بحار الانوار الجزء
36
العلامة المجلسي
[1]
بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة
الاطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي (قدس
الله سره) الجزء السادس والثلاثون دار إحياء التراث العربي بيروت - لبنان الطبعة
الثالثة المصححة 1403 ه. 1983 م
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم { باب 25 } * (أنه
عليه السلام النبأ العظيم والاية الكبرى) * 1 - فس: ثم قال عزوجل: يا محمد " قل هو
نبأ عظيم (1) " يعني أمير الؤمنين عليه السلام " أنتم عنه معرضون (2) ". 2 - فس:
أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله تعالى " عم
يتساءلون * عن النباء العظيم * الذي هم فيه مختلفون (3) " قال: قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه: ما لله نبأ أعظم مني، وما لله آية أكبر مني، وقد عرض فضلي على
الامم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي (4). كنز: محمد بن العباس، عن أحمد
بن إدريس، عن الاشعري، عن ابن هاشم بإسناده عن محمد بن الفضيل، عن أبي عبد الله
عليه السلام مثله (5). 3 - ير: أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير وغيره، عن محمد بن
الفضيل، عن الثمالي،
(1) سورة ص: 67، وما بعدها ذيلها. (2)
تفسير القمى: 572. (3) النبأ: 1 - 3. (4) تفسير القمى: 709. (5) مخطوط.
[2]
عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: جعلت
فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية " عم يتساءلون عن النباء العظيم " قال:
فقال: ذلك إلي إن شئت أخبرهم، قال: فقال: لكني أخبرك بتفسيرها، قال: فقلت: " عم
يتساءلون " قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله آية أكبر مني، ولا لله
من نباء عظيم أعظم مني، ولقد عرضت ولايتي على الامم الماضية فأبت أن تقبلها، قال:
قلت له: " قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون (1) " قال: هو والله أمير المؤمنين
عليه السلام (2). كا: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد مثله (3). 4 - كنز: محمد بن
العباس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن أبان بن
تغلب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية، فقال: هو علي عليه السلام لان
رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فيه خلاف وذكر صاحب كتاب النخب حديثا مسندا عن
محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده إلى السدي في تفسير هذه الآية، قال: أقبل صخر بن حرب
حتى جلس إلى رسول الله وقال: يا محمد هذا الامر بعدك لنا أم لمن ؟ فقال: يا صخر
الامر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى، فأنزل الله تعالى " عم يتساءلون *
عن النباء العظيم * الذى هم فيه مختلفون ": منهم المصدق بولايته وخلافته، ومنهم
المكذب بهما، ثم قال: " كلا " وهو رد عليهم " سيعلمون " خلافته بعدك أنها حق " ثم
كلا سيعلمون " يقول يعرفون ولايته وخلافته إذ يسألون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميت
في شرق ولا في غرب ولا بحر ولا بر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين
عليه السلام بعد الموت، يقولان للميت: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟
وروى أيضا: حدثنا أحمد بإسناده إلى علقمة أنه قال: خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام
وعليه سلاح وفوقه مصحف وهو يقرء: " عم يتساءلون عن النباء العظيم " فأردت البراز
إليه (4)، فقال علي عليه السلام: مكانك، وخرج بنفسه فقال له: أتعرف النبأ
(1) ص: 67 و 68. (2) بصائر الدرجات: 21.
(3) اصول الكافي 1: 207. (4) أي القتال معه.
[3]
العظيم الذي هم فيه مختلفون ؟ قال: لا،
فقال عليه السلام: أنا والله النبأ العظيم الذي فيه اختلفتم، وعلى ولايتي تنازعتم،
وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم، وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم، ويوم الغدير قد
علمتم، ويوم القيامة تعلمون ما عملتم، ثم علا بسيفه فرمى برأسه ويده (1). 5 - قب:
تفسير القطان عن وكيع، عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: أقبل صخر بن حرب، إلى آخر الخبرين. وزاد في آخر الخبر الثاني: ثم قال:
أبى الله إلا أن صفين دارنا * وداركم ما لاح في الافق كوكب وحتى تموتوا أو نموت
ومالنا * ومالكم عن حومة الحرب مهرب (2) يف: محمد بن مؤمن الشيرازي عن السدي مثل
الخبر السابق (3). 6 - كنز، قب: روى الاصبغ بن نباتة أن عليا عليه السلام قال:
والله أنا النبأ العظيم (4) الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون *
حين أقف بين الجنة والنار و أقول: هذا لي وهذا لك (5) 7 - قب: أبو المضاصبيح عن
الرضا عليه السلام قال علي عليه السلام: ما لله نبأ أعظم مني. وروي أنه لما هربت
الجماعة يوم احد كان علي يضرب قدامه صلى الله عليه وآله وجبرئيل عن يمين النبي
وميكائيل عن يساره، فنزل " قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون " وكان أمير المؤمنين
عليه السلام يقول: ما لله آية أكبر مني (6). 8 - ف: معنعنا عن الثمالي، عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " عم يتساءلون " فقال: كان أمير المؤمنين عليه
السلام يقول لاصحابه: أنا والله النبأ العظيم الذي
(1) كنز جامع الفوائد مخطوط. (2) مناقب آل
أبى طالب 1: 563 و 564. (3) الطرائف: 23. (4) في المناقب: والله انى انا النبأ
العظيم. (5) مناقب آل أبى طالب 1: 564. والكنز مخطوط. (6) مناقب آل أبى طالب 1:
564.
[4]
اختلف في (1) جميع الامم بألسنتها، والله
ما لله نبأ أعظم مني، ولا لله آية أعظم مني (2) 9 - كا في خطبة الوسيلة بإسناده عن
جابر، عن أبي جعفر عليه السلام - وساق الخطبة إلى أن قال -: ألا وإنى فيكم أيها
الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في نبي إسرائيل، وكسفينة نوح في قوم نوح، وإني
النبأ العظيم، والصديق الاكبر، وعن قليل ستعلمون ما توعدون (3). 10 - [يب: في
الدعاء بعد صلاة الغدير: وعلي أمير المؤمنين عليه السلام والحجة العظمى وآيتك
الكبرى، والنبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون (4). 11 - ن: بإسناده عن ياسر الخادم،
عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه
السلام: يا علي أنت حجة الله، وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ
العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الاعلى، الخبر (5).] بيان: هذه الاخبار
المروية من طرق الخاصة والعامة دالة على خلافته وإمامته وعظم شأنه صلوات الله عليه
ولا يحتاج إلى بيان. { باب 26 } * (أن الوالدين: رسول الله وأمير المؤمنين صلوات
الله عليهما) * 1 - ما: المفيد، عن الحسين بن علي بن محمد، عن علي بن ماهان، عن نصر
بن الليث، عن مخول، عن يحيى بن سالم، عن أبي الجارود، عن أبي الزبير المكي، عن جابر
(1) في المصدر: فيه. (2) تفسير فرات: 202.
(3) روضة الكافي: 30. (4) التهذيب 1: 163. وفيه: مختلفون. (5) عيون الاخبار: 181.
والخبران الاخيران يوجدان في هامش (ك) فقط.
[5]
الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: حق علي على هذه الامة كحق الوالد على الولد (1). أقول: روى ابن بطريق في
المستدرك من الجزء الاول من كتاب الفردوس بإسناده عن جابر مثله. 2 - ما: أبو عمرو،
عن ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن إسماعيل ابن مرثد، عن جده، عن علي
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حق علي على الناس حق الوالد
على ولده (2). 3 - ما: ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن جعفر بن محمد المحمدي، عن
إسماعيل بن مزيد، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: حق علي على المسلمين كحق الوالد على ولده (3). 4 -
مع: أبو محمد عمار بن الحسين، عن علي بن محمد بن عصمة، عن أحمد بن محمد الطبري، عن
محمد بن الفضل، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي، عن ابن سليمان، عن
حميد بن الطويل، عن أنس بن مالك قال: كنت عند علي بن أبي طالب عليه السلام في الشهر
الذي اصيب فيه - وهو شهر رمضان - فدعا ابنه الحسن عليه السلام ثم قال: يا أبا محمد
اعل المنبر فاحمد الله كثيرا وأثن عليه واذكر جدك رسول الله بأحسن الذكر، وقل: لعن
الله ولدا عق أبويه، لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله
عبدا أبق عن مواليه (4)، لعن الله غنما ضلت عن الراعي، وانزل. فلما فرغ من خطبته
ونزل اجتمع الناس إليه فقالوا: يا ابن أمير المؤمنين وابن بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله نبئنا، فقال: الجواب على أمير المؤمنين عليه السلام فقال أمير المؤمنين
عليه السلام إني كنت مع النبي في صلاة صلاها، فضرب بيده اليمنى إلى يدي اليمنى
فاجتذبها،
(1) امالي الشيخ: 24. (2) امالي الشيخ:
170. (3) امالي الشيخ: 213 وفيه: إسماعيل بن مزيد مولى بنى هاشم. (4) في المصدر: من
مواليه.
[6]
فضمها إلى صدره ضما شديدا، ثم قال: يا علي
! فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: أنا وأنت أبوا هذه الامة، فلعن الله من عقنا، قل
آمين، قلت: آمين، قال (1): أنا وأنت موليا هذه الامة، فلعن الله من أبق عنا، قل:
آمين، قلت آمين، ثم قال: أنا وأنت راعيا هذه الامة فلعن الله من ضل عنا، قل: آمين،
قلت آمين، قال أمير المؤمنين عليه السلام: و سمعت قائلين يقولان معي آمين، فقلت: يا
رسول الله من القائلان معي آمين ؟ قال: جبرئيل وميكائيل عليهما السلام (2). 5 - فس:
الحسين بن محمد، عن المعلى، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد،
عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن بناتة أنه سأل أمير
المؤمنين عن قول الله تعالى: " أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير (3) " فقال:
الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم، وأمر
الناس بطاعتهما، ثم قال: " إلي المصير " فمصير العباد إلى الله، والدليل على ذلك
الوالدان ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه فقال في الخاص: " وإن جاهداك على أن
تشرك بي (4) " يقول: في الوصية، وتعدل عمن أمرت بطاعته " فلا تطعهما " ولا تسمع
قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال: " وصاحبهما في الدنيا معروفا " يقول: عرف
الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما، وذلك قوله: " واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم
" فقال: إلى الله ثم إلينا فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين فإن رضاهما رضى الله
وسخطهما سخط الله (5). بيان: قوله عليه السلام " والدليل على ذلك الوالدان " وجه
الدلالة تذكير اللفظ إذ التغليب مجاز والحقيقة أولى مع الامكان، وابن حنتمة عمر،
وصاحبه: أبو بكر قال
(1) في المصدر: ثم قال. (2) معاني
الاخبار: 118. (3) لقمان: 14. (4) لقمان: 15، وما بعدها ذيلها. (5) تفسير القمى:
495.
[7]
الفيروز آبادي: حنتمة بنت ذي الرمحين ام
عمر بن الخطاب (1). قوله عليه السلام " فقال في الخاص " أي الخطاب مخصوص بالرسول
صلى الله عليه وآله وليس كالسابق عاما وإن كان الخطاب في " صاحبهما " أيضا خاصا،
ففيه تجوز (2)، ويحتمل العموم. 6 - فر: جعفر الفزاري بإسناده عن زياد بن المنذر قال
سمعت أبا جعفر عليه السلام وسأله جابر، عن هذه الآية " اشكر لي ولوالديك " قال:
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام (3). 7 - فس: " النبي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم (4) " قال: نزلت وهو أب لهم، وهو معنى "
أزواجه امهاتهم (5) " فجعل الله تبارك وتعالى المؤمنين أولاد رسول الله صلى الله
عليه وآله وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله أباهم (6) لمن لم يقدر أن يصون نفسه،
ولم يكن له مال، وليس له على نفسه ولاية، فجعل الله تبارك وتعالى نبيه أولى
بالمؤمنين (7) من أنفسهم، وهو قول رسول الله بغدير خم: أيها الناس ألست اولى بكم من
أنفسكم ؟ قالوا بلى، ثم أوجب لامير المؤمنين عليه السلام ما أوجبه لنفسه عليهم من
الولاية فقال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، فلما جعل الله النبي أبا المؤمنين (8)
ألزمه مؤونتهم وتربية أيتامهم فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وآله (9) فقال:
من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي، فألزم الله نبيه صلى الله
عليه وآله للمؤمنين ما يلزم الوالد [لولده] وألزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم
الولد للوالد، فكذلك ألزم أمير المؤمنين عليه السلام ما ألزم رسول الله صلى الله
عليه وآله
(1) القاموس: 102. (2) أي كون الخطاب في "
وان جاهداك ا ه " وفى " صاحبهما " خاصا على طريق التوسع و المجاز لانه خلاف
الظاهر. (3) تفسير فرات: 120. (4) الاحزاب: 6. (5) أي انما يصح معنى " وأزواجه
امهاتهم " إذا كان المراد من صدر الاية الابوة. (6) في المصدر: ابا لهم. (7) في
المصدر: فجعل الله تبارك وتعالى معه الولاية على المؤمنين ا ه. (8) في المصدر: أبا
للمؤمنين. (9) في المصدر: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر.
[8]
من ذلك، وبعده الائمة واحدا واحدا (1)،
والدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين هما الوالدان قوله: "
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا (2) " فالوالدان رسول الله
وأمير المؤمنين عليهما السلام، وقال الصادق عليه السلام: وكان إسلام عامة اليهود
بهذا السبب، لانهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم (3). بيان: قال الجزري: " من ترك
ضياعا فإلي " الضياع: العيال، وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا، فسمي العيال بالمصدر كما
تقول: من مات وترك فقرا أي فقراء، وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع (4) 8 -
فس: " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا (5)
" قال: الوالدان رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام (6). 9 -
شى: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله أحد الوالدين وعلي
الآخر، فقلت: أين موضع ذلك في كتاب الله ؟ قال: قرأ " اعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا وبالوالدين إحسانا (7) ". فر: جعفر الفزاري معنعنا عن أبي بصير مثله (8). 10 -
شى: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " وبالوالدين إحسانا " قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله أحد الوالدين وعلي الآخر، وذكر أنها الآية التي في
النساء (9). 11 - م قال الامام عليه السلام ولقد قال الله تعالى: " وبالوالدين
إحسانا، قال رسول الله
(1) في المصدر، واحدا بعد واحد. (2)
النساء: 36. (3) تفسير القمى: 516. (4) النهاية: 3: 29. (5) الانعام: 151. (6)
تفسير القمى: 208. (7 و 9) مخطوط. (8) تفسير فرات: 28.
[9]
صلى الله عليه وآله: أفضل والديكم وأحقهما
بشكركم محمد وعلي، وقال علي بن أبي طالب عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: أنا وعلي بن أبي طالب أبوا هذه الامة، ولحقنا عليهم أعظم من حق والديهم
(1)، فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار
الاحرار. وقالت فاطمة عليها السلام: أبوا هذه الامة محمد وعلي يقيمان أودهم (2)
وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما.
وقال الحسن بن علي عليه السلام: محمد وعلي أبوا هذه الامة، فطوبى لمن كان بحقهما
عارفا، ولهما في كل أحواله مطيعا، يجعله الله من أفضل سكان جنانه، ويسعده بكراماته
ورضوانه. وقال الحسين بن علي عليهما السلام: من عرف حق أبويه الافضلين (3) محمد
وعلي عليهما السلام وأطاعهما حق الطاعة، قيل له: تبحبح (4) في أي الجنان شئت (5).
وقال علي بن الحسين عليهما السلام إن كان الابوان إنما عظم حقهما على أولادهما
لاحسانهما إليهم فإحسان محمد وعلي عليهما السلام إلى هذه الامة أجل وأعظم فهما بأن
يكونا أبويهم أحق. وقال محمد بن علي عليهما السلام: من أراد أن يعلم كيف قدره عند
الله فلينظر كيف قدر أبويه الافضلين عنده محمد وعلي عليهما السلام. وقال جعفر بن
محمد عليهما السلام: من رعى حق أبويه الافضلين محمد وعلي عليهما السلام لم يضره ما
ضاع (6) من حق أبوي نفسه وسائر عباد الله، فإنهما يرضيانهما بسعيهما.
(1) في المصدر: من حق ابوى والديهم. (2)
الاود: العوج. (3) في المصدر: الافضل وكذا فيما يأتي إلى آخر الرواية (4) تبحبح:
تمكن في المقام. (5) في المصدر: حيث شئت. (6) في المصدر: ما أضاع.
[10]
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام: يعظم
(1) ثواب الصلاة على قدر تعظيم المصلي على أبويه الافضلين محمد وعلي عليهما السلام.
وقال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: أما يكره أحدكم أن ينفى عن أبيه وأمه الذين
ولداه ؟ قالوا: بلى والله، قال فليجتهد أن لا ينفى عن أبيه وامه اللذين هما أبواه
أفضل من أبوي نفسه. وقال محمد بن علي عليهما السلام إذ قال رجل بحضرته: إني لاحب
محمد وعليا عليهما السلام حتى لو قطعت إربا إربا أو قرضت (2) لم أزل عنه، قال محمد
بن علي عليهما السلام: لا جرم أن محمدا وعليا عليهما السلام يعطيانك (3) من أنفسهما
ما تعطيهما أنت من نفسك، إنهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته
لهما بجزء من مائة، ألف ألف جزء من ذلك. وقال علي بن محمد عليهما السلام: من لم يكن
والدا دينه محمد وعلي عليهما السلام أكرم عليه من والدي نسبه (4) فليس في حل ولا
حرام ولا قليل ولا كثير (5). وقال الحسن بن علي عليهما السلام: من آثر (6) طاعة
أبوي دينه محمد وعلي على طاعة أبوي نسبه قال الله عزوجل: لاوثرنك كما آثرتني (7)،
ولاشرفنك بحضرة أبوي دينك كما شرفت نفسك بإيثار حبهما على حب أبوي نفسك (8). وأما
قوله عزوجل: " وذي القربى " فهم من قراباتك من أبيك وامك، قيل لك: اعرف حقهم، كما
أخذ به العهد على بني إسرائيل، وأخذ عليكم معاشر امة محمد بمعرفة حق قرابات محمد
الذينهم الائمة بعده، ومن يليهم بعد من خيار أهل دينهم (9).
(1) في المصدر: لعظم. (2) الارب: العضو.
وقرض الشئ. قطعه. (3) في المصدر: معطياك. (4) في المصدر: نفسه. (5) في المصدر: ولا
بقليل ولا كثير. (6) أي اختار. (7) في المصدر: كما آثرتهما. (8) في المصدر: نسبك.
(9) تفسير الامام. 133. وفيه: ومن يليهم بعدهم.
[11]
12 - قب: أبان بن تغلب، عن الصادق عليه
السلام " وبالوالدين إحسانا " قال: الوالدان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي
عليهما السلام. سلام الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام وأبان بن تغلب عن أبي عبد الله
عليه السلام: نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وفي علي عليه السلام وروي مثل
ذلك في حديث ابن جبلة. وروى أبو المضاصبيح عن الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله
عليه وآله: أنا وعلي الوالدان. وروي عن بعض الائمة في قوله: " أن اشكر لي ولوالديك
" أنه نزل فيهما. النبي صلى الله عليه وآله: أنا وعلي أبوا هذه الامة، أنا وعلي
موليا هذه الامة. وعن بعض الائمة " لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد *
ووالد وما ولد (1) " قال: أمير المؤمنين عليه السلام وما ولد من الائمة. الثعلبي في
ربيع المذكرين والخركوشي في شرف النبي عن عمار وجابر وأبي أيوب، وفي الفردوس عن
الديلمي، وفي أمالي الطوسي عن أبي الصلت بإسناده عن أنس: كلهم عن النبي صلى الله
عليه وآله قال: حق علي على الامة كحق الوالد على الولد. وفي كتاب الخصائص عن أنس:
حق علي بن أبي طالب على المسلمين كحق الوالد على الولد. مفردات أبى القاسم الراغب
قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الامة، [ومن حقوق الآباء
والامهات أن يترحموا عليهم في الاوقات، ليكون فيهم أداء حقوقهم. النبي صلى الله
عليه وآله: أنا وعلي أبوا هذه الامة (2)] ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم،
فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار
الاحرار، قال القاضي أبو بكر أحمد بن كامل: يعني أن حق علي [على] كل مسلم أن لا
يعصيه أبدا (3).
(1) البلد: 1 - 3. (2) ليس ما بين
العلامتين في المصدر المطبوع. (3) مناقب آل أبى طالب 1: 581
[12]
13 - فر: سعيد بن الحسن بن مالك معنعنا عن
أبي مريم قال: كنا عند جعفر بن محمد عليهما السلام فسأله أبان بن تغلب عن قول الله:
" اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " قال: هذه الآية التي في
النساء من الوالدان ؟ قال جعفر عليه السلام رسول الله وعلي بن أبي طالب هما
الوالدان (1). 14 - كنز: محمد بن العباس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان، عن جابر الجعفي، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله وعليا هما الوالدان. قال عبد الله بن سليمان:
وسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: منا الذي احل له الخمس، ومنا الذي جاء بالصدق،
ومنا الذي صدق به، ولنا المودة في كتاب الله عزوجل، ورسول الله وعلي الوالدان، وأمر
الله ذريتهما بالشكر لهما. 15 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن درست، عن ابن عيسى، عن
الاهوازي، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن عبد الواحد بن
مختار قال دخلت على أبي جعفر فقال: أما علمت أن عليا أحد الوالدين اللذين قال الله
عزوجل " اشكر لي ولوالديك " ؟ قال زرارة: فكنت لا أدري أية آية هي: التي في بني
إسرائيل أو التي في لقمان ؟ قال فقضى أن حججت فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فخلوت
به، فقلت: جعلت فداك حديث جاء به عبد الواحد، قال: نعم، قلت: أية آية هي: التي في
لقمان أو التي في بني إسرائيل ؟ فقال: التي في لقمان (2). بيان: لعل منشأ شك زرارة
أن الراوي لعله ألحق الآية من قبل نفسه، أو أن زرارة بعد ما علم أن المراد الآية
التي في لقمان ذكرها (3).
(1) تفسير فرات: 27 و 28. (2) كنز جامع
الفوائد مخطوط. (3) توضيحه أن آية " اشكر لى ولوالديك " في سورة لقمان فقط، فلا وجه
للشك والترديد، الا أن يقال أن عبد الواحد ألحق الاية من قبل نفسه، وكان ما سمعه من
المعصوم الجملة الاولى فقط فاستفسر زرارة عنه عليه السلام أن كون على أحد الوالدين
من أية الايتين يستفاد من التى في النساء أو التى في لقمان ؟ أو يقال. ان عبد
الواحد لم يذكر الاية اصلا وانما الحقها زرارة بعد ما استفاد من الامام عليه
السلام.
[13]
16 - كنز: محمد بن العباس، عن أحمد بن
إدريس، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: سمعت يقول: " ووصينا الانسان بوالديه (1) " رسول الله وعلي عليهما
السلام. وبهذا الاسناد عن الحسين، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن بشير الدهان أنه
سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: رسول الله أحد الوالدين، قال: قلت: والآخر ؟
قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (2). 17 - كنز: محمد بن العباس، عن أحمد بن
هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله ابن حصيرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: " ووالد وما ولد (3) " قال: يعني عليا
وما ولد من الائمة عليهم السلام (4). 18 - فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن معلى
بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: أنا أحد الوالدين، وعلي بن أبى طالب الآخر، وهما عند الموت يعاينان (5). 19 -
فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: إن المؤمن إذا مات رأى رسول الله وعليا يحضرانه، وقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: أنا أحد الوالدين وعلي الآخر، قال: قلت: وأي موضع ذلك من كتاب الله ؟
قال: قوله " اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا (6) ". بيان: قد مرت
الاخبار في ذلك في باب أسماء النبي صلى الله عليه وآله وفي كتاب الامامة، وتحقيقه
أن للانسان حياة بدنية بالروح الحيوانية، وحياة أبدية بالايمان والعلم و الكمالات
الروحانية التي هي موجبة لفوزه بالسعادات الابدية، وقد وصف الله تعالى في مواضع من
كتابه الكفار بأنهم أموات غير أحياء (7)، ووصف أموات كمل المؤمنين
(1) العنكبوت: 8 لقمان: 14. الاحقاف: 15.
(2 و 4) مخطوط. (3) البلد: 3. (5) تفسير فرات: 32. وفيه: وهما يعاينان عند الموت.
(6) تفسير فرات: 35. (7) منها قوله تعالى. " انك لا تسمع الموتى " النمل: 80.
[14]
بالحياة كما قال الله تعالى: " ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا (1) " وقال: " فلنحيينه حياة طيبة (2) " إلى غير
ذلك من الآيات والاخبار، وحق الوالدين في النسب إنما يجب ادخليتهما في الحياة
الاولى الفانية لتربية الانسان فيما يقوي ويؤيد تلك الحياة، وحق النبي والائمة
صلوات الله عليهم أجمعين إنما يجب من الجهتين معا، أما الاولى فلكونهم علة غائية
لايجاد جميع الخلق، وبهم يبقون، وبهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم يدفع الله العذاب،
وبهم يسبب الله الاسباب، وأما الثانية التي هي الحياة العظمى فبهدايتهم اهتدوا، ومن
أنوارهم اقتبسوا، وبينا بيع علمهم أحياهم الله حياة طيبة لا يزول عنهم أبد الآبدين،
فثبت أنهم الآباء الحقيقية الروحانية التي يجب على الخلق رعاية حقوقهم، والاحتراز
عن عقوقهم، صلوات الله عليهم أجمعين، وقد مضى بعض تحقيقات ذلك في أبواب كتاب
الامامة. [وقال الراغب الاصفهاني في المفردات: الاب: الوالد، ويسمى كل من كان سببا
في إيجاد شئ أو إصلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك سمي (3) النبي صلى الله عليه وآله أبا
المؤمنين، قال الله تعالى: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم (4) "
وفي بعض القراءات وهو أب لهم. وروي أنه صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام:
أنا وأنت أبوا هذه الامة، وإلى هذا أشار بقوله: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا
سببي ونسبي، وقيل: أبو الأضياف لتفقده إياهم، وأبو الحرب لمهيجها، وسمي العم مع
الاب أبوين، وكذلك الام مع الاب وكذلك الجد مع الاب، وسمي (5) معلم الانسان أباه
لما تقدم ذكره (6)، وقد حمل
(1) آل عمران: 169. (2) النحل: 97 ومنها
قوله تعالى: " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل أحياء ولكن لا تشعرون "
البقرة: 154. (3 و 5) في المصدر: يسمى. (4) الاحزاب: 6. (6) من ان كل من كان سببا
في ايجاد شئ أو اصلاحه أو ظهوره يسمى أبا.
[15]
قوله عزوجل: " إنا وجدنا آباءنا على امة
(1) " على ذلك، أي علماءنا الذين ربونا بالعلم، بدلالة قوله تعالى: " إنا أطعنا
سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا (2) " وقيل في قوله: " أن اشكر لي ولوالديك (3) ":
إنه عني الاب الذي ولده والمعلم الذي علمه، و فلان أبو بهيمة (4) أي يتفقدها تفقد
الاب (5)]. { باب 27 } * (أنه صلوات الله عليه حبل الله والعروة الوثقى وأنه متمسك
بها) * 1 - شى: عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله تعالى: "
واعتصموا بحبل الله جميعا (6) " قال: علي بن أبي طالب عليه السلام حبل الله المتين
(7). 2 - شى: عن يونس بن عبد الرحمان، عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبد الله
عليه السلام في قوله تعالى: " إلا بحبل من الله وحبل من الناس (8) " قال: الحبل من
الله كتاب الله والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب عليه السلام (9). 3 - كنز: روى
المفيد - رحمه الله - في كتاب الغيبة عن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده قال: قال
علي بن الحسين عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا في
المسجد و أصحابه حوله فقال لهم: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه (10)،
قال:
(1) الزخزف: 22 و 23. (2) الاحزاب: 67.
(3) لقمان: 14. (4) الصحيح كما في المصدر " وفلان يأبو بهمه " والبهم اولاد البقر
والمعز والضأن. و الواحد: البهمة - بسكون الهاء وفتحها -. (5) المفردات في غريب
القرآن. 4 - 5. ولا يوجد ما نقله عنه الا في هامش (ك) فقط. (6) آل عمران: 103. (7 و
9) تفسير العياشي مخطوط. (8) آل عمران: 112. (10) أي عما يهمه ويهتم به.
[16]
فطلع علينا رجل شبيه برجال مصر، فتقدم
وسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس وقال: يا رسول الله إني سمعت الله
يقول: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي أمرنا الله
تعالى بالاعتصام به وأن لا نتفرق عنه ؟ قال: فأطرق النبي صلى الله عليه وآله ساعة
ثم رفع رأسه وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: هذا حبل الله الذي من
تمسك به عصم في دنياه ولم يضل في آخرته، قال: فوثب الرجل إلى علي بن أبي طالب عليه
السلام و احتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله، ثم قال فولى
وخرج فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله ألحقه وأسأله أن يستغفر لي ؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إذا تجده مرفقا، قال: فلحقه الرجل - وهو عمر - وسأله أن
يستغفر له، فقال عليه السلام: هل فهمت ما قال لي رسول الله وما قلت له ؟ قال الرجل:
نعم، فقال له: إن كنت متمسكا بذلك الحبل فغفر الله لك. وإلا فلا غفر الله لك، وتركه
(1). 4 - نى: محمد بن همام، عن جعفر بن محمد الحسني، عن إبراهيم بن إسحاق الخيبري
عن محمد بن يزيد التيمي، عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن محمد بن الحسين، عن أبيه
عن جده مثله (2). بيان: أرفقه: رفق به ونفعه. 5 - قب: الباقر عليه السلام في قوله:
" ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله (3) ": كتاب من الله " وحبل من
الناس ": علي بن أبي طالب عليه السلام. محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي صلى
الله عليه وآله أنه سأل أعرابي عن قوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله " فأخذ رسول
الله صلى الله عليه وآله يده فوضعها على كتف علي فقال: يا أعرابي هذا حبل الله
فاعتصم به، فدار الاعرابي من خلف علي والتزمه، ثم قال: اللهم إني اشهدك أني اعتصمت
بحبلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة
فلينظر إلى هذا، وروى نحوا من ذلك الباقر والصادق عليهما السلام. سفيان بن عيينة،
عن الزهري، عن أنس بن مالك في قوله تعالى: " ومن يسلم
(1) كنز جامع الفوائد مخطوط. (2) الغيبة
للنعماني: 16. (3) آل عمران: 112، وما بعدها ذيلها. بحار الانوار - 1 -
[17]
وجهه إلى الله وهو محسن (1)، قال: نزل في
علي عليه السلام كان أول من أخلص ولله و هو محسن، أي مؤمن مطيع " فقد استمسك
بالعروة الوثقى " قول لا إله إلا الله " وإلى الله عاقبة الامور " والله ما قتل علي
بن أبي طالب إلا عليها، وروي " فقد استمسك بالعروة الوثقى " يعني ولاية علي عليه
السلام. الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله: من أحب أن يتمسك بالعروة
الوثقى فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السلام (2). [6 - نى: بإسناده عن جابر
قال: وفد [على] رسول الله صلى الله عليه وآله أهل اليمن، فقالوا: يا رسول الله من
وصيك ؟ قال: هو الذي أمركم بالاعتصام به فقال عزوجل: " واعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا " فقالوا: يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل، فقال: هو قول الله: " إلا
بحبل من الله وحبل من الناس " فالحبل من الله كتابه والحبل من الناس وصيي، فقالوا:
يا رسول الله من وصيك ؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه " أن تقول نفس يا حسرتا على ما
فرطت في جنب الله (3) " فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا ؟ فقال: هو الذي
يقول الله فيه: " يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (4) "
فوصيي السبيل (5) إلي من بعدي، فقالوا: يا رسول الله بالذي بعثك (6) أرناه فقد
اشتقنا إليه، فقال: هو الذي جعله الله آية للمتوسمين (7)، فإن نظرتم إليه نظر من
كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا
الصفوف وتصفحوا الوجوه (8) فمن هوت إليه قلوبكم فإنه هو، لان الله عزوجل (9) يقول:
" فاجعل
(1) لقمان: 22، وما بعدها ذيلها. (2)
مناقب آل أبى طالب 1: 561 و 562. (3) الزمر: 56. (4) الفرقان: 27. وصدرها: ويوم
يعض. اه (5) في المصدر: هو وصيى والسبيل اه. (6) في المصدر: بالذى بعثك بالحق.
(7) في المصدر: للمؤمنين المتوسمين. (8) تخلل القوم: دخل بينهم. وتصفحهم: تأمل
وجوههم ليتعرف أمرهم. (9) في المصدر: يقول في كتابه.
[18]
أفئدة من الناس تهوي إليهم (1) " إليه
وإلى ذريته فقاموا جميعا وتخللوا الصفوف وأخذوا بيد علي عليه السلام والحديث طويل
اختصرناه، وسيأتى بطوله إن شاء الله تعالى (2)]. 7 - كشف: مما أخرجه العز المحدث
الحنبلي قوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال العز المحدث: حبل الله علي
وأهل بيته عليهم السلام (1). 8 - فر: الحسين بن سعيد، عن محمد بن مروان، عن إسماعيل
بن أبان، عن سلام بن أبي عروة، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن
قول الله تعالى: " ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس "
قال: ما يقول الناس فيها ؟ قال: قلت: يقولون: حبل من الله كتابه، وحبل من الناس
عهده الذي عهد إليهم، قال: كذبوا، قال: قلت: ما تقول فيها ؟ قال: فقال: حبل من الله
كتابه، وحبل من الناس علي بن أبي طالب عليه السلام (4). 9 - فر: عن الحسين بن محمد،
عن محمد بن مروان، عن أبي حفص الاعشى، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن
جده عليهم السلام قال: جاء رجل في هيئة أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال:
يا رسول الله بأبي أنت وامي ما معنى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ؟
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: أنا نبي الله، وعلي بن أبي طالب حبله، فخرج
الاعرابي وهو يقول: آمنت بالله وبرسوله واعتصمت بحبله (5). فر: عن محمد بن الحسن بن
إبراهيم معنعنا عن ابن عباس مثله (6). 10 - فر: عن الحسن بن العباس البجلي معنعنا
عن أبان بن تغلب قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ولاية علي بن أبي طالب الحبل الذي
قال الله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فمن تمسك به كان مؤمنا،
ومن تركه خرج من الايمان (7) 11 - فر: جعفر الفزاري معنعنا عن جعفر بن محمد عليهما
السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس
(1) ابراهيم: 37. (2) الغيبة للنعماني: 15
و 16. ولا يوجد الرواية الا في هامش (ك). (3) كشف الغمة: 92. (4 - 7) تفسير فرات:
14.
[19]
في جماعة من أصحابه إذ ورد عليه أعرابي،
فبرك (1) بين يديه فقال: يا رسول الله إني سمعت الله يقول في كتابه: " واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فهذا الحبل الذي امرنا بالاعتصام به ما هو ؟ قال فضرب
النبي يده على كتف علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ولاية هذا، قال: فقام
الاعرابي وضبط بكفيه إصبعيه جميعا ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا
رسول الله، وأعتصم بحبله، قال، وشد أصابعه (2). أقول: روى ابن بطريق في المستدرك عن
أبي نعيم بإسناده عن أبي حفص الصائغ قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: في
قوله: " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال: نحن حبل الله. 12 - مد: بإسناده عن
الثعلبي، عن عبد الله بن محمد بن عبد الله، عن عثمان بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن
أحمد، عن حسن بن حسين، عن يحيى بن علي الربعي، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد
عليهما السلام قال: نحن حبل الله الذي قال الله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا (3). " * [أقول: ورأيت في أصل تفسيره أيضا. 13 - الخصائص للسيد الرضي -
رضي الله عنه -، عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن علي، عن عيسى الضرير، عن أبي
الحسن الاول عن أبيه عليهما السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه
الذي مات فيه، فقال: يا معاشر المهاجرين والانصار من حضر في يومي هذا وساعتي هذه من
الانس والجن ليبلغ شاهدكم غائبكم، ألا إني خلفت فيكم كتاب الله، فيه النور والهدى
والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شئ حجة الله عليكم وحجتي وحجة وليي، وخلفت
فيكم العلم الاكبر: علم الدين ونور الهدى وضياءه، وهو
(1) أي قام. (2) تفسير فرات: 15. وفيه:
وأعتصم بحبل الله. (3) العمدة: 150. * من هنا إلى البيان الاتى يوجد في هامش (ك)
فقط.
[20]
علي بن أبي طالب عليه السلام وهو حبل الله
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " إلى قوله تعالى: " لعلكم تهتدون " إلى آخر
الخطبة بطولها. 4 - فس: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: "
ولا تفرقوا " قال: إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيتفرقون (1) بعد نبيهم ويختلفون
فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم، فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد عليهم
السلام ولا يتفرقوا (2). 15 - مناقب الخوارزمي بإسناده عن أبي ليلى قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت العروة الوثقى (3). 16 - مناقب ابن
شاذان بإسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: ستكون بعدي فتنة مظلمة، الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى، فقيل: يا رسول
الله وما العروة الوثقى ؟ قال ولاية سيد الوصيين، قيل: ومن سيد الوصيين ؟ قال: أمير
المؤمنين، قيل: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين ؟ قال مولى المسلمين وإمامهم بعدي،
قيل: يا رسول الله من مولى المسلمين وإمامهم بعدك ؟ قال أخي علي بن أبى طالب.]
بيان: اعلم أن الحبل يطلق على كل ما يتوسل به إلى البغية (4)، ومنه الحبل للامان،
لانه سبب النجاة، فشبه الكتاب والعترة بالحبل الذي يتمسك به حتى يوصل إلى رضى الله
وقربه وثوابه وحبه، قال الجزري: في صفة القرآن: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الارض أي نور ممدود يعني نور هداه والعرب يشبه النور الممتد بالحبل والخيط وفي حديث
آخر: وهو حبل الله المتين أي نور هداه، وقيل: عهده وأمانه الذي يؤمن من العذاب،
والحبل: العهد والميثاق (5). وقال الطبرسي - رحمه الله - في قوله تعالى: " واعتصموا
بحبل الله جميعا ": أي تمسكوا به، وقيل امتنعوا به من غيره، وقيل في معنى حبل الله
أقوال: أحدها أنه القرآن
(1) في المصدر: سيفترقون. (2) تفسير
القمى: 98. (3) مناقب الخوازرمى: 36. وفيه بعد ذلك: التى لا انفصام لها. (4)
البغية: ما يرغب فيه ويطلب. (5) النهاية 1: 197.
[21]
وثانيها أنه دين الله والاسلام (1)،
وثالثها ما رواه أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: نحن حبل الله
الذي قال: " واعتصموا بحبل الله جميعا " والاولى حمله على الجميع ويؤيده (2) ما
رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه أنه قال: أيها الناس إني قد تركت فيكم
حبلين، إن اتخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود
من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،
انتهى (3). أقول: وفسر الاكثر الحبل في الآية الاخرى (4) بالعهد والايمان. { باب 28
} * (بعض ما نزل في جهاده عليه السلام زائدا على ما سيأتي) * * (في باب شجاعته عليه
السلام) * 1 - فس: أبي، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن يحيى بن سعيد، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: " فإما نذهبن بك (5) " يا محمد من مكة إلى المدينة " فإنا "
رادوك إليها و " منتقمون " منهم بعلي بن أبي طالب (6). 2 - شى: عن البرقي، عمن رواه
رفعه إلى أبى بصير، عن أبي جعفر عليه السلام " لينذر بأسا شديدا من لدنه (7) " قال
البأس الشديد علي عليه السلام وهو لدن رسول الله صلى الله عليه وآله قاتل معه عدوه،
فذلك قوله: " لينذر بأسا شديدا من لدنه " (8).
(1) في المصدر: دين الله الاسلام. (2) في
المصدر: والذى يؤيده. (3) مجمع البيان 2: 482. (4) وهى " الا بحبل من الله وحبل من
الناس " آل عمران: 112. (5) الزخرف: 41. وما بعدها ذيلها. (6) تفسير القمى: 610.
(7) الكهف: 2. (8) مخطوط.
[22]
بيان على التفاسير المشهورة، الضمير في
قوله: " من لدنه " راجع إلى الله تعالى، وعلى هذا التأويل راجع إلى قوله تعالى: "
عبده " (1). 3 - كشف: من سورة الحج في البخاري ومسلم (2) من حديث أبي ذر أنه كان
يقسم قسما أن " هذان خصمان اختصموا في ربهم (3) " نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن
الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر: عتبة وشيبة ابنا الربيعة والوليد بن عتبة
أخرجه العز المحدث الحنبلي (4). بيان: قال الطبرسي: قيل: نزلت في ستة نفر من
المؤمنين والكفار تبارزوا يوم بدر، وهم: حمزة بن عبد المطلب قتل عتبة بن ربيعة،
وعلي بن أبي طالب قتل الوليد بن عتبة، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب قتل شيبة بن
ربيعة، عن أبي ذر الغفاري و عطاء، وكان أبو ذر يقسم بالله تعالى أنها نزلت فيهم،
ورواه البخاري في الصحيح (5). 4 - مد: من صحيح البخاري (6) عن الحجاج بن منهال، عن
معمر بن سليمان عن أمه، عن أبي مخلد، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب عليه
السلام قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم
نزلت: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة
وعبيدة، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. وعن الثعلبي، عن قيس بن عباد، عن
أبي ذر مثل الخبر السابق (7). 5 - كشف: روى أبو بكر من مردويه عن ابن عباس في قوله
تعالى: " يوم لا يخزي
(1) الواقع في الاية الاولى من السورة.
(2) صحيح البخاري ج 3: 4 صحيح مسلم ج 8: 246. (3) الحج: 19. (4) كشف الغمة: 92. (5)
مجمع البيان: 7: 77. (6) ج 3: 3 و 4. (7) العمدة: 161 و 162.
[23]
الله النبي والذين آمنوا معه (1) " قال:
أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته من الله عزوجل، ثم محمد لانه صفوة الله، ثم
علي يزف (2) إلى الجنان، ثم قرأ ابن عباس الآية وقال: علي عليه السلام وأصحابه (3).
وروى أيضا عن ابن عباس في قوله تعالى: " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " قال:
منتقمون بعلي عليه السلام (4). 6 - فر: أبو القاسم العلوي، عن فرات بن إبراهيم، عن
الفضل بن يوسف، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن السدي، عن أبي مالك، عن
ابن عباس في قوله تعالى: " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " قال: بعلي بن أبي
طالب عليه السلام (5) أقول: روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم، بإسناده عن زر
بن حبيش، عن حذيفة مثله. من فضائل السمعاني بإسناده عن أبي زبير عن جابر مثله.
أقول: روى العلامة - رحمه الله - مثله (6). وقال الشيخ الطبرسي - قدس الله روحه -:
قال الحسن وقتادة: إن الله أكرم نبيه بأن لم يره تلك النقمة، ولم ير في امته إلا ما
قرت به عينه، وقد كان بعده نقمة شديدة، وقد روي أنه صلى الله عليه وآله أري ما يلقى
امته بعده، فما زال منقبضا ولم ينسبط ضاحكا حتى لقي الله تعالى. وروى جابر بن عبد
الله الانصاري قال: إني لادناهم من رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع
بمنى قال: لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن
فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو علي أو
(1) التحريم 8. (2) أي يمشى ويسرع ويقال:
زف العروس إلى زوجها: هداها. (3) كشف الغمة: 93. (4) كشف الغمة: 95. (5) تفسير
فرات: 150 و 151. (6) راجع كشف اليقين: 128.
[24]
علي - ثلاث مرات - فرأينا أن جبرئيل غمزه
(1)، فأنزل الله على أثر ذلك " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " بعلي بن أبي طالب
عليه السلام انتهى (2). أقول: روى ابن بطريق في العمدة عن ابن المغازلي، عن الحسن
بن أحمد بن موسى عن هلال بن محمد، عن إسماعيل بن علي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه
عليهم السلام عن جابر مثله، وزاد في آخره: " أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم
مقتدرون (3) " ثم نزلت: " قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم
الظالمين (4) " ثم نزلت: " فاستمسك بالذي اوحي اليك (5) " في علي " إنك على صراط
مستقيم " وإن عليا لعلم للساعة " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " عن علي بن أبي
طالب عليه السلام (6) [وروى أبو نعيم في منقبة المطهرين بإسناده عن حذيفة: " إنا
منتقمون " يعني بعلي بن أبي طالب عليه السلام]. 7 - فر: الحسين بن الحكم معنعنا عن
ابن عباس في قوله تعالى: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان
مرصوص (7) " نزلت الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة وعبيدة
وسهل بن حنيف والحارث بن صمة وأبي دجانة (8) [كنز: محمد بن العباس، عن علي بن عبيد،
ومحمد بن القاسم معا، عن حسين بن الحكم عن حسن بن حسين، عن حيان بن علي، عن الكلبي،
عن أبي صالح، عن ابن عباس مثله (9).
(1) أي أشار إليه. (2) مجمع البيان 9: 49.
(3) الزخرف: 42. (4) المؤمنون: 93 و 94. (5) الزخرف: 43، وما بعدها ذيلها. (6)
العمدة: 185. (7) الصف: 4. (8) تفسير فرات: 184. (9) مخطوط.
[25]
8 - كنز: محمد بن العباس، عن الحسين بن
محمد، عن حجاج بن يوسف، عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن الضحاك، عن ابن
عباس في قوله عزوجل: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "
قال: قلت له: من هؤلاء قال: علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة أسد الله وأسد
رسوله، وعبيدة بن الحارث، ومقداد بن الاسود (1). 9 - كنز: محمد بن العباس، عن
عبدالعزين بن يحيى، عن ميسرة بن محمد، عن إبراهيم بن محمد، عن ابن فضيل، عن حنان بن
عبيدالله، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: علي صلوات الله عليه إذا صف في القتال كأنه
بنيان مرصوص (2)، يتبع ما قال الله فيه، فمدحه الله، وما قتل المشركين كقتله أحد
(3)] 10 - كنز: محمد بن العباس، عن علي بن العباس، عن عباد بن يعقوب، عن فضل بن
القاسم عن سفيان الثوري، عن زبيد النامي، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود أنه كان
يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال (4) " بعلي " وكان الله قويا عزيزا (5) ". 11 -
وروى أيضا عن محمد بن يونس، عن مبارك، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن يحيى بن
معلى الاسلمي، عن محمد بن عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن أبي زياد بن مطر قال: كان
عبد الله بن مسعود يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال " بعلي عليه السلام. [وروى
أيضا عن محمد بن يونس، عن مبارك، عن يحيى بن عبد الحميد قال:] قال أبو زياد: هو في
مصحفه هكذا رأيتها (6). 12 - كشف: روى أبو بكر بن مردويه عن ابن مسعود مثله (7).
[وروى أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده عن ابن مسعود أنه
(1 و 3) مخطوط. (2) المرصوص: المنضم بعضه
على بعض. كناية عن استقامته في الحرب. (4) الاحزاب: 25، وما بعدها ذيلها. (5 و 6)
مخطوط. (7) كشف الغمة: 93.
[26]
كان يقرأ هذه الآية " وكفى الله المؤمنين
القتال، بعلي بن أبي طالب عليه السلام.] أقول: روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ
أبي نعيم، بإسناده عن مرة، عن ابن مسعود مثله. بيان: قال العلامة - رحمه الله - في
قراءة ابن مسعود: بعلي بن أبي طالب عليه السلام (1): أقول: يدل على كونه أشجع الامة
وأنصرهم للرسول صلى الله عليه وآله، وهذه فضيلة عظيمة تمنع تقديم غيره عليه. 13 -
مد: بإسناده عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن
تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (2) " قال: نزلت في يوم احد، قال: فقتل علي بن أبي
طالب عليه السلام طلحة وهو يحمل لواء قريش، فأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين قال
الزبير بن العوام: فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل باديات خرامهن ! (3)
فكانوا يتمنون الموت من قبل أن يلقوا علي بن أبي طالب عليه السلام (4). يف: عن
الثعلبي مثله (5). أقول: قال السيد بن طاوس - رحمه الله - في كتاب سعد السعود: رأيت
في كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام من نسخة قديمة ولم يذكر مؤلفه
ما هذا لفظه: محمد بن عمير، عن محمد بن جعفر، عن سويد بن سعيد، عن عقيل بن أحمد، عن
أبي عمرو بن العلا، عن الشعبي قال: انصرف علي بن أبي طالب عليه السلام من وقعة احد
وبه ثمانون جراحة تدخل فيها الفتائل، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله (6)
وهو على نطع (7)، فلما رآه بكى وقال:
(1) راجع كشف الحق 1: 96. (2) آل عمران،
143. (3) في المصدر و (ت): خدامهن. والظاهر أنه مصحف " حرامهن " استعير به من
العورة، أي كن يبدين عوراتهن لينصرف أمير المؤمنين عليه السلام عن تعقيبهم. (4)
العمدة: (5) الطرائف: 24. (6) الصحيح كما في المصدر: فدخل عليه رسول الله صلى الله
عليه وآله. (7) النطع: بساط من الجلد.
[27]
إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله لحق على
الله أن يفعل به ويفعل (19، فقال علي عليه السلام مجيبا له - وبكى ثانية -: وأما
أنت يا رسول الله فالحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت، ولكني كيف حرمت
الشهادة، فقال له: إنها من ورائك إن شاء الله تعالى ثم قال له النبي صلى الله عليه
وآله: إن أبا سفيان يوعدنا ويقول: ما بيننا وبينكم حمراء الاسد (2)، فقال علي عليه
السلام: لا بأبي أنت وامي يا رسول الله لا أرجع عنهم ولو حملت على أيدي الرجال،
فأنزل الله عزوجل " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل
الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (3). { 29 باب } * (أنه صلوات الله
عليه صالح المؤمنين) * 1 - فس: " وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين (4) " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " والملائكة بعد ذلك ظهير " لامير
المؤمنين عليه السلام، حدثنا محمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الله، عن ابن أبي نجران،
عن ابن حميد، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " إن تتوبا إلى
الله فقد صغت قلوبكما " إلى قوله: " صالح المؤمنين " قال: صالح المؤمنين علي عليه
السلام (5). 2 - قب: تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان النسوي، والكلبي، ومجاهد، و أبي
صالح، والمغربي عن ابن عباس أنه رأت حفصة النبي في حجرة عائشة مع مارية
(1) في المصدر: ولفعل. (2) موضع على
ثمانية اميال [من المدينة] إليه انتهى النبي صلى الله عليه وآله يوم احد تابعا
للمشركين (مراصد الاطلاع 1: 424). (3) سعد السعود: 111 و 112. والاية في سورة آل
عمران: 146. (4) التحريم: 4، وما بعد ذيلها. (5) تفسير القمى: 677 و 678.
[28]
القبطية، قال: أتكتمين علي حديثي ؟ قالت:
نعم، قال: فإنها علي حرام ليطيب قلبها فأخبرت عائشة وبشرتها من تحريم مارية، فكلمت
عائشة النبي في ذلك، فنزل " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا (1) " إلى قوله: "
هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " قال: صالح المؤمنين والله علي عليه السلام يقول
الله والله حسبه: " والملائكة بعد ذلك ظهير ". البخاري وأبو يعلى الموصلي قال ابن
عباس: سألت عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين قال: حفصة وعائشة. السدي، عن أبي مالك، عن
ابن عباس، وأبو بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام والثعلبي بالاسناد عن موسى بن
جعفر عليهما السلام، وعن أسماء بنت عميس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " وصالح
المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام. زيد بن علي، والناصر للحق: " وصالح
المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام. ورواه أبو نعيم الاصفهاني بالاسناد عن
أسماء بنت عميس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا باب الهدى بعدي،
والداعي إلى ربي، وهو صالح المؤمنين، " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا
(2) " الآية. وقال أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر: " أنا أخو المصطفى خير
البشر، من هاشم سنامه (3) الاكبر، ونبأ عظيم جرى به القدر، وصالح المؤمنين مضت به
الآيات والسور " وإذا ثبت أنه صالح المؤمنين فينبغي كونه أصلح من جميعهم بدلالة
العرف والاستعمال، كقولهم فلان عالم قومه وشجاع قبيلته (4). [3 - لى: بإسناده عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: معاشر الناس من أحسن من الله قيلا
؟ ومن أصدق من الله حديثا ؟ معاشر الناس إن ربكم جل جلاله
(1) التحريم: 3. (2) فصلت: 33. (3) يقال:
فلان سنام قومه أي كبيرهم. (4) مناقب آل أبى طالب 1: 562.
[29]
أمرني أن اقيم (1) عليا علما وإماما
وخليفة ووصيا، وأن أتخذه وزيرا (2)، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي
إلى ربي وهو صالح المؤمنين، الخبر (3).] 4 - كشف: العز المحدث الحنبلي قوله تعالى:
" فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " قال مجاهد: وهو علي عليه السلام. وروى
أبو بكر بن مردويه بإسناده عن أسماء بنت عميس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وعن ابن عباس مثله (4). 5 -
كنز: محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد الحسني، عن عيسى بن مهران، عن مخول بن
إبراهيم، عن عبد الرحمان بن الاسود، عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع قال: لما كان
اليوم الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه ثم أفاق، وأنا أبكي واقبل
يديه و أقول: من لي ولوالدي بعدك يا رسول الله ؟ قال: لك الله بعدي ووصيي صالح
المؤمنين علي بن أبي طالب (5). 6 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن سهل القطان، عن عبد
الله بن محمد البلوي، عن إبراهيم بن عبد الله القلا، عن سعيد بن يربوع، عن أبيه، عن
عمار بن ياسر قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: دعاني رسول الله صلى
الله عليه وآله فقال: ألا ابشرك ؟ قلت: بلى يا رسول الله وما زلت مبشرا بالخير،
قال: لقد أنزل الله فيك قرآنا، قال قلت: وما هو يا رسول الله ؟ قال: قرنت بجبرئيل،
ثم قرأ " وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا " فأنت والمؤمنون من بنيك
الصالحون (6). 7 - وقال أيضا حدثنا أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى
الله عليه وآله عرف أصحابه
(1) في المصدر: ان اقيم لكم. (2) في
المصدر: وأن اتخذه أخا ووزيرا. (3) أمالى الصدوق: 20، ولا توجد الرواية الا في هامش
(ك) فقط. (4) كشف الغمة: 92 و 93. (5 و 6) كنز جامع الفوائد مخطوط.
[30]
أمير المؤمنين عليه السلام مرتين، وذلك
أنه قال لهم: أتدرون من وليكم بعدي ؟ قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: فإن الله
تبارك وتعالى قد قال: " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين - يعني أمير
المؤمنين - وهو وليكم بعدي ؟ والمرة الثانية في غدير خم حين قال: من كنت مولاه فعلي
مولاه. وروي عن ابن عباس مثله (1). 8 - فر: أبو القاسم الحسينى معنعنا عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله تعالى: " إن الله هو مولاه جبريل وصالح المؤمنين " قال: أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام صالح المؤمنين وقال أبو جعفر عليه السلام:
لما نزلت الآية قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنت صالح المؤمنين. وكذا قال
مجاهد وقال سالم: ادع الله لي، قال أحياك الله حياتنا وأماتك مماتنا، وسلك بك
سلبنا، قال سعيد: فقتل مع زيد بن علي. وقال ابن عباس: صالح المؤمنين علي وأشياعه
وقالت أسماء بنت عميس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في هذه الآية: علي
بن أبي طالب صالح المؤمنين: وقال سلام: سمعت خيثمة يقول: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول: نزلت هذه الآية في علي عليه السلام، قال سلام: فحججت فلقيت أبا جعفر عليه
السلام وذكرت له قول خيثمة فقال: صدق خيثمة أنا حدثته بذلك: قال: قلت له: رحمك الله
ادع الله لي، فدعا كما مر وقال عرف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأصحابه
مرتين: الاولى قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، والاخرى: أخذ بيد أمير المؤمنين
عليه السلام وقال: يا أيها الناس هذا صالح المؤمنين (2). أقول: روى ابن بطريق في
المستدرك عن أبي نعيم، بإسناده عن عبد الله بن جعفر عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ هذه الآية " فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه
وجبريل وصالح المؤمنين " قال صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يف:
الثعلبي وابن المغازلي بإسنادهما مثله (3). 9 - مد: بإسناده عن الثعلبي، عن ابن
فتحويه، عن أبي علي المقري، عن أبي
(1) كنز جامع الفوائد مخطوط. (2) تفسير
فرات: 185 و 186، وقد لفق المصنف الروايات، راجع المصدر. (3) الطرائف: 24.
[31]
القاسم [ابن] الفضل، عن علي بن الحسين، عن
محمد بن يحيى بن أبي عمير، عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (1) قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله صالح المؤمنين: هو علي بن أبي طالب عليه
السلام. [وروى أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده، عن أسماء بنت
عميس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام. وبإجماع الشيعة على ذلك كما ادعاه السيد المرتضى رحمه الله]. بيان: قال
العلامة في كشف الحق: أجمع المفسرون وروى الجمهور أن صالح المؤمنين علي عليه السلام
(2). وقال الطبرسي: ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح المؤمنين
أمير المؤمنين عليه السلام وهو قول مجاهد، وفي كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن سدير
الصيرفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لقد عرف رسول الله عليا أصحابه مرتين: أما
مرة فحيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وأما الثانية فحيث نزلت هذه الآية أخذ بيد
علي عليه السلام فقال: أيها الناس هذا صالح المؤمنين. وقالت أسماء بنت عميس: سمعت
النبي صلى الله عليه وآله يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (3)
انتهى. فإذا علمت بنقل الخاص والعام بالطرق المتعددة أن صالح المؤمنين في الآية هو
أمير المؤمنين عليه السلام وبإجماع الشيعة على ذلك كما ادعاه السيد المرتضى - رحمه
الله - فقد ثبت فضله بوجهين: الاول أنه ليس يجوز أن يخبر الله أن ناصر رسوله صلى
الله عليه وآله إذا وقع التظاهر عليه بعد ذكر نفسه وذكر جبرئيل عليه السلام إلا من
كان أقوى الخلق نصرة لنبيه وأمنعهم جانبا في الدفاع عنه، ألا ترى أن أحد الملوك لو
تهدد بعض أعدائه ممن ينازعه في سلطانه فقال:
(1) في المصدر: على بن الحسين بن على بن
أبى طالب عليهم السلام، قال: حدثنى رجل ثقة يرفعه إلى على بن أبى طالب عليه السلام
اه. (2) كشف الحق: 94. (3) مجمع البيان: 10: 316.
[32]
لا تطمعوا في ولا تحدثوا أنفسكم بمغالبتي
فإن معي من أنصاري فلانا وفلانا فإنه لا يحسن أن يدخل في كلامه إلا من هو الغاية في
النصرة، والشهرة بالشجاعة، وحسن المدافعة وشدة معاونة ذلك السلطان، فدل على أنه
أشجع الصحابة وأعونهم للرسول. الثاني أن قوله: " صالح المؤمنين " يدل على أنه أصلح
من جميعهم بدلالة العرف والاستعمال، لان أحدنا إذا قال: فلان عالم قومه وزاهد أهل
بلده لم يفهم من قوله إلا كونه أعلمهم وأزهدهم، فإذا ثبت فضله بهذين الوجهين ثبت
عدم جواز تقديم غيره عليه لقبح تفضيل المفضول. { 30 باب } * (قوله تعالى " من يرتد
منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم) * * (يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على
الكافرين) * * (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) * * (ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " *) * 1 - مد: بإسناده عن الثعلبي في قوله تعالى: "
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " قال: علي بن أبي طالب عليه السلام. (1) أقول:
قال العلامة - قدس الله روحه - في كشف الحق: قال الثعلبي: نزلت في علي عليه السلام
(2)، وقال الشيخ الطبرسي - أعلى الله مقامه -: قيل: هم أمير المؤمنين عليه السلام
وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين، وروي ذلك عن عمار
وحذيفة و ابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ويويد هذا
القول أن النبي
* المائدة: 54. (1) العمدة: 151. (2) كشف
الحق: 92. بحار الانوار - 2 -
[33]
صلى الله عليه وآله وصفه بهذه الصفات
المذكورة في الآية، فقال فيه - وقد ندبه (1) لفتح خيبر بعد أن رد عنها حامل الراية
إليها مرة بعد اخرى وهو يجبن الناس ويجبنونه -: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، ثم
أعطاها إياه. وأما الوصف باللين على أهل الايمان والشدة على الكفار والجهاد في سبيل
الله مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم فمما لا يمكن أحدا دفع علي عن استحقاق ذلك، لما
ظهر من شدته على أهل الشرك والكفر ونكايته فيهم، و مقاماته المشهورة في تشييد الملة
ونصرة الدين والرأفة بالمؤمنين، ويؤكد ذلك (2) إنذار رسول الله صلى الله عليه وآله
قريشا بقتال علي عليه السلام لهم من بعده، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم
فقالوا له: يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا، فقال رسول الله: صلى الله
عليه وآله لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا يضربكم على تأويل القرآن
كما ضربتكم على تنزيله، فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله، أبو بكر ؟ قال لا
ولكنه خاصف النعل (3) في الحجرة - وكان علي على السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله
عليه وآله - وروي عن علي عليه السلام أنه قال يوم البصرة: والله ما قوتل أهل هذه
الآية حتى اليوم، وتلا هذه الآية، ثم روى عن الثعلبي حديث الحوض الدال على ارتداد
الصحابة إنتهى (4). أقول: ويؤيده أيضا ما أوردته في كتاب الفتن بأسانيد جمة عن جابر
الانصاري وأبي سعيد الخدري وابن عباس وغيرهم، واللفظ لجابر قال: قام رسول الله صلى
الله عليه وآله يوم الفتح خطيبا فقال: أيها الناس لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفارا،
يضرب بعضكم رقاب بعض، ولئن فعلتم ذلك لتعرفنني في كتيبة أضربكم بالسيف، ثم التفت عن
يمينه، فقال الناس، لقنه جبرئيل عليه السلام شيئا، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
هذا جبرئيل عليه السلام يقول: أو علي. أقول: دعا النصب والعناد الرازي (5) إمام
النواصب في هذا المقام إلى خرافات و
(1) ندب فلانا للامر: دعاه ورشحه للقيام
به وحثه عليه. (2) في المصدر: ويؤيد ذلك ايضا. (3) خصف النعل: اطبق عليها مثلها
وخرزها بالمخصف. (4) مجمع البيان 3: 208. (5) راجع مفاتيح الغيب 3: 427 - 429.
[34]
جهالات لا يبوح بها (1) خارجي ولا امي،
ولقد فضح نفسه وإمامه، ولظهور بطلانها أعرضنا عنها صفحا وطوينا عنها كشحا (2)، فإن
كتابنا أجل من أن يذكر فيه أمثال تلك الهذيانات، ولقد تعرض لها صاحب إحقاق الحق (3)
وغيره، ولا يخفى ما في هذه الآية من الدلالة على رفعة شأنه وعلو مكانه ووصفه بكونه
محبا ومحبوبا لربه، ومجاهدا في سبيله على الجزم واليقين، بحيث لا يبالي بلوم
اللائمين، ورحمته على المؤمنين، وصولته على الكافرين، وتعقيب جميع ذلك بقوله: ذلك "
فضل الله يؤتيه من يشاء " تعظيما لشأن تلك الصفات وتفخيما لها، فكيف لا يستحق
الخلافة والامامة من هذه صفاته ويستحقهما من اتصف بأضدادها ؟ كما أوضحناه في كتاب
الفتن. { 31 باب } * (قوله عزوجل: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد) * * (الحرام
كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في *) * (سبيل الله لا يستوون عند الله * ") * 1
- فس: أبي، عن صفوان، عن ابن مسكان: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
نزلت في علي والعباس وشيبة، قال العباس: أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي، وقال شيبة:
أنا أفضل لان حجابة البيت بيدي (4)، وقال علي: أنا أفضل فإني
(1) أي لا يتفوه بها. (2) يقال: ضرب عنه
صفحا أي أعرض عنه. وطوى كشحه عنه: أعرض عنه بوده مهاجرا. (3) راجع ج 3: 204 - 243
ولقد أورد قدس سره على الرازي بعد ما نقل كلامه 26 اشكالا لا مفر له ولامثاله من
واحد منها. * التوبة: 19. (4) هو شيبة بن عثمان بن أبى طلحة بن عبد العزى بن
عبدالدار بن قصى ويكنى أبا عثمان و قد كان دفع النبي صلى الله عليه وآله إلى ابن
عمه عثمان بن طلحة بن أبى طلحة يوم فتح مكة مفتاح الكعبة فورث المفتاح من ابن عمه
أو دفع المفتاح إليهما وقال خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة يا بنى أبى طلحة لا
ياخذها منكم إلا ظالم (ب).
[35]
آمنت قبلكما، ثم هاجرت وجاهدت، فرضوا
برسول الله صلى الله عليه وآله (1) فأنزل الله: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد
الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر " إلى قوله: إن الله عنده أجر عظيم ". وفي رواية
أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه
السلام. قوله: " كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون " [وإن
منهم أعظم درجة] " عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين " ثم وصف علي بن أبي طالب
عليه السلام [فقال] " الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم
أعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون (2) " ثم وصف ما لعلي عليه السلام عنده
فقال: " يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها
أبدا إن الله عنده أجر عظيم " (3). 2 - كشف: مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله
تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، الآية نزلت في ملاحاة (4)
العباس وعلي عليه السلام قال له العباس: لئن سبقتمونا بالايمان والهجرة فقد كنا
نسقي الحجيج ونعمر المسجد الحرام: فنزلت (5). أقول: وروى عن أبي بكر بن مردويه أيضا
نزولها فيه عليه السلام (6). 3 - كا: أبو علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: "
أجعلتم سقاية الحاج " الآية، نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة، إنهم فخروا
بالسقاية والحجابة فأنزل الله عزوجل " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن
آمن بالله واليوم الآخر "
(1) أي بحكمة. (2) التوبة: 20، وما بعدها
21 و 22. (3) تفسير القمى: 260. (4) الملاحاة: المنازعة والمراد هنا المفاخرة. (5)
كشف الغمة: 92. (6) كشف الغمة: 95.
[36]
وكان علي وحمزة وجعفر الذين آمنوا بالله
واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله (1). شى: عن أبي بصير بثلاثة
أسانيد مثله (2). 4 - فر: قدامة بن عبد الله البجلي معنعنا عن ابن عباس قال: افتخر
شيبة بن عبدالدار والعباس بن عبد المطلب فقال شيبة: في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها
إذا شئنا و نغلقها إذا شئنا، فنحن خير الناس بعد رسول الله، وقال العباس: في أيدينا
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام (3)، فنحن خير الناس بعد رسول الله، إذ مر عليهم
(4) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأراد أن يفتخر فقالا له: يا أبا
الحسن أنخبرك بخير الناس بعد رسول الله ؟ ها أنا ذا، فقال شيبة: في أيدينا مفايتح
الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا، فنحن خير الناس بعد النبي، وقال العباس:
في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله، فقال
لهما أمير المؤمنين عليه السلام: ألا أدلكما على من هو خير منكما ؟ قالا له: ومن هو
؟ قال: الذي صرف رقبتكما (5) حتى أدخلكما في الاسلام قهرا، قالا: ومن هو ؟ قال أنا،
فقام العباس مغضبا حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله وأخبره بمقالة علي بن أبي طالب
عليه السلام فلم يرد النبي صلى الله عليه وآله شيئا، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال:
يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام
" فدعا النبي صلى الله عليه وآله العباس فقرأ عليه الآية وقال: يا عم قم فاخرج، هذا
الرحمان، (6) يخاصمك في علي بن أبي طالب عليه السلام (7).
(1) روضة الكافي: 203 و 204. (2) مخطوط.
(3) في (ك): وعمارة المسجد الحرام في ايدينا. (4) في المصدر: عليهما. (5) في
المصدر: الذى ضرب رقابكما. (6) في المصدر: هذا رسول الرحمان. (7) تفسير فرات: 56.
[37]
فر: محمد بن عبيد الجعفي معنعنا عن الحارث
الاعور مثله (1). 5 - فر: محمد بن الحسين الخياط معنعنا عن ابن سيرين، عن الحسن بن
العباس، و جعفر الاحمسي معنعنا عن السدي قالا: قال عباس: أنا عم محمد، وأنا صاحب
سقاية الحاج، وأنا أفضل من علي، وقال عثمان بن طلحة - أو شيبة -: أنا أفضل من علي،
فنزلت هذه الآية (2). 6 - فر: علي بن محمد الزهري معنعنا عن جعفر عن أبيه عليهما
السلام قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة أعطى العباس السقاية، وأعطى
عثمان بن طلحة الحجابة، ولم يعط عليا شيئا، فقيل لعلي بن أبي طالب عليه السلام: إن
النبي أعطى العباس السقاية، وأعطى عثمان بن طلحة الحجابة، ولم يعطك شيئا، قال:
فقال: ما أرضاني بما فعل الله ورسوله ! ؟ فأنزل الله (3) تعالى هذه الآية (4).
أقول: روى ابن بطريق نزول الآية فيه عليه السلام في العمدة (5) بأسانيد جمة من
تفسير الثعلبي ومن الجمع بين الصحاح الستة. وروى في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده
عن مجاهد قال: نزلت " أجعلتم سقاية الحاج " الآية في علي والعباس. وبإسناده عن
الضحاك عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام. وبإسناده عن الشعبي
قال: تكلم علي والعباس وشيبة في السقاية والسدانة، فأنزل الله تعالى: " أجعلتم "
إلى قوله: " حتى يأتي الله بأمره ": حتى يفتح مكة فتنقطع الهجرة. 7 - يف: في الجميع
بين الصحاح الستة من صحيح النسائي، عن محمد بن كعب القرظي، قال: افتخر شيبة بن أبي
طلحة (6) ورجل - ذكر اسمه - وعلي بن أبي طالب عليه السلام
(1) تفسير فرات: 54. (2) تفسير فرات: 52.
وفيه " وبنو شيبة " وفى النسخ " وهو شيبة " وكلها مصحف (ب) (3) في المصدر: قال
فأنزل الله. (4) تفسير فرات: 58. (5) ص: 18. (6) في (ك) طلحة بن شيبة وفى (ت) شيبة
بن طلحة وكلها مصحف (ب).
[38]
فقال شيبة بن أبي طلحة: معي مفتاح البيت
ولو أشاء بت فيه، وقال ذلك الرجل: أنا صاحب السقاية (1) ولو أشاء بت في المسجد،
وقال علي عليه السلام: ما أدري ما تقولان ! لقد صليت إلى القبلة قبل الناس، وأنا
صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج ". و رواه الثعلبي كذلك في
تفسير هذه الآية عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي. ورواه ابن المغازلي عن
إسماعيل بن عامر وعن عبد الله بن عبيدة البريدي (2). بيان: لعل السيد اتقى في عدم
التصريح بذكر العباس من خلفاء زمانه ورواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير،
بإسناده عن محمد بن كعب مثله مصرحا باسم العباس، وقال: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس
أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام والعباس. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن الشعبي قال: تفاخر علي والعباس و شيبة في السقاية والحجابة، فأنزل الله تعالى: "
أجلعتم سقاية الحاج " الآية. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبوا الشيخ عن الشعبي قال: نزلت هذه الآية في العباس وعلي عليه
السلام تكلما في ذلك. وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال: كان بين علي والعباس منازعة
فقال العباس لعلي عليه السلام: أنا عم النبي و أنت ابن عمه، وإلي سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام، فأنزل الله هذه الآية. وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال: نزلت
في علي والعباس وعثمان وشيبة (3)، تكلموا في ذلك وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة
وابن عساكر عن أنس قال: قعد العباس وشيبة يفتخران، فقال العباس: أنا أشرف منك، أنا
عم رسول الله صلى الله عليه وآله وساقي الحاج فقال شيبة: أنا أشرف منك، أنا أمين
الله على بيته وخزائنه، فلا ائتمنك كما ائتمنني، فأطلع عليهما علي عليه السلام
فأخبراه بما قالا، فقال علي عليه السلام: أنا أشرف منكما، أنا أول من آمن وهاجر
وجاهد، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبروه، فما أجابهم بشئ،
فانصرفوا، فنزل عليه الوحي بعد أيام، فأرسل إليهم فقرأ عليهم: " أجعلتم سقاية الحاج
" إلى آخر العشر (4).
(1) في المصدر بعد ذلك: والقائم عليها.
(2) الطرائف: 13. (3) هكذا في المصدر وهو الصحيح وفى (ك) عثمان بن شيبة وفى (ت)
تصحيحا عثمان بن طلحة. وكلها وهم (ب) (4) الدر المنثور 3: 218 و 219.
[39]
[وأقول: روى صاحب جامع الاصول من صحيح
النسائي نحو الحديث الاول مصرحا باسم العباس، إلا أن فيه: صليت إلى الكعبة ستة أشهر
قبل الناس، إلى آخر الخبر. وروى صاحب الفصول المهمة عن الواحدي في أسباب النزول مثل
رواية أبي نعيم (1) وروى في فرائد السمطين أبسط من ذلك إلى أن قال علي عليه السلام،
أنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامة وهاجر وجاهد، فانطلقوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره كل واحد منهم بفخره فما أجابهم بشئ، فنزل
الوحي بعد أيام، فأرسل إلى الثلاثة فأتوه، فقرأ عليهم الآية. وروى الشيخ في مجالسه
عن أبي ذر أن عليا عليه السلام ذكر يوم الشورى نزول الآية فيه فأقروا به. وروى أبو
نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام عن عامر قال: نزلت الآية في علي
والعباس وعن ابن عباس قال: نزلت في علي عليه السلام. وبإسناده عن الشعبي مثل ما مر
إلى قوله: فتنقطع الهجرة.] وقال الشيخ الطبرسي - رحمه الله -: نزلت في علي بن أبي
طالب عليه السلام والعباس بن عبد المطلب وشيب بن أبي طلحة، عن الحسن والشعبي ومحمد
بن كعب القرظي. وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال:
بينا شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: بماذا
تتفاخران فقال العباس: لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد: سقاية الحاج، وقال شيبة،
اوتيت عمارة المسجد الحرام، فقال عليه السلام: استحييت لكما ! فقد اوتيت على صغري
ما لم تؤتيا، فقالا: وما اوتيت يا علي ؟ قال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما
بالله ورسوله، فقال العباس مغضبا يجر ذيله (2) حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه
وآله وقال: أما يرى إلى ما استقبلني (3) به علي ؟ فقال صلى الله عليه وآله: ادعوا
لي عليا، فدعي له، فقال: ما حملك على ما
(1) راجع الفصول المهمة: 106. واسباب
النزول للواحدي: 182. (2) في المصدر و (ك) طلحة بن شيبة وفى (ت) شيبة بن طلحة وكلها
مصحف (ب). (3) ذيل الثوب ما جر منه إذا اسبل. (4) في المصدر: يستقلبني.
[40]
استقبلت به عمك ؟ فقال: يا رسول الله
صدمته (1) بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: يا
محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: اتل عليهم: " أجعلتم سقاية الحاج " الآية،
فقال العباس: إنا قد رضينا - ثلاث مرات (2). أقول: نزولها في أمير المؤمنين عليه
السلام مما أجمع عليه عامة المفسرين من المتقدمين ومتعصبي المتأخرين كالبيضاوي
والزمخشري والرازي وغيرهم (3)، وسيأتي الاخبار [فيه] في باب شجاعته عليه السلام
ويدل على أن مناط الفضل والفخر الايمان والجهاد، ولا ريب في سبقه عليه السلام فيهما
على سائر الصحابة كما سيأتي تفصيلهما، فهو أولى بالامامة والخلافة لقبح تفضيل
المفضول كما يشهد به ألباب ذوي العقول. { 32 باب } * (قوله تعالى " ومن الناس من
يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله *) * 1 - فس: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة
الله " قال: ذاك أمير المؤمنين عليه السلام ومعنى يشري نفسه أي يبذل (4). 2 - كشف:
مما أخرجه شيخنا العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى: " ومن الناس من يشري
نفسه ابتغاء مرضاة الله " نزلت في مبيت علي على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله
ورواه أبو بكر بن مردويه أيضا، وذكر ابن الاثير في كتابه كتاب الانصاف الذي جمع فيه
بين الكاشف والكشاف أنها نزلت في علي عليه السلام وذلك حين هاجر النبي صلى الله
عليه وآله وترك عليا في بيته بمكة، وأمره أن ينام على فراشه ليوصل إذا أصبح ودائع
الناس إليهم، وقال الله
(1) أي دفعته. (2) مجمع البيان 5: 14 و
15. (3) راجع تفسير البيضاوى 1: 191 والكشاف 2: 27. ومفاتيح الغيب 4: 422 و 423. *
البقرة: 207. (4) تفسير القمى: 61.
[41]
عزوجل لجبرئيل وميكائيل: إني قد آخيت
بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر أخاه (1) ؟ فاختار كل منهما
الحياة، فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين محمد
فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إليه فاحفظاه من عدوه، فنزلا
إليه فحفظاه: جبرئيل عليه السلام عند رأسه وميكائيل عليه السلام عند رجليه، وجبرئيل
يقول: بخ بخ (2) يا ابن أبي طالب، من مثلك وقد باهى الله بك الملائكة (3) ؟ يف، مد:
عن الثعلبي مثله (4). 3 - فر: عبيد بن كثير، عن هشام بن يونس، عن محمد بن فضيل، عن
الكلبى، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء
مرضاة الله " قال: نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بات (5) على فراش رسول
الله صلى الله عليه وآله حيث طلبه المشركون (6). أقول: روى ابن بطريق في المستدرك
عن أبي نعيم بإسناده عن عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس مثله. 4 - يف: أحمد
في مسنده في حديث طويل يرويه عن عمر بن ميمون في قوله: " ومن الناس من يشري " الآية
قال: وشرى علي نفسه (7) لبس ثوب رسول الله، ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون
يتوهمون أنه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال فيه: وجعل علي يرمى بالحجارة كما
يرمى نبي الله صلى الله عليه وآله وهو يتضور، قد لف رأسه بالثوب لا يخرجه حتى أصبح،
ثم كشف رأسه فقالوا: لما كان صاحبك كلما نرميه بالحجارة فلا يتضور قد
(1) في المصدر: يؤثر اخاه بالبقاء. (2) بخ
اسم فعل للمدح واظهار الرضى بالشئ، ويكرر للمبالغة. (3) كشف الغمة: 91، ونقله عن
ابن مردويه في ص 95. (4) الطرائف: 11 و 12. العمدة: 124. (5) في المصدر: ليلة بات.
(6) تفسير فرات: 6. (7) في المصدر بعد ذلك: ابتغاء مرضاة الله.
[42]
استنكرنا ذلك (1). مد: بإسناده عن عبد
الله بن أحمد، عن أبيه، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي بلح عن عمرو بن
ميمون، عن ابن عباس مثله (2). بيان: قال الجزري: فيه: أنه دخل على امرأة وهي تتضور
من شدة الحمى أي تتلوى وتصيح (2) وتنقلب ظهر البطن، وقيل: تتضور: تظهر الضور بمعنى
الضر، يقال: ضاره بضوره ويضيره (4). 5 - مد: بإسناده عن الثعلبي، عن محمد بن عبد
الله بن محمد القايني، عن محمد بن عثمان النصيبي، عن محمد بن الحسين بن صالح
السبيعي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن منصور، عن أحمد بن عبد الرحمان، عن
الحسن بن محمد بن فرقد، عن الحكم بن ظهير، عن السدي في قوله عزوجل: " ومن الناس من
يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " قال: قال ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب حين هرب
النبي صلى الله عليه وآله من المشركين إلى الغار مع أبي بكر، ونام علي على فراشه
(5). 6 - قب: نزل قوله تعالى: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " في علي
عليه السلام حين بات على فراش رسول الله. رواه إبراهيم الثقفي والفلكي الطوسي
بالاسناد عن الحكم عن السدي، وعن أبي مالك، عن ابن عباس. ورواه أبو المفضل الشيباني
بإسناده عن زيد العابدين عليه السلام، وعن الحسن البصري عن أنس، وعن أبي زيد
الانصاري، عن أبي عمرو بن العلاء، ورواه الثعلبي عن ابن عباس والسدي ومعبد أنها
نزلت في علي بين مكة والمدينة لما بات علي على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله.
فضائل الصحابة عن عبد الملك العكبري، وعن أبي المظفر السمعاني بإسنادهما عن علي بن
الحسين عليهما السلام قال: أول من شرى نفسه لله علي بن أبي طالب عليه السلام كان
الطرائف: 11. (2) العمدة: 123. (3) في
المصدر: وتضج. النهاية 3: 28. (5) العمدة: 124.
[43]
المشركون يطلبون رسول الله صلى الله عليه
وآله فقام من فراشه وانطلق هو وأبو بكر، واضطجع علي عليه السلام على فراش رسول الله
صلى الله عليه وآله فجاء المشركون فوجدوا عليا عليه السلام ولم يجدوا رسول الله صلى
الله عليه وآله. الثعلبي في تفسيره، وابن عقب في ملحمته، وأبو السعادات في فضائل
العشرة، والغزالي في الاحياء وفي كيمياء السعادة أيضا برواياتهم عن أبي اليقظان،
وجماعة من أصحابنا ومن ينتمي إلينا نحو ابن بابويه وابن شاذان والكليني والطوسي
وابن عقدة والبرقي وابن فياض والعبد لي والصفواني والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس،
وأبي رافع وهند بن أبي هالة أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحى الله إلى
جبرئيل وميكائيل: أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه، فأيكما يؤثر
أخاه ؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب
؟ آخيت بينه و بين محمد نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أو رقد (1) على فراشه
يقيه بمهجته، اهبطا إلى الارض جميعا فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه
وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرئيل يقول: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب والله يباهي
بك الملائكة ؟ فأنزل الله: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " (2). 7 -
[الخصايص للسيد الرضي - رضي الله عنه - بإسناده رفعه قال: قال ابن الكواء لامير
المؤمنين عليه السلام: أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر " ثاني اثنين إذ هما في
الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
ويلك يا ابن الكواء كنت على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وقد طرح علي بردة،
فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها (3)، فلم يبصروا رسول الله صلى الله
عليه وآله حيث خرج، فأقبلوا علي يضربوني بما في أيديهم، فتنفط جسدي وصار مثل البيض
(4)، ثم انطلقوا يريدون قتلي، فقال بعضهم:
(1) رقد: نام. وفى المصدر: ثم ظل اؤرقه.
أي اسهره. (2) مناقب آل ابى طالب 1: 282 و 283. (3) الهراوة: العصا الضخمة كهراوة
الفاس والمعول. الشوك: ما يخرج من النبات شبيها بالابرة. (4) أي قرحت وتجمعت بين
الجلد واللحم ماء مثل البيض (ب).
[44]
لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا
محمدا، قال: فأوثقوني بالحديد (1) وجعلوني في بيت، واستوثقوا مني ومن الباب بقفل
(2)، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول: يا علي ! فسكن الوجع الذي
كنت أجده، وذهب الورم الذي كان في جسدي، ثم سمعت صوتا آخر يقول يا علي ! فإذا الذي
في رجلي قد تقطع، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي ! فإذا الباب قد تساقط ما عليه
وفتح، فقمت وخرجت وقد كانوا جاؤوا بعجوز كمهاء (3) لا تبصر ولا تنام تحرس الباب،
فخرجت عليها وهي لا تعقل من النوم] بيان: قد مرت الاخبار في نزول تلك الآية في أمير
المؤمنين عليه السلام في باب الهجرة، وسيأتي في باب سبق هجرته عليه السلام أيضا،
وروى العلامة في كشف الحق (4) مثل ما رواه صاحب الانصاف عن الثعلبي، ووجدته في أصل
تفسيره أيضا، وروى الشيخ الطبرسي (5) عن السدي عن ابن عباس مثله. وروى الفخر الرازي
(6) ونظام الدين النيسابوري (7) أنها نزلت في علي عليه السلام. وقال الطبرسي رحمه
الله: وقال عكرمة: نزلت في أبي ذر الغفاري وصهيب بن سنان، لان أهل أبي ذر أخذوا أبا
ذر فأنفلت (8) منهم فقدم على النبي صلى الله عليه وآله، وأما صهيب فإنه أخذه
المشركون من أهله، فافتدى منهم بماله ثم خرج مهاجرا، وروى الفخر، والنيسابوري (9)
عن سعيد بن المسيب نزوله في صهيب أيضا. ولا يخفى على المنصف أن بعد نقل أعاظم
المفسرين والمحدثين من الامامية و
(1) أي شدونى بالحديد. (2) استوثق من
الاموال: شدد في التحفظ عليها. (3) كمه: عمى. والمرأة الكمهاء: التى زال عقلها. (4)
ص: 89. (5) مجمع البيان 2: 301. (6) مفاتيح الغيب 2: 198. (7) غرائب القرآن 1: 220.
(8) أي تخلص. (9) راجع ما ذكر من أرقام تفاسيرهم.
[45]
المخالفين أنها نزلت في علي عليه السلام
لا عبرة بإخفاء حثالة (1) من متعصبي المتأخرين كالزمخشري والبيضاوي (29، واقتصارهم
على رواية نزولها في صهيب وتركهم أبا ذر أيضا لحبه لامير المؤمنين عليه السلام ! مع
أنهم فسروا الشراء بالبيع وإعطاء المال فدية ليس بيعا للنفس بل اشتراء لها، والشراء
بمعنى البيع أكثر استعمالا لا سيما في القرآن، بل لم يرد فيه إلا بهذا المعنى كقوله
تعالى: " وشروه بثمن بخس دارهم معدودة (3) " وقوله تعالى: " لبئس ما شروا به أنفسهم
(4) " وقوله عزوجل: " فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة (5)،
وأيضا الانسب بمقام المدح بيع النفس وبذلها في طلب رضى الله تعالى لا اشتراؤها
واستنقاذها واستخلاصها، فإن ذلك يفعله كل أحد، مع أن راويها عكرمة وهو من الخوارج،
وسعيد بن المسيب وكان منحرفا عن أهل البيت عليهم السلام حتى أنه لم يصل على علي بن
الحسين عليهما السلام كما سيأتي، فلا عبرة بروايتهما سيما فيما إذا عارضت الاخبار
الكثيرة المعتبرة. ثم إنه استدل بها على إمامته عليه السلام لان هذه الخلة الحميدة
فضيلة جزيلة عظيمة لا يساويها فضل، لان بذل النفس في رضى الله تعالى أعلى درجات
الكمال، وقد مدح الله تعالى ذبيحه بتسلمه للقتل بيد خليله عليه السلام، وهذا علي قد
استسلم للقتل تحت مائة سيف من سيوف الاعادي، وليس لسائر الصحابة مثل تلك الفضيلة،
فهو أحق بالامامة، لان تفضيل المفضول قبيح عقلا، وأيضا يدل عليها قول جبرئيل عليه
السلام له: من مثلك، لان يدل على انتفاء مثل له في العالم ولا أقل في أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله فإذا ثبت فضله عليهم ثبتت إمامته بما مر من التقرير. فائدة: قال
الشيخ المفيد - قدس الله روحه في كتاب الفصول: لما أراد رسول الله صلى الله عليه
وآله الاختفاء من قريش والهرب منهم إلى الشعب لخوفه على نفسه استشار أبا طالب
(1) حثالة الناس رذالتهم. (2) راجع تفسير
البيضاوى 1. 53:، والكشاف: 1: 258. (3) يوسف: 20. (4) البقرة: 102. (5) النساء: 74.
[46]
رحمه الله (1) فأشار به عليه، ثم تقدم أبو
طالب إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن يضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه
وآله ليوقيه (2) بنفسه، فأجابه إلى ذلك، فلما نامت العيون جاء أبو طالب ومعه أمير
المؤمنين عليه السلام، فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله واضطجع أمير المؤمنين
عليه السلام مكانه فقال أمير المؤمنين: يا أبتاه إني مقتول، فقال أبو طالب: اصبرن
يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء النجيب
وابن النجيب لفداء الاعز (3) ذي الحسب الثا * قب والباع والفناء الرحيب (4) إن تصبك
المنون فالنبل تترى (5) * فمصيب منها وغير مصيب كل حي وإن تملى بعيش (6) * آخذ من
سهامها بنصيب قال: فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتأمرني بالصبر في نصر أحمد *
فوالله ما قلت الذي قلت جازعا ولكنني أحببت أن تر نصرتي (7) * وتعلم أني لم أزل لك
طائعا وسعيي لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا (8) وقال أمير
وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد تسليمه ذلك: وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى *
ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله الخلق إذ مكروا به * فنجاه ذو الطول الكريم
من المكر وبت اراعيهم وهم يثبتونني * وقد صبرت نفسي على القتل والاسر وبات رسول
الله في الشعب آمنا * وذلك في حفظ الاله وفي ستر
(1) في المصدر استشار ابا طالب رحمه الله
في ذلك. (2) في المصدر " ليقيه ". (3) في المصدر: لفداء الاغر. (4) الباع: قدر مد
اليدين. ويقال: طويل الباع ورحب الباع أي كريم مقتدر. (5) في المصدر: ان يصبك
المنون فالنبل يبرى. (6) أي طال عيشه واستمتع به. (7) في المصدر: اظهار نصرتي. (8)
يفع الغلام: ترعرع وناهز البلوغ.
[47]
أردت به نصر الاله تبتلا (1) * وأضمرته
حتى اوسد في قبري ثم قال الشيخ - رحمه الله -: وأكثر الاخبار جاءت بمبيت أمير
المؤمنين عليه السلام على فراش رسول الله في ليلة مضى رسول الله إلى الغار، وهذا
الخبر وجدته في ليلة مضيه إلى الشعب، ويمكن أن يكون قد بات عليه السلام مرتين على
فراش الرسول، وفي مبيته عليه السلام حجج على أهل الخلاف من وجوه شتى: أحدها قولهم:
إن أمير المؤمنين عليه السلام آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن خمس سنين
أو سبع سنين أو تسع سنين، ليبطلوا بذلك فضيلة إيمانه ويقولوا: إنه وقع منه على سبيل
التلقين دون المعرفة واليقين، إذ لو كانت سنه عند دعوة رسول الله صلى الله عليه
وآله على ما ذكروا له لم يكن أمره يلتبس عند مبيته على الفراش ويشتبه برسول الله
حتى يتوهم القوم أنه هو يترصدونه إلى وقت السحر، لان جسم الطفل لا يلتبس بجسم الرجل
الكامل، فلما التبس على قريش الامر في ذلك حتى ظنوا أن عليا عليه السلام رسول الله
صلى الله عليه وآله بائتا على حاله في مكانه وكان هذا أول الدعوة وابتداؤها وعند
مضيه إلى الشعب دل على أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان عند إجابته للرسول
بالغا كاملا في صورة الرجال ومثلهم في الجسم أو يقاربهم (2)، وإن كانت الحجج على
صحة إيمانه وفضيلته وأنه لم يقع إلا بالمعرفة لا يفتقر إلى ذكر هذا، وإنما أوردناه
استظهارا. ومنها أن الله تعالى قص علينا في محكم كتابه قصة إسماعيل عليه السلام في
تعبده بالصبر على ذبح أبيه إبراهيم عليه السلام ثم مدحه بذلك وعظمه وقال: " إن هذا
لهو البلاء المبين (3) " وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في افتخاره بآبائه: "
أنا ابن الذبيحين " يعني إسماعيل وعبد الله، ولعبدالله في الذبح قصة مشهورة يطول
شرحها، يعرفها أهل السير، وإن أباه عبد المطلب فداه بمائة ناقة حمراء، وإذا كان ما
خبر الله (4) به من محنة إسماعيل بالذبح يدل على أجل
(1) التبتل: الانقطاع عن الدنيا إلى الله.
(2) في المصدر: ومقاربهم. (3) الصافات: 106. (4) في المصدر و (ت): ما أخبر الله.
[48]
فضيلة وأفخر منقبة، احتجنا أن ننظر في حال
مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على الفراش، وهل يقارب ذلك أو يساويه ؟ فوجدناه
يزيد في الظاهر عليه، وذلك أن إبراهيم عليه السلام قال لابنه إسماعيل: " إني أرى في
المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من
الصابرين (1) " فاستسلم لهذه المحنة مع علمه بإشفاق الوالد على الولد ورأفته به
ورحمته له، وأن هذا الفعل لا يكاد يقع من الوالد بولده بل لم يقع فيما مضى (2) ولم
يتوهم فيما يستقبل، وكان هذا الامر (3) يقوي في ظن إسماعيل أن المقال من أبيه خرج
مخرج الامتحان له في الطاعة دون تحقيق العزم (4) على إيقاع الفعل فيزول كثير من
الخوف معه وترجى السلامة عنده، وأمير المؤمنين عليه السلام دعاه أبو طالب إلى
المبيت على فراش الرسول صلى الله عليه وآله وفداءه بنفسه، وليس له من الطاعة عليه
ما للانبياء عليهم السلام على البشر، ولم يأمره بذلك عن وحي من الله عزوجل كما أمر
إبراهيم عليه السلام ابنه وأسند أمره إلى الوحي. ومع علم أمير المؤمنين عليه السلام
أن قريشا أغلظ الناس على رسول الله صلى الله عليه وآله وأقساهم قلبا، وما يعرفه كل
عاقل من الفرق بين الاستسلام للعدو المناصب والمبغض المعاند الذي يريد أن يشفي نفسه
ولا يبلغ الغاية في شفائها إلا بنهاية التنكيل وغاية الاذى بضروب الآلام وبين
الاستسلام للولي المحب والوالد المشفق الذي يغلب في الظن أن إشفاقه يحول بينه وبين
إيقاعه الضرر بولده، إما مع الطاعة لله عزوجل بالمسألة والمراجعة أو بارتكاب
المعصية ممن يجوز عليه ارتكاب المعاصي، أو يحمل ذلك منه على ما قدمناه من الاختبار
والتورية في الكلام ليصح له مطلوبه من الامتحان، وإذا كان محنة أمير المؤمنين عليه
السلام أعظم من محنة إسماعيل بما كشفناه ثبت أن الفضيلة التي حصل بها أمير المؤمنين
عليه السلام (5)
(1) الصافات: 102. (2) في المصدر: فيما
سلف. (3) أي عدم وقوع ذبح الوالد الولد. (4) في المصدر: دون تحقق العزم. (5) في
المصدر: أن الفضل بالذى حصل به لامير المؤمنين عليه السلام. بحار الانوار - 3 -
[49]
ترجح على كل فضيلة لاحد من الصحابة (1)
وأهل البيت عليهم السلام، وبطل قول من رام (2) المفاضلة بينه وبين أبي بكر من
العامة والمعتزلة الناصبة له عليه السلام، إذ قد حصل له عليه السلام فضل يزيد على
الفضل الحاصل للانبياء عليهم السلام. ولعل قائلا يقول عند سماع هذا: فكيف يسوغ لكم
ما ادعيتموه في هذه المحنة وهو تعظيمها على محنة إسماعيل عليه السلام وذاك نبي وهذا
عندكم وصي (3) ؟ وليس يجوز أن يكون من ليس بنبي أفضل من أحد من الانبياء عليهم
السلام، فإنه يقال له: ليس في تفضيلنا هذه المحنة على محنة إسماعيل عليه السلام
تفضيل لامير المؤمنين عليه السلام على أحد من الانبياء، وذلك عليا وإن حصل له فضل
لم يحزه نبي فيما مضى فإن الذي حاز به الانبياء عليهم السلام من الفضل الذي لم يحصل
منه شئ لامير المؤمنين عليهم السلام يوجب فضلهم عليه، ويمنع من المساواة بينه
وبينهم أو تفضيله عليهم كما بيناه، وبعد فإن الحجة إذا قامت على فضل أمير المؤمنين
عليه السلام على نبي من الانبياء ولاح (4) على ذلك البرهان وجب علينا القول به وترك
الخلاف فيه ولم يوحشنا منه خلاف العامة الجهال (5)، وليس في تفضيل سيد الوصيين
وإمام المتقين وأخي رسول رب العالمين سيد المرسلين ونفسه بحكم التنزيل وناصره في
الدين و أبي ذريته الائمة الراشدين الميامين على بعض الانبياء المتقدمين أمر يحيله
العقل، ولا يمنع منه السنة، ولا يرده القياس ولا يبطله الاجماع، إذا عليه جمهور
شيعته، وقد نقلوا ذلك عن الائمة من ذريته، وإذا لم يكن فيه إلا خلاف الناصبة له أو
المستضعفين ممن يتولاه لم يمنع من القول به. فإن قال قائل: إن محنة إسماعيل أجل
قدرا من محنة أمير المؤمنين عليه السلام وذلك أن أمير المؤمنين قد كان عالما بأن
قريشا إنما تريد غيره وليس غرضها قتله، وإنما قصدها
(1) في المصدر: حصلت لاحد من الصحابة. (2)
أي اراد. (3) في المصدر: وصى نبى. (4) أي بدا وظهر. (5) في المصدر: العامة الجهلاء.
[50]
لرسول الله صلى الله عليه وآله دونه، فكان
على ثقة من السلامة، وإسماعيل عليه السلام كان متحققا لحلول الذبح به من حيث امتثل
الامر بالذي نزل به الوحي، فشتان بين الامرين ! قيل له: إن أمير المؤمنين عليه
السلام وإن كان عالما بأن قريشا إنما تقصد رسول الله دونه فقد كان يعلم - بظاهر
الحال وما يوجب غالب الظن من العادة الجارية بشدة غيظ قريش على من فوتهم غرضهم في
مطلبهم، ومن حال بينهم وبين مرادهم من عدوهم، ومن لبس عليهم الامر حتى ضلت حيلتهم،
وخابت آمالهم، أنهم يعاملونه بأضعاف ما كان في أنفسهم أن يعاملوا به صاحبه لتزايد
حنقهم (1) وحقدهم، واعتراء الغضب لهم، فكان الخوف منهم عند هذه الحال أشد من خوف
الرسول الله صلى الله عليه وآله، واليأس من رجوعهم عن إيقاع الضرر به أقوى من يأس
النبي صلى الله عليه وآله، وهذا هو المعروف الذي لا يختلف فيه اثنان، لانه قد كان
يجوز منهم عند ظفرهم بالنبي صلى الله عليه وآله أن تلين قلوبهم له، ويتعطفوا بالنسب
والرحم التي بينهم وبينه ويلحقهم من الرقة عليه ما يلحق الظافر بالمظفور به، فتبرد
قلوبهم ويقل غيظهم و تسكن نفوسهم، وإذا فقدوا المأمول من الظفر به وعرفوا وجه
الحيلة عليهم في فوتهم غرضهم وعلموا أنه بعلي عليه السلام تم ذلك، ازدادت الدواعي
لهم إلى الاضرار به، وتوفرت عليه، فكانت البلية أعظم على ما شرحناه. وعلى أن
إسماعيل عليه السلام قد كان يعلم أن قتل الوالد لولده لم تجر به عادة من الانبياء
والصالحين، ولا وردت به فيما مضى عبادة، فكان يقوى في نفسه أنه على ما قدمناه من
الاختبار، ولو لم يقع له ذلك لجوز نسخه لغرض توجبه الحكمة أو كان يجوز أن يكون في
باطن الكلام خلاف ما في ظاهره، أو يكون تفسير المنام بضد حقيقته، أو يحول الله
تعالى بين أبيه وبين مراده بالاخترام، أو شغل يعوقه عنه، ولا محالة أنه قد خطر
بباله ما فعله الله تعالى من فدائه وإعفائه من الذبح، ولو لم يخطر ذلك بباله لكان
مجوزا عنده، إذ لو لم يجز في عقله لما وقع من الحكيم سبحانه (2).
(1) الحنق - بفتح النون وكسره - شدة
الاغتياظ. (2) أي الاعفاء من الذبح لو لم يكن جائزا عقلا لما وقع من الله تعالى
أيضا.
[51]
وعلى أنه (1) متى تيقن تيقنه من مشفق رحيم
وإذا تيقنه أمير المؤمنين عليه السلام تيقنه من عدو قاس حقود، فكان الفصل بين
الامرين لا خفاء به على ذوي العقول (2). { 33 باب } * (قوله تعالى: " قل هذه سبيلى
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن) * * (اتبعنى * وقوله: " ومن اتبعك من المؤمنين *
" وقوله) * * (تعالى: " هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين *) 1 - فس: في رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله: " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على
بصيرة أنا ومن أتبعني " يعني نفسه، ومن تبعه علي بن أبي طالب وآل محمد صلى الله
عليه وعليهم أجمعين. قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن علي ابن أسباط قال: قلت
لابي جعفر الثاني عليهم السلام: يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك، قال: وما
ينكرون [علي] من ذلك فوالله لقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: " قل هذه سبيلي
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " [يعني نفسه] فما اتبعه غير علي عليه
السلام وكان ابن تسع سنين وأنا ابن تسع سنين (3). 2 - قب: أبو حمزة وزرارة بن أعين
أن أبا جعفر عليه السلام قال: " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني " قال: علي بن أبي طالب عليه السلام وفي رواية: وآل محمد عليهم السلام (4).
3 - كشف: مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى: " يا أيها النبي
(1) هذا جواب ثالث عن الاشكال، ومرجع
الضمير اسماعيل عليه السلام. (2) الفصول المختارة: 31 - 36. * يوسف: 108. الانفال:
63 و 64. (3) تفسير القمى: 334 و 335. (4) مناقب آل أبى طالب 1: 559.
[52]
حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " قال:
هو علي بن أبي طالب، وهو رأس المؤمنين. وعن ابن مردويه في قوله تعالى: " أنا ومن
اتبعني " قال: علي. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: علي وآل محمد عليهم السلام (1).
4 - شى: عن إسماعيل الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: " قل هذه سبيلي أدعو إلى
الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " قال: فقال علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة، وإلا
فلا أصابني شفاعة محمد عليه وآله السلام. وعن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه
السلام قوله: " قل هذه سبيلي " الآية قال: علي عليه السلام وزاد: قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: علي والاوصياء من بعده (2). 5 - فر: سعيد بن الحسن بن
مالك معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام قال: لم ينلني شفاعة جدي إن لم تكن هذه الآية
نزلت في علي خاصة " قل هذه سبيلي أدعو " الآية (3). فر: الحسن بن علي بن بزيع
معنعنا عنه عليه السلام مثله (4). 6 - فر: جعفر الفزاري معنعنا عن أبي جعفر عليه
السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا
ومن اتبعني " قال: من اتبعني علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 7 - كنز: قوله
تعالى: " يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " روى أبو نعيم بإسناده عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام (6). أقول: روى ابن
بطريق في المستدرك عن أبي نعيم مثله ثم قال: قوله تعالى: " هو الذي أيدك بنصره
وبالمؤمنين " الحافظ أبو نعيم بإسناده إلى أبي هريرة قال: مكتوب
(1) كشف الغمة: 92 و 93. (2) مخطوط. (3)
تفسير فرات: 70. (4) لم نجده في المصدر المطبوع. (5) تفسير فرات: 70، وفيه: حدثنا
اسماعيل ابن ابراهيم معنعنا اه. (6) مخطوط.
