بحار الانوار الجزء
95
العلامة المجلسي
[1]
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة
الأطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس
الله سره " الجزء الخامس والتسعون دار إحياء التراث العربي بيروت - لبنان الطبعة
الثالثة المصححة 1403 ه. 1983 م
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم 5. * (باب) * * "
(أدعية كل يوم يوم، وكل ليلة ليلة، من شهر) " * * " (رمضان وسائر أعمالها) " *
أقول: قد مر ما يناسب هذا الباب في كتاب الطهارة وفي أبواب الدعاء فتذكر ومضى أيضا
في أبواب الصيام في باب ليلة القدر وليالي الإحياء كثير من أحوالها وبعض أعمالها
فارجع إليه، ويأتي وسبق ما يتعلق بهذا الباب في الأبواب السابقة و اللاحقة من هذا
الجزء أيضا. أما الليلة الاولى ففيها أعمال كثيرة جدا، وقد أوردنا شطرا صالحا منها
في باب الدعاء عند دخول شهر رمضان، ومنها الغسل في هذه الليلة، ومنها الشروع في
تلاوة القرآن، ومنها.... (1). 1 - ورأيت بخط الشيخ محمد بن على الجباعي - ره - ما
هذا لفظه: دعاء الحج يدعى به أول ليلة من شهر رمضان، وذكره الشيخ أبو الفتح محمد بن
على الكراجكي في كتاب روضة العابدين الذي صنفه لولده موسى رحمهما الله. اللهم منك
أطلب حاجتي، ومن طلب حاجته إلى أحد من الناس فاني لا أطلب حاجتي إلا منك وحدك لا
شريك لك، أسألك بفضلك ورضوانك أن تصلي على محمد
(1) ومنها زيارة الحسين سيد الشهداء عليه
السلام على ما سيجئ في كتاب المزار.
[2]
وأهل بيته، وأن تجعل لي في عامي هذا إلى
بيتك الحرام سبيلا حجة مبرورة متقبلة زاكية خالصة لك تقر بها عيني، وترفع بها
درجتي، وترزقني أن أغض بصري، وأن أحفظ فرجي، وأن أكف عن جميع محارمك، لا يكون عندي
شئ آثر من طاعتك وخشيتك، والعمل بما أحببت والترك لما كرهت ونهيت عنه واجعل ذلك في
يسر منك وعافية، وأوزعني شكر ما أنعمت به على. وأسئلك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك،
تحت راية محمد نبيك، مع وليك صلواتك عليهما وأسألك أن تقتل بي أعداءك وأعداء رسولك،
وأن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك، اللهم اجعل لي مع
الرسول سبيلا، حسبي الله ما شاء الله، وصلى الله على سيدنا محمد رسوله خاتم
النبيين، و آله الطاهرين. أقول: ورواه السيد ابن طاوس - رحمه الله - في كتاب
الاقبال أيضا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام لكن فيه أنه قال: ادع للحج
في ليالي شهر رمضان بعد المغرب " اللهم بك ومنك أطلب حاجتي - إلى قوله: مع الرسول
سبيلا (1). اليوم الاول: فيه أيضا أعمال كثيرة، ومنها صلاة أول كل شهر ودعاؤه،
والتصدق فيه وسائر أعماله ومنها..... (2). 2 - قل: (3) فصل فيما نذكره من الادعية
لكل يوم غير متكررة. فمن ذلك دعاء أول يوم من شهر رمضان، من جملة الثلاثين فصلا "
اللهم يا رب أصبحت لا أرجو غيرك، ولا أدعو سواك، ولا أرغب إلا إليك، ولا أتضرع إلا
عندك، ولا ألوذ إلا بفنائك، إذ لو دعوت غيرك لم يجبني، ولو رجوت غيرك لأخلف رجائي،
وأنت ثقتي ورجائي ومولاي وخالقي وبارئي ومصوري، ناصيتى بيدك
(1) كتاب الاقبال: 24. (2) راجع كتاب
الاقبال: 87. (3) كتاب الاقبال: 107.
[3]
تحكم في كيف تشاء، لا أملك لنفسي ما أرجو،
ولا أستطيع دفع ما أحذر، أصبحت مرتهنا بعملي، وأصبح الأمر بيد غيري، اللهم إني
أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وأنبياءك ورسلك على أني أتولى
من توليته و أتبرء ممن تبرءت منه، واومن [بما أنزلت على أنبيائك ورسلك فافتح مسامع
قلبي لذكرك حتى أتبع كتابك واصدق رسلك واومن] (1) بوعدك، واوفي بعهدك فان أمر القلب
بيدك. اللهم إني أعوذ بك، من القنوط من رحمتك، واليأس من رأفتك، فأعذني من الشك
والشرك والريب والنفاق والرياء والسمعة، واجعلني في جوارك الذي لا يرام، واحفظني من
الشك الذي صاحبه يستهان، اللهم وكلما قصر عنه استغفاري من سوء لا يعلمه غيرك،
فعافني منه واغفره لي، فانك كاشف الغم. مفرج الهم، رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما،
فامنن على بالرحمة التي رحمت بها ملائكتك ورسلك وأولياءك من المؤمنين والمؤمنات.
اللهم رب هذا اليوم ! ما أنزلت فيه من بلاء أو مصيبة أو غم أوهم فاصرفه عني وعن أهل
بيتي وولدي وإخواني ومعارفي، ومن كان مني بسبيل من المؤمنين والمؤمنات، اللهم إني
أصبحت على كلمة الاخلاص، وفطرة الاسلام، وملة إبراهيم ودين محمد صلواتك عليه وآله،
اللهم احفظني وأحيني على ذلك، وتوفني عليه وابعثني يوم تبعث الخلائق فيه، واجعل أول
يومي هذا صلاحا، وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا برحمتك، فاني أسئلك خيره وخير أهله،
وأعوذ بك من شره وشر أهله، ومن سمعه وبصره ويده ورجله، كن لي منه حاجزا، عز جارك
وجل ثناؤك، ولا إله غيرك. اللهم إني أسئلك أن ترزقني مواهب الدعاء في دبر كل صلاة،
وأسئلك خير يومي هذا وفتحه ونوره ونصره وهداه ورشده وبشراه، أصبحت بالله الذي ليس
كمثله شئ ممتنعا، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام معتصما، وبسلطان الله الذي لا
يقهر ولا يغلب عائذا، من شر ما خلق وذرأ وبرء، ومن شر ما يكن
(1) ما بين العلامتين ساقط عن طبعة
الكمبانى.
[4]
بالليل ويخرج بالنهار، وشر ما يخرج بالليل
ويكن بالنهار، ومن شر الجن والانس، ومن شر كل ذي سلطان أو غيره، ومن شر كل دابة أنت
آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم. دعاء آخر في اليوم الاول منه (1). اللهم اجعل
صيامي صيام الصائمين، وقيامي قيام القائمين، ونبهني فيه عن نومة الغافلين، وهب لي
جرمي يا إله العالمين. وقد قدمنا في عمل الشهر روايتين كل واحدة بثلاثين فصلا لسائر
الشهور (2) فادع بدعاء كل يوم منها في يومه، فانه باب سعادة فتح لك، فاغتنمه قبل أن
تصير من أهل القبور. فصل: فيما نذ كره من فضل الاعتكاف في شهر رمضان. اعلم أن
الاعتكاف حقيقته عكوف العبد على طاعة الله جل جلاله، ومراقبته وتفصيل ذلك مذكور في
الكتب المتعلقة بتفصيل الأحكام (3) وجملته، وإنما نذكر هيهنا حديثا واحدا بفضل
الاعتكاف مطلقا في شهر الصيام لئلا يخول كتابنا من الاشارة إلى هذه العبادة، وما
فيها من سعادة وإنعام. روينا ذلك عن محمد بن يعقوب (4) من كتاب الكافي وعن علي بن
فضال من كتاب الصيام وعن أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه (5) عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وآله في أول ما فرض شهر
رمضان في العشر الأول وفي السنة الثانية في العشر الأوسط وفي السنة الثالثة في
العشر الأواخر، فلم يزل يفعل ذلك حتى مضى، وسنذكر في العشر الأواخر منه فضل
الاعتكاف فيه وما لا غنى لمن يحتاج إليه عنه. فصل: فيما نذكره من أن القرآن انزل في
شهر رمضان والحث على
(1) كتاب الاقبال: 109. (2) راجع ج 97:
132. (3) بتفصيل الاعتكاف خ. (4) الكافي ج 4: 175. (5) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 2
ص 123.
[5]
تلاوته فيه. أما نزول القرآن في شهر
رمضان، فيكفي في البرهان قول الله جل جلاله: " شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن "
وإنما ورد في الحديث أن نزوله كان في شهر الصيام إلى السماء الدنيا ثم نزل منها إلى
النبي صلى الله عليه وآله كما شاء جل جلاله في الأوقات والأزمان. وأما الحث على
تلاوته فيه فذلك كثير في الأخبار، ولكنا نورد حديثا واحدا فيه، تنبيها لأهل
الاعتبار عن علي بن المغيرة، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له: إن أبي سأل جدك
عليه السلام عن ختم القرآن في كل ليلة، فقال له: في شهر رمضان قال: افعل فيه ما
استطعت، فكان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان، ثم ختمته بعد أبي فربما زدت
وربما نقصت، وإنما يكون ذلك على قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي، فإذا كان يوم الفطر
جعلت لرسول الله صلى الله عليه وآله ختمة ولفاطمة عليها السلام ختمة وللأئمة عليهم
السلام ختمة - حتى انتهيت إليه - فصيرت لك واحدة منذ صرت في هذه الحالي فأي شئ لي
بذلك ؟ قال: لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة، قلت الله أكبر فلي بذلك ؟ قال: نعم
ثلاث مرات. فصل: فيما نذكره مما يدعا به عند نشر المصحف لقراءة القرآن روينا ذلك
باسنادنا إلى يونس بن عبد الرحمن عن علي بن ميمون الصائغ أبي الأكراد عن أبي عبد
الله عليه السلام أنه كان من دعائه إذا أخذ مصحف القرآن والجامع قبل أن يقرء القرآن
وقبل أن ينشره، يقول حين يأخذه بيمينه: بسم الله اللهم إني أشهد أن هذا كتابك
المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وكتابك الناطق على
لسان رسولك وفيه حكمك وشرايع دينك أنزلته على نبيك، وجعلته عهدا منك إلى خلقك،
وحبلا متصلا فيما بينك و بين عبادك، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك اللهم فاجعل نظري
فيه عبادة وقراءتي تفكرا وفكري اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه، وأجتنب
معاصيك ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ولا على سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوة
[6]
ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها، بل
اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرايع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلة، ولا قراءتي
هذرمة (1) إنك أنت الرؤف الرحيم. فصل: فيما نذكره مما ينبغي أن يقرء في مدة الشهر
كله. اعلم أنه من بلغ فضل الله عليه إلى أن يكون متصرفا في العبادات المندوبات بأمر
يعرفه في سره، فيعتمد عليه، فانه يكون مقدار قراءته في شهر رمضان بقدر ذلك البيان،
وأما من كان متصرفا في القراءة بحسب الأمر الظاهر في الأخبار، فانه بحسب ما يتفق له
من التفرغ والاعذار، فإذا لم يكن له عائق عن استمرار القراءة في شهر الصيام، فليعمل
ما روي عن وهب بن حفص، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل في كم يقرء
القرآن، قال في ست، فصاعدا، قلت: في شهر رمضان ؟ قال: في ثلاث فصاعدا. ورويت عن
جعفر بن قولويه باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تعجبني أن يقرء
القرآن في أقل من الشهر. واعلم أن المراد من قرائتك القرآن أن تستحضر في عقلك وقلبك
أن الله جل جلاله يقرء عليك كلامه بلسانك، فتستمع مقدس كلامه، وتعترف بقدر إنعامه
وتستفهم المراد من آدابه، ومواعظه وأحكامه. فان قلت: لا يقوم ضعف البشرية والأجزاء
الترابية بقدر معرفة حرمة الجلالة الالهية، فليكن أدبك في الاستماع والانتفاع على
قدر أنه لو قرء عليك بعض ملوك الدنيا كلاما قد نظمه وأراد منك أن تفهم معانيه وتعمل
بها وتعظمه فلا ترض لنفسك وأنت مقر بالاسلام أن يكون الله جل جلاله دون مقام ملك في
الدنيا يزول ملكه لبعض الأحلام. وإن قلت: لا أقدر على بلوغ هذه المرتبة الشريفة،
فلا أقل أن يكون استماعك وانتفاعك بالقراءة المقدسة المنيفة كما لو جاءك كتاب من
والدك أو ولدك
(1) الهذرمة: الاسراع في الكلام.
[7]
القريب إليك أو من صديقك العزيز عليك،
فانك إن أنزلت الله جل جلاله وكلامه المعظم دون هذه المراتب، فقد عرضت نفسك الضعيف
لصفقة خاسر أو خائب. فصل: فيما نذكره من دعاء إذا فرغ من قراءة بعض القرآن، رويته
بالاسناد المتقدم عند ذكر نشر المحصف الكريم، فيقول عند الفراغ من قراءة بعض القرآن
العظيم: اللهم إني قرأت ما قضيت لي من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه
ورحمتك، فلك الحمد ربنا ولك الشكر والمنة، على ما قدرت ووفقت اللهم اجعلني ممن يحل
حلالك، ويحرم حرامك، ويجتنب معاصيك، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، واجعله
لي شفاء ورحمة وحرزا وذخرا الهم اجعله لي انسا في قبري، وانسا في حشري، واجعل لي
بركة بكل آية قرأتها، وارفع لي بكل حرف درسته درجة في أعلى عليين، آمين يا رب
العالمين. اللهم صلى على محمد نبيك وصفيك ونجيك ودليلك والداعي إلى سبيلك وعلي أمير
المؤمنين وليك وخليفتك من بعد رسولك، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك، المستودعين
حقك، والمسترعين خلقك، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته. أقول: وليختم صوم
نهاره بنحو ما قدمناه في خاتمة ليله وذكرنا من أسراره. الباب السادس: فيما نذكره من
وظائف الليلة الثانية من شهر رمضان ويومها وفيه فصول. فصل: فيما نذكره من كيفية
خروج الصائم من صومه ودخوله في حكم الافطار. اعلم أن للصائم معاملة كلف باستمرارها
قبل صومه ومع صومه، فهي مطلوبة منه قبل الافطار، ومعه وبعده في الليل والنهار، وهي
طهارة قلبه مما يكرهه مولاه، واستعمال جوارحه فيما يقر به من رضاه، فهذا أمر مراد
من العبد مدة مقامه في دنياه، وأما المعاملة المختصة بزيادة شهر رمضان فان العبد
إذا
[8]
كان مع الله جل جلاله يتصرف بأمره في
الصوم والافطار، في السر والاعلان فصومه طاعة سعيدة وإفطاره بأمر الله جل جلاله
عبادة أيضا جديدة، فيكون خروجه من الصوم إلى حكم الافطار، خروج متمثل أمر الله جل
جلاله، وتابع لما يريده من الاختيار، متشرفا ومتلذ ذا كيف ارتضاه سلطان الدنيا
والاخرة أن يكون في بابه، ومتعلقا على خدمته، ومنسوبا إلى دولته القاهرة وكيف وفقه
للقبول منه، وسلمه من خطر الاعراض عنه وإياه وأن يعتقد أنه بدخول وقت الافطار قد
تشمر من حضرة المطالبة بطهارة الأسرار، وصلاح الأعمال في الليل والنهار، وهو [أن]
يعلم أن الله جل جلاله ما شمره إلا مزيد دوام إحسانه إليه، وإقباله بالرحمة عليه،
وكيف يكون العبد مهونا باقبال مالك حاضر محسن إليه، ويهون من ذلك ما لم يهون، ألم
يسمع مولاه يقول: " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون (1). فصل: فيما نذكره من
الوقت الذي يستحب فيه الافطار. أقول: قد وردت الروايات متناصرة عن الأئمة عليهم
أفضل الصلوات أن إفطار الانسان في شهر رمضان بعد تأدية صلاته أفضل له وأقرب إلى
قبول عبادته فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى علي بن فضال من كتاب الصوم عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: يستحب للصائم إن قوي على ذلك أن يصلي قبل أن يفطر. أقول:
وأما إن حضره قوم لا يصبرون إلى أن يفطر معهم بعد صلاته، و يكونون ممن يقدمون
الافطار، فليفطر معهم رضا لله جل جلاله وتعظيما لمراسمه وتماما لعبادته ومراد ذلك
لمالك حياته ومماته، فليقدم الافطار معهم على هذه النية محافظا به على تعظيم
الجلالة الالهية، وإن كان القوم الذين حضروه يشغله إفطاره معهم عن مالكه ويفرق بينه
وبين ما يريد من شريف مسالكه فيرضيهم بالإكرام في الطعام ويعتذر إليهم في المشاركة
لهم في الافطار ببعض الأعذار، التي يكون فيها مراقبا للمطلع على الأسرار، وإن كان
الحاضرون ممن يخافهم إن
(1) كتاب الاقبال: 110 - 112 والاية في
سورة الذاريات: 56.
[9]
لم يفطر معهم قبل الصلواة، وكانت التقية
لهم رضى لمالك الأحياء والاموات، فليعمل ما يكون فيه رضاه، ولا يغالط نفسه، ولا
يتأول لأجل طاعة شيطانه وهواه. فصل: (1) فيما نذكره من الوقت الذي يجوز فيه
الافطار. اعلم أنه إذا دخل وقت صلاة المغرب على اليقين، فقد جاز إفطار الصائمين ما
لم يشغل الافطار عما هو أهم منه من عبادات رب العالمين، فان اجتمعت مراسم الله جل
جلاله على العبد عند دخول وقت العشاء، فليبدء بالأهم فالأهم، متابعة لمالك الأشياء،
ولئلا يكون المملوك متصرفا في ملك مالكه بغير رضاه، فكأنه يكون قد غصب الوقت وما
يعمله فيه من يد صاحبه، وتصرف فيما لم يعطه إياه فاياه أن يهون بهذا وأمثاله ثم
إياه. فصل: فيما نذكره من آداب أو دعاء وقراءة يعملها ويقولها قبل الافطار. فمن
الاداب عند الطعام ما رويناه باسنادنا إلى أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي
من كتاب الاداب الدينية فيما رواه من جدنا الحسن السبط الممتحن بمقاساة الدولة
الاموية صلوات الله على روحه العظيمة العلية فقال: قال الحسن ابن علي بن أبي طالب
عليه السلام: في المائدة اثنا عشرة خصلة تجب على كل مؤمن أن يعرفها: أربع منها فرض،
وأربع منها سنة وأربع منها تأديب. فأما الفرض فالمعرفة، والرضا، والتسمية، والشكر،
وأما السنة فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع،
ولعق الاصابع وأما التأديب فالأكل مما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة
النظر في وجوه الناس. أقول: ومن آداب شرب الذي يريد الشراب وأكل الطعام أن يستحضر
المنة لله جل جلاله عليه، كيف أكرمه أو أزاحه عن استخدامه في كل ما احتاج إلى
الطعام والشراب إليه مذ يوم خلق ذلك إلى حين يتقدم بين يديه، فانه جل جلاله استخدم
فيما يحتاج الانسان إليه الملائكة الموكلين بتدبير الافلاك والأرضين، والأنبياء
والاوصياء، ونوابهم الموكلين بتدبير مصالح اللادميين و
(1) في المصدر المطبوع هذا الفصل مقدم على
الفصل السابق.
