الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية

بحار الانوار الجزء 92

العلامة المجلسي


[1]

بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس الله سره " الجزء الثاني والتسعون دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثة المصححة 1403 ه‍. 1983 م


 

[1]

بسم الله الرحمن الرحيم 53 باب * " (الدعاء عند شروع عمل في الساعات والايام المنحوسة) " * * " (وما يدفع الفال والطيرة) " * 1 - ما: الفحام، عن المنصوري، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نواس المؤدب في المسجد المعلق في صفة سبيق بسر من رأى قال المنصوري: وكان يلقب بأبي نواس لانه كان يتخلع ويتطيب معي، ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه، فلما سمع الامام عليه السلام لقبني بأبي نواس قال: يا أبا السري أنت أبو نواس الحق، ومن تقدمك أبو نواس الباطل، قال: فقلت له ذات يوم: يا سيدي قد وقع لي اختيارات الايام عن سيدنا الصادق عليه السلام مما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيدنا الصادق عليه السلام في كل شهر فأعرضه عليك ؟ فقال لي: افعل. فلما عرضته عليه وصححته قلت له: يا سيدي في أكثر هذه الايام قواطع عن المقاصد، لما ذكر فيها من التحير والمخاوف، فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها، فانما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها، فقال لي: يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة، وسباسب البيد الغائرة (1) بين السباع والذئاب، وأعادي الجن والانس، لامنوا من مخاوفهم

 

(1) السباسب جمع سبسب وهو المفازة، أو الارض المستوية البعيدة والبيد جمع البيداء.

 

[2]

بولايتهم لنا، فثق بالله عزوجل، وأخلص في الولاء لائمتك الطاهرين، وتوجه حيث شئت، واقصد ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلاثا: " أصبحت اللهم معتصما بذمامك [وجوارك] المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول من [شر] كل طارق وغاشم من سائر من خلقت، وما خلقت من خلقك الصامت والناطق، في جنة من كل مخوف، بلباس سابغة هو ولاء أهل بيت نبيك، محتجزا من كل قاصد لي أذية بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقهم، والتمسك بحبلهم جميعا موقنا أن الحق لهم ومعهم وفيهم، وبهم اوالي من والوا، واجانب من جانبوا، فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقية يا عظيم، حجزت الاعادي عني ببديع السموات والارض " إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ". وقلتها عشيا ثلاثا حصلت في حصن من مخاوفك، وأمن من محذورك، فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه، فقدم أمام توجهك الحمد لله رب العالمين والمعوذتين، وآية الكرسي، وسورة القدر، وآخر آية في سورة آل عمران، وقل: اللهم بك يصول الصائل، وبقدرتك يطول الطائل، ولا حول لكل ذي حول إلا بك، ولا قوة يمتازها ذو قوة إلا منك، بصفوتك من خلقك، وخيرتك من بريتك، محمد نبيك، وعترته وسلالته، عليه وعليهم السلام، صل عليهم واكفني شر هذا اليوم وضرره، وارزقني خيره ويمنه، واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة، وبلوغ المحبة، والظفر بالامنية، وكفاية الطاغية الغوية، وكل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة، وأبدلني من المخاوف أمنا، ومن العوائق فيه يسرا، وحتى لا يصدني صاد عن المراد، ولا يحل بي طارق من أذى العباد، إنك على كل شئ قدير، والامور إليك تصير، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير (1). 2 - مكا: في الفال والطيرة: في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله كان يحب الفال

 

(1) أمالى الطوسى ج 1 ص 283 وقد مر الحديث مشروحا في ج 59 ص 27 فراجع.

 

[3]

الحسن، ويكره الطيرة، وكان عليه السلام يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول: " اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك " (1). 3 - مكا: ما يقال إذا اضطر الانسان إلى التوجه في أحد الايام التي نهي عن السعي فيها في دبر كل فريضة، وهو من أدعية الفرج: لا حول ولا قوة إلا بالله، احل بها كل عقدة، لا حول ولا قوة إلا بالله أجلو بها كل ظلمة، لا حول ولا قوة إلا بالله، أفتح بها كل باب، لا حول ولا قوة إلا بالله، أستعين بها على كل شدة ومصيبة، لا حول ولا قوة إلا بالله أعتصم بها من كل محذور احاذره، لا حول ولا قوة إلا بالله أستوجب بها العفو والعافية والرضا من الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، تفرق أعداء الله، وغلبت حجة الله، وبقي وجه الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم رب الارواح الفانية، ورب الاجساد البالية، ورب الشعور المتمعطة، والجلود الممزقة، ورب العظام النخرة، ورب الساء القائمة، أسئلك يا رب أن تصلي على محمد وآل محمد، وعلى أهل بيته الطاهرين وافعل بي ذلك.... بخفي لطفك يا ذا الجلال والاكرام آمين آمين (2).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 403. (2) مكارم الاخلاق ص 558.

 

[4]

54 - (باب) * " (ما يجوز من النشرة والتميمة والرقية (1) والعوذة وما) " * * " (لا يجوز وآداب حمل العوذات واستعمالها) " * 1 - طب: إبراهيم بن مأمون، عن حماد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا بأس بالرقى من العين والحمي والضرس وكل ذات هامة لها حمة (2) إذا علم الرجل ما يقول، لا يدخل في رقيته وعوذته شيئا لا يعرفه (3). 2 - طب: محمد بن زيد بن سليم الكوفي، عن النضر، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رقية العقرب والحية والنشرة ورقية المجنون والمسحور الذي يعذب، قال: يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشر إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، وهل شئ أبلغ في هذه الاشياء من القرآن أليس الله يقول " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " (4) أليس يقول تعالى ذكره وجعل ثناؤه " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " (5) سلونا نعلمكم ونوقفكم على قوارع القرآن لكل داء (6).

 

(1) يقال: رقاه يرقيه رقيا ورقية: عوذه ونفث في عوذته، وربما عدى بعلى فقيل رقى عليه، تضمينا له لمعنى قرأ ونفث، والرقية بالضم كاللقمة: العوذة والجمع رقى بالضم كهدى، والتميمة: عوذة تعلق على الصبيان مخافة العين، ومنه قوله عليه السلام: من علق تميمة فلا أتم الله له، ويقال التميمة في الحديث الخزرة. (2) الهامة ماله سم كالحية، والحمة كثبة: الابرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو يلدغ بها. (3) طب الائمة: 48. (4) أسرى: 82. (5) الحشر: 21. (6) طب الائمة ص 48.

 

[5]

3 - طب: أحمد بن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر محمد الباقر عليه السلام: أيتعوذ بشئ من هذه الرقى ؟ قال: لا إلا من القرآن، فان عليا عليه السلام كان يقول: إن كثيرا من الرقى والتمائم من الاشراك (1). 4 - طب: جعفر بن عبد الله بن ميمون السعدي، عن النضر بن يزيد، عن القاسم قال: أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إن كثيرا من التمائم شرك (2). 5 - طب: إسحاق بن يوسف، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام عن المريض هل يعلق عليه تعويذ أو شئ من القرآن ؟ فقال: نعم لا بأس به، إن قوارع القرآن تنفع فاستعملوها (3). 6 - طب: إسحاق بن يوسف، عن فضالة بن عثمان، عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الرجل يكون به العلة فيكتب له القرآن فيعلق عليه أو يكتب له فيغسله ويشربه ؟ فقال: لا بأس به كله (4). 7 - طب: علان بن محمد، عن صفوان، عن منصور بن حازم، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا بأس بالتعويذ أن يكون للصبي والمرأة (5). 8 - طب: عمر بن عبد الله بن عمر التميمي، عن حماد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن الحلبي قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله هل نعلق شيئا من القرآن والرقى على صبياننا ونسائنا ؟ فقال: نعم إذا كان في أديم تلبسه الحائض وإذا لم يكن في أديم لم تلبسه المرأة (6). 9 - طب: شعيب بن زريق، عن فضالة والقاسم معا، عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله وهو ابن سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المريض هل يعلق عليه شئ من القرآن أو التعويذ ؟ قال: لا بأس، قلت: ربما أصابتنا الجنابة قال: إن المؤمن ليس بنجس، ولكن المرأة لا تلبسه إذا لم يكن في أديم وأما الرجل والصبي فلا بأس (7).

 

(1 - 3) طب الائمة ص 48. (4 - 7) طب الائمة ص 49.

 

[6]

10 - ل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا رقى إلا في ثلاثة: في حمة أو عين أو دم لا يرقأ (1). 11 - ل: العجلي، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه عن الحسين بن مصعب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يكره النفخ في الرقى والطعام وموضع السجود (2). 12 - ب: ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: أصاب رجل لرجل بالعين فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: التمسوا له من يرقيه (3). 13 - ب: علي عن أخيه عليه السلام قال: سألته عن المريض يكوى أو يسترقى ؟ قال: لا بأس إذا استرقى بما يعرفه (4). 55 * (باب) * * " (العوذات الجامعة لجميع الامراض والاوجاع) " * 1 - طب: محمد بن كثير الدمشقي، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن الرضا عليه السلام قال: أخذت هذه العوذة من الرضا وذكر أنها جامعة مانعة وهي حرز وأمان من كل داء وخوف. بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله اخسؤا فيها ولا تكلمون أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقي، أخذت بسمع الله وبصره على أسماعكم، وأبصاركم وبقوة الله على قوتكم، لا سلطان لكم على فلان بن فلان، ولا على ذريته، ولا

 

(1 - 2) الخصال ج 1 ص 76. (3) قرب الاسناد ص 70. (4) قرب الاسناد ص 128.

 

[7]

على ماله، ولا على أهل بيته، سترت بينكم وبينه بستر النبوة التي استتروا بها من سطوات الفراعنة، جبرئيل عن أيمانكم، وميكائيل عن يساركم، ومحمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته أمامكم، والله تعالى مظل عليكم، يمنعه الله وذريته وماله وأهل بيته منكم ومن الشياطين، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إنه لا يبلغ حلمه أناتك ولا يبلغه مجهود نفسه، فعليك توكلت وأنت نعم المولى ونعم النصير حرسك الله وذريتك يا فلان بما حرس الله به أولياءه وصلى الله على محمد وأهل بيته. وتكتب آية الكرسي إلا قوله وهو العلي العظيم ثم تكتب لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا ملجأ من الله إلا إليه، حسبنا الله ونعم الوكيل دل سام في رأس السهباطا لسلسبيلانيها (1). 2 - طب: أحمد بن زياد، عن فضالة بن أيوب، عن إسماعيل بن زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصابه كسل أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه، فيذهب عنه ما كان يجد (2). مكا: عن الرضا عليه السلام مثله، وزاد فيه: قل هو الله أحد (3). 3 - طب: محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى الارمني، عن محمد ابن سنان، عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: كل من لم يبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد، لم يبرئه شئ، وكل علة تبرئها هاتين السورتين (4). 4 - طب: محمد بن إبراهيم السراج، عن فضالة والقاسم جميعا، عن أبان بن عثمان، عن الثمالي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إذا اشتكى أحدكم شيئا فليقل

 

(1) طب الائمة ص 40، وفيه: " في رأس للسماطا " وقد مر مثله نقلا من كتاب مهج الدعوات راجع ج 94 ص 345. (2) طب الائمة ص 39. (3) مكارم الاخلاق ص 421. (4) طب الائمة ص 39.

 

[8]

بسم الله وبالله، وصلى الله على رسول الله وأهل بيته، وأعوذ بعزة الله وقدرته على ما يشاء من شر ما أجد (1). 5 - طب: محمد بن حامد، عن خلف بن حماد، عن خالد العبسي قال: علمني علي بن موسى عليه السلام هذه العوذة وقال: علمها إخوانك من المؤمنين فانها لكل ألم وهي " اعيذ نفسي برب الارض ورب السماء، اعيد نفسي بالذي لا يضر مع اسمه داء، اعيد نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء " (2). 6 - طب: محمد بن إسماعيل، عن محمد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن سعد المزني قال: أملا علينا أبو عبد الله الصادق عليه السلام العوذة التي تسمى الجامعة: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء، اللهم إني أسئلك باسمك الطاهر الطهر المطهر المقدس السلام المؤمن المهيمن المبارك الذي من سألك به أعطيته، ومن دعاك به أجبته أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعافيني مما أجد في سمعي وبصري وفي يدي ورجلي وفي شعري وبشري وفي بطني إنك لما تشاء وأنت على كل شئ قدير (3). 7 - طب: إسحاق بن حسان العارف (4) عن الحسين بن محبوب، عن جميل ابن صالح، عن ذريح المحاربي قال: دخلت على أبي عبد الله وهو يعوذ ابنا له صغيرا وهو يقول: بسم الله أعزم عليك يا وجع ويا ريح كائنا ما كانت بالعزيمة التي عزم بها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام على جن وادي الصبرة، فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت، وخرجت عن ابن فلان بن فلانة، الساعة الساعة حتى قالها: ثلاث مرات (5).

 

(1) طب الائمة ص 39 و 40. (2) طب الائمة ص 41. (3) طب الائمة ص 74. (4) العلاف خ، وفى المصدر المطبوع " العلاف العارف ". (5) طب الائمة ص 91.

 

[9]

8 - طب: الحسن بن الحسين الدامغاني، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن أبي البلاد يرفعه إلى موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام قال: شكى إليه عامل المدينة تواتر الوجع على ابنه قال: تكتب له هذه العودة في رق وتصير في قصبة فضة، وتعلق على الصبي، يدفع الله عنه بها كل علة: بسم الله أعوذ بوجهك العظيم، وعزتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع منها شئ، من شر ما أخاف في الليل والنهار، ومن شر الاوجاع كلها، ومن الشر الدنيا والاخرة، ومن كل سقم أو وجع أو هم أو مرض أو بلاء أو بلية أو مما علم الله أنه خلقني له، ولم أعلمه من نفسي، وأعذني يا رب من شر ذلك كله في ليلي حتى اصبح، وفي نهاري حتى امسي وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وما يلج في الارض وما يخرج منها، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. أسئلك يا رب بما سألك به محمد صلوات الله عليه وعلى أهل بيته، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، اختم على ذلك منك يا بر يا رحيم باسمك اللهم الواحد الاحد الصمد صلى الله على محمد وآل محمد وادفع عني سوء ما أجد بقدرتك (1). 9 - طب: حكيم بن محمد بن مسلم، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن يونس عن ابن سنان، عن حفص بن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه اشتكى بعض ولده فدنا منه فقبله ثم قال: يا بني كيف تجدك قال: أجدني وجعا قال: قل إذا صليت الظهر: يا الله يا الله يا الله عشر مرات، فانه لا يقولها مكروب إلا قال الرب تبارك وتعالى: لبيك عبدي ما حاجتك ؟ وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: دعاء المكروب في الليل: يا منزل الشفاء بالليل والنهار، ومذهب الداء بالليل والنهار، أنزل على ما شفائك شفاء لكل ما بي من الداء (2).

 

(1) طب الائمة ص 92. (2) طب الائمة ص 121.

 

[10]

10 - طب: القاسم بن بهرام، عن محمد بن عيسى، عن أبي إسحاق، عن الحسين ابن الحسن الخراساني وكان من الاخيار قال: حضرت أبا عبد الله الصادق عليه السلام مع جماعة من إخواني من الحجاج أيام أبي الدوانيق، فسئل عن دعاء المكروب، فقال: دعاء المكروب إذا صلى صلاة الليل يضع يده على موضع سجوده، وليقل: بسم الله بسم الله محمد رسول الله علي إمام الله في أرضه على جميع عباده، اشفني يا شافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما من كل داء وسقم. قال الخراساني: لا أدرى أنه قال: يقولها: ثلاث مرات أو سبع مرات. وعنه عليه السلام أنه قال: دعاء المكروب الملهوف ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بلية " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " يقولها ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلاة المكتوبة من العشاء الاخرة، وقال: أخذته عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام قال: أخذته عن علي بن الحسين ذي الثفنات قال: أخذه عن الحسين بن علي، قال: أخذه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذه عن جبرئيل صلوات الله عليهم أجمعين أخذه جبرئيل عن الله عزوجل (1). 11 - طب: علي بن مهران بن الوليد العسكري، عن محمد بن سالم، عن الارقط وهو ابن اخت أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: مرضت مرضا شديدا وأرسلت امي إلى خالي فجاء وامي خارجة في باب البيت، وهي ام سلمة بنت محمد بن علي وهي تقول: واشباباه، فرآها خالي فقال: ضمي عليك ثيابك، ثم ارقي فوق البيت، ثم اكشفي قناعك حتى تبرزي شعرك إلى السماء، ثم قولي: " رب أنت أعطيتنيه وأنت وهبته لي اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة إنك قادر مقتدر " ثم اسجدي فانك لا ترفعين رأسك حتى يبرأ ابنك، فسمعت ذلك وفعلته، قال: فقمت من ساعتي فخرجت مع خالي إلى المسجد (2). 12 - طب: محمد بن عبد الله بن زيد، عن محمد بن بكر الازدي، عن أبي عبد الله عليه السلام وأوصى أصحابه وأولياءه: من كان به علة فليأخذ قلة جديدة، وليجعل

 

(1 - 2) طب الائمة ص 122.

 

[11]

فيها الماء، وليستقي الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة إنا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم ليشرب من ذلك الماء، وليتوضأ وليمسح به وكلما نقص زاد فيه فانه لا يظهر ذلك ثلاثة أيام إلا يعافيه الله تعالى من ذلك الداء (1). 13 - طب: عبد الوهاب بن محمد المقري، عن أبي زكريا يحيى بن أبي - زكريا، عن عبد الله بن القاسم، عن شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: هذه عوذه لمن ابتلى ببلاء من هذه البلايا الفادحة (2)، مثل الاكلة وغيرها، تضع على يدك على رأس صاحب البلاء ثم تقول: " بسم الله وبالله، ومن الله، وإلى الله، وما شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله إبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله، نوح نجي الله، عيسى روح الله، محمد رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين من كل بلاء فادح، وأمر فاجع، وكل ريح وأرواح وأوجاع، قسم من الله، وعزائم منه لفلان بن فلانة لا يقربه الاكلة وغيره، واعيذه بكلمات الله التامات التي سأل بها آدم عليه السلام ربه فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ألا إنها حرز أيتها الاجاع والارواح لصاحبه باذن الله بعون الله، بقدرة الله، ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ". ثم تقرأ ام الكتاب وآية الكرسي وعشر آيات من سورة يس، وتسأله بحق محمد وآل محمد الشفاء، فانه يبرأ من كل داء باذن الله تعالى (3). 14 - شى: عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وقد فقد رجلا فقال: ما أبطأ بك عنا ؟ فقال: السقم والعيال

 

(1) طب الائمة ص 123 وصدر السند فيه هكذا: محمد بن يوسف المؤذن مؤذن مسجد سر من رأى قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زيد الخ. (2) الفادح: الثقيل الذى يبهظ حامله، والاكلة: داء في العضو يأتكل منه يقال له بالفارسية خوره. (3) طب الائمة ص 124.

 

[12]

فقال: ألا اعلمك بكلمات تدعو بهن، يذهب الله عنك السقم، وينفي عنك الفقر ؟ تقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم توكلت على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا (1). جا: المراغي، عن الحسن بن علي البرقي، عن جعفر بن مروان، عن أبيه عن أحمد بن عيسى، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام مثله، وفيه فقال: السقم والفقر وليس فيه: العلي العظيم (2). 15 - مكا: التهليل من القرآن يستشفى به من سائر الامراض: بسم الله الرحمن الرحيم، وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم - إلى قوله - وهو العلي العظيم (3). بسم الله الرحمن الرحيم الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم، هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم، شهد الله أنه لا إله إلا هو - إلى قوله - سريع الحساب (4). وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شي حسيبا، الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا (5). ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شي فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل اتبع ما اوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين (6). قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض

 

(1) تفسير العياشي ج 2 ص 320 في آية الاسراء: 111. (2) أمالى المفيد ص 142. (3) البقرة: 158 و 256. (4) آل عمران: 1 و 4 و 16 و 17. (5) النساء: 88 و 89. (6) الانعام: 102 و 106.

 

[13]

لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (1). وما امروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (2). حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (3). فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون (4). قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب (5). ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون (6). وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى إنك بالواد المقدس طوى، وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إن الساعة آتية أكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما (7). وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (8). فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (9).

 

(1) الاعراف: 158. (2) براءة: 31 و 129. (3) يونس: 90. (4) هود: 14. (5) الرعد: 29. (6) النحل: 2. (7) طه: 6 و 7 و 12 - 15، 98. (8) الانبياء: 25 و 87. (9) المؤمنون: 117.

 

[14]

ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم (1). وهو الله لا إله إلا هو وله الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون (2). يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون (3). إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين (4) غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون هو الحي لا إله هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين (5). رب السموات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين (6). فأنى لهم إذا جائتهم ذكريهم فاعلم أن لا إله إلا هو واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثويكم (7). لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون إلى آخر السورة (8). فانما على رسولنا البلاغ المبين الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون (9). رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا (10).

 

(1) النمل: 25 و 26. (2) القصص: 71. (3) فاطر: 3. (4) الصافات: 33 - 37. (5) المؤمن: 3 و 63 و 65. (6) الدخان: 6 و 7. (7) القتال: 20 و 21. (8) الحشر: 21. (9) التغابن: 12 و 13. (10) مكارم الاخلاق: 421 - 424، والاية في المزمل: 9.

 

[15]

16 - مكا: للشفاء من كل داء، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: علمني جبرئيل دواء لا يحتاج معه إلى دواء، فقيل: يا رسول الله ما ذلك الدواء ؟ قال: يؤخذ ماء المطر قبل أن ينزل إلى الارض، ثم يجعل في إناء نظيف ويقرأ عليه الحمد لله إلى آخرها سبعين مرة، ثم يشرب منه قدحا بالغداة، وقدحا بالعشي. قال رسول الله صلى الله عليه وآله أجمعين: والذي بعثني بالحق لينزعن الله ذلك الداء من بدنه وعظامه ومخخه وعروقه (1). ومثله يؤخذ سبع حبات شونيز (2) وسبع حبات عدس وشئ من طين قبر الحسين عليه السلام، وسبع قطرات عسل، ويجعل في ماء أو دهن، ويقرأ عليه فاتحة الكتاب والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وآية الكرسي [الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات الخ] وأول الحديد إلى قوله ترجع الامور، وآخر الحشر. قال أبو جعفر عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " (3) وقال الله عزوجل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانها فيه شفاء للناس " (4) وقال النبي صلى الله عليه وآله الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، ونحن نقول: بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله تعالى (5). دعاء المريض لنفسه: يستحب للمريض أن يقوله ويكرره: لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو حي

 

(1) مكارم الاخلاق: 444 وزاد فيه: وقل هو الله أحد والمعوذتين سبعين مرة. (2) الشونيز: الحبة السوداء. (3) أسرى: 84. (4) النحل: 71. (5) مكارم الاخلاق ص 444.

 

[16]

لا يموت، سبحان الله رب العباد والبلاد، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال. والله أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان اللهم إن كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا، فاجعل روحي في أرواح من سبقت لهم منك الحسنى وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى (1). دعاء يدعا به للمريض: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تضع على يدك على رأس المريض ثم تقول: بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله، وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله إبراهيم خليل الله موسى نجي الله، عيسى روح الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعليهم، من الارواح والاوجاع بسم الله وبالله، وعزائم من الله لفلان بن فلانة لا يقربه إلا كل مسلم، واعيذه بكلمات الله التامات كلها التي سأل بها آدم، فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم، إلا انزجرت أيتها الارواح والاوجاع بإذن الله عزوجل لا إله إلا الله ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. ثم تقرأ آية الكرسي وام الكتاب والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وعشر آيات من يس، ثم تقول: اللهم اشفه بشفائك، وداوه بدوائك، وعافه من بلائك. وتسأله بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين (2). دعاء إذا مرض ولده: الحسين بن نعيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشتكى بعض ولده فقال له: يا بني قل: اللهم اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني من بلائك، فاني عبدك وابن عبديك (3). دعاء لغيره: عن النبي صلى الله عليه وآله علمه بعض أصحابه من وجع، قال: اجعل يدك اليمنى عليه فقل: " بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد " (4).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 447. (2) مكارم الاخلاق ص 448. (3 - 4) مكارم الاخلاق ص 450.

 

[17]

وعنه صلى الله عليه وآله قال: من عاد مريضا فليقل: اللهم اشف عبدك ينكي لك عدوا ويمشي لك إلى الصلاة (1). وروي أنه عليه السلام كان يقول إذا دخل على مريض: امسح البأس (2) رب الناس بيدك الشفاء، لا كاشف للبلاء إلا أنت (3). مثله: أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما اللهم أصلح القلب والجسم، واكشف السقم وأجب الدعوة (4). وقال النبي صلى الله عليه وآله: من دخل على مريض لم يحضر أجله، فقال: " أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يشفيك " عوفي (5). ودخل صلى الله عليه وآله على بعض أصحابه وهو مشتك فعلمه رقية علمها إياه جبرئيل عليه السلام " بسم الله أرقيك، بسم الله أشفيك، من كل إرب (6) يؤذيك، ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد " (7). ومثله: تضع يدك على فمك وتقول ثلاث مرات: " بسم الله، بجلال الله بعظمة الله، بكلمات الله التامات، بأسماء الله الحسنى " ثم تضع يدك على موضع الوجع وتقول: " بسم الله بسم الله بسم الله " ثم تقول سبع مرات: " اللهم امسح ما بي " وتقول عند الشفاء إذا شفا الله: " الحمد لله الذي خلقني فهداني وأطعمني وسقاني وصحح جسمي وشفاني له الحمد وله الشكر " (8). 17 - من خط الشهيد قدس سره: عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمنا من الاوجاع كلها أن نقول: " باسم الكبير أعوذ بالله العظيم، من شر عرق نعار، ومن حر النار " (9).

 

(1) مكارم الاخلاق 450. (2) امح البأس خ ل، وفى المصدر المطبوع: أذهب البأس. (3 - 5) مكارم الاخلاق ص 450. (6) كذا، والارب: العضو والصحيح " من كل داء يؤذيك ". (7 - 8) مكارم الاخلاق ص 451. (9) عرق نعار: أي فوار بالدم له صوت، وترى الحديث في مكارم الاخلاق مسندا عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام ص 450.

 

[18]

18 - دعوات الراوندي: دعاء العليل عن الصادق عليه السلام: اللهم إني أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير، دعاء من اشتدت فاقته، وقلت حيلته، وضعف عمله، وألح البلاء عليه، دعاء مكروب إن لم تدركه هلك، وإن لم تسعده فلا حيلة له، فلا تحط به مكرك، ولا تبيت على غضبك، ولا تضطرني إلى اليأس من روحك، والقنوط من رحمتك، وهذا أمير المؤمنين أخو نبيك ووصي نبيك، أتوجه به إليك، فانك جعلته مفزعا لخلقك، واستودعته علم ما سبق وما هو كائن، فاكشف به ضري وخلصني من هذه البلية إلى ما عودتني من رحمتك، يا هو يا هو يا هو، انقطع الرجا إلا منك. وكان عليه السلام يقول: " اللهم اجعله أدبا ولا تجعله غضبا ". ومن دعاء العليل: اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره، والقبر خير منزل نعمره، واجعل ما بعده خيرا لنا منه، اللهم أصلحنا قبل الموت، وارحمنا عند الموت واغفر لنا بعد الموت. وعن مروان القندي قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أشكو إليه وجعا بي فكتب قل: " يا من لا يضام ولا يرام، يا من به تواصل الارحام، صل على محمد وآل محمد، وعافني من وجعي هذا ". وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول عند العلة: اللهم إنك عيرت أقواما فقلت: " قل ادعو الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا " فيامن لا يملك أن يكشف ضري ولا تحويله أحد غيره، اكشف ضري وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر لا إله غيرك. عدة الداعي: روى ابن أبي نجران وابن فضال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. 19 - دعوات الراوندي: وروي عنهم عليهم السلام أن من كان به علة فليمسح موضع السجود سبعا بعد الفرائض، وليمسحه على العلة، وليقل: " يا من كبس الارض على الماء، وستر الهواء بالسماء، واختار لنفسه أحسن الاسماء، صل على محمد وآل محمد


 

[19]

وافعل بي كذا وكذا، وارزقني وعافني من كذا وكذا. مرض أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي قل: " اللهم إني أسئلك تعجيل عافيتك، أو صبرا على بلينك، أو خروجا إلى رحمتك ". عدة الداعي: عن أبي جعفر عليه السلام مثله. 20 - دعوات الراوندي: وقال الصادق عليه السلام: من قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " أذهب الله عنه السقم والفقر. 21 - عدة الداعي: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، حسبنا الله ونعم الوكيل، تبارك الله أحسن الخالقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " يدعى بهذا أربعين مرة عقيب صلاة الصبح، ويمسح به على العلة كائنا ما كانت، خصوصا الفطر (1) يبرأ باذن الله تعالى، وقد صنع ذلك فانتفع به. وروى داود بن زربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تضع على يدك على الموضع الذي فيه الوجع، وتقول ثلاث مرات: " الله الله ربي حقا لا اشرك به شيئا اللهم أنت لها ولكل عظيمة ففرجها عني " (2). والمفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام للاوجاع " بسم الله وبالله، كم من نعمة لله في عرق ساكن، وغير ساكن، على عبد شاكر، وغير شاكر "، وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد الصلاة المفروضة وتقول: " اللهم فرج عني كربتي، وعجل عافيتي واكشف ضري " ثلاث مرات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء (3). وعن إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فشكوت إليه وجعا بي، فقال: قل: " بسم الله " ثم امسح يدك عليه، ثم قل: " أعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله [وأعوذ برحمة الله] وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بجمع الله، وأعوذ برسول الله، وأعوذ بأسماء الله، من شر ما أحذر، ومن شر ما أخاف على نفسي " تقولها: سبع مرات، قال: ففعلت فأذهب [الله] الوجع عني (4).

 

(1) الفطر: الشق. (2 - 4) تراها في الكافي ج 1 ص 566 - 565.

 

[20]

56 - (باب) * (عوذة الحمى وأنواعها) * 1 - طب: محمد بن كثير الدمشقي، عن الحسن بن علي بن يقطين قال: حدثنا الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الباقر عليهم السلام قال: هذه عوذة لشيعتنا للسل " يا الله، يا رب الارباب، ويا سيد السادات، ويا إله الالهة، ويا ملك الملوك ويا جبار السموات والارض، اشفني وعافني من دائي هذا، فاني عبدك وابن عبدك أتقلب في قبضتك، وناصيتي بيدك " تقولها ثلاثا، فان الله عزوجل يكفيك بحوله وقوته إنشاء الله تعالى (1). 2 - طب: البرقي، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن عمار الدهني، عن أبيه، عن عمر وذي قر وثعلبة الجمالي قالا: سمعنا أمير المؤمنين عليه السلام يقول: حم رسول الله حمى شديدة فأتاه جبرئيل عليه السلام فعوذه وقال: " بسم الله أرقيك، بسم الله أشفيك، من كل داء يوذيك، بسم الله والله شافيك بسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم ولا اقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، لتبرأن باذن الله عزوجل " فاطلق النبي صلى الله عليه وآله من عقاله فقال: يا جبرئيل هذه عوذة بليغة ؟ قال: هي من خزانة في السماء السابعة (2). 3 - طب: أحمد بن سلمة، عن محمد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله السجستاني عن أحمد بن حمزة، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا مرض الرجل فأردت أن تعوذه فقل: " اخرج عليك يا عرق أو يا عين الجن أو يا عين الانس أو يا وجع بفلان بن فلان، اخرج الله الذي كلم موسى تكليما واتخذ إبراهيم خليلا صلوات الله عليه ورب عيسى بن مريم روح الله وكلمته، ورب

 

(1) طب الائمة ص 37. (2) طب الائمة ص 38.

 

[21]

محمد وآل محمد الهداة، وطفيت كما طفيت ؟ إبراهيم الخليل عليه السلام (1). 4 - طب: عبد الله، عن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر، عن الحضرمي أن أبا الحسن الاول عليه السلام كتب له هذا وكان ابنه يحم حمى الربع، فأمره أن يكتب على يده اليمنى " بسم الله جبرائيل " وعلى يده اليسرى " بسم الله ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " بسم الله إسرافيل " وعلى رجله اليسرى " بسم الله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " وبين كتفيه " بسم الله العزيز الجبار " قال: ومن شك لم ينفعه (2). 5 - ختص: الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لي: مالي أراك مصفرا فقلت: هذه الحمى الربع قد ألحت على قال: فدعا بدواة وقرطاس ثم كتب " بسم الله الرحمن الرحيم أبجد هوز حطي عن فلان بن فلانة " ثم دعا بخيط فاتي بخيط مبلول، فقال: ائتني بخيط لم يمسه الماء، فاتي بخيط يابس فشد وسطه وعقد على الجانب الايمن أربعة، وعقد على الايسر ثلاث عقد، وقرأ على كل عقد الحمد والمعوذتين وآية الكرسي، ثم دفعه إلى وقال: شده على عضدك الايمن، ولا تشده على الايسر (3). 6 - طب: الخضر بن محمد، عن الخزازيني، عن محمد بن العباس، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أحدهما عليهما السلام: ما قرئت الحمد سبعين مرة إلا سكن وإن شئتم فجربوه ولا تشكوا (4). 7 - طب: محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن يونس ابن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك وقال: مالي أراك متغير اللون ؟ فقلت: جعلت فداك وعكت (5)

 

(1) طب الائمة ص 39. (2) طب الائمة ص 51. (3) الاختصاص: 18. (4) طب الائمة ص 53. (5) الوعك: المرض يشتد حماه.

 

[22]

وعكا شديدا منذ شهر، ثم لم تنقلع الحمى عني، وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه لي المترفعون فلم أنتفع بشئ من ذلك، فقال له الصادق عليه السلام: حل أزرار قميصك وأدخل رأسك في قميصك، وأذن وأقم وقرأ سورة الحمد سبع مرات قال: ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال (1). 8 - طب: العيص بن المبارك الاسدي، عن عبد العزيز، عن يونس، عن داود الرقي قال: مرضت بالمدينة مرضا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام فكتب إلى: بلغني علتك فاشتر صاعا من بر، واستلق على قفاك، وانثره على صدرك كيف ما انتثر، وقل: " اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت ما به من ضر، ومكنت له في الارض، وجعلته خليفتك على خلقك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعافيني من علتي هذه " ثم استو جالسا واجمع البر من حولك وقل مثل ذلك، واقسمه [أربعة أقسام] مدا مدا لكل مسكين، وقل مثل ذلك، قال داود: ففعلت ما أمرني به فكأنما نشطت من عقال، وقد فعله غير واحد فانتفع به (2). دعوات الراوندي: قال داود بن زربي: مرضت بالمدينة مرضا شديدا وذكر مثله (3). 9 - طب: عبد الله بن خالد بن نجيح، عن مسعود بن محمد بن عبد الله بن أبي أحمد عن ابن أبي نجران، عن يونس بن يعقوب قال: حضرت أبا عبد الله عليه السلام وهو يعلم رجلا من أوليائه رقية الحمى فكتبتها من الرجل، قال: يقرأ: فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، وإنا أنزلناه، وآية الكرسي، ثم يكتب على جنبي المحموم بالسبابة اللهم أرحم جلده الرقيق، وعظمه الدقيق، من سورة الحريق، يا ام ملدم (4) إن كنت آمنت بالله واليوم الاخر، فلا تأكلي اللحم، ولا تشربي الدم، ولا تهتكي الجسم ولا تصدعي الرأس، وانتقلي عن فلان بن فلانة إلى من يجعل مع الله إلها آخر، لا إله

 

(1) طب الائمة ص 52. (2) طب الائمة ص 53. (3) وتراه في الكافي ج 2 ص 564. (4) ام ملدم كنية الحمى، ويقال: الدمت عليه الحمى: دامت.

 

[23]

إلا الله، تعالى الله عما يشركون، علوا كبيرا (1). 10 - طب: أحمد بن محمد بن عبد الله الكوفي، عن إبراهيم بن ميمون، عن حماد، عن حريز، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن وهو شاك فقال له: " اعيذك بالله العظيم، رب العرش الكريم، من شر كل عرق نعار، ومن شر حر النار " فكان في أجله تخفيف وتأخير إلا خفف الله عنه (2). 11 - مكا: للحمى والصداع: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يكتب للحمى والصداع، يشده ويعقد عليه سبع عقد، ويقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب [ويشده على رأس المحموم] ويعلق على عضده الايمن. " بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين تمام السورة والمعوذتين وقل هو الله أحد بتمامها، بسم الله الرحمن الرحيم رب الناس، أذهب البأس، واشفه يا شافي فانه لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما، بيده الخير إنك على كل شئ قدير، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، وبسم الله الرحمن الرحيم قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم كذلك صاحب كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين ". " بسم الله الرحمن الرحيم، وله ما سكن في الليل والنهار، وهو السميع العليم، اسكن أيها الصداع والالم بعزة الله، اسكن بقدرة الله، اسكن بجلال الله اسكن بعظمة الله، اسكن بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وذا النون إذ ذهب مغاضبا - إلى قوله - ننجي المؤمنين (3) ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما ". للحمى وغيره: وقال أبو عبد الله عليه السلام لبعض أصحابه، وقد اشتكى وعكا: حل

 

(1) طب الائمة ص 54. (2) طب الائمة ص 120. (3) الانبياء: 78.

 

[24]

أزرار قميصك، وأدخل رأسك في حبيبك، وأذن وأقم، واقرأ الحمد سبع مرات قال: ففعلت فكأنما انشطت من عقال. للحمى أيضا عنه عليه السلام قال: تدخل رأسك في جيبك فتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس وتقرأ قل هو الله ثلاث مرات، وتقول: اعيذ نفسي بعزة الله، وقدرة الله، وعظمة الله وسلطان الله، وبجمال الله، وبجمع الله، وبرسول الله، وبعترته صلى الله عليه وعليهم وبولاة أمر الله، من شر ما أخاف وأحذر، وأشهد أن الله على كل شئ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله، اللهم اشفني بشفائك وداوني بدوائك، وعافني من بلائك. وفي رواية قال: تدخل رأسك في جيبك وتؤذن وتقيم، وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين، وتقرأ: قل هو الله أحد - ثلاث مرات - وآخر الحشر ثلاث مرات وتقول: اعيذ نفسي كما سبق (1). عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكى رجل إليه حمى قد تطاولت فقال اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه بجرعة من ماء واشربه. مثله عن بعض الصادقين قال: يؤخذ من تربة الحسين عليه السلام وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد، وتسقى من به ألم حادث " سلام قولا من رب رحيم حسبي الله ونعم الوكيل، طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إن الله يمسك السموات الاية (2) يريد الله أن يخفف عنكم، الان خفف الله عنكم، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم اردد عن فلان بن فلان الحر والبرد، والمليلة (3) وجميع الالام والاسقام والاعراض والامراض والاوجاع والصداع - طسم طس بأسماء الله، حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين

 

(1) مكارم الاخلاق ص 425. (2) فاطر: 39. (3) المليلة: الحر الكامن في العظم، يقال به ملة ومليلة: أي حمى باطنة.

 

[25]

وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين، يا من تزول الجبال ولا يزول، صل على محمد وآل محمد، وأزل كل ما بفلان بن فلان من مرض وسقم وألم، إنك على كل شئ قدير، وحسبنا الله وحده، وصلواته على محمد النبي وآله أجمعين. مثله: يكتب على القرطاس ويعلق عليه: وبالحق وأنزلناه وبالحق نزل، إلى قوله: نذيرا (1) وننزل من القرآن إلى قوله: للمؤمنين (2) وما محمد إلا رسول إلى قوله: على عقبيه (3) وآمنوا بما نزل على محمد إلى قوله: بالهم (4) ما كان محمد إلى قوله: عليما (5) محمد رسول الله إلى قوله: في الانجيل (6) ومبشرا الاية (7) ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا، الملك لله الواحد القهار، ثم يقول: بسم الله المكتوب على ساق العرش (8). للحمى الرابعة: يكتب ويعلق على العضد الايمن " بسم الله الرحمن الرحيم ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر

 

(1) وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك الا مبشرا ونذيرا: أسرى: 105. (2) وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين: اسرى: 82. (3) وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه: آل عمران: 144. (4) وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم: القتال: 2. (5) ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما: الاحزاب: 40. (6) محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل: الفتح: 29. (7) ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين: الصف: 6. (8) مكارم الاخلاق ص 426.

 

[26]

جميعا، يا شافي يا كافي يا معافي وبالحق أنزلناه وبالحق نزل، وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا باسم فلان بن فلان، ببسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، ولا غالب إلا الله. اخرى: يكتب على كتفه " ببسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك صدرك إلى آخره لا بأس برب الناس أذهب البأس اشف ابتلائي لا شفاء إلا شفاؤك، قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا باسم فلان بن فلان (1). للحمى النافض (2) بسم الله، مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا، يا نار كوني بردا (3) الاية، ألا إن حزب الله هم الغالبون، ولقد سبقت كلمتنا - إلى قوله - الغالبون (4). للربع: عن الحسن الزكي عليه السلام قال: اكتب على ورقة " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " وعلقه على المحموم. إذا أخذته الحمى يكتب على قرطاس هذه الاية ويشد على عضده " قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ". ويكتب " بطلط بطلطلط " ويقول " عقدت على اسم الله حمى فلان " ويشد على ساقه اليسرى (5). مثله: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل الاية (6). 12 - مكا: عنهم عليهم السلام يكتب في رق ويعلقه على المحموم: اللهم إني أسئلك

 

(1) مكارم الاخلاق ص 427. (2) الحمى النافض: الحمى الرعدة، مذكر يقال أخذته حمى بنافض، وحمى نافض بالاضافة - وحمى نافض - بالوصف -، والاول أحسن. (3) يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم: الانبياء: 69. (4) ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون: الصافات: 171 - 173. (5) مكارم الاخلاق ص 427. (6) ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا الفرقان: 45 راجع مكارم الاخلاق 428.

 

[27]

بعزتك وقدرتك وسلطانك وما أحاط به علمك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن لا تسلط على فلان بن فلان شيئا مما خلقت بسوء، وارحم جلده الرقيق، وعظمه الدقيق، من فورة الحريق، اخرج يا ام ملدم، يا آكلة اللحم وشاربة الدم حرها وبردها من جهنم، إن كنت آمنت بالله الاعظم أن لا تأكلي لفلان بن فلانة لحما ولا تمصي له دما ولا تنهكي له عظما ولا تثوري عليه غما، ولا تهيجي عليه صداعا، وانتقلي عن شعره وبشره ولحمه ودمه إلى من زعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون " ويكتب اسم ذمي أو عدو لله (1). رقية للحميات خصوصا لحمى يوم، يكتب على القرطاس ويشد بخيط وتعقد عليه من الجانب الايمن أربع عقد، ومن أيسر الخيط ثلاث عقد، وتعلق من رقبة المحموم " اعيذ بما استعاذ به موسى وإبراهيم ومحمد صلى الله عليهم من الحمى والنافض والغب والعتيق والربع والصداع اللهم كما لم تلد بنت عمران غير عيسى فلا تذر على هذه الانسان من هذه الاورام والاوجاع شيئا إلا نزعته عنه، فلا اقسم بما تبصرون ومالا تبصرون، إنه لقول رسول كريم، أقسمت عليك لما تركته ولا تأخذيه " وتقرأ الاخلاص والمعوذتين، ثم قل " اللهم اشف فلان بن فلانة من حمى يوم ويومين وثلاثة أيام وحمى ربع، فانك تفعل ما تريد، وتحكم ما تشاء وأنت على كل شئ قدير، بسم الله كتبت، وبسم الله ختمت، وعليه توكلت، وهو رب العرش العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2). اخرى تتخد خيطا من الغزل القطن سبع طاقات، وتقرأ عليه فاتحة الكتاب والاخلاص والمعوذتين، وتعقد عليه سبع عقد، وتشد في عنقه، وقيل: يقر أكل هذه على كل عقد. اخرى وقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من رجل يحم فيغتسل ثلاثة أيام متتابعة يقول عند كل غسل: " بسم الله اللهم إنما إغتسلت التماس شفائك، وتصديق نبيك " إلا كشف عنه.

 

(1 - 2) مكارم الاخلاق ص 460.

 

[28]

اخرى عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعلمنا من الاوجاع كلها والحمى والصداع " بسم الله الكبير، أعوذ بالله العظيم، من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار " وإذا رفعت يدك فقل " بسم الله وبالله، محمد رسول الله، أعوذ بالله وقدرته على ما يشاء، من شر ما أجد ". حرز النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام خاصة لها، ولكل مؤمن مقر للحق " وله ما سكن في الليل والنهار، وهو السميع العليم، يا ام ملدم إن كنت آمنت بالله العظيم الكريم، فلا تهشمي العظم، ولا تأكلي اللحم، ولا تشربي الدم، اخرجي من حامل كتابي هذا إلى من لا يؤمن بالله العظيم، ورسوله الكريم، وآله: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (1). للربع: عن الوشاء قال: دخل رجل على الرضا عليه السلام فقال له: مالي أراك مصفارا ؟ قال: هذه الربع قد ألحت علي فدعا بدوات وكتب " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، أبجد هوز حطي عن فلان بن فلانة بإذن الله ثم تختم في أسفل الكتاب سبع مرات خاتم سليمان (2) ثم طواه ثم قال: يا مغيث (3) ائتني بسلك لم يصبه الماء، ولا البزاق، فأتاه به، فعقد عليه ثم أدناه من فيه، فعقد من جانب أربع عقد، يقرأ على كل عقد فاتحة الكتاب، والمعوذتين وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، وعلى الجانب الاخر ثلاث عقد يقرأ عليها مثل ذلك، وناوله إياه وقال: اربط على عضدك الايمن، واقرأ آية الكرسي واختم ولا تجامع عليه. وفي رواية اخرى: ثم أدرج الكتاب ودعا بخيط [فاتي بخيط] ظ مبلول فقال: ائتوني بخيط يابس، فعقد وسطه، وعقد على الايمن أربع عقد، وعلى الايسر ثلاث عقد، وقرأ

 

(1) مكارم الاخلاق ص 461. (2) قيل: وصورة خاتم سليمان أن ترسم مثلثين متواردين، بحيث يحصل من ذلك كوكبة لها ستة زوايا هكذا * وقيل يرسم ثلاث مثلثات متواردات. (3) في المصدر: يا معتب.

 

[29]

على كل عقدة ام الكتاب والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وآية الكرسي على التنزيل ثم قال: هاك ! شده على عضدك الايمن ولا تجامع عليه. اخرى: ذكر أبو زكريا الحضرمي أن أبا الحسن عليه السلام كتب له هذا الكتاب وكان يحم حمى الربع: أمر أن يكتب على يده اليمنى " بسم الله جبرئيل " وعلى يده اليسرى " بسم الله ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " بسم الله إسرافيل " وعلى رجله اليسرى " بسم الله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " وبين كتفيه " بسم الله العزيز الجبار " (1). دعوات الراوندي: عن يحيى بن بكر الحضرمي، عن أبي الحسن موسى عليه السلام مثله. 13 - مكا: للحمى في رواية: يكتب على كفته الايمن " بسم الله جبرئيل " وعلى كتفه الايسر " بسم الله ميكائيل " وعلى كتفه الايمن " بسم الله إسرافيل " وعلى كتفه الايسر " بسم الله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ". للغب: يأخذ ثلاثة أوراق من شجر، ويكتب على اسم المحموم على ورق " طيسوما " وعلى ورق آخر " أو حوما " وعلى ورق ثالث " ابراسوما " ويلقى في الماء بثلاث دفعات. وبرواية اخرى: يكتب على ورقات الفرصاد على ثلاث " حموما أو حموما ابر حوما " ويلقى في الماء. وفي رواية " حوما طيسوما ابرسوما ". رقية للحمى: يكتب ويشد على عضده الايمن " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخره، بسم الله وبالله، أعوذ بكلمات الله التامات كلها التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذر أو برأ، ومن شر الهامة والسامة والعامة واللامة (2) ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر فساق العرب والعجم

 

(1) مكارم الاخلاق ص 462 ومر مثله ص 21. (2) الهامة ماله سم، يقتل أولا، كالحية والجمع هوام وقد يطلق الهوام على مالا يقتل من الحشرات كما في قوله صلى الله عليه وآله " أيؤذيك هوام رأسك " أي قمله، والسامة: كل ذات سم

 

[30]

ومن شر فسقة الجن والانس، ومن شر الشيطان وشركه، ومن شر كل ذي شر ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير. يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين بردا وسلاما على فلان بن فلانة ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا إلى آخر السورة (1) حسبي الله لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا، وتوكل على الحي الذي لا يموت، وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا بصيرا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز [اولئك حزب الله ألا] إن حزب الله هم الغالبون، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين (2). 14 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الاحوص، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل على مريض قال أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت " (3). وبهذا الاسناد عن البغوي، عن بشر بن هلال الصواف، عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي نصر، عن أبي سعيد أن جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد اشتكيت ؟ قال: نعم، قال: " بسم الله أرقيك، من كل شئ يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد والله يشفيك بسم الله أرقيك " (4).

 

من الحيوانات المؤذية، والعامة خلاف الخاصة اطلق على كل شر عام كالطاعون والوباء والقحط، لانها تعم بالشر، واللامة: كل ما يلم الانسان ويصيبه بسوء كالعين اللامة. (1) البقرة: 286. (2) مكارم الاخلاق ص 463. (3 - 4) أمالى الطوسى ج 2 ص 252.

 

[31]

15 - دعوات الراوندي: عن سلمة بن أبي سلمة: قال: مرض أمير المؤمنين عليه السلام فعاده النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا علي إن أشد الناس بلاء النبيون والذين يلونهم، أبشر يا علي فان الحمى حظك من عذاب الله، مع مالك من الثواب أتحب أن يكشف الله عزوجل ما بك ؟ قال: بلى قال: قل: رب ارحم جلدي الرقيق وعظمي الدقيق، وأعوذ بك من فورة الحريق، يا ام ملدم، فان كنت آمنت بالله واليوم الاخر، فلا تأكلي اللحم، ولا تشربي الدم، وانتقلي إلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهدت به، وأن محمدا عبده ورسوله ". قال علي عليه السلام فقلتها وعوفيت. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من الحمى والاوجاع ويقول: " اللهم إني أعوذ بك من شر عرق نعار، ومن شر حر النار ". وعن الحسن بن طريف قال: كتبت إلى أبي محمد العسكري عليه السلام أسأله عن القائم إذا قام، بم يقضي بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شئ لحمى الربع، فاغفلت ذكر الحمى، فجاء الجواب: سألت عن الامام، إذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود لا يسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل لحمى الربع فانسيت، فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " قال: فكتبت ذلك وعلقت على محموم لنا فأفاق وبرأ. وللحمى: يكتب على كاغذ ويشد على العضد " براءة من الله العزيز الحكيم ومن محمد رسول رب العالمين إلى ام ملدم التي تمص الدم، وتنهش العظم وترق الجلد، وتأكل اللحم أن كوني على صاحب كتابي هذا بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين، وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وصلى الله على محمد وآله أجمعين. وللحمى أيضا: يكتب على ثلاث سكرات بيض " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا، الان خفف الله عنكم، ذلك تخفيف من ربكم ورحمة.


 

[32]

16 - مكا: للمحموم يكتب على ثلاث أقطاع بخط دقيق لا يمكن قراءته، ويأكلها المحموم كل يوم نسخة منها على الريق، بعد أن جعلت مجموعة مدورة كالبندقة " بسم الله ذي العز والكبرياء والنور " وهذه النسخة مجربة كان الامام الحسن السمرقندي يعتد بها ويداوم مكاتبتها حقه وكأنه وجد له إسنادا. اخرى: يكتب على ثلاث سكرات ويأكلها المحموم بثلاث غدوات كل يوم قطعة على الريق، الاولى " عقدت باذن الله " الثاني " شددت باذن الله " الثالث " سكنت باذن الله ". اخرى: " بسم الله الرحمن الرحيم وربطنا على قلوبهم إلى قوله: شططا (1) إذ قال موسى لاهله إلى قوله: الحكيم (2) مع سبع من العقود السليمانية (3). اخرى: يكتب على القدم الايمن " بسم الله يا حمى الماضية المستضية بالذي في السماء عرشه، وبالذي كلم موسى تكليما، واتخذ إبراهيم خليلا، وبعث محمدا بالحق نبيا، لما خرجت من العظم إلى اللحم ومن اللحم إلى الجلد ومن الجلد إلى الارض فتسكن فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا (4). اخرى: يكتب ويشد ويعقده سبع عقد، ويقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب ويشد على رأس المحموم " بسم الله الرحمن الرحيم وبالحق أنزلناه وبالحق نزل، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين، يا الله يا الله يا الله، يا رحمن

 

(1) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والارض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا إذا شططا: الكهف: 13. (2) إذ قال موسى لاهله انى آنست نارا سأتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى أنه أنا الله العزيز الحكيم، النمل: 7 - 9. (3) كأنه يريد الخاتم كما مر ص 28. (4) مكارم الاخلاق ص 458.

 

[33]

يا رحمن يا رحمن، اسكن بقدرة الجبار العظيم، [بقدرة] المنان الكريم " ويكتب المعوذتين. اخرى: عن الصادق عليه السلام أنه قال: حم رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: " بسم الله أرقيك، يا محمد بن عبد الله ! بسم الله أشفيك، بسم الله من كل داء يعنيك بسم الله والله شافيك، بسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم، فلا اقسم بمواقع النجوم لتبرأن باذن الله " ويشد التعويذ في عنق المحموم. عن الرضا عليه السلام قال: اشتكت جارية لي وكان لها قدر فأتاني آت في المنام فقال لي: قل لها: تقول: " يا رباه يا سيداه صل على محمد وأهل بيته، واكشف عني ما أجد " فان فلان بن فلان نجا من النار بهذه الدعوة. للحمى (1) عن الرضا عليه السلام يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ب‍ ؟ كر الرحمن قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم وال ابراهيم وصل على محمد وال محمد وعلى فلان بن فلان باذن الله يشفى عن داود بن زربي قال: وعكت بالمدينة وعكا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام فكتب إلي: قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ثم استلق على قفاك، وانثره على صدرك كيف ما انتثر، وقل: " اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت ما به من ضر ومكنت له في الارض وجعلته خليفتك على خلقك، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعافيني من علتي " واستو جالسا واجمع البر من حولك وقل مثل ذلك، واقسمه مدا مدا لكل مسكين، وقل مثل ذلك. قال داود: ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال وقد فعل غير واحد فانتفع به (2). دعاء آخر: قال الصادق عليه السلام: حم رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلام يعوذه وقال: " بسم الله أرقيك، وبسم الله أشفيك، وبسم الله من كل داء يعنيك، بسم الله

 

(1) مكارم الاخلاق ص 459. (2) المصدر: 446.

 

[34]

والله شافيك، بسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم فلا اقسم بمواقع النجوم لتبرأن باذن الله (1). من مسموعات السيد الامام ناصح الدين أبي البركات المشهدي رحمة الله عليه عن الصادق عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، فإذا أكلته فقل: بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء إنك على كل شي قدير. وقال الصادق عليه السلام، من أصابته علة فبدأ بطين قبر الحسين عليه السلام شفاه الله من تلك العلة، إلا أن تكون علة السام. دعاء آخر: عن أبي جعفر عليه السلام قال: ضع راحتك على فمك وقل: " بسم الله ثلاثا بجلال الله ثلاثا بكلمات الله التامات " ثلاثا ثم تمسح على رأس الذي يشتكي ووجهه يصنع ذلك أشفق أهله عليه (2). دعاء آخر: عن زرارة، عن أحدهما عليهما السلام قال: إذا دخلت على مريض فقل: اعيذك بالله العظيم رب العرش العظيم، من كل عرق نعار، ومن شر حر النار. سبع مرات. (3) 18 - طا: فيما جربناه لزوال الحمى، فوجدناه كما رويناه، يكتب في كاغذ يوم الاحد ويوم الاربعا، كل طلسم منها منفردا في رقعة، ويغسل في شراب أو ماء الاول يوم الاحد، والثاني يوم الاثنين، والثالث يوم الثلثا، ويشرب كل يوم واحدا إذا غسل لا يبقى في الورقة من مداده شئ، فان زالت الحمى في هذه الثلاثة الايام، وإلا تكتب كذلك في ثلاث ورقات يوم الاربعا، ويغسل الاول يوم الاربعا ويشرب ماؤه، والثاني يوم الخميس، والثالث يوم الجمعة، ويشرب ماءه وقد زالت الحمى بالله جل جلاله، وهذه صورة الثلاث طلسمات.

 

(1 - 2) مكارم الاخلاق ص 449. (3) مكارم الاخلاق ص 450.

 

[35]

19 - كا: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن زربي قال: مرضت بالمدينة مرضا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام فكتب إلي: قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ثم استلق على قفاك، وانثره على صدرك كيف ما انتثر، وقل: " اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت ما به من ضر، ومكنت له في الارض، وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته، وأن تعافيني من علتي " ثم استو جالسا واجمع البر من حولك، وقل مثل ذلك واقسمه مدا مدا لكل مسكين وقل مثل ذلك قال داود: ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال، وقد فعله غير واحد فانتفع به (1). 20 - كا: الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق الاشعري، عن بكر بن محمد الازدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: حم رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلام فعوذه فقال: " بسم الله أرقيك يا محمد، بسم الله أشفيك، بسم الله من كل داء يعنيك، بسم الله والله سافيك، بسم الله خذها فليهنيك بسم الله الرحمن الرحيم فلا اقسم بمواقع النجوم لتبرأن باذن الله " قال بكر: وسألته عن رقية الحمى فحدثني بهذا (2). 21 - ق: عوذة للحمى مباركة، يكتب في ورقة ويعلقه الرجل في عضده الايسر، والامرأة في عضدها الايمن، ويشد الكتاب بغزل الام وابنتها، وهو: " بسم الله الرحمن الرحيم، من الله وإلى الله، ولا غالب إلا الله، المستعان بالله، والتكلان على الله، والشفاء بيد الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم براءة من الله العزيز الحكيم، لصاحب كتابي هذا وشعره وبشره وجسده وبدنه ولحمه ودمه وعظمه إلى ام ملدم التي تذيب اللحم، وتمس الدم، وتوهن العظم حرها من جهنم وبردها من الزمهرير. يا ام ملدم ! إن كنت مؤمنة بالله واليوم الاخر فلا تقربي من علق عليه كتابي

 

(1) الكافي ج 8 ص 88، ج 2 ص 564. (2) الكافي ج 8 ص 109.

 

[36]

هذا، ولا تمصي له دما، ولا توهني له عظما، ولا تذيبي له لحما، واطفئي بعزة الله الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين آدم صفوة الله، إبراهيم خليل الله، موسى كليم الله، عيسى روح الله، محمد حبيب الله يا عدوة آدم وحوا، قد حال جبرئيل. عزمت عليك يا ام ملدم بعزة الله، وقدرة الله، وبعظمة الله، وبجلال الله وسلطان الله، وبكبرياء الله، وبما جرى به القلم من عند الله، على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم. إليك عني جرى القرطاس والقلم، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا، ختمت هذا الكتاب على اسم الله المقدس المطهر الطاهر، وخاتم سليمان بن داود، وخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وفاتحة الكتاب إلى آخرها، أو كالذي مر على قرية. 21 - مهج: دخل النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة الزهراء عليها السلام، فوجد الحسن عليه السلام موعوكا، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ألا اعلمك معاذة تدعو بها فينجلي بها عنه ما يجده ؟ قال: بلى، قال: قل " اللهم لا إله إلا أنت العلي العظيم، ذو السلطان القديم، والمن العظيم، والوجه الكريم لا إله إلا أنت العلي العظيم، ولي الكلمات التامات، والدعوات المستجابات، حل ما أصبح بفلان " فدعا النبي صلى الله عليه وآله ثم وضع يده على جبهته فإذا هو بعون الله قد أفاق (1). 22 - مهج: علي بن عبد الصمد، عن جده، عن الفقيه أبي الحسن عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسني الجوزي، عن محمد بن بابويه، عن الحسن بن محمد بن سعيد، عن فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد بن بشرويه عن محمد بن إدريس الانصاري، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان

 

(1) مهج الداعوات ص.

 

[37]

عن عاصم، عن عبد الله بن سلمان الفارسي، عن أبيه قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى، غير أن حزني على رسول الله صلى الله عليه وآله طال، فهو الذي منعني من زيارتكم فقال عليه السلام: يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنة، قلت لعلي عليه السلام: قد اتحفت فاطمة عليها السلام بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم بالامس. قال سلمان: فهرولت إلى منزل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها، وإذا غطت ساقها انكشفت رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفات أبي صلى الله عليه وآله، قلت: حبيبتي لم أجفكم، قالت: فمه، اجلس واعقل ما أقول لك. إني كنت جالسة بالامس في هذا المجلس وباب الدار مغلق، وأنا أتفكر في انقطاع الوحى عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن، ولا نضارة وجوههن، ولا أزكى من ريحهن، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن، فقلت لهن: بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن: يا بنت محمد لسنا من أهل مكة، ولا من أهل المدينة، ولا من أهل الارض جميعا، غير أننا جوار من الحور العين من دار السلام، أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات. فقلت للتي أظن أنها أكبر سنا: ما اسمك ؟ قالت: اسمي مقدودة، قلت: ولم سميت مقدودة ؟ قالت: خلقت للمقداد بن الاسود الكندي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت للثانية: ما اسمك ؟ قالت ذرة، قلت: ولم سميت ذرة وأنت في عيني نبيلة ؟ قالت: خلقت لابي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت للثالثة: ما اسمك ؟ قالت: سلمى، قلت: ولم سميت سلمى ؟ قالت: أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول الله صلى الله عليه وآله.


 

[38]

قالت فاطمة ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار (1) أبيض من الثلج، وأزكى ريحا من المسك الاذفر (2) فقالت لي: يا سلمان أفطر عشيتك [عليه] فإذا كان غدا فجئني بنواه، أو قالت عجمه، قال سلمان: فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قالوا: يا سلمان أمعك مسك ؟ قلت: نعم فلما كان وقت الافطار أفطرت عليه فلم أجد له عجما ولا نوى. فمضيت إلى بنت رسول الله صلى الله عليه وآله في اليوم الثاني فقلت لها عليها السلام: إني أفطرت على ما أتحفتيني به فما وجدت له عجما ولا نوى، قالت: يا سلمان ولن يكون له عجم ولا نوى، وإنما هو نخل غرسه الله في دار السلام بكلام علمنيه أبي محمد صلى الله عليه وآله كنت أقوله غدوة وعشية، قال سلمان: قلت: علميني الكلام يا سيدتي فقالت: إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه، ثم قال سلمان: علمتني هذا الحرز فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الامور، بسم الله الذي خلق النور من النور الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور في رق منشور، بقدر مقدور، علي نبي محبور، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين. قال سلمان: فتعلمتهن فو الله ولقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة، ومكة، ممن بهم علل الحمى فكل برئ من مرضه بإذن الله

 

(1) خشكنانج معرب خشك نانه وهو الخبز السكرى الذى يختبز مع الفستق واللوز. (2) قد سقط ههنا من الاصل نحو سطر من المتن وقد مر الحديث برواية الطبري وكان لفظه هكذا: وقد أهدوا إلى هدية من الجنة وقد خبأت لك منها فأخرجت إلى طبقا من رطب أبيض ما يكون من الثلج وأزكى رائحة من المسك فدفعت إلى خمس رطبات وقالت لى: كل هذا يا سلمان عند افطارك الخ.

 

[39]

تعالى (1). أقول: قد مضى خبر آخر في هذا المعنى في باب أحراز مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها (2). 57 * (باب) * * " (العوذة والدعاء للحوامل من الانس والدوراب وعوذة الطفل) " * * " (ساعة يولد وعوذة النفساء) " * 1 - طب: الوليد بن نقية مؤذن مسجد الكوفة قال: حدثنا أبو الحسن العسكري، عن آبائه، عن محمد الباقر عليه السلام قال: من أراد أن لا يبعث الشيطان بأهله مادامت المرأة في نفاسها، فليكتب هذه العوذة بمسك وزعفران، بماء المطر الصافي، وليعصره بثوب جديد لم يلبس، وألبس منه أهله وولده ليرش الموضع والبيت الذي فيه النفساء، فانه لا يصيب أهله ما دامت في نفاسها، ولا يصيب ولده خبط ولا جنون ولا فزع ولا نظرة إنشاء الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله، بسم الله، بسم الله، والسلام على رسول الله والسلام على آل رسول الله، والصلاة عليهم ورحمة الله وبركاته، بسم الله وبالله، اخرج بإذن الله، اخرج باذن الله، منها خرجتم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، بسم الله وبالله أدفعكم برسول الله (3). 2 - طب: الخضر بن محمد، عن الخراذينى، عن الحسن بن على بن فضال عن محمد بن هارون، عن ابن رئاب، عن ابن سنان، عن المفضل، عن جابر، عن

 

(1) مهج الدعوات: 6 - 9. (2) راجع ج 94 ص 226 - 227. (3) طب الائمة ص 97.

 

[40]

أبي جعفر عليه السلام ورواه أيضا عن على بن أسباط، عن ابن بكير، عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكتب للفرس العتيقة الكريمة وضعها هذه العوذة في رق [غزال] ويعلق في حقويها: " اللهم يا فارج الهم، وكاشف الغم، رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما، ارحم فلان بن فلان صاحب الفرس رحمة تغنيه عن رحمة من سواك وفرج همه وغمه ونفس كربته، وسلم فرسه، ويسر عليها ولادتها ". خرج عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا على نبينا وآله وعليهما السلام إلى البرية فسمعا صوت وحشية فقال المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام: يا عجبا ما هذا الصوت ؟ قال يحيى: هذا صوت وحشية تلد، فقال عيسى بن مريم عليهما السلام: انزل سرحا سرحا باذن الله تعالى (1). 3 - طب: أبو يزيد القناد، عن محمد بن مسلم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: تكتب هذه العوذة في قرطاس أورق للحوامل من الانس والدواب " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، بسم الله، بسم الله، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكلموا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، ويهيئ لكم من أمركم مرفقا، ويهيئ لكم من أمركم رشدا، وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر، ولو شاء لهداكم أجمعين، ثم السبيل يسره. أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون، فانتبذت به مكانا قصيا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناديها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا، وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت

 

(1) طب الائمة ص 98.

 

[41]

للرحمن صوما فلن اكلم اليوم إنسيا، فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا اخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت امك بغيا، فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلوة والزكوة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا، ذلك عيسى بن مريم. والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون، أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لايات لقوم يؤمنون، كذلك أيها المولود اخرج سويا باذن الله عزوجل. ثم تعلق عليها، فإذا وضعت نزع منها، واحفظ الاية أن تترك منها بعضها أو تقف على موضع منها حتى تتمها وهو قوله تعالى " والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا " فان وقفت ههنا خرج المولود أخرس، وإن لم تقرأ " وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون " لم يخرج الولد سويا (1). 58 * باب * * " (عوذة الحيوانات من العين وغيرها) " * 1 - طب: أحمد بن الحارث، عن سليمان بن جعفر، عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام في عوذة الحيوان، وقال: هي محفوظة عندهم " بسم الله الرحمن الرحيم " بسم الله وبالله، خرج عين السوء من بين لحمه وجلده وعظمه وعصبه وعروقه، فلقيها جبرئيل وميكائيل صلوات الله عليهما، فقالا: أين تذهبين أيتها اللعينة (2)

 

(1) طب الائمة ص 98 - 99. (2) في المصدر: أيتها العينة وكذا فيما يأتي.

 

[42]

قالت: أذهب إلى الجمل فأطرحه من قطاره، والدابة من مقودها، والحمار من آكامه، والصبي من حجر امه، وألقى الرجل الشاب الممتلئ من قدميه، فقالا لها: اذهبي أيتها اللعينة إلى البرية، فثم حية لها عينان، عين من ماء، وعين من نار وكذلك يطبع الله على عين السوء، وعبس عابس، وحجر يابس، ونفس نافس ونار قابس، رددت بعون الله عين السوء إلى أهله، وفي جنبيه وكشحيه وفي أحب خلانه إليه، بعزيمة الله، وقوله " أو لم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون، فارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين (1). 2 - طا: فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابة: يقرؤها ويمر يده على عينها ووجهها، أو يكتبها ويمر الكتابة عليها باخلاص نية " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم، وننزل من السماء ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، واردد العين الحابس، وحجر يابس [وماء فرس] وشهاب ثاقب من العين إلى العين، فقال جبرئيل وميكائيل عليهما السلام إلى أين تذهب يا عين السوء قالت: أذهب إلى الثور في نيره (2) والجمل في قطاره، والدابة في رباطها، فقالا عليهما السلام لها: عزمنا عليك بتسعة وتسعين اسما أن تلقى الثور في نيره، والجمل في قطاره والدابة في رباطها، كذلك يطفئ الله الوجع من العين، بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله، سلام سلام من الله الذي لا إله إلا هو، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. 3 - ق: عوذة لامير المؤمنين عليه السلام للعين قال [حين] أصابت العين فحلا من إبل أمير المؤمنين علي: " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله العظيم، عبس عابس، وشهاب

 

(1) طب الائمة ص 133 - 134. (2) النير: الخشبة المعترضة في عنقي الثورين بأداتها ويسمى بالفارسية " يوغ ".

 

[43]

قابس، وحجر يابس، رددت عين العاين عليه من رأسه إلى قدميه، آخذ عيناه، قابض بكلاه، وعلى جاره وأقاربه، جلده دقيق، ودمه رقيق، وباب المكروه به تليق، فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير. 4 - ق: عوذة للدواب عن الصادقين عليهم السلام " بسم الله الرحمن الرحيم اعيذ من (1) علق عليه كتابي هذا من الخيل والدواب كمتها وشقرها وبلقها ودهمها أغرها وأحوائها وسميدعها وزرزورها وأعشابها ومحجلها (2) وأصفرها وما اختلف من ألوانها، أعوذ وأمتنع وأزجر وأعقد وأحبس عن من علق عليه كتابي هذا من الخيل والبهائم والحيوان، من الكلام والصدام ومضغ اللجام وقرض الاسنان والارسان والعترة والنظرة والسكرة، والحصارة والعداية (3) ووجع الكبد

 

(1) ما علق خ ل، وكذا فيما يأتي. (2) الكمت بالضم جمع كميت باعتبار معناه فانه تصغير أكمت من غير قياس يستوى فيه المذكر والمؤنث يقال: مهر كميت ومهرة كميت، والكميت من الخيل: الاحمر الذى خالط حمرته قنوء أي سواد غير خالص، وقيل: بين الاسود والاحمر، والشقر جمع أشقر وهو من الخيل: الاحمر الذى حمرتها صافية مع حمرة العرف والذنب، وهذا هو الفرق بين الكميت والاشقر، قال أبو عبيدة: يفرق بينهما بالعرف والذنب فان كانا أحمرين فهو الاشقر وان كان أسودين فهو الكميت. والبلق جمع الابلق: وهو الذى فيه سواد وبياض، والدهم جمع الادهم وهو الشديد الورقة: سواد في غبرة - حتى يذهب البياض، والاغر: ما كان بجبهته بياض قدر درهم والاحوى الاسود الذى يضرب سواده إلى الخضرة، وقيل: الاحمر يضرب إلى السواد والسميدع: الموطأ الاكتاف الذلول، والزرزور: المركب الضيق والاعشاب كانه جمع عشب أو عشبة: القصير الدميم أو الكبير المسن أو الذى يضرب لونه إلى لون العشب والمحجل: ما كان في قوائمه الاربع بياض وان كان في الرجلين فهو محجل الرجلين. (3) الكلام - بالكسر - جمع كلم وهو الجرح، والصدام بالكسر والعامة تضمه وهو القياس: داء في رؤس الدواب وقاله الجوهرى، والعترة بالفتح: الاضطراب والوثوب والنظرة أن تبصر الخيل الطائف من الجن، فيشخص عينه إلى جانبه، والكسرة: التحير وسكون

 

[44]

والرية والطحال والانشار (1) والعسل والكبوة (2) والفزعة والعريرة والحرد والحرب والجلد والقصر والحمرة (3) والهدم في الظهر والروابد والنفاخ والعلاق والذباب (4) والزنابير والارتعاش والارتهاس والظلمة والمعل (5) والورم والجدري والطبوع ومن الجمح والرمح (6)، ومن الفالج والقولنج والحداج ووحام العين

 

النظر، أو امتلاء المركوب من الغيظ والغضب، والحصارة أن ينقطع الخيل ويقف وقفة بعد ما ارسل ارسالا كانه حبس نفسه، والعداية أن يعدو الفرس متواثبا مالكا لزمامه لا يمكن حبسها. (1) الانشار جمع نشر وهو الجرب وفى بعض النسخ [والانثيان] فيكون عطفا على الكبد، أي ووجع الانثيان، لا على الوجع. (2) والعسل أن يضطرب الفرس في عدوه ويهز رأسه في مضائه، والكبوة: أن ينكب لوجهه. (3) العريرة: نوع جرب والحرد أن يسترخى عصب يد الحافر من عقال ونحوه أو يكون خلقة حتى كأنه ينفضها إذا مشى. والحرب الهلاك وان كان بالمعجمة فهو معروف والجلد: السقوط على الارض، وفى الابل ونحوه أن لا يكون لها نتاج ولا لبن، والقصر - محركة - داء يصيب البعير وغيره في عنقه فليتوى. والحمرة: ورم من جنس الطواعين وهو الورم الحار. (4) الروابد جمع رابد: الحابس للدابة عن المشى. والنفاخ كرمان نفخة الورم من داء يحدث يأخذ حيث أخذ. والعلاق أن تشرب الدابة ماء فعلقت بحلقومها العلقة والذباب معروف ويطلق أيضا: على الجنون، والشؤم، والشر الدائم، ونكتة سوداء في جوف حدقة الفرس وسيأتى له معنى آخر. (5) الارتهاس: اصطكاك رجلى الدابة، والظلمة لعلها أن يظلم بعض الدواب بعضا بالنطح يقال وجدنا أرضا تتظالم معزاها، والمعل: استلال الخصيتين. (6) الجدرى بثور حمر بيض الرؤس تنتشر في البدن وتنتفط وتتقيح سريعا يقال له بالفارسية: آبله، والطبوع - كتنور - دويبة ذات سم من جنس القردان تتعلق بالبعير ونحوه وهى كالقمل للانسان، والجمح: أن يركب الدابة رأسه لا يثنيه شئ وأن يعتز راكبه ويجرى غالبا اياه، والرمح أن يرفس برجله.

 

[45]

والدمعة (1) عند الجهي ومن التعسير والتخييل ومن معط (2) شعر الناصية ومن الامتناع من العلف، ومن البرص وبلع الريش، ومن الذرب ومن قصد الارتياع (3) ومن النكبة والنملة (2) ومن الامتناع من الابنة (5) والعلف والسرج واللجام. حصنت جميع ما علق عليه كتابي هذا بالله العظيم من شر كل سبع وضبع وأسد وأسود، ومن السراق والطراق، إلا طارق يطرق بخير، قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون، قل هو الله أحد الواحد القهار. تحصنت بذي العزة والجبروت، وتوكلت على الحى الذي لا يموت نور النور، ومقدر النور، نور الانوار، ذلك الله الملك القهار، فسيكفيكهم الله

 

(1) الحداج: أن ينظر الفرس إلى شخص أو شئ أو يسمع صوتا فأقام اذنيه نحوه مع عينيه. والوحام شدة الحر. (2) التعسير: أن يحتبس ما في بطن الدابة ولا يخرج، والتخييل أن يتخيط إليها الجن أو الاشياء المخوفة، أو هو التخييل بمعنى الجنون، وتخييل اليد، فلجها وفى القاموس: اختبلت الدابة: لم تثبت في موطئها. ومعط الشعر: أن يتساقط من داء أو جرب ونحو ذلك. (3) الذرب - بالكسر - شئ يكون في عنق الانسان أو الدابة مثل الحصاة وقيل: داء يكون في الكبد. والارتياع بالعين المهملة الفزع والتفزع، وقد يكون بمعنى الارتياع وبالغين المعجمة، الروغان وهو الذهاب هكذا وهكذا. (4) النملة: شق في حافر الدابة من الاشعر إلى طرف السنبك، وقروح في الجنب وبثرة تخرج بالجسد بالتهاب واحتراق ويرم مكانها يسيرا ويدب إلى موضع آخر كالنملة ويسميها الاطباء الذباب، وتقول المجوس: ان ولد الرجل إذا كان من اخته وخط على النملة شفى صاحبها كقوله: " كرام وانا لا نخط على النمل ". (5) الابن: اليابس من الطعام والعلف، ونبت يخرج في رؤس الاكام له اصل ولا يطول وكانه شعر يؤكل.

 

[46]

وهو السميع العليم. 5 - ق: عوذة الفرس والفارس: بسم الله الرحمن الرحيم اعوذ واعيذ دابة فلان بن فلان المعروف بكذا وكذا، وسائر دوابه من الخيل من دهمها وشقرها وكمتها وأغرها ومحجلها وحصنها وحجورها من المشش والرهش والرعش والدعص والرهصة والرصة (1) وخفقان الفؤاد وغدة الصفاق والرجس (2) وبلع الريش وبلع الحشيش والجدار والخذلان (3) ووجع الجوف والربو في المريس ومن الطرفة (4) والصدمة والعثار والحمرة في الاماق ومن الحمر والبهر وعرق (5) الانتشار ووجع الاعضاء واسترخاء القوائم وسائر الاعلال في البهائم. دفعت عيون السوء عنها في سائر جسومها وبشرها ولحمها ودمها وظاهرها

 

(1) المشش: شئ يشخص وظيف الدابة حتى يشتد دون اشتداد العظم، وبياض يعترى الابل في عيونها. والرهش والارتهاش والرهس والارتهاس اصطكاك رجلى الدابة فتعقر رواهشها، كما مر، والرعش والارتعاش كالرعس والارتعاس الاضطراب والاهتزار في السير، ويطلق على المشى الضعيف من الاعياء وغيره ولعله ما يقال له: بالفارسية " كوفت ". والدعص: الركض والرفس بالرجل. كالدعس، والرهصة: وقرة تصيب باطن حافر الفرس، والرصة بالمهملة: التصاق الفخذين، وهو يورث الدبر، والرضة بالمعجمة: التكسر. (2) الصفاق: جلد البطن كله، أو هو الجلد الاسفل الذى تحت الجلد الذى عليه الشعر. والرجس بالفتح: أن تهدر البعير كالرعد. (3) الخذلان: في الدابة التخلف عن القطيع منفردا لا يأنس بصواحبها. (4) الربو: انتفاخ الفرس من عدو أو فزع. والطرفة: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها. (5) الحمر داء في الفرس تتغير رائحة فمه ويكون من اكل الشعير الفاسد يوجب السنق والتخمة، وقيل: السنق للحيوان والتخمة للانسان، والبهر: تتابع النفس وانقطاعه من الاعياء، وانما يعترى الفرس ونحوه عند السعي والعدو الشديد، وانتشار العرق والعصب انتفاخه من كثرة العدو أو داء آخر. (*)

 

[47]

وباطنها بالاحاطة الكبرى، وبأسماء الله الحسنى، وبكلماته العظمى، من الامتناع من الاكل والشرب، والتغصص والالتواء والضربان، ومن جرح بالحديد، ووجر بالشوك، أو حرق بالنار أو مخلب، ومن وقع نصال السهام وأسنة الرماح، ومن الغوامز (1) واللوادغ، وضربة موهنة أو دفعة محطمة. اعيذه وراكبه بما استعاذ به جبرائيل عليه السلام وعوذ به النبي صلى الله عليه وآله البراق وما عوذ به فرسه السحاب، وما عوذ علي عليه السلام فرسه لزاق، وبما عوذ به شمعون الصفا فرسه الطماح، وبما عوذ به موسى الكليم فرسه الذي عبر في أمره البحر. عوذت هذه الدابة وصاحبها وموضعها ومرعاها وسائر ماله من الكراع والمراتع من سائر السباع والهوام، ومن كل أذيه وبلية ومن الشهور والدهور والردة والغرق والحرق والوباء ومدارك الشقا، بالعقد العظيم والاسماء الاولية العلية من أعين الجن والانس أجمعين. بسم الله رب العالمين، بسم الله عالم السر وأخفى، بسم الله الاعلى، وبأسماء الله الكبرى في سرادق علم الله، وفي حجب ملكوت الله التي يحيى بها الاموات، وبها رفعت السماوات، وبأسماء الله التي أضاءت بها الشمس وارتفع بها العرش من سائر ما ذكرت، وما لم أذكر، وما علمت، وما لم أعلم، ورفعت عنها سائر الاعين الناظرة والعادية والخواطر الخاطرة والصدور الواغرة بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبي ونعم الوكيل.

 

(1) الغوامز جمع غامز، وهو ما يغمز في رجل الحافر ونحوه بحيث يميل من رجلها، وذلك لوجع أو لداء أو رهصة، واللوادغ جمع اللادغ، من العقرب والحية والزنبور ونحوها من اللداغ.

 

[48]

59 - * (باب) * * " (الدعاء لعموم الاوجاع والرياح وخصوص وجع الرأس) " * * " (والشقيقة وضربان العروق) " * 1 - مكا: رقية لجميع الالام وقيل للضرس " بسم الله وبالله، وصلى الله على محمد وآله الطيبين، صنع الله الذي أتقن كل شئ أنه خيبر بما تفعلون اسكن أيها الوجع سكنتك بالذي سكن له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم عزمت عليك أيها الوجع بالله الذي اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما وخلق عيسى من روح القدس، وبعث محمدا بالحق نبيا لما ذهبت عن فلان بن فلانة إلى مدة حياته ولا تعود إليه (1). حرز القلنسوة، كان بالملك النجاشي صداع فكتب إلى النبي صلى الله عليه وآله في ذلك فبعث إليه هذا الحرز، فخاطه في قلنسوته، فسكن ذلك عنه، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الحق المبين، شهد الله الاية (2) لله نور وحكمة، وعزة وقوة، وبرهان وقدرة، وسلطان ورحمة، يا من لا ينام لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله، لا إله إلا الله موسى كليم الله، لا إله إلا الله عيسى روح الله وكلمته لا إله إلا الله محمد رسول الله وصفيه وصفوته، صلى الله عليه وآله عليهم أجمعين اسكن سكنتك بما سكن له ما في السماوات والارض، وبمن يسكن له في الليل والنهار، وهو السميع العليم [فسخرنا له الريح تجري بأمره] رخاء حيث أصاب والشياطين [كل بناء وغواص] ألا إلى الله تصير الامور (3).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 463. (2) شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم: آل عمران: 19. (3) مكارم الاخلاق ص 464. (*)

 

[49]

اخرى للصداع: يكتب في رق ويشد على الرأس بخيط " بسم الله الرحمن الرحيم الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم - إلى قوله - ام الكتاب (1)، واخرج منها مذموما مدحورا ". للصداع: عن أبي جعفر عليه السلام قال: يكتب في كتاب ويعلق على صاحب الصداع من الشق الذي يشتكي " اللهم إنك لست باله استحدثناه، ولا برب يبيد ذكره ولا معك شركاء يقضون معك، ولا كان قبلك إله ندعوه ونتعوذ به، ونتضرع إليه وندعك، ولا أعانك على خلقنا من أحد فنشك فيك، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، عاف فلان بن فلانة وصل على محمد وأهل بيته ". وفي رواية " أسئلك باسمك الذي قام به عرشك على الماء، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تشفي فلان بن فلانة من الصداع والشقيقة، وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا، وأسئلك باسمك الذي به خلقت آدم عليه السلام وأتممت خلقه، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تشفي فلان بن فلانة " (2). للشقيقة: يكتب هذه الكلمات في رق أو قرطاس فان كان رجلا شد على رأسه وإن كانت امرءة جعلته مع عقاصها (3) " بسم الله الرحمن الرحيم " بسم الله من الارض إلى السماء، كان هبط جبرئيل فاستقبله الاجدع فقال أين تريد ؟ قال: أذهب إلى إنسان آكل شحم عينيه، وأشرب من دمه، فقال: بالله الذي لا إله إلا هو لا تذهب إلى الانسان ولا تأكل شحمة عينيه، ولا تشرب من دمه، أنا الراقي والله الشافي وصلى الله على محمد وأهل بيته " (4). 2 - مكا: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تضع يدك على الموضع الذي فيه

 

(1) آل عمران 1 - 7، وفى المصدر: إلى قوله: " اولوا الالباب ". (2) مكارم الاخلاق ص 464. (3) العقاص: جمع عقيصة، خصلة تأخذها المرءة من شعرها فتلويها ثم تعقدها مثل الرمانة. (4) مكارم الاخلاق ص 467.

 

[50]

الوجع، وتقول ثلاث مرات: " الله الله الله ربي حقا لا اشرك به شيئا اللهم أنت لها ولكل عظيمة ففرجها عني ". دعاء آخر عنه عليه السلام قال: تضع يدك على موضع الوجع وتقول: " اللهم إني أسئلك بحق القرآن العظيم الذي نزل به الروح الامين، وهو عندك في ام الكتاب علي حكيم أن تشفيني بشفائك، وتداويني بدوائك، وتعافيني من بلائك " ثلاث مرات " وصلى الله على محمد وأهل بيته " (1). قال الصادق عليه السلام [تقول:] " بسم الله وبالله كم من نعمة لله عزوجل في عرق ساكن وغير ساكن، على عبد شاكر وغير شاكر " ثم تأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلاة مفروضة، وتقول: " اللهم فرج كربي وعجل عافيتي واكشف ضرى " ثلاث مرات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء (2). ودعاء آخر: وعن بعضهم قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام وجعا بي فقال قل: " بسم الله " ثم امسح يدك عليه، وقل " أعوذ بعزة الله، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بعظمة الله، وأعوذ بجمع الله، وأعوذ برسول الله، وأعوذ بأسماء الله من شر ما أحذر، ومن شر ما أخاف على نفسي " تقولها سبع مرات، قال: ففعلت فأذهب الله عني (3). دعاء آخر عنه عليه السلام قال: تضع يدك على موضع الوجع وتقول " بسم الله وبالله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم امسح عني ما أجد " ويمسح الوجع ثلاث مرات (4). 3 - كا: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل ابن صالح، عن ذريح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يعوذ بعض ولده، ويقول: " عزمت عليك (5) يا ريح ويا وجع كائنا ما كنت، بالعزيمة التي عزم بها علي بن

 

(1 - 2) مكارم الاخلاق ص 447. (3) وتراه في الكافي ج 2 ص 566. (4) مكارم الاخلاق ص 448. (5) أي أقسمت عليك.

 

[51]

أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام رسول رسول الله صلى الله عليه وآله على جن وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت، وخرجت عن ابني فلان ابن ابنتي فلانة الساعة الساعة (2). 4 - كا: محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اشتكى الواهنة أو كان به صداع أو غمزه بوله، فليضع يده على ذلك الموضع وليقل: " اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار، وهو السميع العليم " (2). 5 - ما: أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق، عن معاوية بن وهب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام قال: فصدع ابن لرجل من أهل مرو وهو عنده جالس، قال: فشكا ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ادنه مني قال: فمسح على رأسه ثم قال: " إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " (3). 6 - ب: ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله اشتكى الصداع، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فرقاه فقال: " بسم الله يشفيك، بسم الله يكفيك، من كل داء يؤذيك، خذها فليهنيك " (4). 7 - طب: عبد الله بن بسطام، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي الحسن العسكري عليه السلام قال: حضرته يوما وقد شكى إليه بعض إخواننا فقال: يا ابن رسول الله إن أهلي يصيبهم كثيرا هذا الوجع الملعون، قال: وما هو ؟ قال: وجع الرأس، قال: خذ قدحا من ماء، واقرأ عليه " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون " ثم

 

(1) الكافي ج 8 ص 85 ولجن وادى الصبرة ذكر في الاحاديث راجع الارشاد: 160. (2) الكافي ج 8 ص 190. (3) أمالى الطوسى ج 2 ص 284. (4) قرب الاسناد ص 62.

 

[52]

أشربه، فانه لا يضره إنشاء الله تعالى (1). 8 - طب: محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى الارمني، عن محمد بن سنان النسائي، عن يونس بن ظبيان، عن المفضل، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: هذه عوذة نزل بها جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله والنبي صلى الله عليه وآله مصدع، فقال: يا محمد عوذ صداعك بهذه العوذة، يخفف الله عنك وقال: يا محمد من عوذ بهذه العوذة سبع مرات على أي وجع يصيبه شفاه الله بإذنه تمسح بيدك على الموضع الذي تشتكي وتقول: " بسم الله ربنا الذي في السماء تقدس ذكره، ربنا الذي في السماء والارض أمره نافذ ماض، كما أن أمره في السماء، اجعل رحمتك في الارض، واغفر لنا ذنوبنا، وخطايانا، يا رب الطيبين الطاهرين، أنزل أنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك، على فلان بن فلانة " وتسمي اسمه. أيضا رقية [للصداع]: يا مصغر الكبراء، ويا مكبر الصغراء ويا مذهب الرجس عن محمد وآل محمد، ومطهرهم تطهيرا، صل على محمد وآله، وامسح ما بي من صداع أو شقيقة (2). 9 - طب: محمد بن إبراهيم السراج، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، وكان أقدم من حريز السجستاني إلا أن حريزا كان أسبغ علما من حبيب هذا، قال: شكوت إلى الباقر عليه السلام شقيقة تعتريني في كل اسبوع مرة أو مرتين، فقال: ضع يدك على الشق الذي يعتريك، وقل " يا ظاهرا موجودا ويا باطنا غير مفقود، اردد على عبدك الضعيف أياديك الجميلة عنده، وأذهب عنه ما به من أذى، إنك رحيم ودود قدير " تقولها ثلاثا تعافي إنشاء الله تعالى (3). ق: مرسلا مثله، وفيه إنك عليم قدير. 10 - طب: السياري، عن محمد بن على بن الحسين عليهم السلام يعوذ رجلا من

 

(1) طب الائمة ص 19. (2 - 3) طب الائمة ص 20.

 

[53]

أوليائه ذكر أنه أصابته شقيقة، فذكر نحو العوذة المتقدمة. أيضا له: يكتب في قرطاس ويعلق على الجانب الذي يشتكي " بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أنك لست باله استحدثناك، ولا برب يبيد ذكرك، ولا مليك يشركك قوم يفضون معك، ولا كان قبلك من إله نلجاء إليه، أو نتعوذ به وندعوه وندعك ولا أعانك على خلقنا من أحد فيسأل فيك، سبحانك وبحمدك صل على محمد وآله واشفه بشفائك عاجلا " (1). 11 - طب: للريح في الجسد " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك باسمك الطاهر المطهر القدوس المبارك، الذي من سألك به أعطيته، ومن دعاك به أجبته، أن تصلي على محمد وآله، وأن تعافيني مما أجد في رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي وفي جسدي وفي جميع أعضائي وجوارحي إنك لطيف لما تشاء، وأنت على كل شئ قدير (2). 12 - طب: الخزازيني الرازي، عن فضالة، عن أبان، عن الثمالي، عن الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من أصابه ألم في جسده فليعوذ نفسه وليقل " أعوذ بعزة الله، وقدرته على الاشياء، اعيذ بجبار السماء، اعيذ نفسي بمن لا يضر مع اسمه داء، اعيذ نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء " فانه إذا قال ذلك لم يضره ألم ولا داء (3). 13 - طب: على بن إبراهيم الواسطي، عن ابن محبوب، عن محمد بن سليمان الاودي، عن أبي الجارود، عن أبي إسحاق، عن الحارث الاعور قال: شكوت إلى أمير المؤمنين عليه السلام ألما، ووجعا في جسدي، فقال: إذا اشتكى أحدكم فليقل: " بسم الله وبالله، وصلى الله على رسول الله وآله، أعوذ بعزة الله، وقدرته على ما يشاء من شر ما أجد " فانه إذا قال ذلك صرف الله عنه الاذى إنشاء الله تعالى (4). 14 - طب: سهل بن أحمد، عن على بن النعمان، عن ابن مسكان، عن

 

(1) طب الائمة ص 21 وقد مر مثله ص 49. (2 - 4) طب الائمة ص 17.

 

[54]

عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: من اشتكى رأسه فليمسحه بيده وليقل " أعوذ بالله الذي سكن له ما في البر والبحر، وما في السماوات والارض وهو السميع العليم " سبع مرات فانه يرفع عنه الوجع (1). 15 - طب: جرير بن أيوب الجرجاني، عن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة عن عمر بن يزيد الصيقل، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: شكوت إليه وجع رأسي وما أجد منه ليلا ونهارا، فقال: ضع يدك عليه وقل: " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم، اللهم إني أستجير بك بما استجار به محمد صلى الله عليه وآله لنفسه " سبع مرات، فانه يسكن ذلك عنه باذن الله تعالى وحسن توفيقه (2). 16 - طب: أبو الصلت الهروي، عن الرضا، عن أبيه عليهما السلام قال: قال الباقر عليه السلام: علم شيعتنا لوجع الرأس " يا طاهي يا ذر يا طمنه يا طنات " فانها أسام عظام لها مكان من الله عزوجل، يصرف الله عنهم ذلك (3). 17 - طب: علي بن عروة الاهوازي، عن الديلمي، عن داود الرقي، عن موسى بن جعفر عليه السلام قال قلت: يا ابن رسول الله لا أزال أجد في رأسي شكاة وربما أسهرتني وشغلتني عن الصلاة بالليل، قال: يا داود إذا أحسست بشئ من ذلك فامسح يدك عليه، وقل: " أعوذ بالله واعيذ نفسي من جميع ما اعتراني باسم الله العظيم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، اعيذ نفسي بالله عزوجل وبرسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين الاخيار، اللهم بحقهم عليك إلا أجرتني من شكاتي هذه " فانها لا تضرك بعد (4). 18 - طب: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط فقال: باخلاص نية ومسح موضع العلة ويقول: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " إلا عوفي من تلك العلة، أية علة كانت (1 و 2 و 4) طب الائمة ص 18. (3) طب الائمة ص 19.


 

[55]

ومصداق ذلك في الاية حيث يقول: " شفاء ورحمة للمؤمنين " (1). 19 - طب: علي بن إسحاق البصري، عن زكريا بن آدم المقري وكان يخدم الرضا عليه السلام بخراسان قال: قال الرضا عليه السلام يوما: يا زكريا، قلت لبيك ! يا ابن رسول الله، قال: قل على جميع العلل: " يا منزل الشفاء، ومذهب الداء أنزل على وجعي الشفاء " فانك تعافى باذن الله تعالى (2). 20 - طب: أحمد بن صالح النيشابوري، عن جميل بن صالح، عن ذريح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يعوذ رجلا من أوليائه من الريح، قال: " عزمت عليك يا وجع بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب [رسول] ظ رسول الله على جن وادي الصبرة فأطاعوا وأجابوا لما أطعت وأجبت، وخرجت عن فلان بن فلان الساعة الساعة باذن الله تعالى، بأمر الله عزوجل، بقدرة الله، بسلطان الله، بجلال الله، بكبرياء الله بعظمة الله، بوجه الله، بجمال الله، ببهاء الله، بنور الله، " فانه لا يلبث أن يخرج (3). 21 - طب: حاتم بن عبد الله، عن إبراهيم بن عبد الله الصائغ، عن حماد، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خذ لكل وجع وحرارة من قبل الرأس تكتب مربعة في وسطها " حر النار " على هذه الصورة: بسم الله الرحمن تطفى صولة حر النار ثم تقول " بسم الله وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم " وتكتب الاذان والاقامة في رقعة وتعلقها عليه، فان الحرارة والوجع يسكنان من ساعتهما باذن الله عزوجل. جيد مجرب (4). 22 - طب: عبد الله بن موسى الطبري، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن

 

(1) طب الائمة ص 28. (2) طب الائمة ص 37. (3) طب الائمة ص 40. (4) طب الائمة ص 72.

 

[56]

خالد البرقي، عن محمد بن سنان السناني، عن المفضل بن عمر قال: شكى رجل من إخواننا إلى أبي عبد الله عليه السلام شكاة أهله من النظرة والعين والبطن والسرة ووجع الرأس والشقيقة، وقال: يا ابن رسول الله لا تزال ساهرة تصيح الليل أجمع، وإنا في جهد من بكائها وصراخها، فمن علينا وعليها بعوذة، فقال الصادق عليه السلام: إذا صليت الفريضة فابسط يديك جميعا إلى السماء ثم قل بخشوع واستكانة: " أعوذ بجلالك وجمالك وقدرتك وبهائك وسلطانك مما أجد، يا غوثي يا الله، يا غوثي يا رسول الله يا غوثي يا أمير المؤمنين، يا غوثي يا فاطمة بنت رسول الله أغثني أغثني " ثم امسح بيدك اليمنى على هامتك وتقول: " يا من سكن له ما في السموات وما في الارض سكن ما بي بقوتك وقدرتك صل على محمد وآله وسكن ما في " (1). 23 - طب في: الصداع: محمد بن إسماعيل، عن محمد بن خالد، عن أبي يعقوب الزيات، عن معاوية، عن عمار الدهني قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ذلك فقال: إذا أنت فرغت من الفريضة فضع سبابتك اليمنى على عينيك وقل: سبع مرات وأنت تمرها على حاجبك الايمن " يا حنان اشفني، يا حنان اشفني " ثم أمرها سبع مرات على حاجبك الايسر، وقل: " يا منان اشفني " ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل: " يا من سكن له ما في السموات وما في الارض صل على محمد وآله وسكن ما بي " ثم انهض إلى التطوع (2). 24 - طب: الحسين بن مختار الحنظلي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي الجارود، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: هذه عوذة من كل وجع تضع يدك على فيك مرة وتقول: " بسم الله الرحمن الرحيم " ثلاث مرات " بجلال الله " ثلاث مرات " بكلمات الله التامات " ثلاث مرات، ثم تضع يدك على موضع الوجع ثم تقول: " أعوذ بعزة الله، وقدرته على ما يشاء، من شر ما تحت يدي " ثلاث مرات، فانها تسكن باذن الله تعالى (3).

 

(1) طب الائمة ص 73. (2) طب الائمة ص 74. (3) طب الائمة ص 92.

 

[57]

25 - طب: أحمد بن محمد بن الجارود، عن محمد بن عيسى، عن داود بن رزين قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام وقلت: يا ابن رسول الله ضرب علي البارحة عرق فما هدأت إلى أن أصبحت فأتيتك مستجيرا فقال: ضع يدك على الموضع الذي ضرب عليك، وقل ثلاث مرات: " الله الله الله ربي حقا " فانه يسكن في ساعته. وعن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خذ عني يا مفضل عوذة الاوجاع كلها من العروق الضاربة وغيرها قل: " بسم الله وبالله كم من نعمة الله في عرق ساكن وغير ساكن على عبد شاكر وغير شاكر " وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد الصلاة المكتوبة وقل: " اللهم فرج كربتي وعجل عافيتي واكشف ضري " ثلاث مرات واجهد أن يكون ذلك مع دموع وبكاء (1). وعن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان زين العابدين عليه السلام يعوذ أهله بهذه العوذة، ويعلمها خاصته، تضع يدك على فيك وتقول: " بسم الله بسم الله بسم الله وبصنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما يفعلون " ثم تقول: " اسكن أيها الوجع سألتك بالله ربي وربك، وربك كل شئ، الذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم " سبع مرات (2). 26 - قب: معاوية بن وهب: صدع ابن لرجل من أهل مرو فشكى ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: ادن مني، قال: فمسح على رأسه ثم قال: " إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده " فبرأ باذن الله (3). 27 - مكا - للصداع والشقيقة: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اقرأ: " ولو أن

 

(1) طب الائمة ص 116. (2) طب الائمة ص 117. (3) مناقب آل ابى طالب ج 4 ص 232.

 

[58]

قرآنا سيرت به الجبال " إلى قوله: " جميعا " (1) " تكاد السموات يتفطرن منه " إلى قوله: " هدا " (2) " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا " الاية (3) " ويا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي " الاية (4). مثله: " فمن كان منكم مريضا - إلى قوله: نسك " (5) " يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه " اسكن سكنتك يا وجع الرأس بالذي سكن له ما في الليل والنهار، وهو السميع العليم. مثله: اشتكى إلى الصادق عليه السلام رجل من الصداع فقال: ضع يدك على الموضع الذي يصدعك واقرأ: آية الكرسي وفاتحة الكتاب وقل: " الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أجل وأكبر مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله من عرق نعار (6) وأعوذ بالله من حر النار. للصداع: روى عن عمر بن حنظلة قال: شكوت إلى أبي جعفر عليه السلام صداعا يصيبني قال: إذا أصابك فضع يدك على هامتك فقل: " لو كان معه آلهة كما تقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " (7).

 

(1) ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا، أفلم يايئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا: الرعد: 31. (2) تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا: مريم: 90. (3) وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون: يس: 8. (4) وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الامر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين: هود: 44. (5) فمن كان منكم مريضا أو به أذى من راسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك: البقرة: 196. (6) يقال نعر العرق: فارمنه الدم، أو هو الفوران مع الصوت والنعرة. (7) مكارم الاخلاق ص 428.

 

[59]

دعوات الراوندي: مثله إلى قوله: سبيلا وإذا ذكر الله وحده رأيت الذين كفروا يصدون عنك صدودا. [28 - مكا] للشقيقة: عن الرضا عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، ويكتب: اللهم إنك لست باله استحدثناه " إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد إنشاء الله تعالى (1). للصداع وغيره: عن الصادق عليه السلام قال: من كان به صداع أو غيره فليضع يده على ذلك الموضع، وليقل: " اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم ". عنه عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا كسل أو أصابه عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين، ثم يمسح يده على وجهه، فيذهب عنه ما كان يجده. عمر بن إبراهيم قال: شكوت إلى الرضا عليه السلام مرة كنت أجدها يأخذني منها شبيه الجنون، وصداع غالب، قال: عليك بهذه البقلة التي يلتف ورقها، وضعها على رأسك، ومرهم فليضعوها على رؤس صبيانهم، فانها نافعة باذن الله، ففعلت فسكن عني الوجع. والبقلة اللبلاب (2). عنه عليه السلام في الصداع قال: فليختضب بالحناء (3). معاوية بن عمار قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ريح الشقيقة، قال: فإذا فرغت من الفريضة فضع سبابتك اليمنى بين عينيك، وقل سبع مرات وأنت تمرها على حاجبك الايمن: " يا حنان اشفني " ثم تمرها على يسارك وتقول: " يا منان

 

(1) قوله إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد، من كلام الطبرسي في المكارم وقد مر تحت الرقم 1 ص 49. (2) اللبلاب: نبت يلوى على الشجر وورقه كورق اللوبيا. ويقال له: عشقة وكشوت وحبل المساكين، والبقلة الباردة. (3) مكارم الاخلاق ص 429 وهذا مقتحم في هذا الكتاب فانه ليس بدعاء.

 

[60]

اشفني " ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل: " يا من سكن له ما في الليل والنهار وما في السموات والارض صل على محمد وأهل بيته وسكن ما بي " (1). دعوات الراوندي: عن معاوية مثله. 29 - مكا: رقية للشقيقة: بسم الله الرحمن الرحيم " ربنا لا تزغ قلوبنا - إلى - أنت الوهاب " (2) فان برأ وإلا أخذت حمصة بيضاء ونصف ودققتها دقا ناعما وقرأت عليها: قل هو الله ثلاث مرات، وسقيتها المريض (3). شكى رجل من أهل مرو إلى أبي عبد الله الصداع قال: ادن مني فمسح رأسه ثم قال: إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (4). 30 - مكا: رقية لجميع الالام، وقيل للضرس: " بسم الله وبالله، وصلى الله على محمد وآله الطيبين، صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون، اسكن أيها الوجع سكنتك (5). 31 - طب: لوجع الاذان: حواش بن زهير الازدي (7) عن محمد بن جمهور العمي، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: شكوت إليه وجعا في اذني، فقال: ضع يدك عليه وقل: " أعوذ بالله الذي سكن له ما في البر والبحر والسموات والارض، وهو السميع العليم " سبع مرات، فانه يبرأ باذن الله

 

(1) مكارم الاخلاق ص 430. (2) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب: آل عمران: 8. (3) مكارم الاخلاق ص 430. (4) مكارم الاخلاق ص 429، وفى نسخة الاصل وهكذا طبعة الكمبانى تكرر حديث معاوية بن عمار هههنا فأسقطناه. (5) مكارم الاخلاق ص 463. (6) في المصدر: خراش بن زهير.

 

[61]

تعالى (1). 32 - طب: أسلم بن عمرو النصيبي، عن علي بن أبي زينبة، عن محمد بن سليمان عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه عوذ رجلا من أصحابه من وجع الاذن فذكر مثل هذا (2). 33 - طب: روي عن أبي بكر، عن عمه سدير قال: أخذت حصاة فحككت بها اذني فغاصت فيها، فجهدت كل جهد أن اخرجها من اذني فلم أقدر عليه أنا ولا المعالجون، فحججت ولقيت الباقر عليه السلام فشكوت إليه ما لقيت من ألمها، فقال للصادق عليه السلام: يا جعفر خذ بيده فأخرجه إلى الضوء فانظر، فنظر فيه فقال: لا أرى شيئا فقال: ادن مني فدنوت ثم قال: اللهم أخرجها كما أدخلتها بلا مؤنة ولا مشقة، وقال: قل ثلاث مرات كما قلت، فقلتها، فقال لي: أدخل أصبعك فأدخلتها فأخرجتها بالاصبع التي أدخلتها، والحمد لله رب العالمين (3). 34 - طب: حنان بن جابر الفلسطيني، عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أن رجلا شكى صمما، فقال: امسح يدك عليه واقرأ عليه: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " إلى آخر السورة (4). 35 - مكا: لوجع الاذن: يقرأ على دهن الياسمين أو البنفسج سبع مرات قوله تعالى: " كأن لم يسمعها، كأن في اذنيه وقرا، إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا " ويصب في الاذن (5). 36 - ختص: الفزاري، عن أبي عيسى، عن الحسن بن موسى، عن محمد بن عمر الانصاري، عن معمر، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من طنت (6) اذنه فليصل على، وليقل: " من

 

(1 - 3) طب الائمة ص 22، والمها: الحصى الابيض. (4) طب الائمة ص 23. (5) مكارم الاخلاق ص 431. (6) أي صوتت.

 

[62]

ذكرني بخير ذكره الله بخير " (1). 37 - من خط الشهيد رحمه الله: قيل أصاب أسماء بنت أبي بكر ورم في رأسها ووجهها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب فقال " بسم الله، أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك، بسم الله " صنع ثلاث مرات وأمرها أن تفعل ذلك، فقالت ثلاثة أيام فذهب الورم، وكان كثيرا يقولها عند الصلوات المكتوبة ثلاثا. 38 - دعوات الراوندي: قال بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام: شكوت إليه ثقلا في اذني فقال عليه السلام: عليك بتسبيح فاطمة عليها السلام. وقالوا عليهم السلام: من قال إذا عطس: الحمد لله رب العالمين على كل حال، وصلى الله على محمد وآل محمد. لم يشتك شيئا من أضراسه ولا من اذنيه. وعن محمد بن الفهم قال: كنت عند المأمون في بلاد الروم فأقام على حصن ليفتحه فجعل الحرب بينهم فلحق المأمون صداع فأمر بالكف ؟ عن الحرب، فأطلع البطريق فقال: ما بالكم كففتم عن الحرب ؟ فقالوا: نال أمير المؤمنين صداع، فرمى قلنسوة، فقال: قولوا له يلبسها، فان الصداع يسكن، فلبسها سكن، فأمر المأمون بفتقها فوجد فيها قطعة رق فيها مكتوب " سبحان يا من لا ينسى من نسيه، ولا ينسى من ذكره، كم من نعمة لله على عبد شاكر وغير شاكر في عرق ساكن وغير ساكن حم عسق ". وروي أن النجاشي كان ورث عن آبائه قلنسوة من أربعمائة سنة ما وضعت على وجع إلا سكن، ففتشت فإذا فيها هذا الدعاء " بسم الله الملك الحق المبين شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الاسلام، الله نور وحكمة وحول وقوة وقدرة وسلطان وبرهان، لا إله إلا الله آدم صفي الله، لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله، لا إله إلا الله موسى كليم الله، لا إله إلا الله محمد العربي رسول الله، وحبيبه وخيرته من خلقه

 

(1) الاختصاص ص 160.

 

[63]

اسكن يا جميع الاوجاع والاسقام والامراض وجميع العلل وجميع الحميات سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين " (1). وقال أبو عبد الله عليه السلام: من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت فهو من أهل النار. قال الزمخشري في الباب السابع والسبعين في الامراض والعلل من كتاب ربيع الابرار: أنه صدع المأمون بطرسوس فلم ينفعه علاج، فوجه إليه قيصر قلنسوة وكتب: بلغني صداعك، فضع هذه على رأسك يسكن، فخاف أن تكون مسمومة فوضعت على رأس حاملها فلم تضره ثم وضع على رأس مصدع فسكن فوضعها على رأسه فسكن فتعجب من ذلك، ففتقت فإذا فيها " بسم الله الرحمن الرحيم كم من نعمة الله في عرق ساكن حم عسق، لا يصدعون عنها ولا ينزفون، من كلام الرحمن خمدت النيران ولا حول ولا قوة إلا بالله، وجال نفع الدواء فيك كما يجول ماء الربيع في الغصن. 39 - مهج: على بن عبد الصمد، عن جماعة من المدنيين، عن الثقفي، عن يوسف، عن الحسن بن الوليد، عن عمر بن محمد السناني، عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن محمد بن فضيل بن غزوان، عن إسماعيل بن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت عند علي بن أبي طالب عليه السلام جالسا فدخل عليه رجل متغير اللون فقال: يا أمير المؤمنين إني رجل مسقام كثير الاوجاع، فعلمني دعاء أستعين به على ذلك، فقال: اعلمك دعاء علمه جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله في مرض الحسن والحسين عليهما السلام، وهو هذا الدعاء: " إلهي كما أنعمت على نعمة (2) قل لك عندها شكري، وكلما ابتليتني ببلية قل لك عندها صبري، فيامن قل شكري عند نعمه، فلم يحرمني، ويا من قل صبري عند بلائه، فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، ويا من

 

(1) مر نظيره عن مكارم الاخلاق ص 48. (2) بنعمة خ.