[53]
على العرش: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي بن أبي طالب. 8 - كنز: أبو نعيم في حلية الاولياء
بإسناده إلى محمد بن السائب، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى
الله عليه وآله مثله وزاد في آخر: وذلك قوله: " هو الذي أيدك بنصره " يعني علي بن
أبي طالب عليه السلام. ويؤيده ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي، عن أبي نصر محمد بن
محمد بن علي، بإسناده عن الثمالي، عن ابن جبير، عن أبي الحمراء خادم رسول الله صلى
الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما اسري بي إلى
السماء رأيت على ساق العرش: لا إله إلا الله محمد رسولي وصفيي من خلقي، أيدته بعلي
ونصرته به (1). [أقول: روى الثعلبي في تفسيره الخبر الاخير عن ابن جبير عن أبي
الحمراء مثله سواء]. بيان: رواه العلامة أيضا في كشف الحق (2) عن أبي هريرة، وروى
السيوطي في الدر المنثور عن ابن عساكر بإسناده عن أبي هريرة وقال مكتوب على العرش:
لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي. وذلك قوله: " هو
الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " انتهى (3). أقول: هذه الاخبار تدل على فضل عظيم له
حيث كتب اسمه على العرش في أول الخلق، ووصف بأن الله تعالى جعله مؤيدا للنبي صلى
الله عليه وآله وتدل على أنه كان أكثر تأييدا وإعانة للنبي صلى الله عليه وآله من
جميع المسلمين، حيث خص بذلك، وكل هذه ينافي تقديم غيره عليه في الامامة كما لا يخفى
على من كشف عن عينه غطاء العصبية والغباوة، وأما قوله تعالى: " يا أيها النبي حسبك
الله ومن اتبعك من المؤمنين " فقال العلامة - قدس الله روحه -: روى الجمهور أنها
نزلت في علي عليه السلام (4). فالمراد بالمتابعة التامة في جميع الاشياء
(1) مخطوط. (2) ص 92. (3) الدر المنثور 3:
199. (4) راجع كشف الحق 1: 92.
[54]
وظاهر أنه لم يتبعه أحد كذلك إلا علي عليه
السلام فإنه تبعه قبل كل أحد وأكثر من جميع الصحابة باتفاق الكل. وقد ظهرت آثار ما
أخبر الله تعالى به في غزواته، فإنه كان في جميعها الظفر على يديه كما سيأتي بيانه،
وكفى بهذا شرفا وللمخالفين مرغما، حيث عادله الله بنفسه في نصرة النبي صلى الله
عليه وآله وإعانته، وأنهما حسبه، وكيف يتأمر أحد على من هذا شأنه ؟ وكيف يتقدم أحد
على من بسيفه قام الدين وثبتت أركانه وكذا قوله تعالى: " ومن اتبعني " يدل على أن
المتابعة الكاملة مختصة به عليه السلام وأنه الداعي إلى سبيل الرسول على بصيرة
والمستحق لذلك دون غيره، وهذا أدل على إمامته مما سبق. * [9 - كتاب منقبة المطهرين
للحافظ أبي نعيم، عن محمد بن عمر، عن علي بن الوليد، عن علي بن حفص، عن محمد بن
الحسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عليهما السلام في قوله تعالى: "
يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " قال: نزلت في علي عليه السلام،
وعن محمد بن عمر، عن القاسم وعبد الله ابني الحسين بن زيد، عن أبيهما، عن جعفر، عن
أبيه عليهما السلام مثله. وبإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
مكتوب على العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي بن
أبي طالب. وذلك قوله في كتابه: " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " علي بن أبي طالب
عليه السلام (1). 10 - يب: بإسناده عن الصادق عليه السلام في الدعاء بعد صلاة
الغدير: ربنا آمنا و اتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الانام وصراطك
المستقيم السوي وحجتك و سبيلك الداعي إليك، على بصيرة هو ومن اتبعه، وسبحان الله
عما يشركون بولايته، وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، إلى آخر الدعاء (2). بيان:
لعل الضمير المنصوب في قوله: " ومن اتبعه " راجع إلى الموصول (3) والمستتر
من هنا إلى الباب الاتى ذكر في هامش (ك)
فقط. (1) مخطوط. (2) التهذيب: 1: 302. (3) فيكون المعنى على ذلك أن أمير المؤمنين -
وهو مرجع ضمير هو - ومن اتبعه أمير المؤمنين - وهو الرسول صلى الله عليه وآله - على
بصيرة.
[55]
المرفوع، إلى السبيل، أو الداعي، فيوافق
الاخبار السابقة، ويمكن أن يكون المراد من " [من] اتبعه " سائر الائمة عليهم السلام
فلا يكون منطبقا على لفظ الآية بتمامها، أو يكون المراد بقوله: مولانا وولينا:
الرسول صلى الله عليه وآله لكنهما بعيدان.] { 34 باب } * (أنه عليه السلام كلمة
الله وأنه نزل فيه " لقد رضى الله * ") * 1 - كنز: محمد بن العباس، عن محمد بن أحمد
الواسطي، عن زكريا بن يحيى. عن إسماعيل بن عثمان، عن عمار الدهني، عن أبي الزبير،
عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: قوله الله: " لقد رضي الله " الآية كم
كانوا ؟ قال ألفا ومائتين، قلت: هل كان فيهم علي عليه السلام ؟ قال: نعم علي سيدهم
وشريفهم. وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله، عن مالك بن عبد الله
قال: قلت لمولاي الرضا عليه السلام قوله: " لقد رضي الله (1). وألزمهم كلمة التقوى
" (2)، قال: هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فالمعنى: أن الملزمين بها شيعته "
كانوا أحق بها أهلها " (3). 2 - ما: المفيد، عن المظفر بن محمد البلخي، عن محمد بن
جبير، عن عيسى، عن مخول بن إبراهيم، عن عبد الرحمان بن الاسود، عن محمد بن
عبيدالله، عن عمر بن علي، عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إن الله عهد إلي عهدا، فقلت: رب بينه لي، قال: اسمع، قلت:
سمعت، قال: يا محمد إن عليا راية الهدى بعدك، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو
الكلمة التي ألزمها الله تعالى المتقين، فمن أحبه فقد
(1) الفتح: 18. (2) الفتح: 25. (3) كنز
جامع الفوائد مخطوط.
[56]
أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني: فبشره بذلك
(1). أقول: روى ابن بطريق في المستدرك من الجزء الاول من كتاب حلية الاولياء لابي
نعيم بالاسناد عن سلام الجعفي، عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن الله عهد إلي في علي عهدا، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال:
إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها
المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه [فقد] أبغضني، فبشره بذلك، فجاء علي فبشره بذلك،
فقال: يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنبي، وإن يتم الذي بشرني
به فالله أولى بي، قال: قلت: اللهم اجل قلبه (2) واجعل ربيعه الايمان، فقال الله
تعالى: قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به أحدا من
أصحابي، فقلت: يا رب أخي وصاحبي، فقال تعالى: إن هذا شئ قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى
به. 3 - مد، بإسناده عن ابن المغازلي، عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، عن محمد بن
عثمان، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن علي بن خلف، عن الحسين الاشقر، عن عثمان بن
أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه
وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين إلا ما تبت علي، فتاب عليه (3). أقول: قد سبق كثير من الاخبار في
ذلك في باب أنهم كلمات الله عليهم السلام.
(1) امالي الشيخ: 154. (2) من الجلاء. وفى
(ت) و (د): اللهم اجعل قلبه. وهو مصحف. والربيع ما ينبت في الارض من الكلاء. أي
اجعل ما ينبت في قلبه الايمان. (3) العمدة: 197. وقد رواه العلامة من كشف الحق 1:
90 بأدنى اختلاف.
[57]
{ 35 باب } * (قوله تعالى: " وجعلنا لهم
لسان صدق عليا " وقوله تعالى:) * * (" واجعل لى لسان صدق في الاخرين " وقوله:) * *
(" وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق * " *) 1 - فس: " وجعلنا لهم لسان صدق عليا "
يعني أمير المؤمنين عليه السلام حدثني بذلك أبي عن الامام الحسن العسكري عليه
السلام (1). 2 - فس: قال علي بن إبراهيم في قوله: واجعل لي لسان صدق في الآخرين "
قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام (2). 3 - كنز: محمد بن العباس، عن السياري، عن
يونس بن عبد الرحمان، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن قوما طالبوني باسم
أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الله عزوجل، فقلت لهم من قوله تعالى: " وجعلنا
لهم لسان صدق عليا " فقال: صدقت هو هكذا قال مؤلفه: ومعنى قوله: " لسان صدق " أي
جعلنا لهم ولدا ذا لسان أي قول صدق، وكل ذي قول صدق فهو صادق معصوم، وهو علي بن أبي
طالب عليه السلام (3). 4 - كشف: ابن مردويه في قوله: " واجعل لي لسان صدق في
الآخرين " عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هو علي بن أبي طالب
عليه السلام عرضت ولايته على إبراهيم
* مريم: 50 الشعراء: 84. يونس: 2. (1)
تفسير القمى: 411. (2) تفسير القمى 473. (3) مخطوط. أقول: بل المراد أنه قد حكى
الله عزوجل عن إبراهيم دعاءه: " واجعل لى لسان صدق في الاخرين " أي في المتأخرين من
أولادي، فأجاب الله له ذلك ثم حكى ذلك لنا بقوله: " وجعلنا لهم " أي لابراهيم وآله
" لسان صدق " الذى تمناه منى " عليا " (ب)
[58]
عليه السلام. فقال: اللهم اجعله من ذريتي،
ففعل الله ذلك (1). بيان: رواه العلامة من طريقهم أيضا (2)، وحمله أكثر المفسرين
على الذكر الجميل، وقال النيسابوري وغيره: وقيل: سأل ربه أن يجعل من ذريته في آخر
الزمان داعيا إلى ملته، وهو محمد صلى الله عليه وآله (3). أقول: فعلى هذا لا
استبعاد في حمله على علي عليه السلام فإنه سبب لشرفه وذكره بالجميل، ولا يخفى ما
فيه من الفضل والشرف الجليل، والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل. 5 - كشف: ابن
مردويه قوله تعالى: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق " عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: نزلت في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (4). بيان: رواه العلامة
أيضا من طرقهم (5)، وروى الكليني. أيضا أنه الولاية (6)، والظاهر أن معناه أن
المراد بالايمان التصديق بالولاية أو الايمان الكامل المشتمل عليها، ويحتمل أن يكون
المعنى: أن قوله: " قدم صدق " هو الولاية، أي مذخور هذا عند ربهم ينفعهم في
القيامة. وقال الطبرسي - قدس سره -: لما كان السعي والسبق بالقدم سميت المسعاة
الجميلة والسابقة قدما كما سميت النعمة يدا وباعا، وإضافته إلى صدق دليل على زيادة
فضل، وأنه من السوابق العظيمة (7). ثم قال في بيان معناه: أي أجرا حسنا ومنزلة
رفيعة بما قدموا من أعمالهم، وقيل: السعادة في الذكر الاول، وقيل: إن معنى " قدم
صدق " شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة، عن أبي سعيد الخدري وهو المروي
عن أبي عبد الله عليه السلام (8).
(1) كشف الغمة: 94. (2) راجع كشف الحق
961، وكشف اليقين 124. (3) غرائب القرآن 3. 123، وفيه: من يكون داعيا إلى ملته. (4)
كشف الغمة: 95. (5) راجع كشف الحق 971، وكشف اليقين: 127. (6) راجع اصول الكافي 1:
422. (7) جامع الجوامع ص. نقلا من الكشاف (في 3 مجلدات) ج 2 ص 66. (8) مجمع البيان
5: 89.
[59]
6 - شى: عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد
الله عليه السلام في قول الله: " وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم " قال:
الولاية (1). 7 - شى: عن إبراهيم بن عمر، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في
قول الله: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " قال: هو رسول الله صلى
الله عليه وآله (2). 8 - [بيان التنزيل لابن شهر آشوب: أبو بصير، عن الصادق عليه
السلام " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " يعني عليا أمير المؤمنين عليه السلام]. { 36
باب } * (ما نزل فيه عليه السلام للانفاق والايثار) * 1 - كنز: محمد بن العباس، عن
سهل بن محمد العطار، عن أحمد بن عمرو الدهقان عن محمد بن كثير، عن عاصم بن كليب، عن
أبيه، عن أبي هريرة قال: إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه
الجوع، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلا
الماء، فقال صلى الله عليه وآله: من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه
السلام: أنا يا رسول الله، فأتى فاطمة عليها السلام فأعلمها، فقالت: ما عندنا إلا
قوت الصبية ولكنا نؤثر به ضيفنا، فقال عليه السلام: نومي الصبية واطفئي السراج،
فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل قوله تعالى: " ويؤثرون على
أنفسهم " الآية (3). 2 - وروى أيضا عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: "
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " قال: بينما علي عليه السلام عند فاطمة
عليها السلام إذ قالت له: يا علي
(1 و 2) تفسير العياشي مخطوط. (3) كنز
جامع الفوائد مخطوط، والاية في سورة الحشر: 9.
[60]
اذهب إلى أبي فابغنا (1) منه شيئا، فقال:
نعم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطاه دينارا وقال له: يا علي اذهب فابتع
به لاهلك طعاما، فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الاسود، فقاما ما شاء الله أن
يقوما، وذكر له حاجته، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد، فوضع رأسه فنام، فانتظره
رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يأت، ثم انتظره فلم يأت، فخرج يدور في المسجد
فإذا هو بعلي عليه السلام نائم في المسجد، فحركه رسول الله صلى الله عليه وآله
فقعد، فقال: يا علي ما صنعت ؟ فقال: يا رسول الله خرجت من عندك فلقيت المقداد بن
الاسود، فذكر لي ما شاء الله أن يذكر، فأعطيته الدينار، فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: أما إن جبرئيل قد أنبأني بذلك، وقد أنزل الله فيك كتابا: " ويؤثرون على
أنفسهم " الآية (2). [3 - كنز: محمد بن العباس، عن محمد بن أحمد بن ثابت، عن القاسم
بن إسماعيل، عن محمد بن سنان، عن سماعة بن مهران، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: اتي رسول الله صلى الله عليه وآله بمال وحلل وأصحابه حوله جلوس،
فقسمه عليهم حتى لم تبق منه حلة ولا دينار، فلما فرغ منه جاء رجل من فقراء
المهاجرين وكان غائبا، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أيكم يعطي هذا
نصيبه ويؤثره على نفسه ؟ فسمعه علي عليه السلام فقال: نصيبي فأعطاه إياه فأخذه رسول
الله صلى الله عليه وآله وأعطاه الرجل، ثم قال: يا علي إن الله جعلك سباقا للخير
سخاء بنفسك عن المال، أنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، والظلمة هم الذين
يحسدونك ويبغون عليك ويمنعونك حقك بعدي (3). 4 - وبالاسناد عن القاسم بن إسماعيل،
عن إسماعيل بن أبان، عن ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وآله جالسا ذات يوم وأصحابه جلوس حوله فجاء علي عليه السلام
وعليه سمل ثوب منخرق عن بعض جسده، فجلس قريبا من رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر
إليه ساعة ثم قرأ " يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم
المفلحون (4)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أما إنك رأس
(1) بغى الشئ: طلبه. (2 و 3) مخطوط. (4)
الحشر: 9.
[61]
الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم
وإمامهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أين حلتك التي كسوتكها يا علي ؟
فقال: يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو عراه وعرى أهل بيته، فرحمته فأثرته
بها على نفسي، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله: صدقت أما إن جبرئيل قد أتاني يحدثني أن الله اتخذ لك مكانها في الجنة حلة
خضراء من استبرق، وصنفتها من ياقوت وزبرجد، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك، و
صبرك على سملتك هذه المنخرقة، فابشر يا علي، فانصرف علي عليه السلام فرحا مستبشرا
بما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وآله (1). بيان: قال الفيروز آبادي سمل
الثوب: أخلق فهو ثوب أسمال، وسملة وسمل - محركتين - وككتف وأمير وصبور. وقال: صنفة
الثوب كفرحة وصنفه وصنفته - بكسرهما - حاشيته أي جانب كان، أو جانبه الذي لا هدب
له، أو الذي فيه الهدب]. 5 - فر: بالاسناد إلى أبي عبد الله عليه السلام قوله
تعالى: " مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله (2) " قال نزلت في علي بن أبي
طالب عليه السلام (3). 6 - كشف: مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى: " الذين
ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا
هم يحزنون (4) " قال: كان عند علي عليه السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدق
بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية، فنزلت (5)، ورواه ابن مردويه عن
ابن عباس مثله (6). فر: جعفر الفزاري، عن عباد، عن نضر، عن محمد بن مروان، عن
الكلبي، عن
(1) مخطوط. (2) البقرة: 207. (3) تفسير
فرات: 13. (4) البقرة: 274. (5) كشف الغمة: 91. (6) كشف الغمة: 93.
[62]
أبي صالح، عن ابن عباس مثله (1). مد:
بإسناده عن الثعلبي، عن مجاهد، عن ابن عباس مثله (2). أقول: وروى ابن بطريق في
المستدرك عن أبي نعيم، بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس مثله.
قال الحافظ، ورواه يحيى بن يمان ويحيى بن ضريس عن عبد الوهاب، عن أبيه، ولم يذكر
ابن عباس: قال الحافظ: وحدثنا أحمد بن علي، بالاسناد إلى عبد الوهاب، عن أبيه (3).
يف: روى الثعلبي وابن المغازلي، عن ابن عباس مثله (4). فر: الحسين بن الحكم، عن
الحسن بن الحسين، عن حنان بن علي، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه
ذكر بدل الدراهم الدنانير (5). 7 - فر: جعفر بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن إبراهيم
بن فراسة، عن مسعر بن كدام، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمان السلمي قال: إني
لاحفظ لعلي بن أبي طالب عليه السلام أربع مناقب ما يمنعني أن أذكرها إلا الحسد !
قال: فقيل له: اذكرها قال: فقرأ هذه الآية (6) ذات يوم " الذين ينفقون أموالهم
بالليل والنهار سرا وعلانية " قال: وما كان يملك يوم ذلك إلا أربعة دراهم، فأعطى
درهما بالليل ودرهما بالنهار و درهما بالسر ودرهما بالعلانية (7). بيان: روى نزول
هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه بهذه الجهة الطبرسي - رحمه الله -
والزمخشري (8) وسائر المفسرين عن ابن عباس، وقال السيوطي في الدر
(1) تفسير فرات: 2. (2) العمدة: 183. (3)
مخطوط. (4) الطرائف: 24. (5) تفسير فرات: 4. (6) في المصدر: فقرأ الاية (7) تفسير
فرات (8) وفيه: ودرهما سرا ودرهما علانية. (8) راجع مجمع البيان 2: 388 والكشاف 1:
286.
[63]
المنثور: أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
(1) وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني و ابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد
عن أبيه عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام كانت له أربعة دراهم
فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما سرا وعلانية (2) وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي
حاتم عن عوف مثله (3). وقال الطبرسي: وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما
السلام (4). فهذه الآية تدل على فضله عليه السلام في السخاء الذي هو من أشرف مكارم
الاخلاق، وأن الله قد قبل ذلك منه بأحسن القبول، وأنزلها فيه، ووصفه بأنه من
الآمنين يوم القيامة بحيث لا يعتريه شئ من الخوف والحزن يوم القيامة، وهذه من صفات
الاولياء والاصفياء فبذلك وأمثاله استحق التفضيل على سائر الصحابة، وقبح تقديم غيره
عليه لخلوهم عن أمثال تلك الفضائل، ولو فرض اتصافهم ببعضها، فلا شك في اختصاصه عليه
السلام باستجماعها. وأقول: سيأتي كثير من الاخبار في ذلك في باب سخائه عليه السلام.
{ 37 باب } * (أنه عليه السلام المؤذن بين الجنة والنار وصاحب الاعراف) * * (وسائر
ما يدل على رفعة درجاته عليه السلام في الاخرة) * 1 - فس: " فأذن مؤذن بينهم أن
لعنة الله على الظالمين (5) " أبي، عن محمد بن
(1) في المصدر بعد ذلك: وابن جرير. (2) في
المصدر: سرا درهما وعلانية درهما. (3) الدر المنثور 1: 362. (4) مجمع البيان 2:
388. (5) الاعراف: 44.
[64]
الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام يؤذن أذانا يسمع الخلائق (1). 2 - قب: الباقر
والصادق عليهما السلام في قوله: " فلما رأوه زلفة (2) " نزلت في علي عليه السلام
وذلك لما رأوا عليا في القيامة (3) اسودت وجوه الذين كفروا. ولما رأوا منزلته مكانه
من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولاية علي عليه السلام (4). 3 - كشف: مما
أورده الحافظ أبو بكر بن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كنا عند رسول الله صلى
الله عليه وآله فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلى الله عليه وآله: إن أول أهل الجنة
دخولا إليها علي بن أبي طالب عليه السلام قال أبو دجانة الانصاري: يا رسول الله
أخبرتنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها (5) وعلى الامم حتى تدخلها امتك،
قال: بلى يا أبا دجانة أما علمت أن لله لواء من نور عمودا من ياقوت مكتوب على ذلك
النور " لا إله إلا الله محمد رسول الله (6)، آل محمد خير البرية، صاحب اللواء إمام
القيامة " وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: فسر رسول الله صلى الله
عليه وآله بذلك عليا عليه السلام فقال: الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك، فقال له:
أبشر يا علي ما من عبد ينتحل مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة، ثم قرأ رسول
الله صلى الله عليه وآله: " في مقعد صدق عند مليك مقتدر " (7). كنز: محمد بن
العباس، عن محمد بن عمر بن أبي شيبة، عن زكريا بن يحيى، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه،
عن عاصم بن حمزة، عن جابر مثله (8).
(1) تفسير القمى: 216، وفيه: يسمع الخلائق
كلها. (2) الملك: 27. (3) في المصدر: يوم القيامة. (4) مناقب آل أبى طالب 2: 12 و
13. (5) في المصدر: حتى تدخلها أنت. (6) في المصدر: محمد رسولي. (7) كشف الغمة: 95،
والاية الاخيرة في سورة القمر: 55. (8) مخطوط. بحار الانوار - 4 -
[65]
وروى الشيخ الطوسي رحمه الله بإسناده إلى
جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا علي
من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا في الجنة، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه آله: "
إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر (1). أقول: روى العلامة رحمه
الله في كشف الحق نحوه (2). 4 - ابن مردويه قوله تعالى: " طوبى لهم وحسن مآب (3) عن
محمد بن سيرين قال: هي شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي عليه السلام وليس في الجنة
حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها. قوله تعالى: " فأذن مؤذن بينهم " عن أبي جعفر عليه
السلام قال هو علي عليه السلام (4). أقول: روى العلامة مثل الخبرين (5) وقد مر
وسيأتي الاخبار فيهما لا سيما في كتاب المعاد، وكفى بهذين له فضلا واستحقاقا
للتقديم على الجاهل اللئيم والعتل الزنيم (6) والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
[5 - كنز: محمد بن العباس، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن
كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: " فأما من
اوتي كتابه بيمينه " الآية، نزلت في علي عليه السلام وجرت لاهل الايمان مثلا (7) 6
- كنز: محمد بن العباس، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو
بن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل
(1) ما نقله عن الشيخ الطوسى غير موجود في
تفسير الاية في التبيان، ولعله رواه في غير هذا الموضع. (2) ج 1 ص 97. (3) الرعد:
29. (4) كشف الغمة: 95. (5) راجع كشف الحق 1: 97 و 98. وكشف اليقين: 126 - 128. (6)
قال الطبرسي (10: 331): العتل: الجافي الغليط. والزنيم: الدعى الملصق بالقوم و ليس
منهم. (7) كنز جامع الفوائد مخطوط.
[66]
" فأما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم
اقرؤوا كتابيه (1) " قال: هذا أمير المؤمنين عليه السلام (2)]. 7 - كنز: محمد بن
العباس، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن يعقوب
بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي، عن علي عليه السلام أنه كان يمر
بالنفر من قريش فيقولون: انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من بين أهله،
ويتغامزون (3)، فنزل " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (4) " الآيات.
8 - وروى أيضا عن محمد بن محمد الواسطي بإسناده عن مجاهد قال: إن نفرا من قريش
كانوا من الذين يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
ويسخرون بهم فمر بهم يوما علي عليه السلام في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وآله فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم وقالوا: هذا أخو محمد ! فأنزل الله تعالى هذه
الآيات، فإذا كان يوم القيامة ادخل علي عليه السلام ومن كان معه الجنة، فأشرفوا على
هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا منهم وضحكوا، وذلك قوله تعالى: " فاليوم الذين
آمنوا من الكفار يضحكون " وأحسن ما قيل في هذا التأويل ما رواه محمد بن القاسم، عن
أبيه، بإسناده عن الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إذا كان يوم
القيامة اخرجت أريكتان (5) من الجنة فبسطتا على شفير (6) جهنم، ثم يجئ علي عليه
السلام حتى يقعد عليهما، فإذا قعد ضحك، وإذا ضحك انقلبت جهنم فصار عاليها سافلها،
ثم يخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان: يا أمير المؤمنين يا وصي رسول الله ألا ترحمنا
؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ قال: فيضحك منهما ثم يقوم
(1) الحاقة: 19. (2) كنز جامع الفوائد
مخطوط. (3) تغامز القوم: اشار بعضهم إلى بعض بأعينهم. (4) المطففين: 29. (5)
الاريكة: سرير مزين فاخر. (6) الشفير: الناحية من كل شئ.
[67]
فيدخل، وترفع الاريكتان، ويعادان إلى
موضعهما، فذلك قوله تعالى: " فاليوم الذين آمنوا " الآيات (1). 9 - كنز، محمد بن
العباس، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سماعة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله تعالى: " فأما من اوتي كتابه بيمينه "
فقال: هو علي وشيعته، يؤتون كتابهم بأيمانهم (2). 10 - كنز: محمد بن العباس، عن
الحسن بن علي بن عاصم، عن الهيثم بن عبد الرحمان، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام
في قوله تعالى: " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية (3) " قال: نزلت في علي
بن أبي طالب عليه السلام " وأما من خفت موازينه فامه هاوية (4) " قال: نزلت في
الثلاثة (5). 11 - فر: أبو القاسم العلوي، معنعنا عن داود بن سرحان قال: سألت جعفر
بن محمد عليه السلام عن قول الله تعالى: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا
وقيل هذا الذي كنتم به تدعون (6) " قال أمير المؤمنين عليه السلام، إذا رأوا منزلته
من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته. وقال: إذا رأوا صورة أمير المؤمنين
عليه السلام يوم القيامة سيئت (7) وجوه الذين كفروا، وقال: إذا دفع (8) لواء الحمد
إلى محمد صلى الله عليه وآله تحته كل ملك مقرب ونبي مرسل (9) حتى يدفعه إلى أمير
المؤمنين عليه السلام سيئت وجوه الذين كفروا وقيل: هذا الذي كنتم به تدعون. وقال
مغيرة: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لما رأوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام عند الحوض مع رسول الله صلى الله عليه وآله زلفة سيئت وجوه الذين كفروا
(10).
(1 و 2 و 5) مخطوط. (3 و 4) القارعة 6 -
9. (6) الملك: 27. (7) في المصدر: سيئت واسودت. (8) في المصدر: إذا دفع الله. (9)
في المصدر: وكل نبى مرسل. (10) تفسير فرات: 186 و 187 وهذه ثلاثة روايات ذكرت في
المصدر بأسانيد مستقلة، وقد ادخل المصنف بعضها في بعض.
[68]
[12 - محمد بن العباس، عن عبد العزيز بن
يحيى، عن مغيرة بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن يزيد، عن إسماعيل بن عامر، عن شريك،
عن الاعمش في قوله عزوجل: " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي
كنتم به تدعون " قال: نزلت في علي بن أبي طالب (1). 13 - كنز: محمد بن العباس، عن
عبد العزيز بن يحيى، عن زكريا بن يحيى، عن عبد الله بن الحسين الاشقر، عن ربيعة
الخياط، عن شريك، عن الاعمش في قوله عزوجل: " فلما رأوه زلفة سيئت " الآية قال: لما
رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله من القرب
والمنزلة سيئت وجوه الذين كفروا (2). 14 - كنز: محمد بن العباس، عن حميد بن زياد،
عن الحسن بن محمد، عن صالح بن خالد، عن منصور، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الآية " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا "
الآية ثم قال: أتدري ما رأوا ؟ رأوا والله عليا مع رسول الله صلى الله عليه وآله
وقربه منه " وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " أي يتسمون بأمير المؤمنين، يا فضيل لم
يتسم بهذا أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذ (3)].
بيان: قال المفسرون: " فلما رأوه " أي الوعد بالعذاب " زلفة " ذا زلفة أي قرب منهم
" سيئت وجوه الذين كفروا " بان عليها الكأبة وساءتها رؤية العذاب " وقيل هذا الذي
كنتم به تدعون " تطلبون وتستعجلون، تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث، فهو من
الدعوى. وقال الطبرسي رحمه الله: روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسانيد الصحيحة
عن شريك، عن الاعمش قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام عند الله من
الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: فلما رأوا مكان علي
عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله " سيئت وجوه
(1 - 3) مخطوط.
[69]
الذين كفروا " يعني الذين كذبوا بفضله
(1). 15 - فر: أبو القاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى: " إن الذين
أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (2) " قال فهو حارث بن قيس واناس معه، كانوا
إذا مر عليهم أمير المؤمنين عليه السلام قالوا: انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد
واختاره من أهل بيته، وكانوا يسخرون منه، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة
والنار باب، فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على الاريكة متكئ فيقول:
هل لكم (3) ؟ فإذا جاؤوا سد بينهم الباب، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك، قال الله
عزوجل: " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب
الكفار ما كانوا يفعلون (4) ". 16 - كنز الكراجكى: بإسناده مرفوعا إلى أبي عبد الله
عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى
أصواتهم: " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا أرضه نتبوء من الجنة حيث نشاء " قال:
فتقول الخلائق: هذه زمرة الانبياء، فإذا النداء من قبل الله عزوجل: هؤلاء شيعة علي
بن أبي طالب عليه السلام فهم صفوتي من عبادي وخيرتي من بريتي، فتقول الخلائق: إلهنا
وسيدنا بما نالوا هذه الدرجة ؟ فإذا النداء من الله تعالى: بتختمهم في اليمين،
وصلاتهم إحدى وخمسين، وإطعامهم المسكين وتعفيرهم الجبين، وجهرهم ببسم الله الرحمان
الرحيم (5). 17 - يف: الثعلبي رفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى: " طوبى لهم وحسن
مآب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى شجرة أصلها في دار علي، وفي دار
كل مؤمن منها غصن،
(1) مجمع البيان: 10: 330. (2) المطففين:
29. (3) كذا في نسخ الكتاب. وفى المصدر: هلم لكم. (4) تفسير فرات: 204، والايات في
سورة المطفيين. (5) لم نجده في المطبوع من المصدر المذكور في المتن، والظاهر ان
مصدر الرواية " كنز جامع الفوائد " لا كنز الكراجكى، يؤيده ما سيجئ في الباب التاسع
والثلاثين تحت رقم 141 إنشاء الله تعالى.
[70]
فقال: " طوبى لهم وحسن مآب " يعني حسن
مرجع، وروى في حديث آخر بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن الآية
فقال: شجرة في الجنة، أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة، فقيل له: يا رسول الله
سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنة أصلها في دار علي علي عليه السلام وفرعها على أهل
الجنة، ثم سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ؟ !
فقال: لان داري ودار علي غدا واحدة في مكان واحد. وروى ابن المغازلي في كتابه نحو
هذا (1). مد: بإسناده عن الثعلبي، عن عبد الله بن أحمد (2)، عن محمد بن عثمان، عن
محمد بن الحسين بن صالح، عن علي بن محمد الدهقان، والحسين بن إبراهيم الجصاص، عن
الحسين ابن الحكم، عن حسن بن حسين، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس مثل الحديث
الاول. وعن أبي صالح، عن عبد الله بن سواد، عن جندل بن والق، عن إسماعيل بن امية عن
داود بن عبد الجبار، عن جابر، عن أبي جعفر مثل الحديث الثاني (3). 18 - كشف: ابن
مردويه: قوله تعالى: " فأما من اوتي كتابه بيمينه (4) " قال ابن عباس: هو علي بن
أبي طالب عليه السلام (5). أقول: رواه العلامة في كشف الحق (6)، وروى في قول تعالى:
" وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (7) " عن ابن عباس
قال: سأل قوم النبي صلى الله عليه وآله: فيم نزلت هذه الآية ؟ قال: إذا كان يوم
القيامة عقد لواء من نور أبيض،
(1) الطرائف: 24. (2) في المصدر: عبد الله
بن محمد. (3) العمدة: 183 و 184. (4) الحاقة: 19. (5) كشف الغمة: 96. (6) ج 1 ص 99.
(7) الفتح: 29.
[71]
ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين
آمنوا بعد بعث محمد صلى الله عليه وآله (1)، فيقوم علي بن أبي طالب عليه السلام
فيعطى اللواء من النور الابيض بيده، وتحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين
والانصار، لا يخالطهم غيرهم، يجلس (2) على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه
رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم صفتكم ومنازلكم
في الجنة، إن ربكم يقول: إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما يعني الجنة فيقوم علي
والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة، ثم يرجع إلى منبره فلا يزال إلى أن يعرض
عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة، ويترك أقواما على النار، وذلك
قوله تعالى: " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم (3) يعني السابقين
وأهل الولاية له (4) " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب الجحيم يعني
بالولاية بحق علي، وحقه واجب على العالمين (6). أقول: قال صاحب إحقاق الحق: الرواية
موجودة في شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني (7). 19 - فس: " يقول الكافر
يا ليتني كنت ترابا (8) "، أي علويا، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كنى
أمير المؤمنين أبا تراب (9). 20 - كنز: روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن
رجاله، عن جابر
في المصدر: آمنوا ببعث محمد. (2) في
المصدر: حتى يجلس. (3) كأن التحريف وقع في الاية عند النسخ، وأصلها كذلك: " والذين
آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم " الحديد:
19. (4) في المصدر: يعنى السابقين الاولين وأهل الولاية. (5) الحديد: 19. (6) كشف
الحق: 1: 99. وفيه: وحق على الواجب اه. (7) احقاق الحق 3: 473. (8) البنأ: 40. (9)
تفسير القمى: 710.
[72]
بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام في
قوله تعالى: " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (1) " قال: السائق أمير المؤمنين عليه
السلام والشهيد رسول الله صلى الله عليه وآله (2). 21 - كشف: روى أبو بكر بن مردويه
بإسناده إلى أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام يا رسول الله أيما أحب
إليك أنا أم فاطمة ؟ قال: فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها، وكأني بك وأنت على
حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين
وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين، أنت معي، وشيعتك في الجنة.
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين ". لا ينظر أحدهم
في قفا صاحبه (3) 22 - فر: محمد بن إبراهيم بن زكريا معنعنا عن عبد الله بن أبي
أوفى، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي أنت معي في قصري
في الجنة مع فاطمة بنتي، وهي زوجتك في الدنيا والآخرة، وأنت رفيقي، ثم تلا رسول
الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين (4) " المتحابين في الله ينظر
بعضهم إلى بعض (5). أقول: قال العلامة رفع الله مقامه في قوله تعالى: " إخوانا على
سرر متقابلين " في مسند أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه السلام وروى أيضا عن
أبي هريرة مثله سواء (6). 23 - كنز: روي عن محمد بن حمران قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قوله تعالى: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (7) " فقال: إذا كان يوم
القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما على الصراط، فلا يجوز عليه إلا من كان معه
براءة، قلت: وما براءة ؟ قال:
(1) ق: 21. (2) مخطوط. (3) كشف الغمة: 96.
(4) الحجر: 47. (5) تفسير فرات: 82. (6) راجع كشف الحق 1: 98. وكشف اليقين: 129 و
130. (7) ق: 24.
[73]
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام
والائمة من ولده، وينادي مناد: يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد لعلي بن
أبي طالب عليه السلام (1). 24 - وروي عن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وآله فسلمت وقلت يارسول الله أرني الحق أنظر إليه بيانا، فقال: يا
ابن مسعود لج المخدع (2) فانظر ماذا ترى ؟ قال: فدخلت فإذا علي بن أبي طالب عليه
السلام راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول: اللهم بحق نبيك محمد إلا ما
غفرت للمذنبين من شيعتي، فخرجت لاخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فوجدته
راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول اللهم بحق علي وليك إلا ما غفرت
للمذنبين من أمتي، فأخذني الهلع (3)، فأوجز صلى الله عليه وآله في صلاته وقال يا
ابن مسعود أكفرا بعد إيمان ؟ فقلت: لا وعيشك يارسول الله غير أني نظرت إلى علي وهو
يسأل الله تعالى بجاهك، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه، فلا أعلم أيكما
أوجه عند الله تعالى من الآخر ؟ فقال: يا ابن مسعود إن الله تعالى خلقني وخلق عليا
والحسن والحسين من نور قدسه، فلما أراد أن ينشئ خلقه فتق نوري وخلق منه السماوات
والارض، وأنا والله أجل من السماوات والارض، وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي،
وعلي والله أجل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن وخلق منه الحور العين والملائكة،
والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة، وفتق نور الحسين وخلق منه اللوح
والقلم، والحسين والله أجل من اللوح والقلم، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب. فضجت
الملائكة ونادت: إلهنا وسيدنا بحق الاشباح التي خلقتها إلا ما فرجت عنا هذه الظلمة،
فعند ذلك تكلم الله بكلمة اخرى فخلق منها روحا، فاحتمل النور الروح، فخلق منه
الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش، فأزهرت المشارق والمغارب، فلاجل ذلك سميت
الزهراء. يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي
(1) مخلوط. (2) ولج البيت: دخل. المخدع:
بيت داخل البيت الكبير. (3) الهلع: الجبن.
[74]
أدخلا الجنة من أحببتما وألقيا في النار
من أبغضتما، والدليل على ذلك قوله تعالى: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " فقلت: يا
رسول الله من الكفار العنيد ؟ قال: الكفار من كفر بنبوتي والعنيد من عاند علي بن
أبي طالب (1). 25 - فر: أبو القاسم الحسني، عن فرات بن إبراهيم، عن الحسن بن علي بن
بزيع والحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن إسحاق، عن يحيى بن سالم الفراء، عن قطر، عن
موسى بن طريف، عن عباية بن ربعي في قوله تعالى: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد "
فقال: النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب (2). 26 - فر: جعفر بن محمد بن
مروان، عن أبيه، عن عبيدالله بن محمد بن مهران الثوري عن محمد بن الحسين، عن أبيه،
عن جده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله تعالى: " ألقيا في جهنم كل كفار
عنيد " قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس
يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت (3) يومئذ عن يمين العرش، فقال لي ولك
فألقيا (4) من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار (5). 27 - فر: علي بن الحسين بن
زيد، عن علي بن يزيد الباهلي، عن محمد بن الحجال السلمي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن آبائه عليهم السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا محمد
يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد، فهما الملقيان في النار (6). 28 - فر: جعفر بن
أحمد معنعنا، عن الحسن بن راشد قال: قال لي شريك القاضي أيام المهدي، يابا علي اريد
أن احدثك بحديث اوثرك (7) به على أن تجعل الله عليك أن لا تحدث به حتى أموت، قال:
قلت: أنت امرؤ (8) تحدث بما شئت، قال: كنت
(1) كنز جامع الفوائد: مخلوط. (2 و 5 و 6)
تفسير فرات: 166. (3) في المصدر: أنا وأنت يا على: (4) في المصدر: فيقول الله لى
ولك: قوما فألقيا. (7) في المصدر: اتبرك به والظاهر " اسرك " أي افرحك. (8) أي أنت
امرؤ ذو مقام ووجاهة عند الناس فلا تخف وتحدث بما شئت، قد يستظهر أن " امرؤ " مصحف
" آمن " وليس بشئ (ب). (*)
[75]
على باب الاعمش وعليه جماعة من أصحاب
الحديث، قال: ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم ثم رجع وأغلق الباب، فانصرفوا وبقيت
أنا، فخرج فرءاني فقال: أنت ههنا ؟ لو علمت لادخلتك أو خرجت إليك، قال: ثم قال لي:
أتدرى ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم ؟ فقلت: لا، قال: إنى ذكرت آية في كتاب
الله، قلت: ما هي ؟ قال: قول الله: يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد،
قال: قلت: وهكذا نزلت ؟ قال: فقال: إي والذي بعث محمدا بالنبوة لهكذا نزلت (1). 29
- فر: علي بن محمد الزهري، عن صباح المزني، قال: كنا نأتي الحسن بن صالح، وكان يقرء
القرآن، فإذا فرغ من القرآن سأله (2) أصحاب المسائل، حتى إذا فرغوا قام إليه شاب
فقال له: قول الله تعالى في كتابه: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " ؟ فمكث ينكت (3)
في الارض طويلا ثم قال: عن " العنيد " تسألني ؟ قال: لا، أسألك عن " ألقيا " قال:
فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض، ثم قال: إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله صلى
الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام على شفير جهنم، فلا يمر به أحد من شيعته
إلا قال: هذا لي وهذا لك. وذكره الحسن بن صالح عن الاعمش (4). بيان: أوردنا مضمون
الخبر بأسانيد في كتاب المعاد. وروى الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان عن أبي
القاسم الحسكاني بإسناده عن الاعمش أنه قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يقول الله
تعالى لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما، و ذلك قوله:
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (5) ". وقال رحمه الله: قيل فيه أقوال:
(1) تفسير فرات: 167. (2) في المصدر:
سألوه. (3) نكت الارض بقضيب أو باصبعه: ضربها به حال التفكر فأثر فيها. (4) تفسير
فرات: 169. (5) مجمع البيان 9: 147.
[76]
أحدها أن العرب تأمر الواحد والقوم بما
تأمر به الاثنين، ويروى (1) أن ذلك منهم لاجل أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه
اثنان، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة، فجرى كلام الواحد على صاحبيه، ألا ترى أن
الشعراء أكثر شئ قيلا: يا صاحبي ويا خليلي ؟. الثاني أنه إنما ثني ليدل على
التكثير، كأنه قال: ألق ألق، فثني الضمير ليدل على تكرير الفعل، وهذا لشدة ارتباط
الفاعل بالفعل، حتى إذا كرر أحدهما فكأن الثاني كرر، وحمل عليه قول امرء القيس: "
قفا نبك " كأنه قال: قف قف. الثالث أن الامر يتناول السائق والشهيد. الرابع أنه
يريد النون الخفيفة، فكأنه كان " ألقين " فاجري الوصل مجرى الوقف فابدل من النون
ألفا. انتهى (2). وزاد البيضاوي أن يكون خطابا إلى ملكين من خزنة النار (3). أقول:
لا يخفى أن ما ورد في تلك الاخبار المعتبرة المستفيضة أظهر لفظا ومعنى من جميع تلك
الوجوه التي لم تستند إلى رواية وخبر. { 28 باب } * (قوله تعالى: " وقفوهم انهم
مسؤولون *) * 1 - مع: محمد بن عمر الحافظ، عن عبد الله بن محمد بن سعيد، عن أبيه،
عن حفص بن العمر العمري، عن عصام بن طليق، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، عن النبي صلى
الله عليه وآله
(1) في المصدر: بما يؤمر به الاثنان
ونروى. (2) مجمع البيان 9: 145 و 146. (3) تفسير البيضاوى 2: 193. * الصافات: 24.
[77]
في قول الله عزوجل: " وقفوهم إنهم مسؤولون
" قال: عن ولاية علي عليه السلام ما صنعوا في أمره ؟ وقد أعلمهم الله عزوجل أنه
الخليفة بعد رسوله (1). 2 - فس: " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال: عن ولاية أمير
المؤمنين عليه السلام (2). 3 - ن: بإسناد التميمي عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل: " وقفوهم إنهم مسؤولون "
قال: عن ولاية علي عليه السلام (3). 4 - ن: الدقاق، عن الاسدي، عن سهل، عن عبد
العظيم الحسني، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أبا بكر مني لبمنزلة (4) السمع، وإن عمر مني
لبمنزلة البصر، وإن عثمان مني لبمنزلة الفؤاد، فلما (5) كان من الغد دخلت إليه
وعنده أمير المؤمنين عليه السلام وأبو بكر و عمر وعثمان، فقلت له: يا أبه سمعتك
تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟ فقال صلى الله عليه وآله: نعم، ثم أشار إليهم
فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسألون عن وصيي هذا - وأشار إلى علي عليه السلام
- ثم قال: إن الله عزوجل يقول: " إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا
(6) " ثم قال: وعزة ربي إن جميع أمتي لموقفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته، وذلك
قوله الله عزوجل: " وقفوهم إنهم مسؤولون (7) ". بيان: لعل مراده في تأويل بطن الآية
أنهم لشدة خلطتهم ظاهرا واطلاعهم على ما أبداه في أمير المؤمنين عليه السلام بمنزلة
السمع والبصر والفؤاد، فتكون الحجة عليهم أتم، ولذا خصوا بالذكر في تلك الآية مع
عموم السؤال لجميع المكلفين. 5 - مد: أبو نعيم بإسناده عن الشعبي، عن ابن عباس في
قوله تعالى: " وقفوهم
(1) معاني الاخبار: 67. (2) تفسير القمى:
555. (3) عيون اخبار الرضا: 220. (4) في المصدر و (د): " بمنزلة " في المواضع. (5)
في المصدر: قال: فلما. (6) بنى اسرائيل: 36. (7) عيون اخبار الرضا: 174.
[78]
إنهم مسؤولون " قال عن ولاية علي بن أبي
طالب عليه السلام (1). يف: ابن شيرويه في الفردوس، عن أبي سعيد الخدري مثله. كشف:
العز المحدث الحنبلي، عن الخدري، وأبو بكر بن مردويه في المناقب عن ابن عباس مثله
(2). فر: الحسين بن الحكم، وعبيد بن كثير بإسنادهما إلى ابن عباس مثله (3). بيان:
روى الطبرسي رحمه الله عن أبي سعيد الخدري وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس من كتاب
الحكم أبي القاسم الحسكاني مثله (4). قال العلامة رحمه الله في كشف الحق: روى
الجمهور عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: عن ولاية
علي بن أبي طالب (5). وروى ابن حجر في صواعقه عن الديملي والواحدي قال: وأخرج
الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " وقفوهم إنهم
مسؤولون " عن ولاية علي عليه السلام و كأن هذا مراد الواحدي بقوله: روي في قوله
تعالى: " وقفوهم إنهم مسؤولون " أي عن ولاية علي وأهل البيت عليهم السلام لان الله
تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يعرف الخلق أن لا يسأل عن تبليغ الرسالة أجرا
(6) إلا المودة في القربى، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم
النبي صلى الله عليه وآله أم أضاعوها وأهملوها ؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة،
انتهى (7). أقول: استدل به على إمامته عليه السلام بأن هذه الولاية التي خص السؤال
و
(1) العمدة: 157. (2) كشف الغمة 92 و 93.
(3) تفسير فرات: 131. (4) مجمع البيان 8: 441. (5) كشف الحق: 90. (6) في المصدر:
أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا (7) الصواعق المحرقة: 147.
[79]
التوقيف بها في القيامة من بين سائر
العقائد والاعمال ليس إلا ما هو من أعظم أركان الايمان وهو الاعتقاد بإمامته
وخلافته عليه السلام. وأيضا لزوم هذه الولاية العظيمة التي يسأل عنها في القيامة
يدل على فضيلة عظيمة له من بين الصحابة، وتفضيل المفضول قبيح عقلا، وقد مر الكلام
في الولاية مرارا. [وأقول: يؤيد الاخبار المتقدمة ما رواه الحافظ أبو نعيم في كتاب
منقبة المطهرين بإسناده عن نافع بن الحارث، عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله ذات يوم ونحن حوله: والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه ؟ وعن جسده فيما أبلاه ؟ وعن ماله مما كسبه
وفيما أنفقه ؟ وعن حبنا أهل البيت ؟ فقال عمر يا رسول الله وما آية حبكم من بعدك ؟
قال: فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب عليه السلام - وهو إلى جنبه - فقال: آية
حبنا من بعدي حب هذا. وروى بإسناد آخر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه نحوه، وقال في
آخره: حب هذا - ووضع يده على كتف علي عليه السلام - ثم قال: من أحبه فقد أحبنا، ومن
أبغضه فقد أبغضنا (1).] { 39 باب } * (جامع في سائر الايات النازلة في شأنه صلوات
الله عليه) * 1 - فس: " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم
عاصف (2) " قال: من لم يقر بولاية أمير المؤمنين عليه السلام بطل عمله مثل الرماد
الذي تجئ الريح فتحمله (3). 2 - فس: الحسن بن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
أبي السفاتج، عن
(1) توجد الروايتان في هامش (ك) و (د)
فقط. (2) ابراهيم: 18. (3) تفسير القمى: 345.
[80]
أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى "
ائت بقرآن غير هذا أو بدله (1) " يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام "
قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي " يعني في علي بن
أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام (2). بيان: الخبر يحتمل وجهين: الاول أن يكون
على تأويله عليه السلام ضمير " بدله " راجعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أي ائت
بقرآن لا يشمل على نعوته عليه السلام وأوصافه و فضائله، أو بدله من قبل نفسك واجعل
مكانه غيره. الثاني أن يكون الضمير راجعا إلى القرآن أيضا، أي ارفع هذا القرآن رأسا
وائتنا بقرآن آخر لا يكون مشتملا على فضائله والنصوص عليه، أو بدل من هذا القرآن ما
يشتمل على تلك الامور، والاول أظهر في الخبر والثاني في الآية. 3 - فس: " فلعلك
تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا انزل عليه كنز أو جاء معه ملك
إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل (3) " فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد، عن
يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عمارة بن سويد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج ذات يوم فقال لعلي عليه
السلام يا علي إني سألت الله الليلة أن يجعلك وزيري ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي
ففعل، وسألته أن يجعلك خليفتي في امتي ففعل، فقال رجل من أصحابه (4): والله لصاع من
تمر في شن (5) بال أحب إلي مما سأل محمد ربه، ألا سأله ملكا يعضده، أو مالا يستعين
به على فاقته (6) ؟ ! فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل (7) إلا أجابه !
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " الآية.
(1) يونس: 15، وما بعدها ذيلها. (2) تفسير
القمى: 285. (3) هود: 12. (4) في المصدر: من الصحابة. (5) الشن - بفتح الشين -
القربة الخلق الصغيرة، والمراد هنا الخوان. (6) في المصدر: على ما فيه. (7) في
المصدر: إلى الحق أو إلى الباطل. بحار الانوار - 5 -
[81]
قوله: " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر
سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين (1) " يعني قولهم:
إن الله لم يأمره بولاية علي عليه السلام وإنما يقول من عنده فيه، فقال الله تعالى:
" فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم الله " أي بولاية علي عليه السلام من
عند الله (2). ايضاح: قوله " ما دعا عليا " أي لما كان علي عليه السلام كثير
الانقياد والاطاعة له صلى الله عليه وآله سأل الله تلك الامور، أو أنه افترى له هذه
الاشياء لكثرة انقياده من غير سؤال ووحي أو أنه ما كان يحتاج إلى سؤال تلك الامور
له، لانه يطيعه في كل ما يأمره به، فلو أمره بالوصاية كان يفعلها، والاوسط أظهر. 4
- فس: " إنما يبلوكم الله به " (3) يعني بعلي ابن أبي طالب عليه السلام يختبركم "
وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون (4) ". بيان: الضمير راجع إلى عهد
الله المفسر بالولاية في الاخبار. 5 - فس: " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا
إليك لتفتري علينا غيره (5) " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " وإذا لاتخذوك خليلا
" أي صديقا لو أقمت غيره (6) 6 - فس: " من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع
يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوهم في النار (7) " قال: الحسنة والله ولاية
أمير المؤمنين عليه السلام والسيئة والله اتباع أعدائه (8). حدثنا محمد بن جعفر، عن
يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان
(1) هود: 13. (2) تفسير القمى: 299 و 300
وفيه: أي ولاية أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام من عند الله. (3) النحل:
91، وما بعدها ذيلها. (4) تفسير القمى: 365. (5) بنى اسرائيل: 73. (6) تفسير القمى:
386. (7) القصص: 89 و 90. (8) في المصدر: والسيئة عدواته.
[82]
ابن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في
قوله: " من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها (1) " قال: هي للمسلمين عامة، والحسنة:
الولاية، فمن عمل من حسنة كتب الله تعالى له عشرا، فإن لم يكن ولاية دفع عنه (2) -
بما عمل من حسنة - في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق (3). 7 - فس: ولو اتبع الحق
أهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن (4) " قال: الحق رسول الله صلى الله عليه
وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والدليل على ذلك قوله تعالى: " قد جاءكم الرسول
بالحق من ربكم (5) " يعني ولاية (6) أمير المؤمنين عليه السلام " ويستنبؤونك (7) "
يا محمد أهل مكة في علي " أحق هو " أي أمام ؟ " قل إي وربي إنه لحق " أي إمام (8)،
ومثله كثير، والدليل على أن الحق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين قوله
الله عزوجل: " ولو اتبع " رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام
قريشا " لفسدت السماوات والارض ومن فيهن " ففساد السماء إذا لم تمطر، وفساد الارض
إذا لم تنبت، وفساد الناس في ذلك (9). بيان: قوله: " والدليل على أن الحق " أي
الخبر الذي ورد في تفسير هذه الآية أيضا دليل على ذلك، ويحتمل أن يكون قوله " ولو
اتبع " تفسير الآية منفصلا عما قبله والظاهر أن فيه تحريفا من النساخ.
(1) الانعام: 160. (2) في المصدر: فان لم
يكن له ولاية رفع عنه (3) تفسير القمى: 480 - 481. (4) المؤمنون: 71. (5) النساء:
170. (6) في المصدر: يعنى بولاية. (7) يونس: 53، وما بعدها ذيلها. (8) في المصدر:
أي لامام. (9) تفسير القمى: 447 - 448.
[83]
8 - فس: " لقد جئناكم بالحق (1) " يعني
بولاية أمير المؤمنين عليه السلام " ولكن أكثركم للحق كارهون " والدليل (2) على أن
الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قوله: " وقل الحق من ربكم (3) " يعني ولاية
علي عليه السلام " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين " آل محمد
حقهم (4) " نارا " ثم ذكر على أثر هذا (5) خبرهم، وما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا
يردوا الامر في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: " أم أبرموا أمرا فإنا
مبرمون (6) " إلى قوله: " لديهم يكتبون (7) ". 9 - فس: " شرع لكم من الدين (8) "
مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وآله " ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك " يا محمد "
وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين " أي تعلموا الدين يعني التوحيد،
وإقام الصلاة وإتياء الزكاة وصوم شهر رمضان، وحج البيت، والسنن والاحكام التي في
الكتب، والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام " ولا تتفرقوا فيه " أي لا
تختلفوا فيه " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " من ذكر هذه الشرائع، ثم قال: الله
يجتبي إليه من يشاء " أي يختار " ويهدي إليه من ينيب " وهم الائمة الذين اجتباهم
الله واختارهم (9)، قال: " وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم " قال:
لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم وعرفوه، فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم
على بعض لما رأوا من تفاضيل (10) أمير المؤمنين عليه السلام بأمر الله، فتفرقوا في
المذاهب وأخذوا
(1) الزخرف: 78: وما بعدها ذيلها. (2) في
المصدر: يعنى لولاية أمير المؤمنين عليه السلام، والدليل. ا ه. (3) الكهف: 29، وما
بعدها ذيلها. (4) في المصدر: يعنى ظالمي آل محمد حقهم. (5) أي الاية الاولى. (6)
الزخرف: 79. (7) تفسير القمى. 614. (8) الشورى: 13، وما بعدها ذيلها. (9) في
المصدر: اختارهم واجتباهم. (10) في المصدر: من تفاضل.
[84]
بالآراء والاهواء، ثم قال عزوجل: " ولولا
كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم " قال: لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون
في التقدير الاول لقضى بينهم إذا اختلفوا وأهلكهم ولم ينظرهم، ولكن أخرهم إلى أجل
مسمى المقدور " وإن الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب " كناية عن الذين
نقضوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: " فلذلك فادع واستقم " يعني لهذه
الامور والدين الذي تقدم ذكره وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فادع واستقم كما
امرت. قال: فحدثني أبي، عن علي بن مهزيار، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه
السلام في قول الله: " أن أقيموا الدين " قال: الامام " ولا تتفرقوا فيه " كناية عن
أمير المؤمنين عليه السلام. ثم قال: " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " من أمر
ولاية علي عليه السلام " الله يجتبي إليه من يشاء " كناية عن علي عليه السلام "
ويهدي إليه من ينيب " ثم قال: " فلذلك فادع واستقم كما امرت " يعني إلى أمير
المؤمنين عليه السلام (1) " ولا تتبع أهواءهم " فيه " وقل آمنت بما انزل الله من
كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم " إلى قوله: " وإليه المصير ". ثم قال
عزوجل: " والذين يحاجون في الله (2) " أي يحتجون على الله بعد ما شاء الله أن يبعث
عليهم الرسل فبعث الله إليهم الرسل والكتب، فغيروا وبدلوا، ثم يحتجون يوم القيامة
على الله ف " حجتهم داحضة " أي باطلة " عند ربهم وعليهم غضب و لهم عذاب شديد ". ثم
قال: " الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان " قال: الميزان أمير المؤمنين عليه
السلام. والدليل على ذلك قوله في سورة الرحمان: " والسماء رفعها ووضع الميزان (3) "
قال:
(1) في (د) يعنى إلى ولاية أمير المؤمنين
عليه السلام. (2) الشورى: 16، وما بعدها ذيلها. (3) الاية السابعة.
[85]
يعني الامام عليه السلام (1) بيان: قوله:
" المقدور " تفسير للمسمى بالمقدر، أو المعنى إلى أجل سمي وذكر مقدره. قوله: "
كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام " أي ضمير " فيه " راجع إليه أو إلى الدين الذي
هو المقصود منه، والاحتمالان جاريان في ضمير " إليه " في الموضعين، ويحتمل فيهما
ثالث وهو إرجاعه إلى الموصول في قوله: " ما تدعوهم " فقوله: " كناية عن علي " أي عن
أمر ولايته. قوله: " يعني إلى أمير المؤمنين " إما بيان ل " ذلك " إن كان صلة
للدعوة، أو لمتعلق الدعوة المقدر إن كان تعليلا، أي لاجل ذلك التفرق أو الكتاب أو
العلم الذي اوتيته فادع إلى أمير المؤمنين عليه السلام. ثم اعلم أن بعض المفسرين
فسروا الميزان هنا بالشرع وبعضهم بالعدل وبعضهم بالميزان المعهود (2). 10 - فس: "
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (3) " قال:
استقاموا على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (4). 11 - فس: " أم يقولون تقوله (5)
" يعني أمير المؤمنين عليه السلام " بل لا يؤمنون " أنه لم يتقوله ولم يقمه برأيه.
ثم قال: " فليأتوا بحديث مثله " أي رجل مثله " من عند الله إن كانوا صادقين (6) "
بيان: تقوله: أي ما يقول في أمير المؤمنين عليه السلام ويقرأ من الآيات فيه اختلقه
من عند نفسه. قوله: " أي رجل مثله " أي في رجل مثله، والحاصل أنهم إن كانوا صادقين
فليختاروا رجلا يكون مثله في الكمال، وليختلقوا فيه مثل تلك الآيات، فإذا عجزوا
عنهما
(1) تفسير القمى: 600 و 601. (2) التفسير
بالميزان المعهود لا وجه له، واما الاولان فمرجعهما واحد في الحقيقة. (3) الاحقاف:
13. (4) تفسير القمى: 592. (5) الطور: 32، وما بعدها ذيلها. (6) تفسير القمى: 650.
[86]
فليعلموا أنه الحق، وما نزل فيه هو من عند
الله. 12 - فس: أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عباس، عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله: " ما ضل صاحبكم وما غوى (1) " يقول: ما ضل في علي وما غوى "
وما ينطق عن الهوى " وما كان ما قال فيه إلا بالوحي الذي اوحي إليه، ثم قال: " علمه
شديد القوى " ثم أذن له فوفد (2) إلى السماء فقال: " ذو مرة فاستوى وهو بالافق
الاعلى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى " كان بين لفظه وبين سماع محمد صلى
الله عليه وآله كما بين وتر القوس وعودها " فأوحى إلى عبده ما أوحى " فسئل رسول
الله صلى الله عليه وآله عن ذلك الوحي فقال: أوحى إلي أن عليا سيد المؤمنين وإمام
المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في
الكلام فقالوا: أمن الله أو من رسوله ؟ فقال الله جل ذكره لرسوله: قل لهم: " ما كذب
الفؤاد ما رأى " ثم رده عليهم فقال: " أفتمارونه على ما يرى " ثم قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وآله قد امرت فيه بغير هذا، امرت أن أنصبه للناس فأقول لهم: هذا
وليكم من بعدي، وهو بمنزلة السفينة يوم الغرق، من دخل فيها نجا، ومن خرج منها غرق
(3). 13 - فس: " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم (4) " نزلت في أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين وولاية الائمة عليهم السلام " أضل
أعمالهم " أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من الجهاد
والنصرة (5). 14 - فس: الحسين بن محمد، عن المعلى، بإسناده عن إسحاق بن عمار قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على
محمد (6) " في علي
(1) النجم: 2، وما بعدها ذيلها. (2) وفد
إلى الامير أو عليه: قدم وورد رسولا. (3) تفسير القمى: 651. (4) سورة محمد: 1. (5)
تفسير القمى: 624. (6) سورة محمد: 2، وما بعدها ذيلها.
[87]
" هو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح
بالهم " كذا نزلت. وقال علي بن إبراهيم في قوله: " والذين آمنوا وعلموا الصالحات "
نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار والمقداد، لمن ينقضوا العهد " وآمنوا بما نزل على محمد
" أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله " وهو الحق " يعني أمير المؤمنين صلوات
الله عليه " من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " أي حالهم، ثم ذكر أعمالهم
فقال: " ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل " وهم الذين اتبعوا أعداء أمير المؤمنين
عليه السلام (1)، " وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ". قال: وحدثني أبي عن بعض
أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في سورة محمد آية فينا وآية في عدونا،
والدليل على ذلك قوله: " كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا لقيتم الذين كفرا فضرب
الرقاب " إلى قوله: " لانتصر منهم " فهذا السيف الذي هو على مشركي العجم (2) من
الزنادقة ومن ليس معه الكتاب من عبدة النيران والكواكب، وقوله: " فإذا لقيتم الذين
كفروا فضرب الرقاب " فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول الله صلى الله عليه وآله
والامام بعده (3) " والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح
بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم " أي وعدها إياهم وادخرها لهم (4) " ليبلوا بعضكم
ببعض " أي يختبر، ثم خاطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: " يا أيها الذين
آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ثم قال: " والذين كفروا فتعسا لهم
وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله " في علي " فأحبط أعمالهم " حدثنا جعفر
بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي، عن محمد فضيل، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله
بهذه الآية هكذا: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي، إلا أن كشط الاسم " فأحبط
أعمالهم ".
(1) في المصدر: اعداء آل محمد وأمير
المؤمنين عليهما السلام. (2) في المصدر: لموالى على على مشركي العجم. (3) في
المصدر: من بعده. (4) في المصدر: وأذخرها لهم.
[88]
قال علي بن إبراهيم في قوله: " أفلم
يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم، أي أو لم ينظروا في أخبار
الامم الماضية، وقوله: " دمر الله عليهم " أي أهلكهم وعذبهم، ثم قال: " وللكافرين "
يعني الذين كفروا وكرهوا ما أنزل الله في علي " أمثالها " أي لهم مثل ما كان للامم
الماضية من العذاب والهلاك، ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين
عليه السلام فقال: " ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم " ثم
ذكر المؤمنين فقال: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني بولاية علي
عليه السلام " جنات تجري من تحتها الانهار والذين كفروا " أعداؤه " يتمتعون ويأكلون
كما تأكل الانعام " يعني أكلا كثيرا " والنار مثوى لهم " قال: " وكأين من قرية هي
أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم " قال: إن الذين أهلكناهم من
الامم السالفة كانوا أشد قوة من قريتك يعني أهل مكة الذين أخرجوك منها فلم يكن لهم
ناصر " أفمن كان على بينة من ربه " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " كمن زين له
سوء عمله " يعني الذين غصبوه " واتبعوا أهواءهم " ثم ضرب لاوليائه وأعدائه مثلا،
فقال لاوليائه، " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن " إلى
قوله: لذة للشاربين " أي خمرة (1)، إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها "
وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم " ثم ضرب لاعدائه مثلا
فقال: " كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " قال ليس من هو في هذه
الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار، كما أن ليس عدو الله كوليه (2). * [بيان: "
والذين قاتلوا " كذا قرأ أكثر القراء، وقرأ حفص وجماعة " قتلوا " " عرفها لهم "
قيل: أي طيبها لهم أو بينها لهم (3) بحيث يعلم كل واحد منزله، و
(1) في المصدر: إلى قوله: " من خمر لذة
للشاربين " ومعنى الخمر أي خمرة اه. (2) تفسير القمى: 625 - 627. * هذا البيان
يوجد في (ك) وهامش (د) فقط. (3) في (د): أو تلاها لهم. (*)
[89]
يهتدي إليه كأنه كان ساكنه مذ خلق، أو
حددها لهم بحيث يكون لكل منهم جنة مفروزة (1) " فتعسا لهم " أي عثورا وانحطاطا.
قوله: " إلا أنه كشط الاسم " أي ازيل واذهب، في القاموس: الكشط: رفعك شيئا عن شئ قد
غشاه (2). وانكشط الروع ذهب " يعني بولاية علي عليه السلام " أي آمنوا بها. " يعني
أكلا كثيرا " وقيل: غافلين عن العاقبة " غير آسن " أي متغير طعمه وريحه، " كمن هو
خالد فيها " تقدير الكلام (3): أمثل أهل الجنة كمثل من هو خالد ؟ أو أمثل الجنة
كمثل جزاء من هو خالد ؟. 15 - فس: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه (4) قال: نزلت في
قريش، كلما هووا شيئا عبدوه " وأضله الله على علم " أي عذبه على علم منه فيما
ارتكبوا من أمير المؤمنين عليه السلام وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
مما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم، وأزالوا الخلافة والامامة عن أمير المؤمنين عليه
السلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لامير المؤمنين عليه السلام وقوله: " واتخذ
إلهه هواه " نزلت في قريش، وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه الذين
غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام واتخذوا إماما بأهوائهم، والدليل على ذلك قوله: "
ومن يقل منهم إني إله من دونه (5) " قال: من زعم أنه إمام وليس بإمام (6). 16 - فس:
قوله: " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا (7) " معاوية وأصحابه عليهم لعائن الله "
وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا " الطريقة: الولاية لعلي عليه
السلام " لنفتنهم فيه " قتل الحسين عليه السلام " ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا
صعدا وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " إن الامام من آل محمد عليهم السلام
فلا تتخذوا من غيرهم إماما (8)
(1) أفرز فلانا بشئ: أفرده وخصه به ولم
يشرك معه فيه أحدا. (2) ج 2، 382. (3) في (د) و (ك) قيل: تقدير الكلام فيها. (4)
الجاثية: 23، وما بعدها ذيلها. (5) الانبياء: 22. (6) تفسير القمى: 619. (7) الجن:
15، وما بعدها ذيلها. (8) في المصدر: وليا.
[90]
" وأنه لما قام عبد الله يدعوه " يعني
محمد صلى الله عليه وآله يدعوهم إلى الولاية (1) " كادوا " قريش " يكونون عليه لبدا
" يتعاوون عليه، قال: " قل إنما أدعو ربي " قل: إنما أمر ربي ف " لا أملك لكم ضرا
ولا رشدا " إن توليتم عن ولايته " قل إني لن يجيرني من الله أحدا " إن كتمت ما امرت
به " ولن أجد من دونه ملتحدا " يعني مأوى " إلا بلاغا من الله " ابلغكم ما أمرني
الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام " ومن يعص الله ورسوله " في ولاية
علي عليه السلام " فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ". قال النبي صلى الله عليه
وآله: يا علي أنت قسيم النار، تقول: هذا لي وهذا لك، قالوا: فمتى يكون ما تعدنا يا
محمد من أمر علي والنار ؟ فأنزل الله " حتى إذا رأوا ما يوعدون " يعني الموت
والقيامة " فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا " يعني فلان وفلان وفلان و معاوية
وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش من أضعف ناصرا وأقل عددا، قالوا: فمتى يكون
هذا يا محمد ؟ قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله: " قل إن أدري أقريب ما توعدون أم
يجعل له ربي أمدا " قال: أجلا " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من
رسول " يعني علي المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه، قال الله: " فإنه
يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " قال: في قلبه العلم ومن خلفه الرصد، يعلمه ويزقه
العلم زقا ويعلمه الله إلهاما، والرصد: التعليم من النبي صلى الله عليه وآله "
ليعلم " البني أن قد أبلغ رسالات ربه وأحاط علي بما لدى الرسول من العلم وأحصى كل
شئ عددا، ما كان و ما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة: من فتنة أو
زلزلة أو خسف أو قذف أو امة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من إمام جائر أو
عادل يعرفه باسمه و نسبه، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا، وكم من إمام مخذول لا يضره
خذلان من خذله، وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره. وعنه عن أبي جعفر عليه
السلام في قوله (2): " ومن يعرض " إلى آخره قال: حدثني محمد بن أحمد المدائني، قال:
حدثني هارون بن مسلم، عن الحسين بن علوان، عن علي
(1) في المصدر: إلى ولاية أمير المؤمنين.
(2) كذا في نسخ الكتاب، وفى المصدر: وعنه في قوله.
[91]
بن غراب، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن
عباس في قوله: " ومن يعرض عن ذكر ربه " قال ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه
السلام (1). بيان: الغدق: الكثير، والماء الكثير، وكناية عن سعة المعاش أو وفور
العلم والحكمة كما مر عن الصادق عليه السلام. قوله تعالى: " صعدا " أي شاقا يعلوا
المعذب ويغلبه، وقد مضى تأويل المساجد في كتاب الامامة. [يعني محمد، كأنه حمله على
الحذف والايصال، أي يدعوا إليه كما قال في مجمع البيان (2) يدعوه بقول لا إله إلا
الله، ويدعوا إليه ويقرأ القرآن. وفي القاموس: تعاووا عليه: اجتمعوا (3)] وقال
البيضاوي في قوله: [" كادوا " كاد الجن " يكونون عليه "] لبدا، أي متراكمين من
ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته، أو كان الانس والجن
يكونون عليه مجتمعين لابطال أمره، وهو جمع لبدة، وهي ما تلبد بعضه على بعض (4)
[قوله: " قل إنما أمر ربي " بيان لحاصل المعنى، أي لما كان دعوتي إلى الله وبأمره
ولم اشرك به أحدا ولم اخالفه فيما أمرني به فوضت أمري وأمركم إليه، وأعلم أنه
ينصرني عليكم وقال البيضاوي في قوله: " ملتحدا " منحرفا أو ملتجأ. " إن أدري " ما
أدري " أمدا " غاية تطول مدتها " فلا يظهر " فلا يطلع " من رسول " بيان لمن] قال: "
فإنه يسلك من بين يديه " أي من بين يدي المرتضى " ومن خلفه رصدا " حرسا من الملائكة
يحرسونه من اختطاف (5) الشياطين وتخاليطهم " [ليعلم أن قد أبلغوا " أي ليعلم النبي
الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل و الملائكة النازلون بالوحي، أو ليعلم الله أن قد
أبلغ الانبياء، بمعنى ليتعلق العلم به موجودا " رسالات ربهم " كما هي محروسة من
التغيير " وأحاط بما لديهم " بما عند الرسل " و أحصى كل شئ عددا " حتى القطر
والرمل، انتهى (6). أقول: على تأويله عليه السلام " من رسول " صلة للارتضاء أو حال
من الموصول]
(1) تفسير القمى: 699 - 700. (2) ج 10:
372. (3) ج 4: 368. (4 و 6) تفسير البيضاوى 2: 241. (5) اختطف الشئ: اجتذبه
وانتزعه.
[92]
والظاهر أنه كان في قراءتهم عليهم السلام
" ليعلم أن قد أبلغ رسالات ربه " اي علي عليه السلام و يحتمل أن يكون تفسيرا للآية
بأنها نزلت فيه عليه السلام وصيغة الجمع للتفخيم أو لانضمام الائمة عليهم السلام
معه. قوله: " إلى آخره " أي إلى آخر ما سيأتي في رواية ابن عباس. 17 - ل:
الطالقاني، عن الجلودي، عن أحمد بن أبان، عن يحيى بن سلمة، عن زيد بن الحارث، عن
عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: نزلت في علي عليه السلام ثمانون آية صفوا في كتاب
الله عزوجل ما شركه فيها أحد من هذه الامة (1). بيان: صفوا أي خالصا. 18 - ل:
الطالقاني، عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد (2)، عن عبد العزيز [بن] الخطاب، عن
بليد بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد قال: نزلت في علي عليه السلام سبعون آية ما شركه
في فضلها أحد (3). 19 - فس: " ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله (4)
" فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك " يا علي " فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " هكذا نزلت، ثم قال: " فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك " يا علي، " فيما شجر بينهم " يعنى فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من
خلافك وغصبك " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت عليهم " يا محمد على لسانك من
ولايته " ويسلموا تسليما " لعلي عليه السلام (5). 20 - فس، الحسين بن محمد، عن
المعلى، عن ابن عمر (6)، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله: " يا أيها الذين
آمنوا أوفوا بالعقود (7) " قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عقد عليهم
(1) الخصال 2: 144. (2) في المصدر: عن
الجلودى، عن أبى حماد الطالقاني اه. (3) الخصال 2: 138. (4) النساء: 64، وما بعدها
ذيلها. (5) تفسير القمى: 130 و 131. (6) كذا في نسخ الكتاب، وفى المصدر: ابن ابى
عمير. (7) المائدة: 1.
[93]
لعلي صلوات الله عليه في الخلافة في عشرة
مواطن، ثم أنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " التي عقدت عليكم لامير
المؤمنين عليه السلام (1). 21 - فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: إنما نزلت: " لكن الله يشهد بما انزل إليك " في علي " أنزله
بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا (2) " وقرأ أبو عبد الله عليه السلام " إن
الذين كفروا وظلموا " آل محمد حقهم " لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا *
إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا (3) ". 22 - فس: الحسين بن
محمد، عن المعلى، عن ابن أسباط، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام في قوله: " والله ربنا ما كنا مشركين (4) " بولاية علي عليه السلام
(5). 23 - فس: اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء (6) "
يعني أصحابه وقريشا ومن أنكر [وا] بيعة أمير المؤمنين عليه السلام " فقد وكلنا بها
قوما ليسوا بها بكافرين " يعني شيعة أمير المؤمنين عليه السلام (7). 24 - فس: جعفر
بن أحمد، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي
حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا
عليهم أبواب كل شئ (8) " قال: أما قوله: " فلما نسوا ما ذكروا به " يعني فلما تركوا
ولاية علي وقد امروا به " فتحنا عليهم أبواب كل شئ " يعني دولتهم في
(1) تفسير القمى: 148. (2) النساء: 166.
(3) تفسير القمى: 147 والايتان الاخيرتان في سورة النساء: 168 و 169. (4) الانعام:
23. (5) تفسير القمى: 186. (6) الانعام: 89، وما بعدها ذيلها. (7) تفسير القمى:
197. (8) الانعام: 44.
[94]
الدنيا وما بسط لهم فيها (1). 25 - فس:
أبي، عن عمرو بن سعيد الراشدي، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما
اسري برسول الله إلى السماء وأوحى الله إليه في علي ما أوحى من شرفه ومن عظمه عند
الله ورد إلى البيت المعمور وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله من
عظم ما أوحى إليه في علي (2)، فأنزل الله " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل
الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (3) " يعني الانبياء، فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من
فضله ما أنزلنا في كتابك " لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين * ولا تكونن
من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين " فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما
شك وما سأل (4). 26 - فس: " ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه (5) " يقول: يكتمون
ما في صدورهم من بغض علي عليه السلام، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن آية
المنافق بغض علي عليه السلام فكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي صلى الله عليه
وآله ويسرون بغضه فقال: " ألا حين يستغشون ثيابهم " فإنه كان إذا حدث بشئ من فضل
علي عليه السلام أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا، يقول الله:
" يعلم ما يسرون وما يعلنون " حين قاموا " إنه عليم بذات الصدور " (6). بيان:
الاستغشاء بمعنى النفض غير معهود في اللغة، ولعله كان " تغطوا ثيابهم " فصحف.
(1) تفسير القمى: 188. (2) هذا لا ينافى
عصمته صلى الله عليه وآله لانه لم يشك في شئ كما يظهر من ذيل الرواية: ولعله تعجب
من رفعة منزلة على عليه السلام عند الله وما ناله من الدرجات العالية فنزلت الاية.
(3) يونس: 94، وما بعدها ذيلها. (4) تفسير القمى: 292 و 293. (5) هود: 5، وما بعدها
ذيلها. (6) تفسير القمى: 297.
[95]
27 - ير: أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن جميل والحسن بن راشد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله تبارك وتعالى: "
ألم نشرح لك صدرك (1) " قال: فقال: بولاية أمير المؤمنين عليه السلام (2). 28 - ير:
أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابه، عن حنان بن سدير، عن سلمة الحناط،
عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الله عزوجل: " نزل به الروح الامين * على قلبك
لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين (3) " قال: هي الولاية لامير المؤمنين عليه
السلام (4). 29 - ير: محمد بن أحمد، عن ابن معروف، عن ابن محبوب، عن حنان بن سدير،
عن سالم أبي محمد (5) قال: قلت لابي جعفر عليه السلام أخبرني عن الولاية أنزل بها
جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير ؟ فقال: " نزل به الروح الامين * على قلبك
لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * وإنه لفي زبر الاولين " قال: هي الولاية
لامير المؤمنين عليه السلام (6). 30 - ير: محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، وأحمد
بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن حجر بن زائدة، عن حمران عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى
تقيموا التوراة والانجيل وما انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك
من ربك طغيانا و كفرا (7) " قال: هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (8). 31 - ير:
أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
(1) الانشراح: 1. (2) بصائر الدرجات: 20.
(3) الشعراء: 193 - 195. (4 و 6 و 8) بصائر الدرجات: 21. (5) كذا في النسخ، وفى
المصدر: عن سالم، عن أبى محمد. (7) المائدة: 68.
[96]
اذينة، عن عبد الله النجاشي قال: سألت أبا
عبد الله عليه السلام عن قوله الله تعالى: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (1) " قال: عنى بها
عليا عليه السلام (2). 32 - يف، شف: من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن، بإسناده عن
علقمة، عن ابن مسعود قال: وقعت الخلافة من الله عزوجل في القرآن لثلاثة نفر: لآدم
عليه السلام لقول الله تعالى: " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة (3)
" يعني خالق في الارض خليفة يعني آدم عليه السلام، ثم قال في الحديث المذكور:
والخليفة الثاني داود عليه السلام لقوله تعالى: " يا داود إنا جعلناك خليفة في
الارض (4) " يعني بيت المقدس (5)، والخليفة الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام لقول الله تعالى في السورة التي يذكر فيها النور: " وعد الله الذين
آمنوا منكم وعملوا الصالحات (6) " يعني علي بن أبي طالب عليه السلام " ليستخلفنهم
في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " آدم وداود " وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى
لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم " من أهل مكة " أمنا " يعني في المدينة " يعبدونني "
يوحدونني " لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك " بولاية علي بن أبي طالب عليه
السلام " فاولئك هم الفاسقون " يعني العاصين لله ورسوله (7). أقول: روى العلامة في
كشف الحق مثله (8).
(1) النساء: 65. (2) بصائر الدرجات: 151.
(3) البقرة: 30. (4) سورة ص: 26. (5) في المصدر: يعنى في أرض بيت المقدس (6) النور:
55، وما بعدها ذيلها. (7) الطرائف 23 - 24. ولم نجده في كشف اليقين المطبوع،
والظاهر وقوع السهو في الرمز، يدل عليه قوله: (اقول اه) فانه لو كانت الرواية
موجودة في كشف اليقين كان الانسب أن يقول: رواه العلامة في كشف الحق أيضا. (8)
الجزء الاول: 100.
[97]
33 - شى: عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله: " ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا
بربكم فآمنا (1) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام نودي من السماء أن آمن بالرسول،
وآمن به (2). 34 - شى: عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله: "
ثوابا من عند الله (3)، " وما عند الله خير للابرار (4) " قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: أنت الثواب وأصحابك الابرار (5). بيان: لعل فيه تقدير مضاف أي أنت
صاحب الثواب أو سببه، ويحتمل أن يكون " ثوابا " مفعولا لفعل محذوف، أي تعطيهم ثوابا
وهو لقاء أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله أو ولاؤه، ثم اعلم أن قوله: " وما عند
الله خير " منفصل عن قوله: ثوابا من عند الله " أي سأله عن تفسير الآيتين. 35 - شى:
عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " أوفوا بعهدي اوف
بعهدكم (6) " قال: أوفوا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فرضا من الله اوف لكم
بالجنة (7). 36 - شى: عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه
الآية في باطن القرآن: " وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به
(8) " يعني
(1) آل عمران: 193. (2) تفسير العياشي
مخطوط ورواه البحراني في البرهان 1: 333. وفيه: فآمن به وهو الصحيح. (3) آل عمران:
195. (4) آل عمران: 198. (5) تفسير العياشي مخطوط، وقد رواه البحراني أيضا في
البرهان 1: 333. الا أنه أسند الرواية إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام.
(6) البقرة: 40. (7) تفسير العياشي مخطوط، ورواه في البرهان 1: 91. (8) البقرة: 41.
[98]
فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم، قال
الله - يعنيهم - ولا تكونوا أول كافر به يعني عليا عليه السلام (1). 37 - شى: عن
عبد الله النجاشي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " اولئك الذين يعلم
الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (2) " يعني والله
فلانا وفلانا " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " إلى قوله: " توابا رحيما
" يعني والله النبي وعليا بما صنعوا أي لو جاؤوك بها يا علي " فاستغفروا الله " بما
صنعوا " واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم " ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: هو والله علي بعينه " ثم لا
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، على لسانك يا رسول الله، يعني به ولاية علي عليه
السلام " ويسلموا تسليما " لعلي بن أبي طالب عليه السلام (3). 38 - شى: عن جابر
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية من قول الله: " فلما جاءهم ما عرفوا
كفروا به (4) " قال تفسيرها: في الباطن: لما جاءهم ما عرفوا في علي كفروا به فقال
الله فيهم: " فلعنة الله على الكافرين " يعني بني امية، هم الكافرون في باطن
القرآن. قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه
وآله هكذا: " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله " في علي " بغيا "
وقال الله في علي: أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده " يعني عليا، قال
الله: " فباؤوا بغضب على غضب " يعني بني امية " والكافرين " يعني بني امية [عذاب
مهين. وقال جابر: قال أبو جعفر عليه السلام نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه
وآله هكذا والله: " وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله من ربكم في علي، يعني بني
امية] قالوا نؤمن بما انزل علينا " يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه
(1) مخطوط. رواه في البرهان 1: 91، وفيه،
قال الله يعيبهم. (2) النساء: 63. وما بعدها ذيلها. (3) تفسير العياشي مخطوط، رواه
في البرهان 1: 391. (4) البقرة: 89، وما بعدها ذيلها.
[99]
" ويكفرون بما وراءه " بما أنزل الله في
علي " وهو الحق مصدقا لما معهم " يعني عليا عليه السلام (1). 39 - شى: عن أبي حمزة
الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " لكن الله يشهد بما انزل إليك (2) "
في علي " أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا " قال: وسمعته يقول: نزل
جبرئيل بهذه الآية هكذا " إن الذين كفروا وظلموا " آل محمد حقهم " لم يكن الله
ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا " إلى قوله: " يسيرا " ثم قال: " يا أيها الناس قد
جاءكم الرسول بالحق من ربكم " في ولاية علي " فآمنوا خيرا لكم فإن تكفروا " بولايته
" فإن لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله عليما حكيما " (3). 40 - شى: عن
عكرمة، عن ابن عباس قال: ما نزلت آية " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي شريفها
وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في غير مكان وما ذكر عليا
إلا بخير (4). 41 - شى: عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " يريد
الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (5) " قال اليسر علي عليه السلام، وفلان وفلان
العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان (6). بيان: أي من يدخل في
ولايتهما إنما هو شرك شيطان. 42 - شى: عن عمرو بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام وذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ثم قرأ: " أفمن يهدي إلى الحق أحق
أن يتبع (7) " إلى قوله: تحكمون " فقلنا: من هو أصلحك الله ؟ فقال: بلغنا أن ذلك
علي عليه السلام (8).
(1) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان
1: 130 - 131. (2) النساء: 166، وما بعدها ذيلها. (3) تفسير العياشي مخطوط، رواه في
البرهان 1: 428. (4 و 6) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 1: 428. (5) البقرة:
185. (7) يونس: 35. (8) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2: 186.
[100]
43 - شى: عن يحيى بن سعيد، عن أبي عبد
الله، عن أبيه عليهما السلام في قول الله: " ويستنبؤونك أحق هو (1) " فقال: يستنبئك
يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب إمام هو ؟ " قل إي وربي إنه لحق " (2). 44 -
شى: عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية: "
فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك (3) " إلى قوله: " أو جاء معه ملك "
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قال لعلي عليه السلام: إني سألت ربي أن
يوالي بيني وبينك ففعل: وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك
وصيي ففعل فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد
ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه ؟ أو كنزا يستعين به على فاقته ؟ والله ما دعاه
إلى باطل إلا أجابه له ! فأنزل الله عليه: " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به
صدرك " قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام في آخر
صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين،
والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرحمان ودا * فإنما يسرناه بلسانك لنبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا
(4) " بني امية، فقال رمع: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأله محمد ربه،
أفلا سأله ملكا يعضده ؟ أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من
هود أولها " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " إلى " أم يقولون افتراه " ولاية علي "
قل فأتوا بعشرة سور مثله مفتريات " إلى " فإن لم يستجيبوا لكم " في ولاية علي "
فاعلموا أنما انزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون " لعلي ولايته " من
كان يريد الحياة الدنيا وزينتها " يعني فلانا وفلانا " نوف إليهم أعمالهم فيها أفمن
كان على بينه من ربه " رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه " أمير
المؤمنين
(1) يونس: 53، وما بعدها ذيلها. (2) تفسير
العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2: 187. (3) هود: 12. (4) مريم: 96 - 97.
[101]
عليه السلام " ومن قبله كتاب موسى إماما
ورحمة " قال: كان ولاية علي ولاية علي عليه السلام في كتاب موسى " اولئك يؤمنون به
ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مربة منه " في ولاية علي " إنه الحق
من ربك " إلى قوله: " ويقول الاشهاد " هم الائمة عليهم السلام " هؤلاء الذين كذبوا
على ربهم " إلى قوله: " هل يستويان مثلا أفلا تذكرون (1) ". بيان: رمع كناية عن
عمر، لانه مقلوبة. 45 - قب: محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام " إنه
لقول رسول كريم (2) " قال: يعني جبرئيل عن الله تعالى في ولاية علي عليه السلام،
قلت: " وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون " ؟ قالوا: إن محمد كذاب على ربه وما أمره
الله بهذا في علي ! فأنزل الله بذلك قرآنا، فقال: إن ولاية علي " تنزيل من رب
العالمين ولو تقول علينا " محمد " بعض الاقاويل " الآيات. أبو عبد الله عليه السلام
في قوله: وهدوا إلى الطيب من القول (3) قال: ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر
والمقداد وعمار وهدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام. أبو صالح، عن ابن عباس في
وقوله تعالى: " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا (4) " أي من ترك ولاية علي
أعماه الله وأصمه عن الهدى. أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام يعني ولاية أمير
المؤمنين عليه السلام، قلت: " ونحشره يوم القيامة أعمى " قال: يعني أعمى البصيرة في
الآخرة، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، قال: وهو متحير
في الآخرة، يقول: " لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا " قال:
الآيات الائمة " فنسيتها فكذلك اليوم تنسى " يعني تركتها، وكذلك اليوم تترك في
النار كما تركت الائمة عليهم السلام فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم. قال: " وكذلك
نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد و
(1) تفسير العياشي مخطوط، والايات في سورة
هود 12 - 24. (2) الحاقة: 40، وما بعدها ذيلها. (3) الحج: 24. (4) طه: 124، وما
بعدها ذيلها.
[102]
أبقى " كذلك نجزي من أشرك بولاية أمير
المؤمنين عليه السلام الخبر. الباقر عليه السلام في خبر: إن بعضهم قال: لقد افتتن
رسول الله في علي حتى لا يوازيه شئ (1) ! فنزل " ن والقلم وما يسطرون " إلى قوله: "
المفتون ". الباقر عليه السلام في قوله تعالى: " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله
وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم (2) " قال: كرهوا عليا وكان أمر الله بولايته يوم بدر
وحنين ويوم بطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة: نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي
صد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسجد الحرام بالجحفة وخم، وعنى بقوله
تعالى: " واتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه (3) " عليا عليه السلام. ابن
زاذان وأبو داود السبيعي عن أبي عبد الله الجدلي قال أمير المؤمنين عليه السلام في
قوله " من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها (4) " يا
أبا عبد الله الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. تفسير الثعلبي: ألا انبئك بالحسنة التي من
جاء بها دخل الجنة والسيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار ولم يقبل معها عملا
؟ قلت: بلى، قال: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. الباقر عليه السلام: الحسنة ولاية علي
عليه السلام وحبه، والسيئة عداوته وبغضه، ولا يرفع معها عمل. وقال عليه السلام: "
ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا (5) " قال: المودة لعلي ابن أبي طالب عليه السلام.
وقد رواه الثعلبي عن ابن عباس.
(1) في المصدر: لقد افتتن على ورسول الله
حتى لا يواريه شئ. (2) سورة محمد: 28. (3) التوبة: 1. (4) كأن التحريف وقع في الاية
عند النسخ، وأصلها كذلك " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى
الا مثلها " الانعام: 160. أو المراد آية 84 من سورة القصص، و هي أيضا لا تطابق
المتن: (5) الشورى: 23.
[103]
الرضا، عن أبيه، عن جده عليهم السلام في
قوله تعالى: " فطرة الله التي فطر الناس عليها (1). " قال: هو التوحيد، ومحمد صلى
الله عليه وآله رسول الله، وعلي عليه السلام أمير المؤمنين، إلى ههنا التوحيد. علي
بن حاتم في كتاب الاخبار لابي الفرج بن شاذان أنه نزل قوله تعالى: " بل كذبوا
بالساعة (2) " يعنى كذبوا بولاية علي عليه السلام، وهو المروي عن الرضا عليه
السلام. الباقر عليه السلام في قوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم
العسر (3) " قال: اليسر أمير المؤمنين عليه السلام والعسر فلان وفلان، أبو الحسن
الماضي عليه السلام (4): إن ولاية علي لتذكرة للمتقين للعالمين، وإنا لنعلم أن منكم
مكذبين، وإن عليا لحسرة على الكافرين، وإن ولايته لحق اليقين، وقد ثبت أن قوله: "
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (5) " وقوله تعالى: " وعلى الاعراف رجال (6) "
نزلتا فيه عليه السلام وقوله تعالى: " إن هو إلا عبد أنعمنا عليه (7) " الآية نزلت
فيه (8). 46 - شى: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية "
والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون
أيان يبعثون (9) " قال: الذين يدعون من دون الله الاول والثاني والثالث كذبوا رسول
الله صلى الله عليه وآله بقوله: والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه، ودعوا
الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: " والذين يدعون من دون الله " قال: وأما
قوله: " لا يخلقون شيئا " فإنه يعني لا يعبدون شيئا " وهم يخلقون " فإنه يعني وهم
يعبدون، وأما قوله: " أموات غير أحياء " يعني كفار غير مؤمنين. وأما قوله: " وما
يشعرون أيان
(1) الروم: 30. (2) الفرقان: 11. (3)
البقرة: 185. (4) أي في تفسير قوله تعالى " وانه لتذكرة للمتقين " * وانا لنعلم أن
منكم مكذبين * وانه لحسرة على الكافرين وأنه لحق اليقين ": الحاقة 48 - 51. (ب) (5)
الاحزاب: 23. (6) الاعراف: 46. (7) الزخرف: 59. (8) مناقب آل أبى طالب: 1: 575 -
581. (9) النحل 20 - 21.
[104]
يبعثون " فإنه يعني أنهم لا يؤمنون أنهم
يشركون " إلهكم إله واحد " فإنه كما قال الله وأما قوله: " فالذين لا يؤمنون
بالآخرة " فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق. وأما قوله: " قلوبهم منكرة " فإنه
يعني قلوبهم كافرة. وأما قوله: " وهم مستكبرون " فإنه يعني عن ولاية علي عليه
السلام مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه: " لا جرم أن الله يعلم ما يسرون
وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين " عن ولاية علي عليه السلام (1). شى: عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء (2). بيان: لعله أطلق الخلق على
العبادة مجازا. 47 - شى: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل
بهذه الآية هكذا: " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم " في علي " قالوا أساطير الاولين
(3) ". 48 - شى: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وإذا قيل لهم ماذا
أنزل ربكم " في علي " قالوا أساطير الاولين " سجع (4) أهل الجاهلية في جاهليتهم،
فذلك قوله: " أساطير الاولين " وأما قوله: " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة "
(5) فإنه يعني يستكمل الكفر يوم القيامة. وأما قوله: " ومن أوزار الذين يضلونهم
بغير علم " يعني يتحملون كفر الذين يتولونهم قال الله: " ألا ساء ما يزرون " (6).
49 - قب: زياد بن المنذر، عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى " يا أيها الذين
آمنوا استجيبو لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم (7)، قال: ولاية علي عليه السلام.
أحمد بن حميد الهاشمي قال: وجد في كتاب جامع جعفر عليه السلام في قوله تعالى:
(1 و 2) تفسير العياشي مخطوط. رواه في
البرهان 2: 363. (3) تفسير العياشي مخطوط والاية في سورة النحل: 24. (4) سجع
الخطيب: نطق بكلام مقفى له فواصل. (5) النحل: 25، وما بعدها ذيلها. (6) تفسير
العياشي مخطوط، وقد روى الروايتين في البرهان 2: 363. (7) الانفال: 24.
[105]
" وبئر معطلة وقصر مشيد (1) " أنه قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: القصر المشيد والبئر المعطلة علي عليه السلام. علي
بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: البئر المعطلة الامام الصامت
والقصر المشيد الامام الناطق، وقالوا: إنما مثل به عليا عليه السلام لانه مرتفع مثل
القصر المشيد، والبئر المعطلة التي لا يستقى منها الماء (4). بيان: قال البيضاوي: "
وبئر معطلة " عطف على قرية - في قوله: " فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي
خاوية على عروشها (3) " - أي وكم بئر عامرة في البوادي تركت لا يستقى منها لهلاك
أهلها، وقصر مشيد مرفوع أو محصص ؟ أخليناه عن ساكنيه. انتهى (4) فظهر أنه لا يبعد
أن يكونا كنايتين عن الامام عليه السلام. 50 - شى: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: " فأبى أكثر الناس " بولاية علي " إلا
كفورا (5) ". 51 - شى: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن
قول الله: " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا (6) " قال:
تفسيرها: ولا تجهر بولاية علي عليه السلام ولا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك " تخافت
بها " يعني ولا تكتمها عليا وأعلمه ما أكرمته به (7). 52 - شى: عن جابر عن أبي جعفر
عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله: " ولا تجهر بصلاتك ولا
تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا (8) " قال: لا تجهر بولاية علي عليه السلام فهو
الصلاة، ولا بما أكرمته به حتى آمرك به، وذلك قوله: " ولا تجهر
(1 و 3) الحج: 45. (2) مناقب آل أبى طالب
1: 570. (4) تفسير البيضاوى 2: 41. (5) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2:
445. والاية في سورة بنى اسرائيل: 89 والفرقان: 50. (6 و 8) بنى اسرائيل: 110. (7)
تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2: 453.
[106]
بصلاتك " وأما قوله: " ولا تخافت بها "
فإنه يقول: ولا تكتم ذلك عليا، يقول: أعلمه ما أكرمته به. فأما قوله: " وابتغ بين
ذلك سبيلا " يقول: تسألني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي بولايته، فأذن له بإظهار ذلك
يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه. (1) بيان: لما كانت الصلاة الكاملة في علي عليه السلام ولم يصدر
كاملها إلا منه ومن أمثاله فقد ظهر عليه آثارها، فكأنه صار عينها، وأيضا لشدة
اشتراط ولايتة في قبولها وعدم صحتها بدونها، ولكونه الداعي إليها والمعلم لها،
فلتلك الامور قد يعبر عنه عليه السلام بالصلاة في بطن القرآن، وقد مر بعض تحقيق ذلك
وسيأتي إن شاء الله تعالى. 53 - شى: عن جميل، عن إسحاق بن عمار في قوله: " ولا تبذر
تبذيرا (2) " قال لا تبذر في ولاية علي عليه السلام (3). بيان: لما ذكر في صدر
الآية " وآت ذا القربى حقه " فأعطى صلى الله عليه وآله فاطمة فدكا قال " لا تبذر "
أي لا تصرف المال في غير المصارف التي امرت بها، فعلى هذا البطن من الآية لعل
المعنى: لا تجعل ولاية علي عليه السلام لغيره، ويحتمل أن يكون نهيا عن الغلو في
شأنه عليه السلام لمنع غيره عن ذلك، كقوله " لئن أشركت (4) " 54 - شى: عن سماعة بن
مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " فليعمل عملا صالحا ولا
يشرك بعبادة ربه أحدا (5) " قال: العمل الصالح المعرفة بالائمة عليهم السلام " ولا
يشرك بعبادة ربه أحدا " التسليم لعلي عليه السلام لا يشرك معه في الخلافة من ليس له
ذلك ولا هو من أهله (6). بيان: لعل المراد بالعبادة هنا العبادة القلبية، وهي
الاعتقاد بالولاية، أو هي أيضا
(1) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان
2: 454. (2) بنى اسرائيل: 26. (3) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2: 416.
(4) الزمر: 65. (5) الكهف: 110. (6) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2: 497.
[107]
داخلة فيها والشرك فيها تشريك غير من جعل
الله له الولاية مع من جعلها له. 55 - شى: عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما في القرآن
آية " الذين آمنوا و عملوا الصالحات " إلا وعلي أميرها وشريفها، وما من أصحاب محمد
رجل إلا وقد عاتبه الله، وما ذكر عليا إلا بخير. قال عكرمة: إني لاعلم لعلي منقبة
لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات والارض (1). 56 - شى: عن علي بن أبي حمزة، عن أبي
جعفر عليه السلام " ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا (2) "
يعني ولقد ذكرنا عليا في القرآن، وهو الذكر، فما زادهم إلا نفورا (3). 57 - م: إن
الذين يكتمون أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك
يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فاولئك أتوب عليهم
وأنا التواب الرحيم (4) " قال الامام عليه السلام: قوله عزوجل: " إن الذين يكتمون
ما أنزلنا من البينات " في صفة محمد وصفة علي وحليته (5) " والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب " قال: والذي أنزلناه من الهدى (6)، وهو ما أظهرناه من الآيات على
فضلهم و محلهم، كالغمامة التي كانت تظل رسول الله صلى الله عليه وآله في أسفاره،
والمياه الاجاجة (7) التي كانت تعذب في الآبار والموارد ببزاقه (8)، والاشجار التي
تتهدل (9) ثمارها بنزوله
تفسير العياشي مخطوط. (2) بنى اسرائيل:
41. (3) تفسير العياشي مخطوط، رواه في البرهان 2: 422. (4) البقرة: 159 و 160. (5)
في المصدر، من صفة محمد صلى الله عليه وآله. (6) في المصدر: من بعد الهدى. (7) صار
الماء اجاجا: أي ملحا مرا. (8) الابار جمع البئر. والموارد: جمع المورد: الطريق إلى
الماء. وفى المصدر: ببصاقه. وكلاهما بمعنى واحد. (9) في المصدر: كانت تتهدل: تهدلت
أغصان الشجرة أو ثمرتها: تدلت.
[108]
تحتها، والعاهات (1) التي كانت تزول عمن
يمسح يده عليه أو ينفث ببزاقه فيها (2)، و كالآيات التي ظهرت على علي عليه السلام
من تسليم الجبال والصخور والاشجار قائلة: يا ولي الله ويا خليفة رسول الله، والسموم
القاتلة التي تناولها من سمى باسمه عليها ولم يصبه بلاؤها، والافعال العظيمة: من
التلال والجبال التي اقتلعها ورمى بها كالحصاة الصغيرة، وكالعاهات التي زالت
بدعائه، والآفات والبلايا التي حلت بالاصحاء بدعائه، وسائر ما خصه به من فضائله،
فهذا من الهدى الذي بينه الله تعالى للناس في كتابه، ثم قال: " اولئك " الكاتمون
لهذه الصفات من محمد ومن علي صلوات الله عليهما المخفون لها عن طالبيها الذين
يلزمهم إبداؤها لهم عند زوال التقية " يلعنهم الله " يلعن الكاتمين " ويلعنهم
اللاعنون " وفيه وجوه: منها: يلعنهم اللاعنون " أنه ليس أحد محقا كان أو مبطلا إلا
وهو يقول: لعن الله الكاتمين للحق، لعن الله الظالمين، إن الظالم الكاتم للحق ذلك
يقول أيضا: لعن الله الظالمين الكاتمين، فهم على هذا المعنى في لعن كل اللاعنين وفي
لعن أنفسهم. ومنها أن الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ارتفعت اللعنتان،
فأستأذنتا ربهما في الوقوع بمن بعثتا إليه، فقال الله عزوجل لملائكة: انظروا فإن
كان اللاعن أهلا للعن وليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن، وإن كان
المشار إليه أهلا وليس اللاعن أهلا فوجهوهما إليه، وإن كان جميعا لهما أهلا فوجهوا
لعن هذا إلى ذلك ووجهوا لعن ذلك إلى هذا، وإن لم يكن واحد منهما لها أهلا لايمانهما
وإن الضجر أحوجهما إلى ذلك فوجهوا اللعنتين إلى اليهود والكاتمين نعت محمد وصفته
وذكر علي وحليته صلوات الله عليهما، وإلى النواصب الكاتمين لفضل علي عليه السلام
والدافعين لفضله. ثم قال الله عزوجل: " إلا الذين تابوا " من كتمانهم " وأصلحوا "
ما كانوا أفسدوه (3) بسوء التأويل فجحدوا به فضل الفاضل واستحقاق المحق وبينوا ما
ذكره الله من نعت محمد صلى الله عليه وآله وصفته ومن ذكر علي عليه السلام وحليته
وما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله " فاولئك
(1) جمع العاهة: عرض يفسد ما أصابه. (2)
في المصدر: أو ينفث ببصاقه فيها. نفث البصاق من فيه. رمى به. (3) في المصدر: "
واصلحوا " أعمالهم وأصلحوا ما كانوا أفسدوه.
[109]
أتوب عليهم " أقبل توبتهم " وأنا التواب
الرحيم (1) ". بيان: التهدل: الاسترخاء والاسترسال. 58 - قب: عن الباقرين عليهما
السلام: قال النبي صلى الله عليه وآله من يقبل منكم وصيتي ويؤازرني على أمري ويقضي
ديني وينجز عداتي من بعدي ويقوم مقامي ؟ - في كلام له - فقال رجلان لسلمان: ماذا
يقول آنفا محمد ؟ فقام إليه أمير المؤمنين عليه السلام فضمه إلى صدره وقال: أنت لها
يا علي، فأنزل الله " ومنهم من يستمع إليك (2) " إلى قوله: " طبع الله على قلوبهم
". موسى بن جعفر عليه السلام في قوله: " ألا إنهم يثنون صدورهم (3) " قال: كان إذا
نزلت (4) الآية في علي عليه السلام ثنى أحدهم صدره لئلا يسمعها، واستخفى من النبي
صلى الله عليه وآله. الباقر عليه السلام في قوله: " يستغشون ثيابهم (5) " إن رسول
الله صلى الله عليه وآله كان إذا حدث بشئ من فضائل علي عليه السلام أو تلا عليهم ما
انزل فيه نفضوا ثيابهم وقاموا، يقول الله: " يعلم ما يسرون وما يعلنون (6) ". عن
جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون *
عن المجرمين ما سلككم في سقر (7) " قال لعلي المجرمون: يا علي المكذبون بولايتك.
