا أريد أن أساله عن القائم من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لي مبتدئاً: يا محمّد بن مسلم، إنّ في القائم من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم شبهاً من خمسة من الرسل: يونس بن متّى، ويوسف بن يعقوب، وموسى، وعيسى، ومحمّد، صلوات الله عليهم:

             فأمّا شبهه من يونس بن متى: فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السّن، وأمّا شبهه من يوسف بن يعقوب عليهما السلام: فالغيبة من خاصّته وعامّته، واختفاؤه من إخوته، وإشكال أمره على أبيه يعقوب عليهما السلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته. وأمّا شبهه من موسى عليه السلام فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء ولادته، وتعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الاذى والهوان إلى أن أذن الله عزّ وجلّ في ظهوره ونصره وأيّده على عدوه. وأمّا شبهه من عيسى عليه السلام: فاختلاف من اختلف فيه، حتّى قال طائفة منهم: ما ولد، وقالت طائفة: مات، وقالت طائفة: قُتل وصُلب. وأمّا شبهه من جد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلمفخروجه بالسّيف، وقتله أعداء الله وأعداء رسول صلى الله عليه وآله وسلم، والجبّارين والطّواغيت، وأنّه ينصر بالسّيف والرعب، وأنّه لا ترد له راية.

([1476]) روى مثله الطّوسي في الغيبة: 455 ح465، والصّدوق في كمال الدين: 346 باب 33 ح34. عنه البحار: 52/111 ح21. وأورده في منتخب الانوار المضيئة: 190، وفي الخرائج والجرائح: 3/1159.

([1477]) روى مثله الطّوسي في الغيبة: 139 ح103، عنه غاية المرام: 189 ح104، والبحار: 36/201 ح4، كمال الدّين: 269 ح13، وص 311 ح3، الخصال: 447 ح42، عيون أخبار الرَّضا عليه السلام: 1/46ح6، وص47 ح7، الكافي: 1/532 ح 9، إرشاد المفيد: 348، إعلام الورى: 366، كشف الغمّة: 2/505، فرائد السّمطين: 2/139 ح435، الفقيه: 4/80 ح5408، تقريب المعارف: 178.

([1478]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن». رواه الطّوسي ضمن حديث طويل في الغيبة: 144 ح108، عنه البحار: 36/195 ح3. والصّدوق في كمال الدين: 308 ح1، والعيون: 1/41 ح2. والمفيد في الاختصاص: 210، والطّبرسي في الاحتجاج: 67. والنعماني في الغيبة: 62 ح5، والكليني في الكافي: 1/527 ح3.

([1479]) من «ن»، وفي «م»: قياماً.

([1480]) أثبتناه من «ن»، وليس موجود في نسخة «م». وروى مثله المسعودي في إثبات الوصيّة: 248.

([1481]) كذا في «م». والصُحيح عثمان بن سعيد ـ أبو عمرو العمري ـ .

([1482]) كذا في «م».

([1483]) كذا في «م».

([1484]) أثبتناه من نسخة «م»، وليس موجود في «ن».

      أقول: لا يخفى أن الحديث فيه الكثير من التشويش والحذف، ولم أجد مصدراً آخر يذكره والكلام حول سفراء الامام(عج)، أو من رأه، ومن ادّعى رؤيته، والسفاره عنه والتّوقيات الخارجة منه ذكره العلماء بالتفصيل راجع الغيبة للطوسي: 345 ـ 432، إعلام الورى: 2/270 ـ 275، الكافي: 1/514 ـ 525، الارشاد: 2/351 ـ 355، وغيرها من مصنّفات الشيعة.

([1485]) في «م»: الحسين، تصحيف.

([1486]) هو: أحمد بن الحسن بن الحسن المادراني.

([1487]) في «ن»: شماتكين.

([1488]) من «ن»، وفي «م»: ثباج، أقول: ثبج أثباج: معظمه.

([1489]) في «ن»: بالنزاهة.

([1490]) في «ن»: بالمعروفيات.

([1491]) في «ن»: اذ كوتيكن ابن شماتكين.

([1492]) في «ن»: تكبّر.