 

[64]

رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها، صل على محمد وآل محمد، واغفر لى ذنبي واشفني من مرضى، إنك على كل شئ قدير. قال ابن عباس: فرأيت الرجل بعد سنة حسن اللون، مشرب الحمرة، قال: وما دعوت الله بهذا الدعاء وأنا سقيم إلا شفيت، ولا مريض إلا برئت، وما دخلت على سلطان أخافه (1) إلا رده الله عزوجل عني (2). 40 - مهج: سعد بن محمد الفراء، عن الحسين بن محمد بن الجواد بالمشهد الموسوم بمولانا جعفر بن محمد عليهما السلام بالجامعين يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الاخرة، قال: حدثني سعيد بن أبى الفتح بن الحسن القمى النازل بواسط قال: حدث بى مرض أعيا الاطباء، فأخذني والدي إلى المارستان (3) فجمع الاطباء والساعور (4) فافتكروا فقالوا: هذا مرض لا يزيله إلا الله تعالى، فعدت وأنا منكسر القلب، ضيق الصدر، فأخذت كتابا من كتب والدي فوجدت على ظهره مكتوبا: عن الصادق عليه السلام يرفعه عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من كان به مرض فقال عقيب الفجر أربعين مرة: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حسبنا الله ونعم الوكيل تبارك الله أحسن الخالقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ". ومسح بيده عليها أزاله الله تعالى عنه، وشفاه، فصابرت الوقت إلى الفجر فلما

 

(1) خفت جوره خ. (2) مهج الدعوات ص 9. (3) المار بالفارسية: الصحة والبرء، والاستان بمعنى الدار والمحل فالمارستان: دار الشفاء والمستشفى، ويقال للمريض والمعلول: بى مار كما يقال بيمارستان لذلك. (4) في المصدر: الساعون، وهو تصحيف، والساعور: مقدم النصارى في معرفة الطب وكأنه أراد رأس الاطباء في المارستان، ويظهر من تلك الكلمة وسيرة المسيحيين في العالم أن مار في مارستان أيضا لغة سريانية مأخوذة من: " ماريا " اسم مريم عليها السلام، يعنى أنها دار مريم.

 

[65]

طلع الفجر، صليت الفريضة وجلست في موضعي، وأرددها اربعين مرة، وأمسح بيدي على المرض، فأزاله الله تعالى، فجلست في موضعي وأنا خائف أن يعاود، فلم أزل كذلك ثلاثة أيام، وأخبرت والدي بذلك، فشكر الله تعالى، وحكى ذلك لبعض الاطباء وكان ذميا دخل علي فنظر إلى المرض وقد زال، فحكيت له الحكاية فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وحسن إسلامه (1). 41 - ب: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق عليه السلام قال: اشتكى بعض ولد أبي رضي الله عنه فمر به فقال له قل عشر مرات " يا الله يا الله يا الله " فانه لم يقلها أحد من المؤمنين قط إلا قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل حاجتك (2). 42 - ما: الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهم السلام قال: قال الصادق عليه السلام: من نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات، فان ذهبت العلة وإلا فليقرأها سبعين مرة، وأنا الضامن له العافية (3). 43 - ب: هارون، عن ابن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليقل أحدكم إذا هو اشتكى " اللهم اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني من بلائك " فانه لعله أن يقولها ثلاث مرات حتى يرى العافية (4). 44 - ب: ابن سعد، عن الازدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: حم رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه جبرئيل فعوذه فقال: بسم الله أرقيك يا محمد، وبسم الله أشفيك وبسم الله من كل داء يعنيك، وبسم الله والله شافيك، وبسم الله خذها فلتهنيك، بسم الله الرحمن الرحيم فلا اقسم بمواقع النجوم لتبرأن باذن الله. قال بكر بن محمد فسألته عن رقية الحمى فحدثني بها وسألته عن رقية الورم والجراح فقال أبو عبد الله عليه السلام: تأخذ سكينا ثم تمرها على الموضع الذي تشكو

 

(1) مهج الدعوات ص 98. (2) قرب الاسناد ص 1. (3) أمالى الطوسى ج 1 ص 290. (4) قرب الاسناد ص 3.

 

[66]

من جرح أو غيره فتقول " بسم الله أرقيك، من الحد والحديد، ومن أثر العود والحجر الملبود، ومن العرق الفاتر، ومن الورم الاجر، ومن الطعام وعقره من الشراب وبرده، امضي إليك باذن الله إلى أجل مسمى في الانس والانعام بسم الله فتحت، وبسم الله ختمت " ثم أوتد السكين في الارض (1). 45 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن ابن مهران، عن ابن البطائني، عن صندل، عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته قل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو في النار (2). أقول: قد مضى بتغيير ما في كتاب القرآن (3) وقد أوردنا بعض الاخبار في باب أدعية الصباح والمساء. 46 - يج: روى الحسن بن ظريف أنه قال: اختلج في صدري مسألتان وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمد عليه السلام فكتبت أسأله عن القائم عليه السلام بم يقضي ؟ وأين

 

(1) قرب الاسناد ص 29، والحد: ظبة السيف ونحوه، والحديد وصف منه، ويطلق على الفلز المعروف، واثر العود ما يبقى بعد الضرب به من انعقاد الدم واسوداده تحت الجلد والحجر الملبود، لم نعرف معناه، ولعل الصحيح: الحجز الملبود، والحجز محركة: الزنخ لمرض في المعى، والملبود: الملصق الملزق. والعرق - ان كان بالكسر - فهو من البدن: أوردته التى يجرى فيها الدم فيكون الفاتر بمعنى الضعيف، ولا يكون الا لمرض، وان كان بالفتح وهو ما جرى من اصول الشعر من ماء الجلد فالفاتر بمعنى البارد الساكن حرارته، ولا يكون الا عند الموت، والورم انتفاخ العضو، والاجر - محركة - عدم استواء العضو بحيث يخرج عن هيئته، وأصله في العظم، وعقر الطعام احتباسه في الحلقوم فهو بمعنى الغصص، وبرد الشراب بالتحريك ما يوجب التخمة في المعدة وفساد الطعام، وقد قيل: اصل كل داء البردة كما قيل: أن الماء يمد الداء. (2) ثواب الاعمال ص 115. (3) راجع ج 92 ص 345.

 

[67]

مجلسه ؟ وأردت أن أسأله عن رقية الحمى الربع ؟ فأغفلت ذكر الحمى فجاء الجواب: سألت عن القائم إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود، ولا يسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل عن الحمى الربع، فانسيت، فاكتب ورقة وعلقها على المحموم " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " فكتبت وعلقت على المحموم فبرأ (1). 47 - طا: عوذة جربناها لسائر الامراض فتزول بقدرة الله تعالى جل جلاله الذي لا يخيب لديه المأمول، إذا عرض مرض فاجعل يدك اليمنى عليه وقل: " اسكن أيها الوجع، وارتحل الساعة من هذا العبد الضعيف، سكنتك ورحلتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم " فان لم يسكن في أول مرة فقل ذلك ثلاث مرات أو حتى يسكن إنشاء الله تعالى. 48 - طا: فيما نذكره لزوال الاسقام وجربناه فبلغنا به نهايات المرام يكتب في رقعة " يا من اسمه دواء، وذكره شفاء، يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الاشياء، صلي على محمد وآل محمد، واجعل شفائي من هذا الداء في اسمك هذا، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين. 49 - محاسبة النفس: للسيد على بن طاووس قدس سره نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب قال: اشتكى بعض أصحاب أبي جعفر عليه السلام فقال له: قل يا الله يا الله عشر مرات متتابعات، فانه لم يقلها مؤمن إلا قال ربه لبيك يا عبدي سل حاجتك. وقد مضى بعض الاخبار في ذلك في أبواب الاذكار.

 

(1) لم نجده في مختار الخرائج، وتراه في المناقب ج 4 ص 431، الكافي ج 1 ص 509.

 

[68]

50 - عدة الداعي: روي أن الولد إذا مرض ترقى امه السطح وتكشف عن قناعها حتى تبرز شعرها نحو السماء، وتقول: " اللهم إنك أعطيتنيه وأنت وهبته لي، اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة إنك قادر مقتدر " ثم تسجد فانها لا ترفع رأسها إلا وقد برأ ابنها. 51 - ختص: عن عبد الله رحمه الله، عن أحمد بن على بن الحسن بن شاذان عن محمد بن علي بن الفضل الكوفى، عن الحسين بن محمد بن الفرزدق، عن محمد بن على بن عمرويه، عن الحسن بن موسى، عن محمد بن عمر الانصاري عن معمر، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من طنت اذنه فليصل على وليقل: من ذكرني بخير ذكره الله بخير (1). 60 (باب) * " (الدعاء لوجع الظهر) " * 1 - طب: الخضر بن محمد، عن الخرازيني، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن الثمالى، عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام قال: شكى رجل من همدان إلى أمير المؤمنين عليه السلام وجع الظهر وأنه يسهر الليل، فقال: ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلاثا " وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا، ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين " واقرء سبع مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فانك تعافى من العلل إنشاء الله تعالى (2). 2 - طب: محمد بن عبد الله من ولد المعلى بن خنيس، عن يعقوب بن أبي يعقوب

 

(1) الاختصاص ص 160، والسند في ص 142، وقد مر تحت الرقم 36 بنصه. (2) طب الائمة ص 30.

 

[69]

الزيات، عن محمد بن إبراهيم، عن الحسين بن مختار، عن المعلى بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا معه في سفر ومعه إسماعيل بن الصادق عليه السلام فشكى إليه وجع بطنه وظهره، فأنزله ثم ألقاه على قفاه، وقال: " بسم الله وبالله، بصنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تعملون، اسكن يا ريح بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم " (1). 3 - مكا: لوجع الظهر: شهد الله - إلى قوله: سريع الحساب (2). 61 * باب * * " (الدعاء لوجع الفخذين) " * 1 - طب: أبو عبد الرحمن الكاتب، عن محمد بن عبد الله الزعفراني، عن حماد ابن عيسى رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا اشتكى أحدكم وجع الفخذين فليجلس في تور كبير أو طشت في الماء المسخن، وليضع يده عليه وليقرأ " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون " (3). 62 * باب * * " (الدعاء لوجع الرحم) " * 1 - مكا: بسم الله وبالله، الذي بإذنه قامت السماوات والارض، فان مريم بنت عمران لم يضرها وجع الارحام، كذلك يشفي الله فلانة بنت فلانة من وجع

 

(1) طب الائمة ص 78 - 79. (2) مكارم الاخلاق ص 435، والاية في آل عمران: 16 - 17. (3) طب الائمة ص 31.

 

[70]

الارحام، ومن وجع عرق الارحام، اسلم اسلم بسم الله الحي القيوم بسم الله المستغاث بالله على ما هو كائن وعلى ما قد كان، وأشهد أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما. ببسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تريهم ركعا سجدا إلى آخر السورة (1) أجيبوا [داعي الله] عزمت على سامعة الكلام إلا أجابت هذا الخاتم، بعزائم الله السداد التي تزهق الارواح والاجساد ولا يبقى روح ولا فؤاد أجب بسم الله الذي قال للسماوات والارض: ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، صل على محمد وآله الطاهرين " وأقرءها أنت بينك وبين نفسك إنشاء الله (2). 63 * (باب) * * " (الدعاء لورم المفاصل وأوجاعها) " * 1 - طب: الحسن بن صالح المحمودي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يا جابر قلت: لبيك يا ابن رسول الله، قال: أقرا على كل ورم آخر سورة الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل " إلى آخر السورة واتفل (2) عليها ثلاثا فانه يسكن باذن الله تعالى. تأخذ سكينا وتمرها على الورم وتقول: " بسم الله أرقيك من الحد والحديد ومن أثر العود، ومن الحجر الملبود ومن العرق العاقر، ومن الورم الاخر، ومن

 

(1) الفتخ 29. (2) مكارم الاخلاق ص 435، وليس فيه الحروف المصورة. (3) في المصدر: واتل عليها.

 

[71]

الطعام وعقده، ومن الشراب وبرده امض باذن الله إلى أجل مسمى في الانس والانعام بسم الله فتحت، وبسم الله ختمت ثم أوتد السكين في الارض (1). 2 - طب: محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن أحمد الارمني، عن يونس بن ظبيان، عن ابن أبي زينب قال: بينا أنا عند جعفر بن محمد عليهما السلام إذ أتاه سنان بن سلمة مصفر الوجه، فقال له: مالك ؟ فوصف له ما يقاسيه من شدة الضربان في المفاصل فقال له: ويحك، قل: " اللهم إني أسئلك بأسمائك وبركاتك ودعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك صلى الله عليه وآله وبحقه وبحق ابنته فاطمة المباركة، وبحق وصيه أمير المؤمنين، وحق سيدي شباب أهل الجنة إلا أذهبت عني شر ما أجده بحقهم بحقهم بحقهم، بحقك يا إله العالمين " فو الله ما قام من مجلسه حتى سكن ما به (2). 3 - مكا: من لحقه علة في ساقه أو تعب أو نصب فليكتب عليه " ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب " (3). 4 - عدة الداعي: أبو حمزة قال: عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه السلام فقال: إذا أنت صليت فقل: " يا أجود من أعطى، ويا خير من سئل، ويا أرحم من استرحم، ارحم ضعفي، وقلة حيلتي، واعفني من وجعي " قال: فقلته فعوفيت.

 

(1) طب الائمة ص 34، وقد مر مثله ص 66 مشروحا. (2) طب الائمة ص 69 - 70. (3) مكارم الاخلاق ص 441.

 

[72]

64 - (باب) * " (الدعاء للعرق والشائع في بلدة لار المعروف) " * * " (بالفارسية پيبوكو رشته لار أيضا) " * 1 - مكا: للعرق المديني ويقال له: بالفارسية رشته (1) يؤخذ خيط من صوف جمل، وينتف منه من غير أن يجز عنه بجلم (2) أو سكين أو مقراض، ويعقد عليه سبع عقد، ويقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب ثلاث مرات، ثم يدعى عليه ثلاث مرات هذا الدعاء " بسم الله الابد الابد، المحصي العدد، القريب لما بعد الطاهر عن الولد، العالي عن أن يولد، المنجز لما وعد، العزيز بلا عدد، القوي بلا مدد، لم يل ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، يا خالق الخليقة، يا عالم السر والخفية، يا من السماوات بقدرته مرخاة، يا من الارض بعزته مدحوة، يا من الجبال بارادته مرساة، يا من نجابه صاحب الفرق من كل آفة وبلية، صلى الله على محمد خير خلقك، واشف اللهم فلان بن فلانة بشفائك وداوه بدوائك، وعافه من بلائك إنك قادر على ما تشاء، وأنت أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد النبي وآله (3).

 

(1) قال في البرهان: أنه مرض يعلو الاجسام كاوتار الحبل، والاكثر الابتلاء به في مدينة لار. (2) الجلم: ما به يجز الشعر والصوف، وهو شئ يشبه المقراض. (3) مكارم الاخلاق ص 471.

 

[73]

65 - * (باب) * * " (الدعاء لعرق النساء) " * 1 - طب: معلى بن إبراهيم الواسطي، عن ابن محبوب، عن محرز بن سليمان الازرق، عن أبي الجارود، عن أبي إسحاق، عن الحارث الاعور، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه علم رجلا من أصحابه - وشكى إليه عرق النساء - فقال: إذا أحسست به فضع يدك عليه وقل: " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، أعوذ بسم الله الكبير، وأعوذ بسم الله العظيم، من شر كل عرق نعار، ومن شر حر النار " فانك تعافى باذن الله تعالى، قال الرجل: فما قلت ذلك إلا ثلاثا حتى أذهب الله ما بي وعوفيت منه (1). 2 - مكا: للعرق المديني: يكتب على وقت الحكة قبل أن يخرج " ويسألونك عن الجبال - إلى قوله: أمتا " (2) ويطلى بالصبر (3). ويكتب أيضا هذه الاية: " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام (4).

 

(1) طب الائمة ص 37. (2) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا، فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا: طه: 105 - 107. (3) الصبر: ككتف: عصارة شجر مر، والواحدة صبرة، ولا تسكن باؤه الا لضرورة. (4) مكارم الاخلاق ص 442.

 

[74]

66 - (باب) * " (دعاء رگ باد افكندن) " * 1 - [مكا]: يقرأ: " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما " ويفرقع إصبعا من أصابعه باسم صاحب الوجع (1). 67 * (باب) * * " (الدعاء للفالج والخدر) * 1 - كش: محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن ابن اورمة، عن عثمان ابن عيسى، عن إسماعيل بن جابر قال: أصابتني لقوة (2) في وجهي، فلما قدمنا المدينة، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال: ما الذي أراه بوجهك ؟ قال: فقلت: فاسدة الريح قال: فقال لي: ائت قبر النبي صلى الله عليه وآله فصل عنده ركعتين، ثم ضع يدك على وجهك، ثم قل: " بسم الله وبالله، بهذا اخرج أقسمت عليك من عين إنس أو عين جن أو وجع، اخرج أقسمت عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما، وخلق عيسى من روح القدس، لما هدأت وطفئت كما طفئت نار إبراهيم اطفئي باذن الله " قال: فما عاودت إلا مرتين حتى رجع وجهي فما عاد إلى الساعة (3). 2 - مكا: شكا إلى أبي جعفر عليه السلام رجل فقال: إن لي ابنة يأخذها في

 

(1) مكارم الاخلاق ص 442، وليس فيه عنوان " رگ باد افكندن " والظاهر أن المتن هو الصحيح. (2) اللقوة بالفتح: داء يصيب الوحه يعوج منه الشدق إلى أحد جانبى العنق فيخرج البلغم والبصاق من جانب واحد، ولا يحسن التقاء الشفتين ولا تنطبق احدى العينين. (3) رجال الكشى ص 174.

 

[75]

عضدها خدر (1) أحيانا حتى تسقط، فقال: انظر إلى ابنتك فغذها أيام الحيض بالشبت المطبوخ (2) والعسل ثلاثة أيام. قال: وتقرأ على الفالج والقولنج والخام والابردة (3) والريح من كل وجع: ام القرآن، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، ثم تكتب بعد ذلك " أعوذ بوجه الله العظيم، وعزته التي [لا ترام، وقدرته التي] لا يمتنع منها شئ، من شر هذا الوجع، ومن شر ما فيه، ومن شر ما أجد منه، يكتب هذا في كتف أو لوح ويغسله بماء السماء ويشربه على الريق عند منامه، يبرأ إنشاء الله تعالى (4). 68 * (باب) * * " (الدعاء للحصاة والفالج أيضا) " * 1 - مكا: عن الصادق عليه السلام تقول حين يصلي صلاة الليل وأنت ساجد: " اللهم إني أدعوك دعاء الذليل، الفقير العليل، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وقلت حيلته، وضعف عمله، وألح عليه البلاء، دعاء مكروب إن لم تدركه، هالك إن لم تستنقذه، فلا حيلة له، فلا يحيطن بي مكرك، ولا يبيت علي غضبك، ولا تضطرني إلى اليأس من روحك، والقنوط من رحمتك، وطول التصبر على البلاء، اللهم

 

(1) تشنج للعصب فلا يستطيع الحركة. (2) الشبت - بكسرتين: نبت وقال له: شود أيضا. (3) الخام: المتغير المنتن من اللبن واللحم، ولعله داء شبه التخمة يورث فساد الطعام في الجوف بحيث ينتن المدفوع أيضا، ويورث الديدان الصغار، ويؤيد ذلك أن الحديث عنون في كتاب طب الائمة مسندا تحت عنوان " للخام والابردة والقولنج " ثم ذكر بعد الحديث ما يقتل الدود أيضا، وأما الابردة - بالكسر - برد الجوف كما ذكره في اللسان والبردة بالتحريك: التخمة كما مر. (4) مكارم الاخلاق ص 440، ورواه في طب الائمة ص 65 مسندا.

 

[76]

إنه لا طاقة لي ببلائك، ولا غنى بي عن رحمتك، وهذا ابن حبيبك أتوجه إليك به فانك جعلته مفزعا للخائف، واستودعته علم ما سبق وما هو كائن، فاكشف لي ضري وخلصني من هذه البلية، وأعدني ما عودتني من رحمتك وعافيتك، يا هو يا هو يا هو، انقطع الرجاء إلا منك " (1). 69 * (باب) * * " (الدعاء للزحير واللوا (2)) " * 1 - طب: حميد بن عبد الله المدني، عن إسحاق بن محمد صاحب أبي الحسن، عن علي بن سندي، عن سعد بن سعد، عن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه قال لبعض أصحابه وهو يشكو اللوا: خذ ماء وارقه بهذه الرقية، ولا تصب عليه دهنا، وقل: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " ثلاثا " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون " يم اشربه وأمر يدك على بطنك، فانك تعافى باذن الله عزوجل (3). 2 - مكا: للزحير: عثمان بن عيسى قال: شكى رجل إلى أبي الحسن عليه السلام أن بي زحيرا لا يسكن، فقال: إذا فرغت من صلاة الليل فقل: " اللهم ما كان (4) من خير فمنك لا حمد لي فيه، وما عملت من سوء فقد حذرتنيه ولا عذر لي فيه

 

(1) مكارم الاخلاق ص 452، وقد مر مثله. (2) الزحير: استطلاق البطن بشدة، وتقطيع فيه يمشى دما، واللوى بالفتح مقصورا: وجع المعدة بشدة يوجب الالتواء لصاحبه، وكانهما سنخ واحد، واصلهما قرح المعدة أو قرح الانثى عشر. (3) طب الائمة ص 69. (4) ما عملت من خير فهو منك خ ل.

 

[77]

اللهم إني أعوذ بك أن أتكل على ما لا حمد لي فيه، أو آمن (1) ما لا عذر لي فيه (2). 3 - مكا: للوى: يقرأ على الدهن وينضج على بطنه ويتدهن به " بسم الله الرحمن الرحيم ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملناه على ذات ألواح ودسر. ففتحنا عليهم أبواب كل شئ باسم فلان بن فلان " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا " الاية (3). للوى: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يكتب للوى " بسم الله، المتعلمون الذين لا يعلمون، والذين يعلمون قاعدون فوق عليين، يأكلون نورا طريا، يسألون صاحبهم من النور العلوي كذلك يشفي فلان بن فلانة " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا " الاية يرقى سبع مرات على ماء ثم يصب عليه دهن فإذا التزق الدهن دلكته وسقيته صاحب اللوى إنشاء الله تعالى. ومثله: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقرأ عليه: " إذا السماء انشقت - إلى قوله وألقت ما فيها وتخلت " مرة واحدة " وإذ قالت امرأة عمران " الاية (4) وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين (5). ومثله عنهم عليهم السلام يرقى على ماء بلا دهن، ثم يسقى صاحب اللوى، ثم تمر بيدك على بطنه ثلاث مرات وتقول: " يريد الله يكم اليسر ولا يريد بكم العسر ثم السبيل يسره، إن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما، فأجائها المخاض إلى جذع النخلة، والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا، كذلك اخرج اللوى باذن الله عزوجل (6).

 

(1) في المصدر: " أو أقع فيما ". (2) مكارم الاخلاق ص 469. (3) مكارم الاخلاق ص 439، والاية في سورة الانبياء: 31. (4) آل عمران: 35. (5 - 6) مكارم الاخلاق ص 439.

 

[78]

70 - * (باب) * * " (الدعاء لقراقر البطن) " * 1 - طب: سلمة بن محمد الاشعري، عن عثمان بن عيسى قال: شكى رجل إلى أبي الحسن الاول عليه السلام فقال: إن بي قرقرة لا تسكن أصلا وإني لاستحيي أن فاكلم الناس، فيسمع من صوت تلك القرقرة، فادع لي بالشفاء منها، فقال: إذا رغت من صلاة الليل فقل: " اللهم ما عملت من خير فهو منك لاحمد لي فيه وما عملت من سوء فقد حذرتنيه فلا عذر لي فيه، اللهم إني أعوذ بك أن أتكل على مالا حمد لي فيه، وآمن مالا عذر لي فيه (1). 71 * (باب) * * " (الدعاء للجذام والبرص والبهق والداء الخبيث) " * 1 - طب: عبد العزيز بن عبد الجبار، عن داود بن عبد الرحمن، عن يونس قال: أصابني بياض بين عيني فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فشكوت ذلك إليه فقال: تطهر وصل ركعتين وقل: " يا الله يا رحمن يا رحيم يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات، أعطني خير الدنيا وخير الاخرة، وقني شر الدنيا وشر الاخرة، وأذهب عني ما أجد، فقد غاظني الامر وأحزنني " قال يونس: ففعلت ما أمرني به فأذهب الله عني ذلك وله الحمد (2). وعنه صلوات الله عليه وآله أنه قال: ضع يدك عليه وقل: " يا منزل الشفاء ومذهب الداء، أنزل على ما بي من داء شفاء (3).

 

(1) طب الائمة ص 101. (2 - 3) طب الائمة ص 102.

 

[79]

2 - طب: إبراهيم بن سرحان المتطبب، عن علي بن أسباط، عن حكم بن مسكين، عن إسحاق بن إسماعيل وبشير بن عمار قالا: أتينا أبا عبد الله عليه السلام وقد خرج بيونس من الداء الخبيث، قال: فجلسنا بين يديه، فقلنا: أصلحك الله اصبنا مصيبة لم نصب بمثلها أبدا، قال: وما ذاك ؟ فأخبرناه بالقصة فقال ليونس: قم وتطهر وصل ركعتين، ثم احمد الله وأثن عليه، وصل على محمد وأهل بيته، ثم قل: " يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا واحد يا واحد يا واحد يا أحد يا أحد يا أحد، يا صمد يا صمد يا صمد، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين، يا أقدر القادرين، يا أقدر القادرين، يا أقدر القادرين، يا رب العالمين يا رب العالمين، يا رب العالمين، يا سامع الدعوات، يا منزل البركات، يا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد، وأعطني خير الدنيا وخير الاخرة، واصرف عني شر الدنيا والاخرة، وأذهب ما بي، فقد غاظني الامر وأحزنني " قال: ففعلت ما أمرني به الصادق عليه السلام فو الله ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عني مثل النخالة (1). 3 - طب: عن سلامة بن عمرو الهمداني قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: يا ابن رسول الله اعتللت على أهل بيتي بالحج، وأتيتك مستجيرا مستسرا من أهل بيتي من علة أصابتني وهو الداء الخبيثة، قال: أقم في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وفي حرمه وأمنه، واكتب سورة الانعام بالعسل، واشربه فانه يذهب عنك (2). 4 - قب: إسحاق وإسماعيل ويونس بنو عمار، أنه استحال وجه يونس إلى البياض فنظر الصادق عليه السلام إلى جبهته فصلى ركعتين ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله، ثم قال: " يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا أرحم الراحمين، يا سميع الدعوات، يا معطي الخيرات صل على محمد وعلى أهل بيته الطاهرين الطيبين واصرف عني شر الدنيا وشر الاخرة

 

(1) طب الائمة ص 103. (2) طب الائمة ص 105.

 

[80]

وأذهب عني شر الدنيا وشر الاخرة، وأذهب عني ما بي، فقد غاظني ذلك وأحزنني " قال: فو الله ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عن وجهه مثل النخالة وذهب قال الحكم ابن مسكين ورأيت البياض بوجهه ثم انصرف وليس في وجهه شئ (1) 5 - مكا: للبرص والجذام: يقرأ عليه ويكتب ويعلق عليه " بسم الله الرحمن الرحيم، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، باسم فلان بن فلانة " (2). شكا رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام البرص فأمره أن يأخذ طين قبر الحسين عليه السلام بماء السماء ففعل ذلك فبرأ (3). وروي عن بعض أصحابنا [قال:] كان قد ظهر لي شئ من البياض فأمرني أبو عبد الله عليه السلام أن أكتب يس بالعسل في جام واغسله وأشربه، ففعلت فذهب عني (4). للبهق: يكتب على موضع البهق: " وإن من شئ إلا عندنا خزائنه، وما ننزله إلا بقدر معلوم، هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون " (5). 6 - عدة الداعي: عن يونس بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك هذا الذي قد ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة، فقال لي: لا قد كان مؤمن آل يس مكنع الاصابع، فكان يقول هكذا ويمد يده " يا قوم اتبعوا المرسلين " قال: ثم قال لي: إذا كان الثلث الاخير من الليل في أوله فتوضأ وقم إلى صلاتك التي تصليها، فإذا كنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين فقل وأنت ساجد " يا علي يا عظيم، يا رحمن يا رحيم، يا سامع الدعوات، يا معطي الخيرات، صل على محمد وآل محمد، وأعطني من خير الدنيا والاخرة ما أنت أهله، واصرف عني ما شر الدنيا والاخرة ما أنت أهله، وأذهب عني هذا الوجع، فانه قد

 

(1) مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 232. وكأن اصل الخبر ما رواه في طب الائمة. (2 - 4) مكارم الاخلاق ص 441. (5) المصدر نفسه، والبهق - محركة - بياض في الجسد لا من برص، لا يزيد ولا ينقص.

 

[81]

أغاظني وأحزنني " وألح في الدعاء، قال: فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب الله به عني كله (1). 72 (باب) * " (الدعاء للكلف والبرسون (2)) " * 1 - مكا: تخط عليه خطا مدورا ثم تكتب في وسطه: بوتا بوتا برتاتا ادعى اصواتا وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون. أيضا يكتب عليه بكرة على الريق: هريقه مريقه حتى تحب الطريقة. أيضا: يكتب بكرة: قهريد قهرانيد كسرهن كسروهن سالار خشك باد بحق الملك القدوس (3). 73 * باب * * " (الدعاء للبواسير) " * 1 - طب: الخرازيني الرازي، عن صفوان بن يحيى السابري وليس هو صفوان الجمال، عن يعقوب بن شعيب، عن أبان بن تغلب، عن عبد الاعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أمير المؤمنين عليه وآله السلام قال: من عوذ البواسير بهذه العوذة كفي شرها بإذن الله تعالى، وهو " يا جواد يا ماجد يا رحيم يا قريب يا مجيب يا بارئ يا راحم صل على محمد وآله واردد على نعمتك، واكفني أمر وجعي "

 

(1) عدة الداعي ص (2) الكلف - محركة - سواد يظهر في الوجه فيغيره، والبرسون كأنه ما يعرف عند الفرس به " سالك " يشبه أثر الكى، وفى المصدر المطبوع: للكلف والبرص. (3) مكارم الاخلاق ص 472.

 

[82]

فانه يعافى منه بإذن الله عزوجل (1). 2 - مكا: روي عن الرضا عليه السلام أنه شكى إليه رجل البواسير فقال: اكتب يس بالعسل واشربه (2). 74 * باب * * " (الدعاء للبثر والدماميل والجرب والقوباء والروح) " * * " (والرقى للورم والجرح) " * 1 - طب: علي بن العباس، عن محمد بن إبراهيم العلوي، عن الرضا، عن أبيه، عن الصادق عليهم السلام قال: إذا أحسست بالبثر فضع عليه السبابة ودور ما حوله وقل " لا إله إلا الله الحليم الكريم " سبع مرات، فإذا كان في السابعة فضمده وشدده بالسبابة (3). 2 - طب: علي بن محمد بن هلال، عن على بن مهران، عن حماد، عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هذه الدماميل والقروح أكثرها من هذا الدم المحترق الذي لا يخرجه صاحبه في أيامه (4) فمن غلب عليه شئ من ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه " أعوذ بوجه الله العظيم، وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر كل ذي شر " فانه إذا قال ذلك لم يؤذه شئ من الارواح، وعوفى منها بإذن الله عزوجل (5). آخر: يكتب على كاغذ فيبلعه صاحب الدماميل " لا آلاء إلا آلاؤك يا الله محيط

 

(1) طب الائمة ص 32. (2) مكارم الاخلاق ص 440، والحديث عن الصادق عليه السلام. (3) طب الائمة ص 38 والتضميد: شد الضماد ولف الخرقة عليه. (4) في ابانه خ ل. (5) طب الائمة ص 108.

 

[83]

علمك به كهلسون ". 3 - مكا: للجرب والدمل والقوباء (1) يقرأ عليه ويكتب ويعلق عليه: " بسم الله الرحمن الرحيم ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من من قرار " (2) الاية " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى الله أكبر وأنت لا تكبر، الله يبقى وأنت لا تبقى، والله على كل شئ قدير " (3) رقية الورم والجرح: عن بعض الصادقين قال: تأخذ سكينا وتمرها على الموضع الذي تشكو من الجراح أو غيره، تقول " بسم الله أرقيك من الحد والحديد ومن أثر العود، ومن الحجر الملبود، ومن العرق العاثر، ومن الورم الاحر ومن الطعام وحره، ومن الشراب وبرده، بسم الله فتحت، وبسم الله ختمت " ثم أوتد السكين في الارض (4). 75 * باب * * " (الدعاء لوجع الفرج) " * 1 - طب: أبو عبد الرحمن الكاتب، عن محمد بن عبد الله الزعفراني، عن حماد ابن عيسى، عن حريز قال: حججت فدخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام بالمدينة وإذا بالمعلى بن خنيس رضي الله عنه يشكو إليه وجع الفرج، فقال له الصادق عليه السلام: إنك كشفت عورتك في موضع من المواضع، فأعقبك الله هذا الوجع، ولكن عوذه بالعوذة التي عوذ بها أمير المؤمنين أبا واثلة ثم لم تعد، قال له المعلى: يا ابن

 

(1) داء يظهر في الجسد فيتقشر منه الجلد ويتسع، ويقال لها: الحزاز أيضا ويعالج بالريق، وهى مؤنثة لا تنصرف. (2) ابراهيم: 26، والاية تامة وليس في المصدر بعدها لفظ " الاية ". (3) مكارم الاخلاق ص 440. (4) مكارم الاخلاق ص 471 وقد مر ص 65 مثله مشروحا.

 

[84]

رسول الله وما العوذة ؟ قال: قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه: " بسم الله وبالله، بلى ما أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجأ إلا إليك " ثلاث مرات، فانك تعافى إنشاء الله تعالى (1). 76 * باب * * " (الدعاء لوجع الرجلين والركبة) " * 1 - طب: حنان بن جابر، عن محمد بن على الصيرفي، عن الحسين بن الاشقر عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، عن محمد الباقر عليه السلام قال: كنت عند الحسين بن علي عليهما السلام إذ أتاه رجل من بني امية، من شيعتنا فقال له: يا ابن رسول الله ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي، قال: فأين أنت من عوذة الحسن ابن على ؟ قال: يا ابن رسول الله وما ذاك ؟ قال " إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله - إلى قوله - وكان الله عزيزا حكيما " قال: ففعلت ما أمرني به فما أحسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى (2). 2 - مكا: دعاء لوجع الركبة عن أبي حمزة قال: عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه السلام فقال: إذا أنت صليت فقل " يا أجود من أعطى، يا خير من سئل، ويا أرحم من استرحم، ارحم ضعفي وقلة حيلي، واعفني من وجعي " قال: ففعلت فعوفيت (3). دعوات الراوندي: عنه عليه السلام مثله.

 

(1) طب الائمة ص 31. (2) طب الائمة ص 33. (3) مكارم الاخلاق ص 452، وتراه في الكافي ج 2 ص 568.

 

[85]

77 - * باب * * " (الدعاء لوجع الساقين) " * 1 - طب: خداش بن سبرة، عن محمد بن جمهور، عن صفوان بياع السابري عن سالم بن محمد قال: شكوت إلى الصادق عليه السلام وجع الساقين وأنه قد أقعدني عن اموري وأسبابي فقال: عوذهما قلت: بماذا يا ابن رسول الله ؟ قال: بهذه الاية سبع مرات، فانك تعافى باذن الله تعالى " واتل ما اوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا " قال: فعوذتها سبعا كما أمرني فرفع الوجع عني رفعا حتى لم أحس بعد ذلك بشئ منه (1). 78 * باب * * " (الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم) " * 1 - طب: عبد الله بن بسطام، عن إبراهيم بن محمد الاودي، عن صفوان الجمال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين عليهما السلام أن رجلا اشتكى إلى أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا ابن رسول الله إني أجد وجعا في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الغرف (2) قال: فما يمنعك من العوذة ؟ قال: لست أعلمها، قال: فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل: " بسم الله وبالله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله " ثم اقرأ عليه " وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى (3).

 

(1) طب الائمة ص 32. (2) في المصدر: " إلى الصلاة ". (3) طب الائمة ص 33.

 

[86]

79 - * باب * * " (الدعاء لوجع العين وما يناسبه) " * 1 - ل: الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه أنها تبرأ، فانه يعافى إنشاء الله (1). 2 - ما: المفيد، عن ابن قولويه: عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد الجعفي، عن أبيه قال: كنت كثيرا ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: ألا اعلمك دعاء لدنياك وآخرتك، وتكفى به وجع عينك ؟ فقلت: بلى، فقال: تقول في دبر الفجر ودبر المغرب " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد عليك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني، واليقين في قلبي، والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي، والسعة في رزقي، والشكر لك ما أبقيتني " (2). 3 - طب: أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: لما دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر قيل له: يا رسول الله إنه أرمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ائتوني به، فأتيته، فقلت: يا رسول الله إني أرمد لا أبصر شيئا، قال: فقال: ادن مني يا علي، فدنوت منه فمسح يده على عيني فقال " بسم الله وبالله، والسلام على رسول الله، اللهم اكفه الحر والبرد، وقه الاذى والبلاء " قال علي عليه السلام: فبرأت والذي أكرمه بالنبوة، وخصه بالرسالة، واصطفاه على العباد، ما وجدت بعد ذلك حرا ولا بردا ولا أذى في عيني. قال: وكان علي عليه السلام ربما خرج في اليوم الشاتي الشديد البرد، وعليه قميص

 

(1) الخصال ج 2 ص 158. (2) أمالى الطوسى ج 1 ص 199، وتراه في الكافي ج 2 ص 550.

 

[87]

شف (1) فيقال: يا أمير المؤمنين أما تصيب البرد ؟ فقال: ما أصابني حر ولا برد منذ عوذني رسول الله صلى الله عليه وآله، وربما خرج إلينا في اليوم الحار الشديد الحر في جبة محشوة فيقال له: أما تصيبك ما يصيب الناس من شدة هذا الحر حتى تلبس المحشوة ؟ فيقول: لهم مثل ذلك (2). ق: مثله وفيه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله. 4 - طب: محمد بن عبد الله الزعفراني، عن عمر بن عبد العزيز، عن عيسى بن سليمان، قال: جئت إلى أبي عبد الله عليه السلام يوما من الايام فرأيت به من الرمد شيئا فاغتممت به، ثم دخلت عليه من الغد، ولم يكن به رمد، فسألته عن ذلك فقال: عالجتها بشئ وهو عوذة عندي عوذتهما بها، قال فأخبرني بها وهذه نسختها " أعوذ بعزة الله، أعوذ بقدرة الله، أعوذ بعظمة الله، أعوذ بجلال الله، أعوذ بجمال الله، أعوذ بكرم الله، أعوذ ببهاء الله، أعوذ بغفران الله، أعوذ بحلم الله، أعوذ بذكر الله، أعوذ برسول الله، أعوذ بآل رسول الله، صلى الله عليه وعليهم، على ما أجد من حكة عيني، وما أخاف منها وما أحذر، اللهم رب الطيبين أذهب ذلك عني بحولك وقدرتك " (3). 5 - طب: محمد بن المثنى، عن محمد بن عيسى، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن الباقر عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا رمد هو أو أحد من أهله من أو من أصحابه، دعا بهذه الدعوات " اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري " (4). 6 - سر: من جامع البزنطي، عن يونس بن ظبيان قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام وهو رمد شديد الرمد، فاغتممنا لذلك ثم أصبحنا من الغد فدخلنا

 

(1) الشف من الثياب: الثوب الرقيق يظهر ما تحته. (2) طب الائمة ص 21. (3) طب الائمة ص 85. (4) طب الائمة ص 83.

 

[88]

عليه فإذا لا رمد بعينه، ولا به قلبة (1) فقلنا: جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشئ ؟ فقال: نعم بما هو من العلاج، فقلنا: ما هو ؟ فقال: عوذة فكتبناها وهي " أعوذ بعزة الله، وأعوذ بقوة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بنور الله، وأعوذ بعظمة الله، وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بجمال الله، وأعوذ ببهاء الله، وأعوذ بجمع الله " - قلنا: وما جمع الله ؟ قال: بكل الله - وأعوذ بعفو الله، وأعوذ بغفران الله، وأعوذ برسول الله، وأعوذ بالائمة - وسمى واحدا واحدا ثم قال: - على ما نشاء من شر ما أجد اللهم رب المطيعين " (2). 7 - قب: سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليه السلام " اللهم إني أسئلك يا رب الارواح الفانية، ورب الاجساد البالية، أسئلك بطاعة الارواح الراجعة إلى أجسادها، وبطاعة الاجساد الملتئمة إلى أعضائها، وبانشقاق القبور عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم، وأخذك بالحق بينهم، إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك ويرون سلطانك، ويخافون بطشك، ويرجون رحمتك، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم، أسئلك يا رحمن أن تجعل النور في بصري، واليقين في قلبي، وذكرك بالليل والنهار على لساني، أبدا ما أبقيتني إنك على كل شئ قدير " قال: فسمعها الاعمى وحفظها ورجع إلى بيته الذي يأويه، فتطهر للصلاة وصلى، ثم دعا بها، فلما بلغ إلى قوله " أن تجعل النور في بصري " ارتد الاعمى بصيرا باذن الله (3). 8 - مكا: لوجع العين: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي وفي قلبه أنه يبرأ ويعافى، فانه يعافى إنشاء الله. وقيل: من كان يقول في كل يوم " فجعلناه سميعا بصيرا " يسلم عينه من الافات. نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى سلمان وهو أرمد، قال: لا تأكل التمر ولا تنم على جانبك الايسر.

 

(1) القلبة بالضم: الحمرة، وبالفتح: الداء والعيب. (2) مستطرفات السرائر: 469. (3) مناقب آل أبى طالب ج 2 ص 287، وتراه في مكارم الاخلاق ص 451 كما سيأتي.

 

[89]

ومثله: يقرأ على الماء ثلاث مرات، ويغسل به الوجه " فكشفنا عنك عظاءك فبصرك اليوم حديد، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم - إلى قوله -: يبصرون " (1). ومثله " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون " - إلى آخر السورة (2). للشبكور: عن أبي يوسف المعصب قال: قلت لابي الحسن الاول عليه السلام أشكو إليك ما أجد في بصري، وقد صرت شبكورا فان رأيت أن تعلمني شيئا قال: اكتب هذه الاية " الله نور السموات والارض " (3) الاية ثلاث مرات في جام ثم أغسله وصيره في قارورة واكتحل به، قال: وما اكتحلت إلا أقل من مائة ميل حتى رجع بصري أصح ما كان أو قال: ما كنت (4). لوجع العين: تأخذ قطنا وتبله وتضعه على العين، وتقول " عين الشمس في لجة البحر يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " (5). اخرى: سليمان بن عيسى قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فرأيت به الرمد شيئا فاحشا فاغتممت وخرجت ثم دخلت عليه من الغد، فإذا لا قلبة بعينه (6) فقلت: جعلت فداك خرجت من عندك الامس وبك من الرمد ما غمني، ودخلت عليك اليوم فلم أر شيئا أعالجته بشئ ؟ قال: عوذتها بعوذة عندي، قلت: أخبرني بها فكتب " أعوذ بعزة الله، أعوذ بقوة الله، أعوذ بقدرة الله، أعوذ بعظمة الله، أعوذ بجلال الله، أعوذ ببهاء الله، أعوذ بجمع الله، أعوذ برسول الله، صلى الله عليه وآله على ما أحذر وأخاف على عيني، وأجده من وجع عيني، اللهم رب الطيبين أذهب ذلك عني بحولك وقوتك (7). فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم

 

(1) يس: 66، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون. (2) وهى: وما هو الا ذكر للعالمين، راجع مكارم الاخلاق ص 430. (3) النور: 35. (4) مكارم الاخلاق ص 431. (5) مكارم الاخلاق ص 465. (6) في الاصل: لا بلية، وهو تصحيف. (7) الظاهر تمام العوذة ههنا، كما عرفت من السرائر وطب الائمة، فما بعده عوذة اخرى.

 

[90]

وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات، فتبارك الله رب العالمين يا علي يا عظيم يا كبير يا جليل، يا جميل يا منيع، يا فرد يا وتر، يا رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين. " " بسم الله الرحمن الرحيم يا حي يا حليم، يا علي يا عظيم، يا جليل يا جميل يا فرد يا وتر أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسئلك أن لا تدعني في قبري فردا وأنت خير الوارثين، وإن كنت إلا واجد الصلاة في قبره مما رزقني في حاجة آمين يا رب العالمين (1). دعاء لوجع العين: عن محمد بن الجعفي، عن أبيه قال: كثيرا ما أشتكي عيني، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: ألا اعلمك دعاء لدنياك وآخرتك وبلاغا لوجع عينك ؟ قلت: بلى، قال: تقول في دبر صلاة الفجر وصلاة المغرب " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني، واليقين في قلبي، والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي، والسعة في رزقي، والشكر لك أبدا ما أبقيتني. وفي رواية: تقول ذلك سبع مرات إذا صليت الفجر قبل أن تقوم من مقامك (2). 9 - كا: الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى، عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن سالم، عن موسى بن عبد الله بن موسى، عن محمد بن على بن جعفر عن الرضا عليه السلام قال: إنما شفاء العين قراءة الحمد، والمعوذتين، وآية الكرسي والبخور بالقسط، والمر، واللبان (3). 10 - دعوات الراوندي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: مر أعمى على النبي صلى الله عليه وآله

 

(1) مكارم الاخلاق ص 465 راجعه ففى السطر الاخير انغلاق واختلاف. (2) مكارم الاخلاق ص 451. (3) الكافي ج 6 ص 503، والقسط - بالضم - عود من عقاقير البحر يتداوى به، ويقال أنه عود هندي وعربى مدر نافع للكبد جدا والمغص، والمر: صمغ شجرة تكون ببلاد المغرب واللبان: الكندر.

 

[91]

فقال له: أتشتهي أن يرد الله عليك بصرك ؟ قال: نعم، فقال صلى الله عليه وآله: توضأ وأسبغ الوضوء، ثم صل ركعتين، ثم قل " اللهم إني أسئلك وأدعوك وأرغب إليك وأتوجه إليك بنيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله ربك وربك وربي ليرد بك على بصري " قال: فما قام النبي صلى الله عليه وآله من محله حتى رجع الاعمى، وقد رد الله عليه بصره. وقال أبو عبد الله عليه السلام: من قرأ في المصحف نظرا متع ببصره. 80 * باب * * " (الدعاء للرعاف) " * 1 - مكا: تقرأ وتكتب وتأخذ بأنف المرعوف " يا من حمل الفيل من بيته الحرام، أسكن دم فلان بن فلان " أو يصب على رأسه وجبهته ماء الجمد، فانه يسكن باذن الله (1). للرعاف " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى، يومئذ يتبعون الداعي لا عوج - إلى قوله: همسا (2) يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي ومن قيل بعدا للقوم الظالمين، ومن يتق الله يجعل له مخرجا - الاية (3) وجعلنا من بين أيديهم سدا " الاية (4). ومثله: يكتب على جبهة المرعوف بدمه " وقيل يا أرض ابلعي ماءك " إلى

 

(1) مكارم الاخلاق ص 466، مع اختلاف يسير. (2) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا: طه: 109. (3) الطلاق: 3، والاية غير موجودة في المصدر. (4) يس: 8، وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون راجع مكارم الاخلاق ص 432.

 

[92]

آخرها فانه يسكن إنشاء الله (1). 2 - نقل من خط الشهيد قدس سره يكتب للعلق الحمد وآية الكرسي وألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم - إلى قوله - موتوا (2) اللهم أسئلك بحق محمد وآله أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تخرج هذا العلق عن حاملها، وتصرف عذابك يا أرحم الراحمين. 81 * (باب) * * " (الدعاء لوجع الفم والاضراس) " * 1 - طب: حريز بن أيوب الجرجاني، عن أبي سمينة، عن ابن أسباط، عن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكى إليه ولي من أوليائه وجعا في فمه، فقال: إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الذي لا يضر مع اسمه، داء أعوذ بكلمات الله التي لا يضر معها شئ قدوسا قدوسا قدوسا، باسمك يا رب الطاهر المقدس المبارك الذي من سألك به أعطيته، ومن دعاك به أجبته، أسئلك يا الله يا الله يا الله أن تصلي على محمد النبي وأهل بيته، وأن تعافيني مما أجد في فمي وفي رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي، وفي جميع جوارحي كلها " فانه يخفف عنك إنشاء الله تعالى (3). 2 - طب: الحسين بن أحمد الخواتيمي، عن الحسين بن على بن يقين، عن حنان الصيقل، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: شكوت إليه وجع أضراسي وأنه يسهرني الليل، قال: فقال لي: يا أبا بصير إذا أحسست بذلك فضع يدك

 

(1) مكارم الاخلاق ص 433. (2) البقرة: 243. (3) طب الائمة ص 23.

 

[93]

عليه واقرأ سورة الحمد، وقل هو الله أحد، ثم اقرأ " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تعملون " فانه يسكن ثم لا يعود (1). 3 - طب: حمدان بن أعين الرازي، عن أبي طالب، عن يونس عن أبي حمزة عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه أمر رجلا بذلك وزاد فيه، قال: اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر مرة واحدة، فانه يسكن ولا يعود (2). وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من اشتكى من ضرسه فليأخذ من موضع سجوده، وليمسحه على الموضع الذي يشتكي ويقول " بسم الله، والشافي الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ". 4 - طب: إبراهيم بن خالد، عن إبراهيم بن عبد ربه، عن ثعلبة، عن أبى بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن هذه الرقية رقية الضرس وهي نافعة لا تخالف أبدا أصلا باذن الله تعالى تعمد إلى ثلاثة أوراق من ورق زيتون، فتكتب على وجه الورقة " بسم الله لا ملك أعظم من الله ملك وأنت له الخليفة، ياهيا شراهيا أخرج الداء، وأنزل الشفاء، وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم تسليما " (3). قال أبو عبد الله عليه السلام: ياهيا شراهيا اسمان من أسماء الله تعالى بالعبرانية وتكتب على ظهر الورقة ذلك وتشد بغزل جارية لم تحض في خرقة نظيفة، وتعقد عليه سبع عقد، وتسمى على كل عقدة باسم نبي وأسامي آدم، نوح، أبراهيم موسى، عيسى، شعيب، وتصلي على محمد وآله عليه وعليهم السلام، وتعلقه عليه يبرأ باذن الله تعالى (4). رقية جبرئيل عليه السلام للحسين بن علي عليهما السلام " العجب كل العجب لدابة تكون في الفم، تأكل العظم، وتترك اللحم، أنا أرقي، والله عزوجل الشافي الكافي لا إله إلا الله، والحمد لله رب العالمين، وإذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم

 

(1 - 2) طب الائمة ص 24. (3 - 4) طب الائمة ص 25.

 

[94]

تكتمون، فقلنا اضربوه ببعضها " تضع أصبعك على الضرس ثم ترقيه من جانبه سبع مرات بهذا إنشاء الله تعالى (1). عوذة مجربة للضرس: تقرأ الحمد، والمعوذتين، وقل هو الله أحد مع كل سورة تقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " وبعد قل هو الله أحد " بسم الله الرحمن الرحيم وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين، نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين " ثم تقول بعد ذلك: اللهم يا كافي من كل شئ، ولا يكفي منك شئ، اكف عبدك وابن أمتك من شر ما يخاف ويحذر ومن شر الوجع الذي يشكو إليك (2). 5 - طب: عمر بن عثمان الخزاز، عن علي بن عيسى، عن عمه قال: شكوت إلى موسى بن جعفر عليه السلام ريح البخر (3) فقال: قل وأنت ساجد " يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رب الارباب، يا سيد السادات يا اله الالهة، يا مالك الملك، يا ملك الملوك، اشفني بشفائك من هذا الداء، واصرفه عني فاني عبدك وابن عبدك، وأتقلب في قبضتك " فانصرفت من عنده فو الله الذي أكرمهم بالامامة ما دعوت به إلا مرة واحدة في سجودي فلم احس به بعد ذلك (4). 6 - مكا: لوجع الضرس: عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من اشتكى ضرسه فليأخذ من موضع سجوده ثم يمسح به على الموضع الذي يشتكي ويقول " بسم الله، والكافي الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله " (5). ومثله: وقال الصادق عليه السلام في رقية الضرس يأخذ سكينا، أو خوصة (6) فيمسح

 

(1 - 2) طب الائمة ص 25. (3) البخر: نتن الفم، يقال: بخر فمه كعلم بخرا بالتحريك أنتن فمه، فهو أبخر. (4) طب الائمة ص 118. (5) مكارم الاخلاق 466. (6) الخوص: ورق النخل، والواحدة خوصة.

 

[95]

به على الجانب الذي يشتكي، ويقول سبع مرات " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، محمد رسول الله، وإبراهيم خليل الله، اسكن بالذي سكن له ما في الليل والنهار باذنه وهو على كل شئ قدير (1). وعن ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وآله: من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ عليه هذه الاية سبع مرات " هو الذي أنشاءكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون " (2). لوجع الاسنان رقى بها جبرئيل الحسين بن علي عليهما السلام: يضع عودة أو حديدة على الضرس، ويرقيه من جانبه سبع مرات " بسم الله الرحمن الرحيم، العجب كل العجب دودة تكون في الفم، تأكل العظم، وتنزل الدم، أنا الراقي، والله الشافي، والكافي، لا إله إلا الله، والحمد لله رب العالمين، وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها إلى قوله لعلكم تعقلون " سبع مرات يفعل ما قدمناه (3). للضرس: المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وبي ضربان الضرس، فشكوت ذلك إليه فقال: ادن منى فدنوت منه فقال بسبابته فأدخلها فوضعها على الضرس الذي يضرب، ثم قرأ شيئا خفيا فسكن على المكان، فقال لي: قد سكن يا مفضل ؟ قلت: نعم فتبسم فقلت: احب أن تعلمني هذه الرقية، قال: إن فاطمة أتت أباها صلى الله عليهما تشكو ما تلقى من وجع الضرس، أو السن فأدخل صلى الله عليه وآله سبابته اليمنى فوضعها على سنها التي تضرب، وقال " بسم الله وبالله أسئلك بعزتك وجلالك وقدرتك على كل شئ إن مريم لم تلد غير عيسى روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت خديجة من الضر كله " فسكن ما بها كما سكن ما بك، وما زدت عليه شيئا بعد هذا (4). ومثله: عن عطا، عن الصادق عليه السلام قال: شكوت إليه ما ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها، فقال: تقرأ عليه سبع مرات " بسم الله وبالله، اسكن بقدرة الله الذي

 

(1 - 3) مكارم الاخلاق ص 466. (4) مكارم الاخلاق ص 467.

 

[96]

خلقك فانه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك فقر حتى يأتي فيك أمره وصلى الله على محمد وآله " (1). للضرس: اقرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثلاث مرات ثم قل: " يا ضرس أبالحار تسكنين أم بالبارد تكسنين ؟ أم باسم الله تسكنين، اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في السموات وما في الارض وهو السميع العليم، قال من يحيي العظام وهي رميم - إلى قوله - بكل خلق عليم " (2) اخرج منها فانك رجيم وليخرجنهم منها - الاية (3) فخرج منها خائفا يترقب " (4). لوجع الضرس: يكتب على الخبز الرقيق، ويضع على السن الذي فيه الوجع: بسم الله، لكل نباء مستقر وسوف تعلمون، أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون، فقلنا اضربوه ببعضها - إلى قوله - لعلكم تعقلون (5) قال من يحيي العظام وهي رميم، إلى قوله - عليم (6). لعقده: يأخذ مسمارا ويقرء عليه ثلاث مرات فاتحة الكتاب والمعوذتين، ثم يقرأ " من يحيي العظام وهي رميم [الاية] ثم يقول: " يا ضرس فلان بن فلان أكلت الحار والبارد أفبالحار تسكنين أم بالبارد تسكنين، ثم يقرأ " وله ما سكن في الليل والنهار " (7) الاية " شدت داء هذا الضرس من فلان بن فلان، بسم الله العظيم " ثم يضربه في حائط ويقول: الله الله الله (8).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 467. (2) يس: 78 و 79: قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. (3) ولنجرجنهم منها أذلة وهم صاغرون: النمل: 37. (4) مكارم الاخلاق ص 431. (5) البقرة: 68، فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون. (6) يس: 78 و 79، وقد مر نصها آنفا، راجع مكارم الاخلاق 431. (7) الانعام: 13. (8) مكارم الاخلاق ص 432. (*)

 

[97]

أيضا لوجع الضرس: يأخذ بقلة ويكتب عليها " الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " ثم يضعها على ضرسه الوجع ثم يمشي ويرمي بالبقلة خلفه، ولا يلتفت إلى خلفه، فانه يسكن إنشاء الله (1). أيضا يكون الراقي داخل الباب، والعليل من خارج، ويقرأ وهو على الوضوء: " لله ما في السموات وما في الارض " إلى آخره (2) ويقول " كم سنة تريد وأي بقلة لا تأكله " فانه يسكن الوجع (3). 5 - من خط الشهيد رحمه الله: عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه، وليقرأ هذه الاية " وهو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون ". وعن نوح بن أبي ذ كوان قال: اشتكى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وجع الضرس فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قل " اسكني أيتها الريح، اسكني بالله الذي سكن له ما في السماوات والارض وهو السميع العليم ". * باب * * " (الدعاء للثالول (4)) " * 1 - ن: ابن الوليد، عن الحميري، عن السياري، عن علي بن النعمان عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك إن بي ثآليل كثيرة، وقد اغممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع، به، فقال عليه السلام: خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات

 

(1) مكارم الاخلاق ص 432. (2) لقمان 25: وتمامها: ان الله هو الغنى الحميد. (3) مكارم الاخلاق ص 432. (4) الثالول والثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ صلب مستدير يشبه حلمة الثدى والجمع ثآليل.

 

[98]

واقرأ على كل شعيرة سبع مرات إذا وقعت الواقعة - إلى قوله - " فكانت هباء منبثا " وقوله عزوجل " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها كل ثولول ثم صيرها في خرقة جديدة، واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف. قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي وينبغي أن تفعل ذلك في محاق الشهر (1). طب: سعدويه بن عبد الله، عن على بن النعمان مثله (2). دعوات الراوندي: عن على بن النعمان مثله. 2 - طب: صالح بن محمد العنبري، عن النضر، عن عبد الله بن سنان، عن عود بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تمر يدك على موضع الثآليل ثم تقول " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم امح عني ما أجد " تمر يدك اليمنى، وترقى عليها ثلاث مرات (3). 3 - مكا: للثؤلول يأخذ صاحبه قطعة ملح ويمسحها بالثؤلول، ويقرأ عليه ثلاث مرات " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " إلى آخر السورة (4) ويطرحها في تنور وينصرف سريعا، يذهب إنشاء الله تعالى (5). اخرى: يقرأ على ثلاث شعيرات " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار " ويديرها على الثؤلول، ثم يدفنها في موضع ندى

 

(1) عيون الاخبار ج 2 ص 50، والاية الاخيرة في سورة ط: 106. (2) طب الائمة ص 109، ودعوات الراوندي مخطوط، ورواه الطبرسي في المكارم ص 442. (3) طب الائمة ص 60 و 61. (4) الحشر: 21. (5) مكارم الاخلاق ص 441.

 

[99]

في محاق الشهر، فإذا عفنت الشعيرات تمايل الثؤلول (1). أيضا: للثؤلول: عن الرضا عليه السلام قال: تنظر إلى [أول] كوكب يطلع بالعشى فلا تحد نظرك إليه وتناول من التراب وادلكه بها، وأنت تقول " بسم الله وبالله، رأيتني ولم أرك، سوء عود بصرك، الله يخفى أثرك، ارفع ثآليلي معك (2) 83 * (باب) * * " (الدعاء للسلع (3) والاورام والخنازير) " * 1 - طب: محمد بن عامر، عن محمد بن عليم الثقفي، عن عمار بن عيسى الكلابي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكى إليه رجل من الشيعة سلعة ظهرت به، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: صم ثلاثة أيام ثم اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس ؟ ؟ زلربك، وليكن معك خرقة نظيفة، فصل أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسر من القرآن، واخضع بجهدك، فإذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك وابرز بالخرقة، وألزق خدك الايمن على الارض، ثم قال بابتهال وتضرع وخشوع: " يا واحد يا أحد يا كريم يا حنان يا قريب يا مجيب، يا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد، واكشف ما بي من مرض، وألبسني العافية الشافية في الدنيا والاخرة، وامنن علي بتمام النعمة، أذهب ما بي فقد آذاني وغمني " فقال له أبو عبد الله عليه السلام واعلم أنه لا ينفعك حتى لا يخالج في قبك خلافه، وتعلم أنه

 

(1) مكارم الاخلاق ص 442. (2) مكارم الاخلاق ص 472. (3) السلع جمع سلعة: الضواة وهى شئ كالغدة في البدن، وقيل: خراج في العنق أو غدة فيها، أو زيادة في البدن كالغدة تمور بين الجلد واللحم إذا ضغطت، وتكون من قدر حمصة إلى بطيخة.

 

[100]

ينفعك، قال: ففعل الرجل ما أمره به جعفر الصادق عليه السلام فعوفي منها (1). 2 - طب: محمد بن إسحاق بن الوليد، عن ابن عمه أحمد بن إبراهيم بن الوليد عن ابن أسباط، عن الحكم بن سليمان، عن ميسر، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن هذه الاية لكل ورم في الجسد، يخاف الرجل أن يؤل إلى شئ، فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوءك لصلاة الفريضة، فعوذ بها ورمك قبل الصلاة ودبرها، وهي " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " إلى آخر السورة (2) فانك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم (3). 3 - مكا (4) دعوات الراوندي: عن الرضا عليه السلام قال: خرج بجارية لنا خنازير في عنقها فأتى آت وقال: يا على قل لها فلتقل " يا رؤف يا رحيم، يا رب يا سيدي " تكرره، قال: فقالت: فأذهب الله عزوجل عنها. 4 - مكا: دعا آخر: يقرأ عليه ثلاثة أيام " بسم الله وبالله، الله أكر، الله أكبر وهو يأمرك أن لا تكبر " ثلاث مرات، ثم قل " ابتدأ باللص قبل أن يبتدأ بك " ثلاث مرات ويتفل كل مرة فانه يجف (5).

 

(1) طب الائمة ص 109. (2) الحشر: 21. (3) طب الائمة ص 110. (4) مكارم الاخلاق ص 451. (5) مكارم الاخلاق ص 469.

 

[101]

84 - (باب) * " (الدعاء للجدري) " * 1 - مكا: يكتب ويعلق على عضده، فانه لا يخرج وإن كان قد خرج فلا يخرج أكثر مما قد خرج إنشاء الله. سى سى وبالقرعة السر السر ناوس ارنوس اس ومثله يكتب هذا الشكل الاربعة في الاربعة للجدري ويعلق عليه (1). (13 2 3 16) (8 11 10 5) (12 7 6 9) (1 14 15 4) 85 (باب) * " (الدعاء لوجع الصدر) " * 1 - مكا: " وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها - إلى قوله - لعلكم تعقلون " (2) روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه شكى إليه رجل وجع صدره فقال: استشف بالقرآن فان الله عزوجل يقول: فيه شفاء لما في الصدور (3).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 472. (2) البقرة: 72 - 73. (3) مكارم الاخلاق ص 434.

 

[102]

86 - (باب) * " (الدعاء لوجع القلب) " * 1 - مكا: رقية لوجع القلب: تقرأ هذه الايات على الماء ويشربه " لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين، سيهزم الجمع ويولون الدبر - إلى قوله: أدهى وأمر (1) إن الله يمسك السموات والارض - إلى قوله - غفورا (2). أيضا تقرأ هذه الايات على الماء ويشربه ويردد على القلب، ويكتب أيضا ويعلق على عنقه " ببسم الله الرحمن الرحيم ربنا لا تزغ قلوبنا - إلى قوله - لا تخلف الميعاد (3) الذين آمنوا وتطمئن قولهم بذكر الله - إلى قوله - وحسن مآب (4) لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين (5). 87 (باب) * " (الدعاء للسعال والسل) " * 1 - طب: عبد الله بن محمد بن مهران، عن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن الحسين عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من اشتكى حلقه وكثر سعاله واشتد يبسه، فليعوذ بهذه الكلمات، وكان يسميها الجامعة لكل شئ: اللهم أنت رجائي وأنت ثقتي وعمادي وغياثي ورفعتي، وجمالي، وأنت مفزع المفزعين، ليس للهاربين مهرب إلا إليك، ولا للعالمين، معول إلا عليك، ولا

 

(1) القمر: 45 - 46. (2) فاطر: 39. (3) آل عمران 6 و 7. (4) الرعد: 28. (5) مكارم الاخلاق ص 433. (*)

 

[103]

للراغين مرغب إلا لديك، ولا للمظلومين ناصر إلا أنت، ولا لذي الحوائج مقصد إلا إليك، ولا للطالبين عطاء إلا من لدنك، ولا للتائبين متاب إلا إليك، وليس الرزق والخير والفتوح إلا بيدك. حزنتني الامور الفادحة، وأعيتني المسالك الضيقة، وأحوشتني الاوجاع الموجعة، ولم أجد فتح باب الفرج إلا بيدك، فأقمت تلقاء وجهك، واستفتحت عليك بالدعاء إغلاقه، فافتح يا رب للمستفتح، واستجب للداعي، وفرج الكرب واكشف الضر، وسد الفقر، وأجل الحزن، وأنف الهم، واستنقذني من الهلكة فاني قد أشفيت عليها، ولا أجد لخلاصي منها غيرك، يا الله يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ارحمني واكشف ما بي من غم وكرب ووجع وداء، رب إن لم تفعل لم أرج فرجي من عند غيرك، فارحمني يا أرحم الراحمين. هذا مكان البائس الفقير، هذا مكان المستغيث، هذا مكان المستجير، هذا مكان المكروب الضرير، هذا مكان الملهوف المستعيذ، هذا مكان العبد المشفق الهالك الغرق الخائف الوجل، هذا مكان من انتبه من رقدته واستيقظ من غفلته، وأفرق من علته وشدة وجعه، وخاف من خطيئته، واعترف بذنبه، وأخبت إلى ربه، وبكى من حذره، واستغفر واستعبر واستقال واستعفا والله إلى ربه، ورهب من سطوته وأرسل من عبرته، ورجا وبكى ودعا ونادى: رب إني مسني الضر فتلافني. قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتعلم سرائري وعلانيتي وتعلم حاجتي وتحيط بما عندي، ولا يخفى عليك شئ من أمري من علانيتي وسري، وما ابدي وما يكنه صدري، فأسئلك بأنك تلي التدبير، وتقبل المعاذير، وتمضي المقادير سؤال من أساء واعترف، وظلم نفسه واقترف، وندم على ما سلف، وأناب إلى ربه وأسف، ولاذ بفنائه وعكف، وأناخ رجاه وعطف، وتبتل إلى مقيل عثرته، وقابل توبته، وغافر حوبته، وراحم عبرته، وكاشف كربته، وشافي علته، أن ترحم تجاوزي بك، وتضرعي إليك، وتغفر لي جميع ما أخطأته كتابك، وأحصاه كتابك، وما مضى من علمك، من ذنوبي وخطاياي وجرائري في خلواتي وفجراتي


 

[104]

وسيئاتي وهفواتي وهناتي وجميع ما تشهد به حفظتك وكتبته ملائكتك في الصغر وبعد البلوغ، والشيب والشباب، بالليل والنهار، والغدو والاصال، وبالعشي والابكار، والضحى والاسحار، في الحضر والسفر، في الخلاء والملاء، وأن تجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون. اللهم بحق محمد وآله أن تكشف عني العلل الغاشية في جسمي وفي شعري وبشري وعروقي وعصبي وجوارحي، فان ذلك لا يكشفها غيرك يا أرحم الراحمين ويا مجيب دعوة المضطرين (1). 88 ((باب)) * " (الدعاء للطحال) " * 1 - طب: محمد بن عبد الرحمن بن مهران الكرخي، عن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من خراسان إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: يا ابن رسول الله حججت ونويت عند خروجي أن أقصدك فان بي وجع الطحال، وأن تدعو لي بالفرج، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: قد كفاك الله ذلك، وله الحمد، فإذا أحسست به فاكتب هذه الاية بزعفران بماء زمزم واشربه، فان الله تعالى يدفع عنك ذلك الوجع " قل ادعو الله، أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى، ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " تكبت على رق ظبي وعلقها على العضد الايسر سبعة أيام فانه يسكن، وهي هذه الترجمة لاس س [س] ح ح دم كرم ل [له] ومحيى حح لله صره وحجه سر ححجت عشره به هك بان عنها محتاح حل هو بوا امنوا مسعوف ثم (2).

 

(1) طب الائمة ص 25 - 27. (2) طب الائمة ص 29 - 30.

 

[105]

2 - مكا: رقية الطحال: فاقرأ على كفه " إذا جاء نصر الله والفتح " ثلاث مرات ثم تقرأ " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " (1) إلى آخر الاية ثلاث مرات ثم امسح بهما رأسه سبع مرات. اخرى: يكتب ويعلق على هذا الموضع " إن الله يمسك السموات " الاية (2) إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (3). 89 ((باب)) * " (الدعاء لوجع المثانة واحتباس البول) " * * " (وعسره ولمن بال في النوم) " * 1 - طب: محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى الارمني، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي زينب قال: شكى رجل من إخواننا إلى أبي عبد الله عليه السلام وجع المثانة قال: فقال له: عوذه بهذه الايات إذا نمت ثلاثا وإذا انتبهت مرة واحدة، فانك لا تحس به بعد ذلك: " ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير، ألم تعلم أن الله له ملك السموات والارض ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير " قال الرجل: ففعلت ذلك، فما أحسست بعد ذلك بها (4). 2 - مكا: لاحتباس البول: يغسل رجليه ويكتب على ساقه اليسرى " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر - إلى قوله: لمن كان كفر " (5).

 

(1) تمامها: تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون: السجدة (فصلت): 30. (2) فاطر: 39، وقد مر نصها مرارا. (3) مكارم الاخلاق ص 438. (4) طب الائمة ص 30. (5) القمر: 11 - 15.

 

[106]

عن حمران قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام: جعلت فداك قبلي رجل من مواليك به حصر البول، وهو يسألك الدعاء له أن يلبسه الله العافية، واسمه نفيس الخادم، فأجاب: كشف الله ضرك، ودفع عنك مكاره الدنيا والاخرة، وألح عليه بالقرآن، فانه يشفى إنشاء الله تعالى (1). دعاء لعسر البول: " ربنا الله الذي في السماء تقدس اللهم اسمك في السماء والارض اللهم كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الارض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب المطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع " فليبرأ (2). 3 - مكا: لمن بال في النوم: روي عنهم عليهم السلام يؤخذ جزئين من سعد، وجزء من زعفران، ويدق كل واحد منهما عليحدة، وينخل السعد بحريرة صفيقة، ويخلطان جميعا ويعجنان بعسل منزوع الرغوة، ثم يبندق. ويكتب في جام حديد بزعفران " بسم الله الرحمن الرحيم إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا - إلى قوله حليما غفورا " يملا الجام من هذه الاية مرة بعد اخرى، ثم يغسله بماء بارد ويصب في قنينة نظيفة (3) ويؤخذ رق فيكتب فيه بمداد هذه الاية، وفاتحة الكتاب وقل هو الله ثلاث مرات، والمعوذتين، وآية الكرسي، كما انزلت، وآخر الحشر وآخر بني إسرائيل، ثم يكتب " بسم الله الرحمن الرحيم إن الله يمسك السموات والارض " الاية (4) ويكتب " يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أمسك عن فلان ابن فلانة ما يجد من غلبة البول " ويعلق التعويذ على ركبتها إن كانت انثى، وإن كان غلاما على موضع العانة على إحليله، ويؤخذ بندقة من تلك البنادق ويسقيه إياها حين يأخذ مضجعه بشئ من ذلك الماء المعوذ، وليقل من شرب الماء، فإذا

 

(1) مكارم الاخلاق ص 435. (2) مكارم الاخلاق ص 452. (3) القنينة - بكسر القاف وتشديد النون المكسورة - اناء من زجاج. (4) فاطر: 39.

 

[107]

ذهب ما يجد من غلبة البول إنشاء الله فليحل التعويذ عنه، لئلا يعتريه الحصر (1). لمن بال في النوم: يكتب على الرق ويعلق عليه هف هف هد هد هف هف هات هات اناله كف كف كف هف هفف هفف هفف مهم مسعر لهم قل هو الله أحد الغالب من حيث يستحسر العدو إبليس شيخ لبني آدم كما الذي سجد لادم الملائكة باذن الله إنه كريمة بنت كريمة، وولد فلان بن فلان ه ه ه ه ه ه سددت شددت بسوره بسوره صفه صفه ختمت بخاتم سليمان بن داود لله رب [العالمين] (2). اخرى: له ولمن فزع في النوم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله النبي الامي العربي الهاشمي المدني الابطحي التهامي صلى الله عليه وآله إلى من حضر الدار من العمار، أما بعد فان لنا ولكم في الحق سعة، فان يكن فاجرا مقتحما أو داعي حق مبطلا أو من يؤذي الولدان، ويفزع الصبيان ويبولهم في الفراش، فليمضوا إلى أصحاب الاصنام، وإلى عبدة الاوثان، وليخلوا عن أصحاب القرآن، في جوار الرحمن، ومخازي الشيطان، وعن أيمانهم القرآن، وصلى الله على محمد النبي وآله عليهم السلام (3). 90 * (باب) * * " (الدعاء لوجع البطن والقولنج ورياح البطن وأوجاعها) " * 1 - مكا: للرياح في البطن: يونس بن يعقوب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إني أجد وجعا في بطني فقال: وحد الله، فقلت: كيف أقول ؟ قال: تقول: " يا الله يا الله يا ربي يا رحمن، يا رب الارباب، ويا سيد السادات، اشفني وعافني من كل داء وسقم، فاني عبدك وابن عبدك، أنقلب في قبضتك " (4).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 436. (2 - 3) مكارم الاخلاق ص 469. (4) مكارم الاخلاق ص 468.

 

[108]

للمغص والنفخ في البطن: بسم الله الذي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وبعث محمدا بالحق نبيا " ثم قل: " يا ريح اخرجي باذن الله تعالى " ثلاث مرات (1). لعلة البطن: عن الكاظم عليه السلام يكتب ام القرآن، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، ثم يكتب " أعوذ بوجه الله العظيم، وعزته التي لا ترام، وقدرته التي لا يمتنع منه، من شر هذا الوجع، ومن شر ما فيه، ومن شر ما أحذر منه " (2) لوجع البطن وغيره من الالام: يضع يده عليه ويقول سبع مرات: " أعوذ بعزة الله وجلاله، من شر ما أجد " ويضع يده اليمنى على الالم ويقول " بسم الله " ثلاثا (3). لوجع البطن: يكتب سورة الاخلاص، وبسم الله الرحمن الرحيم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم، ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا " ويعلق عليه، وهذه الايات تقرأ عليه: " بسم الله الرحمن الرحيم ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار، يصب من فوق رؤسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير " (4). اخرى: بسم الله الرحمن الرحيم وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه - إلى آخر الاية (5) ويقرأ فاتحة الكتاب سبع مرات. جيد مجرب. اخرى: لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين، إن الله بالناس لرؤف

 

(1 - 3) مكارم الاخلاق ص 468. (4) مكارم الاخلاق 434. (5) الانبياء: 87.

 

[109]

رحيم، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين (1). للقولنج: إبراهيم بن يحيى عنهم عليهم السلام قال: يكتب للقولنج ام القرآن وقل هو الله أحد، والمعوذتين، ويكتب أسفل ذلك: أعوذ بوجه الله العظيم، وبعزته التي لا يرام، وبقدرته التي لا يمتنع منها شئ، من شر هذا الوجع، ومن شر ما فيه، ومن شر ما أجد منه، يكتب هذا الكتاب في لوح أو كتف، ويغسل بماء السماء، ويشرب على الريق عند النوم، فانه نافع مبارك إنشاء الله (2). 2 - طب: لوجع البطن والقولنج: الحسين بن بسطام، عن محمد بن خلف، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن لي أخا يشتكي بطنه، فقال: مر أخاك أن يشرب شربة عسل بماء حار، فانصرف إليه من الغد، وقال: يا رسول الله قد أسقيته وما انتفع بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسق أخاك شربة عسل، وعوذه بفاتحة الكتاب سبع مرات فلما أدبر الرجل قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي إن أخا هذا الرجل منافق، فمن ههنا لا تنفعه الشربة (3). وشكى رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وجع البطن فأمره أن يشرب ماء حارا ويقول: " يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحيم، يا رب الارباب، يا إله الالهة يا ملك الملوك، يا سيد السادات، اشفني بشفائك من كل داء وسقم، فاني عبدك وابن عبدك، أتقلب في قبضتك " (4). 3 - طب: أبو عبد الله الخواتيمي، عن ابن يقطين، عن حسان الصيقل، عن أبي بصير قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام وجع السرة فقال له: أذهب فضع يدك على الموضع الذى تشتكي وقل: وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل

 

(1) مكارم الاخلاق ص 434. (2) مكارم الاخلاق ص 438. (3) طب الائمة ص 27. (4) طب الائمة 28.

 

[110]

من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " ثلاثا فانك تعافى باذن الله تعالى. قال أبو عبد الله عليه السلام: ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط فقال باخلاص نية ومسح موضع العلة " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " إلا عوفي من تلك العلة أية علة كانت، ومصداق ذلك في الاية حيث يقول: " شفاء ورحمة للمؤمنين " (1). 4 - طب: موسى بن عمر بن يزيد، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال: شكى إليه رجل من أوليائه القولنج فقال: اكتب له ام القرآن، وسورة الاخلاص والمعوذتين، ثم تكتب أسفل ذلك " أعوذ بوجه الله العظيم، وبعزته التي لا ترام وبقدرته التي لا يمتنع منها شئ، من شر هذا الوجع، ومن شر ما فيه " ثم تشربه على الريق بماء المطر، يبرأ باذن الله تعالى (2). 5 - طب: هارون بن شعيب، عن داود بن عبد الله، عن إبراهيم بن أبي يحيى عن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب، عن الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: شكى إليه رجل الخام والابردة وريح القولنج، فقال: أما القولنج فاكتب له ام القرآن، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، واكتب أسفل من ذلك " أعوذ بوجه الله العظيم، وبقوته التي لا ترام وبقدرته التي لا يمتنع منها شئ، من شر هذا الوجع، وشر ما فيه، وشر ما أحذر منه " تكتب هذا في كتف أو لوح أو جام بمسك وزعفران، ثم تغسله بماء السماء وتشربه على الريق، أو عند منامك (3). 6 - طب: أحمد بن عبد الرحمن بن جميلة، عن الحسن بن خالد قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أشكو إليه علة في بطني، وأسأله الدعاء فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، تكتب ام القرآن، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، ثم تكتب أسفل

 

(1) طب الائمة ص 28. (2) طب الائمة ص 38، وفيه: الضرارى، قال: حدثنا موسى بن عمر بن يزيد الخ. (3) طب الائمة ص 65.

 

[111]

من ذلك " أعوذ بوجه الله العظيم، وعزته التي لا ترام، وقدرته التي لا يمتنع منها شئ، من شر هذا الوجع، وشر ما فيه، ومما أحذر " يكتب ذلك في لوح أو كتف ثم تغسله بماء السماء، ثم تشربه على الريق وعند منامنك، ويكتب أسفل من ذلك " جعله شفاء من كل داء " (1). 91 ((باب)) * " (الدعاء لوجع الخاصرة) " * 1 - طب: حريز بن أيوب، عن أبي سمينة، عن ابن أسباط، عن أبي حمزة عن حمران قال: سأل رجل محمد بن علي الباقر عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله إني أجد في خاصرتي وجعا شديدا، وقد عالجته بعلاج كثيرة، فليس يبرأ، قال: أين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: وما ذاك يا ابن رسول الله، قال: إذا فرغت من صلاتك، فضع يدك على موضع السجود، ثم امسحه واقرء " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم، ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون، وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين " قال الرجل: ففعلت ذلك فذهب عني بعون الله تعالى (2). 2 - دعوات الروندى، مكا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ينبغي لاحدكم إذا أحس بوجع الخاصرة أن يمسح يده عليها ثلاث مرات، وليقل كل مرة " أعوذ بعزة الله، وقدرته على ما يشاء، من شر ما أجد [في خاصرتي] (3). 3 - مكا: وعن الصادق عليه السلام قال: تمر يدك على موضع الوجع وتقول:

 

(1) طب الائمة ص 100. (2) طب الائمة ص 29. (3) مكارم الاخلاق ص 468.

 

[112]

" بسم الله وبالله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم امسح عني ما أجد في خاصرتي " ثم تمر يدك على موضع الوجع ثلاث مرات (1). 92 (باب) * " (الدعاء والعوذة لما يعرض الصبيان من الرياح) " * 1 - عدة الداعي: كتب محمد بن هارون إلى أبي جعفر عليه السلام يسأله عوذة للرياح الذي تعرض للصبيان فكتب إليه بخطه " الله أكبر أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، الله أكبر لا إله إلا الله، ولا رب لي إلا الله، له الملك وله الحمد لا شريك له، سبحان الله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، اللهم ذا الجلال والاكرام رب عيسى وموسى وإبراهيم الذي وفى إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط، لا إله إلا أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك، وبعظمتك، وبما سألك به النبيون، وبأنك رب الناس، كنت قبل كل شئ، وأنت بعد كل شئ أسألك بكلماتك التي تمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنك، وبكلماتك التي تحيى بها الموتى، أن تجير عبدك فلانا من شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها وما يخرج من الارض وما يلج فيها، والسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. عنه عليه السلام أيضا بخطه: " بسم الله، وبالله، وإلى الله، وكما شاء الله، وبعزة الله وجبروت الله، وقدرة الله، وملكوت الله، هذا الكتاب اجعله يا الله شفاء لفلان بن فلان ابن عبدك وابن أمتك عبد الله. صلى الله على رسول الله ".

 

(1) مكارم الاخلاق ص 468.

 

[113]

93 - * (باب) * * " (الدعاء لحل المربوط) " * 1 - طب: أحمد بن بدر، عن إسحاق الصحاف، عن موسى بن جعفر عليه السلام قال: يا صحاف قلت: لبيك يا ابن رسول الله، قال: إنك مأخوذ عن أهلك، قلت: بلى يا ابن رسول الله، منذ ثلاث سنين، قد عالجت بكل دواء فو الله ما نفعني، قال: يا صحاف أفلا أعلمتني، قلت: يا ابن رسول الله، والله ما خفي على أن كل شئ عندكم فرجه، ولكن أستحييك قال: ويحك وما منعك الحياء في رجل مسحور مأخوذ أما إني أردت أن افاتحك بذلك، قل: " بسم الله الرحمن الرحيم أذرأتكم أيها السحرة عن فلان بن فلانة، بالله الذي قال لابليس: " اخرج منها مذموما مدحورا اخرج منها فما يكون لك أن تتكبر فيها، اخرج إنك من الصاغرين "، أبطلت عملكم، ورددت عليكم، ونقضته باذن الله العلي الاعلى الاعظم القدوس العزيز العليم القديم، رجع سحركم كما لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، كما بطل كيد السحرة، حين قال الله تعالى لموسى صلوات الله عليه: " ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون " باذن الله أبطل سحرة فرعون. أبطلت عملكم أيها السحرة، ونقضته عليكم باذن الله، الذي أنزل " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم " وبالذي قال: " ولو أنزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم، لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين، وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون، ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون " وباذن الله الذي أنزل " فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما " فأنتم تتحيرون ولا تتوجهون بشئ مما كنتم فيه، ولا ترجعون إلى شئ منه أبدا. قد بطل بحمد الله عملكم، وخاب سعيكم، ووهن كيدكم، مع من كان ذلك من الشياطين إن كيد الشيطان كان ضعيفا، غلبتكم باذن الله، وهزمت كثرتكم بجنود


 

[114]

الله، وكسرت قوتكم بسلطان الله، وسلطت عليكم عزائم الله، عمي بصركم، وضعفت قوتكم، وانقطعت أسبابكم، وتبرأ الشيطان منكم باذن الله الذي أنزل " كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين، فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين " وأنزل " إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار. باذن الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الاية (1) إن إلهكم لواحد رب السموات والارض - إلى قوله تعالى: شهاب ثاقب (2) إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب وما أنزل الله من السماء من ماء الاية (3) إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام - الاية (4) هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة - إلى آخر السورة (5). من أراد فلان بن فلانة بسوء من الجن والانس أو غيرهم، بعد هذه العوذة جعله الله ممن وصفهم فقال: " اولئك الذين اشتروا الضلالة " (6) ثلاث آيات، جعله

 

(1) يعنى آية الكرسي: البقرة: 255. (2) تمامها: وما بينهما ورب المشارق انا زينا السماء الدينا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملاء الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب، الصافات: 3 - 10. (3) تمامها: فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخرين السماء والارض لايات لقوم يعقلون: البقرة: 164. (4) تمامها: ثم استوى على العرش يغشى الليل والنهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين، الاعراف: 54. (5) يعنى سورة الحشر: 21 - 24. (6) البقرة: 16 - 18. (*)

 

[115]

الله ممن قال " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون " جعله الله ممن قال " ومن يشرك بالله فكأنما خر " الاية (1) جعله الله ممن قال " مثل ما ينفقون في هذه الحيوة الدنيا " الاية (2) جعله الله ممن قال " كمثل صفوان عليه تراب " الاية (3) جعله الله ممن قال " ومثل كلمة خبيثة كشجرة " أربع آيات (4) جعله الله ممن قال " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم " إلى قوله " فماله من نور " (5). اللهم فأسئلك بصدقك وعلمك، وحسن أمثالك، وبحق محمد وآله، من أراد فلانا بسوء أن ترد كيده في نحره، وتجعل خده الاسفل، وتركسه لام رأسه في حفيرة، إنك على كل شئ قدير، وذلك عليك يسير، وما كان ذلك على الله بعزيز لا إله إلا الله، محمد رسول الله، صلى الله عليه وآله والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته " ثم تقرأ على طين البقر، وتختم وتعلقه على المأخوذ وتقرأ " هو الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وكفى بالله شهيدا وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين (6). 2 - عدة الداعي: لحل المربوط: يكتب في رقعة ويعلق عليه " بسم الله الرحمن الرحيم، إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما " ثم يكتب سورة النصر، ثم يكتب " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون، ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فانكم غالبون، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر، قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، واحلل

 

(1) الحج: 31. (2) آل عمران: 117. (3) البقرة: 264. (4) ابراهيم: 26 - 29. (5) النور: 39 - 40. (6) طب الائمة ص 45 - 47.

 

[116]

عقدة من لساني، يفقهوا قولي، وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض، ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا، كذلك حللت فلان بن فلانة بنت فلانة، لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. 94 * (باب) * * " (الدعاء لعسر الولادة) " * 1 - طب: الخواتيمي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن أسلم، عن الحسن ابن محمد الهاشمي، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير - المؤمنين عليه السلام قال: إني لاعرف آيتين من كتاب الله المنزل، يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها، يكتبان في رق ظبي ويعلقه في حقويها " بسم الله وبالله إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا - سبع مرات - يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " مرة واحدة يكتب على ورقة وتربط بخيط من كتان غير مفتول، ويشد على فخذها الايسر فإذا ولدته قطعته من ساعتك، ولا تتوانى عنه. ويكتب " حي ولدت مريم، ومريم ولدت حي، يا حي اهبط إلى الارض الساعة باذن الله تعالى " (1). 2 - طب: صالح بن إبراهيم، عن ابن فضال، عن محمد بن الجهم، عن المنخل عن جابر بن يزيد الجعفي أن رجلا أتى أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله أغثني، فقال: وما ذاك ؟ قال: امرأتي قد أشرفت على الموت من شدة الطلق، قال: اذهب واقرء عليها " فأجائها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني

 

(1) طب الائمة ص 36.

 

[117]

مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، فناديها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا، وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " ثم ارفع صوتك بهذه الاية " والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون، كذلك اخرج أيها الطلق، اخرج باذن الله " فانها تبرأ من ساعتها بعون الله تعالى (1). 3 - طب: عبد الوهاب بن مهدي، عن محمد بن عيسى، عن ابن همام، عن محمد ابن سعيد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إذا عسر على المرءة ولادتها تكتب لها هذه الايات في إناء نظيف بمسك وزعفران، ثم يغسل بماء البئر، ويسقى منه المرأة، وينضح (2) بطنها وفرجها فانها تلد من ساعتها، يكتب " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحيها، كأنهم يوم يرون ما يوعدن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون، لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه، وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " (3). 4 - طب: عيسى بن داود، عن موسى بن القاسم قال: حدثنا المفضل بن عمر، عن أبي الظبيان، عن الصادق عليه السلام قال: تكتب هذه الايات في قرطاس الحامل إذا دخلت في شهرها التي تلد فيه، فانه لا يصيبها طلق ولا عسر ولادة وليلف على القرطاس سحاة (4) لفا خفيفا، ولا يربطها وليكتب " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون، وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، والشمس تجري

 

(1) طب الائمة ص 69. (2) النضح: الرش بالماء. (3) طب الائمة ص 95. (4) السحاء: نبت شائك يرعاه النحل فيطيب عسله عليه وسحاء القرطاس: ما سحى منه، أي أخذ.

 

[118]

لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون، وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون، وخلقنا لهم من مثله ما يركبون، وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون، إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين، ونفخ في الصور فإذا هم من الاجداث إلى ربهم ينسلون ". وتكتب على ظهر القرطاس هذه الايات " كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحيها " ويعلق القرطاس في وسطها فحين يقع ولدها يقطع عنها ولا يترك عليها ساعة واحدة (1). 5 - طب: سعد بن مهران، عن محمد بن صدقة، عن محمد بن سنان الزاهري، عن يونس بن ظبيان، عن محمد بن إسماعيل، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: جاء رجل من بني امية إلى أبي جعفر عليه السلام وكان مؤمنا من آل فرعون يوالي آل محمد، فقال: يا ابن رسول الله إن جاريتي قد دخلت في شهرها، وليس لي ولد، فادع الله أن يرزقني ابنا، فقال: اللهم ارزقه ابنا ذكرا سويا، ثم قال: إذا دخلت في شهرها فاكتب لها إنا أنزلناه - وعوذها بهذه العوذة وما في بطنها - بمسك وزعفران، واغسلها واسقها ماءها وانضح فرجها، والعوذة هذه: " اعيذ مولودي بسم الله، بسم الله، وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا " ثم يقول: " بسم الله، بسم الله، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أنا وأنت والبيت ومن فيه والدار ومن فيها، نحن كلنا في حرز الله، وعصمة الله، وجيران الله وجوار الله، آمنين محفوظين " تقرء المعوذتين، وتبدأ بفاتحة الكتاب قبلهما ثم سورة الاخلاص، ثم تقرأ " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم، ومن يدع مع الله إلها آخر

 

(1) طب الائمة ص 95.

 

[119]

لا برهان له به، فانما حسابه عند ربه، إنه لا يفلح الكافرون، وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، لو أنزلنا هذا القرآن - إلى آخر السورة (1). ثم تقول: " مدحور [ا] من يشاق الله ورسوله، أقسمت عليك يا بيت ومن فيك، بالاسماء السبعة، والاملاك السبعة، الذين يختلفون بين السماء والارض محجوبا عن هذه المرأة وما في بطنها كل عرض واختلاس أو لمس أو لمعة أو طيف مس من إنس أو جان ". وإن قال عند فراغه من هذا القول ومن العوذة كلها " أعني بهذا القول وهذه العوذة فلانا وأهله وولده وداره ومنزله " فليسم نفسه، وليسم داره ومنزله وأهله وولده، وليلفظ به، وليقل أهل فلان بن فلان، وولده فلان بن فلان، فانه أحكم له وأجود، وأنا الضامن على نفسه وأهله وولده أن لا يصيبهم آفة ولا خبل ولا جنون باذن الله تعالى (2). 6 - سر: الحسن بن محبوب، عن صالح بن رزين، عن شهاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا عسر على المرأة ولدها فاكتب لها في رق " بسم الله الرحمن الرحيم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحيها، إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا " ثم اربطه بخيط وشده على فخذها الايمن، فإذا وضعت فانزعه (3). 7 - مكا: لعسر الولادة: يكتب ويعلق على ساقها اليسرى " بسم الله وبالله، محمد رسول الله، كأنهم يوم يرونها - الاية (4) إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الارض مدت وألقت ما فيها وتخلت، ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، اخرج باذن الله من البطن الطيبة إلى الارض الطيبة منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى، باذن الله وقدرته، واسمه الذي لا يضر مع

 

(1) الحشر: 21 - 24. (2) طب الائمة ص 96. (3) مستطرفات السرائر: (4) النازعات: 46، وقد مر نصها.

 

[120]

اسمه داء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم، العزيز الوهاب كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون، أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا - إلى قوله: أفلا يؤمنون (1) إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون، وإذا جاء نصر الله - السورة، واولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن (2). مثله: يكتب في رق ويعلق على فخذها سبع مرات " إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " ومرة واحدة " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم " إلى قوله: " كل ذات حمل حملها ". ومثله: يكتب في جنبها " بسم الله وبالله، اخرج باذن الله، منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى " ويصلي على النبي وآله. ومثله بسم الله الرحمن الرحيم فان مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، يهيئ لكم من أمركم مرفقا، ويهيئ لكم من أمركم رشدا، وعلى الله قصد السبيل [ومنها جائر] (3). أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما - الاية. وروي: يكتب لها إنا أنزلناه في ليلة القدر، ويسقى ماؤها، وينضح على فرجها وروي: أنه يقرأ عندها إنا أنزلناه في ليلة القدر (4). ومثله: يكتب على قرطاس " أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا - إلى قوله: أفلا يؤمنون وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، ونفخ في الصور فإذا هم من الاجداث إلى ربهم ينسلون. كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار " ويعلق على وسطها، فإذا وضعت يقطع، ولا يترك إنشاء الله.

 

(1) الانبياء: 31. (2) مكارم الاخلاق ص 437. (3) زاد في المصدر بعده " ثم السبيل يسره " أولم ير الذين الاية. (4) مكارم الاخلاق ص 438، وفى نسخة الكمبانى تقديم وتأخير، راجعه.

 

[121]

دعاء لعسر الولادة: من عسرت عليها الولادة يقرأ هذه الادعية في كوز ملئ ماء ثلاث مرات، وتشرب المرأة، ويصب بين كتفيها وثدييها، فتضع الولد باذن الله تعالى " بسم الله الذي لا إله إلا هو الحليم الكريم سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحيها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار [وصلى الله على محمد وآله أجمعين] (1). لعسر الولادة: عن الصادق عليه السلام قال: يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في رق أو قرطاس " اللهم فارج الهم، وكاشف الغم، ورحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ارحم فلانة بنت فلانة رحمة تغنيها بها عن رحمة جميع خلقك، تفرج بها كربتها، وتكشف بها غمها، وتيسر ولادتها، وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون، وقيل الحمد لله رب العالمين (2). ومثله: من عسرت عليها الولادة من إنسان أو دابة يقرأ عليها " يا خالق النفس من النفس، ومخلص النفس من النفس، أخلصه بحولك وقوتك " (3). ومثله: يكتب على خرقتين لا يمسهما ماء، وتوضع تحت رجليها، فانها تلد في مكانها، إنشاء الله تعالى (4). وفي رواية يكتب هذا الشكل، ويعلقها على فخذها الايمن، ويكتب على كاغذ ويشد على فخذها الايسر " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى، يا خالق النفس من النفس، ومخلص النفس من النفس، فرج عنا " فألقته سويا باذن الله عزوجل (5). اخرج نفسي من هذا المجلس وليبلوني انذارك إذا انت عافيتني لاشكو لاسمك (4 9 2) (3 5 7) (8 1 6)

 

(1) مكارم الاخلاق ص 452. (2 - 3) مكارم الاخلاق ص 470. (4) في المصدر: " فانها تلقيه سويا باذن الله عزوجل ". (5) مكارم الاخلاق ص 471.

 

[122]

ومثله: يكتب هذه الصورة على ظهر قفيز، وجلست فوقه المرأة التي تطلق ولدت بسرعة إنشاء الله ومن حق كتابتها أن يبدأ بالاثنين من السطر الفوقاني، ثم بثلاثة، ثم بأربعة، ثم بثلاثة، ثم بالاثنين ثم بأربعة ليتم خاصيته (1). اثنين ثلاثة أربعة أربعة اثنين ثلاثة 95 * (باب) * * " (دعاء الابق والضالة والدابة النافرة والمستصعبة) " * 1 - سن: محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن أبي إسماعيل الفراء، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تدعو للضالة " اللهم إنك إله من في السماء وإله من في الارض، وعدل فيهما، وأنت الهادي من الضالة، وترد الضالة رد علي ضالتي، فانها من رزقك وعطيتك، اللهم لا تفتن بها مؤمنا ولا تغن بها كافرا، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته " (2). 2 - سن: محمد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبيدة الحذا قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام فضل بعيري، فقال: صل ركعتين ثم قل كما أقول: اللهم راد الضالة هاديا من الضلالة، رد علي ضالتي، فانها من فضل الله وعطائه، قال: ثم إن أبا جعفر عليه السلام أمر غلامه فشد على بعير من إبله فحمله، ثم قال: يا با عبيدة تعال فاركب، فركبت مع أبي جعفر عليه السلام فلما سرنا إذا سواد على الطريق، فقال: يا با عبيدة هذا بعيرك، فإذا هو بعيري (3). 3 - سن: محمد بن علي، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من نفرت له دابة فقال هذه الكلمات: " يا عباد الله الصالحين أمسكوا علي رحمكم الله، بان في ع وح وماه (4) ى ح ح قال: ثم قال أبو جعفر

 

(1) مكارم الاخلاق ص 471. (2 - 3) المحاسن ص 363. (4) ياه خ ل، كما في المصدر.

 

[123]

عليه السلام: إن البر موكل به " م (1) في حرج " والبحر موكل به " ه ح ح " قال عمر: فقلت أنا ذلك في بغال ضلت فجمعها الله لي (2). 4 - مكا: روي عن الرضا عليه السلام قال: إذا ذهب لك ضالة أو متاع، فقل: " وعنده مفاتح الغيب - إلى قوله: في كتاب مبين " ثم تقول: " اللهم إنك تهدي من الضالة وتنجي من العمى، وترد الضالة، صل على محمد وآله، واغفر لي ورد ضالتي وصل على محمد وآله وسلم " (3). صلاة لرد الضالة: عن أمير المؤمنين عليه السلام: تصلي ركعتين تقرأ فيهما يس وتقول بعد فراغك منهما رافعا يدك إلى السماء: " اللهم راد الضالة، والهادي من الضلالة، صل على محمد وآل محمد، واحفظ علي ضالتي، وارددها إلي سالمة يا أرحم الراحمين، فانها من فضلك وعطائك، يا عباد الله في الارض، ويا سيارة الله في الارض، ردوا علي ضالتي، فانها من فضل الله وعطائه " (4). ومثله أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام " اللهم لا إله إلا أنت لك السموات والارض وما بينهما فاجعل الارض على كذا أضيق من جلد جمل، حتى تمكنني منه، إنك على كل شئ قدير " (5). وفي رواية عن الصادق عليه السلام: ادع بهذا الدعاء للابق واكتبه في ورقة " اللهم إن السماء لك، والارض لك، وما بينهما لك، فاجعل ما بينهما أضيق على فلان من جلد جمل حتى ترده علي وتظفرني به " وليكن حول الكتاب آية الكرسي مكتوبة مدورة، ثم ادفنه، وضع فوقه شيئا ثقيلا في موضعه الذي كان يأوي إليه فيه بالليل (6).

 

(1) لا يوجد في المصدر لفظ " م ". (2) المحاسن ص 363. (3) مكارم الاخلاق ص 444، والاية في سورة الانعام: 59. (4 - 5) مكارم الاخلاق ص 457. (6) مكارم الاخلاق ص 458.

 

[124]

أيضا للابق: يكتب أو يقرأ " اللهم أنت جبار في السماء، وجبار في الارض وملك في السماء وملك في الارض، وإله في السماء، وإله في الارض، ترد الضالة وتهدي من الضلالة، رد على فلان ضالته واحفظه (1). 5 - طا: من كتاب منية الداعي باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من استصعبت عليه دابته، فليقرأ في اذنه اليسرى " وله أسلم من في السموات والاض طوعا وكرها وإليه ترجعون ". 96 (باب) * " (الدعاء لدفع السحر والعين) " * الايات: يوسف: وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون، ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شئ إلا حاجة في نفس يعقوب قضيها وإنه لذو علم لما علمناه، ولكن أكثر الناس لا يعلمون (2). 1 - طب: عبد الله بن العلاء القزويني، عن إبراهيم بن محمد، عن حماد بن عيسى، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية الاسدي أنه سمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بعض أصحابه وقد شكى إليه السحر، فقال: اكتب في رق ظبي وعلقه عليك، فانه لا يضرك، ولا يجوز كيده فيك " بسم الله وبالله بسم الله وما شاء الله، بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله، قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين " (3).

 

(1) مكارم الاخلاق ص 458. (2) يوسف: 67 - 68. (3) طب الائمة ص 35.

 

[125]

2 - طب: محمد بن موسى الربعي، عن محمد بن محبوب، عن عبد الله بن غالب عن ابن ظريف، عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال [الاصبغ]: أخذت هذه العوذة منه فقال لي: يا أصبغ هذه عوذة السحر والخوف من السلطان، تقولها سبع مرات: " بسم الله وبالله، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون " وتقوله في وجه الساحر (1) إذا فرغت من صلاة الليل قبل أن تبدأ بصلاة النهار سبع مرات فانه لا يضرك إنشاء الله تعالى (2). 3 - طب: محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى الارمني، عن محمد بن سنان عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وقال له: يا محمد قال: لبيك يا جبرئيل، قال: إن فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه يعني إلى البئر أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك، وهو عديل نفسك، حتى يأتيك بالسحر، قال: فبعث النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: انطلق إلى بئر أزوان (2) فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به. قال علي عليه السلام: فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحنا (4) من السحر، فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به، قال الذين معي: ما فيه شئ فاصعد، فقلت: لا والله ما كذبت وما كذبت وما نفسي به مثل أنفسكم (5) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت

 

(1) في المصدر: في وجه الماء. (2) طب الائمة ص 35. (3) في المصدر: بئر ذروان، وفى مجمع البيان ج 10 ص 568 دروان بالمهملة وقال الفيروز آبادي: وبئر ذروان بالمدينة أو هو ذوأروان بسكون الراء وقيل بتحريكه أصح. (4) في المصدر: ماء الحياض. (5) وما يقيني به مثل يقينكم ظ.

 

[126]

حقا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فقال: افتحه ففتحته، فإذا في الحق قطعة كرب النخل (1) في جوفه وتر عليها إحدى وعشرون عقدة، وكان جبرئيل عليه السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي: يا علي اقرأها على الوتر، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ منها، وكشف الله عزوجل عن نبيه ما سحر به وعافاه. وروي أن جبرئيل وميكائيل عليهما السلام أتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن شماله، فقال جبرئيل لميكائيل: ما وجع الرجل ؟ فقال ميكائيل: هو مطبوب (2) فقال جبرئيل عليه السلام: ومن طبه ؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي ثم ذكر الحديث إلى آخره (3). 4 - طب: إبراهيم البيطار قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن ويقال له: يونس المصلي لكثره صلاته، عن ابن مسكان، عن زرارة قال: قال أبو جعفر الباقر عليه الصلاة والسلام: إن السحرة لم يسلطوا على شئ إلا على العين. وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادق عليه السلام: نعم هما من القرآن، فقال الرجل: إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود، ولا في مصحفه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أخطأ ابن مسعود أو قال: كذب ابن مسعود، هما من القرآن، قال الرجل: فأقرأ بهما يا ابن رسول الله في المكتوبة ؟ قال: نعم، وهل ترى ما معنى المعوذتين، وفي أي شئ نزلتا ؟ إن رسول الله صلى الله عليه وآله سحره لبيد بن أعصم اليهودي، فقال أبو بصير لابي عبد الله عليه السلام: وما كاد - أو عسى - أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق: بلى كان النبي صلى الله عليه وآله يرى أنه يجامع وليس بجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره

 

(1) الحق - بالضم - وعاء صغير من خشب وقد يصنع من العاج، وكرب النخل - بالتحريك - اصول السعف الغلاظ العراض. (2) رجل مطبوب: أي مسحور، وانما كنوا بالطب عن السحر تفاء لا بالبراءة. (3) طب الائمة ص 113.

 

[127]

حتى يلمسه بيده، والسحر حق وما يسلط السحر إلا على العين والفرج، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره بذلك فدعا عليا عليه السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث بطوله إلى آخره (1). 5 - طب: سهل بن محمد بن سهل، عن عبد ربه بن محمد بن إبراهيم، عن ابن أورمة عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النشرة للمسحرر، فقال: ما كان أبي عليه السلام يرى بها بأسا (2). وعن محمد بن مسلم قال هذه العوذة التي أملاها علينا أبو عبد الله عليه السلام يذكر أنها وراثة وأنها تبطل السحر، تكتب على ورق ويعلق على المسحور " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسويها - الايات (3) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين، قالوا آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون (4). 6 - طب: محمد بن سليمان بن مهران، عن زياد بن هارون العبدي، عن عبد الله ابن محمد البجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعجبه شئ من أخيه المؤمن فليكبر عليه فان العين حق (5). 7 - طب: محمد بن ميمون المكي، عن عثمان بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لو نبش لكم من القبور لرأيتم أن أكثر موتاكم بالعين، لان العين حق ألا إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: العين حق فمن أعجبه من أخيه شئ فليذكر الله في ذلك، فانه إذا ذكر الله لم يضره (6).

 

(1 و 2) طب الائمة ص 114. (3) النازعات: 27 - 32. (4) طب الائمة ص 115. (5 و 6) طب الائمة ص 121.

 

[128]

8 - طب: في العين: يقرأ أو يكتب ويعلق عليه: سورة الحمد، والمعوذتين قل هو الله أحد، وآية الكرسي واللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، حسبي الله ونعم الوكيل، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أشهد أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. بسم الله رب عيسى، عبس عابس، وحجر يابس، وماء فارس، وشهاب قابس من نفس نافس، وعين العاين رددت عين العاين عليه، وعلى أحب الناس إليه في كبده وكليته. دم رقيق، وشحم وسيق، وعظم دقيق، في ماله يليق، بسم الله الرحمن الرحيم وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين (1). 9 - مكا: للعين: معمر بن خلاد قال: كنت مع الرضا عليه السلام بخراسان على نفقاته. فأمرني أن أتخذ له غالية، فلما اتخذتها فأعجب بها فنظر إليها فقال لي: يا معمر إن العين حق فاكتب في رقعة: الحمد لله، وقل هو الله أحد، والمعوذتين وآية الكرسي، واجعلها في غلاف القارورة (2). ومثله: وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: العين حق وليس تأمنها منك على نفسك، ولا منك على غيرك، فإذا خفت شيئا من ذلك فقل: ما شاء الله لا قوة لا بالله العلي العظيم، ثلاثا، وقال: إذا تهيأ أحدكم تهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من منزله المعوذتين، فانه لا يضره باذن الله (3). وعنه عليه السلام قال: من أعجبه من أخيه شئ فليبارك عليه، فان العين حق.

 

(1) طب الائمة ص 140. (2 - 3) مكارم الاخلاق ص 443.

 

[129]

وقال النبي صلى الله عليه وآله: إن العين ليدخل الرجل القبر، والجمل القدر، وقال صلى الله عليه وآله: لا رقية إلا من حمة والعين (1). في السحر: عن محمد بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السلام عن السحر قال: هو حق وهم يضرون باذن الله، فإذا أصابك ذلك فارفع يدك بحذاء وجهك واقرأ عليها " بسم الله العظيم، رب العرش العظيم إلا ذهبت وانقرضت ". قال: وسأله رجل عن العين فقال: هو حق فإذا أصابك ذلك فارفع كفيك بحذاء وجهك واقرء الحمد لله، وقل هو الله، والمعوذتين وامسحهما على نواصيك فانه دفع باذن الله (2). روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن المعوذتين قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سحره لبيد بن أعصم اليهودي فأتاه جبرئيل بالمعوذتين، فدعا عليا عليه السلام فعقد له خيطا فيه اثنا عشر عقدة، ثم قال: انطلق إلى بئر ذروان فانزل إلى القليب فاقرأ آية وحل عقدة، فنزل علي واستخرج من القليب فتحالل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله (3). عن ابن عباس قال: إن لبيد بن أعصم سحر رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دس ذلك في بئر لبني زريق، فمرض رسول الله صلى الله عليه وآله فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه، والاخر عند رجليه، فأخبراه بذلك، وأنه في بئر ذروان في جف طلعة تحت راعوفة - والجف قشر الطلع، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم عليه الماتح (4) فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث عليا والزبير وعمارا فنزحوا

 

(1) مكارم الاخلاق ص 443. (2 - 3) مكارم الاخلاق ص 475. (4) الظاهر الصحيح " المائح " بدل الماتح، فان الماتح هو الذى يقوم في اعلى البئر وينزع الدلو ويستخرجها، وسئل الاصمعي عن المتح والميح، فقال: " الفوق للفوق والتحت للتحت، أي أن المتح أن يستقى وهو على رأس البئر، والميح أن يملاء الدلو وهو في قعرها، ومن أمثالهم، " وهو أعرف به من المائح باست الماتح ".

 

[130]

ماء تلك البئر، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه، وإذا هو معقد فيه إحدى عشرة عقدة، مغروزة بالابرة، فنزلت هاتان السورتان، فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه وآله خفة، فقام كأنما انشط من عقال، وجعل جبرئيل عليه السلام يقول: " بسم الله أرقيك، من كل شئ يؤذيك، من حاسد وعين، والله يشفيك " (1). اخرى للسحر: يكتب في رق ويعلق عليه " وقال موسى ما جئتم به السحر - إلى قوله: المفسدين " (2) [" وأوحينا إلى موسى " إلى] قوله: " فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ". اخرى: يتكلم به سبع مرات " سنشد عضدك - إلى قوله: ومن اتبعكما الغالبون " (3). عن الصادق عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سألته امرأة أن لي زوجا و غلظة، وإني صنعت شيئا لاعطفه علي، فقال صلى الله عليه وآله: اف لك، كدرت التجارة وكدرت العين (4) ولعنتك الملائكة الاخيار، وملائكة السماء والارض، فصامت

 

(1) راجع مكارم الاخلاق ص 476، وقد ذكر القصة في تفسيره مجمع البيان ذيل سورتي المعوذتين، وأنكر صحة الحديث من حيث عدم تأثير السحر في الانبياء والائمة عليهم السلام وله في ذلك كلام راجعه. وهكذا المؤلف العلامة قال في ج 18 ص 70 من هذه الطبعة الحديثة: المشهور بين الامامية عدم تأثير السحر في الانبياء والائمة عليهم السلام وأولوا بعض الاخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها ثم نقل كلام العلامة الطبرسي عن المجمع بطوله، وقد عنون المؤلف العلامة في مجلد السماء والعالم " باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما " (ص 567 - 578 من طبعة الكمبانى، ج 62 من هذه الطبعة الحدثية) ونقل هذه الروايات مع غيرها، وله فيها كلام طويل الذيل راجعه ان شئت. (2) يونس: 81، وزاد في المصدر إلى قوله " المجرمون ". (3) مكارم الاخلاق: 476، والاية في القصص: 35. (4) في الفقيه: كدرت البحار وكدرت الطين.