أبو بكر بن أبي شيبة، عن ابن فضيل، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: "
وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت (8) " قال: لعلي بن أبي طالب عليه
السلام (9).
(1) تفسير الامام: 236 و 237. (2) سورة
محمد: 16. (3 و 5 و 6) سورة هود: 5. (4) في المصدر: إذا كان نزلت. (7) المدثر - 39
- 42. (8) النحل: 38. (9) مناقب آل أبى طالب 2: 13 و 14.
[110]
بيان: أي أقسموا أن عليا عليه السلام لا
يبعث في الرجعة، أو لا يبعث الناس له فيها. 59 - م: قوله تعالى: " يا أيها الذين
آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * فإن زللتم
من بعد ما جاءكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم (1) " قال الامام عليه السلام:
فلما ذكر الله تعالى الفريقين: أحدهما " و من الناس من يعجبك قوله (2) " والثاني "
ومن الناس من يشري نفسه (3) " وبين حالهما ودعا الناس إلى حال من رضي صنيعه فقال: "
يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " يعني في السلم والمسالمة إلى دين
الاسلام كافة جماعة ادخلوا فيه، وادخلوا في جميع الاسلام فتقبلوه واعملوا لله (4)،
ولا تكونوا كمن يقبل بعضه ويعمل به ويأبى بعضه ويهجره، قال: ومنه الدخول في قبول
ولاية علي عليه السلام كالدخول في قبول نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه لا
يكون مسلما من قال إن محمدا رسول الله فاعترف به، ولم يعترف بأن عليا وصيه وخليفته
وخير أمته " ولا تتبعوا خطوات الشيطان " ما يتخطى بكم إليه الشيطان من طريق الغي
والضلال (5)، ويأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات (6) " إنه لكم عدو مبين " إن
الشيطان بعدواته يريد اقتطاعكم عن مزيد الثواب (7) و إهلاككم بشديد العقاب " فإن
زللتم " عن السلم والاسلام الذي تمامه باعتقاد ولاية علي عليه السلام لا ينفع
الاقرار بالنبوة مع جحد إمامة علي عليه السلام كما لا ينفع الاقرار بالتوحيد مع جحد
النبوة، إن زللتم، " من بعد ما جاءتكم البينات " من قول رسول الله وفضيلته، وآتاكم
الدلالات الواضحات الباهرات على أن محمدا صلى الله عليه وآله الدال على إمامة علي
عليه السلام نبي صدق،
(1) البقرة: 208 - 209. (2) البقرة: 204.
(3) البقرة: 207. (4) في المصدر: فاقبلوه واعملوا فيه. (5) في المصدر: من طريق الغى
والضلال. (6) أي المهلكات. (7) في المصدر: ان الشيطان لكم عدو مبين بعدواته يريد
اقتطاعكم عن عظيم الثواب.
[111]
ودينه دين حق " فاعلموا أن الله عزيز حكيم
" عزيز قادر على معاقبة المخالفين لدينه و والمكذبين لنبيه لا يقدر أحد على صرف
انتقامه من مخالفيه (1)، وقادر على إثابه الموافقين لدينه والمصدقين لنبيه لا يقدر
أحد على صرف ثوابه عن مطيعيه، حكيم فيما يفعل من ذلك (2). قال علي بن الحسين عليهما
السلام: وبهذه الآية وغيرها احتج علي عليه السلام يوم الشورى على من دافعه عن حقه
وأخره عن رتبته، وإن كان ما ضر الدافع إلا نفسه (3)، فإن عليا كالكعبة التي أمر
الله باستقبالها للصلاة، جعلها الله ليؤتم (4) به في امور الدين و الدنيا، كما لا
ينقص الكعبة ولا يقدح في شئ من شرفها وفضلها إن ولى عنها الكافرون فكذلك لا يقدح في
علي عليه السلام إن أخره عن حقه المقصرون ودافعه عن واجبه الظالمون، قال لهم علي
عليه السلام يوم الشورى في بعض مقاله بعد أن أعذر وأنذر وبالغ وأوضح: معاشر
الاولياء (5) العقلاء ألم ينه الله تعالى عن أن تجعلوا له أندادا ممن لا يعقل ولا
يسمع ولا يبصر ولا يفهم كما نفهم ؟ أو لم يجعلني رسول الله لدينكم وديناكم قواما ؟
أو لم يجعل إلي مفزعكم ؟ أو لم يقل (6): علي مع الحق والحق معه ؟ أو لم يقل: أنا
مدينة الحكمة (7) وعلي بابها ؟ أولا تروني غنيا عن علومكم وأنتم إلى علمي محتاجون ؟
أفأمر الله تعالى العلماء (8) باتباع من لا يعلم، أم أمر من لا يعلم باتباع من يعلم
؟ يا أيها الناس لم تنقضون ترتيب الالباب ؟ لم تؤخرون من قدمه الكريم الوهاب ؟ أو
ليس رسول الله
(1) في المصدر: عن مخالفيه. (2) في المصدر
بعد ذلك: غير مصرف على من أطاعه وإن أكثر به الخيرات، ولا واضع لها في غير موضعها
للكرامات، ولا ظالم لمن عصاه وإن شدد عليه العقوبات. (3) في المصدر: ما ضر إلا
نفسه. (4) في المصدر: جعل الله ليؤتم به. (5) كذا في النسخ وهو تصحيف " الالباء "
(ب) (6) في المصدر: أو لم يقل لكم. (7) في المصدر: انا مدينة العلم. (8) في المصدر:
افأمر العلماء. (*)
[112]
أجابني إلى ما رد عنه أفضلكم: فاطمة لما
خاطبها (1) ؟ أو ليس قد جعلني أحب خلق الله إلى الله لما أطعمني معه من الطائر ؟ أو
ليس جعلني أقرب الخلق شبها بمحمد نبيه ؟ أفأقرب الناس به شبها تؤخرون ؟ وأبعد الناس
به شبها تقدمون ؟ ما لكم لا تتفكرون ولا تعقلون ؟ قال: فما زال يحتج بهذا ونحوه
عليهم وهم لا يغفلون عما دبروه (2)، ولا يرضون إلا بما آثروه (3) ! 60 - نى: محمد
بن عبد الله الطبراني، عن أبيه، عن علي بن هاشم والحسن بن سكن معا، عن عبد الرزاق
بن همام، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمان، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال:
وقف (4) على رسول الله صلى الله عليه وآله أهل اليمن يبشون بشيشا، فلما دخلوا على
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور
يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسد، فقالوا: يا رسول الله
ومن وصيك ؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عزوجل: " واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا (5) " فقالوا: يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل ؟ فقال: هو
قول الله: " إلا بحبل من الله وحبل من الناس (6) " فالحبل من الله كتابه، والحبل من
الناس وصيي، فقالوا: يا رسول الله من وصيك ؟ فقال: هو الذي قال الله فيه: " أن تقول
نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله (7) " فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا
؟ قال: هو الذي يقول الله فيه: " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع
الرسول سبيلا (8) " هو وصيي والسبيل إلي من بعدي، فقالوا يا رسول الله بالذي بعثك
بالحق
(1) الصحيح كما في المصدر " خطبها " أي
طلبها إلى التزويج. (2) في المصدر: وهم لا يعقلون إلا عما دبروه. (3) تفسير الامام:
264 - 265. (4) الصحيح كما في المصدر: وفد. (5) آل عمران: 103. (6) في المصدر: 112.
(7) الزمر: 56. (8) الفرقان، 27. بحار الانوار - 7 -
[113]
أرناه فقد اشتقنا إليه، فقال هو الذي جعله
الله آية للمؤمنين المتوسمين (1)، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، تخللوا الصفوف (2) وتصفحوا الوجوه
فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لان الله عزوجل يقول في كتابه: " فاجعل أفئدة من
الناس تهوي إليهم (3) " إليه وإلى ذريته عليهم السلام، قال: فقام أبو عامر الاشعري
في الاشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين وظبيان، وعثمان بن قيس (4) وعرنة
الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد
الانزع الاصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله فقال النبي صلى
الله عليه وآله: أنتم بحمد الله عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، وعرفتم أنه هو
(5)، فرفعوا أصواتهم يبكون، ويقولون يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نحن لهم (6)،
ولما رأيناه رجفت (7) قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا وانخدشت أكبادنا (8) وهملت أعيننا
وانثلجت صدورنا (9) حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
" وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم
من الله الحسنى (10)، وأنتم عن النار مبعدون، قال: فبقي هؤلاء القوم المتوسمون (11)
حتى شهدوا
(19 ليست كلمة " المتوسمين " في (ك). توسم
فيه الخير أي تبين فيه أثره. والمراد: المؤمنون الذين يتلالا نور الايمان في وجوهم.
(2) في المصدر: فتخللوا الصفوف. (3) سورة إبراهيم: 37. (4) في المصدر: وعثمان بن
قيس في بنى قيس. (5) في المصدر: فبم عرفتم انه هو ؟ (6) في المصدر: فلم تحن لهم
قلوبنا. ومعنى حن: اشتاق. (7) أي تحركت. (8) في المصدر: وانجاشت اكبادنا. أي هاجت
واضطربت. (9) ثلج نفسي به واليه: ارتاحت به واطمأنت إليه. (10) في المصدر: سبقت لكم
بها الحسنى. (11) في المصدر: المسمون.
[114]
مع أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين
- رحمهم الله (1) - فكان النبي صلى الله عليه وآله بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم
يستشهدون مع علي بن أبي طالب عليه السلام (2). بيان: " يبشون " من البشاشة وهي
طلاقة الوجه. والمسد - بالتحريك -: حبل من ليف أو خوص (3). والمنصور هو الذي يخرج
من اليمن قريبا من زمان القائم - عجل الله تعالى فرجه - وسيأتي في كتاب الغيبة. 61
- فض: بالاسانيد عن جعفر بن محمد عليه السلام نزل (4) جبرئيل بهذه الآية " وإن كنتم
في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن
كنتم صادقين (5) " في علي. بالاسانيد إلى أبي عبد الله عليه السلام (6) أنه قال:
لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم
مهتدون (7) " قال: بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ولم يخلطوا بولاية فلان
وفلان، فإنه التلبس بالظلم (8). وعنه في قوله تعالى: " الحمد لله الذي هدانا لهذا
وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله (9) " قال: إذا كان (10) يوم القيامة دعا الله
بالنبي صلى الله عليه وآله وبعلي عليه السلام فيجلسان على كرسي الكرامة بين يدي
العرش، كلما خرجت زمرة (11) من شيعتهم فيقولون (12) هذا النبي وهذا الوصي (13)،
(1) في المصدر فقتلوا في الصفين رحمهم
الله. (2) الغيبة للنعماني: 15 - 16. (3) الخوص: ورق النخل. (4) في المصدر: لما
نزل. وفى (د) قال: نزل. (5) البقرة: 23. (6) في المصدر: إلى عبد الله بن عباس. (7)
الانعام: 82. (8) في المصدر: فهو التلبس بالظلم. (9) الاعراف: 43. (10) في المصدر:
إذا قام. (11) في المصدر: كلما اخرجت فرقة. (12) في المصدر: فيعرفونهم فيقولون. وفى
(د) فرأوهما فيعرفونهما فيقولون. (13) في المصدر: وهذا على الوصي.
[115]
فيقول بعضهم لبعض: " الحمد لله الذي هدانا
لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " بولاية النبي صلى الله عليه وآله وعلي
والائمة (1) من ولدهم عليهم السلام، فيؤمر بهم إلى الجنة. وفي قوله: " وشاهد ومشهود
(2)، " يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام: النبي الشاهد،
وعلي المشهود (3). 62 - يل، فض: بالاسناد يرفعه إلى جابر رضي الله عنه في قوله
تعالى: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه (4) " قال: البينة رسول الله
صلى الله عليه وآله والشاهد علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي قوله تعالى: " ونادى
أصحاب الجنة أصحاب النار (5) " الآية وفيه حديث طويل، فقد ذكروا أن علي بن أبي طالب
عليه السلام هو المنادي وهو المؤذن والمنقذ. وكذلك قوله تعالى: " واستمع يوم يناد
المناد (6) " الآية. وفي قوله تعالى: " وكفى الله المؤمنين القتال (7) " بعلي عليه
السلام وقد ذكروا فيه روايات كثيرة، وسئل الصادق عليه السلام عن القرآن، فقال: فيه
الاعاجيب، ومنه قوله تعالى: " إن عليا للهدى وإن لنا للآخرة والاولى (8) " ولكنها
قراءة نفيت عنها، وإن كان أقربها الجاحدون. وقال أبو عبد الله عليه السلام: إن
الرجل المؤمن إذا صارت نفسه عند صدره وقت موته رأى رسول الله يقول: أبشر أنا رسول
الله نبيك، ورأى علي بن أبي طالب فيقول: أنا الذي كنت تحبني، أنا أنفعك، فقلت: يا
مولاي من يرى هذا يرجع إلى الدنيا ؟ قال: إذا رأى هذا مات، وقال: وذلك في القرآن في
قوله تعالى: " الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة
(1) في المصدر: بالنبي وبعلى وبالائمة.
(2) البروج: 3. (3) الروضة: 16. (4) سورة هود: 17. (5) سورة الاعراف: 44. وقد ذكرت
في المصدرين ذيل الاية أيضا وهى: " فأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين ".
(6) سورة ق: 41. (7) الاحزاب: 25. (8) الليل: 12 و 13.
[116]
الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله
ذلك هو الفوز العظيم (1) " قال: يبشرهم بمحبته إياه وبالجنة في الدنيا والآخرة، وهي
بشارة إذا رءاها أمن من الخوف (2). 63 - وبالاسناد يرفعه إلى المقداد بن أسود
الكندي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو متعلق بأستار الكعبة، وهو
يقول: اللهم اعضدني واشدد أزري واشرح صدري وارفع ذكري، فنزل جبرئيل عليه السلام (3)
وقال: أقرأ يا محمد، قال: وما أقرأ ؟ قال أقرأ: " ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك
وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك (4)، بعلي صهرك ؟ فقال: فقرأها صلى الله
عليه وآله وأثبتها ابن مسعود في مصحفه فأسقطها عثمان (5). 64 - كشف: مما أخرجه
شيخنا العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى في سورة البقرة: " واركعوا مع
الراكعين (6) " هو علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال ابن عباس رضي الله عنه ومحمد
الباقر عليه السلام: لما انزلت هذه الآية " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك
(7) " أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قوله تعالى: " وإن الذين لا يؤمنون
بالآخرة عن الصراط لناكبون (8) " يعني صراط محمد وآله عليهم السلام قوله تعالى: "
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه (9) " هو علي عليه السلام. قوله تعالى: " سلام على
آل ياسين (10) " قال ابن السائب
(1) يونس: 63 و 64. (2) الفضائل: 146 و
147، الروضة: 22. (3) في الروضة: قال: فنزل جبرئيل عليه السلام. (4) الانشراح 1 -
4: وقد ذكرت البسملة في الروضة قبل الايات. (5) الفضائل: 159، الروضة 30. (6)
البقرة: 43. (7) المائدة: 67. (7) المؤمنون: 74. (9) القصص: 61. (10) الصافات: 130.
واعلم ان القوم اتفقوا على كتابة (آل ياسين) مفصولة، وقرأ عامر ونافع ورويس بفتح
الالف وكسر اللام، والباقون بكسر الالف وسكون اللام موصولة بياسين، وما ذكر في
المتن يناسب قراءة الاولى.
[117]
آل يس آل محمد عليهم السلام. قوله تعالى:
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1) في الحديث عن النبي صلى الله عليه
وآله أنه قال: لا تؤذوا فاطمة وعليا وولديهما. وأما ما أورده الحافظ أبو بكر أحمد
بن موسى بن مردويه فأنا ذاكره أيضا على سياقته (2)، وما توفيقي إلا بالله عليه
توكلت وإليه انيب، قال - يرفعه بسنده عن ابن عباس - قال: ما في القرآن آية وفيها "
يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي رأسها وقائدها. وروي عن علي عليه السلام قال: نزل
القرآن أرباعا: فربع فينا، وربع في عدونا، وربع سير وأمثال وربع فرائض وأحكام، ولنا
كرائم القرآن، وعن ابن عباس: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي عليه
السلام. وعن مجاهد: نزل في علي عليه السلام سبعون آية، وعن أبي جعفر عليه السلام "
وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى (3) " قال: في أمر علي عليه السلام: وعنه "
ويؤت كل ذي فضل فضله (4) " قال: علي بن أبي طالب عليه السلام. " أنا ومن اتبعني (5)
" علي ابن أبي طالب وآل محمد عليهم السلام. " أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق
(6) " علي ابن أبي طالب عليه السلام. وقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا " عن ابن
عباس: ما نزلت: " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي أميرها وشريفها. وعنه: ما ذكر
الله في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي شريفها وأميرها، ولقد عاتب الله
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير، وعنه مثله،
وفيه إلا كان علي رأسها وأميرها، وفيه: ولقد أمرنا بالاستغفار له. وعنه مثله، وفيه:
رأسها وقائدها. وعن حذيفة: إلا كان علي (7) لبها ولبابها. وعن مجاهد: فإن لعلي
سابقة ذلك لانه سبقهم إلى الاسلام.
(1) الشورى: 23. (2) سياق الكلام اسلوبه
ومجراه. (3) سورة محمد: 32. (4) سورة هود: 3. (5) سورة يوسف: 108. (6) الرعد: 19.
(7) في المصدر: الا كان لعلى.
[118]
وعن ابن عباس: إلا وعلي شريفها وأميرها.
قوله تعالى: " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر (1) " عن أنس وبريدة قالا: قرأ رسول
الله صلى الله عليه وآله " في بيوت أذن الله أن ترفع " إلى قوله: " القلوب والابصار
" فقام رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال: بيوت الانبياء، فقال أبو بكر: يا
رسول الله هذا البيت منها - لبيت علي وفاطمة عليهما السلام - (2) ؟ قال: نعم من
أفاضلها. قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم (3) "
قيل: كان علي عليه السلام في اناس من أصحابه عزموا على تحريم الشهوات فنزلت. وعن
قتادة أن عليا وجماعة من الصحابة منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلوا عن الدنيا
(4) ويتركوا النساء ويترهبوا (5) فنزلت. وعن ابن عباس أنها نزلت في علي وأصحاب له.
قوله تعالى: " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى (6) " عن
حبة العرني: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب التي في المسجد شق
عليهم، قال حبة: إني لانظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه
تذرفان ويقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك، فقال رجل يومئذ: ما
يألو في رفع ابن عمه، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد شق عليهم، فدعا:
الصلاة جامعة، فصعد المنبر، فلم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله خطبة كان
أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا
فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنتكم (7)، وقرأ " والنجم إذا هوى " إلى قوله تعالى: "
إن هو إلا وحي يوحى ".
(1) النور: 36. (2) أي مشيرا إلى بيت على
وفاطمة، وفى المصدر: يعنى بيت على وفاطمة عليهما السلام. (3) المائدة: 87. (4)
تخلى: انفرد في خلوة. تخلى منه وعنه: تركه. (5) ترهب: صار راهبا وتعبد. والراهب من
اعتزل عن الناس إلى دير طلبا للعبادة. (6) سورة النجم: 1 - 3. (7) في المصدر:
واسكنته.
[119]
قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى (1) " عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله: من
هؤلاء الذين يجب علينا حبهم ؟ قال: علي وفاطمة وابناهما - قالها ثلاث مرات - ورواه
سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه. قوله تعالى: " وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة
عن الصراط لناكبون (2) " عن علي عليه السلام قال: ناكبون عن ولايتنا. قوله تعالى: "
من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم
في النار (3) " قال علي عليه السلام: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. قوله تعالى: "
ونادى أصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم (4) " عن علي عليه السلام قال: نحن
أصحاب الاعراف، من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة. قوله تعالى: " هل يستوي هو ومن
يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم (5) " قيل: هو علي عليه السلام. قوله تعالى: "
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (6) " الآية وقد تقدم ذكر ما أوردته ام سلمة
وعائشة وغيرهما في ذلك، وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ذلك من عدة طرق لعلها
تزيد على المائة، فمن أرادها فقد دللته. قوله تعالى: " أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو
لاقيه (7) " عن مجاهد: نزلت في علي وحمزة. قوله تعالى: " إن الله يدخل الذين آمنوا
وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار (8) " قيل: نزلت في على وحمزة وعبيدة
بن الحارث حين بارزوا عتبة و
(1) الشورى: 23. (2) المؤمنون: 74. (3)
النمل: 89 و 90. (4) الاعراف: 48. (5) النحل: 76. (6) الاحزاب: 33. (7) القصص: 61.
(8) الحج: 14 و 23 محمد: 12.
[120]
شيبة والوليد قرآن (1)، فأما الكفار فنزل
فيهم " هذان خصمان اختصموا في ربهم (2) " إلى قوله: " عذاب الحريق ". وفي علي
وأصحابه " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات " الآية. قوله تعالى: "
واركعوا مع الراكعين (3) " عن ابن عباس: نزلت في رسول الله و علي خاصة، وهما أول من
صلى وركع. قلت: هذا ما نقلته مما نزل فيه عليه السلام من طرق الجهمور، فإن العز
المحدث كان صديقنا وكنا نعرفه، وكان حنبلي المذهب، وابن مردويه وإن كان قد جمع
كتابا في مناقبه عليه السلام اجتهد فيه وبالغ فيه أورده ولم يأل جهدا فقد أورد فيه
مواضع لا تقولها الشيعة ولا يوردونها ولم أذكر نزول القرآن فيه من طرق أصحابنا دفعا
للمكابرة، واستغناء بما نقلوه من مناقبه عليه الصلاة والسلام. * (شعر) * قال فيه
البليغ ما قال ذو العي * فكل بفضله منطيق وكذاك العدو لم يعد إن قا * ل جميلا كما
يقول الصديق (4) أقول: فرقت سائر ما رواه عن الحنبلي وابن مردويه على الابواب
المناسبة لها. 65 - كشف: روي في قوله تعالى: " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون
* على الارائك ينظرون (5) " قيل: نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن
وائل وغيرهم من مشركي مكة، كانوا يضحكون من بلال وعمار وغيرهما من أصحابهما، و قيل:
إن علي بن أبي طالب عليه السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، وقالوا لاصحابهم: رأينا اليوم
الاصلع فضحكنا منه، فأنزل الله تعالى الآية قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه
وآله. وعن مقاتل والكلبي: لما نزل قوله
(1) في هامش (د): الظاهر " أقران " جمع
قرن - بالكسر - كما في بعض النسخ. (2) الحج: 19. (3) البقرة: 43. (4) كشف الغمة: 91
- 96. (5) المطففين: 34 و 35.
[121]
تعالى: " قل لا أسالكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى (1) " قالوا: هل رأيتم أعجب من هذا ؟ يسفه أحلامنا ويشتم آلهتنا
ويرى قتلنا ويطمع أن نحبه ؟ فنزل " قل ما سألتكم من أجر فهو لكم (2) " أي ليس لي من
ذلك أجر، لان منفعة المودة تعود عليكم وهو ثواب الله تعالى ورضاه. وروي في قوله
تعالى: " وقفوهم إنهم مسؤولون (3) " يعني عن ولاية علي عليه السلام وقوله تعالى: "
أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم
ومماتهم ساء ما يحكمون (4) " قيل: نزلت في قصة بدر في حمزة و علي وعبيدة بن الحارث،
لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد. قوله تعالى. " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ
يبايعونك تحت الشجرة (5) " نزلت في أهل الحديبية، قال جابر: كنا يومئذ ألفا وأربع
مائة قال لنا النبي صلى الله عليه وآله: أنتم اليوم خيار أهل الارض، فبايعنا تحت
الشجرة على الموت، فما نكث إلا حر بن قيس (6) وكان منافقا، وأولى الناس بهذه الآية
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لانه تعالى قال: " وأثابهم فتحا قريبا
(7) " يعني فتح خيبر، وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: روى السيد
أبو طالب بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي
عليه السلام: من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله
" إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر (8) ". قوله تعالى: " يا
أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة (9) وقد تقدم ذكر
هذه الآية، والامة مجمعون أنها نزلت (10) ولم يعمل بها أحد
(1) الشورى: 23. (2) سبأ: 47. (3)
الصافات: 24. (4) الجاثية: 21. (5 و 7) الفتح: 18. (6) كذا في النسخ والصحيح الجد
بن قيس وفى الاستيعاب عن جابر انه اختبأ تحت بطن ناقته ولم يبايع (ب). (8) القمر:
54 و 55. (9) المجادلة: 12. (10) في المصدر: على انها نزلت.
[122]
غيره، ونزلت الرخصة. قوله تعالى: " يا
أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك (1) " روى الزبير بن العوام قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يدعو النساء إلى البيعة حين نزلت هذه الآية، فكانت فاطمة
بنت أسد ام علي بن أبي طالب عليه السلام أول امرأة بايعت. وروي عن ابن عباس أن عبد
الله بن ابي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال عبد الله بن ابي لاصحابه: انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فأخذ بيد علي
عليه السلام وقال: مرحبا بابن عم رسول الله وختنه (2)، سيد بني هاشم ما خلا رسول
الله، فقال علي صلوات الله عليه: يا عبد الله اتق الله ولا تنافق، فإن المنافق شر
خلق الله، فقال: مهلا يا أبا الحسن، والله إن إيماننا كإيمانكم، ثم تفرقوا، فقال
ابن ابي لاصحابه: كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه خيرا، ونزل على رسول الله صلى
الله عليه وآله وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا
معكم إنما نحن مستهزؤون (3) " فدلت الآية على إيمان علي عليه السلام ظاهرا وباطنا،
وعلى القطع بقوله في في أمر المنافقين (4). وقوله تعالى: " أفمن كان على بينة من
ربه ويتلوه شاهد منه (5) " قال ابن عباس: هو علي شهد النبي صلى الله عليه وآله وهو
منه. قوله تعالى: " إن الذين آمنوا وعملو الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا (6) " قال
ابن عباس: هو علي بن أبي طالب عليه السلام، وروى زيد بن
(1) الممتحنة: 12. (2) في المصدر، يا ابن
عم رسول الله وختنه. والختن: زوج الابنة. (3) البقرة: 14. (4) أي دلت الاية على
ايمانه عليه السلام لاجل قوله تعالى، " وإذا لقوا الذين آمنوا " فان هذا تصديق من
الله بايمانه ظاهرا وباطنا، ودلت الايات الاتية الواردة في المنافقين بان قول أمير
المؤمنين عليه السلام فيهم " فان المنافق شر خلق الله " هو كذلك في الحقيقة كما
يظهر من الايات، (5) سورة هود: 17. (6) سورة مريم: 96.
[123]
علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال:
لقيني رجل فقال: يا أبا الحسن أما والله إني احبك في الله، فرجعت إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله فأخبرته بقول الرجل فقال: لعلك صنعت إليه معروفا فقال: والله ما
صنعت إليه معروفا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذي جعل قلوب
المؤمنين تتوق إليك بالمودة، فنزلت. قوله تعالى: " من المؤمنين رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر (1) " علي بن أبي طالب عليه
السلام مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير (2)، 66 - كنز: روى ابن مردويه بإسناده عن
رجاله مرفوعا إلى الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال في قوله تعالى: "
يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم (3) " قال: إلى
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. ونحوه روى أبو الجارود عنه عليه السلام. وذكر
علي بن يوسف في كتاب نهج الايمان قال: ذكر أبو عبد الله محمد بن علي بن سراج في
كتابه في تأويل هذه الآية حديثا يرفعه بإسناده إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: يا ابن مسعود إنه قد نزلت في علي آية " واتقوا فتنة لا
تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة (4)، وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة، فكن لما
أقول واعيا وعني مؤديا، من ظلم عليا مجلسي هذا كان كمن جحد نبوتي ونبوة من كان
قبلي، فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمان أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه
وآله ؟ قال: نعم، فقلت له: فكيف وكنت للظالمين ظهيرا ؟ قال: لا جرم حلت بي عقوبة
عملي، إني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا أستغفر الله وأتوب
إليه. وقوله تعالى: " ويستنبؤونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين (5)
(1) الاحزاب: 23. (2) كشف الغمة: 89 و 90.
(3) الانفال: 24. (4) الانفال: 25. (5) سورة يونس: 53.
[124]
تأويله ما ذكره أبو عبد الله الحسين بن
جبير رحمه الله في نخب المناقب روى حديثا مسندا عن الباقر عليه السلام في هذه
الآية، قال: يسألونك يا محمد أعلي وصيك ؟ قل: إي وربي إنه لوصيي. ونقل ابن مردويه
عن رجاله بالاسناد إلى ابن عباس أنه قال: إن قوله تعالى: " أفمن يعلم أنما انزل
إليك من ربك الحق (1) " هو علي بن أبي طالب عليه السلام، تأويله ما ذكره أبو عبد
الله الحسين بن جبير في نخب المناقب قال: روينا حديثا مسندا عن أبي الورد الامامي
المذهب عن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله عزوجل: " أفمن يعلم أنما انزل إليك من
ربك الحق " علي بن أبي طالب عليه السلام والاعمى هنا هو عدوه، واولوا الالباب شيعته
الموصفون بقوله تعالى: " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق (2) " المأخوذ
عليهم في الدين بولايته يوم الغدير. قوله تعالى: " واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا
لاحدهما جنتين من أعناب (3) " الآية، معناه ظاهر وباطن، فالظاهر ظاهر، وأما الباطن
فهو ما ذكره محمد بن العباس رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن العباس، عن محمد بن
الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن القاسم بن عروة، عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: " واضرب لهم مثلا رجلين " قال: هما علي عليه
السلام ورجل آخر، معنى هذا التأويل ظاهر، وهو يحتاج إلى بيان حال هذين الرجلين،
وبيان ذلك، أن حال علي عليه السلام لا يحتاج إلى بيان، وأما البحث عن الرجل الآخر -
وهو عدوه - فقوله: " جعلنا لاحدهما جنتين " هما عبارة عن الدنيا، فجنة منهما له في
حياته، والاخرى للتابعين له بعد وفاته، لانه كافر والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر،
وإنما جعل الجنتين له لانه هو الذي أنشأها وغرس أشجارها وأجرى أنهارها، وذلك على
سبيل المجاز، معنى ذلك أن الدنيا يستوثق له ولاتباعه
(1) الرعد: 19. (2) الرعد: 20. (3) الكهف،
32.
[125]
ليتمتعوا بها حتى حين. ثم قال تعالى: "
فقال " أي صاحب الجنة " لصاحبه " وهو علي: " أنا أكثر منك مالا " أي دنيا وسلطانا "
واعز نفرا " أي عشيرة وأعوانا " ودخل جنته " أي دخل دنياه وانعم فيها وابتهج بها
وركن إليها " وهو ظالم لنفسه " بقوله وفعله، ولم يكفه ذلك حتى " قال: ما أظن أن
تبيد هذه أبدا " أي جنته ودنياه ثم كشف عن اعتقاده فقال: " وما أظن الساعة قائمة
ولئن رددت إلى ربي " كما تزعمون أنتم مردا إلى الله " لاجدن خيرا منها " أي من جنته
" منقلبا " فقال له صاحبه وهو علي عليه السلام: " أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من
نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي، معنى ذلك: أنت كفرت بربك فإني أنا أقول: هو
الله ربي وخالقي ورازقي " ولا اشرك بربي أحدا " ثم دله على ما كان أولى لو قاله،
فقال: " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله " كان في جميع اموري، ولا قوة لي عليها
إلا بالله. ثم إنه عليه السلام أرجع القول إلى نفسه فقال له: " إن ترن أنا أقل منك
مالا و ولدا " أي فقيرا محتاجا إلى الله تعالى، ومع ذلك " فعسى ربي أن يؤتين خيرا
من جنتك " ودنياك في الدنيا بقيام ولدي القائم دولة وملكا وسلطانا، وفي الآخرة حكما
وشفاعة و جنانا ومن الله رضوانا، " ويرسل عليها " أي على جنتك " حسبانا من السماء "
أي عذابا ونيرانا فتحرقها، أو سيفا من سيوف القائم عليه السلام فيمحقها " فتصبح
صعيدا " أي أرضا لا نبات بها " زلقا " أي يزلق الماشي عليها (1) " واحيط بثمرة "
التي اثمرتها جنته، يعني ذهبت دنياه وسلطانه " فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها "
من دينه ودنياه، وآخرته " وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم اشرك بربي أحدا *
ولم تكن له فئة " ولا عشيرة " ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ". ثم إنه سبحانه
لما أبان حال علي عليه السلام وحال عدوه بأنه إن كان له في الدنيا دولة وولاية من
الشيطان فإن لعلي عليه السلام الولاية في الدنيا والآخرة من الرحمان، و ولاية
الشيطان ذاهبة وولاية الرحمان ثابتة، وذلك قوله تعالى: " هنالك الولاية لله " وروي
(1) زلقت القدم: زلت ولم تثبت.
[126]
أنها ولاية علي عليه السلام وهو ما رواه
محمد بن العباس رحمه الله، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عبد
الحميد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت
له: قوله تعالى: " هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا " قال: هي ولاية
علي عليه السلام هي خير ثوابا وخير عقبا أي عاقبة من ولاية عدوه صاحب الجنة التي
حرم الله عليه الجنة، ويؤيده ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله عن الحسن بن
محمد، عن المعلى، عن محمد بن اورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله تعالى: " هنالك الولاية لله الحق "
قال: يعني: الولاية لامير المؤمنين عليه السلام هي الولاية لله (1). 67 - كنز: قوله
تعالى: رب اشرح لي صدري ويسر لي " الآية (2) قال محمد بن العباس رحمه الله حدثنا
محمد بن الحسن الخثعمي، عن أسماء بنت عميس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
بإزاء ثبير وهو يقول: اشرق ثبير اشرق ثبير، اللهم إني أسألك ما سألك أخي موسى: أن
تشرح لي صدري، وأن تيسر لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي، وأن تجعل لي
وزيرا من أهلي عليا أخي، اشدد به أزري (3)، وأشركه في أمري، كى نسبحك كثيرا ونذكرك
كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا. وروى أبو نعيم الحافظ بإسناده عن رجاله عن ابن عباس قال:
أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وبيدي ونحن بمكة،
وصلى أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن نبيك موسى بن عمران سألك
فقال: " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري " الآية، وأنا محمد نبيك أسألك، رب اشرح لي
صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي علي
بن أبي طالب أخي،
(1) كنز جامع الفوائد مخطوط، وقد أورد ما
نقله عن ابن مردويه في تفسير " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا " الاية البحراني في
البرهان 2: 71 و 72. وكذا ما نقله أخيرا عن محمد بن العباس والكليني في الجزء
المذكور: 469. وليعلم أن الايات من قوله " واضرب لهم مثلا رجلين " إلى آخر ما ذكر
في الرواية جميعها في سورة الكهف 32 - 43. (2) سورة طه. 25 و 26. (3) الازر: القوة.
الظهر. يقال: شد به أزره أي ظهره.
[127]
اشدد به أزري، وأشركه في أمري، قال ابن
عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد قد اوتيت ما سألت (1). مد: عن أبي نعيم مثله
(1). 68 - كنز: محمد بن العباس، عن محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن
عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه عليهما السلام قال: سألت أبي عن قول الله
عزو جل: " يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له (3) " قال: الداعي أمير المؤمنين عليه
السلام (4). 69 - كنز: محمد بن العباس، عن الحسن بن علي بن الوليد، بإسناده عن
النعمان بن بشير قال: كنا ذات ليلة عند علي بن أبي طالب عليه السلام سمارا (5) إذ
قرأ هذه الآية " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى (6) " فقال: أنا منهم، واقيمت الصلاة
فوثب ودخل المسجد وهو يقول: " لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون " ثم
كبر للصلاة. وقال أيضا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سهل النيشابوري يرفعه إلى ربيع بن
قريع قال: كنا عند عبد الله بن عمر فقال له رجل من بني تميم يقال له حسان بن وابصة:
يا أبا عبد الرحمان لقد رأيت رجلين ذكرا عليا وعثمان فنالا منهما، فقال ابن عمر: إن
كان لعناهما فلعنهما الله تعالى، ثم قال: ويلكم يا أهل العراق كيف تسبون رجلا هذا
منزله من منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ - وأشار بيده إلى بيت علي عليه
السلام في المسجد، وقال: فورب هذه الحرمة إنه من الذين سبقت لهم من الله الحسنى ما
لها مرد يعني بذلك عليا عليه السلام (7).
(1) كنز جامع الفوائد مخطوط. (2) يوجد ما
يقارب الحديث في العمدة: 142، لكن بينهما اختلافات. (3) سورة طه: 108. (4) الكنز
مخطوط، أورده في البرهان 3. 43. (5) سمر سمرا: لم ينم وتحدث ليلا. (6) الانبياء:
101، وما بعدها ذيلها. (7) الكنز مخطوط.
[128]
70 - كنز محمد بن العباس، عن إبراهيم بن
عبد الله بن مسلم، عن حجاج بن المنهال بإسناده عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب
عليه السلام أنه قال: أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمان، وقال قيس: وفيهم
نزلت هذه الآية " هذان خصمان اختصموا في ربهم (1) " وهم الذين تبارزوا يوم بدر:
علي، وحمزة وعبيدة، وشيبة وعتبة والوليد (2). 71 - فر: عبيد بن كثير، عن محمد بن
مروان، عن عبيد بن يحيى بن مهران، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: " اهدنا الصراط المستقيم " دين الله الذي نزل جبرئيل
على محمد " صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " قال: شيعة علي
الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام لم تغضب. عليهم ولم يضلوا
(3). 72 - فر: عن جعفر، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن حاتم، عن يونس بن يعقوب عن
أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
(4) " قال: فذلك اليسر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 73 - فر: عن
الحسين بن علي، عن أبي سعيد، عن عبد الله بن خراش (6)، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد
قال: كل شئ في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " فإن لعلي سابقته وفضيلته، لانه سبقهم
إلى الاسلام (7). 74 - فر: عن جعفر بن علي، عن الحسن بن الحسين، عن إسماعيل بن
زياد، عن جعفر، عن أبيه قال: ما نزل في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي
أميرها و شريفها (8).
(1) الحج: 19. (2) الكنز مخطوط. رواه في
البرهان 3: 81. (3) تفسير فرات: 2. (4) البقرة: 185. (5 و 7) تفسير فرات: 4. (6) في
المصدر: عن عبد الله بن خداش. (8) تفسير الفرات: 3 و 4.
[129]
75 - فر: عن جعفر بن عبد الله، عن إسماعيل
- يعني ابن أبان - عن يحيى بن ثعلبة، عن علي بن نديمة (1)، عن عكرمة يقول: والله لا
إله إلا هو (2) ما نزلت آية " يا أيها الذين آمنوا " إلا كان علي بن أبي طالب عليه
السلام سيدها وشريفها، وما بقي أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا وقد
عوتب في القرآن غيره (3). 76 - فر: عن أحمد بن موسى، عن مخول، عن عبد الله بن علي،
عن الاصبغ قال: سمعت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقولون: ما أنزل الله
في القرآن الكريم " يا أيها الذين آمنوا " إلا كان علي بن أبي طالب عليه السلام
رأسها (4). 77 - فر: عن الحسين بن سعيد بإسناده عن جعفر عن أبيه عليه السلام عن
قوله: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي (5) " قال: نزلت في علي بن أبي
طالب عليه السلام خاصة دون الناس (6). 78 - فر: عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن
ربيع، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل بن جميل، عن جابر، عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله تعالى: " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات (7) " فالذين آمنوا
وعملوا الصالحات علي بن أبي طالب عليه السلام (8) والاوصياء من بعده وشيعتهم، قال
الله تعالى (9): " أن لهم جنات تجري من تحتها الانهار (10) " إلى آخر الآية، وأما
قوله: " يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا (11) " قال: فهو علي بن أبي طالب عليه السلام
يضل به من عاداه ويهدي به من والاه " وما يضل به "
(1) في المصدر: على بن بديحة. (2) في
المصدر: والله الذى لا اله الا هو. (3 و 4 و 6) تفسير فرات: 4 (5) المائدة: 3. (7)
البقرة: 25. (8) في المصدر: قال هو على. (9) في المصدر: الذين قال الله تعالى فيهم.
(10) البقرة: 25. (11) البقرة: 26، وما بعدها ذيلها.
[130]
يعني عليا " إلا الفاسقين " يعني من خرج
من ولايته فهو فاسق (1) وقوله: " فإما يأتينكم مني هدى (2) " فهو علي بن أبي طالب
عليه السلام، وقال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا
بما أنزل الله بغيا " في علي بن أبي طالب (3) " فباءوا بغضب على غضب " يعني بني
امية " وللكافرين عذاب مهين " في حقهم (4). 79 - كنز: قوله تعالى: " فأما من اوتي
كتابه بيمينه (5) " الآية ابن مردويه عن رجاله عن ابن عباس قال: هو علي بن أبي طالب
عليه السلام. وقال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن عبد الله
المحمدي، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل:
" فأما من اوتي كتابه بيمينه " إلى آخر الكلام نزلت في علي عليه السلام وجرت لاهل
الايمان. وروي أيضا عن محمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن عمرو بن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله في قوله عزوجل: " فأما من اوتي
كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه " قال: هذا أمير المؤمنين عليه السلام ومعنى
قوله: " هاؤم اقرؤا " هذا أمر منه للملائكة، معناه: هاؤم أي خذوا كتابي اقرؤوه،
فإنكم لا ترون فيه شيئا غير الطاعات (6). 80 - فر: جعفر بن محمد الفزاري، عن محمد
بن الحسن الصائغ، عن موسى بن القاسم، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله عليه السلام في قوله
(1) في المصدر: الذين خرجوا عن ولايته فمن
خرج فهو فاسق. (2) البقرة: 38. طه: 123. (3) في المصدر بعد ذلك: وقال الله في على "
ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده " يعنى على على، قال الله " فباءوا "
اه. (4) تفسير فرات: 4 و 5. (5) الحاقة: 19. (6) الكنز مخطوط. اورده في البرهان 4:
377 و 378.
[131]
تعالى: " وأفوا بعهدي اوف بعهدكم (1) "
قال: أوفوا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فرضا من الله تعالى اوف لكم بالجنة
(2). 81 - كنز: روى الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه
السلام عن قوله تعالى: " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون (3) " قال: هي في بطن
القرآن: وإذا قيل للنصاب: تولوا عليا لا يفعلون (4). فر: أبو القاسم العلوي معنعنا
عن الثمالي مثله (5). بيان: على هذا التأويل المراد بالركوع الخضوع والانقياد
مجازا، أؤ اطلق على الولاية كناية، لكونها شرط صحته، أو المعنى إذا قيل لهم اركعوا
ركوعا صحيحا لا يأتون به، إذ ركوعهم بدون الولاية غير صحيح، والاول أظهر، قال
البيضاوي: " وإذا قيل لهم اركعوا " أطيعوا واخضعوا، أو صلوا واركعوا في الصلاة،
وقيل: هو يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون (6). 82 - فر: عن جعفر بن
محمد الفزاري معنعنا عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول حين أنزل
الله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي (7) " قال: فكان كمال الدين
بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (8). 83 - كنز: محمد بن العباس، عن الحسين بن
أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس ابن يعقوب، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي عبد
الله عليه السلام في قول الله تعالى: " يا أيتها
(1) البقرة: 4. (2) تفسير فرات: 11. (3)
المرسلات: 48. (4) الكنز مخطوط، رواه في البرهان 4: 418. (5) تفسير فرات: 202. (6)
تفسير البيضاوى 2: 249. (7) المائدة: 4. (8) تفسير فرات: 14.
[132]
النفس المطمئنة (1) " قال: نزلت في علي بن
أبي طالب عليه السلام (2). بيان: أي المخاطب بها علي عليه السلام، أو المراد
بالمطمئنة المطمئنة بالولاية كما ورد في أخبار اخر. 84 - فر: جعفر بن محمد الفزاري
معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " شهد الله أنه لا إله إلا هو
والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط (3) " قال هو كما شهد لنفسه، وأما قوله: "
والملائكة " فأقرت الملائكة بالتسليم لربهم وصدقوا وشهدوا أنه لا إله إلا هو كما
شهد لنفسه وأما قوله: " واولوا العلم قائما بالقسط " فإن " اولوا العلم " (4)
الانبياء عليهم الصلاة والسلام والاوصياء عليهم السلام هم قيام (5) بالقسط كما قال
الله، القسط هو العدل، في الظهر هو محمد والعدل في البطن هو علي بن أبي طالب عليه
السلام (6). 85 - فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن جابر رضي الله عنه قال: قرأت
عند أبي جعفر عليه السلام " ليس لك من الامر شئ (7) " قال: فقال أبو جعفر عليهم
السلام: بلى والله لقد كان له من الامر شئ وشئ، فقلت له: جعلت فداك فما تأويل قوله:
" ليس لك من الامر شئ " قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حرص على أن يكون
الامر لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من بعده، فأبى الله ثم قال: وكيف
لا يكون لرسول الله صلى الله عليه وآله من الامر شئ وقد فوض إليه ؟ فما أحل كان
حلالا إلى يوم القيامة، وما حرم كان حراما إلى يوم القيامة (8). بيان: أي على أن
يجبر الله الناس على الانقياد له عليه السلام.
(1) الفجر: 27. (2) الكنز مخطوط، أورده في
البرهان 4: 461. (3) آل عمران: 18. (4) كذا في النسخ والمصدر. (5) بتشد الياء جمع
قائم. (6) تفسير فرات: 18. ولا تخلو العبارات الاخيرة عن اضطراب. (7) آل عمران:
128. (8) تفسير فرات: 18 و 19.
[133]
86 - فر: علي بن أحمد بن خلف الشيباني
معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي
طالب عليه السلام بمكة أيام الموسم إذا التفت النبي صلى الله عليه وآله إلى علي
عليه السلام وقال: هنيئا لك وطوبى لك يا أبا الحسن، إن الله قد أنزل علي آية محكمة
غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء، فقال: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (1) " - بيوم عرفة ويوم جمعة -، هذا جبرئيل يخبرني عن
الله تعالى أن الله يبعثك وشيعتك يوم القيامة ركبانا غير رجال على نجائب رحائلها
(2) من النور، فتناخ (3) عند قبورهم، فيقال لهم: اركبوا يا أولياء الله، فيركبون
صفا معتدلا أنت أمامهم إلى الجنة، حتى إذا صاروا إلى الفحص (4) ثارت في وجوههم ريح
يقال لها المثيرة، فتذري (5) في وجوههم المسك الاذفر، فينادون بصوت لهم: نحن
العلويون فيقال لهم: إن كنتم " العلويون (6) " فأنتم الآمنون، ولاخوف عليكم اليوم
ولا أنتم تحزنون (7). كنز: محمد العباس، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن
الحسن بن موسى، عن علي بن حسان مثله (8). 87 - فس: " ألم نشرح لك صدرك (9) " قال:
بعلي، فجعلناه وصيك، قال: وحين فتح مكة ودخلت قريش في الاسلام شرح الله صدره وسره "
ووضعنا عنك وزرك " قال: بعلي الحرب " الذي أنقض ظهرك " أي أثقل ظهرك " ورفعنا لك
ذكرك " قال:
(1) المائدة: 3. (2) جمع الرحالة: السرج
من جلود لا خشب فيه. (3) أناخ الجمل: أبركه. (4) في المصدر: حتى إذا يصيروا إلى
الفحص. والفحص كل موضع يسكن. وثار الريح: هاج واستظهر في هامش (ت) أنها العرصة. (5)
أي تفرق. (6) كذا في النسخ والمصدر، والصحيح: ان كنتم العلويين. (7) تفسير فرات:
19، وفيه: الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. (8) الكنز مخطوط. (9) الانشراح: 1،
وما بعدها ذيلها.
[134]
تذكر إذا ذكرت، وهو قول الناس: أشهد أن لا
إله إلا الله، وأشهد (1) أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثم قال: " إن
مع العسر يسرا " قال: ما كنت في العسر (2) أتاك اليسر " فإذا فرغت فإنصب " قال:
فإذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير المؤمنين عليه السلام " وإلى ربك فارغب ".
وحدثنا محمد بن جعفر، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان ابن كثير،
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " فإذا فرغت " من نبوتك " فانصب " عليا عليه
السلام " وإلى ربك فارغب " في ذلك (3). 88 - فر: جعفر الفزاري بإسناده عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله تعالى: " ألم نشرح لك صدرك " قال: ألم نعلمك من وصيك (4) ؟ 89
- فر: أبو القاسم العلوي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام " فإذا فرغت فانصب "
عليا للولاية (5). 90 - قب: الباقر والصادق عليهما السلام " ألم نشرح لك صدرك " ألم
نعلمك من وصيك فجلعناه ناصرك يذل عدوك (6) الذي أنقض ظهرك، وأخرج منه سلالة
الانبياء الذين يهتدون ؟ " ورفعنا لك ذكرك " فلا اذكر إلا ذكرت معي " فإذا فرغت "
من دنياك " فانصب " عليا للولاية، تهتدي به الفرقة. عبد السلام بن صالح، عن الرضا
عليه السلام " ألم نشرح لك صدرك " يا محمد ألم نجعل عليا وصيك " ووضعنا عنك وزرك "
تقتل مقاتلة الكفار وأهل التأويل بعلي " ورفعنا لك " بذلك " ذكرك " أي رفعنا مع
ذكرك يا محمد له رتبة. أبو حاتم الرازي أن جعفر بن محمد عليه السلام قرأ: " فإذا
فرغت فانصب " قال: فإذا
(1) ليس كلمة " اشهد " في المصدر. (2) في
المصدر: ما كنت فيه من العسر. (3) تفسير القمى: 730. (4 و 5) تفسير فرات: 216. (6)
في المصدر: ومذل عدوك.
[135]
فرغت من إكمال الشريعة فانصب لهم عليا
إماما (1). 91 - كنز: محمد العباس، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن
بن موسى، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
سبحانه وتعالى: " ألم نشرح لك صدرك " بعلي " ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك فإذا
فرغت " من نبوتك " فانصب " عليا وصيا " وإلى ربك فارغب " في ذلك. وروى أيضا محمد بن
العباس، عن محمد بن همام، بإسناده عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن
المهلبي، عن سليمان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قوله تعالى: " ألم نشرح لك
صدرك " قال: بعلي فاجعله وصيا، قلت: وقوله: " فإذا فرغت فانصب " قال: إن الله أمره
إذا فعل ذلك أن ينصب عليا وصيه (2). وقال أيضا: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قوله تعالى: " فإذا فرغت فانصب " عليا، كان رسول الله صلى الله عليه وآله حاجا
فنزلت " فإذا فرغت فانصب " عليا للناس. وقال أيضا: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد
بن محمد بإسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " فإذا فرغت
فانصب " عليا بالولاية (3). بيان: اعلم أن قراء العامة اتفقوا على فتح الصاد - من
النصب بالتحريك - بمعنى التعب والاجتهاد، وقيل في تأويله: إذا فرغت من عبادة فعقبها
باخرى، وقيل إذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة، أو من الصلاة فانصب في الدعاء،
وهو المروي عن الباقر والصادق عليهما السلام، والمستفاد من تلك الاخبار أنه كان في
قراءة أهل البيت عليهم السلام بكسر الصاد - من النصب بالسكون - بمعنى الرفع، وقد
نسب الزمخشري هذه القراءة إلى الروافض (4)،
(1) مناقب آل أبى طالب 1: 527. (2) الصحيح
كما في البرهان: ان الله أمره بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ثم أمره إذا فعل ذلك
أن ينصب عليا وصيه. (3) الكنز مخطوط أوردها في البرهان 4: 474 و 475. (4) راجع
الكشاف 3: 280.
[136]
وعدها من بدعهم، وأبدى فيها نصبه وعصبيته،
ويمكن أن يكون قراءتهم أيضا بالفتح ويكون المراد الجد والاهتمام وتحمل المشاق في
نصب الوصي، ويكون ما ذكروه بيانا لحاصل المعنى، ولا يبعد مجيئه في اللغة بالفتح
أيضا بمعنى الكسر، أي النصب والرفع، فإن كتب اللغة لم تشتمل على جميع اللغات. 92 -
فر: أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراساني، معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام قال:
نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية " يا أيها الناس قد جاءكم برهان
من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (1) " في علي بن أبي طالب عليه السلام والبرهان
رسول الله صلى الله عليه وآله. قوله: " فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به " (2)
قال: بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (3). 93 - فر: عبيد بن كثير معنعنا عن
سلمان الفارسي رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي من برئ
من ولايتك فقد برئ من ولايتي، ومن برئ من ولايتي فقد برئ من ولاية الله يا علي
طاعتك طاعتي وطاعتي طاعة الله، فمن أطاعك أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله، والذي
بعثني بالحق لحبنا أهل البيت أعز من الجوهر ومن الياقوت الاحمر ومن الزمرد، وقد أخذ
الله ميثاق محبينا أهل البيت في ام الكتاب، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل إلى
يوم القيامة، وهو قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واولي الامر منكم (4) " فهو علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 94 - فر: محمد بن
الحسن بن إبراهيم الاوسي معنعنا عن جابر الانصاري رضي الله عنه قال: قال أبو جعفر
عليه السلام عن قول الله تعالى (6): " إن الله لا يغفر أن يشرك به " يا جابر إن
الله لا يغفر أن يشرك بولاية علي بن أبي طالب وطاعته، وأما قوله: " ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء " فإنه مع ولايته (7).
(1 و 2) النساء: 173 و 174. (3) تفسير
فرات: 31. (4) النساء: 59. (5) تفسير فرات: 32. (6) كذا في النسخ والمصدر، والظاهر:
سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى. (7) تفسير فرات: 33 و 34.
[137]
بيان، الضمير في قوله: " به " إما راجع
إلى أمير المؤمنين عليه السلام أو إلى الله، ويكون الشرك في الولاية بمنزلة الشرك
بالله، والاخير أظهر. 95 - فر: الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه، "
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف
أيديهم عنكم واتقوا الله (1) " قال: نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن
أبي طالب عليه السلام وزيره حين أتاهم يستعينهم في القتيلين (2). بيان: الضمير في
قوله: " أتاهم " راجع إلى اليهود، وهو إشارة إلى ما ذكره الطبرسي فيما ذكره من
أسباب نزول الآية أن النبي صلى الله عليه وآله دخل ومعه جماعة من أصحابه على بني
النضير، وقد كانوا عاهدوه على ترك القتال وعلى أن يعينوه في الديات، فقال صلى الله
عليه وآله: رجل من أصحابي أصاب رجلين، معهما أمان مني فلزمني ديتهما، فاريد أن
تعينوني، فقالوا: نعم اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا، وهموا بالفتك بهم، فآذن
الله به رسوله، فأطلع النبي صلى الله عليه وآله أصحابه على ذلك، وانصرفوا، وكان ذلك
إحدى معجزاته انتهى (3). اقول: يظهر من الخبر أنه لم يكن معه صلى الله عليه وآله
إلا أمير المؤمنين عليه السلام. 96 - فر: أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح، معنعنا
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما في القرآن آية " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي
بن أبي طالب عليه السلام أميرها وشريفها ومقدمها، ولقد عاتب الله جميع أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وما ذكر عليا إلا بخير، قال: قلت: وأين عاتبهم ؟ قال: قوله: "
إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان (4) " لم يبق أحد معه غير علي بن أبي طالب
عليه السلام وجبرئيل (5). (1) المائدة: 11. (2) تفسير فرات: 38. (3) مجمع البيان 3:
169. (4) آل عمران: 155. (5) تفسير فرات: 49.
[138]
97 - فر: الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن
عباس رضي الله عنه في قوله: " براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين
(1) " نزلت في مشركي العرب غير بني ضمرة، وقوله: " وأذان من الله ورسوله إلى الناس
يوم الحج الاكبر " (2) والمؤذن يومئذ من الله ورسوله أمير المؤمنين على بن أبي طالب
عليه السلام أذن بأربع كلمات، بأن لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يطوف بالبيت عريان،
ومن كان بينه وبين النبي أجل فأجله إلى مدته ولكم أن تسيحوا في الارض أربعة أشهر.
وفي قوله: " ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر " (3)
نزلت في العباس بن عبد المطلب و [ابن] أبي طلحة [شيبة] بن عثمان من بني عبدالدار.
وقوله: " أجعلتم سقاية الحاج (4) " نزلت في العباس " وعمارة المسجد الحرام " نزلت
في [ابن] أبي طلحة " كمن آمن بالله واليوم الآخر " نزلت في علي بن أبي طالب عليه
السلام خاصة. وقوله: " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (5) " نزلت في أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام. وأهل بيته خاصة (6). 98 - فر: جعفر بن محمد الفزاري
معنعنا عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: "
ائت بقرآن غير هذا أو بدله (7) " فقال أبو جعفر عليه السلام: ذلك قول أعداء الله
لرسول الله صلى الله عليه وآله من خلفه، وهم يرون أن الله لا يسمع قولهم لو أنه جعل
إماما غير علي أو بدله مكانه، فقال الله ردا عليهم قولهم: " قل ما يكون لي أن ابدله
من تلقاء نفسي " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " إن أتبع إلا ما يوحى إلي " من
(1) التوبة: 1. (2) التوبة: 3. (3)
التوبة: 17. (4) التوبة: 19، وما بعدها ذيلها. (5) التوبة: 119. (6) تفسير فرات: 53
و 54 * أقول وفيه: " أبي طلحة " في الموضعين والصحيح ما اثبتناه وهو: شيبة بن عثمان
بن أبى طلحة أو ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبى طلحة راجع الباب 31 ص 34 (ب) (7) سورة
يونس: 15.
[139]
ربي في علي، فذلك قوله: " ائت بقرآن غير
هذا أو بدله (1) ". 99 - فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر محمد بن علي
عليه السلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو راكب، وخرج أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يمشي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا
أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف، فإن الله أمرني أن تركب إذا ركبت، وتمشي إذا
مشيت، وتجلس إذا جلست، إلا أن يكون حد من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه،
وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها، خصني بالنبوة والرسالة، وجعلك ولي
ذلك، تقوم في صعب اموره، والذي بعثني بالحق نبيا ما آمن بي من كفر بك، ولا أقر بي
من جحدك، ولا آمن بالله من أنكرك، و إن فضلك من فضلي، وفضلي لك فضل، وهو قول ربي: "
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (2) " والله يا علي ما خلقت
إلا ليعرف بك معالم الدين ودارس السبيل (3)، ولقد ضل من ضل عنك، ولم يهتد إلى الله
من لم يهتد إليك، وهو قول ربي: " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (4)
" إلى ولايتك، ولقد أمرني أن أفترض من حقك ما أمرني أن أفترضه من حقي، فحقك مفروض
على من آمن بي كافتراض حقي عليه، ولولاك لم يعرف حزب الله، وبك يعرف عدو الله، ولو
لم يلقوه بولايتك ما لقوه بشئ وإن مكاني لاعظم من مكان من تبعني (5)، ولقد أنزل
الله فيك " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
(6) " فلو لم ابلغ
(1) تفسير فرات: 62. وقد ذكر في هامش (د)
بيان لهذه الرواية نذكره بعينه. بيان: المشهور بين المفسرين ان الفرق بين الاتيان
بقرآن غير هذا والتبديل أن الاول الاتيان بكتاب ليس فيه ما ينكرونه، والثانى ان
يجعل مكان الاية المشتملة على ذلك آية اخرى، ويمكن ارجاع ما في الخبر إلى هذا بتكلف
بأن يكون المراد بالقرآن عليا ع فانه كلام الله الناطق، أي غيره عن الامامة،
وبالتبديل تغيير ما يدل على امامته من الايات. (2) سورة يونس: 58. (3) في المصدر:
ودراس السبيل. (4) سورة طه: 82. (5) في المصدر: من اتبعنى. (6) المائدة: 67.
[140]
ما امرت به لحبط عملي (1)، ما أقول لك إلا
ما يقول ربي، وإن الذي أقول لك لمن الله نزل فيك، فإلى الله أشكو تظاهر امتي عليك
بعدي (2)، أما إنه يا علي ما ترك قتالي من قاتلك، ولا سلم لي من نصب لك (3)، وإنك
لصحاب الاكواب (4) وصاحب المواقف المحمودة في ظل العرش أينما أوقف، فتدعى إذا دعيت،
وتحيى إذا حييت، وتكسى إذا كسيت، حقت كلمة العذاب على من لم يصدق قولي فيك، وحقت
كلمة الرحمة لمن صدقني (5)، وما اغتابك مغتاب ولا أعان عليك إلا هو في حزب إبليس
(6)، ومن والاك ووالى من هو منك من بعدك كان من حزب الله، وحزب الله هم المفلحون
(7). 100 - فر: الحسن بن علي معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله سألت ربي مؤاخاة علي بن أبي طالب ومؤازرته وإخلاص قلبه ونصيحته
فأعطاني، قال: فقال رجل من أصحابه: يا عجبا لمحمد يقول: سألت مؤاخاة علي بن أبي
طالب ومؤازرته، و إخلاص قلبه عن ربي فأعطاني (8) ! ما كان بالذي يدعوا ابن عمه إلى
شئ إلا أجابه إليه والله لشنه بالية فيها صاع من تمر أحب إلي مما سأل محمد ربه،
ملكا يعينه (9) أو كنزا يستعين به على عدوه، قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه
وآله فضاق من ذلك ضيقا شديدا، قال: فأنزل الله تعالى " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك
وضائق به صدرك (10) " إلى آخر الآية قال: فكان النبي صلى الله عليه وآله تسلى ما
بقلبه (11). (1) في المصدر: لحبط عملي بتوعد. (2) في المصدر بعد ذلك: وإلى الله
أشكو ما يرتكبونه منك بعدى. (3) في المصدر: من نصبك. (4) جمع الكوب: قدح لا عروة له
وكانه يريد انه هو الساقى عند الحوض. (5) في المصدر بعد ذلك: وما ركبت بامر الا وقد
ركبت به. (6) في المصدر: إلا وهو في حيز ابليس. (7) تفسير فرات: 62 و 63. (8) في
المصدر: واخلاص قلبه فأعطاني. (9) كذا في النسخ، وفى المصدر: ألا سأل محمد ربه ملكا
يعينه. (10) سورة هود: 12. (11) تفسير فرات: 68 و 69.
[141]
101 - فر: الحسن بن الحكم معنعنا عن جعفر
بن محمد عليه السلام قال: إن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه دعا ربه فقال: " رب
اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الاصنام (1) " فنالت دعوته النبي صلى
الله عليه وآله فأكرمه الله بالنبوة، ونالت دعوته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام فاستخصه الله بالامامة والوصية (2). 102 - فر: الحسين بن الحكم معنعنا
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في
الحياة الدنيا وفي الآخرة (3) " قال: بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام. وقال الله تعالى: يا إبراهيم " إني جاعلك للناس إماما قال " إبراهيم " ومن
ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (4) " قال: الظالم من أشرك بالله وذبح للاصنام،
فلم يبق أحد من القريش والعرب من قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله (5) إلا وقد
أشرك بالله وعبد الاصنام وذبح لها ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام، فإنه من قبل أن يجري عليه القلم أسلم، فلا يكون (6) إمام أشرك بالله وذبح
للاصنام، لان الله تعالى قال: " لا ينال عهدي الظالمين (7) ". 103 - فر: محمد بن
القاسم معنعنا عن أبي حمزة الثمالي عن جعفر الصادق عليه السلام قال: قرأ جبرئيل
عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله هذه الآية هكذا " وإذا قيل لهم ماذا أنزل
ربكم (في علي) قالوا أساطير الاولين (8) ".
(1) سورة ابراهيم: 36. (2) تفسير فرات:
79، وفيه: فاختصه الله بالامامة والوصية. (3) سورة ابراهيم: 27. (4) البقرة: 124.
(5) في المصدر: من قبل ان يبعث الله النبي. (6) في المصدر: فلا يجوز أن يكون اه.
(7) تفسير فرات: 79. وما ذكر في المتن روايتان مستقلتان بسندين مختلفين، راجع
المصدر. (8) تفسير فرات: 85، والاية في سورة النحل: 24.
[142]
104 - فر: محمد بن الحسن بن إبراهيم
معنعنا عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام قال الله تعالى: " ولقد صرفنا
في هذا القرآن ليذكروا (1) " قال: يعني ولقد ذكرنا عليا في كل آية فأبوا ولايته "
وما يزيدهم إلا نفورا (2) ". 105 - فر: جعفر بن محمد الازدي معنعنا عن ابن عباس رضي
الله عنه في قوله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة
أعمى (3) " إن ترك ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أعماه الله
تعالى وأصمه عن النداء (4). 106 - فر: علي بن محمد معنعنا عن أبي عبد الله عليه
السلام في قول الله تعالى: " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له (5) " قال: علي بن
أبي طالب عليه السلام " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا (6) ". بيان:
أي ضرب هذا المثل لامير المؤمنين عليه السلام ومن غصب حقه، فإن من أقر بإمامته
وتبعه فقد دعا الله بالجهة التي أمره بها، ومن أنكر إمامته وتبع غيره فقد أعرض عن
عونه تعالى وفضله، واتكل على دعوة الذين لن يخلقوا ذبابا، فهم لا يقدرون على نصره
وإنقاذه من عذاب الله. 107 - فر: جعفر بن محمد الفرازي معنعنا عن أبي جعفر عليه
السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية " وإن كادوا
ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره (7) " قال: تفسيرها في علي بن أبي
طالب عليه السلام، ولقد أرادوا أن يردوك عن الذي أوحينا إليك في علي، إن الله أوحى
إليه أن يأمرهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (8)
(1) الاسراء: 41، وما بعدها ذيلها. (2)
تفسير فرات: 86. (3) سورة طه: 124. (4) تفسير فرات: 93. (5) سورة الحج: 73، وما
بعدها ذيلها. (6) تفسير فرات: 99، (7) سورة الاسراء: 73. (8) لم نجده في المصدر
المطبوع.
[143]
108 - فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن
أبي هاشم قال: كنت مع جعفر بن محمد عليهما السلام في المسجد الحرام، فصعد الوالي
(1) يخطب يوم الجمعة، فقال: " إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين
آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (2) " فقال جعفر عليه السلام يا أبا هاشم لقد قال ما
لا يعرف تفسيره، قال: وسلموا الولاية لعلي تسليما (3). 109 - فر: فرات معنعنا عن
أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " قل إنما
أعظكم بواحدة (4) " قال: إنما أعظكم بولاية علي، هي الواحدة التي قال الله تعالى: "
إنما أعظكم بواحدة (5) ". فر: جعفر بن أحمد، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد
بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي مثله (6). بيان: يحتمل هذا التأويل وجهين:
الاول أن يكون الباء في قوله: " بواحدة " للسببية، وقوله: " أن تقوموا " مفعول "
أعظكم " والثاني أن يكون قوله: " أن تقوموا " بدل اشتمال من " الواحدة " أي أعظكم
بالولاية بالتفكر في الجنة (7) التي تنسبونها إليه صلى الله عليه وآله بسببها كما
مر أنهم كانوا يقولون: إنه صار مجنونا في محبة ابن عمه. 110 - فر: جعفر بن محمد
الاحمسي، عن مخول، عن أبي مريم قال: سمعت أبان ابن تغلب يسأل جعفرا عليه السلام عن
قول الله تعالى: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا (8) "
(1) في المصدر: فصعد الوالى المنبر. (2)
الاحزاب: 56. (3) تفسير فرات: 122. (4) سورة سبأ: 48. (5) تفسير فرات: 127. (6) لم
نجده في المصدر المطبوع، وقد ذكر فيه روايات اخرى في تفسير الاية لم يذكرها المصنف،
راجع ص 127. (7) بكسر الجيم: الجنون، (8) سورة فصلت: 30.
[144]
قال: استقاموا بولاية علي بن أبي طالب
عليه السلام (1). 111 - فر: علي بن محمد الجعفي، عن الحسين بن علي بن أحمد العلوي
قال: بلغني عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال لداود الرقي: يا داود
أيكم تنال قطب السماء الدنيا (2) ؟ فوالله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتنال العرش
كل ليلة جمعة، يا داود قرأ أبي محمد بن علي عليهما السلام حم السجدة حتى إذا بلغ
فهم لا يسمعون (3) قال: نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله أن الامام
بعدك علي عليه السلام، حتى قرأ " حم السجدة " حتى بلغ " فأعرض أكثرهم " عن ولاية
علي عليه السلام " وهم لا يسمعون " حتى " عاملون (4) ". 112 - فر: زيد بن حمزة
معنعنا عن إبراهيم بن الهيثم قال: سمعت خالي يقول: قال سعيد بن جبير: ما خلق الله
عزوجل رجلا بعد النبي صلى الله عليه وآله أفضل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام قال الله عزوجل: " فاسعوا إلى ذكر الله (5) " قال: إلى ولاية علي بن
أبي طالب عليه السلام، رواه ابن عباس (6). 113 - فر: جعفر بن أحمد معنعنا عن ابن
عباس في قوله تعالى: " ويعلمهم الكتاب والحكمة (7) ": الكتاب القرآن والحكمة ولاية
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (8). 114 - فر: علي بن حمدون معنعنا عن
كعب بن عجرة قال ابن مسعود رضي الله عنه غدوت إلى رسول الله في مرضه الذي قبض فيه،
فد خلت المسجد والناس أحفل ما كانوا كأن على رؤوسهم الطير، إذا أقبل أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام حتى سلم على
(1) تفسير فرات: 142 و 143، وفيه:
استقاموا على ولاية على بن أبى طالب عليه السلام. (2) القطب نجم بين جدى والفرقدين
تبنى عليه القبلة. (3) سورة فصلت: (4). (4) تفسير فرات: 143: وفيه: كأنهم لا
يسمعون. (5) سورة الجمعة: 9. (6 و 8) تفسير فرات: 185. (7) سورة الجمعة: 2. بحار
الانوار - 9 -
[145]
رسول الله صلى الله عليه وآله، فتغامز به
بعض من كان عنده، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال: ألا تسألون عن أفضلكم
؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: أفضلكم علي بن أبي طالب، أقدمكم إسلاما وأوفركم
إيمانا، وأكثركم علما، وأرجحكم حلما، وأشدكم لله غضبا، وأشدكم نكاية في الغزو
والجهاد، فقال له بعض من حضر: يارسول الله وإن عليا قد فضلنا بالخير كله ؟ ! فقال
رسول الله: أجل هو عبد الله وأخو رسول الله، فقد علمته علمي، واستودعته سري وهو
أميني على امتي، فقال بعض من حضر: لقد أفتن علي رسول الله حتى لا يرى به شيئا !
فأنزل الله الآية " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون (1) ". بيان: [في القاموس: حفل
القوم حفلا: اجتمعوا (2). و] قال الجزري: في صفة الصحابة: " كأن على رؤوسهم الطير "
وصفهم بالسكون والوقار، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لان الطير لاتكاد تقع إلا
على شئ ساكن (3). وقال البيضاوي: " بأيكم المفتون " أيكم الذي فتن بالجنون ؟ والباء
مزيدة، أو بأيكم الجنون ؟ على أن المفتون مصدر، أو بأي الفريقين منكم المجنون ؟
أبفريق المؤمنين أو فريق الكافرين ؟ أي في أيهما يوجد من يستحق هذا الاسم (4). 115
- فر: محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا عن جعفر عليه السلام قال: نزلت الآيات (5) "
كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وما أدراك ما عليون " إلى قوله: " المقربون (6) "
وهي خمس آيات في النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة
والسلام (7). 116 - فر: معنعنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقرء هذه الآية
" بإذن ربهم من
(1) تفسير فرات: 188، والاية في سورة
القلم: 5، (2) القاموس المحيط 3: 358. (3) النهاية 3: 51. (4) تفسير البيضاوى 2:
233. (5) في المصدر: نزلت خمس آيات. (6) سورة المطففين: 18 - 21. وهى اربع آيات.
(7) تفسير فرات: 205.
[146]
كل أمر سلام (1) " أي بكل أمر إلى محمد
وعلي سلام (2). بيان: ظاهره مخالف للقراءة المشهورة، وقرئ في الشواذ " من كل امرئ "
بالهمز، وفيه تكلف، ويحتمل أن يكون المعنى: أنه عليه السلام كان يقول بعد قراءة
الآية هذا التفسير، وهو أظهر (3). 117 - فر: جعفر معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام
(4) وعن علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه قال: قال
رسول الله عليه السلام: لما اسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى شممت (5)
وهبت منها ريح نبقها (6)، فقلت لجبرئيل: ماهذا ؟ فقال: هذه سدرة المنتهى، اشتاقت
إلى ابن عمك حين نظرت إليك، فسمعت مناديا ينادي من عند ربي: محمد خير الانبياء
والمرسلين، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب خير الاولياء عليهم الصلاة والسلام -
وأهل ولايته خير البرية، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين
فيها أبدا، رضي الله عن علي وأهل ولايته (7)، هم المخصوصون برحمة الله، الملبسون
نور الله، المقربون إلى الله، طوبى لهم ثم طوبى، يغبطهم الخلائق يوم القيامة
بمنزلتهم عند ربهم (8). 118 - كا: محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي
جعفر الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى: " الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله (9) " قال: نزلت
في رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) سورة القدر: 4. (2) تفسير فرات: 218.
(3) وليس بشئ فان القراءة المشهورة، الوقف عند قوله. " من كل أمر " والابتداء بقوله
" سلام هي " كما في المصحف فيكون السلام من السلامة أي ليلة القدر سلام حتى مطلع
الفجر واما على هذه القراءة وقد نسبها الجمهور إلى النبي صلى الله عليه وآله يكون
السلام بمعنى التحية أي تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر - أو كل
امرء قائلين لمحمد وعلى سلام (ب). (4) ليست هذه الجملة في المصدر وقد روى فيه
الرواية عن على بن محمد الزهري فقط. (5) في المصدر: سمعت. (6) النبق حمل شجر السدر.
(7) في المصدر: وأهل بيته. (8) تفسير فرات: 219. (9) الحج: 40.
[147]
وعلي وحمزة وجعفر، وجرت في الحسين عليه
السلام (1). 119 - كا: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد والحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عمار بن سويد قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق
به صدرك أن يقولوا لولا انزل عليه كنز أو جاء معه ملك (2) " فقال: إن رسول الله صلى
الله عليه وآله لما نزل قديد (3) قال لعلي عليه السلام: يا علي إني سألت ربي أن
يوالي بيني وبينك ففعل (4)، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش:
والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه، فهلا سأل ربه ملكا يعضده
على عدوه ؟ أو كنزا يستغني به عن فاقته ؟ والله ما دعاه إلى حق ولا باطل إلا أجابه
إليه ! فأنزل الله تبارك وتعالى " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك " إلى
آخر الآية (5). 120 - شى: عن المفضل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما عليهما
السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون (6) " قال: هو أمير المؤمنين عليه
السلام. 121 - فس: " ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الظلالة (7) "
يعنى ضلوا في أمير المؤمنين عليه السلام " ويريدون أن تضلوا السبيل " يعنى أخرجوا
الناس من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (8). 122 - فس: " ولا تفسدوا في الارض
بعد إصلاحها برسول الله
(1) لم نجده في المصدر المطبوع. (2) سورة
هود: 12. (3) مصغرا اسم موضع قرب مكة. (4) في المصدر بعد ذلك: وسألت ربى أن يواخى
بينى وبينك ففعل. (5) روضة الكافي: 378 و 379. (6) النحل: 16. وأخرج الرواية في
البرهان 2: 362. (7) سورة النساء: 4، وما بعدها ذيلها. (8) تفسير القمى: 128. (9)
سورة الاعراف: 56.
[148]
وبأمير المؤمنين فأفسدوها حين تركوا أمير
المؤمنين عليه السلام (1). 123 - شى: عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله: " يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل إليكم
من ربكم وليزيدن كثيرامنهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا (2) قال: هو ولايه
أمير المؤمنين عليه السلام. 124 - شى: عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
الله: " وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا
أو بدله قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي " (3) قال:
لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه. 125 - شى: عن أبي السفانج عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله تعالى: " ائت بقرآن غير هذا أو بدله " يعني أمير المؤمنين
عليه السلام. 126 - شى: عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله قال: لما سمعته يقول:
سلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله للاول:
قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقال: أمن الله أو من رسول الله ؟ فقال: نعم من
الله ومن رسوله، ثم قال لصاحبه: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقال أمن الله أو
من رسوله ؟ قال: نعم من الله ومن رسوله، ثم قال: يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة
المؤمنين، قال: فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا باذر فسلم على علي بإمرة
المؤمنين، فقام وسلم، ثم قال: قم يا سلمان وسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام وسلم.
قال: حتى إذا خرجا وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال أبدا ! فأنزل الله
تبارك وتعالى على نبيه " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم
كفيلا (4) " بقولكم: أمن الله أو من رسوله " إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا
كالتي نقضت
(1) تفسير القمى: 219. (2) سورة المائدة
68. واخرج الرواية في البرهان 1: 491. (3) سورة يونس: 15. واخرج الرواية وما بعدها
في البرهان 2: 180. (4) سورة النحل: 91، وما بعدها ذيلها.
[149]
غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم
دخلا بينكم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم ". قال: قلت: جعلت فداك إنما نقرؤها، "
أن تكون امة هي أربى من امة " فقال ويحك يا زيد " وما أربى " ؟ ! " أن تكون أئمة هي
أزكى من أئمتكم إنما يبلوكم الله به " يعني عليا " وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم
فيه تختلفون * ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء
ولتسألن عما كنتم تعملون * ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها "
بعد ما سلمتم على علي بإمرة المؤمنين " و تذوقوا السواء بما صددتم عن سبيل الله "
يعني عليا " ولكم عذاب عظيم ". ثم قال لي: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله
بيد علي فأظهر ولايته قالا جميعا: والله ليس هذا من تلقاء الله، ولا هذا إلا شئ
أراد أن يشرف به ابن عمه ! فأنزل الله عليه " ولو تقول علينا بعض الاقاويل * لاخذنا
منه باليمين * ثم لقطعنا من الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وإنه لتذكرة
للمتقين * وإنا لنعلم أن منكم مكذبين (1) " يعني فلانا وفلانا " وإنه لحسرة على
الكافرين " يعني عليا " وإنه لحق اليقين " يعني عليا " فسبح باسم ربك العظيم (2) ".
بيان: قال البيضاوي: أنكاثا طاقات نكثت فتلها، جمع نكث وانتصابه به على الحال من
غزلها، أو المفعول الثاني لنقضت. وقوله " تتخذون " حال من الضمير في " ولا تكونوا "
أو في الجار الواقع موقع الخبر، أي ولا تكونوا مشبهين (3) بامرأة هذا شأنها متخذي
أيمانكم مفسدة ودخلا بينكم، وأصل الدخل ما يدخل الشئ ولم يكن منه (4). وقال: "
لاخذنا منه باليمين " أي بيمينه " ثم لقطعنا منه الوتين " أي نياط قلبه بضرب عنقه،
و
(1) سورة الحاقة: 44 و 49، وما بعدها
ذيلها. (2) تفسير العياشي مخطوط، اوردها في البرهان 2: 383. (3) في المصدر:
متشبهين. (4) تفسير البيضاوى 1: 262.
[150]
قيل: اليمين بمعنى القوة (1). 127 - كنز:
محمد بن العباس، عن الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن ابن مسكان، عن إسحاق بن
عمار، عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله في قوله: " إنا عرضنا الامانة (2) "
الآية قال: يعني ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (3). 128 - كنز: محمد بن العباس،
عن علي بن العباس، عن حسن بن محمد، عن حسين بن علي بن بهيش، عن موسى بن أبي العنبر،
عن عطاء الهمداني، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " يا حسرتي على ما فرطت
في جنب الله (4) " قال: قال علي عليه السلام: أنا جنب الله، وأنا حسرة الناس يوم
القيامة (5). بيان: المراد بالجنب إما الجانب أي هو الجانب الذي من أراد الله يتوجه
إليه، أو هو في القرب من الله بمنزلة من كان بجنب آخر، كوقله: " والصاحب بالجنب "
أو أن من أراد قرب رجل يجلس إلى جنبه، فهو بمنزلة جنبه تعالى في أنه من أراد القرب
منه تعالى يجلس إليه، ويتعلم منه، ويأخذ من آدابه، وقد مر الكلام فيه وفي أمثال في
كتاب الامامة وكتاب التوحيد. 129 - كنز محمد بن العباس: عن عبد العزيز بن يحيى، عن
هشام بن علي، عن إسماعيل بن علي المعلم، عن بدل بن الحسين، عن شعبة، عن أبان بن
تغلب، عن مجاهد قال: قوله عزوجل: " أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه (6) " نزلت في
علي وحمزة. وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن علي، عن أبي عبد
الله عليه السلام
(1) تفسير البيضاوى 2: 236. والنياط، عرق
غليظ متصل بالقلب فإذا قطع مات صاحبه. (2) سورة الاحزاب: 72. (3) الكنز مخطوط.
ونقله البحراني في البرهان 3: 342. (4) سورة الزمر: 56. (5) الكنز مخطوط، وأوردها
البحراني في البرهان 4: 80. (6) سورة القصص: 61. (*)
[151]
قال: الموعود علي بن أبي طالب عليه السلام
وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا، ووعده الجنة له ولاوليائه في الآخرة
(1). 130 - كنز: الحسن بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب (2)، عن جده، عن
أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: " كل شئ هالك إلا وجهه (3) " قال: كل شئ
هالك إلا ما اريد به وجه الله ووجه الله علي عليه السلام (4). 131 - كنز: محمد بن
الحسين، عن محمد بن وهبان، عن محمد بن علي بن وخيم، عن العباس بن محمد، عن أبيه، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن جابر الجعفي أنه سأل جعفر بن محمد عليه السلام عن
تفسير قوله تعالى: " وإن من شيعته لابراهيم (5) " فقال عليه السلام: إن الله سبحانه
لما خلق إبراهيم كشف له بصره، فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش، فقال: إلهي ما هذا
النور ؟ فقال: هذا نور محمد صفوتي من خلقي، ورأى نورا من جنبه فقال إلهي ما هذا
النور ؟ فقال: نور علي بن أبي طالب - عليه السلام - ناصر ديني، ورأى إلى جنبهما
ثلاثة أنوار فقال: إلهي ما هذه الانوار ؟ فقيل له: هذا نور فاطمة فطمت (6) محبيها
من النار، ونور ولديها الحسن والحسين، قال: إلهي وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم
(7)، قيل: يا إبراهيم هؤلاء الائمة من ولد علي وفاطمة، فقال إبراهيم: إلهي بحق
هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من التسعة ؟ قيل: يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين وابنه
محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن والحجة
القائم ابنه،
(1) الكنز مخطوط، وأوردها في البرهان 3:
234. (2) في البرهان: عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب. (3) سورة القصص:
88. (4) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 3: 242. (5) سورة الصافات: 83. (6) أي
فصلت. (7) أي احاطوا بهم. وفى البرهان: قد حفوا بهم.
[152]
فقال إبراهيم: إلهي وسيدي أرى أنوارا قد
أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلا أنت، فقيل: يا إبراهيم شيعتهم شيعة أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام، فقال إبراهيم: وبما تعرف شيعته ؟ قال: بصلاة إحدى وخمسين،
والجهر ببسم الله الرحمان الرحيم، والقنوت قبل الركوع، والتختم في اليمين، فعند ذلك
قال إبراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين قال: فأخبر الله تعالى في كتابه
فقال: " وإن من شيعته لابراهيم (1) ". 132 - كنز: محمد بن العباس، عن محمد بن
القاسم، عن عبيد بن مسلم، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن الحسن بن إسماعيل
الافطس، عن أبي موسى المشرقاني، قال: كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين، فسألوه عن
قول الله عزوجل: " لئن أشركت ليحبطن عملك (2) " فقال: ليس حيث تذهبون، إن الله
عزوجل حيث أوصى إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقيم عليا للناس علما اندس إليه
معاذ بن جبل فقال. أشرك في ولايته الاول والثاني حتى يسكن الناس إلى قوله ويصدقوك،
فلما أنزل الله عزوجل: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك (3) " شكا رسول
الله صلى الله عليه وآله إلى جبرئيل فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني، فأنزل
الله تعالى: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " ففي هذا نزلت هذه
الآية، ولم يكن الله ليبعث رسولا إلى العالم وهو صاحب الشفاعة في العصاة يخاف أن
يشرك بربه، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أوثق عند الله من أن يقول: لئن أشركت
بي ! وهو جاء بإبطال ورفض الاصنام وما عبد مع الله، وإنما عنى الشرك من الرجال في
الولاية، فهذا معناه (4). بيان: اندس أي بعث إليه دسيسا وجاسوسا ليستعلم الحال
ويخبرهم، قال الفيروز آبادي: الدس: الاخفاء، والدسيس: من تدسه ليأتيك بالاخبار (5).
(1) الكنز مخطوط. اوردها في البرهان 4:
20. (2) الزمر: 65. (3) سورة المائدة: 67. (4) الكنز مخطوط، اوردها في البرهان.: 83
إلى قوله " ولتكونن من الحاسرين " (5) القاموس المحيط 2: 215.
[153]
133 - كنز: محمد بن هوذة الباهلي، عن
إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن عمرو بن شمر قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر وعمر وعليا عليه
السلام أن يمضوا إلى الكهف والرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه ويصلي ركعتين
وينادي ثلاثا، فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك عمر، فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك
علي عليه السلام، فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله فلم
يجيبوا أبا بكر ولا عمر، فقام علي عليه السلام وفعل ذلك فأجابوه وقالوا: لبيك لبيك
- ثلاثا - فقال لهم: لم لم تجيبوا صوت الاول والثاني وأجبتم الثالث ؟ فقالوا: إن
امرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا، ثم انصرفوا إلى النبي صلى الله عليه وآله
فسألهم ما فعلوا ؟ فأخبروه، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة حمراء فقال
لهم: اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم، فأنزل الله عز وجل " ستكتب
شهادتهم ويسألون " يوم القيامة (1). وقال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن
محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عيسى، عن أبي بصير قال: ذكر أبو جعفر عليه
السلام الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة، وأشهدوا وختموا عليه بخواتيمهم، فقال:
يابا محمد إن الله أخبر نبيه بما صنعوه قبل أن يكتبوا، وأنزل الله كتابا، قلت: أنزل
الله فيه كتابا ؟ قال: ألم تسمع قوله تعالى: " ستكتب شهادتهم ويسألون (1) ؟ قوله
تعالى: " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون (2) " تأويله قال محمد
بن العباس: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد
البرقي، عن أبي أسلم، عن أبي أيوب البزاز، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: "
ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم " آل محمد حقهم " أنكم في العذاب مشتركون (3) ". وهذا
جواب لمن تقدم ذكرهم أمام هذه الآية، وهو قوله عزوجل: " ومن يعش عن ذكر
(1) أوردها في البرهان 4: 137 و 138.
والاية في سورة الزخرف: 19. (2) سورة الزخرف: 39. (3) اوردها في البرهان 4: 143.
[154]
الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين *
وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني
وبينك بعد المشرقين فبئس القرين (1) " فيقال لهم عقيب ذلك: " ولن ينفعكم اليوم " أي
هذا اليوم " إذ ظلمتم " آل محمد حقهم " أنكم في العذاب مشتركون " التابع منكم
والمتبوع، واصول الظلم والفروع. قوله تعالى: " فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على
صراط مستقيم (2) " تأويله: قال محمد بن العباس: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم
بن محمد بن علي بن هلال، عن الحسن بن وهب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه
السلام في قول الله عزوجل: " فاستمسك بالذي اوحي إليك " قال: علي بن أبي طالب عليه
السلام (3). " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون (4) " قال محمد بن العباس: حدثنا
محمد ابن القاسم عن حسين بن حكم، عن حسين بن نصير، عن أبيه، عن أبان بن أبي عياش،
عن سليم بن قيس، عن علي عليه السلام قال: قرأ هذه الآية فقال: فنحن قومه (5). 134 -
كنز: " واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا (6) جاء من طريق العامة والخاصة، فمن ذلك
ما رواه محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد الحسني (7)، عن علي بن إبراهيم القطان، عن
عباد بن يعقوب، عن محمد بن فضل، عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الاسراء: فإذا ملك قد أتاني، فقال: يا محمد
سل من أرسلنا قبلك من رسلنا: على ماذا بعثتم ؟ فقلت لهم: معاشر الرسل
(1) سورة الزخرف: 36 - 38. (2) سورة
الزخرف: 43. (3) اوردها في البرهان: 4: 145. (4) سورة الزخرف: 44. (5) كنز جامع
الفوائد مخطوط، وأورده الرواية الاخيرة في البرهان 4: 146، وفى آخره ونحن
المسؤولون. (6) سورة الزخرف: 45. (7) في البرهان: جعفر بن محمد الحسينى.
[155]
والنبيين على ماذا بعثكم الله قبلي ؟
قالوا: على ولايتك يا محمد وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. ويؤيده ما رواه
الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله إلى محمد ابن حمران قال: حدثنا محمد
بن السائب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى
السماء وانتهيت في المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر،
فقال لي جبرئيل: يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله قبل خلق السماوات والارض
بخمسين ألف عام، فصل فيه، فقمت للصلاة، وجمع الله النبيين والمرسلين، فصفهم جبرئيل
فصليت بهم، فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال: يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول
لك: سل الرسل: على ما ارسلتم من قبلي ؟ قلت: معاشر الانبياء والرسل على ماذا بعثكم
ربي قبلي ؟ قالوا: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب، وذلك قوله: " واسأل من
أرسلنا من قبلك من رسلنا " ومن طرق العامة عن أبي نعيم الحافظ، عن محمد بن جميل
يرفعه عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: " واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا " قال
النبي صلى الله عليه وآله: لما جمع الله بيني وبين الانبياء ليلة الاسراء قال الله
تعالى: سلهم يا محمد على ما بعثتم ؟ قالوا: بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله
والاقرار بنبوتك وعلى الولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام (1). مد: من كتاب
الاستيعاب لابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وآله مثله (2) أقول: روى العلامة
في كشف الحق (3) عن ابن عبد البر وغيره من علماء المخالفين مثله. 135 - كشف: مما
أخرجه العز المحدث الحنبلي روي عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه
وآله: أتاني ملك فقال: يا محمد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا
(1) الكنز مخطوط، اوردها في البرهان 4:
147 و 148. (2) لم نجده في المصدر المطبوع. (3) الجزء الاول: 91.
[156]
على ما بعثوا ؟ قال: قلت: على ما بعثوا ؟
قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (1). بيان: روى النيسابوري، عن
الثعلبي، عن ابن مسعود مثله ثم قال: ولكنه لا يطابق قوله تعالى: " أجعلنا من دون
الرحمان آلهة يعبدون (2) ". أقول: يمكن توجيهه بوجوه: الاول أن يكون على سبيل
الاختصار بجزء الكلام، فإن السؤال على بعض الاخبار كان عن التوحيد والنبوة
والولاية، فقوله: " أجعلنا " بيان لسؤال التوحيد، وطوي (3) الاخيران فبينهما الرسول
صلى الله عليه وآله ومثله كثير من الآيات، إذ كثير ما يذكر جزء من القصة في موضع
وجزء منها في موضع آخر. ونظيره قوله: " ألست بربكم (4) " ومحمد نبيكم وعلي إمامكم ؟
كما مر، وأما الاخبار التي اقتصر فيها على الاخيرين فإنما اكتفي فيها بذكر ما لم
يذكر في الآية الكريمة لعدم الحاجة إلى ذكر ما هو مصرح فيها. الثاني أن يكون ما ذكر
في الآية إشارة إلى الشهادات الثلاث تصريحا وتلويحا، فأما دلالته على الشهادة
بالوحدانية فظاهر، وأما على الاخيرين فلان نصب خلفاء الجور ومتابعتهم في مقابلة
أئمة الحق نوع من الشرك، وطاعة من نهى الله عن طاعته نوع من عبادة غير الله، كما
قال الله تعالى: " أن لا تعبدوا الشيطان (5) " وقال: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله (6) " وقال: " أرأيت من اتخذ إلهه هواه (7) " ومثل ذلك كثير.
(1) كشف الغمة: 92. (2) غرائب القرآن 3:
328. (3) طوى الحديث: كتمه وأخفاه. (4) سورة الاعراف: 172. (5) سورة يس: 60. (6)
سورة التوبة: 31. (7) سورة الفرقان: 43.
[157]
الثالث ما ذكره صاحب إحقاق الحق حيث قال:
يمكن أن يكون الجعل في الجملة الاستفهامية بمعنى الحكم كما صرح به النيشابوري (1)،
ويكون الجملة حكاية عن قول الرسول صلوات الله عليهم، وتأكيدا لما اضمر في الكلام من
الاقرار ببعثهم على الشهادة المذكورة، بأن يكون المعنى أن الشهادة المذكورة لا يمكن
التوقف فيها إلا لمن جعل من دون الرحمان آلهة يعبدون، ونظير هذا الاضمار واقع في
القرآن في قوله تعالى: " أنا انبئكم بتأويله فأرسلون * يوسف أيها الصديق أفتنا (2)
" غاية الامر أن يكون ما نحن فيه من الآية لخفاء القرينة على تعيين المحذوف من
المتشابهات التي لا يعلم معناها إلا بتوقيف (3) من الله تعالى على لسان رسوله انتهى
(4). أقول: الوجهان الاولان اللذان خطرا بالبال عندي أظهر، والله يعلم. 136 - كنز:
" أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون (5) " الآية، قال محمد بن العباس: حدثنا أحمد المتولي
(6)، عن محمد بن حماد الشامي، عن الحسين بن أسد، عن علي بن إسماعيل المثنى (7)، عن
الفضل بن الزبير، عن أبي داود، عن بريدة الاسلمي أن النبي صلى الله عليه وآله قال
لبعض أصحابه: سلموا على علي بإمرة المؤمنين، فقال رجل من القوم: لا والله لا تجتمع
النبوة والخلافة في أهل بيت أبدا، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ويؤيده ما روي عن
عبد الله بن عباس أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ عليهم الميثاق
لامير المؤمنين عليه السلام مرتين: الاولى حين قال: أتدرون من وليكم من بعدي ؟
قالوا: الله ورسوله أعلم، قال صالح المؤمنين - وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه
السلام - وقال: هذا وليكم من بعدي، والثانية يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي
مولاه، وكانوا قد
(1) حيث قال: ومعنى الجعل التسمية والحكم
(2) سورة يوسف: 44 و 45. (3) في المصدر و (د): الا بتوفيق. (4) احقاق الحق 3: 146 و
147. (5) سورة الزمر: 79. (6) في البرهان: أحد بن محمد النوفلي. (7) في البرهان:
على بن اسماعيل الميثمى. (*)
[158]
أسروا في أنفسهم وتعاقدوا أن لا يرجع إلى
آل محمد هذا الامر، ولا يعطوهم الخمس (1)، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على
أمرهم، وأنزل عليه هذه الآية (2). 137 - كنز: قوله تعالى: " ووصينا الانسان بوالديه
" إلى وأنا من المسلمين (3) تأويله: قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن همام، عن
عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن زيد، عن آبائه عليهم السلام قال: نزل جبرئيل عليه
السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال: [يا محمد يولد لك غلام تقتله امتك من
بعدك، فقال: يا جبرئيل لا حاجة لي فيه، فخاطبه ثلاثا ثم قال:] يا محمد إن منه
الائمة والاوصياء، قال: وجاء النبي صلى الله عليه وآله إلى فاطمة عليها السلام فقال
لها: إنك تلدين ولدا تقتله امتي من بعدي، فقالت: لا حاجة لي فيه فخاطبها ثلاثا ثم
قال لها: إن منه الائمة والاوصياء، فقالت: نعم يا أبت، فحملت بالحسين عليه السلام
فحفظها الله وما في بطهنا من إبليس، فوضعته لستة أشهر، لم يسمع بمولود ولد لستة
أشهر إلا الحسين ويحيى بن زكريا عليهما السلام فلما وضعته وضع النبي صلى الله عليه
وآله لسانه في فيه فمصه ولم يرضع من انثى حتى نبتت لحمه ودمه من ريق رسول الله صلى
الله عليه وآله وهو قول الله تعالى: " ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته امه كرها
ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا (4) ". 138 - كنز: محمد بن العباس، عن أحمد
بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن ابن فضيل، عن أبي
حمزة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قوله تعالى: " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل
الله (5) " في علي " فأحبط أعمالهم (6). قوله تعالى: " فهل عسيتم إن توليتم أن
تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم *
(1) في البرهان: أن لا نرجع إلى اهل هذا
البيت هذا الامر ولا نعطيهم الخمس. (2) الكنز مخطوط، أورده في البرهان 4: 155. (3)
سورة الاحقاف: 15. (4) الكنز مخطوط، أورده في البرهان 4: 174. (5) سورة محمد: 9،
وما بعدها ذيلها. (6) أوردها في البرهان 4: 182.
[159]
اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى
أبصارهم (1) "، وروى محمد بن العباس، عن محمد بن أحمد الكاتب، عن حسين بن خزيمة
الرازي، عن عبد الله بن بشير، عن أبي هوذة، عن إسماعيل بن عياش، عن جويبر، عن
الضحاك، عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في بني هاشم وبني امية (2). قوله
تعالى: " إن الذين ارتدوا على أدبارهم (3) " الآية تأويله ما رواه محمد بن العباس
عن علي بن سليمان الرازي، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد
ابن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام في هذه الآية قال: هو سبيل علي عليه
السلام (4). بيان: أي الهدى هو سبيل علي عليه السلام، ويحتمل أن يكون تفسيرا للسبيل
المذكور في الآيات السابقة. 139 - كنز: قوله تعالى: " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط
الله (5) " الآية. روى محمد بن العباس، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن
إسماعيل بن بشار (6)، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام عن هذه الآية قال: وكرهوا عليا وكان علي رضى الله ورضى رسوله، أمر الله
بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية، نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في
الحجة التي صد فيها رسول الله عن المسجد الحرام بالجحفة وبخم (7). 140 - كنز: محمد
بن العباس، عن أحمد بن محمد بن سعد، عن محمد بن هارون، عن محمد بن مالك، عن أحمد بن
فضيل، عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن
(1) سورة محمد، 22 و 23. (2) أوردها في
البرهان 4: 186. (3) سورة محمد: 25. (4) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 4: 187.
وفيه وكذا في (د): على بن سليمان الرازي، وفى البرهان " أي الهدى هو سبيل على "
وعليه فلا حاجة إلى البيان. (5) سورة محمد: 28. (6) في البرهان: اسماعيل بن يسار.
(7) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 4: 187.
[160]
جده، عن علي صلوات الله عليهم أجمعين قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسري بي إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى
وقفت بين يدي ربي عزوجل فقال لي: يا محمد، فقلت: لبيك ربي و سعديك، قال: قد بلوت
خلقي فأيهم وجدت أطوع لك ؟ قلت: ربي عليا، قال، صدقت يا محمد، فهل اخترت لنفسك
خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال: قلت: لا فاختر لي، فإن
خيرتك خير لي، قال: لقد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، قد نحلته علمي
وحلمي، وهو أمير المؤمنين عليه السلام حقا، لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده، يا
محمد علي رأيه الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمها
المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد، قال: فبشره
بذلك فقال علي عليه السلام: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني،
وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي، فقال النبي صلى الله عليه وآله اللهم ابل قلبه
(1) واجعل ربيعه الايمان بك، قال الله تعالى: قد فعلت ذلك يا محمد غير أني مختصه من
البلاء بما لا أختص به أحدا من أوليائي، قال: قلت: ربي أخي وصاحبي ! قال: إنه قد
سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به، ولولا علي لم تعرف (2) أوليائي ولا أولياء رسلي
(3). بيان: قال في النهاية، في حديث الدعاء: " اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي " جعله
ربيعا له لان الانسان يرتاح قلبه في الربيع من الازمان ويميل إليه (4). 141 - كنز:
" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا (5) " الآية تأويله: قال
محمد بن العباس: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم، عن محمد بن علي، عن جعفر بن
عباس (6)، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس
(1) كذا في (ك) والظاهر: اللهم اجل قلبه
أي اصقل. وفى سائر النسخ وكذا البرهان: اللهم اجعل قلبه. (2) في (م) و (د) ولولا
على لم تعز أوليائي. (3) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 4: 199 وأوردها الشيخ في
الامالى: 218 و 219 وفيه: اللهم اجعل قلبه. وقد مضى مثل الحديث في الباب الثلاثين
عن ابن بطريق ص: (4) النهاية 2: 61. (5) سورة الحجرات: 15. (6) في البرهان: عن
ابراهيم بن محمد، عن حفص بن غياث، عن مقاتل. بحار الانوار - 10 -
[161]
أنه قال في قول الله تعالى: " إنما
المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في
سبيل الله اولئك هم الصادقون " قال ابن عباس: ذهب علي بشرفها وفضلها (1). 142 -
كنز: قوله تعالى: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب (2) " الآية تأويله حديث لطيف
وخبر طريف، وهو ما نقله ابن شهر آشوب في كتابه (3) مرفوعا عن رجاله عن ابن عباس أنه
قال: أهدى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ناقتين عظيمتين سمينتين، فقال
للصحابة: هل فيكم أحد يصلي ركعتين بوضوئهما وقيامهما وركوعهما وسجودهما وخشوعهما
ولم يهتم فيهما بشئ من امور الدنيا، ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا اهدي إليه إحدى
هاتين الناقتين، فقالها مرة ومرتين وثلاثا فلم يجبه أحد من أصحابه، فقام إليه أمير
المؤمنين فقال: أنا يا رسول الله اصلي الركعتين اكبر التكبيرة الاولى إلى أن اسلم
منها لا احدث نفسي بشئ من امور الدنيا. فقال: صل يا علي صلى الله عليك، قال: فكبر
أمير المؤمنين عليه السلام ودخل في الصلاة، فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل عليه
السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك:
أعطه إحدى الناقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا شارطته إن يصلي ركعتين
لا يحدث فيهما نفسه بشئ من امور الدنيا أن اعطيه إحدى الناقتين، وإنه جلس في التشهد
فتفكر في نفسه أيهما يأخذ !، فقال جبرئيل: يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك،
تفكر أيهما يأخذ أسمنهما فينحرها فيتصدق بها لوجه الله تعالى، فكان تفكره لله تعالى
لا لنفسه ولا للدنيا، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله و أعطاه كلتيهما، فنحرهما
وتصدق بهما، فانزل الله تعالى فيه هذه الآية، يعني به أمير المؤمنين عليه السلام
أنه خاطب نفسه في صلاته لله تعالى، لم يتفكر فيهما بشئ من امور الدنيا (4).
(1) الكنز مخطوط، أورده في البرهان 4:
215. (2) سورة ق: 37. (3) راجع المناقب 1: 251 و 252. (4) الكنز مخطوط، أوردها في
البرهان 4: 228.