[10]
الملوك والسلاطين، ونوابهم وجنودهم الذين
يحفظون بيضة الاسلام حتى يتهيأ الوصول إلى الطعام، واستخدام كل من تعب في طعامه من
أكار، ونجار و حدادين، وحطابين، وخبازين، وطباخين، ومن يقصر عن حصرهم بيان الأقلام
ولسان حال الأفهام وكيف يحسن من عبد يريحه سيده من جميع هذا التعب والعناء ويحمل
إليه طعامه وهو مستريح من هذا الشقاء، فلا يرى له في ذلك منة كبيرة ولا صغيرة، أفما
يكون كأنه ميت العقل والقلب، أعمى عن نظر هذه النعم الكثيرة. ومن الدعاء عند أكل
الطعام ما رويناه باسنادنا إلى الطبرسي عمن رواه عن الأئمة عليهم أفضل الصلاة
والسلام، قال: يقول عند تناول الطعام: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم، ويجير ولا
يجار عليه، ويستغني ويفتقر إليه، اللهم لك الحمد على ما رزقتني من الطعام والإدام،
في يسر منك وعافية من غير كد منى ومشقة بسم الله خير الأسماء: بسم الله رب الأرض
والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع
العليم، اللهم أسعدني من مطعمي هذا بخيره، وأعذني من شره، وأمتعني بنفعه، وسلمني من
ضره. ومن الدعاء المختص بالافطار في شهر الصيام: ما رويناه باسنادنا إلى المفضل بن
عمر رحمه الله قال: قال الصادق عليه السلام إن رسول الله صلى الله وعليه آله قال
لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا الحسن هذا شهر رمضان، قد أقبل فاجعل دعاءك قبل
فطورك، فان جبرئيل عليه السلام جاءني فقال: يا محمد من دعا بهذا الدعاء في شهر
رمضان قبل أن يفطر استجاب الله تعالى دعاءه وقبل صومه وصلاته واستجاب له عشر دعوات،
وغفر له ذنبه، وفرج همه، ونفس كربته، وقضى حوائجه، وأنجح طلبته، ورفع عمله مع أعمال
النبيين والصديقين، وجاء يوم القيامة ووجه أضوء من القمر ليلة البدر. فقلت: ما هو
يا جبرئيل ؟ فقال: قل: اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر
المسجور ورب الشفع الكبير، والنور العزيز، ورب التوراة، والانجيل، والزبور، و
[11]
الفرقان العظيم، أنت إله من في السموات
وإله من في الأرض لا إله فيهما غيرك، وأنت ملك من في السموات، وملك من في الأرض، لا
ملك فيهما غيرك، أسألك باسمك الكبير، ونور وجهك المنير، وبملكك القديم، يا حي يا
قيوم، يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم، أسئلك باسمك الذي أشرق به كل شئ، وباسمك الذي
أشرقت به السموات والأرض، وباسمك الذي صلح به الأولون، وبه يصلح الاخرون يا حي قبل
كل حى ويا حي بعد كل حي، ويا حي لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد، واغفر لي
ذنوبي، واجعل لي من أمري يسرا وفرجا قريبا، وثبتني على دين محمد وآل محمد، وعلى سنة
محمد وآل محمد، عليه وعليهم السلام، واجعل عملي في المرفوع المتقبل، وهب لي كما
وهبت لأوليائك وأهل طاعتك، فاني مؤمن بك، ومتوكل عليك منيب إليك، مع مصيري إليك،
وتجمع لي ولأهلي وولدي الخير كله وتصرف عني وعن ولدي وأهلي الشر كله، أنت الحنان
المنان بديع السموات والأرض، تعطي الخير من تشاء، وتصرفه عمن تشاء فامنن على برحمتك
يا أرحم الراحمين. ومن الدعاء عند الافطار ما وجدناه في كتب أصحابنا عن النبي صلى
الله عليه وآله أنه قال: ما من عبد يصوم فيقول عند إفطاره " يا عظيم يا عظيم أنت
إلهي لا إله غيرك اغفر لي الذنب العظيم، إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم " إلا
خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه. وأما القراءة عند الافطار: فاننا رويناها ووجدناها
مروية عن مولانا زين العابدين عليه السلام أنه قال: من قرء إنا أنزلناه عند فطوره
وعند سحوره كان فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله تعالى. فصل: فيما نذكره مما
يستحب أن يفطر عليه. اعلم أننا قد ذكرنا فيما تقدم من هذا الكتاب كيفية الاستظهار
في الطعام والشراب، ونزيد ههنا بأن نقول: ينبغي أن يكون الطعام والشراب الذي يفطر
عليه مع الطهارة من الحرام والشبهات، قد تنزهت طرق تهيئته لمن يفطر عليه
[12]
من أن يكون قد اشتغل به من هيأه عن عبادة
الله جل جلاله وهو أهم منه، فربما يصير ذلك شبهة في الطعام والشراب، لكونه عمل في
وقت كان الله جل جلاله كارها للعمل فيه، ومعرضا عنه، وحسبك في سقم طعام أو شراب أن
يكون صاحبه رب الأرباب كارها لتهيئته على تلك الوجوه والأسباب، فما يؤمن المستعمل
له أن يكون سقما في القلوب والأجسام والألباب. أقول: وأما تعيين ما يفطر عليه من
طريق الأخبار فقد رويناه بعدة أسانيد: فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى الفقيه علي
بن الحسن بن فضال التميمي (1) الكوفي من كتاب الصيام باسناده إلى جابر عن أبي جعفر
عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفطر على الأسودين، قلت: رحمك
الله ! وما الأسودين ؟ قال: التمر و الماء والرطب والماء. ورأيت في حديث من غير
كتاب علي بن الحسن بن فضال عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أفطر على تمر
حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة. ومن ذلك ما رويناه أيضا باسنادنا إلى علي بن
الحسن بن فضال من كتاب الصيام باسناده إلى غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن
أبيه، أن عليا عليهم السلام كان يستحب أن يفطر على اللبن. ومن ذلك ما رويناه
باسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال: الافطار
على الماء يغسل ذنوب القلوب. أقول: ولعل هذه المقاصد من الأبرار في الافطار كانت
لحال يخصهم أو لامتثال أمر يتعلق بهم من التطلع على الأسرار، وكلما كان الذي يفطر
الانسان عليه أبعد من الشبهات، وأقرب إلى المراقبات كان أفضل أن يفطر به، ويجعله
مطية ينهض بها في الطاعات، وكسوة لجسده يقف بها بين يدي سيده (2). فصل: فيما نذكره
من دعاء أنشأناه نذكره عند تناول الطعام نرجو به تطهيره
(1) الصحيح: التيملى: نسبة إلى تيم الله
بن ثعلبة مولاهم. (2) كتاب الاقبال: 113 - 115.
[13]
من الشبهات والحرام هذا الدعاء. اللهم إني
أسئلك بالرحمة التي سبقت غضبك، وبالرحمة التي ذكرتني بها ولم أك شيئا مذكورا،
وبالرحمة التي أنشأتني وربيتني صغيرا وكبيرا، وبالرحمة التي نقلتني بها من ظهور
الاباء إلى بطون الامهات من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الغايات، وأقمت للاباء
والامهات بالأقوات والكسوات والمهمات، ووقيتهم مما جرى على الامم الهالكة من
النكبات والافات، وبالرحمة التي شرفتني بها بطاعتك والتقرب إليك، وبالرحمة التي
جعلتني بها من ذرية أعز الأنبياء عليك وبالرحمة التي حلمت بها عني عند سوء أدبي بين
يديك، وبالمراحم والمكارم التي أنت أعلم بتفصيلها وقبولها وتكميلها وبما أنت أهله
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تطهرنا من الذنوب والعيوب بالعافية منها والعفو عنها
حتى نصلح للتشريف بمجالستك، والجلوس على مائدة ضيافتك، وأن تطهر طعامنا هذا و
شرابنا وكل ما نتقلب فيه من فوائد رحمتك من الأدناس والأرجاس وحقوق الناس ومن
الحرامات والشبهات، وأن تصانع عنه أصحابه من الأحياء والأموات، وتجعله طاهرا مطهرا،
وشفاء لأدياننا، ودواء لأبداننا، وطهارة لسرائرنا وظواهرنا ونورا لأرواحنا ومقويا
لنا على خدمتك باعثا لنا على مراقبتك واجعلنا بعد ذلك ممن أغنيته بعلمك عن المقال،
وبكرمك عن السؤال، برحتمك يا أرحم الراحمين. فصل: فيما نذكره من القصد بالافطار.
اعلم أن الافطار عمل يقوم به ديوان العبادات، ومطلب يظفر بالسعادات فلا بد له من
قصد يليق بتلك المرادات ومن أهم ما قصد الصائم بافطاره، وختم به تلك العبادة مع
العالم بأسراره امتثال أمر الله جل جلاله بحفظ حياته على باب طاعة مالك مباره
ومساره، وإذا لم يقصد بذلك حفظها على باب الطاعة، فكأنه قد ضيع الطعام وأتلفه،
وأتلفها وعرضها للاضاعة، وخسر في البضاعة، وتصير الطاعات الصادرة عنه عن قوة سقيمة
النيات، كانسان يركب دابة في الحج أو الزيارات بغير إذن صاحبها أو بمخالفة في
مسالكها ومذاهبها، أو فيها شئ من الشبهات،
[14]
وأي كلفة أو مشقة فيما ذكرناه من صلاح
النية، ومعاملة الجلالة الالهية، حتى يهرب من تلك المراتب والمناصب، والشرف
والمواهب، إلى معاملة الشهوة البهيمية والطبع الخائب الذاهب، لولا رضاه لنفسه بذل
المصائب والشماتة بما حصل فيه من النوائب. فصل: فيما نذكره مما يقوله الصائم عند
الافطار بمقتضى الأخبار. روى محمد بن أبي قرة في كتاب عمل شهر رمضان تغمده الله
بالرضوان باسناده إلى مولانا موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده، عن الحسن بن
علي عليهم السلام أن لكل صائم عند فطوره دعوة مستجابة، فإذا كان أول لقمة فقل " بسم
الله اللهم يا واسع المغفرة اغفر لي " وفي رواية اخرى " بسم الله الرحمن الرحيم يا
واسع المغفرة اغفر لي " فانه من قالها عند إفطاره غفر له. فصل: فيما نذكره عن النبي
صلى الله عليه وآله من فضل دعاء عند أكل الطعام رأيت ذلك في حديثه عليه أفضل السلام
أنه قال: من أكل طعاما ثم قال: " الحمد لله الذي أطعمني هذا من رزقه من غير حول مني
وقوة " غفر له ما تقدم من ذنبه. فصل: فيما نذكره من صفة حمد النبي صلى الله عليه
وآله عند أكل الطعام، وهو قدوة لأهل الاسلام رأيت في الجزء الثاني من تاريخ نيشابور
في ترجمة حسن بن بشير باسناده قال: كان رسول الله يحمد الله بين كل لقمتين. أقول
أنا: أيها المسلم المصدق بالقرآن المتمثل لأمر الله، جل جلاله إياك أن تخالف قوله
تعالى في رسوله " فاتبعوه واتبعوا النور الذي انزل معه " (1) واسلك سبيل هذه
الاداب، فانها مطايا وعطايا يفتح لها أنوار سعادة الدنيا و يوم الحساب. فصل: فيما
نذكره من الدعاء الذي يقتضي لفظه أنه بعد الافطار مما رويناه عن الأطهار. فمن ذلك
ما رويناه بعدة أسانيد إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام
(1) مضمون هذا موجود في القرآن الكريم ولا
يوجد لفظه.
[15]
أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا
أفطر قال: " اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظما وابتلت العروق،
وبقي الأجر ". وروى السيد يحيى بن الحسين بن هارون الحسيني في كتاب أماليه باسناده
قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا أكل بعض اللقمة قال: " اللهم لك الحمد أطعمت
وسقيت وأرويت، فلك الحمد غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنك ". ومن ذلك ما روي عن
أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي صلوات الله عليه إذا أفطر جثى على ركبتيه حتى
يوضع الخوان ويقول: " اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا إنك أنت السميع
العليم ". ومن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى هارون بن موسى التلعكبري باسناده إلى أبي
بصير عن أبي عبد الله السلام قال: كلما صمت يوما من شهر رمضان فقل عند الافطار "
الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا، اللهم تقبله منا وأعنا عليه وسلمنا
فيه، وتسلمه منا في يسر منك وعافية، الحمد لله الذي قضى عني يوما من شهر رمضان ".
ومن ذلك ما يروى عن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال:
إذا أمسيت صائما فقل عند إفطارك: " اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وعليك توكلت "
يكتب لك أجر من صام ذلك اليوم. ومن ذلك ما يدعى به عند الفراغ من أكل كل الطعام،
وهو مما رويناه باسنادنا إلى الطبرسي - ره - عمن يرويه عن الأئمة عليهم السلام
فقال: وتقول عند الفراغ من الطعام: " الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني وسقاني فأرواني
وصانني و حماني، الحمد الله الذي عرفني البركة واليمن بما أصبته وتركنه منه، اللهم
اجعله هنيئا مريئا لاوبيا ولادويا وأبقني بعده سويا قائما بشكرك محافظا على طاعتك،
وارزقني رزقا دارا، وأعشني عيشا قارا، واجعلني بارا، واجعل ما يتلقاني في المعاد
مبهجا سارا برحتمك " (1).
(1) كتاب الاقبال: 115 - 117.
[16]
فصل: فيما نذكره من زيادة ما نختار من
دعوات الليلة الثانية من شهر الصيام وفيه عدة روايات منها من كتاب ابن أبي قرة في
عمل شهر رمضان من الليلة الثانية منه. " اللهم أنت الرب وأنا العبد، قضيت على نفسك
الرحمة، ودللتني وأنت الصادق البار يداك مبسوطتان تنفق كيف تشاء لا يلحفك سائل، ولا
ينقصك نائل ولا يزيدك كثرة السؤال إلا عطاء وجودا، أسألك قلبا وجلا من مخافتك ادرك
به جنة رضوانك، وأمضى به في سبيل من أحببت وأرضاك عمله وأرضيته في ثوابك حتى تبلغني
بذلك ثقة المؤمنين بك، وأما الخائفين منك، اللهم وما أعطيتني من عطاء فاجعله شغلا
فيما تحب، وما زويت عني فاجعله فراغا لي فيما تحب. اللهم إنك قصمت الجبابرة
بجبروتك، وبسطت كنفك على الخلائق، و أقسمت أنك حي قيوم، وكذلك أنت. تنقطع حيل
المبطلين ومكرهم دونك، اللهم صل على محمد وآله، وارزقني موالاة من واليت، ومعادات
من عاديت، وحبا لمن أحببت، وبغضا لمن أبغضت، حتى لا اوالي لك عدوا، ولا اعادي لك
وليا أشكو إليك يا رب خطيئة أغشت بصري، وأظلت على قلبي، وفي طريق الخاطئين صرعتني
فهذه يدي رهينة في وثاقك بما جنيت على نفسي، وهذه رجلي موثقة في حبالك باكتسابي،
فلو كان هربي إلى جبل يلجئني، أو مفازة تواريني، أو بحر ينجيني لكنت العائذ بك من
ذنوبي، أستعيذك عياذة مهموم كئيب حزين يرقب نار السموم. اللهم يا مجلي عظائم
الامور، جل عني همة الهموم، وأجرني من نار تقصم عظامي، وتحرق أحشائي، وتفرق قواي،
اللهم ارزقني صبر آل محمد، و اجعلني أنتظر أمرهم واجعلني من أنصارهم وأعوانهم في
الدنيا والاخرة، اللهم أحيني محياهم، وأمتني ميتتهم، اللهم أعطني سؤلهم في وليهم
وعدوهم، اللهم رب السبع المثاني والفرقان العظيم، ورب جبرئيل وميكائيل، أسئلك أن
تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقبل صومي وصلاتي... وتسئل حاجتك. اللهم إني أعوذ بك
في هذا الشهر العظيم، من كل ذنب يحبس رزقي أو
[17]
يحجب مسألتي، أو يبطل صومي، أو يصد بوجهك
الكريم عني، اللهم صل على محمد وآله، واغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك في
هذه الليلة، فاني مفتقر إلى رحمتك. دعاء آخر مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: يا
إله الأولين والاخرين، وإله من بقي. وإله من مضى، رب السموات السبع ومن فيهن ; فالق
الاصباح، وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا لك الحمد ولك الشكر، ولك المن ولك
الطول، وأنت الواحد الأحد الصمد أسألك بجلالك سيدي وجمالك مولاي أن تصلي على محمد
وآل محمد وأن تغفر لي وترحمني وتتجاوز عني إنك أنت الغفور الرحيم. فصل: فيما نذكره
من الأدعية لكل يوم غير متكررة (1). فمن ذلك دعاء اليوم الثاني من شهر رمضان: اللهم
إليك غدوت بحاجتي، و بك أنزلت اليوم فقري ومسكنتي، فاني لمغفرتك، ورحمتك أرجى مني
لعملي و مغفرتك ورحمتك أوسع لى من ذنوبي كلها، اللهم فصل على محمد وآل محمد، وتول
قضاء كل حاجة لي بقدرتك عليها وتيسيرها عليك وفقري إليك، فاني لم أصب خيرا قط إلا
منك، ولم يصرف عني سوء قط غيرك، ولا أرجو لأمر آخرتي و دنياي سواك، يوم يفردني
الناس في حفرتي وأفضى إليك يا كريم. اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى
مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجائزته، فاليك يا رب تهيئتي وتعبئتي واستعدادي، رجاء
رفدك وطلب نائلك وجائزتك، فلا تخيب دعائي يا من لا يخيب عليه السائل ولا ينقصه
نائل، فاني لم آتك ثقة بعمل صالح عملته، ولا لوفادة إلى مخلوق رجوته، أتيتك مقرا
بالاساءة على نفسي والظلم لها، معترفا بأن لاحجة لي ولا عذر، أتيتك أرجو عظيم عفوك
الذي علوت (2) به على الخاطئين، فلم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم أن عدت عليهم
بالرحمة، فيامن رحمته واسعة وعفوه عظيم، يا عظيم يا عظيم، يا رب ليس
(1) كتاب الاقبال: 118 - 119. (2) عفوت خ
ل.
[18]
يرد غضبك إلا حلمك، ولا ينجيني من سخطك
إلا التضرع إليك، فهب لي يا إلهى فرجا بالقدرة التي تحيى بها ميت البلاد، ولا
تهلكني غما حتى تستجيب لي دعائي وتعرفني الاجابة، وأذقني طعم العافية إلى منتهى
أجلي ولا تشمت بي عدوي ولا تسلطه علي، ولا تمكنه من عنقي. إلهي إن وضعتني فمن ذا
الذي يرفعني، وإن رفعتني فمن ذا الذي يضعني وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في
عبدك أو يسألك عن أمره، وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، وإنما
يعجل من يخاف الفوت، و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت عن ذلك علوا كبيرا،
فصل على محمد وآل محمد، وانصرني وارحمني، وآثرني وارزقني، وأعني واغفر لي، و تب علي
واعصمني، واستجب لي في جميع ما سألتك، وأرده بي، وقدره لي، ويسره وأمضه وبارك لي
فيه، وتفضل على به وأسعدني بما تعطيني منه، وزدني من فضلك الواسع سعة من نعمك
الدائمة، وأوصل لي ذلك كله بخير الاخرة ونعيمها يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في
اليوم الثاني منه: " اللهم قربني فيه إلى مرضاتك، وجنبني فيه من سخطك ونقماتك،
ووفقني لقراءة كتابك برحمتك يا أرحم الراحمين (1). الباب السابع فيما نذكره من
زيادات في الليلة الثالثة ويومها وفيها يستحب الغسل على مقتضى الرواية التي تضمنت
أن كل ليلة مفردة من جميع الشهر يستحب الغسل، وفيه ما نختاره من عدة روايات في
الدعوات. منها: من كتاب محمد بن أبي قرة في عمل شهر رمضان في الليلة الثالثة منه "
اللهم صل على محمد وآل محمد، وافتح قلبي لذكرك، واجعلني أتبع كتابك، واومن برسولك،
واوفي بعهدك، وألبسني رحمتك، وتقبل صومي، اللهم إني أتقرب إليك في هذا الشهر الشريف
العظيم بجودك وكرمك، وأتقرب إليك بملائكتك وأنبيائك ورسلك، وأتقرب إليك
بالمستحفظين، أولهم وآخرهم
(1) كتاب الاقبال: 120 - 123.