 

[131]

نهارها وقامت ليلها، وحلقت رأسها ولبست المسوح (1) فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: إن ذلك لا يقبل منها (2). فقيل (3): يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفار ؟ فقال: لان الشرك أعظم من الكفر، والسحر والشرك مقرونان (4). رقية العين: عن زرارة قال: ينفث في المنخر اليمنى أربعا، واليسرى ثلاثا ثم يقول: " بسم الله لا بأس، أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، ولا يكشف البأس إلا أنت ". عن الصادق عليه السلام قال: لو كان شئ يسبق القدر سبقته العين. لمن يصيبه العين: يقرأ فاتحة الكتاب ويكتب " بسم الله اعيذ فلان بن فلانة بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن عين ناظرة، واذن سامعة ولسان ناطق، إن ربي على صراط مستقيم، ومن شر الشيطان وعمل الشيطان وخبله ورجله، وقال: يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة. عوذة العين اللهم رب مطر حابس، وحجر يابس، وليل دامس، ورطب ويابس، رد عين العين عليه، في كبده ونحره وماله، فارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير (5).

 

(1) المسوح، جمع المسح بالكسر: الكساء من الشعر وما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا، وهو من شعار الصوفية. (2) مكارم الاخلاق: 476، وروا الصدوق في الفقيه ج 3 ص 282 قال: روى اسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله. (3) كذا في الاصل والمصدر، والظاهر أن صدر الحديث سقط عن النسخ، فانه روى الصدوق في الفقيه ج 3 ص 371 عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله: ساحر المسلمين يقتل، وساحر الكفار لا يقتل، فقيل يا رسول الله لم لا يقتل ساحر الكفار ؟ قال: الخ. (4 - 5) مكارم الاخلاق: 477.

 

[132]

10 - جع: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن العين لتدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر، وجاء في الخبر أن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن بني جعفر يصيبهم العين، أفأسترقي لهم ؟ قال: نعم، فلو كان شئ يسبق القدر لسبقت العين (1). وقيل [إن] الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوع ثلاثة أيام ثم كان يصفه، فيصرعه بذلك، وذلك بأن يقول للذي يريد أن يصيبه بالعين لا أرى كاليوم إبلا أو شاء (2) أو ما أراد، أي ما أرى كابل أرها اليوم، فقالوا للنبي صلى الله كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين عن الفراء والزجاج (3). قال الحسن دواء إصابة العين أن يقرأ الانسان هذه الاية " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين " (4). 11 - طا: من كتاب غنية الداعي تأليف على بن محمد بن عبد الصمد باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من خاف شيطانا أو ساحرا فليقرء " إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض - إلى قوله تعالى - تبارك الله رب العالمين (5). 12 - جنة الامان للكفعمي: قال: ذكر عبد الكريم بن محمد بن المظفر السمعاني في كتابه أن جبرئيل نزل على النبي صلى الله عليه وآله فرآه مغتما فسأله عن غمه فقال له: إن الحسنين أصابتهما عين، فقال له: يا محمد العين حق فعوذهما بهذه العوذة

 

(1) جامع الاخبار: 183. (2) الشاء جمع الشاة. (3) وذكره العلامة الطبرسي في المجمع ج 10 ص 341 في تفسير آخر آية من سورة القلم، وقد قالوا: ان العين كان في بنى أسد، وللبحث مجال واسع تكلم فيه المؤلف العلامة في مجلد السماء والعالم باب تأثير السحر والعين، راجعه. (4) جامع الاخبار: 184. (5) الاعراف: 54.

 

[133]

" اللهم يا ذا السلطان العظيم، والمن القديم، والوجه الكريم، ذا الكلمات التامات والدعوات المستجابات، عاف الحسن والحسين من أنفس (1) الجن وأعين الانس " ومنه قال: في خط الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي رقية المعيون " بسم الله العظيم الشأن، القوي السلطان، الشديد الاركان، حبس حابس، وحجر يابس، و شهاب قابس، وليل دامس، وماء قارس في عين العائن، وفي أحب خلق الله إليه، و في كبده وكليتيه، فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ". 12 - وفى زبدة البيان: أن جبرئيل عليه السلام رقى النبي صلى الله عليه وآله وعلمه هذه الرقية للعين: " بسم الله أرقيك، من كل عين حاسد، الله يشفيك ". وعن الصادق عليه السلام: إذا تهيأ أحدكم بهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من بيته المعوذتين، فانه لا يضره شئ باذن الله تعالى. 13 - الجوامع للطبرسي: عن النبي صلى الله عليه وآله من رأى شيئا يعجبه فقال: " الله الله ما شآء الله، لا قوة إلا بالله " لم يضره شئ. وعن الحسن: أن دواء الاصابة بالعين أن يقرأ " وإن يكاد الذين كفروا " السورة (2).

 

(1) الانفس جمع النفس، والمراد ههنا: العين التى تصيب الانسان، يقال: أصابت فلانا نفس: أي عين، وقال ابن الاعرابي: النفوس كصبور د الذى يصيب الناس بالعين، اقول: ومنه الحديث: " ونفس نافس " كما مر في العوذات. (2) وذكره في المجمع أيضا راجع ج 10 ص 341.

 

[134]

97 - * باب * * " (معنى جهد البلاء والاستعاذة منه، ومن ضلع) " * * " (الدين، وغلبة الرجال، وبوار الايم (1)) " * * " (وطلب تمام النعمة، ومعناه، وفضل قول) " * * " (يا ذا الجلال والاكرام) " * 1 - ل: أبي، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: جهد البلاء أن يقدم الرجل فيضرب عنقه صبرا والاسير مادام في وثاق العدو والرجل يجد على بطن امرأته رجلا (2) مع: أبي، عن سعد، عن ابن هاشم، عن النوفلي مثله (3). 2 - ل: الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: سلوا الله العافية من جهد البلاء فان جهد البلاء ذهاب الدين (4). وقال عليه السلام: استعيذوا بالله من ضلع الدين وغلبة الرجال (5) 3 - مع: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد ابن سنان، عن عبد الملك بن عبد الله القمى قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام الكاهلي و

 

(1) جهد البلاء - بالفتح - البلاء على الحالة التى يختار عليها الموت، والضلع: الاعوجاج، يقال. أخذه ضلع الدين أي ثقله حتى يميل بصاحبه عن الاستواء إلى الاعوجاج. والايم: التى لا زوج لها، وبوارها كساد سوقها، فتبقى في بيتها لا تخطب، وكل هذه معاني لغوية لها مصاديق تطلق عليها كناية. (2) الخصال ج 1 ص 67. (3) معاني الاخبار: 340. (4) الخصال ج 2 ص 155. (5) الخصال ج 2 ص 162.

 

[135]

أنا عنده: أكان علي عليه السلام يتعوذ من بوار الايم ؟ فقال: نعم، وليس حيث تذهب: إنما كان يتعوذ من العاهات، والعامة يقولون بوار الايم، وليس كما يقولون (1). 4 - مع: محمد بن أحمد بن تميم، عن محمد بن إدريس، عن محمد بن مهاجر، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريرى، عن أبي الورد بن يمامة، عن اللجلاج، عن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله فمر رجل يدعو وهو يقول " اللهم إني أسئلك تمام النعمة " فقال: ابن آدم ! وهل تدري ما تمام النعمة ؟ الخلاص من النار، ودخول الجنة، ومر عليه السلام برجل وهو يدعو ويقول " يا ذا الجلال والاكرام " فقال له: قد استجيب لك فسل (2). 5 - ن: بالاسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران، وآية الكرسي، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وام الكتاب، فان فيها قضاء حوائج الدنيا والاخرة (3). 6 - ل: الاربعمائة، عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله وفيه بعد يوم الخميس: فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم بارك لامتي في بكورها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من بيته الايات من آل عمران (4). 7 - مع: أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن صفوان، عن حكم الحناط، عن الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: النعيم في الدنيا الامن وصحة الجسم، وتمام النعمة في الاخرة دخول الجنة، وما تمت النعمة على عبد قط لم يدخل الجنة (5).

 

(1) معاني الاخبار: 343. (2) معاني الاخبار: 229. (3) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 40. (4) الخصال ج 2 ص 162. (5) معاني الاخبار ص 408.

 

[136]

98 - * (باب) * * " (الدعاء لدفع وساوس الشيطان) " * 1 - ل: الاربعمائة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بالله، وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين (1). 2 - لى: ابن شاذويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أن بعث الله عيسى عليه السلام تعرض له الشيطان فوسوسه، فقال عيسى عليه السلام: " سبحان الله ملء سمواته وأرضه، ومداد كلماته، وزنة عرشه، ورضا نفسه " قال: فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء (2). أقول: تمامه في باب أحوال عيسى عليه السلام (3). 3 - مكا: لوسوسة القلب: يقول " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ويقرأ المعوذتين. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان لاحدكم فليتعوذ بالله، وليقل بلسانه وقلبه " آمنت بالله ورسوله مخلصا له الدين (4). لضيق القلب: يقرأ سبعة عشر يوما " ألم نشرح " إلى آخره كل يوم مرتين: مرة بالغداة، ومرة بالعشاء (5). 4 - نقل من خط الشهيد رحمه الله: عن النبي صلى الله عليه وآله إن الشيطان اثنان:

 

(1) - الخصال ج 2 ص 163. (2) أمالى الصدوق: 122. (3) راجع ج 14 ص 270. (4) مكارم الاخلاص ص 433. (5) مكارم الاخلاق ص 4 ؟ 4.

 

[137]

شيطان الجن، ويبعد بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وشيطان الانس ويبعد بالصلاة على النبي وآله. ومنه: عن أبي زميل قال: سألت ابن عباس عما يجد الانسان في صدره من الشك، فقال: ما نجا من ذلك أحد وقد أنزل الله " فان كنت في شك " (1) إذا وجدت ذلك فقل " هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ". وعن عثمان بن أبي العاص قلت: يا رسول الله حال الشيطان بين صلاتي وقراءتي قال: ذلك شيطان يقال له: خيزب، فإذا أحسست به فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا. 99 * باب * * " (الدعاء لوساوس الصدر وبلابله ولرفع الوحشة) " * 1 - طب: أبو القاسم التفليسي، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قلت: يا ابن رسول الله إني أجد بلابل في صدري، ووساوس في فؤادي حتى لربما قطع صلاتي، وشوش علي قراءتي قال: وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قلت: يا ابن رسول الله علمني، قال: إذا أحسست بشئ من ذلك. فضع يدك عليه، وقل " بسم الله وبالله اللهم مننت علي بالايمان، وأودعتني القرآن، ورزقتني صيام شهر رمضان، فامنن علي بالرحمة والرضوان، والرأفة والغفران، وتمام ما أوليتني من النعم والاحسان، يا حنان يا منان، يا دائم يا رحمن، سبحانك وليس لي أحد سواك، سبحانك أعوذ بك بعد هذه الكرامات من الهوان، وأسألك أن تجلي عن قلبي الاحزان " تقولها: ثلاثا فانك تعافى منها بعون الله تعالى، ثم تصلي على النبي والسلام عليهم ورحمة الله (1).

 

(1) طب الائمة ص 27.

 

[138]

بيان: قوله عليه السلام: " فضع يدك عليه " أي على الفؤاد، كما يظهر من الخبر الاتي أيضا، ولما كان الصدر محلا للفؤاد فينبغي وضع اليد على الصدر. 2 - طب: علي بن ماهان، عن سراج مولى الرضا عليه السلام عن جعفر بن ديلم عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحلبي قال: قال رجل لابي عبد الله الصادق عليه السلام: إني إذا خلوت بنفسي تداخلني وحشة وهم، وإذا خالطت الناس لا احس بشئ من ذلك، فقال: ضع يدك على فؤادك وقل: " بسم الله، بسم الله، بسم الله " ثم امسح يدك على فؤادك وقل: " أعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله، وأعوذ بجمع الله، وأعوذ برسول الله، وأعوذ بأسماء الله، من شر ما أحذر، ومن شر ما أخاف على نفسي " تقول ذلك سبع مرات، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عني الوحشة، وأبدلني الانس والامن (1). 3 - طب: الحسين بن بسطام، عن محمد بن خلف، عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام كثرة التمني والوسوسة فقال: أمر يدك على صدرك، ثم قل: " بسم الله وبالله، محمد رسول الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم امسح عني ما أحذر " ثم أمر يدك على بطنك وقل ثلاث مرات، فان الله تعالى يمسح عنك ويصرف، قال الرجل: فكنت كثيرا ما أفطع صلاتي مما يفسد علي التمني والوسوسة، ففعلت ما أمرني به سيدي ومولاي ثلاث مرات، فصرف الله عني، وعوفيت منه، فلم احس به بعد ذلك (2). 100 ((باب)) * " (ما يتعلق بادعية السيف) " * 1 - ق: رقعة السيف وجدت في قائم سيف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وكانت أيضا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وهي " بسم الله الرحمن الرحيم، بالله بالله بالله، أسئلك يا ملك الملوك الاول القديم الابدي، الذي

 

(1 - 2) طب الائمة ص 117.

 

[139]

لا يزول ولا يحول، أنت الله العظيم، الكافي كل شئ، المحيط بكل شئ، اللهم اكفني باسمك الاعظم الاجل الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، احجب عني شرورهم وشرور الاعداء كلهم، وسيوفهم وبأسهم والله من ورائهم محيط، اللهم احجب عني شر من أرادني بسوء بحجابك الذي احتجبت به فلم ينظر إليه أحد من شر فسقة الجن والانس، ومن شر سلاحهم، ومن الحديد ومن شر كل ما نتخوف ونحذر، ومن شر كل شدة وبلية، ومن شر ما أنت به أعلم، وعليه أقدر، إنك على كل شئ قدير، وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما كثيرا. 101 * (باب) * * " (ما يدفع الحرق والهدم) " * 1 - كشف: من كتاب عبد العزيز الجنابذي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم الحريق فكبروا، فان الله تعالى يطفيه (1). 102 (باب) * " (الدعاء لمن يخاف السرق أو الهدم أو الحرق) " * 1 - مكا: فيمن يخاف السارق: يقرأ على الحلق والقفل " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن " إلى آخر السورة (2).

 

(1) كشف الغمة ج 2 ص 383. (2) مكارم الاخلاق ص 403. والاية في الاسراء 110 - 111.

 

[140]

103 - * باب * * " (الدعاء لدفع السموم والموذيات والسباع ومعنى السامة) " * * " (والهامة والعامة واللامة) " * 1 - لى: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن أبي جميلة، عن ابن طريف، عن ابن نباتة، عن علي عليه السلام قال: إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها: عبدة، فقالوا: يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل، وهدم اليهودية، وقد غالا الملا من بني إسرائيل بهذا السم له (1) وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا محمد قد علمت ما توجب لي من حق الجوار وقد حضرني رؤساء اليهود، فزيني بأصحابك. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام وأبو دجانة وأبو أيوب وسهل بن حنيف، وجماعة من المهاجرين، فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف، وقاموا على أرجلهم وتوكؤا على عصيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: اقعدوا، فقالوا: إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به، وكذبت اليهود عليها لعنة الله، إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه. فلما وضعت الشاة بين يديه، تكلم كتفها فقالت: مه يا محمد لا تأكلني، فاني مسمومة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عبدة فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: السلام يقرئك السلام، ويقول: قل: " بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن وبه عز كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السموات والارض، وبقدرته التي

 

(1) غالاه بالثمن مغالاة: اشتراه بثمن غا ؟

 

[141]

خصع لها كل جبار عنيد، وانتكس كل شيطان مريد، من شر السم والسحر واللمم بسم العلي الملك الفرد الذي لا إله إلا هو، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ". فقال النبي صلى الله عليه وآله ذلك، وأمر أصحابه فتكلموا به ثم قال: كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا (1). 2 - مع: أبي، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن موسى بن جعفر، عن غير واحد من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " أعوذ بك من شر السامة والهامة والعامة واللامة " فقال: السامة القرابة، والهامة هوام الارض، واللامة لمم الشياطين، والعامة عامة الناس (2). 3 - ل: الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: من خاف منكم الاسد على نفسه وغنمه، فليخط عليها خطة وليقل: " اللهم رب دانيال والجب، رب كل أسد مستأسد، احفظني واحفظ غنمي ". ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الايات " سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين " (3). 4 - ص: الصدوق، عن أحمد بن الحسين، عن جعفر بن شاذان، عن جعفر بن على بن نجيح، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن مصعب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد حاجة أبعد في المشي فأتى يوما واديا لحاجة فنزع خفه وقضى حاجته، ثم توضأ وأراد لبس خفه، فجاء طائر أخضر فحمل الخف فارتفع به، ثم طرحه فخرج منه أسود، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه كرامة أكرمني الله بها اللهم إني أعوذ بك من شر من يمشي على بطنه، ومن شر من يشمي على رجلين، ومن

 

(1) أمالى الصدوق: 135، وتراه في المناقب ج 1 ص 91 في ط وص 81 في ط. (2) معاني الاخبار: 173، وقد مر معنى السامة والهامة والعامة لغة. (3) الخصال ج 2 ص 160.

 

[142]

شر من يمشي على أربع، ومن شر كل ذي شر، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم. 5 - يج: روي عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا رأيت السبع ما تقول له ؟ قلت: لا أدري قال: إذا لقيه فاقرأ في وجهه آية الكرسي، وقل: " عزمت عليك بعزيمة الله، وعزيمة رسول الله وعزيمة سليمان ابن داود، وعزيمة أمير المؤمنين، والائمة من بعده، إلا تنحيت عن طريقنا، ولم تؤذنا، فانا لا نؤذيك " قال: فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه، وأدخل ذنبه بين رجليه وركب الطريق راجعا من حيث جاء (1). طا: من كتاب الدلائل للنعماني عنه عليه السلام مثله. 6 - سن: موسى بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن عمر ابن يزيد، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من نزل منزلا يتخوف عليه السبع فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير، من شر كل سبع " أمن من شر ذلك السبع، حتى يرحل من ذلك المنزل، باذن الله، إن شاء الله (2). 7 - سن: ابن فضال، عن أبي جميلة، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه قال كان جعدة بن أبي هبيرة يبعثني إلى سورا فذكرت ذلك لابي الحسن عليه السلام فقال: ساعلمك ما إذا قلته لم يضرك الاسد قل ": أعوذ برب دانيال والجب من شر هذا الاسد " ثلاث مرات، قال: فخرجت فإذا هو باسط ذراعيه عند الجسر، فلم يعرض لي ومرت بقرات فعرض لهن وضرب بقرة. وقد سمعت أنا من يقول: اللهم رب دانيال والجب اصرفه عني (3).

 

(1) الخرائج والجرائح ص 231، وتراه في المناقب ج 3 ص 350، ونقله في كشف الغمة ج 2 ص 417، وللحديث ذيل راجعه. (2) المحاسن: 367. (3) المحاسن: 368، وسورى كطوبى: موضع بالعراق وهو من بلد السريانيين

 

[143]

8 - سن: بكر بن صالح، عن الجعفري قال: قال لابي الحسن عليه السلام رجل: إني صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش، فقال: إذا دخلت فقل: " بسم الله " وأدخل رجلك اليمنى، وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى، وقل: " بسم الله " فانك لا ترى مكروها إنشاء الله (1). 9 - ضا: فإذا رأيت الاسد فكبر في وجهه ثلاث تكبيرات، وقل: " الله أعز وأكبر وأجل من كل شئ، وأعوذ بالله مما أخاف وأحذر " فإذا نبحك الكلب فاقرء " يا معشر الجن والانس " (2) إلى آخرها، وإذا نزلت منزلا تخاف فيه السبع فقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله، وهو على كل شئ قدير، أعوذ بالله من شر كل سبع " وإن خفت عقربا فقل: " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر كل ذي شر بشره، ومن شر ما ذرأ وبرأ، من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم. 10 - طب: علي بن عروة الاهوازي، عن الديلمي، عن داود الرقي عن موسى بن جعفر عليه السلام قال: من كان في سفر وخاف اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته " لا تخاف دركا ولا تخشى " فانه يأمن باذن الله عزوجل، قال داود الرقي: فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف جملي " لا تخاف دركا ولا تخشى " فو الذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصه بالرسالة وشرف أمير المؤمنين بالامامة، ما نازعني أحد منهم، أعماهم الله عني (3). 11 - طب: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: عوذ نفسك

 

وموضع من اعمال بغداد، وقد يمد، قاله الفيروز آبادى. (1) المحاسن ص 370. (2) الرحمن: 33. (3) طب الائمة: 36 - 37.

 

[144]

من الهوام بهذه الكلمات " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، أعوذ بعزة الله، أعوذ بقدرة الله على ما يشاء من شر كل هامة تدب بالليل والنهار، إن ربي على صراط مستقيم (1). 12 - طب: محمد بن الاسود العطار، عن محمد بن عيسى، عن فضالة، عن إبراهيم ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن يحيى قال: لدغتني قملة النسر (2) ودخلت في جلدي فأصابني وجع شديد، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: ضع يدك على الموضع الذي يوجعك فامسحه، ثم ضع يدك على موضع سجودك إذا فرغت من صلاة الفجر وقل: " بسم الله وبالله، محمد رسول الله، صلى الله عليه وآله " ثم ترفع يدك فتضعها على موضع الداء وتقول: " اشف يا شافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما " تقول ذلك سبع مرات (3). 13 - طب: للنمل: تدق الكراويا، وتلقي في جحر النمل، وتكتب في شئ وتعلق في زوايا الدار " بسم الله الرحمن الرحيم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وبالنبيين وما انزل إليهم، فأسألكم بحق الله وبحق نبيكم ونبينا وما انزل عليهما إلا تحولتم عن مسكننا " (4). 14 - أقول: أوردنا في باب جوامع معجزات الرسول صلى الله عليه وآله عن تفسير الامام عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وضع يده على الذراع المسمومة، ونفث فيه، وقال: " بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ ولا داء في الارض ولا في السماء، وهو السميع العليم " ثم قال: كلوا على اسم الله، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وأكلوا حتى شبعوا ولم يضرهم شيئا (5). 15 - مكا: عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن

 

(1) طب الائمة: 119. (2) دويبة لا تكاد ترى لصغرها غير أن لسعها يقتل. (3) طب الائمة ص 120. (4) طب الائمة ص 140. (5) راجع ج 17 ص 319 و 329.

 

[145]

لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ذرأ، ومن شر ما برأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " (1). كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا نظر إلى هذه الكوكب الذي يقال لها: السهي في بنات نعش قال: " اللهم رب هود بن اسية آمني شر كل عقرب وحية " قال: وكان يقول: من تعوذ بها ثلاث مرات حين ينظر إليها بالليل لم يصبه عقرب ولا حية (2). آخر لابي عبد الله عليه السلام: قال له إسحاق بن عمار: إني خفت العقارب، فقال له: انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة الاوسط منها بجنبه كوكب صغير قريب منه، تسميه العرب السهي، ونسميه نحن أسلم، تحد النظر إليه كل ليلة، وقل ثلاث مرات " اللهم رب أسلم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم وسلمنا من شر كل ذي شر " قال إسحاق: فما تركته في دهري إلا مرة فضربني العقرب (3). دعوات الراوندي: مثله وفيه أحد النظر إليه ثلاثا وليس فيه من شر كل ذي شر. 16 - مكا: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من خاف الاسد على نفسه أو على غنمه فليخط عليها بخط وليقل " اللهم رب دانيال والجب، ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ علي غنمي " (4). عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي: يا علي إذا رأيت أسدا أو اشتد بك أمر فكبر ثلاثا وقل " الله أكبر وأجل وأعز وأعظم من كل شئ، وأكبر وأعز من خلقه، وأقدر، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحذر " تكف سوءه إنشاء الله تعالى (4). فيمن يخاف الكلاب والسباع فليقل " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون

 

(1 - 3) مكارم الاخلاق ص 336. (4) مكارم الاخلاق ص 402 وفيه " تكف شره ".

 

[146]

أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون، وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الاولين " (1). للعقارب والحيات: عن الصادق عليه السلام قال: يقرء عند المساء " بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآله، أخذت العقارب والحيات كلها باذن الله تبارك وتعالى بأفواهها وأذنابها وأسماعها وأبصارها وقواها عني وعمن أحببت إلى ضحوة النهار إن شاء الله تعالى " (2). اخرى: عنه عليه السلام أيضا " بسم الله وبالله، توكلت على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك، واجعلني في حفظك واجعلني في أمنك " (3). اخرى: عنه عليه السلام أيضا قال: أتى رسول الله قوم يشكون العقارب، وما يلقون منها فقال: قولوا إذا أصبحتم وأمسيتم " أعوذ بكلمات الله التامات كلها التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، الذي لا يخفر جاره، من شر ما ذرأ، ومن شر ما برأ، ومن شر الشياطين وشركه، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " سبع مرات. وقال أبو جعفر عليه السلام: من قال هذه الكلمات حين يمسي فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح (4). رقية الحيات: رقية سليمان النبي صلى الله عليه وآله على نبينا محمد وآله وعليه " بسم الله الرحمن الرحيم، خاتم سليمان بن داود اح اح وملائكه هبوا سبوا ماروا دار وإذا قوى فوادى مريم هندبا بسم الله خاتم وبالله الخاتم " تقرأ ثلاثا فانها تقف وتخرج لسانها، فخذها عند ذلك (5).

 

(1 - 2) مكارم الاخلاق ص 402. (3 - 5) مكارم الاخلاق ص 473.

 

[147]

وإذا أردت أن لا تدخل الحية منزلك تكتب أربع رقاع، وتدفن في زوايا بيتك " بسم الله الرحمن الرحيم هجه ومهجه ويهود محنا واطرد " (1). رقية للعقرب: يكتب بكرة يوم الخامس من اسفندار مذماه، ويكون على وضوء ولا يتكلم حتى يفرغ من الكتابة، ويحفظه ولا تلدغه عقرب " بسم الله سجه سجه قرنيه برنيه ملحه بحرقعيا برقعيا تعطا قطعه ". تروى هذه الرقية للحية: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: تكتبه وتضعه في شق حائط البيت فانه يسقط، وينشق بنصفين. وقال إبراهيم النخعي: لسعتني حية على عنقي فرقاني الاسود بن يزيد فبرأت (2). رقية للبراغيث: يقول: أيها الاسود الوثاب الذي لا يبالي غلقا ولا بابا عزمت عليك بام الكتاب أن لا تؤذيني ولا أصحابي إلى أن ينقضي الليل، ويجيئ الصبح بما جاء به والذي تعرفه إلى أن يؤب الصبح بما آب (3). 17 - دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن النبي صلى الله عليه وآله لسعته العقرب، وهو قائم يصلي، فقال: لعن الله العقرب، لو ترك أحدا لترك هذا المصلي يعني نفسه صلى الله عليه وآله، ثم دعا بماء وقرأ عليه الحمد والمعوذتين ثم جرع منه جرعا ثم دعا بملح ودافه في الماء وجعل يدلك صلى الله عليه وآله ذلك الموضع حتى سكن. ولما ركب نوح عليه السلام في السفينة أبى أن يحمل العقرب معه، فقال: عاهدتك أن لا ألسع أحدا يقول " سلام على محمد وآل محمد وعلى نوح في العالمين ".

 

(1 - 2) مكارم الاخلاق ص 474. (3) مكارم الاخلاق ص 473.

 

[148]

104 - (باب) * " (الدعاء لدفع الجن والمخاوف وام الصبيان) " * * " (والصرع والخبل والجنون) " * 1 - ما: الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عليهم السلام قال: دخل أشجع السلمي على الصادق عليه السلام وقال: يا سيدي أنا كثير الاسفار، وأحصل في المواضع المفزعة، فتعلمني ما آمن به على نفسي، قال: فإذا خفت أمرا فاترك يمينك على ام رأسك، واقرء برفيع صوتك " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون " قال أشجع: فحصلت في واد نعتت فيه الجن فسمعت قائلا يقول خذوه، فقرأتها فقال قائل: كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيبة (1). 2 - س: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تغولت الغيلان فأذنوا بأذان الصلاة (2). 3 - طب: عبد الله بن زهير العابد وكان من زهاد الشيعة، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أبيه قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام فقال: إن لي صبيا ربما أخذه ريح ام الصبيان، فآيس منه لشدة ما يأخذه، فان رأيت يا ابن رسول الله أن تدعو الله عزوجل له بالعافية، قال: فدعا الله عزوجل له، ثم قال: اكتب له سبع مرات الحمد بزعفران ومسك، ثم اغسله بالماء، وليكن شرابه منه شهرا واحدا، فانه يعافى منه، قال: ففعلنا به ليلة واحدة، فما عادت إليه و استراح واسترحنا (3). وعنه عليه السلام أنه قال: ما قرئ سورة الحمد على وجع من الاوجاع سبعين مرة

 

(1) امالي الطوسى ج 1 ص 288. (2) المحاسن: 85. (3) طب الائمة ص 88.

 

[149]

إلا سكن باذن الله تعالى (1). 4 - طب: إبراهيم بن المنذر الخزاعي، عن أحمد بن محمد بن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعوذ المصروع، وتقول: " عزمت عليك يا ريح بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب عليه السلام [رسول] رسول الله صلى الله عليه وآله على جن وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن فلان بن فلانة الساعة (2). 5 - طب: عثمان بن سعيد القطان، عن سعدان بن مسلم، عن محمد بن إبراهيم قال: دخل رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام وقد عرض له خبل فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ادع بهذا الدعاء إذا أويت إلى فراشك " بسم الله وبالله آمنت بالله، وكفرت بالطاغوت اللهم احفظني في منامي ويقظتي، أعوذ بعزة الله وجلاله، مما أجد وأحذر " قال الرجل: ففعلته فعوفيت باذن الله تعالى (3). وعنه عليه السلام أنه قال: من أصابه الخبل فليعوذ نفسه ليلة الجمعه بهذه العوذة النافعة الشافية ثم ذكر نحو الحديث الاول وقال: لا يعود إليه أبدا، وليفعل ذلك عند السحر بعد الاستغفار وفراغه من صلاة الليل (4). 6 - طب: جعفر بن حنان الطائي، عن محمد بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل من أوليائه، وقد سأله الرجل فقال: يا ابن رسول الله إن لي بنية وأنا أرق لها واشفق عليها، وإنها تفزع كثيرا ليلا ونهارا، فان رأيت أن تدعو الله بالعافية، قال: فدعا لها ثم قال: مرها بالفصد فانها تنتفع بذلك (5). وعن أبي جعفر محمد الباقر عليهما السلام أنه شكى إليه رجل من المؤمنين فقال: يا ابن رسول الله إن لي جارية يتعرض لها الارواح، فقال: عوذها بفاتحة الكتاب

 

(1) طب الائمة ص 88. (2) طب الائمة ص 92. وقد مر مثله ص 51. (3 - 4) طب الائمة ص 107. (5) طب الائمة ص 108.

 

[150]

والمعوذتين عشرا عشرا ثم اكتبه لها في جام بمسك وزعفران، فاسقها إياه، يكون في شرابها ووضوئها وغسلها ففعلت ذلك ثلاثة أيام فذهب الله به عنها (1). 7 - طب: محمد بن بكير، عن صفوان بن اليسع، عن المنذر بن هامان، عن محمد بن مسلم وسعد المولى قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن عامة هذه الارواح من المرة الغالبة، أو الدم المحترق، أو بلغم غالب، فليشتغل الرجل بمراعاة نفسه قبل أن يغلب عليه شئ من هذه الطبائع فيهلكه (2). وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه رأى مصروعا فدعا له بقدح فيه ماء ثم قرأ عليه الحمد والمعوذتين، ونفث في القدح، ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبدا (3). 8 - طب: المظفر بن محمد بن عبد الرحمان، عن ابن أبي نجران، عن سليمان ابن جعفر، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من رمي أورمته الجن فليأخذ الحجر الذمي رمي به، فليرم من حيث رمي، وليقل " حسبي الله وكفى، وسمع الله لمن دعى، ليس وراء الله منتهى ". وقال صلى الله عليه وآله: أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم (4). 9 - طب: أبو عبيدة بن محمد بن عبيد، عن أبيه، عن النضر، عن اليسر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلا قال له: يا ابن رسول الله إن لي جارية يكثر فزعها في المنام. وربما اشتد بها الحال، فلا تهدأ ويأخذها خدر في عضدها وقد رآها بعض من يعالج فقال: إن بها مس من أهل الارض، وليس يمكن علاجها. فقال عليه السلام: مرها بالفصد، وخذ لها ماء الشبت المطبوخ بالعسل، وتسقى ثلاثة أيام

 

(1) طب الائمة ص 108. (2) طب الائمة ص 110. (3) طب الائمة ص 111. (4) طب الائمة ص 112.

 

[151]

قال: ففعلت ذلك فعوفيت باذن الله عزوجل (1). 10 - مكا: للصرع: " ومالنا ألا نتوكل على الله " الاية (2). لفزع الصبيان: - إذا زلزلت " السورة " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا - إلى قوله - أمدا " (3) وآية شهد الله (4) و " قل ادعو الله " إلى آخر السورة (5) [" ولقد جاءكم " إلى آخر السورة] (6) ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره (7). 11 - نقل من خط الشهيد رحمه الله عن عبد الرحمن إن الشياطين تحدرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله من الجبال والاودية معهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق رسول الله صلى الله عليه وآله ففزع منهم، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد قل ! قال: وما أقول ؟ قال: قل: " أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، و من شر ما يلج في الارض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار وشر الطوارق، إلا طارقا يطرق بخير، يا رحمن " قال: فطفئت وهزمهم الله عزوجل. 12 - دعوات الراوندي: كتب إلى أبي الحسن العسكري عليه السلام بعض مواليه في صبي له يشتكي ريح ام الصبيان، فقال: اكتب في رق وعلقه عليه، ففعل فعوفي باذن الله، والمكتوب هذا " بسم الله العلي العظيم الحليم الكريم، القديم الذي لا يزول

 

(1) طب الائمة ص 130. وقد مر (2) مكارم الاخلاق ص 443: والاية في سورة ابراهيم: 12. (3) الكهف: 11 - 12. (4) آل عمران: ص 16. (5) أسرى: 110. (6) براءة: 129. (7) مكارم الاخلاق ص 443، وما بين العلامتين زيادة من المصدر.

 

[152]

أعوذ بعزة الحي الذي لا يموت من شر كل حي يموت ". 13 - كتاب زيد الزراد: قال سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: الجن يخطفون الانسان ؟ فقال: مالهم إلى ذلك سبيل لمن يكلم بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح " يا معشر الجن والانس إن استطعتم إن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان، لا سلطان لكم علي ولا على داري، ولا على أهلي ولا على ولدي، يا سكان الهواء، ويا سكان الارض ! عزمت عليكم بعزيمة الله التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على جن وادي الصبرة أن لا سبيل لكم علي ولا على شئ من أهل حزانتي يا صالحي الجن يا مؤمني الجن عزمت عليكم بما أخذ الله عليكم من الميثاق بالطاعة لفلان بن فلان حجة الله على جميع البرية والخليقة " وتسمي صاحبك " أن تمنعوا عني شر فسقتكم حتى لا يصلوا إلى بسوء، أخذت بسمع الله على أسماعكم، وبعين الله على أعينكم، وامتنعت بحول الله وقوته على حبائلكم ومكركم إن تمكروا يمكر الله بكم، وهو خير الماكرين. وجعلت نفسي وأهلي وولدي وجميع حزانتي في كنف الله وستره، وكنف محمد ابن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وكنف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه استترت بالله وبهما، وامتنعت بالله وبهما، واحتجبت بالله وبهما، من شر فسقتكم ومن شر فسقة الانس والعرب والعجم، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. لا سبيل لكم ولا سلطان، قهرت سلطانكم بسلطان الله، وبطشكم ببطش الله وقهرت مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم وسلطانكم وبطشكم بسلطان الله، وعزه وملكه وعظمته، وعزيمته التي عزم بها أمير المؤمنين عليه السلام على جن وادي الصبرة، لما طغوا وبغوا وتمردوا، فأذعنوا له صاغرين من بعد قوتهم، فلا سلطان لكم ولا سبيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومنه قال: حججنا سنة فلما صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقا لنا من إخواننا فطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: إن صاحبكم


 

[153]

اختطفته الجن فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأخبرته بحاله، وبقول أهل المدينة فقال لي: اخرج إلى المكان الذي اختطف أو قال: افتقد فقل بأعلى صوتك " يا صالح ابن علي إن جعفر بن محمد يقول لك: أهكذا عاهدت وعاقدت الجن علي بن أبي طالب اطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه، ثم قال: " يا معشر الجن عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالب لما خليتم عن صاحبي وأرشدتموه إلى الطريق ". قال: ففعلت ذلك فلم ألبث إذا بصاحبي قد خرج علي من بعض الخرابات فقال: إن شخصا ترائا لي ما رأيت صورة إلا وهو أحسن منها، فقال: يا فتى أظنك تتولى آل محمد ؟ فقلت: نعم، فقال: إن ههنا رجل من آل محمد هل لك أن تؤجر وتسلم عليه ؟ فقلت: بلى، فأدخلني بين هذه الحيطان، وهو يمشي أمامي فلما أن سار غير بعيد، نظرت فلم أر شيئا وغشي على، فبقيت مغشيا علي لا أدري أين أنا من أرض الله، حتى كان الان، فإذا قد أتاني آت وحملني حتى أخرجني إلى الطريق. فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بذلك فقال: ذلك الغوال أو الغول، نوع من الجن يغتال الانسان فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده وإن أرشدكم فخالفوه، وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك أو في فلاة من الارض فأذن في وجهه، وارفع صوتك وقل: " سبحان الله الذي جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين، عزمت عليك يا خبيث بعزيمة الله التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطئ، وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك وذللتك بعزة الله، وقهرت سلطانك بسلطان الله، يا خبيث لا سبيل لك على " فانك تقهره إن شاء الله، وتصرفه عنك. فإذا ضللت الطريق فأذن بأعلى صوتك وقل " يا سيارة الله دلونا على الطريق يرحمكم الله، أرشدونا يرشدكم الله " فان أصبت وإلا فناد يا عتاة الجن، ويا مردة الشياطين، أرشدوني ودلوني على الطريق وإلا أسرعت لكم بسهم الله المصيب إياكم عزيمة علي بن أبي طالب، يا مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات


 

[154]

والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين، الله غالبكم بجنده الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذللكم بعزه المتين، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، وارفع صوتك بالاذان ترشد، وتصب الطريق إن شاء الله. 105 * (باب) * * " (الادعية لقضاء الحوائج وفيه أدعية الالحاح) " * * " (أيضا وما يناسب ذلك من الادعية) " * 1 - أقول: قد مر في خبر الاعرابي والناقة أن أمير المؤمنين رأى الاعرابي متعلقا بأستار الكعبة، وهو يقول: " يا صاحب البيت، البيت بيتك، والضيف ضيفك ولكل ضيف من ضيفه قرى، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة " فقال أمير المؤمنين عليه السلام لاصحابه: أما تسمعون كلام الاعرابي ؟ قالوا: نعم، فقال: الله أكرم من أن يرد ضيفه، قال: فلما كان الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن، وهو يقول: يا عزيزا في عزتك، فلا أعز منك في عزك، أعزني بعز عزك في عز لا يعلم أحد كيف هو أتوجه إليك وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك واصرف عني مالا يصرفه أحد غيرك. قال: فقال أمير المؤمنين عليه السلام لاصحابه: هذا والله الاسم الاكبر بالسريانية أخبرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله سأله الجنة فأعطاه، وسأله صرف النار وقد صرفها عنه، قال: فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن وهو يقول: " يا من لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلا كيفية كان، ارزق الاعرابي أربعة ألف درهم " (1). 2 - ب: هارون، عن ابن صدقة قال: قال للصادق عليه السلام قائل: علمني دعاء

 

(1) مر الحديث بطوله في ج 41 ص 44 - 47 من كتاب الامالى ص 280 - 282.

 

[155]

فقال له: أين أنت من دعاء الالحاح، فقال له الطالب: وما دعاء الالحاح ؟ فقال له: تقول " اللهم رب السموات السبع وما فيهن، رب الارضين السبع وما فيهن، ورب العرش العظيم، ورب محمد خاتم النبيين، أسئلك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض، وبه تفرق الجمع، وبه تجمع المتفرق، وبه ترزق الاحياء وبه أحصيت عدد الثرى والرمل وورق الاشجار، وقطر البحور، أن تصلي على محمد وآل محمد " وتسأل حاجتك وألح في الطلب فانه يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين. قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: وهذا من دعاء الالحاح، وهذا منه " يا من لا يحجبه سماء عن سماء، ولا أرض عن أرض، ولا جنب عن قلب، ولا ستر عن كن ولا جبل عما في أصله، ولا بحر عما في قعره، يا من لا تشتبه عليه الاصوات، ولا تغلبه كثرة الحاجات، ولا يبرمه إلحاح الملحين، صل على محمد وآل محمد " ثم سل جاحتك (1). 3 - ل: هاني بن محمد بن هاني، عن أبيه، عن محمد بن محمد بن الحسن عن عبدوس بن محمد، عن منصور بن أسد، عن أحمد بن عبد الله، عن إسحاق بن يحيى، عن خصيف بن عبد الرحمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فسأله شيئا فقال النبي: يا علي والذي بعثني بالحق نبيا ما عندي قليل ولا كثير، ولكني اعلمك شيئا أتاني به جبرئيل خليلي، فقال: يا محمد هذه هدية لك من عند الله عزوجل أكرمك الله بها لم يعطها أحدا قبلك من الانبياء وهي تسعة عشر حرفا لا يدعو بهن ملهوف ولا مكروب ولا محزون ولا مغموم، ولا عند سرق ولا حرق، ولا يقولهن عبد يخاف سلطانا إلا فرج الله عنه، وهي تسعة عشر حرفا أربعة منها مكتوبة على جبهة إسرافيل وأربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل، وأربعة مكتوبة حول العرش، وأربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل، وثلاثة منها حيث شاء الله. فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: كيف يدعو بها يا رسول الله ؟ قال: قل " يا عماد

 

(1) قرب الاسناد ص 5.

 

[156]

من لا عماد له، ويا ذخر من لا ذخر له، ويا سند من لا سند له، ويا حرز من لا حرز له، ويا غياث من لا غياث له، ويا كريم العفو، ويا حسن البلاء، ويا عظيم الرجاء، يا عز الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، ودوي الماء، وحفيف الشجر يا الله يا الله يا الله، أنت وحدك لا شريك لك " ثم قل: اللهم افعل بي كذا وكذا فانك لا تقوم من مجلسك حتى يستجاب لك إنشاء الله. قال أحمد بن عبد الله: قال أبو صالح: لا تعلموا السفهاء ذلك (1). 4 - ما: الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه قال: قلت للامام علي بن محمد عليهما السلام: علمني يا سيدي دعاء أتقرب إلى الله عزوجل به، فقال لي: هذا دعاء كثيرا ما أدعو به، وقد سألت الله عزوجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو: " يا عدتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند، ويا واحد يا أحد ويا قل هو الله أحد، أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا " (2). دعوات الراوندي: عن الشيخ أبي جعفر النيسابوري، عن الشيخ أبي علي عن والده شيخ الطائفة، عن الفحام مثله. أقول: سيأتي باسناد آخر في أبواب الزيارات. 5 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن إبراهيم بن حبيب، عن الحسن بن محمد بن عبد الواحد، عن الحسن بن الحسين، عن علي بن القاسم الكندي عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا نزل به كرب أو هم دعا " يا حي يا قيوم، يا حيا لا يموت لا إله إلا أنت كاشف الهم، مجيب دعوة المضطرين، أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والارض، ذو الجلال والاكرام، رحمن الدنيا

 

(1) الخصال ج 2 ص 96. (2) أمالى الطوسى ج 1 ص 286.

 

[157]

والاخرة، ورحيمهما، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، يا أرحم الراحمين " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما دعا أحد من المسلمين بهذه ثلاث مرات إلا اعطي مسئلته إلا أن يسأل مأثما أو قطيعة رحم (1). أقول: قد أوردنا بعض ما يناسب الباب في باب أدعية الفرج. 6 - سن: جعفر بن محمد الاشعري، عن القداح، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام عن عبد الله بن جعفر قال: قال لي عمي علي بن أبي طالب: ألا أحبوك كلمات والله ما حدثت بها حسنا ولا حسينا، إذا كانت لك إلى الله حاجة تحب قضاها فقل: " لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسئلك بأنك ملك مقتدر، وأنت على كل شئ قدير، ما تشاء من كل شئ يكون " ثم تسأل حاجتك (2). 7 - غط: أحمد بن علي الرازي، عن علي بن عائذ الرازي، عن الحسن ابن وجناء النصيبي، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري، عن القائم صلوات الله عليه قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح: " اللهم إني أسئلك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا (3). أقول: أوردنا تمام الخبر بأسانيد جمة في باب من رأى القائم عليه السلام وباب دعوات الائمة عليهم السلام (4).

 

(1) أمالى الطوسى ج 2 ص 125. (2) المحاسن ص 34. (3) غيبة الشيخ الطوسى ص 68. (4) راجع ج 52 ص 6 و 7، تاريخ الامام الثاني عشر الحجة القائم، ج 94 ص 188 من كتاب الدعاء نقلا من كتاب كمال الدين ج 2 ص 144.

 

[158]

8 - ضا: إذا كان لك إلى رجل حاجة فقل: " خيرك بين عينيك، وشرك تحت قدميك، فأنا أستعين بالله عليك " تقول: ذلك مرارا. 9 - قب: الكلوا ذاني في الامالي وعمر الولا في الوسيلة: جاء في حديث الليث ابن سعد أنه رأى رجلا جالسا على أبي قبيس، وهو يقول: " يا رب يا رب " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " يا أرحم الراحمين " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " يا رباه يا رباه " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " يا الله يا الله " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " يا حي يا حي " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " يا رحيم يا رحيم " حتى انقطع نفسه ثم قال: " يا أرحم الراحمين " حتى انقطع نفسه، سبع مرات، ثم قال: " اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللهم وإن برداي قد خلقا، فاكسني ". قال الليث: فو الله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا وليس على وجه الارض يومئذ عنبة، وبردين مصبوغين، فقربت منه وأكلت معه، ولبس البردين ثم نزلنا فلقي فقيرا فأعطاه برديه الخلقين، ثم انصرف، فسألت عنه فقيل: هذا جعفر الصادق (1). أقول: رواه في كشف الغمة عن محمد بن طلحة وغيره بأسانيد، وفيه فقال: " يا رب يا رب " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " رب رب " حتى انقطع نفسه، ثم قال: " يا الله يا الله " حتى انقطع نفسه إلى آخر الدعاء (2). 10 - مكا: من دعاء أمير المؤمنين عليه السلام في الحاجة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحليم الكريم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي العظيم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، يا هو يا من هو، هو هو يا من ليس هو إلا هو يا هو يا من لا هو إلا هو (3).

 

(1) مناقب آل ابى طالب ج 4 ص 232. (2) كشف الغمة ج 2 ص 420، وفيه تفصيل، وقد أورده المؤلف العلامة في ج 47 ص 142 من تاريخ الامام الصادق عليه السلام راجعه. (3) مكارم الاخلاق ص 398.

 

[159]

أيضا في طلب الحاجة: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي إذا ألمت به الحاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع ثم يقول: يا أرحم الراحمين سبع مرات، وما قالها مؤمن إلا قال الله جل جلاله: ها أنا ذا أرحم الراحمين، سل حاجتك (1). قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرء آية الكرسي فان حاجتك تقضى إنشاء الله (2). عن الصادق عليه السلام قال: من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم يقض حاجته فلا يلومن إلا نفسه (3). من كتاب عيون الاخبار عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس، وليقرء إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران، وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وام الكتاب فان فيها قضاء حوائج الدنيا والاخرة (4). في المهمات: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه، وليلصقها بالارض، ويلصق جؤجؤه بالارض، ثم يدعو (5). آخر: قال علي عليه السلام لابنه: إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا، فتوضأ وارفع يديك وقل: " يا الله يا الله " سبع مرات فانه يستجاب لك (6). آخر: وعن أبي الحسن الاول عليه السلام: ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة فرفع رأسه إلى السماء وقال ثلاث مرات: " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا فرج الله كربته، وأذهب غمه إنشاء الله تعالى (7). 11 - مكا: إذا أردت حاجة فقل: " اللهم إني أسئلك باسمك الاعلى الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم أن تفعل بي كذا. فانه لا يرد (8).

 

(1 و 2) مكارم الاخلاق ص 398. (3 - 4) مكارم الاخلاق ص 399، وتراه في كتاب العيون ج 2 ص 40. (5 - 7) مكارم الاخلاق: 399. (8) مكارم الاخلاق ص 405.

 

[160]

كشف: من كتاب الدلائل للحميري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام جاء محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين فقال له: يا ابن أخي أنا عمك وصنو أبيك وأسن منك، فأنا أحق بالامامة والوصية، فادفع إلي سلاح رسول الله، فقال علي بن الحسين: يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك، فاني أخاف عليك نقص العمر، وشتات الامر، فقال له محمد بن الحنفية: أنا أحق بهذا الامر منك، فقال علي بن الحسين: يا عم فهل لك إلى حاكم نحتكم إليه ؟ فقال: ومن هو ؟ قال: الحجر الاسود. قال: فتحا كما إليه فلما وقفا عنده قال له: يا عم تكلم، فأنت المطالب قال: فتكلم محمد بن الحنفية فلم يجبه، قال: فتقدم علي بن الحسين فوضع يده عليه وقال: اللهم إني أسئلك باسمك المكتوب في سرادق البهاء، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القوة، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق الجلال، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السلطان، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر، وأسئلك باسمك الفائق الخبير البصير، رب الملائكة الثمانية، ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ورب محمد خاتم النبيين لما أنطقت هذا الحجر بلسان عربي فصيح، يخبر لمن الامامة والوصية بعد الحسين بن علي ؟ قال: ثم أقبل علي بن الحسين على الحجر فقال: أسئلك بالذي جعل فيك مواثيق العباد، والشهادة لمن وافاك، إلا أخبرت لمن الامامة والوصية بعد الحسين ابن علي ؟ فتزعزع الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه وتكلم بلسان عربي فصيح، يقول: " يا محمد سلم سلم إن الامامة والوصية بعد الحسين لعلي بن الحسين " قال أبو جعفر عليه السلام: فرجع محمد بن علي ابن الحنفية وهو يقول: بأبى علي (1). 13 - كشف: من كتاب دلائل الحميري عن مولى لابي عبد الله عليه السلام قال: كنا مع أبي الحسن عليه السلام حين قدم به البصرة، فلما أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة وخلفنا سفينة فيها امرأة تزف، إلى زوجها، وكانت لهم جلبة (2) فقال:

 

(1) كشف الغمة ج 2 ص 309. (2) الجلبة: اختلاط الاصوات.

 

[161]

ما هذه الجلبة ؟ قلنا: عروس، فما لبثنا أن سمعنا صيحة، فقال: ما هذا ؟ فقالوا: ذهبت العروس لتغترف ماء فوقع منها سوار من ذهب فصاحت، فقال: احبسوا وقولوا لملاحهم تحبس، فحبسنا وحبس ملاحهم، فاتكأ على السفينة، وهمس قليلا وقال: قولوا لملاحهم يتزر بفوطة وينزل فيتناول السوار، فنظرنا فإذا السوار على وجه الارض، وإذا ماء قليل، فنزل الملاح، فأخذ السوار، فقال: أعطها وقل لها: فلتحمد الله ربها، ثم سرنا. فقال له أخوه إسحاق: جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه قال: نعم ولا تعلمه من ليس له بأهل ولا تعلمه إلا من كان من شيعتنا، ثم قال: اكتب فأملا على إنشاء: " يا سابق كل فوت، يا سامعا لكل صوت قوي أو خفي، يا محيي النفوس بعد الموت، لا تغشاك الظلمات الحندسية (1)، ولا تشابه عليك اللغات المختلفة ولا يشغلك شئ عن شئ، يا من لا يشغله دعوة داع دعاه من السماء، يا من له عند كل شئ من خلقه سمع سامع، وبصر نافذ، يا من لا تغلطه كثرة المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين، يا حي حين لا حي في ديمومة ملكه وبقائه، يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره، ما من أشرقت لنوره دجى الظلم، أسئلك باسمك الواحد الاحد الفرد الصمد الذي هو من جميع أركانك صل على محمد وأهل بيته " ثم سل حاجتك (2). 14 - تم: روى أبو محمد الحسن بن محمد المقري، عن محمد بن أحمد المنصوري عن عم أبيه موسى بن عيسى بن أحمد، عن الامام أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام صاحب العسكر، عن آبائه عليهم السلام قال: من قدم هذا الدعاء أمام دعائه استجيب له قال: وحدثناه مرة اخرى، فقال: حدثني عمي، عن يزيد بن داود، عن إبراهيم بن عبد الله الكجي، عن عاصم النبيل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب أن لا يرد

 

(1) الحندس: ظلمة الليل واشتداد سواده. (2) كشف الغمة ج 3 ص 43.

 

[162]

دعاؤه فليقدم هذا الدعاء أمام دعائه، وهو " ما شاء الله توجها إلى الله، ما شاء الله تعبدا لله، ما شاء الله تلطفا لله، ما شاء الله تذللا لله، ما شاء الله استنصارا بالله، ما شاء الله استكانة لله، ما شاء الله تضرعا إلى الله، ما شاء الله استعانة بالله، ما شاء الله استغاثة بالله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). 15 - ق: روى محمد بن أحمد بن عبد الله المنصوري، عن عمه، عن أبيه قال: قلت لسيدنا أبي الحسن علي صاحب العسكري عليه السلام: علمني دعاء وخصني به، فقال: قل: يا با موسى " يا عدتي دون العدد، يا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند ويا: واحد يا أحد، يا من هو الله أحد، أسئلك بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، أن تصلي على جماعتهم، وتفعل بي كذا وكذا.... " فاني قد سألت الله سبحانه أن لا يخيب من دعا به. 16 - ما: أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق، عن يحيى بن العلا عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك على الله " اللهم أنت ولي نعمتي، وأنت القادر على طلبتي، قد تعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها " (2). 17 - دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من قرأ ماء آية من القرآن من أي القرآن شاء، ثم قال: يا الله سبع مرات، فلو دعا على الصخرة لقلعها (3) إنشاء الله. وعن الرضا عليه السلام قال: اغتممت في بعض الامور فأتاني أبو جعفر عليه السلام فقال: يا بني ادع الله وأكثر من " يا رؤف يا رحيم ". وقال أبو عبد الله عليه السلام: من قال: " يا من يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء أحد غيره " ثلاث مرات استجيب له، وهو الدعاء الذي لا يرد، وإن من أوجه الدعاء

 

(1) فلاح السائل 97. (2) أمالى الطوسى ج 2 ص 289. (3) لفلقها خ.

 

[163]

وأبلغه أن يقول: " يا الله الذي كمثله شئ صل على محمد وأهل بيته وافعل بي كذا وكذا " وكان أبي عبد الله عليه السلام يخزن هذا الدعاء ويخبأه ولا يطلع عليه أحدا " أعوذ بدرع الله الحصينة التي لا ترام، وأعوذ بجمع الله من كذا وكذا " وقولوا: كلمات الفرج. وقال أبو عبد الله عليه السلام: إن من ألح الدعاء أن يقول العبد: ما شاء الله. وإن من أجمع الدعاء أن يقول العبد: الاستغفار، وسيد كلام الاولين والاخرين " لا إله إلا الله ". وقدم رجل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله هل من دعاء لا يرد ؟ قال: نعم، " اللهم إني أسئلك باسمك الاعلى الاجل الاعظم " رددها ثم سل حاجتك. وعن الثمالي قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: علمني دعاء فقال: يا ثابت قل: " اللهم إني أسئلك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والارض ذو الجلال والاكرام أن تفعل بي كذا وكذا " ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو الذي إذا دعي به اجاب وإذا سئل به أعطى. وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: دفع إلي جبرئيل عن الله تبارك وتعالى هذه المناجات لطلب الحاجة " اللهم جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك ومن وعدته بالاستجابة أن يرجوك، ولي اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلت منها طاقتي، وضعفت عن مرامها قوتي، وسولت لي نفسي الامارة بالسوء، وعدوي الغرور الذي أنا منه ومنها مبلو، أن أرغب إلى ضعيف مثلي ومن هو في النكول شكلي حتى تداركتني رحمتك، وبادرتني بالتوفيق رأفتك، ورددت علي عقلي بتط ؟ لك، وألهمتني رشدي بتفضلك، وأجليت بالرجاء لك قلبي، وأزلت خدعة عدوي عن لبي، وصححت في التأمل فكري، وشرحت بالرجاء لاسعافك صدري، وصورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته، والوصول إلى ما أملته، فوقفت اللهم رب بين ذلك سائلا لك مما دعا إليك واثقابك، متوكلا عليك في قضاء حاجتي، وتحقيق امنيتي، وتصديق


 

[164]

رغبتي، فأعذني اللهم رب بكرمك من الخيبة والقنوط والاناة والتثبيط بهنيئ إجابتك، وسابغ موهبتك، إنك ولي، وبالمنائح الجزيلة ملي، وأنت على كل شئ قدير، وبكل شئ محيط. ومن دعاء النبي صلى الله عليه وآله " يا من أظهر الجميل، وستر [على] القبيح، يا من لم يهتك الستر، ولم يؤاخذ بالجريرة، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ومنتهى كل شكوى يا مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا أملاه، يا غاية رغبتاه أسئلك بك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار وأن تقضي لي حوائج آخرتي ودنياي، وتفعل بي كذا وكذا " وتصلي على محمد وآل محمد وتدعو بما بدا لك. وروي: إن في العرش تمثالا لكل عبد فإذا اشتغل العبد بالعبادة رأت الملائكة تمثاله وإذا اشتغل بالمعصية أمر الله بعض الملائكة حتى يحجبوه بأجنحتهم، لئلا تراه الملائكة، فذلك معنى قوله صلى الله عليه وآله: " يا من أظهر الجميل وستر القبيح ". 18 - البلد الامين: نقلا من كتاب الاحتساب على الالباب لابن طاووس رحمه الله أن الصادق عليه السلام كان إذا ألحت به الحاجة يسجد من غير صلاة ولا ركوع ثم يقول: " يا أرحم الراحمين " سبعا ثم يسأل حاجته، ثم قال عليه السلام: ما قال أحد: " يا أرحم الراحمين " سبعا إلا قال الله تعالى له: ها أنا أرحم الراحمين، سل حاجتك. وفي كتاب المشيخة تأليف الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر عليه السلام أنه لم يقل مؤمن يا الله عشر مرات متتابعات، إلا قال الله تعالى: لبيك عبدي سل حاجتك. وفي كتاب الصلاة لمحمد بن علي بن محبوب، عن الصادق عليه السلام من قال: عشر مرات: يا رب يا رب قيل له: لبيك سل حاجتك. وفي كتاب الكافي للكليني عن الرضا عليه السلام: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية. وعن الصادق عليه السلام أن الله تعالى لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس.


 

[165]

وفي عدة الداعي أنه لم يقل أحد يا رباه يا رباه عشرا إلا قيل له [لبيك سل حاجتك]، ومثل ذلك يا سيداه يا سيداه. وروي أنه من قال في سجدته: يا رباه يا سيداه، ثلاثا اجيب بمثل ذلك. وعن سماعة، عن [أبي] الحسن عليه السلام إذا كان لك عند الله تعالى حاجة فقل: " اللهم بحق محمد وعلي فان لهما عندك شأنا من الشأن، وقدرا من القدر، أسألك بحق ذلك الشأن، وبحق ذلك القدر، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا. فانه إذا كان يوم القيمة، لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن امتحن الله تعالى قلبه للايمان إلا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم. ومنه عن علي عليه السلام قال: من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال: يا الله. سبعا، فلو دعا على صخرة لقلعها الله تعالى (1). 19 - مهج: دعاء علمه أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهما السلام إذا قصدت إنسانا لحاجة فاكتب ذلك وأمسكه في يدك اليمنى، وتذهب أين شئت: " اللهم إني أسألك يا الله يا واحد يا أحد يا وتر يا نور يا صمد، يا من ملات أركانه السموات والارض، أسئلك أن تسخر لي قلب فلان بن فلان كما سخرت الحية لموسى عليه السلام وأسئلك أن تسخر لي قلبه كما سخرت لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون، وأسئلك أن تلين لي قلبه كما لينت الحديد لداود عليه السلام وأسئلك أن تذلل قلبه كما ذللت نور القمر لنور الشمس، يا الله هو عبدك ابن أمتك، وأنا عبدك ابن أمتك، أخذت بقدميه وناصيته، فسخره لي حتى يقضي حاجتي هذه، وما اريد، إنك على كل شئ قدير، وهو على ما هو فيما هو، لا إله إلا هو الحي القيوم (2). 20 - مهج: روى محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري، عن عم أبيه قال: قلت لسيدنا أبي الحسن علي صاحب العسكر عليه السلام: علمني دعاء وخصني به

 

(1) النصوص منقولة من حاشية البلد الامين لمؤلفه، ولم تطبع، راجع محاسبة النفس 147 - 151، الكافي ج 2 ص 476 و 474 عدة الداعي ص 38. (2) مهج الدعوات ص 179.

 

[166]

فقال: قل يا با موسى: " يا عدتي دون العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند يا واحد يا أحد، يا من هو الله أحد، أسئلك بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، أن تصلى على جماعتهم، وتفعل بي كذا وكذا " فاني قد سألت الله سبحانه وتعالى أن لا يخيب من دعا به (1). 21 - مهج: روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه قال: حدثني الحسن ابن علي بن عبد الله، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن سليمان البصري، عن إبراهيم ابن المفضل، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الذي دعا به علي ابن الحسين عليهما السلام عند محاكمته محمد بن الحنفية إلى الحجر الاسود أن قال: " اللهم إني أسئلك باسمك المكتوب في سرادق المجد، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق الجلال، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العزة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القدرة، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر، السابق الفائق، الحسن النضير، رب الملائكة الثمانية، ورب العرش العظيم، وبالعين التي لا تنام، وبالاسم الاكبر الاكبر الاكبر، وبالاسم الاعظم الاعظم الاعظم، المحيط بملكوت السموات والارض، وبالاسم الذي أشرقت به الشمس وأضاء به القمر وسجرت به البحار، ونصبت به الجبال، وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي، وبأسمائك المقدسات المكرمات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك بذلك كله أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا... قال أبان بن تغلب: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبان إياكم أن تدعوا بهذا الدعاء إلا لامر مهم من أمر الاخرة والدنيا، فان العباد ما يدرون ما هو ؟ هو من مخزون علم آل محمد. عليه وعليهم السلام (2). 22 - مهج: روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء باسناده

 

(1) مهج الدعوات ص 338 وفيه " يا مونسى يا عدتي " وهو تصحيف. (2) مهج الدعوات ص 197 وقد مر في ص 160 أيضا مع اختلاف.

 

[167]

إلى محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الكلمات التي تلقى بها آدم ربه هي: " اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين (1). ومن ذلك ما علمه الله جل جلاله لادم عليه السلام لدفع حديث النفس، روينا ذلك باسنادنا أيضا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكى آدم عليه السلام إلى الله حديث النفس فنزل عليه جبرئيل فقال: قل: " لا حول ولا قوة إلا بالله " (2). ومن ذلك دعاء آدم عليه السلام برواية اخرى لما تلقى من ربه كلمات ولعله عليه السلام دعا بها وهو: " يا رباه يا رباه يا رباه لا يرد غضبك إلا حلمك، ولا ينجي من عقوبتك إلا التضرع إليك، حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما حرمتني، وإن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، اللهم إني أسئلك الفوز بالجنة وأعوذ بك من النار، يا ذا العرش الشامخ المنيف، يا ذا الجلال والاكرام الباذخ العظيم، يا ذا الملك الفاخر القديم، يا إله العالمين، يا صريخ المستصرخين، ويا منزولا به كل حاجة إن كنت قد رضيت عني فازدد عني رضي، وقربني منك زلفى وإلا تكن رضيت عني، فبحق محمد وآله وبفضلك عليهم لما رضيت عني إنك أنت التواب. قال أبو عبد الله عليه السلام: هذا الدعاء الذي تلقى آدم من ربه فتاب عليه، فقال: يا آدم سألتني بمحمد ولم تره، فقال: رأيت على عرشك مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقال راوي الحديث: فو الله ما دعوت بهن في سر ولا علانية في شدة ولا رخاء، إلا استجاب الله لي (3). ومن ذلك دعاء نوح عليه السلام وجدت في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم والاحزان، تأليف أحمد بن داود النعماني قال: ولما نظر نوح عليه السلام إلى هول الماء

 

(1 - 2) مهج الدعوات ص 378. (3) مهج الدعوات ص 379.

 

[168]

والموج والامواج، دخله الرعب فأوحى الله عزوجل إليه قل: " لا إله إلا الله " ألف مرة انجك. قال: فدخلت الريح في الشراع فقال: لا إله إلا الله ألفا فنجاه الله بما قالها (1). ومن ذلك دعاء إدريس عليه السلام وجدناه عن الحسن البصري قال: لما بعث الله إدريس عليه السلام إلى قومه علمه هذه الاسماء وأوحى إليه أن قلهن سرا في نفسك، ولا تبدهن للقوم، فيدعوني بهن، قال: وبهن دعا فرفعه الله مكانا عليا، ثم علمهن الله تعالى موسى ثم علمهن الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله، وبهن دعا في غزوة الاحزاب. قال الحسن: وكنت مستخفيا من الحجاج فأدعو الله عزوجل بهن فحبسه عني، ولقد دخلوا على ست مرات فأدعو بهن فأخذ الله سبحانه أبصارهم عني، فادع بهن في التماس المغفرة لجميع الذنوب، ثم اسأل حاجتك من أمر آخرتك ودنياك فانك تعطاه إنشاء الله عزوجل، فانهن أربعون أسماء عدد أيام التوبة وهي: سبحانك لا إله إلا أنت، يا رب كل شئ ووارثه، يا إله الالهة، الرفيع جلاله، يا الله المحمود في كل فعاله، يا رحمن كل شئ وراحمه، يا حي حين لا حي في ديمومية ملكه وبقائه، يا قيوم فلا شئ يفوت علمه ولا يؤده، يا واحد الباقي أول كل شئ وآخره، يا دائم بلا فناء ولا زوال لملكه، يا صمد من غير شبيه، ولا شئ كمثله، يا بارئ فلا شئ كفوه ولا إمكان لوصفه، يا كبير أنت الذي لا تهتدي القلوب لوصف عظمته، يا بارئ النفوس بلا مثال خلا من غيره، يا زاكى الطاهر من كل آفة بقدسه، يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله، يا نقي من كل جور ولم يرضه ولم يخالطه فعاله. يا حنان أنت الذي وسعت كل شئ رحمة وعلما، يا منان ذا الاحسان قد عم الخلائق منه، يا ديان العباد كل يقوم خاضعا لرهبته [ورغبته] يا خالق من في السموات والارضين وكل إليه معاده، يا رحيم كل صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه يا تام فلا تصف الالسنة كنه جلال ملكه وعزه، يا مبدئ البدايع لم يبغ في إنشائها

 

(1) مهج الدعوات ص 379.

 

[169]

عونا من خلقه، يا علام الغيوب فلا يؤده شئ من حفظه، يا حليم ذا الاناة فلا يعدله شئ من خلقه، يا معيد ما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته. يا حميد الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه، يا عزيز المنيع الغالب على أمره فلا شئ يعدله، يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي لا يطاق انتقامه، يا قريب المتعالي فوق كل شئ علو ارتفاعه، يا مذل كل جبار عنيد بقهر عزيز سلطانه يا نور كل شئ وهداه أنت الذي فلق الظلمات نوره. يا قدوس الطاهر من كل سوء فلا شئ يعادله من خلقه، [يا قريب المجيب المتداني دون كل شئ قربه] يا عالي الشامخ فوق كل شئ علو ارتفاعه، يا مبدئ البدايا (1) ومعيدها بعد فنائها بقدرته، يا جليل المتكبر على كل شئ، فالعدل أمره، والصدق قوله ووعده، يا محمود فلا تستطيع الاوهام كل شانه ومجده، يا كريم العفو ذا العدل أنت الذي ملا كل شئ عدله، يا عظيم ذا الثناء الفاخر وذا العز والمجد والكبرياء فلا يذل عزه يا مجيب فلا تنطق الالسنة بكل آلائه وثنائه ونعمائه. [أسئلك] يا غياثي عند كل كربة، وما مجيبي عند كل دعوة [ومعاذي عند كل شدة] أسألك اللهم يا رب الصلاة على نبيك محمد صلى الله عليه وآله، وأمانا من عقوبات الدنيا والاخرة، وأن تحبس عني أبصار الظلمة المريدين بي السوء، وأن تصرف قلوبهم عن شر ما يضمرون إلى خير ما لا يملكه غيرك. اللهم هذا الدعاء ومنك الاجابة، وهذا الحمد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2). ومن ذلك دعاء إبراهيم عليه السلام وقد قدمنا به رواية عند دعاء النبي صلى الله عليه وآله يوم احد، ورأيت رواية اخرى في دعاء إبراهيم عليه السلام لما دحي به (3) إلى النار فنجاه الله به وذكر الرواية أنه من السرائر العظيمة، والقدر الكبير عند الله سبحانه وتعالى فقال: هذا ما لفظه:

 

(1) البرايا خ ل. (2) مهج الدعوات ص 380 - 381. (3) رمى به.

 

[170]

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت المرهوب يرهب منك جميع خلقك، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع عرشك من فوق جميع سمواتك، وأنت المطل على كل شئ لا يطل شئ عليك، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله أنت أعظم من كل شئ فلا يصل أحد عظمتك، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا نور النور قد استضاء بنورك أهل سمواتك وأرضك. يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لا إله إلا أنت تعاليت أن يكون لك شريك، وتكبرت أن يكون لك ضد، يا نور النور، يا نور كل نور، لا خامد لنورك، يا مليك كل مليك كل مليك يفنى غيرك، يا نور النور يا من ملا أركان السموات والارض بعظمته يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا هو يا هو يا من ليس كهو [إلا هو] يا من لا هو إلا هو أغثني أغثني الساعة الساعة الساعة، يا من أمره كلمح البصر أو هو أقرب، يا هيا شراهيا آذوني أصباوث آل شداى يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا رباه يا رباه يا رباه [يا رباه يا رباه] يا غاية منتهاه ورغبتاه. فلما دعا إبراهيم عليه السلام عجت الاملاك من صوته، وإذا النداء من العلي الاعلى " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " فخمدت أسرع من طرفة عين (1). ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلام لما القي في الجب، رويناه باسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراوندي من كتاب قصص الانبياء عليهم السلام باسناده فيه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ألقى إخوة يوسف يوسف صلوات الله عليه في الجب نزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال: يا غلام من طرحك في هذا الجب ؟ فقال: إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني قال: أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ قال: ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال جبرئيل، فان الله يقول لك: قل: " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السموات والارض، يا ذا الجلال والاكرام، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، وترزقني من حيث

 

(1) مهج الدعوات ص 382.

 

[171]

أحتسب ومن حيث لا أحتسب (1). ورأيت في المجلد الخامس من حلية الاولياء لابي نعيم في حديث الخراساني أن داود عليه السلام قال: " يا رب ما لبني إسرائيل إذا نزل بهم كرب أو شدة قالوا: يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب " ؟ فأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام أن إبراهيم لم يخير بيني وبين شئ إلا اختارني عليه، وأن إسحاق جاد لي بمهجته، وأن يعقوب ابتليته ببلاء فما أساءني ظنا في ذلك البلاء، حتى فرجته عنه أو كشفته (2). ومن ذلك رواية اخرى وجدناها بدعاء يوسف عليه السلام في الجب ولعله دعا بهما وهي: " يا صريخ المستصرخين، ويا غوث المستغيثين، ويا مفرج كرب المكروبين قد ترى مكاني، وتعرف حالي، ولا يخفى عليك شئ من أمري " (3). ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلام في بعض أوقات بلواه " يا راحم المساكين، ويا رازق المتكلمين، يا رب العالمين، ويا مالك يوم الدين، ويا غياث المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أسرع الحاسبين، ويا خير المسؤولين، ويا ذا الجلال والاكرام، يا كبير كل كبير يا من لا شريك له ولا وزير، يا من هو على كل شئ قدير، يا من هو عليم خبير يا من هو بكل شئ بصير. يا خالق الشمس والقمر المنير، يا جابر العظم الكسير، يا مغني البائس الفقير يا مطلق المكبل الاسير، يا مدبر الامر ثم إليه المصير، يا من لا يجار عليه وهو يجير، يا من يحيي الموتى وهو عليه يسير، يا عصمة الخائف المستجير، يا مغني الفقير الضرير، يا حافظ الطفل الصغير، يا راحم الشيخ الكبير، يا من لا تخفى عليه خافية في السموات والارض، يا غافر الذنوب، يا علام الغيوب، يا ساتر العيوب أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ولوالدي وتجاوز عنا فيما تعلم فانك الاعز الاكرم ". أقول: إن قوله: أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد إلى آخره لعله من

 

(1 - 3) مهج الدعوات ص 383.

 

[172]

زيادة الرواية (1). ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلام لما اتهمه العزيز بزليخا، وهو أنه صلى ركعتين ثم دعا وهو مرفوع رأسه إلى السماء فقال: " اللهم ارحم صغر سني، وضعف ركني، وقلة حيلتي، فانك على كل شئ قدير، فاذكرني بصلاح يعقوب وصبر إسحاق، ويقين إسماعيل، وشيبة إبراهيم، برحمتك يا أرحم الراحمين " فبكت لبكائه الملائكة في السموات (2). ومن ذلك دعاء يعقوب عليه السلام لما رد الله جل جلاله عليه يوسف " بسم الله الرحمن الرحيم يا من خلق الخلق بغير مثال، ويا من بسط الارض بغير أعوان ويا من دبر الامور بغير وزير، ويا من يرزق الخلق بغير مشير، ويا من يخرب الدنيا بغير استيمار " ثم تدعو بما شئت تستجاب (3). ومن ذلك دعاء أيوب عليه السلام " اللهم إني أعوذ بك اليوم فأعذني وأستجير بك اليوم من جهد البلاء فأجرني، واستغيث بك اليوم فأغثني، وأستنصرك اليوم فانصرني وأستعين بك اليوم على أمري فأعني، وأتوكل عليك فاكفني، وأعتصم بك فاعصمني وآمن بك فآمني، وأسألك فأعطني، وأسترزقك فارزقني، وأستغفرك فاغفر لي وأدعوك فاذكرني، وأسترحمك فارحمني " (4). ومن ذلك دعاء موسى عليه السلام لما وقف على فرعون " اللهم بديع السموات والارضين، الذي نواصي العباد بيدك، فان فرعون وجميع أهل السموات وأهل الارض وما بينهما عبيدك، ونواصيهم بيدك، وأنت تصرف القلوب حيث شئت اللهم إني أعوذ بخيرك من شره، وأسئلك بخيرك من خيره، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، كن لنا جارا من فرعون وجنوده " ثم دخل عليه وقد ألبسه الله جنة من سلطانه [لن يصل إليه بعون الله] (5).

 

(1) مهج الدعوات ص 383. (2 - 4) مهج الدعوات ص 384. (5) مهج الدعوات ص 385.

 

[173]

ومن ذلك دعاء آخر لموسى عليه السلام: " لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع، ورب الارضين السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أدرأ بك في نحره، وأعوذ بك من شره، وأستعينك عليه فاكفنيه بما شئت " (1). ومن ذلك دعاء يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام رويناه بإسنادنا إلى سعد ابن عبد الله من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى الرضا عليه السلام قال: وجد رجل من الصحابة صحيفة فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وآله فنادى الصلاة جامعة، فما تخلف أحد ذكر ولا انثى، فرقا المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي موسى وإذا فيها: وإن ربكم لرؤف رحيم، ألا إن خير عباد الله التقي الخفي، وإن شر عباد الله المشار إليه بالاصابع، فمن أحب أن يكتال بالمكيال الاوفي، وأن يؤدي الحقوق التي أنعم الله بها عليه، فليقل في كل يوم " سبحان الله كما ينبغي لله، والحمد لله كما ينبغي لله، ولا إله إلا الله كما ينبغي لله، والله أكبر كما ينبغي لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد وعلى أهل بيت النبي، وعلى جميع المرسلين حتى يرضى الله ". ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ألحوا في الدعا فصبر هنيئة ثم رقا المنبر فقال: من أحب أن يعلو ثناؤه على ثناء المجاهدين، فليقل هذا القول في كل يوم، فان كانت له حاجة قضيت، أو عدو كبت، أو دين قضي، أو كرب كشف، وخرق كلامه السموات حتى يكتب في اللوح المحفوظ (2). ومن ذلك دعاء الخضر وإلياس عليهما السلام روي أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم، فيفترقان من هذا الدعاء، وهو " بسم الله، ما شاء الله، لا قوة إلا الله ما شاء الله كل نعمة من الله، ما شاء الله الخير كله بيد الله، عزوجل، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله " قال: فمن قالها حين يصبح ثلاث مرات أمن الحرق والسرق

 

(1) مهج الدعوات ص 385. (2) مهج الدعوات ص 386. (*)

 

[174]

والغرق (1). ومن ذلك دعاء آخر للخضر عليه السلام " يا شامخا في علوه، يا قريبا في دنوه يا مدانيا في بعده، يا رؤفا في رحمته، يا مخرج النبات، يا دائم الثبات، يا محيي الاموات، يا ظهر اللاجين، يا جار المستجيرين، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا صريخ المستصرخين، يا عماد من لا عماد له، يا سند من لا سند له يا من ذخر من لا ذخر له، يا حرز من لا حرز له، يا كنز الضعفاء، يا عظيم الرجاء، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا محيي الموتى، يا أمان الخائفين، يا إله العالمين، يا صانع كل مصنوع، يا جابر كل كسير، يا صاحب كل غريب، يا مونس كل وحيد يا قريبا غير بعيد، يا شاهدا غير غائب، يا غالبا غير مغلوب، يا حي حين لا حي، يا محيي الموتى، يا حي لا إله إلا أنت " من قاله قولا أو سمعه سمعا أمن الوسوسة أربعين سنة. أقول: وأدعية الخضر كثيرة وقد اقتصرنا على ما ذكرناه (2). ومن ذلك دعاء يونس بن متى عليه السلام وهو " يا رب من الجبال أنزلتني، ومن المسكن أخرجتني، وفي البحار صيرتني، وفي بطن الحوت حبستني، فلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فأنجاه الله من الغم (3). ومن ذلك دعاء آخر ليونس بن متى عليه السلام وهو " يا رب اللهم إني أسئلك بأسمائك الحسنى، وآلائك العليا، وأسئلك يا رب الله يا الله، يا كبير يا جليل يا حنان يا منان، يا فرد يا دائم، ويا وتر يا أحد يا صمد يا الله، يا لا إله إلا أنت أسئلك بلا إله إلا أنت أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ذنوبي، وأن تحرم جسدي على النار، اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على موسى ألا تردوا السائلين عن أبوابكم، ونحن على بابك فلا تردنا، اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على نبيك موسى أن اغفروا للظالمين، ونحن الظالمون على بابك، فاغفر لنا، اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على موسى بن عمران أن أعتقوا الارقاء ونحن عبيدك فأعتقنا

 

(1) مهج الدعوات ص 386. (2 و 3) مهج الدعوات ص 387.

 

[175]

من النار (1). ومن ذلك دعاء داود عليه السلام على وصف التحميد، روي أن داود عليه السلام لما قال هذا التحميد أوحى الله تعالى إليه: أتبعت الحفظة وهو " اللهم لك الحمد دائما مع دوامك، ولك الحمد باقيا مع بقائك، ولك الحمد خالدا مع خلودك، ولك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك، يا ذا الجلال والاكرام " (2). ومن ذلك دعاء آصف وزير سليمان بن داود عليه السلام روي أنه أتى به عرش بلقيس وأنه الدعاء الذي كان عيسى عليه السلام يحيي به الموتى وهو " اللهم إني أسئلك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيوم الطاهر المطهر نور السموات والارضين - وفي رواية اخرى " رب السموات والارضين " - عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الحنان المنان ذو الجلال والاكرام، أن تفعل بي كذا وكذا ".. وتجعله أنت " أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا " فانه يستجاب لك إنشاء الله هذا لفظه كما وجدناه (3). ومن ذلك دعاء عيسى عليه السلام رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراوندي رحمه الله من كتاب قصص الانبياء بإسناده إلى الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلوات الله عليه وعليهم قال: لما اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلام ليقتلوه بزعمهم، أتاه جبرئيل عليه السلام فغشاه بجناحه فطمح عيسى ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناج جبرئيل عليه السلام وهو: " اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الاعز، وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر، وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال، الذي ثبتت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه ". فلما دعا به عليه السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل أن أرفعه إلى عندي. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات، فو الله

 

(1) مهج الدعوات ص 387. (2 و 3) مهج الدعوات ص 388.

 

[176]

الذي نفسي بيده، ما دعا بهن عبد باخلاص نية إلا اهتز [لهن] العرش، وإلا قال الله للملائكة: اشهدوا أني قد استجبت له بهن، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته، ثم قال لاصحابه: سلوها ولا تستبطؤا الاجابة (1). ومن ذلك دعاء عيسى عليه السلام برواية غير هذه وهي أن النبي صلى الله عليه وآله رأى في باطن جبرئيل الدعاء فعلمه عليا والعباس، وقال: يا علي يا خير بني هاشم، يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلاء الكلمات، فو الذي نفسي بيده، ما دعا بهن مؤمن بإخلاص إلا اهتزلهن العرش، والسموات السبع والارضون، وقال الله تعالى لملائكته: اشهدوا أني قد استجبت للداعي بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته، وزعموا أنه الدعاء الذي دعا به عيسى بن مريم فرفعه الله، وهو هذا الدعاء: " اللهم إني أعوذ باسمك الواحد الاحد، وأعوذ باسمك الاحد الصمد، و أعوذ بك باسمك اللهم العظيم الوتر، وأعوذ اللهم باسمك الكبير المتعال، الذي ملا الاركان كلها، أن تكشف عني غم ما أصبحت فيه وأمسيت (2) ومن ذلك دعاء لعيسى بن مريم عليه السلام برواية اخرى وهو: " اللهم خالق النفس من النفس، ومخرج النفس من النفس، ومخلص النفس من النفس، فرج عنا وخلصنا من شدتنا " (3). 23 - مهج: ومن ذلك دعاء سلمان الفارسي رضوان الله عليه الذي علمه النبي صلى الله عليه وآله، ويروى أن سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى عليه السلام وروي عن أحد الائمة صلوات الله عليهم أن سلمان أدرك العلم الاول والاخر، وجدته في أصل عتيق تاريخ كتابته ربيع الاخر سنة أربعة عشر وثلاثمائة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لسلمان الفارسي: ألا اخبرك بما هو خير من الذهب والفضة ؟ وخير من الدنيا وزهرتها ؟ فقال: بلى يا رسول الله ! صلى الله عليك وعلى آلك، قال: فقل:

 

(1) مهج الدعوات ص 388. (2 و 3) مهج الدعوات ص 389.

 

[177]

" اللهم إن الامر قد خلص إلى نفسي وهي أعز الانفس على وأهمها إلى وقد علمت ربي، وعلمك أفضل من علمي، أنك تعلم مني مالا أعلم من نفسي، لك محياي ومماتي، ودنياي وآخرتي، إليك مرجعي ومنقلبي لا أملك إلا ما أعطيتني ولا أتقي إلا ما وقيتني ولا انفق إلا ما رزقتني. بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت وأمسيت، ملكتني بقدرتك، وقدرت علي بسلطانك، تقضي فيما أردت لا يحول أحد دون قضائك، أوقرتني نعما، وأوقرت نفسي ذنوبا، كثرت خطاي، وعظم جرمي، واكتنفتني شهواتي، فقد ضاق بها ذرعي، وعجز عنها عملي وضعف عنها شكري، وقد كدت أن أقنط من رحمتك إلهي وأن القي إلى التهلكة بيدي الذي أيأس منه عذري، وذكري من ذنوبي وما أسرفت به على نفسي، ولكن رحمتك رب التي تنهضني وتقويني، ولولا هي لم أرفع رأسي، ولم اقم صلبي من ثقل ذنوبي، فاياك أرجو إلهي أنت أرجا عندي من عملي الذي أتخوفه واشفق منه على نفسي. إلهي وكيف لا اشفق من ذنوبي وقد خفت أن تكون أوبقتني، وقد أحاطت بي وأهلكتني، وأنا أذكر من تضييع أمانتى، وما قد تكلفت به على نفسي، ما لم تحمله الجبال قبلى، ولا السموات والارضون، وهى أقوى منى، وحملتها بعلمك بها، وقلة علمي، فلو كان لى علم ينفعني لم تقر في الدنيا عينى، وأصارت حلاوتها مرارة عندي ولفررت هاربا من ذنوبي، لا بيت يأويني، ولا ظل يكننى مع الوحوش مقعدي ومقيلي. ولو فعلت ذلك لكان يحق لى أن أتخوف على نفسي، والموت يطلبني حثيثا دائبا يقص أثري موكل بى كأنه لا يريد أحدا غيري، ليس يناظرني (1) ساعة إذا جاء أجلى، كأنى أرانى صريعا بين يديه، وكأني بالموت ليس أحد من الموت يمنعنى ولا يدفع كربه عنى ولا أستطيع امتناعا يؤخرنى، وبكأس الموت يسقينى

 

(1) بناظري خ ل.

 

[178]

ولا منعة عندي، مقلوبة (1) بكرب الموت طرفي جزعا، فيالك من مصرع ما أقطعه عندي مغلوبة (2) بكرب الموت نفسي، تختلج لها أعضائي وأوصالي، وكل عرق ساكن مني، فكأني بملك الموت يستل روحي، مستسلم له، بل على الكراهة مني. كذا رسل ربي يقبضون في الحر روحي، فعندها ينقطع من الدنيا أثري واغلق باب توبتي، ورفعت كتبي، وطويت صحيفتي، وعفا ذكري، ورفع عملي وادخلت في هول آخرتي، وصرت جسدا بين أهلي، يصرخون ويبكون حولي وقد استوحشوا مني، وأحبوا فرقتي، وعجلوا إلي كفني، وحملوني إلى حفرتي فالقيت فيها لحيني (3) وسويت الارض علي من فوقي، وسلموا علي وودعوني وأقمت في منتها من كان قبلي من جيران لا يؤانسوني، ولا أزورهم، ولا يزوروني وفي عسكر الموت خلفوني، فيه مضجعي ومنامي، وحش فقر مكاني، قد ذهب الاهلون عني، وأيقنوا بالتفرقة مني، لا يرجوني آخر الدهر ليس أحد منهم يؤنسني في وحشتي، ولا يحمل ذنبا من ذنوبي، وكل قد ذهل عني، وتركوني وحيدا في قبري. [و] أنا صاحب نفسي لا يراني أحد من الناس ما يفعل بي، فان تك ربي راضيا عني فطوبى ثم طوبى لي، وإن تكن الاخرى فيا حسرتي، ويا ندامتا، على ما فرطت في جنب ربي، وكيف أذكر هذا الامر ثم لا تدمع له عيني، ولا يفزع لذكره قلبي، ولا ترعد له فرائصي، ولا أحمل على ثقله نفسي، ولا اقصر على هواى وشهواتي، مغرور في دار غرور قد خفت أن لا يكون هذا الصدق مني. فأشكو إليك يا رب قسوة قلبي، وتقصيري وإبطائي، وقلة شكر ربي، رب جعلت لي جوارح لاستبهام النعم منك يحق بي لك الشكر على جوارحي وأعضائي وأوصالي بالذي يحق لك عليها من العبادة، بخشوع نفسي وبصري، وجميع أركاني

 

(1) أقلب خ كما في المصدر. (2) أغلب خ. (3) لجنبي خ.

 

[179]

فبهن عصيتك ربي، ولم يكن ذلك جزاءك ولا شكرك مني، وقد خفت أن أكون قد أوبقت نفسي، واستهلكتها بجرمي، فاستوجبت العقوبة منك، ليس دونك أحد يأويني، ولا يطيق ملجائي، ولا من عقوبتك ينجيني، ولا يغفر ذنبا من ذنوبي وكل قد شغل بنفسه عني، بارزتك بسوءتي، وباشرت الخطايا وأنت تراني في سري منها وعلانيتي، وأظهرت لك ما أخفيت من الناس فاستترت من ذنوبي ولا يرونى فيعيبونى استحياء منهم، ولم أستحيك. إلهى قد أنست إلى نفسي، وقذفتني في المهالك شهواتي، وتعاطت ما تعاطت وطاوعتها فيما مضى من عمري، ولا أجدها تطيعني، أدعوها إلى رشدها فتأبى أن تطيعني وأشكو إليك رب ما أشكو لتصرخني وتستنقذني.... ثم تسأل حاجتك (1). أقول: وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي - رحمه الله - قال: قال لشيخ الشهيد ابن مكي قدس الله روحه نقلت من خط مغربي حدث معافى بن المتوكل، عن الاسكندراني، عن عبد الله بن المبارك، عن ثقة أن عليا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال للحسن ابنه عليه السلام اعلمك شيئا أصله من كتاب الله علمنيه النبي صلى الله عليه وآله فإذا أرددت أن تدعو الله به، فادع به بعد صلاة الغداة، أو بعد صلاة العصر، ثم سم ما أردت من حوائجك، واعلم أنك إذا ابتدأت به وكل الله بك ألف ملك يستغفرون لك، واعطي كل ملك قوة ألف ملك في سرعة الاستغفار ويبني لك ألف قصر في الجنة وعشت ما عشت في الدنيا منعما، ولا يصيبك فيها قتر ولا خلة، ولا تسأل أحدا من الدنيا كائنا ما كان إلا قضى لك، قل: " سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويحيي الارض بعد موتها، وكذلك تخرجون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، و سلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

(1) مهج الدعوات ص 390 - 393.

 

[180]

سبحان الله ذي الملك والملكوت، سبحان الله ذي العزة والعظمة والجبروت سبحان الله الملك الحي الذي لا يموت، سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى سبحان الملك القدوس، رب الملائكة والروح، اللهم لك الحمد حمدا يصعد ولا ينفد، ولك الحمد علي ومعي وقدامي وخلفي، يا الله عشرا يا رحمان عشرا يا رحيم عشرا يا رب مثله، يا حي يا قيوم مثله، يا بديع السموات والارض مثله يا ذا الجلال والاكرام مثله، يا حنان يا منان مثله، اللهم صل على محمد وآل محمد عشرا.... وسل حاجتك. 106 ((باب)) * " (أدعية الفرج ودفع الاعداء ورفع الشدائد) " * * " (وفيه أدعية يوسف عليه السلام في الجب والسجن) " * * " (ودعاء دانيال في الجب) " * * " (وأدعية سائر الانبياء عليهم السلام وما يناسب ذلك) " * * " (من أدعية التحرز من الافات والهلكات) " * 1 - ما: المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن هارون، عن ابن صدقة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلي أوراقا من صحيفة عتيقة قال: انتسخ ما فيها فهو دعاء جدي علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام للمهمات، فكتبت ذلك على وجهه، فما كربني شئ قط وأهمني إلا دعوت به ففرج الله همي، وكشف كربي، وأعطاني سؤلي، وهو: " اللهم هديتني فلهوت، ووعظت فقسوت، وأبليت الجميل فعصيت، وعرفت فأصررت ثم عرفت فاستغفرت فأقلت، فعدت فسترت، فلك الحمد إلهي تقحمت أودية هلاكي، وتحللت شعاب تلفي، تعرضت فيها لسطواتك، وبحلولها لعقوباتك ووسليتي إليك التوحيد، وذريعتي أني لم اشرك بك شيئا، ولم أتخذ معك إلها


 

[181]

وقد فررت إليك من نفسي وإليك يفر المسئ، أنت مفزع المضيع حظ نفسه. فلك الحمد إلهي فكم من عدو انتضى على سيف عداوته (1) وشحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شباحده، وداف لي قواتل سمومه، وسدد نحوي صوائب سهامه ولم تنم عني عين حراسته، وأظهر أن يسيمني المكروه، ويجر عني ذعاف مرارته (2) فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير عدد من ناواني وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكري فأبتدأتني بنصرتك، وشددت أزري بقوتك، ثم فللت حده وصيرته من بعد جمعه وحده، وأعليت كعبي، وجعلت ما سدده مردودا عليه، فرددته لم يشف غليله، ولم يبرد حرارة غيظه، قد عض على شواه، وأدبر موليا قد أخلف سراياه. وكم من باغ بغاني بمكائده، ونصب لى أشراك مصائده، ووكل بي تفقد رعايته، وأظبأ (3) إلى إظباء السبع لمصائده، وانتظار الانتهاز لفريسته، فناديتك يا إلهى مستغيثا بك، واثقا بسرعة إجابتك، عالما أنه لن يضطهد من أوى إلى ظل كنفك، ولن يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك، فحصنتنى من بأسه بقدرتك. وكم من سحائب مكروه جليتها، وغواشى كربات كشفتها، لا تسئل عما تفعل وقد سئلت فأعطيت، ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت، أبيت إلا إحسانا وأبيت إلا تقحم حرماتك، وتعدي حدودك، والغفلة عن وعيدك، فلك الحمد إلهي من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير

 

(1) يقال: انتضى سيفه: استله من غمده، والشحذ كالتشحيذ: التحديد، وبمعناه الارهاف، والمدية: الشفرة، والظبة كالشباحد السيف والسكين ونحوهما، والدوف: خلط الدواء ومزجها، والصوائب جمح الصائب وهو من السهام: الذى لا يخطئ في الاصابة. (2) يقال سامه خسفا: اولاه اياه واراده عليه، وفلانا الامر: كلفه اياه واكثر ما يستعمل في العذاب والشر، والذعاف: السم القاتل: يقتل من ساعته، والفادح: الثقيل من البلاء. (3) أظبأ الصائد: استتر واختبا ليختل صيده. (*)

 

[182]

وشهد على نفسه بالتضييع. اللهم إني أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة، وأتوجه إليك بالعلوية البيضاء فأعذني من شر ما خلقت، وشر من يريد بي سوءا فان ذلك لا يضيق عليك في وجدك، ولا يتكأدك في قدرتك، وأنت على كل شئ قدير. اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني، وارحمني بترك تكلف مالا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، وألزم قلبي حفظ كتابك كما عملتني، واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنى، ونور به بصري، وأوعه سمعي واشرح به صدري، وفرج به قلبى، وأطلق به لساني، واستعمل به بدنى، واجعل في من الحول والقوة ما يسهل ذلك على، فانه لا حول ولا قوة إلا بك. اللهم اجعل ليلي ونهاري ودنياي وآخرتي، ومنقلبي ومثواي، عافية منك ومعافاة وبركة منك، اللهم أنت ربي ومولاي وسيدي وأملى وإلهى وغياثى وسندي وخالقي وناصري وثقتى ورجائي، لك محياي ومماتي، ولك سمعي وبصري وبيدك رزقي وإليك أمري، في الدنيا والاخرة، ملكتنى بقدرتك، وقدرت على بسلطانك، لك القدرة في أمري، وناصيتي بيدك لا يحول أحد دون رضاك، برأفتك أرجو رحمتك، وبرحمتك أرجو رضوانك، لا أرجو ذلك بعملي، فقد عجزت عن عملي، فكيف أرجو ما قد عجز عنى، أشكو إليك فاقتي، وضعف قوتي، وإفراطى في أمري، وكل ذلك من عندي، وما أنت أعلم به منى، فاكفني ذلك كله. اللهم اجعلني من رفقاء محمد حبيبك، وإبراهيم خليلك، ويوم الفزع الاكبر من الامنين، فآمني، وبيسارك فيسرني، وباظلالك فأظلني، ومفازة من النار فنجني، ولا تسمني السوء، ولا تحزني، ومن الدنيا فسلمني، وحجتي يوم القيامة فلقني، وبذكرك فذكرني، ولليسرى فيسرني، وللعسرى فجنبني، والصلاة والزكاة مادمت حيا فألهمني، ولعبادتك فوفقني، وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني ومن فضلك فارزقني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحسابا يسيرا فحاسبني، وبقبيح


 

[183]

عملي فلا تفضحني، وبهداك فاهدني، وبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فثبتني. وما أحببت فحببه إلي، وما كرهت فبغضه إلي، وما أهمني من الدنيا والاخرة فاكفني، وفي صلاتي وصيامي ودعائي ونسكي ودنياي وآخرتي فبارك لي والمقام المحمود فابعثني، وسلطانا نصيرا فاجعل لي، وظلمي وجهلي وإسرافي في أمري فتجاوز عني، ومن فتنة المحيا والممات فخلصني، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنجني، ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني، وأدم صالح الذي آتيتني، وبالحلال عن الحرام فأغنني، وبالطيب عن الخبيث فاكفني. أقبل بوجهك الكريم إلي ولا تصرفه عني، وإلى صراط المستقيم فاهدني، ولما تحب وترضى فوفقني. اللهم إني أعوذ بك من الرياء والسمعة، والكبرياء والتعظم والخيلاء والفخر والبذخ (1) والاشر والبطر والاعجاب بنفسي، والجبرية، رب وأعوذ بك من الفجر والبخل والشح والحسد والحرص والمنافسة والغش وأعوذ بك من الطمع والطبع (2) والهلع والجزع والزيغ والقمع وأعوذ بك من البغي والظلم والاعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان. رب وأعوذ بك من المعصية والقطيعة والسيئة والفواحش والذنوب، وأعوذ بك من الاثم والمأثم والحرام [و] المحرم، والخبث وكل ما لا تحب. رب وأعوذ بك من الشيطان ومكره وبغيه وظلمه وعدوانه وشركه وزبانيته وجنده وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وأعوذ بك من شر ما خلقت من دابة وهامة أو جن أو إنس مما يتحرك، وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الارض وما يخرج منها، وأعوذ بك من

 

(1) البذخ: التكبر، وهو من المجاز، أصله بمعنى الطول والرفعة. (2) الطبع: الدنس والدناءة، وفى الحديث أعوذ من طمع يهدى إلى طبع. والهلع: الحرص، والجزع: عدم التصبر، والزيغ، الميل والاعوجاج، والقمع: الذلة والتحير.

 

[184]

شر كل كاهن وساحر وزاكن (1) ونافث وراق (2) وأعوذ بك من شر كل حاسد وطاغ وباغ ونافس وظالم ومعاند وجائر، وأعوذ بك من العمى والصمم والبكم والبرص والجذام والشك والريب، وأعوذ بك من الكسل والفشل والعجز والتفريط والعجلة والتضييع والابطاء، وأعوذ بك من شر ما خلقت في السموات والارض وما بينهما وما تحت الثرى. وأعوذ بك من القلة والذلة، وأعوذ بك من الضيق والشدة والقيد والحبس والوثاق والسجون والبلاء وكل مصيبة لا صبر لى عليها آمين رب العالمين. اللهم أعطنا كل الذي سألناك، وزدنا من فضلك على قدر جلالك وعظمتك بحق لا إله إلا أنت العزيز الحكيم (3). جا: أحمد بن الوليد مثله (5). 2 - لى: العطار، عن سعد، عن ابن عبد الجبار، عن ابن البطائني، عن أبيه عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما كان دعاء يوسف عليه السلام في الجب فانا قد اختلفنا فيه ؟ فقال: إن يوسف عليه السلام لما صار في الجب وأيس من الحياة، قال: " اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهى عندك، فلن ترفع لى إليك صوتا، ولن تستجيب لى دعوة، فانى أسئلك بحق الشيخ يعقوب، فارحم ضعفه واجمع بينى وبينه، فقد علمت رقته على وشوقي إليه ". قال: ثم بكى أبو عبد الله الصادق عليه السلام ثم قال: وأنا أقول: اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهى عنك فلن ترفع لى إليك صوتا فانى أسئلك بك فليس كمثلك شئ، وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبى الرحمة، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله. قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: قولوا هذا وأكثروا منه، فانى كثيرا ما

 

(1) الزاكن: المتفرس الفطن الذى يطلع على الاسرار فيؤذي الناس. (2) الراقي: النفاث في العقد. (3) امالي الطوسى ج 1 ص 14 - 15. (4) مجالس المفيد: 149 - 152.

 

[185]

أقوله عند الكرب العظام (1). 3 - لى: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن سمع أبا سيار يقول: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: جاء جبرئيل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام وهو في السجن فقال: قل في دبر كل صلاة مفروضة: " اللهم اجعل لي [من أمري] فرجا ومخرجا، وارزقني من حيث أحتسب، ومن حيث لا أحتسب " ثلاث مرات (2). 4 - فس: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما طرحوا يوسف في الجب قال: يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ارحم ضعفى، وقلة حيلتي وصغري (3). 5 - فس: الحسن بن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن عمرو، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أذن ليوسف عليه السلام في دعاء الفرج، وضع خده على الارض ثم قال: " اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فاني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب " ففرج الله عنه، قلت: جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال: ادع بمثله، اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام (4). 6 - فس: قال: لما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب رفع يعقوب يده إلى السماء فقال: " يا حسن الصحبة، يا كريم المعونة، يا خير إله ائتني بروح منك وفرج من عندك " فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يعقوب ألا اعلمك دعوات يرد الله عليك بصرك، وابنيك ؟ قال: نعم. قال: قل: " من لا يعلم أحد كيف هو

 

(1) أمالى الصدوق ص 243. (2) أمالى الصدق ص 244. (3) تفسير القمى ص 317. (4) تفسير القمى ص 322 وتراه في تفسير العياشي ج 2 ص 178.

 

[186]

إلا هو، يا من سد السماء بالهواء، وكبس الارض على الماء، واختار لنفسه أحسن الاسماء، ائتني بروح منك، وفرج من عندك " قال: فما انفجر عمود الصبح حتى اتي بالقميص فطرح عليه، ورد الله عليه بصره وولده (1). شى: عن مقرن، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله وفيه: " يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلا هو " (2). 7 - فس: أبي، عن ابن محبوب، عن الحسن بن عمارة، عن أبي سيار عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب، دخل عليه جبرئيل وهو في الجب فقال: يا غلام من طرحك في هذا الجب ؟ قال له يوسف: إخوتي، لمنزلتي من أبي حسدوني، ولذلك في الجب طرحوني، قال: فتحب أن تخرج منها ؟ فقال له يوسف: ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب قال: فان إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك: قل: " اللهم إني أسئلك فان لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السموات والارض ذو الجلال والاكرام، صل على محمد وآل محمد، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب " فدعا ربه فجعل الله له من الجب فرجا ومن كيد المرأة مخرجا، وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب (3). 8 - فس: قال جبرئيل عليه السلام ليوسف عليه السلام: قل: " أسئلك بمنك العظيم وإحسانك القديم، ولطفك العميم، يا رحمن يا رحيم " فقالها: فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها (4). أقول: قد مضى بعض الاخبار في باب الحولقة (5). 9 - جا (6) ما: المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن

 

(1) تفسير القمى ص 329. (2) تفسير العياشي ج 2 ص 195. (3 - 4) تفسير القمى ص 330. (5) راجع ج 93 ص 274. (6) مجالس المفيد ص 168.

 

[187]

ابن عيسى، عن الريان قال: سمعت الرضا عليه السلام يدعو بكلمات فحفظتها عنه، فما دعوت بها في شدة إلا فرج الله عني وهي " اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، وتعيى فيه الامور، ويخذل فيه البعيد والقريب والصديق، ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت ولى كل نعمة، وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا، بنعمتك تتم الصالحات يا معروفا بالمعروف معروف ويا من هو بالمعروف موصوف، أنلني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف، من سواك، برحمتك يا أرحم الراحمين (1). 10 - ما: المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن دعاء يوسف عليه السلام ما كان ؟ فقال: إن دعاء يوسف عليه السلام كان كثيرا لكنه لما اشتد عليه الحبس خر لله ساجدا وقال: " اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي عندك، فلن ترفع لي إليك صوتا، فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب " قال: ثم بكى أبو عبد الله عليه السلام وقال: صلى الله على يعقوب: وعلى يوسف وأنا أقول: اللهم بالله وبرسوله عليه السلام (2). أقول: قد مضى بعض الاخبار في باب الادعية لقضاء الحوائج. 11 - ما: الفحام، عن محمد بن عيسى بن هارون، عن إبراهيم بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده قال: قال سيدنا الصادق عليه السلام: من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة إن دانيال كان في زمن ملك جبار عات أخذه فطرحه في جب وطرح معه السباع فلم تدنو منه ولم يخرجه، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام، قال: يا رب وأين دانيال ؟ قال: تخرج من القرية، فيستقبلك ضبع فاتبعه فانه يدلك إليه

 

(1) أمالى الطوسى ج 1 ص 33 - 34. (2) أمالى الطوسى ج 2 ص 28.

 

[188]

فأتت به الضبع إلى ذلك الجب فإذا فيه دانيال، فأدلى إليه الطعام، فقال دانيال: " الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره الحمد لله الذي يجزي بالاحسان إحسانا، وبالصبر نجاة " ثم قال الصادق عليه السلام: إن الله أبى أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون، وأن لا يقبل لاوليائه شهادة في دولة الظالمين (1). ص: الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن القاشاني، عن الاصبهاني عن المنقري، عن حفص، عنه عليه السلام مثله. 12 - فس: أبي، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل ذكر فيه قصة بخت نصر، ودانيال، قال: كان دعاؤه عليه السلام: الحمد لله الذي لا ينسى - إلى قوله: بالاحسان إحسانا، وزاد فيه: الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي يكشف ضرنا عند كربتنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين ينقطع الحيل منا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا (2). أقول: تمامه في كتاب النبوات (3). 13 - ثو: أبي، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن محمد بن حسان، عن ابن مهران، عن ابن البطائني، عن صندل، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به قل هو الله أحد، فهو من أهل النار (4). 14 - ص: بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن

 

(1) أمالى الطوسى ج 1 ص 306. (2) تفسير القمى ص 79. (3) راجع ج 14 ص 356. (4) ثواب الاعمال ص 115.

 

[189]

ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: أخبرني أبي عن جدي، عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام قال: لما أخذ نمرود إبراهيم عليه السلام ليلقيه في النار، قلت: يا رب عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره، قال الله تعالى: هو عبدي آخذه إذا شئت، ولما القي إبراهيم عليه السلام في النار تلقاه جبرئيل عليه السلام في الهواء، وهو يهوي إلى النار، فقال: يا إبراهيم لك حاجة ؟ فقال: أما إليك فلا، وقال: يا الله يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك، فأوحى الله تعالى إلى النار " كوني بردا وسلاما على إبراهيم ". 15 - ص: بالاسناد إلى الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان دعاء إبراهيم عليه السلام يومئذ: يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ثم توكلت على الله. فقال: كفيت. 16 - ص: بالاسناد إلى الصدوق باسناده إلى ابن محبوب، عن الحسن بن عمارة، عن أبي سيار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ألقى إخوة يوسف يوسف عليه السلام في الجب، نزل عليه جبرئيل فقال: يا غلام من طرحك في هذا الجب ؟ فقال: إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني، قال: أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ قال: ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، قال: فان الله يقول لك: قل: " اللهم إني أسئلك بان لك الحمد لا إله إلا أنت، بديع السموات والارض، يا ذا الجلال والاكرام، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل من أمري فرجا ومخرجا، وترزقني من حيث أحتسب، ومن حيث لا أحتسب. أقول: قد أوردنا بعض الاخبار في باب الكلمات الاربع. 17 - ص: بالاسناد إلى الصدوق، عن حمزة العلوي، عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يوشع، عن علي بن محمد الجريري، عن حمزة بن يزيد عن عمر، عن جعفر، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وعليهم قال: لما اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل عليه السلام فغشاه بجناحه، وطمح


 

[190]

عيسى ببصره فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل " اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الاعز وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر، وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ثبت أركانك كلها، أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه فلما دعا به عيسى عليه السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل: ارفعه إلي عندي. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلاء الكلمات فو الذي نفسي بيده، ما دعا بهن عبد باخلاص ونية إلا اهتز له العرش، وإلا قال الله لملائكته اشهدوا أني قد استجبت له بهن، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته، ثم قال لاصحابه سلوا بها ولا تستبطؤا الاجابة. 18 - ص: الصدوق، عن أبي حامد، عن ابن سعدان، عن أبي الخير بن بندار ابن يعقوب، عن جعفر بن درستويه، عن اليمان بن سعيد، عن يحيى بن عبد الله، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل أعرابي علي ناقة حمراء فسلم ثم قعد فقال بعضهم: إن الناقة التي تحت الاعرابي سرقها، قال: أ ؟ بينة فقالت الناقة التي تحت الاعرابي: والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إ ؟ هذا ما سرقني ولا ملكني أحد سواه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أعرابي ما الذي قلت حتى أنطقها الله بعذرك ؟ قال: قلت: اللهم إنك لست باله استحدثناك، ولا معك إله أعانك على خلقنا، ولا معك رب فيشركك في ربوبيتك، أنت ربنا كما تقول، وفوق ما يقول القائلون أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تبرأني ببرأتي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يكتبون مقالتك، ألا ومن نزل به مثل ما نزل بك، فليقل مثل مقالتك، وليكثر الصلاة على. 19 - ضا: وإذا حزنك أمر فقل سبع مرات " بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فان كفيت وإلا أتممت سبعين مرة، وإذا


 

[191]

ابتليت ببلوى أو أصابتك محنة أو خفت أمرا أو أصابك غم فاستعن ببعض إخوانك، و ادع بهذا الدعاء، ويؤمن الاخ عليه، فانه نروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه دعا وأمن عليه على بن أبي طالب عليه السلام في المهمات، وقال: ما دعا بهذا الدعاء أحد قط ثلاث مرات إلا اعطي ما سأل، إلا أن يسأل ماثما أو قطيعة رحم، وهو أن يقول: " يا حي يا قيوم، يا حي لا يموت، يا حي لا إله إلا أنت، أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والارض، يا ذا الجلال والاكرام ". وإذا كنت مجهودا فاسجد ثم اجعل خدك الايمن على الارض، ثم خدك الايسر، وقل في كل واحد " يا مذل كل جبار عنيد، يا معز كل ذليل، قد وحقك بلغ مجهودي، فصل على محمد وآل محمد، وفرج عني ". وإذا كرهت أمرا فقل: " حسبي الله ونعم الوكيل ". 20 - يج: ذكر الرضى (1) في كتاب خصائص الائمة باسناده، عن ابن عباس قال: كان رجل على عهد عمر وله إبل بناحية أذربيجان، قد استصعبت عليه فشكا إليه ما ناله، وأن معاشه كان منها، فقال له: اذهب فاستغث بالله تعالى فقال الرجل: ما زلت أدعو الله وأتوسل إليه، وكلما قربت منها حملت على، فكتب له عمر رقعة فيها: من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له. فأخذ الرجل الرقعة ومضى. فقال عبد الله بن عباس: فاغتممت شديدا فلقيت عليا فأخبرته بما كان، فقال عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليعودن بالخيبة، فهدأ ما بي وطالت على شقتي، وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال، فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها. فلما رأيته بادرت إليه فقلت: ما وراك ؟ فقال: إني صرت إلى الموضع ورميت بالرقعة، فحمل على عداد منها فهالني أمرها، ولم يكن لي قوة، فجلست فرمحتني أحدها في وجهى فقلت: " اللهم اكفنيها " وكلها تشد على وتريد قتلي

 

(1) في المصدر: ومنها ما ذكر المرتضى في خصائص الائمة الخ.