([1493]) في «ن»: وقرّمت. تصحيف.

([1494]) في «ن»: إذ ورد.

([1495]) وأورده الكليني في الكافي 1/522 ح16، هكذا: عن أحمد بن الحسن والعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن، قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة، اُحبّهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبدالله فأوصى في علّته أن يدفع الشّهري السّمند، وسيفه، ومنطقته إلى مولاه. فخفت إنّ أنا لم أدفع الشّهري إلى إذ كوتكين نالني منه استخفاف، فقوّمت الدّابة والسّيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي، ولم اُطلع عليه أحداً فإذا الكتاب قد ورد عليّ من العراق: وجه السّبعمائة دينار الّتي لنا قبلك من ثمن الشّهري والسّيف والمنطقة.

([1496]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: الجليسي.

([1497]) من «م» والمدينة، وفي «ن»: بالعسكري.

([1498]) في «ن»: أعني.

([1499]) من «ن» والمدينة، وفي «م»: مزّبى.

([1500]) في «ن»: أساله.

([1501]) عنه مدينة المعاجز: 8/136 ح2737، وإثبات الهداة: 3/699 ح134.

([1502]) عنه مدينة المعاجز: 8/137 ح2741.

([1503]) في «ن»: وعن.

([1504]) عنه مدينة المعاجز: 8/138 ح2742.

([1505]) من «م»، وفي «ن» والمدينة: الثمالي. تصحيف.

([1506]) أثبتناه من «م» والمدينة، وليس في «ن».

([1507]) عنه مدينة المعاجز: 8/138 ح2743.

      ورواه الكليني في الكافي: 1/520 ضمن ح13، عن الحسن بن الفضل بن زيد اليماني ضمن حديث طويل، عنه إثبات الهداة: 3/660 ح12، وعن كمال الدين: 490 ح13، وإرشاد المفيد: 353، وإعلام الورى، 419، وكشف الغمّة: 2/452.

([1508]) من «م»، وفي «ن»: عليّ بن محمّد الصّيمري، وفي المدينة: عليّ بن زياد الصّيمري.

([1509]) أقول: إلى هنا تمت نسخة «م». وتكملة هذا الحديث، وباقي الاحاديث أثبتناها من«ن».

([1510]) عنه مدينة المعاجز: 8/139 ح2746. ورواه الكليني في الكافي: 1/524 ح27، والمفيد في إرشاده: 356، والطّوسي في غيبته: 383 ح243. وفي إعلام الورى: 421، وتقريب المعارف: 196، وكشف الغمّة: 2/456، وص500 والخرائج والجرائح 1/463 ح8، والثاقب في المناقب: 590 ح51، ونحوه في دلائل الامامة: 285.

([1511]) عنه مدينة المعاجز: 8/136 ح2738، وإثبات الهداة: 3/699 ح135.

([1512]) عنه مدينة المعاجز 8/137 ح2739. ورواه ابن حمزة في الثّاقب في المناقب: 611 ح5 نحوه، وكذلك الطّبري في دلائل الامامة: 288، عنه البحار: 51/328 ح51، وعن كمال الدّين: 489 ح12، وفرج المهموم: 245.

([1513]) روى مثله الطّوسي في الغيبة: 467 ح483، عنه إثبات الهداة: 3/515 ح362، والبحار: 52/158 ح21، وعن الغيبة للنعماني: 239 ح31 (بإسناده عن أبى عبدالله عليه السلام). وفي إثبات الوصيّة: 226، إعلام الورى: 431.

([1514]) روى نحوه ـ مختصراً ـ المجلسي في البحار: 51/327 ح49.

([1515]) عُكْبَرَا: بليدة من نواحي الدجيل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، معجم البلدان: 4/142.

([1516]) عنه مدينة المعاجز: 8/137 ح2740.

([1517]) عنه مدينة المعاجز: 8/138 ح2744. ورواه الكليني في الكافي: 1/523 ح21، عنه البحار: 51/310 ح29، وإثبات الهداة: 3/663 ح 20، وعن تقريب المعارف: 195.

([1518]) عنه مدينة المعاجز: 8/139 ح2745.