[162]
143 - كنز: قوله تعالى: " إنما توعدون
لصادق (1) " تأويله ما روي عن محمد البرقي، عن سيف بن عميرة، عن أخيه، عن أبيه، عن
الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله تعالى: " إنما توعدون لصادق " في علي،
وهكذا نزلت (2). 144 - كنز: روى محمد بن العباس، عن محمد بن همام، عن عيسى بن داود،
بإسناده يرفعه إلى أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده علي عليهم السلام في
قوله عزوجل " إذ يغشى السدرة ما يغشى (3) " قال: النبي صلى الله عليه وآله لما اسري
به إلى ربه قال: وقف بي جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها، على كل غصن منها ملك،
وعلى كل ورقة منها ملك، وعلى كل ثمرة منها ملك، وقد تجللها نور من نور الله تعالى،
فقال جبرئيل: هذه سدرة المنتهى، كان ينتهي الانبياء قبلك إليها، ثم لا يجاوزونها
(4)، وأنت تجوزها إن شاء الله، ليريك من آياته الكبرى، فاطمئن أيدك الله بالثبات
حتى تستكمل كرامات ربك، وتصير إلى جواره، ثم صعد بي إلى تحت العرش، فدنا إلي رفرف
أخضر، فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي، فصرت عنده، وانقطع عني أصوات الملائكة
ودويهم، و ذهبت المخاوف والروعات، وهدأت نفسي واستبشرت، وجعلت أنتبه وأنقبض (5)، و
وقع علي السرور والاستبشار، وظننت أن جميع الخلق قد ماتوا، ولم أر غيري أحدا من
خلقه، فتركني ما شاء ثم رد علي روحي فأفقت، وكان توفيقا من ربي أن غمضت عيني، فكل
بصري، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ، فذلك قوله تعالى: " ما زاغ
البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى (6) " وإنما كنت أبصر من خيط الابرة (7)
نورا بيني وبين ربي، لا تطيقه الابصار، فناداني ربي فقال الله
(1) سورة الذاريات: 5. (2) الكنز مخطوط،
أوردها في البرهان 4: 230. (3) سورة النجم: 16. (4) في البرهان: ثم لا يتجاوزونها.
(5) في البرهان: وجعلت أمتد وأنقبض. (6) سورة النجم: 17 و 18. (7) في (د) من مثل
خيط الابرة.
[163]
تبارك وتعالى: يا محمد، قلت: لبيك ربي
وسيدي وإلهي لبيك، قال: هل عرفت قدرك عندي ؟ وموضعك ومنزلتك لدي ؟ قلت: نعم يا
سيدى، قال: يا محمد هل عرفت موقعك مني وموقع ذريتك ؟ قلت: نعم يا سيدي، قال: فهل
تعلم يا محمد فيم اختصم الملا الاعلى ؟ قلت: يا رب أنت أعلم وأحكم وأنت علام
الغيوب، قال: اختصموا في الدرجات والحسنات فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت: أنت
أعلم يا سيدى وأحكم، قال: إسباغ الوضوء في المفروضات (1)، والمشي بالاقدام إلى
الجماعات، معك ومع الائمة من ولدك، وانتظار الصلاة بعد الصلاة وإفشاء السلام،
وإطعام الطعام، والتهجد بالليل و الناس نيام. ثم قال: " آمن الرسول بما انزل إليه
من ربه " قلت: " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من
رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " قال: صدقت يا محمد " لا يكلف
الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " فقلت: " ربنا لا تؤاخذنا إن
نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا
تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على
القوم الكافرين " قال: ذلك لك يا محمد ولذريتك، يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك سيدى
وإلهي، قال: أسألك عما أنا أعلم به منك: من خلفت في الارض بعدك ؟ قلت، خير أهلها
أخي وابن عمي وناصر دينك والغاضب لمحارمك إذا استحلت وهتكت غضب النمر (2) إذا اغضب:
علي بن أبي طالب، قال: صدقت يا محمد اصطفيتك بالنبوة، وبعثتك بالرسالة، وامتحنت
عليا بالشهادة على امتك، وجعلته حجة في الارض معك وبعدك، وهو نور أوليائي، وولي من
أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين يا محمد وزوجته فاطمة، فإنه وصيك ووارثك
ووزيرك، وغاسل عورتك، وناصر دينك، والمقتول على سنتي وسنتك، يقتله شقي هذه الامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثم إن ربي أمرني بامور وأشياء، وأمرني أن
أكتمها،
(1) اسباغ الوضوء: اتمامه. (2) النمر ضرب
من السباع.
[164]
ولم يؤذن لي في إخبار أصحابي، ثم هوى بي
الرفرف فإذا أنا بجبرئيل يتناولني منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى، فوقف بي تحتها، ثم
أدخلني جنة المأوى، فرأيت مسكني و مسكنك يا علي فيها، فبينما جبرئيل يكلمني إذ
علاني نور الله، فنظرت من مثل مخيط الابرة إلى ما كنت نظرت إليه في المرة الاولى،
فناداني ربي جل جلاله: يا محمد، قلت: لبيك ربي وإلهي وسيدي، قال: سبقت رحمتي غضبي
لك ولذريتك، أنت صفوتي من خلقي، وأنت أميني وحبيبي ورسولي، وعزتي وجلالي لو لقيني
جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو نقصونك أو ينقصون صفوتي من ذريتك لادخلنهم ناري
ولا ابالي، يا محمد علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى
جنات النعيم، أبو السبطين المقتولين ظلما (1)، ثم فرض علي الصلاة وما أراد تبارك
وتعالى، وقد كنت قريبا منه في المرة الاولى مثل ما بين كبد القوسين إلى سيته (2)،
فذلك قوله تعالى: " قاب قوسين أو أدنى " من ذلك (3). 145 - كنز: قوله تعالى: " علمه
البيان " (4) تأويله ما رواه محمد بن العباس، عن الحسن بن أحمد، عن محمد بن عيسى،
عن يونس بن يعقوب، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سورة الرحمان
نزلت فينا من أولها إلى آخرها، ويؤيده ما رواه أيضا عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن
أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: " الرحمان علم القرآن "
قال: الله علم القرآن، قلت: فقوله: " خلق الانسان علمه البيان " قال: ذلك أمير
المؤمنين علمه الله تعالى بيان كل شئ يحتاج إليه الناس (5). 146 - كنز: روى محمد بن
العباس، عن أحمد بن عبد الرحمان، عن محمد بن سليمان بن بزيع، عن جميع بن المبارك
(6)، عن إسحاق بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
(1) في البرهان و (د) أبو السبطين سيدى
شباب جناني، المقتولين لى ظلما. (2) كبد القوس: مقبضها. وسيته: ما عطف من طرفيها.
(3) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 4: 250 و 251. (4) سورة الرحمان: 4. (5) الكنز
مخطوط، أورده في البرهان 4: 264. (6) في البرهان: عن جميل بن المبارك.
[165]
عن آبائه عليهم السلام أنه قال: إن النبي
صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام إن زوجك يلاقي بعدي كذا وكذا، فخبرها
بما يلقى بعده، فقالت: يا رسول الله ألا تدعو الله أن يصرف ذلك عنه ؟ فقال: قد سألت
الله ذلك له فقال: إنه مبتلى ومبتلى به، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: " قد سمع
الله قول التي تجادلك في زوجها " الآية (1). 147 - كنز: روى الشيخ الطوسي، عن عبد
الواحد بن الحسن، عن محمد بن محمد الجويني، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال: لمبارزة علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل امتي إلى يوم القيامة، وهي التجارة
المربحة المنجية، يقول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة "
الآية (2). 148 - كنز: محمد بن العباس، عن الحسن بن محمد، عن محمد بن علي الكناني،
عن حسين بن وهب، عن عيسى بن هشام (3)، عن داود بن سرحان، قال: سألت جعفر بن محمد
عليهما السلام عن قوله تعالى " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " (4) قال ذلك
علي عليه السلام إذا رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في
ولايته (5). 149 - كنز: روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن رجاله بإسناده يرفعه إلى
محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: سألته عن قوله تعالى: " ن
والقلم وما يسطرون " قال " ن " إسم لرسول الله صلى الله عليه وآله و " القلم " إسم
لامير المؤمنين عليه السلام (6). 150 - كنز: محمد بن العباس، عن علي بن العباس، عن
حسن بن محمد، عن يوسف بن كليب، عن خالد (7)، عن جعفر بن عمر، عن حنان، عن أبي أيوب
الانصاري قال: لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها وقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه
(1) الكنز مخطوط، اوردها 4: 301، والاية
في سورة المجادلة: 1. (2) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 4: 330، والاية في سورة
الصف: 10. (3) في البرهان: عن عبيس بن هاشم. (4) سورة الملك: 27. (5) الكنز مخطوط،
أوردها في البرها 4: 365. (6) الكنز مخطوط: أوردها في البرهان 4: 367. (7) في
البرهان: عن خالد، عن حفص، عن عمرو بن حنان، اه.
[166]
قال الناس (1): إنما افتتن بابن عمه !
ونزلت " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون (2). 151 - اقول: روى ابن بطريق في المستدرك
بإسناده عن أبي نعيم، بإسناده عن الاعمش، عن ابن جبير، عن ابن عباس، قال لما نزلت "
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (3) " قالوا: يا رسول الله من هؤلاء
الذين يأمرنا الله بمودتهم ؟ قال: علي و فاطمة وأولادهما. قوله تعالى: " وإني لغفار
لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (4) " أبو نعيم بإسناده إلى عون بن أبي جحيفة، عن
أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إلى ولايتنا. وبإسناده عن عمرو بن علي بن
رفاعة قال: سمعت علي بن عبد الله بن العباس يقول: " وتواصوا بالصبر " علي بن أبي
طالب عليه السلام. وبإسناده عن الضحاك، عن ابن عباس، في قوله تعالى " والعصر إن
الانسان لفي خسر (5) " يعني أبا جهل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات (6) " ذكر
عليا عليه السلام وسلمان. قوله: " والسابقون الاولون (7) " ذكر عليا وسلمان " وبشر
المخبتين " إلى قوله " ومما رزقناهم ينفقون (8) " قال: علي وسلمان. وبإسناده عن أبي
صالح، عن ابن عباس قال: " واركعوا مع الراكعين (9) " نزلت
(1) في البرهان: قال اناس. (2) الكنز
مخطوط، أوردها في البرهان 4: 370: والاية في سورة القلم 5 و 6. (3) سورة الشورى:
23. (4) سورة طه: 82. (5 و 6) سورة العصر: 1 و 2. (7) سورة التوبة: 101. (8) الحج:
34 و 35. (9) سورة البقرة: 43.
[167]
في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي
عليه السلام خاصة، وهما أول من صلى وركع (1). 152 - يف: الحافظ محمد بن مؤمن
الشيرازي (2) في قوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (3) بإسناده إلى
ابن عباس قال: " أهل الذكر " يعني أهل بيت محمد. علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم
السلام أهل العقل والعلم والبيان، هم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف
الملائكة لهذا. وروي أيضا من طريق آخر عن سفيان الثوري، عن السدي، عن الحارث، بأتم
من هذه الالفاظ (4). أقول: روى العلامة رحمه الله أيضا بالاسنادين (5). ثم قال
السيد: ومن ذلك أيضا ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن في كتابه المذكور بإسناده إلى
قتادة، عن الحسن البصري، قال: كان يقرأ هذا الحرف " صراط علي مستقيم " فقلت للحسن:
وما معناه قال يقول: هذا طريق علي بن أبي طالب عليه السلام ودينه طريق ودين مستقيم
فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه. ومن ذلك ما رواه أيضا محمد بن مؤمن في
كتابه في تفسير قوله تعالى " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (6) "
بإسناده إلى أنس بن مالك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله (7) " وربك يخلق
ما يشاء " قال: إن الله تعالى خلق آدم من طين كيف شاء، ثم قال: " ويختار " إن الله
تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق، فانتجبنا، فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي
طالب الوصي. ثم قال: " ما كان لهم الخيرة " يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني
أختار من أشاء فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه، ثم قال: " سبحان الله عما
يشركون " يعني: الله منزه عما يشركون به كفار مكة.
(1) المستدرك مخطوط. (2) في بعض النسخ:
محمد بن موسى الشيرازي، في المواضع وهو مصحف (ب). (3) سورة النحل: 43، الانبياء: 7.
(4) الطرائف: 23. (5) راجع كشف الحق 1: 100. (6) سورة القصص: 67. (7) في المصدر:
سالت رسول الله صلى الله عليه وآله عن معنى قوله.
[168]
ثم قال: " وربك يعلم " يا محمد " ما تكن
صدورهم " من بغض المنافقين لك ولاهل بيتك " وما يعلنون " من الحب لك ولاهل بيتك.
ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسيره ورواه الواحدي في أسباب النزول (1) عن البخاري
ومسلم في تفسير قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
تلقون إليهم بالمودة " الآية وفي روايتهم زيادة لبعض على بعض ومختصر ذلك أن حاطب
ابن أبي بلتعة كتب مع سارة مولاة أبي عمرو بن صافي كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بتوجه
النبي إليهم، ويحذرهم منه، فعرفه جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى بذلك، قال: فبعث
عليا وعمارا وعمر والزبير وطلحة والمقداد بن الاسود وأبا مرثد في ذلك وعرفهم ما
عرفه الله تعالى به وأن الكتاب مع الجارية سارة، فوجدوها في بطن خاخ (2) على ما
وصفه رسول الله لهم، فحلفت أنه ليس معها كتاب ففتشوها فلم يجدوا معها كتابا، فهموا
بالرجوع فقال علي عليه السلام والله ما كذبنا، وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلا
والله لاجردنك (3) ولاضربن عنقك، فلما رأت الجد أخرجت الكتاب، فأخذه فأتى به النبي
صلى الله عليه وآله (4). 153 - فس: " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم
(5) " قال: نزلت في من يلحد بأمير المؤمنين عليه السلام ويظلمه (6). 154 - فس: "
وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (7) " قال: شجرة الزيتون، وهو
مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام (8).
(1) راجع ص 315 و 316. (2) في بعض النسخ "
حاج " وهو مصحف (ب). (3) في أسباب النزول: والله لاجزرنك. (4) الطرائف: 24. (5)
سورة الحج: 25. (6) تفسير القمى: 439. (7) سورة المؤمنون: 20. (8) تفسير القمى: 446
وفيه مثل لرسول الله ا ه.
[169]
155 - فس: " وكان الكافر على ربه ظهيرا
(1) " قال علي بن إبراهيم: قد يسمى الانسان ربا (2) كقوله: " اذكرني عند ربك (3) "
وكل مالك شئ يسمى ربه فقوله: " وكان الكافر على ربه ظهيرا " فقال: الكافر الثاني
كان على أمير المؤمنين ظهيرا (4). 156 - فس: " والسماء ذات الحبك (5) " قال: السماء
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ذات الحبك. وقوله: " إنكم لفي قول
مختلف (6) " يعني مختلف في علي اختلفت هذه الامة في ولايته، فمن استقام على ولاية
علي عليه السلام دخل الجنة، ومن خالف ولاية علي دخل النار " يؤفك عنه من افك (7) "
فإنه يعني عليا عليه السلام من افك عن ولايته افك عن الجنة (8). بيان: قال
البيضاوي: ذات الحبك ذات الطرائق، والمراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير
الكواكب، أو المعقولة التي يسلكها النظار ويتوصل بها إلى المعارف. أو النجوم، فإن
لها طرائق أو أنها تزينها (9). أقول: على تأويله عليه السلام لعل المعنى أن عليا هو
الحبك بمعنى الزينة أو الطريق قوله " يؤفك " أي يصرف. 157 - فس: حدثني أبي رفعه
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لما نزلت الولاية وكان من قوله رسول الله صلى
الله عليه وآله بغدير خم: سلموا على علي بإمرة المؤمنين، فقالا: من الله أو من
رسوله ؟ فقال لهما (10): نعم حقا من الله ومن رسوله إنه أمير المؤمنين وإمام
المتقين،
(1) سورة الفرقان: 55. (2) في المصدر: قد
يسمى الانسان بهذه الاسم لغة. (3) سورة يوسف: 42. (4) تفسير القمى: 467. (5 - 7)
سورة الذاريات: 7 و 8. (8) تفسير القمى: 647. (9) تفسير البيضاوى 2: 194. (10) في
المصدر: فقالوا: أمن الله ومن رسوله ؟ فقال لهم.
[170]
وقائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم
القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنة ويدخل أعداءه النار، فأنزل الله عزوجل "
ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها فقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون
(1) " يعني قول رسول الله صلى الله عليه وآله من الله ومن رسوله، ثم ضرب له مثلا
فقال: " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم
(2) ". وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: " التي نقضت غزلها "
امرأة من بني تميم بن مرة يقال لها رابطة (3) بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي
بن غالب، كانت حمقاء، تغزل الشعر فإذا غزلته نقضته، ثم عادت فغزلته، فقال الله: "
كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم " قال: إن الله
تبارك وتعالى أمر بالوفاء ونهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا. قال علي بن إبراهيم:
تتمة الكلام السابق في قوله تعالى " أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم " فقيل يابن
رسول الله نحن نقرؤها " هي أربى من امة " قال: ويحك وما أربى - وأومأ بيده فطرحها
(4) - " إنما يبلوكم الله به " يعني بعلي بن أبي طالب يختبركم " وليبينن لكم يوم
القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة (5) " قال: على مذهب
واحد وأمر واحد " ولكن يضل من يشاء " قال: يعذب بنقض العهد (6) " ويهدي من يشاء "
قال: يثيب " ولتسألن عما كنتم تعملون " قوله: " ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم "
قال: هو مثل لامير المؤمنين عليه السلام " فتزل قدم بعد ثبوتها " يعني بعد مقالة
النبي صلى الله عليه وآله فيه " وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله " يعني عن
علي " ولكم عذاب عظيم (7) ".
(1 و 2) سورة النحل: 91 و 92. (3) في
المصدر: امرأة من بنى تيم بن مرة يقال لها ريطة. (4) في المصدر: وأومأ بيده بطرحها
(5) سورة النحل: 93، وما بعدها ذيلها. (6) في المصدر: يعذب من يشاء بنقض العهد. (7)
تفسير القمى: 364 و 365.
[171]
بيان: قوله: " تتمة الكلام السابق " أي
هذه تتمة خبر أبي عبد الله عليه السلام السابق وكان خبر أبي الجارود معترضا، ويظهر
ذلك بالرجوع إلى ما أوردناه سابقا من رواية العياشي (1). 158 - ير: محمد بن الحسين،
عن النضر بن شعيب (2) عن خالد بن حماد، ومحمد ابن الفضيل، عن الثمالي، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: سألته (3) عن قول الله عزوجل: " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها
وابتغ بين ذلك سبيلا (4) " قال: تفسيرها: ولا تجهر بولاية علي ولا بما أكرمته به
حتى نأمرك بذلك " ولا تخافت بها " لا تكتمها عليا وأعلمه ما أكرمته به. وأما قوله:
" وابتغ بين ذلك سبيلا " فإنه يعني اطلب إلي وسلني أن آذن لك أن تجهر بولاية علي،
وادع الناس إليها، فأذن له يوم غدير خم (5). 159 - فس: " إنا لما طغى الماء حملناكم
في الجارية (6) " يعني أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه (7). بيان: إشارة إلى أنه
عليه السلام في هذه الامة كسفينة نوح، حيث ينجيهم من طوفان الفتن. 160 - فس: أبي،
عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله: " الرحمان علم القرآن
(8) " قال: الله علم القرآن (9)، قلت: " خلق الانسان " قال: ذلك
(1) تحت رقم 136. (2) في المصدر: عن النضر
بن سويد. (3) في المصدر: قال سألت. (4) سورة الاسراء: 110، وما بعدها ذيلها. (5)
بصائر الدرجات: 22 (6) سورة الحاقة: 11. (7) تفسير القمى: 694. (8) سورة الرحمان:
1، وما بعدها ذيلها: (9) في المصدر: الله علم محمدا القرآن.
[172]
أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: " علمه
البيان " قال: علمه بيان كل شئ (1) يحتاج الناس إليه، قلت: " الشمس والقمر بحسبان "
قال هما بعذاب الله (2) قلت: الشمس والقمر يعذبان ؟ قال: سألت عن شئ فأيقنه (3)، إن
الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره، مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه،
وحرهما (4)، من نار جهنم، فإذا كانت يوم القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى
النار حرهما (5)، فلا تكون شمس ولا قمر، وإنما عناهما - لعنهما الله - أو ليس قد
روى الناس أن رسول الله قال: إن الشمس والقمر نوران في النار ؟ قلت: بلى، قال: أما
سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسا هذه الامة ونور هما ؟ فهما في النار والله ما عنى
غيرهما، قلت: " والنجم والشجر يسجدان " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله
وقد سماه الله في غير موضع فقال: " والنجم إذا هوى (6) " وقال: " وعلامات وبالنجم
هم يهتدون (7) " فالعلامات الاوصياء والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله قلت: "
يسجدان " قال: يعبدان. قوله تعالى: " والسماء رفعها ووضع الميزان " قال: السماء
رسول الله صلى الله عليه وآله رفعه الله إليه، والميزان أمير المؤمنين عليه السلام
نصبه لخلقه، قلت: " ألا تطغوا في الميزان " قال: لا تعصوا الامام، قلت: " وأقيموا
الوزن بالقسط " قال: أقيموا الامام العدل، قلت: " ولا تخسروا الميزان " قال: لا
تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه (8). بيان: قال الفيروز آبادي: الحسبان - بالضم - جمع
الحساب، والبلاء والعذاب والشر (6). أقول: فسره المفسرون بالمعنى الاول، أي يجريان
بحساب مقدر معلوم
(1) في المصدر: علمه تبيان كل شئ. (2) في
المصدر: هما يعذبان. (3) في المصدر: فأتقنه. (4) في المصدر: وجرمهما. (5) في
المصدر: والى النار جرمهما. (6) سورة النجم: 1. (7) سورة النحل: 16. (8) تفسير
القمى: 658. (9) القاموس المحيط 1: 54.
[173]
في بروجهما ومنازلهما. ثم أقول: على
تأويله عليه السلام المراد بالشجر الائمة عليهم السلام لحصول ثمرات العلوم منهم
ووصولها إلى الخلق، وقد شبههم الله تعالى بالشجرة الطيبة في الآية الاخرى (1). وروي
عن الصادق عليه السلام في هذه الآية مثله كما مر. 161 - فس: أحمد بن علي، عن محمد
بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله (2) " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قال:
قال الله تعالى وتقدس: فبأي النعمتين تكفران بمحمد أم بعلي ؟ - صلوات الله عليهما
(3) -. 162 - فس: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود (4) " قال: يكشف عن الامور
التي خفيت وما غصبوا آل محمد حقهم " ويدعون إلى السجود " قال: يكشف لامير المؤمنين
عليه السلام فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر - يعني قرونها - فلا يستطيعون أن يسجدوا
وهي عقوبة، لانهم لم يطيعوا الله (5) في الدنيا في أمره، وهو قوله: " وقد كانوا
يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال: إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون (6) ".
بيان: قال البيضاوي: " يوم يكشف عن ساق " يوم يشتد الامر ويصعب الخطب وكشف الساق
مثل في ذلك، أي يكشف عن أصل الامر (7) وحقيقته بحيث يصير عيانا مستعار من ساق الشجر
وساق الانسان، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم. انتهى (8). أقول: على تأويله عليه
السلام لعل المراد بالسجود الخضوع والانقياد مجازا.
(1) حيث قال - عز من قائل -: " ألم تر كيف
ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة " الاية. ابراهيم: 24. (2) في المصدر: عن قول
الله تعالى. (3) تفسير القمى: 659. (4) سورة القلم: 42، وما بعدها ذيلها. (5) في
المصدر: لانهم لا يطيعون الله. (6) تفسير القمى: 693. (7) في المصدر: أو يوم يكشف
عن اصل الامر. (8) تفسير البيضاوى 2: 234.
[174]
163 - فس: " قتل الانسان ما أكفره (1) "
قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام قال: " ما أكفره " أي ماذا فعل وأذنب حتى قتلوه،
ثم قال: " من أي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره " قال يسر له طريق
الخير " ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره، قال: في الرجعة " كلا لما يقض ما أمره "
أي لم يقض أمير المؤمنين عليه السلام ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضي ما أمره. أخبرنا
أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن أبي نصر (2)، عن جميل بن دراج عن أبي سلمة، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " قتل الانسان ما أكفره " قال: نعم
نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام " ما أكفره " يعني بقتلكم إياه، ثم نسب أمير
المؤمنين عليه السلام فنسب خلقه وما أكرمه الله به فقال: " من أي شئ خلقه " يقول:
من طينة الانبياء خلقه " فقدره " للخير " ثم السبيل يسره " يعني سبيل الهدى " ثم
أماته " ميتة الانبياء " ثم إذا شاء أنشره " قلت: ما قوله: " إذا شاء أنشره " ؟
قال: يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره " فلينظر الانسان إلى طعامه أنا صببنا
الماء صبا " إلى قوله: " وقضبا " قال: القضب: القت (3)، قوله: " وحدائق غلبا " أي
بساتين ملتفة مجتمعة. قوله: " وفاكهة وأبا " قال: الاب: الحشيش للبهائهم " متاعا
لكم ولانعامكم فإذا جاءت الصاخة " أي القيامة (4). قوله: " لكل امرء منهم يومئذ شأن
يغنيه " قال: شغل يشغل به عن غيره. ثم ذكر عزوجل الذين تولوا أمير المؤمنين عليه
السلام وتبرؤوا من أعدائه فقال: " وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة " ثم ذكر أعداء
آل محمد " ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة " فقر من الخير والثواب (5) " اولئك
هم الكفرة الفجرة (6) ".
(1) سورة عبس: 17، وما بعدها ذيلها. (2)
في (ك): عن ابن أبى نصر. (3) القت: حب برى يأكله أهل البادية بعد دقه وطبخه. (4) في
المصدر: قال: أي يوم القيامة. (5) في المصدر: أي فقراء من الخير والثواب. (6) تفسير
القمى: 712.
[175]
ايضاح: لعل القترة على تأويله عليه السلام
مأخوذ من الاقتار بمعنى الافتقار، وفسرها المفسرون بالسواد والظلمة. 164 - فس: [ذي
قوة عند ذي العرش مكين (1) " يعني ذا منزلة عظيمة عند الله مكين " مطاع ثم أمين]
حدثنا جعفر بن محمد، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن أبيه،
عن أبى بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ذي قوة عند ذي العرش مكين "
قال: يعني جبرئيل، قلت: قوله: " مطاع ثم أمين " قال: يعني رسول الله هو المطاع عند
ربه، الامين يوم القيامة، قلت: قوله: " وما صاحبكم بمجنون " قال: يعني النبي صلى
الله عليه وآله ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما للناس،
قلت قوله: " وما هو على الغيب بضنين " قال: وما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه
بضنين، قلت: " وما هو بقول شيطان رجيم " قال: يعني الكهنة الذين كانوا في قريش،
فنسب كلامهم إلى الشياطين الذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم فقال: " وما هو
بقول شيطان رجيم " مثل اولئك، قلت: قوله: " فأين تذهبون " قال: أين تذهبون في علي
يعني ولايته أين تفرون منها ؟ " إن هو إلا ذكر للعالمين " لمن أخذ الله ميثاقه على
ولايته، قلت: " لمن شاء منكم أن يستقيم " قال: في طاعة علي والائمة من بعده، قلت:
قوله: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " قال: لان المشية إليه تبارك
وتعالى لا إلى الناس (2). بيان: لا يبعد أن يكون قوله عليه السلام: " يعني جبرئيل "
تفسيرا لذي قوة. 165 - فس: محمد بن القاسم، عن الحسين بن جعفر، عن عثمان بن
عبيدالله، عن عبد الله بن عبيد الفارسي، عن محمد بن علي، عن أبي عبد الله عليه
السلام في قوله: " قد أفلح من زكاها (3) " قال أمير المؤمنين عليه السلام: زكاه ربه
" وقد خاب من دساها " قال: هو الاول
(1) سورة التكوير: 20، وما بعدها ذيلها.
(2) تفسير القمى: 714. (3) سورة الشمس: 9، وما بعدها ذيلها.
[176]
والثاني في بيعته إياه حيث مسح على كفه
(1). بيان: قال فيروز آبادي: دساه تدسية: أغواه وأفسده، انتهى (2). ولعل ما في
الخبر مأخوذ من هذا المعنى. وقال البيضاوي: أي نقصها وأخفاها بالجهالة والفسوق (3).
166 - فس: أحمد بن محمد الشيباني، عن محمد بن أحمد، عن إسحاق بن محمد، عن محمد ابن
علي، عن عثمان بن يوسف، عن عبد الله بن كيسان، عن أبي جعفر قال: نزل جبرئيل على
محمد صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد اقرأ، قال: وما أقرأ ؟ قال " اقرأ باسم ربك
الذي خلق (4) " يعني خلق نورك الاقدم قبل الاشياء " خلق الانسان من علق " يعني خلقك
من نطفة وشق منك عليا " اقرء وربك الاكرم الذي علم بالقلم " يعني علم علي بن أبي
طالب عليه السلام " علم الانسان ما لم يعلم " يعني علم عليا من الكتابة لك ما لم
يعلم قبل ذلك (5). 167 - فر: جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله: " وينزل من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على
قلوبكم ويثبت به الاقدام (6) " قال: أما قوله: " وينزل من السماء ماء " فإن السماء
في البطن رسول الله والماء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، جعل عليا من رسول الله
صلى الله عليه وآله فذلك قوله: وينزل من السماء ماء " وأما قوله " ليطهركم به "
فذلك علي بن أبي طالب عليه السلام يطهر الله به قلب من والاه، وأما قوله. " ويذهب
عنكم رجز الشيطان " فإنه يعني من والى علي بن أبي طالب أذهب الله عنه الرجس وقواه
عليه (7). 168 - شى: عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، وزاد في آخره "
وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام " بإنه يعني عليا، من والى عليا يربط الله عليه
قلبه فيثبت
(1) تفسير القمى: 727، وفيه: في بيعتهما
اياه حيث مسحا على كفه. (2) القاموس المحيط 4: 427. (3) تفسير البيضاوى 2: 262. (4)
سورة العلق: 1، وما بعدها ذيلها. (5) تفسير القمى: 730 و 731. (6) سورة الانفال:
11. (7) تفسير فرات: 50. بحار الانوار - 11 -
[177]
على ولايته عليه السلام (1). 169 - مد:
بإسناده عن الثعلبي، عن جابر الجعفي في قوله تعالى: " فاسألوا أهل الذكر (2) " قال
قال علي عليه السلام: نحن أهل الذكر (3). 170 - قب: عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة،
عن عطاء، عن ابن مسعود في قوله " إنا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم
أحسن عملا (4) " قال: زينة الارض الرجال، وزينة الرجال علي بن أبي طالب عليه
السلام. أبو الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " اولئك يسارعون في الخيرات
(5) " الآية قال علي بن أبي طالب عليه السلام لم يسبقه أحد. ابن عقدة وابن جرير
بالاسناد عن الخدري، وجابر الانصاري وجماعة من المفسرين في قوله تعالى " ولتعرفنهم
في لحن القول (6) " ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام (7). 171 - كشف: ابن مردويه
قوله تعالى: " ولتعرفنهم في لحن القول " عن أبي سعيد: لتعرفنهم في لحن القول ببغضهم
علي بن أبي طالب عليه السلام (8). بيان: قال الشيخ الطبرسي رحمه الله في قوله
تعالى: " ولتعرفنهم في لحن القول " أي وتعرفهم الآن في فحوى كلامهم ومعناه ومقصده
ومغزاه (9) لان كلام الانسان يدل على ما في ضميره، وعن أبي سعيد الخدري قال: لحن
القول بغضهم علي بن أبي
(1) تفسير العياشي مخطوط، أوردها في
البرهان 2: 69. (2) سورة النحل: 43 سورة الانبياء: 7. (3) العمدة: 150. (4) سورة
الكهف: 7. (5) سورة المؤمنون: 61. (6) سورة محمد: 30. (7) مناقب آل أبى طالب 2: 7.
(8) كشف الغمة: 94. (9) يقال: عرفت ما يغزى من هذا الكلام أي ما يراد.
[178]
طالب عليه السلام، قال: وكنا نعرف
المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ببغضهم علي بن أبي طالب عليه
السلام، وروي مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الانصاري، وعن عبادة بن الصامت قال: كنا
نختبر أولادنا بحب علي بن أبي طالب عليه السلام فإذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه
لغير رشدة وقال أنس: ما خفي منافق على أحد في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بعد
هذه الآية، انتهى (1). وروى العلامة قدس الله روحه في كشف الحق عن الخدري أنه قال،
ببغضهم عليا (2). أقول: من كان حبه من أركان الايمان وعلاماته لا يكون إلا نبيا أو
إماما، و أيضا هذه فضليه عظيمة اختص بها من بين الصحابة، فتفضيل غيره عليه تفضيل
للمفضول لا سيما مع اجتماعه مع الفضائل التي لا تحصى كما مر وسيأتي. أقول: وروى
العلامة أيضا في كشف الحق برواية عن النبي صلى الله عليه وآله قال، لو يعلم الناس
متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح
والجسد، قال الله عزوجل: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم (3) " قالت الملائكة: بلى، فقال الله تعالى: أنا ربكم ومحمد
نبيكم، وعلي أميركم (4). بيان: سيأتي الاخبار في ذلك مع شرحها في باب مفرد. وروى
العلامة أيضا في الكتاب المذكور من طريق الجمهور أن جماعة من العرب اجتمعوا على
وادي الرملة ليبيتوا النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة (5) فقال النبي صلى الله
عليه وآله: من هؤلاء ؟ فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا: نحن فول علينا من شئت،
فأقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم، فأمر أبا بكر بأخذ
اللواء والمضي إلى بني سليم وهم
(1) مجمع البيان 9: 106. (2) كشف الحق 1:
90. (3) سورة الاعراف. 172. (4) كشف الحق 1: 93. (5) بيته ليلا: هجم عليه في الليل.
[179]
ببطن الوادي (1)، فهزموه وقتلوا جمعا من
المسلمين، وانهزم أبو بكر ! فعقد لعمر وبعثه فهزموه ! فساء النبي صلى الله عليه
وآله فقال عمرو بن العاص: ابعثني يارسول الله، فأنفذه فهزموه و قتلوا جماعة من
أصحابه ! وبقي النبي صلى الله عليه وآله أياما يدعو عليهم، ثم طلب أمير المؤمنين
عليه السلام وبعثه إليهم ودعا له، وشيعه إلى مسجد الاحزاب، وأنفذ معه جماعة منهم
أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص، فسار الليل وكمن النهار (2) حتى استقبل الوادي من
فمه، فلم يشك عمرو بن العاص أنه يأخذهم، فقال لابي بكر: هذه أرض سباع وذئاب (3)،
وهي أشد علينا من بني سليم ! والمصلحة أن نعلوا الوادي، وأراد إفساد الحال، وقال:
قل ذلك لامير المؤمنين، فقال له أبو بكر، فلم يلتفت إليه، ثم قال لعمر، فقال له فلم
يجبه أمير المؤمنين عليه السلام وكبس على القوم (4) الفجر فأخذهم، فأنزل الله: "
والعاديات ضبحا " السورة (5)، واستقبله النبي صلى الله عليه وآله فنزل أمير
المؤمنين عليه السلام وقال له النبي صلى الله عليه وآله لولا أن أشفق (6) أن تقول
فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملا
منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، اركب فإن الله ورسوله عنك راضيان (7). أقول:
قد مرت الاخبار الكثيرة في ذلك وبيانها في باب غزوة ذات السلاسل في كتاب النبوة ولا
يخفى اشتمال الخبر على أنواع الفضل الدالة على تقدمه على من قدم عليه، صلوات الله
عليه. 172 - فس: " إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي (8) " قال: العدل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، و
(1) اسم موضع بين مكة والمدينة. (2) في
المصدر: ومكن النهار. (3) في المصدر: أرض ضباع وذئاب. (4) أي هجم عليهم فجاءة. (5)
سورة العاديات: 1. (6) أشفق عليه ومنه: حاذر وخاف. (7) كشف الحق 1، 94 - 95. (8)
سورة النحل: 90.
[180]
الاحسان أمير المؤمنين عليه السلام،
والفحشاء والمنكر والبغي فلان وفلان وفلان (1). 173 - شى: عن عامر بن كثير، عن موسى
بن أبي الغدير، عن عطاء الهمداني، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " إن الله
يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى " قال. العدل شهادة أن لا إله إلا الله،
والاحسان ولاية أمير المؤمنين عليه السلام " وينهى عن الفحشاء والمنكر " الفحشاء:
الاول، والمنكر: الثاني، والبغي: الثالث: وفي رواية سعد الاسكاف عنه عليه السلام
قال: يا سعد إن الله يإمر بالعدل وهو محمد صلى الله عليه وآله فمن أطاعه فقد عدل،
والاحسان علي عليه السلام فمن تولاه فقد أحسن، والمحسن في الجنة، وأما إيتاء ذي
القربى فمن قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا وإيتائنا، ونهاهم عن الفحشاء ومن بغى
علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا (2). 174 - كشف: أبو بكر بن مردويه قوله تعالى: "
فاستوى على سوقه (3) " عن الحسن قال: استوى الاسلام بسيف علي عليه السلام. قوله
تعالى: " وجنات من أعناب و زرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد (4) " عن
جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: الناس من شجر شتى، وأنا
وأنت يا علي من شجرة واحدة، ثم قرا النبي صلى الله عليه وآله الآية (5). أقول: روى
ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن جابر مثله. بيان: رواهما العلامة عن
الحسن وجابر (6) وهما من بطون الآيتين، ويدلان على أن قوة الاسلام كان به عليه
السلام وأنه والنبي صلى الله عليهما في نهاية الاختصاص و الاشتراك في الفضائل ك "
صنوان " (7)، وكفى بهما فضلا له ودليلا على عدم جواز تقديم
(1) تفسير القمى: 363 و 364. (2) تفسير
العياشي مخطوط، أوردها في البرهان 2: 381 و 382: (3) سورة الفتح: 29. (4) سورة
الرعد: 4. (5) كشف الغمه: 93. (6) راجع كشف الحق 1: 95، وكشف اليقين: 122. (7) كذا
في النسخ، والصحيح " كصنوين " ومعناه الاخ الشقيق والابن والعم، وإذا خرج نخلتان أو
أكثر من أصل واحد فكل واحدة منها هي " صنو " والاثنتان " صنوان ".
[181]
غيره عليه عند من شم رائحة الايمان. 175 -
كشف: ابن مردويه قوله تعالى: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (1) "
نزلت في علي عليه السلام وقال علي: نحن اولئك (2). أقول: رواه العلامة من طريق
العامة (3)، وقد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الامامة، 176 - كشف، كنز: ابن
مردويه بإسناده عن ابن عباس أنه قال: إن قوله تعالى: " أفمن يعلم أنما انزل إليك من
ربك الحق (4) " هو علي بن أبي طالب عليه السلام (5) أقول: رواه العلامة رحمة الله
من طريق الجمهور (6). 177 - قب: عن الباقرين عليهما السلام في قوله تعالى: " أفمن
يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق " علي " كمن هو أعمى " أعداؤه " إنما يتذكر اولو
الالباب " الائمة الذين غرس في قلوبهم العلم من ولد آدم (7). 178 - كشف: ابن مردويه
قوله تعالى: الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (8) " قال علي
عليه السلام: قلت: يارسول الله ما هذه الفتنة ؟ قال: يا علي بك، وأنت مخاصم، فأعد
للخصومة (9). أقول: روى في كشف الحق من طريقهم مثله (10). 179 - فر: أحمد بن عيسى
بن هارون، معنعنا عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: (1) سورة فاطر: 32. (2) كشف
الغمة: 93. (3 و 6) راجع كشف الحق 1: 96، وكشف اليقين: 123. (4) سورة الرعد: 19.
(5) كشف الغمة: 93. الكنز مخطوط. (7) ظفرنا بمثل الحديث في المجلد الاول من
المناقب: 551. (8) سورة العنكبوت: 1 و 2. (9) كشف الغمة: 93. وفيه وأنت تخاصم. (10)
راجع الجزء الاول: 96.
[182]
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه
وآله إذا أقبل علي عليه السلام فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وآله قال: الحمد
لله رب العالمين لا شريك له، قال: قلنا: صدقت يارسول الله الحمد لله رب العالمين لا
شريك له، قد ظننا أنك لم تقلها إلا تعجبا من شئ رأيته، قال: نعم لما رأيت عليا
مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل، قال: قال: إني سألت الله أن تجتمع الامة عليه
(1)، فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض، حتى يميز الخبيث من الطيب، وأنزل علي بذلك
كتابا " الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين
من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " أما إنه قد عوضه مكانه بسبع
خصال: يلي ستر عورتك، ويقضي دينك وعداتك، وهو معك على حوضك، وهو متكئ لك (2) يوم
القيامة، ولن يرجع كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد إحصان، وكم من ضرس قاطع له في
الاسلام، مع القدم في الاسلام، والعلم بكلام الله، والفقه في دين الله، مع الصهر
والقرابة، والنجدة في الحرب، وبذل الماعون (3)، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر،
والولاية لوليي والعداوة لعدوي، بشره يا محمد بذلك. وقال السدي الذين صدقوا علي
وأصحابه (4). 180 - كشف: ابن مردويه قوله تعالى: " وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل (5) عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وجه عليا
في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إن القوم قد جمعوا لكم،
فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فنزلتا (6). أقول: روى العلامة رفع الله مقامه من
طريقهم مثله (7).
(1) في المصدر، أن يجمع الامة عليه. (2)
في المصدر: على عقر حوضك، وهو مشكاة لك. (3) النجدة: الشجاعة. والماعون: كل ما فيه
منفعة. (4) تفسير فرات: 117 و 118. (5) سورة آل عمران 173 و 174. (6) كشف الغمة 93.
(7) راجع كشف الحق 1: 96، وكشف اليقين: 123 و 124.
[183]
وقال السيوطي: أخرج ابن جرير (1) عن أبي
رافع أن النبي صلى الله عليه وآله أخرج عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم
أعرابي من خزاعة فقال: إن القوم قد جمعوا لكم، قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل،
فنزلت فيهم هذه الآية (2). 181 - فر: أبو القاسم العلوي معنعنا عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله تعالى: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق
وتواصوا بالصبر (3) " قال: استثنى الله تعالى أهل صفوته حيث قال: " إن الانسان لفي
خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أدوا الفرائض " وتواصوا بالحق " الولاية،
وأوصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها (4). كنز: محمد بن العباس، عن
محمد بن القاسم بن سلمة، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن أبي صالح الحسن بن
اسماعيل، عن عمران بن عبد الله، عن عبد الله بن عبيد، عن محمد بن علي، عن أبي عبد
الله عليه السلام مثله (5). فس: محمد بن جعفر، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان،
عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، وفيه: " إلا الذين
آمنوا " بولاية أمير المؤمنين عليه السلام " تواصوا بالحق " ذرياتهم ومن خلفوا
بالولاية، وتواصوا بها وصبروا عليها (6). بيان: قوله: " بالولاية " تفسير لقوله: "
بالحق " 182 - كشف: عن ابن مردوية في قوله تعالى: " والعصر إن الانسان لفي خسر إلا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات " عن ابن عباس " إن الانسان لفي خسر " يعني أبا جهل "
إلا الذين آمنوا " علي وسلمان " وتواصوا بالصبر " عن ابن عباس أنها علي عليه السلام
(7)
(1) في المصدر: ابن مردويه. (2) الدر
المنثور 2: 103. (3) سورة العصر: 3. (4) تفسير فرات: 230، وفيه: بالولاية وبالصبر
عليها. (5) الكنز مخطوط، أوردها في البرهان 4: 504. (6) تفسير القمى: 738 و 739.
(7) كشف الغمة 94، وفيه: انها نزلت في على عليه السلام.
[184]
بيان: رواهما العلامة أعلى الله مقامه من
طرقهم (1)، واعترض بعض النواصب على الاول (2) بأنه إذا اريد به أبو جهل يكون
الاستثناء منقطعا ولم يقل به أحد، فالمراد منه جميع أفراد الانسان، وعلى هذا لا يصح
تخصيص المؤمنين بعلي عليه السلام وسلمان، فإن غيرهم من المؤمنين ليسوا في خسر،
والجواب أن قوله. " لم يقل به أحد " دعوى باطل، إذ حمل الاستثناء على المنقطع كثير
من المفسرين منهم النيسابوري حيث قال: عن مقاتل إنه أبو لهب، وفي خبر مرفوع أنه أبو
جهل، كانوا يقولون: إن محمدا لفي خسر، فأقسم الله تعالى أن الامر بالضد مما توهموه،
وعلي هذا يكون الاستثناء منقطعا. انتهى (3). وأما قوله: " إن غيرهما من المؤمنين
ليسوا في خسر " فغير مسلم، وإنما يكون كذلك لو اريد بالخسر الكفر، ولو اريد به مطلق
الذنب والتقصير فلا، والنيسابوري ترقى عن هذا المقام أيضا وقال: إن كان العبد
مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شئ من الخسر، لانه يمكنه أن يعمل فيه عملا يبقى أثره
ولذته دائما، وإن كان مشغولا بالطاعات فلا طاعة إلا ويمكن الاتيان بها على وجه أحسن
(4). واعترض على الثاني (5) بأن الصبر صفة من الاوصاف وليس هو من الاسامي حتى يراد
شخص، والجواب أن الاعتراض نشأ من سوء فهم السائل أو شدة تعصبه، بل الظاهر أن يكون
المراد الصبر على مشاق الولاية كما مر مصرحا في الاخبار السابقة، وهذا يحتمل وجهين:
الاول أن يكون المراد بالذين آمنوا أمير المؤمنين عليه السلام تعظيما وتفخيما،
فيكون موافقا للخبر السابق. الثاني أن يكون تفسيرا للحق أي المراد بالحق ولايته
عليه السلام، ولو سلم أنه تفسير للصبر فهو أيضا يستقيم بوجهين: الاول أن يكون كني
عنه بالصبر لكماله فيه، فكأنه صار عين تلك الصفة، والثاني أن يكون المراد بالصبر
(1) راجع كشف الحق 1: 96، وكشف اليقين:
125. (2) أي كون المراد من الذين آمنوا على وسلمان. (3 و 4) غرائب القرآن 3: 534.
(5) أي كون المراد من " تواصوا بالصبر " على عليه السلام. (*)
[185]
ولايته التي لا يتم إلا بالصبر ويلزمه،
فاطلق عليها كناية، وأمثال تلك الاستعمالات في فصيح الكلام لاسيما في كلام الملك
العلام غير عزيز (1). 183 - كشف: ابن مردويه قوله تعالى: " وبشر المخبتين (2) " إلى
قوله: " ومما رزقناهم ينفقون " قال: منهم علي وسلمان (3). أقول: روى العلامة عنهم
مثله (4). 184 - كشف: ابن مردويه قوله تعالى: " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك
عنها مبعدون (5) " عن النعمان بن بشير أن عليا عليه السلام تلاها ليلة وقال: أنا
منهم، و اقيمت الصلاة فقام وهو يقول: " لا يسمعون حسيسها (6). بيان: روى العلامة
رحمه الله نحوه (7). أقول: ظني أن مراده عليه السلام ليس محض أنه ليس من أهل النار،
بل لما قال تعالى: " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (8) " وتلك الآية
كالاستثناء عن هذه أشار إلى أنه عليه السلام سيعبده جماعة من الاشقياء ولا يضره
ذلك، ويؤيده ماروي عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية أتى عبد الله بن الزبعرى
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد ألست تزعم أن عزيرا رجل صالح وأن
عيسى رجل صالح وأن مريم امرأة صالحة ؟ قال: بلى قال: فإن هؤلاء يعبدون من دون الله
فهم في النار ؟ فأنزل الله تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون
" والحسنى: الخصلة الحسنى، وهي السعادة أو
(1) وأنت خبير بأن الاشكال لا يجرى اصلا
على ما في المصدر المطبوع كما ذكرناه، فلا حاجة عليه إلى ما ذكره المصنف من التفصى
عن الاشكال. (2) سورة الحج: 34، وما بعدها ذيلها. (3) كشف الغمة: 94. (4) راجع كشف
الحق 1: 97. وكشف اليقين: 125. (5) سورة الانبياء 101. (6) كشف الغمة: 94. (7) راجع
كشف الحق 1: 97، وكشف اليقين: 125. (8) الانبياء: 98.
[186]
التوفيق للطاعة أو البشرى بالجنة.
والحسيس: صوت يحس به. 185 - كشف: ابن مردويه عن علي عليه السلام في قوله تعالى: "
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (1) " الحسنة حبنا أهل البيت (2) والسيئة بغضنا، من
جاء بها أكبه الله على وجهه في النار (3). أقول: روى العلامة رحمه الله نحوه (4).
186 - كشف: ابن مردويه قوله تعالى: " إذا دعاكم لما يحييكم (5) " عن أبي جعفر عليه
السلام دعاكم إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (6). بيان: روى العلامة رحمه
الله مثله (7). وإذا كان المراد بالولاية الخلافة كما هو الظاهر فقد دلت الآية على
وجوب إطاعته والاعتقاد بخلافته، ولو كان المراد النصرة و المحبة فهو أيضا يدل على
إمامته، لان وجوب محبته ونصرته وكونهما مما يحيي المرء الحياة المعنوية الابدية مع
تعقيبه بالتهديد والوعيد على الترك يدل على فضل عظيم اختص به، فلم يجز تقديم غيره
عليه كما مر مرارا، 187 - كشف: ابن مردويه قوله تعالى: " وممن خلقنا امة يهدون
بالحق وبه يعدلون (8) " عن زاذان عن علي عليه السلام: تفترق هذه الامة على ثلاثة
وسبعين فرقه، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهم الذين قال الله تعالى: "
وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون " وهم أنا وشيعتي (9).
(1) سورة الانعام: 160. (2) في المصدر: عن
على عليه السلام: الحسنة حبنا أهل البيت. (3) كشف الغمة: 94 و 95. (4) راجع كشف
الحق 1: 97، وكشف اليقين: 125. (5) سورة الانفال: 24. (6) كشف الغمه: 95. (7) راجع
كشف الحق 1: 97، وكشف اليقين: 126. (8) سورة الاعراف: 181. (9) كشف الغمة: 95.
[187]
قب: زاذان عن أمير المؤمنين عليه السلام
مثله. وروي عن الباقرين عليهما السلام أنهما قالا: نحن هم (1). بيان: رواه العلامة
رحمه الله من طرقهم (2). وقال الرازي: أكثر المفسرين على أن المراد من الامة ههنا
قوم محمد صلى الله عليه وآله روى قتادة وابن جريح عن النبي صلى الله عليه وآله أنهم
هذه الامة (3). وروي أيضا أنه صلى الله عليه وآله قال: هذه لكم (4) وقد أعطى الله
قوم موسى مثلها. وعن الربيع عن أنس أنه قرأ النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية
فقال: إن من امتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم. وقال ابن عباس: يريد امة
محمد صلى الله عليه وآله من المهاجرين والانصار، انتهى (5). والرواية الاخيرة مما
ذكره الرازي صريحة في تخصيص بعض الامة بكونهم على الحق كما، وهذا هو الحق كما دل
عليه أيضا ما أثبتنا في بابه من افتراق الامة، والجمع بينه وبين حديث ابن مردويه
يقتضي أن يكون المراد بالقوم المذكور عليا وشيعته، ومن البين أن الخلفاء الثلاثة
وأشياعهم من أهل السنة ليسوا من شيعة علي، لما أثبتنا في موضعه من المباينة
والمخالفة بينهم وبين أمير المؤمنين عليه السلام، فيكونون على الباطل، لان الحق لا
يكون في جهتين مختلفتين، فتدبر. 188 - كشف: عن ابن مردويه قوله: " تراهم ركعا سجدا
(6) " عن موسى بن جعفر عن ابائه عليهم السلام أنها نزلت في علي عليه السلام. قوله
تعالى: " يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار (7) " عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال:
هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (8). بيان: رواهما العلامة رفع الله مقامه من
طرقهم (9)، ويظهر من الخبرين أن
(1) ظفرنا بمثل الحديث مع اختلافات بينهما
في المجلد الاول. 567 و 567. (2) راجع كشف الحق 1: 98، وكشف اليقين: 126. (3) في
المصدر. انها هذه الامة. (4) في المصدر هذه فيهم. (5) مفاتيح الغيب 4: 335. (6 و 7)
سورة الفتح: 29. (8) كشف الغمة 95 و 96. (9) راجع كشف الحق 1: 97 و 98، وكشف
اليقين: 127 و 130.
[188]
الآية بطولها نازلة فيه صلوات الله عليه،
أو فيه وفي أتباعه وهو سيدهم وأميرهم، وهي قوله تعالى: " محمد رسول الله " " والذين
معه " معطوف على قوله: " محمد " وخبرهما " أشداء على الكفار رحماء بينهم " أي
يغلظون على من خالف دينهم، ويتراحمون فيما بينهم كما مر في وصفه عليه السلام أيضا "
أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تراهم ركعا سجدا " لانهم مشتغلون بالصلاة في
أكثر أوقاتهم " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " أي الثواب والرضى " سيما هم في وجوهم
من أثر السجود " أي السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود، أو التراب على
الجباه، لانهم يسجدون على التراب لا على الاثواب أو الصفرة والنحول (1)، أو نور
وجوههم في القيامة " ذلك " إشارة إلى الوصف المذكور، أو إشارة مبهمة يفسرها " كزرع
" " مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل " أي صفتهم العجيبة الشأن المذكورة في
الكتابين " كزرع أخرج شطأه " أي فراخه " فآزره " أي فقواه " فاستغلظ " أي فصار من
الدقة إلى الغلظة " فاستوى على سوقه " فاستقام على قصبه، جمع ساق " يعجب الزراع "
بغلظه وحس منظره، مثل ضربه الله لقوته عليه السلام في الدين وتقويته للاسلام وغلبته
وإضرابه وإتباعه على الكفار كما قال: " ليغيظ بهم الكفار " علة لتشبيههم بالزرع في
ركامه (2) واستحكامه " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا
عظيما " ولعل ضمير " منهم " راجع إلى مطلق الذين معه لا إلى الموصوفين بالاوصاف
المذكورة، ولا يخفى أن وصفه تعالى إياه بتلك الاوصاف الشريفة فضل عظيم يمنع تقديم
غيره عليه إذا روعي مع سائر فضائله. 189 - كشف: ابن مردويه " والذين يؤذون المؤمنين
والمؤمنات بغير ما اكتسبوا (3) " عن مقاتل بن سليمان أنها نزلت في علي بن أبي طالب
عليه السلام وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويعذبونه (4).
(1) الصفر - بضم الصاد -: الذهب والنحاص
الاحمر. والنحول جمع النحل: الرقيق، يقال: سيف رقيق، والمراد هنا السيف. (2)
الركام: المتراكم بعضه فوق بعض. (3) سورة الاحزاب: 58. (4) كشف الغمة 95، وفيه:
كانوا يؤذونه ويكذبون عليه.
[189]
أقول: رواه العلامة أيضا (1). 190 - كشف:
ابن مردويه قوله تعالى: " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين
والمهاجرين (2) " قيل: ذلك علي عليه السلام لانه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم (3).
بيان: رواه العلامة في كشف الحق ولم يأت بقيل (4). وقال صاحب إحقاق الحق رحمة الله:
الآية نص في إمامة علي عليه السلام لدلالتها على أن الاولى بالنبي أيضا من اولي
الارحام من كان مستجمعا للامور الثلاثة، وقد أجمع أهل الاسلام على انحصار الامام
بعد النبي صلى الله عليه وآله في علي والعباس وأبي بكر، والعباس وإن كان مؤمنا ومن
اولي الارحام لكن لم يكن مهاجرا بل كان طليقا، وأبو بكر على تقدير صحة إيمانه و
هجرته لم يكن من اولي الارحام، فتعين أن يكون الاولى بالامامة والخلافة بعد النبي
علي عليه السلام لاستجماعه الامور الثلاثة (5). 191 - كشف: ابن مردويه قوله تعالى:
" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم (6) " عن عبد الغفار بن قاسم قال:
سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن اولي الامر في هذه الآية فقال: كان والله علي
منهم (7). أقول: رواه العلامة (8)، وقد مر شرحه وتأييده في كتاب الامامة، وروى
العلامة في قوله تعالى: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون (9) " نزلت في علي عليه السلام
لما وصل
راجع كشف الحق 1: 97. (2) سورة الاحزاب:
6. (3) كشف الغمة: 95. (4) راجع كشف اليقين 1: 97، وكشف اليقين: 127. (5) احقاق
الحق 3: 420. (6) سورة النساء: 59. (7) كشف الغمة: 95. (8) راجع كشف الحق 1: 97،
وكشف اليقين: 128. (9) سورة البقرة: 156 و 157.
[190]
إليه قتل حمزة فقال: إنا لله وإنا إليه
راجعون، فنزلت هذه الآية (1). 192 - فس: محمد بن همام، عن الفزاري، عن محمد بن
مهران، عن ابن سنان، عن ابن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول
الله: " ويوم تشقق السماء بالغمام (2) " قال: الغمام أمير المؤمنين عليه السلام
(3). بيان: قيل: المعنى: تتشقق السماء وعليها غمام، وقيل: تتشقق عن الغمام الابيض
لنزول الملائكة الحاملين لصحائف الاعمال. أقول: على تأويله عليه السلام يحتمل أن
يكون المعنى أن من في الغمام هو أمير المؤمنين عليه السلام ينزل من السماء، أو أنه
كني عنه عليه السلام بالغمام لكثرة فيضه وفضله وعلمه وسخائه عليه السلام، فإن
السحاب يستعار في عرف العرب والعجم للعالم والسخي. أقول: قال السيد ابن طاوس في
كتاب سعد السعود: رأيت في تفسير محمد بن عباس ابن مروان في تفسير قوله تعالى: "
اولئك هم خير البرية (4) " أنها في أمير المؤمنين علي وشيعته، رواه من نحو ستة
وعشرين طريقا أكثرها برجال المخالفين، ونحن نذكر منها طريقا واحدا: حدثنا أحمد بن
محمد المحمود، عن الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمان الكندي، عن الحسن بن عبيد بن
عبد الرحمان، عن محمد بن سليمان، عن خالد بن السري، عن النصر بن إلياس، عن عامر بن
واثلة قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه،
وذكر الله بما هو أهله، وصلى على نبيه، ثم قال: أيها الناس سلوني سلوني، فوالله لا
تسألوني عن آية من كتاب الله إلا حدثتكم عنها بما نزلت (5) بليل أو بنهار ؟ أو في
مقام أو في مسير ؟ أو في سهل أم في جبل ؟ وفيمن نزلت: أفي مؤمن أم في منافق ؟ وما
عني به أخاصة أم عامة ؟ ولئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي، فقام إليه ابن (1) كشف
الحق 1: 99. (2) سورة الفرقان: 25. (3) تفسير القمى: 465. (4) سورة البينة: 7. (5)
في المصدر: بمن نزلت. (*)
[191]
الكواء فلما بصر به قال: متعنتا لا تسأل
علما سل (1) فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول
الله عزوجل: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " فسكت أمير
المؤمنين عليه السلام فأعادها عليه ابن الكواء فسكت، فأعادها الثالثة فقال علي عليه
السلام - ورفع صوته - ويحك يا ابن الكواء اولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرا
محجلين. رواء مرويين، يعرفون بسيماهم (2). وروى فيه من نسخة عتيقة من تفسير آخر عن
حفص، عن عبد السلام الاصفهاني، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " يا أيها
الذين آمنوا أوفوا بالعقود (3) " فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ لعلي
عليه السلام بما أمر أصحابه، وعقد له عليهم الخلافة في عشرة مواطن ثم انزل عليه: "
يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " يعني التي عقدت عليهم لعلي أمير المؤمنين عليه
السلام (4). وروى أيضا من كتاب عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثنا أحمد بن
أبان، عن أحمد بن يحيى الصوفي، عن إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن سلمة، عن زيد بن
الحارث عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: لقد نزلت في علي عليه السلام ثمانون آية
صفوا في كتاب الله ما شركه فيها أحد من هذه الامة (5). وروى البرسي في مشارق
الانوار عن ابن عباس أن حمزة حين قتل يوم احد وعرف بقتله أمير المؤمنين عليه السلام
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، نزلت " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون (6).
(1) في المصدر: متعنتأ لا تسأل تعلما هات
سل. (2) سعد السعود: 108. (3) سورة المائدة: 1. (4) سعد السعود: 121. (5) سعد
السعود: 235. (6) مشارق الانوار 236، والايتان في سورة البقره: 156 و 157.
[192]
أقول: أوردت أخبارا كثيرة مشتملة على
الآيات النازلة في شأنه عليه السلام في باب الغدير، وباب احتجاجه عليه السلام على
القوم، وباب احتجاجه صلوات الله عليه على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن، وفي
باب جوامع مناقبه وغيرها من الابواب الآتية. { أبواب } * (النصوص على أمير المؤمنين
والنصوص على الائمة الاثنى عشر) * * (عليهم السلام) * { 40 باب } * (نصوص الله
عليهم من خبر اللوح والخواتيم، وما نص به عليهم) * (في الكتب السالفة وغيرها) * 1 -
ك، لى: ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسين الكنانى، عن
جده، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن الله عزوجل أنزل على نبيه كتابا
قبل أن يأتيه الموت، فقال: يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك، فقال:
ومن النجيب من أهلي (1) يا جبرئيل ؟ فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام وكان على
الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وأمره
أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه، ففك عليه السلام خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى
ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين عليه السلام
ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلا معك، واشر نفسك
(2) لله عزوجل، ففعل، ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه:
اصمت والزم منزلك
(1) في (ك) والامالي: وما النجيب من اهلي.
(2) في المصدرين: واشتر نفسك. لكنه مصحف.
[193]
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، ففعل، ثم
دفعه إلى محمد بن علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم، ولا تخافن
إلا الله فإنه لاسبيل لاحد عليك، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه: حدث الناس
وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك، و صدق آباءك الصالحين، ولا تخافن أحدا إلا الله (1)،
وأنت في حرز وأمان، ففعلت، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر، وكذلك يدفعه موسى إلى الذي
من بعده (2)، ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي عليه السلام (3). ما: الغضائري، عن
الصدوق، عن ابن الوليد مثله (4). 2 - ك، ن: الطالقاني، عن الحسن بن إسماعيل، عن
سعيد بن محمد بن نصر القطان عن عبيدالله بن محمد السلمي، عن محمد بن عبد الرحيم
(5)، عن محمد بن سعيد بن محمد، عن العباس بن أبي عمرو، عن صدقة بن أبي موسى، عن أبي
نضرة قال: لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عند الوفاة دعا بابنه
الصادق صلى الله عليه وآله ليعهد إليه عهدا (6)، فقال له أخوه زيد بن علي: لو
امتثلت في بمثال الحسن والحسين لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا (7)، فقال له: يا أبا
الحسين إن الامانات ليست بالمثال ولا العهود بالرسوم، و إنما هي امور سابقة عن حجج
الله عزوجل، ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له: يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة
(8)، فقال له جابر: نعم يا باجعفر، دخلت إلى مولاتي (9)
(1) في كمال الدين: ولا تخافن الا الله.
(2) في كمال الدين: إلى من بعده. (3) كمال الدين: 376، وفيه: إلى يوم قيام المهدى
عليه السلام أمالى الصدوق: 241 (4) امالي الشيخ: 282. (5) في كمال الدين: عن محمد
بن عبد الرحمان. (6) في كمال الدين: فعهد إليه عهدا. (7) أي كما أن الحسن عليه
السلام فوض الامر بعده إلى اخيه الحسين عليه السلام فان تفوضنى انت ايضا ما اتيت
بمنكر. (8) في كمال الدين: في الصحيفة. (9) في المصدرين: دخلت على مولاتي.
[194]
فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه
وآله لاهنئها بمولد الحسن عليه السلام (1)، فإذا بيدها صحيفة بيضاء من درة (2)،
فقلت: يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟ قالت: فيها أسماء الائمة من
ولدي، قلت: لها ناوليني لانظر فيها، قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل، لكنه قد
نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبى أو أهل بيت نبي، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى
باطنها من ظاهرها، قال جابر: فقرأت فإذا (3): أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى
امه آمنة (4)، أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن
عبدمناف، أبو محمد الحسن بن علي البر، أبو عبد الله الحسين بن علي التقي، امهما
فاطمة بنت محمد، أبو محمد علي بن الحسين العدل امه شهربانويه بنت يزدجرد (5)، أبو
جعفر محمد بن بن علي الباقر امه ام عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد
الله جعفر بن محمد الصادق امه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبو إبراهيم
موسى بن جعفر (6) امه جارية اسمها حميدة، أبو الحسن علي بن موسى الرضا امه جارية
واسمها نجمة، أبو جعفر محمد بن علي الزكي امه جارية اسمها خيزران، أبو الحسن علي بن
محمد الامين امه جارية اسمها سوسن، أبو محمد الحسن بن علي الرقيق (7) امه جارية
اسمها سمانة وتكنى ام الحسن، أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم (8) امه
جارية اسمها نرجس - صلوات الله عليهم أجمعين - قال الصدوق رحمه الله: جاء هذا
الحديث هكذا بتسمية القائم عليه السلام، والذي أذهب إليه النهي عن تسميته (9). ج:
عن صدقة بن أبي موسى مثله (10).
(1) في المصدرين، بمولد الحسين عليه
السلام. (2) في كمال الدين: فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء. (3) في كمال الدين:
فإذا فيها. (4) في كمال الدين: امه آمنة بنت وهب. (5) في كمال الدين: بنت يزدجرد بن
شاهنشاه. (6) في كمال الدين: موسى بن جعفر الثقة. (7) في المصدرين: الرفيق. (8) في
كمال الدين: هو حجة الله تعالى على خلقه. (9) كمال الدين: 178. عيون الاخبار: 24 و
25. (10) لم نجده في الاحتجاج المطبوع.
[195]
3 - ك، ن: أبي وابن الوليد معا، عن سعد
والحميري معا، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا، عن بكر بن صالح، وحدثنا أبي
وابن المتوكل وماجيلوبه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن ناتانة والهمداني رضي الله
عنهم جميعا، عن علي، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أبي لجابر بن عبد الله الانصاري، إن لي
إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ قال له جابر: في أي الا وقات
شئت، فخلا به أبي عليه السلام فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي
امي فاطمة (1) بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به امي أن في ذلك اللوح
مكتوبا، قال جابر: اشهد بالله إني دخلت على امك فاطمة في حياة رسول الله صلى الله
عليه وآله اهنئها (2) بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت انه
زمرد (3)، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس (4)، فقلت لها: بأبي أنت وامي يا بنت
رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله فيه اسم أبي
واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك (5)، قال
جابر: فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته، فقال أبي عليه السلام فهل لك يا جابر أن
تعرضه علي ؟ قال: نعم فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى
أبي صحيفة من رق، قال جابر: فاشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا: بسم الله
الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم (6) لمحمد نوره وسفيره وحجابه
ودليله، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي،
ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين (7) ومذل الظالمين
وديان
(1) في المصدر ين: في يد امى فاطمة. (2)
في المصدرين: لاهنئها. (3) في المصدرين: ظننت أنه من زمرد. (4) في العيون: يشبه نور
الشمس. وفى كمال الدين: شبيهة بنور الشمس. (5) في المصدرين: ليبشرني بذلك. (6) في
المصدرين: هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم. (7) قصم الله ظهر الظالم أي أنزل
به البلية وأهلكه.
[196]
الدين (1)، إني أنا الله لا إله إلا أنا،
فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي (2) عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين،
فإياي فاعبد وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا فاكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له
وصيا، وإني فضلتك على الانبياء، وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده
وبسبطيك حسن وحسين (3)، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا
خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، و ختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع
الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه (4)، والحجة البالغة عنده، بعترته اثيب
واعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أولياء الماضين، وابنه شبيه جده المحمود محمد
الباقر لعلمي والمعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق
القول مني لاكرمن مثوى جعفر، ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، انتجبت بعده موسى
وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس (5)، لان خيط فرضي لا ينقطع (6) وحجتي لاتخفى، وأن
أوليائي لا يشقون، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد
افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي، إن
المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي، وعلي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة و
أمنحه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح
إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده، فهو وارث
علمي ومعدن حكمي وموضع سري وحجتي على خلقي، جعلت الجنة مثواه (7)
(1) في المصدرين: وديان يوم الدين. (2) في
العيون أو خاف غير عدلى وعذابي. (3) في العيون: وبسبطيك الحسن والحسين. (4) في
العيون: وارفع الشهداء درجة عندي، وجعلت كلمتي التامة معه. (5) ليست هذه الجملة في
كمال الدين، وفى العيون: واتيحت والحندس: الظلمة وسيأتى شرح الجملة في البيان. (6)
في كمال الدين، لان حفظه فرض لا ينقطع. (7) في العيون: لا يؤمن عبد به الا جعلت
الجنة مثواه. (*)
[197]
وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته (1)
كلهم قد استوجبوا النار، واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي
وأميني على وحيي، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك
بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب، سيذل أوليائي في زمانه
(2)، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون، ويكونون
خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الارض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم، اولئك
أوليائي حقا، بهم أدفع (3) كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار
والاغلال، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. قال عبد الرحمان بن
سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله
(4). ج: عن أبي بصير مثله (5). ختص: محمد بن معقل القرميسيني، عن أبيه، عن عبد الله
بن جعفر الحميري، عن الحسن بن طريف، عن بكر بن صالح مثله (6). غط: جماعة، عن محمد
بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس والحميري معا، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن
طريف معا، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي بصير مثله (7).
(1) في المصدرين: في سبعين من أهل بيتة.
(2) أي في زمن الغيبة وقبل ظهوره. (3) في العيون أرفع بهم. (4) كمال الدين: 179 و
180. عيون الاخبار: 25 - 27. (5) الاحتجاج للطبرسي: 41 و 42. (6) الاختصاص: 210 -
212. (7) الغيبة للشيخ الطوسى: 101 - 103.
[198]
نى: موسى بن محمد القمي، وأبو القاسم، عن
سعد بن عبد الله، عن بكر بن صالح مثله (1). بيان: الرق بالفتح والكسر: الجلد الرقيق
الذي يكتب فيه. وفي رواية الكليني والنعماني والشيخ والطبرسي بعد قوله: " من رق "
زيادة (2): " فقال: يا جابر انظر في كتابك لاقرا عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه
أبي، فما خالف حرف حرفا، فقال جابر: فاشهد بالله ". والسفير: الرسول المصلح بين
القوم، واطلق الحجاب عليه لانه واسطة بين الله وبين الخلق كالحجاب الواسطة (3) بين
المحجوب والمحجوب عنه، أو لان له وجهين: وجها إلى الله ووجها إلى الخلق، والمراد
بالاسماء إما أسماء ذاته المقدسة أو الائمة عليهم السلام كما مر مرارا. والنعماء
مفرد بمعنى النعمة العظيمة وهي النبوة وما يلزمها ويلحقها وبالآلاء (4) سائر النعم
والاوصياء عليهم السلام. وفي أكثر الروايات " مديل المظلومين " بدل قوله: " مذل
الظالمين " والا دالة: إعطاء الدولة والغلبة. والمظلومون: الائمة وشيعتهم الذين
ينصرهم الله في آخر الزمان وديان الدين أي المجازي لكل مكلف ما عمل من خير وشر يوم
الدين. وفي القاموس: الدين - بالكسر - الجزاء والاسلام والعبادة والطاعة والحساب
والقهر و ! لسلطان والحكم والقضاء، والديان: القهار والقاضي والحاكم والحاسب
والمجازي (5). " فمن رجا غير فضلي " كأن المعنى أن كل ما يرجوه العباد من ربهم فليس
جزاء لاعمالهم بحيث يجب على الله ذلك، بل هو من فضله سبحانه، وأعمالهم لا تكافئ
عشرا من أعشار ما أنعم عليهم
(1) الغيبة للنعماني: 29 - 31. وقد رواه
الكليني في اصول الكافي 1: 527 و 528. والطبرسي في اعلام الورى: 371 - 373. (2) هذه
الزيادة موجودة في كمال الدين أيضا. (3) في (د) كالحجاب المتوسط. (4) أي المراد
بالالاء. (5) القاموس المحيط 4: 225.
[199]
قبلها، بل هي أيضا من نعمه تعالى، وإن لزم
عليه سبحانه إعطاء الثواب بمقتضى وعده، فبعده أيضا من فضله. وذهب الاكثر إلى أن
المعنى: رجا فضل غيري، ولا يخفى بعده لفظا ومعنى، ويؤيد ما ذكرنا قوله: " أو خاف
غير عدلي " إذا العقوبات التى يخافها العباد إنما هي من عدله، وإن من اعتقد أنها
ظلم فقد كفر. " عذبته عذابا " أي تعذيبا ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة. " لا
اعذبه " الضمير للمصدر أو للعذاب إن اريد به ما يعذب به على حذف حرف الجركما ذكره
البيضاوي (1). " بشبليك " أي ولديك تشبيها لهما بولد الاسد في الشجاعة، أوله صلى
الله عليه وآله بالاسد فيها أو الاعم (2)، أو المعنى: ولدي أسدك، تشبيها لامير
المؤمنين عليه السلام بالاسد. وفي القاموس: الشبل - بالكسر -: ولد الاسد (3). قوله:
" في أشياعه " أي بسبب كثرتهم وكمالهم. قوله: " وانتجبت بعده فتنة " على بناء
المفعول كناية عن اهتمامهم بشأن تلك الفتنة، أو على بناء المعلوم مجازا، وفي
(1) راجع الجزء الاول من تفسيره ص 141.
(2) أي اما تشبيها لرسول الله صلى عليه وآله بالاسد في الشجاعة، أو الاعم منه
ومنهما صلوات الله عليهم. (3) القاموس المحيط 3: 399. وفى (د) هنا زيادات نذكرها
بعينها: أو المعنى ولدى أسدك تشبيها لامير المؤمنين عليه السلام بالاسد، وفى
القاموس: الشبل - بالكسر - ولد الاسد إذا أدرك الصيد: والسبط: ولد الولد، وقيل: ولد
البنت. " خازن وحيى " أي حافظ كل ما اوحيته إلى أحد من الانبياء. والكلمة التامة
اما أسماء الله العظام أو علم القرآن أو الاعم منه ومن سائر العلوم، أو حجج الله
الكائنة في صلبه، أو الامامة وشرائطها. والحجة البالغة أي الكاملة البراهين التى
أقامها الله ورسوله على امامته وامامة أولاده، أو المعجزات التى أعطاهم، أو الشريعة
الحقة. " بعترته اثيب " أي بولايتهم لانها الركن الاعظم من الايمان وشرط قبول سائر
الاعمال، وبترك ولايتهم يعاقب على الترك وعلى الاعمال المقارنة له " أوليائي
الماضين " تخصيص للفرد الاخفى. و " ابنه " مبتدء وشبيه نعت له. والمحمود نعت لجده،
ومحمد عطف بيان لابنه أو جده، والباقر خبر أو نعت والخبر محذوف، أو ابنه خبر مبتدء
محذوف أي ثانيهم، ويقال: بقره أي فتحه ووسعه " لاكرمن مثوى جعفر " أي مقامه العالي
في الدنيا بظهور علمه وفضله على الناس. " ولاسرنه في اشياعه " بوفورهم ومزيد علمهم
وكمالهم، أو المراد مقامه الرفيع في القيامة لشفاعة شيعته المهتدين به، وسروره
بقبول شفاعته فيهم، أو الاعم منهما.
[200]
بعض النسخ " وأنتجت " من النتاج، وهو أيضا
يحتمل الوجهين، وفي أكثر نسخ إعلام الورى " اتيحت " على بناء المجهول من قولهم:
اتيح له أي قدر وهيئ وفي بعضها " انبحت " من نباح الكلب وصياحه. وفي نسخ الكافي "
ابيحت " بالباء من الاباحة على المجهول أيضا، والاظهر ما في أكثر نسخ إعلام الورى،
وعلى أي حال لا يخلو من تكلف. وقوله: " لان خيط فرضي " إما علة لانتجاب موسى أو لما
يدل عليه الفتنة من كون ما ادعوه من الوقف باطلا. وفي النعماني " إلا أن خيط فرضي
لا ينقطع " وهو أظهر، وفيه بعده: " وحجتي لا تخفى، وأوليائي بالكأس الاوفى يسقون
أبدال الارض " وفى إكمال الدين " لا يسبقون " بدل " لا يشقون ". ويقال: فلان مضطلع
لهذا الامر أي قوي عليه. والعفريت: الخبيث المارد. والمراد بالعبد الصالح هنا ذو
القرنين، فإن بلدة طوس من بنائه، وقد صرح به في رواية النعماني. والتهادي أن يهدي
بعضهم إلى بعضهم. والآصار جمع الاصر: الذنب والثقل. ك، ن: الحسن بن حمزة العلوي، عن
محمد بن الحسين بن درست، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن عمران الكوفي، عن ابن
أبي نجران وصفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
يا إسحاق ألا ابشرك ؟ قلت: بلى جعلني الله فداك يا ابن رسول الله، فقال: وجدنا
صحيفة بإملاء رسول الله وخط أمير المؤمنين فيها: بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب
من الله العزيز العليم (1)، وذكر الحديث مثله سواء، إلا أنه قال في حديثه في آخره:
ثم قال الصادق عليه السلام: يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله
يصنك الله ويصلح بالك، ثم قال: من دان بهذا أمن عقاب الله عزوجل (2).
(1) في كمال الدين: من الله العزيز
الحكيم. (2) كمال الدين: 180 و 181 عيون الاخبار: 27، وفيه: أمن من عقاب الله
عزوجل. وأورده الطبرسي أيضا في اعلام الورى: 373.
[201]
ك، ن: الطالقاني، عن الحسن بن إسماعيل، عن
سعيد بن محمد القطان، عن الروياني، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن الحسن بن زيد
بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قال حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن جده عليهما السلام أن محمد بن علي باقر العلوم جمع ولده وفيهم عمهم زيد بن
علي عليه السلام ثم أخرج إليهم كتابا بخط علي عليه السلام وإملاء رسول الله صلى
الله عليه وآله مكتوب فيه: هذا كتاب من الله العزيز العليم - حديث اللوح إلى الموضع
الذي يقول فيه -: واولئك هم المهتدون. ثم قال في آخره قال عبد العظيم: العجب كل
العجب لمحمد بن جعفر وخروجه وقد سمع أباه يقول هذا ويحكيه ! ثم قال: هذا سر الله
ودينه ودين ملائكته، فصنه إلا عن أهله وأوليائه (1). 4 - ك، ن: ابن شاذويه والفامي
معا، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن الفزاري، عن مالك السلولي، عن درست، عن عبد
الحميد، عن عبد الله بن قاسم، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر
الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: دخلت
على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وقدامها لوح يكاد ضوؤه يغشى الابصار،
فيه اثنا عشر اسما: ثلاثه في ظاهره وثلاثه في باطنه وثلاثه في آخره (2) وثلاثه
أسماء في طرفه، فعددتها فإذهي اثنا عشر (3)، فقلت: أسماء من هؤلاء ؟ قالت: هذه
أسماء الاوصياء، أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم، قال جابر: فرأيت
فيها (4): محمدا محمدا محمدا - في ثلاثه مواضع - وعليا عليا عليا عليا - في أربعة
مواضع - (5). 5 - ك، ن: العطار، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب، عن
(1) كمال الدين: 181. عيون الاخبار: 27 و
28. وأورده الطبرسي ايضا في أعلام الورى: 374. (2) في المصدرين: وثلاثه أسماء في
آخره. (3) في العيون: فإذا هي اثنا عشر اسما. (4) في العيون: فرأيت فيه. (5) كمال
الدين: 181. عيون الاخبار: 28. وأورده الطبرسي أيضا في إعلام الورى: 373 و 374.
[202]
أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد
الله الانصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء
الاوصياء، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي عليهم
السلام (1). ل: أبي، عن سعد، عن ابن محبوب مثله (2). ك، ن: ابن إدريس، عن أبيه، عن
ابن عيسى وابن هاشم معا، عن ابن محبوب مثله (3). ك: ابن المتوكل، عن محمد العطار
والحميري معا، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب مثله (4). غط: جماعة، عن أبي
المفضل، عن الحميري، عن أبيه، عن الفزاري، عن محمد بن نعمة السلولي، عن وهيب بن
حفص، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن خالد، عن أبي السفاتج، عن جابر بن
يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر الانصاري مثله (5). 6 - ما: الفحام، عن
عمه، عن أحمد بن عبد الله بن علي الراس، عن عبد الرحمان ابن عبد الله العمري، عن
أبي سلمة يحيى بن المغيرة، قال: حدثني أخي محمد بن المغيرة، عن محمد بن سنان، عن
سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أبي لجابر بن عبد الله: لي
إليك حاجة اريد أن أخلو بك فيها، فلما خلا به في بعض الايام قال له: أخبرني عن
اللوح الذي رأيته في يد امي فاطمة عليهما السلام قال جابر: اشهد بالله لقد دخلت على
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لاهنئها بولدها الحسين عليه السلام، فإذا
بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء، فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك
الاذفر (6)، فقلت: ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله عزوجل إلى
أبي، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الاوصياء بعده من ولدي، فسألتها أن تدفعه إلي
لانسخه، ففعلت، فقال له: فهل
(1 و 3) كمال الدين: 181. عيون الاخبار:
28. (2) الخصال 2: 78. (4) كمال الدين: 157. (5) الغيبة للشيخ الطوسى: 100. (6) في
المصدر: وأطيب من رائحة المسك الاذفر. (*)
[203]
لك أن تعارضني بها (1) ؟ قال: نعم، فمضى
جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغذ، فقال له: انظر في صحيفتك حتى أقرأها حتى
أقرأها عليك، فكان في صحيفته مكتوب: بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله
العزيز العليم، أنزله الروح الامين إلى محمد (2) خاتم النبيين، يا محمد عظم أسمائي
واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي، ولاترج سواي (3) ولا تخش غيري، فإنه من يرج سواي ويخش
غيري اعذ به عذابا لا اعذبه احدا من العالمين، يا محمد إني اصطفيتك على الانبياء،
وفضلت وصيك على الاوصياء وجعلت الحسن عيبة (4) علمي من بعد انقضاء مدة أبيه،
والحسين خير اولاد الاولين والآخرين فيه تثبت الامامة، ومنه يعقب علي زين العابدين،
ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق، وجعفر الصادق في القول
والعمل، تنشب من بعده (5) فتنة صماء، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي
موسى، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر بالمدينة (6) التي بناها العبد الصالح إلى جنب
شر خلق الله، ومحمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي، والقيم في رعيته حسن أغر،
يخرج منه ذو الاسمين علي (7)، والحسن، والخلف محمد يخرج في آخر الزمان، على رأسه
غمامة بيضاء تظله من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمع الثقلين والخافقين، وهو المهدي
من آل محمد، يملا الارض عدلا كما ملئت جورا (8). 7 - ع: أبي، عن الحميري، عن أبي
القاسم الهاشمي، عن عبيد بن قيس الانصاري
(1) في المصدر: أن تتعارضنى به. (2) في
المصدر: على محمد. (3) في المصدر: ولا ترج سوائى. (4) العيبة: الزنبيل من أدم، ما
تجعل فيه الثياب كالصندوق. والعيبة من الرجل: موضع سره. (5) يقال: نشب الحرب بين
القوم أي ثارت واشتبكت. وفى المصدر: وجعفر الصادق في العقل والعمل، ثبت بعده فتنه
صماء. (6) في المصدر: يقتله عفريت كافر، يدفن بالمدينة اه. (7) كذا في النسخ
والمصدر ولم نفهم المراد. (8) امالي الشيخ: 182 و 183.
[204]
عن الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة
من السماء لم ينزل الله عزوجل كتابا قبله ولا بعده، فيه خواتيم من الذهب، فقال له:
يا محمد هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك، فقال له: يا جبرئيل من النجيب من أهلي ؟
قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، إذا توفيت أن يفك خاتما (1) ويعمل بما فيه، فلما
قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فك علي خاتما ثم عمل بما فيه وما تعداه، ثم دفعها
إلى الحسن بن علي عليه السلام ففك خاتما وعمل به ما تقدم (2)، ثم دفعها إلى الحسين
بن علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه: أخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك، واشر نفسك
لله (3) فعمل بما فيه ما تعداه، ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه: أطرق
(4) واصمت والزم منزلك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، ثم دفعها إلى رجل بعده ففك
خاتما فوجد فيه: أن حدث الناس وأفتهم وانشر علم آبائك، فعمل بما فيه ما تعداه، ثم
دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه: أن حدث الناس وأفتهم وصدق أباك (5)، ولا
تخافن إلا الله فإنك في حرز من الله وضمان، وهو يدفعها إلى رجل بعده، ويدفعها من
بعده إلى من بعده إلى يوم قيام المهدي ويوم القيامة (6). ك: ابن الوليد، عن الصفار
وسعد والحميري جميعا، عن اليقطيني، عن أبي القاسم الهاشمي مثله (7). ك، ن: أحمد بن
ثابت الدواليبي، عن محمد بن الفضل النحوي، عن محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، عن
علي بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده ابي بن كعب، فقال
(1) في المصدر: مره إذا توفيت أن يفك
خاتمها. ومرجع الضمير: الصحيفة. (2) في المصدر. ما تعداه. (3) في المصدر. واشهر
نفسك لله. (4) اطرق الرجل سكت ولم يتكلم. (5) في المصدر. وصدق آباءك. (6) علل
الشرائع 68. (7) كمال الدين: 134 و 135.
[205]
لي رسول الله صلى الله عليه وآله: مرحبا
بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والارضين، فقال له ابي وكيف يكون يارسول الله
زين السماوات والارض (1) أحد غيرك ؟ فقال: يا ابي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين
بن علي (2) في السماء أكبر منه في الارض، فأنه (3) لمكتوب عن يمين عرش الله: مصباح
هدى وسفينة نجاة وإمام غيروهن (4) وعز وفخر [وبحر علم] وذخر، وإن الله عزوجل ركب في
صلبه نطفة طيبة مباركة زكية، ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عزوجل
معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرج الله عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسر أمره، وأوضح
سبيله، وقواه على عدوه، ولم يهتك ستره، فقال له ابي بن كعب: ما هذه الدعوات يارسول
الله ؟ قال: تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد: " اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد
عرشك وسكان سماواتك وأنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني (5) من أمري عسر،
فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا (6) " فإن الله عزوجل
يسهل أمرك ويشرح لك صدرك، ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك. قال له
ابي: يارسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين ؟ قال: مثل هذه النطفة
كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان (7)، يكون من اتبعه رشيدا، ومن ضل عنه هويا (8)،
قال: فما اسمه وما دعاؤه ؟ قال: اسمه علي ودعاؤه: " يا دائم ياديموم يا حي يا قيوم
يا كاشف الغم ويا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد " من دعا بهذا الدعاء
حشره الله عزوجل مع علي بن الحسين، وكان قائده إلى الجنة، قال له ابي يا
(1) في العيون: زين السماوات والارضين.
(2) في العيون: ان ذكر الحسين بن على. (3) في العيون: وإنه. (4) في العيون: وامام
خير ويمن. (5) رهقه - كفرح -: غشيه ولحقه. (6) في المصدرين: من امرى يسرا. (7) في
المصدر: وهى نطفة بنين وبنات. (8) هوى الشئ: سقط من علو إلى اسفل، وقيل: الهوى -
بفتح الهاء - للارتفاع، وبضمها للانحدار.
[206]
رسول الله فهل له من خلف ووصي ؟ قال: نعم
له مواريث السماوات والارض، قال: ما معنى مواريث السماوات والارض يارسول الله ؟
قال: القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الاحكام وبيان ما يكون، قال: فما اسمه ؟
قال: اسمه محمد وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات، ويقول في دعائه: " اللهم إن
كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي وطيب ما في صلبي "
فركب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة زكية، وأخبرني عليه السلام (1) أن الله تبارك
وتعالى طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا وجعله هاديا مهديا وراضيا مرضيا، يدعو ربه
فيقول في دعائه " يادان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم
عندك رضى، واغفر ذنوبهم ويسر امورهم، واقض ديونهم واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر
التي بينك وبينهم، يامن لا يخاف الضيم (2) ولا تأخذه سنة ولانوم اجعل لي من كل غم
فرجا " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزو جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة.
يا ابي إن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة نطفه زكية مباركة طيبة أنزل عليها
الرحمة وسماها عنده موسى، قال له ابي: يارسول الله كأنهم يتواصفون ويتناسلون
ويتوارثون، ويصف بعضهم بعضا، فقال: وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله، قال:
فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه ؟ قال: نعم يقول في دعائه: " يا خالق
الخلق وياباسط الرزق ويا فالق الحب (3) ويابارئ النسم ومحيي الموتى ومميت الاحياء
ودائم الثبات ومخرج النبات افعل بي ما أنت أهله " من دعا بهذا الدعاء قضى الله
عزوجل له حوائجه، وحشره عزوجل يوم القيامة مع موسى بن جعفر. وإن الله تبارك وتعالى
ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية (4) و سماها عنده عليا، يكون لله في خلقه
رضيا في علمه وحكمه، ويجعله حجة لشيعته (1) في المصدرين: واخبرني جبرئيل عليه
السلام. (2) الضيم: الظلم. (3) في المصدرين: ويا فالق الحب والنوى. (4) في العيون:
زكية رضية مرضية.
[207]
يحتجون به يوم القيامة، وله دعاء يدعو به
" اللهم أعطني الهدى وثبتني عليه، واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولاحزن
ولاجزع إنك أهل التقوى وأهل المغفرة ". وإن الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة
طيبة زكية مرضية (1) وسماها عنده محمد بن علي، فهو شفيع شيعته ووارث علم جده، له
علامة بينة وحجة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقول في
دعائه: " يامن لاشبيه له ولا مثال أنت الله لاإله إلا أنت ولا خالق إلا أنت، تفني
المخلوقين وتبقى، أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك " من دعا بهذا الدعاء كان
محمد بن علي شفيعه يوم القيامة. وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفه لا باغية
ولا طاغية، بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة
والوقار، وأودعها العلوم وكل سر مكتوم، من لقيه وفي صدره شئ أنبأه به، وحذره من
عدوه، ويقول في دعائه: " يا نور يابرهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور
وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور " من دعا بهذا الدعاء كان علي بن
محمد شفيعه وقائده إلى الجنة. وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة (2) وسماها
عنده الحسن، فجعله نورا في بلاده وخليفة في أرضه، وعزا لامة جده، وهاديا لشيعته،
وشفيعا لهم عند ربه، و نقمة على من خالفه، وحجة لمن والاه، وبرهانا لمن اتخذه
إماما، يقول في دعائه: " يا عزيز العز في عزه، يا عزيز أعز ني بعزتك، وأيدني بنصرك،
وأبعد عني همزات الشياطين، وادفع عني بدفعك، وامنع مني بمنعك (3)، واجعلني من خيار
خلقك، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه
ونجاه من النار ولو وجبت عليه. وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطفة مباركة
زكية طاهرة مطهرة، يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله [عليه] ميثاقه في الولاية،
ويكفر بها
(1) في العيون: زكية رضية مرضية. (2) في
العيون: نطفة طيبة. (3) في المصدرين: وامنع عنى بمنك.
[208]
كل جاحد، فهو إمام تقي نقي سار مرضي (1)
هاد مهدي، يحكم بالعدل ويأمر به، يصدق الله عزوجل ويصدقه الله في قوله، يخرج من
تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات وله كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة (2)
ورجال مسومة، يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر (3) ثلاثمائة وثلاثة
عشر رجلا، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم (4)
وطبائعهم وحلاهم وكناهم، كدادون (5) مجدون في طاعته. فقال له ابي: وما دلائله
وعلاماته يا رسول الله ؟ قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه،
وأنطقه الله عزوجل فناداه العلم: اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله، وله رايتان
وعلامتان (6)، وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه
الله عزوجل، فناداه السيف: اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله،
فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم (7)، ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله، يخرج
جبرئيل عن يمنته (8) وميكائيل عن يسرته (9)، وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين،
وافوض أمري إلى الله عزوجل. يا ابي طوبى لمن أحبه وطوبى لمن لقيه (10)، وطوبى لمن
قال به، به ينجيهم الله من الهلكة وبالاقرار بالله وبرسول الله وبجميع الائمة، يفتح
الله لهم الجنة، مثلهم في الارض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا، ومثلهم
في السماء كمثل القمر
(1) في العيون بار مرضى. (2) المطهم
البارع الجمال من كل شئ. (3) في العيون على عدة اهل بدر. (4) في العيون: وبلادهم.
(5) كد: اشتد في العمل. (6) في العيون: وهما رايتان وعلامتان. (7) ثقف - كحسب -:
ظفر به أو أدركه. (8) في المصدرين: عن يمينه. (9) في المصدرين: عن يساره. (10) في
المصدرين: تقديم وتاخير بين الجملتين.
[209]
المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا، قال ابي،
يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الائمة عن الله عزوجل ؟ قال: إن الله عزوجل أنزل
علي اثنتي عشر صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته (1). 9 - غط: جماعة،
عن التلعكبري، عن أحمد بن علي المعروف بابن الخضيب، عن بعض أصحابنا، عن حنظلة بن
زكريا التميمي، عن أحمد بن يحيى الطوسي، عن أبي بكر عبد الله بن أبي شيبة، عن محمد
بن فضيل، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزل جبرئيل عليه السلام بصحيفة
من عند الله عزوجل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيها اثنا عشر خاتما من ذهب،
فقال له: إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيب من
أهلك بعدك، يفك منها أول خاتم ويعمل بما فيها، فإذا مضى دفعها إلى وصيه بعده، وكذلك
الاول يدفعها إلى الآخر واحدا بعد واحد، ففعل النبي صلى الله عليه وآله ما امر به،
ففك علي بن أبي طالب عليه السلام أولها وعمل بما فيها، ثم دفعها إلى الحسن عليه
السلام ففك خاتمه وعمل بما فيها، ثم دفعها إلى الحسين عليه السلام ثم دفعها الحسين
إلى علي بن الحسين عليه السلام، ثم واحدا بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم عليهم
السلام (2). 10 - نى: علي بن أحمد البنديجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن علي بن
الحسين، عن إسماعيل بن مهران، عن المفضل بن صالح، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله
جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: الوصية نزلت من السماء على رسول الله صلى الله
عليه وآله كتابا مختوما ولم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله كتاب مختوم إلا
الوصية، فقال جبرئيل: يا محمد هذه وصيتك في امتك إلى أهل بيتك، فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله: أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ فقال: نجيب الله منهم وذريته (3)، ليرثك
علم النبوة كما ورثه من قبل إبراهيم، وكانت عليها
(1) كمال الدين: 154 - 157. عيون الاخبار:
35 - 38، وفيه: اسم كل امام في خاتمه وقد أوردها الطبرسي في اعلام الورى 378 - 381.
(2) الغيبة للشيخ الطوسى: 97. (3) في المصدر: وذريتك.
[210]
الخواتيم، ففتح علي عليه السلام الخاتم
الاول ومضى إلى ما امر به فيه. ثم فتح الحسن عليه السلام الخاتم الثاني ومضى إلى ما
امر به، ثم فتح الحسين عليه السلام الخاتم الثالث فوجد فيه: أن قاتل واقتل وتقتل،
واخرج بقوم للشهادة لا شهادة لهم إلا معك، ففعل، ثم دفعها إلى علي بن الحسين عليه
السلام ومضى، ففتح علي بن الحسين عليه السلام الخاتم الرابع فوجد فيه: أن أطرق
واصمت لما حجب العلم، ثم دفعها إلى محمد بن علي عليه السلام ففتح الخاتم الخامس
فوجد فيه أن فسر كتاب الله وصدق أباك وورث ابنك العلم، واصطنع الامة، وقل الحق في
الخوف والامن، ولا تخش إلا الله، ففعل، ثم دفعها إلى الذي يليه، فقال معاذ بن كثير:
فقلت له: وأنت هو ؟ فقال: ما بك في هذا إلا أن تذهب يا معاذ فترويه عني ؟ نعم أنا
هو، حتى عدد علي اثني عشر اسما ثم سكت، فقلت: ثم من ؟ فقال حسبك (1). بيان: أطرق
الرجل: سكت. واصطنعت فلانا: ربيته. 11 - نى: علي بن أحمد، عن عبيدالله بن موسى، عن
محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام صحيفة مختومة
باثني عشرة خاتما، وقال له فض الاول واعمل به، و ادفع إلى الحسن عليه السلام يفض
الثاني ويعمل به، ويدفع إلى الحسين عليه السلام (2) يفض الثالث ويعمل بما فيه، ثم
إلى واحد واحد من ولد الحسين عليه السلام (3). 12 - نى: علي بن أحمد، عن عبيدالله
بن موسى، عن علي بن إبراهيم، عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة (4)، عن
أبي عبد الرحمان، عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله جل اسمه نزل من
السماء إلى كل إمام عهده وما يعمل به، وعليه خاتم فيفضه ويعمل بما فيه (5). 13 -
نى: ابن عقدة ومحمد بن همام و عبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس
(1 و 3) الغيبة للنعماني: 24. (2) في
المصدر و (د): ويعمل به ويدفعها إلى الحسين عليه السلام. (4) في المصدر: عن مفضل بن
صالح عن ابى جميلة. (5) الغيبة للنعماني: 25.
[211]
عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد،
عن أبان بن أبى عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: لما أقبلنا من صفين مع أمير
المؤمنين عليه السلام نزل قريبا من دير نصراني إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل
الوجه حس الهيئة والسمت، معه كتاب، حتى أتى أمير المؤمنين عليه السلام فسلم عليه ثم
قال: إني من نسل أحد حواري عيسى بن مريم، وكان أفضل حواريه الاثني عشر وأحبهم إليه
وأبرهم عنده (1)، وأن عيسى أوصى إليه ودفع إليه كتبه وعلمه وحكمته، فلم يزل أهل هذا
البيت على دينه، ومتمسكين عليه، لم يكفروا ولم يرتدوا ولم يغيروا، وتلك الكتب عندي،
إملاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده، فيها كل شئ يفعل الناس من بعده أو اسم ملك ملك
منهم، وأن الله يبعث رجلا من العرب من ولد إبراهيم خليل الله من أرض يقال لها
تهامة، من قرية يقال لها مكة، فقال لها اثني عشر اسما وذكر مبعثه ومولده مهاجرته
ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه وما يعيش وما يلقى امته بعده إلى أن ينزل عيسى بن
مريم من السماء، وفي ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل
الله من خير خلق الله وأحب من خلق الله إليه، والله ولي لمن والاهم وعدو لمن
عاداهم، من أطاعهم اهتدى ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة ومعصيتهم لله معصية: مكتوبة
أسماؤهم وأنسابهم ونعوتهم وكم يعيش كل رجل منهم واحد بعد واحد، وكم رجل منهم يستتر
بدينه ويكتمه من قومه، ومن الذي يظهر منهم وينقاد له الناس، حتى ينزل عيسى بن مريم
فيصلي عيسى خلفه (2) في الصف أولهم وخيرهم وأفضلهم، وله مثل اجورهم واجور من أطاعهم
واهتدى بهم، رسول الله صلى الله عليه وآله اسمه: محمد وعبد الله ويس والفتاح
والخاتم والحاشر و العاقب والماحي والقائد ونبي الله وصفي الله وجنب الله، وإنه
يذكر إذا ذكر، من أكرم خلق الله على الله وأحبهم إلى الله، لم يخلق الله ملكا مكرما
ولا نبيا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند الله ولا أحب إلى الله منه، يقعده يوم
القيامة على عرشه، ويشفعه في كل
(1) في المصدر: وآثرهم عنده. (2) في
المصدر هنا زيادة وهى: ويقول: انكم لائمة لا ينبعى لاحد أن يتقدمكم. فيتقدم فيصلى
بالناس وعيسى خلفه اه.
[212]
من يشفع فيه، باسمه صرح القلم (1) في
اللوح المحفوظ محمد رسول الله، وبصاحب اللواء يوم الحشر الاكبر أخيه ووصيه ووزيره
وخليفته في امته وأحب من خلق الله إليه بعده علي ابن عمه لامه وأبيه، وولي كل مؤمن
بعده، ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد و ولده، أولهم يسمى ابني هارون شبرا وشبيرا،
وتسعة من ولد أصغرهما، واحد بعد واحد، آخرهما الذي يصلي عيسى خلفه. وذكر باقي
الحديث بطوله (2). 14 - يل، فض: بالاسناد يرفعه إلى عبد الله بن أبي أوفى عن رسول
الله صلى الله عليه وآله أنه لما فتحت خيبر (3) قالوا له: إن بها حبرا قد مضى له من
العمر مائة سنة، وعنده علم التوراة، فاحضر بين يديه، وقال له: اصدقني بصورة ذكري في
التوراة (4) وإلا ضربت عنقك، قال: فانهملت (5) عيناه بالدموع وقال له: إن صدقتك
قتلتني قومي وإن كذبتك قتلتني (6)، قال له: قل وأنت في أمان الله وأماني، قال له
الحبر: اريد الخلوة بك، قال له: اريد أن تقول جهرا (7). قال: إن في سفر من أسفار
التوراة اسمك و نعتك وأتباعك، وأنك تخرج من جبل فاران، وينادى بك باسمك (8) على كل
منبر، فرأيت في علامتك بين كتفيك خاتما تختم به النبوة، أي لا نبي بعدك، ومن ولدك
أحد عشر سبطا (9) يخرجون من ابن عمك، واسمه علي، ويبلغ ملكك (10) المشرق والمغرب
وتفتح خيبر وتقلع بابها، ثم تعبر الجيش على الكف والزند، فإن كان فيك هذه
(1) خرج القلم: خ ل وفى المصدر: في كل من
شفع فيه، باسمه جرى القلم. (2) الغيبة للنعماني: 35 و 36. (3) في الروضة: انه قال:
لما فتحت خيبر. (4) في الروضة: فقال له: اذكرني بصورة اسمى في التوارة. (5) انهملت
عينه: فاضت وسالت. (6) في الروضة: قتلتنى انت. (7) في الروضة: لست اريد الا أن تقول
جهرا. (8) في الروضة: وينادونك باسمك. (9) في الروضة: أحد عشر نقيبا. (10) في
الروضة: ويبلغ اسمك.
[213]
الصفات آمنت بك وأسلمت على يدك. قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: أيها الحبر أما الشامة (1) فهي لي وأما العلامة فهي
لناصري علي بن أبي طالب عليه السلام قال: فالتفت إليه الحبر وإلى علي (2) وقال: أنت
قاتل مرحب الاعظم، قال علي عليه السلام: بل الاحقر، أنا جدلته بقوة الله وحوله،
وأنا معبر الجيش على زندي وكفي، فعند ذلك قال: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وأنك معجزه، وأنه يخرج منك أحد عشر نقيبا، فاكتب لي عهدا لقومي
فإنهم كنقباء بني إسرائيل أبناء داود عليه السلام. فكتب له بذلك عهدا (3). 15 - فض،
يل: بالاسناد يرفعه إلى عبد الله بن أبي أوفى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه
قال: لما خلق الله إبراهيم الخليل عليه السلام كشف الله عن بصره، فنظر إلى جانب
العرش فرأى نورا، فقال: إلهي وسيدي ما هذا النور ؟ قال: يا إبراهيم هذا محمد صفيي،
فقال: إلهي وسيدي أرى إلى جانبه نورا آخر، فقال: يا إبراهيم هذا علي ناصر ديني،
فقال: إلهي وسيدي أرى إلى جانبهما نورا ثالثا، قال: يا إبراهيم هذه فاطمة تلي أباها
وبعلها فطمت محبيها من النار، قال: إلهي وسيدي أرى نورين يليان الثلاثة الانوار،
قال: يا إبراهيم هذان الحسن والحسين يليان أباهما وجدهما وامهما، فقال: إلهي وسيدي
أرى تسعة أنوار أحدقوا (4) بالخمسة الانوار، قال: يا إبراهيم هؤلاء الائمة من ولدهم
فقال: إلهي وسيدي فبمن يعرفون ؟ قال: يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين، ومحمد (5)
ولد علي، وجعفر ولد محمد، وموسى ولد جعفر، وعلي ولد موسى، ومحمد ولد علي، وعلي ولد
محمد، والحسن ولد علي، ومحمد ولد الحسن القائم المهدي.