[19]
وأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وتغفر
لي الذنوب جميعا، الساعة الساعة الليلة الليلة.... وترفع يديك وتستدعي الدموع. دعاء
آخر مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " يا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب
والأسباط، رب الملائكة والروح، السميع العليم، الحليم الكريم، العلي العظيم، لك صمت
وعلى رزقك أفطرت، وإلى كنفك آويت، وإليك أنبت و إليك المصير، وأنت الرؤف الرحيم،
قوني على الصلاة والصيام، ولا تخزني يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ". فصل: فيما
يختص باليوم الثالث من دعاء غير متكرر. فمن ذلك دعاء اليوم الثالث من شهر رمضان "
يا من تحل به عقد المكاره، ويا من يفثأ به حد الشدائد ويا من يلتمس منه المخرج إلى
محل الفرج، ذلت لقدرتك الصعاب، وتسببت بلطفك الأسباب، وجرى بطاعتك القضاء، ومضت على
إرادتك الأشياء، فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة، وبارادتك دون نهيك منزجرة، أنت المدعو
للمهمات، وأنت المفزع في الملمات، لا يندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلا
ما كشفت، وقد نزل بي يا رب ما قد تكأدني ثقله وألم بي ما قد بهظني حمله، وبقدرتك
أوردته على، وبسلطانك وجهته إلى فلا مصدر لما أوردت، ولا مورد لما أصدرت، ولا صارف
لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا مغلق لما فتحت، ولا ميسر لما عسرت، ولا معسر لما
يسرت، ولا ناصر لمن خذلت، ولا خاذل لمن نصرت، فصل على محمد وآل محمد، وافتح لي يا
رب باب الفرج بطولك، واكسر عني سلطان الهم بحولك، وأنلني حسن النظر فيما شكوت،
وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك فرجا هنيئا، واجعل لي من عندك مخرجا
وحيا، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك واستعمال سنتك، فقد ضقت لما نزل بي
ذرعا، وامتلأت بما حدث على هما، و أنت القادر على كشف ما منيت به، ودفع ما وقعت
فيه، فصل على محمد وآل محمد وافعل بي ذلك وإن لم أستوجبه منك يا ذا العرش الكريم،
والسلطان العظيم، يا
[20]
خير من خلونا به وحدنا، ويا خير من أشرنا
إليه بكفنا ! نسألك اللهم أن تلهمنا الخير وتعطيناه، وأن تصرف عنا الشر وتكفيناه،
وأن تدحر عنا الشيطان و تبعدناه، وأن ترزقنا الفردوس وتحلناه، وأن تسقينا من حوض
محمد وآل محمد صلواتك عليه وآله، وتوردناه، ندعوك يا ربنا تضرعا وخيفة، ورغبة ورهبة
وخوفا وطمعا، إنك سميع الدعاء وصلى الله على محمد وآله. اللهم إني أسئلك بحرمة من
عاذبك منك، ولجأ إلى عزك واستظل بفيئك واعتصم بحبلك، ولم يثق إلا بك، يا جزيل
العطايا، ويا فكاك الاسارى، أنت المفزع في الملمات، وأنت المدعو للمهمات، صل على
محمد وآل محمد. واجعل لي فرجا ومخرجا، ورزقا واسعا بما شئت إذا شئت كيف شئت يا أرحم
الراحمين (1). دعاء آخر في اليوم الثالث " اللهم ارزقني فيه الذهن والتنبيه،
وأبعدني فيه عن السفاهة والتمويه، واجعل لي نصيبا من كل خير تنزل فيه، بجودك يا
أجود الأجودين (2). أقول: وفي رواية أن الانجيل انزل يوم ثالث شهر رمضان على عيسى
عليه السلام فيكون له زيادة في الاحترام، وعمل الطاعات والخيرات، وروي لست مضين منه
وسنذكر في ليلة ست إنشاء الله تعالى. الباب الثامن فيما نذكره من زيادة دعوات في
الليلة الرابعة ويومها وفيها ما نختاره من عدة روايات: منها من كتاب محمد بن أبي
قرة في عمل شهر رمضان في الليلة الرابعة: إلهي ما عملت من حسنة فلا حمد لي فيه، وما
ارتكبت من سوء فلا عذر لي فيه، إلهي أعوذ بك أن أتكل على ما لا حمد لى فيه، أو
أرتكب ما لا عذر لي فيه، إلهي أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك مما
وعدتك من نفسي ثم أخلفتك فيه، [وأستغفرك مما أردت به وجهك الكريم فخالطني ما ليس لك
رضا] (3) وأستغفرك لكل نعمة أنعمت بها على فقويت بها على معاصيك، وأستغفرك
(1 - 2) كتاب الاقبال: 123 - 124. (3)
ساقط عن طبعة الكمبانى.
[21]
لكل ذنب أذنبته، ولكل خطيئة ارتكبتها،
ولكل سوء أتيته. يا إلهي ! وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وتهب لي برحمتك كل
ذنب فيما بيني وبينك وأن تستوهبني من خلقك وتستنقذني منهم، ولا تجعل حسناتي في
موازين من ظلمته وأسأت إليه، فانك على ذلك قادر يا عزيز، وكل ذنب أنا عليه مقيم
فانقلني عنه إلى طاعتك، يا الهى وكل ذنب اريد أن أعمله فاصرفه عني وردني إلى طاعتك
يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسئلك باسمائك التي ليس فوقها شئ يا الله الرحمن
الرحيم الذي لا يعلم كنه ما هو إلا أنت، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ما
سلف من ذنوبي وتعصمني فيما بقى من عمري، وتعطيني جميع سؤلي في ديني ودنياي وآخرتي
ومثواي يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله
" يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما، يا جبار الدنيا ويا مالك الملوك، ويا رازق
العباد، هذا شهر التوبة وهذا شهر الثواب، وهذا شهر الرجاء، وأنت السميع العليم،
أسألك أن تجعلني في عبادك الصالحين، الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، وأن تسترني
بالستر الذي لا يهتك، وتجللني بعافيتك التي لا ترام، وتعطيني سؤلي وتدخلني الجنة
برحمتك وأن لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا كربة إلا كشفتها، و
لا حاجة إلا قضيتها بحق محمد وآل محمد إنك أنت الأجل الأعظم. فصل: فيما يختص باليوم
الرابع من دعاء غير مكرر. دعاء اليوم الرابع من شهر رمضان " يا كهفي حين تعييني
المذاهب، و ملجاي حين تقل بي الحيل، ويا بارئ خلقي رحمة بي وكنت عني غنيا، يا مؤيدي
بالنصر من أعدائي ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، ويا مقيل عثرتي ولولا سترك
عورتي لكنت من المفضوحين، ويا مرسل الرياح من معادنها، ويا ناشر البركات من
مواضعها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزته يتعززون ويا من وضع نير (1)
المذلة على أعناق الملوك فهم من سطواته خائفون، أسئلك باسمك
(1) هي الخشبة المعترضة في عنقي الثورين
بأداتها وتسمى بالفارسية يوغ.
[22]
الذي هو من نورك، وأسئلك بنورك الذي هو من
كينونتك وأسألك بكينونتك التي هي من كبريائك، وأسألك بكبريائك التي هي من عظمتك،
وأسألك بعظمتك التي هي من عزتك وأسألك بعزتك التي لا ترام، وبقدرتك التي خلقت بها
خلقك فهم لك مذعنون، وباسمك الأجل الأعظم المبين أن تصلي على محمد وآله وأن تقضي
عني ديني وتغنيني من الفقر وتمتعني بسمعي وبصري، وتجعلهما الوارثين مني، وأن ترزقني
من فضلك الواسع من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب فانه لا حول ولا قوة إلا بك، يا الله
يا رب صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ولكل مؤمن ومؤمنة يا أرحم الراحمين. دعاء آخر
في اليوم الرابع: اللهم قوني فيه على إقامة أمرك، وارزقني فيه حلاوة ذكرك، وأوزعني
فيه أداء شكرك يا خير الناصرين (1). الباب التاسع فيما نذكره من زيادة ودعوات في
الليلة الخامسة ويومها. ويستحب فيها الغسل كما قدمناه وفيها ما نختاره من عدة
روايات. منها ما ذكره محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان. دعاء الليلة
الخامسة: اللهم إني أسئلك بأسمائك خير الأسماء، التي تنزل بها الشفاء وتكشف بها
الأدواء أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنزل على منك عافية وشفاء، وتدفع عني باسمك
كل سقم وبلاء، وتقبل صومي وتجعلني ممن صامت جوارحه، وحفظ لسانه وفرجه، وترزقني عملا
ترضاه، وتمن على بالسمت والسكينة وورعا يحجزني عن معصيتك يا أرحم الراحمين. دعاء
آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: يا صانع كل مصنوع، ويا جابر
كل كسير، ويا شاهد كل نجوى، ويا رباه ويا سيداه أنت النور فوق النور ونور كل نور،
فيانور كل نور أسألك أن تغفر لي ذنوب الليل وذنوب النهار، وذنوب السر وذنوب
العلانية يا قادر يا قدير يا واحد يا أحد يا صمد يا ودود يا غفور يا رحيم، يا غافر
الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذا الطول لا إله إلا أنت
(1) كتاب الاقبال: 125 - 126.
[23]
وحدك لا شريك لك تحيي وتميت وتميت وتحيي
وأنت الواحد القهار، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي وارحمني إنك أنت الرحمن
الرحيم. فصل: فيما يختص باليوم الخامس من دعاء غير متكرر دعاء اليوم الخامس من شهر
رمضان. اللهم صل على محمد وآل محمد، وأنزع ما في قلبي من حسد أو غل أو غش أو فسق أو
فرح أو مرح أو بطر أو أشر أو خيلاء أو شك أو ريبة أو نفاق أو شقاق أو غفلة أو قطيعة
أو جفاء أو ما تكرهه مما هو في قلبي، اللهم ارزقني التثبت في أمري، و المشاورة مع
أهل النصيحة والمودة لي، بالتواضع في قلبي، والتماس البركة فيما أنعمت به على.
اللهم ارزقني سلامة الصدر، والسكينة إلى ما تحب وترضى، اللهم ارزقني شرح الصدر
وانفتاحه لما تحب وترضى [ونور القلب وتفهمه لما تحب وترضى] وضياء القلب (1) وتوقده
فيما تحب وترضى وحسن الأمن وإيمانه بما تحب وترضى. يا من بيده صلاح القلب أصلحه لي،
يا من بيده سلامة القلب فاجعله سالما لي وارزقني ما سألتك، وتفضل على بما لم أسأل،
اللهم ارزقني من فضلك وسعتك و جودك وكثرة نائلك ما أنت أهله، اللهم اعفني عن طلب ما
لم تقدره لي، وسهل سبيل ما رزقتني منه، وسقه إلى في عافية ويسر ورحمة ولطف، ولا
تعسره لي اللهم لا تنزع مني صالحا أعطيتنيه ولا توقعني في شر استنقذتني منه، واكفني
برزقك من جميع خلقك، اللهم صل على محمد وآل محمد، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا
واجعلهما الوارثين منا، فانه لا حول ولا قوة إلا بك. دعاء آخر في اليوم الخامس منه
" اللهم اجعلني فيه من المستغفرين، واجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين،
واجعلني فيه من أوليائك المتقين، برأفتك يا
(1) ذكاء القلب خ ل يوجد ذلك في المصدر
المطبوع.
[24]
أرحم الراحمين (1). الباب العاشر فيما
نذكره من زيادات ودعوات في الليلة السادسة منه ويومها وفيه ما نختاره من عدة روايات
بالدعوات. منها ما ذكره محمد بن أبي قرة - ره - في كتابه عمل شهر رمضان: دعاء
الليلة السادسة: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، اللهم أنت الواحد القديم، والاخر
الدائم، والرب الخالق، والديان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة، وتعطي من تشاء
بلا من، وتمنع ما تشاء بلا ظلم، وتداول الأيام بين الناس يركبون طبقا عن طبق، أسئلك
يا ذا الجلال والاكرام، والعزة التي لا ترام، وأسئلك يا الله وأسئلك يا رحمن، أسئلك
أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعجل فرج آل محمد وفرجنا بفرجهم، وتقبل صومي،
وأسئلك خير ما أرجو، وأعوذ بك من شر ما أحذر، إن أنت خذلت فبعد الحجة، وإن أنت عصمت
فبتمام النعمة، يا صاحب محمد يوم حنين، وصاحبه ومؤيده يوم بدر وخيبر والمواطن التي
نصرت فيها نبيك عليه وآله السلام، يا مبير الجبارين، ويا عاصم النبيين، أسئلك واقسم
عليك بحق يس، والقرآن الحكيم، وبحق طه وسائر القرآن العظيم أن تصلي على محمد وآل
محمد، وأن تحصرني عن الذنوب والخطايا، وأن تزيدني في هذا الشهر العظيم تأييدا تربط
به على جأشي، وتسد به على خلتي، اللهم إني أدرء بك في نحور أعدائي لا أجد لي غيرك،
ها أنا بين يديك، فاصنع بي ما شئت لا يصيبني إلا ما كتبت لي أنت حسبى ونعم الوكيل.
فصل: فيما يختص باليوم السادس من دعاء غير متكرر، دعاء اليوم السادس من شهر رمضان:
يا خير من وجهت إليه وجهي، يا خير من شكوت إليه وحدتي، يا خير من شخصت إليه ببصري،
يا خير من ناجيته في سري، يا خير من رجوته في حاجتي
(1) كتاب الاقبال: 127 - 130.
[25]
يا خير من فكرت فيه بقلبي، يا خير من أشرت
إليه بكفى، اجعل أفضل صلواتك على أفضل خلقك محمد وآله عليه وعليهم السلام، واجعلهم
وإيانا وما تفضلت به عليهم وعلينا في كنفك وحرزك وكفايتك وكلاء تك، وسترك الواقي من
كل سوء ومخوف في الدنيا والاخرة، فانا قد استغنينا واعتصمنا وتعززنا بك وأنت الغالب
غير المغلوب ورمينا كل من أراد أهل بيت محمد وأشياعهم وأحباء هم بسوء أو بخوف أو
بأذى بلا إله إلا الله الحليم الكريم، وبلا إله إلا الله العلي العظيم، وبلا إله
إلا الله رب السموات السبع، وما فيهن ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب
العرش العظيم. دعاء آخر في اليوم السادس منه: اللهم لا تخذلني فيه بتعرض معصيتك، و
لا تضربني فيه بسياط نقمتك، وزحر حني فيه من موجبات سخطك، بمنك يا منتهى رغبة
الراغبين. وروي أنه يصلي يوم السادس من شهر رمضان ركعتين كل ركعة بالحمد مرة وبسورة
الاخلاص خمسا وعشرين مرة، لأجل ما ظهر من حقوق مولانا الرضا عليه السلام فيه، وذكر
المفيد في التواريخ الشرعية أن اليوم السادس من شهر رمضان كانت مبايعة المأمون
لمولانا الرضا عليه السلام. الباب الحادي عشر فيما نذكره من زيادات دعوات في الليلة
السابعة ويومها وفيه غسل كما قدمناه، وفيه ما نختاره من عدة روايات بالدعوات. منها
ما ذكره محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان: دعاء الليلة السابعة: يا صريخ
المستصرخين، ويا مفرج كرب المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا كاشف الكرب
العظيم يا أرحم الراحمين، صلى على محمد وآل محمد واكشف كربي وهمي وغمي، فانه لا
يكشف ذلك غيرك، وتقبل صومي واقض لي حوائجي، وابعثني على الايمان بك، والتصديق
بكتابك ورسولك، وحب الأئمة المهديين، اولى الأمر الذين أمرت بطاعتهم، فانى قد رضيت
بهم أئمة.
[26]
اللهم صل على محمد وآل محمد، وأدخلني في
كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد، واجعلني معهم في الدنيا والاخرة ومن المقربين،
اللهم صلى على محمد وآل محمد وتقبل صومي وصلاتي ونسكى، في هذا الشهر رمضان المفترض
علينا صيامه وارزقني فيه مغفرتك ورحمتك، يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة
مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: يا من كان ويكون وليس كمثله شئ، يا من لا يموت
ولا يبقى إلا وجهه الجبار، يا من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، يا من إذا
دعي أجاب يا من إذا استرحم رحم، يا من لا يدرك الواصفون صفته وعظمته، يا من لا
تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، يا من يرى ولا يرى، وهو بالمنظر
الأعلى، يا من لا يعزه شئ، ولا فوقه أحد، يا من بيده نواصى العباد أسئلك بحق محمد
عليك، وحقك على محمد، أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن ترحم على محمد وآل محمد، كما
صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد. فصل: فيما
يختص باليوم السابع من [دعاء غير متكرر. دعاء اليوم السابع من] شهر رمضان. اللهم
أنت ثقتي حين يسوء ظنى بأعمالى، وأنت أملي عند انقطاع الحيل مني، وأنت رجائي عند
تضايق حلق البلاء على، وأنت عدتي في كل شديدة نزلت بي وفي كل مصيبة دخلت على، وفي
كل كلفة صارت على، وأنت موضع كل شكوى ومفرج كل بلوى، أنت لكل عظيمة ترجى، ولكل
شديدة تدعى، إليك المشتكى، وأنت المرتجى للاخرة والاولى، اللهم ما أكبر همى إن لم
تفرجه وأطول حزنى إن لم تخلصني، وأعسر حسناتي [إن لم تيسرها] وأخف ميزاني إن لم
تثقله، وأزل لساني إن لم تثبته، وأوضع جدي إن لم تقل عثرتي، أنا صاحب الذنب الكبير،
والجرم العظيم، أنا الذي بلغت بي سوأتي، وكشف قناعي، ولم يكن بيني وبينك حجاب
تواريني منك، فلو عاقبتني على قدر جرمي لما فرجت
[27]
عني طرفة عين أبدا، اللهم أنا الذليل الذي
أعززت، وأنا الضعيف الذي قويت، وأنا المقر الذي سترت، فما شكرت نعمتك، ولا أديت
حقك، ولا تركت معصيتك يا كاشف كرب أيوب، ويا سامع صوت يونس المكروب، وفالق البحر
لبني إسرائيل ومنجي موسى ومن معه أجمعين، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن
تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ويسرا برحمتك يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في اليوم
السابع منه: اللهم أعني فيه على صيامه وقيامه، واجنبني فيه من هفواته وآثامه،
وارزقني فيه ذكرك وشكرك بدوامه، بتوفيقك يا ولي المؤمنين (1). الباب الثاني عشر
فيما نذكره من زيادات دعوات في الليلة الثامنة ويومها وفيها ما نختاره من عدة
روايات منها ما ذكره محمد بن أبي قرة في كتاب عمل شهر رمضان دعاء الليلة الثامنة.