 

[192]

فانصرفت عنى فسقطت فجاء أخي فحملني، ولست أعقل، فلم أزل أتعالج حتى صلحت، وهذا الاثر في وجهي فقلت له: صر إلى عمر وأعلمه، فصار إليه وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره فقال له: كذبت لم تذهب بكتابي، فحلف الرجل لقد فعل فأخرجه عنه. قال ابن عباس: فمضيت به إلى أمير المؤمنين عليه السلام فتبسم ثم قال: ألم أقل لك، ثم أقبل على الرجل فقال له: إذا انصرفت إلى الموضع الذى هي فيه، فقل: اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين، اللهم ذلل لي صعوبتها، واكفني شرها، فإنك الكافي المعافي، والغالب القاهر " قال: فانصرف الرجل راجعا فلما كان من قابل قدم الرجل معه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين، وصار إليه وأنا معه. فقال عليه السلام: تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل: يا أمير المؤمنين بل تخبرني قال: كأني بك وقد صرت إليها، فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة، فأخذت بنواصيها واحدة واحدة، فقال الرجل: صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي هكذا كان، فتفضل بقبول ما جئتك به، فقال: امض راشدا بارك الله لك، وبلغ الخبر عمر، فغمه ذلك وانصرف الرجل وكان يحج كل سنة، وقد أنمى الله ماله. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كل من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدعاء، فانه يكفي مما يخاف إن شاء الله (1). 21 - شى: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: الكلمات التي تلقاهن آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه وهدى، قال: " سبحانك اللهم وبحمدك إني عملت سوء وظلمت نفسي، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إنه لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، إني عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين، اللهم إنه لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك إني عملت سوء

 

(1) مختار الخرائج والجرائح: 225 - 226، وذكر القصة في المناقب ج 2 ص 310 - 311، عن ابى العزيز كادش العكبرى.

 

[193]

وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم (1). 22 - سر: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبي إسحاق ثعلبه، عن عبد الله بن هلال قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن حالنا قد تغيرت، قال: فادع في صلاتك الفريضة، قلت: أيجوز في الفريضة فاسمي حاجتي للدين والدنيا ؟ قال: نعم، فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، وفعله علي عليه السلام من بعده (2). 23 - شى: عن إسحاق بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الله بعث إلى يوسف عليه السلام وهو في السجن: يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطائين ؟ قال: جرمي قال: فاعترف بجرمه واخرج، فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله، فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير كل كبير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار عنيد، يا مغني البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل الاسير، أسألك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، وترزقني من حيث أحتسب، ومن حيث لا أحتسب. قال: فلما أصبح دعا به الملك فخلى سبيله، وذلك قوله: " وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن " (3). 24 - مكا: قال النبي صلى الله عليه وآله: من دعا بهذا الدعاء: " اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي " أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه

 

(1) تفسير العياشي ج 1 ص 41 والاية في يوسف: 100. (2) السرائر ص 476. (3) تفسير العياشي ج 2 ص 198.

 

[194]

فرحا (1). وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام: إذا وقعت في ورطة فقل: " بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين " فان الله سبحانه يدفع بهاء البلاء (2). 25 - تم: باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي من كتاب الربيع بن محمد المسلى باسناده إلى ابن خارجة زيادة في دعاء يوسف عليه السلام، فقال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام تغير حالي، فقال لي: فأين أنت عن دعاء يوسف ؟ فقلت: وما دعاء يوسف ؟ فقال: كان يقول: " سكن جسمي من البلوى، وسبقني لساني بالخطيئة، فان يكن وجهي خلق عندك، وحجبت الذنوب صوتي عنك، فاني أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب " قال: قلت: فان يوسف يقول: بوجه الشيخ يعقوب، فما أقول أنا ؟ قال: تقول: بوجه محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته. أقول: وقد رويت في لفظ دعاء يوسف عليه السلام في الحبس غير ذلك، وأما قوله في الدعاء: " سكن جسمي من البلوى " فلعلها " شكى جسمي من البلوي " لكنني وجدت اللفظ كما نقلته (3). 26 - نوادر الراوندي: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تظاهرت نعم الله عليه، فليكثر الشكر، ومن الهم الشكر لم يحرم المزيد، ومن كثر همومه فليكثر من الاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 27 - نقل من خط الشهيد رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله: ما من عبد يخاف زوال نعمة أو فجاءة نقمة أو تغير عافية ويقول: " يا حي يا قيوم يا واحد يا مجيد يا بر يا كريم يا رحيم يا غني تمم علينا نعمتك، وهب لنا (4) كرامتك وألبسنا عافيتك " إلا أعطاه الله تعالى خير الدنيا والاخرة.

 

(1) مكارم الاخلاق ص 404. (2) مكارم الاخلاق ص 406. (3) فلاح السائل ص 194. (4) هنئنا خ ل.

 

[195]

28 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن محمد عبد العزيز، عن محمد بن عباد المكي، عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن جعفر قال: لقنني علي بن أبي طالب كلمات الفرج وأخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وآله لقنهن إياه وأمره إذا نزل به كرب أو شدة أن يقولهن: " لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله وتبارك الله، رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين " (1). 29 - دعوات الراوندي: عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أصابه هم أو كرب أو بلاء أو حزن، فليقل: " الله الله ربي لا اشرك به شيئا، توكلت على الحي الذي لا يموت ". ومن دعاء الفرج " يا من يكفي من كل شئ، ولا يكفي منه شئ، اكفني ما أهمني ". وعن الصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لامير المؤمنين عليه السلام: إذا وقعت في ورطة فقل ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله " فان الله يصرف بها ما يشاء من أنواع البلاء. وفي رواية أحمد: يكررها سبع مرات، فان انكشف ذلك البلاء وإلا يتمها سبعين مرة، وقال: اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية. وعن أبي جعفر عليه السلام أن يعقوب عليه السلام كان اشتد به الحزن، ورفع يده إلى السماء وقال: " يا حسن الصحبة، يا كثير المعونة، يا خيرا كله ائتني بروح منك وفرج من عندك " فهبط جبرئيل عليه السلام قال: يا يعقوب أ ؟ اعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك وولديك ؟ قال: نعم، قال: قل يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء وكبس الارض على الماء، واختار لنفسه أحسن الاسماء، ائتني بروح منك وفرج من عندك " قال: فما انفجر عمود الصبح حتى اتي بالقميص يطرح عليه، ورد الله عليه بصره وولده.

 

(1) أمالى الطوسى ج 2 ص 235.

 

[196]

وعن زين العابدين عليه السلام قال: ضمني والدي عليه السلام إلى صدره يوم قتل والدماء تغلى وهو يقول: يا بنى احفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة عليها السلام، وعلمها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه جبرئيل عليه السلام في الحاجة والمهم والغم والنازلة إذا نزلت والامر العظيم الفادح، قال ادع: " بحق يس والقرآن الحكيم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير يا منفس عن المكروبين، يا مفرج عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا. وقال النبي صلى الله عليه وآله: قال لي جبرئيل: ألا اعلمك الكلمات التي قالهن موسى عليه السلام حين انفلق له البحر ؟ قال: قلت: بلى، قال: قل: " اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ". 30 - البلد الامين: ذكر صاحب كتاب دفع الهموم والاحزان وقمح الغموم يقول المحبوس ثلاثا: " أسأل الله العفو والعافية، والمعافاة في الدنيا والاخرة ". وقال نوبة العنبري: أكرهني السلطان على القتال فأبيت فحبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة، فأتاني آت في منامي عليه ثياب بيض، وقال: يا نوبة، قد أطالوا حبسك، قلت: نعم، قال: قل: " أسأل الله العفو والعافية، والعافاة في الدنيا والاخرة " فاستيقظت فكتبت ما قاله، ثم توضأت وصليت ما شاء الله، وقلت ذلك حتى صليت صلاة الصبح، فجاء حرسي وقال: أين نوبة ؟ فقلت: نعم، فحملني وأدخلني عليه، وأنا أتكلم بهن، فلما رآني أمر باطلاقي، قال نوبة: فعلمته رجلا في البصرة قال: لم أقلهن في عذاب إلا خلي عني، وعذبت يوما ولم أذكرهن حتى جلدت مائة سوط فذكرتهن حينئذ فدعوت بهن فخلي عني (1). 31 - من كتاب الروضة: بحذف الاسناد عن الربيع صاحب المنصور قال: لما استويت الخلافة له، قال: يا ربيع ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به، ثم قال

 

(1) راجع البلد الامين ص 523.

 

[197]

بعد ساعة: ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد ؟ فو الله لتأتيني به، وإلا قتلتك فلم أجد بدا فذهبت إليه فقلت: يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين، فقام معي فلما دنونا من الباب رأيته يحرك شفتيه، ثم دخل فسلم عليه، فلم يرد عليه فوقف فلم يجسله ثم رفع إليه رأسه فقال: يا جعفر أنت الذي ألبت على وكثرت، فقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به، فقال جعفر بن محمد عليهما السلام: وحدثني أبي، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم كل من أجره على، فلا يقوم إلا من عفا عن أخيه، فما زال يقول حتى سكن ما به، ولان له فقال: اجلس أبا عبد الله ثم دعا بمدهن من غالية فجعل يغلفه بيده، والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين، ثم قال: انصرف أبا عبد الله في حفظ الله وقال لي: يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته، وأضعفها له. قال: فخرجت فقلت أبا عبد الله: أتعلم محبتي لك ؟ قال: نعم، يا ربيع، أنت منا، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مولى القوم من أنفسهم، فأنت منا، قلت: يا أبا عبد الله شهدت ما لم نشهد، وسمعت ما لم نسمع، وقد دخلت عليه ورأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه، قال: نعم، دعاء كنت أدعو به، فقلت: أدعاء كنت تلقيته عند الدخول، أو شئ تأثره عن آبائك الطيبين ؟ فقال: بل حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء، وكان يقال له: دعاء الفرج وهو: " اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، وارحمني بقدرتك على، ولا أهلك وأنت رجائي، فكم من نعمة أنعمت بها على قل لك بها شكري، وكم من بلية ابتليتني قل لك بها صبري، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد. اللهم أعني على ديني بالدنيا، وعلى الاخرة بالتقوى، واحفظني فيما غبت


 

[198]

عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة هب لي مالا ينقصك، واغفر لي مالا يضرك، إنك رب وهاب، أسئلك فرجا قريبا وصبرا جميلا ورزقا واسعا والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية. وفي رواية: " وأسئلك تمام العافية، وأسئلك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسئلك الغنى عن الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال الربيع: فكتبته من جعفر بن محمد عليهما السلام في رقعة، فها هو ذا في جيبي وقال موسى بن سهل: كتبته من الربيع وها هو في جيبي، وقال محمد بن هارون: كتبته من العبسى وها هو في جيبي، وقال علي بن أحمد المحتسب: كتبته من محمد ابن هارون وها هو في جيبي، وقال علي بن الحسن: كتبت من المحتسب وها هو في جيبي، وقال السلمي مثله، وقال أبو صالح مثله، وقال الحافظ أبو منصور مثله وأنا أقول مثله (1). 32 - عدة الداعي: عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله أن جبرئيل عليه السلام نزل عليه بهذا الدعاء من السماء، ونزل عليه ضاحكا مستبشرا فقال: السلام عليك يا محمد، قال: وعليك السلام يا جبرئيل، فقال: إن الله عزوجل بعث إليك بهدية، قال: وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ قال: كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها، قال: وما هن يا جبرئيل ؟ قال: قل: " يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ومنتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا، أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار ". فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل: ما ثواب هذه الكلمات ؟ قال: هيهات هيهات انقطع العمل، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين، على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من كل جزء جزءا واحدا.

 

(1) مر مثله بأسانيد كثيرة، راجع ج 94 ص 316.

 

[199]

فإذا قال العبد: " يا من أظهر الجميل وستر القبيح " ستره الله ورحمه في الدنيا وجمله في الاخرة، وستر الله عليه ألف ستر في الدنيا والاخرة وإذا قال: " يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر " لم يحاسبه الله تعالى يوم القيامة، ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال: " يا عظيم العفو " غفر الله له ذنوبه، ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر، وإذا قال: " يا حسن التجاوز " تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا وغير ذلك من الكبائر، وإذا قال: " يا واسع المغفرة " فتح الله تعالى له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة الله تعالى حتى يخرج من الدنيا وإذا قال: " يا باسط اليدين بالرحمة " بسط الله يده عليه له بالرحمة. وإذا قال: " يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى " أعطاه الله من الاجر ثواب كل مصاب، وكل سالم، وكل مريض، وكل ضرير، وكل مسكين وكل فقير، وكل صاحب مصيبة إلى يوم القيامة، وإذا قال: " يا كريم الصفح " أكرمه الله كرامة الانبياء، وإذا قال: " يا عظيم المن " أعطاه الله يوم القيامة منيته ومنية الخلائق، وإذا قال: " يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها " أعطاه الله من الاجر بعدد من شكر نعماءه. وإذا قال: " يا ربنا ويا سيدنا " قال الله تعالى: اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له، وأعطيته من الاجر بعدد من خلقته في الجنة، والنار والسموات السبع والارضين السبع، والشمس والقمر والنجوم، وقطر الاقطار، وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى، وغير ذلك، والعرش والكرسي. وإذا قال: " يا مولانا " ملا الله قلبه من الايمان، وإذا قال: " يا غاية رغبتنا " أعطاه الله تعالى يوم القيامة رغبته، ومثل رغبة الخلائق، وإذا قال: " أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار " قال الجبار: استعتقني عبدي من النار، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار، وأعتقت أبويه وإخوته وأهله وولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجبت له النار، وآجرته من النار، فعلمهن يا محمد المتقين، ولا تعلمهن المنافقين، فإنها دعوة مستجابة لقائلهن إنشاء الله، وهو دعاء أهل البيت


 

[200]

المعمور حوله، إذا كانوا يطوفون به. 33 - كتاب الامامة للطبري: أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري، فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الابواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لاخلو بما اريده من الدعاء والمسألة، وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه، وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الابواب وانتصف الليل، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثت أدعوا وأزور واصلي. فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطية عند مولانا موسى عليه السلام وإذا رجل يزور فسلم على آدم واولي العزم عليهم السلام، ثم الائمة واحدا واحدا إلى انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام فلم يذكره، فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسي أولم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل. فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر عليه السلام فزار مثل الزيارة، وذلك السلام، وصلى ركعتين، وأنا خائف منه، إذ لم أعرفه ورأيته شابا تاما من الرجال، عليه ثياب بياض، وعمامة محنك بها بذؤابة وردي على كتفه مسبل، فقال لي: يا با الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت: وما هو يا سيدي ؟ فقال: تصلي ركعتين وتقول: " يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم المن، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كل نجوى، يا غاية كل شكوى، يا عون كل مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه، - عشر مرات - يا سيداه - عشر مرات - يا مولياه - عشر مرات - يا غايتاه - عشر مرات - يا منتهى رغبتاه - عشر مرات - أسئلك بحق هذه الاسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين عليهم السلام إلا


 

[201]

ما كشفت كربي، ونفست همي، وفرجت عني، وأصلحت حالي ". وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك، ثم تضع خدك الايمن على الارض وتقول مائة مرة في سجودك " يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، اكفياني فانكما كافياي، وانصراني فانكما ناصراي " وتضع خدك الايسر على الارض وتقول مائة مرة " أدركني " وتكررها كثيرا، وتقول الغوث الغوث حتى ينقطع نفسك، و ترفع رأسك، فان الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى. فلما شغلت بالصلاة والدعاء خرج فلما فرغت خرج لابن جعفر لاسأله عن الرجل وكيف دخل ؟ فرأيت الابواب على حالها مغلقة. مقفلة، فعجبت من ذلك، وقلت: لعله باب ههنا ولم أعلم، فأنبهت ابن جعفر القيم فخرج إلى عندي من بيت الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله فقال: الابواب مقفلة كما ترى ما فتحتها، فحدثته بالحديث، فقال: هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس. فتأسفت على ما فاتني منه، وخرجت عند قرب الفجر، وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي، ويسألون عني أصدقائي، ومعهم أمان من الوزير، ورقعة بخطه فيها كل جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده، فقام والتزمني، وعاملني بما لم أعهده منه، وقال: انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ؟ فقلت: قد كان مني دعاء ومسألة، فقال: ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل، ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها، فقلت: لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي: كذا وكذا، وشرحت ما رأيته في المشهد، فعجب من ذلك، وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه (1).

 

(1) دلائل الامامة ص 304 - 306.

 

[202]

34 - اختيار ابن الباقي: عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يدعو بكلمات فحفظتها عنه، فما دعوت بها في شدة إلا فرج الله عني، وهي هذه: " اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة وتعييني فيه الامور ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق، ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه. فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا، وبنعمتك تتم الصالحات. يا معروفا بالمعروف، يا من هو بالمعروف موصوف، آتني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين. 35 - مهج: دعاء المأسور بأرض الروم، قيل اسر رجل بأرض الروم، فقام في آخر الليل فصلى ركعتين، ثم دعا بهذا الدعاء، فبعث الله عزوجل له ملكا حتى صيره في خبائه مع رفقائه، فسألوه عن حاله، فأخبرهم أنه دعا بهذا الدعاء وهو: أين إله الداهرين ؟ أين إله بني إسرائيل ؟ أين مغرق فرعون وجنوده ؟ أين مهلك الجبابرة ؟ أين الذي من ابتغاه وجده ؟ أين الذي من دعاه أجابه ؟ أين الذي لا يسلم أولياءه ؟ أين الذي كان ولم يكن شئ قبله ؟ أين الذي يبقى ويفنى كل شئ بأمره ؟ أين الذي أرسى الجبال بقدرته ؟ أين الذي زخر البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ؟ أين مفرج الغموم والهموم، أين خالق الخلائق ؟ أين عظيم العظماء ؟ أنت هو يا رب، أنت هو يا رب أنت هو يا رب صل على محمد وآل محمد وأعط محمدا الوسيلة، واستجب دعائي بلا إله إلا أنت، افككني من كل بلاء، وارحمني يا أرحم الراحمين. يا كهيعص آمين آمين، يا قدوس يا قدوس، يا أول الاولين، يا آخر الاخرين، يا الله يا الله يا الله، يا رحمان يا رحمان يا رحمان، يا رحيم يا رحيم


 

[203]

يا رحيم، افعل بي كذا وكذا.... (1). 36 - مهج: روي أن رجلا كان محبوسا بالشام، مدة طويلة، مضيقا عليه، فرآى في منامه كأن الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت له: ادع بهذا الدعاء، فتعلمه ودعا به، فتخلص ورجع إلى منزله، وهو: " اللهم بحق العرش ومن علاه، وبحق الوحي ومن أوحاه، وبحق النبي ومن نبأه، يا سامع كل صوت، يا جامع كل فوت، يا بارئ النفوس بعد الموت، صل على محمد وأهل بيته، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها فرجا من عندك عاجلا، بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبدك و رسولك صلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما " (2). 37 - جنة الامان: رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الله إني كنت غنيا فافتقرت، وصحيحا فمرضت، وكنت مقبولا عند الناس، فصرت مبغوضا، وخفيفا على قلوبهم فصرت ثقيلا، وكنت فرحانا فاجتمعت علي الهموم، وقد ضاقت علي الارض بما رحبت، وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوت به، كأن اسمي قد محي من ديوان الارزاق. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا هذا لعلك تستعمل ميراث الهموم، فقال: وما ميراث الهموم ؟ قال: لعلك تتعمم من قعود، أو تتسرول من قيام، أو تقلم أظفارك بسنك أو تمسح وجهك بذيلك، أو تبول في ماء راكد، أو تنام منبطحا على وجهك ؟ فقال: لم أفعل من ذلك شيئا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اتق الله وأخلص ضميرك، وادع بهذا الدعاء، وهو دعاء الفرج: " بسم الله الرحمن الرحيم، إلهي طموح الامال قد خابت إلا لديك، و معاكف الهمم قد تقطعت إلا عليك، ومذاهب العقول قد سمعت إلا إليك، فاليك الرجاء، وإليك الملتجا، يا أكرم مقصود، ويا أجود مسؤول، هربت إليك بنفسي

 

(1) مهج الدعوات ص 393. (2) مهج الدعوات ص 176. (*)

 

[204]

يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب، أحملها على ظهري، ولا أجد لي شافعا، سوى معرفتي بأنك أقرب من رجاه الطالبون، ولجأ إليه المضطرون، وأمل ما لديه الراغبون. يا من فتق العقول بمعرفته، وأطلق الالسن بحمده، وجعل ما امتن به على عباده كفاء لتأدية حقه، صل على محمد وآله، ولا تجعل للهوم على عقلي سبيلا، ولا للباطل على عملي دليلا، وافتح لي بخير الدنيا والاخرة يا ولي الخير " فلما دعا به الرجل وأخلص نيته دعا إلى أحس حالاته. 38 - ق: دعاء التحرز من الافات، والتعوذ من الهلكات (1) قال أبو محمد عبد الله ابن محمد المروزي: حدثني عمارة بن زيد، قال: حدثني عبد الله بن العلاء، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: قال: كنت مع أبي محمد بن علي بن الحسين عليهما السلام وبيننا قوم من الانصار إذ أتاه آت فقال له: الحق فقد احترقت دارك، فقال: يا بني ما احترقت فذهب ثم لم يلبث أن عاد فقال: قد والله احترقت دارك، فقال: يا بني والله ما احترقت، فذهب، ثم لم يلبث أن عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا يبكون ويقولون: بأبي قد احترقت دارك، فقال: كلا والله ما احترقت ولا كذبت، وأنا أوثق بما في يدي منكم ومما أبصرت أعينكم. وقام أبي وقمت معه حتى انتهوا إلى منازلنا، والنار مشتعلة عن أيمان منازلنا عن شمالها، ومن كل جانب منها، ثم عدل إلى المسجد فخر ساجدا وقال في سجوده: " وعزتك وجلالك، لا رفعت رأسي من سجودي أو تطفئها " قال: فو الله ما رفع رأسه حتى طفئت، وصارت إلى جاره واحترق ما حولها، وسلمت منازلنا. قال: فقلت: يا أبه جعلت فداك أي شئ هذا ؟ قال: يا بني إنا نتوارث من علم رسول الله عليه السلام كنزا هو خير من الدنيا وما فيها، ومن المال والجواهر، وأعز [من] الجمهور والسلاح والخيل والعدد. فقلت: يا أبه جعلت فداك وما هو ؟ قال: سر من سر رسول الله صلى الله عليه وآله أتى جبرئيل محمدا عليه السلام وعلمه محمد عليا أخاه، وفاطمة عليها السلام، وتوارثناه عن أبائنا

 

(1) في هامش الاصل: أوردته بسند آخر في تعقيب صلاة الفجر باختلاف ولذا أوردته ههنا أيضا.

 

[205]

وهو الدعاء الكامل الذي من قدمه أمامه في كل يوم وكل الله عزوجل به مائة ألف ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته، من الغرق والحق والسرق والهدم والخسف والقذف، وزجر عنه الشيطان ولا يحل به سحر ساحر، ولا كيد كائد، ولا حسد حاسد، وكان في أمان الله عزوجل وأعطاه الله ثواب ألف صديق فان مات من يومه دخل الجنة إنشاء الله تعالى. قلت: يا أبه جعلني الله فداك علمنيه، قال: نعم، احتفظ به ولا تعلمه إلا لمن تثق به، فانه دعاء لا يسئل الله عزوجل شيئا إلا أعطاه قائله، يا بني إذا أصبحت قل: " اللهم إني أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا، واشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضيك وأنبياءك ورسلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن كل معبود من دون عرشك إلى قرار الارضين السابعة السفلى باطل ما خلا وجهك الكريم، فانه أعز وأكرم وأجل من أن يصف الواصفون كنه جلاله، أو تهتدي القلوب لكل عظمته، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه، وعدا وصف الواصفين مآثر حمده وجل عن مقالة الناطقين تعظيم شأنه. تقول ذلك ثلاثا ثم تقول: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير ". وتقول ذلك أحد عشر مرة ثم تقول " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ما شاء الله لا قوة إلا بالله الحليم الكريم، العلي العظيم، الرحمن الرحيم، الملك الحق المبين، عدد خلق الله، وزنة عرشه، وملء سمواته وأرضه، وعدد ما جرى به قلمه، وأحصاه كتابه، ورضا نفسه. [تقول] ذلك أحد عشر مرة ثم تقول: اللهم صل على محمد وأهل بيته المباركين وصل على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك، والملائكة المقربين، صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا، وتزيدهم بعد الرضا، مما أنت أهله، يا أرحم الراحمين. [اللهم صل على ملك الموت وأعوانه ورضوان وخزنة الجنان وصل على مالك وخزنة النيران، اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ما أنت أهله


 

[206]

يا أرحم الراحمين] (1). اللهم وصل على الكرام الكاتبين، والسفرة الكرام البررة، والحفظة لبني آدم، وصل على ملائكة السموات العلى، وملائكة الارضين السابعة السفلى، و ملائكة الليل والنهار، والارضين والاقطار والبحار والانهار والبراري والقفار، و صل على ملائكتك الذين أغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم وصل على أبي آدم وامي حوا، وما ولدا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، صل اللهم عليهم تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الطيبين، وعلى أصحابه المنتجبين، و أزواجه المطهرين، وعلى ذرية محمد، وعلى كل نبي بشر بمحمد وعلى كل نبي ولد محمدا، وعلى كل امرأة صالحة كفلت محمدا، وعلى كل من صلاتك عليه رضا لك ورضا لنبيك محمد صلى الله عليه وآله صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضل والفضيلة والدرجة الرفيعة، اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من صلى عليه اللهم صلى على محمد وآل محمد بعدد كل صلاة صليت عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل حرف في صلاة صليت عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد شعر من صلى عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد شعر من لم يصل عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد نفس من صلى عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد نفس من لم يصل عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد سكون من صلى عليه، اللهم

 

(1) ما بين العلامتين ساقط من نسخة الكمبانى، أضفناه من نسخة خطية.

 

[207]

صل على محمد وآل محمد بعدد سكون من لم يصل عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد حركة من صلى عليه اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد حركاتهم وصفاتهم ودقائقهم وساعاتهم وعدد زنة ذر ما عملوا أولم يعملوا أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة. اللهم لك الحمد والشكر، والمن والفضل، والطول والنعمة، والعظمة والجبروت، والملك والملكوت، والقهر والفخر، والسؤدد والسلطان والامتنان والكرم، والجلال والجبر، والتوحيد والتمجيد، والتهليل والتكبير، والتقديس والعظمة والرحمة والمغفرة والكبرياء. ولك ما زكى وطاب من الثناء الطيب، والمدح الفاخر، والقول الحسن الجميل، الذي ترضى به عن قائله، وترضى به ممن قاله، وهو رضا لك. فتقبل حمدي بحمد أول الحامدين، وثنائي بثناء أول المثنين، وتهليلي بتهليل أول المهللين، وتكبيري بتكبير أول المكبرين، وقولي الحسن الجميل بقول أول القائلين المجملين المثنين على رب العالمين متصلا ذلك كذلك من أول الدهر إلى يوم القيامة. وبعدد زنة ذر الرمال والتلال والجبال، وعدد جرع ماء البحار، وعدد قطر الامطار، وورق الاشجار، وعدد النجوم، وعدد زنة ذلك، وعدد الثرى والنوا والحصا، وعدد زنة ذر السموات والارض وما فيهن وما بينهن وما تحتهن وما بين ذلك وما فوق ذلك من لدن العرش إلى قرار الارض السابعة السفلى. وعدد حروف ألفاظ أهلهن وعدد أزمانهم ودقائقهم وسكونهم وحركاتهم وأشعارهم وأبشارهم وعدد زنة ما عملوا أولم يعملوا أو كان منهم أو يكون إلى [يوم] القيامة. اعيذ أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ونفسي ومالي وذريتي وأهلي وولدي وقراباتي وأهل بيتي وكل ذي رحم لي دخل في الاسلام وجيراني وإخواني ومن قلدني دعاء أو أسدى ظ إلى برا أو اتخذ عندي يدا من المؤمنين والمؤمنات بالله وبأسمائه التامة الشاملة الكاملة الفاضلة المباركة المتعالية الزكية الشريفة المنيعة الكريمة


 

[208]

العظيمة المكنونة المخزونة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبام الكتاب وخاتمته وما بينهما من سورة شريفة وآية محكمة وشفاء ورحمة، وعوذة وبركة، وبالتوراة والانجيل والزبور، وبصحف إبراهيم وموسى، وبكل كتاب أنزل الله، وبكل رسول أرسل الله، وبكل حجة أقامها الله، وبكل برهان أظهره الله، بكل نور أناره الله، وبكل آلاء الله وعظمته. اعيذ وأستعيذ بالله من شر كل ذي شر، ومن شر ما أخاف وأحذر، ومن شر ما ربي تبارك وتعالى منه أكبر، ومن شر فسقة الجن والانس، والشياطين والسلاطين، وإبليس وجنوده وأشياعه وأتباعه، ومن شر ما في النور والظلمة ومن شر ما دهم أو هجم ومن شر كل هم وغم وآفة وندم، ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما يلج في الارض وما يخرج منها، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. 39 - عدة الداعي، روى ابن مسكان عن أبي حمزة قال: قال محمد بن علي عليهما السلام يا باحمزة مالك إذا نابك أمر تخافه أن لا تتوجه إلى بعض زوايا بيتك يعني القبلة فتصلي ركعتين ثم تقول: " يا أبصر الناظرين، ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين " سبعين مرة كلما دعوت الله مرة بهذه الكلمات سألت حاجتك. وعن عاصم بن حميد، عن أسماء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أصابه هم أو غم أو كرب أو بلاء أو لاواء فليقل: " الله ربى لا اشرك به شيئا توكلت على الحي الذي لا يموت ". وعن على بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة العلوي إلي يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر عليه السلام في دعاء يعلمه يرجو به الفرج، فكتب إلي: أما ما سأل محمد بن حمزة العلوي من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له يلزم " يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ اكفني ما أهمني " فاني أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغم


 

[209]

إنشاء الله. وقال الصادق عليه السلام: ألا اعلمك كلمات ؟ إذا وقعت في ورطة فقل " بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله " فان الله يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء. 107 ((باب)) * (الادعية والاحراز لدفع كيد الاعداء) * * " زائدا على ما سبق وما يناسب هذا المعنى " * * " وفيه دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفى " * * " (أيضا ودعاء العلوى المصرى ونحوهما) " * 1 - لى: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين، عن أبيه قال: وقع الخبر إلى موسى بن جعفر عليه السلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره، فقال لاهل بيته: بما تشيرون ؟ قالوا: نرى أن تتباعد عن هذا الرجل، وأن تغيب شخصك منه، فانه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن عليه السلام ثم قال: زعمت سخينة أن ستغلب ربها * وليغلبن مغلب الغلاب ثم رفع عليه السلام يده إلى السماء فقال: " إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي سنان (1) حده وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن ملمات الجوائح، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك، لا بحولي ولا بقوتي، فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي، اللهم

 

(1) شبا حده خ ل في سائر النسخ.

 

[210]

فخذه بعزتك، وافلل حده عني بقدرتك، واجعل له شغلا فيما يليه، وعجزا عمن (1) يناويه، اللهم وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء، ومن حقي (2) عليه وفاء، وصل اللهم دعائي بالاجابة، وانظم شكاتي بالتغيير، وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل العظيم، والمن الكريم ". قال: ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى ابن المهدي (3). ما: الغضائري، عن الصدوق مثله (4). ن: المكتب عن أحمد بن محمد الوراق، عن علي بن هارون الحميري، عن علي بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن علي بن يقطين مثله وقد أوردناه في باب أحواله عليه السلام (5). 2 - ن (6) لى: ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم قال: سمعت رجلا من أصحابنا يقول: لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر عليه السلام جن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله، فجدد موسى عليه السلام طهوره، واستقبل بوجهه القبلة، وصلى لله عزوجل أربع ركعات، ثم دعا بهذه الدعوات. فقال: يا سيدي نجني من حبس هارون، وخلصني من يده، يا مخلص الشجر من

 

(1) عما خ ل. (2) حتفى خ ل وفى بعض النسخ حنقى وهو الظاهر. (3) أمالى الصدوق: 226 وقد مر في ج 94 ص 317 - 327 نقلا عن كتاب مهج الدعوات ص 268، برواية طويلة، وهكذا في ج 94 ص 337 نقلا عن المهج ص 36 برواية اخرى مثل ما في المتن، ومر شرح بعض لغاتها فراجع ان شئت، وتراه في المناقب ج 4 ص 306. (4) أمالى الطوسى ج 2 ص 35. (5) عيون الاخبار ج 1 ص 76 وتراه في ج 48 ص 151 و 217 من تاريخ الامام موسى بن جعفر عليه السلام. (6) عيون الاخبار ج 1 ص 93. (*)

 

[211]

بين رمل وطين وماء، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم، ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم، ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر، ويا مخلص الروح من بين الاحشاء والامعاء، خلصني من يدي هارون ". قال: فلما دعا موسى عليه السلام بهذه الدعوات رأى هارون رجلا أسود في منامه وبيده سيف قد سله واقفا على رأس هارون، وهو يقول: يا هارون أطلق عن موسى ابن جعفر، وإلا ضربت علاوتك بسيفي هذا، فخاف هارون من هيبته، ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له: اذهب إلى السجن، وأطلق عن موسى بن جعفر قال: فخرج الحاجب فقرع باب السجن، فأجابه صاحب السجن، فقال: من ذا ؟ قال: إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك وأطلق عنه، فصاح السجان: يا موسى إن الخليفة يدعوك. فقام موسى بن جعفر مذعورا فزعا وهو يقول: لا يدعوني في جوف هذه الليلة إلا لشر يريد بي، فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى عند هارون وهو يرتعد فرائصه، فقال: سلام على هارون، فرد عليه السلام ثم قال له هارون: ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات ؟ فقال: نعم، قال: وما هن ؟ قال: جددت طهورا، وصليت لله عزوجل أربع ركعات، ورفعت طرفي إلى السماء وقلت يا سيدي خلصني من يدي هارون وشره، وذكر له ما كان من دعائه. فقال هارون: قد استجاب الله دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا، ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثا، وحمله على فرسه، وأكرمه وصيره نديما لنفسه، ثم قال: هات الكلمات حتى اثبتها، ثم دعا بدوات وقرطاس وكتب هذه الكلمات، قال: فأطلق عنه وسلمه إلى حاجبه ليسلمه إلى الدار، فصار موسى بن جعفر عليه السلام كريما عند هارون وكان يدخل عليه في كل خميس (1). 3 - أقول: قد أوردنا في احتجاج الحسن بن علي صلوات الله عليهما على

 

(1) أمالى الصدوق ص 227. وتراه في أمالى الطوسى ج 2 ص 36، وهكذا في المناقب ج 4 ص 305.

 

[212]

معاوية وأصحابه لعنهم الله أنهم لما دعوه عليه السلام قال: " اللهم إني أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم، وأستعين بك عليهم، فاكفنيهم بما شئت، وأنى شئت من حولك وقوتك، يا أرحم الراحمين " ثم قال للرسول: هذا كلام الفرج (1). 4 - ب: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق عليه السلام قال: قال علي بن الحسين صلى الله عليه: ما ابالي إذا أنا قلت: هذه الكلمات لو اجتمع على الجن والانس مع القضاء بالنصرة تقول: " بسم الله وبالله ولله، وفي سبيل الله، بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، فادفع عني بحولك وقوتك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " (2). 5 - ن: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين المدني، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه قال: كنت أحجب الرشيد، فأقبل على يوما غضبانا وبيده سيف يقلبه، فقال لي: يا فضل بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله لئن لم تأتني بابن عمي لاخذن الذي فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك ؟ فقال: بهذا الحجازي، قلت: وأي الحجازيين ؟ قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. قال الفضل:: فخفت من الله عزوجل إن جئت به إليه ثم فكرت في النعمة فقلت له: أفعل، فقال: ائتني بسوطين (3) وهبنا زين (4) وجلادين، قال: فأتيته بذلك، ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام فأتيت إلى خربة فيها

 

(1) راجع ج 44 ص 71 من تاريخه عليه السلام نقلا عن كتاب الاحتجاج: 137. (2) قرب الاسناد ص 3. (3) بسواطين خ، بشرطين خ. (4) كذا في الاصل، وهكذا وقع في ج 48 ص 215 من تاريخ الامام موسى بن جعفر عليه السلام، وفى المصدر، هسارين وفى هامش نسخة الكمبانى هصارين، والهصار: القصاف، وفى هامش المصدر عن بعض النسخ: هبارين، والهبار: البتاك القطاع، فتحرر.

 

[213]

كوخ (1) من جرائد النخل، فإذا أنا بغلام أسود، فقلت له: استأذن لي على مولاك يرحمك الله، فقال لي: لج ليس له حاجب ولا بواب، فولجت إليه فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه، من كثرة سجوده. فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول الله أجب الرشيد ! فقال: ما للرشيد ومالى ؟ أما تشغله نعمته عني ؟ ثم قام مسرعا وهو يقول: لولا أني سمعت في خبر عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أن طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما جئت فقلت له: استعد للعقوبة يا با إبراهيم رحمك الله، فقال عليه السلام: أليس معي من يملك الدنيا والاخرة، ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله، قال الفضل بن الربيع فرأيته وقد أدار يده يلوح بها على رأسه، ثلاث مرات. فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآني قال لي: يا فضل ! فقلت: لبيك، فقال: جئتني بابن عمي ؟ قلت: نعم، قال: لا تكون أزعجته، فقلت: لا، قال: لا تكون أعلمته أني عليه غضبان فاني قد هيجت علي نفسي ما لم ارده، ائذن له بالدخول، فأذنت له، فلما رآه وثب إليه قائما وعانقه وقال له: مرحبا بابن عمي وأخي ووارث نعمتي. ثم أجسله على فخذه، وقال له: ما الذي قطعك عن زيارتنا ؟ فقال: سعة ملكك وحبك للدنيا فقال: ائتوني بحقة الغالية فاتي بها فغلفه بيده (2) ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير، فقال موسى بن جعفر عليه السلام: والله لولا أني أرى من ازوجه بها من عزاب بني أبي طالب، لئلا ينقطع نسله ابدا ما قبلتها ثم تولى عليه السلام وهو يقول: الحمد لله رب العالمين. فقال الفضل: يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال لي: يا فضل إنك لما مضيت لتجيئني به، رأيت أقواما قد أحدقوا بداري، بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون: إن آذى ابن رسول الله صلى الله عليه وآله خسفنا به

 

(1) الكوخ: البيت من قصد بلاكوة. (2) يقال غلف لحيته بالغالية: ضمخها بها، وعن ابن دريد أنها عامية، والصواب غللها وغلاها تغلية.

 

[214]

وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه. فتبعته عليه السلام فقلت له: ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال: دعاء جدي علي بن أبيطالب عليه السلام كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه، ولا إلى فارس إلا قهره، وهو دعاء كفاية البلاء، قلت: وما هو ؟ قال: قلت: " اللهم بك اساور وبك احاول وبك احاور وبك أصول وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني، وعن العباد بلطف ما خولتني أغنيتني، إذا هويت رددتني، وإذا عثرت قويتني، وإذا مرضت شفيتني، وإذا دعوت أجبتني يا سيدي ارض عني فقد أرضيتني " (1). 6 - ن: أحمد بن محمد بن الصقر وعلي بن محمد بن مهرويه معا، عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن الحسن بن الفضل، عن الرضا، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله، وطرح له سيفا ونطعا وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت باحدى يدي على الاخرى فاضرب عنقه. فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلام ونظر إليه من بعيد تحرك أبو جعفر على فراشه وقال: مرحبا وأهلا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك، ونقضي ذمامك (2) ثم ساءله مسألة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضى الله حاجتك ودينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضين ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله. فلما خرج قال له الربيع: يا با عبد الله رأيت السيف ؟ إنما كان وضع لك والنطع، فأي شئ رأيتك تحرك به شفتيك ؟ قال جعفر بن محمد عليه السلام: نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت: " حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من

 

(1) عيون اخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 76. (2) الذمام: الحق والحرمة، وأصل الذمام: ما يذم الرجل على اضاعته ونقضه كالعهد وحق الجوار وغير ذلك.

 

[215]

المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو العرش العظيم (1). 7 - ما: المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: ما ابالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الانس والجن: " بسم الله وبالله، ومن الله، وإلى الله، وفي سبيل الله، اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، فاحفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، وادفع عني بحولك وقوتك، وإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " (2). 8 - ما: الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهم السلام قال: جاء رجل إلى سيدنا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فشكى إليه رجلا يظلمه، قال له: أين أنت عن دعوة المظلوم التي علمها النبي عليه السلام لامير المؤمنين عليه السلام ما دعا بها مظلوم على ظالمه إلا نصره الله تعالى عليه، وكفاه إياه، وهو: " اللهم طمه بالبلاء طما، وعمه بالبلاء عما، وقمه بالاذى قما (3) وارمه بيوم لا معاد له، وساعة لا مرد لها، وأبح حريمه، وصل على محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام، واكفني أمره، وقني شره، واصرف عني كيده، وأحرج قلبه، وسد فاه عني، وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما، اخسؤوا فيها ولا تكلمون، صه صه

 

(1) عيون الاخبار ج 2 ص 304. (2) أمالى الطوسى ج 1 ص 212. (3) يقال: طمه بالبلاء إذا غطاه وغمره، والطامة: الداهية تغلب ما سواها لانها تطم كل شئ وتغطيه، وقمه بالاذى: أي تتبعه بها بحيث كلما رآه ونظر إليه لم يتركه الا وقد آذاه.

 

[216]

سبع مرات (1). أقول: يناسب الباب الخبر الذي أوردنا في باب الدعاء لشروع عمل في الايام المنحوسة (2) وفي باب الاسم الاعظم (3). 9 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن محمد بن عيسى العراد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن الحسن بن الفضل بن الربيع، عن أبيه، عن جده الربيع قال: دعاني المنصور يوما فقال: يا ربيع احضر جعفر بن محمد، والله لاقتلنه فوجهت إليه، فلما وافى قلت: يا ابن رسول الله إن كان لك وصية أو عهد تعهده فافعل، فقال: استأذن لي عليه، فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه، فقال: أدخله فلما وقعت عين جعفر عليه السلام على المنصور رأيته يحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ومضى فلما سلم على المنصور، نهض إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه، وقال له: ارفع حوائجك، فأخرج رقاعا لاقوام وسأل في آخرين، فقضيت حوائجه، فقال المنصور: ارفع حوائجك في نفسك، فقال له جعفر: لا تدعني حتى أجيئك، فقال له المنصور: مالي إلى ذلك سبيل، وأنت تزعم للناس - يا با عبد الله - أنك تعلم الغيب. فقال جعفر عليه السلام: من أخبرك بهذا ؟ فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه، فقال جعفر عليه السلام للشيخ: أنت سمعتني أقول هذا ؟ قال الشيخ: نعم، قال جعفر عليه السلام للمنصور: أيحلف يا أمير المؤمنين ؟ فقال له المنصور: احلف، فلما بدأ الشيخ في اليمين، قال جعفر عليه السلام للمنصور: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين أن العبد إذا حلف باليمين التي يبره الله عزوجل فيها وهو كاذب امتنع الله عزوجل من عقوبته عليها في عاجلته لما بر الله عزوجل، ولكني أنا أستحلفه، فقال المنصور: ذلك لك. فقال جعفر عليه السلام للشيخ: قل أبرأ إلى الله من حوله وقوته، وألجا إلى حولي وقوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول، فتلكأ الشيخ، فرفع المنصور

 

(1) أمالى الطوسى ج 1 ص 281، وصه كلمة زجر بمعنى اسكت. (2) راجع ص 1 - 3 من هذا المجلد. (3) راجع ج 93 ص 233 - 235.

 

[217]

عمودا كان في يده فقال: والله لئن لم تحلف لاعلونك بهذا العمود (1) فحلف الشيخ فما أتم اليمين حتى دلع لسانه كما يدلع الكلب، ومات لوقته، ونهض جعفر عليه السلام. قال الربيع: فقال لي المنصور: ويلك اكتمها الناس لا يفتتنون، قال الربيع: فحلفت جعفرا عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله إن منصورا كان قد هم بأمر عظيم فلما وقعت عينك عليه وعينه عليك، زال ذلك، فقال: يا ربيع إني رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم، فقال لي: يا جعفر خفته ؟ فقلت: نعم يا رسول الله، فقال لي: إذا وقعت عينك عليه فقل: " ببسم الله أستفتح، وببسم الله أستنجح، وبمحمد صلى الله عليه وآله أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وكل صعوبة، وسهل لي حزونة أمري، وكل حزونة واكفني مؤنة أمري وكل مؤنة ". قال أبو المفضل: حدثني إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بسر من رأى باسناد عن أهله لا أحفظه، فذكر هذا الحديث وذكر أن المنصور قام إليه فاعتنقه فقال لي: المنصور خليفة، ولا ينبغي للخليفة أن يقوم إلى أحد، ولا إلى عمومته وما قام المنصور إلا إلى أبي عبد الله عليه السلام (2). 10 - ثو: أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن الحسن ابن جهم، عن إبراهيم بن مهزم، عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: من قدم قل هو الله أحد بينه وبين جبار منعه الله منه، يقرأها بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شره. وقال: إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت، ثم قل: اللهم اكشف عني البلاء، ثلاث مرات (3). 11 - ص: بالاسناد إلى الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن

 

(1) أي لاضربن علاوتك: أي رأسك. (2) أمالى الطوسى ج 2 ص 76 - 77. (3) ثواب الاعمال ص 116. (*)

 

[218]

عيسى، عن الوشاء، عن أبي جميلة، عن محمد بن مروان، عن العبد الصالح صلوات الله عليه قال: كان من قول موسى عليه السلام حين دخل على فرعون: " اللهم إني أدرء إليك (1) في نحره، وأستجير بك من شره، وأستعين بك " فحول الله ما كان في قلب فرعون من الامن خوفا. 12 - يج: روي أن عبد الله بن أبي ليلى قال: كنت بالربذة مع أبي الدوانيق وكان قد وجه إلى أبي عبد الله عليه السلام، وكان يقول: علي به سقا الله الارض دمي إن لم اسقها دمه، عجلوا عجلوا، قال: فلما دخل جعفر قال له: مرحبا مرحبا يا ابن رسول الله، فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته، ثم دعا بالطعام وقضى حوائجه، وأمره بالانصراف، قلت له: أرأيت أن تعلمني فقد رأيتك تحرك شفتيك إذ دخلت ؟ قال: قلت: " ما شاء الله، لا يأتي بالخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله كل نعمة من الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " (2). 13 - كشف: من كتاب الدلائل للحميري، عن عبد الله بن أبي ليلي مثله وفيه " ما شاء الله ما شاء الله، لا يأتي بالخير إلا الله، ما شاء الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله ما شاء الله كل نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " (3). 14 - يج: روي أن النبي صلى الله عليه واله كان يصلي مقابل الحجر الاسود، ويستقبل الكعبة، ويستقبل بيت المقدس، فلا يرى حتى يفرغ من صلاته، وكان يستتر بقوله: " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا " وبقوله: " اولئك الذين طبع الله على قلوبهم " وبقوله: " وجعلنا على قلوبهم أكنة ؟ أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا " وبقوله: " أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة " (4).

 

(1) أدرأ بك ظ وقصص الانبياء مخطوط. (2) لم نجده في مختار الخرائج والجرائح المطبوع. (3) كشف الغمة ج 2 ص 428. (4) لم نجده في الخرائج المطبوع.

 

[219]

15 - ضا: إذا فرغت من سلطان أو غيره فقل: " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم، أمتنع برب الفلق من شر ما خلق، وأقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله ". وإذا دخلت على سلطان تخاف شره، فقل: " اللهم إني أسئلك خير فلان وأعوذ بك من شره، وأسئلك بركته، وأعوذ بك من فتنته، اللهم اجعل حاجتي أولها صلاحا، وأوسطها فلاحا، وآخرها نجاحا. 16 - طب: الاشعث بن عبد الله، بن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن موسى بن جعفر قال: لما طلب أبو الدوانيق أبا عبد الله عليه السلام وهم بقتله، فأخذه صاحب المدينة، ووجه به إليه، وكان أبو الدوانيق استعجله واستبطأ قدومه، حرصا منه على قتله، فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه ثم رحب به وأجلسه عنده، وقال: يا ابن رسول الله والله لقد وجهت إليك وأنا عازم على قتلك ولقد نظرت فالقي إلي محبة لك، فو الله ما أجد أحدا من أهل بيتي أعز منك ولا آثر عندي، ولكن يا أبا عبد الله ما كلام يبلغني عنك، تهجننا فيه، وتذكرنا بسوء. فقال: يا أمير المؤمنين ما ذكرتك قط بسوء، فتبسم أيضا وقال: والله أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك إلى، هذا مجلسي بين يديك، وخاتمي فانبسط ولا تخشني (1) في جليل أمرك وصغيره، فلست أردك عن شئ، ثم أمره بالانصراف، وحباه وأعطاه، فأبى أن يقبل شيئا وقال: يا أمير المؤمنين أنا في غناء وكفاية وخير كثير، فإذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل. قال: قد قبلت يا أبا عبد الله، وقد أمرت بمائة ألف درهم، ففرق بينهم ! فقال: وصلت الرحم يا أمير المؤمنين. فلما خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ قريش وشبانهم ومن كل

 

(1) لا تحتشمنى خ ل.

 

[220]

قبيلة، ومعه عين أبي الدوانيق فقال له: يا ابن رسول الله لقد نظرت نظرا شافيا حين دخلت على أمير المؤمنين، فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرت إلى شفتيك وقد حركتهما بشئ فما كان ذلك ؟ قال: إني لما نظرت إليه قلت: " يا من لا يضام ولا يرام، وبه يواصل الارحام صل على محمد وآله، واكفني شره بحولك، وقوتك " والله ما زدت على ما سمعت قال: فرجع العين إلى أبي الدوانيق فأخبره بقوله فقال: والله ما استتم ما قال حتى ذهب ما كان في صدري من غائلة وشر (1). 17 - طب: عبد الله بن يحيى البزاز، عن علي بن مسكين، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أبيه، عن الحسين بن علي قال: كلمات إذا قلتهن ما ابالي عمن اجتمع علي من الجن والانس: " بسم الله، وبالله، وإلى الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم اكفني بقوتك وحولك وقدرتك من شر كل مغتال وكيد الفجار، فاني احب الابرار، واوالي الاخيار، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم (2). 18 - طب: سعيد بن محمد بن سعيد، عن موسى بن عيسى الحناط، عن محمد ابن سعيد وهو والد سعيد بن محمد الشعيري، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراده إنسان بسوء فأراد أن يحجز الله بينه وبينه، فليقل حين يراه " أعوذ بحول الله وقوته، من حول خلقه وقوتهم، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ثم يقول ما قال الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله " فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " إلا صرف الله عنه كيد كل كائد، ومكر كل ماكر، وحسد كل حاسد، ولا يقولن هذه الكلمات إلا في وجهه، فان الله يكفيه بحوله (3).

 

(1) طب الائمة ص 116. (2) طب الائمة ص 116. (3) طب الائمة ص 222.

 

[221]

19 - شا: أبو محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن داود بن القاسم، عن الحسين ابن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول: لم أر مثل التقدم في الدعاء، فان العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت، وكان مما حفظ عنه عليه السلام من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة (1) إلى المدينة " رب كرم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، و قل عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا، صل على محمد وآل محمد وادفع عني شره، فاني أدرء بك في نحره، وأستعيذ بك من شره " فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال: لا يريد غير علي بن الحسين عليه السلام، فسلم عليه وأكرمه وحباه ووصله (2) 20 - عم (3) شا: وروي أن داود بن علي بن عبد الله بن العباس قتل المعلى بن الخنيس مولى جعفر بن محمد عليه السلام، وأخذ ماله، فدخل عليه جعفر وهو يجر رداءه، فقال له: قتلت مولاي وأخذت مالي ؟ أما علمت أن الرجل ينام على الثكل، ولا ينام على الحرب (4) أما والله لادعون الله عليك، فقال له داود: تهددنا بدعائك ؟ كالمستهزئ بقوله، فرجع أبو عبد الله عليه السلام إلى داره، فلم يزل ليله كله قائما وقاعدا حتى إذا كان السحر، سمع وهو يقول في مناجاته: " يا ذا القوة القوية، ويا ذا المحال الشديدة، ويا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل اكفني هذا الطاغية، وانتقم لي منه " فما كان إلا ساعة حتى ارتفعت الاصوات

 

(1) مسرف بن عقبة هو مسلم بن عقبة الذى بعثه يزيد بن معاوية لوقعة الحرة فسمى مسرفا لاسرافه في اهراق الدماء. (2) ارشاد المفيد ص 242. (3) اعلام الورى ص 270. (4) الحرب في الاصل بمعنى أخذ المال وترك صاحبه بلا شئ يقال حرب الرجل ماله - كعنى - سلبه فهو محروب.

 

[222]

بالصياح، وقيل: قد مات داود بن علي الساعة (1). 21 - مكا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا خفت امرءا فأردت أن تكفى أمره وشره، فاعتمد طلبة الهلال في أول الشهر، فإذا رأيته فقم قائما على قدميك و قل كأنك تؤمي إليه بالخطاب " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " وتؤمي بهذه الكلمات نحو دار الرجل الذي تخافه ثم تقول " فاحترقت فاحترقت فاحترقت اللهم طمه بالبلاء طما وعمه بالعماء عما وارمه بحجارة من سجيل، وطيرك الابابيل، يا علي يا عظيم " ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر، وفي الليلة الثالثة، فان أنجع وبلغ ما تريد في الشهر الاول وإلا فعلت في الشهر الثاني تلتمس الهلال الليلة الاولى وتقول ما تقدم ذكره، والثانية والثالثة، فان نجع وإلا فمثل ذلك في الشهر الثالث، ولن تحتاج بعد ذلك باذن الله عزوجل (2). آخر: جاء رجل إلى الصادق عليه السلام فشكى إليه ظالما ظلمه، فقال له: قل " يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلان بن فلان يظلمني بتله بفقر لا تجبره وبلاء لا تستره " فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إ ؟ ثلاث مرات حتى أصابه وضح في جبهته، ثم افتقر من بعده (3). آخر: وإذا دخلت على سلطان فقل: " خيرك بين عينيك، وشرك تحت قدميك، وأنا أستعين بالله عليك " (4). آخر: عن الرضا عليه السلام قال: إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل " اللهم أطرقه بليلة لا اخت لها وأبح حريمه " (5). آخر: " يا من يكفي من كل شئ، ولا يكفي منه شئ صل على محمد وآل

 

(1) ارشاد المفيد ص 256 ورواه في كشف الغمة ج 2 ص 390. (2 - 4) مكارم الاخلاق ص 400. (5) مكارم الاخلاق ص 401.

 

[223]

محمد واكفني مؤنته بلا مؤنة " (1). آخر: إذا فزعت رجلا فقل " حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم، وأمتنع برب الفلق [و] من شر ما خلق، ما شاء الله لا قوة إلا بالله " (2). دعاء آخر: عن الصادق عليه السلام دعا به عند دخوله على المنصور، وهو في شدة غضبه فسكن غضبه " يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي عند كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام " (3). 22 - كشف: من كتاب محمد بن طلحة قال: حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه قال: حج المنصور سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة وقال للربيع: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا قتلني الله إن لم أقتله، فتغافل الربيع عنه لينساه، ثم أعاد ذكره للربيع، وقال: ابعث من يأت به متعبا، فتعافل عنه، ثم أرسل إلى الربيع رسالة قبيحة أغلط عليه فيها، وأمره أن يبعث من يحضر جعفرا ففعل. فلما أتاه قال له الربيع: يا با عبد الله اذكر الله فانه أرسل إليك بما لا دافع له غير الله، فقال جعفر: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم إن الربيع أعلم المنصور بحضوره، فلما دخل جعفر عليه أوعده وأغلظ، وقال أي عدو الله اتخذك أهل العراق إماما يبعثون إليك زكاة أموالهم، وتلحد في سلطاني، وتبغيه الغوائل ؟ قتلني الله إن لم أقتلك، فقال له: يا أمير المؤمنين سليمان اعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت من ذلك السنخ. فلما سمع المنصور ذلك منه قال له: إلى وعندي أبا عبد الله أنت البرئ الساحة، السليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما جزى ذوي الارحام عن أرحامهم، ثم تناول يده فأجسله معه في فرشه، ثم قال: علي بالطيب فاتي

 

(1 و 2) مكارم الاخلاق ص 401. (3) مكارم الاخلاق ص 404.

 

[224]

بالغالية فجعل يغلف لحية جعفر بيده (1) حتى تركها يقطر، ثم قال: قم في حفظ الله وكلاءته، ثم قال: يا ربيع ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته انصرف أبا عبد الله في حفظه وكنفه فانصرف. قال الربيع: ولحقته فقلت إني قد رأيت قبلك ما لم تره، ورأيت بعدك ما لا رأيته، فما قلت يا با عبد الله حين دخلت ؟ قال: قلت: " اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك علي ولا أهلك وأنت رجائي، اللهم أنت أكبر وأجل مما أخاف وأحذر، اللهم بك أدفع في نحره وأستعيذ بك من شره " ففعل الله بي ما رأيت (2). ومن كتاب الحافظ عبد العزيز، عن محمد بن إسحاق بن جعفر، عن أبيه قال: دخل جعفر بن محمد على أبي جعفر المنصور فتكلم، فلما خرجوا من عنده أرسل إلى جعفر بن محمد فرده، فلما رجع حرك شفتيه بشئ، فقيل له: ما قلت ؟ قال: قلت " اللهم أنت تكفي من كل شئ، ولا يكفي منك شئ، فاكفنيه " (3). أقول: تمام الخبر في أبواب تاريخه عليه السلام. 23 - كش: محمد بن الحسين، عن الحسن بن خرزاد، عن يونس بن القاسم البلخي عن رزام مولى خالد القسري قال: كنت اعذب بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد، فكان صاحب العذاب يعلقني بالسقف، ويرجع إلى أهله، ويغلق على الباب، وكان أهل البيت إذا انصرف إلى أهله حلوا الحبل عني ويحلوني وأقعد على الارض حتى إذا دنا مجيئه علقوني فو الله إني كذلك ذات يوم، إذا رقعة وقعت من الكوة إلي من الطريق، فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة، فنظرت فيها خط أبي عبد الله عليه السلام، فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام: " يا كائنا قبل كل

 

(1) قال الجزرى: فيه: كنت اغلف لحية رسول الله بالغالية أي ألطخها به وأكثر والغالية ضرب مركب من الطيب، منه رحمه الله. (2) كشف الغمة ج 2 ص 374. (3) كشف الغمة ج 2 ص 384.

 

[225]

شئ، ويا كائنا بعد كل شئ، ويا مكون كل شئ، ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك " قال رزام: فقلت ذلك فما عاد إلى شئ من العذاب بعد ذلك (1). 24 - كش: عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب عن المسمعي عن معتب قال: لما قتل داود بن على معلى بن خنيس، لم يزل أبو عبد الله عليه السلام ليله ساجدا وقائما قال: فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول " اللهم إني أسئلك بقوتك القوية ومحالك الشديد، وبعزتك التي جل خلقك لها ذليل، أن تصلي على محمد وآل محمد، أن تأخذه الساعة الساعة " قال، فو الله ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة، فقالوا: مات داود بن علي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة انشقت مثانته (2). 25 - نقل من خط الشهيد - قدس سره - نقلا من الجعفريات بالاسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام لما وضح لموسى عليه السلام وجه فرعون، قال موسى " اللهم إني أدرء بك في نحره، وأستعين بك عليه، فاكفني شره " قال جعفر الصادق عليه السلام: وهو دعاؤنا أهل البيت عند سلطان نخاف ظلمه. 26 - مهج: باسنادنا إلى ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن هارون ابن مسلم، عن ابن صدقة قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلى أوراقا من صحيفة عتيقة، فقال: انتسخ ما فيها، فهو دعاء جدي علي بن الحسين عليهما السلام للمهمات، فكتبت ذلك على وجهه، فما كربني شئ قط وأهمني إلا دعوت به، ففرج الله كربي وهمي، وأعطاني سؤلي، وهو: " اللهم هديتني فلهوت، ووعظت فقسوت، وأنلت الجميل فعصيت، وعرفت فأصررت، ثم عرفت فاستغفرت وأقلعت، فعدت فسترت، فلك الحمد يا إلهي

 

(1) رجال الكشى ص 290. (2) رجال الكشى ص 323 - 324 والحديث مختصر، والمرزبة: بالتخفيف والتثقيل: عصية من حديد.

 

[226]

تقحمت أودية هلاكي، وتخللت شعاب تلفى، وتعرضت فيها لسطواتك، وبحلولها لعقوباتك، ووسيلتي إليك التوحيد، وذريعتي أني لم اشرك بك شيئا، ولم أتخذ معك إلها، وقد فررت إليك من نفسي، وإليك يفر المسئ، وأنت مفزع المضيع حظ نفسه، فلك الحمد يا إلهي. فكم من عدو انتضى علي سيف عداوته، وشحذ لي ظبا مديته، وأرهف لي شباحده، وداف لي قواتل سمومه، وسدد نحوى صوائب سهامه، ولم تنم عني عين حراسته، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرعني ذعاف مرارته (1) فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته ووحدتي في كثير عدد من ناواني، وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكرتي، فابتدأتنى بنصرتك، وشددت أزرى بقوتك ثم فللت لي حده وصيرته من بعد جمع عديده وحده، وأعليت كعبي عليه، وجعلت ما سدده مردودا عليه، ورددته لم يشف غليله ولم تبرد حرارة غيظه، قد عض على مثواه وأدبر موليا قد أخلفت سراياه. وكم من باغ بغى [لي] بمكائده، ونصب لى أشراك مصائده، ووكل بي تفقد رعايته، وأضبأ إلى إضباء السبع، لطريدته، وانتظار الانتهاز لفريسته فناديتك يا إلهى مستغيثا بك، واثقا بسرعة إجابتك، عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كنفك، ولم يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك، فحصنتني من بأسه بقدرتك. وكم من سحائب مكروه قد جليتها، وغواشي كربات كشفتها لا تسئل عما تفعل، ولقد سئلت فأعطيت، ولم تسأل فابتدأت، واستميح فضلك فما أكديت أبيت إلا إحسانا، وأبيت إلا تقحم حرماتك، وتعدى حدودك، والغفلة عن وعيدك فلك الحمد من مقتدر لا يغلب وذى أناة لا يعجل، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير وشهد على نفسه بالتضييع. إلهى أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة، وأتوجه إليك بالعلوية البيضاء

 

(1) قد مر هذا الدعاء مشروحا مرارا.

 

[227]

فأعذني من شر ما يكيدني، ومن شر ما خلقت، ومن شر من يريد بى سوءا فان ذلك لا يضيق عليك في وجدك، ولا يتكأدك في قدرتك، وأنت على كل شئ قدير. إلهى ارحمنى بترك المعاصي ما أبقيتنى، وارحمني بترك تكلف ما لا يعنينى وارزقني حسن النظر فيما يرضيك به عنى، وألزم قلبى حفظ كتابك كما علمتني، واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنى، ونور به بصرى، وأوعه سمعي واشرح به صدري، وفرح به قلبى، وأطلق به لساني، واستعمل به بدنى، واجعل في من الحول والقوة ما يسهل ذلك على فانه لا حول ولا قوة إلا بك. اللهم أنت ربي ومولاى وسيدي وأملى وإلهى وغياثى وسندي وخالقي وناصري ووثقتى ورجائي، لك محياى ومماتي، لك سمعي وبصرى، وبيدك رزقي وإليك أمري في الدنيا والاخرة، ملكتني بقدرتك، وقدرت علي بسلطانك، فلك القدرة في أمري، وناصيتي بيدك، لا يحول أحد دون رضاك، برأفتك أرجو رحمتك وبرحمتك أرجو رضوانك، لا أرجو ذلك بعملي، فقد عجز عني عملي، فكيف أرجو ما عجز عني ؟ كو إليك فاقتي، وضعف قوتي، وإفراطى في أمري، وكل ذلك من عندي، وما أنت اعلم به منى، فاكفني ذلك كله. اللهم اجعلني من رفقاء محمد حبيبك، وإبراهيم خليلك، ويوم الفزع الاكبر من الامنين، فآمنى، وببشراك فبشرني (1) وباظلالك فظللني، وبمفازة من النار فنجني، لا يمسني السوء ولا تخزني ومن الدنيا فسلمني وحجتي يوم القيامة فلقني وبذكرك فاذكرني (2) ولليسرى فيسرني وللعسرى فجنبني، وللصلاة والزكاة ما دمت حيا فألهمني، ولعبادتك فقوني وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني، ومن فضلك فارزقني، ويوم القيامة فبيض وجهي ؟ ؟ سابا يسير فحاسبني، وبقبيح عملي فلا تفضحني، وبهداك فاهدني، وبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فثبتني وما أحببت فحببه إلى، وما كرهت فبغضه إلى وما أهمنى من أمر الدنيا والاخرة فاكفني، وفي صلاتي وصيامى ودعائي ونسكى وشكري ودنياي وآخرتي فبارك لى

 

(1) بتيسيرك فيسر لى خ ل. (2) فذكرني خ ل.

 

[228]

والمقام المحمود فابعثني، وسلطانا نصيرا فاجعل لى، وظلمي وجهلي وإسرافي في أمري فتجاوز عنى، ومن فتنة المحيا والممات فخلصني، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنجني، ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني، وأدم لي صلاح الذي آتيتني، و بالحلال عن الحرام فأغننى، وبالطيب عن الخبيث فاكفني، أقبل بوجهك الكريم إلى ولا تصرفه عنى، وإلى صراطك المستقيم فاهدني، ولما تحب وترضى فوفقني. اللهم إني أعوذ بك من الرياء والسمعة والكبرياء والتعظم والخيلاء والفخر والبذخ والاشر والبطر والاعجاب بنفسى والجبرية رب فنجني، وأعوذ بك رب من العجز والبخل والحرص والمناقشة والغش، وأعوذ بك من الطمع والطبع والهلع والجزع والزرع والقمع، وأعوذ بك من البغى والظم والاعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان. رب وأعوذ بك من المعصية (1) والقطيعة والسيئة والفواحش والذنوب وأعوذ بك من الاثم والمأثم والحرام والمحرم والخبيث وكل ما لا تحب. رب أعوذ بك من شر الشيطان وبغيه وظلمه وعدوانه (2) وشركه وزبانيته وجنده، وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وأعوذ بك من شر ما خلقت من دابة وهامة أو جن أو إنس مما يتحرك، وأعوذ بك من شر ما ذرأ في الارض وما يخرج منها، وأعوذ بك من شر كل كاهن وساحر وزاكن ونافث وراق، وأعوذ بك من شر كل حاسد وباغ وطاغ ونافس وظالم ومعتد وجابر، وأعوذ بك من العمى والصمم والبكم والبرص والجذام والشك والريب وأعوذ بك رب من الكسل والفشل والعجز والتفريط والعجلة والتضييع والتقصير والابطاء وأعوذ بك رب من شر ما خلقت في السموات والارض وما بينهما وما تحت الثرى. رب وأعوذ بك من الفقر والفاقة والحاجة والمسكنة والضيقة والعائلة، وأعوذ بك من القلة والذلة، وأعوذ بك من الضيق والشدة والقيد والحبس والوثاق والسجون والبلاء وكل مصيبة لا صبر لي عليها آمين رب العالمين.

 

(1) من العصبية خ ل. (2) وعداوته خ ل.

 

[229]

اللهم أعطنا كل الذي سألناك، وزدنا من فضلك على قدر جلالك وعظمتك بحق لا إله إلا أنت العزيز الحكيم (1). 27 - مهج: أخبرنا محمد بن جعفر بن هشام الاصبغي، عن اليسع بن حمزة القمي قال: أخبرني (2) عمرو بن مسعدة وزير المعتصم الخليفة أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتى تخوفت على إراقه دمي وفقر عقبى، فكتبت إلى سيدي أبي الحسن العسكري عليه السلام أشكو إليه ما حل بي فكتب إلي: لا ورع عليك ولا بأس فادع الله بهذه الكلمات يخلصك الله وشيكا مما وقعت فيه، ويجعل لك فرجا فان آل محمد يدعون بها عند إشراف البلاء، وظهور الاعداء، وعند تخوف الفقر وضيق الصدر. قال اليسع بن حمزة: فدعوت الله بالكلمات التي كتب إلي سيدي بها في صدر النهار، فو الله ما مضى شطره حتى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي: أجب الوزير، فنهضت ودخلت عليه فلما بصر بي تبسم إلى وأمر بالحديد ففك عنى، وبالاغلال فحلت منى، وأمرني بخلعة من فاخر ثيابه، وأتحفنى بطيب، ثم أدنانى وقربني وجعل يحدثنى ويعتذر إلى، ورد على جميع ما كان استخرجه منى وأحسن رفدي، وردنى إلى الناحية التي أتقلدها، وأضاف إليها الكورة التي تليها قال: وكان الدعاء: يا من تحل بأسمائه عقد المكاره، ويا من يفل بذكره حد الشدائد، ويا من يدعى بأسمآئه العظام من ضيق المخرج إلى محل الفرج، ذلت لقدرتك الصعاب وتسببت بلطفك الاسباب، وجرى بطاعتك القضاء، ومضت على ذلك الاشياء، فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة، وبارادتك دون وحيك منزجرة، وأنت المرجو للمهمات، وأنت المفزع للملمات (3) لا يندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها

 

(1) مهج الدعوات ص 197 - 202. (2) في المصدر: اجترئ، فتحرر. (3) في الملمات خ ل.

 

[230]

إلا ما كشفت، وقد نزل بي من الامر ما [قد] فدحني ثقله، وحل بي منه ما بهظني حمله، وبقدرتك أوردت على ذلك، وبسلطانك وجهته إلى، فلا مصدر لما أوردت ولا ميسر لما عسرت، ولا صارف لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا مغلق لما فتحت ولا ناصر لمن خذلت، إلا أنت. صل على محمد وآل محمد، وافتح لي باب الفرج بطولك واصرف عني سلطان الهم بحولك، وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك، وهب لي من لدنك فرجا وحيا، واجعل لي من عندك مخرجا هنيئا، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك، واستعمال سنتك، فقد ضقت بما نزل بي ذرعا، وامتلات بحمل ما حدث علي جزعا، وأنت القادر على كشف ما بليت به، ودفع ما وقعت فيه، فافعل بي ذلك وإن كنت غير مستوجبه منك يا ذا العرش العظيم، وذا المن الكريم، فأنت قادر يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين (1). 28 - مهج: قال أبو حمزة الثمالي رحمه الله: انكسرت يد ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر فنظر إليه فقال: أرى كسرا قبيحا ثم صعد غرفته ليجئ بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك دعاء علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر، فاستوى الكسر بإذن الله تعالى فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئا فقال: ناولني اليد الاخرى فلم ير كسرا فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسرا قبيحا فما هذا ؟ أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة، فقلت: ثكلتك امك ليس هذا سحر بل إني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين عليهما السلام فدعوت به، فقال: علمنيه ! فقلت: أبعد ما سمعت ما قلت، لا ولا نعمة عين (2) لست من أهله، قال حمران بن أعين: فقلت لابي حمزة:

 

(1) مهج الدعوات ص 339 - 340 ومثله الدعاء السابع من الصحيفة السجادية عليه الصلاة والسلام راجعه. (2) نعمة عين بضم النون وكسرها ونعام عين بفتحها ونعم عين كذلك، وكلها منصوب باضمار الفعل: أي أفعل ذلك تقريرا وانعاما لعينك واكراما لك فقوله ولا نعمة عين: أي لا أعلمها اياك ولا قرة عين بك.

 

[231]

نشدتك بالله إلا ما أوردتناه فقال: سبحان الله ما ذكرت ما قلت إلا وأنا افيدكم اكتبوا: " بسم الله الرحمن الرحمين يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي يا حي مع كل حى، يا حى حين لا حى، يا حى يبقى ويفنى كل حى، يا حى لا إله إلا أنت، يا حي يا كريم، يا محيي الموتى، يا قائم على كل نفس بما كسبت إني أتوجه إليك وأتوسل إليك بجودك وكرمك ورحمتك التي وسعت كل شئ وأتوجه إليك وأتوسل إليك بحرمة هذا القرآن، وبحرمة الاسلام، وشهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شرك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، وأتوجه إليك وأتوسل إليك وأستشفع إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما، وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عبديك وأمينيك وحجتيك على الخلق أجمعين، وعلي بن الحسين زين العابدين، ونور الزاهدين، ووارث علم النبيين والمرسلين، وإمام الخاشعين، وولى المؤمنين، والقائم في خلقك أجمعين، وباقر علم الاولين والاخرين، والدليل على أمر النبيين والمرسلين، والمقتدي بآبائه الصالحين وكهف الخلق أجمعين، وجعفر بن محمد الصادق من أولاد النبيين والمقتدى بآبائه الصالحين، والبار من عترته البررة المتقين وولي دينك وحجتك على العالمين، وموسى بن جعفر العبد الصالح من أهل بيت المرسلين، ولسانك في خلقك أجمعين، والناطق بأمرك، وحجتك على بريتك، و علي بن موسى الرضا المرتضى الزكي المصطفى المخصوص بكرامتك، والداعي إلى طاعتك وحجتك على الخلق أجمعين، ومحمد بن علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك [وحقك] وحجتك على بريتك، ووليك وابن أوليائك، وحبيبك وابن أحبائك، وعلي بن محمد السراج المنير، والركن الوثيق القائم بعدلك والداعي إلى دينك، ودين نبيك، وحجتك على بريتك، والحسن بن علي عبدك ووليك وخليفتك المؤدي عنك في خلقك، عن آبائه الصادقين وبحق خلف الائمة الماضين والامام الزكي الهادي المهدي والحجة بعد آبائه على خلقك المؤدي عن علم


 

[232]

نبيك، ووارث علم الماضين من الوصيين، المخصوص الداعي إلى طاعتك وطاعة آبائه الصالحين. يا محمد يا أبا القاسماه ! بأبي أنت وامي إلى الله أتشفع بك وبالائمة من ولدك وبعلي أمير المؤمنين، وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر ابن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن ابن علي، والخلف القائم المنتظر. اللهم فصل عليهم وعلى من اتبعهم وصل على محمد وآل محمد صلاة المرسلين والصديقين والصالحين، صلاة لا يقدر على إحصائها غيرك. اللهم ألحق أهل بيت نبيك وذريتهم وشيعتهم بنبيك سيد المرسلين وألحقنا بهم مؤمنين مخبتين فائزين متقين صالحين خاشعين عابدين موفقين مسددين عاملين زاكين مزكين تائبين ساجدين راكعين شاكرين حامدين صابرين محتسبين منيبين مصيبين (1). اللهم إني أتولى وليهم، وأتبرأء إليك من عدوهم، وأتقرب إليك بحبهم وموالاتهم وطاعتهم، فارزقني بهم خير الدنيا والاخرة، واصرف عني بهم أهوال يوم القيامة. اللهم إني اشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا وعليا وزوجته وولديه (2) عبيدك وإماؤك، وأنت وليهم في الدنيا والاخرة، وهم أولياؤك والاولين (3) بالمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من بريتك، وأشهد أنهم عبادك المؤمنون، لا يسبقونك بالقول وهم بأمرك يعملون. اللهم إني أتوسل إليك بهم وأتشفع بهم إليك أن تحييني محياهم، وتميتني على طاعتهم وملتهم، وتمنعني من طاعة عدوهم، وتمنع عدوك وعدوهم مني، وتعينني بك وبأوليائك عمن أغنيته عني، وتسهلني لمن أحوجتهم إلى، وأن تجعلني في

 

(1) مصلين خ ل محبين خ ل. (2) وولده خ ل. (3) والاولون ظ.

 

[233]

حفظك في الدين والدنيا والآخرة، وتلبسني العافية حتى تهنئني المعيشة. والحظنى بلحظة من لحظاتك الكريمة الرحيمة الشريفة، تكشف بها عنى ما قد ابتليت به، ودبرنى (1) بها إلى أحسن عاداتك وأجملها عندي، وقد ضعفت قوتي، وقلت حيلتي، ونزل بي مالا طاقة لي به، فردني (2) إلى أحسن عاداتك، فقد أيست مما عند خلقك، فلم يبق إلا رجاؤك في قلبي، وقديما ما مننت على، وقدرتك يا سيدي وربي وخالقي ومولاي ورازقي على إذهاب ما أنا فيه كقدرتك على حيث ابتليتنى به. إلهى ذكر عوائدك يونسنى، رجاء إنعامك يقربني، ولم أخل من نعمتك منذ خلقتني، فأنت يا رب ثقتى ورجائي، وإلهى وسيدي والذاب عنى، والراحم بى، والمتكفل برزقى، فأسئلك يا رب محمد وآل محمد، أن تجعل رشدي بما قضيت من الخير وحتمته وقدرته، وأن تجعل خلاصى مما أنا فيه، فانى لا أقدر على ذلك إلا بك وحدك لا شريك لك، ولا أعتمد فيه إلا عليك. فكن يا رب الارباب، ويا سيد السادات، عند حسن ظنى بك، وأعطني مسألتي يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أقدر القادرين، ويا أقهر القاهرين، ويا أول الاولين، ويا آخر الآخرين، ويا حبيب محمد وعلى وجميع الانبياء والمرسلين، والاوصياء المنتجبين [ويا حبيب محمد صلى الله عليه وآله وعلى وجميع الانبياء والمرسلين، والاوصياء المنتجبين] (3) حبيب محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه وأنصاره وخلفائه وأحبائه المؤمنين، وحججك البالغين من أهل بيت الرحمة المطهرين الزاهدين أجمعين، صل على محمد و [على] آل محمد، وافعل بى ما أنت أهله يا أرحم الراحمين (4). 29 - مهج: نقل من مجموع عتيق قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى صالح ابن عبد الله المري عامله على المدينة: أبرز الحسن بن الحسن بن علي بن أبى طالب

 

(1) دبرتني خ. (2) وتردني خ. (3) مهج الدعوات 205 - 208. (4) الظاهر أن ما بين العلامتين تكرار، وقد ضرب عليه في المصدر.

 

[234]

وكان محبوسا في حبسه - واضربه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسمائة سوط، فأخرجه صالح إلى المسجد، واجتمع الناس وصعد صالح المنبر يقرأ عليهم الكتاب ثم ينزل فيأمر بضرب الحسن، فبينما هو يقرأ الكتاب إذ دخل على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلام، فأفرج الناس عنه، حتى انتهى إلى الحسن بن الحسن، فقال له: يا ابن عم ادع الله بدعاء الكرب، يفرج عنك، فقال: ما هو يا بن عم ؟ فقال: قل: " لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع، ورب الارضين السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين ". قال: وانصرف علي بن الحسين عليهما السلام وأقبل الحسن يكررها فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل، قال أرى سجية رجل مظلوم، أخروا أمره، وأنا راجع أمير المؤمنين فيه، وكتب صالح إلى الوليد في ذلك فكتب إليه: أطلقه (1). 30 - مهج: وجدنا في نسخة عتيقة هذا لفظها: حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى بن الرضا أدام الله تأييده يوم الجمعة، لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة، بمشهد مقابر قريش، على ساكنه السلام قال: حدثني أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن صدقة يوم السبت لثلاث بقين من صفر سنة اثنين وستين وثلاثمائة بمشهد مقابر قريش على ساكنه السلام من حفظه، قال: أخبرنا سلامة بن محمد الازدي قال: حدثني أبو جعفر بن عبد الله العقيلي وحدثني أبو الحسن محمد بن بريك الرهاوي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد الموصلي إجازة قال: حدثني أبو محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل ابن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب قال: حدثني أبو روح النسائي، عن أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام أنه دعا على المتوكل فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: " اللهم إني وفلانا عبدان من عبيدك " إلى آخر الدعاء الذي يأتي ذكره. ووجدت هذا الدعاء مذكورا بطريق آخر هذا لفظه: ذكر باسناده عن زرافة

 

(1) مهج الدعوات ص 413 - 414.

 

[235]

حاجب المتوكل وكان شيعيا أنه قال: كان المتوكل لحظوة (1) الفتح بن خاقان عنده وقربه منه دون الناس جميعا، ودون ولده وأهله، أراد أن يبين موضعه عندهم. فأمر جميع مملكته من الاشراف من أهله وغيرهم، والوزراء والامراء والقواد، وسائر العساكر، ووجوه الناس، أن يزينوا بأحسن التزيين، ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم، ويخرجوا مشاة بين يديه، وأن لا يركب أحد إلا هو والفتخ بن خاقان خاصة بسر من رأى، ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة، وكان يوما قائظا شديد الحر، وأخرجوا في جملة الاشراف أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام وشق مالقيه من الحر والزحمة. قال زرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيدي يعز والله على ما تلقى من هذه الطغاة، وما قد تكلفته من المشقة، وأخذت بيده فتوكأ على وقال: يا زرافة ما ناقة صالح عند الله بأكرم مني أو قال: بأعظم قدرا مني، ولم أزل اسائله وأستفيد منه، و احادثه إلى أن نزل المتوكل من الركوب، وأمر الناس بالانصراف. فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى منازلهم، وقدمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودعته وانصرفت إلى داري،: ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل، وكانت لي عادة بإحضاره عند الطعام، فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث، وما جرى من ركوب المتوكل والفتح، ومشي الاشراف وذوي الاقدار بين أيديهما، وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام وما سمعته من قوله " ما ناقة صالح عند الله بأعظم قدرا مني ". وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال: بالله إنك سمعت هذا اللفظ منه ؟ فقلت له: والله إني سمعته يقوله، فقال لي: اعلم أن المتوكل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيام، ويهلك، فانظر في أمرك وأحرز ما تريد إحرازه وتأهب لامرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث

 

(1) في المصدر: يحضره، والتصحيح من البحار نفسه ج 50 ص 192 في تاريخ الامام الهادى عليه السلام.

 

[236]

أو سبب يجري. فقلت له: من أين لك ذلك ؟ فقال: أما قرأت القرآن في قصة صالح والناقة وقوله تعالى: " تمتعوا في داركم ثلثة أيام ذلك وعد غير مكذوب " (1) ولا يجوز أن تبطل قول الامام، قال زرافة، فو الله ما جاء اليوم الثالث حتى هجم المنتصر ومعه بغا ووصيف والاتراك على المتوكل فقتلوه وقطعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعا حتى لم يعرف أحدهما من الاخر، وأزال الله نعمته ومملكته، فلقيت الامام أبا الحسن عليه السلام بعد ذلك، وعرفته ما جرى مع المؤدب، وما قاله، فقال: صدق إنه لما بلغ مني الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعز من الحصون والسلاح والجنن، وهو دعاء المظلوم على الظالم، فدعوت به عليه فأهلكه الله، فقلت: يا سيدي إن رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه وهو: " اللهم (2) إني وفلانا عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرنا وعلانيتنا، وتطلع على نياتنا وتحيط بضمائرنا، علمك بما تبديه كعلمك بما تخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ولا ينطوي عليك شئ من امورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا مهرب يفوتك منا. ولا يمتنع الظالم منك بسلطانه، ولا يجاهدك عنه جنوده (3) ولا يغالبك مغالب بمنعة، ولا يعازك متعزز بكثرة (4) أنت مدركه أين ما سلك، وقادر

 

(1) هود ص 65. (2) في المصدر: اللهم انك أنت الملك المتعزز بالكبرياء، المتفرد بالبقاء، الحى القيوم المقتدر القهار، الذى لا اله الا أنت، أنا عبدك وأنت ربى ظلمت نفسي، واعترفت باساءتى وأستغفر اليك من ذنوبي، فانه لا يغفر الذنوب الا أنت، اللهم انى وفلان بن فلان الخ. (3) جوده، خ ل. (4) يقال عازه معازة: أي عارضه في العزة.

 

[237]

عليه أين لجأ، فمعاذ المظلوم منا بك، وتوكل المقهور منا عليك، ورجوعه إليك، ويستغيث بك إذا خذله المغيث، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير، ويلوذ بك إذا نفته الافنية، ويطرق بابك إذا غلقت دونه الابواب المرتجة، ويصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة. تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك وتعرف ما يصلحه قبل أن يدعوك له فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا قديرا. اللهم إنه قد كان في سابق علمك وقضائك، وماضي حكمك ونافذ مشيتك في خلقك أجمعين، سعيدهم وشقيهم، وفاجرهم وبرهم، أن جعلت لفلان بن فلان على قدرة فظلمني بها، وبغى علي لمكانها، وتعزز على بسلطانه الذي خولته إياه، وتجبر على بعلو حاله التى جعلتها له وغره إملاؤك له، وأطغاه حلمك عنه. فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه، وتعمدني بشر ضعفت عن احتماله، ولم أقدر على الانتصار لضعفي، والانتصاف منه لذلي، فوكلته إليك وتوكلت في أمره عليك، وتواعدته بعقوبتك، وحذرته سطوتك، وخوفته نقمتك فظن أن حلمك عنه من ضعف، وحسب أن إملاءك له من عجز، ولم تنهه واحدة عن اخرى، ولا انزجر عن ثانية باولى، ولكنه تمادى في غيه، وتتابع في ظلمه ولج في عدوانه، واستشرى في طغيانه، جراءة عليك يا سيدي، وتعرضا لسخطك الذي لا ترده عن القوم الظالمين، وقلة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين. فها أنا ذا يا سيدي مستضعف في يديه، مستضام تحت سلطانه، مستذل بعقابه، مغلوب مبغي علي مقصود وجل خائف مروع مقهور، قد قل صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت علي المذاهب إلا إليك، وانسدت علي الجهات إلا جهتك والتبست علي اموري في رفع مكروهه عني، واشتبهت علي الاراء في إزالة ظلمه وخذلني من استنصرته من عبادك، وأسلمني من تعلقت به من خلقك طرا، واستشرت نصيحي فأشار علي بالرغبة إليك، واسترشدت دليلي فلم يدلني إلا عليك.


 

[238]

فرجعت إليك يا مولاي صاغرا راغما مستكينا عالما أنه لا فرج لي إلا عندك، ولا خلاص لي إلا بك، أنتجز وعدك في نصرتي، واجابة دعائي، فانك قلت وقولك الحق الذي لا يرد ولا يبدل " ومن بغي عليه لينصرنه الله " وقلت جل جلالك وتقدست أسماؤك " ادعوني أستجب لكم " وأنا فاعل ما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني. وإني لاعلم يا سيدي أن لك يوما تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاضب للمغضوب، لانك لا يسبقك معاند ولا يخرج عن قبضتك منابذ، ولا تخاف فوت فائت، ولكن جزعي وهلعي لا يبلغان بي الصبر على أناتك، وانتظار حلمك، فقدرتك يا مولاي فوق كل قدرة، وسلطانك غالب كل سلطان، ومعاد كل أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كل ظالم إليك وإن أنظرته، وقد أضرني يا رب حلمك عن فلان بن فلان، وطول أناتك له وإمهالك إياه وكاد القنوط يستولى علي لولا الثقة بك، واليقين بوعدك. فان كان في قضائك النافذ، وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكف مكروهه عني، وينتقل عن عظيم ما ركب مني، فصل على محمد وآل محمد، وأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالته نعمتك التي أنعمت بها علي، و تكديره معروفك الذي صنعته عندي. وإن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمي، فأسئلك يا ناصر المظلوم المبغى عليه إجابة دعوتي، فصل على محمد وآل محمد، وخذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر، وأفجئه في غفلته مفاجاة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه وفل (1) عنه جنوده وأعوانه ومزق ملكه كل ممزق، وفرق أنصاره كل مفرق، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال (2) عزه الذي لم يجازه بالاحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون

 

(1) امر من فل القوم يفل: أي كسرهم وهزمهم، وفى المصدر وافضض عنه جموعه. (2) لباس عزه خ ل.

 

[239]

الخالية، وأبره يا مبير الامم الظالمة (1) واخذله يا خازل الفئات الباغية، وابتره عمره وابتزه ملكه، وعف أثره، واقطع خبره، وأطفئ ناره وأظلم نهاره، وكور شمسه، وأهشم شدته (2) وجذ سنامه (3) وأرغم أنفه، ولا تدع له جنة إلا هتكتها، ولا دعامة إلا قصمتها ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا قائمة علو إلا وضعتها، ولا ركنا إلا وهنته، ولا سببا إلا قطعته. وأره أنصاره وجنده عباديد بعد الالفة، وشتى بعد اجتماع الكلمة، ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الامة، واشف بزوال أمره القلوب المنقلبة الوجلة والافئذة اللهفة، والامة المتحيرة، والبرية الضائعة، وأدل ببواره الحدود المعطلة، والاحكام المهملة، والسنن الدائرة، والمعالم المغيرة (4) والايات المحرفة والمدارس المهجورة، والمحاريب المجفوة، والمساجد المهدومة. وأشبع به الخماص الساغبة، وأرو به اللهوات اللاغبة، والاكباد الظامئة، و أرح به الاقدام المتعبة، واطرقه بليلة لا اخت لها، وساعة لا شفاء منها، وبنكبة لا انتعاش معها، وبعثرة لا إقالة منها، وأبح حريمه، ونغص نعمته (5) وأره بطشتك الكبرى، ونقمتك المثلى، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة، وسلطانك الذي هو أعز من سلطانه، واغلبه لي بقوتك القوية، ومحالك الشديد، وامنعني بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل، وابتله بفقر لا تجبره، وبسوء لا تستره، وكله إلى نفسه فيما يريد، إنك فعال لما تريد.

 

(1) الطاغية خ ل. (2) في المصدر ص 70 في ذكر قنوت الامام موسى بن جعفر عليه السلام: " واهشم سوقه " (3) جذ الشئ الصلب: كسره أو قطعه مستأصلا، وفى المصدر في الموضعين: " وجب سنامه " والجب أيضا: القطع، وخصوصا قطع السنام، يقال بعير أجب: أي مقطوع السنام والجبب قطع السنام أو ان يأكله الرجل فلا يكبر. (4) والتلاوات المغيرة خ ل. (5) نعيمه خ ل.

 

[240]

وأبرئه من حولك وقوتك، وأحوجه إلى حوله وقوته، وأذل مكره بمكرك وادفع مشيته بمشيتك، واسقم جسده، وأيتم ولده، وانقص أجله، وخيب أمله، وأدل دولته، وأطل عولته، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكه من حزنه وصير كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وجده في سفال، و سلطانه في اضمحلال، وعاقبة أمره إلى شر حال، وأمته بغيظه إذا أمته، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شره وهمزه ولمزه، وسطوته وعداوته، والمحه لمحه تدمر بها عليه، فانك أشد بأسا وأشد تنكيلا (1). ق: ذكر باسناد عن زرافة حاجب المتوكل: وذكر مثله سواء. أقول: ومن الادعية المشهورة دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفي أيضا وقد رأيت في ذلك عدة طرق وروايات مختلفات، ولنذكر هنا المهم منها إنشاء الله تعالى. 31 - مهج: الدعاء المعروف باليماني: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم ابن علي القمي المعروف بابن الخياط، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي، عن علي بن محمد بن أحمد العلوي، عن عبد الرحمان بن علي بن زياد قال: قال عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر: بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ذات يوم، إذ دخل الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك، قال له: ائذن له. فدخل رجل جسيم وسيم، له منظر رائع، وطرف فاضل (2) فصيح اللسان

 

(1) مهج الدعوات: 330 - 337، وزاد بعده: اقول: وقد تقدم أيضا نحو هذا الدعاء عن مولانا الهادى [الكاظم ظ] وبينهما تفاوت، ولهذا حديث رأيته لتلك الرواية " لكنه ذكر الدعاء في قنوت الامام موسى بن جعفر عليه السلام ص 67 - 72، واوله " اللهم انى وفلان بن فلان كما نقله المؤلف العلامة ههنا، راجعه ان شئت. (2) منظر رائع، أي يعجب الناس بحسنه وجهارة رونقه، وطرف فاضل: الطرف

 

[241]

عليه لباس الملوك، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، إني رجل من أقصى بلاد اليمن، ومن أشراف العرب، ممن انتسب إليك، وقد خلفت ورائي ملكا عظيما، ونعمة سابغة، وإني لفي غضارة من العيش، وخفض من الحال، و ضياع ناشئة، وقد عجمت الامور، ودربتني الدهور (1)، ولي عدو مشح وقد أرهقني، وغلبني بكثرة نفيره، وقوة نصيره، وتكاثف جمعه، وقد أعيتني فيه الحيل. وإني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني الاتي، فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، وعلى آلهما، فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله وخيرته وصفوته من خلقه، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله عليه وعلى آله، ففيه اسم الله [الاعظم] عزوجل فادع به على عدوك المناصب لك. فانتبهت يا أمير المؤمنين ولم أعرج على شئ حتى شخصت في أربع مائة عبد نحوك، إني اشهد الله واشهد رسوله واشهدك أنهم أحرار، وقد أعتقهم لوجه الله جلت عظمته وقد جئتك يا أمير المؤمنين من فج عميق، وبلد شاسع، قد ضؤل جرمي، ونحل جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك، وبحق الابوة والرحم الماسة، علمني الدعاء الذي رأيت في منامي، وهتف بي أن أرحل فيه إليك. فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: نعم أفعل ذلك إنشاء الله، ودعا بدواة وقرطاس وكتب له هذا الدعاء وهو: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الله الملك الحق الذي لا إله إلا أنت، وأنا عبدك [وأنت ربي] ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، ولا يغفر الذنوب

 

محركة من البدن: اليدان والرجلان والرأس، والطرف بفتح فسكون: العين، والكريم من الفتيان والرجال. (1) عجمت الامر: أي خبرت حاله وامتحنته وعرفت تصاريفه، والمدرب المنجد المجرب، المصاب بالبلايا، الذى صرفه الدهور وخبرته الحال، وعرفته عواقب الامور.

 

[242]

إلا أنت، فاغفر لي يا غفور يا شكور. اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب وما وصل إلي من فضلك السابغ، وما أوليتني به من إحسانك إلي، وبوأتني به من مظنة العدل، وأنلتني من منك الواصل إلي ومن الدفاع عني، والتوفيق لي والاجابة لدعائي، حتى اناجيك داعيا، وأدعوك مضاما، وأسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا (1) وفي الامور ناظرا، ولذنوبي غافرا، ولعوراتي ساترا. لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما اقدم لدار القرار فأنا عتيقك من جميع الافات، والمصائب في اللوازب، والغموم التي ساورتني فيها الهموم (2) بمعاريض أصناف البلاء، ومصروف (3) جهد القضاء، لا أذكر منك إلا الجميل، ولا أرى منك غير التفضيل. خيرك لي شامل، وفضلك على متواتر، ونعمتك عندي متصلة، وسوابق لم تحقق حذاري (4) بل صدقت رجائي، وصاحبت أسفاري، وأكرمت أحضاري، و شفيت أمراضي وأوصابي (5) وعافيت منقلبي ومثواي، ولم تشمت بي أعدائي ورميت من رماني، وكفيتني مؤنة من عاداني. فحمدي لك واصل وثنائي لك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك، ومرضيا لك بناصع التوحيد، وإمحاض التمجيد، بطول التعديد ومزية أهل المزيد، لم تعن في قدرتك، ولم تشارك في إلهيتك، ولم تعلم إذ حبست

 

(1) في المصدر: جارا. (2) ساوره الهموم: وثبت عليه. (3) صروف جهد البلاء خ ل. (4) أي انى كنت أحذر أن تفوتنى نعمك فتخذلني، لكنك لم تحقق حذارى هذا بسلب نعمك بل صدقت رجائي بدوام نعمك. (5) الاوصاب جمع وصب - محركة - المرض والوجع الدائم، قال ابن دريد: الوصب نحول الجسم من تعب أو مرض، وقد يطلق التعب والفتور في البدن.

 

[243]

الاشياء على الغرائز، ولا خرقت الاوهام حجب الغيوب فتعتقد فيك محدودا في عظمتك. فلا يبلغك بعد الهمم، ولا ينالك غوص الفكر، ولا ينتهى إليك نظر ناظر في مجد جبروتك، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك، وعلا عن ذلك كبرياء عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد، ولا يزداد ما أردت أن ينقص، ولا أحد حضرك حين برأت النفوس. كلت الاوهام (1) عن تفسير صفتك، وانحسرت العقول عن كنه عظمتك، وكيف توصف وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك، ليس فيها غيرك، ولم يكن لها سواك، حار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير، فتواضعت الملوك لهيبتك، وعنت الوجوه بذل الاستكانة لك، وانقاد كل شئ لعظمتك واستسلم كل شئ لقدرتك، وخضعت لك الرقاب، وكل دون ذلك تحبير اللغات وضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات، فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا وعقله مبهورا وتفكره متحيرا. اللهم فلك الحمد متواترا متواليا، متسقا مستوثقا، يدوم ولا يبيد، غير مفقود في الملكوت، ولا مطموس في العالم، ولا منتقص في العرفان، ولك الحمد مالا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر، والصبح إذا أسفر، وفي البراري والبحار، والغدو والاصال، والعشي والابكار، وفي الظهاير والاسحار. اللهم بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة، وجلعتني منك في ولاية العصمة، فلم أبرح في سبوغ نعمائك، وتتابع آلائك، محفوظا لك في المنعة والدفاع، محوطا بك في مثواي ومنقلبي، ولم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا طاقتي، وليس شكري وإن بالغت في المقال وبالغت في الفعال، ببالغ أداء حقك، ولا مكافيا لفضلك، لانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، لم تغب ولا تغيب عنك غائبة، ولا تخفى عليك خافية، ولم تضل لك (2) في ظلم الخفيات ضالة، إنما أمرك إذا أردت شيئا

 

(1) الافهام خ ل. (2) عنك خ ل.

 

[244]

أن تقول له كن فيكون. اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و [أضعاف ما] حمدك به الحامدون ومجدك به الممجدون، وكبرك به المكبرون، وعظمك به المعظمون، حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين وأقل من ذلك مثل حمد الحامدين، وتوحيد أصناف المخلصين، وتقديس أجناس العارفين، وثناء جميع المهللين، ومثل ما أنت به عارف من رزقك اعتبارا وفضلا وسألتني منه يسيرا صغيرا، وأعفيتني من جميع خلقك من الحيوان. وأرغب إليك في رغبة ما أنطقتني ب من حمدك، فما أيسر ما كلفتني به من حقك، وأعظم ما وعدتني على شكرك، ابتدأتني بالنعم فضلا وطولا، وأمرتني بالشكر حقا وعدلا، ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا، وأعطيتني من رزقك اعتبارا و فضلا (1) وسألتني منه يسيرا صغيرا، وأعفيتني من جهد البلاء، ولم تسلمني للسوء من بلائك. مع ما أوليتني من العافية، وسوغت من كرايم النحل، وضاعفت لى الفضل معما أودعتني من الحجة (2) الشريفة ويسرت لى من الدرجة الرفيعة، واصطفيتني بأعظم النبيين دعوة، وأفضلهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله. اللهم اغفر لى ما لا يسعه إلا مغفرتك، ولا يمحقه (3) إلا عفوك، ولا يكفره إلا فضلك، وهب لي في يومي هذا يقينا تهون على به مصيبات الدنيا وأحزانها بشوق إليك، ورغبة فيما عندك، واكتب لي عندك المغفرة، وبلغني الكرامة، وارزقني شكر ما أنعمت به على، فانك أنت الله الواحد الرفيع البدئ البديع السميع العليم، الذي ليس لامرك مدفع، ولا عن قضائك ممتنع. أشهد أنك ربي ورب كل شئ، فاطر السموات والارض، عالم الغيب والشهاة العلى الكبير.

 

(1) اختبارا وغرضا خ ل. (2) المحجة خ ل كما في المصدر. (3) ولا يلحقه خ ل.

 

[245]

اللهم إني أسئلك الثبات في الامر، والعزيمة على الرشد، والشكر على نعمتك، وأعوذ بك من جور كل جائر، وبغى كل باغ، وحسد كل حاسد بك أصول على الاعداء، وبك أرجو ولاية الاحباء، مع مالا أستطيع إحصاءه ولا تعديده من عوائد فضلك وطرف رزقك، وألوان ما أوليت من إرفادك فانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الفاشى في الخلق رفده، الباسط بالحق (1) يدك، ولا تضاد في حكمك، ولا تنازع في أمرك، تملك من الانام ما تشاء، ولا يملكون إلا ما تريد. قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب. أنت المنعم المفضل (2) الخالق البارئ القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالمجد والعز، وتعظمت بالكبرياء، وتغشيت بالنور والبهاء، وتجللت بالمهابة والسناء، لك المن القديم، والسلطان الشامخ والجود الواسع، والقدرة المقتدرة، جعلتني من أفضل بني آدم وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا [و] لم تشغلني نقصانا في بدني، ولم تمنعك كرامتك إياي، وحسن صنيعك عندي وفضل إنعامك (3) على أن وسعت على في الدنيا، وفضلتني على كثير من أهلها: فجعلت لي سمعا وفؤادا يعرفان عظمتك، وأنا بفضلك حامد، وبجهد نفسي لك شاكر، وبحقك شاهد، فانك حي قبل كل حي، وحي بعد كل حي وحى ترث الحياة، لم تقطع خيرك عني طرفة عين في كل وقت، ولم تنزل بي عقوبات النقم. ولم تغير على دقائق العصم، فلو لم أذكر من إحسانك إلا عفوك وإجابة دعائي حين رفعت رأسي بتحميدك، وتمجيدك، وفي قسمة الارزاق حين قدرت، فلك الحمد عدد ما حفظ علمك وعدد ما أحاطت به قدرتك، وعدد ما

 

(1) بالجود خ ل. (2) المتفضل خ ل. (3) نعمائك خ ل.

 

[246]

وسعته رحمتك. اللهم فتمم إحسانك فيما بقى كما أحسنت فيما مضى فاني أتوسل بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك، وبنورك ورأفتك ورحمتك وعلوك وجمالك وجلالك وبهائك وسلطانك وقدرتك وبمحمد وآله الطاهرين ألا تحرمنى رفدك وفوائدك، فانه لا يعتريك لكثرة ما يندفق به عوائق البخل ولا ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك ولا تفني خزائن مواهبك النعم، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى، ولا يلحقك خوف عدم فينقص فيض فضلك. اللهم ارزقني قلبا خاشعا، ويقينا صادقا، ولسانا ذاكرا، ولا تؤمني مكرك ولا تكشف عني سترك ولا تنسني ذكرك، ولا تباعدني من جوارك، ولا تقطعني من رحمتك، ولا تويسني من روحك، وكن لى انسا من كل وحشة، واعصمني من كل هلكة، ونجنى من كل بلاء فانك لا تخلف الميعاد. اللهم ارفعني ولا تضعنى، وزدني ولا تنقصني، وارحمني ولا تعذبني، وانصرني ولا تخذلني، وآثرني ولا تؤثر على، وصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وسلم تسليما. قال ابن عباس رضى الله عنه: ثم قال له: انظر إن حفظ لك، ولا تدعن قراءته يوما واحدا، فانى أرجو أن توافي بلدك، وقد أهلك الله عدوك، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لو أن رجلا قرأ هذا الدعاء بنية صادقة، وقلب خاشع ثم أمر الجبال أن تسير معه لسارت، وعلى البحر لمشى عليه. وخرج الرجل إلى بلاده فورد كتابه على مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بعد أربعين يوما أن الله قد أهلك عدوه، حتى أنه لم يبق في ناحيته رجل واحد، فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله: قد علمت ذلك، ولقد علمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله وما استعسر على أمر إلا استيسر به (1). 32 - مهج: دعاء اليماني برواية اخرى: حدثنا زيد بن جعفر العلوي

 

(1) مهج الدعوات ص 132 - 139.

 

[247]

عن محمد بن عبد الله بن البساط، عن المغيرة بن عمر بن الوليد العزرمى المكى، عن مفضل بن محمد الحسيني، عن إبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العبدي، عن فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن طاوس، عن ابن عباس قال: كنت ذات يوم جالسا عند أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه نتذاكر فدخل ابنه الحسن صلوات الله عليه فقال: يا أمير المؤمنين بالباب فارس يطلب الاذن عليك، قد سطع منه رائحة المسك والعنبر، فقال: ائذن له. فدخل رجل جسيم وسيم، حسن الوجه والهيئة، عليه لباس الملوك، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال علي عليه السلام: وعليك السلام ثم أدناه وقربه، فقال: يا أمير المؤمنين إني صرت إليك من أقصى بلاد اليمن، وأنا رجل من أشراف العرب، وممن ينسب إليك، وقد خلفت ورائي مملكة عظيمة، ونعمة سابغة، وضياعا ناشئة، وإني لفي غضارة من العيش، وخفض من الحال، وبازائي عدو يريد المزايلة والمغالبة على نعمتي، همته التحصن والمخاتلة لي، وقد نشر لمحاربتي ومناوشتي منذ حجج وأعوام، وقد أعيتني فيه الحيلة. وكنت يا أمير المؤمنين نمت ليلة فهتف بي هاتف أن قم وأرسل إلى خليفة الله أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام واسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وآله ففيه اسم الله الاعظم وكلماته التامات، فانك تستحق به من الله عزوجل الاجابة والنجاة من عدوك هذا المناصب لك. فلما انتبهت لم أتمالك، ولم عرجت على شئ حتى شخصت نحوك في أربعمائة عبد، وإني اشهد الله عزوجل واشهدك أني قد أعتقتهم لوجه الله عزوجل فانهم أحرار، وقد أزلت عنهم الرق والملكة، وقد جئتك يا أمير المؤمنين من بلد شاسع، وموضع شاحط (1) وفج عميق، قد تضاءل في البلد بدني، ونحل فيه جسمي، فامنن علي يا أمير المؤمنين بحق الابوة والرحم الماسة، وعلمني هذا

 

(1) بلد شاسع، ومنزل شاحط، أي بعيد.

 

[248]

الدعاء الذي رأيت في نومي أن أرتحل فيه إليك، فقال: نعم ثم دعا بدواة وقرطاس فكتب فيه وكتب أنا أيضا وهو هذا الدعاء: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى أهله بيته أجمعين اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب، ووصل إلى من فضائل الصنائع، وما أوليتني به من إحسانك وبوأتني به من مظنة الصدق، وأنلتني به من منك الواصل إلى، ومن الدفاع عني، والتوفيق لي، والاجابة لدعائي، حين اناجيك راغبا و أدعوك مصافيا وحتى (1) أرجوك، وأجدك في المواضع كلها لي جابرا (2) وفي المواطن ناظرا وعلى الاعداء ناصرا وللذنوب ساترا. لم أعدم فضلك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار، لتنظر ما اقدم الدار القرار، فأنا عتيقك من جميع المصائب واللوازب، والغموم التي ساروتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء، ومصروف جهد القضاء، لا أذكر منك إلا الجميل، ولا أرى منك إلا التفضيل. خيرك لي شامل، وفضلك على متواتر، ونعمتك عندي متصلة، لم تحقق حذارى وصدقت رجائي، وصاحبت أسفاري، وأكرمت أحضارى، وشفيت أمراضي وعافيت منقلبي ومثواى، ولم تشمت بى أعدائي، ورميت من رماني، وكفيتني شنآن من عاداني. فحمدي لك واصل، وثنائي عليك دائم، من الدهر إلى الدهر، بألوان التسبيح، خالصا لذلك، ومرضيا لك بناصع التحميد، وإخلاص التوحيد وإمحاض التمجيد، بطول التعديد في إكذاب (3) أهل التنديد، لم تعن في قدرتك، ولم تشارك في إلهيتك، ولم تعاين إذ حبست الاشياء على الغرائز المختلفات، ولا خرقت الاوهام حجب الغيوب إليك، فاعتقدت منك محدودا في عظمتك. لا يبلغك بعد الهمم، ولا ينالك غوص الفطن، ولا ينتهى إليك نظر الناظر، في

 

(1) حين خ ل. (2) جارا خ، كما في المصدر. (3) واكذاب خ.

 

[249]

مجد جيروتك، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك، وعلا عن ذلك كبير (1) عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد، ولا يزداد ما أردت أن ينقص، لا أحد شهدك حين فطرت الخلق، ولاند حضرك حين بدأت (2) النفوس، كلت الالسن عن تفسير صفتك وانحسرت العقول عن كنه معرفتك، وكيف توصف وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك، ليس فيها غيرك، ولم يكن لها سواك ولا هجمت العيون (3) عليك فتدرك إنشاء، ولا تهتدي القلوب لصفتك ولا تبلغ العقول جلال عزتك. حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير، فتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلة الاستكانة لك، وانقاد كل شئ لعظمتك، واستسلم كل شئ لقدرتك وخضعت لك الرقاب، وكل دون ذلك تحبير اللغات، وضل هنالك التدبير في تضاعيف (4) الصفات، فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا، وعقله مبهوتا وتفكره متحيرا. اللهم فلك الحمد متواترا متواليا، متسقا مستوسقا، يدوم ولا يبد غير مفقود في الملكوت، ولا مطموس في العالم ولا منتقص في العرفان، ولك الحمد فيما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر، والصبح إذا أسفر، وفي البر والبحار والغدو والاصال، والعشي والابكار، والظهيرة والاسحار. اللهم بتوفيقك قد أحضرتني التجاة، وجعلتني منك في ولاية العصمة، فلم أبرح في سبوغ نعمائك، وتتابع آلائك، محفوظا لك في المنعة والدفاع، لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا طاعتي، فليس شكرى ولو دئبت منه في المقال وبالغت في الفعال يبلغ أدنى حقك (5) ولا مكاف فضلك، لانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، لم تغب ولا يغيب عنك غائبة، ولا تخفى في غوامض الولائج عليك

 

(1) كبرياء خ ل. (2) برأت خ ل. (3) الاعيان خ ل. (4) تصاريف خ ل. (5) ببالغ أداء حقك خ ل.

 

[250]

خافية، ولم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا شئت (1) أن تقول له كن فيكون. اللهم فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك، وحمدك به الحامدون، ومجدك به الممجدون، وكبرك به المكبرون، وعظمك به المعظمون، حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين، وأقل من ذلك، مثل حمد الحامدين وتوحيد أصناف المخلصين وثناء جميع المهللين وتقديس أحبائك العارفين، ومثل ما أنت عارف به ومحمود به في جميع خلقك من الحيوان، وأرغب إليك في البركة (2) ما أنطقتني به من حمدك. فما أيسر ما كلفتني من حمدك، وأعظم ما وعدتني على شكرك، من ثوابه ابتداء للنعم (3) فضلا وطولا، وأمرتني بالشكر حقا وعدلا، ووعدتني أضعافا ومزيدا، وأعطيتني من رزقك اعتبارا وفرضأ وسألتني منه صغيرا، وأعفيتني من جهد البلاء ولم تسلمني للسوء من بلائك. وجعلت بليتي (4) العافية أوليتني بالبسيطة (5) والرخاء، وشرعت لي أيسر الفضل مع ما وعدتني من المحجة الشريفة، ويسرت لي من الدرجة الرفيعة، و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوة، وأفضلهم شفاعة، محمد صلى الله عليه وآله. اللهم فاغفر لي مالا يسعه إلا مغفرتك، ولا يمحاه إلا عفوك، ولا يكفره إلا فضلك، وهب لي في يومي هذا يقينا يهون علي مصيبات الدنيا وأحزانها، وشوقا إليك ورغبة فيما عندك، واكتب لي من عندك المغفرة، وبلغني الكرامة [من عندك] وارزقني شكر ما أنعمت به علي فانك أنت الله الواحد الرفيع البدئ البديع السميع

 

(1) إذا أردت خ ل. (2) في شكر ما انطقتني خ ل. (3) ابتدأتنى بالنعم خ ل. (4) ومنحتني العافية خ، مع ما أوليتني خ ل، كما مر في الدعاء السابق. (5) البسطة خ ل.