(1) الشامة: الخال: والمراد هنا العلامة
التى كانت بين كتفي النبي صلى الله عليه وآله. (2) في الروضة: فالتفت الحبر إلى
على. (3) الروضة: 29 وفيه: فانهم كنقباء بنى اسرائيل ابناء يعقوب عليه السلام. ولم
نجد الرواية في الفضائل المطبوع. (4) أي أحاطوا. (5) قد ذكر في الروضة " ابن " مكان
" ولد " في جميع المواضع.
[214]
قال: إلهي وسيدي أرى عدة أنوار حولهم لا
يحصي عدتهم إلا أنت، قال: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم ومحبوهم، قال: إلهي وبما يعرفون
شيعتهم، ومحبيهم (1) ؟ قال: بصلاة الاحدى والخمسين، والجهر ببسم الله الرحمان
الرحيم، والقنوت قبل الركوع، و سجدة الشكر، والتختم باليمين، قال إبراهيم: اللهم
اجعلني من شيعتهم ومحبيهم، قال: قد جعلتك (2)، فأنزل الله فيه " وإن من شيعته
لابراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم، قال المفضل بن عمر: إن أبا حنيفة لما أحس بالموت
(3) روى هذا الخبر وسجد فقبض في سجدته (4). 16 يف، قب: من تفسير السدي قال: لما
كرهت سارة مكان هاجر أوحى الله تعالى إلى إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: انطلق
بإسماعيل وامة حتى تنزله بيت التهامي - يعني مكة - فإني ناشر ذريته وجاعلهم ثقلا
على من كفر بي، وجاعل منهم نبيا عظيما، ومظهره على الاديان، وجاعل من ذريته اثني
عشر عظيما، وجاعل ذريته عدد نجوم السماء (5). أقول: سمعت من جماعة من ثقاة أهل
الكتاب أنه موجود في توراتهم الآن " و ليشمعيل شمعتيك هينه برختي اوتو وهيفريتي
اوتو وهيبريتى (6) اوتو بماود ماود شنيم عاسار نسيئيم يوليدو نتيتو لكوى كدول "
وسمعتهم يترجمونه هكذا: ومن إسماعيل أسمعتك أني باركت إياه وأوفرت إياه وأكثرت إياه
في غاية الغاية اثني عشر رؤساء يولدون، ووهبته قوما عظيما. أقول: الذي يظهر من
الاخبار أن " مادماد " اسم محمد صلى الله عليه وآله بالعبرانية، أي
(1) في المصدرين وبما يعرف شيعتهم
ومحبوهم. (2) في المصدرين: قد جعلتك منهم. (3) في المصدرين: ان ابراهيم لما احس
بالموت. (4) الروضة: 33 و 34. الفضائل. 166 و 167. (5) الطرائف: 43، ولم نظفر
بموضعه في المناقب، وروى العلامة مثله في كشف الحق 1: 108. (6) في (د): هيرتيبى.
(*)
[215]
أكثرت نسل إسماعيل بسبب محمد صلى الله
عليه وآله فحرفوه لفظا ومعنى، وعلى ما ذكروه أيضا المراد بغاية الغاية هو النبي صلى
الله عليه وآله لانه في غاية الغاية من الكمال.17 ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن
عمران بن محسن بن محمد بن عمران، عن إدريس بن زياد الحناط: عن الربيع بن كامل ابن
عم الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور -
وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد عليهما السلام - قال: سألت جعفر بن محمد
عليهما السلام على عهد مروان الحمار فقلت: يا سيدي أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها
أمير المؤمنين عليه السلام ما كان سببها ؟ فحدثني عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي
طالب عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه في أمر من أمره فحسن فيه
بلاؤه وعظم فيه عناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله صلى الله
عليه وآله قد خرج لصلاة الظهر، فصلى معه، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله
صلى الله عليه وآله، فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سأله عن سفره ذلك وما
صنع فيه، فجعل علي عليه السلام يحدثه وأسارير (1) وجه رسول الله تلمع نورا وسرورا
بما حدثه، فلما أتى علي عليه السلام على حديثه قال له رسول الله صلى الله عليه
وآله: ألا ابشرك يا أبا الحسن ؟ قال: بلى فداك أبي وامي، فكم من خير بشرت به ؟ !
قال، إن جبرئيل هبط علي وقت الزوال (2) فقال لي: يا محمد هذا ابن عمك علي وارد
عليك، وإن الله تعالى أبلى المسلمين به بلاء حسنا، وإنه كان من صنيعه كذا وكذا،
فحدثني بما أنبأتني به. ثم قال لي: يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم
وصي أبيه آدم، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم بالله عزوجل، ونجا من تولى سام بن نوح
وصي نوح ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح بالله عزوجل، ونجا من تولى إسماعيل أو قال:
إسحاق وصي إبراهيم خليل الله، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم، ونجا إبراهيم بالله عز
وجل، ونجا من تولى يوشع وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى
من هنا إلى آخر الباب يوجد في (ك) و (د)
فقط. (1) السر - بكسر السين وضمها -: الخط في الكف أو الجبهة. (2) في المصدر: هبط
على في وقت الزوال.
[216]
بالله عزوجل، ونجا من تولى شمعون وصي عيسى
بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، و نجا عيسى بالله، ونجا يا محمد من تولى عليا وزيرك في
حياتك ووصيك عند وفاتك، و نجا علي بك، ونجوت أنت بالله، يا محمد إن الله جعلك سيد
الانبياء وجعل عليا سيد الاوصياء وخيرهم، وجعل الائمة من ذريتكما إلى أن يرث الله
الارض ومن عليها، فسجد علي عليه السلام وجعل يقلب وجهه على الارض شكرا (1). 18 كتاب
مقتضب الاثر لاحمد بن محمد بن عياش، عن علي بن سنان الموصلي، عن أحمد بن محمد
الخليلى، عن محمد بن صالح الهمداني، عن سليمان بن أحمد، عن الريان بن مسلم، عن عبد
الرحمان بن يزيد، عن سلام بن أبي عمرة، عن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه
وآله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: ليلة اسري بي إلى السماء قال العزيز
جل ثناؤه: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قلت: " والمؤمنون " قال: صدقت يا
محمد، من خلفت لامتك ؟ قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب ؟ قلت نعم، قال: يا محمد
إنى اطلعت على الارض اطلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسما من أسمائي، فلا اذكر في
موضع إلا وذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت فاخترت منها عليا، وشققت له
اسما من أسمائي، فأنا الاعلى وهو علي، يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة و الحسن
والحسين من سنخ نوري (2)، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والارضين، فمن قبلها كان
عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين. يا محمد لو أن عبدا من عبادي
عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له أو يقر
بولايتكم، يا محمد تحب أن تراهم ؟ قلت: نعم يا رب، فقال لي: التفت عن يمين العرش،
فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد
وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي عليهم السلام
والمهدي في ضحضاح (3) من نور قياما
(1) امالي ابن الشيخ: 25. (2) سنخ الشئ
أصله. (3) اصل الضحضاح بمعنى الماء وكأنه استعير لكل ما يشمل الشئ ويغمسه من كل جهة
كالنور والنار والظلمة.
[217]
يصلون وهو في وسطهم - يعني المهدي - كأنه
كوكب دري، فقال: يا محمد هؤلاء الحجج، هو الثائر (1) من عترك، وعزتي وجلالي إنه
الحجة الواجبة لاوليائي والمنتقم من أعدائي (2). 19 وروى عن محمد بن أحمد بن
عبيدالله الهاشمي قال: أخبرني به بسر من رأى سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، قال:
حدثني عم أبي موسى بن عيسى، عن الزبيربن بكار، عن عتيق بن يعقوب، عن عبد الله بن
ربيعة رجل من أهل مكة قال: قال لي أبي: إني محدثك الحديث فاحفظه عني واكتمه علي
مادمت حيا أو يأذن الله فيه بما يشاء، كنت مع من عمل ابن الزبير في الكعبة حدثني أن
ابن الزبير أمر العمال أن يبلغوا في الارض، قال: فبلغنا صخرا أمثال الابل، فوجدت
على تلك الصخور (3) كتابا موضوعا فتناولنه وسترت أمره، فلما صرت إلى منزلي تأملته
فرأيت كتابا لا أدري من أي شئ هو، ولا أدري الذي كتب به ما هو ؟ إلا أنه ينطوي كما
ينطوي الكتب، فقرأت فيه: باسم الاول لا شئ قبله، لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم.
ولا تعطوها غير مستحقها فتظلموها، إن الله يصيب بنوره من يشاء، والله يهدي من يشاء،
والله فعال لما يريد، باسم الاول لا نهاية له، القائم على كل نفس بما كسبت، كان
عرشه على الماء، ثم خلق الخلق بقدرته وصورهم بحكمته وميزهم بمشيئته كيف شاء، وجعلهم
شعوبا وقبائل و بيوتا، لعلمه السابق فيهم، ثم جعل من تلك القبائل قبيلة مكرمة سماها
قريشا وهي أهل الامانة (4). ثم جعل من تلك القبيلة بيتا خصه الله بالنبأ والرفعة،
وهم ولد عبد المطلب، حفظة هذا البيت وعماره وولاته وسكانه، ثم اختار من ذلك البيت
نبيا يقال له " محمد " ويدعى في السماء " أحمد " يبعثه الله تعالى في آخر الزمان
نبيا ولرسالته مبلغا، وللعباد إلى دينه داعيا، منعوتا في الكتب، تبشر به الانبياء
ويرث علمه خير الاوصياء، يبعثه الله وهو ابن
(1) الثاثر: الطالب بالدم. (2) مقتضب
الاثر: 12 و 13. (3) في المصدر و (د): على بعض تلك الصخور. (4) في المصدر: وهى اهل
الامامة.
[218]
أربعين عند ظهور الشرك وانقطاع الوحي
وظهور الفتن، ليظهر الله به دين الاسلام ويدحر به الشيطان (1) ويعبد به الرحمان،
قوله فصل وحكمه عدل، يعطيه الله النبوة بمكة والسلطان بطيبة، له مهاجرة من مكة إلى
طيبة، وبها موضع قبره، يشهر سيفه ويقاتل من خالفه، ويقيم الحدود فيمن اتبعه، هو على
الامة شهيد، ولهم يوم القيامة شفيع يؤيده بنصره ويعضده بأخيه وابن عمه وصهره وزوج
ابنته ووصيه في امته من بعده وحجة الله على خلقه، ينصبه لهم علما عند اقتراب أجله،
هو باب الله، فمن أتى الله من غير الباب ضل، يقبضه الله وقد خلف في امته عمودا بعد
أن يبين لهم (2)، يقول بقوله فيهم ويبينه لهم، هو القائم من بعده والامام والخليفة
في امته، فلا يزال مبغضا (3) محسودا مخذولا ومن حقه ممنوعا، لاحقاد في القلوب
وضغائن في الصدور، لعلو مرتبته عظم منزلته وعلمه وحلمه، وهو وارث العلم ومفسره،
مسؤول غير سائل، عالم غير جاهل، كريم غير لئيم، كرار غير فرار، لا تأخذه في الله
لومة لائم، يقبضه الله عزوجل شهيدا، بالسيف مقتولا، هو يتولى قبض روحه، ويدفن في
الموضع المعروف بالغري، يجمع الله بينه وبين النبي. ثم القائم من بعده ابنه الحسن
سيد الشباب وزين الفتيان، يقتل مسموما يدفن بأرض طيبة في الموضع المعروف بالبقيع.
ثم يكون بعده إمام عدل يضرب بالسيف ويقري الضيف (4)، يقتل بالسيف على شاطئ الفرات
في الايام الزاكيات، يقتله بنو الطوامث والبغيات (5)، يدفن بكربلاء، قبره للناس نور
وضياء وعلم. ثم يكون القائم من بعده ابنه علي سيد العابدين وسراج المؤمنين، يموت
موتا،
(1) دحره: طرده وأبعده. (2) في المصدر:
بعد أن يبينه لهم. (3) في المصدر: فلا يزال مبغوضا. (4) قرى الضيف: أضافه. (5) أي
أولاد الحيض والزناء.
[219]
يدفن في أرض طيبة في الموضع المعروف
بالبقيع. ثم يكون الامام القائم بعده المحمود فعاله محمد، باقر العلم ومعدنه وناشره
ومفسره يموت موتا يدفن بالبقيع من أرض طيبة. ثم يكون بعده الامام جعفر وهو الصادق
بالحكمة ناطق، مظهر كل معجزة، وسراج الامة، يموت موتا بأرض طيبة، موضع قبره البقيع.
ثم الامام بعده المختلف في دفنه، سمي المناجي ربه موسى بن جعفر، يقتل بالسم في
محبسه، يدفن في الارض المعروفة بالزوراء. ثم القائم بعده ابنه الامام علي الرضا
المرتضى لدين الله، إمام الحق، يقتل بالسم في أرض العجم. ثم القائم الامام بعده (1)
ابنه محمد، يموت موتا، يدفن في الارض المعروفة بالزوراء. ثم القائم بعده ابنه علي،
لله ناصر ويموت موتا ويدفن في المدينة المحدثة. ثم القائم بعده الحسن وارث علم
النبوة ومعدن الحكمة، يستنار به من الظلم (2) يموت موتا، يدفن في المدينة المحدثة.
ثم المنتظر بعده، اسمه اسم النبي، يأمر بالعدل ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه
يكشف الله به الظلم ويجلو به الشك والعمى، يرعى الذئب في أيامه مع الغنم (3)، ويرضى
عنه ساكن السماء والطير في الجو والحيتان في البحار، ياله من عبد ما أكرمه على
الله، طوبى لمن أطاعه وويل لمن عصاه، طوبى لمن قاتل بين يديه فقتل أو قتل، اولئك
عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون، واولئك هم المفلحون، واولئك هم
الفائزون (4).
(1) في المصدر: ثم الامام بعده. (2) في
المصدر: يستضاء به من الظلم. (3) كناية عن زوال دولة الظلم، فلا يبقى ظالم في الارض
حتى يخاف منه المظلوم. (4) مقتضب الاثر: 14 - 17.
[220]
20 - ومنه عن الحسن بن علي السلمي، عن
أحمد بن أيوب، عن محمد ين يحيى الازدي، عن سعيد بن عامر، عن جعفر بن سليمان، عن أبي
هارون العبدي، عن عمربن سلمة، قال: شهدت مشهدا ما شهدت مثله كان أعجب عندي ولا أوقع
على قلبي منه، قال: فقيل: يا أبا جعفر وما ذاك ؟ قال: لما مات أبو بكر أقبل الناس
يبايعون عمر بن الخطاب إذا أقبل يهودي قد أقر له بالمدينة يهودها أنه أعلمهم. وكذلك
كان أبوه من قبل فيهم، فقال: يا عمر من أعلم هذه الامة بكتاب الله وسنة نبيه ؟
فأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: فأتاه اليهودي فقال: يا علي أنت
كما زعم عمر بن الخطاب ؟ فقال له: وما زعم ؟ قال: يزعم أنك أعلم هذه الامة بكتاب
الله وسنة نبيه، فقال له: يا يهودي سل عما بدا لك تخبر إن شاء الله تعالى، فقال:
إني سائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة، فقال عليه السلام: ولم لا تقول سبعا ؟ فقال له: لا
أقول سبعا ولكن أسألك عن ثلاث، فإن أجبتني فيهن سألتك عما بعدهن وإلا علمت أنه ليس
فيكم عالم ومضيت، فقال له علي عليه السلام: فإني سائلك بإلهك الذي تعبده إن أجبتك
في كل ما سألتني عنه لتدعن دينك ولتدخلن في ديني ؟ فقال له اليهودي: ما جئت إلا
للاسلام، فقال له علي عليه السلام سل عما شئت. فقال له: أخبرني عن أول قطرة دم قطرت
على وجه الارض أي شئ هو ؟ وعن أول عين فاضت على وجه الارض أي عين هي ؟ وأول شجرة
اهتزت (1) على وجه الارض أي شجرة هي ؟ فقال له علي عليه السلام: يا هاروني أما أنتم
فتقولون أول قطرة دم قطرت على وجه الارض حيث قتل ابن آدم أخاه، وليس هو كما تقولون،
ولكن أقول: أول قطرة قطرت على وجه الارض حيث طمثت حواء (2)، وذلك قبل أن تلد ابنها
شيئا، قال: صدقت قال له علي عليه السلام: أما أنتم فتقؤلون إن أول شجرة اهتزت على
وجه الارض (3) الشجرة التي كانت منها سفينة نوح وهي الزيتونة وليس هو كما تقولون،
ولكنها النخلة التي
(1) اهتز النبات: تحرك وطال. (2) أي حاضت.
(3) في المصدر: اهتزت على الارض.
[221]
نزلت مع آدم من الجنة، وهي العجوة، ومنها
يتفرق ما ترى من أنواع النخل، قال: صدقت، فقال له علي عليه السلام: أما أنتم
فتقولون: إن أول عين فاضت على وجه الارض عين اليقود (1)، وهي العين التي تكون في
البيت المقدس، وليس هو كما تقولون، ولكنها عين الحياة التي وقف عليها موسى بن عمران
وفتاه ومعهم النون المالحة، فسقطت فيها فحييت، وكذلك ماء تلك العين لا يصيب شئ منها
إلا حيي، وكذلك كان الخضر عليه السلام على مقدمة ذي القرنين في طلب عين الحياة،
فأصابها الخضر عليه السلام فشرب منها، وجاء ذو القرنين يطلبها فعدل عنها، قال: صدقت
والذي لا إله إلا هو إني لاجدها في كتاب أبي هارون بن عمران، كتبه بيده وإملاء موسى
بن عمران (2). قال: فأخبرني عن الثلاث الاخر: أخبرني عن محمد كم له من إمام ؟ وأي
جنة يسكن ؟ ومن ساكنها معه في جنته ؟ وعن أول حجر هبط إلى الارض، فقال علي عليه
السلام يا هاروني إن لمحمد اثني عشر إماما عدلا، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا
يستوحشون لخلاف من خالفهم، أرسب في الدين من الجبال الراسيات في الارض (3)، وإن
مسكن محمد في جنة عدن، التي قال الله عزوجل. كن فيها، فكان، وفيها انفجرت أنهار
الجنة وسكان محمد في جنته اولئك الاثنا عشر إمام عدل، وأول حجر هبط فأنتم تقولون:
هي الصخرة التي في بيت المقدس وليس كما تقولون، ولكنه الذي في بيت الله الحرام هبط
به جبرئيل إلى الارض، وهو أشد بياضا من الثلج، فاسود من خطايا بني آدم، فقال له
اليهودي: صدقت والذي لا إله إلا هو إني لاجدها في كتاب أبى هارون وإملاء موسى. فقال
اليهودي: وبقيت واحدة وهي: أخبرني عن وصي محمد كم يعيش ؟ وهل يموت أو يقتل ؟ فقال
له علي عليه السلام: يا يهودي وصي محمد أنا، أعيش بعده ثلاثين سنة، لا أزيد يوما
واحدا ولا أنقص يوما واحدا، ثم ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود، فيضربني ضربة
ههنا في قرني، فيخضب لحيتي، قال: وبكى علي عليه السلام بكاء شديدا، قال: فصاح
(1) في المصدر: عين البقور. (2) في
المصدر، وأملاه موسى بن عمران. (3) الارسب: الا ثبت. والجبال الراسيات: الثابتات
والراسخات.
[222]
اليهودي وأقبل يقول: أشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد يا علي أنك وصي محمد،
وأنهه ينبغي لك أن تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، وأن تقدم ولا يتقدم عليك،
وأن تطاع فلا تعصى، وأنك لاحق بهذا المجلس من غيرك، وأما أنت يا عمر فلا صليت خلفك
أبدا، فقال له علي عليه السلام: كف يا هاروني من صوتك. ثم أخرج الهاروني من كمه
كتابا مكتوبا بالعبرانية فأعطاه عليا عليه السلام فنظر فيه علي عليه السلام فبكى،
فقال له الهاروني: ما يبكيك ؟ فقال له علي: يا هاروني هذا فيه اسمي مكتوبا ! فقال
اليهودي: إنه كتاب بالعبرانية (1) وأنت رجل عربي، فقال له علي عليه السلام: ويحك يا
هاروني هذا اسمي، أما في التوراة اسمي هابيل، وفي الانجيل حبدار، فقال له اليهودي:
صدقت والذي لاإله إلا هو إنه لخط أبي هارون وإملاء موسى بن عمران توارثته الآباء
حتى صار إلي، قال: فأقبل علي عليه السلام يبكى ويقول: الحمد لله الذي لم يجعلني
عنده منسيا، الحمدلله الذي أثبتني في صحف الابرار، ثم أخذ علي عليه السلام بيد
الرجل فمضى إلى منزله، فعلمه معالم الخير وشرائع الاسلام (2). 21 - ومنه عن ثوابة
بن أحمد الموصلي، عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحراني، عن موسى بن عيسى الافريقي،
عن هشام بن عبد الله الدستواني، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: سمعت سالم بن عبد
الله بن عمر بن الخطاب يحدث أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام بمكة قال: سمعت أبي
عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عزوجل أوحى
إلي ليلة اسري بي: يا محمد من خلفت في الارض على امتك ؟ - وهو أعلم بذلك - قلت: يا
رب أخي، قال: يا محمد علي بن أبي طالب ؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت
إلى الارض اطلاعة فاخترتك منها، فلا اذكر حتى تذكر معي، أنا المحمود وأنت محمد، ثم
اطلعت إلى الارض اطلاعة اخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته
(1) في المصدر: و (د) فقال له: يا على،
اقرأ اسمك في أي موضع هو مكتوب ؟ فانه كتاب بالعبرانية. (2) مقتضب الاثر: 17 - 21.
[223]
وصيك، فأنت سيد الانبياء وعلي سيد
الاوصياء، ثم اشتققت له اسما من أسمائي، فأنا الاعلى وهو علي، يا محمد إني خلقت
عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن
قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي
عبدني حتى ينقطع (1) ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري. ثم قال: يا محمد أتحب أن
تراهم ؟ قلت: نعم قال: تقدم أمامك، فتقدمت أمامي وإذا علي بن أبي طالب والحسن
والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى
ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه كوكب دري في وسطهم،
فقلت: يا رب من هؤلاء ؟ فقال: هؤلاء الائمة وهذا القائم، يحل حلالي ويحرم حرامي
وينتقم من أعدائي، يا محمد أحببه فإنى احبه واحب من يحبه. قال جابر: فلما انصرف
سالم من الكعبة تبعته فقلت: يا أبا عمر انشدك الله هل أخبرك أحد غير أبيك بهذه
الاسماء ؟ قال: اللهم اما الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فلا، ولكني كنت
مع أبي عند كعب الاحبار فسمعته يقول: إن الائمة بعد نبيها (2) على عدد نقباء بني
إسرائيل، واقبل علي بن أبي طالب فقال كعب: هذا المقفي (2) أولهم وأحد عشر من ولده،
وسماه كعب بأسمائهم في التوراة " تقو بيت قيذوا دبيرا مفسورا مسموعا دوموه مثبو (4)
هذار يثمو بطور نوقس قيدموا. قال أبو عامر هشام الدستواني: لقيت يهوديا بالحيرة
يقال له " عثوا ابن اوسوا " وكان حبر اليهود وعالمهم، وسألته عن هذه الاسماء
وتلوتها عليه، فقال لي، من أين عرفت هذه
(1) في هامش (ك): حياته ظ. (2) في المصدر:
ان الائمة من هذه الامة بعد نبيها. (3) قفى تقفيه: اتى. (4) في المصدر: مشيو.
[224]
النعوت ؟ قلت: هي أسماء، قال: ليست أسماء
(1) ولكنها نعوت لاقوام، وأوصاف بالعبرانية صحيحة، نجدها عندنا في التوراة، ولو
سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى، قلت: ولم ذلك ؟ قال: أما العمى (2)
فللجهل بها، وأما التعامي لئلا تكون على دينه ظهيرا وبه خبيرا، وإنما أقررت لك بهذه
النعوت لاني رجل من ولد هارون ابن عمران مؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله، أسر ذلك عن
بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الاسلام، ولن اظهر بعدك لاحد حتى أموت، قلت:
ولم ذاك ؟ قال: لاني أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون ألا نؤمن بهذا النبي
الذي اسمه محمد ظاهرا ونؤمن به باطنا حتى يظهر المهدي القائم من ولده، فمن أدركه
منا فليؤمن به، وبه نعت الاخير من الاسماء، قلت: وبما نعت ؟ قال: نعت بأنه يظهر على
الدين كله، ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحبا. قلت: فانعت لي هذه النعوت
لاعلم علمها، قال: نعم فعه (3) عني وصنه إلا عن أهله وموضعه إن شاء الله، أما "
تقوبيت " فهو أول الاوصياء ووصي آخر الانبياء، وأما " قيذوا " فهو ثاني الاوصياء
وأول العترة الاصفياء، وأما " دبيرا " فهو ثاني العترة وسيد الشهداء، وأما " مفسورا
" فهو سيد من عبد الله من عباده، وأما " مسموعا " فهو وارث علم الاولين والآخرين،
وأما " دوموه " فهو المدرة الناطق عن الله الصادق، وأما " مثبو " فهو خير المسجونين
في سجن الظالمين، وأما " هذار " فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان الممنوع، وأما "
يثمو " فهو القصير العمر الطويل الاثر، وأما " بطور " فهو رابع اسمه وأما " نوقس "
فهو سمي عمه، وأما " قيدموا " فهو المفقود من أبيه وامه الغائب بأمر الله وعلمه
والقائم بحكمه (4). بيان: في القاموس: المدرة كمنبر: السيد الشريف، والمقدم في
اللسان واليد
(1) في المصدر هنا زيادة وهى: لو كانت
اسماء لتطرزت في تواطى الاسماء. (2) في المصدر: أما العمه، (3) أمر من وعى يعى أي
احفظه عنى واقبله وتدبره. (4) مقتضب الاثر: 30 - 33. بحار الانوار - 14 -
[225]
عند الخصومة والقتال. المنخوع بالنون أو
بالباء والخاء المعجمة. وقوله: " بحقه " متعلق به، أي أقروا بحقه ومنعوه منه،
وأخرجوه عن وطنه، وهي أوصاف الرضا عليه السلام في القاموس: نخع لي بحقي كمنع: أقر
وقال: بخع بالحق بخعا أقر به وخضع له. وقال: نزح كمنع وضرب بعد: قوله: " فهو رابع
اسمه " بالموحدة أي هو رابع من سمي بهذا الاسم من الائمة. " فهو سمي عمه " أي
الاعلى وهو الحسن عليه السلام. 22 - ومن المقتضب أيضا عن ثوابة الموصلي، عن الحسن
بن أحمد بن حازم، عن حاجب بن سليمان أبي موزج قال: لقيت ببيت المقدس عمران بن خاقان
الوافد إلى المنصور قد أسلم على يده، وكان قد حج اليهود ببيانه وعلمه، وكانوا لا
يستطيعون جحده لما في التوراة من علامات رسول الله والخلفاء من بعده، فقال لي يوما:
يا أبا موزج إنا نجد في التوراة ثلاثة عشر اسما منها محمد واثنا عشر بعده من أهل
بيته، هم أوصياؤه وخلفاؤه مذكورون في التوراة، ليس فيهم القائمون بعده من تيم ولا
عدي ولا بني امية، وإني لاظن ما تقوله هذه الشيعة حقا، قلت: فأخبرني به قال:
لتعطيني عهد الله وميثاقه أن لا تخبر الشيعة بشئ من ذلك فيظهروه علي، قلت: وما تخاف
من ذلك والقوم من بني هاشم ؟ قال: ليست أسماؤهم أسماء هؤلاء بل هم من ولد الاول
منهم وهو محمد ومن بقيته في الارض من بعده، فأعطيته ما أراد من المواثيق، وقال لي:
حدث به بعدي إن تقدمتك وإلا فلا عليك أن لا تخبر به أحدا، قال: نجدهم في التوراة،
قرأ منه ما ترجمته: إن شمو علي (1) يخرج من صلبه ابن مبارك، صلواتي عليه وقدسي، يلد
اثني عشر ولد يكون ذكرهم باقيا إلى يوم القيامة وعليهم القيامة تقوم، طوبى لمن
عرفهم بحقيقتهم (2). بيان: " وكان قد حج اليهود " أي غلبهم في الخصومة ولعل كون
الاثني عشر من ولده على تقدير كونه مطابقا لما في كتبهم ولم يحرفوه على التغليب أو
التجوز.
(1) في المصدر: ان شموعل. (2) مقتضب
الاثر: 43.
[226]
{ 41 باب } * (نصوص الرسول صلى الله عليه
وآله عليهم عليهم السلام) * 1 - ك، ن، لى: العطار، عن أبيه، عن ابن عبد الجبار، عن
محمد بن زياد الازدي، عن أبان بن عثمان، عن الثمالي عن علي بن الحسين، عن أبيه عن
جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة من بعدي اثنا عشر،
أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي يفتح الله - تعالى ذكره - على يديه مشارق
الارض ومغاربها (1). 2 - لى: ما جيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمان بن
سمرة قال: قلت: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، فقال: يا ابن سمرة إذا اختلفت
الاهواء وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب، فإنه إمام امتي، وخليفتي عليهم من
بعدي، وهو الفاروق الذي يميز بين الحق والباطل، من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده،
ومن طلب الحق من عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، و من لجأ إليه أمنه، ومن
استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة سلم من سلم له ووالاه، وهلك من رد
عليه وعاداه، يا ابن سمرة إن عليا مني، روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي
وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين، وإن منه
إمامي امتي (2) وسيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين، وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم
قائم امتي، يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3).
(1) كمال الدين: 164 و 165. عيون الاخبار:
38. امالي الصدوق: 68. (2) في المصدر: وابنيه امام امتى. (3) امالي الصدوق: 17،
وفيه: كما ملئت جورا وظلما.
[227]
3 - ك: بالاسناد المتقدم عن عبد الرحمان
بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعن الله المجادلين في دين الله
(1) على لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله فقد كفر، قال الله عزوجل: " ما
يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد (2) " و من فسر
القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب، ومن أفتى الناس بغير علم لعنه الملائكة.
السماوات والارض (3)، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار. قال عبد الرحمن
بن سمرة قلت: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، وساق الحديث نحوه (4). 4 - لى: ابن
مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن زياد الآزدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن
تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن
يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن منزلي ويمسك قضيبا (5) غرسه ربي عزوجل ثم قال
له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام وليأتم بالاوصياء من ولده، فإنهم
عترتي خلقوا من طينتي، إلى الله أشكو أعداءهم من امتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين
فيهم صلتي، وايم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين، لا أنالهم الله شفاعتي (6). أقول:
قد مضى مثله بأسانيد جمة في كتاب الامامة في باب النص عليهم جملة، و هو بذلك المقام
أنسب وسيأتي في أبواب أحوال الحسين عليه السلام. 5 - لى: ابن مسرور، عن ابن عامر،
عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن علي بن
الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا
الحسن (7) إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم ؟ قال:
(1) في المصدر: لعن المجادلون في دين
الله. (2) سورة المؤمن: 4. (3) في المصدر: فلعنته ملائكة السماء والارض. (4) كمال
الدين: 149. (5) في المصدر: فكان يتمسك قضيبا. (6) امالي الصدوق: 23. (7) في
المصدر: فقال: يا أبا الحسن.
[228]
الله عزوجل أمرني عليهم، فجاء الرجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أيصدق علي فما يقول إن الله أمره
على خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: إن عليا أمير المؤمنين بولاية من
الله عزوجل، عقدها له فوق عرشه (1)، وأشهد على ذلك ملائكته إن عليا خليفة الله وحجة
الله وإنه لامام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة الله، ومعصيته مقرونة بمعصية الله،
فمن جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي، ومن جحد
إمرته فقد جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقضي، و من قاتله فقد قاتلني، ومن سبه فقد
سبني، لانه مني، خلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ثم قال
صلى الله عليه وآله: أنا وعلي وفاطمة والحسن و الحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله
على خلقه، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله (2). 6 - لى: القطان، عن ابن
حبيب، عن ابن بهلول، عن إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة، عن معروف بن خربوذ،
عن أبي الطفيل، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين والحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة، والائمة بعدهما سادة المتقين ولينا ولي الله، وعدونا عدو
الله، وطاعتنا طاعة الله، ومعصيتنا معصية الله عزوجل (3). 7 - لى: أبي وابن الوليد
معا، عن سعد، عن ابن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جعفر بن محمد بن سماعة، عن
عبد الله بن مسكان، عن الحكم بن الصلت، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا بحجزة هذا الانزع (4) - يعني عليا -
فإنه الصديق الاكبر، وهو الفاروق، يفرق بين الحق والباطل، من أحبه
(1) عقد له الرئاسة في قومه أي جعلها له.
(2) امالي الصدوق: 80. (3) لم نجده في المصدر المطبوع. (4) قال في النهاية (1:
203): النبي آخذ بحجزة الله أي بسبب منه. والانزع: من انحسر الشعر عن جانبى جبهته.
[229]
هداه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، ومن
تخلف عنه محقه الله (1)، ومنه سبطا امتي: الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن الحسين
أئمة هداة أعطاهم الله علمي وفهمي فتولوهم، ولا تتخذوا وليجة من دونهم (2) فيحل
عليكم غضب من ربكم، ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، وما الحياة الدنيا إلا متاع
الغرور (3). ير: عبد الله بن محمد، عن موسى بن القاسم مثله (4). بيان: " فقد هوى "
أي تردى وهلك (5)، وقيل: وقع في الهاوية (6) " وما الحياة الدنيا " أي لذاتها
وزخارفها " إلا متاع الغرور " قيل: شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المستام (7)
ويغر حتى يشتريه، والغرور مصدر أو جمع غار. 8 - ن، ل، لى، ك: القطان، عن محمد بن
يحيى بن خلف بن يزيد، عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن يحيى بن يحيى، عن هشام، عن
مجالد، عن الشعبي (8)، عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا
عليه إذ يقول له (9) فتى شاب: هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون من
بعده خليفة قال: إنك لحدث السن وإن هذا شئ ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا
نبينا صلى الله عليه وآله أن يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل
(10).
(1) محق الله الشئ: نقصه وذهب ببركته.
وفلانا: أهلكه. (2) الوليجة: بطانة الانسان وخاصته أو من يتخذه معتمدا عليه من غير
أهله. (3) امالي الصدوق: 130. (4) بصائر الدرجات: 15. (5) تردى في البئر: سقط. (6)
وهى من اسماء جهنم، معرفة ممنوعة من الصرف، وتدخلها " أل " للمح الصفة. (7) استام
فلانا السلعة: سأله تعيين ثمنها. (8) في العيون: هيثم، عن مجالد: عن الشعبى وفى
الخصال: هيثم بن خالد، عن الشعبى وفى الامالى: هشام، عن مجالد، عن الشعبى. وفى كمال
الدين: هشام بن خالد، عن الشعبى. (9) في العيون والخصال والامالي: إذ قال له. (10)
عيون الاخبار: 29. الخصال 2: 71. امالي الصدوق: 186. كمال الدين: 158 وفى (ك): انه
يكون بعده من الخلفاء اثنا عشر عدة نقباء بنى اسرائيل.
[230]
9 - ك، ل، ن لى: القطان، عن أحمد بن محمد
بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي عن محمد بن عبدوس الحراني، عن عبد الغفار بن
الحكم، عن منصور بن أبي الاسود، عن مطرف، عن الشعبي، عن عمه قيس بن عبد قال: كنا
جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود، فجاء أعرابي فقال: أيكم عبد الله ؟ قال عبد
الله بن مسعود: أنا عبد الله، قال: هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده
من الخلفاء ؟ قال نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل (1). 10 - ك، ن، لى: عتاب بن
محمد بن عتاب الوراميني، عن يحيى بن محمد بن صاعد عن أحمد بن عبد الرحمان بن المفضل
ومحمد بن عبيدالله بن سوار قال: حدثنا عبد الغفار بن الحكم، عن منصور بن أبي
الاسود، عن مطرف، عن الشعبي، وحدثنا عتاب بن محمد، عن إسحاق بن محمد الانماطي، عن
يوسف بن موسى، عن جرير، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي، وحدثنا عتاب بن محمد، عن
الحسين بن محمد الحراني، عن أيوب بن محمد الوزان، عن سعيد بن مسلمة، عن أشعث بن
سوار، عن الشعبي كلهم قالوا: عن عمه قيس بن عبد قال عتاب: وهذا حديث مطرف قال: كنا
جلوسا في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود، فجاء أعرابي فقال: أفيكم عبد الله ؟ قال:
نعم أنا عبد الله فما حاجتك ؟ قال: يا عبد الله أخبركم نبيكم صلى الله عليه وآله كم
يكون فيكم من خليفة ؟ قال: لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق، نعم
اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل قال أبو عروبة في حديثه: نعم عدة نقباء بني
إسرائيل، وقال جرير عن أشعث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الخلفاء
بعدي إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل (2). 11 - ل، ن، لى: حدثنا القطان، عن أحمد
بن محمد بن عبدة النيشابوري، عن هارون بن إسحاق قال: حدثنا عمي إبراهيم بن محمد، عن
زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلى
الله عليه وآله فسمعته يقول: يكون
(1) كمال الدين: 158. الخصال 2: 71. عيون
الاخبار: 21. امالي الصدوق: 186. (2) كمال الدين: 158. عيون الاخبار: 29. امالي
الصدوق: 186. ولا يخفى انه ربما توجد في المصادر اختلافات جزئية لفظية لا نشير
إليها.
[231]
بعدي اثنا عشر أميرا، ثم أخفى صوته، فقلت
لابي: ما الذي أخفى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: قال: كلهم من قريش (1). 12
- لى: عبد الله بن محمد الصائغ، عن أحمد بن محمد بن يحيى الغضراني، عن الحسين بن
الليث بن بهلول الموصلي، عن غسان بن الربيع، عن سليم بن عبد الله مولى عامر الشعبي،
عن عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر امتي ظاهرا حتى
يمضى إثنا عشر خليفة كلهم من قريش (2). 13 - ك، ل، ن: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن
ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال:
سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول: كنا عند معاوية والحسن والحسين عليهما السلام
وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة، واسامة بن زيد يذكر حديثا جرى بينه وبينه،
وأنه قال لمعاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إني اولى
بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين أولى
بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا
علي، ثم ابني (3) محمد بن علي الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و ستدركه يا حسين
وتكمله (4) إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين، قال عبد الله: ثم استشهدت الحسن
والحسين عليهما السلام وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة واسامة بن زيد فشهدوا لي
عند معاوية، قال سليم بن قيس: وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر و المقداد واسامة
أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله (5).
(1) الخصال 2: 72. عيون الاخبار: 30.
امالي الصدوق 187. واوردها في كمال الدين أيضا 158 و 159. (2) امالي الصدوق: 187.
واوردها في كمال الدين ايضا: 159. (3) في كمال الدين: ثم ابنه اه. (4) في المصادر:
ثم تكمله. (5) كمال الدين 157 و 158. الخصال 2: 77 و 78. عيون الاخبار: 28 و 29.
[232]
غط: جماعة، عن عدة من أصحابنا، عن
الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير مثله. وروى جماعة عن أبي
المفضل الشيباني، عن أبيه، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير مثله (1). نى:
الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (3). 14 - ك، لى: أبي، عن سعد، عن
ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد ابن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي
الطفيل، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام: اكتب ما املي عليك، فقال: يا نبي
الله أتخاف علي النسيان ؟ قال: لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك
ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله قال: الائمة من
ولدك، بهم تسقى امتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء (3)،
وبهم ينزل الرحمة من السماء، وهذا أولهم وأومأ بيده إلى الحسن بن علي، ثم أومأ بيده
إلى الحسين عليه السلام ثم قال: والائمة من ولده (4). ما: الغضائري عن الصدوق مثله
(5). ير: الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن حماد بن عيسى مثله،
وفيه: من ولدك (6). 15 - لى: الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن
ابن فضال، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين
عليهم السلام قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني بعدد الائمة بعدك،
فقال: يا علي هم اثنا عشر أولهم
(1) الغيبة للشيخ الطوسى: 99. (2) الغيبة
للنعماني: 46. (3) في كمال الدين: وبهم يصرف الله عنهم السوء والبلاء. (4) كمال
الدين: 119، امالي الصدوق: 241. (5) امالي الشيخ: 282. (6) بصائر الدرجات 45.
[233]
أنت وآخرهم القائم (1). 16 - ل: عتاب بن
محمد الوراميني، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمان بن
مغرا، عن مجالد، عن مسروق، قال عتاب بن محمد: وحدثنا محمد بن الحسين، عن حفص، عن
حمزة بن عون، عن أبي اسامة، عن مجالد، عن عامر، عن مسروق قال: جاء رجل إلى ابن
مسعود فقال: هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من خليفة ؟ فقال: نعم
ما سألني عنها أحد قبلك، وإنك لاحدث القوم سنا، قال: يكون بعدي عدة نقباء موسى (2).
17 - ل: القطان، عن النعمان بن أحمد بن نعيم الواسطي، عن أحمد بن سنان القطان قال:
حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر، عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود
فقال: يا أبا عبد الرحمان هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من
الخلفاء ؟ قال: نعم وما سألني عنه أحد قبلك، وإنك لاحدث القوم سنا، نعم قال: يكون
بعدي عدة نقباء موسى عليه السلام (3). غط: أحمد بن عبدون، عن محمد بن علي الكاتب،
عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عثمان بن علان، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن عيسى
بن يونس (4)، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق مثله، وزاد في آخره: قال الله عزوجل: "
وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " (5). 18 - نى: محمد بن عثمان الدهني، عن عبد الله بن
جعفر الرقي، عن عيسى بن يونس، عن مجالد بن سعيد الشعبي (6) عن مسروق مثله، ورواه
جماعة عن عثمان بن أبي
(1) امالي الصدوق. 374. (2) الخصال 2: 72.
وقد تكرر في روايات الباب أن عدة الائمة والخلفاء بعد النبي صلى الله عليه وآله عدة
نقباء بنى اسرائيل قال الله تعالى: " ولقد أخذ الله ميثاق بنى اسرائيل وبعثنا منهم
اثنى عشر نقيبا " (المائدة: 12) والنقيب: شاهد القوم وضمينهم وعريفهم وسيدهم (3)
الخصال 2: 72. (4) في المصدر: عن عميس بن يونس. (5) الغيبة للشيخ الطوسى: 97. (6)
كذا في النسخ والمصدر، والظاهر: عن مجالد عن الشعبى.
[234]
شيبة، وعبد الله بن عمر بن سعيد الاشج،
وأبي كريب، ومحمود بن غيلان، وعلي بن محمد وإبراهيم بن سعيد، جميعا عن أبي اسامة،
عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، وعن أبي كريب وأبي سعيد، عن أبي اسامة، عن الاشعث،
عن عامر، عن عمه، عن مسروق مثله وعن عثمان بن أبي شيبة، وأبي أحمد، ويوسف بن موسى
العطار، وسفيان بن وكيع، عن جرير بن أسعد بن سوار، عن عامر الشعبي، عن عمه، عن قيس
بن عبد قال: جاء أعرابي فأتى عبد الله بن مسعود وأصحابه عنده فقال: فيكم عبد الله
بن مسعود ؟ فأشاروا إليه قال له عبد الله: قد وجدته فما حاجتك ؟ قال: إني اريد أن
أسألك عن شئ إن كنت سمته من رسول الله صلى الله عليه وآله تنبؤنا به، أحدثكم نبيكم
كم يكون بعده خليفة ؟ (1) قال: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق، نعم الخلفاء
اثنا عشر خليفة، كعدة نقباء بني إسرائيل وعن سدد بن مستورد (2)، عن حماد بن يزيد،
عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق مثله (3) 19 - ل: القطان، عن محمد بن علي بن إسماعيل
اليشكري، عن سهل بن عمار النيشابوري، عن عمر بن عبد الله بن زيد، عن سفيان بن سعيد
بن عمرو بن أشرع، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: جئت مع أبي إلى المسجد ورسول
الله صلى الله عليه وآله يخطب، فسمعته يقول: بعدي اثنا عشر - يعني أميرا - ثم خفض
من صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لابي: ما قال ؟ قال: كلهم من قريش (4). 20 - ل:
الحسن بن القطان، عن طاهر بن إسماعيل الخثعمي، عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني
قال: حدثني ابن عبيد الطنافسي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، ثم تكلم فخفي علي ما قال،
فسألت أبي: ما الذي قال ؟ فقال: قال: كلهم من قريش (5).
(1) في المصدر: كم يكون بعده من خليفة.
(2) في المصدر و (ك): وعن مسدد بن مستورد. (3) الغيبة للنعماني: 57 و 58. (4 و 5)
الخصال 2: 73.
[235]
21 - ل: القطان، عن علي بن الحسن بن سالم،
عن محمد بن الوليد القشيري، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت
جابر بن سمرة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا،
وقال كلمة لم أسمعها، فقال القوم: قال: كلهم من قريش (1). 22 - ل: القطان، عن محمد
بن علي بن إسماعيل المروزي، عن الفضل بن بن عبد الجبار المروزي، عن علي بن الحسن -
يعني ابن الشقيق - عن الحسين بن واقد عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: أتيت
النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: إن هذا الامر لن ينقضي (2) حتى يملك اثنا
عشر خليفة، كلهم، فقال كلمة خفية لم أفهمها، فقلت لابي: ما قال ؟ فقال: قال: كلهم
من قريش (3). 23 - ل: القطان، عن عبد الله بن سعدان بن سهل اليشكري، عن أحمد بن أبي
المقدام، عن يزيد، عن ابن زريع، عن ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال [أهل] هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون على من
ناواهم إلى اثني عشر خليفة، قال: ثم قال كلمة أصمنيها الناس (4). فقلت لابي: ما
كلمة أصمنيها الناس ؟ قال: قال: كلهم من قريش (5). ل: القطان، عن عبد الرحمان بن
أبي حاتم، عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمان البغوي، عن ابن علبة، عن أبى عون
مثله وزاد فيه: منيعا سنيا (6). 24 - ل: القطان، عن عبد الرحمان بن أبي حاتم، عن
الفضل بن يعقوب، عن الهيثم بن كميل، عن زهير، عن زياد بن خيثمة، عن سعيد بن قيس
الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي عليه السلام: لا تزال هذه الامة مستقيما
أمرها ظاهرة على عدوها
(1 و 3) الخصال 2: 73 وقد اورد الاخيرة في
العيون ايضا: 30. (2) في المصدر: لن يقضى. (4) أي لم اسمعها لازدحام الناس
وغوغائهم. (5) الخصال 2: 73. (6) الخصال 2: 74.
[236]
حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش،
فأتيته في منزله قلت: ثم يكون ماذا ؟ قال: الهرج (1). 25 - ل: القطان، عن عبد
الرحمان بن أبي حاتم، عن العلاء بن سالم، عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن سماك وعبد
الله بن عمير وحصين بن عبد الرحمان قالوا: سمعنا جابر بن سمرة يقول: دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وآله مع أبي فقال: لا تزال هذه الامة صالحا أمرها، ظاهرة على
عدوها حتى يمضي اثنا عشر ملكا - أو قال: اثنا عشر خليفة - ثم قال كلمة خفيت علي،
فسألت أبي فقال: قال: كلهم من قريش (2). 26 - ل: القطان، عن عبد الرحمان بن أبي
حاتم قال: حدثنا أبو سعيد الاشج عن إبراهيم بن محمد بن مالك بن زبيد الهمداني، عن
زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلى
الله عليه وآله فسمعته يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، ثم أخفى صوته، فسألت أبي
فقال: قال: كلهم من قريش (3). 27 - ل: القطان، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي، عن علي بن الجعد عن زهير، عن سماك بن حرب، وزياد بن علاقة، وحصين بن عبد
الرحمان، كلهم عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يكون بعدي
اثنا عشر أميرا، غير أن حصين قال في حديثه، ثم تكلم بشئ لم أفهمه، وقال بعضهم في
حديثه: فسألت أبي، وقال بعضهم: فسألت القوم فقالوا: قال: كلهم من قريش (4). غط:
أحمد بن عبدون، عن محمد بن علي الكاتب، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عثمان بن
علان، عن أبي بكر بن أبي خيثمة، عن علي بن جعد مثله (5). 28 - ل: القطان، عن عبد
الله بن سليمان بن الاشعث، عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن عمران - يعني ابن
سليمان - عن الشعبي، عن جابر بن سمرة
(1 و 2) الخصال 2: 73 - 74. (3) الخصال 2:
74. (4) الخصال 2: 24. (5) الغيبة للشيخ الطوسى: 95.
[237]
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:
لا يزال أمر هذه الامة عاليا على من ناواها حتى تملك اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة
خفية لم أفهمها، فسألت من هو أقرب إلى النبي صلى الله عليه وآله مني فقال: قال كلهم
من قريش (1). 29 - غط: أحمد بن عبدون، عن محمد بن علي الكاتب، عن محمد بن إبراهيم
المعروف بابن أبي زينب، عن محمد بن عثمان بن علان، عن ابن عون: عن الشعبي، عن جابر
بن سمرة قال: ذكر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يزال أهل هذا الدين ينصرون
على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة، فجعل الناس يقومون ويقعدون وتكلم بكلمة لم
أفهمها، فقلت لابي أو لاخي: أي شئ قال ؟ فقال: قال: كلهم من قريش (2). غط: بهذا
الاسناد عن محمد بن عثمان، عن أحمد بن عبد الله بن عمر، عن سليمان بن أحمر، عن ابن
عون، عن الشعبي، عن جابر مثله (3). 30 - غط: بهذا الاسناد عن محمد بن عثمان، عن
أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين، عن عبد الله بن الصالح، عن الليث، عن سعد، عن
خلف بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنا عند شقيق الاصبحي
فقال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يكون
خلفي اثنا عشر خليفة (4). 31 - غط: بهذا الاسناد عن أحمد، عن عفان، ويحيى بن إسحاق
السالحيني، عن حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عمر، عن أبي الطفيل (5) قال: قال لي
عبد الله بن عمر: يا أبا الطفيل عد اثني عشر من بني كعب بن لؤي ثم يكون النقف و
النقاف (6). بيان: قال الجزري: في حديث عبد الله بن عمر " اعدد اثني عشر من بني كعب
بن لؤي ثم يكون النقف والنقاف " أي القتل والقتال، والنقف: هشم الرأس، أي تهيج
(1) الخصال 2: 24. (2 - 4) الغيبة للشيخ
الطوسى: 96. (5) كذا في النسخ والمصدر، والظاهر وقوع الخلط والاشتباه في سند
الرواية. (6) الغيبة للشيخ الطوسى: 96: وفيه: ثم يكون النقف والنفاق.
[238]
الفتن والحروب بعدهم انتهى (1). أقول:
إشارة إلى ما يحدث بعد القائم عليه السلام من الفتن. 32 - غط: بهذا الاسناد عن
أحمد، عن المقدمي، عن عاصم بن علي بن مقدام، عن أبيه، عن قطر بن خليفة، عن أبي خالد
الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال
هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (2). 33 -
ل: القطان، عن عبد الرحمان بن أبي حاتم عن أحمد بن سلمة بن عبد الله النيشابوري عن
الحسين بن منصور، عن ميسر بن عبد الله بن زريق، عن سفيان بن حسين، عن سعيد بن عمرو
بن أشرع، عن عامر الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي في المسجد ورسول الله
صلى الله عليه وآله يخطب فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا عشر، ثم خفض من صوته فلم
أدر ما يقول، فقلت لابي: ما قال ؟ فقال: قال كلهم من قريش (3). ل: القطان، عن عبد
الله بن سليمان بن أشعث، عن أحمد بن يوسف بن سالم السلمي، عن عمر بن عبد الله بن
زريق، عن سفيان بن حسين مثله وفيه: اثنا عشر خليفة (4). 34 - ن، ل: أحمد بن محمد بن
إسحاق القاضي قال: حدثنا أبو يعلى، عن علي بن الجعد، عن زهير بن معاوية، عن زياد بن
خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، فلما رجع إلى
منزله أتيته فيما بيني وبينه فقلت: ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم يكون الهرج (5).
(1) النهاية 4: 172. (2) الغيبة للشيخ
الطوسى: 76 و 77. (3) الخصال 2: 74. اقول: وفى النسخ: عن عامر عن الشعبى (ب) (4)
الخصال 2: 74 و 75. أقول: وفى (ك) عبد الله بن رزين (ب) (5) عيون الاخبار: 30.
الخصال 2: 75.
[239]
غط: أحمد بن عبدون، عن محمد بن علي
الشجاعي، عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن أبى زينب، عن محمد بن عثمان بن علان، عن
أبي بكر بن أبي خيثمة، عن علي بن الجعد مثله (1). 35 - ل: حدثنا أحمد بن محمد بن
إسحاق القاضي قال: أخبرنا أبو خليفة، عن إبراهيم بن بشار، عن سفيان، عن عبد الملك
بن أبي عمير أنه سمع جابر بن سمرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال
أمر الناس ماضيا حتى يلي عليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم بكلمة خفيت علي، فقلت لابي:
ما قال ؟ فقال: قال: كلهم من قريش (2). 36 - ل: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق
القاضي، عن حامد بن شعيب البلخي عن بشر بن الوليد الكندي، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة
بن عبد الله، عن معبد بن خالد، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
لا يزال هذا الدين صالحا لا يضره من عاداه أو من ناواه حتى يكون اثنا عشر أميرا
كلهم من قريش (3). 37 - ل: أحمد بن محمد بن إسحاق قال: حدثني أبو بكر بن أبي داود،
عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، عن الوليد بن هشام، عن محمد، عن مخول بن ذكوان قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن سيرين، عن جابر بن سمرة السوائي قال: كنت عند النبي صلى
الله عليه وآله فقال: يلي هذا الامر اثنا عشر، قال: فصرخ الناس فلم أسمع ما قال،
فقلت لابي - وكان أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مني - فقلت: ما قال رسول
الله صلى الله عليه وآله فقال: قال: كلهم من قريش، و كلهم لا يرى مثله (4). 38 - ل:
أحمد بن محمد بن إسحاق، عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حاتم بن
إسماعيل، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي
نافع: أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فكتب: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول يوم جمعة عشية رجم الاسلمي: لا يزال الدين قائما حتى تقوم
(1) الغيبة للشيخ الطوسى: 95. (2 و 3 و 4)
الخصال 2: 75. واورد الاخيرة في كمال الدين: 159.
[240]
الساعة، ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم
من قريش (1). 39 - ل: أحمد بن الحسن القطان المعروف بابن عبدويه، عن أبي بكر بن
محمد بن قارن، عن علي بن الحسن الهسنجاني، عن سهل بن بكار، عن حماد، عن يعلى بن
عطاء، عن بحير بن أبي عتبة، عن سرح البرمكي قال: في الكتاب: إن هذه الامة فيهم اثنا
عشر، فإذا وفت العدة طغوا وبغوا، وكان بأسهم بينهم (2). 40 - ل: بهذا الاسناد عن
الهسنجاني، عن سدير، عن يحيى بن أبي يونس، عن ابن نجران، أن أبا الخلد حدثه وحلف له
عليه أن لا تهلك هذه الامة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين
الحق (3). 41 - ل: عبد الله بن محمد الصائغ، عن محمد بن سعيد، عن الحسن بن علي بن
زياد عن إسماعيل الطيان، عن أبي اسامة، عن سفيان، عن برد، عن مكحول أنه قيل له: إن
النبي صلى الله عليه وآله قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة ؟ قال: نعم، وذكر لفظة
اخرى (4). 42 - ل: بهذا الاسناد عن أبي اسامة، عن ابن مبارك، عن معمر، عمن سمع وهب
بن منبه يقول: يكون اثنا عشر خليفة ثم يكون الهرج، ثم يكون كذا، ثم يكون كذا (5).
43 - ن، ل: بهذا الاسناد عن الحسن بن علي قال: حدثنا شيخ ببغداد يقال له يحيى سقط
عني اسم أبيه، عن عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي مغيرة، عن أبي بحر قال:
كان أبو الخالد جاري وسمعته يقول ويحلف عليه: إن هذه الامة لا تهلك حتى يكون (6)
فيها اثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق (7). 44 - ن، ل: بهذا الاسناد عن
الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، عن شريح ابن عبيد، عن عمرو البكائي، عن كعب
الاحبار قال في الخلفاء: هم اثنا عشر، فإذا كان
(1 و 2) الخصال: 2: 75 وأورده مسلم في
صحيحه 6: 4. (3) الخصال 2: 75 و 76. (4 و 5) الخصال 2: 76. (6) في الخصال: لا تهدى
حتى يكون اه. (7) عيون الاخبار: 30. ولم نجده في الخصال. بحار الانوار - 15 -
[241]
عند انقضائهم وأتى طبقة صالحة مد الله لهم
في العمر، كذلك وعد الله هذه الامة ثم قرأ " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا
الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم (1) " قال: وكذلك فعل الله
ببني إسرائيل، وليس بعزيز أن يجمع هذه الامة (2) يوما أو نصف يوم " وإن يوما عند
ربك كألف سنة مما تعدون (3) ". 45 - ل: عبد الله بن محمد الصائغ، عن أحمد بن يحيى
القصراني، عن بشر بن موسى ابن صالح، عن خلف بن الوليد القصري، عن إسرائيل، عن سماك
قال: سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
يقوم من بعدي اثنا عشر أميرا، ثم تكلم بكلمة لهم أفهمها، فسألت القوم فقالوا: قال:
كلهم من قريش (4). 46 - ل: عنه، عن القصراني، عن الحسين بن المكتب بن بهلول
الموصلي، عن غسان بن الربيع، عن سليمان بن عبد الله، عن عامر الشعبي، عن جابر أنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر امتي ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر
خليفة كلهم من قريش (5). 47 - ك، ن، ل: أبي، عن سعد، عن ابن يزيد، عن حماد بن عيسى،
عن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن خلف (6)، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان
الفارسي رحمة الله عليه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وإذا الحسين على
فخذيه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه (7) وهو يقول: أنت سيد بن سيد، أنت إمام بن إمام
أبو الأئمة، أنت حجة بن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم (8). يف: من مناقب
الخوارزمي، عن محمد بن الحسين البغدادي، عن الحسين بن
(1) النور: 55. (2) في العيون: أن يجمع
الله هذه الامة. وفى الخصال: ان تجمع هذة الامة (3) عيون الاخبار: 30 و 31 الخصال:
76. (4 و 5) الخصال 2: 76. (6) الصحيح كما في الخصال وكمال الدين: أبان بن تغلب.
(7) أي يقبله. (8) كمال الدين: 152. عيون الاخبار: 31. الخصال 2: 76.
[242]
محمد، عن محمد بن أحمد بن شاذان، عن أحمد
بن محمد بن عبد الله، عن علي بن شاذان، عن الحسن بن العلي العلوي، عن أحمد بن عبد
الله، عن جده أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش،
عن سليم مثله (1). نص: الصدوق مثله (2). 48 - ك، ن، ل، حمزة العلوي، عن ابن عقدة،
عن القاسم بن محمد بن حماد، عن غياث بن إبراهيم، عن حسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: أبشروا ثم أبشروا - ثلاث مرات - إنما مثل امتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم
آخرة، إن مثل امتي (3) كمثل حديقة اطعم منها فوج عاما ثم اطعم منها فوج عاما لعل
آخرها فوجا يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها جنى، وكيف تهلك امة أنا
أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء واولو الالباب والمسيح عيسى بن مريم، آخرها ؟
ولكن يهلك بين ذلك تيح الهرج ليسوا مني ولست منهم (4). بيان: تيح الهرج أي من تهيأ
للهرج والفساد، قال الفيروز آبادي: تاح له الشئ يتوح: تهيأ كتاح يتيح، وأتاحه الله
فاتيح. والمتيح كمنبر من يعرض فيما لا يعنيه أو يقع في البلايا (5). وفي كثير من
النسخ " نتج الهرج " أي من ينتج في زمان الهرج، ويحتمل أن يكون كناية عن فساد النسب
والاصل، وفي أخبار العامة مكان اللفظين " ثبج أعوج " كما سيأتي بالثاء المثلثة
والباء الموحدة بعده، قال الجزري: فيه: " خيار امتي أولها وآخرها، وبين ذلك ثبج
أعوج ليس منك ولست منه (6) " الثبج: الوسط،
(1) الطوائف: 44. (2) كفاية الاثر: 7. (3)
في المصادر: انما مثل امتى. (4) كمال الدين: 157. عيون الاخبار: 31. الخصال 2: 76 و
77. (5) القاموس المحيط 1: 217. (6) كذا في النسخ والمصدر، والظاهر: ليس منى ولست
منه. (*)
[243]
وما بين الكاهل إلى الظهر انتهى (1). 49 -
ل: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن ابن عيسى، عن الحسن بن العباس ابن الحريش
الرازي، عن أبي جعفر الثاني، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله لاصحابه: آمنوا بليلة القدر إنها تكون لعلي بن أبي طالب وولده الاحد
عشر بعدي (2). 50 - ك، ن: الوراق، عن سعد، عن النهدي، عن ابن علوان، عن عمرو بن
خالد عن ابن طريف، عن ابن نباتة، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون (3). 51 -
ك، ن: القطان، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن الفضل بن الصقر، عن أبي
معاوية، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وإن أوليائي (4) اثنا
عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم (5). 52 - ك، ن: الهمداني، عن محمد بن
معقل القرميسيني، عن محمد بن عبد الله البصري عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي
عبد الله، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمتي، وخلقهم من طينتي، وويل
للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي (6). ختص:
محمد بن معقل مثله (7).
(1) النهاية 1: 124. (2) الخصال 2: 79.
(3) كمال الدين: 163. عيون الاخبار: 38. (4) في المصدرين: وان اوصيائي. (5) كمال
الدين: 163 و 164. عيون الاخبار: 38. (6) كمال الدين: 164. عيون الاخبار: 38. (7)
الاختصاص: 208.
[244]
53 - ك، ن: الطالقاني، عن محمد بن همام،
عن الحميري، عن الخشاب، عن أبي المثنى النخعي، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه
علي بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف
تهلك امة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي اولو الالباب أولها والمسيح عيسى بن مريم آخرها
؟ ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس مني (1). 54 - ن: بإسناد التميمي، عن الرضا،
عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة من ولد
الحسين، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى، وهم
الوسيلة إلى الله عزوجل (2). 55 - ن: أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن
جده، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين
صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله أخبرني جبرئيل عليه السلام عن الله عزوجل أنه
قال: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي، وديان ديني، اخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري،
ويدعون إلى سبيلي، بهم أدفع البلاء عن عبادي وإمائي، وبهم انزل من رحمتي (3). 56 -
ن: ماجيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن ناتانة جميعا، عن علي، عن أبيه، عن محمد
بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام،
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من سره أن ينظر إلى القضيب الياقوت الاحمر
الذي غرسه الله عزوجل بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا عليه السلام والائمة من
ولده، فإنهم خيرة الله وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة (4). لى: أحمد بن
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبيه مثله (5)، 57 - ك، ن: الدقاق، عن الاسدي، عن
النخعي، عن النوفلي، عن ابن البطائني،
(1) كمال الدين: 164. عيون الاخبار: 38.
(2) عيون الاخبار: 220. (3) عيون الاخبار: 218. (4) عيون الاخبار: 219. (5) امالي
الصدوق: 347.
[245]
عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن
الصادق، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الائمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي
وأوليائي وحجج الله على امتي بعدي، المقر بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر (1). 58 ك، ن:
الطالقاني، عن محمد بن همام، عن أحمد بن بندار (2)، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي
عمير، عن المفضل، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء اوحى إلي ربي جل جلاله فقال:
يا محمد إني اطلعت إلى الارض اطلاعة فاخترتك منها، فجعلتك نبيا وشققت لك اسما من
أسمائي (3) فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا، وجعلته
وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الاعلى
وهو علي، وجعلت فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على
الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع
ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنتي، ولا أظللته تحت عرشي،
يا محمد أتحب أن تراهم ؟ قلت: نعم يا رب، فقال عزوجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا
أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد
وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن
الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري، قلت: يا رب من هؤلاء ؟ قال هؤلاه الائمة وهذا
القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لاوليائي، وهو
الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين
فيحرقهما، فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامري (4).
(1) كمال الدين: 150. عيون الاخبار: 35.
(2) في (ك): عن احمد بن ماينداد. (3) في المصدرين: وشققت لك من اسمى اسما. (4) كمال
الدين: 146. عيون الاخبار: 34 و 35.
[246]
كتاب المحتضر: للحسن بن سليمان من كتاب
السيد حسن بن كبش بإسناده عن المفيد مرفوعا مثله (1). 59 - ج: روي عن النبي صلى
الله عليه وآله أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي لا يحبك إلا من طابت
ولادته، ولا يبغضك إلا من خبثت ولادته، ولا يواليك إلا مؤمن، ولا يعاديك إلا كافر،
فقام إليه عبد الله بن مسعود فقال: يارسول الله قد عرفنا خبيث الولادة (2) والكافر
في حياتك ببغض علي وعداوته فما علامة خبيث الولادة (3) والكافر بعدك إذا أظهر
الاسلام بلسانه وأخفى مكنون سريرته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا ابن مسعود إن علي
بن أبي طالب إمامكم بعدي، وخليفتي عليكم، فإذا مضى فالحسن ثم الحسين ابناي إمامكم
بعده وخليفتي عليكم، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمتكم وخلفائي عليكم،
تاسعهم قائمهم قائم أئمتي (4)، يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، لا يحبهم
إلا من طابت ولادته، ولا يبغضهم إلا من خبثت ولادته، ولا يواليهم إلا مؤمن، ولا
يعاديهم إلا كافر من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، ومن أنكرني فقد أنكر الله عزوجل،
ومن جحد واحدا منهم فقد جحدني، ومن جحدني فقد جحد الله عزوجل، لان طاعتهم طاعتي
وطاعتي طاعة الله، ومعصيتهم معصيتي ومعصيتي معصية الله عزوجل، يا ابن مسعود إياك أن
تجد في نفسك حرجا مما أقضي فتكفر، فبعزة ربي ما أنا متكلف ولا ناطق (5) عن الهوى في
علي والائمة من ولدهم، ثم قال صلى الله عليه وآله وهو رافع يديه إلى السماء: اللهم
وال من والى خلفائي وأئمة امتي من بعدي، وعاد من عاداهم، وانصر من نصرهم، واخذل من
خذلهم ولا تخل الارض من قائم منهم بحجتك، ظاهر مسهور أو خاف مغمور، لئلا يبطلوا
دينك (6)
(1) يوجد مثل الحديث في ص 90 و 91 من
الكتاب، وفيه " وروى محمد بن بابويه رحمه الله في كتاب عيون الاخبار باسناده عن
أمير المؤمنين عليه السلام " فالمعلوم أنه اخذ الحديث من كتاب العيون لا من كتاب
السيد حسن بن كبش. (2) في المصدر: فقد عرفنا علامة خبث الولادة. (3) في المصدر: فما
علامة خبث الولادة. (4) في المصدر: تاسعهم قائم امتى. (5) في المصدر: ولا انا ناطق.
(6) في المصدر: إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا، لئلا يبطل دينك.
[247]
وحجتك وبيناتك، ثم قال صلى الله عليه
وآله: يا ابن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم، وإن تمسكتم به
نجوتم، والسلام على من اتبع الهدى (1). ك: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن محمد بن
هشام، عن علي بن الحسين السائح عن الحسن بن علي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام وذكر مثله (2). 60 -
ير: محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي قال: سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك
وتعالى: إن من استكمال حجتي (3) على الاشقياء من امتك من ترك ولاية علي والاوصياء
من بعدك، فإن فيهم سنتك وسنة الانبياء من قبلك، وهم خزان علمي من بعدك (4)، ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: وقد أنبأني جبرئيل عليه السلام بأسمائهم وأسماء
آبائهم (5). 61 - ير: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبي المغرا،
عن محمد بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي
جنة عدن غرسها ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب، وليتول وليه وليعاد عدوه، وليسلم
الاوصياء من بعده، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، إلى الله
أشكو من امتي المنكرين لفضلهم والقاطعين فيهم صلتي (6)، وايم الله ليقتلن ابني، لا
أنالهم الله شفاعتي (7). 62 - ير: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن
سنان، عن أبي العلاء
(1) الاحتجاج للطبرسي: 43. (2) كمال
الدين: 152. (3) في المصدر و (د): قال الله تبارك وتعالى: استكمال حجتى اه. (4) في
المصدر: وهم خزاني على علمي من بعدك. (5) بصائر الدرجات: 29. وفيه: لقد أنبأني. (6)
في المصدر: والقاطعين صلتي. (7) بصائر الدرجات: 14 و 15.
[248]
الخفاف، عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن التي وعدني ربي قضيت من قضبانه غرسه
بيده ثم قال له: كن فكان [وهي جنة الخلد] فليتول عليا (1) والاوصياء من بعده، فإنهم
لا يخرجونكم من الهدى ولا يدخلونكم في ضلالة (2). ير: عبد الله بن محمد، عن إبراهيم
بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون مثله (3). 63 - ير: محمد بن يعلى
الاسلمي، عن عماد بن رزين، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي (4) ويدخل الجنة التي وعدني ربي
وهو قضيب من قضبانه غرسه بيده وهي جنة الخلد فليتول عليا وذريته من بعده، فإنهم لن
يخرجوه من باب هدى ولن يدخلوه في باب ضلال (5). 64 - ير: أحمد بن محمد، عن الحسين
بن سعيد، عن الحسين بن بشار (6)، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن التي
وعدني ربي، قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له: كن فكان فليتول علي بن أبي طالب
والاوصياء من بعده، فإنهم لا يخرجونكم من هدى ولا يدخلونكم في ضلالة (7). ير: عبد
الله بن محمد، عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم مثله (8). 65 - ير:
إبراهيم بن هاشم، عن محمد البرقي، عن خلف بن حماد، عن محمد القطبي قال: سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: الناس غفلوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي
يوم غدير خم، كما غفلوا يوم مشربة ام إبراهيم (9): أتاه الناس يعودونه فجاء علي
عليه السلام ليدنو
(1) في المصدر و (د): فيتول على بن ابى
طالب. (2 و 3 و 5 و 7 و 8) بصائر الدرجات: 15. (4) في المصدر: ويموت مماتي. (6) في
المصدر: عن الحسين بن يسار. (9) أي يوما كان النبي صلى الله عليه وآله في مشربة -
وهى الغرفة - ام إبراهيم (ب).
[249]
من رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجد
مكانا، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أنهم لا يوسعون لعلي نادى يا معشر
الناس فرجوا لعلي، ثم أخذ بيده فقعد معه فراشه، ثم قال: يا معشر الناس هؤلاء أهل
بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم ! أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب
عنكم، إن الروح والراحة والرضوان والبشر والبشارة والحب والمحبة لمن ائتم بعلي
وولايته، وسلم له وللاوصياء من بعده حق علي لادخلنهم (1) في شفاعتي، لانهم أتباعي،
ومن تبعني فإنه مني مثل جرى في من إبراهيم (2)، لاني من إبراهيم و إبراهيم مني،
ودينه ديني وسنته سنتي، وفضله من فضلي وأنا أفضل منه، وفضلي له فضل، تصديق قولي
قوله عزوجل " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (3). 66 - ير: محمد بن الحسين عن
النضر بن شعيب، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى يقول: إن من استكمال
حجتي على الاشقياء من امتك من ترك ولاية علي، واختار ولاية من والى أعداءه، وأنكر
فضله وفضل الاوصياء من بعده، فإن فضلك فضلهم، وحقك حقهم، و طاعتك طاعتهم، ومعصيتك
معصيتهم، وهم الائمة الهداة من بعدك، جرى فيهم روحك، وروحهم جرى فيك من ربهم (4)،
وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك، وقد أجرى الله فيهم سنتك وسنة الانبياء قبلك، وهم
خزاني على علمي من بعدك، حقا علي لقد اصطفيتهم وانتجبتهم وأخلصتهم وارتضيتهم، ونجا
من أحبهم ووالاهم وسلم لفضلهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولقد أتاني
جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحبائهم والمسلمين لفضلهم (5). 67 - ك: غير واحد من
أصحابنا، عن محمد بن همام، عن جعفر الفزاري، عن الحسن
(1) في المصدر: حقا لادخلنهم اه. (2) في
المصدر: مثل جرى فيمن اتبع ابراهيم. (3) بصائر الدرجات: 15. (4) في المصدر و (د)
جرى فيك من ربك. (5) بصائر الدرجات: 15 و 16.
[250]
بن محمد بن سماعة (1)، عن أحمد بن الحرث،
عن المفضل، عن يونس بن ظبيان، عن جابر الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما
أنزل الله عزوجل على نبيه (2) " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واولي الامر منكم (3) " قلت: يا رسول الله عرفنا الله و رسوله فمن اولوا الامر
الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ قال: هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين بعدي،
أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف
في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرءه مني السلام، ثم الصادق
جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد ثم
الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي،
ذاك الذي يفتح الله - تعالى ذكره - على يديه مشارق الارض ومغاربها، ذاك الذي يغيب
عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه
للايمان. قال: فقال جابر: يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته (4) ؟ فقال
صلى الله عليه وآله: إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به: يستضيؤون بنور
ولايته (5) في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن جللها السحاب (6)، يا جابر هذا
مكنون سر الله (7) ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله. قال جابر الانصاري: فدخلت (8)
على علي بن الحسين عليه السلام فبينا أنا احدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر من عند
نسائه وعلى رأسه ذؤابة (9) وهو غلام، فلما أبصرته
(1) في المصدر: عن الحسين بن محمد بن حرث،
عن سماعة. (2) في المصدر: على نبيه محمد صلى الله عليه وآله. (3) سورة النساء: 59.
(4) في المصدر: فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته. (5) في المصدر: انهم يستضيؤون
بنوره وينتفعون بولايته. (6) جلل الشئ: غطاه. وفى المصدر: وان تجللها سحاب. (7) في
المصدر: هذا من مكنون سر الله. (8) في المصدر: قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد
الانصاري. وكذا ساق الرواية سياق الغائب إلى قوله " فقال له جابر " (9) الذؤابة:
الشعر في مقدم الرأس.
[251]
ارتعدت فرائصي (1) وقامت كل شعرة على
بدني، ونظرت إليه وقلت: يا غلام أقبل فأقبل ثم قلت: أدبر فأدبر، فقلت: شمائل رسول
الله صلى الله عليه وآله ورب الكعبة، ثم دنوت منه وقلت: ما اسمك يا غلام ؟ قال:
محمد، قلت: ابن من ؟ قال: ابن علي بن الحسين، قلت: يا بني فداك نفسي (2) فأنت إذا
الباقر ؟ فقال: نعم فأبلغني ما حملك رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: يا مولاي
إن رسول الله بشرني بالبقاء إلى أن ألقاك، فقال لي: إذا لقيته فاقرءه مني السلام
فرسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ عليك السلام، قال أبو جعفر عليه السلام: يا
جابر وعلى رسول الله مني السلام ما قامت السماوات والارض وعليك يا جابر كما بلغت
السلام، وكان جابر بعد ذلك يختلف إليه ويتعلم منه، فسأله محمد بن علي عليه السلام
عن شئ فقال له جابر: والله لا دخلت في نهي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد
أخبرني أنكم الائمة الهداة من أهل بيته من بعده، وأحلم الناس صغارا (3) وأعلمهم
كبارا، وقال: لا تعلموهم فهم أعلم منكم، فقال أبو جعفر عليه السلام: صدق رسول الله
صلى الله عليه وآله والله إني لاعلم منك بما سألتك عنه، ولقد اوتيت الحكم صبيا، كل
ذلك بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت (4). نص: أحمد بن إسماعيل السليماني وأبو
المفضل الشيباني، عن محمد بن همام مثله (5). 68 - ك: ابن المتوكل، عن الاسدي، عن
النخعي، عن النوفلي، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة الثمالي، عن أبيه، عن الصادق
جعفر بن محمد، عن أبى، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال: من علم أنه لا إله إلا أنا وحدي
وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن الائمة من ولده حججي أدخلته
الجنة برحمتي، ونجيته (6) من النار بعفوي
(1) الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف أو
بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع، يقال: ارتعدت فريصته أي فزع فزعا شديدا. (2) في
المصدر: فدتك نفسي (3) في المصدر ؟ واحكم الناس صغارا. (4) كمال الدين: 146 و 147.
(5) كفاية الاثر: 7 و 8. (6) في المصدر: ادخله الجنة برحمتي، وانجيه اه.
[252]
وأبحت له جواري، وأوجبت له كرامتي، وأتممت
عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي، إن ناداني لبيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني
أعطيته، وإن سكت ابتدأته وإن أساء رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن
قرع بابي فتحته (1). ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد ولم يشهد أن محمدا
عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد
أن الائمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي، إن قصدني
حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أسمع دعاءه (2)،
وإن رجاني خيبته، وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلام للعبيد. فقام جابر بن عبد الله
الانصاري فقال: يا رسول الله ومن الائمة من ولد علي بن أبي طالب ؟ قال: الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر
محمد بن علي، وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرءه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن
محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى ثم التقي، محمد بن علي، ثم
الهادي علي بن محمد (3)، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي امتي
الذي يملؤ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (4)، هؤلاء يا جابر خلفائي
وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكر
واحدا منهم (5) فقد أنكرني، بهم يمسك الله السماوات أن تقع على الارض إلا بإذنه،
وبهم يحفظ الارض أن تميد بأهلها (6). نص: الصدوق مثله (7).
(1) في المصدر: فتحته له. (2) في المصدر:
لم استجب دعاءه. (3) في المصدر: ثم النقى على بن محمد. (4) في المصدر: يملؤ الارض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. (5) في المصدر: ومن انكرهم أو انكر واحد منهم. (6)
كمال الدين: 150. ومادت الارض تميد أي تحركت واضطربت. (7) كفاية الاثر: 19.
[253]
ج: علي بن أبي حمزة مثله (1). 69 - ك: ابن
البرقي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن داود، عن محمد بن
الجارود، عن ابن نباتة قال: خرج علينا أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ويده في
يد ولده الحسن (2) وهو يقول: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم ويدي
في يده هكذا وهو يقول: خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا، وهو إمام كل مسلم وأمير كل
مؤمن (3) بعد وفاتي، ألا وإني أقول: إن خير الخلق بعدي وسيدهم ابني هذا وهو إمام كل
مسلم وأمير كل مؤمن بعد وفاتي (4) ألا وإنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله صلى
الله عليه وآله. وخير الخلق وسيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه،
المقتول في أرض كرب وبلاء، ألا إنه وأصحابه من سادات الشهداء (5) يوم القيامة، ومن
بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء الله في أرضه، وحججه على عباده، وامناؤه على وحيه،
وأئمة المسلمين وقادة المؤمنين، وسادات المتقين، تاسعهم القائم (6) الذي يملا الله
عزوجل به الارض نورا بعد ظلمتها، وعدلا بعد جورها، وعلما بعد جهلها، والذي بعث أخي
محمدا بالنبوة وخصني بالامامة (7) لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان روح
الامين جبرئيل عليه السلام ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا عنده عن
الائمة بعده فقال للسائل: " والسماء ذات البروج " إن عددهم بعدد البروج، ورب
الليالي والايام والشهور إن عددهم (8) كعدة الشهور، فقال السائل: فمن هم يا رسول
الله ؟ فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأسي فقال: أولهم هذا وآخرهم
المهدي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن أحبهم
(1) الاحتجاج للطبرسي: 42 و 43. (2) في
المصدر: في يد ابنه الحسن. (3) في المصدر: ومولى كل مؤمن. (4) في المصدر: امام كل
مؤمن ومولى كل مؤمن. (5) في المصدر: اما انه وأصحابه من سادة الشهداء. (6) في
المصدر: وسادة المتقين وتاسعهم القائم. (7) في المصدر: والذى بعث محمدا اخى بالنبوة
واختصني بالامامة. (8) في المصدر: ان عدتهم. (*)
[254]
فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، ومن
أنكرهم فقد أنكرني، ومن عرفهم فقد عرفني، بهم يحفظ الله عزوجل دينه، وبهم يعمر
بلاده، وبهم يرزق عباده، وبهم ينزل القطر من السماء، وبهم تخرج بركات الارض، وهؤلاء
أوصيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين (1). 70 - ك: ما جيلويه، عن علي،
عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يستمسك بديني
(2) ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي ابن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه،
فإنه وصيي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كل مسلم (3) وأمير كل
مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله
خاذلي، ثم قال صلى الله عليه وآله: من فارق عليا بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة،
ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار (4)، ومن خذل عليا خذله الله
يوم العرض عليه (5)، ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند المسألة (6)،
ثم قال صلى الله عليه وآله: الحسن والحسين إماما امتي بعد أبيهما، وسيدا شباب أهل
الجنة، امهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين ومن ولد الحسين تسعة أئمة
تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، إلى الله أشكو المنكرين
لفضلهم والمستنقصين لحرمتهم بعدي (7)، وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة امتي،
ومنتقما من الجاحدين لحقهم " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (8) ".
(1) كمال الدين: 150 و 151. (2) في
المصدر: ان يتمسك بدينى. (3) في المصدر: وهو أمير كل مسلم. (4) في المصدر: بعد ذلك:
وبئس المصير. (5) في المصدر: يوم يعرض عليه. (6) أي عند سؤال النكيرين في القبر.
وفى المصدر: عند المنازلة أي عند النزول في القبر. (7) في المصدر: والمضيعين
لحرمتهم بعدى. (8) كمال الدين: 151.
[255]
71 - ك: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن
علي بن معبد، عن الحسين بن الخالد، عن أبي الحسن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنا سيد من خلق الله، وأنا خير
من جبرئيل وإسرافيل (1) وحملة العرش وجميع الملائكة المقربين وأنبياء الله
المرسلين، وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف، وأنا وعلي أبوا هذه الامة، من عرفنا
فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزوجل، ومن علي سبطا امتي وسيدا شباب أهل
الجنة: الحسن والحسين، ومن ولد الحسين أئمة تسعة، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي،
تاسعهم قائمهم ومهديهم (2). أقول: أوردنا بعض الاخبار في باب إخبار النبي بمظلومية
أهل بيته صلوات الله عليهم. 72 ك: ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن الكوفي، عن محمد
بن سنان، عن المفضل، عن الثمالي، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده الحسين صلوات الله
عليهم قال: دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فأجلسني على فخذه
الايسر وأجلس أخي الحسن على فخذه الايمن (3)، ثم قبلنا وقال: بأبي أنتما من إمامين
سبطين (4)، اختاركما الله مني ومن أبيكما ومن امكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة
أئمة تاسعهم قائمهم، وكلهم في الفضل والمنزلة سواء عند الله تعالى (5). بيان:
الظاهر رجوع ضمير " كلهم " إلى التسعة فلا ينافي فضل أمير المؤمنين والحسنين عليهم
السلام عليهم كما يظهر من بعض الاخبار. 73 - ك: محمد بن عمر الحافظ، عن محمد بن علي
المقري، عن أحمد بن محمد التنوسي (6)
(1) في المصدر: من جبرئيل وميكائيل
واسرافيل. (2) كمال الدين: 151 و 152. (3) في المصدر: على فخذه الاخر. (4) في
المصدر: من امامين صالحين. (5) كمال الدين: 157. وفيه: وكلكم في الفضل عند الله
سواء. (6) في المصدر: عن أحمد بن محمد السوسى.
[256]
عن عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري،
عن جابر، عن الشعبي (1)، عن مسروق قال: سألت أبا عبد الله (2) هل أخبرك النبي صلى
الله عليه وآله كم بعده خليفة قال: نعم اثنا عشر كلهم من قريش (3) 74 - ك: غير واحد
من أصحابنا، عن محمد بن همام، عن عبد الله جعفر، عن أحمد ابن هلال، عن ابن أبي
عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل اختار من الايام الجمعة، ومن الشهور
شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختارني على جميع الانبياء، واختار مني عليا
وفضله على جميع الاوصياء، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الاوصياء
من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين،، وانتحال المبطلين (4)، وتأويل المضلين
(5)، تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وهو باطنهم (6). نى، محمد بن همام، عن أبيه،
والحميري معا، عن أحمد بن هلال مثله (7). بيان: قوله: " وهو ظاهرهم " أي يظهر ويغلب
على الاعادي " وهو باطنهم " أي يبطن ويغيب عنهم زمانا. 75 - ك: المظفر العلوي، عن
ابن مسرور، عن أبيه، عن محمد بن نصر، عن الخشاب عن الحسن بن بهلول (8)، عن إسماعيل
بن همام، عن عمران بن قرة، عن أبي محمد المدائني (9)، عن ابن اذينة، عن أبان بن
عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا عليه السلام
(1) في المصدر: عن الشعبى، عن جابر. (2)
يعنى عبد الله بن مسعود. (3) كمال الدين: 163. (4) أي الذين يدعون مقامهم وينتسبون
انفسهم إليهم وليسوا منهم. (5) في المصدر: وتأويل الضالين. (6) كمال الدين: 164.
(7) الغيبة للنعماني: 31 و 32. (8) في المصدر: عن الحكم بن بهلول. (9) في المصدر:
عن ابى محمد المدنى. بحار الانوار - 16 -
[257]
يقول: ما نزلت على رسول الله صلى الله
عليه وآله آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي، فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها
وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله عزوجل أن يعلمني (1) فهمها
وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله عزوجل، ولا علما أملاه علي فكتبته، وما ترك شيئا
علمه الله عزوجل من حلال ولاحرام ولا أمر ولانهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية
إلا علمنيه وحفظته (2) ولم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري ودعا الله
تبارك وتعالى بأن يملا قلبي علما وفهما وحكمة ونورا، ولم أنس من ذلك شيئا، ولم
يفتني من ذلك شئ لم أكتبه، فقلت: يارسول الله أتخوف علي النسيان فيما بعد ؟ فقال
صلى الله عليه وآله: لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا، وقد أخبرني ربي عزوجل أنه قد
استجاب لي فيك وفي شركائك (3) الذين يكونون من بعدك. فقلت: يارسول الله ومن شركائي
من بعدي ؟ قال: الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه وبي فقال: " أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول واولي الامر منكم " فقلت: يارسول الله ومن هم ؟ فقال: الاوصياء مني إلى أن
يردوا علي الحوض، كلهم هاد مهتد (4)، لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن
معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، فبهم تنصر امتي، بهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم
البلاء، وبهم يستجاب دعاؤهم، فقلت: يارسول الله سمهم لي، فقال: ابني هذا - ووضع يده
على رأس الحسن - ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين - ثم ابن له يقال له: علي
سيولد في حياتك فاقرءه مني السلام، ثم تكمله اثني عشر إماما، فقلت: بأبي أنت وامي
فسمهم لي، فسماهم رجلا رجلا، فقال: فيهم والله يا أخا بني هلال مهدي امة محمد (5)
الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، والله إني لاعرف من يبايعه بين
الركن والمقام، وأعرف أسماء آبائهم و قبائلهم (6).
(1) في المصدر: إلى أن يعلمنى. (2) في
المصدر: وحفظنيه. (3) اقول: فيه تصحيف، والصحيح: ولكن اكتب لشركائك اه (ب). (4) في
المصدر: كلهم هاد مهديين. (5) في المصدر: مهدى امتى " محمد " اه. (6) كمال الدين:
166 و 167.
[258]
76 - هل: جماعة مشائخي منهم أبي وابن
الوليد وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد، عن اليقطيني، عن زكريا المؤمن، عن ابن مسكان،
عن زيد مولى ابن هبيرة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال: رسول الله صلى الله
عليه وآله: خذوا بحجزة هذا الانزع فإنه الصديق الاكبر والهادي لمن اتبعه، من سبقه
مرق من دين الله (1)، ومن خذله محقه الله، ومن اعتصم به اعتصم بحبل الله (2) ومن
أخذ بولايته هداه الله، ومن ترك ولايته أضله الله، ومنه سبطا امتي: الحسن والحسين،
وهما ابناي، ومن ولد الحسين الائمة الهداة والقائم المهدي، فأحبوهم ووالوهم (3)،
ولا تتخذوا عدوهم وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب منن ربكم وذلة في الحياة الدنيا،
وقد خاب من افترى (4). 77 - غط: جماعة عن التلعكبري، عن محمد بن أحمد بن عبيدالله
الهاشمي، عن عيسى بن أحمد، عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري، عن آبائه عليهم
السلام قال: قال علي صلوات الله عليه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن
يلقى الله عزوجل آمنا مطهرا لا يحزنه الفزع الاكبر فليتولك وليتول ابنيك الحسن
والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى
ومحمدا وعليا والحسن ثم المهدي وهو خاتمهم، وليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا
علي يشنأهم (5) الناس ولو أحبوهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك على
الآباء والامهات والاخوة والاخوات وعلى عشائرهم والقرابات، صلوات الله عليهم أفضل
الصلوات، اولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاء بما
كانوا يعلمون (6). قب: محمد بن أحمد بن عبيدالله الهاشمي مثله إلى قوله: وهو خاتمهم
(7).
(1) مرق من الدين: خرج منه بضلالة أو
بدعة. (2) في المصدر: ومن اعتصم به فقد اعتصم بالله. (3) في المصدر: وتوالوهم. (4)
كامل الزيارات: 52. (5) شنأ الرجل: ابغضه مع عداوة وسوء خلق. (6) الغيبة للشيخ
الطوسى: 98. (7) مناقب آل أبى طالب 1: 208. (*)
[259]
78 - غط: جماعة عن التلعكبري، عن محمد بن
همام، عن الحسن بن علي القوهستاني عن زيد بن إسحاق، عن أبيه قال: سألت أبا عيسى بن
موسى (1) فقلت له: من أدركت من التابعين ؟ فقال: ما أدري ما تقول، ولكنني (2) كنت
بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يحدث عن عبد خير قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي الائمة الراشدون المهديون المغصوبون
حقوقهم من ولدك أحد عشر إماما وأنت، والحديث مختصر (3). 79 - غط: جماعة عن أبي
المفضل الشيباني، عن محمد الحميري، عن أبيه عن الاشعري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي
الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني وأحد
عشر من ولدي وأنت يا علي رز الارض - أعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الارض أن
تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الارض بأهلها ولم ينظروا (4). بيان:
قال الفيروز آبادي: رزت الجرادة ترز وترز: غرزت ذنبها في الارض لتبيض، كأرزت،
والرجل: طعنه، والباب: أصلح عليه الرزة وهي حديدة يدخل فيها القفل والشئ في الشئ:
أثبته (5). وقال ساخت الارض: انخسفت انتهى (6). وفي بعض النسخ بتقديم المعجمة على
المهملة، قال الجزري: في حديث أبي ذر " قال: يصف عليا عليه السلام: وإنه لعالم
الارض وزرها الذي تسكن إليه قوامها " وأصله من زر القلب وهو عظيم صغير يكون قوام
القلب به، وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان (7).
(1) في المصدر: قال سألت ابن عيسى بن
موسى. (2) في المصدر: ولكني. (3) الغيبة للشيخ الطوسى: 98. (4) الغيبة للشيخ
الطوسى: 99. (5) القاموس المحيط 2: 176. (6) القاموس المحيط 1: 262. (7) النهاية 2:
124.
[260]
أقول: لعل سوخها كناية عن تزلزلها وعدم
انتظامها وتبدل أوضاعها وسائر ما يكون قبل قيام الساعة، وروي هذا الخبر في الكافي
(1) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد الغضنفري
(2)، عن عمرو بن ثابت إلى قوله (3): إني واثنا عشر من ولدي وأنت الخ فالاثنا عشر مع
فاطمة عليها السلام أو اطلق الولد على أمير المؤمنين عليه السلام تغليبا، وعطف "
أنت " عليه من قبيل عطف الخاص على العام تأكيدا و تشريفا كعطف جبرئيل على الملائكة.
وأقول: يظهر من هذا السند أن الاشعري في سند الشيخ تصحيف الغضنفري فتأمل. 80 - غط:
بهذا الاسناد عن الحميري، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في
حديث له: إن الله اختار من الناس الانبياء، واختار من الانبياء الرسل، واختارني من
الرسل، واختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الاوصياء،
تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وباطنهم (4). 81 - غط: جماعة عن البزوفري علي بن سنان
الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد
المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه
الباقر، عن أبيه ذي الثفنات (5) سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن
أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الليلة
التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام يا أبا الحسن أحضر صحيفة
(1) راجع اصول الكافي 1: 534. (2) في
الكافي: عن ابى سعيد العصفوري. (3) أي قال في الكافي بدل قوله " انى وأحد عشر ": "
انى واثنى عشر ". (4) الغيبة للشيخ الطوسى: 100 و 101. (5) الثفنة من البعير ما يقع
على الارض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين. ولعل وجه اطلاق " ذو الثفنات " على
السجاد عليه السلام كثرة سجوده بحيث صار مواضع سجوده ذا ثفنة كما يأتي في حالاته
عليه السلام ان شاء الله.
[261]
ودواة، فأملا رسول الله صلى الله عليه
وآله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما
ومن بعدهم اثنا عشر مهديا، فأنت يا علي أول الاثني عشر الامام، سماك الله في السماء
(1) عليا المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الاكبر والفاروق الاعظم والمأمون والمهدي،
فلا يصلح هذه الاسماء لاحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم وعلى
نسائي: فمن ثبتها لقيتني غدا، ومن طلقتها فأنا بري منها، لم ترني ولم أرها في عرصة
القيامة، وأنت خليفتي على امتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن
البر الوصول (2)، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي
المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا
حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد باقر العلم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى
ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته
الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد
الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة
فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه " محمد "
المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا
فليسلمها (3) إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي كاسمي و اسم أبي وهو عبد الله
وأحمد والاسم الثالث المهدي، هو أول المؤمنين (4). 82 - غط: جماعة، عن التلعكبري،
عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن علي بن سنان الموصلي، عن أحمد بن محمد
بن الخليل، عن محمد بن صالح الهمداني، عن سليمان بن أحمد، عن الذبال بن مسلم (5)
وعبد الرحمان بن يزيد بن جابر
(1) في المصدر و (د): سماك الله في سمائه.
(2) الوصول: الكثير الاعطاء. (3) في المصدر: فإذا حضرته الوفاة فليسلمها اه. (4)
الغيبة للشيخ الطوسى: 104 و 105. (5) في المصدر: عن الذمال بن مسلم،
[262]
عن سلام قال: سمعت أبا سلمى راعي النبي
صلى الله عليه وآله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سمعت ليلة اسري
بي إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قلت: "
والمؤمنون " قال: صدقت يا محمد من خلفت لامتك ؟ قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب ؟
قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت إلى الارض اطلاعة فاخترتك منها، فشققت لك
اسما من أسمائي، فلا اذكر في موضع إلا وذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت
الثانية فاخترت منها عليا، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا الاعلى وهو علي، يا محمد
إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين من شبح نور من نوري، وعرضت ولايتكم على
أهل السماوات والارضين فمن كان قبلها (1) كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي
من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ويصير مثل الشن البالي
ثم أتاني جاحدا بولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم ؟
قلت: نعم يا رب، فقال: التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن
والحسين وعلي و محمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والمهدي، في ضحضاح من نور
قيام، يصلون والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دري، فقال: يا محمد هؤلاء الحجج وهذا
الثائر من عترتك، يا محمد وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لاوليائي والمنتقم من
أعدائي (2). يف: من كتاب أخطب خوارزم، عن فخر القضاة محمد بن الحسين البغدادي، عن
الشريف أبي طالب الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن عبد
الله الحافظ، عن علي بن شاذان الموصلي، عن أحمد بن محمد بن صالح، عن سليمان بن
محمد، عن زياد بن مسلم، عن عبد الرحمان، عن زيد بن جابر، عن سلامة، عن أبي سليمان
راعي النبي صلى الله عليه وآله مثله (3).
(1) في المصدر: فمن قبلها. (2) الغيبة
للشيخ الطوسى: 103 و 104. (3) الطرائف: 43 و 44.
[263]
فر: جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي، عن
الحسن بن الحسين، عن يحيى بن يعلى، عن إسرائيل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه
السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله مثله (1). 83 - ك: الطالقاني، عن الجلودي، عن
الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: أفضل الكلام قول " لا إله إلا الله " وأفضل الخلق أول من قال: " لا إله
إلا الله " فقيل: يا رسول الله ومن أول من قال: لا إله إلا الله ؟ قال: أنا وأنا
نور بين يدي الله جل جلاله، اوحده واسبحه واكبره واقدسه وامجده (2)، ويتلوني نور
شاهد مني، فقيل: يا رسول الله ومن الشاهد منك ؟ قال: علي بن أبي طالب أخي وصفيي
ووزيري وخليفتي ووصيي وإمام امتي وصاحب حوضي وحامل لوائي، فقيل له: يا رسول الله
فمن يتلوه ؟ قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم الائمة من ولد الحسين إلى
يوم القيامة (3). 84 - شف: محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان من المائة الحديث التي
جمعها عن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم
بن هشام، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف (4)، عن الاصبغ عن
ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: معاشر الناس اعلموا أن لله
بابا من دخله أمن من النار، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله اهدنا
إلى هذا الباب حتى نعرفه، قال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو
رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين (5)، معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة
بعدي فليعرف علي بن أبي طالب، معاشر الناس من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي
بن أبي طالب والائمة
(1) تفسير فرات: 5. (2) في المصدر: وامجده
واقدسه. (3) كمال الدين: 376. (4) في المصدر: عن سعيد بن طريف. والظاهر انه سهو
لعدم روايته عن الاصبغ بن نباتة. (5) في المصدر بعد ذلك: معاشر الناس من أحب ان
يستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها فليستمسك بولاية على بن ابى طالب فانه ولايتى
وطاعته طاعتي اه.
[264]
من ذريتي، فإنهم خزان علمي. فقام جابر بن
عبد الله الانصاري رضي الله عنه فقال: يا رسول الله وما عدة الائمة ؟ فقال: يا جابر
سألتني رحمك الله عن الاسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهرا
في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض، وعدتهم عدة العيون (1) التي انفجرت لموسى بن
عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وعدتهم عدة
نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى: " ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم
اثني عشر نقيبا (2) " فالائمة يا جابر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم (3).
شف: من كتاب الاستنصار لمحمد بن علي الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، عن
محمد بن الحسين بن أحمد، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن هشام
مثله (4). 85 - شف: محمد بن جرير الطبري، عن زرات (5) بن يعلى بن أحمد البغدادي، عن
أبي قتادة، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن بكير، عن جابر بن عبد الله الانصاري، عن
سلمان الفارسي، قال: قلنا يوما: يا رسول الله من الخليفة بعدك حتى نعلمه ؟ قال لي:
يا سلمان أدخل علي أبا ذر والمقداد وأبا أيوب الانصاري - وام سلمة زوجة النبي من
وراء الباب - ثم قال لنا: اشهدوا (6) وافهموا عني، إن علي بن أبي طالب وصيي ووارثي
وقاضي ديني وعداتي، وهو الفاروق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المسلمين وإمام
المتقين وقائد الغر المحجلين والحامل غدا لواء رب العالمين، وهو وولداه من بعده، ثم
من ولد الحسين ابني (7) أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة، أشكوا إلى الله
جحود
(1) في المصدر: وعددهم عدد العيون. (2)
سورة المائدة: 12. (3) اليقين: 60. (4) اليقين: 132. ويوجد الحديث في كتاب
الاستنصار 20 و 21. (5) كذا في النسخ، ولم نجده فيما عندنا من كتب التراجم. (6) في
المصدر و (د): ثم قال اشهدوا. (7) في المصدر: هو وولده من بعده ثم من ولد الحسين
ابني. (*)
[265]
امتي لاخي، وتظاهرهم عليه، وظلمهم له،
وأخذهم حقه، قال: فقلنا له: يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال: نعم يقتل مظلوما من بعد
أن يملا غيظا ويوجد عند ذلك صابرا، قال: فلما سمعت ذلك فاطمة (1) أقبلت حتى دخلت من
وراء الحجاب وهي باكية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا بنية ؟
قال: سمعتك تقول: في ابن عمي (2) وولدي ما تقول، قال: وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين،
وأنت أول أهل بيتي لحوقا بي بعد أربعين، يا فاطمة أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن
حاربك، أستودعك الله وجبرئيل وصالح المؤمنين، قال: قلت: يا رسول الله من صالح
المؤمنين ؟ قال: علي بن أبي طالب (3). 86 - قب: جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام
في خبر طويل في قوله: " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم
كل اناس مشربهم (4) " الآية فقال: إن قوم موسى لما شكوا إليه الجدب والعطش استسقوا
موسى فاستسقى لهم (5)، فسمعت ما قال الله له، ومثل ذلك جاء المؤمنون إلى جدي رسول
الله صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله تعرفنا من الائمة بعدك فقال: وساق
الحديث إلى قوله: فإنك إذا زوجت عليا من فاطمة خلقت (6) منها أحد عشر إماما من صلب
علي، يكونون مع علي اثني عشر إماما، كلهم هداة لامتك، يهتدون بها كل امة بإمام
منها، ويعلمون كما علم قوم موسى مشربهم. الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه
السلام في خبر ولقد سئل رسول الله وأنا عنده عن الائمة قال: " والسماء ذات البروج
(7) " إن عددهم بعدد البروج ورب الليالي و الايام والشهور، عددهم كعدة الشهور (8).
(1) في المصدر: فلما سمعت ذلك فاطمة. (2)
في المصدر: في ابن عمك. (3) اليقين: 188 و 189. (4) سورة البقرة: 61. (5) في المصدر
و (م): فاستسقى لهم. (6) في المصدر: خلفت منها. (7) سورة البروج: 1. (8) مناقب آل
ابى طالب 1: 200 و 201. وليست الجملة الاخيرة فيه.
[266]
87 - قب: حدثنا جماعة عن الكشمهيني، عن
الفربري، عن البخاري قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة،
عن عبد الملك قال: سمعت جابر بن سمرة، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:
يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش وأخرجه
الخطيب في تاريخه. وحدثني الفراوي، عن أبي الحسين الفارسي عن أبي أحمد الجلودي، عن
أبي إسحاق الفقيه، عن الحافظ مسلم، عن قتيبة بن سعيد، عن جرير، عن حصين، عن جابر بن
سمرة قال، دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: إن هذا الامر لا
ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال ثم تكلم بكلام خفي علي، قال: فقلت لابي:
ما قال ! قال: قال: كلهم من قريش. وبهذا الاسناد قال مسلم: وحدثني ابن أبي عمير، عن
سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله
يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما ولاهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم بكلمة خفيت علي
فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: قال: كلهم من قريش. وبهذا
الاسناد قال مسلم: وأخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة، عن سماك عن جابر بن
سمرة مثله، إلا أنه لم يذكر لا يزال أمر الناس ماضيا. وبهذا الاسناد قال مسلم:
وحدثنا هداب بن خالد الازدي قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب قال: سمعت
جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لا يزال الاسلام عزيزا
إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لابي، فقال: كلهم من قريش. وبهذا
الاسناد قال مسلم: وحدثني نضر بن علي الجهضمي قال: حدثنا بريد بن زريع قال: حدثنا
ابن نموزج، وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي واللفظ له قال: حدثنا أزهر قال: حدثنا ابن
عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
ومعي أبي فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة، فقال
كلمة أصمنيها الناس، فقلت لابي: ما قال ؟ قال: قال: كلهم من قريش.