اللهم إني أسئلك الصلاة على محمد وآل محمد والغناء من العيلة، والأمن من الخوف،
اللهم إني أسئلك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، يا الله يا نور النور لك
التسبيح، سبحانك لا إله إلا أنت لك الكبرياء سبحانك بسم الله الرحمن الرحيم سبحان
الله وبحمده، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم صل على محمد وآل محمد،
وتقبل صومي، ولا تنكس برأسي بين يدي محمد وآله صلواتك عليهم أجمعين، فقد بلغوا و
نصحوا، اللهم صل على محمد وآل محمد، وابعثني على الإيمان بك، والتصديق بكتابك
ورسولك، اللهم إني أسئلك بركة شهرنا هذا، وليلتنا هذه، وأسئلك من كل خير أنزلته أو
أنت منزله فيها مغفرة ورضوانا ورزقا واسعا، وابسط على وعلى عيالي وولدي وأهلي وجميع
المؤمنين والمؤمنات إنك على كل شئ قدير، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وأعوذ بك
من شر كتاب قد سبق. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله.
اللهم هذا شهرك الذي أمرت فيه عبادك بالدعاء وضمنت لهم الاجابة وقلت " وإذا
(1) كتاب الاقبال: 132.
[28]
سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع
إذا دعان " فأدعوك يا مجيب دعوة المضطر يا كاشف السوء عن المكروب، يا جاعل الليل
سكنا، يا من لا يموت، اغفر لمن يموت قدرت وخلقت وسويت، فلك الحمد. أطعمت وسقيت
وآويت ورزقت فلك الحمد، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد في الليل إذا يغشى،
والنهار إذا تجلى، وفي الاخرة والاولى، وأن تكفيني ما أهمني، وتغفر لي إنك أنت
الغفور الرحيم. فصل: فيما يختص باليوم الثامن من دعاء غير متكرر. دعاء اليوم الثامن
من شهر رمضان: اللهم إني لا أجد من أعمالي عملا أعتمد عليه، وأتقرب به إليك أفضل من
ولايتك وولاية رسولك وآل رسولك الطيبين صلواتك عليه وعليهم أجمعين، اللهم إني أتقرب
إليك بمحمد وآل محمد، وأتوجه بهم إليك فاجعلني عندك يا إلهى بك وبهم وجيها في
الدنيا والاخرة، ومن المقربين فاني قد رضيت بذلك منك تحفة وكرامة، فانه لا تحفة ولا
كرامة أفضل من رضوانك والتنعم في دارك، مع أوليائك وأهل طاعتك. اللهم أكرمني
بولايتك واحشرني في زمرة أهل ولايتك، اللهم اجعلني في ودائعك التي لا تضيع، ولا
تردني خائبا بحقك، وحق من أوجبت حقه عليك وأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وتعجل
فرج آل محمد وفرجي معهم، وفرج كل مؤمن ومؤمنة، برحمتك يا أرحم الراحمين (1). دعاء
آخر في هذا اليوم " اللهم ارزقني فيه رحمة الأيتام، وإطعام الطعام وإفشاء السلام،
ومجانبة اللئام، وصحبة الكرام، بطولك يا ملجأ الآملين ". الباب الثالث عشر فيما
نذكره من زيادة دعوات في الليلة التاسعة ويومها و فيها غسل كما قدمناه وفيها ما
نختاره من عدة روايات. منها ما ذكره محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان: دعاء
الليلة التاسعة: اللهم لك الحمد، لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك
(1) كتاب الاقبال: 133 - (*)
[29]
ديني، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت
أتوب إليك من سوء عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، صل على محمد وآل
محمد، وتقبل صومي، وتفضل على، وبلغني انسلاخ هذا الشهر، ياخير المولى، ويا موضع كل
شكوي، ويا سامع كل نجوى، ويا شاهد كل ملاء، ويا عالم كل خفية، ويا كاشف ما يشاء من
بلية، يا خليل إبراهيم ونجي موسى، ومصطفى محمد صلى الله عليه وآله أدعوك دعاء من
اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريب الغريق المضطر البائس الفقير
الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلا أنت، فصل على محمد وآل محمد، و فرج عني ؟
واكشف ما بي من ضر، وتقبل صومي وصلاتي في هذا الشهر العظيم وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: يا سيداه ويا
رباه، ويا ذا الجلال والاكرام، يا ذا العرش الذي لا ينام و يا ذا العز الذي لا
يرام، يا قاضي الامور، يا شافي الصدور، اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، واقذف رجاءك
في قلبي حتى لاأرجو أحدا سواك، عليك سيدي توكلت، وإليك مولاي أنبت، وإليك المصير،
أسئلك يا إله الالهة، ويا جبار الجبابرة، ويا كبير الأكابر، الذي من توكل عليه
كفاه، وكان حسبه وبالغ أمره عليك توكلت فاكفني، وإليك أنبت فارحمني، وإليك المصير
فاغفر لي، ولا تسود وجهي يوم تسود وجوه وتبيض وجوه، إنك أنت العزيز الحكيم، وصل
اللهم على محمد وآل محمد، وارحمني وتجاوز عني إنك أنت الغفور الرحيم. فصل: فيما
يختص باليوم التاسع [من دعاء غير متكرر: دعاء اليوم التاسع] من شهر رمضان " اللهم
اغفر ذنبي، واعصم عملي، و اهد قلبي، واشرح صدري، ويسر لي أمري، وجود فهمي، وخفف
وزري وآمن خوفي، وثبت حجتي، وأربط جاشي، وبيض وجهي، وارفع جاهي، و صدق قولي، وبلغ
حديثي، وعافني في عمري، وبارك لي منقلبي، واعصمني في جميع أحوالي، وأوسع علي في
رزقي، وسهل علي مطالبي، وأعطني من جزيل
[30]
عطائك وأفضل ما أعطيت أحدا من خلقك،
وتجاوز عن جميع ما عندي بحسن لطفك الذى عندك، اللهم لا تشمت بي عدوي ولا تمكنه من
عنقي، ولا تفضحني في نفسي ولا تفجعني في جاري، وهب لي يا إلهي عطية كريمة رحيمة من
عطائك الذي لا فقر بعده، فقد ضعفت قوتي، وانقطع عن الخلق رجائي، فقدرتك يا رب أن
ترحمني وتعافيني كقدرتك على أن تعذبني وتبتليني، فاجعل يا مولاي فيما قضيت تعجيل
خلاصي من جميع ما أنا فيه من المكروه والمحذور والمشقة، وعافني منه كله، إلهي لا
أرجو لدفع ذلك عني أحدا من خلقك، فكن يا ذا الجلال والاكرام عند أحسن ظني بك، وامنن
على بذلك، وعلى كل داع دعاك به يا مولاي من المؤمنين، وأنت يا سيدي أمرت بالدعاء
وضمنت لمن شئت الاجابة، ووعدك الحق الذي لا خلف له (1). دعاء آخر في هذا اليوم:
اللهم اجعل لي فيه نصيبا من رحمتك الواسعة واهدني فيه لبراهينك الساطعة، وخذ
بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة بمحبتك يا أهل المشتاقين. الباب الرابع عشر فيما نذكره
من زيادات ودعوات في الليلة العاشرة ويومها وفيها ما نختاره من عدة روايات. منها ما
ذكره محمد بن أبي قرة في كتاب عمل شهر رمضان، دعاء الليلة العاشرة: يا خير من سئل،
ويا أوسع من أعطى، ويا خير مرتجى، صل على محمد و آل محمد، وأوسع علي من فضلك، وافتح
لي باب رزق من عندك، إنك على كل شئ قدير، وتقبل صومي وتفضل علي، اللهم رب شهر رمضان
وما أنزلت فيه من القرآن والبركات، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن ترزقني حب
الصلاة والصيام والحج والعمرة وصلة الرحم، وتحبب إلى كل ما أحببت، وتبغض إلى كل ما
أبغضت، اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة، يا خير مدعو، ويا خير
(1) كتاب الاقبال: 135.
[31]
مسؤول، وخير مرتجى، وأوسع من أعطى، صل على
محمد وآل محمد، وارزقني السعة والدعة والسعادة في هذا الشهر العظيم، يا أرحم
الراحمين. دعاء آخر في الليلة العاشرة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: " اللهم
يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا جبار يا متكبر ! يا أحد يا صمد يا واحد يا فرد يا غفور
يا رحيم يا ودود يا حليم، مضى من الشهر المبارك الثلث، ولست أدري سيدي ما صنعت في
حاجتي هل غفرت لي، إن أنت غفرت لي فطوبى لي، وإن لم تكن غفرت لي فواسوء تاه فمن
الان سيدي فاغفر لي وارحمني، وتب على ولا تخذلني، وأقلني عثرتي، واسترني بسترك،
واعف عني بعفوك، [وارحمني برحمتك] وتجاوز عني بقدرتك، إنك تقضي ولا يقضى عليك وأنت
على كل شئ قدير. فصل: فيما يختص باليوم العاشر من دعاء غير متكرر: اللهم يا من بطشه
شديد، وعفوه قديم، وملكه مستقيم، ولطفه شديد، يامن ستر على القبيح، وظهر بالجميل،
ولم يعجل بالعقوبة، ويا من أذن للعباد بالتوبة يا من لم يهتك الستر لذي الفضيحة يا
من لا يعلم ما في غد غيره، يا جابر كل كسير يا مأوى كل هارب، يا غاذي ما في بطون
الامهات، يا سيدي، أنت لي في كل حاجة نزلت بي، صل على محمد وآل محمد واكفني ما
أهمني، وارزقني من رزقك الواسع رزقا حلالا طيبا يا حي يا قيوم، برحمتك استغثت، فك
أسرى وأصلح لى شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، ما أبقيتني برحمتك يا
أرحم الراحمين (1). دعاء آخر في اليوم العاشر " اللهم اجعلني من المتوكلين عليك،
واجعلني من الفائزين إليك، واجعلني من المقربين لديك، باحسانك يا غاية الطالبين.
الباب الخامس عشر فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة الحادية عشر منه، ويومها
وفيها غسل كما قدمناه وما نختاره من عدة روايات. منها ما وجدناه في كتب أصحابنا
رحمهم الله العتيقة وقد سقط منه أدعية ليال فنقلنا ما بقي منها، وهو: دعاء الليلة
الحادية عشر:
(1) كتاب اقبال الاعمال: 136 - 137.
[32]
سبحانك لا إله إلا أنت البارئ الواحد
القهار الذي خلقني ولم أك شيئا بمشيته وأراني في نفسي وفي كل شئ من مخلوقاته وصنعه
الدلائل البينة النيرة على قدرته الذي فرض الصيام على تعبدا يصلح به شأني، ويغسل
عني أوزاري، ويذكرني بما لهوت عنه من ذكره، ويوجب لي الزلفي بطاعة أمره، اللهم سيدي
أنت مولاي إن كنت جدت علي بصالح فيما مضى منه ارتضيته فزدني، وإن كنت اقترفت ما
أسخطك فأقلني، اللهم ملكني من نفسي في الهدى ما أنت له أملك، وقدرني من العدول بها
إلى إرادتك على ما أنت عليه أقدر، وكن مختارا لعبدك ما يسعده بطاعتك، وتجنبه الشقوة
بمعصيتك حتى يفوز في المعصومين وينجو في المقبولين، و يرافق الفائزين الذين لا خوف
عليهم ولا هم يحزنون، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا. دعاء آخر في
الليلة الحادية عشر منه رويناه باسنادنا إلى محمد بن أبي قرة من كتاب عمل شهر
رمضان: يا من يكفي كل مؤنة بلا مؤنة، يا جواد يا ماجد، يا أحد يا واحد يا صمد يا من
لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا أحد، يا من لم يلد ولم يولد، صل على محمد
وآل محمد، وتقبل صومي، وأعني عليه، وعلى ما بقي من شهري، اللهم إني أمسيت لا أملك
ما أرجو، ولا أستطيع دفع ما احاذر إلا بك، وأمسيت مرتهنا بعملي، وأمسى الأمر
والقضاء بيدك، يا رب، فلا فقير أفقر مني، فصل على محمد وآل محمد واغفر لي يا رب
ظلمي وجرمي وجهلي وجدي وهزلى وكل ذنب ارتكبته وبلغني وارزقني خير الدنيا والاخرة في
هذا الشهر العظيم، في غير مشقة مني ولا تهلك روحي وجسدي في طلب ما لم تقدر لي،
برحمتك يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم: اللهم إني أستأنف العمل، وأرجو العفو، وهذه أول ليلة من ليالي الثلثين أدعوك
بأسمائك الحسنى، وأستجير بك من نارك التي لا تطفى، وأسئلك أن تقويني على قيامه
وصيامه، وأن تغفر لي وترحمني إنك لا تخلف الميعاد، اللهم برحمتك
[33]
التي وسعت كل شئ [وبها] تتم الصالحات
وعليها اتكلت وأنت الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد صل على محمد وآل
محمد، واغفر لي وارحمني و تجاوز عني إنك أنت التواب الرحيم. فصل: فيما يختص باليوم
الحادي عشر من شهر رمضان. اللهم بيدك مقادير الدنيا والاخرة، وبيدك مقادير الغنى
والفقر، وبيدك مقادير الخذلان والنصر، اللهم بارك لي في ديني ودنياي، وبارك لي في
أهلي و مالي وولدي، وبارك لي في سمعي وبصري ويدي ورجلي وجميع جسدي، وبارك لي في
عقلي وذهني وفهمي وعلمي وجميع ما خولتني، اللهم أوسع علي من رزقك الحلال، وفك رقبتي
من النار، وأدخلني برحمتك دار القرار، اللهم إني أعوذ بك من أهوال الدنيا والاخرة،
وبوائق الدهر ومصيبات الليالي والأيام. اللهم إن كنت غضبت علي وأنت ربي فلاتحله بى
يا رب المستضعفين، و من شر الجن والانس فسلمني، وأنت ربي فلا تكلني إلى عدوي، ولا
إلى صديقي وإن لم تكن غضبت علي فما ابالي غير أن عافيتك أوسع لي وأهنأ لي، إلهي
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به السموات والأرضون، وكشفت به الظلمة عن عبادك من أن
يحل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ولا حول لا قوة إلا بك.
دعاء آخر في اليوم الحادي عشر: اللهم حبب إلى فيه الاحسان، وكره إلى فيه العصيان،
وحرم على فيه السخط والنيران، بعونك يا عون المستغيثين. الباب السادس عشر: فيما
نذكره من زيادات ودعوات في الليلة الثانية عشر منه ويومها، وفيه ما نختاره من عدة
روايات. منها: ما وجدناه في كتب أصحابنا رحمهم الله العتيقة، وقد سقط منه أدعية
ليال نقلنا ما بقى منها، وهو: دعاء الليلة الثانية عشر: سبحانك أيها الملك القدير
الذي بيده الامور، ولا يعجزه ما يريد، ولا ينقصه العطاء والمزيد، اللهم إن كانت
صحيفتي مسودة بالذنوب إليك فاني أعول
[34]
في محوها في هذه الليالي البيض عليك،
وأرجو من الغفران والعفو ما هو بيدك فان جدت به علي لم ينقصك وفزت، وإن حرمتنيه لم
يزدك وعطبت، اللهم فوفقني بما سبق لي من الحسنى شهادة الإخلاص بك، وبما جدت به علي
من ذلك وما كنت لاعرفه لولا تفضلك، وأعذني من سخطك وأنلني به رضاك وعصمتك، و وفقني
لاستيناف ما يزكو لديك من العمل، وجنبني الهفوات والزلل فانك تمحو ما تشاء وتثبت
وعندك ام الكتاب، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرا. دعاء آخر في هذه
الليلة وهو ما رويناه باسنادنا إلى محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان فقال
دعاء الليلة الثانية عشرة: اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من
كتابك وباسمك الأعظم، وكلماتك التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، فانك لا تبيد
ولا تنفد، أن تصلي على محمد وآل محمد، وتقبل مني، ومن جميع المؤمنين والمؤمنات صيام
شهر رمضان وقيامه، وتفك رقابنا من النار، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل قلبي
بارا، وعملي سارا، ورزقي دارا، وحوض نبيك عليه وآله السلام لي قرارا ومستقرا، وتعجل
فرج آل محمد في عافية يا أرحم الراحمين. دعاء في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله
عليه وآله: اللهم أنت العزيز الحكيم، و أنت الغفور الرحيم، وأنت العلي العظيم، لك
الحمد حمدا يبقى ولا يفنى، ولك الشكر شكرا يبقى ولا يفنى، وأنت الحي الحليم العليم،
أسألك بنور وجهك الكريم وبجلالك الذي لا يرام، وبعزتك التي لا تقهر أن تصلي على
محمد وآل محمد، و أن تغفر لي وترحمني إنك أنت أرحم الراحمين. وروي عن الصادق عليه
السلام أن الانجيل انزل في اثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان قلت أنا: فلها زيادة
في التعظيم ذكر المفيد في التواريخ الشرعية أن الانجيل انزل في يوم ثاني عشر. فصل:
فيما يختص باليوم الثاني عشر منه دعاء غير متكرر:
[35]
اللهم غارت نجوم - سمائك - إلى آخره (1)
اللهم إني أستودعك وأستحفظك بأن لا إله إلا أنت الحي القيوم، والنور القدوس ونفسي
روحي ورزقي ومحياي ومماتي [وأنفس أهل بيت محمد] وأنفس أشياع محمد وجميع ما تفضلت به
على وعليهم حيا وميتا و شاهدا وغائبا ونائما ويقظانا وقائما وقاعدا ومستخفا
ومتهاونا بنور وجهك الكريم الجليل الرفيع العظيم القائم بالقسط، لا إله إلا الله
العزيز الحكيم بمحمد وآله الطيبين الطاهرين صلواتك عليه وعليهم أجمعين يا ولي
النبيين والمرسلين، وملائكتك المقربين صلواتك عليهم يا رب العالمين، وبيتك المعمور
والسبع المثاني والقرآن العظيم، وبكل من يكرم عليك من جميع خلقك يا سيدي مع ما
تفضلت عليهم وعلينا، فاجعلنا في حماك الذي لا يستباح برحمتك يا أرحم الراحمين. دعاء
آخر: " اللهم زين لي فيه الستر والعفاف، واسترني فيه بلباس القنوع والكفاف، وحلني
فيه بحلي الفضل والإنصاف، بعصمتك يا عصمة الخائفين. الباب السابع عشر: فيما نذكره
من زيادات ودعوات في الليلة الثالثة عشر. منه ويومها، وفيها غسل كما قدمناه وما
نختاره من عدة روايات. منها ما وجدناه في كتب أصحابنا رحمهم الله العتيقة، وقد سقط
منه أدعية ليال فنقلنا ما بقي منها وهو دعاء الليلة الثالثة عشر. الحمد لله الذي
يجود فلا يبخل، ويحلم فلا يعجل، الذي من علي من توحيده بأعظم المنة، وندبني من صالح
العمل إلى خير المهنة، وأمرني بالدعاء فدعوته فوجدته غياثا عند شدائدي، وأدركته لم
يبعدني بالاجابة حين بعد مداه، ولا حرمني الانتياش. لما عملت ما لا يرضاه أقالني
عثرتي، وقضى لي حاجتي، و تدارك قيامي، وعجل معونتي، فزادني خبرة بقدرته، وعلما
بنفوذ مشيته، اللهم إن كل ما جدت به على بعد التوحيد دونه، وإن كثر. وغير موازله
وإن كبر
(1) وهو: اللهم غارت نجوم سمائك، ونامت
عيون أنامك، وهدأت أصوات عبادك وأنعامك، وغلقت ملوك الارض عليها أبوابها، وطافت
عليها حراسها، واحتجبوا عمن يسألهم حاجة أو ينتجع منهم فائدة، وأنت الهى حى قيوم لا
تأخذك سنة ولا نوم، ولا يشغلك شئ، أبواب سماواتك لمن دعاك مفتحات وخزائنك غير
متغلقات، اللهم الخ.