 

[251]

العليم الذي ليس لامرك مدفع، ولا عن فضلك ممنع (1). وأشهد أنك ربي ورب كل شئ، فاطر السموات والارض، عالم الغيب والشهادة، العلي الكبير. اللهم إني أسئلك الثبات في الامر، والعزيمة على الرشد، والشكر على نعمتك، وأعوذ بك من جور كل جائر، وبغي كل باغ، وحسد كل حاسد، بك أصول على الاعداء وإياك أرجو الولاية للاحباء، ما لا أستطيع إحصاءه، ولا تعديده ومن فوائد (2) فضلك وطرف رزقك، وألوان ما أوليتني من إرفادك. فأنا مقر بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك، الباسط بالجود يدك، لا تضاد في حكمك ولا تنازع في أمرك، تملك من الانام ما تشاء ولا يملكون إلا ما تريد. أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس، ترديت المجد بالعز، وتعظمت العز بالكبرياء، وتغشيت النور بالبهاء، وتجللت البهاء بالمهابة لك المن القديم، والسلطان الشامخ، والحول الواسع، والقدرة المقتدرة، إذ جعلتني من أفاضل بني آدم، وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا، لم تشغلني في نقصان (3) في بدني، ثم لم تمنعك كرامتك إياي وحسن صنيعك عندي، وفضل نعمائك علي أن وسعت علي في الدنيا، وفضلتني على كثير من أهلها. فجعلت لي سمعا يعقل آياتك، وبصرا يرى قدرتك، وفؤادا يعرف عظمتك فأنا لفضلك علي حامد، وتحمده لك نفسي، وبحقك شاهد، لانك حي قبل كل حي وحي بعد كل ميت، وحي ترث الحياة، لم تقطع عني خيرك في كل وقت، ولم تنزل بي عقوبات النقم، ولم تغير على وثائق العصم، فلو لم أذكر من إحسانك إلا عفوك عني، والاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي، وانطلقت لساني بتحميدك وتمجيدك، لا في تقديرك خطاء، حين صورتني، ولا في قسمة الارزاق

 

(1) عن قضائك ممتنع، خ ل. (2) عوائد خ ل. (3) بنقصان خ ل.

 

[252]

حين قدرت، فلك الحمد عدد ما حفظه علمك، فعدد ما أحاطت به قدرتك، وعدد ما وسعت رحمتك. اللهم فتمم إحسانك فيما بقي كما أحسنت إلى فيما مضى، فاني أتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك وتنويرك ورأفتك ورحمتك وعلوك وحياطتك ووقائك ومنك وجلالك وجمالك وبهائك وسلطانك وقدرتك ألا تحرمني رفدك وفوائد كرامتك، فانه لا يعتريك لكثرة ما يندفق من سيوب العطايا عوائق البخل، ولا ينقص جودك التقصير في شكر نعمتك، ولا يجم خزائنك المنع، ولا يؤثر في جودك العظيم، منحك الفائق الجليل، وتخاف ضيم إملاق فتكدى، ولا يلحقك خوف عدم فتفيض فيض فضلك، وترزقني قلبا خاشعا ويقينا صادقا ولسانا ذاكرا ولا تومني مكرك، ولا تكشف عنى سترك، ولا تنسنى ذكرك ولا تنزع منى بركتك، ولا تقطع منى رحمتك، ولا تباعدنى من جوارك، ولا تؤيسنى من روحك، وكن لى أنيسا من كل وحشة، واعصمني من كل هلكة، إنك لا تخلف الميعاد، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. فقال الرجل يا أمير المؤمنين: حققت الظن، وصدقت الرجاء، وأديت حق الابوة فجزاك الله جزاء المحسنين. ثم قال: يا أمير المؤمنين إنى اريد أن أتصدق بعشرة آلاف دينار، فمن المستحق (1) لذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال أمير المؤمنين: فرق ذلك في أهل الورع من حملة القرآن، فما تزكو الصنيعة إلا عند أمثالهم، فيتقوون بها على عبادة ربهم، وتلاوة كتابه، فانتهى الرجل إلى ما أشار به أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه (2). 33 - أقول: قد اشتهر الحرز اليماني بوجه آخر، ولم أره في الكتب المأثورة لكنه من الادعية المشهورة وله فوائد مجربة، فأوردته أيضا، وله افتتاح يقرأ قبل الدعاء وهو فاتحة الكتاب، وآية الكرسي والاسماء التسعة والتسعين باحدى.

 

(1) في المصدر: المستحقون. (2) مهج الدعوات ص 143 - 149.

 

[253]

الروايات التى سبق ذكرها، ثم يقول: " اللهم يا لطيف أغثنى وأدركني بحق لطفك الخفى، إلهى كفى علمك عن المقال، وكفى كرمك عن السؤال، يا إله العالمين، ويا خير الناصرين، برحمتك يا أرحم الراحمين أستغيث، إلهى من ذا الذي دعاك فلم تجبه، ومن ذا الذي استجارك فلم تجره، ومن ذا الذي استغاث بك فلم تغثه، واغوثاه واغوثاه واغوثاه أغثنى يا غياث المستغيثين. الدعاء: اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك عملت سوء وظلمت نفسي، واعترفت بذنبى فاغفر لى ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا غفور يا رحيم يا شكور يا حليم يا كريم. اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب الرغائب وأوصلت إلى من فضائل الصنائع، وأوليتنى به من إحسانك إلى، وبوأتنى به من مظنة الصدق وأنلتني به من مننك الواصلة إلى، وأحسنت إلى من اندفاع البلية عنى، والتوفيق لى، والاجابة لدعائي، حين اناديك داعيا، واناجيك راغبا، وأدعوك ضارعا متضرعا مصافيا وحين أرجوك راجيا فأجدك في المواطن كلها لى جارأ حاضرا حفيا بارا، وفي الامور ناصرا وناظرا، وللخطايا والذنوب غافرا، وللعيوب ساترا لم أعدم عونك وبرك وإحسانك وخيرك لى طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار والفكر والاعتبار، لتنظر فيما اقدم إليك لدار القرار. فأنا عتيقك يا إلهى من جميع المضال والمضار، والمصائب والمعائب واللوازب واللوازم، والهموم التى قد ساورتني فيها الغموم بمعاريض أصناف البلاء وضروب جهد القضاء ولا أذكر منك إلا الجميل، ولم أر منك إلا التفضيل، خيرك لى شامل، وصنعك بى كامل، ولطفك لى كافل، وفضلك على متواتر، ونعمك عندي متصلة، وأياديك لدى متظاهرة. لم تخفر [لى] جواري، وصدقت رجائي، وصاحبت أسفاري، وأكرمت أحضاري وحققت آمالى، وشفيت أمراضى، وعافيت منقلبي ومثواى، ولم تشمت بى أعدائي


 

[254]

ورميت من رماني بسوء، وكفيتني شر من عاداني. فحمدي لك واصب، وثنائي عليك متواتر دائم، من الدهر إلى الدهر، بألوان التسبيح لك والتحميد والتمجيد، خالصا لذكرك ومرضيا لك بناصع التوحيد وإخلاص التفريد، وإمحاض التمجيد والتحميد، بطول التعبد والعديد. لم تعن في قدرتك، ولم تشارك في إلهيتك، ولم تعلم لك مائية وماهية فتكون للاشياء المختلفة مجانسا، ولم تعاين إذا حبست الاشياء على العزائم المختلفات، ولا خرقت الاوهام حجب الغيوب إليك، فأعتقد منك محدودا في عظمتك. لا يبلغك بعد الهمم، ولا ينالك غوص الفطن، ولا ينتهى إليك بصر الناظرين في مجد جبروتك، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك، وعلا عن ذكر الذاكرين كبرياء عظمتك، فلا ينتقص ما أردت أن يزداد، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص، ولا ضد شهدك حين فطرت الخلق، ولاند حضرك حين برأت النفوس. كلت الالسن عن تفسير صفتك، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك، وكيف يوصف كنه صفتك يا رب، وأنت الله الملك الجبار القدوس لذي لم تزل أزليا أبديا سرمديا دائما في الغيوب وحدك، لا شريك لك، ليس ؟ ؟ ؟ أحد غيرك، ولم يكن إله سواك. حارت في بحار ملكوتك عميقات مذاهب التفكير، وتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلة الاستكانة لك لعزتك، وانقاد كل شئ لعظمتك، واستسلم كل شئ لقدرتك، وخضعت لك الرقاب، وكل دون ذلك تحبير اللغات، وضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات، فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا وعقله مبهوتا وتفكره متحيرا أسيرا. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما متواليا متواترا متسقا (1) مستوثقا يدوم ويتضاعف ولا يبيد، غير مفقود في الملكوت، ولا مطموس في المعالم، ولا منتقص

 

(1) متسعا خ ل.

 

[255]

في العرفان، فلك الحمد على مكارمك التي لا تحصى، في الليل إذا أدبر، والصبح إذا أسفر، وفي البر والبحار، والغدو والاصال، والعشي والابكار، والظهيرة والاسحار، وفي كل جزء من أجزاء الليل والنهار. اللهم بتوفيقك قد أحضرتني النجاة وجعلتني منك في ولاية العصمة، فلم أبرح منك في سبوغ نعمائك، وتتابع آلائك، محروسا لك في الرد والامتناع، محفوظا لك في المنعة والدفاع عني، ولم تكلفني فوق طاقتي ولم ترض عني إلا طاعتي فانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت لم تغب ولا تغيب عنك غائبة، ولا تخفى عليك خافية، ولن تضل عنك في ظلم الخفيات ضالة، إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون. اللهم إني أحمدك، فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك، وأضعاف ما حمدك به الحامدون، ومجدك به الممجدون، وكبرك به المكبرون، وسبحك به المسبحون، وهللك به المهللون، وعظمك به المعظمون، ووحدك به الموحدون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين وأقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين، وتوحيد أصناف الموحدين والمخلصين، وتقديس أجناس العارفين وثناء جميع المهللين والمصلين والمسبحين، ومثل ما أنت به عالم وعارف وهو محمود محبوب ومحجوب من جميع خلقك كلهم من الحيوانات، وأرغب إليك في بركة ما أنطقتني به من حمدك، فما أيسر ما كلفتني به من حقك، وأعظم ما وعدتني به على شكرك. ابتدأتني بالنعم فضلا وطولا، وأمرتني بالشكر حقا وعدلا، ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا، وأعطيتني من رزقك واسعا اختيارا، ورضا، وسألتني منه شكرا يسيرا صغيرا إذ نجيتنى وعافيتني من جهد البلاء، ولم تسلمني لسوء قضائك وبلائك وجعلت ملبسى العافية، وأوليتنى البسطة والرخاء، وشرعت لى من الدين أيسر القول والفعل، وسوغت لى أيسر الصدق (1) وضاعفت لى أشرف

 

(1) القصد خ ل.

 

[256]

الفضل والمزيد. مع ما وعدتني به من المحجة الشريفة، وبشرتني به من الدرجة الرفيعة واصطفيتني بأعظم النبيين دعوة، وأفضلهم شفاعة، وأوضحهم حجة، وأرفعهم درجة، وأقربهم منزلة، محمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء والمرسلين. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لى مالا يسعه إلا مغفرتك، ولا يمحقه إلا عفوك، ولا يكفره إلا تجاوزك وفضلك، وهب لى في ساعتي هذه ويومى هذا وليلتي هذه وشهرى هذا وسنتى هذه يقينا صادقا يهون على مصائب الدنيا والاخرة وأحزانهما، ويشوقني إليك ويرغبنى فيما عندك، واكتب لى عندك المغفرة وبلغني الكرامة من عندك، وأوزعني شكر ما أنعمت به على، فانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الواحد، الاحد المبدء الرفيع البديع السميع العليم الذي ليس لامرك مدفع ولا عن قضائك ممتنع. اللهم وأشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ربى ورب كل شئ فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال. اللهم إني أسئلك الثبات في الامر، والعزيمة على الرشد، والشكر على نعمك، وأسألك حسن عبادتك، وأسئلك من كل خير تعلم ولا أعلم، وأعوذ بك من كل شر تعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. وأسئلك أمنا من جور كل جائر، وبغى كل باغ، وحسد كل حاسد وظلم كل ظالم، ومكر كل ماكر، وكيد كل كائد، وغدر كل غادر، وسحر كل ساحر، وشماتة كل كاشح، بك أصول على الاعداء، وإياك أرجو ولاية الاحباء والاولياء والقرناء والاقرباء. فلك الحمد على مالا أستطيع إحصاءه، ولا تعديده، من عوائد فضلك وعوارف رزقك، وألوان ما أوليتني به من ارفادك، فانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الفاشى في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك، لا تضاد في حكمك، ولا تنازع في سلطانك وملكك وأمرك، تملك من الانام ما تشاء، ولا يملكون منك إلا ما تريد.


 

[257]

اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقتدر القدوس في نور القدس ترديت بالمجد والبهاء، وتعظمت بالعز والعلاء، وتأزرت بالعظمة والكبرياء، وتغشيت بالنور والضياء، وتجللت بالمهابة والبهاء. اللهم لك المن القديم، والسلطان الشامخ، والملك الباذخ، والجود الواسع والقدرة الكاملة، والحكمة البالغة، والعزة الشاملة، فلك الحمد على ما جعلتني من امة محمد صلى الله عليه وآله وهو أفضل بني آدم، الذين كرمتهم وحملتهم في البر والبحر، ورزقتهم من الطيبات، وفضلتهم على كثير ممن خلقتهم من أهلها تفضيلا. وخلقتني سميعا بصيرا صحيحا سويا سالما معافا ولم تشغلني بنقصان في بدني عن طاعتك، ولم تمنعني كرامتك إياي وحسن صنيعك عندي، وفضل منا يحك لدي ونعمائك علي، أنت الذي أوسعت علي في الدنيا والاخرة، وفضلتني على كثير ممن خلقت من خلقك تفضيلا. فجعلت لي سمعا يسمع آياتك، وعقلا يفهم إيمانك، وبصرا يرى قدرتك وفؤادا يعرف عظمتك، وقلبا يعتقد توحيدك، فاني لفضلك على حامد، ولك نفسي شاكرة، وبحقك شاهدة، فانك حى قبل كل حى، وحى بعد كل حى وحى بعد كل ميت، وحى لم ترث الحياة من حى، ولم تقطع خيرك عني طرفة عين، في كل وقت، ولم تقطع رجائي، ولم تنزل بي عقوبات النقم، ولم تمنع عني دقائق العصم، ولم تغير على وثائق النعم. فلو لم أذكر من إحسانك إلا عفوك عني، والتوفيق لي، والاستجابة لدعائي حين رفعت صوتي، ورفعت رأسي، وانطلقت لساني، ورغبت إليك بأنواع حوائجي فقضيتها، وأسئلك بتمجيدك وتحميدك وتوحيدك وتعظيمك وتفضيلك وتكبيرك وتهليلك، وإلا في تقديرك خلقي حين صورتني فأحسنت صورتي، وإلا في قسمة الارزاق حين قدرتها لي، لكان في ذلك ما يشغل شكري عن جهدي، فكيف إذا فكرت في النعم العظام التي أتقلب فيها، أولا أبلغ شكر شئ منها.


 

[258]

فلك الحمد عدد ما حفظه علمك، وعدد ما وسعته رحمتك، وعدد ما أحاطت به قدرتك، وأضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك، اللهم فتمم إحسانك إلى فيما بقى من عمري كما أحسنت إلى فيما مضى منه. اللهم إني أسئلك وأتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وكبريائك وكمالك وتعظيمك ونورك ورأفتك ورحمتك وعلمك وحلمك وعلوك ووقارك ومنك وبهائك وجمالك وجلالك وسلطانك وعظمتك وقوتك وقدرتك وإحسانك وغفرانك وامتنانك ورحمتك ونبيك ووليك وعترته الطيبين الطاهرين أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن لا تحرمني رفدك وفضلك وجمالك وجلالك وفوائد كراماتك، فانه لا يعتريك لكثرة ما قد نشرت به من العطايا عوائق البخل، ولا ينقص جود التقصير في شكر نعمتك، ولا تنفذ خزائنك مواهبك المتسعة، ولا تؤثر في جودك العظيم منحك الفائقة الجميلة الجليلة، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ولا يلحقك خوف عدم فينتقص من جودك فيض فضلك. اللهم ارزقني قلبا خاشعا خاضعا ضارعا وبدنا صابرا [ولسانا ذاكرا حامدا] ويقينا صادقا ورزقا واسعا وعلما نافعا وولدا صالحا وسنا طويلا وامرأة صالحة وعملا صالحا وعينا باكية وتوبة مقبولة وأسئلك رزقا حلالا طيبا، ولا تؤمني مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تكشف عني سترك، ولا تقنطني من رحمتك، ولا تبعدني من كنفك وجوارك، وأعذني ولا تؤيسني من رحمتك وروحك، وكن لي أنيسا من كل روعة ووحشة، واعصمني من كل هلكة، ونجني من كل بلية وآفة وعاهة وإهانة وذلة وعلة وقلة ومرض وبرص وفقر وفاقة ووباء وبلاء وزلزلة وغرق وحرق وشرق وسرق وحر وبرد وجوع وعطش وغى وضلالة وغصة ومحنة وشدة في الدارين إنك لا تخلف الميعاد. اللهم ارفعني ولا تضعني وادفع عني ولا تدفعني، وأعطني ولا تحرمني وأكرمني ولا تهني، وزدني ولا تنقصني، وارحمني ولا تعذبني، وانصرني ولا تخذلني، واسترني ولا تفضحني، وآثرني ولا تؤثر على أحدا في أمر الدنيا والاخرة


 

[259]

وفرج همي واكشف غمي، وأهلك عدوي، واحفظني ولا تضيعني فانك على كل شئ قدير وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ما قدرت لي من أمر وشرعت فيه بتوفيقك وتدبيرك (1) فتممه لي بأحسن الوجوه كلها، وأصلحها وأصوبها، فانك على ما تشاء قدير، وبالاجابة جدير، يا من قامت السموات والارضون بأمره، يا من يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، يا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون، وصلى الله على محمد وآله أجمعين وسلم تسليما دائما أبدا فضلا كثيرا والحمد لله رب العالمين. 33 - مهج: دعاء لمولانا ومقتدانا أمير المؤمنين عليه السلام في الشدائد ونزول الحوادث، وهو سريع الاجابة من الله تعالى: اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت، وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور. اللهم إ ؟ أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب ووصل (2) إلى من فضائل الصنائع، وعلى ما أوليتني به وتوليتني به من رضوانك وأنلتني من منك الواصل إلى ومن الدفاع عنى، والتوفيق لي، والاجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا، وأدعوك مصافيا، وحتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا (3) وفي اموري ناظرا ولذنوبي غافرا ولعوراتي ساترا، لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما ؟ اقدم لدار القرار. فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب واللوازب، الغموم التي ساورتني فيها الهموم، بمعاريض القضاء، ومصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل، ولا أرى منك غير التفضيل، خيرك لي شامل، وفضلك عنى متواتر، ونعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري، بل صدقت رجائي، وصاحبت أسفاري وأكرمت أحضاري

 

(1) تيسيرك خ ل. (2) ووصلت خ ل. (3) جارا خ.

 

[260]

وشفيت أمراضي، وعافيت أوصابي، وأحسنت منقلبي ومثواى، ولم تشمت بي أعدائي ورميت من رماني، وكفيتني شر من عاداني. اللهم كم من عدو انتضى على سيف عداوته، وشحذ لقتلي ظبة مديته وأرهف لي شباحده، وداف لي قواتل سمومه، وسدد لي صوائب سهامه، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرعني ذعاف مرارته، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير من ناواني، وأرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله، فأيدتني يا رب بعونك، وشددت أيدي بنصرك، ثم فللت لي حده، وصيرته بعد جمع عديده وحده وأعليت كعبي عليه، ورددته حسيرا لم يشف غليله، ولم تبرد حزازات غيظه، وقد غض على [؟] شواه، وآب موليا قد أخلقت سراياه، وأخلقت آماله. اللهم وكم من باغ بغى عليه بمكائده، ونصب لي شرك مصايده، وأضبأ إلى ضبوء السبع لطريدته، وانتهز فرصته واللحاق لفريسته، وهو مظهر بشاشة الملق ويبسط إلى وجها طلقا، فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته، وقبح طويته، أنكسته لام رأسه في زبيته، وأركسته في مهوى حفيرته (1) وأنكصته على عقبه، ورميته بحجره، ونكأته بمشقصه، وخنقته بوتره، ورددت كيده في نحره، وربقته بندامته واستخذل وتضاءل بعد نخوته، وبخع وانقمع بعد استطالته، ذليلا مأسورا في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها، وقد كدت لولا رحمتك، أن يحل بى ما حل بساحته، فالحمد لرب مقتدر لا ينازع، ولولي ذي أناة لا يعجل، وقيوم لا يغفل وحليم لا يجهل. ناديتك يا إلهي مستجيرا بك، واثقا بسرعة إجابتك، متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني، عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك ولا تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك، فخلصتني يا رب بقدرتك ونجيتني من بأسه بتطولك ومنك.

 

(1) قد مر شرح هذه العبارات مرارا.

 

[261]

اللهم وكم من سحائب مكروه جليتها، وسماء نعمة أمطرتها، وجداول كرامة أجريتها، وأعين أجداث طمستها، وناشي رحمة نشرتها، وغواشي كرب فرجتها، وغمم بلاء كشفتها، وجنة عافية ألبستها، وامور حادثة قدرتها، لم تعجزك إذ طلبتها، ولم تمتنع منك إذ أردتها. اللهم وكم من حاسد سوء تولني (1) بحسده، وسلقني بحد لسانه (2) ووخزني بغرب عينه، وجعل عرضي غرضا لمراميه، وقلدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره. اللهم وكم من ظن حسن حققت، وعدم إملاق ضرنى جبرت وأوسعت ومن صرعة أقمت، ومن كربة نفست، ومن مسكنة حولت، ومن نعمة خولت لا تسأل عما تفعل ولا بما أعطيت تبخل، ولقد سئلت فبذلت، ولم تسئل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت، أبيت إلا إنعاما وامتنانا وتطولا، وأبيت إلا تقحما على معاصيك، وانتهاكا لحرماتك، وتعديا لحدودك، وغفلة عن وعيدك وطاعة لعدوي وعدوك، لم تمتنع عن إتمام إحسانك، وتتابع امتنانك، ولم يحجزنى ذلك عن ارتكاب مساخطك. اللهم فهذا مقام المعترف لك بالتقصير عن أداء حقك، الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك، وحسن كفايتك، فهب لى اللهم يا إلهى ما أصل به إلى رحمتك وأتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك، وآمن به من عقابك، فانك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، وأنت على كل شئ قدير. اللهم حمدي لك متواصل، وثنائي عليك دائم، من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح، وفنون التقديس، خالصا لذكرك، ومرضيا لك بناصع التوحيد ومحض التحميد، وطول التعديد في إكذاب أهل التنديد (3).

 

(1) ثولنى ظ، أي أصابني. (2) يقال: سلقه بالكلام سلقا: آذاه، وهو شدة القول باللسان، وفى القرآن الكريم " سلقوكم بألسنة حداد ". والحديد: الحاد، والغرب حدة الغضب، واسم لمقدم العين ومؤخرها، والنظر بغرب العين كناية عن الغضب والتهديد، والوخز: الطعن. (3) يقال: ندد بفلان: إذا صرح بعيوبه وأسمعه القبيح وشهره وشيعه بين الناس.

 

[262]

لمن تعن في شئ من قدرتك، ولم تشارك في إلهيتك، ولم تعاين إذ حبست الاشياء على الغرائز المختلفات، وفطرت الخلائق على صنوف الهيئات، ولا خرقت الاوهام حجب الغيوب إليك، فاعتقدت منك محمودا في عظمتك، ولا كيفية في أزليتك، ولا ممكنا في قدمك، ولا يبلغك بعد الهمم، ولا ينالك غوص الفطن، ولا ينتهى إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك، وعظيم قدرتك. ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك، وعلا عن ذلك كبرياء عظمتك ولا ينتقص ما أردت أن يزداد، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص، ولا أحد شهدك حين فطرت الخلق، ولا ضد حضرك حين برأت النفوس. كلت الالسن عن تبين صفتك، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك وكيف تدركك الصفات، أو تحويك الجهات، وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك، ليس فيها غيرك، ولم يكن لها سواك. حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير، وحسرت إن إدراكك بصير البصير وتواضعت الملوك لهيبتك، وعنت الوجوه بذل الاستكانة لعزتك، وانقاد كل شئ لعظمتك، واستسلم كل شئ لقدرتك، وخضعت الرقاب لسلطانك. فضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات لك، فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا وعقله مبهوتا مبهورا وفكره متحيرا. اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا متسقا مستوسقا يدوم ولا يبيد، غير مفقود في الملكوت، ولا مطموس في العالم، ولا منتقص في العرفان، فلك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر، وفي الصبح إذا أسفر وفي البر والبحر، وبالغدو والاصال والعشي والابكار، والظهيرة والاسحار. اللهم بتوفيك أحضرتني النجاة، وجعلتني منك في ولاية العصمة، لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا بطاعتي، فليس شكري وإن دأبت منه في المقال، وبالغت منه في الفعال، ببالغ أداء حقك، ولا مكاف فضلك، لانك


 

[263]

أنت الله لا إله إلا أنت، لم تغب عنك غائبة، ولا تخفى عليك خافية، ولا تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون. اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك، وحمدك به الحامدون، ومجدك به الممجدون، وكبرك به المكبرون، وعظمك به المعظمون، حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين، وأقل من ذلك، مثل حمد جميع الحامدين، و توحيد أصناف المخلصين، وتقديس أحبائك العارفين، وثناء جميع المهللين، ومثل ما أنت عارف به ومحمود به من جميع خلقك من الحيوان والجماد. وأرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني به من حمدك، فما أيسر ما كلفتني من ذلك، وأعظم ما وعدتني على شكرك. ابتدأتني بالنعم فضلا وطولا، وأمرتني بالشكر حقا وعدلا، ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا، وأعطيتني من رزقك اعتبارا وامتحانا، وسألتني منه قرضا يسيرا صغيرا، ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا وعطاء كثيرا، وعافيتني من جهد البلاء، ولم تسلمني للسوء من بلائك، ومنحتني العافية، وأوليتني بالبسطة والرخاء وضاعفت لي الفضل ما وعدتني به من المحلة الشريفة، وبشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة، واصطفيتني بأعظم النبيين دعوة، وأفضلهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله. اللهم اغفر لي مالا يسعه إلا مغفرتك، ولا يمحقه إلا عفوك، وهب لي في يومي هذا وساعتي هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا وأحزانها، ويشوقني إليك ويرغبني فيما عندك، واكتب لي المغفرة، وبلغني الكرامة، وأرزقني شكر ما أنعمت به علي، فانك أنت الله الواحد الرفيع البدئ البديع السميع العليم الذي ليس لامرك مدفع، ولا عن قضائك ممتنع، وأشهد أنك ربى ورب كل شئ فاطر السموات والارض، عالم الغيب والشهادة، العلى الكبير المتعال. اللهم إني أسألك الثبات في الامر، والعزيمة في الرشد، وإلهام الشكر على نعمتك، وأعوذ بك من جور كل جائر، وبغى كل باغ، وحسد كل حاسد. اللهم بك أصول على الاعداء، وإياك أرجو ولاية الاحباء، مع ما لا أستطيع


 

[264]

إحصاءه من فوائد فضلك، وأصناف رفدك، وأنواع رزقك، فانك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشى في الخلق حمدك، الباسط بالحق يدك، لا تضاد في حكمك، و لا تنازع في ملكك، ولا تراجع في أمرك، تملك من الانام ما شئت به، ولا يملكون إلا ما تريد. اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس، ترديت بالعزة والمجد، وتعظمت بالقدرة والكبرياء، وغشيت النور بالبهاء، وجللت البهاء بالمهابة. اللهم لك الحمد العظيم، والمن القديم، والسلطان الشامخ، والحول الواسع، والقدرة المقتدرة، والحمد المتتابع الذي لا ينفد بالشكر سرمدا، ولا ينقضى أبدا، إذ جعلتني من أفاضل بنى آدم، وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان في بدنى، ولا بآفة في جوارحي، ولا عاهة في نفسي ولا في عقلي. ولم يمنعك كرامتك إياي، وحسن صنعك عندي، وفضل نعمائك على إذ وسعت على في الدنيا، وفضلتني على كثير من أهلها تفضيلا، وجعلتني سميعا أعى ما كلفتني بصيرا، أرى قدرتك فيما ظهر لى، واسترعيتني واستودعتني قلبا يشهد لعظمتك، ولسانا ناطقا بتوحيدك، فانى لفضلك على حامد، ولتوفيقك إياى بحمدك شاكر، وبحقك شاهد، وإليك في ملمى ومهمى ضارع، لانك حى قبل كل حى، وحى بعد كل ميت، وحى ترث الارض ومن عليها، وأنت خير الوارثين. اللهم لا تقطع عنى خيرك في كل وقت، ولم تنزل بى عقوبات النقم، و لم تغير ما بى من النعم، ولا أخليتني من وثيق العصم، فلولم أذكر من إحسانك إلى وإنعامك على إلا عفوك عنى، والاستجابة لدعائي، حين رفعت رأسي بتحميدك وتمجيدك، لا في تقديرك جزيل حظى حين وفرته انتقص ملكك، ولا في قسمة الارراق حين قترت على توفير ملكك.


 

[265]

اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك، وعدد ما أدركته قدرتك، وعدد ما وسعته رحمتك، وأضعاف ذلك كله، حمدا واصلا متواترا متوازيا لالائك وأسمائك. اللهم فتمم إحسانك إلى فيما بقى من عمري، كما أحسنت إلى [منه] فيما مضى فانى أتوسل إليك بتوحيدك وتهليلك وتمجيدك وتكبيرك وتعظيمك، و أسئلك باسمك الذي خلقته من ذلك فلا يخرج منك إلا إليك. وأسئلك باسمك الروح المكنون الحى الحى الحى وبه وبه وبه وبك وبك وبك ألا تحرمني رفدك، وفوائد كرامتك، ولا تولني غيرك، ولا تسلمني إلى عدوي، ولا تكلني إلى نفسي، وأحسن إلى أتم الاحسان عاجلا وآجلا وحسن في العاجلة عملي، وبلغني فيها أملي وفي الاجلة، والخير في منقلبي فانه لا تفقرك كثرة ما يندفق به فضلك، وسيب العطايا من منك، ولا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك، ولا تجم خزائن نعمتك النعم، ولا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الاعطاء، ولا يؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى، ولا يلحقك خوف عدم فينقص فيض ملكك وفضلك. اللهم ارزقني قلبا خاشعا، ويقينا صادقا، وبالحق صادعا، ولا تؤمني مكرك ولا تنسني ذكرك، ولا تهتك عني سترك، ولا تولني غيرك، ولا تقنطني من رحمتك بل تغمدنى بفوائدك، ولا تمنعني جميل عوائدك، وكن لى في كل وحشة أنيسا وفى كل جزع حصينا، ومن كل هلكة غياثا، ونجنى من كل بلاء، واعصمني من كل زلل وخطاء، وتمم لى فوائدك، وقنى وعيدك، واصرف عنى أليم عذابك وتدمير تنكيلك، وشرفني بحفظ كتابك، وأصلح لى دينى ودنياي وآخرتي وأهلي وولدي، ووسع رزقي وأدره على، وأقبل على ولا تعرض عنى. اللهم ارفعني ولا تضعنى، وارحمني ولا تعذبني، وانصرني ولا تخذلني وآثرني ولا تؤثر على، واجعل لى من أمري يسرا وفرجا، وعجل إجابتى واستنقذني مما قد نزل بى، إنك على كل شئ قدير، وذلك عليك يسير، وأنت


 

[266]

الجواد الكريم (1). 34 - أقول: ولنا سند آخر عال جدا لهذا الدعاء، ولا يخلو من غرابة فانى أرويه عن والدي عن بعض الصالحين عن مولانا القائم عليه السلام بلا واسطة وشرح ذلك أن..... (1). 34 - ق، مهج: ذكر ما نختاره لمولانا المهدي عليه السلام وعنه صلوات الله عليه برواية اخرى (3). فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة وعظيمة أخبرهم أبو الحسن علي بن حماد المصري قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي قال: حدثنى محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال: أصابني غم شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه، فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصا، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي صلوات الله عليهم بالحائر لائذا بهم، وعائذا بقبورهم، ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه، وأقمت بها خمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلا ونهارا، فتراءى لى قائم الزمان، وولى الرحمن عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلام. فأتاني وأنا بين النائم واليقظان، فقال لي: يا بني خفت فلانا ؟ فقلت: نعم، أرادني بكيت وكيت، فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلام أشكو إليهم ليخلصوني منه، فقال لي: هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالادعية التي دعا بها أجدادي الانبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف الله عزوجل عنهم ذلك. قلت: وبماذا دعوه لادعوه به ؟ قال عليه السلام: إذا كان ليلة الجمعة فقم واغتسل وصل صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك، وادع

 

(1) مهج الدعوات ص 158 - 166. (2) ههنا بياض في نسخة الاصل، وفى هامشه: لابد أن يكتب الباقي من هذه القصة من النسخة التى هي الان عند الامير محمد صالح أو يؤخذ من ملا ذو الفقار أو ملا محمد رضا انشاء الله. (3) نقل السيد قدس سره قبل هذا رواية للدعاء وجدها في مجلد عتيق، وقد ذكرها المؤلف العلامة في تاريخ الامام الثاني عشر ج 51 ص 307.

 

[267]

بهذا الدعاء مبتهلا، قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر على القول وهذا الدعاء حتى حفظته، وانقطع مجيئه ليلة الجمعة، فقمت واغتسلت وغيرت ثيابي (1) وتطيبت وصليت ما وجب علي من صلاة الليل، وجثوت على ركبتي فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء، فأتاني عليه السلام ليلة السبت كهيئة التى يأتيني فيها فقال لي: قد اجيبت دعوتك يا محمد، وقتل عدوك، وأهلكه الله عزوجل عند فراغك من الدعاء. قال: فلما أصبحت لم يكن لى همة غير وداع سادتي صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه، فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأن الرجل الذي هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة، فأكلوا وشربوا وتفرق القوم ونام هو وغلمانه في المكان، فأصبح الناس ولم يسمع له حس فكشف عنه الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه، ودماه تسيل، وذلك في ليلة الجمعة، ولا يدرون من فعل به ذلك، ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل، وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله ؟ فإذا هو عند فراغي من الدعاء، وهذا الدعاء: " رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه ؟ ومن ذا الذي سألك فلم تعطه ؟ ومن ذا الذي ناجاك فخيبته ؟ أو تقرب إليك فأبعدته ؟ رب هذا فرعون ذو الاوتاد، مع عناده وكفره وعتوه، ودعائه الربوبية لنفسه، وعلمك بأنه لا يتوب ولا يرجع ولا يؤب ولا يؤمن ولا يخشع استجبت له دعاءه وأعطيته سؤله كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك عندك، مع عظمه عنده، أخذا بحجتك عليه، وتأكيدا لها حين فجر وكفر واستطال على قومه وتجبر، وبكفره عليهم افتخر، وبظلمه لنفسه تكبر، وبحلمك عنه استكبر، فكتب وحكم على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في البحر، فجزيته بما حكم به على نفسه. إلهي وأنا عبدك ابن عبدك، وابن أمتك، معترف لك بالعبودية، مقر

 

(1) غيرت ثيابي بالياء المثناة: أي بدلت ثيابي ولبست ثيابي الطاهرة المطهرة، و غبرت ثيابي بالباء الموحدة: أي آثرت الغبار عنها. (*)

 

[268]

بأنك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك، ولا رب لي سواك، مقر (1) بأنك ربي وإليك إيابي، عالم بأنك على كل شئ قدير، تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك، وأنك الاول والاخر والظاهر والباطن، لم تكن من شئ، ولم تبن عن شئ، كنت قبل كل شئ وأنت الكائن بعد كل شئ، والمكون لكل شئ، خلقت كل شئ بتقدير، وأنت السميع البصير. وأشهد أنك كذلك كنت وتكون، وأنت حى قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا توصف بالاوهام ولا تدرك بالحواس، ولا تقاس بالمقياس، ولا تشبه بالناس، و أن الخلق كلهم عبيدك وإماؤك، وأنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق ونحن المخلوقون، وأنت الرازق ونحن المرزوقون. فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا، وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا تقوتنى من الثدي لبنا مريئا، وغذيتني غذاء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثالا سويا، فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص، وإن وضع لم يتسع له شئ [حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شئ] (2) ويفخم ويعظم على ذلك كله، وكلما حمد الله شئ. والحمد لله كما يحب الله أن يحمد، والحمد لله عدد ما خلق، وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق، وبوزنة أخف ما خلق، وبعدد أصغر ما خلق، والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا، وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد، [وأن يغفر لى ربى] (3) وأن يحمد لي أمري ويتوب علي، إنه هو التواب الرحيم. إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلام وهو مسئ ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي خطيئتي، وترضى عني، فان لم ترض عني فاعف عني، فاني مسئ ظالم خاطئ عاص، وقد يعفو

 

(1) في المصدر: موقن بأنك أنت الله ربى. (2 و 3) سقط عن الاصل.

 

[269]

السيد عن عبده، وليس براض عنه، وأن ترضى عني خلقك، وتميط عني حقك. إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به إدريس فجعلته صديقا نبيا، ورفعته مكانا عليا، واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل مآبي إلى جنتك، ومحلي في رحمتك، وتسكنني فيها بعفوك، وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه وهو [أنى] مغلوب فانتصر " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملناه ونجيناه على ذات ألواح ودسر " فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي وتكف عنى شر كل سلطان جائر، وعدو قاهر، ومستخف قادر، وجبار عنيد وكل شيطان مريد، وإنسى شديد، وكيد كل مكيد، يا حليم يا ودود. إلهى وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك صالح عليه السلام فنجيته من الخسف، وأعليته على عدوه، واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تخلصني من شر ما يريد بى أعدائي به، ويبغى لى حسادي وتكفينيهم بكفايتك، وتتولاني بولايتك، وتهدي قلبى بهداك، وتؤيدني بتقواك وتبصرني بما فيه رضاك، وتغنيني بغناك يا حليم. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك إبراهيم عليه السلام حين أراد نمرود إلقاءه في النار، فجعلت النار عليه بردا وسلاما، واستجبت دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تبرد عنى حر نارك، وتطفئ عني لهيبها، وتكفيني حرها، وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم، وترد كيدهم في نحرهم، وتبارك لى فيما أعطيتنيه، كما باركت عليه وعلى آله، إنك أنت الوهاب الحميد المجيد. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل عليه السلام فجعلته نبيا ورسولا وجعلت له حرمك منسكا، ومسكنا ومأوى، واستجبت له دعاءه رحمة منك وكنت


 

[270]

منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تفسح لى في قبري، وتحط عنى وزري، وتشد لى أزري، وتغفر لى ذنبي، وترزقني التوبة بحط السيئات، وتضاعف الحسنات، وكشف البليات، وربح التجارات، ودفع معرة السعايات، إنك مجيب الدعوات، ومنزل البركات، وقاضي الحاجات، ومعطى الخيرات، وجبار السموات. إلهى وأسألك بما سألك به ابن خليلك الذي نجيته من الذبح، وفديته بذبح عظيم، وقلبت له المشقص حتى ناجاك موقنا بذبحه، راضيا بأمر والده، و استجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تنجيني من كل سوء وبلية، وتصرف عنى كل ظلمة وخيمة، وتكفيني ما أهمنى من امور دنياي وآخرتي وما احاذره وأخشاه، ومن شر خلقك أجمعين بحق آل يس. إلهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته [وأهله من الخسف والهدم والمثل والشدة والجهد وأخرجته] (1) وأهله من الكرب العظيم واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن [تأذن بجمع ما شتت من شملى، وتقر عينى بولدي وأهلي ومالى، وتصلح لى اموري، وتبارك لى في جميع أحوالى، وتبلغنى في نفسي آمالى و] (2) تجيرني من النار وتكفيني شر الاشرار بالمصطفين الاخيار [الائمة الابرار ونور الانوار محمد وآله الطيبين الطاهرين الاخيار] الائمة المهديين، والصفوة المنتجبين، صلوات الله عليهم أجمعين، وترزقني مجالستهم، وتمن على بمرافقتهم، وتوفق لى صحبتهم مع أنبيائك المرسلين، و ملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وأهل طاعتك أجمعين، وحملة عرشك والكروبيين. إلهى وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب، وقد كف بصره، وشتت

 

(1) ساقط عن الاصل. (2) لا يوجد في المصدر وهو الظاهر كما سيأتي في ذكر يعقوب عليه السلام.

 

[271]

جمعه، وفقد قرة عينه ابنه، فاستجبت له دعاءه وجمعت شمله وأقررت عينه وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تأذن لى بجمع ما تبدد من أمري، وتقر عينى بولدي وأهلي ومالى، وتصلح لى شأني كله وتبارك لى في جميع أحوالى، وتبلغنى في نفسي آمالى وتصلح لى أفعالى، وتمن على يا كريم، يا ذا المعالى، برحمتك يا أرحم الراحمين. إلهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف عليه السلام فنجيته من غيابت الجب، وكشفت ضره، وكفيته كيد إخوته، وجعلته بعد العبودية ملكا، واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تدفع عنى كيد كل كائد، وشر كل حاسد، إنك على كل شئ قدير. إلهى وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت " وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا " وضربت له طريقا في البحر يبسا، ونجيته ومن تبعه من بني إسرائيل وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تعيذني من شر خلقك، وتقربني من عفوك، وتنشر على من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك، ويكون لي بلاغا أنال به مغفرتك ورضوانك يا وليي وولي المؤمنين. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك داود فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال يسبحن معه بالعشى والابكار، والطير محشورة كل له أواب وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب، وألنت له الحديد، وعلمته صنعة لبوس لهم، وغفرت ذنبه، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع اموري. وتسهل لي تقديري، وترزقني مغفرتك وعبادتك وتدفع عني ظلم الظالمين، وكيد المعاندين، ومكر الماكرين، وسطوات الفراعنة الجبارين، وحسد الحاسدين، يا أمان الخائفين، وجار المستجيرين، وثقة [الواثقين وذريعة] المؤمنين ورجاء المتوكلين، ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين.


 

[272]

إلهي وأسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود عليهما السلام إذ قال رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب، فاستجبت له دعاءه وأطعت له الخلق، وحملته على الريح، وعلمته منطق الطير، وسخرت له الشياطين من كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الاصفاد، هذا عطاؤك لا عطاء غيرك، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي (1) وتكفيني همي، وتؤمن خوفي، وتفك أسري وتشد أزري، وتمهلني وتنفسني وتستجيب دعائي، وتسمع ندائي، ولا تجعل في النار مأواي، ولا الدنيا أكبر همي، وأن توسع علي رزقي، وتحسن خلقي وتعتق رقبتي، فانك سيدي ومولاي ومؤملي. إلهي وأسئك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل به البلاء بعد الصحة ونزل السقم منه منزل العافية، والضيق بعد السعة، فكشفت ضره، ورددت عليه أهله ومثلهم معهم، حين ناداك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك، شاكيا إليك " رب إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين " فاستجبت له دعاءه، وكشفت ضره، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف ضري، وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي وولدي وإخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الاطباء والادوية، وتجعلها شعاري ودثاري وتمتعني بسمعي وبصري، وتجعلهما الوارثين مني إنك على كل شئ قدير. إلهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت، حين ناداك في ظلمات ثلاث: أن " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين " فاستجبت له دعاءه، وأنبت عليه شجرة من يقطين، وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستجيب دعائي، وتداركني بعفوك، فقد غرفت في بحر الظلم لنفسي، وركبتني مظالم كثيرة لخلقك على، وصل على محمد وآل محمد، واسترني منهم وأعتقني من النار، و

 

(1) شملى خ ل.

 

[273]

اجعلني من عتقائك وطلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان. إلهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك عيسى بن مريم إذ أيدته بروح القدس وأنطقته في المهد، فأحيا به الموتى وأبرء به الاكمه والابرص باذنك وخلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا باذنك، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تفرغني لما خلقت له، ولا تشغلني بما تكفلته لى، وتجعلني من عبادك وزهادك في الدنيا [و] ممن خلقته للعافية وهنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم. إلهي وأسئلك باسمك الذى دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سباء فكان أقل من لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه، فلما رأته قيل أهكذا عرشك ؟ قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكفر عنى سيأتي، وتقبل منى حسناتي، وتقبل توبتي وتتوب على وتغنى فقرى، وتجبر كسرى، وتحيى فؤادى بذكرك، وتحييى في عافية وتميتنى في عافية. إلهى وأسئلك بالاسم الذى دعاك به عبدك ونبيك زكريا حين سألك داعيا راجيا لفضلك، فقام في المحراب ينادي نداء خفيا، فقال " رب هب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا " فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبقى لى أولادي وأن تمتعني بهم، وتجعلنى وإياهم مؤمنين لك، راغبين في ثوابك، خائفين من عقابك، راجين لما عندك، آيسين مما عند غيرك، حتى تحيينا حياة طيبة وتميتنا ميتة طيبة، إنك فعال لما تريد. إلهي وأسئلك بالاسم الذى سألتك به امرأة فرعون إذ قالت: " رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " فاستجبت لها دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقر عيني بالنظر إلى جنتك وأوليائك وتفرحني بمحمد وآله وتونسني به وبآله وبمصاحبتهم


 

[274]

ومرافقتهم، وتمكن لي فيها وتنجيني من النار، وما اعد لاهلها من السلاسل والاغلال والشدائد والانكال، وأنواع العذاب بعفوك. إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك عبدتك وصديقتك مريم البتول، وام المسيح الرسول عليهما السلام إذ قلت " ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " فاستجبت دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحصنني بحصنك الحصين وتحجبني بحجابك المنيع، وتحرزني بحرزك الوثيق وتكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ، وظلم كل باغ، ومكر كل ماكر، وغدر كل غادر، وسحر كل ساحر، وجور كل سلطان فاجر، بمنعك يا منيع. إلهي وأسئلك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك، وخيرتك من خلقك وأمينك على وحيك، وبعيثك إلى بريتك، ورسولك إلى خلقك محمد خاصتك وخالصتك صلى الله عليه وآله، فاستجبت دعاءه وأيدته بنجود لم يروها وجعلت كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد صلاة زاكية طيبة نامية باقية مباركة كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك عليهم كما باركت عليهم، وسلم عليهم كما سلمت عليهم، وزدهم فوق ذلك كله زياده من عندك، واخلطني بهم، واجعلني منهم، و احشرني معهم، وفي زمرتهم، حتى تسقيني من حوضهم، وتدخلني في جملتهم وتجمعني وإياهم وتقر عيني بهم وتعطيني سؤلي، وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي، ومحياي ومماتي، وتبلغهم سلامي، وترد علي منهم السلام، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته. إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة: هل من سائل فاعطيه ؟ أم هل من داع فاجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له ؟ أم هل من راج فأبلغه رجاءه ؟ أم هل من مؤل فأبلغه أمله ؟ ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك، وضعيفك ببابك، وفقيرك ببابك، ومؤملك بفنائك أسئلك نائلك، وأرجو رحمتك، واومل


 

[275]

عفوك، وألتمس غفرانك. فصل على محمد وآل محمد وأعطني سؤلي، وبلغني أملي، واجبر فقري، وارحم عصياني، واعف عن ذنوبي، وفك رقبتي من مظالم لعبادك ركبتني، وقو ضعفى وأعز مسكنتي، وثبت وطأتي، واغفر جرمى، وأنعم بالى، وأكثر من الحلال مالى، وخر لى في جميع اموري وأفعالي، ورضني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والاموات، إنك سميع الدعوات وألهمنى من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة، وتقبل حسناتهما واغفر سيئاتهما واجزهما بأحسن ما فعلا بى ثوابك والجنة. إلهي وقد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه، ولا تميل إليه ولا تهواه ولا تحبه ولا تغشاه، وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا، وتعديهم بغير حق ولا معروف، بل ظلما وعدوانا، وزورا وبهتانا، فان كنت جعلت لهم مدة لابد من بلوغها أو كتبت لهم آجالا ينالونها، فقد قلت وقولك الحق ووعدك الصدق " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " فأنا أسئلك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون، وملائكتك المقربون، أن تمحو من ام الكتاب ذلك، وتكتب لهم الاضمحلال والمحق، حتى تقرب آجالهم وتقضى مدتهم وتذهب أيامهم، وتبتر أعمارهم، وتهلك فجارهم، وتسلط بعضهم على بعض، حتى لا تبقى منهم أحدا، ولا تنجي منهم أحدا، وتفرق جموعهم وتكل سلاحهم، وتبدد شملهم، وتقطع آجالهم وتقصر أعمارهم، وتزلزل أقدامهم وتطهر بلادك منهم، وتظهر عبادك عليهم، فقد غيروا سنتك، ونقضوا عهدك وهتكوا حريمك، وأتوا ما نهيتهم عنه، وعتوا عتوا كبيرا، وضلوا ضلالا بعيدا. فصل على محمد وآل محمد وآذن لجمعهم بالشتات، ولحيهم بالممات، ولازواجهم بالنهبات، وخلص عبادك من ظلمهم، واقبض أيديهم عن هضمهم، وطهر أرضك منهم، وآذن بحصد نباتهم، واستئصال شأفتهم، وشتات شملهم، وهدم بنيانهم يا ذا الجلال والاكرام.


 

[276]

وأسئلك يا إلهي وإله كل شئ وربي ورب كل شئ وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبياك وصفياك موسى وهارون عليهما السلام حين قالا داعيين لك راجيين لفضلك " ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأموالا في الحيوة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم " فمننت وأنعمت عليهما بالاجابة لهما إلى أن قرعت سمعهما بأمرك اللهم رب " قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون " أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة، وأن تشدد على قلوبهم، وأن تخسف بهم برك، وأن تغرقهم في بحرك، فان السموات والارض وما فيهما لك، وأر الخلق قدرتك فيهم، وبطشك عليهم، فافعل ذلك بهم، وعجل ذلك لهم يا خير من سئل وخير من دعى، وخير من تذللت له الوجوه، ورفعت إليه الايدي ودعى بالالسن، وشخصت إليه الابصار وأمت إليه القلوب ونقلت إليه الاقدام وتحوكم إليه في الاعمال. إلهي وأنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها، وكل أسمائك بهي، بل أسألك بأسمائك كلها أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تركسهم على ام رؤوسهم في زبيتهم، وترديهم في مهوى حفرتهم، وارمهم بحجرهم، وذكهم بمشاقصهم واكببهم على مناخرهم، واخنقهم بوترهم، وازدد كيدهم في نحورهم، وأوبقهم بندامتهم، حتى يستخذلوا ويتضاءلوا بعد نخوتهم، وينقمعوا ويخشعوا بعد استطالتهم أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها، وترينا قدرتك فيهم، وسلطانك عليهم، وتأخذهم أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذك الاليم الشديد أخذ عزيز مقتدر، فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب شديد المحال. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل إيرادهم عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم، والطاغين من نظرائهم، وارفع حلمك عنهم واحلل عليهم غضبك الذي لا يقوم له شئ وأمر في تعجيل ذلك بأمرك الذي لا يرد ولا يؤخر، فانك شاهد كل نجوى وعالم كل فحوى، ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية، ولا يذهب


 

[277]

عنك من أعمالهم خائنة، وأنت علام الغيوب، عالم في الضمائر والقلوب. اللهم وأسئلك واناديك بما ناداك به سيدي وسألك به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت " ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب ونعم المدعو، ونعم المسؤل، ونعم المعطي، أنت الذي لا تخيب سائلك، ولا تمل دعاء من أملك، ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك، ولا بقضائها لهم، فان قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف، وأخف عليك وأهون من جناح بعوضه. وحاجتي يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي، فقد جئتك ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي، وركبني من مظالم عبادك مالا يكفيني ولا يخلصني منه غيرك، ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك فامح يا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي، بل بقساوة قلبي وجمود عيني، لا بل برحمتك التي وسعت كل شئ، وأنا شئ فلتسعني رحمتك، يا رحمان يا رحيم يا أرحم الراحمين، لا تمتحني في هذه الدنيا بشئ من المحن، ولا تسلط علي من لا يرحمني، ولا تهلكني بذنوبي، وعجل خلاصي من كل مكروه، وادفع عني كل ظلم، ولا تهتك ستري، ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب، يا جزيل العطاء والثواب. أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحييني حياة السعداء، وتميتني ميتة الشهداء، وتقلبني قبول الاوداء، وتحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلاطينها وفجارها، وشرارها، ومحبيها، والعاملين لها فيها، وقني شر طغاتها وحسادها، وباغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة، وتقفأ عني أعين الكفرة وتفحم عني ألسن الفجرة، وتقبض لي على أيدي الظلمة وتؤمن لي كيدهم، وتميتهم بغيظهم، وتشغلهم بأسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم، وتجعلني من ذلك كله في أمنك وأمانك وحرزك وسلطانك وحجابك، وكنفك وعياذك وجارك، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.


 

[278]

اللهم بك أعوذ وبك ألوذ، ولك أعبد وإياك أرجو وبك أستعين، وبك أستكفي، وبك أستغيث، وبك أستقدر، ومنك أسأل أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني إلا بذنب مغفور وسعي مشكور، وتجارة لن تبور، وأن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله، فانك أهل التقوى وأهل المغفرة، وأهل الفضل والرحمة. إلهي وقد أطلت دعائي، وأكثرت خطابي، وضيق صدري حدانى على ذلك كله، وحملني عليه علما منى بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادة، وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق " يا رب " فتكون عند ظن عبدك بك، وقد ناجاك بعزم الارادة قلبى، فأسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تقرن دعائي بالاجابة منك، وتبلغني ما أملته فيك منة منك وطولا وقوة وحولا ولا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضائك جميع ما سألتك، فانه عليك يسير، وخطره عندي جليل كثير، وأنت عليه قدير، يا سميع يا بصير. إلهي وهذا مقام العائذ بك من النار، والهارب منك إليك من ذنوب تهجمته وعيوب فضحته فصل على محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة رحمة أفوز بها إلى جنتك واعطف على عطفة أنجو بها من عقابك، فان الجنة والنار لك وبيدك، ومفاتيحهما ومغاليقهما إليك، وأنت على ذلك قادر، وهو عليك هين يسير، وافعل بي ما سألتك يا قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. قال علي بن حماد: أخذت هذا الدعاء من أبى الحسن بن علي العلوي العريضي واشترط على أن لا أبذله لمخالف ولا اعطيه إلا لمن أعلم مذهبه، وأنه من أولياء آل محمد عليهم السلام، وكان عندي أدعو به وإخواني، ثم قدم على إلى البصرة بعض قضاة الاهواز، كان مخالفا وله على أياد، وكنت أحتاج إليه في بلده، وأنزل عليه فقبض عليه السلطان فصادر وأخذ حظه بعشرين ألف درهم، فرققت له ورحمته ودفعت إليه هذا الدعاء، فدعا به فما استتم اسبوعا حتى أطلقه السلطان ابتداء ولم يلزم شيئا مما أخذ به حظه، ورده إلى بلده مكرما، وشيعته إلى الابلة (1)

 

(1) الابلة - كعتلة - موضع بالبصرة، أحد جنان الدنيا، قاله الفيروز آبادى..

 

[279]

وعدت إلى البصرة. فلما كان بعد أيام طلبت الدعاء فلم أجده، وفتشت كتبي كلها فلم أر له أثرا فطلبته من أبى المختار الحسينى وكانت عنده نسخة بها، فلم يجده في كتبه، فلم نزل نطلبه في كتبنا فلا نجده عشرين سنة فعلمت أن ذلك عقوبة من الله عزوجل لما بذلته لمخالف، فلما كان بعد العشرين سنة، وجدناه في كتبنا وقد فتشناها مرارا لا تحصى، فآليت على نفسي ألا اعطيه إلا لمن أثق بدينه ممن يعتقد ولاية آل الرسول صلى الله عليه وعليهم، بعد أن آخذ عليه العهد ألا يبذله إلا لمن يستحقه وبالله نستعين وعليه نتوكل (1). 108 * باب * * " (أدعية رفع الهموم والاحزان والمخاوف) " * * " (وكشف الشدائد وما يناسب ذلك وهو) " * * " (قريب من الباب السابق) " * 1 - دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله: ما أصاب أحدا هم ولا حزن فقال: " اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتى بيدك، ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسئلك بكل اسم سميت به نفسك، وأنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور صدري، وجلاء حزنى، وذهاب همى " إلا أذهب الله همه، وأنزل مكانه فرحا. وعن زين العابدين عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على نفر من أهله، فقال: ألا احدثكم بما يكون لكم خيرا من الدنيا والاخرة ؟ وإذا كربتم واغتممتم دعوتم الله عزوجل ففرج عنكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قولوا " الله الله الله

 

(1) مهج الدعوات ص 347 - 366.

 

[280]

ربنا ربنا لا نشرك به شيئا " ثم ادعوا بما بدالكم. وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: الاحزان أسقام القلوب، كما أن الامراض أسقام الابدان، فمن أصابه حزن أو بلاء فليقل " اللهم إني أسئلك يا مفجر الانهار ومطعم الثمار، يا من تسبح له ظلمة الليل وضوء النهار، وما على الارض وقعر البحار، افتح لنا في هذه الساعة، وسهل لنا صالح الاسباب ويسر لنا التوبة، يا تواب وصل على محمد وآله، يا سميع يا وهاب ". وقال عليه السلام إذا توالت الهموم فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله. 2 - الدر المنثور: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أصابه هم أو حزن فليقل " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسئلك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أستأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبى، ونور صدري، وذهاب همى، وجلاء حزنى ". قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما قالهن مهموم قط إلا أذهب الله همه، وأبدله بهمه فرحا قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات ؟ قال: فتعلموهن، وعلموهن (1). 3 - مهج: علي بن عبد الصمد قال: أخبرني الامام جدي والشيخ أبو بكر عثمان بن إسماعيل بن أحمد الحاجي والامام أحمد بن علي بن أبي صالح المقري قراءة عليهم، عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد، عن الحسن بن محمد الدربندى، عن عبد الرحمان بن عثمان الدمشقي، عن أبي بكر محمد بن صالح بن الخلف الحوراني عن أبيه، عن موسى بن إبراهيم، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي إذا هالك أمر أو نزلت بك شدة فقل: " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من هذا الغم " (2).

 

(1) الدر المنثور ج 3 ص 149. (2) مهج الدعوات ص 4 - 5.

 

[281]

4 - مهج: دعاء النبي صلى الله عليه وآله وهو دعاء الفرج. " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا الله، يا من علا فقهر، ويا من بطن فخبر، ويا من ملك فقدر، ويا من عبد فشكر، ويا من عصى فغفر، يا من لا يحيط به الفكر، ويا من لا يدركه بصر، ويا من لا يخفى عليه أثر. يا عالى المكان، يا شديد الاركان، يا منزل الفرقان، يا مبدل الزمان، يا قابل القربان، يا نير البرهان، يا عظيم الشان، يا ذا المن والاحسان، ويا ذا العزة والسلطان، يا رحيم يا رحمن. يا رب الارباب، يا تواب يا وهاب، يا معتق الرقاب، يا منشئ السحاب يا من حيث ما دعى أجاب. يا مرخص الاسعار، يا منزل الامطار، يا منبت الاشجار، في الارض القفار، ومخرج الثمار. يا دائم الثبات يا مخرج النبات، يا محيى الاموات، يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات، يا من لا تضجره الاصوات، ولا تشتبه عليه اللغات، ولا تغشاه الظلمات، يا معطى السؤلات، يا ولى الحسنات، يا دافع البليات، يا قابل الصدقات، يا قابل التوبات، يا عالم الخفيات، يا مجيب الدعوات، يا رافع الدرجات، يا قاضي الحاجات، يا راحم العبرات، يا منجح الطلبات، يا منزل البركات، يا جامع الشتات، يا راد ما كان فات، يا جمال الارضين والسموات. يا سابغ النعم، يا كاشف الالم، يا شافي السقم، يا معدن الجود والكرم. يا أجود الاجودين، يا أكرم الاكرمين، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا أرحم الراحمين، يا أقرب الاقربين، يا إله العالمين، يا غياث المستغيثين، يا جار المستجيرين، يا متجاوزا عن المسيئين، يا من لا يعجل على الخاطئين، يا فكاك المأسورين، يا مفرج غم المغمومين، يا جامع المتفرقين يا مدرك الهاربين، يا غاية الطالبين. يا صاحب كل غريب، يا مونس كل وحيد، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق


 

[282]

الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا عصمة الخائف المتسجير، يا من له التدبير وإليه التقدير، يا من العسير عليه سهل يسير، يا من هو بكل شئ خبير، يا من هو على كل شئ قدير، يا خالق الشمس والقمر المنير. يا فالق الاصباح، يا مرسل الرياح، يا باعث الارواح، يا ذا الجود والسماح يا من بيده كل مفتاح. يا عماد من لا عماد له، يا سند من لا سند له، يا ذخر من لا ذخر له، يا عز من لا عز له، يا كنز من لا كنز له، يا حرز من لا حرز له، يا عون من لا عون له يا ركن من لا ركن له، يا غياث من لا غياث له. يا عظيم المن، يا كريم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ذا الحجة البالغة، يا ذا الملك والملكوت، يا ذالعزة والجبروت، يا من هو حي لا يموت أسئلك بعلمك الغيوب وبمعرفتك ما في ضمائر القلوب، وبكل اسم هو لك، اصطفيته لنفسك، وأنزلته في كتاب من كتبك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وبأسمائك الحسنى كلها حتى انتهى إلى اسمك العظيم الاعظم الذي فضلته على جميع أسمائك. أسألك به أن تصلي على محمد وآله وأن تيسر لي من أمري ما أخاف عسره وتفرج عني الهم والغم، والكرب وما ضاق به صدري، وعيل به صبري، فانه لا يقدر على فرجي سواك، وافعل بي ما أنت أهله يا أهل التقوى وأهل المغفرة. يا من لا يكشف الكرب غيره، ولا يجلى الحزن سواه، ولا يفرج عني إلا هو اكفني شر نفسي خاصة، وشر الناس عامة، وأصلح لي شأني كله، وأصلح اموري واقض لي حوائجي، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر، وأنت على كل شئ قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين (1). 5 - ق: دعاء للكرب والسلطان عن النبي عليه السلام قال صلى الله عليه وآله: إذا هاج بكم كرب أو خشية من سلطان، أو أردتم حاجة تدعو بهذه الدعوات، فو الذي

 

(1) مهج الدعوات ص 115 - 117. (*)

 

[283]

بعثني بالحق نبيا ما دعوت بها في وجهة إلا نصرت، ولا على عدو إلا ظفرت، وأرى ما احب وتقر به عيني، وهو هذا الدعاء: " يا عالم الغيوب والسرائر، يا مطاع يا عزيز يا عليم يا هازم الاحزاب لاحمد يا كائد فرعون لموسى، يا منجي عيسى من أيدي الظلمة، يا مخلص نوح من الغرق، يا قاصد كل خير، يا ذا الجلال والاكرام، يا خالق الخير، يا أهل الخير رغبت إليك في كذا وكذا، فصل اللهم على محمد وآله، وفرج عني، وأغثني واستجب لي وارحمني، يا أرحم الراحمين. 6 - مهج: روي أن الحاج أصابهم عطش في بعض السنين، حتى كادوا أن يهلكوا، فجلس واحد منهم ليموت، فأخذته سنة النوم فرأى مولانا على بن أبي طالب عليه السلام يقول له: ما أغفلك عن كلمة النجاة ؟ فقلت: وما كلمة النجاة ؟ فقال: تقول: " إلهي أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي " وأنا على بن أبي طالب. فاستيقظت وقلتها فنشأ غمام وأغاث الناس في الحال حتى عاشوا والحمد لله وحده (1). 7 - مهج: من كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني وهذا لفظه: أحمد، عن الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: رأيت أبى عليه السلام في المنام فقال: يا بنى إذا كنت في شدة فأكثر من أن تقول: " يا رؤف يا رحيم، والذي نراه في النوم كما نراه في اليقظة (2). 8 - مهج: باسناد إلى محمد بن الحسن الصفار في كتاب فضل الدعاء باسناده إلى عثمان بن عيسى عن أبي حمزة الثمالى قال: استأذنت على أبي جعفر عليه السلام فخرج وشفتاه يتحركان قال: وبهت لذلك يا ثمالي ؟ قال: قلت: نعم جعلت فداك قال: إني والله تكلمت بكلام ما تكلم به أحد قط إلا كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته قال: فقلت له: جعلني الله فداك فأخبرني به قال: نعم من قال حين يخرج من منزله: " بسم الله الرحمن الرحيم، حسبى الله، توكلت على الله، اللهم إني أسألك خير اموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة " ليقضى ما أحبه (3).

 

(1 و 2 و 3) مهج الدعوات ص 173 وص 416 وص 215 على الترتيب.

 

[284]

ومن ذلك دعاء آخر عن مولانا الباقر عليه السلام، وجدته في أصل من كتب أصحابنا عن عباس بن عامر، عن ربيع، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ألا اعلمك دعاء ندعو به أهل البيت إذا كربنا أمر أو تخوفنا شر السلطان أو أمرا لا قبل لنا به ؟ قلت: بلى بأبى وامي يا ابن رسول الله، قال: قل: " يا كائنا قبل كل شئ، ويا مكون كل شئ، ويا باقي بعد كل شئ، صل على محمد وأهل بيته، وافعل بي كذا وكذا... " (1). 9 - دعوات الراوندي: روي عن ابن عباس أنه كان رجل على عهد عمر وله فلاء (2) بناحية آذربايجان، قد استصعبت عليه، فمنعت جانبها، فشكا إليه ما قد ناله، قال: اذهب فاستغث بالله، وكتب له رقعة فيها الرقية ومضى، واغتممت له غما شديدا فلقيت أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته به، فقال: ليعودن بالخيبة، فهدأ ما بي، وطالت علي سنتي، فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها. فلما رأيته بادرت، فقلت: ما وراك ؟ فقال: إني صرت إلى الموضع، ورميت بالرقعة فحمل عداد منها فرمحني (3) أحدها في وجهي، فسقطت، وكان معي أخ لي فحملني فلم أزل أتعالج حتى صلحت. فصار إلى عمر فأخبره بما كان، فزبره، وقال له: كذبت لم تذهب بكتابي. فمضيت به إلى أمير المؤمنين عليه السلام فتبسم وقال: ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال له: إذا انصرفت فصر إلى الموضع الذي فيه وقل: " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين فذلل لى صعوبتها وحزونتها، واكفني شرها، فانك الكافي المعافي، والغالب القاهر " فانصرف الرجل راجعا. فلما كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة من أثمانها، وكان الرجل يحج

 

(1) مهج الدعوات، 216. (2) الفلاء - بالكسر - جمع فلو للمهر إذا قطم. (3) أي رفسني بحافره.

 

[285]

كل سنة، وقد أنمى الله ماله، قال ابن عباس: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كل من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدعاء فانه يكفى ما يخاف إنشاء الله (1). 109 (باب) * " (أدعية العافية ورفع المحنة وهو من البابين السابقين) " * 1 - دعوات الراوندي: قال الرضا عليه السلام: رأى على بن الحسين عليهما السلام رجلا يطوف بالكعبة، وهو يقول: " اللهم إني أسئلك الصبر " قال: فضرب على بن الحسين عليهما السلام على كتفه، قال: سألت البلاء قل " اللهم إني أسئلك العافية والشكر على العافية ". وروي أن النبي صلى الله عليه وآله دخل على مريض فقال: ما شأنك ؟ قال: صليت بنا صلاة المغرب فقرأت القارعة، فقلت: " اللهم إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذبني به في الاخرة فعجل ذلك في الدنيا " فصرت كما ترى، فقال صلى الله عليه واله: بئسما قلت، ألا قلت: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار " فدعا له حتى أفاق. قال: وكان داود عليه السلام يقول: " اللهم لا مرض يضنيني (2)، ولا صحة تنسيني ولكن بين ذلك ". 2 - مهج: ومن ذلك دعاء العافية رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد الله باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت جالسا عند أبي، وعنده رجل قد سقطت إحدى يديه من فالج به، وهو يطلب إلى أبى أن يدعو له دعوة، وذكر أن به حصاة لا يقدر على

 

(1) دعوات الراوندي مخطوط وقد مر عن الخرائج ص 191. (2) ضنى - كعلم - ضنى: مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس.

 

[286]

البول إلا بشدة، فعلمه أبى هذا الدعاء، فقال له الرجل: امسح يديك المباركتين على بدني، ففعل فقال له أبي: قل هذا الدعاء حين تصلي الليل وأنت ساجد: " اللهم إني أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وقلت حيلته، وضعف عمله من الخطيئة والبلاء، دعاء مكروب إن لم تداركه هلك، وإن لم تستنقذه فلا حيلة له، فلا تحط به يا سيدي ومولاي وإلهي مكرك، ولا تثبت على غضبك، ولا تضطرني إلى اليأس من روحك، والقنوط من رحمتك، وطول الصبر على الاذى. اللهم لا طاقة لي على بلائك، ولا غنا بي عن رحمتك، وهذا ابن نبيك وحبيبك صلواتك عليه وآله، به أتوجه إليك، فانك جعلته مفزعا للخائف واستودعته علم ما كان وما هو كائن، فاكشف ضري وخلصني من هذه البلية إلى ما قد عودتني من عافيتك ورحمتك، انقطع الرجاء إلا منك، يا الله يا الله يا الله " فانصرف الرجل ثم أتاه بعد أيام وما به شئ مما كان يجده، قال: وأمرنا أبو عبد الله عليه السلام أن نكتم ذلك، وقال: أخبرت أبي بعافية الرجل، فقال: يا بنى من كتم بلاء ابتلي به من الناس وشكا إلى الله أن يعافيه [عافاه من ذلك البلاء عند هذا الدعاء (1). 3 - مهج: ومن ذلك وجدت في مجموع أن عقبة بن إسماعيل الحضرمي عمي فرأى في منامه قائلا يقول: " يا قريب يا مجيب، يا سميع الدعاء، يا لطيفا لما يشاء، رد إلى بصري " فقال ذلك، فعاد إليه بصره (2). ورأيت بخط الرضى الاوي قدس الله روحه ما هذا لفظه: دعاء علمه النبي صلى الله عليه وآله أعمى فرد الله إليه بصره، يصلى ركعتين ثم يقول: " اللهم إني أسئلك وأدعوك وأرغب إليك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي ليرد بك على نور بصري " فما قام الاعمى

 

(1) مهج الدعوات: 404. (2) مهج الدعوات: 405.

 

[287]

حتى رد الله عليه بصره (1). ورأيت في المجلد الاول من كتاب التجمل في ترجمة محمد بن جعفر بن عبد الله ابن يحيى بن خاقان ما سمعناه أن إنسانا ضعف بصره، فرأى في منامه من يقول له: قل " اعيذ نور بصري بنور الله الذي لا يطفاء " وامسح يدك على عينيك، وتتبعها بآية الكرسي، فقال: فصح بصره، وجرب ذلك فصح [لى] بالتجربة (2). 4 - ق: روي عن العالم عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله: علمني حببيي رسول الله صلى الله عليه وآله دعاء ولا أحتاج معه إلى دواء الاطباء قيل: وما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: سبع وثلاثون تهليلة من القرآن من أربع وعشرين سورة من البقرة إلى المزمل، ما قالها مكروب إلا فرج الله كربه، ولا مديون إلا قضى الله دينه، ولا غائب إلا رد الله غربته، ولا ذو حاجة إلا قضى الله حاجته، ولا خائف إلا أمن الله خوفه، ومن قرأها في كل يوم حين يصبح أمن قبله من الشقاق والنفاق، ودفع عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام والجنون والبرص، وأحياه الله ريانا، وأماته ريانا، وأدخله الجنة ريانا، ومن قالها: وهو على سفر لم ير في سفره إلا خيرا، ومن قرأها كل ليلة حين يأوي إلى فراشه، وكل الله به سبعين ملكا يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يصبح، وكان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي، ومن كتبها وشربها بماء المطر لم يصبه في بدنه سوء ولا خصاصة، ولا شئ من أعين الجن، ولا نفثهم ولا سحرهم، ولا كيدهم، ولم يزل محفوظا من كل آفة، مدفوعا عنه كل بلية في الدنيا، مرزوقا بأوسع ما يكون، آمنا من كل شيطان مريد، وجبار عنيد ولم يخرج عن دار الدنيا حتى يريه الله عزوجل في منامه مقعده من الجنة وهذا أوله: من سورة البقرة اثنتان: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم

 

(1 و 2) مهج الدعوات ص 405.

 

[288]

الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم (1). ومن آل عمران خمسة: الم الله لا إله إلا هو الحى القيوم نزل عليك الكتاب بالحق، هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشآء لا إله إلا هو العزيز الحكيم، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الاسلام، إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم (2). ومن النساء واحدة: الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا (3). ومن المائدة واحدة: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب عظيم (4). ومن الانعام اثنتان: ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل، اتبع ما اوحى إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين (5). ومن الاعراف واحدة: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والارض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (6). ومن براءة اثنتان: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون، فان

 

(1) البقرة: 158 و 258. (2) آل عمران: 1 و 6 و 17 و 62. (3) النساء: 89. (4) المائدة: 73. (5) الانعام: 102 و 106. (6) الاعراف: 158.

 

[289]

تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (1). ومن يونس واحدة: حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين (2). ومن هود واحدة: فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم الله وألا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون (3). ومن الرعد واحدة: وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب (4). ومن النحل واحدة: تنزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون (5). ومن طه ثلاثة: يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما (6). ومن الانبياء اثنتان: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون، وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ألا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (7). ومن المؤمنين واحدة: فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم (8). [ومن النمل واحدة: ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب

 

(1) براءة: 31 و 129. (2) يونس: 90. (3) هود: 14. (4) الرعد: 29. (5) النحل: 2. (6) طه: 6 و 7 و 12 - 14 و 98. (7) الانبياء: 25 و 87. (8) المؤمنون: 117.

 

[290]

العرش العظيم] (1). ومن القصص اثنتان: وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون، ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون (2). ومن فاطر واحدة: يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون (3). ومن الصافات واحدة: إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون (4). ومن ص واحدة: قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار (5). ومن غافر اثنتان: ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون، ذلكم الله ربكم هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين (6). ومن الدخان واحدة: لا إله إلا هو يحيى ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين (7). ومن الحشر اثنتان: هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (8).

 

(1) النمل: 26، وما بين العلامتين ساقط عن الكمبانى وقد مر في ص 12 - 14 من هذا المجلد. (2) القصص: 71 و 88. (3) فاطر: 3. (4) الصافات: 33. (5) ص: 65. (6) غافر: 3 و 65. (7) الدخان: 6، وتجد بعدها في سورة القتال: 21: فاعلم أنه لا اله الا هو واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم منقلبكم ومثواكم. (8) الحشر: 21 - 23.

 

[291]

وفي التغابن واحدة: الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون (1). وفي المزمل واحدة: رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا (2). 5 - كتاب الاستدراك: بلاسناده إلى الاعمش أن المنصور حيث طلبه فتطهر وتكفن وتحنط قال له: حدثني بحديث سمعته أنا وأنت من جعفر بن محمد في بني حمان، قال: قلت له: أي الاحاديث ؟ قال: حديث أركان جهنم، قال: قلت: أو تعفيني قال: ليس إلى ذلك سبيل، قال: قلت: حدثنا جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لجهنم سبعة أبواب، وهي الاركان لسبعة فراعنة، ثم ذكر الاعمش نمرود بن كنعان، فرعون الخليل، ومصعب بن الوليد فرعون موسى، وأبا جهل بن هشام، والاول والثاني، والسادس يزيد قاتل ولدي ثم سكت فقال لي: الفرعون السابع ؟ قلت: رجل من ولد العباس يلي الخلافة، يلقب بالدوانيقي اسمه المنصور، قال: فقال لي: صدقت هكذا حدثنا جعفر بن محمد. قال: فرفع رأسه وإذا على رأسه غلام أمرد ما رأيت أحسن وجها منه، فقال: إن كنت أ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ جهنم فلم أستبق هذا، وكان الغلام علويا حسييا، فقال له الغلام: سألتك يا أمير المؤمنين بحق آبائي إلا عفوت عني، فأبى ذلك وأمر المرزبان به، فلما مد يده حرك شفتيه بكلام لم أعلمه، فإذا هو كأنه طير قد طار منه. قال الاعمش: فمر علي بعد أيام فقلت أقسمت عليك بحق أمير المؤمنين لما علمتني الكلام، فقال: ذاك دعاء المحنة لنا أهل البيت، وهو الدعاء الذي دعا به أمير المؤمنين عليه السلام لما نام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله. وهو: " يا من ليس معه رب يد ؟، يا من ليس فوقه خالق يخشى، يا من ليس دونه إله يتقى، يا من ليس له وزير ير ؟ ؟ يا من ليس له نديم يغشى، يا من ليس له حاجب ينادى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إ ؟ كرما وجودا، يا من لا يزداد على عظم الذنوب إلا رحمة وعفوا " واسأله ما أحببت فانه قريب مجيب.

 

(1) التغابن: 13. (2) المزمل: 9.

 

[292]

قال الاعمش: وأمر المنصور في رجل بأمر غليظ، فحبس في بيت لينفذ فيه أمره، ثم فتح عنه فلم يوجد فقال المنصور: أسمعتموه يقول شيئا ؟ فقال الموكل سمعته يقول: " يا من لا إله غيره فأدعوه، ولا رب سواه فأرجوه، نجني الساعة " فقال: والله لقد استغاث بكريم فنجاه. 6 - مشكوة الانوار: من كتاب المحاسن عن الرضا عليه السلام قال: مر علي ابن الحسين عليهما السلام برجل وهو يدعو الله أن يرزقه الصبر فقال: ألا لا تقل هذا، ولكن سل الله العافية، والشكر على العافية فان الشكر على العافية خير من الصبر على البلاء (1). كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله " اللهم إني أسئلك العافية، والشكر على العافية وتمام العافية في الدنيا والاخرة (2). ومنه: قال كان النبي صلى الله عليه وآله يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الدنيا فان الدنيا تمنع الاخرة " (3). عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقول في دعائه: " اللهم من علي بالتوكل عليك، والتفويض إليك، والرضا بقدرك، والتسليم لامرك، حتى لا احب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما قدمت، يا رب العالمين " (4).

 

(1 و 2) مشكاة الانوار: 258. (3) مشكاة الانوار: 271. (4) مشكاة الانوار: 13 و 302، وفيه عنه عليه السلام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول الخ.

 

[293]

110 - * باب * " (ادعية الرزق) " الايات: نوح: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا (1). 1 - ب: هارون، عن ابن صدقة: عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلي الغداة بعد التشهد فقل: " اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني، فارزقني من فضلك رزقا حلالا طيبا، وأعطني فيما ترزقني العافية " تقول ذلك ثلاث مرات (2). قال: وسمعت جعفرا يملي على بعض التجار من أهل الكوفة في طلب الرزق فقال له: صل ركعتين متى شئت فإذا فرغت من التشهد قلت " توجهت بحول الله وقوته بلا حول مني ولا قوة، ولكن بحولك يا رب وقوتك أبرء إليك من الحول والقوة إلا ما قويتني. اللهم إني أسئلك بركة هذا اليوم، وأسئلك بركة أهله، وأسئلك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا مباركا، تسوقه إلي في عافية بحولك وقوتك، وأنا خافض في عافية "، تقول ذلك ثلاث مرات (3). أقول: قد مضى ما يوجب مزيد الرزق في كتاب السنن، في باب مفرد (4) وقد أوردنا في باب الاستغفار أخبارا في أنه يوجب مزيد الرزق (5). 2 -: ما: الفحام، عن عمه، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن عامر

 

(1) نوح: 10 - 14. (2 و 3) قرب الاسناد: 2 و 3. (4) راجع ج 76 باب الدعاء عند دخول السوق 172 - 174، وباب ما يورث الفقر والغناء ص 314 - 318. (5) راجع ج 93 ص 275 - 285. (*)

 

[294]

عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من قال في كل يوم مائة مرة " لا إله إلا الله الملك الحق المبين " استجلب به الغنا، واستدفع به الفقر، وسد عنه باب النار، واستفتح له باب الجنة (1). 3 - ع: السنانى، عن العلوي، عن الفزاري، عن جعفر بن سليمان، عن سليمان بن مقبل قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السلام: لاي علة يستحب للانسان إذا سمع الاذان أن يقول كما يقول المؤذن، وإن كان على البول والغائط ؟ قال: إن ذلك يزيد في الرزق (2). 4 - ثو: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن الاشعري، عن عمرو بن علي، عن عمه محمد بن عمر رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من كتب على خاتمه " ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله " أمن من الفقر المدقع (3). 5 - سن: النوفلي، عن السكوني، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ألح عليه الفقر فليكثر من قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " ينفي الله عنه الفقر (4). أقول: قد أوردنا بعض الادعية في باب أدعية الصباح والمساء. 6 - شى: عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وقد فقد رجلا فقال: ما بطأ بك عنا ؟ فقال: السقم والعيال فقال: ألا اعلمك بكلمات تدعو بهن يذهب الله عنك السقم، وينفي عنك الفقر ؟ " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخد ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " (5).

 

(1) أمالى الطوسى ج 1 ص 285. ومثله في ثواب الاعمال: 8. (2) علل الشرائع ج 1 ص 269. (3) ثواب الاعمال: 163. (4) المحاسن: 42. (5) تفسير العياشي ج 2 ص 320.

 

[295]

أقول: أوردناه في باب الدعاء للاسقام بسند آخر، وليس فيه العلي العظيم. 7 - مكا: في طلب الرزق عن الرضا عليه السلام قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام الفقر قال: أذن كلما سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن. عن الصادق عليه السلام: اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الارض فأظهره، وإن كان بعيدا فقربه، وإن كان قريبا فأعطنيه، وإن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه، وجنبني عليه المعاصي والردى (1). 8 - كا: العدة، عن سهل، عن يحيى بن المبارك، عن إبراهيم بن صالح عن رجل من الجعفريين قال: كان بالمدينة عندنا رجل يكنى أبا القمقام، وكان محارفا فأتى أبا الحسن عليه السلام فشكى إليه حرفته، وأخبره أنه لا يتوجه في حاجة له فتقضى له، فقال له أبو الحسن عليه السلام: قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: " سبحان الله العظيم وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، وأسأله من فضله " عشر مرات قال أبوالقمقام: فلزمت ذلك فو الله ما لبثت إلا قليلا حتى ورد على قوم من البادية فأخبروني أن رجلا من قومي مات، ولم يعرف له وارث غيري، فانطلقت فقبضت ميراثه، وأنا مستغن (2). 9 - كا: العدة، عن سهل، عن علي بن سليمان، عن أحمد بن الفضل، عن أبي عمرو الحذاء قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السلام فكتب إلى: أدم قراءة " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه اخبره بسوء حالي وأني قد قرأت " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما أمرتني ولم أر شيئا، قال: فكتب إلي قد وفي لك الحول، فانتقل منها إلى قراءة " إنا أنزلناه " قال: ففعلت فما كان إلا يسيرا حتى بعث إلى ابن أبي داود (3) فقضى عني

 

(1) مكارم الاخلاق: 401. (2) الكافي ج 5 ص 315. (3) ابن ابى داود ظ.

 

[296]

ديني، وأجرى علي وعلى عيالي ووجهني إلى البصرة في وكالته بباب كلتا (1) وأجرى علي خمسمائة درهم. وكتبت من البصرة على يدي علي بن مهزيار إلى أبي الحسن صلوات الله عليه: أني كنت سألت أباك عن كذا وكذا، وشكوت كذا وكذا وإني قد قلت الذي أحببت فأحببت أن تخبرني يا مولاى كيف أصنع في قراءة إنا أنزلناه أقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها ؟ أم أقرأ معها غيرها أم لها حد أعمل به ؟ فوقع عليه السلام وقرأت التوقيع " لا تدع من القرآن قصيرة ولا طويلة، ويجزيك من قراءة إنا أنزلناه يومك وليلتك مائة مرة " (2). 10 - كا: علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر الحمد لله، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ينفى عنه الفقر. وقال: فقد النبي صلى الله عليه وآله رجلا من الانصار، فقال: ما غيبك عنا ؟ فقال: الفقر يا رسول الله، وطول السقم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا اعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم ؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل " لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " فقال الرجل: فو الله ما قلته إلا ثلاثة أيام حتى ذهب عنى الفقر والسقم (3). 11 - دعوات الراوندي: عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: من لم يسأل الله من فضله افتقر.

 

(1) في المصدر: كلاء، وهو موضع بالبصرة. (2) الكافي ج 5 ص 316. (3) الكافي ج 2 ص 551، وج 8 ص 93.

 

[297]

ومن دعائهم عليهم السلام: " اللهم إني أسئلك من فضلك الواسع الفاضل المفضل رزقا واسعا حلالا طيبا بلاغا للاخرة والدنيا، هنيئا مريئا صبا صبا من غير من من أحد إلا سعة من فضلك، وطيبا من رزقك، وحلالا من واسعك، تغينني به عن فضلك أسأل، ومن يدك الملاى أسأل، ومن خيرتك أسأل، يا من بيده الخير وهو على كل شئ قدير ". ومن دعاء أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالاقتار، فأسترزق طالبي رزقك، وأستعطف شرار خلقك، وابتلى بحمد من أعطاني وافتتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك ولي الاعطاء والمنع، إنك على كل شئ قدير (1) اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي، وأول وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي. 12 - عدة الداعي: عن الصادق عليه السلام لطلب الرزق: " يا الله يا الله يا الله أسألك بحق من حقه عليك عظيم، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك، وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك. 13 - مصباح الانوار: عن أبي جعفر عليه السلام قال: زارت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فقال: يا بنية ألا ازودك ؟ قالت: بلى يا رسول الله فقال: قولي " الله ربنا ورب كل شئ، منزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، أنت الاول فليس قبلك أحد، وأنت الاخر فليس بعدك أحد، وأنت الظاهر فليس فوقك أحد، وأنت الباطن فليس دونك أحد، اقض عني الدين وأغنني من الفقر. 14 - ق: دعاء " اللهم كما صنت وجهي عن السجود إلا لك، فصنه عن طلب الرزق إلا منك، اللهم قوني على ما خلقني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به، واعصمني مما تعاقبني عليه. 15 - ق: دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق " يا من لا يزيد ملكه حسناتي

 

(1) نقله الرضى في نهج البلاغة تحت الرقم 223 من الخطب.

 

[298]

ولا تشينه سيئاتي، ولا ينقص خزائنه غناي، ولا يزيد فيها فقري، صل على محمد وآل محمد، وأثبت رجاءك في قلبي، واقطع رجائي عمن سواك، حتى لا أرجو إلا إياك، ولا أخاف إلا منك، ولا أثق إلا بك، ولا أتكل إلا عليك، وأجرني من تحويل ما أنعمت به علي في الدين والدنيا والاخرة أيام الدنيا، برحمتك يا أرحم الراحمين. 16 - ختص: عن القاسم بن بريد، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك قد كان الحال حسنا وإن الاشياء اليوم متغيرة، فقال: إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم، فان لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم، ثم ادع عشرة من أصحابك واصنع لهم طعاما، فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا الله لك، قال: فقدمت الكوفة، فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتى بعت وسادة لي بعشرة دراهم كما قال، وجعلت لهم طعاما ودعوت أصحابي عشرة، فلما أكلوا سألتهم أن يدعوا الله لي، فما مكثت حتى مالت علي الدنيا (1). 17 - ق: دعاء الرزق مروي عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما " اللهم سألت عبادك قرضا مما تفضلت به عليهم، وضمنت لهم منه خلفا، ووعدتهم عليه وعدا حسنا فبخلوا عنك فكيف بمن هو دونك إذا سألهم، فالويل لمن كانت حاجته إليهم فأعوذ بك يا سيدي أن تكلني إلى أحد منهم، فانهم لو يملكون خزائن رحمتك لامسكوا خشية الانفاق بما وصفتهم، وكان الانسان قتورا. اللهم اقذف في قلوب عبادك محبتي، وضمن السموات والارض رزقي، وألق الرعب في قلوب أعدائك مني، وآنسني برحمتك، وأتمم على نعمتك، واجعلها موصولة بكرامتك إياي، وأوزعني شكرك، وأوجب لي المزيد من لدنك، ولا تنسنى، ولا تجعلني من الغافلين، أحبني وحببني وحبب إلى ما تحب من القول والعمل حتى أدخل فيه بلذة، وأخرج منه بنشاط، وأدعوك فيه بنظرك مني إليه لادرك به ما عندك من فضلك الذي مننت به على أوليائك وأنال به طاعتك إنك

 

(1) الاختصاص: 24.

 

[299]

قريب مجيب. رب إنك عودتني عافيتك، وغذوتني بنعمتك، وتغمدتني برحمتك، تغدو وتروح بفضل ابتدائك، لا أعرف غيرها، ورضيت مني بما أسديت إلي أن أحمدك بها شكرا مني عليها، فضعف شكري لقلة جهدي، فامنن على بحمدك كما ابتدأتنى بنعمتك، فبها تنم الصالحات، فلا تنزع مني ما عودتني من رحمتك، فأكون من القانطين، فانه لا يقنظ من رحمتك إلا الضالون. رب إنك قلت " وفي السماء رزقكم وما توعدون " وقولك الحق، وأتبعت ذلك منك باليمين لاكون من الموقنين، فقلت: " فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " فعلمت ذلك علم من لم ينتفع بعلمه حين أصبحت وأمسيت وأنا مهتم بعد ضمانك لي وحلفك لي عليه هما أنساني ذكرك في نهاري ونفا عني النوم في ليلي، فصار الفقر ممثلا بين عيني وملاء قلبي أقول: من أين ؟ وإلى أين ؟ وكيف أحتال ؟ ومن لي ؟ وما أصنع ؟ ومن أين أطلب ؟ وأين أذهب ومن يعود على ؟ أخاف شماتة الاعداء، وأكره حزن الاصدقاء، فقد استجوذ الشيطان على إن لم تداركني منك برحمة تلقي بها في نفسي الغنى، وأقوى بها على أمر الاخرة والدنيا. فارضني يا مولاى بوعدك كي أوفي بعهدك، وأوسع على من رزقك، واجعلني من العاملين بطاعتك حتى ألقاك سيدي وأنا من المتقين. اللهم اغفر لي وأنت خير الغافرين، وارحمني وأنت خير الراحمين، واعف عني وأنت خير العافين، وارزقني وأنت خير الرازقين، وأفضل على وأنت خير المفضلين وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين، ولا تخزني يوم القيامة يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، يا ولي المؤمنين. اللهم إنه لا علم لي بموضع رزقي، وإنما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي فأجول في طلبه في البلدان، وأنا مما احاول طالب كالحيران، لا أدري في سهل أو في جبل أو في أرض أو في سماء أو في بحرا أو في بر وعلى يدى من هو ؟ ومن


 

[300]

قبل من ؟ وقد علمت أن علم ذلك كله عندك، وأن أسبابه بيدك، وأنت الذي تقسمه بلطفك وتسببه برحمتك فاجعل رزقك لي واسعا، ومطلبه سهلا، ومأخذه قريبا ولا تعنني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقا، فانك غني من عذابي، وأنا إلى رحمتك فقير فجد على بفضلك يا مولاى إنك ذو فضل عظيم. 18 - مهج: دعاء لمولانا ومقتدانا أمير المؤمنين عليه السلام يعلق على الانسان عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله أنه قال: من تعذر عليه رزقه، وتغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه، ثم كتب له هذا الكلام في رق ظبي أو قطعة من أدم وعلقه عليه، أو جعله في بعض ثيابه التي يلبسها فلم يفارقه، وسع الله رزقه وفتح عليه أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب. " اللهم لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد، ولا صبر له على البلاء، ولا قوة له على الفقر والفاقة، اللهم فصل على محمد وآل محمد، ولا تحظر على فلان بن فلان رزقك، ولا تقتر عليه سعة ما عندك، ولا تحرمه فضلك، ولا تحسمه من جزيل قسمك ولا تكله إلى خلقك ولا إلى نفسه، فيعجز عنها ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله، بل تنفرد بلم شعثه، وتولى كفايته، وانظر إليه في جميع اموره إنك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه، وإن أعطوه أعطوه قليلا نكدا وإن منعوه منعوه كثيرا، وإن بخلوا بخلوا وهم للبخل أهل. اللهم أغن فلان بن فلان من فضلك، ولا تخله منه، فانه مضطر إليك، فقير إلى ما في يدك، وأنت غني وأنت به خبير عليم، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا ومع يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب (1).

 

(1) مهج الدعوات: 157.

 

[301]

111 - (باب) * " الادعية للدين " * 1 - لى: النقاش، عن أحمد الهمداني، عن عبيد بن حمدون، عن حسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن الباقر، عن أبيه، عن جده عن على عليهم السلام قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله دينا كان علي، فقال: يا على قل: " اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك "، فلو كان عليك مثل صبير (1) دينا قضاه الله عنك، وصبير جبل باليمن ليس باليمن جبل أجل ولا أعظم منه (2). ما: الغضائري عن الصدوق مثله (3). 2 - مع: القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن علي دينا كثيرا ولي عيال، ولا أقدر على الحج فعلمني دعاء أدعو به، فقال: قل في دبر كل صلاة مكتوبة " اللهم صل على محمد وآل محمد، واقض عني دين الدنيا ودين الاخرة " فقلت له: أما دين الدنيا فقد عرفته، فما دين الاخرة ؟ فقال: دين الاخرة الحج (4). 3 - ضا: روي أنه شكا رجل إلى العالم عليه السلام دينا عليه، فقال له العالم عليه السلام: أكثر من الصلاة. وإذا كان لك دين على قوم، وقد تعسر عليك أخذه فقل " اللهم لحظة من

 

(1) قال الفيروز ابادى: الصبير: الجبل، وقال: الصبر ككتف: جبل مطل على تعز، وقال: تعز كتقل: قاعدة اليمن. (2) امالي الصدوق ص 233. (3) أمالى الطوسى ج 2 ص 45. (4) معاني الاخبار ص 175.

 

[302]

لحظاتك تيسر على غرمائي بها القضاء، وتيسر لي بها منهم الاقتضاء إنك على كل شئ قدير ". وإذا وقع عليك دين فقل " اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عن فضل من سواك " فانه نروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله لو كان عليك مثل صبير (1) دينا قضاه عنك، والصبير جبل باليمن يقال: لا يرى جبل أعظم منه. وروي: أكثر من الاستغفار، وارطب لسانك بقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر (2). 4 - شى: عن عبد الله بن سنان قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: ألا اعلمك شيئا إذا قلته قضى الله دينك، وأنعشك وأنعش حالك ؟ فقلت: ما أحوجني إلى ذلك، فعلمه هذا الدعاء، قل في دبر صلاة الفجر " توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا اللهم إني أعوذ بك من البؤس والفقر، ومن غلبة الدين والسقم، وأسألك أن تعينني على أداء حقك إليك وإلى الناس (3). 5 - مكا: عن الحسين بن خالد قال: لزمني دين ببغداد ثلاث مائة ألف، وكان لي دين أربعمائة ألف فلم يدعنى غرمائي أن أقتضى دينى واعطيهم، قال: وحضر الموسم، فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسن عليه السلام فلم أقدر، فكتبت إليه أصف له حالي، وما على وما لى، فكتب إلى في عرض كتابي، قل في دبر كل صلاة: " اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترحمني بلا إله

 

(1) في النسخ: مثل صيد، وهكذا فيما يأتي، وقد عرفت أنه صبير. (2) تراه في الكافي ج 2 ص 554. (3) تفسير العياشي ج 2 ص 320، ويقال: أنعشه الله: رفعه وسد فقره وأخصب حاله قيل وانكره ابن السكيت والجوهري، يعنى من باب الافعال وأن الصحيح من باب الثلاثي والتضعيف. (*)

 

[303]

إلا أنت اللهم إني أسئلك يا لا إله إلا أنت، بحق لا إله إلا أنت، أن ترضي عني بلا إله إلا أنت، اللهم إني أسئلك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن تغفر لى بلا إله إلا أنت ". أعد ذلك ثلاث مرات في دبر كل صلاة فريضة، فان حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى، قال الحسين: فأدمتها، فوالله ما مضت بي إلا أربعة أشهر حتى اقتضيت ديني وقضيت ما علي، وافتضلت مائة ألف درهم (1). 6 - كا: العدة، عن سهل، عن منصور بن العباس، عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى جعفر عليه السلام أني قد لزمني دين فادح، فكتب: أكثر من الاستغفار، ورطب لسانك بقراءة إنا أنزلناه (2). 112 (* باب *) * " (أدعية السفر) " * أقول: قد أرودنا عمدة الاداب والاعمال والادعية للسفر في عدة أبواب من كتاب الحج وفي كتاب العشرة، وكتاب الاداب والسنن، ولنذكر هنا أيضا نبذا منها تيمنا وتبركا بذلك إنشاء الله تعالى. 1 - مهج: دعاء علمه النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام حين وجهه إلى اليمن: " اللهم إني أتوجه إليك بلا ثقة مني بغيرك، ولا رجاء يأوي بي إلا إليك ولا قوة أتكل عليها، ولا حيلة ألجا إليها إلا طلب فضلك، والتعرض لرحمتك، والسكون إلى أحسن عادتك (3) وأنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا مما احب وأكره فانما أوقعت على فيه قدرتك فمحمود فيه بلاؤك، متضح فيه قضاؤك وأنت تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب.

 

(1) مكارم الاخلاق ص 399. (2) الكافي ج 5 ص 317. (3) عداتك خ ل.

 

[304]

اللهم فاصرف عنى مقادير كل بلاء، ومقاصر كل لاواء، وابسط على كنفا من رحمتك، وسعة من فضلك، ولطفا من عفوك، حتى لا احب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت وذلك معما أسألك أن تخلفنى في أهلي وولدي وصروف حزانتى بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة، وستر كل سيئة، وحط كل معصية، وكفاية كل مكروه وارزقني على ذلك شكرك وذكرك وحسن عبادتك، والرضا بقضائك، يا ولي المؤمنين. واجعلني وولدي وما خولتني ورزقتني من المؤمنين والمؤمنات في حماك الذي لا يستباح، وذمتك التي لا تخفر، وجوارك الذي لا يرام، وأمانك الذي لا ينقض، وسترك الذي لا يهتك، فانه من كان في حماك وذمتك وجوارك وأمانك و سترك كان آمنا محفوظا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أقول: قال محمد بن المشهدي في مزاره: روي عن مولانا أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد أمير المؤمنين عليه السلام الخروج إلى اليمن قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي صل ركعتين وأقبل إلي حتى اعلمك دعاء يجمع الله به لك خير الدنيا والاخرة قال مولاي صلوات الله عليه: فصليت وأقبلت إليه، فقال لي عليه السلام: قل: " اللهم إنى أتوجه إليك " وساق الدعاء كما مر وزاد في آخره وصلى الله على سيدنا محمد وآله. 113 * (باب) * * " (أدعية الخروج من الدار) " * أقول: وقد أوردت أكثر تلك الادعية والاداب في كتاب الاداب والسنن وكتاب العشرة وغيرهما، ولنذكر هنا أيضا نبذا يسيرا منها. 1 - كتاب زيد الزراد: قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام قد خرج من منزله فوقف على عتبة باب داره، فلما نظر إلى السماء رفع رأسه وحرك أصبعه السبابة


 

[305]

يديرها ويتكلم بكلام خفي لم أسمعه، فسألته فقال: نعم يا زيد، إذا أنت نظرت إلى السماء فقل: " يا من جعل السماء سقفا مرفوعا، يا من رفع السماء بغير عمد، يا من سد الهواء بالسماء، يا منزل البركات من السماء إلى الارض، يا من في السماء ملكه وعرشه، وفي الارض سلطانه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من هو بالافق المبين، يا من زين السماء بالمصابيح وجعلها رجوما للشياطين، صل على محمد وعلى آل محمد واجعل فكري في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، ولا تجعلني من الغافلين، وأنزل على بركات من السماء، وافتح لي الباب الذي إليك يصعد منه صالح عملي حتى يكون ذلك إليك واصلا، وقبيح عملي فاغفره، واجعله هباء منثورا متلاشيا، وافتح لي باب الروح والفرج والرحمة، وانشر على بركاتك وكفلين من رحمتك فآتني، وأغلق عني الباب الذي تنزل منه نقمتك وسخطك وعذابك الادنى وعذابك الاكبر، إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار.... " إلى آخر الاية. ثم تقول: اللهم عافني من شر ما ينزل من السماء إلى الارض، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الارض وما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرقني بخير، اطرقني برحمة منك تعمني وتعم داري و أهلي وولدي وأهل حزانتي [ولا تطرقني ظ] ببلاء يغصنى بريقي ويشغلني عن رقادي فان رحمتك سبقت غضبك، وعافيتك سبقت بلاءك ". وتقرأ حول نفسك وولدك آية الكرسي، وأنا ضامن لك أن تعافى من كل طارق سوء، ومن كل أنواع البلاء. 2 - كتاب زيد الزراد: قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق بصدقة، وليقل " اللهم أظلنى من تحت كنفك وهب لى السلامة في وجهي هذا ابتغاء السلامة، والعافية والمغفرة وصرف أنواع البلاء، اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا، وحجابا وسترا ومانعا وحاجزا من كل مكروه ومحذور


 

[306]

وجميع أنواع البلاء، إنك وهاب جواد ماجد كريم ". فانك إذا فعلت ذلك وقلته، لم تزل في ظل صدقتك، ما نزل بلاء من السماء إلا ودفعه عنك، ولا استقبلك بلاء في وجهك إلا وصدمه عنك، ولا أرادك من هوام الارض شئ من تحتك ولا عن يمينك ولا عن يسارك إلا وقمعته الصدقة. 114 * (باب) * * (في أدعية السر المروية عن النبي صلى الله عليه وآله) * * (عن الله تعالى، وهى من جملة الاحاديث القدسية) * * (وفيها أدعية لكثير من المطالب أيضا) * 1 - لد: أدعية السر، رواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله سر لا يعلمه إلا قليل، قلما عثر (1) عليه، وكان يقول وأنا أقول لعنة الله وملائكته وأنبيائه ورسله، وصالح خلقه على مفشي سر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى غير ثقة، فاكتموا سر رسول الله صلى الله عليه وآله فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي إني والله ما احدثك إلا ما سمعته اذناي، ووعاه قلبي، ونظره بصري، إن لم يكن من الله فمن رسوله، يعني جبرئيل عليه السلام فاياك يا علي أن تضيع سري هذا فاني قد دعوت الله تعالى أن يذيق من أضاع سري هذا جراثيم جهنم. اعلم أن كثيرا من الناس وإن قل تعبدهم إذا علموا ما أقول لك، كانوا في أشد العبادة، وأفضل الاجتهاد، ولو لا طغاة هذه الامة، لبثثت هذا السر، ولكن ؟ ؟ علمت أن الدين إذا يضيع، وأحببت أن لا ينتهي ذلك إلا إلى ثقة. إني لما اسري بي إلى السماء، فانتهيت إلى السماء السابعة، فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور (2) القدور.

 

(1) فلما عثر عليه كان خ. (2) كما يفور القدر خ ل.

 

[307]

فلما أردت الانصراف اقعدت عند تلك الفرجة، ثم نوديت يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: أنت أكرم خلقه عليه، وعنده علم قدزواه عن جميع الانبياء، وجميع اممهم غيرك وغير امتك، لمن ارتضيت لله منهم أن ينشروه لمن بعدهم، لمن ارتضوا لله منهم أنه لا يضرهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله، ولا مخافة ما يأتي من بعده، ولذلك امرت بكتمانه، لئلا يقول العالمون: حسبنا هذا من الطاعة. يا محمد قل لمن عمل كبيرة من امتك فأراد محوها، والطهارة منها، فليطهر لي بدنه وثيابه، ثم ليخرج إلى برية أرضي، فليستقبل وجهي، يعني القبلة حيث لا يراه أحد ثم ليرفع يديه إلى فانه ليس بيني وبينه حائل، وليقل: " يا واسعا بحسن عائدته، ويا ملبسنا (1) فضل رحمته، ويا مهيبا لشدة سلطانه ويا راحما بكل مكان ضريرا أصابه الضر فخرج إليك، مستغيثا بك آئبا إليك هائبا لك، يقول عملت سوءا وظلمت نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير (2) بك في خروجي من النار، وبعز جلالك تجاوزت تجاوز (3) يا كريم. وباسمك الذي تسميت به، وجعلته في كل عظمتك ومع كل قدرتك، وفي كل سلطانك، وصيرته في قبضتك، ونورته بكتابك، وألبسته وقارا منك، يا الله يا الله أطلب إليك [أن تصلي على محمد وآل محمد و] أن تمحو عني ما أتيتك به (4) وانزع بدني عن مثله، فاني بك لا إله إلا أنت أعتصم وباسمك الذي فيه تفصيل الامور كلها مؤمن، هذا اعترافي لك فلا تخذلني، وهب لي عافية وانجني (5) من الذنب العظيم هلكت (6) فتلافني بحق حقوقك كلها يا كريم ". فانه إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلصته من كبيرته تلك، حتى أغفرها

 

يا ملبسا خ ل. (2) استجرت بك خ ل. (3) فتجاوز خ ل. (4) أتيت بيدى خ ل. (5) نجنى خ ل. (6) الذى هلكت فيه خ ل.

 

[308]

له، واطهره الابد منها لاني قد علمتك أسماء اجيب بها الداعي. يا محمد ومن كثرت ذنوبه من امتك فيما دون الكبائر حتى يشهر بكثرتها ويمقت على اتباعها، فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل افول الشفق، ولينصب وجهه إلي وليقل: " يا رب يا رب فلان بن فلان عبدك شديد حياؤه منك لتعرضه (1) لرحمتك لاصراره على ما نهيت عنه من الذنب العظيم يا عظيم إن عظيم ما أتيت به لا يعلمه غيرك، قد شمت في فيه القريب والبعيد، وأسلمني فيه العدو والحبيب، وألقيت بيدي إليك طمعا لامر واحد، وطمعي ذلك في رحمتك فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة وتلافني بالمغفرة والعصمة من الذنوب (2) إني إليك متضرع. أسئلك باسمك الذي يرسل (3) أقدام حملة عرشك ذكره، وترعد لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم (4). إني أسئلك بعز ذلك الاسم الذي ملا كل شئ دونك إلا رحمتني [يا رب] باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك بكذا وكذا - ويسمي الامر الذي أتى به - فاغفر لي تبعته، وعافني من إشاعته (5) بعد مقامي هذا يا رحيم ". فانه إذا قال ذلك بدلت ذنوبه إحسانا، ورفعت دعاءه مستجابا، وغلبت له هواه. يا محمد ومن كان كافرا وأراد التوبة والايمان فليطهر لي بدنه وثيابه، ثم ليستقبل قبلتي، وليضع حر جبينه لي بالسجود، فانه ليس بينى وبينه حائل، وليقل: " يا من تغشى لباس النور الساطع الذي استضاء به أهل سماواته [وأرضه] ويا من خزن رؤيته عن كل من هو دونه وكذلك ينبغي لوجهه الذي عنت وجوه

 

(1) ومن تعرضه خ ل. (2) من الذنب خ ل. (3) يزيل خ ل. (4) تخوم الارضين خ ل. (5) اتباعه خ ل. (6) ولذلك خ ل.

 

[309]

الملائكة المقربين له إن الذي كنت لك فيه من عظمتك جاحدا أشد (1) من كل نفاق، فاغفر لي جحودي فاني أتيتك تائبا، وها أنا ذا أعترف لك على نفسي بالفرية عليك، فإذ أمهلت (2) لي في الكفر (3)، ثم خلصتني منه، فطوقني حب الايمان الذي أطلبه منك، بحق مالك من الاسماء التي منعت من دونك (4) علمها لعظم شأنها، وشدة (2) جلالها، وبالاسم الواحد الذي لا يبلغ أحد صفة كنهه، وبحقها كلها أجرني أن أعود إلى الكفر بك (6) سبحانك لا إله إلا أنت غفرانك إني من الظالمين ". فانه إذا قال ذلك، لم يرفع رأسه إلا عن رضى مني وهذا له قبول. يا محمد ومن كثرت همومه من امتك فليدعني سرا، وليقل: " يا جالي الاحزان، ويا موسع الضيق، ويا أولى بخلقه من أنفسهم، ويا فاطر تلك (7) النفوس، وملهمها فجورها، وتقويها (8) نزل بي يا فارج (9) الهم هم ضقت به ذرها وصدرا، حتى خشيت أن أكون غرض فتنة يا الله وبذكرك تطمئن القلوب يا مقلب القلوب [والابصار] قلب قلبي من الهموم إلى الروح والدعة، ولا تشغلني عن ذكرك بتركك ما بى من الهموم، إنى إليك متضرع. أسئلك باسمك الذي لا يوصف إلا بالمعنى لكتمانك (10) هو في غيوبك ذات النور أجل (11) بحقه أحزاني، واشرح صدري بكشوط ما بى من الهم (12)

 

(1) أشر خ ل. (2) أمهلتني خ ل. (3) بالكفر خ ل. (4) من - بالفتح والكسر. (5) وشهرة جلالها خ ل. (6) إلى الكفور والرياء والفجور خ ل. (7) تلك الانفس أنفسنا ل خ. (8) والتقوى خ ل. (9) يا مفرج خ ل. (10) لكتمانه خ ل لكتمانكه خ ل. (11) اجلا خ ل. (12) من الهموم خ ل.