[267]
أخرجه السجستاني في السنن. وحدثني أبو
القاسم الشحامي، عن أبي سعيد الكنجرودي، عن أبي عمرو الجبري، عن أبي يعلى الموصلي
في مسنده، عن شيبان بن فروخ، عن حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال:
كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود فسأله رجل يابا عبد الرحمان هل سألتم رسول الله
صلى الله عليه وآله كم يملك أمر هذه الامة خلفه ؟ فقال ابن مسعود: ما سألني عنها
أحد منذ قدمت العراق قبلك، قال (1): نعم فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
اثنا عشر مثل نقباء بني إسرائيل، أخرجه ابن بطة في الابانة وأحمد في مسند ابن مسعود
(2)، وقد رواه عثمان بن أبي شيبة، وأبو سعيد الاشج، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان،
وعلي بن محمد وإبراهيم بن سعيد، وعبد الرحمان بن أبي حاتم، كلهم جميعا عن أبي
اسامة، عن مجالد، عن الشعبي. وحدثني الفراوي، عن أبي عبد الله الجوهري، عن القطيعي
(3)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن عبد الله بن بطة العكبري (4)، مسندا
إلى الابانة، عن علي بن الجعد، عن زهير، عن سماك بن حرب، وزياد بن علاقة، وحصين بن
عبد الله كلهم عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: يكون بعدي اثنا
عشر أميرا، وتكلم بكلمة، فسألت أبي فقال: كلهم من قريش. وبهذا الاسناد قال ابن بطة:
روى الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه
وآله: لا يزال أمر الناس صالحا حتى يقوم اثنا عشر أميرا من قريش. وبهذا الاسناد عن
عبد الله بن [أبي] امية مولى مجاشع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال النبي صلى
الله عليه وآله: لا يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش (5)، فإذا مضوا
(1) في المصدر: ثم قال. (2) في المصدر:
وأحمد في مسنده عن ابن مسعود. (3) في المصدر: عن القطيفي. (4) في المصدر: عن أبى
عبد الله بن بطة العكبرى. (5) في المصدر: إلى اثنى عشر أميرا من قريش.
[268]
ساخت الارض بأهلها (1) عم: عبد الله بن
أبي امية مثله (2). 88 - قب: وبهذا الاسناد، عن أبي بكر بن أبي خيثمة، عن علي بن
الجعد، عن زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر
بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة
كلهم من قريش ثم يكون الهرج (3). عم: أبو بكر بن أبي خيثمة مثله (4). 89 - قب:
وبهذا الاسناد عن سماك بن حرب وزياد بن علاقة وحصين بن عبد الرحمان عن ابن سمرة عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: قال: لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم
إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش (5). عم: عن سماك وزياد بن حصين مثله (6). 90 -
قب: وحدثني عبد الرحمان بن زريق القزاز البغدادي، عن أبي بكر بن ثابت الخطيب في
تاريخ بغداد قال: حدث حماد بن سلمة، عن أبي الطفيل قال: قال لي: عبد الله ابن عمر:
يابا طفيل اعدد اثني عشر خليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله ثم يكون بعده النقف
والنقاف وفي رواية عبد الله بن أبي أوفى: ثم يكون دوارة (8). عم: حماد بن سلمة مثله
(9). بيان: قال الفيروز آبادي: الدوارة كجبانة: الفرجار، وبالضم مستدار رمل يدور
حوله الوحش، ويقال لكل ما لم يتحرك ولم يدر: دوارة وفوارة بفتحهما، فإذا تحرك أو
دار فهو دوارة وفوارة بضمهما (10).
(1) مناقب آل ابى طالب 1: 204 و 205 و
206. (2 و 4 و 6) اعلام الورى: 364. وفيه: عبد الله بن امية. (3 و 5 و 8) مناقب آل
ابى طالب 1: 206. (9) اعلام الورى: 365. (10) القاموس المحيط 2: 32.
[269]
91 - قب: ومما رواه أبو الفرج محمد بن
فارس الغوري المحدث بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يكون
منا اثنا عشر خليفة ينصرهم الله على من ناواهم ولا يضرهم من عاداهم، الخبر. وروي عن
أبي الطفيل أنه سئل ابن عمر عن الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
اثنا عشر من بني كعب. وكاتبني أبو المؤيد المكي الخطيب بخوارزم بكتاب الاربعين
بالاسناد عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:
من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي
طالب عليه السلام وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده، فإنهم لم
يخرجوكم (1) من باب الهدى إلى باب الضلالة. وحدثني أبو سعيد عبد اللطيف الاصفهاني،
عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الاصفهاني مسندا إلى حليته، عن الشعبي، عن جابر بن
سمرة قال: جئت مع أبي إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وآله يخطب، فسمعته يقول:
يكون من بعدي اثنا عشر خليفة، ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لابي: ما يقول ؟
قال: قال: كلهم من قريش. وروى بإسناده عن السدي، عن زيد بن أرقم، وعن شريك، عن
الاعمش، عن حبيب ابن ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، وعن عكرمة، وعن سلمة بن
كهيل، كليهما عن ابن عباس أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيا
حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه
وليقتد بالائمة من بعدي (2)، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، ويل
للمكذبين بفضلهم من امتي، القاطعين فيهم صلتي (3)، لا أنالهم الله شفاعتي. وقد روى
أحمد بن حنبل في مسنده عن جابر بن سمرة بأربع وثلاثين طريقا منهم عامر بن سعد،
وسماك بن حرب، والاسود بن سعيد الهمداني، وعبد الملك بن عمير، وعامر
(1) في (د): لن يخرجوكم. (2) في المصدر و
(م): فليقتد بالائمة من بعدى. (3) في المصدر: القاطعين منهم صلتي.
[270]
الشعبي، وأبو خالد الوالبي مثل ما روينا
من الصحيحين وغيرهما. عبد الله بن محمد البغوي، عن علي بن الجعد، عن أحمد بن وهب بن
منصور، عن أبي قبيصة شريح بن محمد العنبري، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنا نذير امتي، وإنك هاديها (1)، والحسن قائدها،
والحسين سائقها، وعلي بن الحسين جامعها، ومحمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد
كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدني
مؤمنيها، ومحمد بن علي قائدها وسائقها، وعلي بن محمد سايرها وعالمها، والحسن بن علي
نادبها ومعطيها، والقائم الخلف ساقيها وناشدها وشاهدها " إن في ذلك لآيات للمتوسمين
(2) " وقد روى ذلك جماعة عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله. الاعمش،
عن أبي إسحاق، عن الحارث بن سعيد بن قيس، عن علي بن أبي طالب، وعن جابر الانصاري
كليهما عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أنا واردكم على الحوض، وأنت يا علي
الساقي، والحسن الذائد (3)، والحسين الآمر، وعلي بن الحسين الفارط (4)، ومحمد بن
علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع
المنافقين (5)، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في
درجاتهم وعلي بن محمد خطيب شيعتهم ومزوجهم الحور، والحسن بن علي سراج أهل الجنة
يستضيؤون به، والهادي المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لمن يشاء
ويرضى (6). يف: روى أخطب خوارزم موفق بن أحمد المالكي في كتابه، عن محمد بن الحسين
البغدادي، عن أبي طالب الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد بن شاذان، عن أحمد بن محمد
بن
(1) في المصدر و (د) وأنت هاديها. (2) في
المصدر: لايات للمؤمنين. (3) ذاده: دفعه وطرده. وفى المصدر: رائدها. (4) فرط القوم:
تقدمهم إلى الماء أو الكلاء. (5) قمعه: قهره وذلله. (6) مناقب آل ابى طالب 1: 206 و
207.
[271]
عبد الله، عن علي بن شاذان الموصلي، عن
محمد بن علي بن الفضل، عن محمد بن قاسم، عن عباد بن يعقوب، عن موسى بن عثمان، عن
الاعمش، عن أبي إسحاق، عن الحارث وسعيد ابن بشير عنه عليه السلام مثله (1). 92 -
قب: جابر الانصاري قال: يا رسول الله وجدت في التوراة " إليا يقظوا شبرا وشبيرا "
فلم أعرف أساميهم، فكم بعد الحسين من الاوصياء وما أساميهم ؟ فقال: تسعة من صلب
الحسين والمهدي منهم، الخبر (3). مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود قال
النبي صلى الله عليه وآله: الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل. هشام بن
زيد عن أنس قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله: من حواريك يا رسول الله ؟ فقال:
الائمة بعدي (4) اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، وهم حواريي وأنصار ديني. سلمان وأبو
أيوب وابن مسعود وواثلة وحذيفة بن اسيد وأبو قتادة وأبو هريرة وأنس أنه سئل النبي
صلى الله عليه وآله: كم الائمة من بعدك ؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل وفي حديث
الاعمش عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبي
؟ فقال: لا، أنا خاتم النبيين، لكن يكون بعدي أئمة قوامون بالقسط بعدد نقباء بني
إسرائيل، الخبر. وفي حديث أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدثون مفهمون، منهم القائم بالحق يملا الارض
عدلا كما ملئت ظلما وجورا (5). 93 - جا: الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي
الخطاب، عن محمد بن سنان عن المفضل، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده
عليهم السلام قال: قال
(1) الطرائف: 44. (2) في المصدر: وجدت في
التوراة ايقطوا (ايقظوا خ ل) ولم يذكر فيه (اليا). (3) مناقب آل ابى طالب 1: 209 و
210. (4) في المصدر: الائمة من بعدى. (5) مناقب آل ابى طالب 1: 213. وفيه كما ملئت
جورا.
[272]
رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي
طالب عليه السلام: يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان
الدين ودعائم الاسلام، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فإلى النار (1). 94 - نى: أحمد بن
هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن عمرو ابن شمر، عن المبارك بن
فضالة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه قال: أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه
وآله فقال له: يا محمد إن الله عز وجل يأمرك أن تزوج فاطمة من علي أخيك فأرسل رسول
الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فقال له: يا علي إني مزوجك فاطمة
ابنتي وسيدة نساء العالمين (2) وأحبهن إلي بعدك، وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة
والشهداء المضرجون (3) المقهورون في الارض من بعدي، والنجباء الزاهرون (4) الذين
يطفئ الله بهم الظلم، ويحيي بهم الحق، ويميت بهم الباطل، عدتهم عدة أشهر السنة،
آخرهم يصلي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه (5). كتاب المقتضب لابن عياش، عن عبد
الصمد بن علي، عن الحسن بن علي بن علوية، عن إسماعيل بن عيسى، عن داود بن الزبير،
والمبارك بن فضالة، عن الحسن مثله (6). 95 - نى: ابن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن
سنان، عن علي بن أبي يوسف، عن ابن عمرو، عن أبان بن عثمان، عن أبي جعفر (7)، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أهل بيتي (8) اثنا
عشر محدثا، فقال له رجل - يقال له عبد الله بن زيد وكان أخا علي بن الحسين من
الرضاعة -: سبحان الله محدثا: كالمنكر لذلك، قال:
(1) أمالى المفيد: 127. (2) في المصدر:
ابنتى سيدة نساء العالمين. (3) ضرج الثوب بالدم: لطخه. (4) في المصدر: والنجباء
الزهر. وفى (ك): والنجباء الظاهرون. (5) الغيبة للنعماني: 27. (6) مقتضب الاثر: 33
و 34. (7) في المصدر: عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبى جعفر عليه السلام. (8) في
المصدر: ان من أهل بيتي.
[273]
فأقبل عليه أبو جعفر عليه السلام فقال له:
أما والله إن ابن امك كان كذلك يعني علي بن الحسين عليهما السلام (1). 96 - نى: ابن
عقدة ومحمد بن همام وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله، عن رجالهم عن عبد
الرزاق، عن معمر، عن أبان، عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لعلي عليه السلام إني
سمعت من سلمان ومن المقداد ومن أبي ذر أشياء من تفسير القرآن ومن الاحاديث عن رسول
الله صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديقا لما سمعت منهم،
و رأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الاحاديث عن رسول الله صلى
الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها، وتزعمون أن ذلك كان كله باطلا، أفترى أنهم
يكذبون على رسول الله متعمدين، ويفسرون القرآن بآرائهم (2) ؟ قال: فأقبل علي عليه
السلام علي وقال: قد سألت فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا،
وناسخا و منسوخا، وخاصا وعاما، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول
الله صلى الله عليه وآله على عهده حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد كثرت علي
الكذابة، فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، وإنما
أتاكم الحديث من أربعة (3) ليس لهم خامس: رجل منافق مظهر للايمان متصنع للاسلام
باللسان، لا يتأثم ولا يتحرج (4) أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا،
ولو علم المسلمون (5) أنه منافق كاذب ما قبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا
قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وقد رآه وسمع منه، و أخذوا عنه وهم لا يعرفون
حاله، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما خبرك ووصفهم بما وصفهم فقال عزوجل: " وإذا
رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم (6) ثم بقوا
(1) الغيبة للنعماني: 31. (2) في المصدر:
برأيهم. (3) في المصدر: وانما اتاك بالحديث اربعة. (4) تأثم: كف عن الاثم. تحرج:
تجنب عن الحرج أي الاثم. (5) في المصدر: فلو علم المسلمون. (6) سورة المنافقون 4.
[274]
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وتقربوا
إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان حتى ولوهم الاعمال،
وحكموهم على رقاب الناس (1) وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا
من عصم الله، فهذا أحد الاربعة (2). ورجل سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا
لم يحفظه على وجهه فأوهم فيه (3) ولم يتعمده كذبا، فهو في يديه يقول به ويعمل به
ويرويه، ويقول: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، ولو علم المسلون أنه
وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه. ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله
عليه وآله شيئا أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه نهى عن شئ ثم أمر به وهو لا
يعلم، فحفظ المنسوخ ثم لم يحفظ الناسخ، ولو علم أنه منسوخ لرفضه (4). ورجل رابع لم
يكذب على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وآله (5) مبغضا للكذب (6) وخوفا من الله
وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يتوهم، بل حفظ الحديث كما سمع على
وجهه، فجاء به كما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ (7)، فعمل
بالناسخ ورفض المنسوخ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله (8) ونهيه مثل القرآن
ناسخ ومنسوح وعام و خاص ومحكم ومتشابه، قد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه
وآله الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص مثل القرآن، وقال الله عزوجل في كتابه: "
ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا (6) " يسمعه من لا يعرف ولم يدر ما
عنى الله عزوجل ولا ما عنى به
(1) في المصدر: وحملوهم على رقاب الناس.
(2) في المصدر: فهو أحد الاربعة. (3) في المصدر. فوهم فيه. (4) في المصدر و (ك) بعد
ذلك: ولو علم المسلون - إذا سمعوا منه - أنه منسوخ لرفضوه. (5) في المصدر: ولا على
رسول الله. (6) في المصدر: بغضا للكذب. (7) في المصدر: وحفظ الناسخ والمنسوخ. (8)
في المصدر: وان امر رسول الله. (9) سورة الحشر: 7.
[275]
رسول الله صلى الله عليه وآله، وليس كل
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسأله عن الشئ فيفهم، وكان منهم من يسأله
ولا يستفهم، حتى أنهم كانوا ليحبون أن يجئ الاعرابي أو الطاري (1) فيسأل رسول الله
صلى الله عليه وآله حتى يسمعوا. وقد كنت أنا أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله
كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني فيها (2) أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري (3)، فربما كان في بيتي،
يأتيني رسول الله أكثر من ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه ببعض منازله أخلاني (4)
وأقام عني نساءه، فلا يبقى عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني
فاطمة ولا أحد من بني (5)، وكنت إذا ابتدأت أجابني، وإذا سكت عنه وفنيت مسائلي
ابتدأني، ودعا الله أن يحفظني ويفهمني فما نسيت شيئا قط منذ دعا لي، وإني قلت لرسول
الله صلى الله عليه وآله يا نبي الله إنك منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس مما
تعلمني شيئا، فلم تمليه علي وتأمرني بكتبه ؟ أتتخوف علي النسيان ؟ فقال: يا أخي لست
أتخوف عليك النسيان ولا الجهل، وقد أخبرني الله عزوجل أنه قد استجاب لي فيك وفي
شركائك الذين يكونون معك بعدك (6)، وإنما تكتبه لهم، قلت، يارسول الله ومن شركائي ؟
قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبي فقال: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول واولي الامر منكم (7) " فإن خفتم تنازعا في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول
وإلى أولي الامر منكم، قلت: يا نبي الله ومن هم ؟ قال: الاوصياء إلى أن يردوا علي
حوضي، كلهم هاد مهتد، لا يضرهم خذلان
(1) طرى إليه: أقبل. (2) الدخلة: المرة من
الدخول. اخلاه وبه ومعه: اجتمع معه في خلوة. (3) في المصدر: باحد من الناس غيرى.
(4) في المصدر: أخلانى وأخلى بى اه. (5) في المصدر: من ابني. (6) في المصدر:
يكونون من بعدك. وفى (ك): يكونون معك لك. (7) سورة النساء: 59. وما ذكر بعدها منقول
بالمعنى وأصله " فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول ".
[276]
من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا
يفارقونه ولا يفارقهم، بهم تنصر امتي و يمطرون، ويدفع عنهم بمستجابات دعواتهم، قلت:
يارسول الله سمهم لي، قال: ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن - ثم ابني هذا - ووضع
يده على رأس الحسين - ثم ابن له علي اسمه اسمك يا علي (1)، ثم ابن له اسمه محمد بن
علي، ثم أقبل على الحسين و قال: سيولد محمد بن علي في حياتك فاقرءه مني السلام، ثم
تكمله اثني عشر إماما، قلت: يا نبي الله سمهم لي، فسماهم رجلا رجلا، منهم والله يا
أخا بني هلال (2) مهدي امة محمد صلوات الله عليه، الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما
ملئت ظلما وجورا (3). أقول: وجدت في كتاب سليم مثل ما رواه النعمان وزاد في آخره:
والله إني لاعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام، وأعرف أسماء أنصاره وقاتليهم
(4)، قال سليم: ثم لقيت الحسن والحسين صلوات الله عليهما بالمدينة بعد ما قتل أمير
المؤمنين عليه السلام فحدثتهما بهذا الحديث (5) فقالا: صدقت قد حدثك أبونا علي بهذا
الحديث ونحن جلوس، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما حدثك أبونا
سواء لم يزد ولم ينقص، قال سليم: ثم لقيت علي بن الحسين وعنده ابنه محمد بن علي
فحدثته بما سمعت من أبيه وعمه و ما سمعت من علي عليه السلام فقال علي بن الحسين
عليه السلام: قد أقرأني أمير المؤمنين من رسول الله (6) صلى الله عليه وآله وهو
مريض وأنا صبي، ثم قال محمد عليه السلام: وقد أقرأني جدي الحسين من رسول الله صلى
اله عليه وآله وهو مريض، السلام. قال أبان: فحدثت علي بن الحسين عليه السلام بهذا
كله عن سليم فقال: صدق سليم: وقد جاء جابر بن عبد الله الانصاري إلى ابني وهو غلام
يختلف إلى الكتاب فقبله و أقرأه من رسول الله صلى الله عليه وآله السلام، قال أبان:
فلما مضى علي بن الحسين حججت فلقيت
(1) في المصدر و (ت) و (م): ثم ابن له على
اسمك يا على. (2) في (ك): فقال: والله يا أخا بنى هلال اه. (3) الغيبة للنعماني:
36 و 37. (4) في المصدر: وأعرف اسماء الجميع وقبائلهم. (5) في المصدر: فحدثتهما
بهذا الحديث عن أبيهما. (6) في المصدر: عن رسول الله.
[277]
أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام
فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفا، فاغرورقت عيناه (1) ثم قال: صدق سليم قد
أتاني بعد قتل جدي الحسين عليه السلام وأنا قاعد عند أبي فحدثني بهذا الحديث بعينه،
فقال له أبي، صدقت قد حدثك أبي وعمي بهذا الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام
فقالا: صدقت قد حدثك ذلك ونحن شهود، ثم حدثا أنهما سمعاه من رسول الله صلى الله
عليه وآله (2). 97 - نى: بإسناده عن عبد الرزاق قال: حدثنا معمر بن راشد، عن أبان
بن أبي عياش، عن سليم بن قيس أن عليا عليه السلام قال: لطلحة في حديث طويل عند ذكر
تفاخر المهاجرين والانصار بمناقبهم وفضائلهم: يا طلحة أليس قد شهدت رسول الله صلى
الله عليه وآله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الامة بعده ولا تختلف فقال
صاحبك ما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يهجر فغضب رسول الله وتركها ؟ قال:
بلى قد شهدته، قال: فإنكم لما خرجتم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي
أراد أن يكتب فيها ويشهد عليه العامة، وأن جبرئيل أخبره بأن الله قد علم أن الامة
ستختلف وتفترق، ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب بالكتف، وأشهد على ذلك
ثلاثة رهط: سلمان الفارسي وأبا ذر والمقداد، و سمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر
المؤمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسماني أولهم ثم ابني هذا حسن، ثم ابني هذا
حسين، ثم تسعة من ابني هذا حسين (3)، كذلك يا باذر وأنت يا مقداد ؟ قالا: نشهد بذلك
على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال طلحة: والله لقد سمعت من رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول لابي ذر: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق ولا
أبر من أبي ذر، وأنا أشهد أنهما لم يشهدا إلا الحق (4) وأنت أصدق وأبر عندي منهما
(5).
(1) اغرورقت العين: دمعت كأنها غرقت في
دمع. (2) كتاب سليم بن قيس: 83 - 87. (3) في المصدر: من ولد ابني هذا حسين. (4) في
المصدر: لم يشهد الا بالحق. (5) الغيبة للنعماني: 38 و 39.
[278]
98 - وبإسناده عن عبد الرزاق بن همام، عن
معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال: قال علي بن أبي طالب عليه
السلام: مررت يوما برجل - سماه لي - فقال: ما مثل محمد صلى الله عليه وآله إلا كمثل
نخلة نبتت في كباة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت ذلك له، فغضب رسول
الله صلى الله عليه وآله وخرج مغضبا وأتى المنبر ففرغت الانصار (1) إلى السلاح لما
رأوا من غضب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فما بال أقوام يعيروني بقرابتي وقد
سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله إياهم وما اختصهم به من إذهاب الرجس عنهم
وتطهير الله إياهم ؟ وقد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي ووصيي وما أكرمه الله به
وخصه وفضله من سبقه إلى الاسلام وبلائه فيه وقرابته مني وأنه مني بمنزلة هارون من
موسى ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حش ؟ (2) ألا إن
الله خلق خلقه وفرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين، وفرق الفرقة ثلاث شعب فجعلني
في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا حتى خلصت في أهل
بيتي وعترتي وبني أبي أنا وأخي علي بن أبي طالب، نظر الله إلى أهل الارض نظرة
واختارني منهم ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي، ووصيي وخليفتي في امتي،
و ولي كل مؤمن بعدي، من والاه فقد والاه الله، ومن أحبه أحبه الله، ومن أبغضه أبغضه
الله، لا يحبه إلا كل مؤمن، ولا يبغضه إلا كل كافر، هو زر الارض (39 بعدي وسكها،
وهو كلمة التقوى وعروة الوثقى (4)، يريدون أن يطفؤوا نور أخي ويأبى الله إلا أن يتم
نوره. أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم اشهد عليهم، ثم إن الله نظر
نظرة ثالثة فاختار من أهل بيتي بعدي وهم خيار امتي أحد عشر إماما بعد أخي واحد بعد
(1) فرغ له واليه: قصده. ويحتمل أن يكون
ففزعت. (2) الحش - مثلثة -: البستان، ويكنى به عن المخرج لانهم كانوا يقضون حوائجهم
في البساتين. (3) كذا في النسخ والمصدر، ويمكن أن يكون بتقديم المهملة، وقد سبق
معنى الكلمتين ذيل الخبر التاسع والسبعين ص: 259. (4) في المصدر: وعروة الله
الوثقى.
[279]
واحد كلما هلك واحد قام واحد مثلهم في أهل
بيتي كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم، إنهم هداة مهديون، لا يضرهم كيد من
كادهم ولا خذلان من خذلهم، بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم، هم حجج الله في أرضه
وشهداؤه على خلقه من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، هم مع القرآن
والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي وأول الائمة علي خيرهم ثم
ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السلام وذكر الحديث بطوله (1).
ايضاح: قال الجزري: في حديث العباس: " قال يا رسول الله إن قريشا جعلوا مثلك مثل
نخلة في كبوة من الارض " قال شمر: لم نسمع الكبوة ولكنا سمعنا الكبا و الكبة وهي
الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت. وقال غيره: الكبة من الاسماء الناقصة أصلها
كبوة مثل قلة وثبة أصلهما قلوة وثبوة، ويقال للربوة: كبوة بالضم. و قال الزمخشري
(2): الكبا: الكناسة، وجمعه أكباء، والكبة بوزن قلة وظبة نحوها (3)، و أصلها كبوة،
وعلى الاصل جاء الحديث إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة فجعلها كبوة بالفتح، فإن صحت
الرواية بها فوجهه أن تطلق الكبوة وهي المرة الواحدة من الكسح على الكساحة
والكناسة، ومنه الحديث أن اناسا من الانصار قالوا له: إنا نسمع من قومك " إنما مثل
محمد كمثل نخلة نبتت في كبا " هي بالكسر والقصر: الكناسة وجمعها أكباء انتهى (4).
والسك أن تضبب الباب (5) بالحديد، ونوع من الطيب والاول أنسب. 99 - نى: محمد بن
أحمد بن يعقوب (6)، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أبي قيس،
(1) الغيبة للنعماني: 39 و 40. (2) راجع
الفائق 2: 393. (3) أي هي ايضا بمعنى الكناسة. (4) النهاية 4: 6. (5) أي تشدده. (6)
في المصدر: احمد بن محمد بن يعقوب.
[280]
عن جعفر الرماني، عن محمد بن أبي القاسم،
عن عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه نظر إلى حمران فبكى ثم
قال: يا حمران عجبا للناس كيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا فنسوا قول رسول الله حين مرض
فأتاه الناس يعودونه ويسلمون عليه حتى إذا غص (1) بأهله البيت جاء علي عليه السلام
فسلم ولم يستطع أن يتخطاهم إليه (2) ولم يوسعوا له، فلما رأى رسول الله ذلك رفع
مخدته وقال: إلي يا علي، فلما رأى الناس ذلك زحم بعضهم بعضا وأفرجوا حتى تخطاهم،
وأجلسه رسول الله إلى جنبه ثم قال: أيها الناس هذا أنتم تفعلون بأهل بيتي في حياتي
ما أرى فكيف بعد وفاتي ؟ والله لا تقربون من أهل بيتي قربة إلا قربتم من الله
منزلة، ولا تباعدون خطوة وتعرضون عنهم إلا أعرض الله عنكم ثم قال: أيها الناس
اسمعوا ألا إن الرضى والرضوان والجنة (3) لمن أحب عليا و تولاه وائتم به وبفضله
وأوصيائه بعده، وحق علي ربي أن يستجيب لي فيهم، إنهم اثنا عشر وصيا، ومن تبعني فإنه
مني إني من إبراهيم وإبراهيم مني وديني دينه ودينه ديني، ونسبتي نسبته ونسبته
نسبتي، وفضلي فضله وأنا أفضل منه ولا فخر، يصدق قولي قول ربي " ذرية بعضها من بعض
والله سميع عليم " (4). 100 - نى: عبد الله بن عبد الملك، عن محمد بن مثنى، عن محمد
بن إسماعيل الرقي، عن موسى بن عيسى (5)، عن علي بن محمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
عن محمد بن علي الباقر عليهما السلام، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد
الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أوحى إلي
ليلة اسري بي: يا محمد من خلفت في الارض على امتك ؟ وهو أعلم بذلك - قلت: يا رب
أخي، قال: يا محمد إني اطلعت (6) إلى
(1) غص المكان بهم: امتلا وضاق عليهم. (2)
تخطاه: تجاوزه وسبقه. (3) في المصدر و (د): ألا إن الرضى والرضوان والحب اه. (4)
الغيبة للنعماني: 44. (5) في المصدر بعد ذلك: عن هشام بن عبد الله الدسواى
(الرستوانى خ ل). (6) في المصدر: قال: يا محمد على بن ابى طالب ؟ قلت: نعم يا رب،
قال: يا محمد انى اطلعت اه.
[281]
الارض اطلاعة فاخترتك منها، فلا اذكر حتى
تذكر معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم إني اطلعت إلى الارض اطلاعة اخرى فاخترت منها
علي بن أبي طالب وصيك (1)، فأنت سيد الانبياء وعلي سيد الاوصياء، ثم شققت له اسما
من أسمائي، فأنا الاعلى و هو علي، يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين
والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان من المقربين ومن
جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني
جاحدا لولايتهم أدخلته النار، ثم قال: يا محمد أتحب أن تراهم ؟ فقلت: نعم، فقال:
تقدم أمامك، فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين
ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد
والحسن بن علي والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم، فقلت: يا رب من هؤلاء ؟
قال: هؤلاء الائمة وهذا القائم، محلل حلالي ومحرم حرامي، وينتقم من أعدائي، يا محمد
أحببه فإني احبه واحب من يحبه (2). 101 - نى: محمد بن همام، عن أبي الحسن علي بن
عيسى القوهستاني، عن موسى بن إسحاق الانماطي - وكان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين
- عن بدر، عن زيد بن عيسى بن موسى - وكان رجلا مهيبا - قلت له: من أدركت من
التابعين ؟ فقال: ما أدري ما تقول لي ولكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث
عن عبد خير قال: سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: قال لي رسول الله صلى
الله عليه وآله: يا علي الائمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما
وأنت أولهم، وآخرهم اسمه على اسمي، يخرج فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا وظلما،
يأتيه الرجل والمال كدس (3) فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ (4). 102 - نى: بالاسناد
إلى عبد السلام بن هاشم البزاز، عن عبد الله بن امية، عن
(1) في المصدر: فجعلته وصيك خ ل. (2)
الغيبة للنعماني: 45. (3) الكدس: الحب المحصود المجموع. أي يجمع عنده المال كما
يجمع الحب المحصود. (4) الغيبة للنعماني: 44 و 45.
[282]
يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يزال هذا الامر قائما إلى اثني عشر قيما من قريش
(1). أقول: قد أورد النعماني حديث الاثني عشر عن جابر بن سمرة وغيره بأسانيد جمة
تركنا إيرادها لكفاية ما أوردناه من سائر الكتب في إثبات المطلوب. 103 - نص: محمد
بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمارة، عن أحمد بن عبد الجبار
العطاردي، عن محمد بن الحسان، عن علي بن محمد الانصاري، عن عبد الله بن عبد الكريم،
عن يحيى بن عبد الحميد، عن جيش بن المعتمر، عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، كلهم من قريش (2). قب: ابن
المعتمر مثله (3). 104 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن محمد بن زهير، عن عمر بن
الحسين بن علي بن رستم، عن إبراهيم بن يسار، عن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب،
عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
الائمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم (4). قب: ابن السائب مثله
(5). 105 - نص: الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الكوفي، عن النخعي، عن النوفلي عن الحسن
بن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الارض اطلاعة
فاختارني منها فجعلني نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما، ثم
أمرني أن أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا، فعلي مني وأنا من علي، وهو زوج ابنتي و
أبو سبطي الحسن والحسين، ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده،
وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري (6) ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل
(1) الغيبة للنعماني: 58. (2 و 4) كفاية
الاثر: 4. وفيه: الائمة من بعدى اه. (3 و 5) مناقب آل ابى طالب 1: 209. (6) في
المصدر: يقولون بأمرى.
[283]
بيتي ومهدي امتي، أشبه الناس بي في شمائله
وأقواله وأفعاله، ليظهر بعده (1) غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلي أمر الله (2) ويظهر
دين الله، ويؤيد بنصر الله، وينصر بملائكة الله، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا (3). 106 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن أحمد بن مطوق (4)، عن المغيرة
بن محمد ابن المهلب، عن عبد الغفار بن كثير، عن إبراهيم بن حميد، عن أبي هاشم، عن
مجاهد، عن ابن عباس قال: قدم يهودي على رسول الله صلى الله عليه وآله يقال له: نعثل
فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها
أسلمت على يدك، قال: سل يا أبا عمارة، فقال: يا محمد صف لي ربك، فقال صلى الله عليه
وآله: إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس
أن تدركه والاوهام أن تناله والخطرات أن تحده والابصار الاحاطة به (5) ؟ جل عما
يصفه الواصفون، نأى في قربة وقرب في نأيه (6)، كيف الكيف فلا يقال له كيف، وأين
الاين فلا يقال له أين، هو منقطع الكيفوفية والاينونية، فهو الاحد الصمد (7) كما
وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. قال:
صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له أليس الله واحد والانسان واحدا
(8) ؟ فوحدانيته أشبهت وحدانية الانسان ؟ فقال صلى الله عليه وآله: الله واحد وأحدي
المعنى والانسان واحد ثنوي المعنى، جسم وعرض وبدن وروح، وإنما التشبيه في المعاني
لا غير (9)
(1) في المصدر: يظهر بعده. (2) في المصدر:
فيعلن امر الله. (3) كفاية الاثر: 2. (4) في المصدر: عن احمد بن مطرف. (5) في (ك):
والابصار عن الاحاطة به. (6) نأى نأيا: بعد. (7) في المصدر: تنقطع الكيفوفية فيه
والاينونية، هو الاحد الصمد، (8) في المصدر: والانسان واحد. (9) أي لا يعتنى بصرف
المشابهة اللفظية ولا يحكم عليه، وانما التشبيه يكون بين شيئين إذا كان معناهما
مشابها.
[284]
قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن وصيك من هو
؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال:
نعم إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه
(1) تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، قال: يا محمد فسمهم لي: قال: نعم إذا مضى
الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد (2) فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى
جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد
فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فبعده ابنه الحجة بن الحسن بن
علي، فهذه اثنا عشر إماما على عدد نقباء بني إسرائيل. قال: فأين مكانهم في الجنة ؟
قال: معي في درجتي. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأشهد أنهم
الاوصياء بعدك، ولقد وجدت هذا في الكتب المقدمة (3)، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران
عليه السلام أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبى يقال له " أحمد " خاتم الانبياء لا
نبي بعده، يخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الاسباط، فقال: يا أبا عمارة أتعرف الاسباط
؟ قال: نعم يا رسول الله إنهم كانوا اثني عشرة، قال: فإن فيهم لاوي بن أرحيا، قال:
أعرفه يا رسول الله، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين ثم عاد، فأظهر شريعته بعد
اندراسها (4)، وقاتل مع قرسطيا الملك (5) حتى قتله ؟ وقال صلى الله عليه وآله: كائن
في امتي ما كان في بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (6)، وإن الثاني
عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى، ويأتي على امتي زمن لا يبقى من الاسلام إلا اسمه، ولا
من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله له بالخروج
(1) في المصدر: تتلوهم. (2) في المصدر:
فإذا مضى فابنه محمد وعلى هذا السياق ذكر باقر الائمة أيضا عليهم السلام. (3) في
المصدر: ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة. (4) في المصدر: بعد دراستها. (5) في
المصدر: مع فرسطبنا الملك. (6) قال في النهاية (3 - 236): في الحديث " لتركبن سنن
من كان قبلكم حذو القذة بالقذة " أي كما تقدر كل واحد منهما على قدر صاحبتها وتقطع،
يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
[285]
فيظهر الاسلام ويجدد الدين، ثم قال صلى
الله عليه وآله: طوبى لمن أحبهم وطوبى لمن تمسك بهم والويل لمبغضيهم فانتفض (1)
نعثل وقام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنشأ يقول: صلى العلي ذو العلا *
عليك يا خير البشر أنت النبي المصطفى * والهاشمي المفتخر بك اهتدينا رشدنا * وفيك
نرجو ما أمر (2) ومعشر سميتهم * أئمة اثني عشر حباهم رب العلى (3) * ثم صفاهم من
كدر قد فاز من والاهم * وخاب من عفى الاثر (4) آخرهم يشفى الظمأ * وهو الامام
المنتظر عترتك الاخيار لي * والتابعون ما أمر من كان عنكم معرضا * فسوف يصلى بسقر
(5) 107 - نص: علي بن الحسين، عن التلعكبري، عن الحسن بن علي بن زكريا (6) عن محمد
بن إبراهيم بن المنذر، عن الحسين بن سعيد بن الهيثم، عن الاحلج الكندي عن أفلح بن
سعيد، عن محمد بن كعب، عن طاوس اليماني، عن عبد الله بن العباس قال: دخلت على النبي
صلى الله عليه وآله والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول:
اللهم وال من والاهما وعاد من عاداهما، ثم قال: يا ابن عباس كأني به وقد خضبت شيبته
من دمه، يدعو فلا يجاب، ويستنصر فلا ينصر، قلت: فمن يفعل ذلك يا رسول الله ؟ قال:
(1) أي تحرك. (2) في المصدر: بك اهتدانا
ربنا. (3) حباه الشئ: اعطاه اياه بلا جزاء. حباه: حماه ومنعه. ويمكن أن يقرأ "
حياهم " من التحية. (4) أي صفح عنهم وترك الاقتداء بهم. (5) كفاية الاثر: 2 و 3.
(6) في المصدر: عن الحسين بن على بن زكريا.
[286]
شرار امتي، مالهم لا أنالهم الله شفاعتي،
ثم قال: يا ابن عباس من زاره عارفا بحقه كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ألا ومن
زاره فكانما قد زارني، ومن زارني فكأنما قد زار الله، وحق الزائر على الله أن لا
يعذبه بالنار، وإن الاجابة تحت قبته، والشفاء في تربته والائمة من ولده. قلت: يا
رسول الله فكم الائمة بعدك ؟ قال: بعدد حواري عيسى وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل،
قلت: يا رسول الله فكم كانوا ؟ قال: كانوا اثني عشر، والائمة بعدي اثنا عشر أولهم
علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، فإذا انقضى الحسين فابنه على، فإذا
مضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا
انقضى موسى فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه علي، فإذا
انقضى علي فابنه الحسن، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجة. قال ابن عباس: قلت: يا رسول
الله أسامي ما أسمع بهم قط ! قال لي: يا ابن عباس هم الائمة بعدي وإن قهروا امناء
معصومون نجباء أخيار، يا ابن عباس من أتى يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده فأدخله
الجنة، يا ابن عباس من أنكرهم أورد واحدا منهم فكأنما قد أنكرني وردني (1)، ومن
أنكرني وردني فكأنما أنكر الله ورده يا ابن عباس سوف يأخذ الناس يمينا وشمالا، فإذا
كان كذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه، ولا يفترقان حتى يردا علي
الحوض، يا ابن عباس ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله، وحربهم حربي وحربي حرب الله
(2) وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله، ثم قال صلى الله عليه وآله: " يريدون ليطفؤوا نور
الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " (3). 108 - ص:
الصدوق، عن الوراق، عن سعد، عن النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمران بن خالد، عن
ابن طريف، عن ابن نباتة، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله يقول: أنا وعلي والحسن
والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون (4).
(1) في المصدر: أوردني. (2) في المصدر:
وحزبهم حزبى وحزبى حزب الله. (3 و 4) كفاية الاثر: 3.
[287]
قب: عن ابن نباتة مثله (1). 109 - نص:
أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي، قال: حدثنا أبو سلمان أحمد بن
أبي هراسة، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن
إسماعيل بن اويس، عن أبيه، عن عبد الحميد الاعرج، عن عطاء قال: دخلنا على عبد الله
بن عباس وهو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ
الطائف وقد ضعف، فسلمنا عليه وجلسنا، فقال لي: يا عطاء من القوم ؟ قلت: يا سيدي هم
شيوخ هذا البلد ؟ منهم عبد الله بن سلمة بن حصرم الطائفي، وعمارة بن أبي الاجلح،
وثابت بن مالك، فما زلت أعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا إليه فقالوا: يا ابن عم
رسول الله إنك رأيت رسول الله وسمعت منه ما سمعت، فأخبرنا عن اختلاف هذه الامة،
فقوم قدموا عليا على غيره، وقوم جعلوه بعد الثلاثة (2). قال: فتنفس ابن عباس (3)
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي مع الحق والحق معه، وهو الامام
والخليفة من بعدي، فمن تمسك به فاز ونجا، ومن تخلف عنه ضل وغوى، يلي تكفيني وغسلي
ويقضي ديني، وأبو سبطي الحسن والحسين، ومن صلب الحسين تخرج الائمة التسعة، ومنها
مهدي هذه الامة، فقال عبد الله بن سلمة (4): يا ابن عم رسول الله فهلا كنت تعرفنا
قبل هذا ؟ فقال: قد والله أديت ما سمعت ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ! ثم قال:
اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر تمهيدا، واتقى في وجل، وكمش في مهل (5)، ورغب
في طلب ورهب في هرب، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم، وتمسكوا بالعروة الوثقى من
عترة نبيكم، فإنى سمعته يقول: من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين.
(1) مناقب آل ابى طالب 1: 209. (2) كذا في
(ك) وفى غيره من النسخ والمصدر: وقوم جعلوه بعد ثلاثة. (3) في المصدر: فتنفس ابن
عباس الصعداء. (4) في المصدر: فقال له عبد الله بن سلمة. (5) أي اسرع في الخير.
يقال: فلان ذو مهل أي ذو تقدم في الخير.
[288]
ثم بكى بكاء شديدا، فقال له القوم: أتبكي
ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله مكانك ؟ فقال لي: يا عطاء إنما ابكي
لخصلتين: هول المطلع وفراق الاحبة، ثم تفرق القوم عنه فقال لي: يا عطاء خذ بيدي
واحملني إلى صحن الدار، فأخذنا بيده أنا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار، ثم رفع يديه
إلى السماء وقال: اللهم إني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد، اللهم إني أتقرب إليك
بولاية الشيخ علي بن أبي طالب، فما زال يكررها حتى وقع إلى الارض، فصبرنا عليه ساعة
ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله عليه (1). بيان: كمش ككرم: أسرع، 110 - نص: أبو
الفرج المعافا بن زكريا، عن محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن معافى السلماني، عن
محمد بن عامر، عن عبد الله بن زاهر، عن عبد القدوس، عن الاعمش عن جيش بن المعتمر
قال: قال أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في
مرضه الذي توفي فيه فقال: يا أبا ذر ايتني بابنتي فاطمة قال فقمت ودخلت عليها وقلت:
يا سيدة النسوان أجيبي أباك، قال: فلبست جلبابها (2) وخرجت حتى دخلت على رسول الله
عليه وآله، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وآله انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله
صلى عليه وآله لبكائها، وضمها إليه ثم قال: يا فاطمة لا تبكي (3) فداك أبوك، فأنت
أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة، وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين،
أنت أول من يرد علي الحوض، قالت: يا أبت أين ألقاك ؟ قال: تلقاني عند الحوض وأنا
أسقي شيعتك ومحبيك، وأطرد أعداءك ومبغضيك، قالت: يارسول الله فأن لم ألقك عند الحوض
؟ قال: تلقاني عند الميزان، قالت: يا أبت فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال: تلقاني
عند الصراط وأنا أقول، سلم سلم (4) شيعة علي، قال أبو ذر: فسكن قلبها ثم التفت إلي
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا أبا ذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد
(1) كفاية الاثر: 3 و 4. (2) الجلباب:
القميص والثوب الواسع. (3) في المصدر: لا تبكين. (4) في المصدر: وانا اقول: يا رب
سلم سلم اه.بحار الانوار - 18 -
[289]
آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين،
وبعلها سيد الوصيين وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنهما إمامان قاما
أو قعدا، وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمة (1) قوامون
بالقسط، ومنا مهدي هذه الامة، قال: قلت: يارسول الله فكم الائمة بعدك ؟ قال: عدد
نقباء بني إسرائيل (2). بيان: قال: الجوهري: قولهم: في صدره علي حسيكة وحساكة أي
ضغن وعدواة انتهى (3) ويقال: سمل الثوب أي خلق وبلي. قوله صلى الله عليه وآله: "
قاما أو قعدا " أي سواء قاما بأمر الامامة أو غصب حقهما وقعدا. 111 - نص: أبو
المفضل الشيباني وأحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، عن محمد بن لاحق اليماني، عن
إدريس بن زياد، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعى عن جعفر بن الزبير، عن
القاسم، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: معاشر
الناس إني راحل عنكم عن قريب ومنطلق إلى المغيب، اوصيكم في عترتي خيرا وإياكم
والبدع فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة وأهلها في النار، معاشر الناس من افتقد الشمس
فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين، ومن افتقد الفرقدين فليتمسك
بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم. قال: فلما نزل عن المنبر
(4) صلى الله عليه وآله تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت إليه (5) وقلت: بأبي أنت
وامي يارسول الله سمعتك تقول: إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر وإذا افتقدتم القمر
فتمسكوا بالفرقدين، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة فما الشمس ؟ وما
القمر ؟ وما الفرقدان ؟ وما النجوم الزاهرة ؟ فقال: أما الشمس فأنا، وأما القمر
فعلي، فإذا افتقدتموني فتمسكوا به بعدي، وأما الفرقدان فالحسن والحسين فإذا افتقدتم
القمر فتمسكوا بهما، وأما النجوم الزاهرة فالائمة التسعة من صلب الحسين
(1) في المصدر: وسوف يخرج الله من صلب
الحسين امناء معصومين تسعة من الائمة. (2) كفاية الاثر: 5 و 6. (3) الصحاح ج: 4 ص:
1579. (4) في المصدر: عن منبره. (5) في المصدر: فدخلت عليه.
[290]
عليه السلام والتاسع مهديهم. ثم قال: إنهم
هم الاوصياء والخلفاء بعدي، أئمة أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى، قلت: فسمهم
لي يارسول الله، قال: أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب، وسبطاي، وبعدهما زين العابدين
علي بن الحسين، وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين، وجعفر بن محمد (1). وابنه
الكاظم سمي موسى بن عمران، والذي يقتل بأرض الغربة علي ابنه، ثم ابنه محمد (2)،
والصادقان علي والحسن، والحجة القائم المنتظر في غيبته، فإنهم عترتي من دمي ولحمي،
علمهم علمي، وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم فلا أناله الله تعالى شفاعتي (3). 112 -
نص: عن علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين البزوفري، عن عبد الله بن عامر عن محمد بن
مسروق، عن خالد بن إلياس، عن صالح بن أبي حنان، عن الصباح بن محمد، عن أبي حازم، عن
سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة من بعدي بعدد نقباء
بني إسرائيل وكانوا اثني عشر، ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام وقال: تسعة من
صلبه والتاسع مهديهم يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فالويل لمبغضيهم
(4). قب: عن سلمان مثله (5). 113 - نص: عبد الله الحسين الخزاعي، عن محمد بن أحمد
الصفواني (6)، عن عمر ابن عبد الله المقري، عن أسد بن موسى، عن عبد الله بن حكيم،
عن أبي بكر الراهبي، عن الحجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول للحسين عليه السلام: أنت الامام ابن الامام
وأخو الامام تسعة من
(1) في المصدر: وجعفر الصادق ابن محمد.
(2) في المصدر: والذى يقتل بأرض خراسان على، ثم ابنه. (3) كفاية الاثر: 6. (4) في
المصدر: 7. (5) مناقب آل أبى طالب 1: 209. (6) في المصدر: أبو عبد الله محمد بن
سعيد بن على الخزاعى، عن محمد بن محمد الصفوانى.
[291]
صلبك أئمة أبرار، والتاسع قائمهم (1). قب:
عن عطية مثله (2). 114 - نص: علي بن الحسين، عن أبي جعفر محمد بن الحسين البزوفري،
عن جعفر بن الحسين البلخي، عن شقيق بن أحمد البلخي، عن سماك، عن زيد بن أسلم (3)،
عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
أهل بيتي أمان لاهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء قيل: يارسول الله فالائمة
بعدك (4) من أهل بيتك ؟ قال: نعم الائمة بعدي اثنا عشر (5) تسعة من صلب الحسين،
امناء معصومون، ومنا مهدي هذه الامة، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي، ما
بال أقوام يؤذونني فيهم ؟ لا أنالهم الله شفاعتي (6). 315 - نص: أبو المفضل، عن
الحسن بن علي بن زكريا، عن سلمة بن قيس، عن علي بن عباس، عن أبي الحجاف، عن عطية
العوفي، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي
اثنا عشر من صلب الحسين تسعة، والتاسع قائمهم فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم
(7). 116 - نص: عنه، عن محمد بن جرير الطبري، عن محمد بن يحيى البجلي، عن علي ابن
مشهر (8) عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول للحسين: يا حسين أنت الامام ابن الامام أخو الامام، تسعة
من ولدك أئمة أبرار، تاسعهم قائمهم، فقيل: يارسول الله كم الائمة بعدك ؟ قال: اثنا
عشر تسعة من صلب الحسين (9).
(1) كفاية الاثر: 4 و 5. (2) مناقب آل أبى
طالب 1: 209. (3) في المصدر: عن يزيد بن مسلم. (4) في (ك): فالائمة من بعدك. (5) في
المصدر: قال: نعم بعدى اثنا عشر اماما. (6 و 7 و 9) كفاية الاثر: 5. وفى (ك) اثنا
عشر من ولد الحسين. (8) في المصدر: على بن مسهر.
[292]
117 - نص: أبو علي أحمد بن إسماعيل
السليماني، عن أبي علي محمد بن همام (1)، عن محمد بن محمد بن عمران الكوفي، عن حماد
بن أبي حازم المدني، عن عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده عن أبي
سعيد الخدري قال: قال رسول الله: الائمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين،
والتاسع قائمهم، ثم قال: لا يبغضنا إلا منافق (2). 118 - نص: علي بن الحسن، عن
الحسين بن أحمد بن عبد الله، عن أبي بكر محمد ابن موسى، عن سليمان بن هبة الله، عن
يحيى بن أكثم، عن أبي عبد الرحمان المسعودي، عن كثير النوا، عن عطية، عن أبي سعيد
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب
الحسين والتاسع قائمهم (3). نص: علي بن الحسن بن محمد، عن الحسين بن أحمد، عن هارون
بن عبد الحميد، عن أبيه عبد الحميد (4)، عن صالح بن أبي الاسود، عن الاعمش، عن
عطية، عن أبي سعيد، مثله إلا أن فيه: تاسعهم قائمهم (5). 119 - نص: أبو الحسين محمد
بن جعفر، عن ابن عقدة، عن محمد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن العلوي، عن سفيان
الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن أياس بن سلمة بن الاكوع قال: سمعت أبا سعيد يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الخلفاء بعدي اثنا عشر تسعة من صلب
الحسين، والتاسع قائمهم ومهديهم، فطوبى لمحبيهم والويل لمبغضيهم (6). 120 - نص: علي
بن الحسن، عن محمد بن منده (7)، عن هارون بن موسى، عن
(1) في المصدر: عن محمد بن همام بن سهيل،
عن ابى على محمد بن همام. وهو سهو فان محمد بن همام بن سهيل هو ابو على محمد بن
همام بعينه، وانه جليل القدر ثقة، قال ابو محمد هارون ابن موسى: قال ابو على محمد
بن همام: كتب ابى إلى ابى محمد العسكري عليه السلام يعرفه انه ما صح له حمل يولد
ويعرفه ان له حملا، ويسأله ان يدعو له تصحيحه وسلامته، وان يجعله ذكرا نجيبا من
مواليهم فوقع على رأس الرقعة بخط يده: قد فعل ذلك. فصح الحمل ذكرا، قال هارون بن
موسى: ارانى أبو على بن همام الرقعة والخط وكان محققا. جامع الرواة 2: 212. (2 و 3
و 5 و 6) كفاية الاثر: 5. (4) كذا في المصدر، وفى نسخ الكتاب: عن ابيه، عن عبد
الحميد. (7) في المصدر: على بن الحسن بن محمد بن منده.
[293]
ابن عقدة، عن محمد بن غياث، عن حماد بن
أبي حازم، عن عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله الصلاة الاولى ثم أقبل بوجهه الكريم علينا
فقال: معاشر أصحابي إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل،
فتمسكوا بأهل بيتي بعدي والائمة الراشدين من ذريتي فإنكم لن تضلوا أبدا، فقيل:
يارسول الله كم الائمة بعدك ؟ قال: اثنا عشر من أهل بيتي أو قال: من عترتي (1). 121
- نص: علي بن محمد، عن محمد بن أحمد الصفواني، عن فيض بن المفضل الحلبي عن مسعر بن
كدام عن سلمة بن كهيل، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم (2).
122 - نص: أبو المفضل الشيباني عن محمد بن رباح الاشجعى، عن محمد بن غالب بن
الحارث، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن عبد الكريم، عن أبي الحسن، عن أبي الحارث عن
أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحبني وأهل بيتي كنا وهو
كهاتين (3) - وأشار بالسبابة والوسطى - ثم قال صلى الله عليه وآله: أخي خير
الاوصياء، وسبطي خير الاسباط وسوف يخرج الله تبارك وتعالى من صلب الحسين أئمة
أبرار، ومنا مهدي هذه الامة قلت: يارسول الله وكم الائمة بعدك ؟ قال: عدد نقباء بني
إسرائيل (4). 123 - نص: علي بن الحسن بن محمد بن منده، عن التلعكبري، عن ابن عقدة،
عن محمد بن سالم بن عبد الرحمان الازدي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن
سعيد بن المسيب، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة بعدي
اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة
في بني إسرائيل (5).
(1 و 2 و 4) كفاية الاثر: 5. (3) في
المصدر: كنا نحن وهو كهاتين. (5) كفاية الاثر: 6.
[294]
قب: عن أبي ذر مثله (1). 124 - يل، فض
(2): عن أبي قيس يرفعه إلى أبي ذر الغفاري والمقداد وسلمان رضي الله عنهم قالوا:
قال لنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: إني مررت بالصهاكي يوما (3)
فقال لي: ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة قال: فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وآله فذكرت له ذلك فغضب رسول الله غضبا شديدا وقام مغضبا وصعد
المنبر، ففزعت الانصار ولبسوا السلاح لما رأوا من غضبه، ثم قال: ما بال أقوام
يعيرون أهل بيتي وقد سمعوني أقول في فضلهم ما قلت (4) وخصصتهم بما خصهم الله به ؟
وفضل علي عند الله وكرامته وسبقه إلى الاسلام وبلاؤه، وأنه مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي، بلغني قول من زعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في
كناسة، ألا إن الله سبحانه وتعالى خلق خلقه وفرقهم فرقتين، فجعلني في خيرها شعبا
وخيرها قبيلة، ثم جعلها بيوتا فجعلني من خيرها بيتا، حتى حصلت في أهل بيتي وعترتي
وفي بنتي وابناي وأخي علي بن أبي طالب. ثم إن الله اطلع على الارض اطلاعة فاختارني
منها، ثم اطلع ثانية فاختار منها أخي وابن عمي ووزيري ووارثي وخليفتي ووصيي في
امتي، ومولى كل مؤمن ومؤمنة بعدي، فمن والاه فقد والى الله، ومن عاداه فقد عادا
الله، ومن أحبه فقد أحبه الله، ومن أبغضه فقد أبغضه الله، لايحبه إلا مؤمن ولا
يبغضه إلا كافر، هو زينة الارض ومن ساكنها وهو كلمة التقوى وعروة الله الوثقى، ثم
قال صلى الله عليه وآله: " يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم
نوره " أيها الناس ليبلغ مقالتي منكم الشاهد الغائب (5) اللهم اشهد عليهم.
(1) مناقب آل ابى طالب 1: 209. (2) توجد
اختلافات كثيرة لفظية وجزئية بين نسخ الكتاب والمصدرين وبينهما أيضا في هذه الرواية
وتاليها لا ينبغى الاشارة إليها كما يظهر لمن راجعهما، فلا نشير إليها الا إذا كان
رجحان في البين. (3) في الروضة: مررت يوما بابن الصحاك. (4) في الفضائل: أقول في
فضلهم ما اقول. (5) في المصدرين: ليبلغ مقالتي الشاهد منكم الغائب.
[295]
إن الله عزوجل نظر إلى الارض نظرة ثالثة
فاختار منها اثنا عشر إماما (1)، فهم خيار امتي وهم أحد عشر إماما بعد أخي، كلما
قبض واحد قام واحد كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم، أئمة هادين مهديين (2)،
لا يضرهم كيد من كادهم، ولا خذلان من خذلهم، لعن الله من خذلهم، لعن الله من كادهم
(3)، وهم حجج الله في أرضه وشهادة على خلقه (4)، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن
عصاهم فقد عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا
علي الحوض أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وهو خيرهم وأفضلهم، ثم ابني الحسن ثم
الحسين ثم فاطمة الزهراء، والتسعة من أولاد الحسين عليهم السلام، ثم من بعدهم جعفر
بن أبي طالب ثم عمي حمزة بن عبد المطلب، أنا خير النبيين والمرسلين وعلي خير
الاوصياء من أهل بيتي، علي خير الوصيين وأهل بيته خير بيوت النبيين، وابنتي فاطمة
سيدة نساء أهل الجنة في الخلق أجمعين. أيها الناس أترجى شفاعتي وأعجز عن أهل بيتي ؟
أيها الناس ما من أحد يلقى الله غدا مؤمنا لا يشرك به شيئا إلا أدخله الجنة ولو كان
ذنوبه كتراب الارض، أيها الناس إني آخذ بحلقة باب الجنة ثم يتجلى لي الله عزوجل،
فأسجد بين يديه، ثم يأذن لي في الشفاعة فلم اوثر على أهل بيتي أحدا، أيها الناس
عظموا أهل بيتي في حياتي ومماتي وأكرموهم وفضلوهم، لا يحل لاحد أن يقوم لاحد غير
أهل بيتي، ألا فانسبوني من أنا ؟ قال: فقاموا إليه الانصار وقد أخذوا بأيديهم
السلاح وقالوا: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله أخبرنا يارسول الله من آذاك في
أهل بيتك حتى نضرب عنقه ؟. قال: فانسبوني أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ثم
أنهى النسبة إلى نزار، ثم مضى إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، ثم مضى إلى نوح
عليهم السلام، ثم قال: أهل بيتي كطينة آدم عليه السلام نكاح غير سفاح، سلوني فوالله
لا يسألني رجل إلا أخبرته عن نفسه وعن أبيه،
(1) في المصدرين: فاختار منها احد عشر
اماما. (2) في المصدرين: هم أئمة هادون مهديون. (3) في الفضائل: لعن الله من كادهم
ومن خذلهم. (4) في الفضائل: وشهداؤه على خلقه. وفى الروضة: وشهداء الله على خلقه.
[296]
فقام إليه رجل وقال: من أنا يا رسول الله
؟ قال: أبوك فلان الذي تدعى إليه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: والله لو نسبتني
إلى غيره لرضيت وسلمت، ثم قام رجل آخر فقال: من أبي ؟ فقال: أبوك فلان - لغير أبيه
الذي يدعى إليه - قال: فارتد الرجل عن الاسلام، ثم قال والغضب ظاهر في وجهه: وما
يمنع هذا الرجل الذي يعيب أهل بيتي وأخي ووزيري وخليفتي من بعدي وولي كل مؤمن
ومؤمنة بعدي أن يقوم يسألني عن أبيه وأين هو في جنة أو نار ؟ قال: فعند ذلك خشي عمر
على نفسه أن يبدأه رسول الله فيفضحه بين الناس فقال: نعوذ بالله من غضب رسوله، اعف
عنا يعف الله عنك، اصفح عنا جعلنا الله فداك، أقلنا أقالك الله، استرنا سترك الله،
فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله لانه كان أهل الحلم والكرم والعفو، ثم نزل عن
منبره صلى الله عليه وآله (1). 125 - يل، فض: بالاسناد يرفعه إلى الرضا، عن آبائه،
عن علي عليهم السلام قال قال لي أخي رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يلقى
الله عزو جل وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليتول عليا، ومن سره أن يلقى الله وهو عنه
راض فليتول ابنك الحسن، ومن أحب أن يلقى الله ولاخوف عليه فليتول ابنك الحسين، ومن
أحب أن يلقى الله وقد محص عنه ذنوبه (2) فليتول علي بن الحسين السجاد، ومن أحب أن
يلقى الله تعالى قرير العين فليتول محمد بن علي الباقر، ومن أحب أن يلقى الله تعالى
وكتابه بيمينه فليتول جعفر بن محمد الصادق، ومن أحب أن يلقى الله تعالى طاهرا مطهرا
فليتول موسى الكاظم، ومن أحب أن يلقى الله ضاحكا مستبشرا فليتول علي بن موسى الرضا،
ومن أحب أن يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليتول محمد الجواد، ومن
أحب أن يلقى الله ويحاسبه حسابا يسيرا فليتول عليا الهادي، ومن أحب أن يلقى الله
وهو من الفائزين فليتول الحسن العسكري، ومن أحب أن يلقى الله وقد كمل إيمانه وحسن
إسلامه فليتول الحجة صاحب الزمان المنتظر، فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى وأعلام
التقى من أحبهم وتولاهم كنت ضامنا له على الله تعالى بالجنة (3).
(1) الفضائل: 141 - 143. الروضة: 21. (2)
يقال: محص الله عنه ذنوبه أي نقصها وطهره منها. (3) الفضائل: 175 و 176. الروضة:
38.
[297]
126 - عم: فمما جاء من الاخبار التي نقلها
أصحاب الحديث غير الامامية في ذلك وصححوها ما رواه الامام أبو محمد الحسن بن أحمد
السمرقندي محدث خراسان، قال أخبرنا أبو العباس المستغفري قال: حدثنا أبو الحسين
نصربن إسماعيل الكسائي أخبرنا أبو حاتم جبرئيل بن مجاع الكسائي، أخبرنا قتيبة بن
سعيد، قال: وأخبرنا أبو القاسم الكاتب أخبرنا أبو حامد الصائغ، أخبرنا أبو العباس
الثقفي، حدثنا قتيبة، و أخبرنا أبو سلمة القاضي، أخبرنا أبو القاسم النسوي، أخبرنا
أبو العباس النسوي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن
المهاجرين مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي
نافع أن أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، فكتب إلي: إني سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة عشية رجم الاسلمي يقول: لا يزال الدين قائما
حتى تقوم الساعة، ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (1)، وسمعته يقول: أنا
الفرط على الحوض رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكربن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد (2).
قب: حدثني الفراوي، عن أبي الحسين الفارسي، عن أبي أحمد الجلودي، عن أبي إسحاق
الفقيه، عن مسلم مثله، وأخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (3). 127 - عم: قال:
وأخبرنا أبو القاسم الكاتب، أخبرنا أبو حامد الصائغ، أخبرنا أبو العباس الثقفى،
حدثنا محمد بن رافع، حدثنا ابن أبي فديك، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مهاجر بن مسمار،
عن عامر بن سعيد أنه أرسل إلى ابن سمرة العدوي فقال: حدثنا حديثا سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وآله فكتب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال
الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة، وأنا
الفرط على الحوض رواه مسلم عن محمد بن رافع (4). 128 - وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد
الكاتب، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحارثي
(1) في المصدر بعد ذلك: ثم يخرج كذابون
بين يدى الساعة. (2 و 4) اعلام الورى: 362. (3) مناقب آل أبي طالب 1: 205.
[298]
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا
قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال
يكون بعدي اثنا عشر أميرا، فلم أفهم ما قال (1)، فسألت القوم فزعموا أنه قال: كلهم
من قريش رواه مسلم عن قتيبة (2). 129 - قال: وأخبرنا أبو سلمة القاضي، حدثنا أبو
القاسم النسوي، أخبرنا أبو العباس النسوي، حدثنا أبو الحصين عبد الله بن أحمد بن
عبد الله اليربوعي، حدثنا عنبر، حدثنا حصين، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي إن هذا الامر لن ينقضي أو لن يمضي حتى يكون
فيكم اثنا عشر خليفة، ثم قال شيئا لم أسمعه، فسألتهم فقالوا: قال: كلهم من قريش
(3). 130 - قال: وأخبرنا أبو سلمة القاضى، أخبرنا أبو القاسم النسوي، أخبرنا أبو
العباس النسوي، حدثنا أبو عمارة، حدثنا الفضل بن موسى، عن وهب، عن أبي خالد الوالبي
قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يضر هذا
الدين من ناواه حتى تقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (4). 131 - قال: وأخبرنا أبو
سلمة القاضي، حدثنا أبو القاسم النسوي، حدثنا أبو العباس النسوي، حدثنا جعفر بن
حميد العبسي، حدثنا يونس بن أبي يعقوب، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من
قريش (5). 132 - ومما ذكره الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في
كتابه قال: ومن ذلك ما رواه محمد بن عثمان الدهني، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي،
قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنا عند عبد الله بن
مسعود فقال له رجل: أحدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من الخلفاء ؟
فقال له عبد الله: نعم وما سألني عنها أحد قبلك، وإنك لاحدث القوم سنا، سمعته صلى
الله عليه وآله يقول: يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى اثنا عشر خليفة، كلهم من
قريش (6).
(1) في المصدر: وتكلم بكلمة فلم أفهم ما
قال. (2 - 6) اعلام الورى: 362 و 363.
[299]
وروى عثمان بن أبي شيبة، وأبو سعيد الاشج،
وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وعلي بن محمد، وإبراهيم بن سعيد، عن أبي اسامة (1)، عن
مجالد، عن الشعبي، عن مسروق مثل الاول بعينه. ورواه أبو أسامة، عن أشعث، عن عامر
الشعبي، عن عمه قيس بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود وذكر نحوه. ورواه حماد بن
زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق عن عبد الله وزاد فيه قال: كنا جلوسا إلى عبد
الله (2) يقرؤنا القرآن فقال له رجل:: يابا عبد الرحمان هل سألتم رسول الله كم يملك
أمر هذه الامة من خليفة بعده ؟ فقال له عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت
العراق نعم سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اثنا عشر عدة نقباء بني
إسرائيل (3). 133 - ورواه سليمان بن أحمر قال: حدثنا أبو عون، عن الشعبي، عن جابر
بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يزال أهل هذا الدين منصورون على من
ناواهم (4) إلى اثني عشر خليفة، فجعل الناس يقومون ويقعدون، وتكلم بكلمة لم أفهمها،
فقلت لابي أو لاخي: أي شئ قال ؟ قال قال: كلهم من قريش، ورواه فطر بن خليفة، عن أبي
خالد الوالبي عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله مثله (5). 134 - ورواه
سهل بن حماد، عن يونس بن أبي يعفور قال: حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت
عند رسول الله صلى الله عليه وآله وعمي جالس بين يديه، فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لا يزال أمر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش اسم أبي
جحيفة وهب بن عبد الله (6). قب: عن سهل مثله (7).
(1) في المصدر: جميعا عن أبى اسامة. (2)
في المصدر: عند عبد الله. (3) اعلام الورى: 363 و 364. (4) في المصدر: ينصرون على
من ناواهم. (5 و 6) اعلام الورى: 364. (7) مناقب آل أبى طالب 1: 206.
[300]
135 - عم: وروى الليث بن سعد، عن خالد بن
زيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنا عند شقيق الاصبحي فقال: سمعت
عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تكون خلفي اثنا عشر
خليفة (1). قب: عن الليث مثله (2). 136 - عم: ومما ذكره الشيخ أبو عبد الله جعفر بن
محمد بن أحمد الدوريستي في كتابه في الرد على الزيدية: أخبرني أبي، قال: أخبرني
الشيخ أبو جعفر بن بابويه، قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن أبيه، عن خلف بن حماد الاسدي، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي، عن
ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله حين حضرته وفاته فقلت: إذا كان ما
نعوذ بالله منه فإلى من ؟ فأشار إلى علي عليه السلام فقال: إلى هذا، فإنه مع الحق
والحق معه، ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته (3). 137 - قال:
وأخبرني المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، قال، أخبرني محمد بن علي،
قال: حدثني حمزة بن محمد العلوي، حدثنا أحمد بن يحيى الشحام، حدثنا أبو حاتم محمد
بن إدريس الحنظلي، حدثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الاعين، حدثنا سويد بن سعيد
الانباري، حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن شردين الصنعاني، عن ابن مثنى، عن أبيه، عن
عائشة قال: سألتها كم خليفة يكون لرسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقالت: أخبرني
رسول الله صلى الله عليه وآله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة، قال: فقلت لها: من هم
؟ فقالت: أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت لها:
فاعرضيه، فأبت (4). 138 - قال: وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان، قال: حدثنا أبو
بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمي، قال: أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،
حدثنا
(1) اعلام الورى: 364 و 465. (2) مناقب آل
أبى طالب 1: 206. (3) اعلام الورى: 365. وفيه: طاعتهم كطاعتي. (4) اعلام الورى:
365.
[301]
سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد
الله بن العباس، قال: حدثني أبي، قال: كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من
عدله فاطنب في ذلك، فقال الرشيد: إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي، حدثني عن أبيه، عن
جده، عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلى الله عليه وآله قال
له يا عم: يملك من ولدي اثنا عشر خليفة، ثم تكون امور كريهة وشدة عظيمة (1)، ثم
يخرج المهدي من ولدي، يصلح الله امره في ليلة فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا،
ويمكث في الارض ما شاء الله، ثم يخرج الدجال (2). قب: عن محمد بن زكريا مثله (3).
139 - ارشاد القلوب: بالاسناد إلى المفيد، بإسناده إلى عبد الله بن العباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الارض اطلاعة
فاختارني منها فجعلني نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار منها عليا عليه السلام فجعله
إماما، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا، فعلي مني وهو زوج ابنتي وأبو
سبطي الحسن و الحسين، ألا وإن الله جعلني أنا وهم (4) حججا على عباده،، وجعل من صلب
الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائمهم (5). 140 - وعن الشيخ
المفيد يرفعه إلى أنس بن مالك قال: كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن
أرقم عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل الحسن والحسين عليهما السلام،
فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وآله وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبل أيديهما، ثم
رجع فقعد معنا، فقلنا له سرا: يا أبا ذر أنت رجل شيخ من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله وتقوم إلى صبيين من بني هاشم فتنكب عليهما وتقبل أيديهما ؟ ! فقال: نعم
لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) في المصدر: امور كريهة وشديدة عظيمة.
(2) اعلام الورى: 365 و 366. (3) مناقب آل أبى طالب 1: 207 و 208. (4) في المصدر:
جعلني واياهم. (5) ارشاد القلوب: 272.
[302]
لفعلتم بهما أكثر مما فعلت (1)، فقلنا:
وماذا سمعت فيهما من رسول الله يا أبا ذر ؟ قال: سمعته يقول لعلي عليه السلام ولهما
يا علي والله لو أن رجلا صام وصلى (2) حتى يصير كالشن البالي إذا ما تنفعه صلاته
ولا صومه إلا بحبك (3)، يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده، يا
علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى. قال: ثم قام أبو ذر وخرج وتقدمنا
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقلنا: يا رسول الله أخبرنا أبو ذر عنك بكيت
وكيت، فقال: صدق أبو ذر، والله ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق
من أبي ذر، ثم قال صلى الله عليه وآله: خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور
واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام (4)، ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين
وإلى أرحام المطهرات (5)، قلت: يارسول الله فأين كنتم ؟ وعلى أي مثال كنتم قال: كنا
أشباحا من نور تحت العرش، نسبح الله ونقدسه ونمجده. ثم قال صلى الله عليه وآله: لما
عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل عليه السلام قلت: يا جبرئيل
حبيبي (6) أفي هذا المكان تفارقني ؟ فقال: إني لا أجوزه فتحترق أجنحتي ثم زخ بي في
النور ما شاء الله، وأوحى الله إلي يا محمد إني اطلعت إلى الارض اطلاعة فاخترتك
منها فجعلتك نبيا، ثم اطلعت اطلاعة (7) فاخترت منها عليا وجعلته وصيك ووارث علمك
والامام بعدك (8)، واخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والائمة المعصومين خزان علمي،
فلولاكم ما خلقت الدنيا والآخرة (9) ولا الجنة ولا النار، يا
(1) في المصدر: أكثر مما فعلت انا. (2) في
المصدر: صلى وصام. (3) في المصدر: الا بحبكم. (4) في المصدر: بعد ذلك: ثم نقلنا إلى
صلب آدم. (5) في المصدر: والى ارحام الطاهرات. (6) في المصدر: حبيبي جبرئيل. (7) في
المصدر: ثم اطلعت ثانية. (8) في المصدر: وجعلته وصيك ووارثك ووارث علمك والامام من
بعدك. (9) في المصدر: ما خلقت الدنيا ولا الاخرة.
[303]
محمد أتحب أن تراهم ؟ قلت: نعم يا رب،
فنوديت: يا محمد ارفع رأسك، فإذا أنا بأنوار علي (1) والحسن والحسين وعلي بن الحسين
ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد
والحسن بن علي ومحمد بن الحسن الحجة يتلالا من بينهم (2) كأنه كوكب دري فقلت: يا رب
من هذا (3)، قال: يا محمد هم الائمة من بعدك المطهرون من صلبك، وهذا الحجة الذي
يملا الارض قسطا وعدلا، ويشفي صدور قوم مؤمنين، قلنا: بآبائنا وامهاتنا يارسول الله
لقد قلت عجبا ! فقال عليه السلام: وأعجب من هذا قوم يسمعون هذا الكلام (4) ثم
يرجعون إلى أعقابهم بعد إذ هدا هم الله ! ويؤذنني فيهم ! مالهم لا أنالهم الله
شفاعتي (5). بيان: زخ به أي دفع ورمي. 141 - نص: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن
سعيد بن علي الخزاعي، عن الاسدي عن البرمكي، عن موسى بن عمران النخعي، عن شعيب بن
إبراهيم التيمي (6)، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن إسحاق الاسدي. عن الصباح بن محمد
بن أبي حازم، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الائمة بعدي اثنا عشر
عدد شهور الحول، ومنا مهدي هذه الامة، له هيبة موسى وبهاء عيسى وحكم داود وصبر
أيوب، قال الشيخ أبو عبد الله وهذا حديث غريب قوله صلى الله عليه وآله: عدد شهور
الحول (7). 142 - نص: أبو المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي، عن عبيد الله بن أحمد بن
نهيك، عن محمد بن عصام السمين، عن أبيه وعمه، عن عبد الرحمان بن مسعود العبدي، عن
عليم الازدي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة بعدي
اثنا عشر،
(1) في المصدر: فرفعت رأسي فإذا بانوار
على وفاطمة اه. (2) في المصدر: يتلالا وجهه من بينهم. (3) في المصدر: فقلت: يا رب
ومن هؤلاء ومن هذا ؟ (4) في المصدر: واعجب من هذا ان قوما يسمعون منى هذا الكلام.
(5) ارشاد القلوب: 272 - 274. (6) في المصدر: التميمي. (7) كفاية الاثر: 6.
[304]
ثم قال: كلهم من قريش، ثم يخرج قائمنا
فيشفي (1) صدور قوم مؤمنين، ألا إنهم أعلم منكم فلا تعلموهم، ألا إنهم عترتي من
لحمي ودمي، ما بال أقوام يؤذونني فيهم ؟ ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي (2). 143 -
نص: علي بن الحسين بن محمد، عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن
عامر، عن الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب الثقفي، عن أبيه، عن
سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده الحسن و الحسين
يتغذيان والنبي صلى الله عليه وآله يضع اللقمة تارة في فم الحسن وتارة في فم الحسين
عليهما السلام فلما فرغا من الطعام أخذ رسول الله صلى عليه وآله الحسن على عاتقه
والحسين على فخذه، ثم قال لي: يا سلمان أتحبهم ؟ قلت: يارسول الله كيف لا احبهم
ومكانهم منك مكانهم قال: يا سلمان (3) من أحبهم فقد أحبنى ومن أحبنى فقد أحب الله،
ثم وضع يده على كتف الحسين فقال: إنه الامام ابن الامام، تسعة من صلبه أئمة أبرار
امناء معصومون، والتاسع قائمهم (4). 144 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن موسى بن
عبيدالله بن يحيى بن خاقان، عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، عن محمد بن
حماد بن ماهان الدباغ، عن عيسى بن إبراهيم، عن الحارث بن نبهان، عن عيسى بن يقظان
(5)، عن أبي سعيد، عن مكحول عن واثلة بن الاسقع، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال
دخل جندل بن جنادة اليهودي من خيبر على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد
أخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله، فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله: أما ما ليس لله فليس لله شريك، وأما ما ليس عند الله فليس عند الله
ظلم للعباد، وأما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود: عزير بن الله والله
لا يعلم أن له ولدا، فقال جندل: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا.
(1) في المصدر: ويشف. (2) كفاية الاثر: 6
و 7. (3) في المصدر: ثم قال لى يا سلمان. (4) كفاية الاثر: 7. (5) في المصدر: عن
عيسى بن يقطين. بحار الانوار - 19 -
[305]
ثم قال: يارسول الله إني رأيت البارحة (1)
في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي: يا جندل أسلم على يد محمد واستمسك
بالاوصياء من بعده: فقد أسلمت ورزقني الله ذلك، فأخبرني ما الاوصياء (2) بعدك لا
تمسك بهم ؟ فقال: يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، فقال: يارسول
الله إنهم كانوا اثني عشر، هكذا وجدنا في التوراة قال: نعم الائمة بعدي اثنا عشر،
فقال: يارسول الله كلهم في زمن واحد ؟ قال: لا ولكن خلف بعد خلف، فإنك لن تدرك منهم
إلا ثلاثه، قال: فسمهم لي يارسول الله: قال: نعم إنك تدرك سيد الاوصياء ووارث
الانبياء وأبا الائمة علي بن أبي طالب بعدي، ثم ابنه الحسن، ثم الحسين، فاستمسك بهم
من بعدي ولا يغرنك جهل الجاهلين، فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد
العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن. فقال: يارسول الله
هكذا وجدت في التوراة " إليا يقطوا شبرا وشبيرا " فلم أعرف أساميهم، فكم بعد الحسين
من الاوصياء وما أساميهم ؟ فقال: تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم، فإذا انقضت مدة
الحسين قام بالامر بعده علي ابنه ويلقب بزين العابدين فإذا انقضت مدة علي قام
بالامر بعده ابنه يدعى بالباقر، فإذا انقضت مدة محمد قام بالامر بعده جعفر ويدعى
بالصادق، فإذا انقضت مدة جعفر قام بالامر بعده موسى ويدعى بالكاظم، ثم إذا انتهت
مدة موسى قام بالامر بعده ابنه علي ويدعى بالرضا، فإذا انقضت مدة علي قام بالامر
بعده ابنه محمد يدعى بالزكي، فإذا انقضت مدة محمد قام بالامر بعده علي ابنه ويدعى
بالنقي، فإذا انقضت مدة علي قام بالامر بعده الحسن ابنه يدعى بالامين ثم يغيب عنهم
إمامهم، قال يارسول الله هو الحسن يغيب عنهم ؟ قال: لا ولكن ابنه الحجة، قال: يا
رسول الله فما اسمه ؟ قال: لا يسمى حتى يظهره الله. قال جندل: يارسول الله قد وجدنا
ذكركم في التوراة، وقد بشرنا موسى بن عمران بك وبالاوصياء بعدك من ذريتك، ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه وآله " وعد الله الذين آمنوا منكم
(1) البارح والبارحة: اقرب ليلة مضت. (2)
الصحيح كما في المصدر: فأخبرني بالاوصياء.
[306]
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما
استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم
أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا (1) " فقال جندل: يا رسول الله فما خوفهم ؟ قال:
يا جندل في زمن كل واحد منهم جبار يعتريه ويؤذيه، فإذا عجل الله خروج قائمنا يملا
الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. ثم قال صلى الله عليه وآله: طوبى للصابرين
في غيبته، طوبى للمقيمين على محجتهم (2)، اولئك وصفهم الله في كتابه وقال: " الذين
يؤمنون بالغيب (3) " وقال: " اولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (4) ".
قال ابن الاسقع: ثم عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن علي عليه السلام، ثم خرج
إلى الطائف، فحدثني نعيم بن أبي قيس قال: دخلت عليه بالطائف وهو عليل، ثم إنه دعا
بشربة من لبن فشربه وقال: هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه يكون آخر
زادي من الدنيا شربة من لبن، ثم مات ودفن بالطائف في الموضع المعروف بالكوراء (5).
بيان: لا يخفى ما فيه من التنافي ظاهرا بين قوله صلى الله عليه وآله: " فإذا كانت
وقت ولادة ابنه " وقول الراوي: " ثم عاش إلى أيام الحسين " فإن ولادة علي بن الحسين
كان في أواخر أيام أمير المؤمنين عليه السلام، ولا يبعد أن يكون في الخبر " فإذا
كانت وقت إمامة ابنه " فصحف، ويمكن أن يؤول قوله: " يقضي الله " بأن يكون المراد
القضاء بغير الموت كالخروج من المدينة وغير ذلك من موانع رؤيته، ويحتمل تأويلات اخر
بعيدة تركناها لافهام الناظرين. 145 - نص: علي بن الحسن بن مندة، عن أبي محمد هارون
بن موسى، عن محمد بن
(1) سورة النور: 55. (2) المحجة: جادة
الطريق أي وسطه. (3) سورة البقرة: 3. (4) سورة المجادلة: 22. (5) كفاية الاثر: 8 و
9.
[307]
يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى العطار،
عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا،
عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر بن محمد عليه السلام، وحدثنا محمد بن وهبان، عن
علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، عن الحسن بن سهل
الخياط، عن سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن
عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين بن علي عليه
السلام يا حسين يخرج من صلبك تسعة أئمة، منهم مهدي هذه الامة، فإذا استشهد أبوك
فالحسن بعده، فإذا سم الحسن (1) فأنت، فإذا استشهدت فعلي ابنك، فإذا مضى علي فمحمد
ابنه، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي
ابنه فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعلي ابنه، فإذا مضى علي فالحسن ابنه،
ثم الحجة بعد الحسن يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (2). 146 - نص: أبو
المفضل الشيباني، عن عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الازدي عن الحسن بن علي (3)، عن
عبد الوهاب بن همام الحميري، عن ابن أبي شيبة، عن شريك، عن الركين بن الربيع، عن
القاسم بن حسان، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: كان رسول الله في الشكاة (4)
التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه، قال: فبكت حتى ارتفعت صوتها فرفع رسول الله صلى
الله عليه وآله طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ قالت: أخشى الضيعة
من بعدك، قال: يا حبيبتي لا تبكين فنحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطها
أحدا قبلنا ولا يعطيها أحدا بعدنا: منا خاتم النبيين وأحب المخلوقين إلى الله عزوجل
وهو أنا أبوك، ووصينا (5) خير الاوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك، وشهيدنا خير
الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك، ومنا من له جناحان في الجنة يطير بهما مع
الملائكة وهو
(1) أي صار مسموما. (2) كفاية الاثر: 9.
(3) في المصدر: عن الحسن السمعاني. وفى هامش (ك): معافى خ ل. (4) الشكاة: المرض.
(5) في المصدر: ووصيي.
[308]
ابن عمك، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك
الحسن والحسين، سوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الائمة امناء معصومون (1) ومنا
مهدي هذه الامة، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار
بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عزوجل عند ذلك
مهدينا التاسع من صلب الحسين، يفتح حصون الضلالة وقلوبا غفلاء (2)، يقوم بالدين في
آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملا الارض عدلا كما ملئت جورا، يا فاطمة لا
تحزني ولا تبكي فإن الله أرحم مني بك وأرأف عليك مني، وذلك لمكانك مني وموضعك من
قلبي، وزوجك الله زوجا هو أشرف أهل بيتك حسبا، وأكرمهم منصبا، وأرحمهم بالرعية،
وأعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عزوجل أن تكوني أول من يلحقني (3)
من أهل بيتي، ألا إنك بضعة مني، فمن آذاك فقد آذاني. قال جابر: فلما قبض رسول الله
دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ قالت: اصدقاني
(4) هل سمعتما من رسول الله: فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ؟ قالا: نعم والله
لقد سمعنا ذلك منه، فرفعت يديها إلى السماء وقالت: اللهم إني اشهدك أنهما قد آذياني
وغصبا حقي، ثم أعرضت عنهما فلم تكلمهما بعد ذلك، وعاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما
حتى ألحقها الله به (5). بيان: الرجلان أبو بكر وعمر، وستأتي هذه القصة في أحوال
فاطمة عليها السلام. 147 - نص: علي بن محمد بن متولة، عن محمد بن عمر القاضي
الجعابي، عن نصر بن عبد الله، عن الوشاء، عن زيد بن الحسن الانماطي، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه عليهما السلام عن جابر ابن عبد الله الانصاري قال: كنت عند النبي صلى
الله عليه وآله في بيت ام سلمة فأنزل الله هذه الآية
(1) كذا في (ك) وفى غيره من النسخ وكذا
المصدر: وهما ابناك الحسن والحسين، وتسعة من الائمة معصومون. (2) في المصدر: يفتح
حصون الضلالة وقلاعها. (3) في المصدر: اول من يلحق بى. (4) صدقه بالحديث: أنباء
بالصدق. (5) كفاية الاثر: 9.
[309]
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا (1) فدعا النبي صلى الله عليه وآله بالحسن والحسين وفاطمة
وأجلسهم بين يديه، ودعا عليا عليه السلام فأجلسه خلف ظهره وقال: اللهم هؤلاء أهل
بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت ام سلمة: وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال:
أنت على خير، فقلت: يا رسول الله لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية
المباركة بذهاب الرجس عنهم ؟ قال: يا جابر لانهم عترتي من لحمي ودمي، فأخي سيد
الاوصياء، وابناي خير الاسباط، وابنتي سيدة النسوان، ومنا المهدي، قلت: يا رسول
الله ومن المهدي ؟ قال: تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار والتاسع قائمهم، يملا الارض
قسطا وعدلا، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل (2). 148 - نص: الصدوق، عن
ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن أبي جميلة، عن جابر الجعفي،
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي من
ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، يكون له غيبة وحيرة تضل
فيها الامم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما (3).
149 - نص: أبو المفضل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب، عن محمد بن خلاد الباهلي،
عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: سألت رسول الله
صلى الله عليه وآله عن حواري عيسى فقال: كانوا من صفوته وخيرته وكانوا اثني عشر
مجردين مكمشين في نصرة الله ورسوله، لا زهو (4) فيهم ولا ضعف ولا شك، كانوا ينصرونه
على بصيرة ونفاذ وجد وعناء، قلت: فمن حواريك يا رسول الله ؟ فقال: الائمة بعدي اثنا
عشر من صلب علي وفاطمة، هم حواريي وأنصار ديني (5)، عليهم من الله التحية والسلام.
(1) سورة الاحزاب: 33. (2) كفاية الاثر:
9. (3) كفاية الاثر: 9 و 10. (4) الزهو: التيه والكبر. الباطل والكذب. الظلم. (5)
كفاية الاثر: 10 وفيه: هم حواريي وأنصاري.
[310]
ايضاح: " مكمشين " أي مسرعين [وكمشه
تكميشا: أعجله، والحادي: جد في السوق، وتكمش: أسرع كانكمش " من صلب علي " أي أكثرهم
أو تغليبا] 150 - نص: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري، عن محمد بن أحمد
الصفواني عن محمد بن الحسين، عن عبد الله بن سلمة (1)، عن محمد بن عبد الله الحمصي،
عن ابن حماد، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله صلى الله
عليه وآله صلاة الفجر ثم أقبل علينا وقال: معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا،
ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى، فقام إليه أبو ذر الغفاري
فقال: يا رسول الله كم الائمة بعدك ؟ قال عدد نقباء بني إسرائيل، فقال: كلهم من أهل
بيتك ؟ قال: كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين عليه السلام والمهدي منهم (2).
151 - نص: محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، عن جابر بن يحيى العبرتائي الكاتب،
عن يعقوب بن إسحاق، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء رأيت
على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أيدته
بعلي ونصرته به. ورأيت اثني عشر اسما مكتوبا بالنور، فهم: علي بن أبي طالب وسبطاي
وبعدهما تسعة أسماء: علي علي علي - ثلاث مرات - ومحمد ومحمد - مرتين - وجعفر وموسى
والحسن، والحجة يتلالا من بينهم، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء ؟ فنادى ربي جل جلاله:
يا محمد هم الاوصياء من ذريتك، بهم اثيب وبهم اعاقب (3). 152 - نص: أبو المفضل
الشيباني، عن موسى بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن خاقان، عن أحمد بن الحسن بن
الفضل بن الربيع، عن عثمان بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن عبد الله بن عون، عن
أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) في المصدر: عن عبد الله بن مسلمة. (2)
كفاية الاثر: 10. (3) كفاية الاثر: 10 و 11. وفيه: فناداني ربى جل جلاله: هم
الاوصياء من ذريتك بهم اثيب واعاقب.
[311]
يقول: أوصياء الانبياء الذين يقومون بعدهم
(1) بقضاء ديونهم وإنجاز عداتهم ويقاتلون على سنتهم، ثم التفت إلى علي عليه السلام
فقال: أنت وصيي وأخي في الدنيا والآخرة، تقضي ديني وتنجز عداتي، وتقاتل على سنتي،
تقاتل على التأويل كما قاتلت على تنزيله فأنا خير الانبياء وأنت خير الاوصياء
وسبطاي خير الاسباط، ومن صلبهما تخرج الائمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط،
والائمة بعدي على عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، وهم عترتي من لحمي ودمي (2).
153 - نص: أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن منده، عن هارون بن موسى عن أحمد بن
محمد بن صدقة الرقي بمصر، عن أبيه، عن محمد بن خلاد الباهلي، عن معاذ بن معاذ، عن
أبي عون، عن هشام بن يزيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الائمة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من قريش (3). 154 - نص:
القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي، عن علي بن عقبة القاضي السناني، عن
أبي بكر محمد بن عبد الله، عن محمد بن عرفة الطائي الحمصي، عن العبرتائي محمد بن
يوسف، عن سفيان الثوري، عن عاصم، عن أبي العالية، عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله
عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من قريش
(4). 155 - نص: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد، عن أبي طالب بن زيد السرواني
العدل، عن حميد، عن عبد الله بن جعفر الرملي بالبصرة، عن شبانة بن سوار (5)، عن
شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله
يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، فقيل: يا رسول الله فكم الائمة بعدك ؟ قال: عدد نقباء
بني إسرائيل (6). قب: عن أنس مثله (7).
(1) في المصدر: من بعدهم. (2 - 4) كفاية
الاثر: 11. (5) في المصدر: عن سيابة بن سوار. (6) كفاية الاثر: 11. (7) مناقب آل
ابى طالب 1: 21.
[312]
156 - نص: علي بن محمد بن متوله، عن علي
بن محمد بن مهرويه القزويني، عن حامد بن أبي حامد، عن محمد بن عبد الرحمان البرقي،
عن عباس بن طالب، عن عبد الواحد بن زياد عن عاصم الاحوال، عن حفصة بنت سيرين قالت:
قال لي أنس بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا
عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من قريش (1). 157 - نص: محمد بن عبد الله
الشيباني، عن هاشم بن مالك الخزاعي، عن العباس بن الفرج الرياحي، عن شرجيل بن أبي
عون، عن يزيد بن عبد الملك، عن سعيد المعبري عن أبي هريرة قال: قلت لرسول الله صلى
الله عليه وآله: إن لكل نبي وصيا وسبطين، فمن وصيك وسبطاك ؟ فسكت ولم يرد علي
الجواب، فانصرفت حزينا، فلما حان الظهر قال: ادن يا أبا هريرة، فجعلت أدنو وأقول:
أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، ثم قال: إن الله بعث أربعة آلاف نبي، وكان لهم
أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لانا خير النبيين، ووصيي خير
الوصيين، وإن سبطي خير الاسباط، ثم قال صلى الله عليه وآله سبطي خير الاسباط (2):
الحسن والحسين سبطا هذه الامة، وإن الاسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثني عشر
رجلا، وإن الائمة بعدي اثنا عشر رجلا من أهل بيتي، علي أولهم وأوسطهم محمد وآخرهم
محمد، وهو (3) مهدي هذه الامة الذي يصلي عيسى خلفه، ألا إن من تمسك بهم بعدي فقد
تمسك بحبل الله، ومن تخلى منهم فقد تخلا من حبل الله (4). 158 - نص: محمد بن عبد
الله الشيباني، والقاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي، والحسن بن محمد بن
سعيد، والحسن بن علي بن الحسن الرازي، جميعا عن محمد بن همام بن سهيل الكاتب، عن
الحسن بن محمد بن جمهور العمي، عن أبيه، عن عثمان بن عمر، عن شعبة بن سعيد بن
إبراهيم، عن عبد الرحمان الاعرج، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه
وآله وأبو بكر وعمر والفضل بن العباس وزيد بن حارثة وعبد الله بن
(1 و 4) كفاية الاثر: 11. (2) الصحيح كما
في المصدر: سبطاى خير الاسباط. (3) ليست كلمة " هو " في المصدر. (*)
[313]
مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليه السلام
فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وقبله ثم قال: حزقة حزقة، ترق عين بقة، ووضع فمه
على فمه وقال: اللهم إني احبه فأحبه وأحب من يحبه، يا حسين أنت الامام ابن الامام
أبو الأئمة، تسعة من ولدك أئمة أبرار. فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الائمة
الذين ذكرتهم في صلب الحسين ؟ فأطرق مليا (1) ثم رفع رأسه فقال: يا عبد الله سألت
عظيما ولكني اخبرك أن ابني هذا ووضع يده على كتف الحسين عليه السلام - يخرج من صلبه
ولد مبارك سمي جده علي عليه السلام يسمي العابد ونور الزهاد، ويخرج الله من صلب علي
ولدا اسمه اسمي وأشبه الناس بي يبقر العلم بقرا وينطق بالحق ويأمر بالصواب، يخرج
الله من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يارسول الله ؟
قال: يقال له جعفر، صادق في قوله وفعله، الطاعن عليه كالطاعن علي، والراد عليه
كالراد علي، ثم دخل حسان بن ثابت وأنشد في رسول الله صلى الله عليه وآله شعرا
وانقطع الحديث. فلما كان من الغد صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دخل بيت
عائشة ودخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس، وكان صلى الله عليه
وآله من دأبه إذا سئل أجاب وإذا لم يسأل ابتدأ، فقلت له: بأبي أنت وامي يا رسول
الله ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين قال: نعم يا أبا هريرة، ويخرج الله من
صلب جعفر مولودا نقيا طاهرا أسمر ربعة (2) سمي موسى بن عمران، ثم قال له ابن عباس:
ثم من رسول الله ؟ قال: يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى بالرضا، موضع العلم ومعدن
الحلم، ثم قال عليه السلام، بأبي المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب علي ابنه
محمد المحمود، أطهر الناس (3) خلقا وأحسنهم خلقا، و يخرج من صلب محمد علي ابنه:
طاهر الحسب صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن
الله. وأبو حجة الله، ويخرج الله من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملاها قسطا وعدلا
كما ملئت جورا وظلما، له هيبة موسى وحكم داود وبهاء
(1) اطرق: سكت ولم يتكلم. ارخى عينيه ينظر
إلى الارض. والملى: الطويل من الزمان (2) الاسمر: من كان لونه بين السواد والبياض
الربعة: الوسيط القامة. (3) في المصدر: اطهرهم خلقا.
[314]
عيسى ثم تلا صلى الله عليه وآله: " ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم ". فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام: بأبي أنت
وامي يارسول الله من هؤلاء الذين ذكرتهم ؟ قال يا علي: أسامي الاوصياء من بعدك،
والعترة الطاهرة، والذرية المباركة، ثم قال صلى الله عليه وآله: والذي نفس محمد
بيده لو أن رجلا عبد الله ألف عام ثم ألف عام ما بين الركن والمقام ثم أتاني جاحدا
لولايتهم لاكبه الله في النار كائنا من كان، قال أبو علي محمد بن همام: العجب من
أبي هريرة أنه يروي مثل هذه الاخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت عليهم السلام ؟ (1).
[بيان: قال الجزري: فيه " أنه كان يرقص الحسن أو الحسين ويقول: حزقة حزقة ترق عين
بقة، فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره " الحزقة: الضعيف المقارب الخطو من ضعفه
(2)، وقيل: القصير العظيم البطن، فذكرها له على سبيل المداعبة (3) والتأنيس له،
وترق بمعنى اصعد، وعين بقة كناية عن صغر العين، وحزقة مرفوع على خبر مبتدء محذوف
تقديره: أنت حزقة، وحزقة الثاني كذلك أو أنه خبر مكرر، ومن لم ينون حزقة أراد: يا
حزقة فحذف حرف النداء كعين بقة، وهي في الشذود كقولهم: أطرق كرى، لان حرف النداء
إنما يحذف من العلم المضموم و المضاف (4)]. 159 - نص: محمد بن وهبان بن محمد
البصري، عن الحسين بن علي البزوفري، عن عبد الله بن مسلمة، عن عقبة بن مكرم، عن عبد
الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يعقوب بن خالد، عن أبي صالح السمان، عن
أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: معاشر الناس من أراد أن
يحيا حياتي ويموت ميتتي فليتول علي بن أبي طالب والبقية الائمة من بعده (4)، فقيل:
يارسول الله فكم الائمة بعدك ؟ فقال:
(1) كفاية الاثر 11 و 12. (2) في المصدر:
الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه. (3) المداعبة: الممازحة. (4) النهاية 1: 223. (5)
في المصدر: وبقية الائمة من بعده.
[315]
عدد الاسباط (1). 160 - نص: أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن عبيد الجوهري، عن عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، عن الطيالسي
أبي الوليد، عن أبي زياد عبد الله بن ذكوان، عن أبيه، عن الاعرج عن أبي هريرة قال:
قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله عزوجل: " وجعلها كلمة باقية في
عقبه (2) " قال: جعل الامامة في عقب الحسين، يخرج من صلبة تسعة من الائمة، ومنهم
مهدي هذه الامة، ثم قال صلى الله عليه وآله: لو أن رجلا صفن بين الركى والمقام ثم
لقي الله مبغضا لاهل بيتي دخل النار (3). بيان: قال الجزري: كل صاف قدميه قائما فهو
صافن (4). 161 - نص: بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني تارك
فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله عزوجل، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على
الضلالة، ثم أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي - قالها ثلاث مرات - فقلت لابي
هريرة: فمن أهل بيته نساؤه ؟ ! قال: لا، أهل بيته أصله وعصبته وهم الائمة الاثنا
عشر الذين ذكرهم الله في قوله: " وجعلها كلمة باقية في عقبه (5) ". 162 - نص: أبو
الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي، عن أحمد بن محمد بن مروان الغزال، عن محمد بن
تيم، عن عبد الرحمان بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبد الغفار بن قاسم، عن أبي
مريم، عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نزلت هذه الآية
" إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (6) " فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم
قال: أنا المنذر (7)، أتعرفون الهادي ؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: هو خاصف النعل
(8)، فطولت
(1) كفاية الاثر: 12. (2) سورة الزخرف:
28. (3 و 5) كفاية الاثر: 12. (4) النهاية 2: 267. (6) سورة الرعد: 7. (7) في
المصدر: انما انا المنذر. (8) خصف النعل: اطبق عليها مثلها وخزرها بالمخصف.
[316]
الاعناق إذ خرج علينا علي عليه السلام من
بعض الحجر وبيده نعل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم التفت إلينا رسول الله صلى
الله عليه وآله فقال: الا إنه المبلغ عني والامام بعدي وزوج ابنتي وأبو سبطي، فنحن
أهل بيت أذهب الله عنا الرجس وطهرنا من الدنس، يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت
على التنزيل (1)، هو الامام أبو الأئمة الزهر، فقيل: يارسول الله وكم الائمة بعدك ؟
قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، ومنا مهدي هذه الامة، يملا الله به الارض
قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، لا تخلو الارض منهم إلا ساخت بأهلها (2). 163 -
نص: محمد بن عبد الله الشيباني، عن صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، عن زكريا، عن سليمان
بن جعفر الجعفري، عن مسكين بن عبد العزيز، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إن الصدقة لا تحل لي ولا لاهل بيتي، فقلنا، يا رسول الله:
من أهل بيتك ؟ قال: أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي، هم الائمة من بعدي عدد نقباء بني
إسرائيل (3). 164 - نص: أبو المفضل محمد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن زكريا
العدوي، عن محمد بن العلاء، عن إسماعيل بن صبيح اليشكري، عن شريك بن عبد الله، عن
شبيب بن عرقدة (4)، عن المفضل بن حصين، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من
قريش. قال أبو المفضل: هذا حديث غريب لا أعرفه إلا عن الحسن بن علي بن زكريا البصري
بهذا الاسناد، وكتبت عنه ببخارى يوم الاربعاء وكان يوم العاشور، وكان من أصحاب
الحديث [إلا أنه ثقة في الحديث] وكثيرا ما كان يروي من فضائل أهل البيت عليهم
السلام (5).
(1) الظاهر انه اشارة إلى أنه عليه السلام
وكذا سائر الائمة مأمورون بالباطن لا بالظاهر كما هو شأن النبي، ويؤيده محاربة على
عليه السلام مع الخوارج وغيرهم مع انهم كانوا مقرين بظاهر الاسلام. (2 و 3) كفاية
الاثر: 12. (4) في المصدر: عن شبيب بن فرقد. (5) كفاية الاثر: 12 و 13.
[317]
قب: المفضل بن حصين مثله (1). 165 - نص:
علي بن الحسن بن محمد بن منده، عن هارون بن موسى، عن محمد بن أحمد بن عيسى بن منصور
الهاشمي، عن عمه عيسى بن أحمد، عن أبي ثابت المدني، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن
هشام بن سعيد، عن عيسى بن عبد الله بن مالك، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: أيها الناس إني فرط لكم، وإنكم واردون علي الحوض، حوضا
أعرض مما بين صنعاء وبصرى (2)، فيه قد حان عدد النجوم من فضة، وإني سائلكم حين
تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، السبب الاكبر كتاب الله طرفه بيد
الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تبدلوا، و عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني
اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فقلت: يارسول الله من عترتك ؟
قال: أهل بيتي من ولد علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار،
هم عترتي من لحمي ودمي (3). 166 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن محمد بن الحسين
البزوفري، عن أحمد بن عيسى بن الفضل الانماطي، عن داود بن فضل، عن أبي عائشة، عن
أبي عبد الرحمان، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: قال أبي: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الائمة من بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين
ومنا مهدي هذه الامة، من تمسك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله، ومن تخلى (4) منهم
فقد تخلى من الله (5). 167 - نص: أحمد بن محمد بن عبيدالله الجوهري، عن أبي ذرعة
عبد الله بن جعفر الميموني، عن محمد بن مسعود، عن مالك بن سليمان، عن عمر بن سعيد
المقري، عن شريك
(1) مناقب آل أبى طالب 1: 210. (2) في
المصدر: حوضا عرضه مما بين صنعا وبصرى. وصنعاء اسم لموضعين أحدهما باليمن و هي
العظمى، والاخرى بدمشق. وبصرى - بالضم والقصر - في موضعين احداهما بالشام وهى التى
وصل إليها النبي صلى الله عليه وآله للتجارة، والاخرى من قرى بغداد. (3 و 5) كفاية
الاثر: 13. (4) تخلى منه وعنه: تركه.