[36]
لأن جميعه نعم دار الفناء المرتجعة، وهو
النعمة لدار البقاء التي ليست بمنقطعة، فيامن جاد بذلك مختصا لي برحمته، ووفقني
للعمل بما يقضي حق يدك في هبته، اللهم بيض أعمالي بنور الهدى ولا تسودها بتخليتي،
وركوب الهوى فأطغى فيمن طغى واقارف ما يسخطك بعد الرضا، وأنت على كل شئ قدير، وصلى
الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا. دعاء آخر في الليلة الثالثة عشر: " يا الله
يا رحمان، يا الله يا رب، يا الله يا مهيمن، يا الله يا رب يا متكبر، يا الله يا رب
يا متعال، يا الله يا رب يا معيد يا الله يا رب، يا ذا الجلال والإكرام، يا الله يا
رب، يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولهم يهتك الستر، يا
كريم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا خليل
إبراهيم، ونجى موسى، ومصطفي محمد، صل على محمد وآله، وأعتقني من النار في هذا الشهر
العظيم، ولا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك يا أرحم الراحمين.... وسل ما شئت وظن أن
الله تعالى قد استجاب لك إنشاء الله. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن رسول الله صلى
الله عليه وآله " يا جبار السموات وجبار الأرضين، ويا من له ملكوت السموات وملكوت
الأرضين، وغفار الذنوب والسميع العليم، الغفور الحليم، الرحيم، الصمد الفرد الذي لا
شبيه لك ولا ولي لك، أنت العلي الأعلى، والقدير القادر، وأنت التواب الرحيم أسئلك
أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي وترحمني إنك أنت أرحم الراحمين. أقول: وقد
قدمنا في عمل شهر رجب عملا جسيما في الليالي البيض منه ومن شعبان وشهر الصيام،
فتؤخذ من ليالي البيض من رجب بتفصيلها فهي مذكورة هناك على التمام، فانها من المهام
لذوي الأفهام وهذه الرواية رويناها عن الصادق عليه السلام في الليالي البيض من رجب
باسنادها وفضلها، ولكن ذلك الجزء منفرد فربما لا يتفق حضوره عند العامل بهذا الكتاب
فنذكر ههنا صفة هذه الصلاة فحسب فنقول: إنه يصلي ليلة ثلاث عشرة من شهر رمضان
ركعتين، كل ركعة بالحمد
[37]
مرة، وسورة يس وقل هو الله أحد كل واحدة
مرة، وفي ليلة أربع عشرة منه أربع ركعات بهذه الصفة، وفي ليلة خمس عشرة منه ست
ركعات بهذه الصفة. فصل: فيما يختص باليوم الثالث عشر من دعوات غير متكررة: اللهم
إني أدينك بطاعتك وولايتك، وولاية محمد نبيك، وولاية أمير المؤمنين حبيب نبيك،
وولاية الحسن والحسين سبطي نبيك، وسيدي شباب أهل جنتك، وأدينك يا رب بولاية علي بن
الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي،
وعلي بن محمد، والحسن بن علي، وسيدي ومولاي صاحب الزمان، أدينك يا رب بطاعتهم
وولايتهم، وبالتسليم بما فضلتهم، راضيا غير منكر ولا متكبر، على معنى ما أنزلت في
كتابك. اللهم صل على محمد وآل محمد، وارفع عن وليك وخليفتك ولسانك، والقائم بقسطك،
والمعظم لحرمتك، والمعبر عنك، والناطق بحكمك، وعينك الناظرة، واذنك السامعة، وشاهد
عبادك، وحجتك على خلقك، والمجاهد في سبيلك، والمجتهد في طاعتك، واجعله في وديعتك
التي لا تضيع، وأيده بجندك الغالب، وأعنه وأعن عنه واجعلني ووالدي وما ولدا وولدي
من الذين ينصرونه وينتصرون به في الدنيا والآخرة اشعب به صدعنا، وارتق به فتقنا،
اللهم أمت به الجور، ودمدم بمن نصب له واقصم رؤوس الضلالة حتى لا تدع على الأرض
منهم ديارا (1). دعاء آخر " اللهم طهرني فيه من الدنس والأقذار، وصبرني فيه على
كائنات الأقدار، ووفقني فيه على التقى وصحبة الأبرار، بعزتك يا قرة عين المساكين ".
الباب الثامن عشر فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة الرابعة عشر منه ويومها،
وفيها عدة روايات: منها ما وجدناه في كتب أصحابنا رحمهم الله العتيقة، وهو دعاء
الليلة الرابعة عشر: سبحان من يجود علي برحمته فيوسعها بمشيته ثم يقصرها إلى نعمه
وأياديه (2)
(1) كتاب الاقبال: 143 - 144. (2) كذا.
[38]
وليبين فيها للناظرين أثر صنيعه،
والمتأملين دقائق حكمته، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، متفردا بخلقه
بغير معين، وجاعلا جميع أفعاله واحدا بلا ظهير، عرفته القلوب بضمائرها، والأفكار
بخواطرها، والنفوس بسرائرها، وطلبته التحصيلات ففاتها، واعترضته المفعولات فأطاعها،
فهو القريب السميع، والحاضر المرتفع، اللهم هذه أضوء وأنور ليلة من شهرك، وأزينها
وأحصاها بضوء بدرك، بسطت فيها لوامعه وارتعجت في أرضك شعاعه، وهي الليلة آخر سبعين
مضيا من الصيام وأول سبعين بقيا من عدد الأيام، اللهم فوسع لي فيها نور عفوك،
وابسطه وأمحص عني ظلم سخطك واقبضه، اللهم إن جودك ونعمك يصلحان رجائي، وإن صيانتك
ومحاصتك يكشفان بالي، وما أنت بضري، منتفع، فأتهمك بالتوفر على منفعتك، ولا بما
ينفعني مضرور فأستحييك من التماس مضرتك، فكيف يبخل من لا حاجة به إلى عفو معبود على
عبده، مضطر إلى عفوه أم كيف يسمح وقد جادله بهدايته أن يخليه ويقحم سبل ضلالته كلا
إنك الأكرم يا مولاي من ذاك وأرأف واحنى وأعطف، اللهم اطو هذه الليلة بعمل لي صالح
ترضى مطاويه، ويبهجني في آخرتي بمناشره، وأمضاها بالعفو عني في أول الشهر وآخره يا
أرحم الراحمين، يا رحمان يا رحيم، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرا. دعاء
آخر في هذه الليلة برواية محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان رويناه باسنادنا
إليه: يا الله يا رحمن يا رحيم يا عليم يا حي يا قيوم، اللهم إني لا أسئلك بعملي
شيئا إني من عملي خائف إنما أسئلك برحمتك ما أسألك فصل على محمد وآله، وهب لي من
طاعتك ما يرضيك عني، وتقبل صومي وتفضل على برحمتك، وارحمني برحمتك، اللهم إني أدعوك
وأسئلك بأسمائك الحسنى، وباسمك العظيم، ووجهك الكريم، وروحك القدوس، وكلامك الطيب.
وملكك الدائم العظيم، وسلطانك المنير، وقرآنك الحكيم، وعطائك الجليل الجزيل، وباسمك
الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعتقني
من النار
[39]
في هذا الشهر المبارك، فاني فقير مسكين
إلى رحمتك يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة [يا أول الأولين، ويا آخر
الاخرين] يا ولي الأولياء، وجبار الجبابرة، ويا إله الأولين أنت خلقتني ولم أك
شيئا، وأنت أمرتني بالطاعة فأطعت سيدي جهدي، فان كنت توانيت أو أخطات أو نسيت فتفضل
علي سيدي، ولا تقطع رجائي، فامنن على بالرحمة، واجمع بيني وبين نبي الرحمة، محمد بن
عبد الله صلى الله عليه وآله، واغفر لي إنك أنت التواب الرحيم. فصل: فيما نذكره مما
يختص باليوم الرابع عشر من دعاء غير متكرر: اللهم لا تؤد بني بعقوبتك، ولا تمكر بي
في حيلتك، من أين لي الخير ولا يوجد إلا من عندك، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا
بك. لا الذي أحسن استغنى عن عونك، ولا الذي أساء خرج عن قدرتك، يا رب بك عرفتك،
وأنت دليلي ولو لا أنت ما دريت من أنت، الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني، وإن كنت
بطيئا حين يدعوني، والحمد لله الذي أسئله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني
والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني، والحمد لله الذي
تحبب إلى وهو غني عني، اللهم لا أجد شافعا إليك إلا معرفتي بأنك أفضل من قصد إليه
المضطرون، أسئلك مقرا بأن لك الطول والقوة، والحول والقدرة أن تحط عني وزري الذي قد
حنى ظهرى، وتعصمني من الهوى المسلط على عقلي وتجعلني من الذين انتجبتهم لطاعتك (1).
دعاء آخر في هذا اليوم " اللهم لا تؤاخذني بالعثرات، وأقلني فيه الخطايا والهفوات،
ولا تجعلني غرضا للبلايا والافات، بعزتك يا عز المسلمين ". الباب التاسع عشر: فيما
نذكره من زيادات ودعوات في هذه الليلة الخامسة عشر ويومها وفيها عدة روايات: منها
الغسل كما قدمناه. ومنها مائة ركعة في كل ركعة عشر مرات قل هو الله أحد، ومنها
زيارة الحسين عليه السلام فيها وصلاة عشر ركعات، وما نختاره من عدة روايات
(1) كتاب الاقبال: 147 - 148.
[40]
في الدعوات. أما الغسل فرويناه عن الشيخ
المفيد وفي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يستحب ليلة النصف من شهر رمضان،
وأما المائة ركعة فانها مروية عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى ليلة النصف
من شهر رمضان مائة ركعة يقرء في كل ركعة قل هو الله أحد عشر مرات، أهبط الله إليه
عشرة أملاك يدرؤن عنه أعداءه من الجن والانس، وأهبط الله عند موته ثلاثين ملكا
يبشرونه بالجنة، وثلاثين ملكا يؤمنونه من النار، ووجدنا هذه الرواية في أصل عتيق
متصل الاسناد. وذكر ابن أبي قرة في رواية اخرى أن من صلى هذه الصلاة لم يمت حتى يرى
في منامه مائة من الملائكة ثلاثين يبشرونه بالجنة وثلاثين يؤمنونه من النار،
وثلاثين يعصمونه من أن يخطئ، وعشرة يكيدون من كاده. وأما زيارة الحسين عليه السلام
في ليلة النصف من شهر رمضان فقد قدمنا في أوائل كتابنا هذا رواية بذلك، وروينا
باسنادنا رواية اخرى، وصلاة عشر ركعات عن أبي المفضل الشيباني باسنادنا من كتاب علي
بن عبد الواحد النهدي في حديث يقول فيه عن الصادق عليه السلام أنه قيل له: فما ترى
لمن حضر قبره - يعني الحسين عليه السلام - ليلة النصف من شهر رمضان ؟ فقال: بخ بخ
من صلى عند قبره ليلة النصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء من غير صلاة
الليل يقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات، واستجار بالله من
النار كتبه الله عتيقا من النار، ولم يمت حتى يرى في منامه ملائكة يبشرونه بالجنة
وملائكة يؤمنونه من النار. وأما الدعوات فمنها ما وجدناه في كتب أصحابنا رحمهم الله
العتيقة وقد سقط منه أدعية ليال وهو دعاء الليلة الخامسة عشر: سبحان مقلب القلوب
والأبصار، سبحان مقلب الليل والنهار، وخالق الأزمنة والأعصار، المجري على مشيته
الأقدار، الذي لا بقاء لشئ سواه وكل شئ يعتوره الفناء غيره، فهو الحي الباقي
الدائم، تبارك الله رب العالمين، اللهم
[41]
قد انتصف شهر الصيام بما مضى من أيامه،
وانجذب إلى تمامه واختتامه، ومالي عدة أعتد بها، ولا أعمال من الصالحات اعول عليها،
سوى إيماني بك ورجائي لك، فأما رجائي فيكدره على صفوة الخوف منك، وأما إيماني فلا
يضيع عندك وهو بتوفيقك. اللهم فلك الحمد حين لم تفكك يدي عند التماسك بالعروة
الوثقى، ولم تشقني بمفارقتها فيمن اعتوره الشقاء، اللهم فأنصفني من شهواتي وإليك
منها الشكوى ومنك عليها اؤمل العدوى، فانك تشاء وتقدر، وأشاء ولا أقدر، ولست إلهي
وسيدي محجوجا، ولكن مسؤلا ترجى، ومخوفا يتقى، تحصي وننسى، وبيدك حلو ومر القضاء،
اللهم فأذقني حلاوة عفوك، ولا تجر عنى غصص سخطك، و صلى الله على محمد وآله الطاهرين
يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة من رواية محمد بن أبي قرة في كتابه عمل
شهر رمضان: يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك
الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة
ويا صاحب كل نجوى، ومنتهى كل شكوى، يا مقيل العثرات، يا مجيب الدعوات يا مبتدئا
بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه يا مولاه، يا غاية رغبتاه، أسئلك أن تصلى
على محمد وآل محمد، ولا تشوه خلقي في النار... ثم تسأل حاجتك تقضى إنشاء الله.
زيادة: اللهم يا مفرج كل هم، يا منفس كل كرب، ويا صاحب كل وحيد، ويا كاشف ضر أيوب،
وسامع صوت يونس المكروب، وفالق البحر لموسى وبني إسرائيل، ومنجي موسى ومن معه
أجمعين، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تيسر لي في هذا الشهر العظيم، الذي
تعتق فيه الرقاب، و تغفر فيه الذنوب، ما أخاف عسره، وتسهل لي ما أخاف حزونته، يا
غياثي عند كربتي، ويا صاحبي عند شدتي، يا عصمة الخائف المستجير، يا رازق البائس
[42]
الفقير، يا مغيث المقهور الضرير، يا مطلق
المكبل الأسير (1) ومخلص المسجون المكروب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وتجعل
لي من جميع أمري فرجا ومخرجا ويسرا عاجلا يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة
" الحنان أنت سيدي، المنان أنت مولاي، الكريم أنت سيدي العفو أنت مولاي، الحليم أنت
سيدي، الوهاب أنت مولاي، العزيز أنت سيدي، القريب أنت مولاي، الواحد أنت سيدي،
القاهر أنت مولاي الصمد أنت سيدي، العزيز أنت مولاي، الصمد أنت سيدي، العزيز أنت
مولاي، صل على محمد وآله، واغفر لي وارحمني وتجاوز عني إنك أنت الأجل الأعظم. فصل:
فيما يختص باليوم الخامس عشر من دعاء غير متكرر: دعاء اليوم الخامس عشر من شهر
رمضان " يا ذا المن والاحسان، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الجود والافضال، يا ذا
الطول، يا لا إله إلا أنت، ظهر اللاجين وأمان الخائفين، إن كنت كتبتني في ام الكتاب
شقيا فاكتبني عندك سعيدا موفقا للخير، وامح اسم الشقاء عني، فانك قلت في الكتاب
الذي أنزلت على نبيك صلواتك عليه وآله " يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
". اللهم ارزقني طيبا، واستعملني صالحا، اللهم امنن علي بالرزق الواسع الحلال الطيب
برحمتك، تكون لك المنة على، وتكون لي غنى عن خلقك، خالصا ليس لأحد من خلقك منة من
غيرك، واجعلنا فيه من الشاكرين، ولا تفضحني يوم التلاقي، اللهم إني أسئلك السعة في
الدنيا، وأعوذ بك من السرف فيها، وأسألك الزهد في الدنيا، وأعوذ بك من الحرص عليها،
وأسئلك الغنى في الدنيا، وأعوذ بك من الفقر فيها، اللهم إن بسطت علي في الدنيا
فرهدني فيها وإن قترت على رزقي فلا ترغبني فيها (2). دعاء آخر في هذا اليوم " اللهم
ارزقني فيه طاعة الخاشعين، وأشعر فيه قلبي
(1) الكيل عن الاسير. خ ل، وهو الموجود في
المصدر المطبوع. (2) كتاب الاقبال: 150 - 153.
[43]
إنابة المخبتين، بأمنك يا أمان الخائفين.
الباب العشرون: فيما نذكره من زيادات دعوات في الليلة السادسة عشر و يومها، وفيها
ما نختاره من عدة روايات. منها ما وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة، دعاء الليلة
السادسة عشر: " اللهم سبحانك لا إله إلا أنت، تعبد بتوفيقك، وتجحد بخذلانك، أريت
عبرك وظهرت غيرك، وبقيت آثار الماضين عظة للباقين، والشهوات غالبة، و اللذات
مجاذبة، نعترض أمرك ونهيك بسوء الاختيار، والعمى عن الاستبصار، و نميل عن الرشاد،
وننافر طرق السداد، فلو عجلت لانتقمت، وما ظلمت لكنك تمهل عودا على يدك بالاحسان ;
وتنظر تغمدا للرأفة والامتنان، فكم ممن أنعمت عليه ومكنته أن يتوب كفر الحوب،
وأرشدته الطريق بعد أن توغل في المضيق، فكان ضالا لولا هدايتك، وطائحا حتى تخلصته
دلائلك، وكم ممن وسعت له فطغى، وراخيت له فاستشرى، فأخذته أخذة الانتقام، وجذذته
جذاذ الصراط، اللهم فاجعلني في هذه الليلة ممن رضيت عمله، وغفرت زلله، ورحمت غفلته،
وأخذت إلى طاعتك ناصبته، وجعلت إلى جنتك أوبته، وإلى جوارك رجعته، وصلى الله على
محمد وآله وسلم يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة ذكره محمد بن أبي قرة في
كتابه عمل شهر مضان: " اللهم أنت إلهي ولي إليك فاقة، ولا أجد إليك شافعا ولا
متقربا أوجه في نفسي، ولا أعظم رجاء عندي منك في تعظيم ذكرك وتفخيم أسمائك وإني
اقدم إليك بين يدي حوائجي بعد ذكري نعماك علي باقراري لك، ومدحي إياك، و ثنائي
عليك، وتقديسي مجدك، وتسبيحي قدسك، الحمد لك بما أوجبت علي من شكرك، وعرفتني من
نعمائك، وألبستني من عافيتك، وأفضلت علي من جزيل عطيتك، فانك قلت يا سيدي [" لئن
شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " وقولك صدق ووعدك حق، وقلت سيدي:] " وإن
تعدوا نعمة الله لا تحصوها " وقلت: " ادعوا ربكم تضرعا وخفية " وقلت " ادعوه خوفا
وطمعا إن
[44]
رحمة الله قريب من المحسنين " اللهم إني
أسئلك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة، وغناك عنه قديم وهو عليك سهل يسير.