 

[310]

يا كريم ". فانه إذا قال ذلك توليته، فجلوت همومه، فلن تعود إليه أبدا. يا محمد ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحب العافية منها فلينزل بى فيها، وليقل: " يا محل كنوز أهل الغنى ويا مغنى أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز بالعائدة إليهم (1) والنظر لهم، يا الله لا يسمى غيرك إلها إنما الالهة كلها معبودة دونك بالفرية والكذب لا إله إلا أنت يا ساد الفقر ويا جابر [الكسر، ويا كاشف] الضر ويا عالم السرائر [صلى على محمد وآله و] ارحم هربي إليك من فقري، أسئلك باسمك الحال في غناك، الذي لا يفتقر ذاكره أبدا أن تعيذني من لزوم فقر أنسى به الدين أو بسوء (2) غنى أفتتن به عن الطاعة، بحق نور أسمائك كلها أطلب إليك من رزقك كفافا للدنيا تعصم به الدين، لا أجد لي غيرك (3) مقادير الارزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها بما تنزع به ما نزل بي من الفقر يا غني " [يا مجيب]. فانه إذا قال ذلك نزعت الفقر من قبله، وغشيته الغنى، وجعلته من أهل القناعة. يا محمد ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحب فرجها، فلينزلها بي، وليقل: يا ممتنا على أهل البصر بتطويقكهم بالدعة التي أدخلتها عليهم بطاعتك لا حول ولا قوة إلا بك، فدحتني (4) مصيبة قد فتنتني، وأعيتني، المسالك للخروج (5) منها، واضطرني إليك الطمع فيها، مع حسن الرجاء لك فيها، فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضري، ورجوتك لدعائي، قد هلكت فأغثني، واجبر مصيبتي بجلاء كربها، وإدخالك الصبر على فيها، فانك إن خليت بيني وبين

 

(1) عليهم خ ل. (2) بسوط خ ل بسط خ ل. (3) لا أحد لى غيرك خ. (4) قد حتنى خ ل. (5) للروح خ ل.

 

[311]

ما أنا فيه هلكت، فلا صبر لي يا ذا الاسم الجامع [الذي] فيه عظيم الشؤون كلها بحقك وأغثني بتفريج مصيبتي عني يا كريم ". فانه إذا قال ذلك ألهمته الصبر، وطوقته الشكر، وفرجت عنه مصيبته بجبرانها. يا محمد ومن خاف شيئا دوني من كيد الاعداء واللصوص فليقل في المكان الذي يخاف فيه: " يا آخذا بنواصي خلقه، والسافع بها إلى قدره، والمنفذ فيها حكمه، و خالقها وجاعل قضائه (1) لها غالبا وكلهم ضعيف عند غلبته، وثقت بك يا سيدي عند قوتهم إني مكيود لضعفي (2) ولقوتك (3) على من كادني تعرضت لك، فسلمني منهم اللهم فان حلت بينهم وبيني فذلك أرجوه منك، وإن أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمك يا خير المنعمين، صل على محمد وآل محمد ولا تجعل تغيير نعمتك على يد أحد سواك، ولا تغيرها أنت بي، فقد ترى الذي يراد بي، فحل بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب الدعاء، يا الله يا رب العالمين ". فانه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه وحفظته. يا محمد ومن خاف شيئا مما في الارض من سبع أوهامة فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه: " يا ذارئ ما في الارض كلها بعلمه، بعلمك يكون ما يكون مما ذرأت لك السلطان على ما ذرأت، ولك السلطان القاهر على كل شئ [من] دونك، يا عزيز يا منيع إني أعوذ بقدرتك على كل شئ من كل شئ يضر من سبع أوهامة أو عارض من سائر الدواب يا خالقها بفطرته [صل على محمد وآل محمد و] ادرأها عني واحجزها ولا تسلطها علي، وعافني من شرها وبأسها يا الله ذا العلم العظيم احفظني (4) بحفظك

 

(1) قضائها خ ل. (2) إلى ضعفى خ ل. (3) ولقدرتك خ ل. (4) حطنى خ ل.

 

[312]

من مخاوفي يا رحيم ". فانه إذا قال ذلك، لم تضره دواب الارض التي ترى والتي لا ترى. يا محمد ومن خاف مما في الارض جانا أو شيطانا فليقل حين يدخله الروع: " يا الله الاله الاكبر القاهر بقدرته جميع عباده، والمطاع لعظمته عند كل خليقته، والممضى مشيته لسابق قدره (1) أنت تكلاء ما خلقت بالليل والنهار، ولا يمتنع من أردت به سوءا بشئ دونك من ذلك السوء، ولا يحول أحد دونك بين أحد وما تريد به من الخير، كل ما يرى ولا يرى في قبضتك، وجعلت قبائل الجن والشياطين يروننا ولا نراهم، وأنا لكيدهم خائف (2) فآمني من شرهم وبأسهم بحق سلطانك العزيز، يا عزيز ". فانه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجن والشياطين سوء أبدا. يا محمد ومن خاف سلطانا أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه: " يا ممكن هذا مما في يديه ومسلطه على كل من دونه، ومعرضه في ذلك لامتحان دينه على كل من دونه، إنه يسطو بمرحه فيما آتيته من الملك ويجور فينا ويتجبر بافتخاره (3) بالذي ابتليته به من التعظيم عند عبادك، أسئلك أن تسلبه ما هو فيه أنت بقوة لا امتناع له منها عند إرادتك (4) فيها إني أمتنع من شر هذا بخيرك، وأعوذ من قوته بقدرتك اللهم [صل على محمد وآله و] ادفعه عني وآمني من حذاري منه بحق وجهك وعظمتك يا عظيم ". [يا محمد] وليقل إذا أراد طلب حاجة إليه: " يا محمد هو أولى بهذا من نفسه، ويا أقرب إليه من قلبه، ويا أعلم به من غيره، ويا رازقه مما هو في يديه مما أحتاج إليه، إليك أطلب، وبك أتشفع لنجاح

 

(1) قدرته خ ل. (2) صل على محمد وآل محمد وآمنى خ ل. (3) فتجازيه بالذى خ ل. (4) عند مرادته منها خ ل.

 

[313]

حاجتي، فخذ لي حين اكلمه بقلبه، فأغلبه لي، حتى أبتز منه حوائجي كلها بلا امتناع منه ولا من ولا رد ولا فظاظة، يا حيا في غني لا تموت ولا تبلي أمت قلبه عن ردى بلا قضاء الحاجة، واقض (1) لي طلبتي في الذي قبله وخذه لي في ذلك أخذ عزيز مقتدر، بحق قدرتك (2) التي غلبت بها العالمين " (3). فانه إذا قال ذلك قضيت حاجته ولو كانت في نفس المطلوب إليه. يا محمد ومن هم بأمرين فأحب أن أختار أرضاهما إلى فالزمه إياه فليقل حين يريد ذلك: " اللهم اختر لي بعلمك، ووفقني بعلمك لرضاك ومحبتك، اللهم اختر لى (4) بقدرتك، وجنبني بعزتك [وقدرتك من] مقتك، وسخطك، اللهم اختر لى فيما اريد من هذين الامرين - وتسميهما - أحبهما إليك، وأرضاهما لك، وأقربهما منك، اللهم إني أسئلك بالقدرة التي زويت بها علم الاشياء عن جميع خلقك، أن تصلي على محمد وآل محمد واغلب (5) بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذك، واسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضى ولى صلاحا فيما أستخيرك فيه، حتى تلزمني من ذلك أمرا أرضى فيه بحكمك، وأتكل فيه على قضائك، وأكتفى فيه بقدرتك ولا تقلبني (6) وهواى لهواك مخالف، ولا ما اريد لما تريد لى مجانب، اغلب بقدرتك التى تقضى بها ما أحببت بهواك هواي، ويسرني لليسرى التى ترضى بها عن صاحبها ولا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التى وسعت كل شئ اللهم أوقع خيرتك في قلبى، وافتح قلبى للزومها يا كريم آمين ". فانه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والاجل.

 

(1) وامض خ ل. (2) وأنجح طلبتي لديه بقدرتك عليه خ ل. (3) للغالبين خ ل. (4) خر لى خ ل. (5) وأن تغلبني خ ل. (6) ولا تغلبني خ ل.

 

[314]

يا محمد ومن أصابه معاريض بلاء من مرض فلينزل بى فيه، وليقل. " يا مصح (1) أبدان ملائكته ويا مفرغ تلك الابدان لطاعته، ويا خالق الادميين صحيحا ومبتلى، ويا معرض أهل السقم وأهل الصحة للاجر والبلية ويا مداوي المرضى وشافيهم [ويا مصح أهل السقم بالباسهم عافيته] بطبه، ويا مفرج عن أهل البلاء بلاياهم بجليل (2) رحمته، قد نزل بى من الامر ما رفضنى فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد وما شمت بى فيه أعدائي حتى صرت مذكورا ببلائي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الارض لقلة علمهم بدواء دائي، وطب دوائي في علمك عندك مثبت، صل على محمد وآل محمد، وانفعني بطبك فلا طبيب أرجى عندي منك ولا حميم أشد تعطفا منك علي، قد غيرت بليتك نعمك علي، فحول ذلك عني إلى الفرج والرخاء، فانك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبك، وداوني بدوائك يا رحيم ". فانه إذا قال ذلك صرفت عنه ضره وعافيته منه. يا محمد ومن نزل به القحط من امتك فاني إنم اأبتلى بالقحط أهل الذنوب فليجأروا إلى جميعا وليجأر إلي جائرهم، وليقل: " يا معيننا على ديننا باحيائه أنفسنا بالذي نشر علينا من رزقه، نزل بنا أمر عظيم لا يقدر على تفريجه عنا غير منزله، يا منزله عجز العباد عن فرجه، فقد أشرفت الابدان على الهلاك وإذا هلكت الابدان هلك الدين، يا ديان العباد ومدبر امورهم بتقدير أرزاقهم لا تحولن [بشئ] بيننا وبين رزقك، وهنئنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك متعرضين، قد اصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا (3) فارحمنا بمن جعلته أهلا لذلك حين تسأل به يا رحيم لا تحبس عن أهل الارض ما في السماء وانشر علينا رحمتك، وابسط علينا كنفك، وعد علينا بقبولك، وعافنا من الفتنة في الدين والدنيا، وشماتة القوم الكافرين، يا ذا النفع والضر إنك إن أنجيتنا فبلا

 

(1) يا مصحح خ ل. (2) بتحليل خ ل. (3) فصل على محمد وآل محمد وارحمنا خ ل.

 

[315]

تقديم منا لاعمال حسنة، ولكن لاتمام ما بنا من الرحمة [والنعمة] وإن رددتنا فبلا ظلم [منك] لنا ولكن بجنايتنا فاعف عنا قبل انصرافنا وأقلبنا بانجاح الحاجة يا عظيم ". فانه إن لم يرد مما أمرتك أحدا غيري حولت لاهل تلك البلدة بالشدة رخاء، وبالخوف أمنا، وبالعسر يسرا، وذلك لانى قد علمتك دعاء عظيما. يا محمد ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحب أن ادويه سالما مع قضائي له الحاجة، فليقل حين يخرج من بيته: " بسم الله مخرجي، وباذنه خرجت، وقد علم قبل أن أخرج خروجي، وقد أحصى علمه (1) ما في مخرجي ومرجعي (2) توكلت على الاله الاكبر توكل مفوض إليه أمره ومستعين به على شؤنه، مستزيد من فضله، مبرئ نفسه من كل حول، ومن كل قوة إلا به، خروج ضرير (3) خرج بضره إلى من يكشفه، وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، وخروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها وخروج من ربه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل امنيته، الله ثقتي في جميع اموري كلها به فيها جميعا أستعين، ولا شئ إلا ما شاء الله في علمه أسئل الله خير المخرج والمدخل لا إله إلا هو إليه المصير ". فانه إذا قال ذلك وجهت له في مدخله ومخرجه السرور، وأديته سالما. يا محمد ومن أراد من أمتك ألا يحول بين دعائه وبيني حائل، وأن اجيبه لاي أمر شاء، عظيما كان أو صغيرا في السر والعلانية، إلي أو إلى غيري، فليقل آخر دعائه: " يا الله المانع بقدرته خلقه، والمالك بها سلطانه، والمتسلط بما في يديه (4) كل مرجو دونك يخيب رجاء راجيه، وراجيك مسرور لا يخيب أسئلك بكل رضى لك من كل شئ أنت فيه، وبكل شئ تحب أن تذكر به وبك يا الله فليس يعدلك

 

(1) بعلمه خ ل. (2) رجعتي خ ل. (3) ضعيف خ ل. (4) والممسك بها ما في يديه خ ل.

 

[316]

شئ أن تصلي على محمد وآله وأن تحوطني ووالدي وولدي وإخوانى وأخواتي ومالي بحفظك وأن تقضى حاجتى في كذاوكذا ". فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول من مكانه. يا محمد ومن أراد طلب شئ من الخير الذي يتقرب به العباد إلى وأن أفتح له كائنا ما كان، فليقل حين يريد ذلك: " يا دالنا على المنافع لانفسنا من لزوم طاعته، ويا هادينا لعبادته التى جعلها سبيلا إلى درك رضاه، إنما يفتح الخير وليه يا ولى الخير قد أردت منك كذا و كذا - ويسمي ذلك الامر - ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحا ولا ناهج طريق واضح ولا تهيئة سبب تيسر (1) أعيتنى فيه جميع اموري كلها في الموارد والمصادر، وأنت ولى الفتح لى بذلك، لانك دللتني عليه فلا تحظره عنى ولا تجبهنى عنه برد، فليس يقدر عليه أحد غيرك، وليس عند أحد إلا عندك، أسئلك بمفاتح غيوبك كلها، وجلال علمك كله، وعظيم شئونك كلها، إقرار عينى وإفراح قلبى وتهنيتك إياي [باسباغ] نعمك على بتيسير قضاء حوائجى ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضية، لا تقلبني بحقك عن اعتمادي لك إلا بها، فانك أنت الفتاح بالخيرات (2) وأنت على كل شئ قدير، فيا فتاح يا مدبر [صل على محمد وآل محمد و] هيئ لى تيسير سببها وسهل على باب طريقها وافتح لى من غناك باب مدخلها (3) ولينفعنى جاري (4) بك فيها يا رحيم ". فانه إذا قال ذلك فتحت له باب الخير برضاي عنه وجعلته لي وليا. يا محمد ومن أراد من امتك أن اعافيه من الغل والحسد والرياء والفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر: " يا مطفئ الانوار بنوره، ويا مانع الابصار من رؤيته، ويا محير القلوب

 

(1) يسير خ ل. (2) ذو الخيرات خ ل. (3) مدخل بابها خ ل. (4) استغاثتى خ ل.

 

[317]

في شأنه، إنك طاهر مطهر، يطهر بطهرك (1) من طهرته بها، وليس من دونك أحد أحوج إلى تطهيرك إياه منى لدينى وبدني وقلبي فأية حال كنت فيها مجانبا لك في الطاعة والهوى (2) فالزمني وإن كرهت حب طاعتك، بحق محل جلالك منك حتى أنال فضيلة الطهرة منك لجميع شئوني، رب [صل على محمد و آل محمد] واجعل ما طهر من طهرتك على بدني طهرة خير حتى تطهر به مني ما اكن في صدري واخفيه في نفسي، واجعلني على ذلك أحببت أم كرهت واجعل محبتى تابعة لمحبتك، واشغلني بنفسي عن كل من دونك شغلا يدوم فيه العمل بطاعتك، واشغل غيري عني للمعافاة من نفسي ومن جميع المخلوقين ". فانه إذا قال ذلك ألزمته حب أوليائي، وبغض أعدائي، وكفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين. يا محمد ومن كانت له حاجة سرا بالغة ما بلغت إلى أو إلى غيري، فليدعني في جوف الليل خاليا، وليقل وهو على طهر: " يا الله ما أجد أحدا إلا وأنت رجاؤه، ومن أرجى خلقك لك أنا يا الله وليس شئ من خلقك إلا وهو واثق، ومن أوثق خلقك بك أنا يا الله، وليس أحد من خلقك إلا وهو لك في حاجته معتمد وفي طلبته، سائل ومن ألحفهم سؤالا لك أنا ومن أشدهم اعتمادا لك أنا لاني أمسيت شديدا ثقتي في طلبتي إليك وهي كذا وكذا - وسمها - فانك إن قضيتها قضيت، وإن لم تقضها لم تقض أبدا (3) وقد لزمني من الامر ما لا بد لي منها (4) فلذلك طلبت إليك يا منفذ أحكامه بامضائها [صل على محمد وآل محمد و] امض قضاء حاجتى هذه باثباتكما في غيوب الاجابة حتى تقلبني بها منجحا حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك وامنن على بامضائها وتيسيرها (5) ونجاحها فيسرها لي فاني مضطر إلى قضائها و

 

(1) بطهرك تطهر خ ل. (2) والهدى خ ل. (3) فلا تقضى خ ل. (4) منه خ ل. (5) واكفنى مؤنة تردادها خ ل.

 

[318]

قد علمت ذلك فاكشف ما بى من الضر بحقك الذي تقضي به ما تريد ". فانه إذا قال ذلك قضيت حاجته، قبل أن يزول، فليطب بذلك نفسه. يا محمد إن لي علما أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي، وأغلب له هواه إلى محبتي فمن أراد ذلك فليقل: " يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه ويا قاصر [ا] أفئدة العباد لامضاء القضاء بنفاذ القدر (1) ثبت قلبي على طاعتك ومعرفتك وربوبيتك وأثبت في قضائك وقدرك البركة في نفسي وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني بالحفظ الذي جعلت (2) من حفظته به محفوظا و صير شئوني كلها بمشيتك في الطاعة لك مني مؤاتية، حبب إلى حب ما تحب من محبتك إلى في الدين والدنيا، وأحيني على ذلك في الدنيا وتوفني عليه، و اجعلني من أهله على كل حال أحببت أم كرهت يا رحيم ". فانه إذا قال ذلك لم اره في دينه فتنه ولم اكره إليه إطاعتي ومرضاتي أبدا. يا محمد ومن أحب من امتك رحمتي وبركاتي ورضواني وتعطفي وقبولي وولايتي وإجابتي فليقل حين تزول الشمس أو يزول الليل: " اللهم ربنا لك الحمد كله جملته وتفصيله كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم لهم، اللهم ربنا لك الحمد حمدا كما يحمدك (3) من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك، اللهم ربنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك وقضيت به علي عبادك، حمدا مرغوبا فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك، ومرهوبا عند أهل العزة بك لسطواتك، ومشهودا (4) عند أهل الانعام منك لانعامك، سبحانك متكبرا في منزلة تذبذبت أبصار الناظرين، وتحيرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها

 

(1) اثبت لى من قضائك وقدرك وازالتك وقصرك عملي وبدنى واهلى خ ل. (2) حفظت خ ل. (3) حمدك خ ل. (4) مشكورا خ ل.

 

[319]

تباركت في منازلك العلى كلها، وتقدست في الالاء التي أنت فيها أهل الكبرياء لا إله إلا أنت الكبير الاكبر، للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء، فلا تفنى ولا نبقى وأنت العالم بنا ونحن أهل العزة بك والغفلة عن شأنك، وأنت الذي لا تغفل بسنة ولا نوم، بحقك يا سيدي أجرني من تحويل ما أنعمت على به في الدين والدنيا في أيام الدنيا يا كريم ". فانه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين. يا محمد ومن أراد من امتك حفظى وكلائتى ومعونتي فليقل عند صباحه و مسائه ونومه. " آمنت بربي، وهو الله الذي لا إله إلا هو (1) إله كل شئ ومنتهى كل علم ووارثه، ورب كل رب، واشهد الله على نفسي بالعبودية والذل والصغار وأعترف بحسن صنائع الله إلي وأبوء على نفسي بقلة الشكر، وأسئل الله في يومي هذا [أ] وفي ليلتى هذه بحق ما يراه له حقا على ما يراه مني له رضى (2) وإيمانا وإخلاصا ورزقا واسعا ويقينا خالصا بلا شك ولا ارتياب، حسبي إلهى من كل من هو دونه، والله وكيلي من كل من سواه، آمنت بسر علم الله كله وعلانيته، وأعوذ بما في علم الله كله من كل سوء ومن كل شر، سبحان العالم بما خلق اللطيف فيه، المحصى له، القادر عليه، ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله وإليه المصير ". فانه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي جهة، وعطفت عليه قلوبهم، وجعلته في دينه محفوظا. يا محمد إن السحر لم يزل قديما وليس يضر شيئا إلا باذني، فمن أحب أن يكون من أهل عافيتي من السحر فليقل: اللهم رب موسى وخاصه بكلامه، وهازم من كاده بسحره بعصاه، و

 

(1) اله كل اله واله كل شئ خ ل. (2) رضا ايمان واخلاص واتقان واتقان بلا شك خ ل.

 

[320]

معيدها بعد العود ثعبانا، وملقفها إفك أهل الافك، ومفسد عمل الساحرين ومبطل كيد أهل الفساد، من كادني بسحر أو بضر (1) عامدا أو غير عامد، أعلمه أو لا أعلمه وأخافه أو لا أخافه فاقطع من أسباب السماوات عمله حتى ترجعه عني غير نافذ ولا ضار (2) لي، ولا شامت بي إني أدرء بعظمتك في نحور الاعداء، فكن لي منهم مدافعا أحسن مدافعة وأتمها يا كريم ". فانه إذا قال ذلك لم يضره سحر ساحر جني ولا إنسى أبدا. يا محمد ومن أراد من امتك تقبل الفرائض والنوافل منه، فليقل خلف كل فريضة أو تطوع: " يا شارعا لملائكته الدين القيم (3) دينا راضيا به منهم لنفسه، ويا خالقا من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه، ويا مستخصا من خلقه لدينه رسلا إلى من دونهم، ويا مجازى أهل الدين بما عملوا في الدين، اجعلني بحق اسمك الذي كل شئ من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثر به بالزامكهم حقه (4) وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك فيه إليك لا تجعل بحق اسمك الذي فيه تفصيل الامور كلها شيئا سوى دينك عندي أبين فضلا ولا إلى أشد تحببا ولا بى لاصقا ولا أنا إليه منقطعا واغلب بالى وهواي وسريرتي وعلانيتي، واسفع بناصيتى إلى كل ما تراه لك مني رضي من طاعتك في الدين ". فانه إذا قال ذلك تقبلت منه النوافل والفرائض، وعصمته فيها من العجب وحببت إليه طاعتي وذكري. يا محمد من ملاه هم دين من امتك فلينزل بي وليقل: " يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل الغنى، وجازيهم بالصبر في الذي ابتليتهم به، ويا مزين حب المال عند عباده، وملهم الانفس الشح والسخاء، ويا فاطر الخلق على الفظاظة واللين، غمني دين فلان بن فلان، وفضحنى بمنه على به، و

 

(1) بضير خ ل. (2) ضائر خ ل. (3) دين القيمة خ ل. (4) حبه خ ل.

 

[321]

أعيانى باب طلبته إلا منك، يا خير مطلوب إليه الحوائج يا مفرج الاهاويل فرج همى وأهاويلي في الذي لزمني من دين فلان بتيسير كه لي من رزقك، فاقضه يا قدير ولا تهنى بتأخر (1) أدائه ولا بتضييقه على، ويسر لي أداءه فاني به مسترق فافكك رقي (2) من سعتك التى لا تبيد ولا تغيض أبدا ". فانه إذا قال ذلك صرفت عنه صاحب الدين وأديته إليه عنه. يا محمد ومن أصابه ترويع فأحب أن اتم عليه النعمة، واهنئه الكرامة وأجعله وجيها عندي، فليقل: " يا حاشي العز قلوب أهل التقوى ويا متوليهم بحسن سرائرهم، ويا مؤمنهم بحسن تعبدهم، أسئلك بكل ما قد أبرمته إحصاء من كل شئ قد أتقنته علما أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطمأنينة والايمان، وأن توليني من قبولك ما تبلغني به شدة الرغبة في طاعتك حتى لا ابالي أحدا سواك، ولا أخاف شيئا من دونك يا رحيم ". فانه إذا قال ذلك آمنته من روايع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه. يا محمد قل للذين يريدون التقرب إلى: اعلموا علم يقين أن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقربون به إلى بعد الفرائض، وذلك أن تقول: " اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت أحسن إليه صنيعا مني، ولا له أدوم كرامة، ولا عليه أبين فضلاء، ولا به أشد ترفقا، ولا عليه أشد حياطة (3) ولا عليه أشد تعطفا منك على، وإن كان جميع المخلوقين يعد دون من ذلك مثل تعديدى فاشهد يا كافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك على، وقلة شكرى لك فيها، يا فاعل كل إرادته. صل على محمد وآله و طوقني أمانا من حلول السخط فيه لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة (4)

 

(1) بتأخير خ ل. (2) رقبتي خ ل وفى بعض النسخ رزقي، وكانه تصحيف. (3) حيطة خ ل. (4) زيادة النعمة خ ل.

 

[322]

بسعة المغفرة (1) أنظرني خيرك وصل على محمد وآله ولا تقايسني بسريرتي وامتحن قلبي لرضاك واجعل ما تقربت به إليك في دينك لك خالصا ولا تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رئاء (2) أو كبر يا كريم ". فانه إذا قال ذلك أحبه أهل سماواتي وسموه الشكور. يا محمد ومن أراد من امتك ألا يكون لاحد عليه سلطان بكفايتي إياه الشرور فليقل: " يا قابضا على الملك لما دونه ومانعا من دونه نيل شئ من ملكه يا مغني (3) أهل التقوى باماطته الاذى في جميع الامور عنهم لا تجعل ولايتى في الدين والدنيا إلى أحد سواك، واسفع بنواصي أهل الخير كلهم إلى حتى أنال من خيرهم خيره، وكن لي عليهم في ذلك معينا، وخذ لي بنواصي أهل الشر كلهم (4) وكن لي منهم في ذلك حافظا، وعني مدافعا ولى مانعا، حتى أكون آمنا بأمانك لي بولايتك لي من شر من لا يؤمن [شره] إلا بأمانك يا أرحم الراحمين ". فانه إذا قال ذلك لم يضره كيد كائد أبدا. يا محمد ومن أراد من امتك أن تربح تجارته، فليقل حين يبتدي بها: " يا مربي نفقات أهل التقوى ومضاعفها، ويا سائق الارزاق سحا إلى المخلوقين ويا مفضلنا بالارزاق بعضنا على بعض سقنى ووجهني في تجارتي هذه إلى وجه غنى عاصم شكور آخذه بحسن شكر، لتنفعني به وتنفع به مني يا مريح تجارات العالمين بطاعته [صل على محمد وآل محمد و] سق لي في تجارتي هذه رزقا ترزقني فيه حسن الصنع فيما ابتليتني به، وتمنعني فيه (5) من الطغيان والقنوط، يا خيرنا شر رزقه لا تشمت بي (6) بردك على دعائي بالخسران عدوا لي وأسعدني بطلبتى منك و

 

(1) الرحمة خ ل. (2) ولا فخر ولا رياء خ ل. (3) يا معين خ ل. (4) حتى أعافي من شرهم كلهم خ. (5) في تجارتى هذه ربحا وارزقني فيه حسن الصنيع فيما ابتليتنى وامنعنى فيه.... خ. (6) في المصدر: لا تشمت بى عدوى بردك دعائي بالخسران لى.

 

[323]

بدعائي إياك يا أرحم الراحمين " (1). فانه إذا قال ذلك أربحت تجارته، وأربيتها له. يا محمد ومن أراد من امتك الامان من بليتي، والاستجابة لدعوته، فليقل حين يسمع تأذين المغرب: " يا مسلط نقمه على أعدائه بالخذلان لهم في الدنيا، والعذاب لهم في الاخرة ويا موسعا فضله على أوليائه بعصمته إياهم في الدنيا وحسن عائدته، ويا شديد النكال بالانتقام، ويا حسن المجازاة بالثواب، ويا بارئ خلق الجنة والنار و ملزم أهلهما عملهما، والعالم بمن يصير إلى جنته وناره، يا هادى يا مضل يا كافي يا معافي يا معاقب، صل على محمد وآل محمد واهدني بهداك، وعافني بمعافاتك من سكنى جهنم مع الشياطين، وارحمني فانك إن لم ترحمني أكن (2) من الخاسرين وأعذني من الخسران (3) بدخول النار وحرمان الجنة، بحق لا إله إلا أنت يا ذا الفضل العظيم ". فانه إذا قال ذلك تغمدته في ذلك المقام الذي يقول فيه برحمتي. يا محمد ومن ؟ ؟ غائبا فأحب أن أؤديه سالما مع قضائي له الحاجة، فليقل ؟ ؟ غربته: " يا جامعا بين أهل الجنة على تألف من القلوب، وشدة تواجد في المحبة ويا جامعا بين طاعته وبين من خلقه لها ويا مفرجا عن كل محزون، ويا موئل (4) كل غريب، ويا راحمى في غربتي بحسن الحفظ والكلاءة والمعونة لي ويا مفرج ما بى من الضيق والحزن بالجمع بينى وبين أحبتي، يا مؤلفا بين الاحباء [صل على محمد وآل محمد و] لا تفجعني بانقطاع أوبة (5) أهلى وولدي عني، ولا

 

(1) وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين الاخيار واسمع دعائي واستجب ندائى انك سميع الدعاء خ. (2) كنت خ ل. (3) ومن دخول خ ل. (4) منهل خ ل. (5) رؤية خ ل.

 

[324]

تفجع أهلى بانقطاع أوبتي (1) عنهم، بكل مسائلك أدعوك فاستجب لي فذلك دعائي إياك فارحمني يا أرحم الراحمين ". فانه إذا قال ذلك آنسته في غربته، وحفظته في الاهل، وأديته سالما مع قضائي له الحاجة. " يا محمد ومن أراد من امتك أن أرفع صلاته مضاعفة، فليقل خلف كل صلاة افترضت عليه، وهو رافع يديه آخر كل شئ: يا مبدئ الاسرار، ومبين الكتمان، وشارع الاحكام، وذارئ الانعام وخالق الانام، وفارض الطاعة، وملزم الدين، وموجب التعبد أسئلك بحق تزكية كل صلاة زكيتها، وبحق من زكيتها له، وبحق من زكيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبلة بتقبلكها ورفعكها وتصيرك بها ديني زاكيا وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم بالخشوع فيها أنت ولي الحمد كله فلا إله إلا أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولي، وأنت ولي التوحيد كله فلا إله إلا أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت له ولي وأنت ولي التهليل كله، فلا إله إلا أنت فلك التهليل كله بكل تهليل أنت له ولي وأنت ولى التسبيح كله فلا إله إلا أنت فلك التسبيح كله بكل تسبيح أنت له ولى وأنت ولي التكبير كله فلا إله إلا أنت فلك التكبير كله بكل تكبير أنت له ولى، رب عد علي في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبلة إنك أنت السميع العليم ". فانه إذا قال ذلك رفعت له صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ (2). أقول: وجدت في بعض كتب الاجازات إسنادا لادعية السر، وهو هذا: من خط السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلى الله الغني المغني أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني، يروي عن عمه ومخدومه مجد الملة والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف الاسلام وعز المسلمين إبراهيم عن شيخ شيوخ

 

(1) رؤيتي خ ل. (2) راجع البلد الامين ص 504 - 515.

 

[325]

المحدثين صدر الحق والدين، إبراهيم بن محمد بن المؤيد عن الشيخ سديد الدين يوسف بن على بن مطهر الحلي، عن الشيخ الامام مهذب الدين أبي عبد الله الحسين ابن الفرج النيلي، عن الشيخ المفيد أبي على الحسن بن محمد الطوسى، عن الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي. وعن الشيخ الامام صدر الدين أيضا عن الامام بدر الدين محمد بن أبي الكرام عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر، عن القاضي فخر الدين محمد بن خالد الابهري، عن السيد الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الراوندي قال: أخبرنا السيد الامام أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد ابن الحسن الطوسي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثني أبو على محمد بن همام، قال: حدثني الحسن بن زكريا البصري قال: حدثني صهيب بن عباد بن صهيب، عن أبيه عباد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله سر فلما عثر عليه... إلى آخر أدعيه السر. أقول: وذكر السيد الاجل علي بن طاووس في كتاب فتح الابواب في الاستخارات عند ذكر دعاء الاستخارة من تلك الادعية سندا آخر حيث قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الاصفهاني في جمادى الاولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي الاصفهاني صاحب الشاذكوني قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن نوح الاصبحي وأبو الخصيب سليمان ابن عمرو بن نوح الاصبحي، قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبيطالب عن علي بن الحسين صلوات الله عليهم قال: قال علي عليه الصلاة والسلام إنه كان لرسول الله صلى الله عليه وآله سر فلما عثر... إلى آخر ما مر من الرواية، ثم ذكر الدعاء.


 

[326]

115 - * باب * " (ما ينبغى أن يدعى به في زمان الغيبة) " أقول: قد أوردنا أكثر أدعية هذا المعنى في كتاب [الغيبة] ولنذكر هنا أيضا شطرا منها. 1 - ك: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جبرئيل بن أحمد، عن العسكري بن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، ولا إمام هدى، لا ينجو منها إلا من دعاء بدعاء الغريق، قلت: وكيف دعاء الغريق ؟ قال: تقول: " يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت " يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك " فقال: إن الله عزوجل مقلب القلوب والابصار ولكن قل كما أقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " (1). مهج: لعل معنى قوله " الابصار " لان تقلب القلوب والابصار يكون يوم القيامة من شدة أهواله، وفي الغيبة: إنما يخاف من تقلب القلوب دون الابصار (2). 2 - ك: العطار، عن سعد، عن ابن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث ذكر فيه غيبة القائم عليه السلام قال زرارة: فقلت: جعلت فداك فان أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل ؟ قال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء " اللهم عرفني نفسك، فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن دينى " (3).

 

(1) اكمال الدين ج 2 ص 21. (2) مهج الدعوات ص 415. (3) اكمال الدين ج 2 ص 11 و 12.

 

[327]

أقول: قد مضى بأسانيد في باب مدح المؤمنين في زمان الغيبة (1) 3 - ك. أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: حدثنا أبو على بن همام بهذا الدعاء وذكر أن الشيخ (2) قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام: " اللهم عرفني نفسك، فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك، فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، اللهم لا تمتني ميتة الجاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني. اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته على من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك، ولين قلبي لولي أمرك، وعافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك، فباذنك غاب عن بريتك، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له باظهار أمره، وكشف ستره، وصبرني على ذلك حتى لا احب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت، ولا أكشف عما سترته، ولا أبحث عما كتمته، ولا انازعك في تدبيرك، ولا أقول لم وكيف وما بال ولي أمر الله لا يظهر وقد امتلات الارض من الجور ؟ وافوض اموري كلها إليك. اللهم إني أسئلك أن تريني ولي أمرك ظاهر نافذا لامرك، مع علمي بأن لك السلطان، والقدرة والبرهان، والحجة والمشية، والارادة والحول والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك ظاهر المقالة، واضح الدلالة هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا رب مشاهده، وثبت قواعده و

 

(1) راجع 52 ص 122 - 150. (2) في المصدر: الشيخ العمرى. (*)

 

[328]

اجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته، وأقمنا بخدمته، وتوفنا على ملته، واحشرنا في زمرته. اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك، اللهم ومد في عمره، وزد في أجله، وأعنه على ما أوليته واسترعيته، وزد في كرامتك له، فانه الهادي المهدي القائم المهتدي الطاهر التقي النقي الزكي الرضى المرضي الصابر المجتهد الشكور. اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته، وانقطاع خبره عنا، ولا تنسنا ذكره وانتظار والايمان به، وقوة اليقين في ظهوره، والدعاء له والصلاة عليه، حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وما جاء به من وحيك وتنزيلك، قو قلوبنا على الايمان به حتى تسلك بنا لى يده منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى وقونا على طاعته، وثبتنا على مشايعته، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره، والراغبين بفعله، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتى توفانا ونحن على ذلك، غير شاكين ولا ناكثين، ولا مرتا بين ولا مكذبين. اللهم عجل فرجه، وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب به، وأظهر به الحق وأمت به الجور، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل، وانعش به البلاد، واقتل به الجبابرة الكفرة، واقصم به رؤوس الضلالة، وذلل به الجبارين والكافرين، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين، في مشارق الارض ومغاربها، وبحرها وبرها وسهلها وجبلها، حتى لا تدع منهم ديارا، ولا تبقي لهم آثارا، وتطهر منهم بلادك. واشف منهم صدور عبادك، وجدد به ما امتحى من دينك، وأصلح به ما بدل من حكمك، وغير من سنتك، حتى يعود دينك به وعلى يده غضا جديدا صحيحا لا عوج


 

[329]

فيه ولا بدعة معه، حتى تطفي بعدله نيران الكافرين، فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك، وارتضيته لنصره دينك، واصطفيته بعلمك، وعصمته من الذنوب، و برأته من العيوب، وأطلعته على الغيوب، وأنعمت عليه، وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس. اللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين، وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من آمالهم أفضل من يأملون، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا نريد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك. اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا، وغيبة ولينا، وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن [بنا] وتظاهر الاعداء، وكثرة عدونا وقلة عددنا، اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله، وبصبر منك تيسره، وإمام عدل تظهره، إله الحق رب العالمين. اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك، وقتل أعدائك في بلادك، حتى لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها، ولا بنية إلا أفنيتها (1) ولا قوة إلا أوهنتها، ولا ركنا إلا هددته، ولا حدا إلا فللته، ولا سلاحا إلا كللته ولا راية إلا نكستها، ولا شجاعا إلا قتلته، ولا حبا (2) إلا خذلته، ارمهم يا رب بحجرك الدامغ، واضربهم بسيفك القاطع، وببأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين وعذب أعداءك وأعداء دينك، وأعداء رسولك بيد وليك، وأيدي عبادك المؤمنين. اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه، وكد من كاده، وامكر بمن مكر به، واجعل دائرة السوء على من أراد به، سوءا، واقطع عنه مادتهم وارعب به قلوبهم، وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتة، شدد عليهم عقابك واخزهم في عبادك، والعنهم في بلادك، واسكنهم أسفل نارك، وأحط بهم أشد

 

(1) في المصدر: ولا بقية. (2) في المصدر: ولا جيشا.

 

[330]

عذابك وأصلهم نارا، واحش قبور موتاهم نارا، وأصلهم حر نارك، فانهم أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، وأذلوا عبادك. اللهم وأحي بوليك القرآن وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق، وأقم به الحدود المعطلة والاحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر ولا عدل إلا زهر واجعلنا يا رب من أعوانه وممن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لامره و الراضين بفعله والمسلمين لاحكامه وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم فاكشف الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد ولا تجعلنا من أعداء آل محمد ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد فانى أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والاخرة ومن المقربين (1). جم: جماعة باسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي، عن جماعة، عن التلعكبري، عن أبي على محمد بن همام مثله (2). 4 - جم: جماعة باسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي، عن ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم والصفار كلهم عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن ورواه جدي أبو جعفر الطوسى فيما يرويه عن يونس بن عبد الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها كراهية للاطالة في هذا المكان، يروي عن يونس بن عبد الرحمن أن الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الامر بهذا: اللهم ادفع عن وليك وخليفتك، وحجتك على خلقك، ولسانك المعبر عنك باذنك، الناطق بحكمك، وعينك الناظرة على بريتك، و شاهدك على عبادك، الجحجاح (3) المجاهد، العائذ بك عندك، وأعذه

 

(1) اكمال الدين ج 2 ص 190. (2) جمال الاسبوع: 521 - 529. (3) الجحجاح: السيد المسارع في المكارم.

 

[331]

من شر جميع ما خلقت وبرأت، وأنشأت وصورت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفط فيه رسولك وآباءه أئمتك، ودعائم دينك، واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفي منعك وعزك الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وأيده بنصرك العزيز وأيده بجندك الغالب، وقوه بقوتك واردفه بملائكتك، ووال من ولاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة، وحفه بالملائكة حفا. اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك من أتباع النبيين، اللهم اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزين بطول بقائه الارض، وأيده بالنصر، وانصره بالرعب، وقو ناصريه، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له، ودمر من غشه، واقتل به جبابرة الكفر، وعمده ودعائمه واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع، ومميتة السنة، ومقوية الباطل، وذلل به الجبارين، وأبر به الكافرين، وجميع المحلدين في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثارا. اللهم طهر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، ودارس حكمة النبيين، وجدد به ما امتحى من دينك، وبدل من حكمك حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه، وحتى تنير بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحق، ومجهول العدل، فانه عبدك الذي استخصلته لنفسك، واصطفيته من خلقك، واصطنعته على عينك، وائتمنته على غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وطهرته من الرجس، وسلمته من الدنس. اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامة، أنه لم يذنب ذنبا ولا أتى حوبا، ولم يرتكب معصية، ولم يضيع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة، ولم


 

[332]

يبدل لك فريضة، ولم يغير لك شريعة، وإنه الهادي المهدي الطاهر التقى النقي الرضي الزكي. اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وامته وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وتجمع له ملك المملكات كلها، قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتى يجرى حكمه على كل حكم، ويغلب بحقه كل باطل. اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها القالي، ويلحق بها التالى، وقوفا على طاعته، وثبتنا على مشايعته وامنن علينا بمتابعته، واجعلنا في حزبه القوامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقوية سلطانه. اللهم واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة، حتى لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك، وحتى تحلنا محله، وتجعلنا في الجنة معه، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة واجعلنا ممن تنتصر به لدينك، وتعز به نصر وليك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، وهو علينا عسير. اللهم صل على ولاة عهده، والائمة من بعده، وبلغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعز نصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، وثبت دعائهم واجعلنا لهم أعوانا، وعلى دينك أنصارا، فانهم معادن كلماتك، وأركان توحيدك ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخالصتك بين عبادك، وصفوتك من خلقك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد رسلك، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته (1). 5 - قال السيد: ووجدت هذا الدعاء برواية اخرى، وهي ما حدث به زيد بن جعفر العلوي، عن إسحاق بن الحسن، عن محمد بن همام بن سهيل ومحمد بن شعيب بن أحمد معا، عن شعيب بن أحمد المالكي عن يونس بن عبد الرحمن عن مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه كان يأمر بالدعاء للحجة

 

(1) جمال الاسبوع: 506 - 511.

 

[333]

صاحب الزمان عليه السلام فكان من دعائه له صلوات الله عليهما. اللهم صل على محمد وآل محمد، وادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك، ولسانك المعبر عنك بإذنك، الناطق بحكمتك، وعينك الناظرة في بريتك وشاهدا على عبادك، الجحجاح المجاهد المجتهد، عبدك العائذ بك. اللهم وأعذه من شر ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفط فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه أئمتك ودعائم دينك، صلواتك عليهم أجمعين، واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفي منعك وعزك الذي لا يقهر. اللهم وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من أمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يضام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيده بجندك الغالب، وقوه بقوتك، واردفه بملائكتك. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة وحفه بملائكتك حفا. اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك من أتباع النبيين، اللهم اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزين بطول بقائه الارض، وأيده بالنصر، وانصره بالرعب، وافتح له فتحا يسيرا، واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطانا نصيرا. اللهم اجعله القائم المنتظر، والامام الذي به تنتصر، وأيده بنصر عزيز وفتح قريب، وورثه مشارق الارض ومغاربها، اللاتي باركت فيها، وأحي به سنة نبيك صلواتك عليه وآله، حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق، وقو ناصره، واخذل خاذله، ودمدم على من نصب له، ودمر على من غشه. اللهم واقتل به جبابرة الكفر، وعمده ودعائمه، والقوام به، واقصم


 

[334]

به رؤوس الضلالة، وشارعة البدعة، ومميتة السنة، ومقوية الباطل، وأذلل به الجبارين، وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الارض ومغاربها، وبرها وبحرها، وسهلها وحبلها حتى لا تدع منهم دسارا، ولا تبقي لم آثارا. اللهم وطهر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين، وأحى به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيين، وجدد به ما محي من دينك، وبدل من حكمك، حتى تعيد دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا محضا لا عوج فيه ولا بدعة معه، حتى تبين [تنير] بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتطهر به معاقد الحق، ومجهول العدل، وتوضح به مشكلات الحكم. اللهم وإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته من خلقك، واصطفيته على عبادك، وائتمنته على غيبك، وعصمته من الذنوب. وبرأته من العيوب، و طهرته من الرجس، وصرفته عن الدنس، وسلمته من الريب. اللهم فانا نشهد له يوم القيمة، ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ولم يأت حوبا، ولم يرتكب لك معصية، ولم يضيع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة ولم يبدل لك فريضة ولم يغير لك شريعة وإنه الامام التقى الهادى المهدي الطاهر النقي الوفى الرضي الزكي. اللهم فصل عليه وعلى آبائه، وأعطه في نفسه وولده وأهله وذريته و امته وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتى يجرى حكمه على كل حكم ويغلب بحقه على كل باطل. اللهم واسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، اللهم وقونا على طاعته وثبتنا على مشايعته، وامنن علينا بمتابعته، واجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و


 

[335]

أعوانه ومقوية سلطانه. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل ذلك كله منا لك خالصا من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة، حتى لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك وحتى تحلنا محله، وتجعلنا في الجنة معه، ولا تبتلنا في أمره بالسأمة والكسل والفترة والفشل، واجعلنا ممن تنتصر به لدينك، وتعز به نصر وليك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كبير، إنك على كل شئ قدير. اللهم وصل على ولاة عهوده، وبلغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وانصرهم وتمم له ما أسندت إليهم من أمر دينك، واجعلنا لهم أعوانا، وعلى دينك أنصارا وصل على آبائه الطاهرين الائمة الراشدين. اللهم فانهم معادن كلماتك، وخزان علمك، وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك، وخيرتك من خلقك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوتك وأولاد أصفيائك، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين. اللهم وشركاؤه في أمره، ومعاونوه على طاعتك، الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه، وانسه الذين سلوا عن الاهل والاولاد، وتجافوا الوطن، وعطلوا الوثير من المهاد، قد رفضوا تجاراتهم، وأضروا بمعايشهم وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم، وحالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم، وخالفوا القريب ممن صد عن وجهتهم، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم، وقطعوا الاسباب المتصلة بعاجل حطام من الدنيا، فاجعلهم اللهم في حرزك، وفي ظل كنفك، ورد عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك وأجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم، وتأييدك ونصرك إياهم ما تعينهم به على طاعتك، وأزهق بحقهم باطل من أراد إطفاء نورك، وصل على محمد وآله واملا بهم كل افق من


 

[336]

الافاق، وقطر من الاقطار، قسطا وعدلا ومرحمة وفضلا، واشكر لهم على حسب كرمك وجودك وما مننت به على العالمين بالقسط من عبادك، واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات، إنك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد آمين رب العالمين (1). 6 - مهج: باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني في جملة حديث باسناده، وذكر فيه غيبة المهدي صلوات الله عليه، قلت كيف تصنع شيعتك ؟ قال: عليكم بالدعاء، وانتظار الفرج وإنه سيبدو لكم علم، فإذا بدا لكم فاحمدوا الله، وتمسكوا بما بدا لكم، قلت فما ندعو به ؟ قال: تقول: " اللهم أنت عرفتني نفسك وعرفتني رسولك وعرفتني ملائكتك وعرفتني ولاة أمرك اللهم لا آخذ إلا ما أعطيت، ولا أقي إلا ما وقيت اللهم لا تغيبني عن منازل أوليائك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللهم اهدني لولاية من افترضت طاعته " (2). 7 - مهج: ورأيت أنا في المنام من يعلمني دعاء يصلح لايام الغيبة وهذه ألفاظه: يا من فضل آل إبراهيم، وآل إسرائيل على العالمين باختياره، وأظهر في ملكوت السماوات والارض عزة اقتداره، وأودع محمدا صلى الله عليه وآله وأهل بيته غرائب أسراره، صل على محمد وآله، واجعلني من أعوان حجتك على عبادك وأنصاره (3). وحدثني صديقنا الملك مسعود ختم الله جل جلاله له بانجاز الوعود أنه رأى في منامه شخصا يكلمه من وراء حائط ولم ير وجهه، ويقول: " يا صاحب القدر و الاقدار، والهمم والمهام، عجل فرج عبدك ووليك والحجة القائم بأمرك في خلقك واجعل لنافي ذلك الخيرة " (4).

 

(1) جمال الاسبوع: 512 - 519. (2) مهج الدعوات ص 414. (3 و 4) مهج الدعوات ص 415 و 416.

 

[337]

8 - مهج: حدثنا محمد بن على بن دقاق القمي أبو جعفر قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمى قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن العباس بن معروف، عن عبد السلام بن سالم قال: حدثنا محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من دعا بهذا الدعاء مرة واحدة في دهره كتب في رق العبودية، ورفع في ديوان القائم عليه السلام. فإذا قام قائمنا نادى باسمه واسم أبيه، ثم يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له: خذ ! هذا كتاب العهد الذي عاهدتنا في الدنيا، وذلك قوله عزوجل " إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا " (1) وادع به وأنت طاهر تقول: " اللهم يا إله الالهة، يا واحد، يا أحد، يا آخر الاخرين، يا قاهر القاهرين يا علي يا عظيم، أنت العلي الاعلى، علوت فوق كل علو، هذا يا سيدي عهدي وأنت منجز وعدي فصل يا مولاي وعدي، وأنجز وعدي، آمنت بك، وأسألك بحجابك العربي، وبحجابك العجمي، وبحجابك العبراني، وبحجابك السرياني، وبحجابك الرومي، وبحجابك الهندي، وأثبت معرفتك بالعناية الاولى فانك أنت الله لا ترى وأنت بالمنظر الاعلى. وأتقرب إليك برسولك المنذر صلى الله عليه وآله، وبعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه الهادي، وبالحسن السيد وبالحسين الشهيد سبطي نبيك، وبفاطمة البتول وبعلي بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات، ومحمد بن علي الباقر عن علمك وبجعفر بن محمد الصادق الذي صدق بميثاقك وبميعادك، وبموسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك، وبعلى بن موسى الرضا الراضي بحكمك، وبمحمد بن علي الحبر الفاضل المرتضى في المؤمنين، وبعلي بن محمد الامين المؤتمن هادي المسترشدين وبالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانة الوصيين.

 

(1) مريم: 87.

 

[338]

وأتقرب إليك بالامام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا وابن إمامنا صلوات الله عليهم أجمعين. يا من جل فعظم و [هو] أهل ذلك فعفى ورحم، يا من قدر فلطف، أشكو إليك ضعفى، وما قصر عنه عملي من توحيدك، وكنه معرفتك، وأتوجه إليك بالتسمية البيضاء، وبالوحدانية الكبرى التي قصر عنها من أدبر وتولى، وآمنت بحجابك الاعظم، وبكلماتك التامة العليا، التي خلقت منها دار البلاء، وأحللت من أحببت جنة المأوى، آمنت بالسابقين والصديقين أصحاب اليمين من المؤمنين [و] الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ألا توليني غيرهم، ولا تفرق بيني وبينهم غدا إذا قدمت الرضا بفصل القضاء. آمنت بسرهم وعلانيتهم وخواتيم أعمالهم فانك تختم عليها إذا شئت، يا من أتحفني بالاقرار بالوحدانية، وحباني بمعرفة الربوبية، وخلصني من الشك والعمى، رضيت بك ربا وبالاصفياء حججا، وبالمحجوبين أنبياء، وبالرسل أدلاء وبالمتقين امراء، وسامعا لك مطيعا ". هذا آخر العهد المذكور (1). 116 (* باب *) * (ما يسكن الغضب) * 1 - مكا: عن الصادق عليه السلام قال: أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس فانه يذهب عنه رجز الشيطان، ومن غضب على رحم ماسة فليمسه يسكن عنه الغضب (2). وعنه عليه السلام قال قل عند الغضب " اللهم أذهب عني غيظ قلبي، واغفر لي

 

(1) مهج الدعوات ص 418 - 420. (2) مكارم الاخلاق ص 403.

 

[339]

ذنبني، وأجرني من مضلات الفتن، أسألك رضاك، وأعوذ بك من سخطك أسألك جنتك، وأعوذ بك من نارك، وأسألك الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله، اللهم ثبتني على الهدى والصواب، واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ولا مضل (1). وقال: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق (2). وقال أبو عبد الله عليه السلام: من كف غضبه عن الناس، كف الله عنه غضبه يوم القيامة (3). أيضا في الغضب يصلي على النبي صلى الله عليه وآله ويقول " ويذهب غيظ قلوبهم اللهم اغفر ذنوبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من الشيطان الرجيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " (4). 2 - دعوات الراوندي: قال الصادق عليه السلام: لو قال أحدكم إذا غضب: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ذهب عنه غضبه. وقال رجل: يا رسول الله أوصني، فقال صلى الله عليه وآله: اوصيك أن لا تغضب، وقال: إذا غضب أحدكم فليتوضأ. 117 * باب * * (ما يوجب التذكر إذا نسى شيئا) * 1 - مكا: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل: اللهم إني أسئلك يا مذكر الخير و فاعله والامر به، أن تصلي على محمد وآل محمد، وتذكرني أنسانيه الشيطان (5).

 

(1 - 4) مكارم الاخلاق ص 403. (5) مكارم الاخلاق ص 410.

 

[340]

118 - (باب) * " (ما يوجب دفع الوحشة وما يناسب ذلك في الوحشة) " * 1 - مكا: روي أن النبي صلى الله عليه وآله شكى إليه رجل الوحشة، فقال: أكثر من أن تقول هذا، فقالهن فأذهب الله عنه الوحشة، وهو " سبحان ربي الملك القدوس رب الملائكة والروح، خالق السماوات والارض، ذي العزة والجبروت " (1) 119 * (باب) * * (ما يدفع قلة الحفظ) * 1 - أقول: ورأيت منقولا من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد قدس سرهما، عن ابن عباس قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ما أتقوى به على الحفظ حين شكوت إليه قلة الحفظ، فقال: ألا اهدي لك هدية يا ابن عباس علمني إياها جبرئيل عليه السلام ؟ فقلت: بلى يا رسول الله، فقال لي: تكتب في طست بزعفران وماء الورد، فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوذتين ويس والحشر والواقعة والملك، ثم تصب عليه ماء زمزم، أو ماء السماء، وتشرب على الريق وقت السحر، وذلك مع ثلاث مثاقيل لبان، وعشر مثاقيل عسل، وعشر مثاقيل سكر ثم تصلي بعد شربه عشر ركعات، تقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب عشر مرات وقل هو الله أحد، ثم تصبح صائما ذلك اليوم، فما تأتى عليك أربعون يوما حتى تكون حافظا باذن الله تعالى. قيل: وكان الزهري يكتبها لاولاده ويسقيهم إياها. قال ابن عاصم: كتبتها كثيرا وكنت ابن اثنتين وخمسين سنة، فما أتى على شهر حتى صرت حافظا باذن الله تعالى.

 

(1) مكارم الاخلاق ص 404.

 

[341]

120 - * (باب) * * " (الدعاء لحفظ القرآن) " * 1 - ب: هارون، عن ابن صدقة قال: حدثني جعفر، عن آبائه عليهم السلام أن هذا من دعاء النبي صلى الله عليه وآله " اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، والزم قلبى كتابك كما علمتني، واجعلني أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم نور بكتابك بصرى، واشرح به صدري، وفرج به قلبي، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني، وقوني على ذلك فانه لا حول ولا قوة إلا بك " (1). 121 (باب) * " الدعاء لتبعات العباد " * 1 - ب: ابن سعد عن الازدي، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: كان يقول: اللهم إنك أخذت بناصيتي وقلبي، فلم تملكني منهما، فإذ فعلت ذلك بهما فأنت وليهما، فأدهما إلى سواء السبيل، يا رب يا رب يا رب، ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كل من كانت له قبلي تبعة وتغفر لي، فان مغفرتك للظالمين (2) 2 - ما: التمار، عن أحمد بن محمد، عن أبي عثمان، عن العتبي قال: سمعت أعرابيا يدعو فيقول في دعائه " اللهم إن لك علي حقوقا فتصدق بها علي، وللناس على تبعات فتحملها عني، وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي الليلة الجنة " (3).

 

(1) قرب الاسناد ص 5. (2) قرب الاسناد ص 176. (3) أمالى الطوسى ج 1 ص 4.

 

[342]

122 - * (باب) * * (الدعاء عند الاحتضار) * أقول: قد أوردنا أكثر أخبار هذا الباب في كتاب الطهارة، ولنذكر هنا نبذا من ذلك. 1 - ما، المفيد، عن محمد بن الحسين، عن على بن محمد، عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي بن يوسف، عن زكريا المؤمن، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شابا عند وفاته، فقال له قل " لا إله إلا الله " قال فاعتقل لسانه مرارا فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا ام ؟ قالت: نعم، أنا امه قال: أفساخطة أنت عليه ؟ قالت: نعم ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: ارضي عنه، قالت رضي الله عنه برضاك يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله قل " لا إله إلا الله " قال: فقالها، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما ترى ؟ فقال: أرى جلا أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح، قد وليني الساعة فأخذ بكظمي (1) فقال له النبي صلى الله عليه وآله: قل " يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم " فقالها الشاب فقال له النبي صلى الله عليه وآله: انظر ما ترى ؟ قال: أرى رجلا أبيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، قد وليني وأرى الاسود قد تولى عنى، قال: أعد فأعاد، قال: ما ترى ؟ قال: لست أرى الاسود وأرى الابيض قد وليني ثم طفى (2) على تلك الحال (3).

 

(1) الكظم محركة وبالضم: الحلق أو الفم أو مخرج النفس، وقد يكنى بذلك عن شدة الكرب دون أصل المعنى وهو الخنق. (2) أي مات وبقى بلا حركة. (3) أمالى الطوسى ج 1 ص 63.

 

[343]

123 - * (باب) * * " الدعاء لطلب الولد " * 1 - ما: المفيد: عن الحسن بن علي النحوي، عن محمد بن القاسم الانباري عن محمد بن أحمد الطائي، عن علي بن محمد الصيمري، قال: تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب فأحببتها حبا لم يحب أحد أحدا مثله، وأبطأ علي الولد، فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام فذكرت ذلك له، فتبسم وقال: اتخذ خاتما فصه فيروزج، واكتب عليه " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " قال: ففعلت ذلك، فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا (1). 124 " (باب) " * " (الدعاء لرؤية الهلال) " * أقول: سيجيئ في أبواب أعمال السنة من كتاب الصيام أيضا أخبار هذا الباب فلا تغفل. 1 - ن: بالاسناد إلى دارم، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى الهلال قال: " أيها الخلق المطيع، الدائب السريع، المتصرف في ملكوت الجبروت بالتقدير، ربي وربك الله، اللهم أهله علينا بالامن والايمان، والسلامة والاسلام والاحسان، وكما بلغتنا أوله فبلغنا آخره، واجعله شهرا مباركا تمحو فيه السيئات وتثبت لنا فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، يا عظيم الخيرات " (2).

 

(1) أمالى الطوسى ج 1 ص 48. (2) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 71.

 

[344]

2 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي، عن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن على، عن الحسين بن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن محمد بن الحنفية، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا نظر إلى الهلال رفع يديه ثم قال: " بسم الله اللهم أهله علينا بالامن والايمان، والسلامه والاسلام، ربي وربك الله (1). 3 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن هوذة، عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى الهلال استقبل القبلة وكبر ثم قال: هلال رشد اللهم أهله علينا بيمن وإيمان، وسلامة وإسلام، وهدى ومغفرة وعافية مجللة، ورزق واسع، إنك على كل شئ قدير. قال أبو مريم: فقلت هذا الكلام فرأيت خيرا (2). 4 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن محمد بن الحسين العلوي عن جده الحسين بن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى، عن أبيه عن جده الباقر عليهم السلام قال: بينا أنا مع أبي علي بن الحسين عليهما السلام في طريق أو مسير إذ نظر إلى هلال شهر رمضان فوقف ثم قال: أيها الخلق المطيع، الدائب السريع، المتردد في منازل التقدير، المتصرف في فلك التدبير، آمنت بمن نور بك الظلم، وأوضح بك البهم، وجعلك آية من آيات ملكه، وعلامة من علامات سلطانه، فحد بك الزمان، وامتهنك بالكمال والنقصان، والطلوع والافول والانارة والكسوف، في كل ذلك أنت له مطيع وإلي إرادته سريع، سبحانه ما أعجب ما دبر أمرك، وألطف ما صنع في شأنك، جعلك مفتاح شهر لحادث أمر، جعلك الله هلال بركة لا يمحقها الايام، وطهارة لا تدنسها الاثام، هلال أمنة من الافات، وسلامة من السيئات، هلال سعد لا نحس فيه

 

(1 - 2) أمالى الطوسى ج 2 ص 109.

 

[345]

ويمن لا نكد فيه، ويسر لا يمازجه عسر، وخير لا يشوبه شر، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان. اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه، وأزكى من نظر إليه، وأسعد من تعبد لك فيه، ووفقنا اللهم فيه للطاعة والتوبة، واعصمنا من الاثام والحوبة وأوزعنا شكر النعمة، واجعل لنا فيه عونا منك على ما تديننا إليه من مفترض طاعتك ونفلها، إنك الاكرم من كل كريم، والارحم من كل رحيم، آمين [آمين] رب العالمين (1). 5 - مكا: التعبد عند رؤية الهلال: تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك " محمد، علي، فاطمة، الحسن، والحسين، إلى آخرهم، وتكتب قل هو الله أحد إلى آخرها، ثم تقول: اللهم الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى وجوه بعض وتبرك بعضهم ببعض، وإني نظرت إلى أسمائك واسم نبيك ووليك وأوليائك عليهم السلام، وإلى كتابك، فأعطني كل الذي احب أن [تعطينيه من الخير واصرف عني كل الذي احب أن] (2) تصرفه عني من الشر وزدني من فضلك ما أنت أهله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (3). 6 - تم: عن النبي صلى الله عليه وآله: إذا خفت أحدا وأردت أن تكفى شره، فانظر إلى الهلال أول ليلة من الشهر، وأومئ بيدك إلى نحو دار من تخافه وقل " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " ثم تقول " اللهم طمه بالبلاء طما، وغمه بالبلاء غما، وارمه بحجارة من سجيل، وطيرك الابابيل يا علي يا عظيم " ثم تقول في الليلة الثانية والثالثة كذلك، فان نجع وبلغت ما تريد وإلا فعلته ذلك في الشهر الثاني ما فعلته في الاول، فان نجع وإلا فعلت ذلك في الشهر الثالث فانك تكفى شر من تريد إنشاء الله (4).

 

(1) أمالى الطوسى ج 2 ص 110. (2) ساقط عن النسخ. (3) مكارم الاخلاق ص 393. (4) فلاح السائل: وتراه في المكارم: 400.

 

[346]

7 - ما: الحسين بن عبيدالله، عن التلعكبري، عن محمد بن أحمد، عن سفيان ابن زياد، عن عباد بن صهيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: كان إذا رأى الهلال قال: اللهم ارزقنا خيره ونصره وبركته وفتحه ونعوذ بك من شره وشر ما بعده (1). 8 - دعوات الراوندي: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا رأى الهلال يقول " اللهم إن الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم في وجوه بعض، ورجا بعضهم بركة بعض، اللهم إني أنظر إلى وجهك جل ثناؤه، ووجه نبيك ووجه أوليائك أهل بين نبيك صلى الله عليه وآله، فصل على محمد وآل محمد، وأعطني ما احب أن تعطينيه في الدنيا والاخرة، واصرف عني ما احب أن تصرفه عني في الدنيا والاخرة، وأحينا على طاعتك وطاعة أوليائك، وطاعة وليك، صلواتك ورحمتك عليهم، والتسليم لامرك، وتوفنا عليه، ولا تسلبناه، وتفضل علينا برحمتك ". ثم يقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - عشرا - اللهم صلى على محمد وآل محمد - عشرا - ثم كان يوليه ظهره، ويقول ربي وربك الله رب العالمين، اللهم ثبتنا على السلام والاسلام، والامن والايمان، ودفع الاسقام والمسارعة فيما تحب وترضى من طاعتنا لك. 125 * باب * * " (الدعاء إذا نظر إلى السماء) " * 1 - كتاب زيد الزراد: قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا نظر إلى السماء قرأ هذه الاية " إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب " وقرأ آية السخرة " إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر

 

(1) أمالى الطوسى ج 2 ص 261.

 

[347]

والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ". ثم يقول " اللهم إنك جعلت في السماء نجوما ثاقبة، وشهبا أحرست به السماء من سراق السمع من مردة الشياطين، اللهم فاحرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واجعلني في وديعتك التي لا تضيع، وفي درعك الحصينة ومنعك المنيع، وفي جوارك، عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك ولا إله غيرك. 126 * باب * " (الدعاء عند شم الرياحين ورؤية الفاكهة الجديدة) " 1 - لى: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن أبي البختري، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية (1). 2 - لى: حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي دمير، عن مالك الجهني قال: ناولت أبا عبد الله عليه السلام شيئا من الرياحين فأخذه فشمه ووضعه على عينيه، ثم قال: من تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه، ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد. لم تقع على الارض حتى يغفر له (2).

 

(1 و 2) أمالى الصدوق ص 160.

 

[348]

127 - * (باب) * * " (نادر وفيه ذكر الدعاء إذا سمع نباح الكلب) " * * " (ونهيق الحمار وعند سماع صوت الرعد) " * * " (وما يناسب ذلك أيضا) " * 1 - ع: أبي، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن البرقي، عن رجل، عن ابن أسباط، عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار، فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، فانهم يرون ولا ترون، فافعلوا ما تؤمرون (1). 2 - مع: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن جميل ابن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل " ربنا آتنا في الدنيا حسنة " قال: رضوان الله في الجنة، والسعة في الرزق والمعاش، وحسن الخلق في الدنيا (2). شى: عن عبد الاعلى عنه عليه السلام مثله (3). 3 - ب: علي، عن أخيه عليه السلام قال: سألته عن القرطاس تكون فيه الكتابة فيه ذكر الله أيصلح إحراقه بالنار ؟ فقال: إن تخوفت فيه شيئا فأحرقه فلا بأس (4). 4 - شى: عن يونس بن عبد الرحمن أن داود قال: كنا عنده عليه السلام فارتعدت السماء فقال هو: " سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته " (5)

 

(1) علل الشرائع ج 2 ص 270. (2) معاني الاخبار ص 174 والاية في سورة البقرة 200. (3) تفسير العياشي ج 1 ص 98. (4) قرب الاسناد ص 164. (5) تفسير العياشي ج 2 ص 207.

 

[349]

128 - " (باب) " * (الملاعنة والمباهلة) * 1 - ما: الغضايري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن الحميري، عن الطيالسي، عن زريق الخلقاني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا تلاعن اثنان فتباعد منهما، فان ذلك مجلس تنفر عنه الملائكة، ثم قل: اللهم لا تجعل لها إلى مساغا، واجعلها برأس من يكايد دينك، ويضاد وليك، ويسعى في الارض فسادا (1). 2 - عدة الداعي: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. وعن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن أبي مسروق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عزوجل " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " (2) فيقولون: نزلت في امراء السرايا، فنحتج عليهم بقول الله تعالى " إنما وليكم الله " إلى آخر الاية (3) فيقولون: نزلت في المؤمنين فنحتج عليهم بقول الله " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (4) فيقولون: نزلت في قربى المسلمين، قال: فلم أدع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إلا ذكرته له. فقال لي: إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة، قلت: وكيف أصنع ؟ فقال: أصلح نفسك ثلاثا وأظنه قال: صم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان، فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، وابدأ بنفسك فقل " اللهم رب السموات السبع

 

(1) أماسى الطوسى ج 2 ص 311. (2) النساء: 68. (3) المائدة: 78. (4) الشورى: 33.

 

[350]

ورب الارضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما " ثم رد الدعوة عليه فقل: وإن كان فلان جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما. ثم قال لي: فانك لا تلبث أن ترى ذلك فيه، فو الله ما وجدت خلقا يجيبني عليه. وعن أبي العباس: تشبك أصابعك في أصابعه، ثم تقول: إن كان فلان جحد حقا أو أقر بباطل فأصبه بحسبان من السماء أو بعذاب من عندك، وتلاعنه سبعين مرة (1). 129 * باب * * " (الدعوات المأثورة غير الموقتة وفيه الدعوات) " * * " (الجامعة للمقاصد وبعض الادعية التي لها) " * * " (اسماء معروفة وما يناسب ذلك) 1 - ب: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: ما من مؤمن قال هذه الكلمات إلا وأنا ضامن له في دنياه وفي آخرته، فأما في دنياه فتتلقاه الملائكة ببشارة عند الموت، وأما في آخرته فان له بكل كلمة منها بيتا في الجنة يقول " يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، يا أرحم الراحمين يا أحكم الحاكمين " (2). 2 - ب: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق عليه السلام قال: كان مما يدعو به أبي عليه السلام " اللهم هب لي حقك، وأرض عني خلقك، واغفر لي ما لا يضرك

 

(1) ترى الاحاديث في الكافي ج 2 ص 513 وأبو مسروق هو الراوي. (2) قرب الاسناد ص 2.

 

[351]

وعافني مما لا ينفعك، فان شفائي لا يضرك، وعذابي لا ينفعك، فانك تعطي من يسألك، وتغضب على من لا يسألك، ولن يفعل ذلك أحد غيرك، سبحانك وبحمدك. قال: وكان أبي عليه السلام يقول في دعائه: " اللهم ألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة، وارزقني من فضلك ما تغنيني به عن سائر خلقك، ولا أشتغل عن طاعتك ببشر (1) سواك ". قال: وكان أبي رضي الله عنه يقول في دعائه: رب أصلح لي نفسي فانها أهم الانفس إلي، رب أصلح لي ذريتي فانهم يدي وعضدي، رب وأصلح لي أهل بيتي فانهم لحمى ودمي، رب أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبتي فان صلاحهم صلاحي (2). 3 - ما: التمار، عن أحمد بن محمد، عن أبي عثمان، عن العتبى قال: سمعت أعرابيا يدعو فيقول " اللهم ارزقني عمل الخائفين، وخوف العاملين حتى أتنعم بترك النعيم رغبة فيما وعدت، وخوفا مما أوعدت (3). 4 - ما: المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن سنان، عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي ذات يوم مع أصحابه إذ قال لهم: على رسلكم، حتى اثني على ربي ثم قال: اللهم إنه لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت، اللهم أنت الحليم فلا تجهل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تستذل، وأنت المنيع فلا ترام (4). 5 - ما: بالاسناد إلى أبي قتادة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لم يسأل الله

 

(1) بشيئ خ ل. (2) قرب الاسناد ص 7. (3) أمالى الطوسى ج 1 ص 4. (4) أمالى الطوسى ج 1 ص 217.

 

[352]

عزوجل بمثلهم أن تقول " اللهم فقهني في الدين وحببني إلى المسلمين، واجعل لي لسان صدق في الاخرين " (1). 6 - فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت ام سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم، رافع يديه يبكي وهو يقول " اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا، اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا " (2). 7 - يد: علي بن عبد الله الاسواري، عن مكي بن أحمد، عن إسماعيل بن محمد ابن الفضل بن محمد بن المسيب، عن جده، عن ابن أبي اويس، عن أحمد بن محمد بن داود بن قيس، عن أفلح بن كثير، عن ابن جريح، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله أن جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السماء ونزل عليه ضاحكا مستبشرا فقال: السلام عليك يا محمد، قال: وعليك السلام يا جبرئيل، فقال: إن الله بعث إليك بهدية قال: وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ فقال: كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها، قال: وما هن يا جبرئيل ؟ قال: قل: يأمن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ربنا وسيدنا ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا، أسئلك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل فما ثواب هذه الكلمات ؟ فقال: هيهات هيهات انقطع العمل، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب

 

(1) أمالى الطوسى ج 2 ص 309. (2) تفسير القمى ص 432، وللحديث ذيل راجعه ان شئت.

 

[353]

ذلك إلى يوم القيامة، ما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا، فإذا قال العبد " يا من أظهر الجميل وستر القبيح " ستره الله برحمته في الدنيا وجمله في الاخرة، وستر الله عليه ألف ألف ستر في الدنيا والاخرة، فإذا قال العبد " يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر " لم يحاسبه الله يوم القيامة، ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال " يا عظيم العفو " غفر الله له ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر، فإذا قال " يا حسن التجاوز " تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر، وأهاويل الدنيا وغير ذلك من الكبائر، وإذا قال: " يا واسع المغفرة " فتح الله عزوجل له سبعين بابا من الرحمة [فهو يخوض في رحمة الله عزوجل حتى يخرج من الدنيا]. وإذا قال " يا باسط اليدين بالرحمة " بسط الله يده عليه بالرحمة، وإذا قال " يا صاحب كل نجوى، ومنتهى كل شكوى " أعطاه الله عزوجل من الاجر ثواب كل مصاب وكل سالم وكل مريض وكل ضرير وكل مسكين وكل فقير وكل صاحب مصيبة إلى يوم القيامة، وإذا قال " يا كريم الصفح " أكرمه الله كرامة الانبياء وإذا قال: " يا عظيم المن " أعطاه الله يوم القيامة امنيته وامنية الخلائق، وإذا قال: " يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها " أعطاه الله من الاجر بعدد من شكر نعماءه. و " إذا قال يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا " قال الله تبارك وتعالى: اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له وأعطيته من الاجر بعدد من خلقته ممن في الجنة والنار، والسموات السبع، والارضين السبع، والشمس والقمر، والنجوم وقطر الامطار، وأنواع الخلق والجبال، والحصى والثرى، وغير ذلك، والعرش والكرسي. وإذا قال: " يا مولانا " ملا الله قلبه من الايمان، وإذا قال " يا غاية رغبتاه " أعطاه الله يوم القيامة رغبته، ومثل رغبة الخلائق، وإذا قال: " أسألك يا الله ألا تشوه خلقي بالنار " قال الجبار جل جلاله: استعتقني عبدي من النار اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار، وأعتقت أبويه وإخوته وأخواته وأهله


 

[354]

وولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار، وآجرته من النار فعلمهن يا محمد المتقين، ولا تعلمهن المنافقين فانها دعوة مستجابة لقائلهن إنشاء الله وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله، إذا كان يطوفون به (1). 8 - لى: أحمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن ابن محبوب عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا ذر رحمة الله عليه مر برسول الله صلى الله عليه وآله وعنده جبرئيل عليه السلام في صورة دحية الكلبي، وقد استخلاه رسول - الله صلى الله عليه وآله، فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم علينا، أما لو سلم لرددنا عليه، يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء، فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء. فلما ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما منعك يابا ذر أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا فقال: ظننت يا رسول الله أن الذي كان معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك، فقال: ذاك جبرئيل يابا ذر وقد قال: أما لو سلم علينا لرددنا عليه، فلما علم أبو ذر أنه كان جبرئيل عليه السلام دخله من الندامة ما شاء الله حيث لم يسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟ فقد أخبرني أن لك دعاء معروفا في السماء، فقال نعم يا رسول الله أقول: " اللهم إني أسئلك الايمان بك، والتصديق بنبيك، والعافية من جميع البلاء، والشكر على العافية، والغنى عن أشرار الناس " (2). 9 - ص، بالاسناد إلى الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى عن البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: الكلمات التي تلقى بهن آدم عليه السلام ربه فتاب عليه، قال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي، فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين.

 

(1) توحيد الصدوق: 154 باب أسماء الله تعالى. (2) امالي الصدوق: 208.

 

[355]

10 - جا: أحمد بن محمد الصولي، عن الجلودي، عن الجوهري، عن قيس ابن حفص، عن حسين الاشقر، عن عمر بن عبد الغفار، عن إسحاق بن الفضل الهاشمي قال: كان من دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام " اللهم إني أعوذ بك أن اعادي لك وليا أو اوالي لك عدوا، أو أرضى لك سخطا أبدا، اللهم من صليت عليه فصلوتنا عليه، ومن لعنته فلعنتنا عليه، اللهم من كان في موته فرح لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه، وأبدل لنا من هو خير لنا منه حتى ترينا من علم الاجابة ما نتعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين " (1). 11 - مكا: عن معاذ بن جبل قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إلى عبد الله بن سلام وعنده جماعة من أصحابه، فحضر فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا عبد الله أخبرني عن عشر كلمات علمهن الله عزوجل إبراهيم يوم قذف في النار، أتجدهن في التوراة مكتوبا ؟ فقال عبد الله: يا نبي الله بأبي وامي، هل انزل عليك فيهن شئ ؟ فاني أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات، وهي عشر دعوات فيهن اسم الله الاعظم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل علمهن الله تعالى موسى ؟ فقال: ما علمهن الله تعالى غير إبراهيم الخليل عليه السلام. فقال النبي صلى الله عليه وآله: وما تجد ثوابها في التوراة ؟ فقال عبد الله: يا رسول الله ومن يستطيع أن يبلغ ثوابها، غير أني أجد في التوراة مكتوبا: ما من عبد من الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه، إلا جعل النور في بصره، واليقين في قلبه وشرح صدره للايمان، وجعل له نورا من مجلسه إلى العرش يتلالا، ويباهي به ملائكته في كل يوم مرتين، ويجعل الحكمة في لسانه، ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصا عليه، ويفقهه في الدين، ويقذف له المحبة في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر، وفتنة الدجال، ويؤمنه من الفزع الاكبر يوم القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه الله ويعطيه ما يعطي الانبياء بكرامته، ولا يخاف إذا خاف الناس، ولا يحزن إذا حزن الناس، ويكتب عند الله صديقا، ويحشر يوم

 

(1) مجالس المفيد: 106.

 

[356]

القيامة، وقلبه ساكن مطمئن، وهو ممن يكسى مع إبراهيم يوم القيامة. ولا يسأل بتلك الدعوات شيئا إلا أعطاه الله، ولو أقسم على الله لابر قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال، وله أجر كل شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا. قال النبي صلى الله عليه وآله: وما دار الجلال يا ابن سلام ؟ قال: جنة عدن، وهو موضع عرش الرحمن، رب العزة، وهي في جوار الله، قال ابن سلام: فعلمنا يا رسول الله ومن علينا كما من الله عليك، قال النبي صلى الله عليه وآله: خروا لله سجدا قال: فخروا سجدا فلما رفعوا رؤوسهم قال النبي صلى الله عليه وآله قوله: " يا الله يا الله يا الله، أنت المرهوب منك جميع [خلقك] يا نور النور أنت الذي احتجبت دون خلقك فلا تدرك نورك نور، يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع الذي ارتفعت فوق عرشك من فوق سمائك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك، يا نور النور، قد استنار بنورك أهل سمائك، واستضاء بضوئك أهل أرضك. يا الله يا الله يا الله أنت الذي لا إله غيرك، تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعظمت عن أن يكون لك ولد، وتكرمت عن أن يكون لك شبيه، وتجبرت عن أن يكون لك ضد، فأنت الله المحمود بكل لسان، وأنت المعبود في كل مكان، وأنت المذكور في كل أوان وزمان، يا نور النور، كل نور خامد لنورك يا مليك كل مليك، يفنى غيرك يا دائم، كل حي يموت غيرك. يا الله يا الله يا الله الرحمن الرحيم، ارحمني رحمة تطفئ بها غضبك، وتكف بها عذابك، وترزقني بها سعادة من عندك، وتحلني بها دارك التي تسكنها خيرتك من خلقك، يا أرحم الراحمين. يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه يا رباه، ويا سيداه ويا أملاه، ويا غاية رغبتاه، أسئلك يا الله يا الله يا الله أن لا تشوه خلقي في النار ".


 

[357]

قال: يا رسول الله وما ثواب من قال هذه الكلمات ؟ قال: هيهات هيهات انقطع القلم، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ذلك إلى يوم القيامة، لما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا، وذكر عليه السلام لهذه الكلمات ثوابا وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها ههنا، اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل (1). 12 - مكا: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله " اللهم إني أسألك العافية، وشكر العافية، وتمام العافية في الدنيا والاخرة " (2). 13 - ضا: دعاء " اللهم إنك كنت قبل الازمان، وقبل الكون والكينونية والكائن، وعلمت بما تريد أن تكون قبل تكوين الاشياء، وكان علمك السابق فيما تريد أن تكون قبل التكوين والعلم، فعلمك دائبة غير مكتسب، لم تزل كنت عالما موجودا والجهل عنك. نافيا فأنت بادي الابد، وقادم الازل، ودائم القدم لا توصف بصفات، ولا تنعت بوصف، ولا تلحق بالحواس، ولا تضرب فيك الامثال ولا تقاس بقياس، ولا تحد بحدود، ليس لك مكان يعرف، ولا لك موضع ينال، لا فوقك منتهى، ولا عنك انتهاء، ولا خلفك إدراك، ولا أمامك مصادف، بل أين توجه الواجهون فأنت هناك لم تزل، لا يحيط بك الاشياء، بل تحيط بالاشياء محتوبها محتجب عن رؤية المخلوقين، وهم عنك غير محتجبين، ترى ولا ترى، وأنت في الملاء الاعلى تسمع وترى، وتعلم ما يخفى، وأخفى، فتباركت وتعاليت عما يقولون علوا كبيرا. دعاء آخر لي " اللهم أنت، أنت كما أنت حيث أنت، لا يعلم أحد كيف أنت، إلا أنت، لا تحول عما كنت في الازل حيث كنت، ولا تزول ولا تولي أوليتك مثل آخريتك، وآخريتك مثل أوليتك، إذا افني الخلائق واظهر الحقائق لا يعرف بمكانك ملك مقرب، ولا نبي مكرم، ولا أحد يعرف أينيتك، ولا كيفيتك ولا كينونيتك، فأنت الاحد الابد، وملكك سرمد، وسلطانك لا ينقضى، لا لك زوال، ولا لملكك نفاد، ولا لسلطانك تغير، ملكك دائم، وسلطانك قديم، منك وبك

 

(1) مكارم الاخلاق. 395 - 397. (2) مكارم الاخلاق: 405.

 

[358]

لا بأحد ولا من أحد، لانك لم تزل كنت الازل بك لا أنت به، أنت الدوام لم تزل سبحانك وتعاليت عما يقولون علوا كبيرا. دعاء حسن بليغ لى: " اللهم إني أتوسل إليك في يوم فقرى وفاقتي، عند تحيري وعند انقطاع حجتي بحبك وبحبيبك، وبالذي اتخذت إبراهيم من أجله خليلا، وكلمت موسى من كرامته في طور سيناء من ورائه بكلام، ونفخت في مريم به من روحك، وهو نورك الساطع، وضياؤك اللامع، أنور نورا، وأشرق سناء، وأضوء ضياء، وأعز من خلقت، وأفضل من فطرت، وأول من ابتدعت، وآخر من أظهرت، روحك ونورك وقدسك، به كون الاولين والاخرين، وختام رسلك، وافتتاح أنبيائك محجتك الكبرى، وآيتك العظمى، وآياتك الاسنى، وبابك القصوى، وحجابك الادنى، وكلمتك العليا، مدينة علمك، ومعدن حكمتك، ومنتهى سرك، ميثاق الانبياء، وعهد الشهداء، من أثبت المرسلين، أصل الاوصياء وفرع الاتقياء أكرم البررة، وصافي الصفوة. خير الثقلين، وأكرم من في الخافقين، إلى عين المشرقين، وما في المغربين سيد من مضى من الاولين، وسيد من بقى من الاخرين، الخالص المخلص الصفوة الصفوة السيد البر، تاج الانبياء، وإكليل الرسل وفخر الثقلين وافتخار الملائكة علم الهدى، وطود التقى، والنور في الدجى، القمر الباهر، والنجم الزاهر والكوكب الدرى، ميزان العدل، والصراط المستقيم، منار دين الله، وقناديل الرسل، وأركان الدين الاعلى، وعمد الاسلام، مهابط الوحي. آلك وأهلك وأحباؤك وامناؤك وأصفياؤك ونجباؤك ونخباؤك ونقباؤك وأتقياؤك وشهداؤك وخلفاؤك وكرماؤك وحلماؤك وعرفاؤك، وحكماؤك وعلماؤك وادباؤك وامناؤك ونظراؤك وشفعاؤك وعظماؤك. ثم بخليلك الذي سميته باسمك، وفرضت طاعته على عبادك، وافترضت مودته على خلقك، ثم آل طه ويس، والحواميم والطواسين، وكهيعص ذكرك


 

[359]

الحكيم، ورحمتك البسيط، نجاة المؤمنين، وهلاك الكافرين، وجهك الكريم الذي لا ينكى ولا يفنى، ولا يهلك مع الهالكين، وجنبك الاوجب، ويدك العليا وعينك الاوفى، صاحب ميم وعين، وفاوح وى وهي، هم البررة الغرى الخيرة فصلوات الله عليهم وعلى ذريتهم وسلم تسليما. اللهم إني بهم وبك وبك وبهم، ولهم ولك ولك ولهم، اللهم فصل عليهم وعلى آلهم وسلم تسليما اللهم إنك تعلم من حقهم ما لا أعلم أنا، فتعرف من فضلهم ما لا أعرف أنا. اللهم إني أسألك بهم وبحقهم وبفضلهم وبشرفهم أن تصلي على محمد وعليهم وعلى آلهم وسلم تسليما وأن تقضي حاجتي، صغيرها وكبيرها من حوائج الدنيا والاخرة، ما لك فيه رضا ولي فيها صلاح. اللهم إني أسألك بواجب حقك وحقهم علينا، وبما لديك من فضلهم و حرمتهم عندك أن تصلى عليهم وعلى آلهم وسلم تسليما، وأن تغفر لنا جميع ما قد علمت منا من ذنوبنا صغيرها وكبيرها، وسرها وعلانيتها، وما قد أحصيت علينا مما قد نسينا مغفرة عزما. اللهم إني أسألك بهم صلى الله عليهم من جميع كرامتك، وجميع خيرك وجميع عافيتك وما قد سألوهم عليهم السلام، وأعوذ من جميع الافات والعاهات، وشر كل ذي شر وشر ما قد استعاذوا هم يا رحمن يا رحيم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين وصلى الله على سيد الاولين والاخرين، وعلى أخيه ووصيه أمير المؤمنين وسلم تسليما، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 14 - كشف: من دلائل الحميري، عن أبي هاشم الجعفري قال: كتب إلى أبي محمد عليه السلام بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء، فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء " يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين ويا عز الناظرين، ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صل على محمد وآل محمد، وأوسع لي في رزقي، ومدلي في عمري، وامنن علي برحمتك، واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري ".


 

[360]

قال أبو هاشم: فقلت في نفسي: " اللهم اجعلني في حزبك، وفي زمرتك " فأقبل علي أبو محمد فقال: أنت في حزبه وفي زمرته، إذ كنت بالله مؤمنا ولرسوله مصدقا ولاوليائه عارفا ولهم تابعا، فأبشر ثم أبشر (1) 15 - كش: طاهر بن عيسى الوراق، عن جعفر بن محمد بن أيوب، عن صالح ابن أبي حماد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن زيد الشحام قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: علمني دعاء، قال: اكتب " بسم الله الرحمن الرحيم يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل، ويا من أعطى من سأله تحننا ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه، صل على محمد وأهل بيته، وأعطني بمسألتك خير الدنيا وجميع خير الاخرة، فانه غير منقوص لما أعطيت، وزدني من سعة فضلك يا كريم ". ثم رفع يده فقال: " يا ذا المن والطول، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا النعماء والجود، ارحم شيبتي من النار " ثم وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إلا وقد امتلا ظهر كفه دموعا (2). 16 - جع: دعاء مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء وسوء القدر، وسوء المنظر في الاهل والمال والولد ". ومن دعائه " اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني، وفقر يسيئني (3) وهوى يرديني، وعمل يخزيني، وجار يؤذيني ". ومن دعائه " اللهم اجعلنا مشغولين بأمرك، آمنين بوعدك آيسين من خلقك آنسين بك مستوحشين من غيرك، راضين بقضائك، صابرين على بلائك، شاكرين على نعمائك، متلذذين بذكرك، فرحين بكتابك، مناجين بك آناء الليل والنهار ومستعدين للموت، مشتاقين إلى لقائك، متبغضين للدنيا، محبين للاخرة، وآتنا

 

(1) كشف الغمة ج 3 ص 299. (2) رجال الكشى: 315. (3) يشيننى ظ، وفى المصدر: ينسيني.

 

[361]

ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد (1). دعاء " اللهم اجعل خيرا أعمارنا خواتمه، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه " (2). 17 - بشا: أبو علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن عبد الحميد، عن محمد بن عمرو بن عتبة، عن الحسن بن المبارك عن العباس بن عامر، عن مالك الاحمسي، عن سعد بن ظريف، عن ابن نباتة قال: كنت أركع عند باب أمير المؤمنين عليه السلام وأنا أدعو الله إذ خرج أمير المؤمنين فقال: يا أصبغ، قلت: لبيك قال: أي شئ كنت تصنع ؟ قلت: ركعت وأنا أدعو، قال أفلا اعلمك دعاء سمعته من رسول الله ؟ قلت بلى، قال: قل: " الحمد لله على ما كان، والحمد لله على كل حال " ثم ضرب بيده اليمنى على منكبه الايسر، وقال: يا أصبغ لان ثبتت قدمك، وتمت ولايتك، وانبسطت يدك، الله أرحم بك من نفسك (3). 18 - عو: روي أن النبي صلى الله عليه وآله كان يدعو دائما بهذا الدعاء " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقوانا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ". 19 - من خط الشهيد ره: قيل من أحسن الدعاء: اللهم اجعل خير عمرى آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم لقائك، اللهم لا تمتني في غمرة ولا تأخذني على غرة ولا تجعلني من الغافلين، اللهم وسع على في الدنيا، وزهدني فيها، ولا تزوها عنى، ولا ترغبني فيها، وأحيني سعيدا وتوفني شهيدا. * (هامش ص 361) * (1 و 2) جامع الاخبار: 154. (2) بشارة المصطفى: 117.


 

[362]

اللهم إني أعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري، وأعوذ بك أن أقر لمعصيتك لضر نزل بي، اللهم إني أعوذ بك أن تؤد بني بعقوبتك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز، ولا إلى الناس فنضيع، اللهم اجعل خير عملي ما قارب أجلى، اللهم أصبح ذي مستجيرا بعزك، وأصبح خوفي مستجيرا بأمنك، وأصبح ظلمي مستجيرا بعفوك وأصبح جهلى مستجيرا بحلمك، وأصبح فقري مستجيرا بغناك، وأصبح وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الجميل الكريم، اللهم أصبحت لا يمنعني منك أحدا إن أنت أردتني، ولا يعطيني أحد إن أنت حرمتني، اللهم لا تحرمني لقلة شكري ولا تمنعني لقلة صبري. 20 - دعوات الراوندي: قال داود بن زربي: سمعت أبا الحسن الاول عليه السلام يقول: اللهم إني أسألك العافية، وأسألك جميل العافية، وأسألك شكر العافية، وأسألك شكر شكر العافية. وكان النبي صلى الله عليه وآله يدعو ويقول: أسئلك تمام العافية، ثم قال: تمام العافية الفوز بالجنة، والنجاة من النار. وروي أن علي بن سالم الجعفي قال لابي جعفر عليه السلام: ادع لي، فقال: اللهم أحيه محيانا، وأمته مماتنا، واسلك به سبيلنا. قال: فاستشهد. وقال الصادق عليه السلام: من قال سبعين مرة: " يا أسمع السامعين، يا أبصر المبصرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين " فأنا ضامن له في دنياه وآخرته وأن يلقاه الله ببشارة عند الموت، وله بكل كلمة بيت في الجنة. وقال: سمعت الصادق عليه السلام: يقول: " سبحان من لا يستأنس بشئ أبقاه ولا يستوحش من شئ أفناه. 21 - الدر المنثور: عن أبي اليسر أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو بهؤلاء الكلمات السبع يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق والهدم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا.


 

[363]

22 - مهج: روى ابن عباس أنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فرأيته ضاحكا مسرورا، فقلت: ما الخبر ؟ فداك أبي وأمي يا رسول الله ؟ فقال: يا ابن عباس أتاني جبرئيل عليه السلام وبيده صحيفة مكتوب فيها كرامة لي ولامتي خاصة فقال لي: خذها يا محمد، واقرء ما فيها وعظمه ! فانه كنز من كنوز الاخرة وهذا دعاء أكرمك الله عزوجل به، ولامتك، فقلت له: وما هويا جبرئيل ؟ فقال صلى الله عليه وعلى جميع الملائكة المقربين: سبحان الله وبحمده - وهو الدعاء الذي قد تقدم ذكره إلى سبحان الله العظيم (1). فقلت: يا جبرئيل وما ثواب من يدعو بهذا الدعاء ؟ فقال: يا محمد سألتني عن ثواب لا يعلمه إلا الله تعالى، لو صارت البحار مدادا، والاشجار أقلاما، وملائكة السماوات كتابا، وكتبوا بمقدار الدنيا ألف مرة لفني المداد، وتكسرت الاقلام لم يكتبوا العشر من ذلك، يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا ما من عبد ولا أمة يدعو بهذا الدعاء إلا كتب الله عزوجل له ثواب أربعة من الانبياء، وأربعة من الملائكة، فأما الانبياء فأولا ثوابك يا محمد، وثواب عيسى، وثواب موسى، وثواب إبراهيم [وثواب نوح] عليهم السلام وأما الملائكة فأولا ثوابي، وثواب إسرافيل وثواب ميكائيل، وثواب عزرائيل. يا محمد ما من رجل أو امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره عشرين مرة، فان الله تبارك وتعالى لا يعذبه بنار جهنم، ولو كان عليه من الذنوب زبد البحر، وقطر الامطار، وعدد النجوم، وزنة العرش والكرسي، واللوح والقلم، والرمل والشعر والوبر، وخلق الجنة والنار، لغفر الله ذلك له، ويكتب له بكل ذنب ألف حسنة. يا محمد وإن كان به هم أو غم أو سقم أو مرض أو عرض أو عطش أو فزع، وقرأ هذا الدعاء، ثلاث مرات، قضاالله عزوجل له حاجته، ومن كان في موضع يخاف الاسد والذئب أو أراد الدخول على سلطان جائر، فان الله تبارك وتعالى يمنع عنه كل سوء ومحذور وآفة، بحوله وقوته، ومن قرأه في حرب مرة واحدة قواه * (هامش ص 363) * (1) لم نجد ذكره في كتاب المهج.


 

[364]

الله عزوجل قوة سبعين من أصحاب المحاربين، ومن قرأه على صداع أو شقيقة أو وجع البطن أو ضربان العين أو لدغ الحية أو العقرب كفاه الله جميع ذلك. يا محمد من لا يؤمن بهذا الدعاء فهو برئ مني، ومن ينكره فانه تذهب عنه البركة. قال الحسن البصري: ما خلف رسول الله صلى الله عليه وآله لامته بعد كتاب الله عزوجل أفضل من هذا الدعاء. قال سفيان: كل من لا يعرف حرمة هذا الدعاء فانه مخاطر. قال النبي صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل لاي شئ فضل هذا الدعاء على سائر الادعية ؟ قال: لان فيه اسم الله الاعظم، ومن قرأه زاد في ذهنه وحفظه وعلمه وعمره وصحته في بدنه أضعافا كثيرة، ويدفع الله عزوجل عنه تسعين آفة من آفات الدنيا وسبع مائة من آفات الاخرة. ثم أجر الدعا الاول والحمد لله كثيرا. صفة أجر الدعا الثاني: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: نزل جبرئيل عليه السلام وكنت اصلي خلف المقام، قال: فلما فرغت استغفرت الله عزوجل لامتي، فقال لي جبرئيل عليه السلام: يا محمد أراك حريصا على امتك، والله تعالى رحيم بعباده، فقال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: يا أخي أنت حبيبي وحبيب امتى، علمني دعاء تكون امتي يذكروني من بعدي. فقال لي جبرئيل عليه السلام: اوصيك أن تأمر امتك أن يصوموا ثلاثة أيام البيض من كل شهر: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر واوصيك يا محمد أن تأمر امتك أن تدعوا بهذا الدعاء الشريف، وإن حملة العرش يحملون العرش ببركة هذا الدعاء، وببركته أنزل إلى الارض وأصعد إلى السماء، وهذا الدعاء مكتوب على أبواب الجنة، وعلى حجراتها، وعلى شرفاتها، وعلى منازلها وبه تفتح أبواب الجنة وبهذا يحشر الخلق يوم القيامة بأمر الله عزوجل. ومن قرأ هذا الدعاء من امتك يرفع الله عزوجل عنه عذاب القبر، ويؤمنه


 

[365]

من الفزع الاكبر، ومن آفات الدنيا والاخرة ببركته، ومن قرأه ينجيه من عذاب النار. ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل عن ثواب هذا الدعاء، قال جبرئيل عليه السلام: يا محمد قد سألتني عن شئ لا أقدر على وصفه، ولا يعلم قدره إلا الله، يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلاما، والبحار مدادا، والخلائق كتابا لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء، ولا يقرء هذا عبد وأراد عتقه إلا أعتقه الله تبارك وتعالى، وخلصه من رق العبودية، ولا يقرؤه مغموم إلا فرج الله همه وغمه. ولا يدعو به طالب حاجة إلا قضاها الله عزوجل له في الدنيا والاخرة إنشاء الله ويقيه الله موت الفجاءة، وهول القبر، وفقر الدنيا، ويعطيه الله تبارك وتعالى الشفاعة يوم القيامة، ووجهه يضحك، ويدخله الله عزوجل ببركة هذا الدعاء دار السلام، ويسكنه الله في غرف الجنان، ويلبسه من حلل الجنة التى لا يبلى. ومن صام وقرأ هذا الدعاء كتب الله عزوجل له مثل ثواب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وإبراهيم الخليل وموسى الكليم، وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين. قال النبي صلى الله عليه وآله: لقد عجبت من كثرة ما ذكر جبرئيل عليه السلام في فضل هذا الدعاء وشرفه وتعظيمه وما ذكر فيه من الثواب لقارئ هذا الدعاء. ثم قال جبرئيل: يا محمد ليس أحد من امتك يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إلا حشره الله يوم القيامة ووجهه يتلالا مثل القمر ليلة تمامه، فيقول الناس: من هذا أنبي هو ؟ فتخبرهم الملائكة بأن ليس هذا نبيا ولا ملكا بل هذا عبد من عبيدالله من ولد آدم قرأ في عمره مرة واحدة هذا الدعاء، فأكرمه الله عزوجل بهذه. ثم قال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: يا من قرأ هذا الدعاء خمس مرات حشر يوم القيامة، وأنا واقف على قبره ومعي براق من الجنة، ولا أبرح، واقفا حتى يركب على ذلك البراق، ولا ينزل عنه إلا في دار النعيم خالد مخلد، ولا حساب عليه، في جوار إبراهيم عليه السلام وفي جوار محمد صلى الله عليه وآله، وأنا أضمن لقارئ هذا الدعاء من ذكر أو انثي أن الله تعالى لا يعذبه، ولو كان عليه ذنوب أكثر من زبد


 

[366]

البحر، وقطر المطر، وورق الشجر، وعدد الخلائق من أهل الجنة وأهل النار، وإن الله عزوجل يأمر أن يكتب بهذا الذي يدعو لهذا الدعاء ثواب حجة مبرورة، وعمرة مقبولة. يا محمد ومن قرأ هذا الدعاء وقت النوم خمس مرات على طهارة فانه يراك في منامنه، وتبشره بالجنة، ومن كان جائعا أو عطشانا ولا يجد ما يأكل ولا ما يشرب، أو كان مريضا فيقرأ هذا الدعاء فان الله عزوجل يفرج عنه ما هو فيه ببركته، ويطعمه ويسقيه، ويقضي له حوائج الدنيا والاخرة. ومن سرق له شئ أو أبق له عبد فيقوم ويتطهر ويصلي ركعتين أو أربع ركعات، ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة الاخلاص وهي قل هو الله أحد مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء، ويجعل الصحيفة بين يديه، أو تحت رأسه فان الله تعالى يجمع المشرق والمغرب، ويرد العبد الابق ببركة هذا الدعاء إنشاء الله تعالى. وإن كان يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه، فيجعله الله في حرز حريز، ولا يقدر عليه أعداؤه وما من عبد قرأه وعليه دين إلا قضاه الله عزوجل وسهل له من يقضيه عنه إن شاء الله تعالى ومن قرأه على مريض شفاه الله ببركته فان قرأه عبد مؤمن مخلص لله عزوجل على جبل لتحرك الجبل باذن الله تعالى ومن قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء. ولا تعجب من هذا الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء، فان فيه اسم الله تعالى الاعظم، وإنه إذا قرأه القارئ وسمعه الملائكة والجن والانس فيدعون لقاريه وإن الله تعالى يستجيب منهم دعاءهم وكل ذلك ببركة الله عزوجل، وببركة هذا الدعاء، وإن من آمن بالله وبرسوله، وبهذا الدعاء فيجب أن لا يغاش قلبه بما ذكر في هذا الدعاء، فان الله يرزق من يشاء بغير حساب ومن قرأ وحفظه أو نسخه فلا يبخل به على أحد من المسلمين. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما قرأت هذا الدعاء في غزاة إلا ظفرت، ببركته على


 

[367]

أعدائي، وقال عليه السلام: من قرأء هذا الدعاء اعطي نور الاولياء في وجهه، وسهل له كل عسير ويسير، ويسر له كل يسير. وقال الحسن البصري: لقد سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفه ولو أن من يقرأه ضرب برجله على الارض لتحركت الارض. وقال سفيان الثوري: ويل لمن لا يعرف حق هذا الدعاء، فان من عرف حقه وحرمته كفاه الله عزوجل كل شدة، وسهل له جميع الامور، ووقاه كل محذور، ودفع عنه كل سوء، ونجاه من كل مرض وعرض، أزاح الهم والغم عنه. فتعلموه وعلموه، فان فيه خير الكثير. وهو هذا الدعاء الموصوف، هو الدعاء الثاني في هذا الكتاب: " سبحان الله العظيم وبحمده من إله ما أقدره وسبحانه من قدير ما أعظمه وسبحانه من عظيم ما أجله، وسبحانه من جليل ما أمجده، وسبحانه من ماجد ما أرأفه، وسبحانه من رؤف ما أعزه، وسبحانه من عزيز ما أكبره، وسبحانه من كبير ما أقدمه، وسبحانه من قديم ما أعلاه، وسبحانه من عال ما أسناه. وسبحانه من سني ما أبهاه، وسبحانه من بهي ما أنوره، وسبحانه من منير ما أظهره، وسبحانه من ظاهر ما أخفاه، وسبحانه من خفي ما أعلمه، وسبحانه من عليم ما أخبره، وسبحانه من خبير ما أكرمه، وسبحانه من كريم ما ألطفه، وسبحانه من لطيف ما أبصره، وسبحانه من بصير ما أسمعه. وسبحانه من سميع ما أحفظه، وسبحانه من حفيظ ما أملاه، وسبحانه من ملي ما أهداه، وسبحانه من هاد ما أصدقه، وسبحانه من صادق ما أحمده، وسبحانه من حميد ما أذكره، وسبحانه من ذاكر ما أشكره، وسبحانه من شكور ما أوفاه وسبحانه من وفي ما أغناه، وسبحانه من غني ما أعطاه. وسبحانه من معط ما أو سعه، وسبحانه من واسع ما أجوده، وسبحانه من جواد ما أفضله، وسبحانه من مفضل ما أنعمه، وسبحانه من منعم ما أسيده وسبحانه من سيد ما أرحمه، وسبحانه من رحيم ما أشده، وسبحانه من شديد ما


 

[368]

أقواه، وسبحانه من قوي ما أحكمه، وسبحانه من حكيم ما أبطشه. وسبحانه من باطش ما أقومه، وسبحانه من قيوم ما أحمده، وسبحانه من حميد ما أدومه، وسبحانه من دائم ما أبقاه، وسبحانه من باق ما أفرده، وسبحانه من فرد ما أوحده، وسبحانه من واحد ما أصمده، وسبحانه من صمد ما أملكه وسبحانه من مالك ما أولاه، وسبحانه من ولي ما أعظمه. وسبحانه من عظيم ما أكمله، وسبحانه من كامل ما أتمه، وسبحانه من تام ما أعجبه، وسبحانه من عجيب ما أفخره، وسبحانه من فاخر ما أبعده، وسبحانه من بعيد ما أقربه، وسبحانه من قريب ما أمنعه، وسبحانه من مانع ما أغلبه وسبحانه من غالب ما أعفاه، وسبحانه من عفو ما أحسنه. وسبحانه من محسن ما أجمله، وسبحانه من جميل ما أقبله، وسبحانه من قابل ما أشكره، وسبحانه من شكور ما أغفره، وسبحانه من غفور ما أكبره وسبحانه من كبير ما أجبره، وسبحانه من جبار ما أدينه، وسبحانه من ديان ما أقضاه، وسبحانه من قاض ما أمضاه، وسبحانه من ماض ما أنفذه. وسبحانه من نافذ ما أرحمه، وسبحانه من رحيم ما أخلقه، وسبحانه من خالق ما أقهره، وسبحانه من قاهر ما أملكه، وسبحانه من ملك ما أقدره، و سبحانه من قادر ما أرفعه، وسبحانه من رفيع ما أشرفه، وسبحانه من شريف ما أرزقه وسبحانه من رازق ما أقبضه، وسبحانه من قابض ما أبداه. وسبحانه من باد ما أقدسه، وسبحانه من قدوس ما أطهره، وسبحانه من طاهر ما أزكاه، وسبحانه من زكي ما أبقاه، وسبحاه من باق ما أعوده وسبحانه من عواد ما أفطره، وسبحانه من فاطر ما أوهبه،، وسبحانه من وهاب ما أتوبه وسبحانه من تواب ما أسخاه، وسبحانه من سخي ما أبصره. وسبحاه من بصير ما أسلمه، وسبحانه من سلام ما أشفاه، وسبحانه من شاف ما أنجاه، وسبحانه من منج ما أبره، وسبحانه من بار ما أطلبه، وسبحانه من طالب ما أدركه، وسبحانه من مدرك ما أشده، وسبحانه من شديد ما أعطفه


 

[369]

وسبحانه من متعطف (1) ما أعدله، وسبحانه من عادل ما أتقنه. وسبحانه من متقن ما أحكمه، وسبحانه من حكيم ما أكفله، وسبحانه من كفيل ما أشهده، وسبحانه وهو الله العظيم وبحمده، الحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، دافع كل بلية، وهو حسبي ونعم الوكيل. قال سفيان الثوري: ويل لمن لا يعرف حرمة هذا الدعاء ! فان من عرف حق هذا الدعاء وحرمته، كفاه الله عزوجل كل شدة وصعوبة، وآفة ومرض وغم، فتعلموه وعلموه ففيه البركة والخير والكثير في الدنيا والاخرة إنشاء الله (2). 23 - ومن ذلك: دعاء علمه جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله وجدت في كتاب عتيق تاريخ كتابته أكثر من مائتي سنة إلى تاريخ سنة خمسين وستمائة قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله ومعه ميكائيل وإسرافيل عليهما السلام، وقالوا: يا رسول الله إن الله تعالى أكرمك وامتك في الدنيا والاخرة بهذه الاسماء، فطوبى بك ولامتك، ولمن يوفق الله جل جلاله أن يدعو بهذا الدعاء، فإنه عظيم جليل وهو من كنوز العرش، دخل فيه أسامي الرب جل جلاله كلها التي خلق بها الخلائق كلها أجمعين، وأهل السماوات وأهل الارضين، والجنة والنار، والشمس والقمر والنجوم، والجبال ومن في البر والبحر، من الدواب والهوام والوحوش والاشجار، وما في البحور من الخلائق والعجائب التي ليس لاحد علم فيه إلا الذي خلقهم، فلا تعلم هذا الدعاء إلا الخيار من امتك لانه جرى في حكم الله وعلمه أن يستجيب لمن دعابه مرة واحدة وهذا الدعاء. " اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا ذكرت به تزعزعت منه السماوات وانشقت منه الارضون، وتقطعت منه السحاب، وتصدعت منه القلوب، وتزلزلت منه الجبال، وجرت منه الرياح، وانتقصت منه البحار، واضطربت منه الامواج * (هامش ص 369) * (1) من عطوف خ. (2) مهج الدعوات ص 98 - 106.


 

[370]

وغارت منه النفوس، ووجلت منه القلوب، وزلت منه الاقدام، وصمت منه الاذان وشخصت منه الابصار، وخشعت منه الاصوات، وخضعت له الرقاب، وقامت له الارواح، وسجدت له الملائكة وسبحت له، وارتعدت له الفرائص، واهتز له العرش ودانت له الخلائق. وبالاسم الذي وضع على الجنة فازلفت، وعلى الجحيم فسعرت، وعلى النار فتوقدت، وعلى السماء فاستقلت، وقامت بلا عمد ولا سند، وعلى النجوم فتزينت، وعلى الشمس فأشرقت، وعلى القمر فأنار وأضاء، وعلى الارض فاستقرت، وعلى الجبال فأرست، وعلى الرياح فذرت، وعلى السحاب فأمطرت وعلى الملائكة فسبحت، وعلى الانس والجن فأجابت، وعلى الطير والنمل فتكلمت، وعلى الليل فأظلم، وعلى النهار فاستنار، وعلى كل شئ فسبح. وبالاسم الذي استقرت به الارضون على قرارها، والجبال على أماكنها [مناكبها] والبحار على حدودها، والاشجار على عروقها، والنجوم على مجاريها، والسماوات على بنائها، وحملت الملائكة عرش الرحمن بقدرة ربها، وبالاسم القدوس القديم المتقدم المختار الجبار المتكبر الكبير المتعظم العزيز المهيمن الملك المقتدر الحميد المجيد الصمد المتوحد، المتفرد الكبير المتعال. وبالاسم المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه الطاهر المطهر المبار ك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزير الجبار المتكبر الخالق الباري المصور. الاول والاخر والظاهر والباطن، والكائن قبل كلي شي، والمكون لكل شئ، والكائن بعد فناء كل شي، ولم يزل لا يزال، ولا يفنى ولا يتغير، نور في نور، ونور على نور، ونور فوق كل نور، ونور يضئ به كل نور، وبالاسم الذي سمى به نفسه، واستوى به على عرشه، فاستقر به على كرسيه، وخلق به ملائكته وسماواته، وأرضه، وجنته وناره، وابتدع به خلقه، واحدا أحدا فردا صمدا كبيرا متكبرا عظميا متعظما عزيزا مليكا مقتدرا قدوسا متقدسا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.