[318]
عن ركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن
زيد بن ثابت قال: مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله صلى الله عليه
وآله فأخذهما وقبلهما، ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللهم رب السماوات السبع وما
أظلت، ورب الرياح وما ذرت، اللهم رب كل شئ، أنت الاول فلا شئ قبلك وأنت الباطن فلا
شئ دونك ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، و إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أسألك أن تمن
عليهما بعافيتك، وتجعلهما تحت كنفك وحرزك (1)، وأن تصرف عنهما السوء والمحذور
برحمتك، ثم وضع يده على كتف الحسن فقال: أنت الامام وابن ولي الله، ووضع يده على
صلب الحسين فقال: أنت الامام وأبو الائمة، تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائهم
من تمسك بكم وبالائمة من ذريتكم كان معنا يوم القيامة، وكان معنا في الجنة في
درجاتنا. قال: فبرءا من علتها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله (2). 168 - نص:
محمد بن عبد الله بن المطلب، عن إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي، عن
أبيه، عن عبد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة،
عن زيد بن ثابت قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي بن أبي طالب قائد
البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، الشاك في علي هو الشاك في
الاسلام، وخير من اخلف بعدي وخير أصحابي علي، لحمه لحمي ودمه دمي وأبو سبطي، ومن
صلب الحسين يخرج الائمة التسعة، ومنهم مهدي هذه الامة (3)، 169 - نص: محمد بن عبد
الله بن المطلب، عن محمد بن فيض بن فياض العجلي الساري، عن محمد بن أحمد بن عامر،
عن أبيه، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: لا يذهب الدنيا حتى يقوم بأمر امتي رجل من صلب الحسين عليه
السلام يملاها عدلا كما ملئت جورا قلنا: من هو يا رسول الله ؟ قال: هو الامام
التاسع من صلب الحسين. وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حبنا
(1) الكنف: الحرز والرحمة. والحرز: الموضع
الحصين. (2 و 3) كفاية الاثر: 13.
[319]
إيمان وبغضنا نفاق (1). 170 - نص: الحسين
بن علي بن الحسن الرازي، عن إسحاق بن محمد بن خالويه عن يزيد بن سليمان البصري، عن
شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: معاشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة ؟ قلنا: بلى يا
رسول الله، قال: الحسن والحسين، أنا جدهما سيد المرسلين، وجدتهما خديجة سيدة نساء
أهل الجنة، ألا أدلكم على خير الناس أبا واما ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال الحسن
والحسين، أبوهما علي بن أبي طالب وامهما فاطمة سيدة نساء العالمين، ألا أدلكم على
خير الناس عما وعمة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: الحسن والحسين عمهما جعفر الطيار
ابن أبي طالب وعمتهما ام هانئ بنت أبي طالب (2)، أيها الناس ألا أدلكم على خير
الناس خالا وخالة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن و الحسين، خالهما القاسم
ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله [ثم دمعت عينا رسول الله] فقال: على
قاتلهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وإنه ليخرج من صلب الحسين أئمة أبرار،
امناء معصومون، قوامون بالقسط ومنا مهدي هذه الامة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه،
قلنا: من هو يا رسول الله ؟ قال: هو التاسع من صلب الحسين أئمة أبرار والتاسع
مهديهم، يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (3). 171 - نص: أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن بن سعيد الخزاعي، عن أبي الحسين الاسدي، عن البرمكي، عن مندل بن
علي، عن أبي نعيم، عن محمد بن زياد، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت الامام والخليفة بعدي، و ابناك هذان إمامان
وسيدا شباب أهل الجنة. وتسعة من صلب الحسين أئمة معصومون ومنهم قائمنا أهل البيت،
ثم قال: يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة، فقام إليه رجل من الانصار
فقال: فداك أبي وامي يا رسول الله من هم ؟ قال: أنا على دابة الله البراق، وأخي
صالح على ناقة الله التي عقرت (4)، وعمي حمزة على ناقتي العضباء
(1 و 3) كفاية الاثر: 13. (2) في المصدر:
اخت على بن ابى طالب. (4) عقر الابل أو الناقة: قطع قوائمها بالسيف.
[320]
وأخي علي على ناقة من نوق الجنة، وبيده
لواء الحمد ينادي: لا إله الله محمد رسول الله فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب
أو نبي مرسل، أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش يا معشر الآدميين ليس هذا
ملك مقرب (1) ولا بني مرسل ولا حامل عرش هذا الصديق الاكبر والفاروق الاعظم علي بن
أبي طالب (2). 172 - نص: علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين البزوفري، عن أحمد بن
محمد بن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن قرضة، عن شريك، عن الاعمش، عن زيد بن حسان،
عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه
السلام أنت سيد الاوصياء وابناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب الحسين يخرج الله
عزوجل الائمة التسعة فإذا مت ظهرت لك الضغائن في صدور قوم، ويمنعونك حقك، ويتمالون
عليك. وبإسناده عن زيد بن أرقم قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى
الله عليه وآله إلا ببغضهم علي بن أبي طالب ووولده (3). 173 - نص الحسين بن علي، عن
هارون موسى، عن محمد بن صدقة الرقي، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمان عبد الله بن أحمد،
عن داود بن زاهر بن المسيب، عن صالح بن أبي الاسود، عن الحسن بن عبيدالله، عن أبي
الضحى، عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه:
أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي لا يستغني عنه العباد، فإن من رغب بالتقوى زهد في
الدنيا (4)، واعلموا أن الموت سبيل العالمين و مصير الباقين يختطف المقيمين (5) ولا
يعجزه لحاق الهاربين، يهدم كل لذة، ويزيل كل نعمة، ويقشع (6) كل بهجة، والدنيا دار
الفناء، ولاهلها منها الجلاء، وهي حلوة خضرة قد تحلت للطالب، فارتحلوا عنها رحمكم
الله بخير ما يحضركم من الزاد، ولا تطلبوا
(1) كذا في النسخ والمصدر. (2) كفاية
الاثر: 13 و 14. (3) كفاية الاثر: 14. (4) في المصدر و (د): هدى في الدنيا. (5) أي
يجتذبهم. (6) أي يفرق. والبهجة: الحسن. النضارة. السرور أو ظهور الفرح. بحار
الانوار - 20 -
[321]
منها أكثر من البلاغ (1) ولا تمدوا عينكم
فيها إلى مامتع به المترفون، ألا إن الدنيا قد تنكرت وأدبرت واحلولت (2) وآذنت
بوداع، ألا وإن الآخرة قد حلت وأقبلت باطلاع، معاشر الناس كأني على الحوض، انظروا
ما يرد علي منكم، وسيؤخر اناس دوني فأقول: يا رب مني ومن امتي، فيقال: هل شعرت بما
عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم معاشر الناس اوصيكم في عترتي
وأهل بيتي خيرا، فإنهم مع الحق والحق معهم، وهم الائمة الراشدون بعدي والامناء
المعصومون، فقام إليه عبد الله بن العباس فقال: يا رسول الله كم الائمة بعدك ؟ قال:
عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، تسعة من صلب الحسين ومنهم مهدي هذه الامة (3).
174 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي، عن إسحاق ابن
جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن الاجلح الكندي، عن أبي امامة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور: لا
إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي، ورأيت: عليا عليا عليا - ثلاث
مرات - [ثم بعده الحسن والحسين] ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة (4) اثني
عشر اسما مكتوبا بالنور، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء الذين قرنتهم بي ؟ فنوديت: يا
محمد هم الائمة بعدك والاخيار من ذريتك (5). قب: عن أبي امامة مثله (6). 175 - نص:
علي بن محمد، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، عن أحمد بن يونس،
(1) البلاغ: الكفاية. (2) الصحيح كما في
المصدر: " اخلولقت " واخلولق الثوب: بلى. والدار: خربت. (3 و 5) كفاية الاثر: 14.
(4) في المصدر: رأيت عليا عليا عليا ومحمدا محمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة
وعلى أي فلا يخلو عن اضطراب والصحيح ما في المناقب وهو: ونصرته بعلى، ثم بعده الحسن
والحسين، ورأيت عليا عليا عليا، محمدا محمدا - مرتين - وجعفرا وموسى والحسن والحجة.
(6) مناقب آل أبى طالب 1: 210.
[322]
عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن
القاسم، عن أبي امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة بعدي اثنا عشر
كلهم من قريش، تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم (1). 176 - نص: محمد بن وهبان
البصري، عن الحسين بن علي البزوفري [عن علي ابن العباس، عن عباد بن يعقوب، عن ميمون
بن أبي ثويرة، عن أبي بكر بن عياش] عن أبي سليمان الضبي، عن أبي امامة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منا، وذلك حين
يأذن الله عزوجل، فمن تبعه نجا، ومن تخلف عنه هلك، فالله الله عباد الله ائتوه ولو
على الثلج، فإنه خليفة الله، قلنا: يا رسول الله ومتى يقوم قائمكم ؟ قال: إذا صارت
الدنيا هرجا ومرجا، وهو التاسع من صلب الحسين عليه السلام (2). 177 - نص: القاضي
أبو الفرج المعافا بن زكريا، عن علي بن عقبة القاضي، عن موسى بن إسحاق الانصاري، عن
عبد الله بن مروان بن معاوية، عن شداد بن عبد الرحمان من أهل بيت المقدس، عن
إبراهيم بن أبي عيلة، عن واثلة بن الاسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، والقبر، وعند
النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان. وعند الصراط، فمن أحبني وأحب أهل
بيتي واستمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة، فقيل: يا رسول الله فكيف
الاستمساك بهم قال: إن الائمة بعدي اثنا عشر، فمن أحبهم واقتدى بهم فاز ونجا، ومن
تخلف عنهم ضل وغوى (3). 178 - نص: محمد بن عبد الله الشيباني، عن محمد بن جعفر بن
محمد الرازي الكوفي عن محمد بن عبد الرحمان بن محمد، عن أبي أحمد الطوسي المشطوي،
وأحمد بن محمد المقري، عن محمد بن نجي، عن داود بن الحسين، عن خرام بن نجي الشامي،
عن عتبة بن تيهان السلمي، عن مكحول، عن واثلة بن الاسقع قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله لا يتم الايمان
(1 و 2) كفاية الاثر: 14. (3) كفاية
الاثر: 14 و 15.
[323]
إلا بمحبتنا أهل البيت، وإن الله تبارك
وتعالى عهد إلي أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي،
فطوبى لمن تمسك بي وبالائمة الاطهار من ذريتي، فقيل يا رسول الله فكم الائمة بعدك ؟
قال: عدد نقباء بني إسرائيل (1). 179 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن هارون بن
موسى، عن جعفر بن علي ابن سهل الدقاق الدوري، عن علي بن الحارث المروزي، عن أيوب بن
عاصم الهمداني، عن حفص بن غياث، عن يزيد، عن مكحول، عن واثلة بن الاسقع يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى
ناداني جل جلاله فقال: يا محمد، قلت: لبيك سيدي، قال: إني ما أرسلت نبيا فانقضت
أيامه إلا أقام بالامر من بعده وصيه، فاجعل علي بن أبي طالب الامام الوصي بعدك،
فإني خلقتكما من نور واحد، وخلقت الائمة الراشدين من أنواركما، أتحب أن تراهم يا
محمد ؟ قلت: نعم يا رب، قال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الائمة بعدي
اثنا عشر نورا قلت: يا رب أنوار من هي ؟ قال: أنوار الائمة بعدك، امناء معصومون
(2). 180 - نص: أبو عبد الله الحسن بن محمد بن سعيد، عن الحسين بن علي البزوفري، عن
موسى بن إسحاق الانصاري، عن علي بن الحسن، عن عيسى بن يونس، عن ثور - يعني ابن يزيد
- عن خالد بن سعدان، عن واثلة بن الاسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أنزلوا أهل بيتي بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس، وإن الرأس لا
يهتدي إلا بالعين، اقتدوا بهم من بعدي لن تضلوا، فسألنا عن الائمة فقال: الائمة
بعدي من عترتي - أو قال: من أهل بيتي - عدد نقباء بني إسرائيل (3). 181 - نص: أبو
المفضل الشيباني، عن حيدر بن محمد، عن محمد بن مسعود، عن يوسف بن السخت، عن سفيان
الثوري، عن موسى بن أبي عبيدة، عن أياس، عن سلمة ابن الاكوع، عن أبي أيوب الانصاري
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا سيد الانبياء وعلي سيد الاوصياء
وسبطاي خير الاسباط، ومنا الائمة المعصومون من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الامة،
فقام إليه أعرابي فقال: يارسول الله كم الائمة
(1 و 2 و 3) كفاية الاثر: 15.
[324]
بعدك ؟ قال: عدد الاسباط وحواري عيسى
ونقباء بني إسرائيل (1). 182 - نص: أبو المفضل والمعافا بن زكريا والحسن بن علي
الرازي جميعا عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن عيسى، عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن
هارون قال: حدثنا مشيختنا وعلماؤنا عن عبد القيس قالوا: لما كان يوم الجمل خرج علي
بن أبي طالب حتى وقف بين الصفين وقد أحاطت بالهودج بنو ضبة فنادى: أين طلحة وأين
الزبير، فبرز له الزبير فخرجا حتى التقيا بين الصفين، فقال: يا زبير ما الذي حملك
على هذا ؟ قال: الطلب بدم عثمان قال: قاتل الله أولانا بدم عثمان، أما تذكر يوما
كنا في بني بياضة فاستقبلنا رسول الله وهو متك عليك فضحكت إليك (2) وضحكت إلي فقلت:
يارسول الله إن عليا لا يترك زهوه (3)، فقال: ما به زهو ولكنك لتقاتله يوما وأنت
ظالم له ؟ قال: نعم ولكن كيف أرجع الآن إنه لهو العار، قال: ارجع بالعار قبل أن
يجتمع عليك العار والنار، قال: كيف أدخل النار وقد شهد لي رسول الله بالجنة ؟ قال:
متى ؟ قال: سمعت سعيد بن يزيد يحدث عثمان بن عفان في خلافته أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: عشرة في الجنة قال: ومن العشرة ؟ قال: أبو بكر وعمر وعثمان
وأنا وطلحة حتى عد تسعة، قال: فمن العاشر قال: أنت، قال: أما أنت شهدت لي بالجنة،
وأما أنا فلك ولاصحابك من الجاحدين ولقد حدثني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: إن سبعة ممن ذكرتهم في تابوت من نار في أسفل درك من الجحيم، على ذلك التابوت
صخرة إذا أراد الله عزوجل عذاب أهل الجحيم رفعت تلك الصخرة قال: فرجع الزبير وهو
يقول: نادي علي بأمر لست أجهله * قد كان عمر أبيك الحق مذ حين (4) فقلت حسبك من
لومي أبا حسن * فبعض ما قلته اليوم يكفيني (5) اخترت عارا على نار مؤججة * أنى يقوم
بها خلق من الطين ؟
(1) كفاية الاثر: 15. (2) في المصدر:
فاستقبلنا رسول الله فسلمت عليه فضحكت اليك اه. (3) الزهو: الفخر. (4) في المصدر:
قد كان عمر أبيك الخير مذ حين. (5) فان بعض الذى قد قلت يكفيني. خ ل.
[325]
فاليوم أرجع من غي إلى رشد * ومن مغالظة
البغضا إلى الكين (1). ثم حمل علي عليه السلام على بني ضبة، فما رأيتهم إلا كرماد
اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم اخذت المرأة فحملت إلى قصر بني خلف، فدخل علي
والحسن والحسين وعمار وزيد وأبو أيوب خالد بن زيد الانصاري، ونزل أبو أيوب في بعض
دور الهاشميين، فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ البصرة، فدخلنا إليه وسلمنا عليه
وقلنا: إنك قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ببدر وأحد المشركين، والآن جئت
تقاتل المسلمين ! فقال: والله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنك
تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي مع علي بن أبي طالب عليه السلام (2) قلنا:
الله إنك سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: الله لقد سمعت يقول ذلك
رسول الله صلى الله عليه وآله، قلنا فحد ثنا بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وآله في علي، قال سمعتة يقول: علي مع الحق والحق معه، وهو الامام والخليفة بعدي،
يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وابناه الحسن والحسين سبطاي من هذه الامة
إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما، والائمة بعد الحسين تسعة من صلبه، ومنهم
القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوله، يفتح حصون الضلالة. قلنا: وذلك
التسعة من هم (3) ؟ قال: هم الائمة بعد الحسين خلف بعد خلف، قلنا: فكم عهد إليك
رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون بعده من الائمة ؟ قال: اثنا عشر، قلنا: فهل
سماهم لك ؟ قال: نعم إنه قال صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى
ساق العرش (4) فإذا هو مكتوب بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي
ونصرته بعلي ورأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي: الحسن
والحسين عليا عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة، قلت: إلهي وسيدي
من هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت أسماءهم باسمك ؟ فنوديت: يا محمد هم الاوصياء بعدك
والائمة،
(1) في المصدر: إلى اللين. (2) في المصدر:
يقول لعلى: انك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وقال لى: انك تقاتلهم مع على بن
ابى طالب عليه السلام. (3) في المصدر و (د): قلنا فهذه التسعة من هم. (4) في
المصدر: نظرت على ساق العرش.
[326]
فطوبى لمحبيهم والويل لمبغضيهم. قلنا: فما
لبني هاشم ؟ قال سمعته يقول: أنتم المستضعفون بعدي، قلت: فمن القاسطون والناكثون
والمارقون ؟ قال: الناكثون الذين قاتلناهم، سوف نقاتل القاسطين وأما المارقين (1)
فإني والله لا أعرفهم غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: في الطرقات
بالنهروانات، قلنا: فحدثنا بأحسن ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:
سمعته يقول: مثل المؤمن عند الله كمثل ملك مقرب، فإن المؤمن عند الله أعظم من ذلك
وليس شئ أحب إلى الله عزوجل من مؤمن تائب ومؤمنة تائبة، قلنا: زدنا يرحمك الله،
قال: نعم سمعته صلى الله عليه وآله يقول: لا يتم الايمان إلا بولايتنا أهل البيت،
قلنا زدنا يرحمك الله، قال: نعم سمعته يقول: من قال لا إله إلا الله مخلصا فله
الجنة، قلنا: زدنا يرحمك الله، قال: نعم سمعته صلى الله عليه وآله يقول: من كان
مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: المكر والخديعة في
النار، قلنا: جزاك الله عن نبيك وعن الاسلام خيرا (2). بيان: " أنى " بالفتح. و "
يقوم " على الغيبة أي كيف يطيقها من خلق من الطين ؟ والكين: الخضوع والذلة والاصواب
" اللين " كما في أكثر النسخ. 183 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن محمد بن الحسين بن
حفص، عن عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن محمد بن عبد الله، عن أبي عبيدة بن محمد
بن عمار، عن أبيه، عن جده عمار قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض
غزواته وقتل علي عليه السلام أصحاب الالوية وفرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله
الجمحي وقتل شيبة بن نافع أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وقلت: يارسول الله إن
عليا قد جاهد في الله حق جهاده، فقال: لانه مني وأنا منه، وإنه وارث علمي وقاضي
ديني ومنجز وعدي والخليفة بعدي، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي وحربي
حرب الله، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله ألا إنه أبو سبطي والائمة بعدي، من صلبه يخرج
الله تعالى الائمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الامة.
(1) في المصدر و (د): وسوف نقاتل القاسطين
والمارقين اه. (2) كفاية الاثر: 15 و 16.
[327]
فقلت: بأبي أنت وامي يارسول الله ما هذا
المهدي ؟ قال: يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين أئمة
تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم، وذلك قوله عزوجل: " قل أرأيتم أن أصبح ماؤكم غورا
فمن يأتيكم بماء معين (1) " يكون له غيبة طويلة، يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون،
فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملا الدنيا قسطا وعدلا، ويقاتل على التأويل كما
قاتلت على التنزيل، وهو سميي وأشبه الناس بي يا عمار سيكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك
فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه (2). يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي
صنفين: الناكثين والقاسطين: تقتلك الفئة الباغية (3)، قلت: يا رسول الله أليس ذلك
على رضى الله ورضاك قال: نعم على رضى الله ورضاي، ويكون آخر زادك شربة من لبن
تشربه. فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له:
يا أخا رسول الله أتأذن لي في القتال ؟ فقال: مهلا رحمك الله، فلما كان بعد ساعة
أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله، فأعاد عليه ثالثا فبكى أمير المؤمنين عليه السلام
فنظر إليه عمار فقال: يا أمير المؤمنين إنه يوم الذي وصفه رسول الله ؟ ! صلى الله
عليه وآله، ونزل (4) أمير المؤمنين عليه السلام عن بغلته وعانق عمارا وودعه وقال:
يا أبا اليقظان جزاك الله عن نبيك وعن الاسلام خيرا (5)، فنعم الاخ كنت، ونعم
الصاحب كنت، ثم بكى عليه السلام وبكى عمار، ثم قال: والله يا أمير المؤمنين ما
اتبعتك إلا ببصيرة، فاني سمعت رسول الله يقول يوم خيبر (6): يا عمار ستكون بعدي
فتنة، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه، و إنك ستقاتل بعدي
الناكثين والقاسطين، فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الاسلام أفضل الجزاء، لقد أديت
وأبلغت ونصحت، ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام وبرز إلى القتال
(1) سورة الملك: 30. (2) من هنا إلى آخر
الرواية قد سقط عن (ت) و (د). (3) في المصدر: ثم يقتلك الفئة الباغية. (4) في
المصدر: وصفه لى رسول الله، فنزل اه. (5) في المصدر: جزاك الله عن الله وعن نبيك
خيرا. (6) في المصدر: يوم حنين.
[328]
ثم إنه دعا بشربة من ماء فقيل: ما معنا
ماء، فقام إليه رجل من الانصار فأسقاه شربة من لبن فشربه، ثم قال: هكذا عهد إلي
رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون آخر زادي شربة من لبن (1) ثم حمل على القوم
فقتل ثمانية عشر نفسا، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل رحمه الله، فلما
كان في الليل (2) طاف أمير المؤمنين عليه السلام في القتلى فوجد عمارا ملقى بين
القتلى، فجعل رأسه على فخذه ثم بكى عليه السلام وأنشأ يقول: ألا أيها الموت الذي
لست تاركي * أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك بصيرا بالذين احبهم * كأنك تأتي نحوهم
بدليل (3) 184 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي بن
معمر، عن عبد الله بن معبد، عن موسى بن إبراهيم، عن عبد الكريم بن هلال، عن أسلم عن
أبي الطفيل، عن عمار قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا بعلي
عليه السلام فساره (4) طويلا ثم قال: يا علي أنت وصيي ووارثي، قد أعطاك الله علمي
وفهمي، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وغصبت على حقك، فبكت فاطمة وبكى الحسن
والحسين عليهم السلام، فقال لفاطمة: يا سيدة النسوان مم بكاؤك قالت: يا أبت أخشى
الضيعة بعدك، قال: أبشري يا فاطمة فإنك أول من تلحقني من أهل بيتي، فلا تبكي ولا
تحزني فإنك سيدة نساء أهل الجنة، وأباك سيد الانبياء، وابن عمك خير الاوصياء (5)،
وابناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب الحسين يخرج الله الائمة التسعة، مطهرون
معصومون، ومنا مهدي هذه الامة، الخبر (6). 185 - نص: محمد بن وهبان، عن محمد بن عمر
الجعابي، عن إسماعيل بن محمد بن شيبة، عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن يحيى بن خلف،
عن عبد الرحمان، عن يزيد بن الحسن، عن معاوية بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن
اسيد قال: سمعت رسول
(1) في المصدر: آخر زادي من الدنيا شربة
من اللبن. (2) في المصدر: فلما كان الليل. (3 و 6) كفاية الاثر: 16 و 17. وفيه:
كانك تنحو نحوهم بدليل. (4) أي كلمة بسر. (5) في المصدر: سيد الاوصياء.
[329]
الله صلى الله عليه وآله يقول: على منبره:
معاشر الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، حوضا أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه
عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما، الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله (1) وطرفه بأيديكم،
فاستمسكوا به لن تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي (2) فإنه قد نبأني اللطيف
الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، معاشر الناس كأني على الحوض أنتظر من
يرد علي منكم، وسوف يؤخر اناس من دوني فأقول: يا رب مني ومن امتي، فيقال: يا محمد
هل شعرت بما عملوا ؟ إنهم ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم. ثم قال: اوصيكم في
عترتي خيرا - ثلاثا أو قال: في أهل بيتي - فقام إليه سلمان فقال: يا رسول الله ألا
تخبرني عن الائمة بعدك ؟ إنهم من عترتك (3) ؟ فقال: نعم الائمة من بعدي من عترتي،
عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، أعطاهم الله علمي وفهمي، فلا تعلموهم
فإنهم أعلم منكم، فاتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم (4). 186 - نص: الحسين بن محمد
بن سعيد، عن محمد بن أبي عبد الله الاسدي، عن محمد بن أبي بشر، عن الحسين بن أبي
الهيثم، عن هشام بن خالد، عن صدقة بن عبد الله، عن هشام عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وسأله سلمان عن الائمة فقال الائمة بعدي عدد
نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين ومنا مهدي هذه الامة، ألا إنهم مع الحق والحق
معهم، فانظروا كيف تخلفوني فيهم (5). 187 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن القاضي
محمد بن عمر، عن محمد بن أحمد بن ثابت القيسي، عن محمد بن إسحاق، عن أبي عمارة، عن
إسحاق بن أبي عمارة، عن حبشي
(1) في المصدر: بيدى الله. (2) في المصدرو
(د) ولا تبدلوا في عترتي اهل بيتي. (3) كذا في (ك) وفى غيره من النسخ وكذا المصدر:
أماهم من عترتك ؟. (4) كفاية الاثر: 17.
[330]
بن معاذ، عن مسلم قال: حدثني حكيم بن
جبير، عن أبيه، عن الشعبي، عن أبي جحيفة وهب السوائي، عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر - و سألوه عن الائمة إلا أنه لم يقل
سلمان (1) - فقال: الائمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ألا إنهم مع الحق والحق معهم
(2). بيان: أبو جحيفة بالجيم المضمومة ثم الحاء المهملة المفتوحة هو وهب بن عبد
الله السوائي بضم السين المهملة وتخفيف الواو وبهمزة بعد الالف. 188 - نص: أحمد بن
محمد بن عبيدالله بن الحسن العطاردي، عن جده عبيدالله بن الحسن، عن أحمد بن عبد
الجبار العطاردي، عن محمد بن عبد الله الرقاشي، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد
الرشك - ويقال قيس - عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: خطبنا رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال: معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب، اوصيكم
في عترتي خيرا، فقام إليه سلمان فقال: يا رسول الله أليس الائمة بعدك من عترتك ؟
فقال: نعم الائمة بعدي من عترتي بعدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، ومنا
مهدي هذه الامة، فمن تمسك بهم فقد تمسك بحبل الله، لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم،
واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم حتى يردوا علي الحوض (3). 189 - نص: محمد بن عبد
الله بن المطلب، عن أحمد بن محمد بن اسيد، عن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر، عن عبد
الوهاب بن عيسى المروزي، عن الحسين بن علي بن محمد البلوي، عن عبد الله بن نجيج، عن
علي بن هاشم، عن علي بن خرور، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت عمران بن حصين يقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي: أنت وارث علمي وأنت الامام والخليفة
بعدي، تعلم الناس بعدي ما لا يعلمون، وأنت أبو سبطي و وزوج ابنتي، ومن ذريتكم
العترة الائمة المعصومون، فسأله سلمان عن الائمة فقال:
(1) في المصدر: لم يكن سلمان. (2) كفاية
الاثر: 17. (3) كفاية الاثر: 17 و 18.
[331]
عدد نقباء بني إسرائيل (1). نص: علي بن
محمد بن الحسن، عن هارون بن موسى، عن حيدر بن نعيم السمرقندي عن محمد بن زكريا
الجوهري، عن ابن بكار الضبي، عن أبي بكر الهذلي، عن أبي عبد الله الشامي، عن عمران
بن حصين وذكر نحوه (2). 190 - نص: محمد بن وهبان بن محمد البصري، عن الحسين بن علي
البزوفري، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن
أحمد بن عيسى بن زيد، عن عمرو بن عبد الغفار، عن أبي نصيرة، عن حكيم بن جبير، عن
علي بن زيد بن جزعان، عن سعيد بن المسيب، عن سعيد بن مالك أن النبي صلى الله عليه
وآله قال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. تقضي ديني
وتنجز عدتي وتقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، يا علي حبك إيمان وبغضك
نفاق ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمة، معصومون
مطهرون، ومنهم مهدي هذه الامة، الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوله
(3). 191 - نص: محمد بن عبد الله، عن عيسى بن القراد الكبير، عن محمد بن عبد الله
بن عمر بن مسلم، عن محمد بن عمارة السكري، عن إبراهيم بن عاصم، عن عبد الله بن
هارون الكرخي، عن عبد الله بن يزيد بن سلامة، عن حذيفة بن اليمان قال: صلى بنا رسول
الله صلى الله عليه وآله ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي اوصيكم
بتقوى الله والعمل بطاعته، فمن عمل بها فاز وغنم وأنجح، ومن تركها حلت به الندامة،
فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة، فكأني ادعى فاجيب، وإني تارك فيكم
الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، ومن تمسك بعترتي
من بعدي كان من الفائزين، ومن تخلف عنهم كان من الهالكين، فقلت: يارسول الله على من
تخلفنا ؟ قال: على من خلف موسى بن عمران قومه ؟ قلت: على وصيه يوشع بن نون، قال فإن
وصيي و
(1 و 2 و 3) كفاية الاثر: 18.
[332]
خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب، قائد
البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله. قلت: يارسول الله فكم يكون
الائمة من بعدك قال: عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين، أعطاهم الله علمي
وفهمي، وهم خزان علم الله ومعادن وحيه، قلت: يارسول الله فما لاولاد الحسن ؟ قال:
إن الله تبارك وتعالى جعل الامامة في عقب الحسين وذلك قوله عزوجل: " وجعلها كلمة
باقية في عقبه (1) " قلت: أفلا تسميهم لي يا رسول الله ؟ قال: نعم إنه لما عرج بي
إلى السماء ونظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول
الله أيدته بعلي ونصرته به، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة، ورأيت في ثلاثة
مواضع: عليا عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة يتلالا من بينهم
كأنه كوكب دري، فقلت: يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك ؟ قال: يا محمد إنهم
الاوصياء والائمة بعدك، خلقتهم من طينتك، فطوبى لمن أحبهم، والويل لمن أبغضهم، وبهم
انزل الغيث (2)، وبهم اثيب واعاقب، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده إلى
السماء ودعا بدعوات فسمعته فيما يقول: اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي
وفي زرعي وزرع زرعي (3). 192 - نص - محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن عمر
الجعابي، عن وضاح بن عبد الله، عن أبي بلح، عن أبي القاسم موسى بن عبد الله المقري،
عن يحيى بن عبد الحميد عن عمرو بن ميمون، عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله يقول:
الائمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى (4). نص: محمد بن عبد الله بن
المطلب الشيباني، عن أحمد بن عبد الله بن عمارة الثقفي عن عامر بن علوان قال: حدثني
جدي لابي - أو قال: جدي لامي - عن يحيى بن
(1) سورة الزخرف: 28. (2) في المصدر: فبهم
انزل الغيث. (3) كفاية الاثر: 18، والزرع: الولد. (4) كفاية الاثر: 18 و 19.
[333]
حبشي الكندي، عن أبي الجارود، عن حبيب بن
بشار، عن حريز بن عثمان، عن أبي قتادة وذكر نحوه (1). نص: علي بن الحسن الرازي، عن
أحمد بن محمد بن سعيد، عن عبد الله بن جعفر العلوي (2)، عن علي بن زيد بن جزعان، عن
سعيد بن المسيب، عن أبي قتادة وذكر نحوه (3). 193 - نص: محمد بن وهبان بن محمد
البصري، عن الحسين بن علي البزوفري عن عبد الله بن تمام الكوفي، عن يحيى بن عبد
الحميد، عن الحسين بن أبي برد، عن يحيى ابن يعلى، عن عبد الله بن موسى، عن يحيى بن
منقذ، عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كيف تهلك امة أنا
أولها واثنا عشر من بعدي أئمتها ؟ إنما يهلك فيهما بين ذلك نتج الهرج لست منهم ولا
هم مني (4). نص: أبو المفضل الشيباني، عن الحسين بن هدية، عن الفضل بن جعفر بن أبي
نوح، عن الحسن بن مهاجر، عن هشام بن خالد الدمشقي، عن الحسن بن يحيى الخشبي، عن
صدقة بن عبد الله، عن هاشم، عن أبي قتادة وذكر نحوه (5). 194 - نص: الصدوق، عن
الدقاق، عن الاسدي، عن النوفلي، عن ابن البطائني عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: الائمة بعدي اثنا عشر: أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم
خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على امتي بعدي، المقر بهم مؤمن و المنكر لهم
كافر (6). 195 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي، عن محمد بن حميد الرازي، عن إبراهيم بن المختار، عن نصر بن حميد،
عن أبي إسحاق، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام قال هارون: وحدثنا أحمد بن
(1 و 3 - 6) كفاية الاثر: 19. (2) في
المصدر و (د) على بن الحسن الدارى، عن محمد بن سعيد بن جعفر العلوى اه.
[334]
موسى بن العباس، عن محمد بن زيد، عن
إسماعيل بن يونس الخزاعي، عن هشيم بن بشير الواسطي، عن أبي المقدام شريح بن هانئ،
عن علي عليه السلام، وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، عن محمد بن عمر
الجعابي، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن حبيب النيشابوري عن يزيد بن أبي زياد. عن
عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال علي عليه السلام: كنت عند النبي صلى الله عليه
وآله في بيت ام سلمة إذ دخل عليه جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعبد
الرحمان بن عوف فقال له سلمان: يارسول الله إن لكل نبي وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطاك
؟ فأطرق ساعة ثم قال: يا سلمان إن الله بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي
وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لانا خير الانبياء، ووصيي خير الاوصياء وسبطاي
خير الاسباط. ثم قال: يا سلمان أتعرف من كان وصي آدم ؟ فقال: الله ورسوله أعلم،
فقال صلى الله عليه وآله إني اعرفك يا أبا عبد الله فأنت منا أهل البيت، إن آدم
أوصى إلى ابنه شيث، وأوصى شيث إلى ابنه شبان، وأوصى شبان إلى ابنه مخلث، وأوصى مخلث
إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا، وأوصى غثميشا إلى اخنوخ - وهو إدريس النبي -
وأوصى إدريس إلى ناخورا، وأوصى ناخورا إلى نوح، وأوصى نوح إلى ابنه سام، وأوصى سام
إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعشاثا، وأوصى برعشاثا إلى يافث، وأوصى يافث إلى برة،
وأوصى برة إلى حفسية وأوصى حفسية إلى عمران، وأوصى عمران إلى إبراهيم الخليل، وأوصى
إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى
يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى برثيا، وأوصى برثيا إلى شعيب وأوصى شعيب إلى موسى بن
عمران، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى داود، وأوصى داود إلى
سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى آصف إلى زكريا، وأوصى زكريا إلى عيسى
بن مريم، وأوصى عيسى بن مريم إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن
زكريا، و أوصى يحيى إلى منذر، وأوصى منذر إلى سلمة، وأوصى سلمة إلى بردة، وأوصى إلي
بردة وأنا أدفعها إلى علي بن أبي طالب. فقال علي عليه السلام: فقلت: يارسول الله
فهل بينهم أنبياء وأوصياء اخر ؟ قال: نعم
[335]
أكثر من أن تحصى، ثم قال: وأنا أدفعها
إليك يا علي وأنت تدفعها إلى ابنك الحسن و الحسن يدفعها إلى أخيه الحسين والحسين
يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه موسى،
وموسى يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه علي،
وعلي يدفعها إلى ابنه الحسن، والحسن يدفعها إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم
ما شاء الله، وتكون له غيبتان إحداهما أطول من الاخرى. ثم التفت إلينا رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال رافعا صوته: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من
ولدي، قال علي عليه السلام: قلت: يارسول الله فما يكون في هذه الغيبة حاله ؟ قال
يصبر حتى يأذن الله له بالخروج، فيخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة، على رأسه
عمامة، متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار، ومناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله
فاتبعوه يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (1)، وذلك عندما تصير الدنيا
هرجا ومرجا، ويغار بعضهم على بعض (2)، فلا الكبير يرحم الصغير، ولا القوي يرحم
الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج (3). 196 - نص: المعافا بن زكريا، عن علي بن
عتبة، عن أبيه، عن الحسين بن علوان، عن أبي علي الخراساني، عن معروف بن خربوذ عن
أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى عليه وآله: أنت الوصي على
الاموات من أهل بيتي، والخليفة على الاحياء من امتي، حربك حربي وسلمك سلمي، أنت
الامام أبو الأئمة، أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون، ومنهم المهدي الذي يملا
الدنيا قسطا وعدلا، فالويل لمبغضكم. يا علي لو أن رجلا احب في الله حجرا لحشره الله
معه، وإن محبك وشيعتك ومحبي أولادك الائمة بعدك يحشرون معك، وأنت معي في الدرجات
العلى، وأنت قسيم الجنة
(1) في المصدر: كما ملئت جورا وظلما (2)
كذا في النسخ والمصدر، والصحيح: يغير بعضهم على بعض. أي يهجم فتأمل. (3) كفاية
الاثر: 19 و 20.
[336]
والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار
(1). 197 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن الحسين بن علي البزوفري، عن يعلى بن عباد،
عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله ما من أهل بيت فيهم من اسمه اسم نبي إلا بعث الله
عزوجل إليهم ملكا يسددهم، وإن من الائمة بعدي من ذريتك من اسمه اسمي، ومن هو سمي
موسى بن عمران، وإن الائمة بعدي بعدد نقباء بنى إسرائيل (2) أعطاهم الله علمي
وفهمي، فمن خالفهم فقد خالفني، ومن ردهم وأنكرهم فقد ردني وأنكرني، ومن أحبهم في
الله فهو من الفائزين يوم القيامة (3). 198 - نص: الحسين بن محمد بن سعيد، عن محمد
بن أحمد الصفواني، عن مروان بن محمد السخاري، عن أبي يحيى التيمي، عن يحيى البكاء،
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستفترق امتي على ثلاثة
وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون هالكون (4)، فالناجون الذين يتمسكون
بولايتكم ويقتبسون من علمكم، ولا يعملون برأيهم فاولئك ما عليهم من سبيل، فسألت عن
الائمة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل (5). 199 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن
التلعكبري، عن عيسى بن موسى الهاشمي بسر من رأى، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه،
عن الحسين بن علي، عن أبيه علي عليه السلام قال، دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وآله في بيت ام سلمة وقد نزلت عليه هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا (6) " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي هذه
الآية نزلت فيك وفي سبطي والائمة من ولدك، قلت: يا رسول الله وكم الائمة بعدك ؟
قال: أنت يا علي، ثم ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين علي ابنه، وبعد علي محمد
ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسى ابنه،
(1) كفاية الاثر: 20. وفيه: تدخل محبك
الجنة ومبغضك النار. (2) في المصدر و (د): كعدد نقباء بنى اسرائيل. (3 و 5) كفاية
الاثر: 21. (4) في المصدر: والباقون الهالكون. (6) سورة الاحزاب: 33.
[337]
وبعد موسى علي ابنه وبعد علي محمد ابنه،
وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه وبعد الحسن ابنه الحجة، من ولد الحسن،
هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت الله عزوجل عن ذلك فقال: يا محمد هم
الائمة بعدك، مطهرون معصومون وأعداؤهم ملعونون (1). 200 - نص: أحمد بن محمد بن عبد
الله، عن عبيدالله بن أحمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد بن مسروق، عن عبد الله بن
شبيب، عن محمد بن زياد السهمي، عن سفيان بن عيينة، عن عمران بن داود، عن محمد بن
الحنفية قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: قال الله تبارك وتعالى: لاعذبن كل رعية دانت (2) بطاعة إمام ليس مني وإن
كانت الرعية في نفسها برة، ولارحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت الرعية في
نفسها برة ولا تقية، ثم قال: يا علي أنت الامام والخليفة بعدي، حربك حربي وسلمك
سلمي، وأنت أبو سبطي وزوج ابنتي، ومن ذريتك الائمة المطهرون، فأنا سيد الانبياء
وأنت سيد الاوصياء وأنا وأنت من شجرة واحدة، ولولانا لم يخلق الله الجنة والنار ولا
الانبياء ولا الملائكة. قال: قلت: يا رسول الله فنحن أفضل أم الملائكة ؟ قال: يا
علي نحن خير خليقة الله على بسيط الارض، وخير من الملائكة المقربين، وكيف لا يكون
خيرا منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده ؟ فبنا عرفوا الله، وبنا عبدوا الله،
وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله، يا علي أنت مني وأنا منك، وأنت أخي ووزيري،
فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وستكون بعدي فتنة صماء صليم (3)، يسقط فيها كل
وليجة وبطانة، و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك، تحزن لفقده أهل
الارض والسماء، فكم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران عند فقده. ثم أطرق مليا ثم
رفع رأسه وقال: بأبي وامي سميي وشبيهي وشبيه موسى
(1) كفاية الاثر: 21. (2) دان دينا: اتخذ
لنفسه دينا وتعبد به. (3) أي داهية شديدة. وقعة صيلمة: مستأصلة.
[338]
بن عمران، عليه جيوب النور - أو قال:
جلابيب النور - يتوقد (1) من شعاع القدس، كأني بهم آيس ما كانوا (2)، نودي بنداء
يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على المنافقين،
قلت: وما ذلك النداء ؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أولها، ألا لعنة الله على
الظالمين، والثاني: أزفت الآزفة، والثالث يرون بدنا بارزا مع قرن الشمس (3) ينادي:
ألا إن الله قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي عليه السلام فيه هلاك الظالمين،
فعند ذلك يأتي الفرج: ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم، قلت: يا رسول الله فكم
يكون بعدي من الائمة ؟ قال: بعد الحسين تسعة التاسع قائمهم (4). 201 - نص: علي بن
الحسن بن محمد، عن عتبة بن عبد الله الحمصي، عن علي بن موسى الغطفاني، عن أحمد بن
يوسف الحمصي، عن محمد بن عكاشة، عن حسين بن زيد بن علي، عن عبد الله بن حسن بن حسن،
عن أبيه، عن الحسن بن علي عليه السلام قال: خطبنا (5) رسول الله صلى الله عليه وآله
يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر الناس كأني ادعى فاجيب، وإني تارك
فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فتعلموا
منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، لا تخلو الارض منهم، و لو خلت إذا لساخت بأهلها،
ثم قال: اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد (6) ولا ينقطع، وإنك لا تخلي أرضك من حجة
لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور (7)
(1) الجيب من القميص: طوقه. والجلباب -
بسكون اللام وتخفيف الباء، أو كسر اللام و تشديد الباء - القميص أو الثوب الواسع
ويتوقد أي يشتعل. (2) في المصدر: كأنى بهم آيس من كانوا وفى (ت) آنس ظ. (3) قرن
الشمس: اول ما يبدو منه. (4) كفاية الاثر: 21. (5) في المصدر و (د): قال خطب. (6)
باد: هلك. بادت الشمس بيودا: غابت. (7) المغمور: المجهول الخامل الذكر.
[339]
لكيلا يبطل حجتك، ولا يضل أولياؤك بعد إذ
هديتهم، اولئك الاقلون عددا الاعظمون قدرا عند الله. فلما نزل عن منبره قلت يا رسول
الله: أما أنت الحجة على الخلق كلهم ؟ قال: يا حسن إن الله يقول: " إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد (1) " فأنا المنذر وعلي الهادي قلت: يا رسول الله فقولك: إن الارض لا
تخلو من حجة ؟ قال: نعم علي هو الامام (2) والحجة بعدي، وأنت الحجة والامام بعده،
والحسين هو الامام (3) والحجة بعدك، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب
الحسين ولد يقال: له علي سمي جده علي، فإذا مضى الحسين قام بالامر بعده علي ابنه،
(4) وهو الحجة والامام، ويخرج الله من صلب علي ولدا سميي وأشبه الناس بي، علمه علمي
وحكمه حكمي، وهو الامام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله من صلبه مولودا (5) يقال له
جعفر أصدق الناس قولا و فعلا، وهو الامام والحجة بعد أبيه. ويخرج الله تعالى من صلب
جعفر مولودا سمي موسى بن عمران، أشد الناس تعبدا، فهو الامام والحجة بعد أبيه،
ويخرج الله تعالى من صلب موسى ولدا يقال له: علي، معدن علم الله وموضع حكمه (6)،
فهو الامام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب علي مولودا يقال له: محمد،
فهو الامام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب محمد مولودا يقال له علي، فهو
الامام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب علي مولودا يقال له: الحسن، فهو
الامام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب الحسن الحجة القائم إمام زمانه
ومنقذ أوليائه، يغيب حتى لا يرى يرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون " ويقولون متى
هذا الوعد إن كنتم صادقين "
(1) سورة الرعد: 7. (2) في المصدر و (د):
نعم هو الامام اه. (3) في المصدر: والحسين الامام اه. (4) في المصدر: قام بالامر
على ابنه. (5) في المصدر: ويخرج من صلبه مولود. (6) في المصدر: وموضع حكمته.
[340]
ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول
الله عزوجل ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا فيملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فلا
يخلو الارض منكم، أعطاكم الله علمي وفهمي، ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل
العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ومن زرعي وزرع زرعي (1) 202 - نص: علي بن الحسن بن
محمد، عن عتبة بن عبد الله الحمصي، عن عبد الله بن محمد، عن يحبي الصوفي، عن علي بن
ثابت، عن زر بن حبيش، عن الحسن بن علي عليه السلام قال: قال رسول الله: إن هذا
الامر يملكه بعدي اثنا عشر إماما، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، ما
لقوم يؤذونني فيهم ؟ لا أنالهم الله شفاعتي (2). 203 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن
أحمد بن عامر، عن سليمان الطائي، عن محمد بن عمران الكوفي، عن عبد الرحمان بن أبي
نجران، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي،
عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وحواري
عيسى، من أحبهم فهو مؤمن، ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في
بريته (3). 204 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن هارون بن موسى، عن محمد بن أحمد بن
عبد الله الهاشمي، عن عيسى بن أحمد، عن عمار بن محمد الثوري، عن سفيان، عن أبي
الحجاف داود بن أبي عوف، عن الحسن بن علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث علمي ومعدن حكمي والامام بعدي، فإذا
استشهدت فابنك الحسن، فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين، فإذا استشهد الحسين فابنه
علي، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أطهار، فقلت: يا رسول الله فما أسماؤهم ؟ قال:
علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والمهدي من صلب الحسين، يملا الله
تعالى به الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (4).
(1 - 3) كفاية الاثر: 21. (4) كفاية
الاثر: 22.
[341]
205 - نص: علي بن الحسن، عن عتبة، عن
سليمان بن عمر الراسبي، عن عبد الله بن جعفر المحمدي، عن أبى روج بن فروة بن الفرج،
عن أحمد بن محمد بن المنذر بن الجيفر [ه]، قال: قال الحسن بن علي صلوات الله
عليهما: سألت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله عن الائمة بعده فقال صلى الله عليه
وآله: الائمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر، أعطاهم الله علمي وفهمي، وأنت
منهم يا حسن (1) قلت يا رسول الله: فمتى يخرج قائمنا أهل البيت ؟ قال: إنما مثله
كمثل الساعة ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم إلا بغتة (2). 206 - نص: الحسين بن
محمد بن سعيد، عن علي بن محمد بن شنبوذ، عن علي بن حمدون، عن علي بن حكيم الاودي،
عن شريك، عن عبد الله بن سعد، عن الحسين بن علي، عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
أخبرني جبرئيل عليه السلام لما أثبت الله تبارك وتعالى اسم محمد في ساق العرش قلت:
يا رب هذا الاسم المكتوب في سرداق العرش أرى أعز خلقك عليك قال: فأراه الله اثني
عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والارض، فقال: يا رب بحقهم عليك إلا
أخبرتني من هم ؟ (3) فقال: هذا نور علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن وهذا نور
الحسين، وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد،
وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور علي
بن محمد، وهذا نور الحسن بن علي، وهذا نور الحجة القائم المنتظر، قال: فكان رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: ما أحد يتقرب إلى الله عزوجل بهؤلاء القوم إلا أعتق
الله رقبته من النار (4). 207 - نص: أبو المفضل، عن أحمد بن عامر الطائي، عن أحمد
بن عبدان، عن سهل بن صيفي، عن موسى بن عبد ربه قال: سمعت الحسين بن علي عليه السلام
يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وذلك في حياة أبيه علي عليه السلام: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أول ما خلق
(1) في المصدر و (د): وأنت يا حسن. (2)
كفاية الاثر: 22 و 23. (3) في المصدر: الا اخبرتني عنهم. (4) كفاية الاثر: 23.
[342]
الله عزوجل حجبه، فكتب على حواشيها: لا
إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه، ثم خلق العرش فكتب على أركانه: لا إله إلا
الله محمد رسول الله علي وصيه، ثم خلق الارضين فكتب على أطوارها: لا إله إلا الله
محمد رسول الله علي وصيه، ثم خلق اللوح فكتب على حدوده: لا إله إلا الله محمد رسول
الله علي وصيه، فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف
النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر، ثم قال صلى الله عليه وآله: ألا إن أهل بيتي أمان
لكم فأحبوهم بحبي، وتمسكوا بهم لن تضلوا، قيل: فمن أهل بيتك يا نبي الله ؟ قال: علي
وسبطاي وتسعة من ولد الحسين، أئمة أبرار امناء معصومون، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي
من لحمي ودمي (1). بيان: الاطوار: الافنية والحدود والجبال، وفي بعض النسخ بالدال
أي جبالها. 208 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن الحسين بن علي بن عبد الله الموسوي
القاضي، عن محمد بن الحسين بن حفص، عن علي بن المثنى، عن جرير بن عبد الحميد الضبي،
عن الاعمش عن إبراهيم بن يزيد السمان، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهما السلام
قال: دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وآله يريد الاسلام ومعه ضب (2) قد
اصطاده في البرية وجعله في كمه، فجعل النبي صلى الله عليه وآله يعرض عليه الاسلام
فقال: لا اؤمن بك يا محمد أو يؤمن بك هذا الضب ورمى الضب عن كمه، فخرج الضب من
المسجد يهرب (3)، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا ضب من أنا ؟ قال: أنت محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال: يا ضب من تعبد ؟ قال: أ عبد الله
الذي فلق الحبة وبرئ النسمة واتخذ إبراهيم خليلا وناجى موسى كليما واصطفاك يا محمد،
فقال الاعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا، فأخبرني يا رسول الله
هل يكون بعدك نبي ؟ قال: لا أنا خاتم النبيين، ولكن يكون
(1) كفاية الاثر: 23. (2) الضب: حيوان من
الزحافات شبيه بالحرذون ذنبه كثير العقد. يقال له بالفارسية: " سوسمار ". (3) في
المصدر: هربا.
[343]
بعدي أئمة من ذريتي قوامون بالقسط كعدد
نقباء بني إسرائيل، أولهم علي بن أبي طالب هو الامام والخليفة بعدي، وتسعة من
الائمة من صلب هذا - ووضع يده على صدري - والقائم تاسعهم، يقوم بالدين في آخر
الزمان كما قمت في أوله، قال: فأنشأ الاعرابي يقول: ألا يا رسول الله إنك صادق *
فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا الدين الحنيفي بعد ما * غدونا كأمثال الحمير
الطواغيا (1) فيا خير مبعوث ويا خير مرسل * إلى الانس ثم الجن لبيك داعيا فبوركت في
الاقوام حيا وميتا * وبوركت مولودا وبوركت ناشئا قال: فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله: يا أخا بني سليم هل لك مال ؟ قال: والذي أكرمك بالنبوة وخصك بالرسالة إن
أربعة الآف بيت من بني سليم ما فيهم أفقر مني، فحمله النبي صلى الله عليه وآله على
ناقة (2)، فرجع إلى قومه فأخبرهم بذلك، قالوا: فأسلم الاعرابي طمعا في الناقة، فبقي
يومه في الصفة لم يأكل شيئا، فلما كان من الغد تقدم (3) إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله فقال: يا أيها المرء الذي لا نعدمه * أنت رسول الله حقا نعلمه ودينك
الاسلام دينا نعظمه * نبغي من الاسلام شيئا نقضمه (4) قد جئت بالحق وشيئا تطعمه (5)
فتبسم النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا علي أعط الاعرابي حاجته، فحمله علي عليه
السلام إلى منزل فاطمة وأشبعه وأعطاه ناقة وجلة تمر (6). 209 - نص: محمد بن عبد
الله بن المطلب الشيباني، عن محمد بن هارون
(1) في المصدر و (د): عبدنا كامثال الحمير
الطواغيا. (2) في المصدر: على ناقته. (3) في المصدر: فقدم. (4) في المصدر: نبغى مع
الاسلام شيئا نقضمه. قضم الشئ: كسره بأطراف أسنانه وأكله. (5) في المصدر: نطعمه.
(6) كفاية الاثر: 23.
[344]
الدينوري، عن محمد بن العباس المصري (1)،
عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن حريز ابن عبد الله الحذاء، عن إسماعيل بن عبد
الله قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام: لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية
" واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله (2) " سألت رسول الله صلى الله عليه
وآله عن تأويلها، فقال: والله ما عني بها غيركم، وأنتم اولو الارحام، فإذا مت فأبوك
علي أولى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى
به، قلت: يا رسول الله فمن بعدي أولى بي ؟ فقال: ابنك علي أولى بك من بعدك، فإذا
مضى فابنه محمد أولى به، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى به بمكانه من بعده، فإذا
مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده،
فإذا مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى به من
بعده، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في
التاسع من ولدك، فهذه الائمة التسعة من صلبك، أعطاهم الله علمي وفهمي طينتهم من
طينتي، ما لقوم يؤذونني فيهم ؟ لا أنالهم الله شفاعتي (3). 210 - نص: علي بن الحسن
بن محمد، عن محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي، عن علي بن العباس بن الوليد البجلي،
عن جعفر بن محمد المحمدي، عن نصر بن مزاحم عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبيه، عن
جده، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وآله يقول فيما بشرني به (4): يا حسين أنت السيد ابن السيد أبو السادة، تسعة
من ولدك أئمة أبرار والتاسع قائمهم، أنت الامام ابن الامام أبو الأئمة تسعة من صلبك
أئمة أبرار والتاسع مهديهم، يملا الدنيا قسطا وعدلا، يقوم في آخر الزمان كما قمت في
أوله (5).
(1) في المصدر: عن محمد بن العباس المقرى.
(2) سورة الانفال: 75 سورة الاحزاب: 6. (3) كفاية الاثر: 23 و 24. (4) في المصدر:
فيما يبشرني به. (5) كفاية الاثر: 24.
[345]
211 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن هارون
بن موسى، عن محمد بن إسماعيل النحوي، عن الحسين بن عبد الله السكري، عن أبيه، عن
عطاء، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي
عليه السلام أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وبعده الحسين أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، وبعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، والحجة بن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، أئمة أبرار، هم مع الحق والحق
معهم (1). 212 - نص: علي بن الحسن بن محمد، عن محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي
ببغداد عن الحسين بن حمدان الحصيبي، عن عثمان بن سعيد العمري، عن أبي عبد الله محمد
بن مهران، عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن خلف بن المفلس، عن نعيم بن جعفر، عن
الثمالي، عن الكابلي، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو متفكر مغموم، فقلت، يا رسول الله ما لي
أراك متفكرا ؟ فقال: يا بني إن الروح الامين قد أتاني فقال: يا رسول الله العلي
الاعلى يقرؤك السلام ويقول لك: إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل الاسم
الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب، فإني لا أترك الارض إلا
وفيها عالم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي، فإني لم أقطع علم النبوة من الغيب من
ذريتك، كما لم أقطعها من ذريات الانبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، قلت: يا
رسول الله فمن يملك هذا الامر بعدك ؟ قال: أبوك علي بن أبي طالب أخي وخليفتي، ويملك
بعد علي الحسن ثم تملكه أنت وتسعة من صلبك، يملكه اثنا عشر إماما، ثم يقوم قائمنا
يملا الدنيا قسطا
(1) كفاية الاثر: 24.
[346]
وعدلا كما ملئت جورا وظلما يشفي صدور قوم
مؤمنين من شيعته (1). 213 - نص: علي بن الحسن بن محمد بن منده، عن زيد بن جعفر بن
محمد بن الحسين الخزاز، عن العباس بن العباس الجوهري، عن عفان بن مسلم، عن حماد بن
سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن شداد بن أوس قال: لما كان يوم الجمل قلت: لا أكون
مع علي ولا أكون عليه، وتوقفت على القتال إلى انتصاف النهار، فلما كان قرب الليل
ألقى الله في قلبي أن اقاتل مع علي، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان، ثم إني
أتيت المدينة فدخلت على ام سلمة قالت: من أين أقبلت ؟ قلت: من البصرة، قالت: مع أي
الفريقين كنت ؟ قلت: يا ام المؤمنين إني توقفت عند القتال (2) إلى انتصاف النهار،
فألقى الله عزوجل في قلبي أن اقاتل مع علي، قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: من حارب عليا فقد حاربني، ومن حاربني حارب الله. قلت:
أفترين أن الحق مع علي ؟ قالت: إي والله علي مع الحق والحق معه، والله ما أنصفت امة
محمد (3) نبيهم إذ قدموا من أخره الله عزوجل ورسوله، وأخروا من قدمه الله تعالى
ورسوله، وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى القتال، والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن لامتي فرقة
وخلعة، فجامعوها إذا اجتمعت، فإذا افترقت فكونوا من النمط (4) الاوسط، ثم ارقبوا
أهل بيتي، فإن حاربوا فحاربوا وإن سالموا فسالموا، وإن زالوا (5) فزولوا معهم [حيث
زالوا] فإن الحق معهم حيث كانوا، قلت: فمن أهل بيته الذين امرنا بالتمسك بهم ؟
قالت: هم الائمة بعده كما قال: " عدد نقباء بني إسرائيل، علي وسبطاي وتسعة من صلب
الحسين " وأهل بيته هم المطهرون والائمة المعصومون، قلت: إنا لله (6) هلك الناس إذا
قالت: كل حزب
(1) كفاية الاثر: 24. (2) في المصدر: عن
القتال. (3) في المصدر: ما انصفوا امة محمد. (4) النمط: الطريقة والمذهب. (5) أي
تنحوا عن الامر. (6) في المصدر: أما والله.
[347]
بما لديهم فرحون (1). 214 - نص: المعافا
بن زكريا، عن أبي سليمان أحمد بن أبي هراسة، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد
الله بن حماد الانصاري، عن عثمان بن أبي شيبة، عن حريز، عن الاعمش، عن الحكم بن
عتيبة، عن قيس بن أبي حازم، عن ام سلمة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن
قول الله سبحانه وتعالى: " فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا (2) " قال: " الذين أنعم الله عليهم من
النبيين " أنا " والصديقين " علي بن أبي طالب " والشهداء " الحسن والحسين "
والصالحين " حمزة " وحسن اولئك رفيقا " الائمة الاثنا عشر بعدي (3). 215 - نص:
الحسين بن محمد بن سعيد، عن أبي محمد الحسين بن محمد بن أخي طاهر، عن أحمد بن علي،
عن عبد العزيز بن الخطاب، عن علي بن هاشم، عن محمد بن أبي رافع، عن سلمة بن شبيب،
عن القعنبي، عن عبد الله بن مسلم المديني، عن أبي الاسود، عن ام سلمة رضي الله عنها
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الائمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني
إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، أعطاهم الله علمي وفهمي فالويل لمبغضيهم (4). 216 -
نص: بهذا الاسناد قالت: قال رسول الله لعلي: يا علي إن الله تبارك وتعالى وهب لك حب
المساكين والمستضعفين في الارض، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما، فطوبى لك ولمن
أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، يا علي أنا المدينة وأنت بابها، وما تؤتى
المدينة إلا من بابها، يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ (5)، وأهل ولايتك كل أشعث ذي
طمرين (6)، لو أقسم على الله عزوجل لابر
(1 و 3) كفاية الاثر: 24. (2) سورة
النساء: 69. (4) كفاية الاثر: 24 و 25. (5) الاواب التائب، والمراد بالحفيظ من يحفظ
على توبته إذا تاب ولا يعود على المعصية أو الحفيظ لما أمر الله تعالى به. (6)
الاشعث: من كان شعره مغبرا متلبدا. والطمر: الثوب البالى. وهذان كنايتان عن عدم
التوغل في الزخارف الدنيوية.
[348]
قسمه، يا علي إخوانك في أربعة أماكن
فرحون: عند خروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم وعند المسألة في قبورهم، وعند العرض، وعند
الصراط، يا علي حربك حربي وحربي حرب الله، من سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم
الله، يا علي بشر شيعتك أن الله قد رضي عنهم ورضوا بك لهم قائدا ورضوا بك وليا، يا
علي أنت مولى المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وأنت أبو سبطي وأبو الائمة التسعة من
صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الامة، يا علي شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام
لله دين (1). 217 - نص: أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن العياشي، عن جده
عبيدالله، عن أحمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن عبد الرحمان المخزومي، عن عمر بن
حماد، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن أبي سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى
أبي ذر، عن ام سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى
السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي
ونصرته بعلي، ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وأنوار علي بن الحسين ومحمد بن
علي وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن
بن علي ورأيت نور الحجة يتلالا من بينهم كأنه كوكب دري، فقلت: يا رب من هذا ومن
هؤلاء ؟ فنوديت: يا محمد هذا نور علي وفاطمة، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين، وهذه
أنوار الائمة بعدك من ولد الحسين، مطهرون معصومون، وهذا الحجة الذي يملا الدنيا
قسطا وعدلا (2). 218 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن عبد الله بن جعفر بن محمد، عن
عبد الله بن عمر بن الخطاب الزيات، عن الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد الواقدي، عن
محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:
كان لنا مشربة (3) وكان النبي إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السلام لقيه فيها، فلقيه
رسول الله صلى الله عليه وآله مرة فيها وأمرني أن لا يصعد إليه أحد، فدخل عليه
الحسين بن علي عليهما السلام ولم نعلم حتى غشاها (4)،
(1) كفاية الاثر: 25. (2) كفاية الاثر: 25
و 26. وفيه وكذا (م): الذى يملا الارض قسطا وعدلا. (3) سيأتي معناه في البيان. (4)
غشا فلانا: أتاه وفى المصدر: ولم يعلم حتى غشاها.
[349]
فقال جبرئيل: من هذا ؟ فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله: ابني، فأخذه النبي صلى الله عليه وآله فأجلسه على فخذه، فقال
جبرئيل: أما إنه سيقتل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يقتله ؟ قال: امتك،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: امتي تقتله ؟ قال: نعم وإن شئت أخبرتك بالارض
التي يقتل فيها فأشار جبرئيل إلى الطف بالعراق وأخذ عنه تربة حمراء فأراه إياها
فقال: هذه من تربة مصرعه (1)، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له جبرئيل:
لا تبك فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم أهل البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله: حبيبي جبرئيل ومن قائمنا أهل البيت ؟ قال: هو التاسع من ولد الحسين عليه
السلام كذا أخبرني ربي جل جلاله، إنه سيخلق من صلب الحسين ولدا سماه عنده عليا خاضع
لله خاشع، ثم يخرج من صلب علي ابنه وسماه عنده محمدا قانتا لله ساجدا (2)، ثم يخرج
من صلب محمد ابنه وسماه عنده جعفرا ناطق عن الله صادق في الله، ويخرج الله من صلبه
ابنه وسماه عنده موسى واثق بالله محب في الله، ويخرج الله من صلبه ابنه وسماه عنده
علي الراضي بالله والداعي إلى الله عزوجل، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده محمدا
المرغب في الله والذاب عن حرم الله، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده عليا المكتفي
بالله والولي لله، ثم يخرج من صلبه ابنه وسماه الحسن مؤمن بالله مرشد إلى الله،
ويخرج من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق ومظهر الحق حجة الله على بريته، له غيبة
طويلة، يظهر الله تعالى به الاسلام وأهله، ويخسف به الكفر وأهله. قال أبو المفضل:
قال موسى بن محمد بن إبراهيم: حدثني أبي أنه قال: قال لي أبو سلمة: إني دخلت على
عائشة وهي حزينة فقلت: ما يحزنك يا ام المؤمنين ؟ قالت: فقد النبي صلى الله عليه
وآله وتظاهرت الحسكات، ثم قالت: يا سمرة ائتيني بالكتاب، فحملت الجارية إليها كتابا
ففتحت ونظرت فيه طويلا ثم قالت: صدق رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: ماذا يا
ام المؤمنين ؟ فقالت: أخبار وقصص كتبته عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قلت: فهلا
تحدثيني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالت: نعم حدثني حبيبي رسول
الله قال: من أحسن
(1) الصرع الطرح على الارض. والمراد من
المصرع هنا: المقتل. (2) في المصدر: قانت لله ساجد.
[350]
فيما بقي من عمره غفر الله لما مضى وما
بقي، ومن أساء فيما بقي من عمره اخذ فيما مضى و فيما بقي، ثم قلت: يا ام المؤمنين
هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده من الخلفاء فأطبقت الكتاب ثم قالت: نعم، وفتحت
الكتاب وقالت: يا أبا سلمة كانت لنا مشربة - وذكرت الحديث - فأخرجت البياض وكتبت
هذا الخبر، فأملت علي حفظا ولفظا ثم قالت: اكتمه علي يابا سلمة ما دمت حية، فكتمت
عليها، فلما كان بعد مضيها دعاني علي عليه السلام فقال: أرني الخبر الذي أملت عليك
عائشة، قلت: وما الخبر يا أمير المؤمنين ؟ قال: الذي فيه أسماء الاوصياء بعدي،
فأخرجته إليه حتى سمعه (1). بيان: الحسكات: العداوات يقال: في نفسه عليه حسيكة أي
عداوة وحقد. و المشربة بفتح الميم وفتح الراء وقد تضم: الغرفة والصفة. نص: أبو
المفضل، عن محمد بن مزيد بن أبي الازهر البوشنجي النحوي، قال أبو المفضل: وحدثني
الحسن بن علي بن زكريا البصري، عن عبد الله بن جعفر الرملي بالبصرة، وأبي عبد الله
بن أبي الثلج، عن شبابة بن سوار، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن البصري عن أبي سلمة
وذكر الحديث (2). نص: عنه عن البوشنجي، عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن إسماعيل بن
صبيح السكري، عن أبي بشر، عن محمد بن المنكدر، عن أبي سلمة وذكر الحديث. وعنه عن
محمد بن جعفر القرميسيني، عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر،
عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أبي سلمة، عن عائشة وذكر الحديث. وعنه وعن أبي العباس
بن كشمرد، عن خلاد بن أشيم أبي بكر (3)، عن النضر بن شبيل، عن هشام بن جابر، عن أبي
سلمة وذكر الحديث (4). 219 - نص: أبو المفضل، عن محمد بن مسعود النيلي، عن الحسن بن
عقيل الانصاري، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن أحمد، عن عبد الله بن موسى، عن أبي خالد
عمرو بن
(1) كفاية الاثر: 25. (2 و 4) كفاية
الاثر: 26. (3) في (د) وهامش (ك): عن خلاد بن اشيم الكر وفى (ت) عن جلاد بن اشيم
الكر.
[351]
خالد بن زيد بن علي، عن أبيه، عن علي بن
الحسين، عن عمته زينب بنت علي (1)، عن فاطمة عليها السلام قالت: دخل إلي رسول الله
صلى الله عليه وآله عند ولادة ابني الحسين، فناولته إياه في خرقة صفراء، فرمى بها
وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها، ثم قال: خذيه يا فاطمة فإنه الامام وأبو الائمة تسعة من
صلبه أئمة أبرار والتاسع قائمهم (2). 220 - نص: علي بن الحسن، عن هارون بن موسى ؟
عن الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني، عن أحمد بن علي العبدي، عن علي بن سعد بن
مسروق، عن عبد الكريم بن هلال بن أسلم المكي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر قال: سمعت
فاطمة عليها السلام تقول: سألت أبي عن قول الله تبارك وتعالى، " وعلى الاعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم (3) " قال: هم الائمة بعدي: علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، هم
رجال الاعراف، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم
وينكرونه، لا يعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم (4). قب: عن فاطمة عليها السلام
مثله (5). 221 - نص: الحسين بن علي، عن هارون بن موسى، عن محمد بن إسماعيل الفزاري،
عن عبد الله بن الصالح كاتب الليث، عن رشد بن سعد، عن الحسين بن يوسف الانصاري، عن
سهل بن سعد الانصاري قال: سألت فاطمة بنت رسول الله صلى الله وآله عن الائمة فقالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: يا علي أنت الامام
والخليفة بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى
الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا
مضى جعفر فابنه موسى أولى
(1) كذا في (ك) وفيه وهم، والصحيح: عن زيد
بن علي. عن ابيه على بن الحسين. عن عمته زينب. أو كما في غيره من النسخ وكذا
المصدر: عن زيد بن على بن الحسين عن عمته زينب. (2 و 4) كفاية الاثر: 26. (3) سورة
الاعراف: 46. (5) مناقب آل أبى طالب 1: 210.
[352]
بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه
علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
يفتح الله به مشارق الارض ومغاربها، فهم أئمة الحق وألسنة الصدق، منصور من نصرهم،
مخذول من خذلهم (1). نص: علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين الكوفي، عن ميسرة بن عبد
الله، عن عبد الله بن محمد بن عبد الله القرشي، عن محمد بن سعد صاحب الواقدي، عن
محمد بن عمر الواقدي عن أبي هارون، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، عن جابر
بن عبد الله الانصاري قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وفي
يدها لوح من زمرد أخضر، وذكر الحديث (2) 222 - نص: علي بن الحسن، عن محمد، عن أبيه،
عن علي بن قابوس القمي بقم، عن محمد بن الحسن، عن يونس بن ظبيان، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام
قال: قالت لي امي فاطمة عليها السلام لما ولدتك دخل إلي رسول الله صلى الله عليه
وآله فناولتك إياه في خرقة صفراء، فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء لفك بها، وأذن في اذنك
الايمن وأقام في الايسر، ثم قال: يا فاطمة خذيه فإنه أبو الأئمة، تسعة من ولده أئمة
أبرار والتاسع مهديهم (3). 223 - نص: محمد بن عبد الله بن المطلب، عن عبيدالله بن
الحسين النصيبي، عن أبي العيناء عن يعقوب بن محمد بن علي بن عبد المهيمن، عن عباس
بن سهل الساعدي، عن أبيه قال: سألت فاطمة صلوات الله عليها عن الائمة عليهم السلام
فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [يقول]: الائمة بعدي عدد نقباء بني
إسرائيل (4). 224 - نص: علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين الكوفي، عن محمد بن علي بن
زكريا، عن عبد الله بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمان، عن عاصم بن عمرو،
عن محمود بن لبيد قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كانت فاطمة عليها
السلام تأتي قبور الشهداء و
(1 و 2 و 3) كفاية الاثر: 26. (4) كفاية
الاثر: 26. وفيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول اه. بحار الانوار - 22 -
[353]
تأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلما كان في
بعض الايام أتيت قبر حمزة فوجدتها عليها السلام تبكي هناك فأمهلتها حتى سكنت،
فأتيتها وسلمت عليها وقلت: يا سيدة النسوان قد والله قطعت نياط (1) قلبي من بكائك،
فقالت: يابا عمرو لحق لي البكاء، فلقد اصبت بخير الآباء رسول الله صلى الله عليه
وآله واشوقاه إلى رسول الله، ثم أنشأت عليها السلام تقول: إذا مات يوما ميت قل ذكره
* وذكر أبي مذ مات والله أكثر قلت يا سيدتي إني سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري،
قالت: سل، قلت: هل نص رسول الله قبل وفاته على علي بالامامة ؟ قالت واعجبا أنسيتم
يوم غدير خم ؟ قلت قد كان ذلك ولكن أخبريني بما اشير إليك، قالت: اشهد الله تعالى
لقد سمعته يقول: علي خير من اخلفه فيكم، وهو الامام والخليفة بعدي، وسبطاي وتسعة من
صلب الحسين أئمة أبرار، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، ولئن خالفتموهم ليكون
الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة ؟ قلت: يا سيدتي فما باله قعد عن حقه ؟ قالت: يابا
عمر لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل الامام مثل الكعبة إذ تؤتى ولا تأتي
- أو قالت: مثل علي - ثم قالت: أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه
(2) لما اختلف في الله اثنان، ولورثها سلف عن سلف وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا
التاسع من ولد الحسين، ولكن قدموا من أخره الله وأخروا من قدمه الله: حتى إذا
ألحدوا المبعوث و أودعوه الجدث المجدوث (3) اختاروا بشهوتهم وعملوا بآرائهم، تبا
لهم (4) أو لم يسمعوا الله يقول: " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (5)
" ؟ بل سمعوا ولكنهم كما قال الله سبحانه: " فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور (6) "
(1) النياط: عرق غليظ متصل بالقلب فإذا
قطع مات صاحبه. (2) في المصدر: واتبعوا عترة نبيهم. (3) في المصدر: حتى إذا الحد
المبعوث وأودعه الجدث المجدوث. (4) أي الزمهم الله خسرانا وهلاكا. (5) سورة القصص:
48. (6) سورة الحج:: 46.
[354]
هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا
آجالهم، فتعسا لهم وأضل أعمالهم، أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور (1). بيان:
الجدث: القبر، والمجدوث: المحفور. قال الجزري: فيه " نعوذ بالله من الحور بعد الكور
" أي من النقصان بعد الزيادة، وقيل: من فساد امورنا بعد صلاحها، و قيل: من الرجوع
عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها (2). 225 - نص: علي بن
الحسن بن محمد بن منده، عن محمد بن الحسين الكوفي، عن إسماعيل بن موسى بن إبراهيم،
عن محمد بن سليمان بن حبيب، عن شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة
بن قيس، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة
خطبة اللؤلؤة (3) فقال فيما قال - في آخرها -: ألا وإني ظاعن عن قريب (4) ومنطلق
إلى المغيب، فارتقبوا الفتنة الاموية، والمملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله،
وإحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم بيوتكم. وعضوا على مثل جمر الغضا (5)،
واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون. ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها
الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ومزخرفة بالذهب
والفضة واللازورد المستسقى والمرمر والرخام وأبواب العاج والآبنوس والخيم والقباب
والستارات، وقد عليت (6) بالساج والعرعر والصنوبر والشب (7)، وشيدت بالقصور، وتوالت
عليها ملوك بني الشيصبان أربعة و
(1) كفاية الاثر: 26 و 27. (2) النهاية 1:
269. (3) لم تذكر هذه الخطبة في نهج البلاغة، وسمعت بعض أساتذتي يقول انها مذكورة
في مشارق الانوار للشيخ رجب البرسى. لكنى تفحصت ما عندي من نسخته ولم اجدها فيها،
ولعلها مذكورة في غيره. (4) ظعن: سار وارتحل. (5) عض به وعليه: امسكه بأسنانه.
والغضا: شجر من الاثل خشبه من أصلب الخشب وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفئ. أي
اصبروا على بلية عظيمة وداهية شديدة الصبر عليها كعض جمرة الغضا. (6) في المصدر:
وقد حليت. (7) الساج: شجر عظيم صلب الخشب (معرب كاج) والعرعر: شجر يشبه السرو. لا
ساق له وينبت في الجبال. والصنوبر: شجر لا يزال مخضرا وهو رفيع الورق.
[355]
عشرون ملكا على عدد سني الكديد، فيهم
السفاح والمقلاص والجموح والهذوع (1) و المظفر والمؤنث والنزار والكبش والمهتور
والعيار (2) والمصطلم والمستصعب (3) والعلام والرهباني والخليع والسيار والمترف
والكديد والاكتب والمسرف (4) والاكلب والوسيم والصيلام والعينوق (5)، وتعمل القبة
الغبراء ذات القلاة الحمراء (6)، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة
الاقاليم (7) كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية. ألا وإن لخروجه علامات عشرة، أولها
طلوع الكوكب ذي الذنب، ويقارب من الحادي، ويقع فيه هرج ومرج وشغب، وتلك علامات
الخصب، ومن العلامة إلى العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا
القمر الازهر، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد. فقام إليه رجل يقال له عامر بن
كثير فقال: يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل فأخبرنا عن
أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك، قال: نعم إنه لعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه
وآله إن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما تسعة من الحسين ولقد قال النبي صلى الله
عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه " لا إله إلا
الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ورأيت اثني عشر نورا فقلت: يا رب
أنوار من هذه ؟ فنوديت: يا محمد هذه أنوار الائمة من ذريتك، قلت: يا رسول الله أفلا
تسميهم لي ؟ قال: نعم أنت الامام والخليفة بعدي، تقضي ديني وتنجز عداتي، و بعدك
ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين ابنه علي زين العابدين، وبعد علي ابنه محمد يدعى
بالباقر، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق، وبعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم
(1) في المصدر: والخدوع (2) في المصدر:
والعيسار. وفى (د): والعتار. (3) في المصدر: والمستعصب. (4) في المصدر و (د):
والمترف. (5) في المصدرين: والظلام والعيوق وفى (د) والضلام. (6) في المصدر و (د):
ذات الفلاة الحمراء. (7) أسفر: كشف وأسفر الصبح: أضاء وفى المصدر و (د): بين
الاقاليم.
[356]
وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا، وبعد علي
ابنه محمد يدعى بالزكي، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي، وبعده ابنه الحسن يدعى
بالامين، والقائم من ولد الحسين سميي وأشبه الناس بي، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت
جورا وظلما. قال الرجل: فما بال قوم وعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم
دفعوكم عن هذا الامر وأنتم الاعلون نسبا ونوطا (1) بالنبي وفهما بالكتاب والسنة ؟
قال عليه السلام: أرادوا قلع أوتاد الحرم، وهتك ستور الاشهر الحرم، من بطون البطون
ونور نواظر العيون، بالظنون الكاذبة والاعمال البائرة (2)، بالاعوان الجائرة في
البلدان المظلمة، وبالبهتان المهلكة بالقلوب الخربة (3)، فراموا هتك الستور الزكية
وكسر إنية الله النقية، ومشكاة يعرفها الجميع، وعين الزجاجة ومشكاة المصباح، وسبل
الرشاد، وخيرة الواحد القهار، حملة بطون القرآن، فالويل لهم من طمطام النار (4) ومن
رب كبير متعال، بئس القوم من خفضني وحاولوا الادهان في دين الله، فإن يرفع عنا محن
البلوى حملناهم من الحق على محضه، وإن يكن الاخرى فلا تأس على القوم الفاسقين (5).
[بيان: الشيصبان اسم الشيطان، وإنما عبر عنهم بذلك لانهم كانوا شرك الشيطان]
والمشهور أن عدد خلفاء بني العباس كان سبعة وثلاثين، ولعله عليه السلام إنما عد
منهم من استقر ملكه وامتد، لا من تزلزل سلطانه وذهب ملكه سريعا، كالامين والمنتصر
والمستعين والمعتز وأمثالهم. والكديد إما كناية عن المعتز فالمراد بسنيه أعوام عمره
فإن عمره حين مات كان أربعا وعشرين سنة، فيكون ما ذكره عليه السلام عند العد على
خلاف الترتيب، أو كناية عن المقتدر ويكون المراد بسنيه مدة خلافته وكانت أربعه
وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما وكان ثامن عشرهم وفي العد أيضا الكديد
هو الثامن عشر والمتقي أيضا كانت
(1) النوط: العلقة. وليست هذه الكلمة في
المصدر. (2) البائر: الفاسد الهالك. (3) في المصدر و (د): بالبهتان المهلكة الخربة.
(4) طمطام النار: وسطها. (5) كفاية الاثر: 28 و 29.
[357]
مدة خلافته أربعا وعشرين سنة أو أشهرا،
فيحتمل أن يكون إشارة إليه بناء على سقوط جماعة قبله لعدم تمكنهم كما مر [وفي بعض
النسخ " على عدد سني الملك " أي على عدد سني ملكهم وسلطنتهم، أهملها ولم يذكرها،
وفي روايات هذه الخطبة اختلافات كثيرة] 226 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن جعفر بن
محمد الحسيني العلوي، عن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله: إن قوما يقولون: إن الله
تبارك وتعالى جعل الامامة في عقب الحسن والحسين، قال كذبوا الله، أو لم يسمعوا الله
تعالى ذكره يقول: وجعلها كلمة باقية في عقبه (1) " فهل جعلها إلا في عقب الحسين
عليه السلام ؟ ثم قال: يا جابر إن الائمة هم الذين نص عليهم رسول الله صلى الله
عليه وآله بالامامة، وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى
السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثني عشر اسما، منهم علي وسبطاه،
وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم، فهذه الائمة من أهل
بيت الصفوة والطهارة، والله ما يدعيه (2) أحد غيرها إلا حشره الله تبارك وتعالى مع
إبليس وجنوده. ثم تنفس عليه السلام (3) وقال: لا رعى الله حق هذه الامة فإنها لم
ترع حق نبيها، أما والله لو تركوا الحق على أهله لما اختلف في الله تعالى اثنان ثم
أنشأ عليه السلام يقول: إن اليهود لحبهم لنبيهم * أمنوا بوائق حادث الازمان (4)
والمؤمنون بحب آل محمد * يرمون في الآفاق بالنيران قلت: يا سيدي أليس هذا الامر لكم
؟ قال: نعم، قلت: فلم قعدتم عن حقكم و دعواكم وقد قال الله تبارك وتعالى: " وجاهدوا
في الله حق جهاده هو اجتباكم (5) " قال:
(1) سورة الزخرف: 28. (2) في المصدر:
والله لا يدعيه. (3) في المصدر: ثم تنفس عليه السلام الصعداء. (4) البوائق جمع
البائقة: الداهية والشر. يقال: رفعت عنك بائقة فلان أي غائلته وشره. (5) سورة الحج:
78.
[358]
فما بال أمير المؤمنين عليه السلام قعد عن
حقه حيث لم يجد ناصرا ؟ أو لم تسمع الله تعالى يقول في قصة لوط: " قال لو أن لي بكم
قوة أو آوي إلى ركن شديد (1) " ويقول في حكاية عن نوح: " فدعا ربه أني مغلوب فانتصر
(2) " ويقول في قصة موسى: " رب أني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم
الفاسقين (3) " فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر، يا جابر مثل الامام مثل الكعبة إذ
يؤتى ولا يأتي (4). 227 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن جعفر بن محمد الحسني، عن
أحمد بن عبد المنعم، عن المفضل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر الباقر عليه
السلام قال: سألته عن الائمة فقال: والله لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه
وآله، إن الائمة بعده اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، ومنا المهدي الذي يقيم الدين
في آخر الزمان، من أحبنا حشر من حفرته معنا، ومن أبغضنا أو ردنا أو رد واحد منا حشر
من حفرته إلى النار " وقد خاب من افترى " (5). 228 - نص: علي بن الحسن، عن محمد بن
الحسين الكوفي، عن أحمد بن هوذة بن أبي هراسة أبي سليمان الباهلي، عن إبراهيم بن
إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم قال: دخلت
على مولاي الباقر عليه السلام وعنده اناس من أصحابه فجرى ذكر الاسلام قلت: يا سيدي
فأي الاسلام أفضل ؟ قال: من سلم المؤمنون من لسانه ويده، قلت: فأي الاخلاق أفضل ؟
قال: الصبر والسماحة، قلت: فأي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال: أحسنهم خلقا، قلت: فأي
الجهاد أفضل ؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه (6)، قلت: فأي الصلاة أفضل ؟ قال: طول
القنوت، قلت: فأي الصدقة أفضل ؟ قال:
(1) سورة هود: 80. (2) سورة القمر: 10.
(3) سورة المائدة: 25. (4) كفاية الاثر: 32 و 33. (5) كفاية الاثر: 32. (6) عقر
جواده أي قطعت قوائمه. وهراق الماء يهريقه - بفتح الهاء على وزن دحرجة يدحرجه -
صبه، واصله أراقه يريقه أبدلت الهمزة هاءا كذا في المنجد فتأمل.
[359]
أن تهجر ما حرم الله عزوجل عليك، قلت: يا
سيدي فما تقول في الدخول على السلطان ؟ قال: لا أرى لك ذلك (1)، قلت: إني ربما
سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم الوليد قال: يا عبد الغفار إن دخولك على السلطان
يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة الدنيا، ونسيان الموت، وقلة الرضى بما قسم الله، قلت:
يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة فما ترى في ذلك ؟
قال: يا عبد الغفار إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا
فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة.
قال: فقبلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله فما نجد العلم الصحيح
إلا عندكم، وإني قد كبرت سني ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسر به، أراكم مقتلين مشردين
(2) خائفين وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول: يخرج اليوم أو غدا قال: يا عبد
الغفار إن قائمنا عليه السلام هو السابع من ولدي وليس هو أوان ظهوره، ولقد حدثني
أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الائمة بعدي اثنا
عشر عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام والتاسع قائمهم يخرج في
آخر الزمان فيملاها عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا (3)، قلت: فإن كان هذا كائن يا ابن
رسول الله فإلى من بعدك ؟ قال: إلى جعفر، وهو سيد أولادي وأبو الائمة، صادق في قوله
وفعله، ولقد سألت عظيما يا عبد الغفار، وإن لاهل الاجابة، ثم قال عليه السلام: ألا
إن مفتاح العلم السؤال. وأنشأ يقول: شفاء العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول
السكوت على الجهل (4) 229 - ختص: محمد بن أحمد العلوي، عن أحمد بن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن جده، عن حماد بن عيسى، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال: قال سلمان
الفارسي رحمة الله
(1) في المصدر لا أرى ذلك. (2) شرده:
طرده. (3) في المصدر: بعد ما ملئت جورا وظلما. (4) كفاية الاثر: 32 و 33.
[360]
عليه: رأيت الحسين بن علي صلوات الله
عليهما في حجر النبي صلى الله عليه وآله وهو يقبل عينيه ويلثم شفتيه ويقول: أنت سيد
ابن سيد أبو سادة، أنت حجة ابن حجة أبو حجج، أنت الامام ابن الامام أبو الأئمة
التسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم (1). 230 - نص أبو المفضل الشيباني، عن محمد بن علي
بن شاذان، عن الحسن بن محمد بن عبد الواحد، عن الحسن بن الحسين العرني، عن يحيى بن
يعلى، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي عليه السلام قال: كنت عند أبي علي بن الحسين
عليه السلام إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الانصاري، فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي
محمد من بعض الحجر، فأشخص جابر ببصره نحوه (2) ثم قام إليه فقال: يا غلام أقبل
فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر، فقال: شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله، ما
اسمك يا غلام ؟ قال: محمد، قال: ابن من ؟ قال: ابن علي ابن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليه السلام، قال: أنت إذا الباقر (3)، قال: فانكب عليه وقبل رأسه ويديه ثم
قال: يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤك السلام، قال: على رسول الله
صلى الله عليه وآله أفضل السلام وعليك يا جابر بما أبلغت السلام، ثم عاد إلى مصلاه
فأقبل يحدث أبي ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي يوما يا جابر إذا
أدركت ولدي الباقر فاقرءه مني السلام، فإنه سميي وأشبه الناس بي، علمه علمي وحكمه
حكمي، وسبعة من ولده امناء معصومون أئمة أبرار، والسابع مهديهم، الذي يملا الدنيا
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " وجعلناهم
أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا
لنا عابدين (4). 231 - نص: الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي، عن ابن عقدة، عن جعفر
بن علي ابن نجيح، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن المسعودي أبي عبد الرحمان، عن
محمد بن عبد الله الفزاري، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي عليه السلام قال:
حدثني أبي علي بن الحسين
(1) الاختصاص: 207 و 208. (2) أي فتح
عينيه فلم يطرف. (3) في المصدر: إذا أنت الباقر ؟ (4) كفاية الاثر 40 والاية في
سورة الانبياء: 73.
[361]
عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حسين أنت الامام ابن الامام تسعة من ولدك
امناء معصومون والتاسع مهديهم، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم (1). 232 - كنز:
روى الشيخ أبو جعفر الطوسي، عن رجاله، عن الفضل بن شاذان ذكره في كتاب مسائل
البلدان يرفعه إلى سلمان الفارسي قال: دخلت على فاطمة عليها السلام والحسن والحسين
يلعبان بين يديها ففرحت بهما (2) فرحا شديدا، فلم ألبث حتى دخل رسول الله صلى الله
عليه وآله فقلت: يا رسول الله أخبرني بفضيلة هؤلاء لازداد لهم حبا، فقال: يا سلمان
ليلة اسري بي إلى السماء إذ رأيت جبرئيل في سماواته وجنانه، فبينما أنا أدور قصورها
وبساتينها ومقاصرها إذ شممت رائحة طيبة، فأعجبتني تلك الرائحة فقلت: يا حبيبي ما
هذه الرائحة التي غلبت على روائح الجنة كلها ؟ فقال: يا محمد تفاحة خلق الله تبارك
وتعالى بيده منذ ثلاثمائة ألف عام ما ندري ما يريد بها، فبينا أنا كذلك إذ رأيت
ملائكة ومعهم تلك التفاحة، فقال: يا محمد ربنا السلام يقرء عليك السلام وقد أتحفك
بهذه التفاحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأخذت تلك التفاحة فوضعتها تحت
جناح جبرئيل، فلما هبط إلى الارض أكلت تلك التفاحة، فجمع الله ماءها في ظهري، فغشيت
خديجة بنت خويلد فحملت بفاطمة من ماء التفاحة، فأوحى الله عزوجل إلي أن قد ولد لك
حوراء إنسية فزوج النور من النور: النور فاطمة من نور علي فإني قد زوجتها في السماء
وجعلت خمس الارض (2) مهرها، ويستخرج فيما بينهما ذرية طيبة وهما - سراجا الجنة -:
الحسن والحسين، ويخرج من صلب الحسين أئمة يقتلون ويخذلون، فالويل لقاتلهم وخاذلهم
(4). 233 - مد: من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الثاني من المتفق عليه
(1) كفاية الاثر: 40. (2) في المصدر:
ففرحت بها. (3) في المصدر و (د) جعلت حسن الارض. (4) كنز جامع الفوائد مخطوط.
[362]
من مسلم والبخاري من مسند جابر بن سمرة
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم
أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش، كذا في حديث شعبة. وفي حديث عيينة (1)
قال: لا يزال أمر الناس ماضيا ما ولاهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه
وآله بكلمة خفيت علي، فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال:
قال: كلهم من قريش. وبالاسناد قال: وفي رواية مسلم من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص
قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى
الله عليه وآله فكتب إلي: سمعت رسول الله يوم جمعة عشية رجم الاسلمي قال: لا يزال
الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم (2) اثنا عشر خليفة كلهم من قريش: وسمعته
يقول: عصبة من المسلمين يفتحون البيت الابيض (3) بيت كسرى - أو آل كسرى - وسمعته
يقول: إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم. وسمعته يقول: إذا أعطى الله أحدكم خيرا
فليبدء بنفسه وأهل بيته وسمعته يقول: أنا الفرط على الحوض. وفي رواية مسلم أيضا عن
عامر الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ومعي أبي
يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة فقال كلمة أصمنيها الناس
(4)، فقلت لابي: ما قال ؟ فقال: قال: كلهم من قريش. وفي روايته أيضا عن حصين بن عبد
الرحمان، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته
يقول: إن هذا الامر لا يزال عزيزا (5) حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال: ثم تكلم
بكلام خفي علي، فقلت لابي: ما قال ؟ فقال: قال: كلهم من قريش. وفي حديث سماك عن
جابر بن سمرة عنه صلى الله عليه وآله قال: لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر
خليفة، ثم ذكر مثله (6).
(1) في المصدر: وفى حديث ابن عيينة. (2)
في المصدر: ويكون عليكم. (3) في المصدر: يفتتحون البيت الابيض. (4) في المصدر:
اصمتها الناس. (5) في المصدر: لا يزال عزيزا منيعا. (6) العمدة: 218 و 219.
[363]
أقول: ثم روى من الجمع بين الصحاح الستة
لرزين العبدري من سنن داود السجستاني، عن عامر بن سعد، عن جابر مثل ما تقدم، وعن
جابر مثل الحديثين الاخيرين، ثم قال: ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي في قوله تعالى:
" كمشكاة فيها مصباح (1) " قال: أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب (2)، عن عمر بن عبد الله
بن شوذب، عن محمد بن الحسن بن زياد، عن أحمد بن الخليل، عن محمد بن أبي محمود، عن
يحيى بن أبي معروف عن محمد بن سهل البغدادي، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر
قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل " كمشكاة فيها مصباح " قال:
المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين " الزجاجة كأنها كوكب دري " قال: كانت فاطمة
كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم " لا
شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال: يكاد العلم ينطق
منها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " قال: إمام بعد إمام (3) " يهدي الله لنوره
من يشاء " قال: يهدي الله عزوجل لولايتنا من يشاء (4). أقول: أورد أخبار اخر في
النص على الاثني عشر تركناها احتراز عن الاكثار والتكرار. وروى في المستدرك من كتاب
حلية الاولياء لابي نعيم عن الشعبي عن ابن سمرة قال: جئت مع أبي إلى المسجد والنبي
صلى الله عليه وآله يخطب قال: فسمعته يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، ثم خفض صوته
فلم أدر ما يقول فقلت لابي: ما يقول ؟ قال قال: كلهم من قريش. قال: روى هذا الحديث
عمر بن عبد الله بن رزين عن سفيان مثله. قال أبو نعيم: ورواه عن الشعبي جماعة. ومن
الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه عن ابن سمرة عنه صلى الله عليه وآله قال:
لا يزال هذا الامر قائما حتى يمضي فيهم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش (5).
(1) سورة النور: 35. (2) في المصدر: أحمد
بن محمد بن عبد الوهاب. (3) في المصدر: قال منها امام بعد امام. (4) العمدة: 219 و
220. (5) المستدرك مخطوط. (*)
[364]
أقول: وروى السيد بن طاوس في الطرائف هذه
الاخبار من الكتب المذكورة وغيرها ثم قال: وقد رأيت تصنيفا لابي عبد الله محمد بن
عبد الله بن عياش اسمه " كتاب مقتضب الاثر في إمامة الاثني عشر " وهو نحو من أربعين
ورقة، يذكر فيها أحاديث عن نبيهم محمد صلى الله عليه وآله بإمامة الاثني عشر من
قريش (1)، ورأيت أيضا كتاب تصنيف رجال الاربعة المذاهب ورواتهم اسم تصنيف المذكور "
تاريخ أهل البيت من آل رسول الله صلى الله عليه وآله " رواية نضر بن علي الجهضمي
يتضمن تسمية الاثني عشر من آل محمد المشار إليهم، ورأيت أيضا كتابا آخر من تصنيف
رجال الاربعة المذاهب ورواتهم ترجمة الكتاب " تاريخ مواليد ووفاة أهل البيت عليهم
السلام وأين دفنوا " رواية ابن الخشاب الحنبلي النحوي يتضمن تسمية الاثني عشر
المشار إليهم والتنبيه عليهم، ورأيت في كتبهم وتصانيفهم وروايتهم غير ذلك مما يطول
تعداده تتضمن الشهادة للفرقة الشيعة بتعيين أئمتهم الاثني عشر وأسمائهم عليهم
السلام انتهى (2). أقول [: لما أورد أصحابنا تلك الاحاديث المنقولة من صحاح العامة
في كتبهم وقد لا يوجد في اصولهم الموجودة الآن بعض تلك الاخبار أو فيها مخالفة إما
لاختلاف النسخ أو لحذف بعضها عنادا (3) فأحببت أن اخرج بعض أخبار هذا الباب من أصل
كتبهم، ولما كان جامع الاصول لابن الاثير أثبت زبرهم بأجمعها (4) آثرت الايراد منه،
فروى من صحيح البخاري ومسلم والترمذي وسنن أبي داود عن جابر بن عبد الله (5) قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم
أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش. وفي رواية قال: لا يزال أمر الناس ماضيا
ما ولاهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت علي، فسألت
أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: قال: كلهم من قريش (6).
(1) في المصدر: من قريش باسمائهم. (2)
الطرائف: 43. (3) إذا كان الحال في زمن العلامة المجلسي كذلك فكيف يكون في زماننا
هذا ؟ (4) في (د) اضبط زبرهم واجمعها. والزبر: الكتب. (5) الصحيح كما في (د) عن
جابر بن سمرة. (6) في (د) بعد ذلك: هذه رواية البخاري ومسلم، وفى رواية اخرى لمسلم
قال: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعى أبى فسمعته يقول: لا يزال هذا
الدين عزيزا منيعا إلى اثنى عشر خليفة، فقال كلمة أصمنيها الناس، فقلت: لابي: ما
قال ؟ قال قال: كلهم من قريش.
[365]
واخرى أنه قال: دخلت مع أبي على النبي صلى
الله عليه وآله فسمعته يقول: إن هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيه اثنا عشر خليفة،
قال: ثم تكلم بكلمة خفي علي، فقلت لابي ما قال ؟ قال قال: كلهم من قريش. وفي اخرى:
لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ثم ذكر مثله. وفي رواية الترمذي قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: يكون من بعدي اثنا عشر امراء ثم تكلم بشئ لم أفهمه،
فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش. وفي رواية أبي داود قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم
تجتمع عليه الامة، فسمعت كلاما من النبي صلى الله عليه وآله لم أفهمه فقلت لابي: ما
يقول ؟ قال: قال: كلهم من قريش. وفي اخرى قال: لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني
عشر خليفة قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية وذكر الحديث. وفي اخرى بهذا
الحديث وزاد: فلما رجع إلى منزل امه قريش (1) فقالوا: ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم يكون
الهرج (2) انتهى ما أخرجته من جامع الاصول من أصله] وقد مرت أخبار النصوص في باب
فضلهم على الملائكة، وستأتي في أبواب النصوص على القائم عليه السلام، وباب ولادة
الحسنين عليهما السلام، ولنختم الباب بذكر بعض الاخبار التي أوردها المخالفون في
المهدي عليه السلام زائدا على ما سنورده في كتاب الغيبة، لكونه عليه السلام خاتم
الائمة الاثني عشر عليهم السلام وبه يتم عددهم. روى ابن بطريق في العمدة بإسناده
إلى صحيح مسلم عن زهير بن حرب وعلي بن حجر - واللفظ لزهير - عن إسماعيل بن إبراهيم،
عن الجريري، عن أبي نصرة، عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيثا
(1) في (د) اتته قريش. (2) توجد رواية
واحدة في تيسير الوصول عن جابر بن سمرة في النص على الائمة الاثنى عشر راجع 2: 32 و
33.
[366]
لا يعده عدا (1). أقول: روى مثله عن مسلم
بثلاث أسانيد عن أبي سعيد وجابر (2) وروى عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " إنا
لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد (3) " وذكر فتنة
الدجال ثم قال: بالاسناد المقدم قال مقاتل: قالوا: يا رسول الله فكيف نصلي في تلك
الايام القصار ؟ قال: تقدرون فيها كما تقدرون في هذه الايام الطوال ثم تصلون، وإنه
لا يبقى شئ من الارض (4) إلا وطئه وغلب عليه إلا مكة والمدينة، فإنه لا يأتيها من
نقب من أنقابهما إلا لقيته ملك يصلت بالسيف (5) حتى ينزل الوطيب الاحمر عند منقطع
السبخة (6): ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة
إلا خرج إليه، فتنفي المدينة يومئذ الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد، يدعى ذلك يوم
الخلاص، قالت أم شريك: يا رسول الله أين الناس يومئذ ؟ قال: ببيت المقدس يخرج حتى
يحاصوهم (7) وإمام الناس يومئذ رجل صالح فيقال له: صل الصبح، فإذا كبر ودخل في
الصلاة نظر عيسى بن مريم، فإذا رآه الرجل عرفه فرجع يمشي القهقرى، فيتقدم عيسى فيضع
يده بين كتفيه ويقول: صل إنما اقيمت لك الصلاة، فيصلي عيسى وراءه ثم يقول: افتحوا
الباب، فيفتحون الباب (8). [بيان: أقول: فيما عندنا من تفسير الثعلبي في سياق قصة
الدجال: وإن أيامه أربعين يوما، فيوم كالسنة ويوم دون ذلك، ويوم كالشهر ويوم دون
ذلك، ويوم كالجمعة و
(1) العمدة: 220. والحثى: ما غرف باليد من
التراب وغيره. أي يكون المال عنده كالتراب فيحثيه ويعطيه من غير عد. (2) العمدة:
221. (3) سورة المؤمن: 51. (4) في المصدر: في الارض. (5) اصلت السيف: أجرده من
غمده. وفى المصدر: مصلت بالسيف. (6) السبخة، ارض ذات نز وملح، وفى المصدر: حتى ينزل
الطريب الاحمر عند مجتمع السيول عند منقطع السبخة. (7) في المصدر: حتى يحاصرهم. (8)
العمدة: 222 و 223.
[367]
يوم دون ذلك، ويوم كاليوم ويوم دون ذلك،
وآخر أيامه يصبح الرجل بباب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى تغرب الشمس، قال: يا
رسول الله فكيف نصلي، إلى آخر الخبر والوطيب كأنه اسم موضع في بعض النسخ: الطيوب.
وفي النهاية: الكير - بالكسر - كير الحداد وهو المبني من الطين، وقيل: الزق الذي
ينفخ به النار، والمبني الكور، ومنه الحديث: المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها
(1)]. ثم قال: وقال الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " حمعسق " سين سناء المهدي " ق "
قوة عيسى حين ينزل فيقتل النصارى ويخرب البيع قال: وروى الثعلبي، عن سهل بن محمد
المروزي، عن جده أبي الحسن المحمودي، عن محمد بن عمران، عن هدية بن عبد الوهاب عن
سعيد بن عبد الحميد، عن عبد الله بن زياد، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله
بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن ولد عبد
المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين والمهدي قال: وذكر في
تفسير قوله تعالى: " إذ أوى الفتية إلى الكهف (2) " قال: وأخذوا مضاجعهم فصاروا إلى
رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي عليه السلام يقال: إن المهدي يسلم عليهم
فيحييهم الله عزوجل له، ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة، وروى من
الجمع بين الصحيحين للحميدي والجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري بأسانيد عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم
وإمامكم منكم ؟ ومن الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي بإسناده عن مسعدة، عن
جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أبشروا
أبشروا إنما امتي كالغيث لا يدرى آخره خير أم أوله ؟ أو حديقة (3) اطعم منها فوج
عاما ثم اطعم منها فوج عاما لعل آخرها فوجا يكون أعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها
حسنا، كيف تهلك امة أنا أولها والمهدي أوسطها والمسيح آخرها ؟ ولكن بين ذلك ثبج
أعوج ليسوا مني ولست منهم (4).
(1) النهاية 4: 41 و 42. ونصع الشئ: كان
خالصا. (2) سورة الكهف: 10. (3) في المصدر: أو كحديقة. (4) العمدة: 223 و 234.
والثبج: الوسط.