اللهم إن عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي وصفحك عن ظلمي وسترك على قبيح عملي، وحلمك
عن كثير جرمي عند ما كان من خطأي وعمدي أطمعني في أن أسألك مالا أستوجبه منك، فصرت
أدعوك آمنا وأسئلك مستأنسا، لا خائفا و لا وجلا مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك، فان
أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور، فلم
أر مولى كريما أصبر على عبد لئيم منك على، يا رب إنك تدعوني فاولي، عنك، وتتحبب إلى
فأتبغض إليك، وتتودد إلى فلا أقبل منك، كأن لي التطول عليك، ثم لا يمنعك ذلك من
الرحمة بي والإحسان إلى والتفضل على بجودك وكرمك، فصل على محمد وآله فارحم عبدك
الجاهل وعد عليه بفضل إحسانك وجودك، إنك جواد كريم. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن
النبي صلى الله عليه وآله: يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا
الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن،
يا رحيم يا رحيم يا رحيم يا رحيم يا رحيم يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا غفور يا غفور
يا غفور يا غفور يا غفور يا غفور يا غفور يا غفور، يا رؤف يا رؤف يا رؤف يا رؤف يا
رؤف يا رؤف يا رؤف يا رؤف، يا حنان يا حنان يا حنان يا حنان يا حنان يا حنان يا
حنان، يا حنان يا علي يا علي يا علي يا علي يا علي يا علي يا علي يا علي صل على
محمد وآله إنك أنت الغفور الرحيم. فصل فيما يختص باليوم السادس عشر من دعاء غير
متكرر. دعاء يوم السادس عشر من شهر رمضان " اللهم اغفر لي ذنبي وأوسع على رزقي
وبارك لي فيما رزقتني ولا تحوجني إلى أحد سواك، اللهم ارزقنا من فضلك، وبارك لنا في
رزقك، وأغننا عن خلقك، ولا تحرمنا رفدك، اللهم إنا نسألك السعة من طيب رزقك، والعون
على طاعتك، والقوة على عبادتك، اللهم عافنا من بلائك، وارزقنا
[45]
من فضلك، واكفنا شر خلقك (1). دعاء آخر في
هذا اليوم " اللهم وفقني لعمل الأبرار، وجنبني فيه مرافقة الأشرار، وآوني برحمتك في
دار القرار، بالوهيتك يا إله الأولين والاخرين. الباب الحادي والعشرون فيما نذكره
من زيادات ودعوات في الليلة السابعة عشر منه ويومها وفيها عدة روايات: منها الغسل
المشار إليه، ومنها أنها الليلة التي التقى في صبيحتها الجمعان يوم بدر، ونصر الله
نبيه صلى الله عليه وآله، ومنها ما نختاره من عدة فصول في الدعوات بعدة روايات،
رواية منها ما وجدناها في كتب أصحابنا العتيقة وهي في الليلة السابعة عشر: سبحان
العزيز بقدرته، المالك بغلبته، الذي لا يخرج شئ عن قبضته، ولا أمر إلا بيده الذي
يجود مبتدئا ومسؤولا وينعم معيدا، هو الحميد المجيد، نحمده بتوفيقه، فنعمه بذلك جدد
لا تحصى، ونمجده بآلائه وبدلالاته فأياديه لا تكافى، و الحمد لله الذي يملك
المالكين، ويعز الأعزاء، ويذل الأذلين، اللهم إن هذه الليلة ليلة سبع عشرة: عشر وهي
أول عقود الأعداد، وسبع وهي شريفة الاحاد، لا حقة بنعت سابقه، ويل لمن أمضاهن بغير
حق لك يا مولاه قضاك، ولا مقرب إليك أرضاك وأنا أحد أهل الويل، صدتني عنك بطنة
المآكل والمشارب، وغرني بك أمر المسارب وسعة المذاهب، واجتذبتني إلى لذاتها سنتي،
وركبت الوطيئة اللذيذة من غفلتي فاطرد عني الاغترار، وأنقذنى وأنف بي على
الاستبصار، واحفظني من يد الغفلة وسلمني إلى اليقظة، بسعادة منك تمضيها وتقضيها لي،
وتبيض وجهي لديك، وتزلفني عندك، يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد النبي وآله
وسلم. دعاء آخر في الليلة السابعة عشر منه رويناه باسنادنا إلى العالم عليه السلام
أنه قال: هذه الليلة هي الليلة التي التقى فيها الجمعان يوم بدر، وأظهر الله تعالى
آياته العظام في أوليائه وأعدائه. الدعاء فيها: يا صاحب محمد صلى الله عليه وآله
يوم حنين، ويا مبير الجبارين
(1) كتاب الاقبال: 155 - 157.
[46]
ويا عاصم النبيين، أسئلك بيس والقرآن
الحكيم، وبطه وسائر القرآن العظيم أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تهب لي الليلة
تأييدا تشد به عضدي، وتسد به خلتي يا كريم، أنا المقر بالذنوب فافعل بي ما تشاء لن
يصيبني إلا ما كتبت لي عليك توكلت وأنت حسبي وأنت رب العرش الكريم، اللهم إني أسئلك
خير المعيشة أبدا ما أبقيتني بلغة إلى انقضاء أجلي، أتقوى بها على جميع حوائجي،
وأتوصل بها إليك من غير أن تقتننى باكثار فأطغى أو بتقتير علي فأشقى، ولا تشغلني من
شكر نعمتك، وأعطني غنى عن شرار خلقك، وأعوذ بك من شر الدنيا وشر ما فيها. اللهم لا
تجعل الدنيا لي سجنا ولا تجعل فراقها لي حزنا، أخرجني عن فتنها إذا كانت الوفاة
خيرا لي من حياتي مقبولا عملي إلى دار الحيوان، ومساكن الأخيار، وأعوذ بك من أزلها
وزلزالها وسطوات سلطانها وبغي بغاتها، اللهم من أرادني فأرده، ومن كادني فكده،
واكفني هم من أدخل على همه، وصدق قولى بفعلي، وأصلح لي حالي وبارك لي في أهلي ومالي
وولدي وإخواني، اللهم اغفر لي ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقى من عمري حتى ألقاك
وأنت عني راض. وتسأل حاجتك ثم تسجد في دبر الدعاء وتقول في سجودك: سجد وجهي الفاني
البالى الموقوف المحاسب الخاطي لوجهك الكريم الباقي الدائم الغفور الرحيم، سبحان
ربي الأعلى وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه. زيادة " اللهم رب هذه الليلة العظيمة،
لك الحمد كما عصمتني من مهاوي الهلكة، والتمسك بحبال الظلمة، والجحود لطاعتك، والرد
عليك أمرك، و التوجه إلى غيرك، والزهد فيما عندك، والرغبة فيما عند غيرك منا مننت
به على ورحمة رحمتني بها من غير عمل سالف مني، ولا استحقاق لما صنعت بي واستوجبت
مني الحمد على الدلالة على الحمد، واتباع أهل الفضل والمعرفة والتبصر بأبواب الهدى،
ولولاك ما اهتديت إلى طاعتك، ولا عرفت أمرك، ولا سلكت سبيلك فلك الحمد كثيرا، ولك
المن فاضلا، وبنعمتك تتم الصالحات.
[47]
دعاء آخر في الليلة السابعة عشر مروي عن
النبي صلى الله عليه وآله: اللهم هذا شهر رمضان، الذي أنزلت فيه القرآن، وأمرت
بعمارة المساجد والدعاء والصيام والقيام، وحتمت لنا فيه الاستجابة، فقد اجتهدنا
وأنت أعنتنا فاغفر لنا فيه، ولا تجعله آخر العهد منا، واعف عنا فانك ربنا وارحمنا
فانك سيدنا، واجعلنا ممن ينقلب إلى مغفرتك ورضوانك إنك أنت الأجل الأعظم. فصل: فيما
يختص باليوم السابع عشر من دعاء غير متكرر. دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان "
اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، ولا تحوجني إلى أحد من خلقك، وأثبت قلبي
على طاعتك، اللهم أعصمني بحبلك، وارزقني من فضلك، ونجني من النار بعفوك، اللهم إني
أسئلك تعجيل ما تعجيله خير لي، وتأخير ما تأخيره خير لي، اللهم ما رزقتني من رزق
فاجعله حلالا طيبا في يسر منك وعافية، اللهم سد فقري في الدنيا، واجعل غناي في
نفسي، واجعل رغبتي فيما عندك، اللهم ثبت رجاءك في قلبي، واقطع رجائي عن خلقك، حتى
لا أرجو أحدا غيرك يا رب العالمين، اللهم وفي سفري فاحفظني وفي أهلي فاخلفني، وفيما
رزقتني فبارك لي: وفي نفسي فذللني، وفي أعين الناس فعظمني وإليك يا رب فحببني وفي
صالح الأعمال فقوني، وبسوء عملي فلا تبسلني، وبسريرتي فلا تفضحني وبقدر ذنوبي فلا
تخذلني، وإليك يا رب أشكو غربتي، وبعد دارى وقلة معرفتي وهواني على الناس يا أرحم
الراحمين (1). دعاء آخر في هذا اليوم " اللهم اهدني فيه لصالح الأعمال، واقض لي فيه
الحوائج والامال، يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال، يا عالما بما في صدور
الصامتين، صل على محمد وآله الطاهرين. الباب الثاني والعشرون فيما نذكره من زيادات
ودعوات في الليلة الثامنة عشر منه ويومها وفيه عدة روايات: منها رواية من كتب
أصحابنا وهي في الليلة الثامنة عشر " لا إله إلا الله وحده
(1) كتاب الاقبال: 158 - 161.
[48]
لا شريك له في ملكه، ولا منازع في قدرته،
أحصى كل شئ عددا، وخلقه وجعل له أمدا، فكل ما يرى وما لا يرى هالك إلا وجهه، له
الحكم وإليه يرجعون، و سبحان الله الذي قهر كل شئ بجبروته، واستولى عليه بقدرته،
وملكه بعزته سبحان خالقي ولم أك شيئا، الذي كفلني برحمته وغذاني بنعمته، وفسح لي في
عطيته ومن علي بهدايته، بما ألهمني من وحدانيته، والتصديق بأنبيائه، وحاملي رسالاته
وبكتبه المنزلة على بريته الموجبة بحجته، الذي لم يخذلني بجحود، ولم يسلمني إلى
عنود، وجعل من أكارم أنبيائه صلى الله عليهم أرو متي، ومن أفاضلهم نبعتي، ولخاتمهم
صلى الله عليه عونتي، اللهم لا تذلل مني ما أعززت، ولا تضعني بعد أن رفعت، ولا
تخذلني بعد أن نصرت، واطوفى مطاوي هذه الليلة ذنوبي مغفورة، و أدعيتي مسموعة،
وقرباتي مقبولة، فانك على كل شئ قدير وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما.
دعاء آخر في الليلة الثامنة عشر منه، رويناها عن محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر
رمضان: اللهم لك الحمد كما حمدت نفسك، وأفضل ما حمدك الحامدون من خلقك، حمدا يكون
أرضى الحمد لك، وأحق الحمد عندك، وأحب الحمد إليك وأفضل الحمد لديك، وأقرب الحمد
منك، وأوجب الحمد جزاء عليك، حمدا لا يبلغه وصف واصف، ولا يدركه نعت ناعت، ولاوهم
متوهم، ولا فكر متفكر، حمدا يضعف عنه كل أحد ممن في السموات والأرضين، ويقصر عنه
وعن حدوده ومنتهاه جميع المعصومين، المؤيدين الذين أخذت ميثاقهم في كتابك الذي لا
يغير ولا يبدل حمدا ينبغي لك، ويدوم معك، ولا يصلح إلا لك، حمدا يعلو حمد كل حامد،
وشكرا يحيط بشكر كل شاكر، حمدا يبقى مع بقائك، ويزيد إذا رضيت، وينمى كل ما شئت
حمدا خالدا مع خلودك، ودائما مع دوامك كما فضلتنا على كثير من خلقك، ولما وهبت من
معرفتك وصيام شهر رمضان، اللهم إني أسئلك بمقام محمد وبمقام أنبيائك عليه وعليهم
السلام أن تصلي على محمد وآل محمد، وتقبل صومي و
[49]
تصرف إلى وإلى أهلي وولدي وأهل بيتي ومن
يعنيني أمره وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات من فضلك ورحمتك وعافيتك ونعمك ورزقك
الهنيئ المرئ ما تجعله صلاحا لديننا وقواما لاخرتنا. دعاء آخر في هذه الليلة مروي
عن النبي صلى الله عليه وآله " الحمد الله الذي أكرمنا بشهرنا هذا، وأنزل علينا فيه
القرآن، وعرفنا حقه، والحمد لله على البصيرة، فبنور وجهك يا إلهنا وإله آبائنا
الأولين ارزقنا فيه التوبة، ولا تخذلنا ولا تخلف ظننا إنك أنت الجليل الجبار. وروي
عن الصادق عليه السلام أن في ثمان عشر مضت من شهر رمضان انزل الزبور قلت أنا: ينبغي
أن يكون لها زيادة من الاحترام والعمل المشكور. فصل: فيما يختص باليوم الثامن عشر
من دعاء غير متكرر. دعاء اليوم الثامن عشر من شهر رمضان " اللهم إن الظلمة كفروا
بكتابك وجحدوا آياتك، فكذبوا رسلك، وشرعوا غير دينك، وسعوا بالفساد في أرضك
وتعاونوا على إطفاء نورك، وشاقوا ولاة أمرك، ووالوا أعداءك وعادوا أولياءك وظلموا
أهل بيت نبيك، اللهم فانتقم منهم، واصبب عليهم عذابك، واستأصل شأفتهم، اللهم إنهم
اتخذوا دينك دغلا، ومالك دولا، وعبادك خولا فاكفف بأسهم، وأوهن كيدهم، واشف منهم
صدور المؤمنين، وخالف بين قلوبهم وشتت أمرهم، واجعل بأسهم بينهم، واسفك بأيدي
المؤمنين دماءهم، وخذهم من حيث لا يشعرون، اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم إنا
نشهد يوم القيامة، و يوم حلول الطامة، أنهم لم يذنبوا لك ذنبا، ولم يرتكبوا لك
معصية، ولم يضيعوا لك طاعة، وأن سيدنا ومولانا صاحب الزمان الهادي المهدي التقي
النقي الزكي الرضي فاسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، وقونا على
متابعته وأداء حقه، واحشرنا في أعوانه وأنصاره، إنك سميع الدعاء (1). دعاء آخر في
هذا اليوم " اللهم نبهني فيه لبركات أسحاره، ونور فيه
(1) كتاب الاقبال: 163 - 165.
[50]
قلبي بضياء أنواره، وخذ بكل أعضائي إلى
اتباع آثاره، يا نور قلوب العارفين ". أقول: ثم ساق الكلام في أعمال الليلة التاسعة
عشر منه على النهج الذي سننقله في باب أعمال ليالي الاحياء ثم قال رضي الله عنه:
الباب الرابع والعشرون فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة العشرين منه ويومها
وفيها ما نختاره من عدة روايات بالدعوات (1). منها ما وجدناه في كتب أصحابنا
العتيقة وهي في الليلة العشرين: اللهم أنت ربي لا إله لي غيرك اوحده، ولا رب لي
سواك أعبده، أنت الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وكيف
يكون كفو من المخلوقين [للخالق ظ] ومن المرزوقين للرازق، ومن لا يستطيعون لأنفسهم
نفعا و لا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، هو مالك ذلك كله بعطيته وتحريمه
ويبتلي به ويعافي منه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، إلهي وسيدي ما أغب شهر الصيام
إلى جانب الفناء وأنت الباقي، وآذن بالانقضاء وأنت الدائم، وهو الذي عظمت حقه فعظم،
وكرمته فكرم، وإن لي فيه الزلات كثيرة والهفوات عظيمة إن قاصصتني بها كان شهر
شقاوتي، وإن سمحت لي بها كان شهر سعادتي. اللهم وكما أسعدتني بالاقرار بربوبيتك
مبتدئا، فأسعدني برحمتك ورأفتك وتمحيصك وسماحتك معيدا، فانك على كل شئ قدير، وصلى
الله على محمد وآله وسلم كثيرا. دعاء آخر في هذه الليلة ذكره محمد بن أبي قرة في
كتابه عمل شهر رمضان: اللهم كلفتني من نفسي ما أنت أملك به مني، وقدرتك أعلى من
قدرتي فصل على محمد وآل محمد وأعطني من نفسي ما يرضيك عني وخذ لنفسك رضاها من نفسي،
إلهي لا طاقة لي بالجهد، ولا صبر لي على البلاء، ولا قوة لي على الفقر، فصل على
محمد وآل محمد، ولا تحظر على رزقك في هذا الشهر المبارك، ولا تلجئني إلى خلقك، بل
تفرد يا سيدي بحاجتي، وتول كفايتي، وانظر في اموري فانك إن وكلتني إلى خلقك
تجهموني، وإن ألجأتني إلى أهلى حرموني ومقتوني، وإن
(1) ههنا في الاصل بياض، راجع إلى شرح ذلك
في المقدمة.
[51]
أعطوا أعطوا قليلا نكدا، ومنوا على كثيرا،
وذموا طويلا، فبفضلك يا سيدي فاغننى، وبعطيتك فانعشني، وبسعتك فابسط يدي، وبما عندك
فاكفني يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله
" أستغفر الله مما مضى من ذنوبي فأنسيتها وهي مثبتة على يحصيها على الكرام
الكاتبون، يعلمون ما أفعل وأستغفر الله من موبقات الذنوب، وأستغفره من مفظعات
الذنوب، وأستغفره مما فرض على فتوانيت، وأستغفره من نسيان الشئ الذي باعدني من ربي،
وأستغفره من الزلالت والضلالات، ومما كسبت يدي، واومن به وأتوكل عليه كثيرا
وأستغفره وأستغفره وأستغفره وأستغفره وأستغفره وأستغفره وأستغفره. ثم تدعو بأدعية
كل ليلة منه وقد قدمنا منه طرفا في أول ليلة فلا تكسل عنه. فصل: فيما يختص باليوم
العشرين من دعاء غير متكرر. دعاء يوم العشرين من شهر رمضان " اللهم إني أسالك باسمك
المخزون الطاهر المطهر، يا من استجاب لابغض خلقه إليه إذ قال: أنظرني إلى يوم
يبعثون فاني لا أكون أسوء حالا منه فيما سألتك، فاستجب لي فيما دعوتك، وأعطني يا رب
ما سألتك إني أسألك يا سيدي أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني ممن تنتصر به
لدينك وتقاتل به عدوك، في الصف الذي ذكرت في كتابك [فقلت]: " كأنهم بنيان مرصوص "
مع أحب خلقك إليك في أحب المواطن لديك. اللهم وفي صدور الكافرين فعظمني، وفي أعين
المؤمنين فجللني، وفي نفسي و أهل بيتي فذللني، وحبب إلى من أحببت وبغض إلى من
أبغضت، ووفقني لأحب الامور إليك، وأرضاها لديك، اللهم إني منك إليك أفر، وليس ذلك
إلا من خوفي عدلك، وإياك أسألك بك لأنه ليس أحد إلا دونك، ولا أقدر أن أستتر منك في
ليل ولا نهار، وأنا عارف بربوبيتك مقر بوحدانيتك، أحطت يا إلهى خبرا بأهل السماوات
وأهل الأرض، لا يشغلك شئ عن شئ لا إله إلا أنت إنك
[52]
على كل شئ قدير (1). دعاء آخر في اليوم
المذكور " اللهم افتح علي فيه أبواب الجنان، وأغلق عني فيه أبواب النيران، ووفقني
فيه لتلاوة القرآن، يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين. أقول: ثم ساق الكلام في
أعمال الليلة الحادي عشر منه على النهج الذي سننقله في باب أعمال ليالي الاحياء، ثم
قال رضي الله عنه: الباب السادس والعشرون فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة
الثانية والعشرين منه ويومها، وفيها ما نختاره من عدة روايات. منها الغسل الذي
رويناه في كل ليلة من العشر الأواخر، ومنها دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة،
وهو في الليلة الثانية والعشرين: " سبحان من تبهر قدرته الأفكار، ويملأ عجائبه
الأبصار، الذي لا ينقصه العطاء، ولا يتعرض جوده الذكاء، الذي أنطق الألسن بصفاته،
واقتدر بالفعل على مفعولاته، وأدخل في صلاحها الفساد، وعلى مجتمعها الشتات، وعلى
منتظمها الانفصام ليدل المبصرين على أنها فانية من صنعة باق، مخلوقة من إنشاء خالق
لا بقاء ولا دوام إلا له، الواحد الغالب الذي لا يغلب، والمالك الذي لا يملك، الحمد
لله الذي بلغنيك ليلة طويت يومها على صيام، ورزقت فيه اليقظة من المنام، وقصدت رب
العزة بالقيام، برحمة منه تخصني، ونعمة ألبستني، وحسنى تغشني، وأسأله إتمام ابتدائه
وزيادتي من أجتبائه، فانه المليك القدير، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا.