 

[371]

وبالاسم الذي لم يكتبه لاحد من خلقه صدق الصادقون وكذب الكاذبون. وبالاسم الذي هو مكتوب في راحة ملك الموت الذي إذا نظرت إليه الارواح تطايرت، وبالاسم الذي هو مكتوب على سرادق عرشه من نور لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبالاسم المكتوب في سرادق المجد، وبالاسم المكتوب في سرادق البهاء وبالاسم المكتوب في سرادق العظمة، وبالاسم المكتوب في سرادق الجلال، وبالاسم المكتوب في سرادق العز، وبالاسم المكتوب في سرادق الخالق النصير، رب الملائكة الثمانية، ورب العرش العظيم. وبالاسم الاكبر الاكبر الاكبر، وبالاسم الاعظم الاعظم المحيط بملكوت السموات والارض، وبالاسم الذي أشرقت به الشمس، وأضاءبه القمر وسجرت به البحار، ونصبت به الجبال، وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي وبالاسماء المقدسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عنده. وبالاسم الذي كتب على ورق الزيتون فالقي في النار فلم يحترق، وبالاسم الذي مشى به الخضر عليه السلام على الماء فلم يبتل قدماه، وبالاسم الذي تفتح به أبواب السماء، وبه يفرق كل أمر حكيم، وبالاسم الذي ضرب موسى بعصاه البحر فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، وبالاسم الذي كان عيسى بن مريم يحيي به الموتى، ويبرئ به الاكمه، والابرص، باذن الله، وبالاسماء التي يدعو بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل و، عزرائيل، وحملة العرش والكروبيون ومن حولهم من الملائكة والروحانيون الصافون المسبحون. وبأسمائه التي لا تنسى، وبوجهه الذي لا يبلى، وبنوره الذي لا يطفى، وبعزته التي لا ترام، وبقدرته التي لا تضام، وبملكه الذي لا يزول، وبسلطانه الذي يا يتغير، والعرش الذي لا يتحرك، والكرسي الذي لا يزول، وبالعين التي لا تنام، وباليقظان الذي لا يسهو، وبالحي الذي لا يموت، وبالقيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. وبالذي تسبح له السماوات والارضون بأطرافها، والبحار بأمواجها


 

[372]

والحيتان في بحارها، والاشجار بأغصانها، والنجوم بزينتها، والوحوش في قفارها، والطير في أوكارها، والنحل في أجحارها، والنمل في مساكنها، والشمس والقمر في أفلاكها، وكل شئ يسبح بحمد ربه. فسبحانه يميت الخلائق ولا يموت، ما أبين نوره وأكرم وجهه وأجل ذكره وأقدس قدسه، وأحمد حمده، وأنفذ أمره، وأقدر قدرته على ما يشاء، وأنجز وعده تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ليس له شبيه، وليس كمثله شئ له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. وبالاسم الذي قرب به محمدا عليه السلام حتى جاوز سدرة المنتهى، فكان منه كقاب قوسين أو أدنى، وبالاسم الذي جعل النار على إبراهيم بردا وسلاما، ووهب له من رحمته إسحاق، وبرحمته التي اوتي بها يعقوب بالقميص، وألقاه على وجهه فارتد بصيرا، وبالاسم الذي ينشئ السحاب الثقال، ويسبح الرعد بحمده وبالاسم الذي كشف به ضر أيوب، واستجاب به ليونس عليه السلام في ظلمات ثلاث وبالاسم الذي وهب لزكريا يحيى نبيا صلى الله عليه وآله وأنعم على عبده عيسى بن مريم عليهما السلام إذا علمه الكتاب والحكمة، وجعله نبيا مباركا من الصالحين. وبالاسم الذي دعاك به جبرئيل عليه السلام في المقربين، ودعاك به ميكائيل وإسرافيل عليهما السلام فاستجبت لهم وكنت من الملائكة قريبا مجيبا، وباسمك المكتوب في اللوح المحفوظ. وباسمك المكتوب في البيت المعمور، وباسمك المكتوب في لواء الحمد الذي أعطيته نبيك محمدا صلى الله عليه وآله، ووعدته الحوض والشفاعة والمقام المحمود. وباسمك الذي في الحجاب عندك لا يضام حجاب عرشك، وبالاسم الذي تطوى به السماوات كطى السجل للكتاب، وباسمك الذي تقبل به التوبة عن عبادك، وتعفو عن السيئات، وبوجهك الكريم أكرم الوجوه، وبما توارت به الحجب من نورك، وبما استقل به العرش من بهائك.


 

[373]

يا إله محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والاسباط صلى الله عليهم يا رب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ورب النبيين والمرسلين ومنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم. أسئلك بكل اسم هولك: أنزلته في كتاب من كتبك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، يا وهاب العطايايا فكاك الرقاب من النار، وطارد العسر في العسير كن شفيعي إليك إذ كنت دليلى عليك، وبالاسم الذي يحق الحق بكلماته، ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. وبالاسم الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، وبأسمائك المكتوبات على أجنحة الكروبيين، وبأسمائك التي تحيي بها العظام وهى رميم وباسمك الذي دعاك به عيسى بن مريم عليه السلام وبأسمائك المكتوبات على عصى موسى، وباسمك الذي تكلم به موسى عليه السلام على سحرة مصر، فأوحيت إليه: لا تخف إنك أنت الاعلى، وبأسمائك المنقوشات على خاتم سليمان بن داود عليه السلام التي ملك بها الجن والانس والشياطين وأذل به إبليس وجنوده، وبالاسماء التي نجا بها إبراهيم من نار نمرود، وبالاسماء التي رفع بها إدريس عليه السلام مكانا عليا. وبالاسماء المكتوبات على جبهة إسرافيل عليه السلام، وبالاسماء المكتوبات على دار قدسه، وبكل اسم هو لله عزوجل دعا الله به نبي مرسل، وملك مقرب أو عبد مؤمن، وبكل اسم هو لله عزوجل في شئ من كتبه، وبكل اسم هو مخزون في علمه، وبأسمائه المكتوبات في اللوح، وبالاسم الذي خلق به جبلات الخلق كلهم، وباسم الله الاكبر الكبير، الاجل الجليل، الاعز العزيز، الاعظم العظيم، وبأسمائه كلها التي إذا ذكر بها ذلت فرائص ملائكته وسمائه وأرضه وجنته، وناره. وباسمه الاعظم الذي علمه آدم صلى الله عليه في جنات عدن، وصلى الله وملائكته على محمد وآله وعلى جميع أنبياء الله ورسله، اللهم فبحرمة هذه الاسماء، وبحرمة تفسيرها، فانه لا يعلم تفسيرها غيرك، أن تستجيب لي دعائي


 

[374]

وارحم تضرعي، وأدخلني في عبادك الصالحين، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وتوفنا مع الابرار، ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد، وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق، وقيل الحمد لله رب العالمين. قال السيد ره: وهذا الدعاء مما ألهمنا تلاوته عند المهمات، والضرورات ورأيت من الله تعجيل الاجابات والعنايات، ورئي في المنام باقي النهار السلامة من البلاء، وإجابة الدعاء، فكان كما رأى في المنام (1). 24 - مهج: دعاء علمه جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله " يا نور السماوات والارض يا جمال السماوات والارض يا عماد السماوات والارض، يا بديع السماوات والارض، يا ذاالجلال والاكرام، يا صريخ المستصرخين، يا غوث المستغيثين يا منتهى رغبة الراغبين، والمفرج عن المكروبين، والمروح عن المهمومين ومجيب دعوة المضطرين، وكاشف السوء، وأرحم الراحمين، وإله العالمين، منزل به كل حاجة يا أكرم الاكرمين ويا أرحم الراحمين (2) 25 - ومن ذلك: دعاء آخر برواية أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام وقد روى كثيرا من فضائله، أضربت عن ذكرها بالاختصار، إذا لقصد نفس الدعاء: " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله، وباسمه المبتدأ رب الاخرة والاولى، لا غاية ولا منتهى، رب الارض والسماوات العلى الرحمن على العرش استوى، الله عظيم الالاء، دائم النعماء، قاهر الاعداء عاطف برزقه، معروف بلطفه عادل في حكمه، عالم في ملكه، الرحمن الرحيم، رحيم الرحماء، عالم العلماء صاحب الانبياء، غفور الغفراء، قادر على ما يشاء. سبحان الله الملك الواحد الحميد، ذي العرش المجيد، الفعال لما يريد * (هامش ص 374) * (1) مهج الدعوات ص 106 - 112. (2) مهج الدعوات ص 113.


 

[375]

رب الارباب ومسبب الاسباب، وسابق الاسباق، ورازق الارزاق، وخالق الاخلاق قادر على ما يشاء، مقدر المقدور، وقاهر القاهرين، وعادل في يوم النشور، إله الالهة يوم الواقعة، رحيم غفور حليم شكور. الحمد لله الرب العظيم، والحمد لله الملك الرحيم، الاول القديم، خالق العرش والسماوات والارضين، وهو السميع العليم، قابل التوبة، شكور حليم العزيز الرحيم، الاول الاخر، الظاهر الباطن، الدائم القائم، رازق الوحوش والبهائم صاحب العطايا، ومانع البلايا، يشفي السقيم، ويغفر للخاطئين، ويعفو عن النادمين، ويحب الصالحين، ويؤوي الهاربين، ويستر على المذنبين ويؤمن الخائفين. سبحانك لا إله إلا أنت، الكريم المعبود في كل مكان، تغفر الخطايا وتستر العيوب، شكور حليم، عالم بالحدود، منبت الزروع والاشجار، فالق الحبوب، صاحب الجبروت، غني عن الخلق، قاسم الارزاق، علام الغيوب، أنت الذي ليس كمثله شئ، وأنت على كل شئ شهيد. أنت الذي تعفو عن العاصي بعد أن يغرق في الذنوب، أنت الذي كل شئ خلقته ينصرف إليك بالمنسوب، اغفر لي خطيئتي كما قلت " ادعوني أستجب لكم " وأنت بوعدك صدوق، نجني من الهموم والغموم والكروب، أنت غياث كل مكروب، وأنت الذي قلت " لا تقنطوا من رحمتي " وأنت بقولك صادق ليس بمكذوب احفظني من آفات الدنيا والاخرة، وهول يوم اللحود، ولا تفضحني سيدي على رؤس الخلائق في اليوم الموعود. الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا ضد له، ولا ند له، ولا صاحبة له، ولا والد له، ولا ولد له، ولا حد [ود] له، ولا مثال له ولا كفو له، ولا وزير له، ولا شريك له في ملكه. أسألك يا الله يا الله يا الله يا عزيز يا عزيز يا عزيز، أن تريني في منامي ما رجوت منك، وأن تكرمني بمغفرة خطيئتي إنك على ما تشاء قدير يا أرحم الراحمين، ولا حول


 

[376]

ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا حنان يا منان يا سبحان يا غفران يا برهان يا سلطان، يا ذا الجلال والاكرام، أشهد أن كل معبود من دون عرشك إلى قرار أرضك باطل غير وجهك القديم الكريم المعبود، آمنت بك واستغثت بك بحق لا إله إلا أنت أغثني يا أرحم الراحمين (1). 26 - مهج: سليمان بن إبراهيم، عن موسى بن يزيد، عن أنس بن اويس، عن علي بن أبيطالب صلوات الله عليه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من دعا بهذه الاسماء استجاب الله له، والذي بعثني بالحق نبيا لو دعي بهذه الاسماء على صفايح الحديد لذابت ولو دعي بها على ماء جار لجمد حتى يمشي عليه، ولو دعي على مجنون لافاق، ولو دعي على امرأة قد عسر ولدها عليها لسهل الله عليها، ولو دعا بها رجل أربعين ليلة جمعة غفر الله له ما بينه وبين الادميين وبينه وبين ربه. فقال سلمان الفارسي رحمة الله عليه: بأبي أنت وامي يا رسول الله أيعطى الرجل بهذه الاسماء هذا كله ؟ فقال: يا أبا عبد الله [لا تحثوا الناس عليها فاني أخشى أن يتركوا العمل ويتكلوا عليها، ثم قال صلى الله عليه وآله: يا أبا عبد الله] (2) يغفر الله لقائلها ولاهل بيته، ولمؤدب بلده، ولاهل مدينته كلهم إنشاء الله وهذه الاسماء والدعاء: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الله وأنت الرحمن، وأنت الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الاول الاخر الظاهر الباطن الحميد المجيد المبدئ المعيد الودود الشهيد القديم العلي العظيم العليم الصادق الرؤف الرحيم الشكور الغفور العزيز الحكيم. ذو القوة المتين الرقيب الحفيظ ذو الجلال والاكرام العظيم العليم، الغني الولي الفتاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفي الولي الحق المبين الخلاق الرزاق الوهاب التواب الرب الوكيل اللطيف الخبير السميع البصير الديان المتعالى

 

(1) مهج الدعوات ص 113 - 115. (2) ما بين العلامتين ساقط عن الكمبانى. (*)

 

[377]

القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقي الحي الدائم الذي لا يموت القيوم النور الغفار الواحد القهار الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. ذو الطول المقتدر علام الغيوب البدئ البديع القابض الباسط الداعي الظاهر المقيت المغيث الدافع الرافع الضار النافع المعز المذل المطعم المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الحنان المفضل المحيي المميت، الفعال لما يريد. مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب فالق الاصباح، وفالق الحب والنوى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف، أو نذرت من نذر في يومي هذا وليلتي هذه، فمشيتك بين يدي ذلك ما شئت منه كان، وما لم تشأ منه لم يكن فادفع عني بحولك وقوتك، فانه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم بحق هذه الاسماء عندك، صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وتب على وتقبل مني وأصلح لي شأني ويسر اموري ووسع على في رزقي وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك وصن وجهى ويدي ولساني عن مسألة غيرك واجعل لى من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت على كل شئ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا سيد المرسلين محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين (1). 27 - مهج: حدثني صديقي والمواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي الاوي ضاعف الله جل جلاله سعادته وشرف خاتمته، وذكر حديثا عجيبا وسببا غريبا وهو أنه كان قد حدثت له حادثة، فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيها بين

 

(1) مهج الدعوات ص 117 - 119.

 

[378]

كتبه، فنسخ منه نسخة فلما أنسخه فقد الاصل الذي كان قد وجد، ورأيت هذا الدعاء في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل، وفيه زيادة ونقصان، أحضرها ابن الوزير الوراق وذكر أنه اشتراها لولد محمد المقري الاعرج بدرهم ونصف ويمكن أن يكون هذا الدعاء كان موجودا في الكتب وما كان أخي الرضا الاوي يعرف موضعه، فأنعم الله جل جلاله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه رضي الله عنه، ويسمى دعاء العبرات، وسيأتي ذكره وهو: " اللهم إني أسألك يا راحم العبرات، ويا كاشف الكربات، أنت الذي تقشع سحاب المحن (1) وقد أمست ثقالا، وتجلو ضباب الاحن وقد سحبت أذيالا وتجعل زرعها هشيما، وبنيانها هديما، وعظامها رميما وترد المغلوب غالبا والمطلوب طالبا والمقهور قاهرا والمقدور عليه قادرا. إلهي فكم من عبد ناداك " رب إني مغلوب فانتصر " ففتحت له من نصرك أبواب السماء بماء منهمر، وفجرت له من عونك عيونا فالتقى ماء فرجه على أمر قد قدر، وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسر، يا رب إني مغلوب فانتصر [يا رب إني مغلوب فانتصر، يا رب إني مغلوب فانتصر] فصل على محمد وآل محمد، وافتح لي من نصرك أبواب السماء بماء منهمر، وفجر لي من عونك عيونا ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر، واحملني يا رب من كفايتك على ذات ألواح ودسر. يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم (2) ولم يجد صريخا يصرخه من ولي حميم، وجد يا رب من معونتك صريخا مغيثا ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه، ويظهر له من المهم من أعلام فرجه. اللهم فيا من قدرته قاهرة وآياته باهرة، ونقماته قاصمة لكل جبار، دامغة لكل كفور ختار، صل يا رب على محمد وآل محمد، وانظر إلى يا رب نظرة من

 

(1) اقشع السحاب: أزاله وكشفه، والضباب: ندى كالغبار أو هو سحاب رقيق يغشى الارض كالدخان، والاحن جمع احنة: الحقد والعداوة. (2) ليل بهيم: شديد الظلمة لا ضوء فيها إلى الصباح.

 

[379]

نظراتك رحيمة تجل بها عني ظلمة واقفة مقيمة من عاهة جفت منها الضروع وتلفت منه الزروع، وانهلت من أجلها الدموع، واشتمل بها على القلوب اليأس وجرت وسكنت بسببها الانفاس. اللهم صل على محمد وآل محمد، وأسئلك حفظا حفظا لغرائس غرستها يد الرحمن وشربها من ماء الحيوان، أن تكون بيد الشيطان تحز، وبفأسه تقطع وتجز. الهي من أولى منك أن يكون عن حريمك دافعا، ومن أجدر منك أن يكون عن حماك حارسا ومانعا، إلهي إن الامر قد هال فهونه، خشن فألنه، وإن القلوب قد كاعت فهمنها (1) والنفوس ارتاعت فسكنها. إلهي تدارك أقداما زلت، وأفهاما في مهامه (2) الحيرة ضلت، إن رأت جبرك على كسيرها، وإطلاقك لاسيرها وإجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور مع داعيه الويل والثبور، فهل يحسن من فضلك أن تجعله فريسة البلاء وهو لك راج أم هل يجمل من عدلك أن يخوض في لجة النقمات، وهو إليك لاج ؟ مولاي لئن كنت لا أشق على نفسي في التقى، ولا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا، ولا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا: فهم خمص البطون من الطوى، عمش العيون من البكاء، بل أتيتك يا رب بضعف من العمل، وظهر ثقيل بالخطاء والزلل، ونفس للراحة معتادة، ولدواعي التسويف منقادة. أما يكفيك يا رب وسيلة إليك وذريعة لديك أنني لاوليائك موال، وفي محبتهم مغال، ولجلباب البلاء فيهم لابس، ولكتاب تحمل العناء بهم دارس، أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما، أو أغدو مكظوما، وأقضى بعد هموم هموما، وبعد وجوم وجوما. أما عندك يا رب بهذا حرمة لا تضيع، وذمة بأدناها يقتنع، فلم تمنعني نصرك ؟

 

(1) كذا، والصحيح فطمنها كما في المصدر وكما سيأتي في النسخة الثانيه، وكيعوعة القلب: جبنها وروعتها. (2) المهامه جمع مهمه: البلد المقفر والمفازة البعيدة.

 

[380]

يا رب وها أنا ذا غريق، وتدعني وأنا بنار عدوك حريق، أتجعل أولياءك لاعدائك طرائد، ولمكرهم مصائد، وتقلدهم من خسفهم قلائد، وأنت مالك نفوسهم أن لو قبضتها جمدوا، وفي قبضتك مواد أنفاسهم، لو قطعتها خمدوا، فما يمنعك يا رب أن تكف بأسهم، وتنزع عنهم من حفظك لباسهم، وتعريهم من سلامة بها في أرضك يفرحون، وفي ميدان البغى يمرحون. اللهم صل على محمد وآل محمد، وأدركني ولما يدركني الغرق، وتداركني ولما غيب شمسي الشفق. إلهي كم من عبد خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا بأمن وأمان أفأقصد يا رب أعظم من سلطانك سلطانا ؟ أم أوسع من إحسانك إحسانا ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم أكرم من انتصارك انتصارا ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك، وأنت الذي لا يخيب آملك، ولا يرد سائلك. إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من الانام ؟ اللهم أين أين كفايتك التي هي نصرة المستغيثين من الانام ؟ وأين أين عنايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الايام ؟ إلى إلى بهايا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. مولاي ترى تحيري في أمري، وتقلبي في ضري، وانطواي على حرقة قلبي، وحرارة صدري، فصل يا رب على محمد وآل محمد، وجد لي يا رب بما أنت أهله فرجا ومخرجا، ويسر لي يا رب نحو اليسرى منهجا، واجعل يا رب من نصب لي حبالا ليصرعني بها صريع ما مكر، ومن حفر لي بئرا ليوقعني فيها أن يقع فيما حفر واصرف اللهم عني من شره ومكره وفساده وضره ما تصرفه عمن قاد نفسه لدين الديان، ومناد ينادي للايمان. إلهي عبدك عبدك أجب دعوته، وضعيفك ضعيفك فرج غمته، فقد انقطع كل حبل إلا حبلك، وتقلص كل ظل إلا ظلك. وتسجد وتقول: إلهي إن وجها إليك برغبته توجه خليق بأن تجيبه، وإن


 

[381]

جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد، وإن خدا لديك بمسئلته تعفر جدير بأن يفوز بمراده ويظفر، وها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفر خدي، وابتهالي واجتهادي في مسئلتك وجدي، فتلق يا رب رغباتي برأفتك قبولا وسهل إلى طلباتي بعزتك وصولا، وذلل لى قطوف ثمرة إجابتك تذليلا. إلهي لا ركن أشد منك فآوى إلى ركن شديد، وقد أويت إليك وعولت في قضاء حوائجي عليك، ولا قوة لي أشد من دعائك، فأستظهر بقول شديد، وقد دعوتك كما أمرت، فاستجب لي بفضلك كما وعدت، فهل بقي يا رب إلا أن تجيب وترحم مني البكاء والنحيب، يا من لا إله سواه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه رب انصرني على القوم الظالمين، وافتح لي وأنت خير الفاتحين، والطف بي يا رب وبجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين (1). يقول: سيدنا ومولانا الامام العالم العامل الكامل الفقيه العلامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد المولى الاعظم والصدر المعظم، ركن الاسلام والمسلمين، ملك العلماء والسادات في العالمين، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي أسعده الله في الدارين وحباه بكل ما تقر به العين، بمحمد وآله الطاهرين: ولما وجدت هذا الدعاء بعد وفاة أخي الرضي القاضي الاوي قدس الله روحه، ونور ضريحه، وفيه زيادات حسان، ونقصان عن الذي أحضره إلى الاخ على المسمي ابن وزير الوراق في جملة مجلد أوله دعاء الطلحي، وهو عتيق كما كنا ذكرناه، وها أنا أذكر الدعاء بما وجدته استظهارا في حفظ أسراره، واحتياطا لفوائد أنواره وهو: اللهم إني أسئلك يا راحم العبرات، ويا كاشف الزفرات، أنت الذي تقشع سحائب المحن، وقد أمست ثقالا، وتجلو ضباب الفتن وقد سحبت أذيالا وتجعل ذرعها هشيما، وبنيانها هديما، وعظامها رميما، وترد المغلوب غالبا والمطلوب طالبا، والمقهور قاهرا، والمقدور عليه قادرا.

 

(1) مهج الدعوات ص 423 - 427.

 

[382]

فكم يا إلهي من عبد ناداك: رب إني مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له أبواب السماء بما منهمر، وفجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسر، يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم، ولم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم، وجد من معونتك صريخا مغيثا، ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه، ويظهر له أعلام فرجه. اللهم فيا من قدرته قاهرة، ونقماته قاصمة لكل جبار، دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع، وتلفت منها الزروع وانهلت من أجلها الدموع، واشتمل لها على القلوب اليأس، وجرت بسببها الانفاس. إلهي فحفظا حفظا لغرايز غرسها وشربها بيد الرحمن، ونجاتها بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز، ووبفأسه تقطع وتجز. إلهي فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا، ومن أجدر منك بأن يكون عن حماك مانعا، إلهي إن الامر قد هال فهونه، وخشن فألنه، وإن القلوب كاعت فطمنها، والنفوس ارتاعت فسكنها. إلهي إلهي تدارك أقداما زلت، وأفهاما في مهامه الحيرة ضلت، إن رأت جبرك على كسيرها، وإطلاقك لاسيرها، وإجارتك لمستجيرها، أجحف الضر بالمضرور، ولبى داعيه بالويل والثبور، فهل تدعه يا مولاي فريسة للبلاء، وهو لك راج ؟ أم هل يخوض لجة الغماء وهو إليك لاج ؟ مولاي إن كنت لا أشق على نفسي في التقى، ولا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا، ولا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا: فهم خمص البطون من الطوى ذبل الشفاه من الظما، عمش العيون من البكاء، بل أتيتك بضعف من العمل، وظهر ثقيل بالخطايا والزلل، ونفس للراحه معتادة، ولدواعى الشر منقادة. أفما يكفيني يا رب وسيلة إليك وذريعة لديك أننى لاولياء دينك موال وفي محبتهم مغال، ولجلباب البلاء فيهم لابس، ولكتاب تحمل العناء


 

[383]

بهم دارس، أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما، وأغدو مكظوما، وأقضي بعد هموم هموما، وبعد وجوم وجوما، أما عندك يا مولاى بهذه حرمة لا تضيع، وذمة بأدناها يقتنع ؟ فلم لا تمنعني يا رب وها أنا ذا غريق ؟ وتدعني هكذا وأنا بنار عدوك حريق ؟ مولاي أتجعل أولياءك لاعدائك طرائد، ولمكرهم مصائد، وتقلدهم من خسفهم قلائد، وأنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا، وفي قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا، فما يمنعك يا رب أن تكشف بأسهم، وتنزع عنهم في حفظك لباسهم وتعريهم من سلامة بها في أرضك يسرحون، وفي ميدان البغي على عبادك يمرحون إلهي أدركني ولما يدركني الغرق، وتداركني ولما غيب شمسي الشفق. إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا بأمن وأمان، أفأقصد أعظم من سلطانك سلطانا ؟ أم أوسع من إحسانك إحسانا ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم أكرم من انتصارك انتصارا ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك، وأنت أنت الذي لا يخيب آملك، ولا يرد سائلك. إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من الانام ؟ وأين أين كفايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الايام ؟ إلي إلى بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين. مولاي ترى تحيري في أمري، وأنطواى على حرقة قلبي، وحرارة صدري فجد لي يا رب بما أنت أهله فرجا ومخرجا ويسر لي نحو اليسر منهجا، واجعل من ينصب الحبالة لي ليصرعني بها صريعا فيما مكر، ومن يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا فيما حفر، واصرف عني شره ومكره وفساده وضره ما تصرفه عن القوم المتقين. إلهي عبدك عبدك أجب دعوته، وضعيفك ضعيفك فرج غمته، فقد انقطع به كل حبل إلا حبلك، وتقلص عنه كل ظل إلا ظلك.


 

[384]

مولاي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الاجابة ؟ ومخيلتي هذه إن كذبتها أين تلاقي موضع الاصابة ؟ فلا تردد عن بابك من لا يعرف غيره بابا، ولا تمنع دون جنابك من لا يعرف سواه جنابا. إلهي إن وجهك إليك برغبته توجه، فالراغب خليق بأن لا يخيبه، وإن جبينا لديك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد، وإن خدا عندك (1) بمسألته تعفر جدير أن يفوز السائل بمراده ويظفر. هذا يا إلهي تعفير خدى، وابتهالي في مسألتك وجدي، فلق رغباتي برحمتك قبولا، وسهل إلى طلباتي برأفتك وصولا، وذلل في قطوف ثمرة إجابتك تذليلا. إلهي وإذ أقام ذو حاجة في حاجته شفيعا فوجدته ممتنع النجاح مضيعا، فاني أستشفع إليك بكرامتك، والصفوة من أنبيائك، الذين بهم أنشأت ما يقل ويظل ونزلت ما يدق ويجل. أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجلالة، وأحللته من الفطرة محل السلالة، حجتك في خلقك، وأمينك على عبادك، محمد رسولك صلى الله عليه وآله، وبمن جعلته لنوره مغرما، وعن مكنون سره معربا: سيد الاوصياء، وإمام الاتقياء، يعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، أبي الائمة الراشدين، علي أمير المؤمنين. وأتقرب إليك بخيرة الاخيار، وام الانوار، والانسية الحوراء، البتول العذراء فاطمة الزهراء، وبقرتي عين الرسول، وثمرتي فؤاد البتول، السيدين الامامين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين، وبالسجاد زين العباد ذي الثفنات، راهب العرب، علي بن الحسين، وبالامام العالم والسيد الحاكم النجم الزاهر، والقمر الباهر، مولاى محمد بن علي الباقر. وبالامام الصادق مبين المشكلات، مظهر الحقائق، المفحم بحجته كل ناطق، مخرس ألسنة أهل الحدال، مسكن الشقاشق، مولاي جعفر بن محمد الصادق

 

(1) لديك خ ل.

 

[385]

وبالامام التقي والمخلص الصفى والنور الاحمدي، والنور الانور، والضياء الازهر، مولاي موسى بن جعفر، وبالامام المرتضى، والسيف المنتضى، مولاي علي بن موسى الرضا، وبالامام الامجد، والباب الاقصد، والطريق الارشد والعالم المؤيد، ينبوع الحكم، ومصباح الظلم، سيد العرب والعجم، الهادي إلى الرشاد، والموفق بالتأييد والسداد، مولانا محمد بن علي الجواد، وبالامام منحة الجبار، ووالد الائمة الاطهار، علي بن محمد المولود بالعسكر الذي حذر بمواعظه وأنذر، وبالامام المنزه عن المآثم، المطهر من المظالم، الحبر العالم بدر الظلام، وربيع الانام، التقي النقي، الطاهر الزكي، مولاي أبي محمد الحسن ابن علي العسكري. وأتقرب إليك بالحفيظ العليم الذي جعلته على خزائن الارض، والاب الرحيم الذي ملكته أزمة البسط والقبض، صاحب النقيبة الميمونة، وقاصف الشجرة الملعونة، مكلم الناس في المهد، والدال على منهاج الرشد، الغائب عن الابصار الحاضر في الامصار، الغائب عن العيون، الحاضر في الافكار، بقية الاخيار، الوارث لذي الفقار، الذي يظهر في بيت الله ذي الاستار، العالم المطهر، الحجة بن الحسن عليهم أفضل التحيات، وأعظم البركات، وأتم الصلوات. اللهم فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي، ووسائلي، فصل عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها ولا يبلغ كثير الخلايق صغيرها، وكن لي بهم عند أحسن ظني، وحقق لي بمقاديرك بهية التمنى إلهي لا ركن لي أشد منك فآوي إلى ركن شديد، ولا قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول سديد، ولا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فأتيك بشفيع وديد، فهل بقي يا رب غير أن تجيب، وترحم مني البكاء والنحيب، يا من لا إله سواه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا راحم عبرة يعقوب، يا كاشف ضر أيوب اغفر لي وارحمني، وانصرني على القوم الكافرين، وافتح لي فتحا وأنت خير الفاتحين، يا


 

[386]

ذا القوة المتين، يا أرحم الراحمين (1). 28 - مهج: باسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه كتاب فضل الدعاء، قال: حدثني الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي، عن أبيه، عن سيف بن عميرة عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي. وعن رجل عنه، عن أبيه، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعليها وآله وسلم. وعن محمد بن شهاب، عن سلمان، عن أمير المؤمنين عليه السلام. وعن عطا، عن أبي ذر، عن أمير المؤمنين عليه السلام. وعن عاصم، عن عبد الرحمن السلمي، عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن مجاهد نحو من ثلاثين رجلا كلهم، وكل هؤلاء يقولون سمعنا أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام وهو مستقبل الركن اليماني وهو يقول: ها ورب الكعبة [ثم جاز إلى الحجر الاسود فقال: ها ورب الكعبة، حتى مر بأركان الكعبة وهو يقول: ها ورب الكعبة] (2) ثم قال: ها ورب الكعبة، ها ورب الاركان، ها ورب المشاعر ها ورب هذه الحرمات، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: هذا الحديث الذي احدثكم به أنه مكتوب في زبور داود، وفي توراة موسى، وإنجيل عيسى، وقرآن محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى جميع الانبياء والمرسلين، وفي ألف كتاب نزل من السماء إلى ألف نبي عليهم السلام أنه قال: من قال: لا إله إلا الله في علمه منتهى رضاه، لا إله إلا الله بعد علمه منتهى رضاه، لا إله إلا الله مع علمه منتهى رضاه، الله أكبر في علمه منتهى رضاه، الله أكبر بعد علمه منتهى رضاه، الله أكبر مع علمه منتهى رضاه، الحمد لله في علمه منتهى رضاه، الحمد لله بعد علمه منتهى رضاه، الحمد لله مع علمه منتهى رضاه، سبحان الله في علمه منتهى رضاه، سبحان الله بعد علمه منتهى رضاه، سبحان الله مع علمه منتهى رضاه، والحمد لله بجميع محامده على جميع نعمائه، وسبحان الله وبحمده، منتهى رضاه في علمه والله أكبر، وحق له ذلك.

 

(1) مهج الدعوات: 427 - 433. (2) الزيادة من المصدر.

 

[387]

لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله نور السماوات السبع ونور الارضين السبع ونور العرش العظيم، لا إله إلا الله تهليلا لا يحصيه غيره قبل كل أحد، ومع كل أحد، وبعد كل أحد، الله أكبر تكبيرا لا يحصيه غيره قبل كل أحد ومع كل أحد وبعد كل أحد، وسبحان الله تسبيحا لا يحصيه غيره قبل كل أحد، ومع كل أحد وبعد كل أحد. اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا، فاشهد لي بأن قولك حق، وأن قضاءك حق وأن قدرك حق، وأن رسلك حق، وأن أوصياءك حق، وأن رحمتك حق، وأن جنتك حق وأن نارك حق، وأن قيامتك حق، وأنك مميت الاحياء، وأنك محيي الموتي، وأنك باعث من في القبور، وأنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه وأنك لا تخلف الميعاد. اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا، فاشهد لي أنك ربي وأن محمدا رسولك نبيي، والاوصياء من بعده أئمتي، وأن الدين الذي شرعت ديني، وأن الكتاب الذي أنزلت على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله نوري. اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا فاشهد لي أنك أنت المنعم علي لا غيرك لك الحمد، وبنعمتك تتم الصالحات، لا إله إلا الله والله أكبر، والحمد لله وسبحان الله وبحمده، وتبارك الله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه، عدد الشفع والوتر، وعدد كلمات ربي الطيبات التامات المباركات، صدق الله وصدق المرسلون. ثم قال: من قال هذا في عمره مائة مرة حشر أمة واحدة ثم ارسل إليه ألف ألف ملك، رأسهم ملك يقال له: مجديال، مع كل ملك ألف دابة ليس منه دابه تشبه الاخرى، وألف ثوب ليس فيها ثوب يشبه الاخر، حتى إذا انتهوا إليه وقفوا، فيقول لهم مجديال: دونكم ولي الله، وينهضون نهضة ملك واحد ويسخر له الدواب كدابة واحدة، والثياب كذلك، وتحفه الملائكة عن يمينه وعن يساره، يسيرون ويسير معهم، وهم يقولون: هذا ولي الله، فطوبى له


 

[388]

ولا يمر بزمرة من الملائكة ولا من الادميين إلا سلموا عليه " سلام عليك يا ولي الله " وعظموا شأنه حتى يقف تحت لواء الحمد، وقد ضرب له سرير من ياقوتة حمراء عليه قبة من زبرجدة خضراء، فيها حور عين، فيتكي فيها مرة عن يمينه، ومرة عن يساره، حتى يقضى بين الناس، وينزلون منازلهم. ثم يؤم ألف ملك فيحفونه حتى يضعوا ذلك السرير على نجيبة من نجائب الجنة، مبتهرة من النور، فيسير حتى إذا أتى أول منازله، وإذا هو بقهرمان من قهارمته، يريد أن يأخذ بيده، فلو لا أن الله يعصمه لهوى إعظاما لذلك القهرمان ثم يقول له القهرمان: يا ولي الله أنا قهرمان (1) من قهارمتك من أصحاب هذا القصر، ولك مائة قصر مثل هذا القصر، في كل قصر قهرمان مثلي، لكل قهرمان زوجة على صورة خدم لازواجك، ولك بعدد كل جارية زوجة، ولك في كل بيت ما لا احصي علمه. فيقول عند ذلك: " الحمد لله عدد ما أحصى علمه، ومثل ما أحصى علمه، وملاء ما أحصى علمه، وأضعاف ما أحصى علمه، ولا إله إلا الله عدد ما أحصى علمه، ومثل ما أحصى علمه، وملاء ما أحصى علمه، وأضعاف ما أحصى علمه، والله أكبر عدد ما أحصى علمه، ومثل ما أحصى علمه، وملاء ما أحصى علمه، وأضعاف ما أحصى علمه، سبحان الله عدد ما أحصى علمه، ومثل ما أحصى علمه، وملاء ما أحصى علمه وأضعاف ما أحصى علمه ". فإذا قال هذا زيد في بيوته وما فيها مثلها، والله واسع كريم (2) 29 - مهج: ومن ذلك دعاء جامع لمولانا ومقتدانا أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتابه كتاب فضل الدعاء قال: حدثنا يعقوب بن يزيد يرفعه قال: قال سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:

 

(1) القهرمان: الوكيل أو امين الدخل والخرج، والكلمة دخيل معناه بالفارسية " پيشكار ". (2) مهج الدعوات ص 168 - 171.

 

[389]

سمعت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي لو دعا داع بهذا الدعاء على صفايح الحديد لذابت، والذي بعثني بالحق نبيا لو دعا داع بهذا الدعاء على ماء جار لسكن حتى يمر عليه. والذي بعثني بالحق نبيا إنه من بلغ به الجوع والعطش ثم دعا بهذا الدعاء، أطعمه الله وأسقاه، والذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا دعا بهذا الدعاء على جبل بينه وبين موضع يريده لا نشعب الجبل حتى يسلك فيه إلى الموضع الذي يريده، والذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على مجنون لافاق من جنونه والذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على امرأة قد عسر عليها ولادتها لسهل الله عليها الولادة، والذي بعثني بالحق نبيا لو دعا بهذا الدعاء رجل على مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها لنجا منزله ولم يحترق. والذي بعثني بالحق نبيا إنه لو دعا به داع أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر الله له كل ذنب بينه وبين الادميين، ولو كان فجر بامه غفر الله له ذلك، والذي بعثني بالحق نبيا إنه من دعا بهذا الدعاء على سلطان جائر، جعل الله ذلك السلطان طوع يديه، والذي بعثني بالحق نبيا إنه من نام وهو يدعو به بعث الله إليه بكل حرف منه ألف ألف ملك من الروحانيين، وجوههم أحسن من الشمس والقمر، بسبعين ضعفا يستغفرون الله يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات. قال سلمان: فقلت له: بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين أيعطى بهذه الاسماء كل هذا ؟ فقال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأبي أنت وامي يا رسول الله أيعطى الداعي بهذه الاسماء كل هذا ؟ فقال: يا علي اخبرك بأعظم من ذلك، من نام وقد ارتكب الكبائر كلها، وقد دعا بهذا الدعاء، فان مات فهو عند الله شهيد، وإن مات على غير توبة يغفر الله له ولاهل بيته ولوالديه ولولده، ولمؤذن مسجده ولامامه بعفوه ورحمته، يقول: اللهم إنك حي لا يموت، وصادق لا يكذب، وقاهر لا يقهر، وبدئ لا ينفد


 

[390]

وقريب لا يبعد، وقادر لا يضاد، وغافر لا يظلم، وصمد لا يطعم، وقيوم لا ينام ومجيب لا يسأم، وجبار لا يعان، وعظيم لا يرام، وعالم لا يعلم، وقوي لا يضعف وحليم لا يجهل، وجليل لا يوصف، ووفي لا يخلف، وغالب لا يغلب، وعادل لا يحيف، وغني لا يفتقر، وكبير لا يغادر، وحكيم لا يجور، ووكيل لا يحيف، وفرد لا يستشير، ووهاب لا يمل، وعزيز لا يستذل، وسميع لا يذهل، وجواد لا يبخل وحافظ لا يغفل، وقائم لا يسهو، ودائم لا يفنى، ومحتجب لا يرى، وباق لا يبلى وواحد لا يشبه، ومقتدر لا ينازع (1). يا كريم الجواد المتكرم، يا ظاهر يا قاهر، أنت القادر المقتدر، يا عزيز المتعزز يا من ينادي من كل فج عميق بألسنة شتى ولغات مختلفة، وحوائج متتابعة، ولا يشغلك شئ عن شئ، أنت الذي لا يفنيك الدهور، ولا تحيط بك الامكنة ولا تأخذك سنة ولا نوم، صل على محمد وآل محمد، ويسر لي ما أخاف عسره وفرج عني ما أخاف كربه، وسهل لي ما أخاف حزونته، سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، يا أرحم الراحمين (2). 30 - مهج: دعاء علمه أمير المؤمنين صلوات الله عليه لاويس القرني، وهو غير الذي ذكرناه في كتاب السعادات، وغير الذي ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي حدثنا موسى بن زيد، عن اويس القرني، عن علي بن أبيطالب عليه السلام قال: من دعا بهذه الدعوات استجاب الله له، وقضى جميع حوائجه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله والذي بعثني بالحق نبيا إن من بلغ إليه الجوع والعطش، ثم قام ودعا بهذه الاسماء أطعمه الله وأسقاه، ولو أنه دعا بهذه الاسماء على جبل بينه وبين الموضع الذي يريده لاتسع الجبل حتى يسلك فيه إلى أين يريد، وإن دعا بها على مجنون أفاق من جنونه، وإن دعا بها على امرأة قد عسر عليها ولدها هون الله عزوجل عليها ولادتها. قال: والذي بعثني بالحق نبيا إن من دعا به أربعين ليلة من ليالي الجمعة

 

(1) في المصدر: " لا تنازع " بصيغة الخطاب وهكذا في كل ما سبق. (2) مهج الدعوات ص 171 - 173.

 

[391]

غفر الله له كل ذنب بينه وبين الله، ولو أن رجلا دخل على السلطان لخلصه الله من شره، ومن دعا بها منامه فيذهب به النوم وهو يدهو بها، بعث الله جل ذكره بكل حرف بينه سبعين ألف ملك من الروحانية وجوههم أحسن من الشمس بسبعين ألف مرة، ويستغفرون الله ويدعون له، ويكتبون له الحسنات، ومن دعا بها - وقد ارتكب الكبائر - غفرت له الذنوب كلها، وإن مات ليلته مات شهيدا. ثم قال لي: يا أبا عبد الله، غفر الله له ولاهل بيته ولمؤذن مسجده ولامامه المستجير، الدعاء: يا سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الطاهر المطهر القاهر القادر المقتدر يا من ينادى من كل فج عميق بألسنة شتى، ولغات مختلفة، وحوائج اخرى يا من لا يشغله شأن عن شأن، أنت الذي لا تغيرك الازمنة، ولا تحيط بك الامكنة ولا تأخذك سنة ولا نوم، يسر لي من أمري ما أخاف عسره، وفرج لي من أمري ما أخاف كربه، وسهل لي من أمري ما أخاف حزنه، سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، عملت سوء وظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على نبيه وآله وسلم تسليما (1). 31 - ومن ذلك: دعاء آخر لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه علمه أيضا لاويس القرني، حدث أبو عبد الله الدبيلي يرفع الحديث إلى اويس القرني، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته: ما من عبد دعا بهذا الدعاء إلا استجاب الله له. وحلف النبي دفعات كثيرة أنه لو دعي به على ماء جار لسكن، ولو دعا به رجل قد بلغ به الجوع والعطش لاطعمه الله وسقاه، ولو دعا به على جبل أن يزول من موضعه لزال، ولو دعا به لامرأة قد عسر عليها ولادتها لسهل الله عليها ولادتها

 

(1) مهج الدعوات ص 129 - 130. (*)

 

[392]

ولو دعا به رجل في مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها لنجا ولم يحترق منزله، ولو دعا به رجل أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر الله له كل ذنب بينه وبين الادميين، وما دعا به مغموم أو مهموم إلا فرج الله عنه، وما دعا به رجل على سلطان جائر إلا استجاب الله تعالى له فيه، وله شرح طويل اقتصرنا منه. الدعاء: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك ولا أسأل غيرك، وأرغب إليك ولا أرغب إلى غيرك، يا أمان الخائفين، وجار المستجيرين، أنت الفتاح ذو الخيرات مقيل العثرات، ماحي السيئات، وكاتب الحسنات، ورافع الدرجات، أسألك بأفضل المسائل كلها، وأنجحها التي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلا بها، يا الله يا رحمن، وبأسمائك الحسنى وبأمثالك العليا، ونعمك التي لا تحصى، وبأكرم أسمائك عليك، وأحبها إليك، وأشرفها عند منزلة، وأقربها منك وسيلة، وأجزلها مبلغا وأسرعها منك إجابة، وباسمك المخزون الجليل الاجل العظيم الذي تحبه وترضاه، وترضى عمن دعاك به فاستجبت دعاءه وحق عليك ألا تحرم سائلك. وبكل اسم هو لك في التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وبكل اسم هو لك علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك، وملائكتك وأصفياؤك من خلقك، وبحق السائلين لك، والراغبين إليك والمتعوذين بك والمتضرعين لديك. وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر، أو سهل أو جبل، أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته، وعظم جرمه، وأشرف على الهلكة، وضعفت قوته، ومن لا يثق بشئ من عمله، ولا [يجد] لذنبه غافرا غيرك، ولا لسعيه شاكرا سواك، هربت منك إليك معترفا غير مستنكف ولا مستكبر عن عبادتك، يا انس كل فقير مستجير أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم. أنت الرب وأنا العبد، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الغني، وأنا الفقير، وأنت الحي وأنا الميت، وأنت الباقي وأنا الفاني، وأنت المحسن وأنا المسئ، وأنت الغفور وأنا المذنب، وأنت الرحيم


 

[393]

وأنا الخاطئ، وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت القوي وأنا الضعيف، وأنت المعطي وأنا السائل، وأنت الامين وأنا الخائف، وأنت الرازق وأنا المرزوق وأنت أحق من شكوت إليه، واستغثت به ورجوته لانك كم من مذنب قد غفرت له، وكم من مسئ قد تجاوزت عنه، فاغفر لي وتجاوز عني، وارحمني وعافني مما نزل بي، ولا تفضحني بما جنيته على نفسي، وخذ بيدي وبيد والدي وولدي وارحمنا برحمتك يا ذا الجلال والاكرام (1). 32 - ق، مهج: ومن ذلك اعتصام وتهليل وسؤال لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام: اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الباعث الوارث، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو القائم على كل نفس بما كسبت، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي قال للسماوات والارض: ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو، لا تأخذه سنة ولا نوم، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الرحمن على العرش استوى يعلم خائنة السر وما يخفى الصدور. اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو خالق ما يرى وما لا يرى وهو بالمنظر الاعلى، رب الاخرة والاولى، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي ذل كل شئ لملكه، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي خضع كل شئ لعزته، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي هو في علوه دان، وفي دنوه عال، وفي سلطانه قوي. اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو البديع الرفيع الحي الدائم الباقي الذي لا يزول، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الذي لا تصف الالسن قدرته، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الحنان المنان [القديم] ذو الجلال والاكرام اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم

 

(1) مهج الدعوات ص 130 - 132.

 

[394]

يكن له كفوا أحد، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو، أكرم الاكرمين، الكبير الاكبر، العلي الاعلى. اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو بيده الخير كله، وهو على كل شئ قدير، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو يسبح له ما في السماوات والارض كل له قانتون، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو الحي الحكيم السميع العليم الرحمن الرحيم، اعتصمت بالله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك وأنت أعلم بمسألتي، وأطلب إليك وأنت العالم بحاجتي، وأرغب إليك وأنت منتهى رغبتي، فيا عالم الخفيات وسامك السماوات، ورافع البنيات، ومطلب الحاجات، ومعطي السؤلات، صل على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين الطاهرين. اللهم اغفر لي خطيئتي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير. إن تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك إلا لما هكذا وجد في الاصل (1) 33 - مهج: روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي عليهما السلام قال: كنت مع علي بن أبي طالب عليه السلام في الطواف في ليلة ديجوجية (2) قليلة النور وقد خلا الطواف، ونام الزوار، وهدأت العيون، إذ سمع مستغيثا مستجيرا مسترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول: يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * يدعو ! وعينك يا قيوم لم تنم

 

(1) مهج الدعوات ص 166 - 168، ولفظ الشعر " لا ألما " وألم: أي قارف الذنب. (2) أي مظلمة مع غيم لا ترى نجما ولا قمرا.

 

[395]

هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي * يا من أشار إليه الخلق في الحرم إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف * فمن يجود على العاصين بالنعم قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما: فقال لي: يا أبا عبد الله أسمعت المنادي ذنبه المستغيث ربه ؟ فقلت نعم، قد سمعته، فقال اعتبره عسى نراه، فما زلت أختبط في طخياء الظلام (1) وأتخلل بين النيام. فلما صرت بين الركن والمقام، بدا لي شخص منتصب، فتأملته فإذا هو قائم، فقلت: السلام عليك أيها العبد المقر المستقيل السمتغفر المستجير أجب بالله ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله. فأسرع في سجوده وقعوده وسلم، فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن تقدمني فتقدمته فأتيت به أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: دونك ها هو ! فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه، نقي الثياب، فقال له: من الرجل ؟ فقال له: من بعض العرب فقال له: ما حالك ومم بكاؤك واستغاثتك ؟ فقال: ما حال من اوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب، وغمره الاكتئاب، فارتاب (2) فدعاؤه لا يستجاب، فقال له علي: ولم ذلك ؟ فقال: لاني كنت ملتهيأ في العرب باللعب والطرب، اديم العصيان في رجب وشعبان، وما اراقب الرحمن، وكان لي والدشفيق رفيق، يحذرني مصارع الحدثان، ويخوفني العقاب بالنيران ويقول: كم ضج منك النهار والظلام، والليالي والايام، والشهور والاعوام، والملائكة الكرام، وكان إذا ألح على بالوعظ زجرته وانتهرته، ووثبت عليه وضربته، فعمدت يوما إلى شئ من الورق فكانت في الخباء (3) فذهبت لاخذها وأصرفها فيما كنت عليه، فمانعني عن أخذها فأوجعته ضربا ولويت يده وأخذتها ومضيت، فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك، فلم يطق يحركها من شدة الوجع والالم فأنشأ يقول:

 

(1) يعنى سواد الليل الشديد الظلمة. (2) فان تاب خ. (3) الورق: الدراهم المضروبة، والخباء: كن يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكنى في البادية.

 

[396]

جرت رحم بيني وبين منازل * سواء كما يستنزل القطر طالبه (1) وربيت حتى صار جلدا شمردلا * إذا قام ساوى غارب العجل غاربه (2) وقد كنت اوتيه من الزاد في الصبى * إذا جاع منه صفوه وأطايبه (3) فلما استوى في عنفو ان شبابه * وأصبح كالرمح الرديني خاطبه (4) تهضمني مالي كذا ولوى يدي * لوى يده الله الذي هو غالبه (5) ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام، فيستعدي الله (6) علي، فصام أسابيع، وصلى ركعات، ودعا وخرج متوجها على عيرانة (7) يقطع بالسير

 

(1) منازل: اسم ولده هذا المستغيث، ذكر القصة في هامش مصباح الكفعمي ص 260 وفيه: فقال عليه السلام: ما اسمك ؟ قال: منازل بن لاحق الشيباني، وأنا ممن ابتلى بالعقوق وأضاع الحقوق.. ". (2) الجلد: - بفتح وسكون - الشديد القوى، والشمردل: الطويل، الحسن الخلق والغارب: الكاهل، والعجل معروف، وفى المصدر المطبوع: الفحل، وهو الذكر من كل حيوان، يعنى أنه صار طويلا بحيث ساوى كاهله كاهل الفحل أو العجل. (3) الاطايب جمع أطيب وهو أحسن الاطعمة وأفضلها والصفو: الخالص والخيار من كل شئ. (4) الردينى: الرمح المنسوب إلى ردينة، اسم امرأة كانت تقوم الرماح، وزعموا أنها امرأة السمهرى كانا يقومان القنا بخط هجر، والخاطب: الذى يخطب ولعل المراد منه - بقرينة الاضافة - اللسان، يعنى أن لسانه كالرمح في الطول والحدة والذرابة، وإذا خصصنا الخاطب بالذى يخطب السناء للتزويج، كان له معنى آخر. (5) تهضمه: أي كسره وحطمه وظلمه، ولوى يده: أي فتله وثناه بحيث أعجزه عن الدفاع. (6) استعدى عليه: استغاثة واستنصره، يقال: استعديت على فلان الامير فأعدانى أي استعنت به عليه فأعاننى على عدوى. (7) العيرانة من الابل: التى تشبه العير في سرعتها ونشاطها.

 

[397]

عرض الفلاة، ويطوي الاودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الاكبر فنزل عن راحلته، وأقبل إلى بيت الله الحرام، فسعى وطاف به، وتعلق بأستاره، و ابتهل بدعائه، وأنشأ يقول: يا من إليه أتى الحجاج بالجهد * فوق المهاد من أقصى غاية العبد (1) إني أتيتك يا من لا يخيب من * يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد هذا منازل من يرتاع من عققى * فخذ بحقى يا جبار من ولدي (2) حتى تشل بعون منك جانبه * يا من تقدس لم يولد ولم يلد قال: فو الذي سمك السماء، وأنبع الماء، ما استتم دعاءه حتى نزل بي ما ترى - ثم كشف عن يمينه، فإذا بجانبه قد شل - فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به علي، فلم يجبني، حتى إذا كان العام أنعم على فخرجت به على ناقه عشراء (3) اجد السير حثيثا رجاء العافية، حتى إذا كنا على الاراك وحطمة وادي السياك (4) نفر طائر في الليل فنفرت منه الناقة التي كان عليها، فألقته

 

(1) المهاد: الفراش، والوطاء يمهد على البعير، وفى المصدر: المهار، وهو جمع مهر بالضم ولد الفرس، وفى كل النسخ بزيادة الياء " المهادى " و " المهارى "، وليس بصحيح. (2) منازل اسم هذا الرجل الراوى كما تقدم ولذا يقول: " هذا منازل " وفى طبعة المصدر التى عندنا " من يرتاع " كما في المتن، وهو تصحيف نشأ من سوء فهم الكتاب فانهم ظنوا أن " منازل " جمع منزل فبدلوا قوله " هذا منازل لا يرتاع من عققى " كما في طبعة اخرى من المصدر بقولهم " هذا منازل من يرتاع من عققى ". فعمى عليهم المعنى. (3) العشراء - كالنفساء - من النوق: التى مضت لحملها عشرة أشهر. (4) الاراك: واد قرب مكة قاله في المراصد، وفي القاموس: " موضع بعرفات قرب نمرة " والاراك شجر من الحمض، - يستاك به، ولعل الموضع لكثرة شجر الاراك فيه سمى بالاراك. والمراد بوادي السياك، هو ذلك الوادي نفسه، سماه وادى السياك لا تخاذهم السواك والسياك من ذلك الموضع، وحطمة الوادي: مواضعه المتكسرة، أو هو خطمة الوادي: يعنى أنفه وأعلاه.

 

[398]

إلى قرار الوادي، فارفض بنى الحجرين (1) فقبرته هناك، وأعظم من ذلك أني لا اعرف إلا " المأخوذ بدعوة أبيه ". فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أتاك الغوث، أتاك الغوث، ألا اعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله، وفيه اسم الله الاكبر الاعظم، العزيز الاكرم، الذي يجيب به من دعاه، ويعطي به من سأله، ويفرج به الهم، ويكشف به الكرب ويذهب به الغم، ويبرئ به السقم، ويجبر به الكسير، ويغني به الفقير، ويقضي به الدين، ويرد به العين، ويغفر به الذنوب، ويستر به العيوب، ويؤمن به كل خائف من شيطان مريد، وجبار عنيد. ولو دعا به طائع لله على جبل لزال من مكانه، أو على ميت لاحياه الله بعد موته، ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب، فاتق الله أيها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك وليعلم الله منك صدق النية إنك لا تدعو به في معصية و لا تيده إلا لثقة في دينك ! فان أخلصت فيه النية استجاب الله لك، ورأيت نبيك محمدا صلى الله عليه وآله في منامك، يبشرك بالجنة والاجابة. قال الحسين بن علي عليهما السلام: فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته وما نزل به، لانني لم أكن سمعته منه، ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك ثم قال: آتني بدواة وبياض، واكتب ما امليه عليك ففعلت قال: اللهم إني أسئلك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم يا حي لا إله إلا أنت يا من لا يعلم ما هو ولا كيف هو ولا أين هو ولا حيث هو إلا هو ؟ يا ذا الملك والملكوت، يا ذا العزة والجبروت، يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا مفيد يا ودود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا منيع

 

(1) ارفض: أي تبدد وتفرق اجزاؤه المتلاشية وقوله " بين الحجرين " مفهومه واضح غير أنه لا وجه لتعريف " الحجرين " ولعله كان الحجزين " يعنى طرفي الوادي، فيكون تأكيدا لقوله: قرار الوادي.

 

[399]

يا سميع يا عليم يا حكيم يا كريم يا حليم يا قديم. يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا ديان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل يا هادي يا بادى يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا حاكم يا قاضي يا عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهر يا قادر يا مقتدر يا كبير يا متكبر. يا أحد يا صمد يا من يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولم يكن له صاحبة، ولا كان معه وزير، ولا اتخذ معه بشير، ولا احتاج إلى ظهير، ولا كان معه إله لا إله إلا أنت فتعاليت عما يقول الجاحدون [الجاهلون] علوا كبيرا. يا عالم يا شامخ يا باذخ يا فتاح يا مفرج يا ناصر يا منتصر يا مهلك يا منتقم يا باعث يا وارث يا أول يا آخر يا طالب يا غالب. يا من لا يفوته هارب، يا تواب يا أواب يا وهاب يا مسبب الاسباب يا مفتح الابواب، يا من حيث ما دعي أجاب، يا طهور يا شكور يا عفو يا غفور يا نور النور يا مدبر الامور يا لطيف يا خبير يا متجبر يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر يا فرد يا صمد يا سند يا كافي يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا متفضل يا متكرم يا متفرد. يا من علا فقهر، ويا من ملك فقدر، ويا من بطن فخبر، ويا من عبد فشكر، ويا من عصى فغفر وستر، يا من لا تحويه الفكر، ولا يدركه بصر، ولا يخفى عليه أثر، يا رازق البشر، ويا مقدر كل قدر، يا عالي المكان، يا شديد الاركان، ويا مبدل الزمان، يا قابل القربان، يا ذا المن والاحسان، يا ذا العز والسلطان، يا رحيم يا رحمان، يا عظيم الشأن، يا من هو كل يوم في شأن، يا من لا يشغله شأن من شأن. يا سامع الاصوات، يا مجيب الدعوات، يا منجح الطلبات، يا قاضي الحاجات يا منزل البركات، يا راحم العبرات، يا مقيل العثرات، يا كاشف الكربات، يا ولي الحسنات، يا رفيع الدرجات، يا معطي السؤلات، يا محيى الاموات، يا مطلع


 

[400]

على النيات، يا راد ما قد فات، يا من لا تشتبه عليه الاصوات، يا من لا تضجره المسئلات، ولا تغشاه الظلمات، يا نور الارض والسماوات. يا سابع النعم، يا دافع النقم، يا بارئ النسم، يا جامع الامم، يا شافي السقم يا خالق النور والظلم، يا ذا الجود والكرم، يا من لا يطأ عرشه قدم. يا أجود الاجودين، يا أكرم الاكرمين يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا جار المستجيرين، يا أمان الخائفين، يا ظهير اللاجين، يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين، يا غاية الطالبين. يا صاحب كل قريب، يا مونس كل وحيد، يا ملجأ كل طريد، يا مأوى كل شريد، يا حافظ كل ضالة، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير، يا فاك كل أسير، يا مغني البائس الفقير، يا عصمة الخائف المستجير، يا من له التدبير والتقدير، يا من العسير عليه يسير، يا من لا يحتاج إلى تفسير، يا من هو على كل شئ قدير، يا من هو بكل شئ خبير، يا من هو بكل شئ بصير، يا من هو على كل شئ قدير. يا مرسل الرياح، يا فالق الاصباح، يا باعث الارواح، يا ذا الجود والسماح يا من بيده كل مفتاح، يا سامع كل صوت، يا سابق كل فوت، يا محيى كل نفس بعد الموت. يا عدتي في شدتي، يا حافظي في غربتي، يا مونسى في وحدتي، يا وليي في نعمتي، يا كنفي حين تعييي المذاهب، وتسلمني الاقارب، ويخذلني كل صاحب يا عماد من لا عماد له، يا سند من لا سند له، يا ذخر من لا ذخر له يا كهف من لا كهف له، يا ركن من لا ركن له، يا غياث من لا غياث له، يا جار من لا جار له. يا جاري اللصيق، يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتحقيق، يا رب البيت العتيق يا شفيق يا رفيق، فكنى من حلق المضيق، واصرف عني كل هم وغم وضيق، واكفني شر ما لا اطيق. يا راد يوسف على يعقوب، يا كاشف ضر أيوب، يا غافر ذنب داود، يا


 

[401]

رافع عيسى بن مريم من أيدي اليهود، يا مجيب نداء يونس في الظلمات، يا مصطفي موسى بالكلمات، يا من غفر لادم خطيئته، ورفع إدريس برحمته، يا من نجا نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الاولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى، والمؤتفكة أهوى، يا من دمر على قوم لوط، ودمدم على قوم شعيب. يا من اتخذ إبراهيم خليلا، يا من اتخذ موسى كليما، واتخذ محمدا صلى الله عليه وعليهم أجمعين خليلا وحبيبا. يا مؤتي لقمان الحكمة، والواهب سليمان ملكا لا ينبغي لاحد من بعده، يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة، يا من أعطى الخضر الحياة، ورد ليوشع نور الشمس بعد غروبها، يا من ربط على قلب ام موسى، وأحصن فرج مريم بنت عمران، يامن حصن يحيى بن زكريا من الذنب وسكن عن موسى الغضب، يا من بشر زكريا بيحيى، يا من فدى إسماعيل من الذبح، يا من قبل قربان هابيل وجعل اللعنة على قابيل، يا هازم الاحزاب صل على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين، والملائكة المقربين وأهل طاعتك أجمعين. أسألك بكل مسألة سأل بها أحد ممن رضيت عنه فحتمت له على الاجابة يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحيم، يا رحمن يا رحيم، يا رحمن يا رحيم، يا ذا الجلال والاكرام، به به به به به به به أسئلك بكل اسم سميت به نفسك، أو أنزلته في شئ من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وبما لو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله. وأسألك بأسمائك الحسنى التي بينتها في كتابك، فقلت " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " وقلت " ادعوني أستجب لكم " وقلت " وإذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان " وقلت " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " وأنا أسألك يا إلهي وأطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني، وقد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا وكذا... وتسأل الله تعالى


 

[402]

ما أحببت، وتسمي حاجتك، ولا تدع به إلا وأنت طاهر. ثم قال للفتى: إذا كانت الليلة العاشرة فادع به وأتني من غد بالخبر، قال الحسين بن علي عليهم السلام وأخذ الفتى الكتاب ومضى، فلما كان من غد ما أصبحنا حينا حتى أتى الفتى إلينا سليما معافا، والكتاب بيده، وهو يقول: هذا والله الاسم الاعظم استجيب لي ورب الكعبة، قال له علي صلوات الله عليه: حدثني، قال: [لما] هدأت العيون بالرقاد، واستحلك جلباب الليل (1) رفعت يدي بالكتاب، ودعوت الله بحقه مرارا، فاجبت في الثانية: حسبك، فقد دعوت الله باسمه الاعظم، ثم اضطجعت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي، وقد مسح يده الشريفة علي وهو يقول: احتفظ بالله العظيم. فانك على خير، فانتبهت معافا كما ترى فجزاك الله خيرا (2). 34 - مهج: كان يدعو به أمير المؤمنين عليه السلام والباقر والصادق صلوات الله عليهما وعرض هذا الدعاء على أبي جعفر محمد بن عثمان قدس الله نفسه، فقال: من مثل هذا الدعاء، وقال: الدعاء كفضل العبادة وهو هذا: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من سوء عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها غيرك، أصبح ذلي مستجيرا بعزتك، وأصبح فقري مستجيرا بغناك، وأصبح جهلى مستجيرا بحلمك وأصبحت قلة حيلتي مستجيرة بقدرتك، وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك، وأصبح دائي مستجيرا بدوائك، وأصبح سقمي مستجيرا بشفائك، وأصبح حيني مستجيرا بقصائك، وأصبح ضعفي مستجيرا بقوتك، وأصبح ذنبي مستجيرا بمغفرتك، وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي الدائم الذي لا يبلى ولا يفنى. يا من لا يواريه ليل داج، ولا سماء ذات أبراج، ولا حجب ذات ارتجاج

 

(1) هدأت العيون: أي سكنت ونامت، وجلباب الليل أستاره المظلمة، واستحلاكه: اشتداد سواده بالظلمة. (2) مهج الدعوات ص 188 - 195.

 

[403]

ولا ماء ثجاج في قعر بحر عجاج، يا دافع السطوات، يا كاشف الكربات، يا منزل البركات من فوق سبع سموات، أسئلك يا فتاح يا نفاح يا مرتاح، يا من بيده خزائن كل مفتاح، أن تصلي على محمد وآل محمد الطاهرين الطيبين، وأن تفتح لي من خير الدنيا والاخرة، وأن تحجب عني فتنة الموكل بي، ولا تسلطه على فيهلكني ولا تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عني، ولا تحرمني الجنة، وارحمني وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين، واكففني بالحلال عن الحرام، وبالطيب عن الخبيث يا أرحم الراحمين. اللهم خلقت القلوب على إرادتك، وفطرت العقول على معرفتك، فتململت الافئدة من مخافتك، وصرخت القلوب بالوله، وتقاصر وسع قدر العقول عن الثناء عليك، وانقطعت الالفاظ عن مقدار محاسنك، وكلت الالسن عن إحصاء نعمك وإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك وصفك، فهى تتردد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها، إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها، فهي بالاقتدار على ما مكنتها تحمدك بما أنهيت إليها والالسن منبسطة بما تملى عليها، ولك على كل من استعبدت من خلقك ألا يملوا من حمدك، وإن قصرت المحامد عن شكرك على ما أسديت إليها من نعمك. فحمدك بمبلغ طاقة حمدهم الحامدون، واعتصم برجاء عفوك المقصرون وأوجس بالربوبية لك الخائفون، وقصد بالرغبة إليك الطالبون، وانتسب إلى فضلك المحسنون، وكل يتفيأ في ظلال تأميل عفوك ويتضاءل بالذل لخوفك ويعترف بالتقصير في شكرك، فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك، ولا عكوف من عكف على معصيتك، أن أسبغت عليهم النعم، وأجزلت لهم القسم، وصرفت عنهم النقم، وخوفتهم عواقب الندم، وضاعفت لمن أحسن، وأوجبت على المحسنين شكر توفيقك للاحسان، وعلى المسيئ شكر تعطفك بالامتنان، ووعدت محسنهم بالزيادة في الاحسان منك. فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك، وانتسابه إليك، والقوة عليه بك، و


 

[404]

الاحسان فيه منك، والتوكل في التوفيق له عليك. فلك الحمد حمد من علم أن الحمد لك، وأن بدأه منك ومعاده إليك حمدا لا يقصر عن بلوغ الرضا منك، حمد من قصدك بحمده، واستحق المزيد له منك في نعمه، ولك مؤيدات من عونك، ورحمة تخص بها من أحببت من خلقك فصل على محمد وآله، واخصصنا من رحمتك، ومؤيدات لطفك وأوجبها للاقالات وأعصمها من الاضاعات، وأنجاها من الهلكات، وأرشدها إلى الهدايات، وأوقاها من الافات، وأعصمها من الاضاعات (1) وأوفرها من الحسنات، وأنزلها بالبركات وأزيدها في القسم، وأسبغها للنعم، وأسترها للعيوب، وأغفرها للذنوب إنك قريب مجيب. فصل على خيرتك من خلقك، وصفوتك من بريتك، وأمينك على وحيك بأفضل الصلوات، وبارك عليهم بأفضل البركات، بما بلغ عنك من الرسالات، وصدع بأمرك، ودعا إليك، وأفصح بالدلائل عليك، بالحق المبين، حتى أتاه اليقين وصلى الله عليه في الاولين، وصلى الله عليه في الاخرين، وعلى آله وأهل بيته الطاهرين، واخلفه فيهم بأحسن ما خلفت به أحدا من المرسلين بك يا أرحم الراحمين. اللهم لك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات، قد انقطع معارضتها بعجز الاستطاعات عن الرد لها دون النهايات، فأية إرادة جعلتها إرادة لعفوك، وسببا لنيل فضلك، واستنزالا بخيرك، فصل على محمد وأهل بيت محمد وصلها اللهم بدوام وأبدأها بتمام، إنك واسع الحباء كريم العطاء، مجيب النداء، سميع الدعاء (2) 35 - مهج: باسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني من الجزء الثالث من أماليه باسناده نصه إلى مولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام عن امه فاطمة

 

(1) في المصدر: وأعظمها من الاضاعات، وفى نسخة الكمبانى واعصمنا من الاضاعات وعلى أي حال قد سبقت هذه الجملة آنفا. (2) مهج الدعوات ص 149 - 152.

 

[405]

بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وجدناه باسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال للزهراء فاطمة عليها السلام: يا بنية ألا اعلمك دعاء لا يدعو به أحد إلا استجيب له، ولا يجوز عليك سحر ولا سم، ولا يشمت بك عدو، ولا يعرض عنك الرحمن، ولا يزغ قلبك ولا ترد لك دعوة، وتقضى حوائجك كلها ؟ قالت: يا أبت لهذا أحب إلي من الدنيا وما فيها، قال تقولين: يا أعز مذكور، وأقدمه قدما في العز والجبروت، يا رحيم كل مسترحم ومفزع كل ملهوف إليه، يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه، يا خير من سئل المعروف منه وأسرعه إعطاء، يا من يخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه، أسألك بالاسماء التي يدعوك بها حملة عرشك، ومن حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك، وبالاسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلا أجبتني، وكشفت يا إلهي كربتي، وسترت ذنوبي. يا من أمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة محشورون، وبذلك الاسم الذي أحييت به العظام وهي رميم، أحي قلبي، واشرح صدري، وأصلح شأني يا من خص نفسه بالبقاء، وخلق لبريته الموت والحياة والفناء، يا من فعله قول، وقوله أمر، وأمره ماض على ما يشاء. أسئلك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين القي في النار فدعاك به فاستجبت له وقلت " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الايمن فاستجبت له، وبالاسم الذي خلقت به عيسى من روح القدس، و بالاسم الذي تبت به على داود، وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر، وتبت به على داود، وسخرت به لسليمان الريح تجري بأمره، والشياطين، وعلمته منطق الطير، وبالاسم الذي خلقت به العرش وبالاسم الذي خلقت به الكرسي، وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين، وبالاسم الذي خلقت به الجن والانس، وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق، وبالاسم الذي خلقت به جميع ما أردت من شئ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ، أسئلك


 

[406]

بحق هذه الاسماء إلا ما أعطيتني سؤلي، وقضيت حوائجي يا كريم. فانه يقال لك يا فاطمة نعم نعم (1). 36 - مهج: دعاء آخر عن مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها: اللهم قنعني بما رزقتني، واسترني وعافني أبدا ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني، اللهم لا تعيني في طلب ما لم تقدر لي، وما قدرته على فاجعله ميسرا سهلا، اللهم كاف عني والدي، وكل من له نعمة على خير مكافاة، اللهم فرغني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به، ولا تعذبني وأنا أستغفرك، ولا تحرمني وأنا أسئلك، اللهم ذلل نفسي، وعظم شأنك في نفسي، وألهمني طاعتك والعمل بما يرضيك، والتجنب لما يسخطك، يا أرحم الراحمين (2). 37 - مهج: روي أن فاطمة عليها السلام زارت النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: ألا ازودك ؟ قالت نعم، قال: قولي: اللهم ربنا ورب كل شئ، منزل التوراة والانجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، أنت الاول فليس قبلك شئ، وأنت الاخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ، صل على محمد وعلى أهل بيته عليه وعليهم السلام، واقض عني الدين، وأغنني من الفقر، ويسر لي كل الامر يا أرحم الراحمين (3). 38 - ق: دعاء: اللهم صل على محمد وآل محمد، ويسر لي الاعمال التي تحبها وتحب العاملين لها وأعني عليها، واصرف عني الاعمال التي تكرهها وتكره العالمين لها وأعني على تركها. اللهم أوصلني إليك من أقرب الطرق إليك وأسهلها علي، اللهم أعزني بالانقطاع إليك بلا ضرورة، وأحسن لي الادب بلا عقوبة، وأجزل لي الثواب

 

(1) مهج الدعوات ص 173 - 175. (2) مهج الدعوات ص 175. (3) مهج الدعوات ص 176.

 

[407]

بلا مصيبة، وأحسن لي الاختيار بلا كراهية، اللهم خر لي بميسور الامور لا بمعسورها، واجعل لي في ذلك ما تحب، اللهم وجهني للخير، ويسرني له وأعني عليه، واجعلني من أهله، وارزقني حسن الادب فيما توجهت إليك فيه. الهم اجعلني لك شاكرا، ولك ذاكرا، ولك حامدا، وإلى طاعتك عامدا وبقضائك راضيا، وعن سخطك نائيا يا أرحم الراحمين. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك باقبال ليلك، وإدبار نهارك وحضور صلاتك وأصوات دعائك أن تصلى على محمد وعلى آل محمد، واحشرنا في شفاعة محمد وصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على أمير المؤمنين وعلى ولده الحسن التقي، والحسين الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي باقر علم النبيين، وجعفر بن محمد الصادق الامين، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي ابن موسى الرضا، ومحمد بن علي الزكي، وعلي بن محمد العسكري، والحسن ابن علي العسكري، والحجة القائم الخلف المهدي صلوات الله عليهم أجمعين. 39 - مهج: باسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني عن رجاء بن يحيى أبي الحسن العبرتائي قال: كتبت هذا الدعاء في دار سيدنا أبي محمد الحسن بن علي صاحب العسكر عليهما السلام. وهو دعاء الحسن بن على عليهما السلام لما أتى معاوية: " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله العظيم الاكبر، اللهم سبحانك يا قيوم سبحان الحى الذي لا يموت أسئلك كما أمسكت عن دانيال أفواه الاسد، وهو في الجب، فلا يستطيعون إليه سبيلا إلا باذنك، أسألك أن تمسك عنى أمر هذا الرجل، وكل عدو لي في مشارق الارض ومغاربها من الانس والجن، خذ بآذانهم وأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم وجوارحهم، واكفني كيدهم بحول منك وقوة فكن لي جارا منهم، ومن كل جبار عنيد، ومن كل شيطان مريد لا يؤمن بيوم الحساب. إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، فان تولوا فقل


 

[408]

حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". وهذا قد ذكرناه في كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي، وإنما كان هذا الكتاب أحق به المعارف الواعي (1). 40 - مهج: دعاء لمولانا الحسن بن علي عليهما السلام: يا من إليه يفر الهاربون، وبه يستأنس المستوحشون صل على محمد وآله، واجعل انسى بك فقد ضاقت عني بلادك، واجعل توكلي عليك فقد مال علي أعداؤك، اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بك أصول، وبك أحول، وعليك أتوكل، وإليك انيب، اللهم وما وصفتك من صفة أو دعوتك من دعاء يوافق ذلك محبتك ورضوانك ومرضاتك فأحيني على ذلك، وأمتني عليه، وما كرهت من ذلك فخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى، أتوب إليك ربي من ذنوبي، وأستغفرك من جرمي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا هو الحليم الكريم، وصلى الله على محمد وآله، واكفنا مهم الدنيا والاخرة في عافية يا رب العالمين (2). 41 - مهج: اعلم أن هذا دعاء عظيم من أسرار الدعوات، ووجدت به ست روايات مختلفات، ذكرنا منها روايتين: واحدة في أدعية الغروب، وواحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم والليلة من المهمات ورواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمات، ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي، ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهارا لهذا الدعاء العظيم، عند العارفين به من ذوي الالباب. الرواية المتقدمة من دعاء العشرات: روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن ابن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم، عمن حدثه، عن الحسن بن محبوب أو غيره، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عندنا ما نكتمه ولا نعلمه

 

(1) مهج الدعوات ص 177. (2) مهج الدعوات ص 178.

 

[409]

غيرنا، أشهد على أبي أنه حدثني عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: يا بني إنه لا بد من أن تمضي مقادير الله وأحكامه على ما أحب وقضى وسينفذ الله قضاءه وقدره وحكمه فيك، فعاهدني أن لا تلفظ بكلام اسره إليك حتى أموت وبعد موتي باثني عشر شهرا. واخبرك بخبر أصله عن الله، تقول غدوة وعشية فتشغل به ألف ألف ملك يعطى كل ملك منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة، ويوكل الله بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل مستغفر قوة ألف ألف متكلم في سرعة الكلام، ويبنى لك في دار السلام ألف بيت في مائة قصر يكون [فيه من جيران أهله، ويبنى لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون] لك جار جدك ويبنى لك في جنات عدن ألف ألف مدينة، ويحشر معك في قبرك كتاب يقول هائدا [كذا] لا سبيل عليك للفزع ولا للخوف ولا الزلازل ولا زلات الصراط، ولا لعذاب النار. ولا تدعو بدعوة فتحب أن يجاب في يومك فيمسي عليك يومك إلا أتتك كائنة ما كانت، بالغة ما بلغت، في أي نحو كانت، ولا تموت إلا شهيدا، وتحيى ما حييت وأنت سعيد، لا يصيبك فقر أبدا، ولا جنون ولا بلوى. ويكتب لك في كل يوم بعدد الثقلين كل نفس ألف ألف حسنة، ويمحى عنك ألف ألف سيئة، ويرفع لك ألف ألف درجة، ويستغفر لك العرش والكرسي حتى تقف بين يدي الله عزوجل، ولا تطلب لاحد حاجة إلا قضاها، ولا تطلب إلى الله حاجة لك ولا لغيرك إلى آخر الدهر في دنياك وآخرتك إلا قضاها، فعاهدني كما أذكر لك. فقال له الحسين صلى الله عليه: عاهدني يا أبه علي ما أحببت، قال اعاهدك على أن تكتم على، فإذا بلغ منيتك فلا تعلمه أحدا سوانا أهل البيت أو شيعتنا و أولياءنا وموالينا، فانك إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربهم الحوائج في كل نحو فقضاها، فأنا احب أن يتم الله بكم أهل البيت بما علمني مما اعلمك ما أنتم فيه فتحشرون لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، فعاهد الحسين عليا صلوات الله عليهما على ذلك ثم قال: إذا أردت إنشاء الله ذلك فقل:


 

[410]

سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان في آناء الليل وأطراف النهار، سبحان الله بالغدو والاصال، سبحان الله بالعشي والابكار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون سبحانك ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت، سبحان الملك الحق القدوس، سبحان الملك الحي الذي لا يموت، سبحان القائم الدائم، سبحان الحي القيوم، سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح. اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية، فأتمم علي نعمتك وعافيتك لي بالنجاة من النار، وارزقني شكرك وعافيتك أبدا ما أبقيتني، اللهم بنورك اهتديت وبنعمتك أصبحت وأمسيت، أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا، واشهد ملائكتك وحملة عرشك، وأنبياءك رسلك، وجميع خلقك وسماواتك وأرضك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك، وأنك على كل شئ قدير تحيي وتميت وتميت وتحيي. وأشهد أن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. وأشهد أن علي بن أبيطالب عليه السلام والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن على والامام من ولد الحسن بن علي، الائمة الهداة المهديون، غير الضالين والمضلين، وأنهم أولياؤك المصطفون، وحزبك الغالبون، وصفوتك وخيرتك من خلقك، ونجباؤك الذين انتجبتهم لولايتك، و


 

[411]

اختصصتهم من خلقك، واصطفيتهم على عبادك، وجعلتهم حجة على خلقك صلواتك عليهم والسلام. اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقينيها وأنت عني راض يوم القيامة وقد رضيت عني إنك على كل شئ قدير. اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء أكنافها، وتسبح لك الارض ومن عليها، ولك الحمد حمدا يصعد ولا ينفد، وحمدا يزيد ولا يبيد سرمدا مددا لا انقطاع له ولا نفاد أبدا حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره، ولك الحمد على ومعى وفي وقبلي وبعدي وأمامي ولدى، فإذا مت، وفنيت وبقيت يا مولاي فلك الحمد إذا نشرت وبعثت، ولك الحمد والشكر بجميع محامدك كلها، على جميع نعمائك كلها، ولك الحمد على كل عرق ساكن، وعلى كل أكلة وشربة وبطشة وحركة ونومة ويقظة ولحظة وطرفة ونفس وعلى كل موضع شعرة. اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الامر كله، علانيته وسره، وأنت منتهى الشأن كله. اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد باعث الحمد، ووارث الحمد، وبديع الحمد، ومبتدع الحمد ووافي العهد، وصادق الوعد، عزيز الجند، قديم المجد. اللهم لك الحمد مجيب الدعوات، رفيع الدرجات، منزل الايات من فوق سبع سماوات، مخرج النور من الظلمات، مبدل السيئات حسنات، وجاعل الحسنات درجات. اللهم لك الحمد غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير. اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى، ولك الحمد في النهار إذا تجلى، ولك الحمد عدد كل نجم وملك في السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء إلى الارض، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار والعيون والاودية والانهار


 

[412]

ولك الحمد عدد الشجر والورق والحصى والثرى والجن والانس والبهائم و الطير والوحوش والانعام والسباع والهوام، ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك وأحاط به علمك، حمدا كثيرا دائما مباركا فيه أبدا. لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت و يحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير - عشر مرات - أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه - عشر مرات - يا الله يا الله - عشر مرات - يا رحمن يا رحمن - عشر مرات - يا رحيم يا رحيم - عشرا - يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام - عشرا - يا حنان يا منان - عشرا - يا حي يا قيوم - عشرا - يا لا إله إلا أنت - عشرا - اللهم صل على محمد وآل محمد - عشرا - بسم الله الرحمن الرحيم - عشرا - آمين آمين افعل بي كذا وكذا.... وتقول هذا بعد الصبح مرة وبعد العصر اخرى، ثم تدعو بما شئت (1). ومن ذلك الرواية المتأخرة من دعاء العشرات، وجدنا إسنادها بما دون ما قدمناه من الفضل، وكان القصد لفظ الدعاء منها، لما فيه من الاختلاف في النقل وهو أيضا مروي عن الحسين بن علي عليهما السلام وعرفنا [انه] من جانب الله أنه أرجح من الذي قبله (2). " بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله بالغدو والاصال سبحان الله في آناء الليل وأطراف النهار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويحيي الارض بعد موتها، وكذلك تخرجون

 

(1) مهج الدعوات ص 180 - 184. (2) وذكره المحدث القمى في مفاتيح الجنان ص 67 نقلا من مصباح الشيخ قدس سره راجعه ان شئت.

 

[413]

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين سبحان ربك رب العرش العظيم. سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت، سبحان الملك الحي القدوس، سبحان الدائم القائم، سبحان الحي القيوم، سبحان ربي الاعلى، سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى، سبحان الله السبوح القدوس رب الملائكة والروح. اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية، فصل اللهم على محمد وآل محمد، وتمم علي نعمتك وعافيتك وارزقني شكرك. اللهم بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت وأمسيت، ذنوبي بين يديك أستغفرك وأتوب إليك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، أنت الجد، لا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك في سماواتك وأرضك أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك، حتى تلقينيها يوم القيامة وقد رضيت بها عني إنك على كل شئ قدير. اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماوات كنفيها، وتسبح لك الارض ومن عليها، اللهم لك الحمد حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره حمدا يزيد ولا يبيد سرمدا أبدا لا انقطاع له ولا نفاد حمدا يصعد ولا ينفذ، اللهم لك الحمد في و علي ومعى وقبلي وبعدي وأمامي وورائي وخلفي، وإذا مت وفنيت يا مولاي ولك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمك كلها، ولك الحمد في كل عرق ساكن، وعلى كل عرق ضارب، ولك الحمد على كل أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلى كل موضع شعرة. اللهم لك الحمد كله، ولك المن كله، ولك الخلق كله، ولك الملك كله ولك الامر كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الامر كله، علانيته وسره وأنت منتهى الشأن كله.


 

[414]

اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك في، ولك الحمد على عفوك عني بعد قدرتك على، اللهم لك الحمد، صاحب الحمد، ووارث الحمد، ومالك الحمد ووارث الملك، بديع الحمد، ومبتدع الحمد، وفي العهد، صادق الوعد، عزيز الجند، قديم المجد. اللهم لك الحمد رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، منزل الايات من فوق سبع سماوات، مخرج النور من الظلمات، مبدل السيئات حسنات وجاعل الحسنات درجات. اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير، اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى، وفي النهار إذا تجلى ولك الحمد عدد كل نجوم في السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة في السماء ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ولك الحمد عدد الشحر والورق والثرى والمدر والحصى والجن والانس والطير والبهائم والسباع والانعام والهوام، ولك الحمد عدد ما على وجه الارض، وتحت الارض وما في الهواء والسماء، ولك الحمد عدد ما أحصى بك، وأحاط به علمك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أبدا. ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير - عشر مرات - أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه - عشر مرات - يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا حنان يا حنان يا منان يا منان، يا حي يا قيوم - كل واحد عشر مرات - يا بديع السماوات والارض، يا ذا الجلال والاكرام - عشر مرات - بسم الله الرحمن الرحيم - عشر مرات - يا لا إله إلا أنت - عشر مرات - صل على محمد وآل محمد - عشر مرات - آمين آمين - عشر مرات - ثم تسأل حوائجك كلها بعده لدنياك وآخرتك


 

[415]

تجاب إنشاء الله تعالى. ق: روى أبو الجارود، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين قال: قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يا بني إنه لا بد أن تمضي مقادير الله وأحكامه على من أحب، وساق الحديث مثل ما مر إلى قوله " فعاهدني يا بني أن لا تعلم هذا الدعاء أحدا سوى أهل بيتك وشيعتك ومواليك، فانك إن لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد، طلبوا الحوائج إلى ربهم في كل نحو وقضاه الله عزوجل لهم، فاني احب أن يتم الله ما أنتم عليه فتحشرون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، ولا تدعو به إلا وأنت طاهر، ووجهك مستقبل القبلة، ثم ذكر الدعاء مثل الثاني. 42 - ق: دعاء واستغفار: " اللهم إني أرجو فضلك، ولا أرجو عملي، ولا أخشى ظلمك، وأخشى جريرتي على نفسي، اللهم فالرجاء لما قبلك، والخشية لما قبلي، اللهم فلا يغلب إحسانك صغر قدرتي، اللهم إنك تفضلت على بعلم اوتيت به كثيرا من مصالحي وحوائجي، فكمل بالعون والتوفيق ما قصر عنه عملي وطاقتي. اللهم إني أسئلك حسن بصيرة، ونفاذ عزيمة وأستوهبك سلطانا على نفسي وبصيرة في أمري، والشفاء من أمراض جسمي وقلبي، اللهم لا تتركني ونفسي فإني أضعف عنها، وأعني عليها بعصمة منك وتوفيق، اللهم إننى أضعف عن ملك نفسي، فكيف أصل بغير معونتك قدرة على عيوبي ؟ اللهم فالطف لي في جميع أمري، ولا تكلني إلى حولي وأحسن إلي في دنياي وآخرتي. اللهم إنني اريد الخير، ويصعب على فعله، فأعني عليه، ووفقني له وأكره النشر ويجذبني هواي إليه فاعصمني منه، اللهم إنك تفضلت علي بما علمت به صلاحي، ولم أسئلك ولا استحققته منك، فلا يمنعك عن إجابتي تقصيري عن استحقاق ما أسئلك فيه، كما لم يمنعك من ابتداي بالاحسان أني


 

[416]

مستحق له. اللهم إن المخلوق يأمل المخلوق فيبلغه أمله فيما ملك، وقد أملتك وأنت الخالق، فبلغني أملي في الدنيا والاخرة، فانك مالكهما، اللهم إن المخلوق يسئل المخلوق، فيجود عليه بما ينقص من قدرته، وقد سألتك فيما لا ينقص من قدرتك فجد على به، اللهم إن المخلوق يعفو عما يضره من مخلوق مثله، فاعف لي عما لا يضرك من فعله. اللهم إن العبد يعتق عبيده، وأنت المولى وأنا عبدك، فأعتق رقبتي من النار، اللهم إن الكريم يتوسل إليه باحسانه، ويتوجه به عنده ولا أجد أكرم منك، ولا إحسان أعظم من إحسانك وأنا أتوسل إليك بتتابع إحسانك، وتوالي نعمك علي يا أكرم الاكرمين، ويا من نقص عن إحسانه جميع العالمين، فاجعل نعمتك عندي شفيعا لي عندك، وإحسانك إلى وسيلة لي إليك، اللهم إني أسئلك عيشة راضية وحكمة فائضة وعزا فسيحا ومنقلبا كريما يا أرحم الراحمين. 43 - من اصل قديم من مؤلفات قدماء الاصحاب: دعاء الاخلاص: بالله أستفتح، وبالله أستنجح، وبالله أعتصم وبالله أثق، وعليه أتوكل، و له أعبد، وإياه أستعين، وبه أعوذ وألوذ، وبمحمد وآله صلى الله عليهم أتوجه وبهم أتوسل، وبهم أتقرب، وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. بسم الله بسم عالم الغيب والشهادة، باسم من ليس في وحدانيته شك ولا ريب، باسم من لا فوق عليه ولا رغبة إلا إليه، باسم المعلوم غير المجحود، و المعروف غير الموصوف، باسم المتكفل برزق من أطاع وعصى باسم من أمات وأحيى باسم من له الاخرة والاولى، باسم العلي الاعلى، والجليل الاجل، باسم المحمود المعبود المستحق لهما على السراء والضراء، باسم المذكور في الشدة والرخاء، باسم المهيمن الجبار، باسم الحنان المنان، باسم العزيز عن غير تعزز، والقديم من غير تقادر، باسم الذي لم يزل ولا يزال، باسم من يزيل


 

[417]

ولا يزول. بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الاولين، لا إله إلا الله وحده وحده وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده فله الملك وهو على كل شئ قدير. لا إله إلا الله رب العالمين، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله العزيز الحكيم، لا إله إلا الله الغفور الرحيم، لا إله إلا الله ملك يوم الدين، لا إله إلا الله لم يزل ولا يزال، لا إله إلا الله الخالق للخير والشر، لا إله إلا الله خالق الجنة والنار، لا إله إلا الله الاحد الصمد الفرد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. لا إله إلا الله عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون لا إله إلا الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات و الارض وهو العزيز الحكيم. لا إله إلا الله والكبرياء رداؤه، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا إله إلا الله نور السماوات والارضين، لا إله إلا الله الواحد الاحد لا إله إلا الله الفرد الوتر، لا إله إلا الله المتوحد بالصمدية، لا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية. لا إله إلا الله الاول لا بأولية، لا إله إلا الله الاخر بلا نهاية لا إله إلا الله القديم بلا غاية، لا إله إلا الله لا ضد له ولا ند ولا مثل، لا إله إلا الله لا كفو له ولا شبيه ولا شريك، لا إله إلا الله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، لا إله إلا الله كما هلل شئ، وكما يحب الله أن يهلل، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.


 

[418]

سبحان من له الامر من قبل ومن بعد، سبحان من لا تحصى نعمه، ولا تعد أياديه، سبحان من في منته أتقلب وبعفوه أثق وإلى حكمه أسكن، سبحان الجميل العادة والبلاء، مستحق الشكر والثناء، سبحان من إليه الرغبة، ومنه الخوف والرهبة، سبحان الرافع الواضع، سبحان المعطي المانع. سبحان من لا تدركه الصفات، ولا تبلغه الاوقات، سبحان ذي الملك و الملكوت، سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت، سبحان الملك الحى الذي لا يموت، سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى، سبحان الواحد الذي لا إله غيره سبحان القديم الذي لا بدء له، سبحان العالم بغير تعليم، سبحان من أحاط بكل شئ علما، سبحان الواحد الاحد، سبحان الباعث الوارث، سبحان الحق المبين، سبحان الذي يحيي العظام وهي رميم، سبحان ذي الجلال والاكرام، سبحان ذي الفواضل والنعم الجسام [العظام]. سبحان الذي لا يبلغ الاعمال شكره، ولا تصف الالسن قدره، ولا تحيط بكنه صفته، ولا تهتدي القلوب بجميع نعته، سبحان الملك ذي العز الشامخ، و السلطان الباذخ، والمجد الكامل، والعطاء الفاضل، والفضل السابغ، سبحان المجمل المحسن، سبحان المنعم المفضل، سبحان ذي الجلال والاكرام. سبحان الله آناء الليل وأطراف النهار، سبحان الله بالغدو والاصال، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويحيي الارض بعد موتها، وكذلك تخرجون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. سبحان [الله] كما ينبغي له من التسبيح، وكما هو أهله ومستحقه على ما أحب ورضي، وبكل ما أبلى وأعطى، سبحان الله الذي علا فدنا، وسمع ورأى وعلم وأحصى وقدر وقضى وأنفذ ما شآء، وأغنى وأقنى، وأمات وأحيى وهو بالمنظر الاعلى، رب الاخرة والاولى.


 

[419]

سبحان الذي لا عدل له ولا ند ولا ضد ولا ولد، ولا كفو ولا صاحبة، ولا شبه ولا نظير، ولا شريك، ولا إله غيره تعالى وجل عما يقول الظالمون، علوا كبيرا. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، أهل الجبروت والعزة، الله أكبر ولي الغيث والرحمة، الله أكبر ملك الدنيا والاخرة، الله أكبر عظيم الملكوت ألله أكبر شديد شديد الجبروت، الله أكبر عزيز القدرة لطيف لما يشاء، الله أكبر مدبر الامور، الله أكبر يحيي العظام وهي رميم، الله أكبر مبدئ الخفيات، الله أكبر معلن السرائر. الله أكبر أول كل شئ وآخره، الله أكبر بديع كل شئ ومنتهاه، الله أكبر مدرك كل شئ ومصيره إليه، الله أكبر خالق كل شئ ومولاه، الله أكبر أمام كل شئ وخلف كل شئ، الله أكبر مبتدء كل شئ ووارثه، الله أكبر بدء كل شئ ومعيده، الله أكبر رازق كل شئ ومغيثه، الله أكبر رب كل شئ ومحصيه، الله أكبر رب كل شئ ومنجيه، الله أكبر لم يك قبله شئ، الله أكبر كل شئ بيده، الله أكبر كل شئ هالك إلا وجهه، الله أكبر لا يفعل ما يشاء غيره. الله أكبر لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، الله أكبر، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الله أكبر مكبرا معظما مقدسا كبيرا، الله أكبر ولا شريك له في تكبيري إياه، بل أقول مخلصا وجهت وجهي للذى فطر السماوات والارض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، الله أكبر لا ند له ولا ضد ولا شبيه ولا شريك ذو الجلال والاكرام لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لا حول ولا قوة إلا بالله قوة كل ضعيف، لا حول ولا قوة إلا بالله عز كل ذليل، لا حول ولا قوة إلا بالله غنا كل فقير، لا حول ولا قوة، إلا بالله فرج كل مكروب، لا حول ولا قوة إلا بالله، ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، لا حول ولا قوة إلا بالله، كاشف كل كربة، لا حول ولا قوة إلا بالله، المطلع على كل خفية، لا حول ولا قوة إلا بالله، المحيط بكل سريرة، لا حول ولا قوة إلا بالله


 

[420]

الشاهد لكل نجوى، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللطيف بعباده على فقرهم، وغناه عنهم، وملكته إياهم، لا حول ولا قوة إلا بالله تفويضا إلى الله ولجئا إليه لا حول ولا قوة إلا بالله اعتزازا وتوكلا عليه، لا حول ولا قوة إلا بالله استغاثة بالله وغناء عن كل أحد سواه، لا حول ولا قوة إلا بالله تمسكا بالله، واعتصاما بحبله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الحليم الكريم، الرحمن الرحيم، الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. ما شاء الله تضرعا إلى الله وإخلاصا له، ما شاء الله استكانة إلى الله وعبادة له ما شاء الله توجها إلى الله وإقرارا به، ما شاء الله إلحاحا على الله وفاقة إليه، ما شاء الله استغاثة إلى الله وحسن ظن به، ما شاء الله خضوعا له وذلا، ما شاء الله خضوعا وتلطفا واعتمادا عليه، وأشهد وأعلم أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا. اللهم إني اثني عليك بأحسن ما أقدر عليه، وأشكرك بما مننت به على أشكرك وأعترف لك بذنوبي، وأذكر حاجتي، وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي فانك قلت وقولك الحق " فما استكانوا الربهم وما يتضرعون " وها أنا ذا يا إلهي قد استجرت بك ومثلت بين يديك وهربت إليك ولجأت إليك، مستكينا لك متضرعا إليك، راجيا لما لديك، تراني وتعلم ما في نفسي، وتسمع كلامي، وتعرف حاجتي ومسكنتي وحالى، ومنقلبي ومثواي، وما اريد أن ابدي به من منطقي، والذي أرجو منك في عاقبة اموري، وأنت محص لما اريد التفوه به من مقالي. جرت مقاديرك يا سيدي، في وبما يكون مني في أيامي، من سريرتي و علانيتي، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصاني، فأحق ما اقدم إليك يا سيدي قبل ذكر حاجتي، والتفوه بطلبتي وبغيتي، الشهادة بوحدانيتك، والاقرار مني بربوبيتك، التي ضلت عنها [الاراء، وتاهت فيها العقول، وقصرت عنها] الاوهام وحارت عندها الافهام، وعجزت لها الاحلام، وانقطع منطق الخلائق دون كنه نعتها، وكلت الالسن عند غاية وصفها.


 

[421]

فليس أحد يقدر أن يبلغ شيئا من وصفك، ولا يعرف شيئا من نعتك، إلا ما حددته له، ووفقته إليه، وبلغته إياه، وأنا مقر يا سيدي أني لا أبلغ ما أنت أهله من تعظيم جلالك، وتقديس مجدك، وتمجد كلامك، والثناء عليك والمدح لك، والذكر لك، لانك أنت الله لا إله إلا الله أنت وحدك لا شريك لك والذكر لالائك، والحمد على تعاهدك بنعمائك، والشكر على بلائك، لان الالسن تكل عن وصفك، وتعجز الابدان عن أداء شكرك. ولعظيم جرمي وكبير خطاياي، وما احتطبت على نفسي من موبقات ذنوبي التي أوبقتني، وأخلقت عندك وجهي هربت إليك رب، ومثلت بين يديك وتضرعت إليك سيدي لاقر لك بوحدانيتك وربوبيتك واثني عليك بما أثنيت به على نفسك، وأصفك بما يليق بك من صفاتك، وأذكر لك ما أنعمت به على من معرفتك. فأشهد يا رب أنك الواحد الاحد الصمد الوتر الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأنك الذي لم تزل ولا تزال ولا يغيرك الدهور، ولا تفنيك الازمان، ولا تبليك الاعصار، ولا تداولك الايام ولا تختلف عليك الليالي، ولا تحاربك الاقدار، ولا تبلغك الاجال، ولا يخلو منك مكان، ولا فناء لملك، ولا زوال لسلطانك، ولا انقطاع لذكرك، ولا تبديل لكلماتك ولا تحويل لسنتك، ولا خلف لوعدك، ولا تأخذك سنة ولا نوم. أشهد أنك ربنا الذي إياه نعبد، كنت قبل الايام والليالي، وقبل الازمان والدهور، وقبل كل شئ، وكونت كل شئ فأحسنت كونه، فأنت حي قيوم، ملك قدوس دائم متعال بلا فناء ولا زوال، ولا غاية ولا منتهى، ولا إله في السماء ولا في الارض إلا أنت المعبود المحمود العلي المتعال غير موصوف ولا محدود. تعظمت حميدا، وتجبرت حليما وتكبرت رحيما، وتعاليت عزيزا، و تعززت كريما، وتقدست مجيدا، وتمجدت مليكا، وتباركت قديرا، وتوحدت


 

[422]

ربا إلها حيا قيوما عظيما جليلا حميدا عليا كبيرا، وتفردت بخلق الخلق كلهم، فما من بارئ مصور صانع متقن غيرك، وتفضلت قويا قادرا محمودا غالبا قاهرا محسنا معبودا مذكورا مبدئا معيدا محييا مميتا باعثا وارثا وتطولت عفوا غفورا وهابا توابا برا رحيما رؤفا ودودا قريبا مجيبا سميعا بصيرا حليما حكيما حنانا منانا. وأشهد أن الذين يدعون من دونك لا يملكون مثقال ذرة في السماوات والارض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وما لك فيهما شريك، وما لك فيهما نظير، وما لك منهم من ظهير، كفى بك لخلقك واحدا ظهيرا. وأشهد أن لك السماوات والارضين، وما فيهن وما بينهن، وما تحت الثرى، وبيدك ملكوت كل شئ وخزائنه، تعطي من سعة، وتمنع من قدرة، وما من مدعو غيرك، ولا مجيب إلا أنت. وأشهد أن الذين اتخذوا من دونك آلهة أن آلهتهم لا يخلقون شيئا وهم يخلقون، ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ولا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا. وأشهد أن الذين يدعون من دونك لا ينزلون قطرة من السماء، ولا ينبتون حبة ولا شجرة من الارض ولا خضرة، ولا يخلقون ذبابا ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب. تباركت يا سيدي وتجبرت، وتقدست وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وأحمدك اللهم وأنت للحمد أهل، وأشكرك وأنت للشكر أهل عن حسن صنيعك إلي، وسوابغ نعمك علي، وجزيل عطائك لدي، وعلى كل ما فضلتني به من رحمتك، وأسبغت علي من نعمتك، فانك قد اصطنعت عندي ما يحق لك به شكري وذكرى من حسن ولايتك إياي، ولطفك بالصلاح لي وما لا غنى بي عنه ولا يوافقني غيره، ولا بد لي منه ولا أصلح إلا عليه، ولو لا حسن صنيعك إلى، و تعطفك على ما بلغت إحراز حظي ولا صلاح نفسي، ولكنك ابتدأتني منك بالاحسان


 

[423]

ووليتني في اموري كلها بالكفاية، وصرفت عني جهد البلاء، ومنعت عني المحذور من القضاء. اللهم كم من بلاء جاهد صرفته عني، وأبليت به غيري، وكم من نعمة أقررت بها عيني، وكم من صنيعة لك عندي، إلهي أنت الذي أجبت في الاضطرار دعوتي، وأقلت عند العثار زلتي، وأخذت من الاعداء ظلامتي، فما وجدتك بخيلا حين دعوتك، ولا متقبضا حين أردتك، ولكني وجدتك لدعائي سامعا، وعدت علي بالنعم مسبغا في كل شان من شأني، وكل زمان من زماني. وأنت عندي محمود، وصنيعك عندي موجود، يحمدك سيدي نفسي وعقلي ولساني وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعصبي وعظامي، وما أقلت الارض مني حمدا يكون مبلغا رضاك، منجيا من سخطك. الحمد لله الذي استوجب على أن أحمده بما عرفني من نفسه بفضله على وإحسانه إلى ولم أك شيئا، الحمد لله الذي غذاني بنعمته، وأسبغ على فضله، وابتدأني برزقه الطيب من غير أن أسئله، ولا بعمل صالح استوجبت ما ابتدأني به إلهي، وأوجب على من شكره كما لا أستحق به المزيد من لديه. معما عرفني من دينه، ودلني على نفسه، وأكرمني برسوله، وولاة أمره وألقى في قلبي محبته، وشاط لحمي ودمي بحبه، ولساني بذكره، وأمرني بمسئلته، ودعاني إلى عبادته، ورغبني فيما عنده، وحثني على طاعته، وزهدني في معصيته، وشوقني إليه جنته، وحذرني عقابه رحمة منه لي ومنة واجب شكرها على لو أن الدنيا وما فيها أصبح وأمسى في ملكتي، وأنا منسلخ من الدين الذي أنا به متمسك، ما كان ذلك عوضا من بعضه، فلربي الحمد على نعمه التي لا تحصى بعدد، ولا تجازى بعمل. الحمد لله رب العالمين، رب السماوات والارضين، العالم بما كان ويكون الاول بلا ابتداء، والاخر بلا انتهاء، أول كل شئ ومصيره، ومبدئ كل شئ ومعيده، خضعت له الرقاب، وخشعت له الاصوات، وضلت فيه الاحلام، وكلت


 

[424]

دونه الابصار، لا يقضي في الامور غيره، ولا يدبر مقاديرها سواه، ولا يصير منتهى شئ منها إلى غيره، ولا يتم شئ منها دونه. له الحمد والعظمة، وله الملك والقدرة، وله الايد والحجة، وله الحول والقوة، وله الدنيا والاخرة، أمره قضاء، ورضاه رحمة، وسخطه عذاب، وكلامه نور، يقضي بعلم، ويعفو بحلم، واسع المغفرة، شديد النقمة، قريب الرحمة، أحاط بكل شئ علمه، ووسع بكل شئ حفظه، كان علمه قبل كل شئ، ويكون بعد هلاك كل شئ، لا يعجزه شئ، ولا يتوارى عنه شئ، ولا يقدر أحد قدره ولا يشكره أحد حق شكره، ولا تهتدي القلوب لصفته، ولا تبلغ العقول نعته. حارت الابصار دونه، وكلت الالسن عنه، لم تره عين، ولم ينته إليه نظر ولا يدركه بصر. حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، وسع كل شئ رحمة وعلما وملا كل شئ عظمة وعدلا، وأخذ كل شئ بسلطان وقدرة لا يعجزه ما طلب، ولا يرد ما أمر، ولا ينقص سلطانه من عصاه، ولا يستغنى عنه من تولى غيره. كل سر عنده علانية، وكل غيب عنده شهادة، فليس يستر عنه شئ، ولا يشغله شئ عن شئ، قلوب العباد بيده، وآجالهم بعلمه، ومصيرهم إليه، لا يخفي عليه شئ مما هم فيه، أحصى عددهم من قبل خلقهم، وعلم أعمالهم من قبل عملهم، وكتب آثارهم، وسمى آجالهم، وعلا كل شئ قدرته، لا يقع وهم كيف هو ؟ حي لا يموت، صمد لا يطعم، قيوم لا ينام، ملك لا يرام، عزيز لا يضام، جبار لا يرى، سميع لا يشك، بصير لا يرتاب، عظيم الشأن، شديد السلطان، خبير بكل مكان، يعلم وهم الانفس، وهمس الالسن، ورجع الشفاه، وخائنة الاعين وما تخفي الصدور. لا تفنى عجائبه، ولا ينقضي مدحه، ولا تنفد خزائنه، ولا تحصى نعمه، ولو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا


 

[425]

ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم. ولك الحمد يا سيدي ومولاي على نعمائك وآلائك كثيرا، وحسن بلائك ما عرفت منه وما لم أعرف وما ذكرت منه وما لم أذكر، وعلى ما أوليتني وأبليتني وأعطيتني وشرفتني، وفضلتني وكرمتني، وهديتني لديك، وسلكت بي نهج الحق وسبيل الصدق، وطريقك الواضح المحجة وسواء الصراط وعرفتني من إحسانك إلي وإنعامك على، وحفظك لي في جميع ما خولتني، وابتدائك إياي بما به أبتدأتني مما يعجز عنه صفتي، وتكل عنه لساني، ويعيا عنه فهمي، ويقصر دونه فهمي وعلمي وينقطع قبل كنهه عددي، ولا يحيط به إحصاي. ولك الحمد على ما سويت من خلقي، وألزمت من الغنى نفسي، وأدخلت من اليقين قلبي، وأملت إلى طاعتك هواي، ولم تحل بيني وبين شهواتي، ولم أتبع هواي بغير هدى (1) منك. ولك الحمد على ما بصرتني مما أعميت منه غيري، وأسمعتني مما أصممت منه غيري، وأفهمتني مما أذهلت عنه غيري، وأطلعتني على ما حجبته عن غيري وأدبتني فأحسنت أدبي، وعلمتني فلطفت لتعليمي، فأي النعم يا سيدي لم تنعم بها علي، وأي الايادي يا إلهي لم تستوجبها على. ولك الحمد على ما عصمتني من مهاوي الهلكة، والتمسك بحبل الظلمة، و الجحود لطاعتك، والتوجه إلى غيرك، والزهد فيما عندك، والرغبة فيما عند سواك، منا منك وفضلا مننت به على، ورحمة رحمتني بها من غير عمل سالف مني ولا استحقاق لما صنعت بى، ثم استوجبت على الحمد باتباع أهل الفضل والمعرفة للحق، والبصر بأبواب الهدى، ولو لا أنت ربي ما اهتدينا إلى طاعتك، ولا عرفنا أمرك، ولا سلكنا سبيلك. ولك الحمد يا سيدي على آلائك التي استوجبت بها أن تعبد، وعلى حسن

 

(1) رضى خ ل.

 

[426]

بلائك الذي استحققت به أن تحمد، وعلى نعمك القديمة، وأياديك الكثيرة التي لا تحصى بعدد، ولا تكافى بعمل إلا في سعة رحمتك، وتتابع نعمك، وعظيم شأنك، وكريم صنايعك، وحسن أياديك. ولك الحمد يا سيدي على نعمك السابغة، وحججك البالغة، ومننك المتواترة التي بها دافعت عني مكاره الامور، وآتيتني بها مواهب السرور، مع تمادي في الغفلة، وتناهي في القسوة، فلم يمنعك ذلك من فعلي أن عفوت عني وسترت على قبيح عملي، وسوغتني ما في يدي من نعمتك على، وإحسانك إلى وصفحت لي عن قبيح ما أفضيت به إليك، وانتهكته من معاصيك. ولك الحمد يا سيدي على النعم الكثيرة التي أصبحت وأمسيت أتعرفها منك وأعلم أنك وليها ومجريها بغير حول مني ولا قوة، يا أرحم الراحمين. فيا رب لك الحمد على عافيتك إياي من ألوان البلايا التي أصبح وأمسى فيها كثير من عبادك، فكم من عبد يا إلهي أمسى وأصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين وعويل، ينقلب في غمه لا يجد محيصا، ولا يسيغ طعاما ولا شرابا، وأنا في صحة من البدن، وسلامة من العيش، كل ذلك منك، يا رب فلك الحمد. وكم من عبد أصبح وأمسى في كرب الموت، وغصة وحشرجة، ونظر إلى ما تقشعر منه الجلود، وتفزع له، وأنا في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد. وكم من عبد أمسى وأصبح خائفا مرعوبا مشفقا وجلا هاربا طريدا متحيرا في مضيق المخابي، قد ضاقت عليه الارض برحبها لا يجد حيلة ولا ملجأ ولا مأوى وأنا في أمن وطمأنينة وعافية من ذلك يا رب فلك الحمد. وكم من عبد أمسى وأصبح في ضنك من العيش، وضيق المكان، قد اثقل حديدا من قيد أو غل أو مزق جلده، وبضع لحمه، أو لون عليه العذاب، أو يتوقع القتل صباحا ومساء، وأنا في راحة ورحب وسعة وعافية من ذلك يا رب فلك الحمد.


 

[427]

وكم من عبد أمسى وأصبح أسيرا مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة الذين لا يرحمونه، مفردا عن أهله وولده، منقطعا عن بلاده وإخوانه، يتوقع في كل ساعة بأية قتلة يقتل، وأية مثلة يمثل، وأنا في عافية وسلامة من ذلك فلك الحمد. وكم من عبد أمسى وأصبح يباشر القتال ويقاسي الحروب قد غشيته الاعداء بالسيوف والرماح والنبل وآلة الحرب متقنع بالحديد، قد بلغ مجهوده لا يعرف حيلة، ولا يجد مهربا، قد ادنف بالجراحات، أو متشحط بدمه تحت السنابك والارجل، يتمنى شربة ماء يشربها، أو نظرة إلى أهل وولد، وأنا في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد. وكم من عبد أمسى وأصبح غريبا مسافرا شاخصا عن أهله وولده، متحيرا في المفاوز، تائها فيها مع الوحوش والبهائم والهوام جائعا ظمآن، وحيدا فريدا لا يعرف حيلة، ولا يهتدي سبيلا، أو [في] جزع أو جوع أو عرى أو غيره من الشدائد، وأنا مما هو فيه خلو في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد. وكم من عبد أمسى وأصبح في ظلمات البحار، وعواصف الرياح، وأهوال الامواج، يتوقع الغرق والهلاك، لا يقدر على حيلة، أو مبتلى بصاعقة، أو هدم أو حرق أو شرق أو غرق أو خسف أو مسخ أو قذف، وأنا من ذلك في عافية يا رب فلك الحمد. وكم من عبد أمسى وأصبح فقيرا عائلا محزونا عاريا جائعا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل، أو عبد لك هو أوجه مني عندك، وأشد عبادة مملوك مقهور، قد حمل ثقلا من تعب العناء، وشدة العبودية، وثقل الضريبة، أو مبتلى ببلاء شديد وأنا المخدوم المنعم عليه في عافية مما هو فيه، يا رب فلك الحمد إلهي. وكم من عدو انتضى على سيف عداوته، وشحذ لي ظباة مديته، وأرهف لي شباة حده، وداف لي قواتل سمومه، وسدد إلى صوائب سهامه، ولم تنم عنى عين حراسته، وأضمر على أن يسومني المكروه، ويجر عني ذعاف مرارته، فنظرت


 

[428]

إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصد لي بمحاربته، ووحدتي في كثير ممن ناوانى، وإرصاده لي فيما لم اعمل فكري في الارصاد له بمثله، فأيدتني بقوتك، وشددت أزري بنصرك، وصيرته بعد جمع عديد وحده وأعليت كعبي عليه، ووجهت ما سدد إلى من مكايده إليه، فرددته ولم يشف غليله ولم يبرد حرارات غيوظه، قد عض على شواه، وأدبر موليا قد أخلفت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أتاه لا يعجل (1). وكم من باغ بغاني بمكائده، ونصب لي أشراك مصائده، وأضبأ إضباء السبع لطريدته، انتظار لانتهاز فرصته، وهو يظهر بشاشة الملق، ويكشر لي سنه، و يبسط لي وجهه من غير طلق، فلما رأيت دغل سريرته، وقبح ما انطوى عليه بشركه، أبطلت ما أصبح مجلبا به لي في بغيته، وأركسته لام رأسه في زبيته ورديته في مهوى حفرته، ورميته بحجره، ورميته بمشاقصه، وكببته لمنخره وخنقته بوتره، ورتقته بندامة، ورددت كيده في نحره، فاستحلي (2) وتضاءل بعد نخوته، وانقمع بعد استطالته، ذليلا مأسورا في ربق حبالته التي كان يؤمل أن يراني فيها في يوم سطوته، وقد كدت يا رب لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل. وكم من حاسد أشرق بحسده، وشجي منى بغيظة، وسلقني بحد لسانه ووخزني وجعل عرضى غرضا لمراميه، وقلدني خلالا لم تزل فيه، فأتيتك يا رب مستجيرا بك، واثقا بسرعة إجابتك، متوكلا على ما لم أزل أتعرفه من حسن دفاعك، عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كفايتك، ولم تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك، فحصنتني من بأسه بقدرتك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل. وكم من سحائب مكروه أجليتها، وسماء نعمة أمطرتها، وجداول كرامة أجريتها، وأعين أجداث طمستها، وناشئة رحمة نشرتها، وجنة عافية ألبستها، و

 

(1) راجع ج 94 ص 320 ففيه مثل هذا الدعاء مشروحا. (2) فاستخذى خ ل.