[368]
أقول: أول ابن بطريق قوله عليه السلام: "
والمسيح آخرها " بأنه لما كان نزوله بعد ظهور أمر المهدي عليه السلام فهو بعده،
ويكون آخرا بهذا المعنى لا أنه يبقى بعد القائم عليه السلام فإن الارض لا تبقى بغير
إمام (1). أقول: وروى من الجمع بين الصحاح الستة من صحيح أبي داود وصحيح الترمذي
بإسنادهما عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لو لم يبق من
الدهر إلا واحدا (2) لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا وعن
ام سلمة قالت: سمعت رسول الله يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة، وعن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله المهدي مني وهو أجلى الجبهة أقنى
الانف (3)، يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يملك سبع سنين [قال، وقال
بعض الرواة تسع سنين] وعن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام - ونظر إلى ابنه
الحسين - فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله، وسيخرج من
صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملا الارض عدلا. ومن
صحيح النسائي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لن تهلك امة أنا أولها
ومهديها وسطها والمسيح بن مريم آخرها (4). أقول: وروى ابن بطريق أيضا في المستدرك
من كتاب الحلية لابي نعيم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لا يذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي: يواطئ (5) اسمه اسمي. ومنه
أيضا عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، عن أبيه
(1) وهذا محصل كلام ابن بطريق راجع
العمدة: 227 و 228. (2) في المصدر: لو لم يبق من الدنيا الا يوم. (3) قنى الانف:
ارتفع وسط قصبته وضاق منخراه. (4) العمدة: 224 و 225 وقال في تأويل قوله: " يشبهه
في الخلق ولا يشبهه في الخلق ": هذا من أحسن الكنايات عن انتقام المهدى ممن كفر
وظلم، لان النبي صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين كما ذكر الله سبحانه في
كتابه العزيز، والمهدى عليه السلام يظهر نقمة من اعداء الله تعالى، فتفاوت الخلقان
مع استواء الخلقين. لانه شبيه له في الجسمية مخالف له في الفعلية (العمدة: 227).
(5) واطأ فلانا: وافقة وساهمه. بحار الانوار - 23 -
[369]
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله عزوجل في ليلة - أو
قال في يومين - ومنه أيضا عن مسعود بن سعد الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: إن الله يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا و ظهر مهدينا كان
الرجل أجرء من ليث وأمضى من سنان. وروى أيضا من كتاب الفردوس عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وآله قال: إنا معشر بني عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا وعلي وحمزة
وجعفر والحسن والحسين والمهدي عليهم السلام. ومنه أيضا بسندين عن أبي سعيد قال قال:
رسول الله صلى الله عليه وآله: يكون المهدي في امتي، فإن قصر عمره فسبع وإلا فثمان
أو تسع، تتنعم امتي في زمانه تنعما لم يتنعم مثله قط (1)، البر منهم والفاجر " يرسل
السماء عليهم مدرارا " ولا تحبس الارض شيئا من نباتها، ويكون المال كدوسا (2)،
يأتيه الرجل فيسأله فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله. ومنه عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي: إن هذا المهدي
فاتبعوه. وروى من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني بإسناده عن أبي هارون العبدي، عن أبي
سعيد الخدري قال: دخلت فاطمة عليها السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما
رأت ما برسول الله صلى الله عليه وآله من الضعف خنقتها العبرة حتى جرى دمعها على خد
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا
فاطمة ؟ فقالت: يا رسول الله أخشى الضيعة من بعدك، فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وآله: يا فاطمة أما علمت أن الله تعالى اطلع إلى أهل الارض اطلاعة فاختار منهم
أباك فبعثه رسولا، ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأمرني أن ازوجك منه ؟ فزوجك من
أعظم المسلمين حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما، ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك منه،
قال: فضحكت فاطمة فاستبشرت. ثم قال: يا فاطمة إنا أهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها
أحد من الاولين ولا يدركها أحد من الآخرين نبينا خير الانبياء وهو أبوك، ووصينا خير
الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير
بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر، و
(1) في (د): لم يتنعموا مثله قط. (2)
الكدس: الحب المحصود المجموع.
[370]
منا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن
والحسين، ومنا مهدي هذه الامة. قال أبو هارون العبدي: فلقيت وهب بن منبه أيام
الموسم فعرضت عليه هذا الحديث فقال لي وهب: يابا هارون إن موسى بن عمران لما فتن
قومه واتخذوا العجل كبر على موسى عليه السلام فقال: يا رب فتنت قومي حيث غبت عنهم ؟
قال الله: يا موسى إن كل من كان قبلك من الانبياء افتتن قومهم وكذلك من كائن بعدك
من الانبياء تفتتن امتهم (1) إذا فقدوا نبيهم، قال موسى: وامة أحمد أيضا مفتونون
وقد أعطيتهم من الفضل والخير ما لم تعطه من كان قبله في التوراة ؟ ! فأوحى الله
تعالى إلى موسى عليه السلام إن امة محمد صلى الله عليه وآله ستصيبهم فتنة عظيمة من
بعد أحمد حتى يعبد بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض، حتى يصيبهم النكال وحتى يجحدوا
ما أمرهم به نبيهم، ثم يصلح الله أمرهم برجل من ذرية أحمد، فقال موسى: يا رب اجعله
من ذريتي، فقال: يا موسى إنه من ذرية أحمد وعترته، اصلح به أمر الناس وهو المهدي.
ثم قال: وقد ذكر يحيى بن الحسن بن بطريق - يعني نفسه - في مناقب المهدي عليه السلام
فصلا مفردا وسماه بكشف المخفي في مناقب المهدي يشتمل على مائة طريق وعشر طرق من
الصحاح والحسان، وأن عيسى عليه السلام يصلي خلفه، كل ذلك من طرق الجمهور خاصة (2).
أقول: روى الحسين بن مسعود الفراء في كتاب المصابيح بخمسة طرق ذكر المهدي عليه
السلام ووصفه عن أبي سعيد الخدري وابن مسعود وام سلمة، وروى ابن شيرويه في الفردوس
فيما عندنا من كتابه بطرق اخرى سوى ما أوردناه سابقا، وفيما ذكرناه كفاية والله
الموفق. 234 - ختص: الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن
موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن يزيد. عن علي بن سالم، عن أبيه، عن ابن طريف عن
ابن نباتة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذكر الله عزوجل
عبادة، وذكري عبادة، وذكر علي عبادة، وذكر الائمة من ولده عبادة، والذي بعثني
بالنبوة وجعلني
(1) في (د) مفتتن امتهم. (2) المستدرك
مخطوط ولم نظفر بنسخته.
[371]
خير البرية إن وصيي لافضل الاوصياء وإنه
لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه، ومن ولده الائمة الهداة بعدي، بهم يحبس الله
العذاب من أهل الارض، وبهم يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، وبهم يمسك
الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، اولئك أولياء الله
حقا وخلفائي صدقا، عدتهم عدة الشهور وهي اثنا عشر شهرا، وعدتهم عدة نقباء موسى بن
عمران، ثم تلا صلى الله عليه وآله هذه الآية " و السماء ذات البروج " ثم قال: أتقدر
(1) يا ابن عباس أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها ؟ قلت:
يا رسول الله فما ذاك ؟ قال: أما السماء فأنا وأما البروج فالائمة بعدي، أولهم علي
وآخرهم المهدي، صلوات الله عليهم أجمعين (2). * أقول: روى أحمد بن محمد بن عياش في
مقتضب الاثر في النص على الاثني عشر كثيرا من الاخبار المتقدمة بأسانيد تركناها
حذرا من التكرار والاكثار، وأوردنا بعضها في باب الرجعة، وروى عن ابن عقدة، عن عبد
الله بن أحمد بن مستورد، عن مخول، عن محمد بن بكر، عن زياد بن المنذر، عن عبد
العزيز بن خضير، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش ثم تكون فتنة دوارة قال: قلت: أنت سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: و
إن على أبي يومئذ برنس خز (3). وعن الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي، عن أحمد بن سعيد
المالكي، عن أحمد بن عبد الجبار الصوفي، عن يحيى بن معين، عن عبد الله بن صالح، عن
ليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال (4)، عن ربيعة بن سيف قال كنا
عند سيف الاصمعي فقال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة، قال بعض الرواة: هم مسمون كنينا عن
أسمائهم، وذكر ربيعة
(1) قدر الامر: دبره (2) الاختصاص:من هنا
إلى آخر الباب يوجد في (ك) و (د) فقط. (3) مقتضب الاثر: 7. وفيه: وان على عبد الله
بن ابى أوفى برنس خز. (4) في المصدر: عن سعد بن ابى هلال.
[372]
بن سيف قوما لم نجدهم في غير روايته، قال
ابن عياش: فإذا كان هذه العدة منصوص عليها لم يوجد (1) في القائمين بعد رسول الله
صلى الله عليه وآله لا في بني امية لان عدة خلفاء بني امية تزيد على الاثني عشر ولا
في القائمين من بعدهم إلا زائدة عليهم ولم يدع فرقة من فرق الامة هذه العدة في
أئمتها غير الامامية دل ذلك على أن أئمتهم المعنيون بها (2). وروى عن عبد الله بن
إسحاق الخراساني، عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن إبراهيم بن الحسن بن يزيد، عن محمد
بن آدم، عن أبيه، عن شهر بن حوشب، عن سلمان قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وآله والحسين بن علي عليهما السلام على فخذه إذ تفرس في وجهه (3) وقال: يا أبا عبد
الله أنت سيد من سادة وأنت إمام ابن إمام أخو إمام، أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم
إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم (4). وعن محمد بن عثمان، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي،
عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر الانصاري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله اختار من الايام يوم الجمعة ومن الليالي
ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان و اختارني وعليا، واختار من علي الحسن والحسين،
واختار من الحسين حجة العالمين تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم (5). وعن أحمد بن محمد
بن يحيى العطار، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي
عمير سنة أربع ومائتين، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله اختار من الايام
الجمعة ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر. واختار من الناس الانبياء،
واختار من الانبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار مني عليا واختار من علي الحسن
(1) في المصدر: فإذا كان هذه العدة
المنصوصة عليها لم توجد. (2) مقتضب الاثر: 7 و 8. (3) تفرس فيه: نظر وثبت نظره فيه.
(4) مقتضب الاثر: 11. (5) مقتضب الاثر: 11 و 12.
[373]
والحسين، واختار من الحسين الاوصياء،
ينفون عن التنزيل تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (1)، تاسعهم
باطنهم ظاهرهم قائمهم وهو أفضلهم (2). { 42 باب } * (نص أمير المؤمنين صلوات الله
عليهم، عليهم السلام) * 1 - ب: محمد بن عيسى، عن أبي محمد الغفاري، عن الصادق، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لا يزال في ولدي مأمون مأمون (3). 2 -
ن: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم عن الصادق، عن
آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام، عن معنى
قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " من
العترة ؟ فقال، أنا والحسن والحسين والائمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم
وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه
وآله حوضه (4). 3 - ل: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن ابن عيسى، عن الحسن بن
العباس بن الحريش الرازي، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه
السلام قال لابن عباس إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه يتنزل في تلك الليلة أمر السنة
ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال ابن عباس. من هم ؟ قال:
أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون (5).
(1) في المصدر: وتأول الجاهلين. (2) مقتضب
الاثر: 12. (3) قرب الاسناد: 12. (4) عيون الاخبار: 34. (5) الخصال 2: 79.
[374]
ك: ابن الوليد، عن محمد العطار، عن سهل
وابن عيسى، عن الحسن بن العباس مثله (1). غط: جماعة عن التلعكبري، عن الاسدي، عن
سهل، عن الحسن بن عباس مثله (2). 4 - ك، ن: أبي عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن
الحكم بن مسكين، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: أتى يهودي
أمير المؤمنين عليه السلام وسأله عن مسائل فكان فيما سأله: أخبرني كم لهذه الامة من
إمام هدى لا يضرهم من خذلهم (3) ؟ قال: اثنا عشر إماما، قال: صدقت والله إنه لبخط
هارون وإملاء موسى. الخبر (4) ج: صالح بن عقبة مثله (5). 5 - ك: أبي وابن الوليد
معا، عن سعد ومحمد العطار وأحمد بن إدريس جميعا عن البرقي وابن يزيد وابن هاشم
جميعا، عن ابن فضال عن أيمن بن محرز، عن محمد بن سماعة، عن إبراهيم بن أبي يحيى
المدني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما بايع الناس عمر بعد موت أبي بكر أتاه
رجل من شباب اليهود وهو في المسجد الحرام فسلم عليه والناس حوله فقال: يا أمير
المؤمنين دلني على أعلمكم بالله وبرسوله وبكتابه وبسنته، فأومأ بيده إلى علي عليه
السلام فقال: هذا، فتحول الرجل إلى عند علي عليه السلام (6) فسأله: أنت كذلك ؟
فقال: نعم فقال: إني أسألك عن ثلاث وثلاث (7) وواحدة، فقال أمير المؤمنين عليه
السلام: أفلا قلت عن سبع ؟ فقال اليهودي له (8): إنما أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن
سألتك عن ثلاث
(1) كمال الدين: 178. (2) الغيبة للشيخ
الطوسى: 100. (3) في العيون: لا يضرهم خذلان من خذلهم. (4) كمال الدين: 176.
العيون: 31 و 32. وتوجد الرواية في الخصال أيضا راجع 2: 77. (5) الاحتجاج للطبرسي:
121. (6) في المصدر: فتحول الرجل إلى على عليه السلام. (7) في المصدر: عن ثلاثة
وثلاثة. وكذا فيما يأتي. (8) في المصدر: فقال اليهودي: لا، اه.
[375]
بعدهن، وإن لم تصب لم أسألك، فقال أمير
المؤمنين عليه السلام أخبرني إن أجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك ؟ - وكان الفتى من
علماء اليهود وأحبارها، يروون أنه من ولد هارون ابن عمران أخي موسى عليه السلام -
قال: نعم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: بالله الذي لا إله إلا هو إن أجبتك
بالحق والصواب لتسلمن ولتدعن اليهودية ؟ فحلف له اليهودي (1) وقال له: ما جئتك إلا
مرتادا لدين الاسلام (2)، فقال: يا هاروني سل عما بدا لك تخبر. قال: أخبرني عن أول
شجرة نبتت على وجه الارض (3)، وعن أول عين نبعت على وجه الارض، وعن أول حجر وضع على
وجه الارض، فقال أمير المؤمنين عليه السلام (4): أما سؤالك عن أول شجرة نبتت على
وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنها الزيتون وكذبوا وإنما هي النخلة من العجوة (5)
هبط بها آدم عليه السلام معه من الجنة فغرسها، وأصل النخل كله منها. وأما قولك عن
أول عين نبعت (6) على وجه الارض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس
وتحت الحجر (7) وكذبوا، هي عين الحيوان التي ما انتهى إليها أحد إلا حيي (8)، وكان
الخضر عليه السلام على مقدمة ذي القرنين عليه السلام فطلب عين الحياة (9) فوجدها
الخضر عليه السلام وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين. وأما قولك عن أول حجر (10)
(1) في المصدر: فحلف اليهودي. (2) ارتاد
الشئ: طلبه. وفى المصدر: الا اريد الاسلام. (3) في المصدر: نبتت على الارض. (4) في
المصدر: فقال له أمير المؤمنين. (5) قال في النهاية (3: 71): وفيه " العجوة من
الجنة " قد تكرر ذكرها في الحديث، وهو نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني يضرب
إلى السواد، من غرس النبي صلى الله عليه وآله. (6) في المصدر: وأما قولك: اول عين
نبعت. (7) في المصدر: ببيت المقدس تحت الحجر. (8) في المصدر: هي عين الحيوان التى
انتها موسى وفتاه إليها، فغسل فيها السمكة المالحة فحييت، وليس من ميت يصيب ذلك
الماء الا حيى اه. (9) في المصدر: يطلب عين الحياة. (10) في المصدر: وأما قولك:
أول حجر.
[376]
وضع على وجه الارض ؟ فإن اليهود يزعمون
أنه الحجر الذي ببيت المقدس (1) وكذبوا، إنما هو الحجر الاسود، هبط به آدم معه من
الجنة فوضعه في الركن (2) والناس يستلمونه وكان أشد بياضا من الثلج فاسود من خطايا
بني آدم. قال: فأخبرني كم لهذه الامة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم خذلان من
خذلهم ؟ وأخبرني أين منزل محمد من الجنة (3) ؟ ومن معه من امته في الجنة ؟ قال له:
أما قولك (4): كم لهذه الامة من إمام هدى (5) هادين مهديين لا يضرهم خذلان من خذلهم
فإن لهذه الامة اثنا عشر إماما هادين مهديين، لا يضرهم خذلان من خذلهم، و أما قولك:
أين منزل محمد في الجنة ففي أشرفها وأفضلها جنة عدن، وأما قولك: ومن مع محمد من
امته (6) في الجنة فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى. قال الفتى: صدقت فوالله الذي لا
إله إلا هو إنه لمكتوب عندي بإملاء موسى و خط هارون عليهما السلام بيده، قال:
أخبرني كم يعيش وصي محمد صلى الله عليه وآله بعده وهل يموت موتا أو يقتل قتلا ؟
فقال عليه السلام له: ويحك يا يهودي (7) أنا وصي محمد، أعيش بعده ثلاثين سنة لا
أزيد يوما ولا أنقص يوما، ثم يبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود فيضربني ضربة في فرقي
فيخضب منها لحيتي (8) ثم بكى عليه السلام بكاء شديدا، قال: فصرخ الفتى وقطع كستيجه
وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنك
وصي رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو جعفر العبدي - يرفعه - قال: هذه الرجل
اليهودي أقر له من بالمدينة أنه أعلمهم وكان أبوه كذلك فيهم (9).
(1) في المصدر: في بيت المقدس. (2) في
المصدر: على الركن. (3) في المصدر: في الجنة. (4) في المصدر: قال: اما قولك. (5)
ليست في المصدر: كلمة " هدى ". (6) في المصدر: ومن معه من امته. (7) في المصدر: يا
هاروني. (8) في المصدر: ثم ينبعث اشقاها أشقى من عاقر ناقة ثمود، فيضربني ضربة ههنا
في مفرقى فيخضب منه لحيتى. (9) كمال الدين: 173 و 174. وفيه: وأن أباه كان كذلك
فيهم.
[377]
بيان: قوله عليه السلام: " لا أزيد يوما "
أقول: فيه إشكال لان وفاة الرسول صلى الله عليه وآله كان في صفر وشهادته عليه
السلام في شهر رمضان وكان ما بينهما ثلاثين سنة إلا خمسة أشهر وأياما فكيف يستقيم
قوله عليه السلام: " لا أزيد يوما ولا أنقص يوما " ؟ ويمكن دفعه بأن مبنى الثلاثين
على التقريب. وقوله " لا أزيد يوما " أي على الموعد الذي وعدت لذلك وأعلمه والغرض
أن لشهادتي وقتا معينا لا يتقدم ولا يتأخر [أو يقال: الكلام مبني على ما هو المعروف
عند أهل الحساب من أنهم يسقطون ما هو أقل من النصف يكلمون بما هو أزيد منه، فكل حد
بين تسع وعشرين ونصف وبين ثلاثين ونصف من جملة مصداقاته العرفية، فلا يكون شئ منهما
زائدا على ثلاثين سنة عرفية ولا ناقصا عنها أصلا، وإنما يحكم بالزيادة والنقصان إذا
كان خارجا عن الحدين وليس فليس، وفيما سيأتي " لا يزيد يوما ولا ينقص يوما "
فالضميران إما راجعان إلى الثلاثين أو إلى الوصي نظير قوله تعالى: " لا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون (1) " وهذا الخبر يؤيد الاخير، وعلى الوجه الاول يحتمل إرجاعهما
إلى الله تعالى (2)] والكستيج بالضم: خيط غليظ يشده الذمي فوق ثيابه دون الزنار،
معرب كستي (3). 6 - ك: ماجيلويه، عن محمد بن الهيثم، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد
الله بن القاسم، عن حيان السراج، عن داود بن سليمان الغساني، عن أبي الطفيل قال:
شهدت جنازة أبي بكر يوم مات، وشهدت عمر يوم بويع (4) وعلي عليه السلام جالس ناحية
إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون عليه السلام حتى قام على رأس
عمر (5) فقال يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الامة بكتابهم (6) وأمر نبيهم ؟ قال:
فطأطأ عمر رأسه، فقال: إياك أعني ؟ وأعاد عليه القول، فقال عمر: ما ذاك ؟ قال (7):
إني جئتك مرتادا لنفسي
(1) الاعراف: 34. يونس: 49. النحل: 61.
(2) أي لا يزيد الله تعالى في الثلاثين ولا ينقص عنه يوما. (3) قاله في القاموس 1:
205. (4) في المصدر: حين بويع. (5) في المصدر: حتى وقف على رأس عمر. (6) في المصدر:
بدينهم. (7) في المصدر: فقال له عمر: ما شأنك وما ذاك فقال اه.
[378]
شاكا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب، قال:
ومن هذا الشاب ؟ قال: علي بن أبي طالب (1) ابن عم رسول الله وأبو الحسن (2) والحسين
ابني رسول الله وزوج فاطمة (3) ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله، فأقبل اليهودي
على علي عليه السلام فقال كذا أنت ؟ قال: نعم (4)، فقال: إني اريد أن أسألك عن ثلاث
وثلاث وواحدة، قال: فتبسم علي عليه السلام ثم قال: يا يهودي ما منعك (5) أن تقول
سبعا ؟ قال: أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس
لك علم، فقال علي عليه السلام: فإني أسألك بالاله الذي بعثك (6) إن أنا أجبتك عن كل
ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني ؟ فقال: ما جئت إلا لذلك، قال: فسل. قال:
فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الارض أي قطرة هي ؟ وأول عين فاضت على وجه
الارض أي عين هي ؟ وأول شئ اهتز على وجه الارض أي شئ هو ؟ فأجابه أمير المؤمنين
عليه السلام: فقال: أخبرني عن الثلاث الاخرى: عن محمد، كم بعده من إمام عادل ؟ وفي
أي جنة يكون ؟ ومن الساكن معه في جنته ؟ قال: يا يهودي (7) إن لمحمد من الخلفاء
اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم من خذلهم (8) ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم، وأنهم
أثبت في الدين (9) من الجبال الرواسي في الارض، وإن مسكن محمد صلى الله عليه وآله
في جنة عدن، معه اولئك الاثنا عشر إماما العدول (10)، قال: صدقت والله الذي لا إله
إلا هو إني لاجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء عمي موسى (11).
(1) في المصدر: قال هذا على بن ابى طالب.
(2) في المصدر: وهو أبو الحسن. (3) في المصدر: وهذا زوج فاطمة. (4) في المصدر:
فقال: كذلك أنت ؟ فقال: نعم. (5) في المصدر: ثم قال: يا هاروني ما يمنعك. (6) في
المصدر: بالاله الذى تعبده. (7) في المصدر: يا هاروني. (8) في المصدر: لا يضرهم
خذلان من خذلهم. (9) في المصدر: وانهم ارسب في الدين. (10) في نسخة من المصدر: مع
اولئك الاثنى عشر الائمة العدل. (11) في المصدر: وأملاء عمى موسى.
[379]
قال: أخبرني عن الواحدة: أخبرني عن وصي
محمد كم يعيش بعده ؟ وهل يموت موتا أو يقتل قتلا (1) ؟ فقال: يا هاروني يعيش بعده
ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما، ثم يضرب ههنا (2) - يعني قرنه - فتخضب هذه
من هذا، فصاح الهاروني (2) وقطع كستيجه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وآله - وأنك وصيه الذي (4) ينبغي أن
تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، قال: ثم مضى به عليه السلام إلى منزله فعلمه
معالم الدين (5). [عم: عن الكليني، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن محمد بن
خالد، عن أبيه مثله إلى قوله: فأخبرني عن أول قطرة قطرت على وجه الارض أي قطرة هي ؟
وأول عين فاضت على وجه الارض أي عين هي ؟ وأول شجر (6) اهتز على وجه الارض أي شجر
هو (7) ؟ فقال: يا هاروني أما أنتم فتقولون: أول قطرة قطرت على وجه الارض حيث قتل
أحد ابني آدم صاحبه وليس كذلك، ولكنه حيث طمثت حواء، وقبل أن تلد ابنيها، وأما أنتم
فتقولون: أول عين فاضت على وجه الارض العين التي بيت المقدس وليس هو كذلك، ولكنها
عين الحياة التي وقف عليها موسى وفتاه، ومعهما النون المالح فسقط فيها فحيي، وهذا
الماء لا يصيب ميتا إلا حيي، وأما أنتم فتقولون: أول شجر اهتز (8) على وجه الارض
الشجرة التي كانت منها سفينة نوح وليس هو كذلك، ولكنها النخلة التي اهبطت من الجنة
وهي العجوة، ومنها تفرع كل ما ترى من أنواع النخل فقال: صدقت والله الذي لا إله إلا
هو إني لاجد هذا في كتب أبي هارون كتابته بيده
(1) في المصدر: وهل يموت أو يقتل. (2) في
المصدر: ثم يضرب ضربة ههنا. (3) في المصدر: قال فصاح الهاروني. (4) ليست كلمة "
الذى " في المصدر. (5) كمال الدين: 174 و 175. (6) في المصدر: وأول شجرة. (7) في
المصدر: أي شجرة هي ؟. (8) في المصدر و (د) أول شجرة اهتزت.
[380]
وإملاء عمي موسى عليه السلام ثم قال:
أخبرني عن الثلاث الاخر وذكر مثله إلى آخر الخبر (1). أقول: وروي في الكافي أيضا
بهذا السند (2) لكن الجوابات ساقطة كما في رواية الصدوق ولعل الطبرسي ألحقها من
كتاب آخر للكليني أو غيره] 7 - ك: أبي، عن الحميري، عن محمد بن عيسى، عن عبد
الرحمان بن أبي هاشم، عن أبي يحيى المدني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء
يهودي إلى عمر فسأله (3) عن مسائل فأرشده إلى علي عليه السلام (4)، فقال له علي
عليه السلام: سل، قال: أخبرني كم بعد نبيكم من إمام عدل ؟ وفي أي جنة هو ؟ ومن يسكن
معه في جنته ؟ قال له علي عليه السلام يا هاروني لمحمد صلى الله عليه وآله بعده
اثنا عشر إماما عدلا، لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون خلاف من خالفهم، أثبت
في دين الله من الجبال الرواسي، ومنزل محمد في جنة عدن، والذين يسكنون معه هؤلاء
الاثنا عشر، فأسلم الرجل وقال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا، أنت الذي تفوق ولا
تفاق وتعلو ولاتعلى (5). 8 - غط: جماعة عن عدة من أصحابنا، عن الكليني، عن محمد بن
يحيى، عن محمد ابن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام، ومحمد
بن الحسين، عن إبراهيم ابن أبي يحيى المدني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد
الخدري قال: كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يثرب يزعم
يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى دفع إلى عمر (6) فقال له: يا عمر إني جئتك
اريد الاسلام فإن أخبرتني (7) عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب هذا الكتاب والسنة
وجميع ما اريد أن أسال عنه، قال
(1) اعلام الورى: 367 و 368. (2) راجع
اصول الكافي 1: 529 و 530. (3) في المصدر: يسأله. (4) في المصدر: فأرشده إلى على
عليه السلام ليسأله. (5) كمال الدين: 175. (6) في المصدر: حتى رفع إلى عمر. (7) في
المصدر: و (د) فان خبرتني.
[381]
فقال عمر (1): إني لست هناك لكني ارشدك
إلى من هو أعلم امتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه (2) وهو ذاك - وأومأ إلى
علي عليه السلام - فقال له اليهودي: يا عمر إن كان هذا كما تقول فما لك وبيعة الناس
وإنما ذاك أعلمكم ؟ فزبره عمر (3)، ثم إن اليهودي قام إلى علي عليه السلام فقال:
أنت كما ذكر عمر ؟ فقال: وما قال عمر ؟ فأخبره، قال: فإن كنت كما قال عمر سألتك عن
أشياء اريد أن أعلم هل يعلمها أحد منكم فأعلم أنكم في دعواكم خير الامم وأعلمها
صادقون، ومع ذلك أدخل في دينكم الاسلام، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: نعم أنا
كما ذكر لك عمر، سل عما بدا لك اخبرك عنه إن شاء الله. قال: أخبرني عن ثلاثه وثلاثه
وواحدة، قال له علي عليه السلام يا يهودي لم لم تقل: أخبرني عن سبع ؟ فقال اليهودي:
إنك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن الثلاث وإلا كففت، وإن أجبتني في هذه السبع فأنت
أعلم أهل الارض وأفضلهم وأولى الناس بالناس فقال: سل عما بدا لك يا يهودي، قال:
أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الارض وأول شجرة غرست على وجه الارض، وأول عين نبعت
على وجه الارض، فأخبره أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قال له اليهودي: فأخبرني عن
هذه الامة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة ؟
وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إن لهذه الامة اثني
عشر إمام هدى من ذرية نبيها، وهم مني، وأما منزل نبينا صلى الله عليه وآله في الجنة
فهي أفضلها وأشرفها جنة عدن، وأما من معه في منزله منها فهؤلاء الاثنا عشر من
ذريته، وامهم وجدتهم - ام امهم - وذراريهم لا يشركهم فيها أحد (4). عم: عن الكليني
مثله (5).
(1) في المصدر: فقال له عمر. (2) في
المصدر: وجميع ما قد يسأل عنه. (3) زبره عن الامر: منعه ونهاه عنه. والسائل:
انتهره. (4) الغيبة للشيخ الطوسى: 106 و 107. (5) اعلام الورى: 367.
[382]
* [بيان: قوله عليه السلام: " من ذرية
نبيها " أقول: يخطر بالبال في حل الاشكال الوارد عليه من عدم كون أمير المؤمنين من
الذرية وجوه: الاول أن السائل لما علم بوفور علمه عليه السلام وما شاهد من آثار
الامامة والوصاية فيه أنه أول الاوصياء عليهم السلام فكأن سؤاله عن التتمة، فالمراد
بالاثني عشر تتمتهم وتكملتهم غيره عليه السلام. الثاني أن يكون إطلاق الذرية عليه
للتغليب وهو مجاز شائع. الثالث أن استعير لفظ الذرية للعترة ويريد بها ما يعم
الولادة الحقيقة والمجازية فإن النبي صلى الله عليه وآله كان والد جميع الامة
لاسيما بالنسبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فإنه كان مربيه ومعلمه، وعلاقة
المجاز هنا كثيرة. الرابع أن يكون " من ذرية نبيها " خبر مبتدء محذوف، أي بقيتهم من
الذرية أو هم من الذرية بارتكاب استخدام في الضمير بإرجاع الضمير إلى الاغلب تجوزا،
وأكثر تلك الوجوه يجري في قوله: " من ذريته " وكذا قوله: " امهم " يعني فاطمة "
وجدتهم " يعني خديجة عليهما السلام وقوله: " وهم مني " على الاول والرابع ظاهر،
وعلى الوجهين الاخيرين يمكن أن ترتكب تجوز في كلمة " من " بما يشمل العينية أيضا،
أو يقال: ضمير " هم " راجع إلى الذرية مطلقا إشارة إلى أن جميع ذرية النبي من ولده
كما قال النبي صلى الله عليه وآله فيه: " هو أبو ولدي " أو المعنى: ابتدؤوا مني أي
أنا أولهم. أقول: قد أوردنا كثيرا من الاخبار في ذلك في باب احتجاجاته صلوات الله
عليه على اليهود، وباب ما ورد من المعضلات على الائمة بعد الرسول صلى الله عليه
وآله، 9 - كتاب المقتضب: لابن عياش، عن أحمد بن محمد بن زياد القطان، عن محمد بن
غالب الضبي، عن هلال بن عقبة، عن حيان بن أبي بشر، عن معروف بن خربوذ، عن أبي
الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ليلة القدر في كل سنة ينزل فيه على الوصاة
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما ينزل، قيل له: ومن الوصاة يا أمير المؤمنين ؟
قال: أنا وأحد عشر من صلبي هم الائمة المحدثون، قال معروف: فلقيت أبا عبد الله مولى
ابن عباس بمكة (1)
هذا البيان يوجد في (ك) و (د) فقط. (1) في
المصدر: في مكة.
[383]
فحدثته بهذا الحديث فقال: سمعت ابن عباس
يحدث بذلك ويقرأ " وما أرسلنا من قبلك من نبي ولا رسول ولا محدث " وقال: هم والله
المحدثون (1)] 43 { باب } * (نصوص الحسنين عليهما السلام) * * (عليهم عليهم السلام)
* 1 - نص: علي بن محمد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن واقد، عن إبراهيم بن
عبد الله، عن عبد الله بن عبد الحميد، عن أبي ضمرة، عن عباية، عن الاصبغ قال: سمعت
الحسن بن علي عليه السلام يقول الائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر،
من صلب أخي الحسين ومنهم مهدي هذه الامة (2). 2 - نص: الحسين بن علي رحمه الله، عن
هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن الحصين بن
علي، عن فرات بن أحنف، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن علي الباقر، عن علي بن
الحسين زين العابدين عليهم السلام قال: قال الحسن بن علي عليه السلام: الائمة [بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله] عدد نقباء بنى إسرائيل، ومنا مهدي هذه الامة (3). 3
- نص: محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب، عن محمد بن الحسين البزوفري عن أحمد بن
محمد الهمداني، عن القاسم بن محمد بن حماد، عن غياث بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن أبي
زياد، عن يونس بن أرقم، عن أبان بن أبى عياش، عن سليمان القصري قال: سألت الحسن بن
علي عليهما السلام عن الائمة فقال: عدد شهور الحول (4). 4 - نص: المعافا بن زكريا،
عن ابن عقدة، عن أحمد بن الحسن بن سعيد، عن أبيه،
(1) المقتضب: 34. (2) كفاية الاثر: 29 و
30. (3 و 4) كفاية الاثر: 30.
[384]
عن جعدة بن الزبير، عن عمران بن يعقوب بن
عبد الله، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة، عن الحسين بن علي صلوات الله عليه وسأله رجل
عن الائمة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من ولدي آخرهم القائم، ولقد سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: أبشروا ثم أبشروا - ثلاث مرات - إنما مثل أهل بيتي
كمثل حديقة اطعم منها فوج عاما ثم اطعم منها فوج عاما، آخرها (1) فوجا يكون أعرضها
بحرا (2) وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها جنى وكيف تهلك امة أنا أولها واثنا عشر من
بعدي من السعداء اولي الالباب والمسيح بن مريم آخرها ؟ ولكن يهلك فيما بين ذلك ثبج
الهرج ليسوا مني ولست منهم (3). 5 - نص: على بن الحسين، عن محمد بن الحسين الكوفي،
عن محمد بن محمود، عن أحمد ابن عبد الله الذهلى، عن أبي حفص الاعشى، عن عنبسة بن
الازهر، عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن نعمان قال كنت عند الحسين عليه السلام إذ دخل
عليه رجل من العرب متلثما (4) أسمر شديد السمرة (5)، فسلم فرد عليه الحسين عليه
السلام فقال: يا ابن رسول الله مسألة، فقال هات، قال: كم بين الايمان واليقين ؟
قال: أربع أصابع، قال كيف ؟ قال: الايمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه، وبين السمع
والبصر أربع أصابع قال: فكم بين السماء والارض قال: دعوة مستجابة، قال: فكم بين
المشرق والمغرب ؟ قال: مسيرة يوم للشمس، قال: فما عز المرء ؟ قال: استغناؤه عن
الناس، قال: فما أقبح شئ ؟ قال: الفسق في الشيخ قبيح، والحدة في السلطان قبيحة،
والكذب في ذي الحسب قبيح، والبخل في ذي الغناء، والحرص في العالم، قال: صدقت يا ابن
رسول الله فأخبرني عن عدد الائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قال اثنا عشر
عدد نقباء بني إسرائيل، قال: فسمهم لي، قال (6): فأطرق الحسين عليه السلام ثم
(1) كذا في (ك) وفي غيره من النسخ وكذا
المصدر: ثم اطعم منها فوجا عاما إلى آخرها. وعلى أي لا يخلوا عن اضطراب، والظاهر:
لعل آخرها. (2) في المصدر: يكون اعرضها سجرا. وسجر الماء النهر: ملاه. وسجر البحر:
فاض. (3) كفاية الاثر: 30. (4) ليست كلمة " متلثما " في المصدر. (5) السمرة: لون
بين السواد والبياض. (6) ليست كلمة " قال " في المصدر. بحار الانوار - 24 -
[385]
رفع رأسه فقال: نعم اخبرك يا أخا العرب،
إن الامام والخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبي أمير المؤمنين علي بن
طالب عليه السلام والحسن وأنا وتسعة من ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه،
وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه، وبعده علي
ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده الخلف المهدي، هو التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر
الزمان. قال: فقام الاعرابي وهو يقول: مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود أبواه
من أعلا قريش وجده خير الجدود (1) 6 - ن: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الهروي، عن
وكيع، عن الربيع بن سعد، عن عبد الرحمان بن سليط قال: قال الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهما السلام منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم
التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق، يحيي الله تعالى به الارض بعد موتها، ويظهر به
دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين
فيها آخرون فيؤذون ويقال لهم: " متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟ " أما إن الصابر في
غيبته على الاذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه
وآله (2). مقتضب الاثر لابن عياش عن المهداني مثله (3).
(1) كفاية الاثر: 31. (2) عيون الاخبار:
40. (3) ص 27 و 28.
[386]
{ 44 باب } * (نص على بن الحسين صلوات
الله عليهما عليهم عليهم السلام) * 1 - ج: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد
الكابلي (1)، قال: دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام فقلت:
له يا ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودتهم
وأوجب على عباده (2) الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لي: يا
كنكر إن اولي الامر الذين جعلهم الله أئمة للناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين ابنا علي بن أبي طالب، ثم انتهى الامر إلينا،
ثم سكت، فقلت له: يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لا تخلو
الارض من حجة الله على عباده فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال: ابني محمد واسمه في
التوراة باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام بعدي، ومن بعد محمد ابنه جعفر
واسمه عند أهل السماء الصادق، فقلت له: يا سيدي كيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون ؟
قال: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا
ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإن
الخامس الذي (3) من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء على الله وكذبا عليه،
فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله، المدعي لما ليس له بأهل، المخالف على
أبيه، والحاسد لاخيه، ذلك الذي يكشف سر الله عند غيبة ولي الله. ثم بكى علي بن
الحسين بكاء شديدا ثم قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر
ولي الله والمغيب في حفظ الله، والتوكيل بحرم أبيه، جهلا منه بولادته وحرصا على
قتله إن ظفر به، وطمعا في ميراث أبيه (4) حتى يأخذه بغير حقه.
(1) اسمه " كنكر " وقيل وردان. (2) في
المصدر: واوجب على خلقه. (3) ليست كلمة " الذى " في المصدر. (4) في المصدر: وحرصا
على قتله ان ظفر به طمعا في ميراث أبيه
[387]
قال أبو خالد: فقلت له: يا ابن رسول الله
فإن ذلك لكائن ؟ قال: (1) إي وربي إن ذلك لمكتوب (2) عندنا في الصحيفة التي فيها
ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله. قال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله
صلى الله عليه وآله ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من
أوصياء رسول الله والائمة بعده، يابا خالد إن أهل زمان غيبته و القائلين بإمامته
والمنتظرين لظهوره عليه السلام أفضل من أهل كل زمان، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من
العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك
الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف، اولئك
المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا، وقال عليه السلام:
انتظار الفرج من أعظم الفرج (3) ك (4): علي بن عبد الله، عن محمد بن هارون، عن عبد
الله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن
الثمالي، عن الكابلي مثله ثم قال: حدثنا بهذا الحديث ابن موسى والسناني والوراق
جميعا، عن محمد الكوفي، عن عبد العظيم الحسني، عن صفوان، عن إبراهيم بن أبي زياد،
عن الثمالي، عن الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام. قال الصدوق: ذكر زين
العابدين عليه السلام جعفر الكذاب (5) دلالة في إخباره بما يقع منه، وقد روي مثل
ذلك (6) عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أنه لم يسر به لما ولد، وأنه
أخبرنا بأنه سيضل خلقا كثيرا، وكل ذلك دلالة له عليه السلام فإنه لا دلالة له على
الامامة (7) أعظم من الاخبار بما يكون قبل أن يكون، كما كان مثل ذلك
(1) في المصدر: وان ذلك لكائن ؟ فقال اه.
(2) في المصدر: انه لمكتوب. (3) الاحتجاج للطبرسي: 173. (4) في (ك): نص. وهو سهو
ولا توجد الرواية في كفاية الاثر. (5) في المصدر: لجعفر الكذاب. (6) في المصدر: وقد
نقل مثل ذلك. (7) في المصدر: وذلك دلالة له عليه السلام أيضا لانه لا دلالة على
الامامة اه. (*)
[388]
دلالة لعيسى بن مريم عليه السلام على
نبوته إذ أنبا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم وكما كان النبي صلى الله عليه
وآله حين قال أبو سفيان في نفسه: من فعل مثل ما فعلت ؟ جئت فدفعت يدي في يده ! ألا
كنت أجمع عليه الجموع (1) من الاحابيش بركابه (2) وكنت ألقاه بهم لعلي كنت أدفعه ؟
! فناداه النبي صلى الله عليه وآله من خيمته: إذا كان الله يخزيك يا أبا سفيان، و
ذلك دلالة له عليه السلام كدلالة عيسى بن مريم عليه السلام وكل من أخبر من الائمة
عليهم السلام بمثل ذلك (3) فهي دلالة تدل الناس على أنه إمام مفترض الطاعة من الله
تبارك وتعالى (4). 2 - نص: الحسين بن علي، عن هارون بن موسى، عن الحسين بن حمدان،
عن عثمان بن سعيد، عن محمد بن مهران، عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن خالد بن المفلس
عن نعيم بن جعفر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على علي بن
الحسين عليهما السلام وهو جالس في محرابه فجلست حتى انثنى (5) وأقبل علي بوجهه يمسح
يده على لحيته، فقلت: يا مولاي أخبرني كم يكون الائمة بعدك ؟ قال عليه السلام:
ثمانية، قلت: وكيف ذاك ؟ قال عليه السلام: لان الائمة بعد رسول الله اثنا عشر إماما
عدد الاسباط، ثلاثة من الماضين، أنا الرابع (6)، وثمانية من ولدي، أئمة أبرار من
أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا في السنام الاعلى، ومن أبغضنا وردنا أو رد واحدا منا
فهو كافر بالله وآياته (7). 3 - نص: أبو المفضل الشيباني، عن جعفر بن محمد العلوي،
عن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين، عن حسين بن زيد، عن عمه عمر بن
علي، عن أبيه
(1) في هامش (ك) الزنج ص. (2) في المصدر:
من الاحابيش وكنانة (3) في المصدر: وكان من اخبار الائمة بمثل ذلك. (4) كمال الدين:
184 - 186. (5) أي انعطف. (6) في المصدر: وأنا الرابع. (7) كفاية الاثر: 31.
[389]
علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان
يقول عليه السلام: " ادعوا لي ابني الباقر " وقلت " لابني الباقر " يعني محمدا،
فقلت: له يا أبه ولم سميته الباقر ؟ قال: فتبسم وما رأيته يتبسم قبل ذلك، ثم سجد
لله تعالى طويلا فسمعته عليه السلام يقول في سجوده: اللهم لك الحمد سيدي على ما
أنعمت به علينا أهل البيت، يعيد ذلك مرارا، ثم قال: يا بني إن الامامة في ولده إلى
أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملاها قسطا وعدلا [كما ملئت ظلما وجورا] وإنه الامام
وأبو الائمة، معدن الحلم وموضع العلم، يبقره بقرا والله لهو أشبه الناس برسول الله
صلى الله عليه وآله، فقلت: فكم الائمة بعده ؟ قال: سبعة، ومنهم المهدي الذي يقوم
بالدين في آخر الزمان (1). 4 - نص: علي بن الحسن، عن محمد بن الحسين، عن علي بن
إسحاق إجازة أرسلها إلى محمد بن أحمد بن سليمان (2)، عن عبد الله بن عمر البلوي، عن
إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام قال:
بينا أبي مع بعض أصحابه إذ قام إليه رجل فقال: يا ابن رسول الله هل عهد إليكم نبيكم
كم يكون بعده أئمة ؟ قال: نعم اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل (3). 5 - نص: الحسين
بن محمد بن سعيد، عن علي بن عبد الله الخديجي، عن الحسين بن جعفر، عن الحسين بن
الحسن الفزاري الاشقر، عن محمد بن كثير بياع الهروي، عن محمد بن عبيدالله الفزاري،
عن الحسين بن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سأل رجل أبي عليه السلام عن الائمة
فقال: اثنا عشر، سبعة من صلب هذا ووضع يده على كتف أخي محمد (4).
(1 و 3) كفاية الاثر: 31. (2) في المصدر:
و (د): اجازة أرسلها إلى مع محمد بن أحمد بن سليمان. (4) كفاية الاثر: 31 و 32.
[390]
{ 45 باب } * (نصوص الباقر صلوات الله
عليه عليهم، عليهم السلام) * 1 - نص: المعافا بن زكريا، عن محمد بن مزيد الازهري،
عن محمد بن مالك بن الابرد، عن محمد بن فضيل، عن غالب الجهني، عن أبي جعفر الباقر
عليه السلام قال: إن الائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كعدد نقباء بني
إسرائيل وكانوا اثني عشر، الفائز من والاهم والهالك من عاداهم. ولقد حدثني أبي عن
أبيه قال: قال رسول الله لما اسري بي إلى السماء نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب "
لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ورأيت في مواضع " عليا
عليا عليا ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحسن والحسين والحجة (1) " فعددتهم
فإذا هم اثنا عشر، فقلت: يا رب من هؤلاء الذين أراهم ؟ قال: يا محمد هذا نور وصيك
وسبطيك، وهذه أنوار الائمة من ذريتهم، بهم اثيب وبهم اعاقب (2). 2 - نص: أبو المفضل
الشيباني، عن جعفر بن محمد العلوي، عن عبيدالله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير،
عن الحسن بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن الورد بن كميت عن أبيه الكميت بن أبي المستهل
قال: دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول
الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها ؟ فقال: إنها أيام البيض، قلت:
فهو فيكم خاصة قال: هات (3)، فأنشأت أقول: أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف
وألوان (4)
(1) لعل الراوى ذكر هذا الترتيب. (2)
كفاية الاثر: 32. (3) يستفاد من هذا كراهية انشاد الشعر في أيام البيض الا ما كان
فيهم عليهم السلام. (4) صرف الدهر وصروفه، نوائبه وحدثانه. أو المراد بالصرف:
التغيير.
[391]
لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن
أكفان فبكى عليه السلام وبكى أبو عبد الله عليه السلام وسمعت جارية تبكي من وراء
الخباء، فلما بلغت إلى قولي: وستة لا يتجازى بهم * بنو عقيل خير فرسان ثم علي الخير
مولاهم * ذكرهم هيج أحزاني فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده
يخرج من عينيه ماء ولو مثل جناح البعوضة إلى بنى الله له بيتا في الجنة، وجعل ذلك
الدمع حجابا بينه وبين النار، فلما بلغت إلى قولي: من كان مسرورا بما مسكم * أو
شامتا يوما من الآن ؟ فقد ذللتم بعد عز فما * أدفع ضيما حين يغشاني (1) أخذ بيدي ثم
قال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلما بغلت إلى قولي: متى يقوم
الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني ؟ قال: سريعا إن شاء الله سريعا، ثم قال: يا
أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين عليه السلام لان الائمة بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر، الثاني عشر هو القائم عليه السلام، قلت يا سيدي
فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام، بعده الحسن
والحسين عليهما السلام، وبعد الحسين علي بن الحسين عليه السلام وأنا، ثم بعدي هذا -
و وضع يده على كتف جعفر - قلت: فمن بعد هذا ؟ قال: ابنه موسى، وبعد موسى ابنه علي
وبعد علي ابنه محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وهو أبو القائم الذي
يخرج فيملا الدنيا قسطا وعدلا [كما ملئت ظلما وجورا] ويشفي صدور شيعتنا، قلت: فمتى
يخرج يا ابن رسول الله ؟ قال: لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال:
إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة (2). * (هامش) (1) الضيم: الظلم. أي لا
أدفع الظلم عن نفسي حين يغشاني وقد أراكم مظلومين. (2) كفاية الاثر: 33.
[392]
3 - ل: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي
عمير، عن ابن غزوان، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكون تسعة أئمة بعد
الحسين بن علي عليه السلام تاسعهم قائمهم (1) غط: جماعة، من عدة من أصحابنا، عن
الكليني، عن علي، عن أبيه مثله (2). 4 - ن، ل: أبي، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني
وابن أبي الخطاب معا، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
إن الله عزوجل أرسل محمد إلى الجن والانس، وجعل من بعده اثني عشر وصيا، منهم من سبق
ومنهم من بقي، وكل وصي جرت به سنة، والاوصياء الذين من بعد محمد صلى الله عليه وآله
على سنة أوصياء عيسى عليه السلام و كانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين عليه السلام
على سنة المسيح (3). ك: أبي. وابن الوليد معا، عن سعد، عن اليقطيني، عن المفضل، عن
الثمالي مثله (4). غط: جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن
اليقطيني، عن محمد بن الفضيل مثله (5). بيان: كونه عليه السلام على سنة المسيح
إشارة إلى ما مر من أن الامة تفترق فيه ثلاث فرق، وأما السنن التي جرت في كل منهم
فهن ما اشتهر بواحدة منهن كل منهم وغلبت عليه بحسب أحوال أهل زمانه، فمنهم من غلبت
عليه العبادة، ومنهم من اشتغل بنشر العلوم إلى غير ذلك. 5 - ن، ل: ابن مسرور، عن
ابن عامر، عن المعلى، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر إماما، منهم حسن وحسين (6) ثم الائمة من ولد الحسين
عليهم السلام (7).
(1) الخصال 2: 44. (2 و 5) الغيبة للشيخ
الطوسى: 100. (3) العيون: 33. الخصال 2: 78. (4) كمال الدين: 187 و 188. (6) في
العيون: منهم الحسن والحسين. (7) العيون: 33. الخصال 2: 78.
[393]
6 - ن، ل ماجيلويه، عن الكليني، عن أبي
علي الاشعري، عن الحسين بن عبيدالله، عن الخشاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن
بن رباط، عن أبيه، عن ابن اذينه، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
اثنا عشر إماما (1) من آل محمد كلهم محدثون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي
بن أبي طالب منهم (2). 7 - ن، ل: ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الصفار، عن عبد الله
بن الصلت، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى
أبي جعفر عليه السلام في منزله فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: نحن اثنا عشر محدثا، فقال له أبو بصير: بالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله
عليه السلام ؟ فحلفه مرة أو مرتين فحلف أنه سمعه، قال أبو بصير (3): لكني سمعته من
أبي جعفر عليه السلام (4). 8 - غط: جماعة، عن عدة من أصحابنا، عن الكليني، عن أبي
علي الاشعري عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن الحسن بن سماعة،
عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول: الاثنا عشر الامام من آل محمد كلهم محدث (5) ولد رسول الله صلى الله عليه
وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام، فرسول الله وعلي هما الوالدان عليهما
السلام (6). 9 - نى: علي بن الحسين، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسن
الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن إبراهيم من محمد بن يوسف، عن محمد بن عيسى، عن
عبد الرزاق عن محمد بن سنان، عن فضيل الرسان، عن أبي حمزة الثماني قال: كنت عند أبي
جعفر محمد الباقر عليه السلام ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال لي: يابا حمزة من
المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شك فيما أقول لقي الله وهو به
كافر وله جاحد، ثم
(1) في العيون: نحن اثنا عشر اماما. (2)
العيون: 24. الخصال: 2: 79 و 80. (3) في العيون: فقال أبو بصير له. (4) العيون: 33.
الخصال 2: 78. (5) في المصدر: كلهم هم المحدثون (محدث خ ل). (6) الغيبة للشيخ
الطوسى: 106.
[394]
قال: بأبي وامي المسمى باسمي والمكنى
بكنيتي السابع من بعدي، بأبي من يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وقال
(1): يا باحمزة من أدركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه
السلام وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين، وأوضح من هذا
بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه قول الله تعالى في محكم
كتابه: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات
والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم (2) " و معرفة
الشهور: المحرم وصفر وربيع وما بعده، والحرم منها - وهي: جمادى وذو القعدة و ذو
الحجة والمحرم - لا يكون دينا قيما، لان اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل و
الناس جميعا من المنافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائهم، وإنما
هم الائمة عليهم السلام القوامون بدين الله، والحرم منها أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام الذي اشتق الله تعالى له اسما من اسمه العلي، كما اشتق لرسول الله
صلى الله عليه وآله (3) اسما من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده أسماؤهم علي: علي بن
الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم تعالى حرمة به
(4). كنز: روى الشيخ المفيد في كتاب الغيبة عن علي بن الحسين مثله (5). بيان: إنما
كني عنهم بالشهور لان بهم دارت السماوات واستقرت الاركان، وبوجودهم جرت الاعوام
والازمان، وببركتهم ينتظم نظام عالم الامكان، فاستعير لهم هذا الاسم بتلك المناسبات
في بطن القرآن. وأيضا لاشتهارهم بين أهل الدهور سموا بالشهور وأيضا لكون أنوارهم
فائضة على الممكنات وعلو مهم مشرقة على الخلق بقدر الاستعدادات والقابليات، فأشبهوا
الاهلة والشهور في اختلاف إفاضة النور، فبا النظر إلى بصائر
(1) في المصدر: ثم قال، (2) سورة التوبة:
36. (3) في المصدر و (د): كما اشتق لرسوله صلى الله عليه وآله. (4) الغيبة
للنعماني: 41 و 42. (5) كنز جامع الفوائد مخلوط، وأورده البحراني في البرهان 2:
122.
[395]
المخالفين كالمحاق (1)، وبالنظر إلى
القاصرين كالاهلة، وبالنظر إلى أصحاب اليقين كالبدور، وعلى كل حال فأنوارهم مقتبسة
من شمس عالم الوجود ورسول الملك المعبود، وكل الانوار مقتبسة من نور الانوار (*).
10 - نى الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن عزوان، عن أبي بصير، عن
أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي عليه السلام
تاسعهم قائمهم (2). 11 - نى: محمد الحميري، عن أبيه، عن اليقطيني، عن النضر، عن
يحيى الحلبي عن البطائني قال: كنت مع أبي بصير ومعنا مولى لابي جعفر الباقر عليه
السلام فقال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: منا اثنا عشر محدثا، السابع من ولدي
القائم، فقام إليه أبو بصير فقال: أشهد أني سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول - منذ
أربعين سنة قبل هذا - الكلام (3).
المحاق: آخر الشهر القمرى فلا تظهر القمر
فيه اصلا. * أقول: بل الحق الصحيح ان " الشهر " في اللغة يأتي بمعنى العالم أيضا
حقيقة وصريح الاية ان عدة العلماء عند الله اثنا عشر عالما في كتاب الله موجودين
يوم خلق السماوات والارض شاهدين لخلقتها. وذلك لان اللفظ إذا كان مشتركا في معنيين
مثلا ولم يكن في الكلام ما يخصها بأحد المعنيين يلزم الحيرة في تعيين المراد وسقوط
الكلام عن حد البلاغة لكنها في كلام البشر حيث لا يكون متوجها الا إلى وجه واحد
ولقوله تعالى " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " (اللهم الا في المكتوبات
اللغزية ونظائرها) وأما في كلام الحكيم تعالى الذى لا يشغله شأن عن شأن فيجب الاخذ
بكلا المعنيين والحكم بالاطلاق والا فيلغو كلامه عزوجل. واما ظهور الكلمة في معنى
الهلال أو ما بين الهلالين فهو للبسطاء الذين لم يحيطوا بكلام العرب ولم يعرفوا بعد
أن الشهر بمعنى الهلال وبمعنى ما بين الهلالين وبمعنى العالم. فالاية مطلقة في كلا
المعنيين وقد ظهر لعامة الناس المعنى الاول عند نزولها وقراءة النبي صلى الله عليه
وآله لها حيث قرأها في جماعة من العرب كان رؤساؤهم من قريش يكبسون السنة فيزيدون في
كل عام ثالث شهرا ويجعلونها ثلاثة عشر شهرا فرد الله عليهم بالاية بأن شهور السنة
لا يزيد ولا ينقص عن اثنى عشر شهرا وقد مر بعض الكلام فيه في ج 35 ص: 39. واما
المعنى الثاني فقد بطن عن عامة الناس حيث سيق أذهانهم إلى المعنى الاول ولم يتفحصوا
عن معنى آخر وانما عرفها الخاصة بهداية من اهل البيت وإذا دققت النظر في تفسير
الائمة وتاويلهم لاى القرآن عرفت أن شطرا منها من ذاك الباب الذى ينفتح منه الف
باب. (المحتج بكتاب الله على الناصب) (2) الغيبة للنعماني: 45 و 46. (3) الغيبة
للنعماني: 46 و 47. وفيه: يقوله منذ أربعين سنة.
[396]
{ 46 باب } * (ما ورد من النصوص عن الصادق
عليه السلام عليهم) * * (صلى الله عليهم أجمعين) * 1 - ب: السندي بن محمد، عن صفوان
الجمال قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له،
ثم قلت له، أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله كان حجة الله على خلقه، ثم
كان أمير المؤمنين عليه السلام وكان حجة الله على خلقه فقال عليه السلام: رحمك الله
ثم كان الحسن بن علي عليه السلام وكان حجة الله على خلقه فقال عليه السلام: رحمك
الله ثم كان الحسين بن علي عليه السلام وكان حجة الله على خلقه - فقال عليه السلام:
رحمك الله ثم كان علي بن الحسين عليه السلام وكان حجة الله عليه خلقه، وكان محمد بن
علي حجة الله على خلقه (1)، وأنت حجة الله على خلقه. فقال: رحمك الله (2). 2 ك، ن:
القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول قال: حدثني عبد الله بن أبي
الهذيل وسألته عن الامامة فيمن تجب وما علامة من تجب له الامامة (3) ؟ فقال: إن
الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم بامور المسلمين والناطق بالقرآن
والعالم بالاحكام أخو نبي الله، وخليفته على امته، ووصيه عليهم، ووليه الذي كان منه
بمنزلة هارون من موسى، المفروض الطاعة بقول الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم (4) " الموصوف بقوله عزوجل (5): "
إنما
(1) في المصدر: ثم كان محمد بن على وكان
حجة الله على خلقه. (2) قرب الاسناد: 30. (3) في كمال الدين وما علامات من تجب له
الامامة. (4) سورة النساء: 59. (5) في كمال الدين: فقال عزوجل.
[397]
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (1) المدعو إليه بالولاية، المثبت له
الامامة يوم غدير خم بقول الرسول صلى الله عليه وآله عن الله عزوجل ألست أولى بكم
منكم بأنفسكم ؟ قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه (2)، اللهم وال من والاه،
وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه، وعلي بن أبي طالب
عليه السلام (3) أمير المؤمنين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين،
وخير الخلق أجمعين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. وبعده الحسن بن علي ثم الحسين
عليه السلام سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وابنا خيرة النسوان (4)، ثم علي بن
الحسين، ثم محمد بن علي (5)، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم
محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن عليهم السلام إلى
يومنا هذا واحدا بعد واحدا، وهم عترة الرسول صلى الله عليه وآله المعرفون بالوصية
والامامة، لا تخلو الارض من حجة منهم في كل عصر وزمان، وفي كل وقت و أوان، وهم
العروة الوثقى (6) وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الارض ومن
عليها، وكل من خالفهم ضال مضل، تارك للحق والهدى، وهم المعبرون عن القرآن،
والناطقون عن الرسول الله صلى الله عليه وآله، من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية
(7)، ودينهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد وأداء الامانة إلى البر
والفاجر، طول السجود، وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن
الصحبة، وحسن الجوار، ثم قال تميم بن بهلول: حدثني أبو معاوية عن الاعمش عن جعفر بن
محمد عليه السلام في الامامة مثله سواء (8).
(1) سورة المائدة: 55. (2) في العيون:
فهذا على مولاه. (3) في كمال الدين: وأعز من أطاعه ذاك على بن أبى طالب اه. (4) في
العيون: وابنا خيرة النسوان أجمعين. (5) في العيون: ثم محمد بن على الباقر. (6) في
كمال الدين: وانهم العروة الوثقى. (7) في العيون: من مات ولم يعرفهم مات ميتة
الجاهلية. (8) كمال الدين: 193 و 194. عيون الاخبار: 32 و 33.
[398]
3 - ك: ماجيلويه وابن المتوكل معا، عن
محمد العطار والصفار معا، عن عبد الله بن الصلت، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن
مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر بمنزل بمكة (1) فقال
محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر مهديا، فقال له
أبو بصير: تالله لقد سمعت من أبي عبد الله عليه السلام فحلف مرة أو مرتين أنه سمع
ذلك منه، فقال أبو بصير: لكني سمعته من أبي جعفر عليه السلام (2). ك: ابن الوليد،
عن الصفار، عن عبد الله بن الصلت، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران مثله (3).
ك: الطالقاني، عن ابن عقدة، عن سهل بن عبد الله، عن عثمان بن عيسى مثله (4). 4 - ك:
الطالقاني، عن ابن عقدة، عن أبي عبد الله العاصمي، عن الحسين بن القاسم، عن الحسن
بن محمد بن سماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه
قال: منا اثنا عشر مهديا (5). 5 - ك: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن
أحمد بن علي بن كلثوم عن علي بن الحسن الدقاق، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن
أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
قال: يكون بعد الحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم (6). 6 - نى: عبد الواحد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد بن رياح، عن أحمد بن علي، عن الحسين بن أيوب، عن عبد الكريم
بن عمرو، عن مفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله تعالى (7):
" بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب
(1) في المصدر: في منزل بمكة. (2) كمال
الدين: 192. وفيه: فال ابو بصير: تالله لقد سمعت من ابى جعفر عليه السلام بمثل هذا
الحديث. (3) كمال الدين: 192. (4 و 5) كمال الدين: 194. (6) كمال الدين: 200. (7)
في المصدر: ما معنى قول الله عزوجل.
[399]
بالساعة سعيرا (1) " قال لي: إن الله خلق
السنة اثني عشر شهرا، وجعل الليل اثنتي عشرة ساعة، وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة
ومنا اثنا عشر محدثا، وكان أمير المؤمنين عليه السلام ساعة من تلك الساعات (2). 7 -
نى: بهذا الاسناد عن عبد الكريم، عن ثابت بن شريح، عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن
محمد عليه السلام يقول: منا اثنا عشر محدثا (3). 8 - نى: عبد الواحد بن عبد الله،
عن محمد بن جعفر القرشي، عن ابن أبي الخطاب عن عمر بن أبان، عن ابن سنان، عن أبي
السائب قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: الليل اثنا عشر ساعة،
والنهار اثنا عشر ساعة، والشهور اثنا عشر شهرا، والائمة اثنا عشر إماما، والنقباء
اثنا عشر نقيبا، وإن عليا ساعة من اثني عشر ساعة، وهو قول الله عزوجل " وأعتدنا لمن
كذب بالساعة سعيرا (4) ". 9 - نى: علي بن الحسين، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
الحسن الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن محمد بن يوسف، عن محمد بن
عيسى، عن عبد الرزاق، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام، وقال محمد بن
الحسن الرازي: وحدثنا به محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام قال:
قلت لابي عبد الله عليه السلام: أيما أفضل الحسن أم الحسين ؟ قال: إن فضل أولنا
يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أولنا، فكل له فضل، قال: فقلت له (5): جعلت
فداك وسع علي في الجواب والله ما أسألك إلا مرتادا، فقال: نحن من شجرة برأنا الله
من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن امناء الله عليه خلقه
والدعاة إلى دينه، والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يا زيد ؟ قلت: نعم، فقال:
خلقنا واحد وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلنا واحد عند الله عزوجل، فقلت: أخبرني
بعدتكم، فقال: نحن اثنا عشر - هكذا - حول عرش ربنا عزوجل
(1) سورة الفرقان: 11. (2 - 4) الغيبة
للنعماني: 40. وقد ذكر في المصدر الاية ايضا كما سبق في الرواية السادسة. (5) في
المصدر: قلت له.
[400]
في مبتدء خلقنا، أولنا محمد وأسطنا محمد
وآخرنا محمد (1). 10 - نى: سلامة بن محمد، عن علي بن عمر المعروف بالحاجي، عن أبي
القاسم العلوي العباسي، عن جعفر بن محمد الحسني، عن محمد بن كثير، عن أبي أحمد بن
موسى، عن داود بن كثير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام المدينة (2) فقال
لي: ما الذي أبطأ بك يا داود عنا ؟ فقلت: حاجة عرضت بالكوفة، فقال: من خلفت بها ؟
فقلت: جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا، تركته راكبا على فرس متقلدا سيفا ينادي بأعلى
صوته سلوني سلوني قبل أن تفقدوني ! في جوانحي (3) علم جم، قد عرفت الناسخ من
المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم، وإني العلم بين الله وبينكم ! فقال لي: يا داود
لقد ذهبت بك المذاهب، ثم نادى: يا سماعة بن مهران ايتني بسلة الرطب، فأتاه بسلة
فيها رطب، فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فمه فغرسها في أرض (4)، ففلقت
وأنبتت وأطلعت و أعذقت (5)، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها، واستخرج منها رقا
أبيض، ففضه (6) ودفعه إلي وقال: اقرءه، فقرءته وإذا فيه سطران، السطر الاول " لا
إله إلا الله محمد رسول الله " والثاني " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في
كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم، أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب، الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر
بن محمد، موسى بن جعفر، علي بن موسى، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي،
الخلف الحجة " ثم قال عليه السلام: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت: الله
أعلم ورسوله وأنتم، قال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام (7).
(1) الغيبة للنعماني: 40 و 41. (2) في
المصدر: دخلت على أبى عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام بالمدينة. (3) في المصدر:
فبين جوانحي. (4) في المصدر: من فيه فغرسها في الارض. (5) أعذقت النخل: صار ذا عذق
والعذق الغصن. (6) فض ختم الكتاب والختم عن الكتاب كسره وفتحه. (7) الغيبة
للنعماني: 42. بحار الانوار - 25 -
[401]
كنز: من كتاب الغيبة للشيخ المفيد عن
سلامة مثله (1). بيان: الظاهر أن هذا الرق كان مكتوبا قبل آدم بألفي عام، فجعله
الله لاظهار إعجازه عليه السلام بين تلك البسرة في هذه الساعة. 11 - نى: علي بن
الحسين، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين الرازي، عن محمد بن علي، عن محمد بن
سنان، عن داود بن كثير الرقى، قال: قلت: لابي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام:
جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل: " السابقون السابقون اولئك المقربون (2) "
قال: نطق الله بهذا (3) يوم ذرأ الخلق في الميثاق وقبل أن يخلق الخلق بألفي عام،
فقلت: فسر لي ذلك، فقال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع
لهم نارا فقال: ادخلوها، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين
و الحسن والحسين عليهم السلام وتسعة من الائمة إمام بعد إمام، ثم أتبعهم بشيعتهم
فهم والله السابقون (4). 12 - نى: أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب، عن أبيه، عن
القاسم بن هشام، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر
بن محمد عليه السلام وأبي عنده جالس إذ دخل أبو الحسن موسى وهو غلام، فقمت إليه
فقبلته وجلست، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا إبراهيم أما إنه صاحبك من
بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب،
أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه سمي جده ووراث علمه وأحكامه
وقضاياه ومعدن الامامة ورأس الحكمة، يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له،
ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون، ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما
مهديا، اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم (5) كالشاهر
سيفه بين يديه، بل كالشاهر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله (6) (1) مخطوط.
وأورده في البرهان 2: 123. (2) سورة الواقعة: 10 و 11. (3) في المصدر: نطق الله
بها. (4) الغيبة للنعماني: 43. (5) في (م) و (د) المقر للثاني عشر منهم اه. (6) في
المصدر: المنتظر الثاني عشر، الشاهر سيفه بين يديه كان كالشاهر سيفه بين يدى رسول
الله صلى الله عليه وآله اه.
[402]
يذب عنه، ودخل رجل من موالي بني امية
فانقطع الكلام، فعدت إلى أبي عبد الله عليه السلام أحد عشر مرة أريد أن يستتم
الكلام فما قدرت على ذلك، فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال:
يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد (1) وبلاء طويل وجوع وخوف ؟
فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان، حسبك يا إبراهيم، قال: فما رجعت بشئ أسر إلي من هذا
لقلبي ولا أقر لعيني (2). 13 - نى: الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل، عن ابن شمون
(3)، عن الاصم عن كرام قال: حلفت فيما بيني وبين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار (4)
أبدا حتى يقوم قائم آل محمد، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: رجل من
شيعتك جعل لله عليه ألا يأكل طعاما بالنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد صلى الله
عليه وآله فقال: صم يا كرام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة أيام التشريق ولا إذا كنت
مسافرا، فإن الحسين عليه السلام لما قتل عجت السماوات والارض ومن عليها (5) وقالوا:
يا ربنا أتأذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم من جديد الارض (6) بما استحلوا حرمتك
وقتلوا صفوتك ؟ فأوحى الله إليهم: يا ملائكتي ويا سمائي ويا أرضي اسكنوا، ثم كشف
حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد واثنا عشر وصيا له، فأخذ بيد فلان من بينهم وقال: يا
ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر منهم. قالها: ثلاثا، وجاء في غير رواية
محمد بن يعقوب الكليني: بهذا أنتصر منهم ولو بعد حين (7). 14 - كش: جعفر بن أحمد،
عن نوح بن إبراهيم المحاربي، قال: وصفت الائمة لابي عبد الله عليه السلام فقلت:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله
(1) الضنك: الضيق من كل شئ. (2) الغيبة
للنعماني: 43 و 44. (3) كذا في النسخ، وفى المصدر: عن سهل، عن محمد بن الحسن بن
ميمون اه. (4) كناية عن الصوم. (5) في المصدر بعد ذلك: والملائكة. (6) جد الشئ:
قطعه. وقال في النهاية (1: 147): جديد الارض أي وجهها. وفى المصدر: حتى نجذهم من
جديد الارض. وهو أيضا بمعنى القطع. (7) الغيبة للنعماني: 46.
[403]
وأن عليا إمام، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم
علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنت، فقال: رحمك الله، ثم قال: اتقوا الله عليكم
بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة و وعفة البطن والفرج (1). 15 - نص: علي بن
الحسين، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن الحميري، عن عمر بن علي العبدي، عن
داود بن كثير الرقي، عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه
السلام فقلت: يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه وعنده جماعة يتكلمون في
الله فسمعت بعضهم يقول: إن لله وجها كالوجوه و بعضهم يقول: له يدان ! واحتجوا لذلك
بقول الله تبارك وتعالى: " بيدي استكبرت (2) " وبعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء
ثلاثين سنة ! فما عندك في هذا يا ابن رسول الله ؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا
وقال: اللهم عفوك عفوك، ثم قال: يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن
زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله ولا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا
ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه
وقوله: " خلقت بيدي استكبرت " فاليد القدرة كقوله: تعالى " وأيدكم بنصره (3) " فمن
زعم أن الله في شئ أو على شئ أو يحول من شئ إلى شئ أو يخلو منه شئ أو يشغل به شئ
فقد وصفه بصفة المخلوقين، والله خالق كل شئ، لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس، لا
يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان، قريب في بعده بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله
غيره، فمن أراد الله وأحبه ووصفه بهذه الصفة (4) فهو من الموحدين، و من أحبه ووصفه
بغير هذه الصفة فالله منه برئ ونحن منه برآء. ثم قال عليه السلام: إن اولي الالباب
الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب واستضاء به
أسرع إليه اللطف، فإذا نزل [منزلة] اللطف (5) صار من
(1) رجال الكشى: 263. (2) سورة ص: 75. (3)
سورة الانفال: 26. (4) في المصدر و (د) فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة. (5) في
المصدر: فان حب الله إذا ورثه القلب واستضاء به وأسرع إليه اللطف، فإذا نزل اللطف
اه.
[404]
أهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد
تكلم بالحكمة فصار صاحب فطنة (1) فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة، فإذا عمل في
القدرة عرف الاطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكره (2) بلطف وحكمة
وبيان، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة
الكبرى، فعاين (2) ربه في قلبه وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء، وورث العلم بغير
ما ورثه العلماء، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون، إن الحكماء ورثوا الحكمة
بالصمت، وإن العلماء ورثوا العلم بالطلب، و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول
العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل وإما أن يرفع، وأكثرهم الذي يسفل ولا
يرفع (4) إذ لم يرع حق الله ولم يعمل بما امر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق
معرفته ولم يحبه حق محبته، فلا يغرنك (5) صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم، فإنهم
حمر مستنفرة. ثم قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه
(6) و اوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب، فقلت: يا ابن رسول الله وكل من كان من أهل
البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ؟ فقال: ما ورثه إلا
الائمة الاثنا عشر، قلت: سمهم لي يا ابن رسول الله قال: أولهم علي بن أبي طالب
وبعده الحسن والحسين وبعده علي بن الحسين، وبعده محمد بن علي الباقر، ثم أنا، وبعدي
موسى ولدي، وبعد موسى علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه (7) وبعد محمد علي ابنه، وبعد
علي الحسن ابنه،
(1) في المصدر: فإذا تكلم بالحكمة صار
صاحب فطنة. (2) كذا في (ك) و (ت) وفى غيره من النسخ وكذا المصدر: في ذكر. (3) في
المصدر: تعاين. (4) في المصدر: ولم يرفع. (5) في المصدر: فلا تغرنك. (6) في المصدر:
فانا ورثنا. (7) في المصدر: ابنه محمد.
[405]
وبعد الحسن الحجة صلوات الله عليهم،
اصطفانا الله وطهرنا وآتانا (1) ما لم يؤت أحدا من العالمين. ثم قلت: يا ابن رسول
الله إن عبد الله بن سعد دخل عليك بالامس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا، فقال:
يا يونس كل امرئ وما يحتمله وكل وقت حديثه (2) وإنك لاهل لما سألت، فاكتمه إلا عن
أهله والسلام. قال أبو محمد: وحدثني أبو العباس بن عقدة، عن الحميري، عن محمد بن
أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن الحسن بن علي، عن ابن
اخت شعيب العقرقوفي، عن خاله شعيب قال: كنت عند الصادق إذ دخل عليه يونس فسأله و
ذكر الحديث، إلا أنه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس: إذا أردت العلم الصحيح
فعندنا، فنحن أهل الذكر الذي قال الله تعالى: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون " (3). بيان: قوله: " فمن أخذه بهذه السيرة " وفي بعض النسخ " فمن أخذه بهذه
المسيرة " فالضمير راجع إلى الله أو إلى كل واحد من الحكمة والعلم والصدق، والمراد
بهذه السيرة أو المسيرة طلب الحكمة بالصمت، والعلم بالطلب، والصدق بالعبادة، ولا
يبعد أن يكون في الاصل " فمن أخذ هذه المسيرة " ولعل حاصل المعنى أن الانسان إذا
عمل الطاعات مع التفكر وأعمل فكرته في خالقه وفيما خلق له وفيما يجب عليه تحصيله
وفي السبيل الذي ينبغي له أن يحصل ذلك منه وفي الباب الذي يجب أن يأتي الله منه وفي
العمل الذي يوجب قربه ويورث نجاته فيعمل بعد ذلك خالصا على يقين فذلك يوصله إلى
درجة المحبة ويفتح الله عليه به أبواب الحكمة، ويفيض على قلبه من ألطافه الخاصة،
وأما إذا طلب الحكمة بمحض الصمت، والعلم بمحض الطلب من غير أن يتفكر فيمن يطلب منه
العلم والصدق بالعبادة من غير أن يتفكر فيما ينجيه منها فمثل هذا قد يتفق له سبيل
النجاة
(1) كذا في (ك) وفى غيره من النسخ وكذا
المصدر: واوتينا. (2) في المصدر: ولكل وقت جريته. (3) كفاية الاثر: 34 و 35. والاية
في سورة النحل: 43 والانبياء: 7.
[406]
فيرفع إلى بعض السعادات وقد يتفق له طريق
الهلاك فيتحير في الجهالات، ولا يزيده كثرة السير إلا بعدا عن الكمالات، وهذا
الاخير إليه أقرب من الاول ولتحقيق ذلك مقام آخر، وهذا الخبر مشتمل على كثير من
الحقائق الربانية والاسرار الالهية، ينتفع بها من نور الله قلبه بنور الايمان،
والله الموفق وعليه التكلان. 16 نص: الحسين بن علي، عن هارون بن موسى، عن محمد بن
الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: كنت
عند الصادق جعفر بن محمد عليه السلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن
أعين، فقال له معاوية بن وهب: يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول
الله صلى الله عليه وآله رأى ربه، على أي صورة رآه ؟ وعن الحديث الذي رووه أن
المؤمنين يرون ربهم في الجنة، على أي صورة يرونه ؟ فتبسم عليه السلام ثم قال: يا
معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل
من نعمه ثم (1) لايعرف الله حق معرفته ! ثم قال عليه السلام: يا معاوية إن محمدا
صلى الله عليه وآله لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان، وإن الرؤية على وجهين:
رؤية القلب ورؤية البصر، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب ومن عنى برؤية البصر فقد كفر
بالله وبآياته، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: " من شبه الله بخلقه فقد كفر "
و لقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين فقيل
له يا أخا رسول الله هل رأيت ربك ؟ فقال: وكيف أعبد من لم أره، لم تره العيون
بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، وإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة
البصر فإن كل من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ولابد للمخلوق من الخالق فقد
جعلته إذا محدثا مخلوقا، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا، ويلهم أو لم
يسمعوا قول الله تعالى (2) " لا تدر كه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
(3) " وقوله: " لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى
ربه للجبل جعله دكا (4) "
(1) ليست كلمة ثم في المصدر. (2) في
المصدر: يقول الله تعالى. (3) سورة الانعام: 103. (4) سورة الاعراف: 143.
[407]
وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من
سم الخياط فدكت الارض وصعقت (1) الجبال " فخر موسى صعقا " أي ميتا " فلما أفاق "
ورد عليه روحه " قال سبحانك تبت إليك " من قول من زعم أنك ترى، ورجعت إلى معرفتي بك
أن الابصار لا تدركك " وأنا أول المؤمنين " وأول المقرين بأنك ترى ولا ترى وأنت
بالمنظر الاعلى. ثم قال عليه السلام: إن أفضل الفرائض وأوجبها على الانسان معرفة
الرب والاقرار له بالعبودية، وحد المعرفة أن يعرف أنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا
نظير له، وأن يعرف أنه قديم مثبت، موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه ولا مثيل ليس
كمثله شئ وهو السميع البصير، وبعده معرفة الرسول صلى الله عليه وآله، والشهادة له
بالنبوة وأدنى معرفة الرسول الاقرار بنبوته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي
فذلك من الله عزوجل، وبعده معرفة الامام الذي به يأتم بنعته، (2) وصفته واسمه في
حال العسر واليسر وأدنى معرفة الامام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة ووارثه وأن
طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كل أمر والرد إليه والاخذ بقوله
ويعلم أن الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب وبعده الحسن، ثم
الحسين،، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنا ثم بعدي موسى ابني وبعده علي
ابنه، وبعد علي (3) محمد ابنه، وبعد محمد (4) علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه،
والحجة من ولد الحسن. ثم قال: يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه، فلو كنت
تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الاحوال، فلا يغرنك قول من زعم (5) أن الله
تعالى يرى بالصبر، قال: وقد قالوا: أعجب من هذا أو لم ينسبوا أبي (6) آدم إلى
المكروه ؟ أو لم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه ؟ أو لم ينسبوا داود عليه السلام إلى
ما نسبوه من حديث الطير ؟
(1) في المصدر: ضعضعت خ ل أي انهدمت. (2)
متعلق بقوله معرفة. (3 و 4) في المصدر: وبعده. (5) في المصدر: من يزعم. (6) كذا في
(ك) و (ت) وليست كلمة أبى في غيرهما من النسخ والمصدر.
[408]
أو لم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من
حديث زليخا ؟ أو لم ينسبوا موسى عليه السلام إلى ما نسبوه من القتل ؟ أو لم ينسبوا
رسول الله إلى ما نسبوه من حديث زيد ؟ أو لم ينسبوا علي ابن أبي طالب عليه السلام
إلى ما نسبوه من حديث القطيفة ؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الاسلام ليرجعوا على
أعقابهم، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم " تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا " (1).
[بيان: " وصعقت الجبال " فيه استعارة أو تجوز في الاسناد، وفي بعض النسخ " و صفصفت
" أي استوت بالارض أو انفردت عن أهلها. في القاموس: الصفصف: المستوي من الارض
وصفصف: سار وحده فيه (2)]. 17 - نص: أحمد بن إسماعيل، عن محمد بن همام، عن الحميري،
عن موسى بن مسلم، عن مسعدة قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد
انحنى متكئا على عصاه، فسلم فرد أبو عبد الله عليه السلام الجواب، ثم قال: يا ابن
رسول الله ناولني يدك اقبلها، فأعطاه يده فقبلها، ثم بكى، فقال أبو عبد الله عليه
السلام: ما يبكيك يا شيخ ؟ قال: جعلت فداك يا ابن رسول الله أقمت على قائمكم منذ
مائة سنة أقول: هذا الشهر وهذه السنة، وقد كبرت سني ودق عظمي (3) واقترب أجلي، ولا
أرى فيكم ما احب (4) أراكم مقتلين مشردين، وأرى عدوكم يطيرون بالاجنحة، فكيف لا
أبكي ؟ فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ثم قال: يا شيخ إن الله أبقاك حتى ترى
قائمنا كنت معنا في السنام الاعلى، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد
صلى الله عليه وآله ونحن ثقله، فقد قال صلى الله عليه وآله: إني مخلف فيكم الثقلين
فتمسكوا بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما
سمعت هذا الخبر. ثم قال: يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من
صلب
(1) كفاية الاثر: 35. (2) القاموس 3: 163.
(3) في المصدر: ورق عظمي. (4) في المصدر: وأرى فيكم ما لا احب.
[409]
علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج
من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى عليه السلام - وهذا خرج من
صلبي، ونحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون. فقال الشيخ: يا سيدي بعضكم أفضل من بعض ؟
قال: لا نحن في الفضل سواء، ولكن بعضنا أعلم من بعض، ثم قال عليه السلام: يا شيخ
والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذكره ذلك اليوم حتى يخرج
قائمنا أهل البيت، ألا إن شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته، هناك يثبت الله على
هداه المخلصين، اللهم أعنهم على ذلك (1). بيان: لا يخفى أن هذا الخبر مخالف لما دلت
عليه الاخبار الكثيرة من كونهم في العلم والطاعة سواء ولامير المؤمنين والحسن
والحسين عليهم السلام فضلهم، ولا يبعد أن يكون اشتبه على الرواي فعكس، ويمكن توجيهه
بأن يكون المراد أعلمية بعضهم من بعض في بعض الاحوال أي قبل إمامة الآخر واستكمال
علمه، ولا يبعد أن يكون مبنيا على البداء، فإن الحكم البدائي يصل إلى إمام الزمان
ولم يكن وصل إلى من قبله، وإن ورد في الخبر أنه يعرض على أرواح من تقدمه من الائمة
لئلا يكون بعضهم أعلم من بعض، لكن يصدق عليه أنه أعلم ممن كان قبله في حياته، والله
تعالى يعلم وحججه عليهم السلام حقائق أحوالهم. 18 - نص: أبو الفضل الشيباني، عن
الكليني،، عن محمد العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد الطيالسي، عن ابن عميرة
وصالح بن عقبة جميعا، عن علقمه بن محمد الحضرمي، عن الصادق عليه السلام قال: الائمة
اثنا عشر، قلت (3): يا ابن رسول الله فسمهم لى، قال عليه السلام: من الماضين علي بن
أبي طالب عليه السلام والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ثم أنا، قلت: فمن
بعدك يا بن رسول الله ؟ فقال: إني أوصيت إلى ولدي موسى وهو الامام بعدي، قلت: فمن
بعد موسى ؟ قال: علي ابنه يدعى الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم بعد علي
ابنه محمد، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه
(1) كفاية الاثر: 35: و 36. (2) في
المصدر: قال قلت.
[410]
والمهدي من ولد الحسن عليه السلام. ثم
قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: يا علي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا عدد
رجال بدر، فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف: قم يا ولي الله فاقتل
أعداء الله (1). { 47 باب } * (نصوص موسى بن جعفر وسائر الائمة صلوات الله عليهم) *
* (عليهم سلام الله عليهم أجمعين) * 1 - نى: سلامة بن محمد، عن الحسن بن علي بن
مهزيار، عن أحمد بن محمد السياري عن أحمد بن هليل قال: وحدثنا علي بن محمد بن
عبيدالله الجبائي، عن أحمد بن هلال، عن امية بنت ميمون الشعيري، عن زياد القندي
قال: سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر ابن محمد عليهم السلام يقول: إن لله عزوجل بيتا
(2) من نور جعل قوائمه أربع أركان (3) أربعة أسماء " تبارك وسبحان والحمد والله "
ثم خلق أربعة من أربعة، ومن أربعة أربعة ثم قال عزوجل: " إن عدة الشهور عند الله
اثنا عشر شهرا (4). " بيان: هذا الخبر شبيه بما مر في باب الاسماء من كتاب التوحيد
(5) ومضارع له في الاشكال والاعضال وكان المناسب ذكره هناك، وإنما أوردناه ههنا لان
الظاهر بقرينة الاخبار الاخر الواردة في تفسير الآية أن الغرض تطبيقه على عدد
الائمة، وهو من الرموز
(1) كفاية الاثر: 36. (2) في المصدر: ان
الله عزوجل خلق بيتا اه. (3) في المصدر و (ت): اربعة اركان (4) الغيبة للنعماني:
42 و 43 - والاية في سورة التوبة: 36. (5) راجع الجزء الرابع: 166 و 167.
[411]
والمتشابهات التي لا يعلمها إلا الله
والراسخون في العلم، ويمكن أن يقال على وجه الاحتمال: أن أسماءه تعالى منها ما يدل
على الذات ومنها ما يدل على صفات الذات، ومنها ما يدل على التنزيه، ومنها ما يدل
على صفات الفعل، فالله يدل على الذات، والحمد على ما يستحق عليه الحمد من الصفات
الكمالية الذاتية، وسبحان على الصفات التنزيهية، وتبارك لكونه من البركة والنماء
على صفات الفعل، أو تبارك على صفات الذات لكونه من البروك والثبات، والحمد على صفات
الفعل لكونه على النعم الاختيارية. ويتشعب منها أربعة لانه يتشعب من اسم الذات ما
يدل على توحيده وعدم التكثير فيه، ولذا بدأ الله تعالى به بعد " الله " فقال: " قل
هو الله أحد " ويتشعب من الاحد الصمد، لان كونه غنيا عما سواه وكون ما سواه محتاجا
إليه من لوازم أحديته وتفرده بذلك، ولذا ثني به في سورة التوحيد بعد ذكر الاحد.
وأما صفات الذات فيتشعب أولا منها القدير، ولما كانت من القدرة الكاملة يستلزم
العلم الكامل تشعب منه العليم، وسائر صفات الذات ترجع إليهما عند التحقيق، ويحتمل
العكس أيضا بأن يقال: يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل. وأما ما يدل
على التنزيه فيتشعب منها أولا السبوح الدال على تنزيه الذات ثم القدوس الدال على
تنزيه الصفات. وأما صفات الفعل فيتشعب منها أولا الخالق، ولما كان الخلق مستلزما
للرزق أو التربية تشعب منه ثانيا الرازق أو الرب ولما كانت تلك الصفات الكمالية دعت
إلى بعثة الانبياء ونصب الحجج عليهم السلام * فبيت النور الذي هو بيت الامامة كما
بين في آية النور مبنية على تلك القوائم، أو أنه تعالى لما حلاهم بصفاته وجعلهم
مظهر آيات جلاله وعبر عنهم بأسمائه وكلماته فهم متخلقون بأخلاق الرحمان، وبيت نورهم
وكمالهم مبني على تلك الاركان، وبسط القول فيه يفضي إلى ما لا تقبله العقول
والاذهان ولا يجرى في تحريره الاقلام بالبنان، فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه
الرواية، والله ولي التوفيق والهداية.
* أقول: ههنا سقط وهو: بنى بيتا للنبوة
وبيتا للامامة اه (ب).
[412]
2 - نص: محمد بن علي، عن الدقاق والوراق
معا، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد
عليهما السلام فلما بصر بي (1) قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا، فقلت
له: يا ابن رسول الله إني اريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى
الله عزوجل، فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إني أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد
ليس كمثله شئ، خارج من الحدين: حد الابطال وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا
عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الاجسام ومصور الصور وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ
ومالكه وجاعله ومحدثه. وإن محمد عبده ورسوله خاتم النبيين لا نبي بعده إلى يوم
القيامة وإن شريعته خاتمه الشرائع ولا شريعة بعده إلى يوم القيامة (2). وأقول إن
الامام والخليفة وولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم
الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر
ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي فقال عليه السلام: ومن بعدي الحسن
ابني. فكيف للناس بالخلف من بعده (3) ؟ قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي ؟ قال: لانه
لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا
وظلما. قال: فقلت: أقررت وأقول: إن وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة
الله ومعصيتهم معصية الله، وأقول: إن المعراج حق والمسألة في القبر حق، وإن الجنة
حق والنار حق والصراط حق والميزان حق، وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث
من في القبور. وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم (4)
والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال: علي بن محمد عليهما السلام:
يا أبا القاسم هذا
(1) في المصدر: فلما نظرني. وفى (م) و
(د): فلما بصرني. (2) ليست هذه الجملة في المصدر ولا في (ت) و (د). (3) في المصدر:
في الخلف من بعده. (4) في (د) والصوم والزكاة.
[413]
والله دين الله ارتضاه لعباده فاثبت عليه
ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (1). 3 - نص: علي بن محمد بن
منويه، عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن
أبي دلف قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن عليه السلام جئت أسأل عن خبره قال:
فنظر إلي حاجب المتوكل (2) فأمر أن أدخل إليه، فقال: يا صقر ما شأنك ؟ فقلت: خير
أيها الاستاذ، فقال: اقعد، قال الصقر: فأخذني ما تقدم وما تأخر، فقلت: أخطأت في
المجئ، قال: فوحى الناس عنه (3) ثم قال: ما شأنك وفيم جئت ؟ قلت: بخير ما، فقال:
لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك ؟ فقلت له: ومن مولاي ؟ مولاي أمير المؤمنين، فقال:
اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك، فقلت: الحمد لله، فقال: تحب أن
تراه ؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد، قال: فجلست فلما خرج قال لغلامه:
خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه، قال:
فأدخلني إلى الحجرة وأومأ إلى بيت (4)، فدخلت فإذا هو عليه السلام جالس على صدر
حصير وبحذاه قبر محفور، قال: فسلمت فرد علي السلام، ثم أمرني بالجلوس فجلست، ثم
قال: يا صقر ما أتى بك ؟ قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك (5)، قال: ثم نظرت إلى القبر
فبكيت، فنظر إلي فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء، فقلت: الحمد لله، ثم
قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله لا أعرف معناه، فقال: وما هو ؟
قلت: قوله صلى الله عليه وآله: " لا تعادوا الايام فتعاديكم " ما معناه ؟ فقال: نعم
الايام نحن ما قامت السماوات والارض، فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله،
والاحد اسم أمير المؤمنين عليه السلام، والاثنين الحسن والحسين، والثلاثاء
(1) كفاية الاثر: 38. (2) في المصدر: صاحب
المتوكل. (3) في المصدر: ففرق الناس عنه. (4) في المصدر: واوتيت إلى بيت. (5) في
(ك): أتعرف خطرك.
[414]
علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد
عليهم السلام، والاربعاء موسى بن جعفر وعلي ابن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس
ابني الحسن، والجمعة ابن ابني، وإليه يجتمع (1) عصابة الحق، وهو الذي يملاها قسطا
وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وهذا معنى الايام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في
الآخرة، ثم قال عليه السلام: ودع فلا آمن عليك (2). بيان: قال الجزري: فيه: " إن
ابن مسعود سلم عليه وهو يصلي ولم يرد عليه، قال: فأخذني ما قدم وما حدث " أي الحزن
والكأبة، يريد أنه عاودته أحزانه القديمة واتصلت بالحديثة. وقيل: معناه: غلب علي
التفكر في أحوالي القديمة والحديثة أيها كان سببا لترك رده السلام علي انتهى (3).
والوحي: الاشارة، أقول: وجدنا كثير من الاخبار العامية تعرض على الائمة عليهم
السلام وهم لا يصرحون بكونها موضوعة تقية، بل يؤولونها على ما يوافق الحق، ويمكن أن
يكون هذا الخبر أيضا كذلك مع أن لاخبارهم أيضا ظهرا وبطنا كالقرآن والله يعلم، { 48
باب } * (نص الخضر عليه السلام عليهم صلوات الله عليهم) * * (وبعض النوادر) * 1 -
ك، ن: أبي وابن الوليد معا، عن سعد والحميري ومحمد العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن
البرقي، عن داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني (4) قال: أقبل
أمير المؤمنين ذات يوم ومعه الحسن بن علي عليهما السلام وسلمان الفارسي رحمه الله
(1) في المصدر: تجمع. (2) كفاية الاثر:
38. (3) النهاية 3: 235. (4) في العيون: محمد بن على الباقر. وهو سهو فان داود بن
القاسم من أصحاب الجواد و العسكريين عليهم السلام، راجع جامع الرواة 1: 307.
[415]
وأمير المؤمنين عليه السلام متكئ على يد
سلمان، فدخل المسجد الحرام إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين
عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل
إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في
دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الاخرى علمت أنك وهم شرع سواء، فقال له أمير
المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك، فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب
روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال ؟
فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام فقال:
يابا محمد أجبه فقال عليه السلام: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب
روحه ؟ فإن روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها
لليقظة، فإن أذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الريح الروح (1)
وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح واسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عزوجل
برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها
إلى وقت ما يبعث. وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان فإن قلب الرجل في حق وعلى
الحق طبق، فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق
فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من
الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره.
وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله فإن الرجل إذا أتى أهله
فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة (2) وبدن غير مضطرب فاستكنت (3) تلك النطفة في جوف
الرحم خرج الولد يشبه أباه وامه، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق
(1) في كمال الدين: جذبت تلك الروح الريح.
(2) أي ساكنة. (3) في كمال الدين: وانسكبت. أي انصبت.
[416]
غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت
في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الاعمام أشبه الولد
أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق الاخوال أشبه الولد أخواله. فقال الرجل: أشهد أن
لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمد رسول الله ولم أزل أشهد بذلك،
وأشهد أنك وصي رسول الله (1) والقائم بحجته - وأشار إلى أمير المؤمنين عليه السلام
- ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى [أبي محمد] الحسن
عليه السلام - وأشهد أن الحسين بن علي عليه السلام وصي أبيك والقائم بحجته بعدك، و
أشهد على علي بن الحسين عليه السلام (2) أنه القائم بأمر الحسين عليه السلام بعده،
وأشهد على محمد بن علي عليه السلام أنه القائم بأمر علي بن الحسين (3)، وأشهد على
جعفر بن محمد عليه السلام أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على موسى بن جعفر
عليه السلام أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى عليه السلام أنه
القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى،
وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على الحسن بن علي عليه
السلام أنه القائم بأمر علي بن محمد، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي عليه
السلام لا يسمى ولا يكنى (4) حتى يظهر أمره فيملاها عدلا كما ملئت جورا، أنه القائم
بأمر الحسين بن علي، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام
فمضى فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يابا محمد اتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن
بن علي عليه السلام في أثره قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد (5) فما دريت
أين أخذ من أرض الله عزوجل، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته، فقال: يا
محمد أتعرفه ؟ فقلت الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام
(6).
(1) في العيون و (د): وصى رسوله. (2) في
العيون: وأشهد أن على بن الحسين عليه السلام. (3) في العيون: بأمر على بن الحسين
بعده. (4) في العيون: لا يكنى ولا يسمى. (5) في العيون: خارجا من المسجد. (6) كمال
الدين: 181 - 183. عيون الاخبار: 39 و 40. بحار الانوار - 26 -
[417]
غط: جماعة، عن عدة من أصحابنا، عن
الكليني، عن عدة من أصحابه، عن البرقي مثله (1). ع: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن
داود بن القاسم مثله (2). ج: داود بن القاسم مثله (3). سن: أبي، عن داود بن القاسم
مثله (4). نى: عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي، عن محمد بن جعفر، عن البرقي
مثله (5). فس: أبي، عن سعد، عن البرقي مرسلا مثله بأدنى تغيير، فقد أوردته في باب
النفس وأحوالها مع شرحه (6). 2 - ن: الطالقاني، عن أبي سعيد النسوي، عن إبراهيم بن
محمد بن هارون، عن أحمد بن الفضل البخلي، عن خاله يحيى بن سعيد، عن الرضا، عن
آبائه، عن علي عليهم السلام قال بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وآله في بعض
طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد ما بين المنكبين، فسلم على النبي
صلى الله عليه وآله ورحب به، ثم التفت إلي وقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة
الله وبركاته، أليس كذلك هو يا رسول الله ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
بلى، ثم مضى فقلت: يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ و تصديقك له ؟ قال:
أنت كذلك والحمد لله، إن الله عزوجل قال في كتابه: " إني جاعل في الارض خليفة (7) "
والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام، وقال عزوجل: " يا داود إنا جعلناك خليفة في
الارض فاحكم بين الناس بالحق (8) " فهو الثاني، وقال عزوجل حكاية عن موسى عليه
السلام حين قال لهارون: " اخلفني في قومي وأصلح (9) فهو
(1) الغيبة للشيخ الطوسى: 107 و 108. (2)
علل الشرائع: 43 و 44. (3) لم نظفر به في الاحتجاج المطبوع. الرواية مذكورة في
اعلام الورى أيضا: 382 و 383 (4) المحاسن: 332 و 333. (5) الغيبة للنعماني: 27 و
28. (6) تفسير القمى: 578. (7) سورة البقرة: 30. (8) سورة ص: 26. (9) سورة الاعراف:
142.
[418]
هارون إذا استخلفه موسى عليه السلام في
قومه، وهو الثالث، وقال عزوجل: " وأذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر
(1) " فكنت أنت المبلغ عن الله وعن رسوله، وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي
عني، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فأنت رابع الخلفاء كما
سلم عليك الشيخ، أو لا تدري من هو ؟ قلت: لا، قال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام
فاعلم (2). 3 - كتاب المقتضب لابن عياش: عن علي بن السري، عن عمه، عن إبراهيم بن
أبي سمال قال: وسمعته يحدث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم جعفر بن
بشير البجلي ومحمد بن سنان الزاهري وغيرهم، قال: كنت أسير بين الغابة ودومة الجندل
(3) مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة بين جبال ورمال، فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال
وهو يقول: ناد من طيبة مثواه وفي طيبة حلا * أحمد المبعوث بالحق عليه الله صلى وعلى
التالي له في الفضل والمخصوص فضلا * وعلى سبطيهما المسموم والمقتول قتلا وعلى
التسعة منهم محتدا طابوا وأصلا * هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلا نادهم يا حجج
الله على العالم كلا * كلمات الله تمت بهم صدقا وعدلا (4) * * إلى هنا انتهى الجزء
السادس والثلاثون من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة النفيسة وهو الجزء الثاني من
المجلد التاسع في تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه حسب تجزءة المصنف أعلى الله
مقامه يحوى زهاء ستمائة وخمسين حديثا في أربعة وعشرين بابا غير ما حوي من المباحث
العلمية والكلامية. ولقد بذلنا الجهد عند طبعها في التصحيح مقابلة وبالغنا في
التحقيق مطالعة فخرج بعون الله ومشيته نقيا من الاغلاط إلا نزرا زهيدا زاغ عنه
البصر وحسر عنه النظر. محمد الباقر البهبودى من لجنة التحقيق والتصحيح لدار الكتب
الاسلامية
(1) سورة التوبة: 3. (2) عيون الاخبار:
183. (3) الغابة موضع قرب المدينة من ناحية الشام. ودومة الجندل أيضا من اعمال
المدينة على سبعة مراحل من دمشق بينها وبين المدينة (4) المقتضب: 56 و 57.
[419]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم
أجمعين. وبعد: فإن الله المنان قد وفقنا لتصحيح هذا الجزء - وهو الجزء الثاني من
أجزاء المجلد التاسع من الاصل، والجزء السادس والثلاثون حسب تجزءتنا - من كتاب بحار
الانوار وتخريج أحاديثه ومقابلتها على ما بأيدينا من المصادر، وبذلنا في ذلك غاية
جهدنا على ما يراه المطالع البصير، وقد راجعنا في تصحيح الكتاب وتحقيقه ومقابلته
نسخا مطبوعة ومخطوطة إليك تفصيلها: 1 - النسخة المطبوعة بطهران في سنة 1307 بأمر
الواصل إلى رحمة الله وغفرانه الحاج محمد حسن الشهير ب " كمپانى " ورمزنا إلى هذه
النسخة ب (ك) وهى تزيد على جميع النسخ التى عندنا كما أشار إليه العلامة الفقيد
الحاج ميرزا محمد القمى المتصدي لتصحيحها في خاتمة الكتاب، فجعلنا الزيادات التى
وقفنا عليها بين معقوفين هكذا [..] وربما أشرنا إليها ذيل الصفحات. 2 - النسخة
المطبوعة بتبريز في سنة 1297 بأمر الفقيد السعيد الحاج إبراهيم التبريزي ورمزنا
إليها ب (ت). 3 - نسخة كاملة مخطوطة بخط النسخ الجيد على قطع كبير تاريخ كتابتها
1280 ورمزنا إليها ب (م) 4 - نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على قطع كبير، وقد
سقط منها من أواسط الباب 99: " باب زهده عليه السلام وتقواه " ورمزنا إليها ب (ح).
[420]
5 - نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على
قطع متوسط وهذه الاخيرة أصحها وأتقنها، وفي هامش صحيفة منها خط المؤلف قدس سره
وتصريحه بسماعه إياها في سنة 1109 ولكنها أيضا ناقصة من أواسط الباب 97: " باب ما
علمه الرسول صلى الله عليه وآله عند وفاته " ورمزنا إليها ب (د). في خاتمة الكتاب،
فجعلنا الزيادات التى وقفنا عليها بين معقوفين هكذا [..] وربما أشرنا إليها ذيل
الصفحات. 2 - النسخة المطبوعة بتبريز في سنة 1297 بأمر الفقيد السعيد الحاج إبراهيم
التبريزي ورمزنا إليها ب (ت). 3 - نسخة كاملة مخطوطة بخط النسخ الجيد على قطع كبير
تاريخ كتابتها 1280 ورمزنا إليها ب (م) 4 - نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على
قطع كبير، وقد سقط منها من أواسط الباب 99: " باب زهده عليه السلام وتقواه " ورمزنا
إليها ب (ح).
[420]
5 - نسخة مخطوطة اخرى بخط النسخ أيضا على
قطع متوسط وهذه الاخيرة أصحها وأتقنها، وفي هامش صحيفة منها خط المؤلف قدس سره
وتصريحه بسماعه إياها في سنة 1109 ولكنها أيضا ناقصة من أواسط الباب 97: " باب ما
علمه الرسول صلى الله عليه وآله عند وفاته " ورمزنا إليها ب (د). وهذه النسخ
الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الاستاذ السيد جلال الدين الارموي الشهير
بالمحدث لازل موفقا لمرضاة الله. وقد اعتمدنا في تخريج أحاديث الكتاب وما نقله
المصنف في بياناته أو ما علقناه وذيلناه في فهم غرائب ألفاظه ومشكلاته على كتب أو
عزنا إليها في المجلد الخامس والثلاثين لا نطيل الكلام بذكرها هنا فمن أرادها
فليراجع هناك فنسأل الله التوفيق لانجاز المشروع، ونرجو من فضله أن يجعله ذخرا لنا
ليوم تشخص فيه الابصار. جمادى الاولى 1380 يحيى العابدى الزنجانى السيد كاظم
الموسوي المياموى من لجنة التحقيق والتصحيح لدار الكتب الاسلامية