ومنها ما ذكره محمد بن أبي قرة في كتابه عمل شهر رمضان دعاء ليلة اثنى وعشرين (2) "
يا سالخ الليل من النهار، فإذا نحن مظلمون، ومجري الشمس لمستقرها ذلك بتقديرك يا
عزيز يا عليم، ومقدر القمر منازل حتى عاد كالعرجون القديم يا نور كل نور، ومنتهى كل
رغبة، وولي كل نعمة، يا الله يا رحمن يا رحيم،
(1) كتاب الاقبال: 191 - 192 وفى طبع آخر
421 - 422 (2) كذا.
[53]
يا قدوس، يا واحد يا صمد يا فرد يا مدبر
الامور ومجري البحور، ويا باعث من في القبور، ويا ملين الحديد لداود عليه السلام يا
الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى، والأمثال
العليا، والكبرياء والآلاء والنعماء، أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، إن كنت
قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم (1) فصل على محمد وآل محمد
واجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين، وإساءتي
مغفورة، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، وإيمانا يذهب الشك عني، وترضيني بما قسمت
لي، و آتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار، وارزقني فيها يا رب
ذكرك وشكرك والرغبة والانابة إليك، والتوبة والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا
أرحم الراحمين، ولا تفتني بطلب ما زويت عني بحولك وقوتك، و أغننى يا رب برزق منك
واسع بحلالك عن حرامك، وارزقني العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم، ولا تشمت
بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على أفضل ما رأها أحد، ووفقني لما وفقت له محمد وآل
محمد عليه وعليهم السلام وافعل بي كذا وكذا.. الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. زيادة
بغير الرواية " يا ظهر اللاجين، صل على محمد وآل محمد وكن لي حصنا وحرزا، يا كهف
المستجيرين صل على محمد وآل محمد وكن لي حصنا [كهفا] و عضدا وناصرا، ويا غياث
المستغيثين صل على محمد وآل محمد وكن لى غياثا ومجيرا يا ولي المؤمنين صل على محمد
وآل محمد، وكن لي وليا يا مجري غصص المؤمنين صل على محمد وآل محمد واجر غصتي ونفس
همي، وأسعدني في هذا الشهر العظيم سعادة لا أشقى بعدها يا أرحم الراحمين. دعاء آخر
في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " أنت سيدي جبار غفار قادر قاهر،
سميع عليم، غفور رحيم، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب
(1) قد مر في ج 97 ص 357 ما يتعلق بهذه
الجملة من الدعاء التى تتكرر في العشر الاواخر، راجعه.
[54]
فالق الحب والنوى مولج الليل في النهار،
ومولج النهار في الليل، ومخرج الحى من الميت، ومخرج الميت من الحي، رازق العباد
بغير حساب، يا جبار يا جبار يا جبار يا جبار يا جبار يا جبار صلى على محمد وآله،
واعف عني واغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم. فصل: فيما يختص باليوم الثاني
والعشرين من دعاء غير متكرر. دعاء اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان " سبحان الله
البصير الذي ليس شئ أبصر منه، يبصر من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين، ويبصر ما في
ظلمات البر والبحر، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، ولا تغشى
بصره الظلمات، ولا يستتر عنه بستر، ولا يواري منه جدار، ولا يغيب عنه بر ولا بحر
ولا يكن منه جبل ما في أصله، ولا قلب ما فيه. ولا يستتر منه صغير، ولا كبير ولا
يستخفى منه صغير لصغره، ولا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في
الأرحام كيف يشاء، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ذلك الله، سبحان الله بارئ النسم،
سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور،
سبحان الله فالق الحب والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما
لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين (1). دعاء آخر في هذا
اليوم " اللهم أنزل على فيه بركاتك، ووفقني فيه لموجبات مرضاتك، وأسكني ببركته
بحبوحة جنانك، يا مجيب دعوة المضطرين. أقول: ثم ساق الكلام في أعمال الليلة الثالثة
عشر منه على النهج الذي سننقله في باب أعمال ليالي القدر ثم قال رحمه الله: الباب
الثامن والعشرون فيما نذكره مما يختص بالليلة الرابعة والعشرين من شهر رمضان. فمن
ذلك تعيين فضل الغسل في ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان رويناه
(1) كتاب الاقبال: 203 - 205 ط و 432 و
444 ط آخر.
[55]
باسنادنا إلى أبي الحسن بن سعيد من كتاب
على بن عبد الواحد النهدي عن حماد ابن عيسى، عن حريز، عن عبد الرحمن بن أبي عبد
الله قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: اغتسل في ليلة أربع وعشرين من شهر
رمضان، ما عليك أن تعمل في الليلتين جميعا. أقول: وقد قدمنا في عمل ليلة إحدى
وعشرين (1) رواية يغسل كل ليلة من العشر الأواخر أيضا. ومن ذلك صلاة الثلاثين ركعة
وأدعيتها، ثمان منها بين العشاءين، واثنان وعشرون بعد العشاء الاخرة وقد تقدم وصف
هذه الثلاثين ركعة وأدعيتها: عشرون منها في أول ليلة من الشهر، وعشر ركعات في جملة
صلاة ليلة تسع عشرة. ومن ذلك دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة وهو في الليلة
الرابعة و العشرين " الحمد لله شفعا ووترا، الشفع والوتر من هذه الليالي المباركات،
وعلى ما منحني وأعطاني فيهن من الخيرات، وتصدق به على ووهبه لي من الباقيات
الصالحات، الذي صومني ليأجرني وفطرني على ما رزقني، فكل من عنده و وبمننه، وبحسن
اختياره ونظره لعبيده، سبحانه سيدا أخذ بيدى من الورطات ومحص عني الخطيئات، وكفاني
المهمات، وأغناني عن المخلوقين، ولم يجعل رزقي إلى المرزوقين، وشهر ذكرى في
العالمين، وجعل اسمي في المذكورين، ولم يشقنى بعجب يحطني عن درجات رفيعة، فيهوى بى
إلى ظلم غضبه ونقمته، ولا أبلاني باستحلال ينزع عني ملابس رحمته، ويعوضني لبوس الذل
من سخطه، إياه أشكر وله أعبد، ومنه أرجو التمام والمزيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما. ومن ذلك ما يختص بهذه
الليلة من الدعاء برواية محمد بن أبي قرة رحمه الله وهو هذا: يا فالق الإصباح، يا
جاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا، يا عزيز
(1) سيأتي في أعمال ليالى القدر ان شاء
الله.
[56]
يا عليم، يا ذا المن والطول والقوة
والحول، والفضل والانعام، والجلال و الاكرام، يا الله يا رحمن يا الله يا فرد يا
الله ياوتر يا الله يا ظاهر يا باطن يا حي يا لا إله إلا أنت يا الله يا الله يا
الله يا الله يا الله يا الله يا الله، لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا
والكبرياء والالاء والنعماء، أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في
هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم فصل على محمد وآل محمد، واجعل اسمي
في السعداء، وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا
تباشر به قلبي وإيمانا يذهب بالشك عني، وترضيني بما قسمت لى، وآتني في الدنيا حسنة
وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار، وارزقني يا رب فيها ذكرك وشكرك والرغبة والانابة
إليك، والتوبة والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين، ولا تفتني بطلب
ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك، وارزقني
العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على
أفضل ما رآها أحد، ووفقني لما وفقت له محمد وآل محمد عليه وعليهم سلامك، وافعل بي
كذا وكذا... الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. زيادة بغير الرواية " اللهم إني أسألك
يا سيدي سؤال مسكين فقير إليك، خائف مستجير، أسألك يا سيدي أن تصلي على محمد وآل
محمد، وأن تجيرني من خزي الدنيا ومن عذاب الاخرة، وتضاعف لي في هذه الليلة وفي هذا
الشهر العظيم عملي، وترحم مسكنتي، وتجاوز عما أحصيته علي، وخفي عن خلقك وسترته علي
منا منك، وتسلمني من شينه وفضيحته وعاره في عاجل الدنيا، فلك الحمد على ذلك، وعلى
كل حال، وأسألك يا رب أن تصلي على محمد وآل محمد وتتم نعمتك علي بستر ذلك في
الاخرة، وتسلمني من فضيحته وعاره بمنك وإحسانك يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه
الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " اللهم أنت أمرت بالدعاء
[57]
وضمنت الاجابة، فدعوناك ونحن عبادك وبنو
إمائك، نواصينا بيدك، وأنت ربنا ونحن عبادك، ولم يسأل العباد مثلك، ونرغب إليك ولم
يرغب الخلائق إلى مثلك، يا موضع شكوى السائلين، ومنتهى حاجة الراغبين ويا ذا
الجبروت و الملكوت، ويا ذا السلطان والعز، يا حي يا قيوم، يا بار يا رحيم، يا حنان
يا منان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعم الجسام،
والطول الذي لا يرام، صل على محمد وعلى آله، واغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. فصل:
فيما يختص باليوم الرابع والعشرين من دعاء [دعاء اليوم الرابع والعشرين]: سبحان
الذي يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار، عالم
الغيب والشهادة الكبير المتعال، سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف
بالليل وسارب بالنهار، يميت الأحياء و يحيى الأموات، ويعلم ما تنقص الأرض منهم،
ويقر في الأرحام ما يشاء إلى أجل مسمى، سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله المصور،
سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق
الحب والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان
الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين. دعاء آخر في اليوم الرابع والعشرين:
اللهم إني أسألك فيه ما يرضيك وأعوذ بك فيه مما يوذيك، والتوفيق أن اطيعك ولا
أعصيك، يا عالما بأحوال السائلين (1). الباب التاسع والعشرون فيما نذكره مما يختص
بالليلة الخامسة والعشرين من شهر رمضان. فمن ذلك الغسل المشار إليه في كل ليلة من
العشر الأواخر، وقد قدمنا رواية بذلك في عمل ليلة إحدى وعشرين (2).
(1) كتاب الاقبال - 215 - 219 وفى ط 443 -
444. (2) سيأتي.
[58]
ومن ذلك تعيين فضل الغسل ليلة خمس وعشرين
منه، رواها علي بن عبد الواحد باسناده إلى عيسى بن راشد عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: سألته عن الغسل في شهر رمضان فقال: كان أبي يغتسل في ليلة تسع عشرة
وإحدى وعشرين وثلاث و عشرين وخمس وعشرين. ومن ذلك صلاة الثلاين ركعة وأدعيتها: ثمان
منها بين العشائين واثنان و وعشرون بعد العشاء الاخرة وقد تقدم وصف هذه الثلاثين
ركعة وأدعيتها عشرون منها في أول ليلة من الشهر وعشر ركعات في جملة صلاة ليلة تسع
عشر. ومن ذلك ما يختص بهذه الليلة من الدعاء برواية محمد بن أبي قرة رحمه الله وهو:
دعاء ليلة خمس وعشرين: " يا جاعل الليل لباسا، والنهار معاشا، والأرض مهادا،
والجبال أوتادا يا الله يا قاهر، يا الله يا جبار، يا الله يا سميع يا الله يا قريب
يا الله يا مجيب يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله، لك
الأسماء الحسنى، والأمثال العليا والكبرياء و الالاء والنعماء، أسألك باسمك بسم
الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم
أن تصلي على محمد وآل محمد و أن تجعل اسمي في السعداء، وروحي مع الشهداء وإحساني في
عليين وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، وإيمانا يذهب بالشك عني
وترضيني بما قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنى عذاب النار، و
ارزقني يا رب فيها ذكرك وشكرك والرغبة، والإنابة إليك والتوبة، والتوفيق لما وفقت
له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين، ولا تفتني بطلب ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني
يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك وارزقني العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم
وغم ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على أفضل ما رأها أحد، ووفقني لما وفقت
له محمدا وآل محمد عليهم السلام وافعل بي كذا وكذا. الساعة الساعة حتى ينقطع النفس.
زيادة بغير الرواية: أسألك أن تكمل لي الثواب بأفضل ما أرجو من رحمتك
[59]
وتصرف عني كل سوء فانى لا أستطيع دفع ما
أحاذر إلا بك، فقد أمسيت مرتهنا بعملي، وأمسى الأمر والقضاء في يديك، فلا فقير أفقر
مني، فصل على محمد و آل محمد، واغفر لي ظلمي وجرمي وجهلي وجدي وهزلي، وكل ذنب
ارتكبته وبلغني رزقي بغير مشقة مني، ولا تهلك روحي وجسدي في طلب ما لم تقدر لي يا
أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: تبارك
الله أحسن الخالقين خالق الخلق، ومنشئ السحاب، وآمر الرعد أن يسبح له، تبارك الذي
بيده الملك وهو على كل شئ قدير، الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا،
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، تبارك الذي إن شاء جعل لك
خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا، تبارك الله أحسن الخالقين.
فصل: فيما يختص باليوم الخامس والعشرين من دعاء: " سبحان الذي يعلم ما في السماوات
وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى
من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة إن الله
بكل شئ عليم، سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج
كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحب والنوى، سبحان الله
خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى ومالا يرى، سبحان الله مداد كلماته سبحان الله
رب العالمين. دعاء آخر في هذا اليوم: اللهم اجعل سعيي فيه مشكورا، وذنبي بعفوك فيه
مغفورا، وعملى فيه مقبولا، وعيبي بجودك فيه مستورا، يا سامع أصوات المبتهلين (1).
الباب الثلاثون فيما نذكره مما يختص بالليلة السادسة والعشرين من
(1) كتاب الاقبال: 219 - 223، وفى ط 444 -
448.
[60]
شهر رمضان. فمن ذلك الغسل الذي قدمناه في
كل ليلة من هذا الشهر، ومن ذلك صلاة الثلاثين ركعة وأدعيتها، ثمان منها بين
العشاءين، واثنان وعشرون بعد العشاء الاخرة وقد تقدم وصف هذه الثلاثين ركعة
وأدعيتها عشرون منها في أول ليلة من الشهر وعشر ركعات في جملة صلاة ليلة تسع عشرة.
ومن ذلك ما يختص بهذه الليلة من الدعاء برواية محمد بن أبي قرة رحمه الله دعاء ليلة
ست وعشرين: يا جاعل الليل والنهار آيتين، يا من محا آية الليل وجعل آية النهار
مبصرة، ليبتغوا فضلا منه ورضوانا، يا مفصل كل شئ تفصيلا، يا الله يا واحد يا الله
يا وهاب، يا الله يا جواد، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا
الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا، والكبرياء والالاء والنعماء، أسألك باسمك
بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر
حكيم، فصل على محمد وآله واجعل اسمى في السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين،
وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، و إيمانا يذهب بالشك عني وترضيني
بما قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار، وارزقني يا رب
فيها ذكرك وشكرك والرغبة والإنابة إليك والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وآل
محمد، عليه وعليهم السلام وافعل بي كذا وكذا... الساعة الساعة حتى ينقطع النفس.
زيادة: اللهم إنك عيرت أقواما على لسان نبيك صلى الله عليه وآله فقلت: " ادعوا
الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا " فيامن لا يملك كشف الضر
عنهم ولا تحويلا غيره، صل على محمد وآل محمد، واكشف ما بي من مرض وحوله عني،
وانقلني في هذا الشهر العظيم من ذل المعاصي إلى عز طاعتك يا أرحم الراحمين. دعاء
آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ
[61]
هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت
الوهاب، ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا
ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا
تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا
ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما طاقة لنا به
واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. فصل: فيما يختص
باليوم السادس والعشرين من شهر رمضان: سبحان الله مالك الملك تؤتي الملك من تشاء
وتنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير،
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحى من الميت، وتخرج الميت من
الحي وترزق من تشاء بغير حساب، سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله المصور سبحان
الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحب
والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان الله
مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين - ثلاثا. دعاء آخر في هذا اليوم " اللهم
اجعلني محبا لأوليائك، ومعاديا لأعدائك مستنا بسنة خاتم أنبيائك، يا عاصم قلوب
النبيين (1). الباب الحادي والثلاثون فيما نذكره مما يختص بالليلة السابعة والعشرين
من شهر رمضان. فمن ذلك الغسل المشار إليه في كل ليلة من العشر الأواخر، وقد قدمنا
رواية بذلك في ليلة إحدى وعشرين. ومن ذلك تعيين الرواية بفضل الغسل ليلة سبع وعشرين
منه، وليلة تسع و عشرين، رويناه باسنادنا إلى حنان بن سدير من كتاب النهدي عن ابن
أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الغسل في شهر رمضان فقال:
اغتسل ليلة تسع عشرة
(1) الاقبال: 223 - 226، وفى ط 448 - 449.