 

[429]

غواشي كربات كشفتها، وامور حادثة قدرتها، لم تعجزك إذ طلبتها، ولم تمنع منك إذ أردتها، فلك الحمد من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل. وكم من ظن حسن حققت، ومن عدم إملاق جبرت، ومن صرعة نعشت ومن مسكنة حولت، لا تسئل عما يفعل، ولا ينقصك ما أنفقت، ولقد سئلت فأعطيت ولم تسأل فابتديت، واستميح فضلك فما أكديت، أبيت إلا إنعاما وامتنانا وتطولا وأبيت إلا تقحم حرماتك، وانتهاك معاصيك، وتعدى حدودك وغفلة عن وعدك ووعيدك وطاعة لعدوي وعدوك، ولم يمنعك إخلالي بالشكر من إتمام إحسانك ولا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل. وسبحانك اللهم وبحمدك، تباركت وتجبرت، وتعاليت وتقدست وتكبرت وتعظمت عما يقول الظالمون علوا كبيرا. اللهم وأنا الداعي الذي أجبت، فلك الحمد، وأنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد، وأنا الضال الذي هديته فلك الحمد، وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد، وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد، وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد، وأنا السقيم الذي شفيته فلك الحمد، أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد صل على محمد وعلى آله، واجعلني لك من الشاكرين. اللهم وأنا الطريد الذي رددته فلك الحمد، وأنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد، وأنا المسئ الذي أحسنت إليه فلك الحمد، وأنا المهموم الذي فرجت همه فلك الحمد، وأنا المكروب الذي نفست كربه فلك الحمد، أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد، صل على محمد وآله، واجعلني لك من الشاكرين. اللهم وأنا الذليل الذي أعززته فلك الحمد، وأنا المخذول الذي كفيته فلك الحمد، وأنا المبغى عليه الذي نصرته فلك الحمد، وأنا الوضيع الذي رفعته فلك الحمد، وأنا الهالك الذي خلصته فلك الحمد، وأنا الغريق الذي نجيته فلك الحمد، وأنا المهان، الذي أكرمته فلك الحمد، وأنا الراجل الذي حملته فلك


 

[430]

الحمد، أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد صل على محمد وآله، واجعلني لك من الشاكرين. اللهم وأنا المريض الذي نعشته فلك الحمد، وأنا المبتلى الذي عافيته فلك الحمد، وأنا المسجون الذي أخرجته فلك الحمد، وأنا الاسير الذي فككته فلك الحمد، وأنا الاعزب الذي زوجته فلك الحمد، [وأنا الذي لم أك شيئا حتى جعلته فلك الحمد] أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد، صل على محمد وآله، واجعلني لك من الشاكرين. رب تباركت وتعاليت، لك الحمد على ما أسديت وأوليت، ولك الحمد على ما أعطيت وأبليت، ولك الحمد على مشيتك فينا ما أمر منها وما حلا، ولك الحمد على الامهال، والابتلاء، ولك الحمد على ما أطلت من عمرى، ولك الحمد على ما أنسأته من أجلى، ولك الحمد على حسن قسمك لي ما لم أهتد إلى مسئلتك إياه ولك الحمد على ما لم احط بمعرفته في، ولك الحمد على إسبال سترك على ولم أك أهله منك، وعلى آثار نعمك علي ولم أبلغ شكرها إلا بك، ولك الحمد على تجددها على، ولك الحمد على تطولك بها على الحالتين. ولك الحمد على نعمة الاسلام الذي رضيته لنا دينا، والنبي الامي الذي ارتضيته لنا أمينا، ولك الحمد على ما ندبتنا إليه، وأنقذتنا منه به، وجعلته خير نبي ابتعث، وجلعنا خير امة اخرجت، ولك الحمد على لطفك بنا في تمييزك إيانا من أصلاب المشركين، وأرحام المشركات، سلالة من سلالة، حتى ألحقتنا بعصره، وأنقذتنا من الهلكة به، فلك الحمد عدد الحصى والثرى، ولك الحمد ملاء الاخرة والدنيا، ولك الحمد حسب ما تستحق وترضى. اللهم يا سيدي أنت الذي مننت على بتحميدك وتمجيدك والثناء عليك والشكر لك، وكل هذا يا مولاي مع سائر أنعامك ومننك وأياديك التي لا احصيها، ولا اطيق تعدادها، أول ذلك يا سيدي وأشرفه وأفضله وأعظمه وأكثره وأجله الامتنان على بمعرفة ربوبيتك، وقدرتك وعظمتك، ومعرفة رسولك، و الاقرار به صلى الله عليه وآله، ومعرفة أوليائك، وحججك وأصفيائك، والايتمام بهم، والتصديق


 

[431]

لهم، والتسليم لقولهم، والايمان بكتبك ورسلك، ثم عافيتك وسعة رزقك وفضلك وجميع صنيعك الحسن الجميل. فلك الحمد يا إلهى ومولاى، ولك التسبيح والتقديس والتهليل، والشكر والمنة كما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك وعظمتك، وكما أنت أهله يا حي يا قيوم، ولك الحمد بكل نعمة أنعمتها على وعلى أحد من خلقك، كان أو يكون إلي يوم القيامة. الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، عدد ما خلقت وسميت وقدرت وكتبت، أو أنت فاعله في الدنيا والاخرة. يا سامع كل صوت، ويا جامع كل فوت، يا بارئ النفوس بعد الموت، يا من لا يشغله شأن عن شأن، ويا من لا تشابه عليه الاصوات، ولا تغشاه الظلمات، يا من لا ينسى شيئا لشئ يا من لا يدعى من لدن عرشه إلى قرار سماواته وأرضه إله غيره، صل على محمد وآله عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك ونبيك ونجيك وأمينك وصفوتك وخاصيتك وخالصتك وخيرتك من خلقك، الذي هديتنا به من الضلالة والعمى وبصرتنا به من الغشى، وعلمتنا به من الجهالة، وأقمتنا به على المجحة العظمى وسبيل التقوى، وأخرجتنا به من الغمرات، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات أمينك على وحيك، وموضع سرك، ورسولك إلى خلقك، وحجتك على عبادك ومبلغ أمرك، ومؤدي عهدك، جعلته رحمة للعالمين، ونورا يستضئ به المؤمنون بشيرا بالجزيل من ثوابك، وينذر بالاليم من عقابك، انتجبته لرسالاتك واستخلصته لدينك، واسترعيته عبادك، وائتمنته على وحيك، وجعلته الشاهد لك والدليل عليك، والداعي إليك، والحجة على بريتك، والسبب فيما بينك وبين عبادك، والشاهد لهم، والمهيمن عليهم وعلى أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا. اولئك الطيبون المباركون، الطاهرون المطهرون، الهداة المهتدون، غير الضالين ولا المضلين، امناؤك في أرضك وعمدك في خلقك، الذين استنقذت بهم من


 

[432]

الهلكة، ونورت بهم من الظلمة، شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعدن العلم، ارتضيتهم أنصارا لدينك، وشهداء على خلقك، وقوامين بأمرك، وامناء حفظة لسرك، وموضع رحمتك، ومستودع حكمتك، وتراجمة وحيك، وأعلاما لعبادك، ومنارا في بلادك. صل عليهم اللهم أشرف وأفضل وأكثر وأعظم وأحسن وأجمل وأنفع وأكمل وأزكى وأطهر وأبهى وأطيب وأرضى ما صليت على أحد من أنبيائك ورسلك وأصفيائك وأوليائك، وأهل المنزلة لديك، والكرامة عليك، وصل اللهم عليهم بالصلاة التي تحب أن تصلي بها عليهم أنت وملائكتك ورسلك وخلقك وكما محمد وآله أهله منك. اللهم اجعل يا سيدي محمدا وآل محمد سببي إليك، وطريقي إلى طاعتك، والباب الذي آتيك منه، والدرجة التي أرتفع منها، والوجه الذي أتوجه إليك به، و اللسان الذي أنطق به، والمفزع والركن والذخر والملجأ والمأوى من ذنوبي أقررت لهم بذلك، وبما أمرتني به على ألسنتهم، وأشهد وأعلم أن ذلك من عندك فبرضاء محمد وآله أرجو رضاك، وبسخطهم أخاف عقابك، واجعلني يا مولاي ممن تخلص معهم يوم القيامة - يوم الدوائر - من عظم البلاء، وهتك الستائر، ونجني من هول الشدائد. اللهم وأنت يا سيدي الملك الحق الذي لا جور في حكمك، ولا حيف في عدلك، ولا تسئل عما تفعل، خلقت الخلق على ما سبق في علمك من مشيتك لتصييرك إياهم إلى مصايرهم، وإنزالهم منازلهم، من ثوابك وعقابك، وقد خصصتني يا إلهي بالرحمة التي أرجو أن يكون قد سبقت لي بها السعادة بما ألهمتني من الايمان بك وبرسولك، وبأهل بيت رسولك، صلواتك عليهم، والتصديق بما جاء من عندك، فانه ليس في معرفتي به شك ولا فيما مننت به علي من علمي جهل، ولا في بصيرتي به وهن ولا ضعف، ملات منه سمعي وبصري، وأشربت حبه قلبي، و أولجته جميع جوارحي، فلا أعرف غيره، ولا ألتمس سواه رضى به، واقتصارا عليه


 

[433]

من كل أمره سواه. ثم مننت على بالذكر الحكيم كتابك، فاستودعته صدري، وأنطقت به لساني وجعلته قرة عين لي، ثم دللتني على معرفة ربوبيتك وعظمتك، واقتدارك في ملكك وسلطانك، وكرمك في فعالك، ومنحتني من ذلك كثيرا، فأسئلك اللهم يا مانح النعم قبل أن نستحق، ويا مبتدئا بالرحمة قبل أن نسئل، لما جعلت ما أكرمتني به من ذلك، ومننت به على مستتما منك موصولا وحتما على نفسك واجبا وأن لا يشوب إخلاصي وصدق نيتي وصحة الضمير مني شك ولا وهن، ولا تقصير ولا تفريط، حتى تميتني على الاخلاص به، وتبعثني على استيجاب رضاك، ولما جعلته نورا وحجة وحجابا، ولما لم تجعله وبالا على بتقصير كان مني وضعفا من شكرى، فأكون ومن عصاك وخالف أمرك وجحدك بمنزلة سواء في غضبك. اللهم وأنا يا سيدي ومولاي المذنب عبدك، المسئ المعترف بخطاياي، المقر بذنوبي، أقبلت إليك تائبا من جميع ما ارتكبت، وأنخت بفنائك نادما على ما أذنبت، وأتيتك مقرا بجميع ما أجنت جوارحي، مستغفرا لك منها، مستعصما بك من العود في مثلها، راجيا لرحمتك، ساكنا إلى حسن عبادتك، معولا على جودك وكرمك، واثقا لحسن الظن بك، وبرحمتك التي وسعت كل شئ، لاجيا مستغيثا، مستعينا بك على طاعتك، منقطعا رجاي إلا منك، بريئا إليك من الحول والقوة والقدرة، مقرا بأن ما بي من نعمة فمنك، خاضعا لك ذليلا بين يديك. لا أعرف من نفسي إلا كل الذي يسوؤني ولا أعرف منك إلا كل الذى يسرنى، لانك أحسنت إلى وأجملت، وأنعمت فأسبغت، ورزقت فوفرت، و أعطيت فأجزلت، بلا استحقاق لذلك بعمل مني، ولا لشئ مما أنعمت به على بل تفضلا منك وكرما، فأنفقت نعمك في معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما لا تحب، فلم يمنعك ذلك منى أن سترت على قبايح عملي، و أظهرت مني الحسن الجميل الذي أنت أهله لا ما أنا أهله، وسوغتني ما في يدى


 

[434]

من نعمك، ولم يمنعني ذلك من فعلك أن ازددت في معاصيك تماديا، ولم يمنعك تمادي في معاصيك عن إدامة سترك، ومدافعتك عني البلاء، وإحسانك وإجمالك وإنعامك وإفضالك مرة من بعد مرة، ومرارا لا تحصى كثيرة، وفي كل طرفة ولحظة ونومة ويقظة أنا متقلب في معاصيك، وسترك دائم على، ونعمك شاملة لي سابغة لدي في جميع حالاتي. فأنت يا سيدي العواد بالنعم، وأنا العواد بالمعاصي، وأنت يا سيدي خير الموالي، وأنا شر العبيد، أدعوك فتجيبني، وأسئلك فتعطيني، وأستزيدك فتزيدني، وأسكت عنك فتبتدئني، فلست أجد شافعا أوكد ولا أعظم ولا أكرم ولا أجود منك. آملك اللهم بطلبتي، وأتوجه إليك سيدي بمسئلتي، واحضرك يا مولاي رغبتي، وأبثك إلهي ما أنت أعلم به من شأني، وبك رب استغاثتي، وإليك لهفى واستكانتي، وأنت ثقتى ورجائي، وبدعائك تحرمي، وبجرمتك توسلي، وبمحمد وآله تقربي، من غير ما استيجاب مني، ولا استحقاق لاجابتك ببسط يد إلى طاعتك أو قبض قدم من معصيتك، أو اتعاظ بزجرك، أو إحجام عن نهيك إلا لجأي إلى توحيدك وتوجهي إليك بمحمد وأهل بيته وتمسكى بهم، ومعرفتك بمعرفتي ألا رب لى سواك ولا غوث إلا عندك، وركوني إلى أمرك في كتابك، ورجائي لما سبق فبه من لطيف عدتك وكريم عفوك، إذ تقول يا سيدي لمسرفي عبادك " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، وتقول إفهاما وعدة وتكريرا " ومن يغفر الذنوب إلا الله " و تعرفهم جودك، وسعة فضلك حين تقول " واسئلوا الله من فضله " وتخبرهم بكرمك وفيض عطائك بقولك " وما كان عطاء ربك محظورا " وتأمرهم بدعائك، وتعدهم إجابتك فتقول، " ادعوني أستجب لكم " وتخبرهم بقربك من دعاء داعيك وإجابتك إياه فقلت " وإذا سألك عبادي عني فانى قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " ودللتهم على حسن مناجاتك،


 

[435]

وما به يدعونك، فقلت " ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ". وأسئلك اللهم يا الله يا رحمن يا رحيم، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الاسماء الحسنى، والامثال العليا، والالاء والكبرياء، ناجيتك مسرفا على نفسي، مفتقرا محتاجا إلى فضلك، فقيرا إلى سعتك، واثقا بمغفرتك وعفوك، راجيا لرحمتك، وأسئلك اللهم بكل دعوة استجبت بها لاحد من أنبيائك ورسلك، و أصفيائك وأهل الزلفة عندك، وبما في كتابك المنزل على نبيك محمد صلى الله عليه وآله من فاتحته إلى خاتمته، ففيه اسمك الاعظم، وكلماتك التامة، وما يخاف ويرجى. وأسئلك يا سيدي بما آليت به على نفسك، ودعوت إليه من رحمتك و استجابتك، ووعدت من قربك، وندبت إليه من عفوك، وأمرت به من دعائك وقبلت من توبه من تاب إليك أسئلك اللهم بكل دعوة توسل بها إليك راج بلغته أمله، وصارخ أغثت صرخته، وملهوف رحمت لهفته، ومكروب روحت عن قلبه ووجل مرتاع آمنت روعته، ومحتاج سددت بفضلك خلته، وفقير نفيت بغناك وسعتك فقره، ومبتلي أهديت عافيتك إليه، ومعافى أتممت نعمتك عليه، ومذنب خاطئ غفرت ذنبه وزلته، وأقلت عثرته، ومفتون عصمته، ومحبوس مأسور أطلقت أسره، ومرهق مطلوب حفظته، وأجرته ووقيته، وداعي مبتهل استجبت دعوته، و مستغيث مكروب أعنته، وفرجت عنه، ومضطهد مقهور نصرته، ومكتنف مغلوب غلبت له، ومستهان ذليل أعززته، وغريب نازح أدنيته، وخائف مترقب أغثته وآمنت روعته وخوفه، وصريع ضعيف رفعت صرعته وقويته. أسئلك أن تصلي على محمد وآله، وأن تغفر لي الذنوب التي تغير النعم، و تغفر لي الذنوب التي تحدث النقم، وتغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، وتغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، وتغفر لي الذنوب التي تمنع العطاء، وتغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، وتغفر لي الذنوب التي تحجب الدعاء، وتغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء، وتغفر لي التي تقطع الرجاء، وتغفر لي الذنوب التي تورث


 

[436]

الشقاء، وتغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء، وتغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء وتغفر لي الذنوب التى تحبس قطر السماء. يا ملجأ كل لاج، ورجاء كل راج، عافني من شر ما يجرى به القدر وآمن خوفي، وقربني منك، ووفقني لدعائك، وافعل مثل ذلك بوالدي وأهلي وولدي وإخواني في ديني وإخوتي وأخواتي المؤمنين، وأهل ولايتى، وافتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني خير الدنيا والاخرة. يا خير من خلوت به في وحدتي، ويا خير من ناجيته في سريرتي، ويا خير من شخصت إليه ببصري، ويا خير من أشرت إليه بكفي، ويا خير من مددت إليه يدي، يا خير من أبي وامي ومن الناس كلهم أجمعين يا سيدي ورجائي قد مد الخاطئ المذنب إليك يده بحسن ظنه بك، قد جلس المسرف على نفسه بين يديك مقرا لك بسوء عمله قد رفع الظالم لنفسه الكفين إليك، وقد جثا العواد بالمعاصي بين يديك، خوفا من يوم تجثو الخلائق بين يديك، فزعا مشفقا حذرا من أن تجازيه بعمله، أو تبعث شاهدا عليه من نفسه، قد قلب المشفق يديه المبتلى بجنايته المستخفي من عبادك وإمائك بجرمه، المبارز لك بعظيم ذنوبه، قد رفع المجترح السيئات رأسه قد أشار إليك العاصي وتضرع باصبعه، قد مد إليك طرفه، وفاضت عبرته، قد نطق لسانه مستغفرا نادما تائبا مما أحصيت عليه. يا سيدي أعوذ بك وبك ألوذ، فصل على محمد وآله، واغفر لي ذنوبي يا رب واغفر لي ما نظرت إليه عيناي، وما مشت إليه قدمي، وأصغى إليه سمعي، وباشره جلدي. اللهم إني أستغفرك مما أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك، وأستغفرك مما نهيتني عنه فأتيته اتباع مرضاة عبد من عبيدك أو أمة من إمائك، وتعرضت فيه لسخطك، وأستغفرك مما أعطيتك من نفسي، ثم لم أف به لك، وأستغفرك مما اطلعت عليه مني من القبيح الذي بارزتك به وخفي على خلقك، وأستغفرك اللهم مما اطلعت عليه مني من سوء السريرة، وخبث الطوية في التقصير في


 

[437]

عبادتك، وتسبيحك وتقديسك، وأستغفرك اللهم من مظالم كثيرة بيني و بين عبادك. اللهم فأيما عبد من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له عندي وقبلي مظلمة أو تبعة ظلمته بها بعمد مني أو خطاء أخطأته حتى وصل ذلك إليه في ماله أو بدنه أو عرضه، لم أخرج إليه من مظلمته ولا من تبعته، مات أو غاب أو حضر، وتركت تحليل ذلك منه ولم ارضه من حقه فصل على محمد وآله وأرضه عنى مما عندك فان عندك يا سيدي ما ترضيه، وليس عندي ما ارضيه به، فهب لي يا سيدي حقك وأرض عني خلقك. رب أسرفت على نفسي، وفرطت في جنبك، وخلت أيامي بتقصيري في حقك، وليس عندي ما أدرا به عن نفسي حجتك ولا عندي ما أتلافي به ما فرط مني إلا الرجاء لعفوك، الذي أكدته في كتابك، حيث تقول " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " فصل على محمد وآل محمد، واجعل لي فيما بقي من عمري سيدا من عملي أنال به رضاك، وأستحق به صفحك. يا أهل التقوى وأهل المغفرة، ويا أهل العفو والصفح، إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون، تطولا منك عليهم لا بعملهم، وفقتهم لطاعتك وجنبتهم معصيتك، وسهلت لهم سبيل ما يزلفهم عندك، فان أكن لست منهم فأدخلني بتطولك فيهم، فانك واجد من تشقيه، ولا أجد من يسعدني. يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، ويا أهل العفو والصفح، لم أعصك استخفافا بنهيك، ولكن ثقتى بعفوك، ولم اطعك إلا خوفا منك، ولم يذهب بي عنك إلا رجاء نيلك، ولو كنت تعجل ولا تمهل إذا ما ند عنك ناد، ولا كثر نزع ذي عناد، يا نعم المولى والموئل والملجأ والمعقل، لا وزر منك إلا بطاعتك، ولا سبيل إليك إلا بترك معصيتك، فصل على محمد وآله وألهمني طاعتك، واعصمني عن معصيتك، فانك إن تخذلني أحف عن الرشد وإن ترشدني لم يحفني أحد. يا نعم المولى ومن له الاسماء الحسنى، ليس وراك مذهب، ولا عنك مرغب


 

[438]

أعطني ما سألت وما لم أسئلك، ولا يمنعني ما أبتهل إليك فيه، وأولني ما لا أعقله ولا يحجب عني ما اسره فيه إليك، تقادمت سنى، ووهن عظمي، وذل مني ما كان مستحصدا، وعدمت ما كان عندي موجودا من يناعة القناة، وشرخ الحداثة وحسنها، فبوئني رشدك بعد غوايتي، وجنبني معصيتك فيما بقى من عمري، وارض من عملي بيسيره، ومن اجتهادي بقليله، وكثر الذي لو لا كرمك لقل، وتغمد الذي لو لا عفوك لحل، وترق بالتي من ترقاها سعد، فاني أعشى عنها إن لم تكن دليلى إليها، ومخبري عليها. وأوزعني الخلوة، واشغلني بالعبادة واستقبل بي ما استدبرت من أيام مهلتي فان كان الباقي من عمري قليلا فان اليوم من أيام طاعتك ينتفع به للحول من أحوال معصيتك، وكفر حوبي بما أستعجم عن مسئلتك إياه وأغنى عن معرفته، وهو لا يكون منك إلا تطولا، وأنت لا تكدره تطولت به. يا نعم من فزع إليه وتوكل عليه أعوذ بك من همزات الشياطين ولمزاتهم التي تضل بعد الهدى، وتبدل بعد النهى، وتحجب عن سبيل الرشد والتقوى آمين رب العالمين. اللهم إنك استغنيت عني وافتقرت إليك، فأنا البائس الفقير المسكين المستكين إليك، المحتاج إلى رحمتك، وأنت الغني عنى، وعن عذابي وعقابي وقد تعرضت لرحمتك ورضاك، وطمعت فيما عندك، وأحسنت يا إلهي ومولاي الظن بك، فلا تخيب يا سيدي طمعي، ولا تحقق حذري، فقد لذت بجودك وكرمك ومغفرتك، فلا تردني خائبا خاسرا، واستجب دعائي، وأعطني مناى، واجعل جميع أهواي لي سخطا إلا ما رضيت، وجميع طاعتك لي رضا وإن خالف ما هويت، على ما أحببت وكرهت، حتى أكون لك في جميع ما أمرتني به تابعا، ولك سامعا مطيعا وعن كل ما نهيتني عنه منتهيا، وبكل ما قضيت على راضيا وعلى كل نعمة لك شاكرا، ولك في جميع حالاتي ذاكرا. واحفظني يا سيدي من حيث أحتفظ ومن حيث لا أحتفظ، واحرسنى من


 

[439]

حيث أحترس ومن حيث لا أحترس وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب وارزقني من حيث أرجو ومن حيث لا أرجو، واسترني وولدي ووالدى وإخواني من المؤمنين والمؤمنات، في دنياي وآخرتي بالغنى والعافية، والشكر عليها حتى ترضى وبعد الرضى، ولا تجعل بي فاقة إلى أحد من خلقك، فانك يا سيدي ثقتى ورجائي ومعتمدى ومولاى، وهذا مقام من اعترف لك بالتقصير في أداء حقك، وشهد لك على نفسه بسبوغ نعمتك، فهب لي يا سيدي من فضلك ما أتكل به على رحمتك، وأتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك، وآمن به من عقابك إنك تحكم ما تشاء وتفعل ما تريد. اللهم إني مستبطئ لنفسي، مستقل لعملي، معترف بذنبي، مقر بخطائي أهلكني عملي، وأرداني هواي، وحرمتني شهواتي، فأسئلك يا سيدي سؤال من آمن بك ووحدك، وأيقن بقدرتك، وصدق رسلك، وخاف عذابك، وطمع في رحمتك سؤال من نفسه لاهية لطول أمله، وبدنه غافل بسكون عروقه، وذكره قليل لما هو صائر إليه، سؤال من قد غلب عليه الامل، وفتنه الهوى، واستمكنت منه الدنيا، وأظله الاجل، سؤال من استكثر ذنوبه، واعترف بخطيئته، سؤال من لا رب له غيرك، ولا ولي له دونك، ولا منقذ له منك، ولا ملجأ له منك إلا إليك ولا مولى له سواك. أسألك اللهم أن تأخذ بقلبي وناصيتي وما أقلت الارض مني إلى محبتك ولا تجعل لشئ من ذلك مذهبا عنك، ولا منتهى دونك، وأسئلك يا رب أن تصلى على محمد وعلى آله، وأن ترزقني هيبة لك، وخشية منك، تشغلني بهما عن كل شئ غيرك، خشية أنال بها جنتك وكرامتك وجودك، خشية تجهد بها نفسي وتشغل بها قلبي، وتبلي جسمي وتصفر بها لوني، وتطيل بها في رضاك ليلى، وتقر بها بعد عيني. اللهم أغنني عن كل شئ عبادتك، وسل نفسي عن كل شئ من الدنيا بمخافتك، وآتني الخير من كرامتك برحمتك، فاليك أفر، ومنك إليه أهرب


 

[440]

وبك أستغيث، وبك اومن، وعليك أتوكل، وعلى رحمتك وجودك أتكل، وأنتظر يا سيدي عفوك كما ينتظر المذنبون، ولست بآئس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون. إلهي وسيدي ومولاي ورجائي ومنتهى، رغبتي ومعتمدي، دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه، فلا تحرمني من جزائك الذي عرفتنيه، فمن النعمة يا سيدي أن هديتني لحسن دعائك، ومن تمامها يا مولاي أن توجب لي محمود جزائك، يا خير من دعاه داع، وأفضل من رجاه راج، بذمة الاسلام أتوسل إليك، وبقدر القرآن أعتمد عليك، وبمحمد وآله أتقرب إليك، فاعرف لي يا سيدي ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي. إلهي أدعوك دعاء ملح لا يمل دعاء مولاه، وأضرع إليك ضراعة من أقر على نفسه بالحجة في دعواه، فصل على محمد وآله وهب لي ذنبي بالاعتراف ولا تسود وجه طلبتي عند الانصراف. إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها، وانفتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك لا تستوجبها، فهب لها يا سيدي ما سألت، فان أملها منك البذل لما طلبت. إلهى إن كنت لا ترحم إلا أهل طاعتك، فإلى من يفزع المذنبون، وإن كنت لا تكرم إلا أهل وفائك فبمن يستغيث المسيؤون، إلهي قد أصبت من الذنوب ما تعرفه يا علام الغيوب، فوفقني لطاعتك، ونجنى من معصيتك، واجعلني إما عبدا مطيعا فأكرمتني، وإما عاصيا فرحمتني. اللهم إن عرضتني لعقابك فقد أدناني رجائي لحسن ثوابك، فان عفوت يا سيدي فبفضلك، وإن عذبت فبعدلك، يا من لا يرجى إلا فضله، ولا يخاف إلا عدله، امنن علينا بفضلك، ولا تستقص علينا في عدلك، إلهي أثنيت عليك بما أنت أهله، مما بمعوتك نلت الثناء به عليك، وأقررت على نفسي بما أنا أهله و المستوجب له في قدر فساد نيتي وضعف يقيني، إلهى نعم الاله أنت، وبئس المألوه


 

[441]

أنا، ونعم الرب أنت وبئس المربوب أنا، ونعم المولى أنت وبئس المملوك أنا قد أذنبت فعفوت عن ذنوبي، واجترمت فصفحت عن جرمي، وأخطأت فلم تؤاخذني وتعمدت فتجاوزت عني وعثرت فأقلتني، وأسأت فتأنيتني، فأنا الظالم الخاطئ المسيئ المعترف بذنبي المقر بخطيئتي يا غفار الذنوب. أستغفرك اليوم لذنبي، وأستقيلك عثرتي لما كنت فيه من الزهو والاستطالة فرضيت بما إليه صيرتني، وإن كان الضر قد مسنى والفقر قد أذلني والبلاء قد جائني، وإن ذلك من سخط منك على فأعوذ برضاك من سخطك يا سيدي وإن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفى، وقلة حيلتي، إذ قلت " إن الانسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا " وقلت " فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني " وقلت " إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى " وقلت " وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه " [وقلت] " وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل " وقلت " ويدع الانسان بالشر دعاه بالخير وكان الانسان عجولا ". صدقت وبررت يا سيدي، فهذه صفاتي التي أعرفها من نفسي، فقد مضى تقديرك في يا مولاى، ووعدتني من نفسك وعدا حسنا أن أدعوك فتستجيب لي وأنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، واردد علي نعمتك، وانقلني مما أنا فيه إلى ما هو أفضل منه حتى أبلغ فيما أنا فيه رضاك، وأنال به ما عندك، مما أعددته لاوليائك، إنك سميع عليم. 44 - ومن ذلك: دعاء عظيم الشأن وجدته مرويا عن مولانا الصادق صلوات الله عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تطلعوا هذا الدعاء والتسبيح إلا من اجتمعت فيه خمسة خصال: الهدى، والتقى، والورع، والصيانة، والزهد ولا تعلموها سفهاءكم إنه من قال في عمره هذا الدعاء مرة واحدة، كان له ثواب


 

[442]

من خلق الله من الملائكة، وبني آدم والجن والانس، وسكان البحار والجنة والنار، والعرش والكرسي وما فيهن، والارض وما فيها وما عليها، وكان في أمان الله عزوجل إلى أن يلقاه الله، فان زاد على مرة فقد انقطع علم أهل السماوات والارض من الجن والانس على وصف ثواب ذلك، فان قالها كل جمعة مرة كتب عند الله من الامنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فان قال ذلك في كل يوم مرة مشى على الارض مغفورا له، وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله، ثم لا إله إلا الله بما هلل الله به نفسه، ولا إله إلا الله بما هلله به خلقه، ولا إله إلا الله والله أكبر بما كبره به خلقه، وسبحان الله بما سبحه به خلقه، والحمد لله بما حمده به عرشه ومن تحته ولا إله إلا الله بما هلله به عرشه ومن تحته والله أكبر بما كبره به عرشه ومن تحته وسبحان الله بما سبحه به عرشه ومن تحته. والحمد لله بما حمده سماواته وأرضه ومن فيهن، والله أكبر بما كبره به سماواته وأرضه ومن فيهن، وسبحان الله بما سبحه به ملائكته [والله أكبر بما كبره به ملائكته]. والحمد لله بما حمده به عرشه، والله أكبر بما كبره به كرسيه وأحاط به علمه، والحمد لله بما حمده به بحاره وما فيهن ولا إله إلا الله بما هلله به بحاره وما فيها، والله أكبر بما كبره به بحاره وما فيها. والحمد لله بما حمده به الاخرة والدنيا وما فيها، ولا إله إلا الله بما هلله به الاخرة والدنيا وما فيها، والله أكبر بما كبرء به الاخرة والدنيا وما فيها، وسبحان الله بما سبحه به أهل الاخرة والدنيا وما فيها. والحمد لله مبلغ رضاه وزنة عرشه ومنتهى رضاه وما لا يعدله، والحمد لله قبل كل شئ، ومع كل شئ، وعدد كل شي، وسبحان الله قبل كل شئ، ومع كل شئ، و عدد كل شئ، والحمد لله عدد آياته وأسمائه وملاء جنته وناره، لا إله إلا الله عدد آياته وأسمائه وملاء جنته وناره [والله أكبر عدد آياته وأسمائه وملاء جنته وناره].


 

[443]

والحمد لله جملة لا تحصى بعدد ولا بقوة ولا بحساب، وسبحان الله والله أكبر جملة لا تحصى بعدد ولا بقوة ولا بحساب، والحمد لله عدد النجوم والمياه والاشجار والشعر، ولا إله إلا الله عدد النجوم والمياه والشعر، والحمد لله عدد الحصى والنوى والتراب والجن والانس، والله أكبر عدد الحصى والنوى والتراب والجن والانس، سبحان الله عدد الحصى والنوى والتراب والجن والانس. والحمد لله حمدا لا يكون بعده في علمه حمد، ولا إله إلا الله تهليلا لا يكون بعده في علمه تهليل، والله أكبر تكبيرا لا يكون بعده في علمه تكبير، وسبحان الله تسبيحا لا يكون بعده في علمه تسبيح. والحمد لله أبد الابد، وبعد الابد، وقبل الابد، والله اكبر أبد الابد، وبعد الابد، وقبل الابد، سبحان الله أبد الابد وبعد الابد، وقبل الابد، والحمد لله عد هذا وأضعافه وأمثاله وذلك لله قيل، [والله أكبر عدد هذا وأضعافه وأمثاله وذلك لله قليلا] ولا حول ولا قوة إلا بالله عدد هذا كله، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم عدد هذا كله، وأتوب إلى الله من خطيئة ارتكبتها ومن كل ذنب عملته، ولكل فاحشة سبقت مني عدد هذا كله ومنتها علمه ورضاه. يا الله المعين الخالق العليم العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون يا الله الجميل الجليل، يا الله الرب الكريم، يا الله المبدئ المعيد، يا الله الواسع العليم يا الله الحنان المنان، يا الله العليم القديم، يا الله العظيم الكريم، يا الله اللطيف الخبير يا الله العظيم الجليل، يا الله القوى الامين، يا الله الغني الحميد، يا الله القريب المجيب، يا الله العزيز الحكيم، يا الله الحليم الكريم، يا الله الرؤف الرحيم، يا الله الغفور الشكور، يا الله الراضي باليسير، يا الله الساتر بالقبيح، يا الله المعطي الجزيل، يا الله الغافر الذنب العظيم، يا الله الفعال لما يريد، يا الله الجبار المتجبر يا الله الكبير المتكبر يا الله العظيم المتعظم يا الله العلى المتعالى يا الله الرفيع المنيع يا الله القائم الدائم، يا الله القادر المقتدر، يا الله القاهر، يا الله المعافي، يا الله الواحد الماجد، يا الله القابض الباسط، يا الله الخالق الرازق، يا الله الباعث الوارت


 

[444]

يا الله المنعم المفضل، يا الله المحسن المجمل، يا الله الطالب المدرك. يا الله المنتهى الرغبة من الراغبين، يا الله جار المستجيرين، يا الله يا أقرب المحسنين، يا الله يا أرحم الراحمين، يا الله [غياث] ظ المستغيثين، يا الله معطى السائلين، يا الله المنفس عن المهمومين، يا الله المفرج عن المكروبين، يا الله المفرج الكرب العظيم، يا الله النور منك النور، يا الله الخير من عندك الخير، يا الله يا رحمن، أسئلك بأسمائك البالغة المبلغة، يا الله يا رحمن أسئلك بأسمائك العزيزة الحكيمة، يا الله يا رحمن، أسئلك بأسمائك الرضية الرفيعة الشريفة، يا الله يا رحمن، أسئلك بأسمائك المخزونة المكنونة التامة الجزيلة، يا الله يا رحمن أسألك بما هو رضى لك يا الله يا رحمن. أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد قبل كل شئ، وعدد كل شئ صلاة لا يقوى على إحصائها إلا أنت، وبعدد ما أحصاه كتابك، وأحاط به علمك وأن تفعل بي ما أنت أهله لا ما أنا أهله، وأسألك حوائجى للدنيا والاخرة إنشاء الله وصلى الله على محمد وآله وسلم. 130 * (باب) * * " (في ذكر بعض الادعية المستجابات) " * * " (والدعاء بعد ما استجاب الدعاء) " * * " (وما يناسب ذلك) " * أقول: أخبار هذا الباب وأدعيته كثيرة، وبعضها مذكور في الابواب السابقة ولنذكر هنا طرفا منها أيضا. 1 - ق: دعاء مستجاب يروى أنه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق صلوات الله عليه، ما دعا به مغموم إلا فرج الله عنه، ولا مكروب إلا نفس الله عنه كربه، ووقي عذاب القبر، ووسع في رزقه، وحشر يوم القيمة في زمرة الصديقين


 

[445]

والشهداء، وكان له من الثواب عند الله عزوجل عدد من يدعو الله سبحانه، ولا يسئله شيئا إلا أعطاه، وغفر له كل ذنب، ولو كانت ذنوبه مثل رمل عالج به. بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك اللهم وبحمدك اثنى عليك وما عسى أن يبلغ من ثنائي عليك ومجدك، مع قلة عملي وقصر ثنائي، وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت الرب وأنا المربوب وأنا الضعيف إليك وأنت القوى، وأنا السائل وأنت الغنى، لا يزول ملكك، ولا يبيد عزك ولا تموت وأنا خلق أموت وأزول وأفنى وأنت الصمد الذى لا يطعم، والفرد الواحد بغير شبيه، والدائم بلا مدة، والباقى، إلى غير غاية، والمتوحد بالقدرة والغالب على الامور بلا زوال ولا فناء، تعطى من تشاء كما تشاء. المعبود بالعبودية والمحمود بالنعم، المرهوب بالنقم، حى لا يموت صمد لا يطعم وقيوم لا ينام، وجبار لا يظلم، ومحتجب لا يرى، سميع لا يشك، بصبر لا يرتاب غنى لا يحتاج، عالم لا يجهل، خبير لا يذهل، ابتدأت المجد بالعز، وتعطفت الفخر بالكبرياء، وتجللت البهاء بالمهابة، والجمال والنور، واستشعرت العظمة بالسلطان الشامخ، والعز الباذخ، والملك الظاهر، والشرف القاهر، والكرم الفاخر، والنور الساطع، والالاء المتظاهرة، والاسماء الحسنى، والنعم السابغة والمنن المتقدمة، والرحمة الواسعة. كنت إذا لم يكن شئ، فكان عرشك على الماء إذ لا أرض مدحية، ولا سماء مبنية، ولا شمس يضئ، ولا قمر يجري، ولا نجم يسرى، ولا كوكب دري، ولا سحابة منشاة، ولا دنيا معلومة، ولا آخرة مفهومة، وتبقى وحدك وحدك كما كنت وحدك، علمت ما كان قبل أن يكون، وحفظت ما كان بعد أن يكون، لا منتهى لنعمتك، نفذ علمك فيما تريد وما تشاء من تبديل الارض، والسماوات وما ذرأت فيهن، وخلقت وبرأت من شئ، وأنت تقول له كن فيكون، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. أنت الله الله الله العلي العظيم، الحي القيوم، الله الله الله الحليم الكريم،


 

[446]

الله الله الله الفرد الصمد، الله الله الله بديع السماوات والارض عزك عزيز، وجارك منيع، وأمرك غالب، وأنت ملك قاهر عزيز فاخر، لا إله إلا أنت خلوت في الملكوت واستترت بالجبروت، وحارت أبصار ملائكتك المقربين، وذهلت عقولهم في فكر عظمتك. لا إله إلا أنت ترى من بعد ارتفاعك وعلو مكانك ما تحت الثرى، ومنتهى الارضين السفلى، من علم الاخرة والاولى، والظلمات والهوى، وترى بث الذر في الثرى، وترى قوام النمل على الصفا، وتسمع خفقان الطير في الهواء، وتعلم تقلب التيار في الماء، تعطي السائل، وتنصر المظلوم، وتجيب المضطر، وتؤمن الخائف، وتهدي السبيل، وتجبر الكسير، وتغنى الفقير، قضاؤك فصل وحكمك عدل وأمرك حزم ووعدك صدق، ومشيتك عزيزة، وقولك حق، وكلامك نور وطاعتك نجاة. ليس لك في الخلق شريك، ولو كان لك شريك لتشابه علينا، ولذهب كل إله بما خلق، ولعلا علوا كبيرا، جل قدرك عن مجاورة الشركاء، وتعاليت عن مخالطة الخلطاء، وتقدست من ملامسة النساء فلا ولد لك ولا والد، كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهر المنزل البرهان المضيئ الذي أنزلت على محمد صلى الله عليه وآله نبي الهدى نبي الرحمة القرشي الزكي التقي النقي الابطحي المضري الهاشمي صلى الله عليه وآله ورحم وكرم. بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فلا إله إلا أنت، ذل كل عزيز لعزتك وصغرت كل عظمة لعظمتك، لا يفزعك ليل دامس، ولا قلب هاجس، ولا جبل باذخ، ولا علو شامخ، ولا سماء ذات أبراج، ولا بحار ذات أمواج، ولا حجب ذات أرتاج، ولا أرض ذات فجاج، ولا ليل داج، ولا ظلم ذات إدعاج، ولا سهل ولا جبل ولا بر ولا بحر ولا شجر، ولا مدر، ولا يستتر منك شئ، ولا يحول دونك ستر، ولا يفوتك شئ.


 

[447]

السر عندك علانية، والغيب عندك شهادة، تعلم وهو القلوب ورجم الغيوب ورجع الالسن، وخائنة الاعين، وما تخفى الصدور، وأنت رجاؤنا عند كل شدة، وغياثنا عند كل محل، وسيدنا في كل كريهة، وناصرنا عند كل ظلم وقوتنا عند كل ضعيف، وبلاغنا في كل عجز، كم من كريهة وشدة ضعفت فيها القوة وقلت فيها الحيلة أسملنا فيها الرفيق، وخذلنا فيها الشفيق أنزلتها بك يا رب ولم نرج غيرك، ففرجتها وخففت ثقلها، وكشفت غمرتها، وكفيتنا إياها عمن سواك. فلك الحمد، أفلح سائلك، وأنجح طالبك، وعز جارك، وربح متاجرك وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، وعلا ملكك، وغلب أمرك، ولا إله غيرك. أسئلك يا رب بأسمائك المتعاليات المكرمة المطهرة المقدسة العزيزة، وباسمك العظيم الذي بعثت به موسى عليه السلام حين قلت إني أنا الله في الدهر الباقي وبعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، وباسمك الذي هو مكتوب حول كرسيك وبكلماتك التامات، يا أعز مذكور، وأقدمه في العز، وأدومه في الملك والجبروت يا رحيما بكل مسترحم، ويا رؤفا بكل مسكين، ويا أقرب من دعي، وأسرعه إجابة، ويا مفرجا عن كل ملهوف ويا خير من طلب منه الخير وأسرعه عطاء ونجاحا وأحسنه عطفا وتفضلا. يا من خافت الملائكة من نوره المتوقد حول كرسيه وعرشه صافون مسبحون طائفون خاضعون مذعنون، يا من يشتكى إليه منه، ويرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر الليالي، يا فعال الخير ولا يزال الخير فعاله، يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه وعباده بالساهرة، فإذا هم قيام ينظرون، يا من إذا هم بشئ أمضاه يا من قوله فعاله، يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء، ولا يفعل ما يشاء غيره. يا من خص نفسه بالخلد والبقاء، وكتب على جميع خلقه الموت والفناء يا من يصور في الارحام ما يشاء كيف يشاء، يا من أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا، لا شريك لك في الملك، ولاولي لك من الذل، تعززت بالجبروت


 

[448]

وتقدست بالملكوت، وأنت حي لا يموت، وأنت عزيز ذو انتقام، قيوم لا تنام، قاهر لا تغلب ولا ترام، ذو الباس الذي لا يستضام. أنت مالك الملك، ومجري الفلك، تعطي من سعة، وتمنع بقدرة، وتؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب. أسئلك أن تصلي على مولانا وسيدنا ورسولك محمد حبيبك الخالص، وصفيك المستخص الذي استخصصته بالحياة والتفويض، وائتمنته على وحيك، ومكنون سرك، وخفي علمك، وفضلته على من خلقت، وقربته إليك، واخترته من بريتك، النذير البشير السراج المنير الذي أيدته بسلطانك، واستخلصته لنفسك وعلى أخيه ووصيه وصهره ووارثه، والخليفة لك من بعده في أرضك وخلقك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى ابنته الكريمة الطاهرة الفاضلة الزهراء الغراء فاطمة وعلى ولديهما الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة الفاضلين الراجحين الزكيين التقيين الشهيدين الخيرين، وعلى علي بن الحسين زين العابدين وسيدهم ذي الثفنات وعلى محمد بن على الباقر، وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي ابن محمد، والحسن بن علي العسكريين، والمنتظر لامرك، القائم في أرضك بما يرضيك، والحجة على خلقك، والخليفة لك على عبادك، المهدي ابن المهديين الرشيد بن المرشدين إلى صراط مستقيم، صلاة تامة عامة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة وأن تغفر لنا وترحمنا وتفرج عنا كربنا وهمنا وغمنا. اللهم إني أسألك ولا أسأل غيرك، وأرغب إليك ولا أرغب إلى سواك، أسئلك بجميع مسائلك، وأحبها إليك، وأدعوك وأتضرع إليك، وأتوسل إليك بأحب أسمائك إليك، وأحظاها عندك وكلها حظى عندك، أن تصلى على محمد وآله وأن ترزقني الشكر عند النعماء، والصبر عند البلاء، والنصر على الاعداء


 

[449]

وأن تعطيني خير السفر والحضر، والقضاء والقدر، وخير ما سبق في ام الكتاب وخير الليل والنهار. اللهم ارزقني حسن ذكر الذاكرين، يا رب العالمين، وارزقني خشوع الخاشعين، وعمل الصالحين، وصبر الصابرن، وأجر المحسنين، وسعادة المتقين، وقبول الفائزين، وحسن عبادة العابدين، وتوبة التائبين، وإجابة المخلصين، ويقين الصديقين، وألبسني محبتك، وألهمني الخشية لك، واتباع أمرك وطاعتك، ونجنى من سخطك، واجعل لي إلى كل خير سبيلا، ولا تجعل للشيطان على سبيلا، ولا للسلطان، واكفني شرهما وسر ذلك كله وعلانيته. اللهم ارزقني الاستعداد عند الموت، واكتساب الخير قبل الفوت، حتى تجعل ذلك عدة لي في آخرتي، وانسا لي في وحشتي، يا ولي نعمتي، اغفر لي خطيئتي، وتجاوز عن زلتي، وأقلني عثرتي، وفرج عني كربتي، وأبرد باجابتك حر غلتي، (1) واقض لي حاجتي، وسد بغناك فافتي، وأعني في الدنيا والاخرة، وأحسن معونتي، وارحم في الدنيا غربتي، وعند الموت ضرعتي وفي القبور وحشتي، وبين أطباق الثرى وحدتي، ولقني عند المسألة حجتي واستر عورتي، ولا تؤاخذني على زلتي، وطيب لي مضجعي، وهنئني معيشتي يا صاحبي الشفيق، ويا سيدي الرفيق، ويا مونسي في كل طريق ويا مخرجي من حلق المضيق، ويا غياث المستغيثين، ويا مفرج كرب المكروبين ويا حبيب التائبين، ويا قرة عين العابدين، يا ناصر أوليائه المتقين، يا مونس أحبائه المستوحشين (2) ويا ملك يوم الدين، يا رب العالمين، ويا إله الاولين والاخرين، بك اعتصمت، وبك وثقت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك انتصرت وبك احتجزت، وإليك هربت فصل على محمد وآله، وأعطني الخير فيمن أعطيت واهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، واكفني فيمن كفيت، وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك.

 

(1) قلبى خ. (2) أحبابه خ.

 

[450]

لا مانع لما أعطيت، ولا مضل. لمن هديت، ولا مذل لمن واليت، ولا ناصر لمن عاديت، ولا ملجاء ولا ملتجاء منك إلا إليك فوضت اموري إليك، ارزقني القسمة من كل بر، والسلامة من كل وزر، يا سامع كل صوت، يا محيي كل نفس بعد الموت يا من لا يخاف الفوت صل على محمد وآله واجلب لي الرزق جلبا فاني لا أستطيع له طلبا ولا تضرب بالطلب وجهي ولا تحرمني رزقي، ولا تحبس عني إجابتي، ولا توقف مسئلتي، ولا تطل حيرتي، وشفع ولايتي ووسيلتي، بمحمد نبيك وصفيك وخاصتك وخالصتك ورسولك النذير المنذر الطيب الطاهر، وأخيه أمير المؤمنين، وقائد المؤمنين إلى جنات النعيم، وبفاطمة الكريمة الزهراء [الغراء] الطاهرة والائمة من ذريتهم الطاهرين الاخيار صلى الله عليهم أجمعين. وارزقني رزقا واسعا، وأنت خير الرازقين، فقد قدمت وسيلتي بهم إليك وتوجهت بك إليك، يا بر يا رؤف يا رحيم، يا الله يا الله، يا ذا المعارج يا ذا المعارج فانك ترزق من تشاء بغير حساب، اللهم صل على محمد وآله، وارحمنا وأعتقنا من النار، واختم لنا بخير إنك على كل شئ قدير آمين آمين رب العالمين. 2 - مهج: وجدت في مجموع أدعية المستجابات عن النبي والائمة عليهم السلام قالبه أقل من الثمن نحو السدس أوله دعاء مستحاب " اللهم اقذف في قلبي رجاءك " وفى آخره ما هذا لفظه: دعاء الامام الحجة عليه السلام: إلهي بحق من ناجاك وبحق من دعاك في البر والبحر، تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والثروة وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة، وعلى أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف والكرم، وعلى أموات المؤمنين، والمؤمنات بالمغفرة والرحمة وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين بحق محمد وآله أجمعين (1). 3 - دعوات الراوندي: وكان زين العابدين علي عليه السلام يدعو بهذا الدعاء عند استجابة دعائه: اللهم قد أكدى الطلب، وأعيت الحيل، إلا عندك، وضاقت

 

(1) مهج الدعوات ص 368.

 

[451]

المذاهب، وامتنعت المطالب، وعسرت الرغائب، وانقطعت الطرق إلا إليك وتصرمت الامال، وانقطع الرجاء إلا منك، وخابت الثقة، وأخلف الظن إلا بك، اللهم إني أجد سبل المطالب إليك منهجة، ومناهل الرجاء إليك مفتحة وأعلم أنك لمن دعاك لموضع إجابة، وللصارخ إليك لمرصد إغاثة، وأن القاصد لك لقريب المسافة منك، ومناجاة العبد إياك غير محجوبة عن استماعك، وأن في اللهف إلى جودك والرضا بعدتك والاستراحة إلى ضمانك عوضا عن منع الباخلين ومندوحة عما قبل المستأثرين، ودركا من خير الوارثين، فاغفر بلا إله إلا أنت ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري وافتح لي أبواب رحمتك وجودك التي لا تغلقها عن أحبائك وأصفيائك يا أرحم الراحمين. وروي عنهم عليهم السلام أنه يستحب أن يصلى صلاة الشكر عند استجابة الدعاء. وقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا أنعم الله عليك نعمة فصل ركعتين يقرء في الاولى فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون، و تقول في الركعة الاولى في ركوعك وسجودك " الحمد لله شكرا شكرا وحمدا حمدا " سبع مرات، وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك " الحمد لله الذي استجاب دعائي، وأعطاني مسئلتي وقضى حاجتي ". 131 * (باب) * * " نوادر الادعية " * 1 - مكا: نسخة رقعة تكتب بقلم لا شئ فيه بين سطور الكتاب أو الرقعة المشتملة على الحاجة، حتى لا يخلو سطر منها من حرف من هذه الحروف " محمد وعلي و الخضر عليهم السلام أبو تراب بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين إن الله وعد الصابرين مخرجا مما يكرهون، ورزقا من حيث لا يحتسبون، والله هو السميع العليم، جعلنا الله وإياكم من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم


 

[452]

إني أسئلك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي - إلى أن تقول - والخلف الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليه وسلم تسليما أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تيسر أمري، وتسهله وتغلبه لي وترزقني خيره وتصرف عني شره برحمتك يا أرحم الراحمين " (1). خاتمة اعلم أن أدعية الصحيفة الكاملة السجادية أيضا من أجل الادعية، وهي مشتملة على أدعية كثيرة معروفة في أكثر المطالب، وقد رأيت منها عدة نسخ وروايات مختلفات، وطرق متباينات، بعضها مشهورة، وبعضها غير مشهورة، ولكنا أعرضنا عن إيرادها في هذا الكتاب، إلا ما شذ منها تعويلا على شهرة بعض نسخها، واعتمادا على تعرضنا لسائرها في شرحنا على الصحيفة الكاملة الموسوم بالكلمات الطريفة في شرح الصحيفة. ثم أقول: قد وجدت نسخة من صحيفة إدريس النبي عليه السلام مما أنزله الله تعالى عليه، وقد نقله ابن متويه من اللغة السريانية إلى اللغة العربية، ولما لم يكن خالية من لطافة وطرافة أحببت إيرادها في هذا المقام.

 

(1) مكارم الاخلاق ص 393.

 

[453]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على نعمته، وصلاته على محمد وعترته، قال أحمد بن حسين بن محمد المعروف بابن متويه: وجدت هذه الصحف بالسورية مما انزلت على إدريس النبي اخنوخ صلى الله على محمد وعليه وكانت ممزقة ومندرسة، فتحريت الاجر في نقلها إلى العربية بعد أن استقصيت في وضع كل لفظة من العربية موضع معناها من السورية، وتجنبت الزيادة والنقصان، ولم اغير معنى لتحسين لفظ أو تقدير سجع، بل توخيت إيراده كهيئته من غير نقص ولا زيادة، وعلى الله التوكل وبه الاستعانة، وله الحول والقوة، وحسبنا الله ونعم الوكيل. الصحيفة الاولى وهي صحيفة الحمد الحمد لله الذي ابتدأ خلقه بنعمته، وأسبغ عليهم ظلال رحمته، ثم فرض عليهم شكر ما أدى إليهم، ووفقهم بمنه لاداء ما فرض عليهم، ونهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته، فبتوفيقه قام القائمون بطاعته، وبعصمته امتنع المؤمنون من معصيته، وبنعمته أدى الشاكرون حق نعمته، وبرحمته وصل المسلمون إلى رحمته. فسبحان من لا يستجار منه إلا به، ولا يهرب منه إلا إليه، وتبارك الذي خلق الحيوان من ماء مهين، وجعلهم في قرار مكين، ثم صيرهم متبائنين في الخلق والاخلاق، وقدر لهم ما لا مغير له من الاجال والارزاق، له سبحت السماوات العلى، والارضون السفلى، وما بينهما وما تحت الثرى، بألسن فصح وعجم (1) وآثار ناطقة وبكم، تلوح للعارفين مواقع تسبيحها، ولا يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها، فله في كل نظرة نعم لا تحد، وفي كل طرفة آلاء لا تعد

 

(1) الفصح - بضمتين - جمع فصيح، والعجم - بضم وسكون - جمع الاعجم: من لا يفصح ولا يبين كلامه وان كان من العرب. والبكم أيضا جمع الابكم: الاخرس ينغلق لسانه عند التكلم.

 

[454]

ضلت الافهام في جبروته، وتحيرت الاوهام في ملكوته، فلا وصول إليه إلا به ولا ملجأ منه إلا إليه، ذلكم الله رب العالمين. الصحيفة النانية صحيفة الخلق فازيا اخنوخ من عرفني، وهلك من أنكرني، عجبا لمن ضل عنى وليس يخلو في شئ من الاوقات مني، كيف يخلوا وأنا أقرب إليه من كل قريب، وأدنى إليه من حبل الوريد، ألست أيها الانسان العظيم عند نفسه في بنيانه، القوي لدى همته في أركانه، مخلوقا من النطفة المذرة، ومخرجا من الاماكن القذرة، تنحط من أصلاب الاباء كالنخاعة إلى أرحام النساء، ثم يأتيك أمري فتصير علقة، لو رأتك العيون لاستقذرك، ولو تأملتك النفوس لعافتك، ثم تصير بقدرتي مضغة لا حسنة في المنظر، ولا نافعة في المخبر، ثم أبعث إليك أمرا من أمري، فتخلق عضوا عضوا وتقدر مفصلا مفصلا، من عظام مغشية، وعروق ملتوية، وأعصاب متناسبة، و رباطات ماسكة، ثم يكسوك لحما ويلبسك جلدا تجامع من أشياء متبائنة، وتخلق من أصناف مختلفة. فتصير بقدرتي خلقا سويا لا روح فيك تحركك، ولا قوة لك تقلك، أعضاؤك صو بلا مرية (1) وجثث بلا مرزبة (2) فأنفخ فيك الروح، وأهب لك الحياة، فتصير باذني إنسانا، لا تملك نفعا ولا ضرا، ولا تفعل خيرا ولا شرا، مكانك من امك تحت السرة، كأنك مصرور في صرة إلى أن يلحقك ما سبق مني من القضاء، فتصير من هناك إلى وسع الفضاء، فتلقى ما قدرك من السعادة أو الشقاء، إلى أجل من البقاء

 

(1) كذا في نسخة الكمبانى، وفى نسخة اخرى مخطوطة: " صور " - وضبطه بضم الصاد وفتح الواو - جمع الصورة. ولا تناسب قوله بعد " وجثث بلا مرزبة " كانه يريد أن أعضاءك رخو، أو صبو، أو صوب يميل إلى حيث تشاء وسيأتى في البيان، فتحرر. (2) الجثث جمع جثة، وهو كل ماله شخص وشخص الانسان قائما أو قاعدا والمجثة حديدة يقلع بها الفسيل، والمرزبة: العصية من الحديد، فالمراد أن الاعضاء لها قوام معتدل كعصا الحديد من دون أن يركب فيها حديد.

 

[455]

متعقب لا شك بالفناء، أأنت خلقت نفسك، وسويت جسمك، ونفخت روحك. إن كنت فعلت ذلك. وأنت النطفة المهينة، والعلقة المستضعفة، والجنين المصرور في صرة، فأنت الان في كمال أعضائك وطراءة مائك وتمام مفاصلك، و ريعان شبابك، أقوى وأقدر، فاخلق لنفسك عضوا آخر، استجلب قوة إلى قوتك، وإن كنت أنت دفعت عن نفسك في تلك الاحوال طارقات الاوجاع والاعلال، فادفع عن نفسك الان أسقامك، ونزه عن بدنك آلامك، وإن كنت أنت نفخت الروح في بدنك وجلبت الحياة التي تمسكك، فادفع الموت إذا حل بك، وابق يوما واحدا عند حضور أجلك. فان لم تقدر أيها الانسان على شئ من ذلك، وعجزت عنه كله، فاعلم أنك حقا مخلوق، وأني أنا الخالق، وأنك أنت العاجز، وأني أنا القوي القادر، فاعرفني حينئذ واعبدني حق عبادتي، واشكر لي نعمتي أزدك منها، واستعذ بي من سخطتي اعذك منها، فاني أنا الله الذي لا أعبا بما أخلق، ولا أتعب ولا أنصب فيما أرزق، ولا ألغب، إنما أمري إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون. الصحيفة الثالثة صحيفة الرزق يا أيها الانسان انظر وتدبر، واعقل وتفكر، هل لك رازق سواي يرزقك ؟ أو منعم غيري ينعم عليك ؟ ألم اخرجك من ضيق مكانك في الرحم إلى أنواع من النعم ؟ أخرجتك من الضيق إلى السعة، ومن التعب إلى الدعة، ومن الظلمة إلى النور، ثم عرفت ضعفك عما يقيمك، وعجزك عما يفوتك، فأدررت لك من صدر امك عينين منهما طعامك وشرابك، وفيهما غذاؤك ونماؤك، ثم عطفت بقلبها عليك، وصرفت بودها إليك، كي لا تتبرم بك مع إيذائك لها، و لا تطرحك مع إضجارك إياها، ولا تقززك مع كثرة عاهاتك، ولا تستقذرك مع توالي آفاتك وقاذوراتك، تجوع لتشبعك، وتظمأ لترويك، وتسهر لترقدك، وتنصب


 

[456]

لتريحك، وتتعب لترفدك، وتتقذر لتنظفك، لو لا ما ألقيت عليها من المحبة لك لالقتك في أول أذى يلحقها منك، فضلا عن أن تؤثرك في كل حال، ولا تخليك لها من بال، ولو وكلتك إلى وكدك، وجعلت قوتك وقوامك من جهدك، لمت سريعا، وفت ضايعا. هذه عادتي في الاحسان إليك، والرحمة لك، إلى أن تبلغ أشدك، و بعد ذلك إلى منتهى أجلك، اهيئ لك في كل وقت من عمرك ما فيه صلاح أمرك من زيادة في خلقك، وتيسير لرزقك، اقدر مدة حياتك قدر كفايتك ما لا تتجاوزه وإن أكثرت من التعب، ولا يفوتك وإن قصرت في الطلب، فان ظننت أنك الجالب لرزقك، فما لك تروم أن تزيد فيه ولا تقدر ؟ أم مالك تتعب في طلب الشئ فلست تناله ؟ ويأتيك غيره عفوا مما لا تتفكر فيه، ولا تتعنى له، أم مالك ترى من هو أشد منك عقلا وأكثر طلبا محروما مجذوذا، ومن هو أضعف منك عقلا وأقل طلبا محروزا مجدودا، أتراك أنت الذي هيأت لمشربك ومطعمك سقاءين (1) في صدر امك، أم تراك سلطت على نفسك وقت السلامة الداء، أو جلبت لها وقت السقم الشفاء، ألا تنظر إلى الطير التي تغدو خماصا، وتروح بطانا (2) ؟ ألها زرع تزرعه أو مال تجمعه، أو كسب تسعى فيه، أو احتيال تتوسم (3) بتعاطيه. اعلم أيها الغافل أن ذلك كله بتقديري، لا اناد ولا اضاد في تدبيري، ولا يتقص ولا يزاد من تقديري، ذلك أني أنا الله الرحيم الحكيم. الصحيفة الرابعة صحيفة المعرفة من عرف الخلق عرف الخالق، ومن عرف الرزق عرف الرازق، ومن عرف نفسه عرف ربه، ومن خلص إيمانه أمن دينه، كيف تخفى معرفة الله ؟ والدلائل واضحة، والبراهين على وحدانيته لائحة، عجبا لمن غني عن الله ؟ وفي موضع

 

(1) السقاء: جلد السخلة، إذا اجذع يكون للماء واللبن. (2) الخماص جمع الخميص يعنى خميص البطن من الجوع، والبطان جمع البطين يعنى من كثرة الاكل، وسيأتى. (3) توسم: تطلب وتغرس.

 

[457]

كل قدم، ومطرف عين، وملمس يد، دلالة ساطعة، وحجة صادعة على أنه تبارك واحد لا يشارك، وجبار لا يقاوم، وعالم لا يجهل، وعزيز لا يذل، وقادر لطيف، وصانع حكيم في صنعته، كان أبدا وحده، ويبقى من بعد وحده، هو الباقي على الحقيقة، وبقاؤه غير مجاز، وهو الغني وغنى غيره صائر إلى فقر وإعواز. وهو الذي جرت الافلاك الدائرة، والنجوم السائرة بأمره، واستقلت السماوات واستقرت الارضون بعظمته، وخضعت الاصوات والاعناق لملكوته وسجدت الاظلال والاشباح لجبروته، باذنه أنارت الشمس والقمر، ونزل الغيث والمطر، وأنبتت الارض الميتة نباتا حيا، وأخرجت العيدان اليابسة ورقا رطبا، ونبعت الصخور الصلاد (1) ماء نميرا، وأورقت الاشجار الخضرة نارا ضوءا منيرا. طوبى لمن آمن به، وصدق برسله وكتبه، ووقف عند طاعته، وانتهى عن معصيته، وبؤسي لمن جحد آلاءه، وكفر نعماءه، وحاد أولياءه، وعاضد أعداءه إن اولئك الاقلون الاذلون (2) عليهم في الدنيا سيماء، ولهم في الاخرة مهاد النار، دولتهم إملاء واستدراج، وعاقبة غنائهم احتياج، وموئل سرورهم غم وانزعاج، ومصيرهم في الاخرة إلى جهنم خالدين بلا إخراج، فأما المؤمنون الصديقون، فلهم العزة بالله، والاعتزاء إليه، والقوة بنصره، والتوكل عليه ولهم العاقبة في الدنيا، والفلج على أعدائهم باظفار. فوعزتي لاصيرن الارض ولا يعبد عليها سواي، ولا يدان لاله غيري ولاجعلن من نصرني منصورا، ومن كفرني ذليلا مقهورا، وليلحقن الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا، وفي يوم القيامة، ولاخرجن من ذرية آدم من ينسخ الاديان ويكسر الاوثان، فانير برهانه، وأويد سلطانه، واوطيه الاعقاب واملكه الرقاب، فيدين الناس له، طوعا وكرها، وتصديقا وقسرا، هذه

 

(1) يعنى الصلب الاملس. (2) الارذلون خ ل.

 

[458]

عادتي فيمن عرفني وعبدني، ولهم في الاخرة دار الخلود في نعيم لا يبيد، وسرور لا يشوبه غم، وحبور لا يختلط به هم، وحياة لا تتعقبها وفاة، ونعمة لا يعتورها نقمة، فسبحاني سبحاني وطوبى لمن سبحني، وقدوس أنا وطوبى لمن قدسني، جلت عظمتي فلا تحد، وكثرت نعمتي فلا تعد، وأنا القوي العزيز. الصحيفة الخامسة صحيفة العظمة يا اخنوخ أعجبت لمن رأيت من الملائكة، واستبدعت الصور، واستهلت الخلق، واستكترت العدد، وما رأيت منهم كالقطرة الواحدة من ماء البحار، والورقة الواحدة من ورق الاشجار، أتتعجب مما رأيت من عظمة الله، فلما غاب عنك أكبر، وتستبدع صنعة الله فلما لم تبصره عنك أهول وأكبر ؟ ما يحيط خط كل بنان، ولا يحوى نطق كل لسان، مذ ابتدأ الله خلقه إلى انتهاء العالم أقل جزء من بدايع فطرته، وأدنى شئ من عجائب صنعته، إن لله ملائكة لو نشر الواحد جناحه لملا الافاق، وسد الاماق (1) وإن له لملكا نصفه من ثلج جمد، ونصفه من لهب متقد، لا حاجز بينهما، فلا النار تذيب الجمد، ولا الثلج تطفئ اللهب المتقد، لهذا الملك ثلاثون ألف رأس في كل رأس ثلاثون ألف وجه في كل وجه ثلاثون ألف فم في كل فم ثلاثون ألف لسان، يخرج من كل لسان ثلاثون ألف لغة، تقدس الله بتقديساته، وتسبحه بتسبيحاته، وتعظمه بعظماته، وتذكر لطائف فطراته، وكم في ملكه تعالى جده من أمثاله، ومن أعظم منه. يجتهدون في التسبيح فيقصرون، ويدأبون في التقديس فيحسرون، وهذا ما خلا شئ من آياتي وجلالي، إن في البعوضة التي تستحقرها، والذرة التي تستصغرها من العظمة لمن تدبرها ما في أعظم العالمين، ومن اللطائف لمن تفكر فيها ما في الخلائق أجمعين، ما يخلو صغير ولا كبير من برهان على وآية في، عظمت عن أن او صف وكبرت عن أن اكيف، حارت الالباب في عظمتي، وكلت الالسن عن تقدير صفتي، ذلك أني أنا الله الذي ليس كمثلي شئ وأنا العلي العظيم.

 

(1) المؤق من الارض: النواحى الغامضة من أطرافها والجمع آماق.

 

[459]

الصحيفة السادسة صحيفة القربة سألت يا اخنوخ عما يقربك من الله، ذلك أن تؤمن بربك من كل قلبك وتبوء بذنبك، وبعد ذلك تلزم رحمة الخلق، وحسن الخلق، وإيثار الصدق وأداء الحق، والجود مع الرضا بما يأتيك من الرزق، وإكثار التسبيح بالعشايا والاسحار، وأطراف الليل والنهار، ومجانبة الاوزار، والتوبة من جميع الاصار وإقامة الصلوات وإيتاء الزكوات، والرفق بالايامى والايتام، والاحسان إلى جميع الخلائق والانام، وأن تجأر إلى الله بتذلل، وخشوع وتضرع وتقول باللسان الناطق عن الايمان الصادق: اللهم أنت الرب القوي الكريم الجليل العظيم، علوت ودنوت، ونأيت وقربت، لم يخل منك مكان، ولم يقاومك سلطان، جللت عن التحديد، وكبرت عن المثل والنديد، بك النجاة منك، وإليك المهرب عنك، إياك نسأل إلهنا أن تكنفنا برحمتك، وتشملنا برأفتك، وتجعل أموالنا في ذوي السماحة والفضل وسلطاننا في ذوي الرشاد والعدل، ولا تحوجنا إلا إليك، فقد اتكلنا اللهم عليك إليك نبرء من الحول والاحتيال، ونوجه عنان الرغبة والسؤال، فأجبنا اللهم إلى ما ندعو، وحقق في فضلك وكرمك ما نأمل ونرجو، وآمنا من موبقات أعمالنا ومحبطات أفعالنا برحمتك يا إله العالمين. يا اخنوخ ما أعظم ما يدخر فاعل ذلك من الثواب، وما أثقل هذه الكلمات في الميزان يوم الحساب، فأنبئ الناس بمأمول رحمتي الواسعة، ومخشي سخطتي الصاقعة (1) وذكرهم آلائي، واحضضهم على دعائي، فحق علي إجابة الداعين ونصر المؤمنين، وأنا ذو الطول العظيم. الصحيفة السابعة صحيفة الجبابرة يا اخنوخ كم من جبروت جبار قصمتها، وكم من قوي ظن ألا مغالب له فتجبر وعتا، وتمرد وطغا، أريته قدرتي وأذقته وبال سطوتي، وأوردته حياض

 

(1) الصاعقة خ ل، وكلاهما بمعنى.

 

[460]

المنية، فشرب كأسها، وذاق بأسها، وحططته من عالي حصونه، ووثيق قلاعه وأخرجته من عامر دوره ومونق رباعه إلى القبور الملحودة، والحفرة المخدودة فاضطجع فيها وحيدا، وسال منه فيها صديدا، وأطعم حريشات (1) ودودا، وصار من ماله وجموعه بعيدا، وفي ملاقاة المحاسبة فريدا، لم ينفعه ما عدد، ولم يخلده ما خلد، ولم يتبعه إلا تبعات الحساب، ولم يصحبه من أحوال دنياه إلا موجبات الثواب أو العذاب، ثم أورثت ما حاز من الباطل، وجمع وصد عن الحق من لم يشكره على ما صنع، ولا دعا له ولا نفع، شقي ذاك بجمعه، وفاز هذا الوارث بنفعه قد رأى الغابر عاقبة من مضى فلا يرتدع، وأبصر الباقي مصير من انقضى فلا ينزجر ولا ينقمع، أما لهم أعين فتبصر، أو قلوب فتتفكر، أو عقول فتدبر ؟ كذبوا بي فصدقتهم سخطتى، وناموا عن حقي فنبهتهم عقوبتي، أد إليهم رسالتي، وعرفهم نصيحتي، وأكد عليهم حجتي، وانهج لهم حد محجتي، ثم كلهم إلى محاسبتي فوعزتي لا يتعداني ظالم، ولا يخفق عندي مظلوم، وسأقتص للكل من الكل وأنا الحكيم العدل. الصحيفة الثامنة صحيفة الحول ذل من ادعى الحول والقوة من دوني، وزعم أنه يقدر على ما يريد، لو كان دعواه حقا وقوله صدقا، لتساوت الاقدام، وتعادل في جميع الامور الانام فان الكل يطلب من الخير الغاية، ويروم من السعادة النهاية، فلو كانت تصاريف الامور، ومواقع المقدور، على ما يرومون، وموكلا من قواهم واستطاعاتهم إلى ما يقدرون، والجماعة تطلب نهاية الخير، وتتجنب أدنى مواقع الضير، لما رؤي فقير، ولا مسكين ضرير، ولما احتاج أحد إلى أحد، ولا افتقرت يد إلى يد، وأنت الان ترى السيد والمسود، والمجذوذ والمجدود، والغني الخجل والفقير المدقع.

 

(1) الحريش: دويبة قدر الاصبع بأرجل كثيرة وهى المسماة: دخالة الاذن، المعروفة عند العوام بام أربع وأربعين.

 

[461]

ذلك أيها الانسان دليل على أن الامر لغيرك، وموكول إلى سواك، وأنك مقهور مدبر، ولما يراد منك مقدر وميسر، لانك تريد الامر اليسير، بالتعب الكثير، فيمنع عليك ويتأبى، وتغفل عن الامر الكبير ويسهل لك من غير تعب اعترف أيها العبد بالعجز يصنع لك ولا تدع الحول والقوة فتهلك، واعلم أنك الضعيف وأني القوي. الصحيفة التاسعة صحيفة الانتقال إلهى أنت تعرف حاجتي، وتعلم فاقتي، وأنت عالم الغيوب، وكاشف الكروب، تعلم الكائنات قبل وقوعها، وتحيط بالاشياء قبل وقوعها، وأنت غني عن العالمين وهم فقراء إليك، أمرتني فعصيت، ونهيتني فأتيت، وبصرتني فعميت وأسعدتني فشقيت، تعرف ذنوبي فلا ستر دونك، فلا تفضحني بها في الدنيا ولا في الاخرة، ولا في المحشر وفي عرصة الساهرة، اللهم فكما سترتها على فاغفر لي وكما لم تظهرها على فحطها عني، وقني مناقشة الحساب، ومكابدة العذاب، ويسر الخير لي في عاجلي وآجلي، ومحياي ومماتي، واقض حاجاتي التي أنت عالم بها مني، واصرف شر جميع ما خلقت عني، ووفقني من منافع الدنيا والاخرة لما تعلم فيه صلاحي، وتعرف فيه فلاحي، وأنا عنه غني غافل، وبوجوه استجلابه جاهل، فقد بسطت يدي بالابتهال إليك، ووقفت بذل المذنبين، وخشوع الراغبين وتضرع المحتاجين بين يديك، وأنت أنت أهل الاجابة، وإن كنت أنا أهلا للخيبة، فأنت ولي الاسعاف والاطلاب، وإن كنت أنا المستحق لعظيم العذاب فأنت موضع الرغبة، ومنتهى السؤل والطلبة، وأنا لا أهتدي إلا إليك، ولا اعول إلا عليك، ولا أقرع إلا بابك، ولا أرجو إلا ثوابك، ولا أخاف إلا عذابك ولا أخشى إلا عقابك، فزدني اللهم هداية إليك، ويسر لي ما عولت فيه، وافتح لي بابك، وأجزل لي من رحمتك ثوابك، وآمني مما أستحقه بذنوبي من عذابك، وأليم عقابك، إنك أنت الرؤف الرحيم.


 

[462]

الصحيفة العاشرة وهى صحيفة التوكل من توكل على الله كفاه، ومن استرعاه رعاه، ومن قرع بابه افتتح، ومن سأله أنجح، ومن كان الله معه لم يقدر الناس له على ضر، ومن أتى الامر متبرئا من حوله وقوته استكثر الخير، وأمن من توابع الشر، ومن تاب تيب عليه، ومن أناب غفر له، والاعمال بالموافاة، والاستدراك قبل الفوت والوفاة، ولن يضيع فعل أحد من صحيفة ولا يتوفى، بل يحاسب على القطمير ويجازى، فورب السماء ليقتصن من القرناء للجماء (1) ولتستوين يوم القيامة في المداينة الاقدام، وليجازين كل امرء على ما اعترف من حسنات وآثام، عند من لا يخفى عليه الضمائر، ولا يغيب عنه السرائر، ولا يتعاظمه شئ لكبره، ولا ينكتم شئ لحقارته وصغره، ولا يتكاءده الاحصاء، ولا يذهب عليه الجزاء ذلكم الله رب العالمين، قدر كل شئ وقضاه وعده وأحصاه، فلا يخفى عليه خافية، إلا رحمته ثم العمل الصالح. الصحيفة الحادية العشر...... لا غنى لمن استغنى عني، ولا فقر بمن افتقر إلى، ولا يضيع عمل أحد عندي من خير وشر، فأما الخير فأنا اجزي وعدا غير مكذوب، وأما الشر فالي إن شئت عفوت، وإن شئت عاقبت، وأنا الغفور الرحيم. الصحيفة الثانية عشر صحيفة البعث يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي أوجدكم عن عدم، وخلقكم من غير قدم، وخلقكم في الارحام نطفا ومضغا، ثم صوركم، و أخرجكم من بطون امهاتكم ضعفاء، فقواكم وأقدركم وغيركم من حال إلى حال، وصيركم في كل الامور ذوي زوال وانتقال، قادر على أن يعيدكم كما بدأكم، ويبعثكم كما خلقكم، وذلك في عقول الناس أهون وأقرب، فأما الله فلا يتعاظمه كبير لكبره، ولا يتعذر عليه صغير لصغره، وكل الامور بيده هين لا ينصب فيها ولا يتعب، ولا يعيى ولا يلغب، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ذلكم الله خالق الخلق أجمعين.

 

(1) القرناء ماله قرن، والجماء خلافه.

 

[463]

الصحيفة الثالثة عشر صحيفة سهم الجبابرة يا اخنوخ قد أهمل الناس عبادتي، فأضربوا عن طاعتي، وأصروا على العصيان وانهمكوا في الطغيان، وآثروا طاعة الشيطان، وتهالكوا في البغى والعدوان كأنهم لم يروا مصارع الطغاة قبلهم، ولم ينظروا إلى ديارهم الخاوية وخدورهم وخلو قصورهم المشيدة واتضاع أسمائهم، [العالية] لم تدفع عنهم سخطتي لما حلت موثق القلاع، ومونق الرباع، ولم تجرهم الجنود المجندة، والعدد المعددة والاموال الجمة، والممالك العظيمة، بل تضعضعوا لواقع النقمة إذ لم يشكروا سابغ النعمة، وتزعزعوا لحلول السخطة لما تناسوا حقي عليهم عند المهلة، فبادوا وهلكوا، وطريق الخزي في الدنيا والاخرة سلكوا، حتى كأنهم لم يروا قريبا مصارع سهم الجبار وأصحابه الجبابرة، ما أصروا على الكفر والجحود، واستمروا علي البغي والعنود، واستعبدوا عبادي، وخربوا بلادي، واستحقروا الخلق، وغمطوا الحق، وأحيوا سنن الاشرار، وعطلوا سنن الاخيار، ووضعوا المكوس، وأزهقوا النفوس و ؟ ؟ ؟ ؟ ما كان عليهم فرضا، وركضوا في الباطل ركضا، وسفكوا الدماء، حتى أبكو بأفعالهم الارض والسماء، مفتخرين مغترين بأجسامهم العظام وجثثهم الكبار، وقوتهم الشديدة، وأموالهم العتيدة. ولما انقضت أيامهم، وتمت أثامهم، أجهشت البقاع، وبكت الروابي والتلاع، بمن فيها من أصناف الحيوان، إلى الحنان المنان، فرحمنا تضرعهم واستجبنا دعوتهم، وانتصرنا للمؤمنين ممن استضعفهم، فجعلناهم أربابا لمن كان استعبدهم، وامراء على من استرزلهم، ؟ ؟ لقينا بين الجبابرة الباس، وأرحنا منهم جماعة الناس، فتحارب الجبابرة وتحازبو، ؟ تكاوحوا تجاذبوا، حتى أهلكوا بعضهم بعضا، وقتلوا نفوسهم بأيديهم، وقطعوا ابدانهم بسيرفهم، وإن كان أقواهم وأعتاهم وأتمهم قامة وأشدهم بسطة سهم قيصر عليهم، وبقى بعدهم قريحا جريحا لا يسوغ شرابا ولا طعاما، ولا يجد قرارا ولا يلتذ مناما، من الذي أصابه في حروب سائر الجبابرة من ضرب السيوف، وطعن الرماح وشدخ الجنادل، ووقع السهام


 

[464]

فبعل بنفسه، ومهد بيده موضع رمسه، وانحنى على سيفه، ولقي حتفه بكفه، وكان آخرهم موتا، وعقيبهم فوتا، وورث المستضعفون أموالهم وديارهم، ووطئوا أعقابهم. فان شكرتم يا أيها الناس نعمتي عليكم زدتكم، وإن أطعتموني أمددتكم وإن اقتديتم بالعصاة، وفعلتم فعل البغاة، لم تكونوا أعز على وأجل لدي ممن تقدمكم، وكلكم خلقي، وآكل رزقي، لا نسب بيني وبينكم، لا حاجة بي إلى أحد منكم، كما لم يكن بي حاجة إلى من قبلكم، فوعزتي لاهلكن الطاغين ولانتصرن للمظلومين من الظالمين، وأنا الغلاب المتين. الصحيفة الرابعة عشر صورة صحيفة المن يا أيها الناس ما غركم بربكم الذي سوى خلقكم وقدر رزقكم، وأورى لكم من الشجر الاخضر نارا، والصخر الجلمد نارا، تجلبون به المنافع والنور والضياء، وتستدفعون به الظلمة والبرد والاذى، وهو جعل لكم من جلود الانعام وأوبارها ريشا بواري السوءات، ويدفع الافات، وهو الذي أخرج عيونا ينابيع تنبت الزرع وتنفع الظماء، وأجرى في السماء مصابيح يهتدى بها في مهامه البر، ولجج البحر، وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتب الكتاب، ونسج الثياب، وتذليل الدواب، وهو الذى أدر لكم الضروع، وأنبت الاشجار والزروع، وأجرى الفلك في البحار، وهداكم في سباسب القفار، ءأله غيره يقدر على شئ من ذلك، أو أنتم إلى مثله تهتدون، فسبحان الذي ليس كمثله شئ وهو المنان الكريم. الصحيفة الخامسة عشر صحيفة النجاة ليس النجاة بالقوة، ولا الخلاص بالجبروت، ولا تستحق اسم الصديقية بالملك العظيم، ولا يوصل إلى ملكوت السماء بالعز الجسيم، ولا ينفع في الاخرة كثرة الرجال، وثروة الامال، ولا ينجي يوم الحساب الحذق في الصنايع، والكيس في المكاسب، لكن البر الذي ينجي، والطهارة التي تنقذ، وبالنزاهة من الذنوب


 

[465]

تستحق الصديقية، وبالعمل الصالح ينال ملكوت السماء، ما يثقل في الميزان إلا النية الصادقة، والاعمال الطاهرة، وكف الاذى، والنصيحة لجميع الورى، واجتناب المحارم، والهرب من المآثم، فاعبدوا الله الذي فطركم، وسوى صوركم، وأنيبوا إليه، وتوكلوا عليه يسهل لكم في دنياكم المطالب، ويجركم في معادكم من المعاطب، واعلموا أن الخير بيديه، والامور كلها إليه، وهو العزيز الغلاب. الصحيفة السادسة عشر صحيفة الافلاك يا اخنوخ ! أما تفكرت في بدائع فطرة الله الذي بصرك عجائبها، وأراك مراتبها من هذه الافلاك الدوارة، والنجوم السيارة، التي تطلع وتأفل، و تستقر أحيانا وترحل، وتضئ في الظلم والد آدي، وتهتدى بها في اللجج والفيافي، تنجم وتغور، وتدبر عجائب الامور، لازمة مجاري مناطقها، عانية خاضعة لامر خالقها. أما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة بين الليل والنهار، المعاقبة بين الاظلام والاسفار، المغيرة فصول السنة إسخانا وتبريدا، وإفراطا وتعديلا المربية لثمار الاشجار، وجواهر المعادن في الابار، التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع، ولم يدر ضرع، ولا حيى حيوان، ولا استقر زمان ومكان، أما علمت أن ذلك بفطرة حكيم وسع علمه الاشياء، وخلق قوي لا يستثقل الاعباء، وأمر عليم لا يتكأده الاحصاء، وحكم قادر لا يلحقه نصب ولا إعياء، وتدبير عال لا مغالب لحكمه، وأن ذلك لعنايته بضعاف الخلق، وكرمه في إدرار الرزق، وأنه تعالى العالم الحق الذي لا يغيب عنه ما كان ولا ما يكون. الصحيفة السابعة عشر صحيفة المعاصي يا اخنوخ ! قد كثرت المعاصي، ونبذت الطاعات، ونسيني خلقي، كأنهم ليس يأكلون رزقي، ولا يستوطنون أرضي، ولا تكنهم سمائي، ما الذي يؤمنهم أن اشوه خلقهم، أو أطمس وجوههم، أو أحبس الامطار عنهم ؟ أو أصلد الارضين


 

[466]

فلا تنبت لهم، أو اسقط السماء عليهم، وارسل شواظا من العداب إليهم ؟ غرهم حلمي فشكوا في علمي ورأوا إمهالي وأملوا إهمالي، لا وعزتي ليس الامر كما يظنون إني لاعلم النقير والقطمير، وليس يخفى على شئ من الامور، لكني لكرمي أنتظر بعبدي الانابة، واؤخر معاقبته ترفقا رجاء للتوبة، إذ كان لا حاجة بي إلى عذاب أحد من العالمين، ورحمتي تسع الخلائق أجمعين، فمن تاب تبت عليه ومن أناب غفرت له، ومن عمي عن رشده، ولم يبصر سبيل قصده، لم يفتني، ولا يعتاص على كبير لكبره، ولا يخفى لدي صغير لصغره، فأنا الخبير العليم. الصحيفة الثامنة عشر صحيفة الانذار يا اخنوخ ! أنذر الناس عذابا قد أظلهم، وطوفانا قد آن أن يشملهم، يسوي بين الوهاد والنجاد، ويعم النجوات والعقوات، وتغرق الارض بآفاقها، و تبلغ منتهى أقطارها وأعماقها، وتسخط لسخطي، وتنتقم لي ممن نبد طاعتي، ولا أفعل ذلك إلا بعد أن أستظهر عليهم بالحجج اللوامع، وانذرهم بالايات السواطع وأنتظر بهم قرنا بعد قرن كعادتي في الامهال والحلم، فإذا أصروا على طغيانهم واستمروا على عدوانهم، وعم الكفر، وقل الايمان، فتحت ينابيع الارض عزالى السماء، وملات الضواحي والاكناف من الماء، ونجيت المؤمنين، وقليل عددهم، وأهلكت الطاغين، وكثير ما هم، وذلك دأبي فيمن عبد سواى، أو جعل لي شركاء، وأنا مع ذلك رؤف رحيم. الصحيفة التاسعة عشر صحيفة الحق لا قبيح إلا المعصية، ولا حسن إلا الطاعة، ولا وصول [إلا] بالعقل إلى المعرفة بالحق عرف الحق، وبالنور اهتدي إلى النور، وبالشمس ابصرت الشمس، و بضوء النار رئيت النار، ولن يسع صغير ما هو أكبر منه، ولا يقل ضعيف ما هو أقوى منه، ولا يحتاج في الدلالة على الشئ المنير بما هو دونه، ولا يضل عن الطريق إلا المأخوذ به عن التوفيق، والله علي كل شئ شهيد.


 

[467]

الصحيفة العشرون صحيفة المحبة طوبى لقوم عبدوني حبا، واتخذوني إلها وربا، سهروا الليل ودأبوا النهار طلبا لوجهي من غير رهبة ولا رغبة، ولا لنار ولا جنة، بل للمحبة الصحيحة، و الارادة الصريحة، والانقطاع عن الكل إلي، والاتكال من بيع الجميع علي، فحق على أن أسبرهم طويلا، واحملهم من حبى عبأ ثقيلا، وأسبكم سبك الذهب في النار، فإذا استوى منهم الاعلان والاسرار، وانقطعت من إخوانهم وصائلهم، و تصرمت من الدنيا علائقهم وصائلهم، هنالك أرفع من الثرى خدودهم، واعلى في السماء جدودهم، انضر معادهم، وابلغهم مرادهم، وأجعل جزاءهم أن احقق رجاءهم، واعطيهم ما كانت عبادتهم من أجله، وأنا صادق الوعد لا اخلف. الصحيفة الحادية والعشرون صحيفة المعاد سبحان من خلق الانسان من ماء مهين ثم جعل حياته في ماء معين، وتبارك الذي رفع السماء بغير عمد تقلها، ولا معاليق ترفعها، إن لكم أيها الناس في الشجر الذي يكتسي، بعد تحات الورق ورقا ناضرا، ويلبس بعد القحول زهرا زاهرا ويعود بعد الهرم شابا، وبعد الموت حيا، ويستبدل بالقحل نضارة، وبالذبول غضارة، لاعظم دليل على معادكم، فما لكم تمترون ؟ ألم تواثقوا في الاظلال و الاشباح، وأخذ العهد عليكم في الذر والنشور، وترددتم في الصور، وتغيرتم في الخلق، وانحططتم من الاصلاب، وحللتم في الارحام، فما تنكرون من بعثرة الاجداث، وقيام الارواح، وكون المعاد، وكيف تشكون في ربوبية خالقكم الذي بدأكم ثم يعيدكم، وأخذ المواثيق والعهود عليكم، وأبدأ آياته لكم، و أسبغ نعمه عليكم، فله في كل طرفة نعمة، وفي كل حال آية، يؤكدها حجة عليكم، ويوثق معها إنذارا إليكم، وأنتم في غفلة سامدون، وعما خلقتم له وندبتم إليه لاهون، كأن المخاطب سواكم، وكأن الانذار [بمن] عداكم، أتظنون أني هازل أو عنكم غافل ؟ أو أن علمي بأفعالكم غير محيط ؟ أو ما تأتون به من خير وشر يضيع ؟ كلا خاب من ظن ذلك وخسر، والله هو العلي الاكبر.


 

[468]

الصحيفة الثانية والعشرون صحيفة الدنيا تفكروا في هذه الدنيا التي تفتن بزبرج زخاريفها، وتخدع بحلاوة تصاريفها ولذاتها، شبيهة بنور الورد المحفوف بالشوك الكثير، فهو ما دام زاهرا يروق العيون ويسر النفوس، وهو مع ذلك ممتنع بالشوك المقرح يد متناوله، فإذا مضت ساعات قليلة، انتثر الزهر، وبقي الشوك، كذلك الدنيا الخائنة الفانية، فان حياتها متعقب بالموت، وشبابها صائر إلى الهرم، وصحتها محفوفة بالمرض، وغناها متبوع بالفقر، وملكها معرض للزوال، وعزها مقرون بالذل، ولذاتها مكدرة بالشوائب، وشهواتها ممتزجة بمضض النوائب، شرها محض، وخيرها ممتزج، من حبي منها بشئ من شهواتها لم يخل من غصص مراراتها، وخوف عقوباتها، وخشية تبعاتها، وما يعرض في الحال من آفاتها. هذه حال فاز من سعد بها، فما تقول فيمن لم يحظ بطائل منها، الصحيح فيها يخاف السقم، والغني يخشى الفقر، والشاب يتوقع الهرم، والحي ينتظر الموت، من اعتمد عليها واستنام إليها كان مثل المستند إلى جبل شاهق من الثلج يعظم في العيون عرضه وطوله وسمكه، فإذا أشرقت شمس الصيف عليه ذاب غفلة وسال، وبقى المستند إليه والمستذري له بالعراء، فكذلك مصير هذه الدنيا إلى زوال واضمحلال، وانتقال إلى دار غيرها، لا يقبل فيها إلا الايمان ولا ينفع فيها إلا العمل الصالح، ولا يتخلص فيها إلا برحمة الله، من هلك فيها هوى، ومن فاز فيها علا وهي مختلفة دائمة. الصحيفة الثالثة والعشرون صحيفة البقاء سيعود كل شئ إلى عنصره، ويضمحل كل ما ترون بأسره، ويشمل الفناء ويزول البقاء، فلا يبقى باق إلا من كان بقاؤه بلا ابتداء، فان ما كان بلا ابتداء فهو بلا انتهاء، ويخلص الامر لولي الامر، ويرجع الخلق إلى بارئ الخلق، و تقوم القيامة، وطوبى للناجين، وويل للهالكين.


 

[469]

الصحيفة الرابعة والعشرون صحيفة الطريق يا اخنوخ الطريق طريقان: إما الهدى والايمان، وإما الضلالة والطغيان فأما الهدى فظاهرة منارها، لائحة آثارها، مستقيم سننها، واضح نهجها، وهو طريق واحد لا حب لا شعب فيها، ولا مضلات تعتورها، فلا يعمى عنها إلا من عميت عين قلبه، وطمس ناظر لبه، من لزمها فعصم لم يضل عنها، ولم يرتب بمنارها ولم يمتر في واضح آثارها، وهي تهدي إلى السلم والنجاة، ودائم الراحة والحياة، وأما طريق الضلالة فأعلامها مستبهمة، وآثارها مستعجمة، وشعبها كثيرة تكتنف طريق الهدى من يمينها وشمالها، من ركبهاتاه، ومن سلكها حار وجار، وهي تقطع براكبها، وتبدع بسالكها، وتؤدي السائر فيها إلى الموت الابدي الذي لا سكون معه، ولا راحة فيه، فادع يا اخنوخ عبادي إلى، وقف بهم على طريقي، ثم كلهم إلى فوجلالي لا اضيع عمل محسن، وإن خفف، ولا يذهب على عمل مسئ وإن قل وأنا الحاسب العليم. الصحيفة الخامسة والعشرون صحيفة الظلمة من رأى ظلم ظالم فأمكنه النكير فلم يفعل، فهو ظالم، ومن أتى الظلم أو رضي به فهو يوم القيامة لا شك نادم، وعزتي إن الانتقام على الظلوم أمر من الظلم على المظلوم، وليس يظلم الظالم إلا نفسه، ولا يبخس الباخس إلا حظه، وسأنتقم للكل من الكل، وحسبك بمن أنتقم منه مقهورا، وبمن أنا أنتقم له منصورا فلاظهرن على الظالمين سيما الخزي والصغار، و.. (1) رب العالمين، وهل تبور تجارة مع أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وطوبى لمن طعم الضريك، وكسى الصعلوك، واكتنف الارملة واليتيم، وجاد على ابن السبيل، وأعان أخاه في النوائب وواساه من نعم الله عنده ومواهبه، فان ذلك حق على الله أن يضاعف له ما فعل ويميزه في المعاد ممن بخل، ويجازيه على إحسانه الجزاء الافضل، وينوله من رضوانه العطاء الاكمل الاجزل، والله لا يخلف الميعاد.

 

(1) بياض في جميع النسخ والساقط تتمة الخامسة والعشرين وصدر السادسة والعشرين.

 

[470]

الصحيفة السابعة والعشرون صحيفة الويل بالبر وعمل الخير اطلبوا النجاة، وانظروا وتدبروا فإن سبيل الصديقية قاصدة لاحبة، وهي مملوة سرورا ومؤدية إلى الفوز والنجاة، وسبيل الضلالة زائفة مائلة محفوفة بالملاد وهي مؤدية إلى البوار والهلاك، فانصرفوا عن سبيل الضلالة المملوة موتا، ولا تسلكوها لئلا تتيهوا، بل آثروا البر وعمل الخير تنالوا الراحة الابدية في دار السلام، الويل لمن يبيت ونيته موقوفة على عمل الخطايا يتفكر كيف يقتل، وكيف يسلب، وكيف يزنى، وكيف يعصى ؟ فان ذلك مهدوم القواعد، عاجل الهلاك، الويل لمن يقتني الذهب والفضة بالمكر والفساد والظلم فانه يهلك عن ذلك وشيكا، وتبقى عليه التبعات، الويل للغني الذي يذكره بغناه الاله العلي، ولكنه يطلب بغناه الخطايا، ويبقي الذنوب، فانه معد له في العاقبة مقاسات الضباب، والظلمة في يوم الدين، ولا يصاب بالرحمة من الديان العظيم ولا يرحم من جهنم الهاوية إلا من طاب وارعوى، وعاود الرشد، الويل لمن يعسر المؤمنين ويؤذيهم، ويبغى الغوائل لهم، ويصدهم عن إقامة فرائضهم، وإحياء شرائعهم، فان مصيرهم ومصير عن عاونهم إلى النار الملتهبة التي لا تطفأ، والعذاب الشديد الذي لا يهدء، الويل لشاهد كاتم الشهادة فانه معد له الحزن الدائم والويل الشديد في الاخرة، الويل لمن أكل طيب الطعام، وشرب لذيذ الشراب ولم يؤد شكر الوهاب، وإنه محاسب على الخردلة، ومدين بما صنع. الويل كل الويل للمفتخر بمرادته، الطاغي في جبروته المستذل للخيرين اللينين من المؤمنين، المهين للصلحاء الساكنين، فانه صائر إلى هلاك الابد، وبوار الخلد، حكما من ديان عادل، وحكيم قادر، عجبا لمن يقول لمن مات من الائمة الخطاة، طوبى له فقد عاش عمرا طويلا، ونال خيرا جزيلا، وسرورا عظيما وملكا جسيما، وتمتع بالاهل والولد، والسعة والغنى، ثم مات كريما وادعا، ولم يلاق هوانا، أما علمتم أنه تمتع قليلا وخلف وراءه حسابا طويلا، و احتمل من أوزاره عبأ ثقيلا، وكانت أيامه في سروره وغناه، وملكه ودنياه


 

[471]

كحلم النائم، ومجرى السراب، لم يحصل منه عند انقضائه إلا على تبعة حساب ومكابدة خلود العذاب. أما علمتم أنه انتقل من الفاني إلى الباقي الذي لا يبيد، وأنه محاسب على النقير والقطمير، وملاق حزنا عظيما، وخوفا، شديدا، وصائر إلى إعوار جهنم المملوة ظلمة وحريقا، ومكابد هناك عسرا وضيقا، فما تغبطون المسكين على قليل ما نال من دنياه في جنب عظيم ما نال من تبعته وأذاه في دار دائمة خالدة غير فانية ولا بائدة أيها الائمة الخطاة الظلمة لا تظنن أنكم غير مطلوبين أو غير محاسبين ومعاقبين على ما ارتكبتم من المآثم، وآتيتم من العظائم، وفعلتم من الظلم، وسننتم من الفساد فان جميع آنامكم وسيئاتكم مكتوب بين يدي الديان، ومحفوظ عليكم وغير منسى ولا متروك، وأنتم مدينون، وعلى ما آتيتم معاقبون وديانكم عالم بالسرائر، عارف بالضمائر، لا يخفى عليه خافية، ولا تقى من سخطته واقية، وهو الفتاح الفعال العليم. الصحيفة الثامنة والعشرون صحيفة القرون يا اخنوخ ! قل للناس أتقدرون أن الله لم يخلق سواكم، أو ليس له عالم ما عداكم ؟ لقد خلت قبلكم قرون، وبادت قبائل وبطون، فما نقصوا الله سلطانه. الصحيفة التاسعة والعشرون صحيفة العياذ عذ بالله من الاسقام والعلل، من الدقع والخجل، من الزيغ في الدين ومن التهالك في الهوى ومن الشيطان الطاغي، والسلطان الباغي، والدين المجحف والغريم الملحف، واغسل قلبك بالتقوى كما تغسل ثيابك بالماء، وإن أحببت روحك فاجتهد في العمل لها، ونق من الدغل طريقها، وشك (1) بها من السفل إلى العلو، ومن الموت إلى الحياة، واتعب تسترح، واتجر مع الغنى الوفي تربح، واستهن تملك الدنيا زخرفها التي تسرع إلى الزوال، وهي بعرض الانتقال، ولا تفه بغناها المؤدي إلى الفقر، وعماراتها الصائرة إلى القفر، واستخف بالانساب الولادية والاسباب الدنيوية، التي تنقطع في الاخرة ولا تثبت، ولا تتصرم في المعاد ولا

 

(1) شك بها: أي اخرقها.

 

[472]

تنفع، وليكن عملك لله العلى المالك ملكوت السماء، وتحلل درجات العلى تأمن بوائق الدمار، وتنحل من حبائل الاسار، واستعن بالله يعنك، واستهده يهدك، واعلم أنك به تنجو، وبتقواه ترتفع وتعلو، ولا تكن كمن ينظر ولا يتفكر. هذا آخر ما بلغ إلينا من هذه الصحيفة الشريفة المباركة الادريسية التي أنزل الله عليه، سلام الله على نبينا وعليه وعلى جميع الانبياء والمرسلين، وآل سيدنا محمد وأئمة المعصومين والحمد لله رب العالمين. بيان: التحري القصد وطلب الاحرى، والتعرض أيضا القصد، والاسباغ الاكمال، والاستجارة طلب الامان، ولاح النجم تلالا، وسطع الصبح ارتفع. ويقال مذرت معدته أي فسدت، وعاف الطعام والشراب كرهه، ومريت الفرس استخرجت ما عنده من الجري بسوط أو غيره، والاسم المرية، والجرية الحوصلة، والجثة شخص الانسان قاعدا وقائما، والمرزبة: العصية، والطري الغض بين الطراوة وأغضت السماء دام مطرها، وبرم به وتبرم: سأمه، والتقزز التباعد من الدنس، ووكد وكده: أي قصد قصده، والروم: الطلب، والخمصة الجوعة، المخمصة المجاعة و [بطن الرجل] اشتكى بطنه وبطن عظم بطنه من الشبع، البطن [النهم الذي لا يهمه إلا بطنه] المبطان الذي لا يزال عظيم البطن من كثرة الاكل. وصدع بالحق تكلم به جهارا، وأعوزه الشئ احتاج إليه فلم يقدر، المعوز الفقير، وماء نمير أي ناجع عذب، وأزعجه أقلعه وقلعه من مكانه، وانزعج بنفسه، والفلج الظفر، وقسره على الامر قهره، والحبر السرور، وباد يبيد أي هلك واعتوروه وتعوروه تداولوه، ونقمته إذا كرهته. والاصر الذنب وقال في مصباح اللغة وبق يبق من باب وعد وبوقا هلك، و الموبق مثل مسجد ويتعدى بالهمزة، فيقال أوبقته، ويرتكب الموبقات أي المعاصي وهي اسم فاعل من الرباعي لانهن مهلكات، وقال في الصحاح: حضه على القتل


 

[473]

أي حثه. والربع الدار والمحلة، والحريش نوع من الحيات، والدقعاء التراب دقع لصق بالتراب ذلا والدقع سوء احتمال الفقر فقر مدقع ملصق بالدقعاء، والعالمون الدنيا وما فيها، قال الزجاج: هو كل ما خلقه الله في الدنيا والاخرة، وقال ابن عباس: العالم هو ما يعقل من الملائكة والثقلين، وقيل الجن والانس، لقوله تعالى " لتكون للعالمين نذيرا " لانه لم يكن نذيرا للبهائم، والقطمير الفوفة التي في النواة وهي القشر الرقيق، ويقال هي النكتة البيضاء في ظهر النواة تنبت منها النخلة. المرية: الشك، وانهمك في الامر انهما كاجد فيه ولج فهو منهمك، وخوت الدار أي خلت من أهلها، والخدر هو الستر، ومال جم أي كثير، وضعضعه الدهر فتضعضع أي خضع وذل، والزعزعة التحريك، غمطه يغمطه غمطا بالتسكين بطره وحقره، وغمط الناس الاحتقار لهم، والمكاس العشار، وزهقت نفسه خرجت والجهش أن يفزع الانسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء، والربو هو ما ارتفع من الارض والتلعة ما ارتفع من الارض وما انهبط أيضا من الاضداد، وقيل: مجاري أعلى الارض إلى بطون الاودية. وتكاوح الرجلان تمارسا، وساغ الشراب سوغا سهل مدخله، والشدخ كسر الشئ الاجوف، والجندل حجارة، بعل دهش، والرمس موضع القبر، والحتف الموت، والسبسب المفازة، والعطب الهلاك، والدآدي: ثلاث ليال من آخر الشهر قبل المحاق، وأسفر الصبح: أضاء، وأسفر وجهه أشرق حسنا، والكن الستر، والشوه القبح، والطمس المحو، والشواظ اللهب الذي لا دخان فيه والنقرة السبيكة وحفيرة صغيرة في الارض ومنه نقرة الصفا، والنقرة التي في ظهر النواة، والنقيرة مثله، وعوص الشئ عوصا من باب تعب واعتاص أي صعب، و العقوة: الساحة وما حول الدار، يقال ما يطور بعقوته أحد، والعزلاء وزان حمراء فم المزادة الاسفل (1) والتصرم التقطع، وقحل الشئ قحلا من باب نفع يبس

 

(1) والجمع عزالى.

 

[474]

وذبل الشئ ذبولا ذهب ندوته، وامترى في أمره شك، وبعثرت أي قلبت والجدث القبر، وسمد سمودا رفع رأسه تكبرا، والزبرج الزينة، والحباء العطاء وشهق شهوقا ارتفع، واضمحل الشئ ذهب وفنى، والعنصر الاصل، وخذه بأسره أي بجميعه، واللحب واللاحب الطريق الواضح، فاعل بمعنى مفعول أي ملحوب واللحب: الوطي، واللب: العقل، والمنار علم الطريق، ومار البحر اضطرب وتاه في الارض ذهب متحيرا، وبار كسد، والصعلوك كعصفور الفقير، وتصعلك: افتقر. والضريك: البائس الفقير لا يصرف له فعل، وقنى المال كرمى قينا وقيانا - بالكسر والضم - اكتسبه، والوشيك: السريع، والغوائل: الدواهي، والمكبدة الشدة، المكابدة: المقاساة، وباد الشئ بيدا وبيودا: هلك، والدقعاء: التراب، والزيغ: الملال وكلال البصر، والدغل: الفساد، والبوق: الباطل البائقة، الداهية، باقتهم الداهية، وانباقت عليهم بائقة شر، وبوائق الرجل: غوائله، والدمار: الهلاك. ههنا تم كتاب الذكر والدعاء، وبتمامه تم المجلد التاسع عشر من بحار الانوار، ويليه في الجزء الثالث والتسعين كتاب الزكاة أول أجزاء المجلد العشرين بحول الله وقوته. ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج بعون الله وفضله نقيا من الاغلاط إلا - نزرا زهيدا زاغ عنه البصر ومن الله نسأل العصمة عن الخطأ والزلل. السيد ابراهيم الميانجى - محمد الباقر البهبودى


 

[475]

صورة فتوغرافية من نسخة الاصل بخط المؤلف العلامة المجلسي وهي أول صفحة من كتاب القرآن (الجزء 92) من هذه الطبعة النفيسة صورة فتوغرافية من نسخة الاصل بخط المؤلف العلامة المجلسي - ره - وهي أول الجزء الثاني من المجلد التاسع عشر (أبواب الاذكار وفضلها) تراها في الجزء 93 ص 148 و 149


 

[476]

صورة فتوغرافية فيها صفحتان من نسخة الاصل بخط يد المؤلف العلامة المجلسي - ره - تراهما في الجزء 94 ص 83 - 85


 

[477]

صورة فتوغرافية من نسخة الاصل بخط المؤلف العلامة المجلسي - ره - وهي أول صفحة من الجزء 95 هذا الذي بين أيديكم


 

[478]

صورة فتوغرافية من نسخة الاصل بخط المؤلف العلامة المجلسي - ره - ترى الصفحة في الجزء 95 هذا الذي بين أيديكم ص 179 و 180


 

[479]

كلمة المصحح: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله - والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله امناء الله. وبعد: فقد تفضل الله علينا - وله الفضل والمن - حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله، وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى وهي الباحثة عن المعارف الاسلامية الدائرة بين المسلمين: أعني بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار عليهم الصلوات والسلام. وهذا الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام، هو آخر أجزاء المجلد التاسع عشر (كتاب الذكر والدعاء) وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثم على نسخة الاصل التي هي بخط يد المؤلف العلامة رضوان الله عليه، وهي محفوظة في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 995 لكنها ناقصة ينتهى عند الباب 108 من كتاب الذكر والدعاء، فقابلناه على نسخة مخطوطة اخرى مصححة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمد حسين الحسني الحسيني في سنة 1187 ومعذلك قابلناه على نص المصادر أو على الاخبار الاخر المشابهة للنص في سائر الكتب، فسددناه ما كان في النسخة من خلل وبياض وسقط وتصحيف، فان الملجد التاسع عشرا أيضا من مسودات قلمه الشريف رحمة الله عليه، ولم يخرج في حياته إلى البياض. لفت نظر: قد أوعزنا في مقدمة الاجزاء السالفة من المجلد التاسع عشر أن أجزاء نسخة الاصل - وهي مسودة كالمبيضة - محفوظة في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الارقام 1003 و 997 و 1001 و 995 على الترتيب، وإليكم في الصفحات


 

[479]

كلمة المصحح: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله - والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله امناء الله. وبعد: فقد تفضل الله علينا - وله الفضل والمن - حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله، وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى وهي الباحثة عن المعارف الاسلامية الدائرة بين المسلمين: أعني بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار عليهم الصلوات والسلام. وهذا الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام، هو آخر أجزاء المجلد التاسع عشر (كتاب الذكر والدعاء) وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثم على نسخة الاصل التي هي بخط يد المؤلف العلامة رضوان الله عليه، وهي محفوظة في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 995 لكنها ناقصة ينتهى عند الباب 108 من كتاب الذكر والدعاء، فقابلناه على نسخة مخطوطة اخرى مصححة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمد حسين الحسني الحسيني في سنة 1187 ومعذلك قابلناه على نص المصادر أو على الاخبار الاخر المشابهة للنص في سائر الكتب، فسددناه ما كان في النسخة من خلل وبياض وسقط وتصحيف، فان الملجد التاسع عشرا أيضا من مسودات قلمه الشريف رحمة الله عليه، ولم يخرج في حياته إلى البياض. لفت نظر: قد أوعزنا في مقدمة الاجزاء السالفة من المجلد التاسع عشر أن أجزاء نسخة الاصل - وهي مسودة كالمبيضة - محفوظة في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الارقام 1003 و 997 و 1001 و 995 على الترتيب، وإليكم في الصفحات الاتية صور فتوغرافية منها، ومن الله التوفيق. محمد الباقر البهبودى