[62]
وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وسبع وعشرين،
وتسع وعشرين. ومن ذلك صلاة ثلاثين ركعة وأدعيتها: ثمان منها بين العشائين، واثنان و
عشرون بعد العشاء الاخرة، وقد تقدم وصف هذه الثلاثين ركعة وأدعيتها عشرون منها في
أول ليلة من الشهر، وعشر ركعات من جملة صلاة ليلة تسع عشرة: ومن ذلك دعاء وجدناه في
كتب أصحابنا العتيقة وهو دعاء ليلة سبع وعشرين. " الحمد لله الذي خلق بدايعه
بقدرته، وملك الامور بعزته، وعدل فلا يجور، وأنصف فلا يحيف وكيف يجور ويحيف على من
سماه بالضعف، وقرعه بالفقر ونبهه على الغناء الأكبر من رضوانه، ودعاه إلى الحظ
الأوفر من غفرانه وأشرع له إلى ذلك السبيل، وأمره أن يلجها بصالح العمل، لم يتهم
بالشقوة من أمر بالرحمة و [أوعد] بالجور على العبيد بل أوجب العقاب على فاسقهم،
والثواب لمن نهاهم، من هو أشفق عليهم من ام الفروخ على فرخها ; تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا، سبحان من صومني من الطعام والشراب (1) ومن فرقه بما يورطني في
أليم العذاب، يخلصني من العقاب، بصيام اوجب لي الثواب، الحمد لله على أن هداني
وعافاني وكفاني كما يستحق الجواد الكريم يا أرحم الراحمين صل على محمد وعلى أهل
بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما. ومن ذلك ما يختص بهذه الليلة من الدعاء برواية
محمد بن أبي قرة رحمه الله وهو دعاء ليلة سبع وعشرين: يا ماد الظل ولو شئت جعلته
ساكنا، ثم جعلت الشمس عليه دليلا، ثم قبضته إليك قبضا يسيرا، يا ذا الحول والطول
والكبرياء والالاء لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة يا رحمن يا رحيم لا إله إلا
أنت يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا
بارئ يا مصور، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله لك الأسماء
الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والالاء والنعماء أسألك باسمك بسم الله الرحمن
الرحيم، إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم، فصل على
محمد وآله، واجعل اسمي
[63]
في السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في
عليين، وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، وإيمانا يذهب بالشك عني،
وترضيني بما قسمت لي وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنى عذاب النار،
وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة والانابة إليك والتوبة والتوفيق لما وفقت له شيعة
آل محمد يا أرحم الراحمين، ولا تفتني بطلب ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب
برزق منك واسع بحلالك عن حرامك، وارزقني العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم،
ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد ووفقني لما وفقت له
محمدا وآل محمد عليه وعليهم السلام، وافعل بي كذا وكذا... الساعة الساعة حتى ينقطع
النفس. ومما رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رضي الله عنه باسناده إلى
زيد بن على قال: سمعت أبي علي بن الحسين عليه السلام ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان
يقول من أول الليل إلى آخره: " اللهم ارزقني التجافي عن دار الغرور، والانابة إلى
دار الخلود، والاستعداد للموت قبل حلول الفوت. زيادة: اللهم إني أسألك واقسم عليك
بكل اسم هو لك سماك به أحد من خلقك أو استأثرت به، في علم الغيب عندك، وأسألك باسمك
الأعظم الذي حق عليك أن تجيب من دعاك به، أن تصلي على محمد وآل محمد، وتسعدني في
هذه الليلة سعادة لا أشقى بعدها أبدا يا أرحم الراحمين. دعاء آخر في هذه الليلة
مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا
وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيمة إنك لا
تخلف الميعاد، ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من
سبيل، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، ربنا هب لنا من أزواجنا
وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك
المصير، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ربنا
[64]
اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم. فصل: فيما يختص باليوم
السابع والعشرين من دعاء: دعاء اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان: " سبحان الذي
بيده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا
يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، سبحان الله بارئ
النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات
والنور، سبحان الله فالق الحب والنوى، سبحان الله خالق كل شئ سبحان الله خالق ما
يرى وما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين - ثلاثا. دعاء آخر
في هذا اليوم " اللهم ارزقني فيه فضل ليلة القدر، وصير اموري فيه من العسر إلى
اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الوزر، يا رؤفا بعباده الصالحين (1). الباب الثاني
والثلاثون فيما نذكره مما يختص بالليلة الثامنة والعشرين من شهر رمضان. فمن ذلك
الغسل المذكور في كل ليلة من العشر الأواخر، ومن ذلك صلاة الثلاثين ركعة وأدعيتها:
ثمان منها بين العشاءين، واثنان وعشرون بعد العشاء الاخرة، وقد تقدم (2) وصف هذه
الثلاثين ركعة وأدعيتها عشرون منها في أول ليلة من الشهر وعشر ركعات في جملة صلاة
ليلة تسعة عشرة. ومن ذلك ما يختص بهذه الليلة من الدعاء برواية محمد بن أبي قرة
رحمه الله وهو دعاء ليلة ثمان وعشرين: يا خازن الليل في الهواء، وخازن النور في
السماء، ويا مانع السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه وحابسهما أن تزولا، يا حليم،
يا عليم، يا دائم، يا الله
(1) الاقبال: 226 - 230، وفى ط: 449 -
452. (2) سيأتي.
[65]
يا قريب يا باعث من في القبور، يا الله يا
الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله، لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا
والكبرياء والالاء والنعماء أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في هذه
الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم، فصل على محمد وآل محمد، واجعل اسمي في
السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا تباشر
به قلبي، وإيمانا يذهب بالشك عني، وترضيني بما قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة وفي
الاخرة حسنة وقني عذاب النار، وارزقني يا رب فيها ذكرك وشكرك والرغبة، و الإنابة
إليك والتوبة، والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين ولا تفتني بطلب
ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب برزق واسع بحلالك عن حرامك، وارزقني العفة
في بطني وفرجي، ففرج عني كل هم وغم، ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على أفضل
ما رآها أحد ووفقني لما وفقت له محمدا وآل محمد عليهم السلام، وافعل بي كذا وكذا...
الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. زيادة: أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وتهب لي
قلبا خاشعا، ولسانا صادقا وجسدا صابرا، وتجعل ثواب ذلك الجنة يا أرحم الراحمين.
دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله " آمنا بالله وكفرنا
بالجبت والطاغوت، آمنا بمن لا يموت، آمنا بمن خلق الشمس والقمر والنجوم والجبال
والشجر والدواب وخلق الجن والإنس، آمنا بما انزل إلينا وانزل إليكم وإلهنا وإلهكم
واحد ونحن له مسلمون، آمنا برب هارون وموسى، آمنا برب الملائكة والروح، آمنا بالله
وحده لا شريك له، آمنا بمن أنشأ السحاب، وخلق العذاب والعقاب، آمنا آمنا آمنا آمنا
آمنا آمنا بالله. فصل: فيما يختص باليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان [من دعاء غير
متكرر]. سبحان الذي لا يحصي مدحته القائلون، ولا يجزي بآلائه الشاكرون العابدون وهو
كما قال، وفوق ما نقول، والله كما أثنى على نفسه، ولا يحيطون بشئ من
[66]
علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السماوات
والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم، سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله
المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله
فالق الحب والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى،
سبحان الله مداد كلماته سبحان الله رب العالمين - ثلاثا. دعاء آخر في هذا اليوم "
اللهم وفر حظي فيه من النوافل، وأكرمني فيه باحضار [الأحلام في] المسائل، وقرب
وسيلتي إليك من بين الوسائل، يا من لا يشغله إلحاح الملحين (1). الباب الثالث
والثلاثون فيما نذكره مما يختص بالليلة التاسعة والعشرين من شهر رمضان. فمن ذلك
الغسل المشار إليه في كل ليلة من العشر الأواخر، وقد قدمنا رواية بذلك، وذكرنا
رواية اخرى في عمل ليلة سبع وعشرين يقتضى الأمر بتعيين الغسل ليلة تسع وعشرين منه.
ومن ذلك صلاة الثلاثين ركعة وأدعيتها: ثمان منها بين العشاءين، واثنان و عشرون بعد
العشاء الاخرة، وقد تقدم وصف هذه الثلاثين ركعة وأدعيتها: عشرون منها في أول ليلة
من الشهر، وعشر ركعات من جملة صلاة ليلة تسع عشرة. ومن ذلك ما يختص بهذه الليلة من
الدعاء برواية محمد بن أبي قرة رحمه الله وهو دعاء ليلة تسع وعشرين. يا مكور الليل
على النهار ومكور النهار على الليل، يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا رب الأرباب، وسيد
السادات، لا إله إلا أنت، يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد، يا الله يا الله يا
الله يا الله يا الله يا الله يا الله، لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا
والكبرياء والالاء والنعماء، أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في
هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم
(1) كتاب الاقبال: 230 - 234، وفى ط 452 -
454.
[67]
فصل على محمد وآل محمد واجعل اسمي في
السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا
تباشر به قلبي، وإيمانا يذهب بالشك عني، وترضيني بما قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة
وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار، وارزقني يا رب فيها ذكرك وشكرك والرغبة والانابة
إليك، والتوبة والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين، ولا تفتني بطلب
ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك، وارزقني
العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على
أفضل ما رآها أحد، ووفقني لما وفقت له محمدا وآل محمد عليه وعليهم السلام، وافعل بي
كذا وكذا.... الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي
صلى الله عليه وآله " توكلت على السيد الذي لا يغلبه أحد، توكلت على الجبار الذي لا
يقهره أحد، توكلت على العزيز الرحيم الذي يراني حين أقوم وتقلبي في الساجدين، توكلت
على الحي الذي لا يموت توكلت على من بيده نواصي العباد، توكلت على الحليم الذي لا
يعجل، توكلت على العدل الذي لا يجور، توكلت على الصمد الذي لم يلد ولم يولد، توكلت
على القادر القاهر العلي الصمد، توكلت توكلت توكلت توكلت توكلت توكلت توكلت توكلت
توكلت توكلت. فصل: فيما يختص باليوم التاسع والعشرين من دعاء غير متكرر. دعاء اليوم
التاسع والعشرين من شهر رمضان " سبحان الذي يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما
ينزل من السماء وما يعرج فيها ولا يشغله ما ينزل من السماء وما يعرج فيها عما يلج
في الأرض وما يخرج منها، ولا يشغله ما يلج في الأرض وما يخرج منها عما ينزل من
السماء وما يعرج فيها، ولا يشغله علم شئ عن علم شئ ولا يشغله خلق شئ عن خلق شئ، ولا
حفظ شئ عن حفظ شئ، ولا يساويه شئ، ولا يعدله شئ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير،
سبحان الله بارئ النسم
[68]
سبحان الله المصور، سبحان الله خالق
الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحب والنوى، سبحان
الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى ومالايرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان
الله رب العالمين - ثلاثا. دعاء آخر في هذا اليوم " اللهم غشني فيه من الرحمة،
وارزقني فيه التوفيق والعصمة، وطهر قلبي من عنايات (1) التهمة، يا رحيما بعباده
المذنبين (2). الباب الرابع والثلاثون فيما نذكره من زيادات ودعوات في آخر ليلة
منه. فمن ذلك الغسل المشار إليه بالحديث الذي رويناه عن النبي صلوات الله عليه أنه
كان يغتسل في كل ليلة من العشر الأواخر. ومن ذلك زيارة الحسين صلوات الله عليه في
آخر ليلة من شهر رمضان وقد قدمنا الرواية بذلك في عمل أول ليلة منه، ومن ذلك صلاة
ثلاثين ركعة وقد تقدمت الإشارة إليها، ومن ذلك الأدعية التي يختص بهذه الليلة
وقراءة شئ معين وإستغفار. فمن الأدعية في هذه الليلة دعاء وجدناه في كتب أصحابنا
العتيقة وهو دعاء ليلة الثلاثين: الحمد لله الذي كمل صيامي أيام شهره الشريف من غير
إفطار، وأقبل بوجهي فيه إلى طاعته من غير إدبار، واستنهضني إليه للاعتراف بذنوبي من
غير إصرار وأوجب لي بانعامه الإقالة من العثار، ووفقني للقيام في لياليه إليه داعيا
وله مناديا أستوهب وأستميح العيوب، وأتقرب بأسمائه وأستشفع بآلائه، وأتذلل بكبريائه
وهو تبارك اسمه في كل ذلك يصرفني بقوة الرجاء والتأميل، عن الشك في رحمته لتضرعي
إلى التحصيل ثقة بجوده ورأفته، وتبغيا (3) لاشفاقه وعطفه. اللهم هذا شهرك وقد كمل
ومضى، وهذا الصيام قد تم وانقضى، قدم بكره وقدومه تمكن ما في النفوس من لذاتها
ونفورها من مفارقة عاداتها، فما ورد حتى
(1) غياب خ. (2) كتاب الاقبال: 234 - 237
وفى ط 454 - 455. (3) وسعيا خ.
[69]
ذللها بطاعته، وأشخصها إلى طلب رحمته،
فكان نهار صيامنا يزكى لديك، وليلة قيامنا يوقد عليك، وأرهف القلوب، وعارك الذنوب،
وأخضع الخدود، ورفع إليك الراحات، واستدر العبرات، بالنحيب والزفرات، أسفا على
الزلات، واعترافا بالهفوات، واستقالة للعثرات، فرحمت وعطفت وسترت وغفرت وأقلت
وأنعمت فعاد حبيبا مألوفا قربه، وقادما يكره فراقه، فعليه السلام من شهر ودعته بخير
أو دعته، وبعد منك قربه، وغنم من فضلك استجلبه، وفضايح تقدمت عندك هدرها وقبايح
محاها ونثرها، وخيرات نشرها، ومنافع نشزها، ومنن منك وفرها، و عطايا كثرها، وداع
مفارق خلف خيراته، وأسعد بركاته، وجاد بعطاياه. اللهم فلك الحمد مني حمد من لا
يخادع نفسه من تقدم جزعها منه، ولا يجحد نعمتك في الذي أفدته ومحوته عنه، سائل لك
أن تعرض عما اعتمدته فيه، ولم يعتمده من زلله، إعراض المتجافي العظيم، وأن تقبل على
أيسر ما تقربت به إقبال الراضي الكريم، أن ينظر إلى بنظرة البر الرؤف الرحيم. اللهم
عقب علي بغفرانك في عقباه، وآمني من عذابك ما أخشاه، وقنى من صنوفه ما أتوقاه،
واختم لي في خاتمته بخير تجزل منه عطيتي، وتشفع فيه مسئلتي وتسد به فاقتي، وتنفى به
شقوتى، وتقرب به سعادتي، وتملأ يدى من خيرات الدارين، بأفضل ما ملأت به يد سائل،
ورجعت به أمل آمل، وتمنحني في والدى وفي جميع المؤمنين والمؤمنات الغفران والرضوان،
وتذكرهم منك باحسان تنيل أرواحهم مسرة رضوانك، وتوصل إليها لذة غفرانك، وترعاها في
رياض جنانك بين ظلال أشجارها، وجداول أنهارها، وهنيئ ثمارها، وكثير خيراتها،
واستواء أقواتها، وصنوف لذاتها، وسائغ بركاته، واحينا لورود هذا الشهر عائدا في
قابل عامنا بهدم أوزارنا وآثامنا إلى القربات منك سبيلا، وعليها دليلا، وإليها
وسيلا، يا أقدر القادرين، ويا أجود المسؤولين. اللهم إن كل ما لفظت به إليك - جل
ثناؤك - من تمجيد وتحميد ووصف لقدرتك وإقرار بوحدانيتك، وإرضائك من نصبي إليك، ومن
إقبالي بالثناء عليك، فهو
[70]
بتوفيقك، فلك الحمد يا قاضى ما يرضيك، وإن
كان من أيسر نعمك لانكافيك، ثم بهداية محمد نبيك صلى الله عليه وآله وسفارته
وإرشاده ودلالته، فقد أوجبت له بذلك من الحق عندك وعلينا ما شرفته به، وأوعزت فيه
إلينا، اللهم فكما جعلته لهدايتنا علما، وإليك لنا طريقا وسلما، ومن سخطك ملجأ
ومعتصما، وفينا شفيعا مقدما، ومشفعا مكرما وكان لا مكافاة له إلا منك، ولا اتكال من
مجازاته إلا عليك، وكنا عن حقه بأنفسنا وأموالنا مقصرين، وكان فيها من الزاهدين،
وعنها من الراغبين، ولسنا إلى تأتيه بواصلين، ولا عليها بقادرين، فاجزه عنا بأفضل
صلواتك، وأطيب تحياتك. اللهم صل عليه صلاة تمده منك بشرايف حبائك، وكرايم عطياتك،
وموفور خيراتك، وميسور هباتك، صلاة تكثر وتكشف حتى لا تنقطع، ولا تضعف، صلاة تتدارك
وتتصل حتى لا تحيل ولا تنفصل، صلاة تتوالى وتتسق حتى لا تتشعب ولا تفترق، صلاة تدوم
وتتواتر وتتضاعف وتتكاثر، تزن الجبال، و تعاد الرمال، صلاة تجاري النيرات في
أفلاكها، والقدرة التي قامت بأسماكها، صلاة تنافى الرياح والنجوم والشموس والغيوم
وورق الشجر وألفاظ البشر و تسبيح جميع المخلوقين من الماضين والباقين، ومن يخلق إلى
يوم الدين، ثم أستودعها تعارف العاملين، الذي ليس له فناء، ولا حد ولا انتهاء،
اللهم فأوصل ذلك إليه وإلى أهل بيته الطاهرين، وإلى آبائه وآباء إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق وإلى جميع النبيين والشهداء والصالحين، وإلى جبرئيل وميكائيل، وحملة عرشك
والملائكة صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم. ومن ذلك ما يختص بهذه الليلة من الدعاء برواية محمد بن أبي قرة
رحمه الله وهو دعاء ليلة الثلاثين: الحمد لله لا شريك له، الحمد لله لا شريك له،
الحمد لله لا شريك له، الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وكما هو أهله، يا
قدوس يا سبوح، يا منتهى التسبيح، يا رحمن يا فاعل الرحمة، يا الله يا عليم، يا الله
يا عظيم، يا الله يا كبير
[71]
يا الله يا لطيف، يا الله يا جليل، يا
الله يا سميع. يا الله يا بصير، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله
يا الله [يا الله يا الله] لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا، والكبرياء والالاء
والنعماء، أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل
الملائكة والروح من كل أمر حكيم، فصل على محمد وآله واجعل اسمي في السعداء وروحي مع
الشهداء وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، و
إيمانا لا يشوبه الشك مني وترضيني بما قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة
حسنة وقني عذاب النار، وارزقني يا رب فيها ذكرك وشكرك والرغبة والإنابة إليك
والتوبة والتوفيق لما تحبه وترضاه ولما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين: ولا
تفتني بطلب ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك،
وارزقني العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم، ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة
القدر على أفضل رآها أحد، ووفقني لما وفقت له محمدا وآل محمد، عليه وعليهم السلام
وافعل بي كذا وكذا.. الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. وأكثر أن تقول وأنت قائم وقاعد
وراكع وساجد: " يا مدبر الامور، يا باعث من في القبور، يا مجري البحور، يا ملين
الحديد لداود عليه السلام، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا.. الساعة
الساعة الليلة الليلة حتى ينقطع النفس. زيادة بغير الرواية: " اللهم صل على محمد
وآل محمد، واجعلني من أوفر عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة أو أنت
منزله من نور تهدى به، أو رحمة تنشرها، أو رزق تقسمه، أو بلاء ترفعه، أو مرض تكشفه،
واكتب لي فيها ما كتبت لأوليائك الصالحين الذين استوجبوا منك الثواب، وأمنوا برضاك
عنهم العذاب، يا كريم يا كريم يا كريم صل على محمد وآل محمد، وافعل بي ذلك برحمتك،
وارزقني بعد انقضاء شهر رمضان العصمة والتوبة والإنابة والتمسك بولاية محمد وآل
محمد، ومن علي أبدا ما أبقيتني بذكرك وشكرك للرغبة، والثبات على دينك، والتوفيق لما
[72]
وفقت له محمدا وآل محمد عليه وعليهم
السلام. اللهم إنك قلت في كتابك المنزل وقولك الحق " شهر رمضان الذي انزل فيه
القرآن " وهذا شهر رمضان وقد تصرمت لياليه وأيامه، فأسألك بوجهك الكريم وكلماتك
التامة، وبحق محمد وآل محمد إن كان بقي على ذنب واحد لم تغفره لي، أو تريد أن
تحاسبني عليه أو تعاقبني عليه أو تقايسني به، أن يطلع فجر هذه الليلة، أو يتصرم هذا
الشهر إلا وقد غفرته لي يا أرحم الراحمين أي ملين الحديد لداود أي كاشف الكرب صل
على محمد وآل محمد، واستجب دعائي، وأعطني سؤلي، واجعل جميع هواي لي سخطا إلا ما
رضيته، واجعل جميع طاعتك لي رضا، وإن خالف ما هويت على ما أحببت أو كرهت، حتى أكون
لك في جميع ما أمرتني متابعا مطيعا سامعا، وعن كل ما نهيتني عنه منتهيا، وفي كل ما
قضيت على ولي راضيا، وعلى كل ما أنعمت به علي شاكرا، وفي كل حالاتي ذلك ذكرا، من
حال عافية آو بلاء أو شدة أو رخاء، أو سخط أو رضى. إلهي فصل على محمد وآل محمد،
وانظر إلى في جميع اموري نظرة رحيمة شريفة كريمة تقويني بها على ما أمرتني به،
وتسددني بها ولجميع ما كلفتني فعله وتزيدني لها بصرا ويقينا في جميع ما عرفتني من
آلائك عندي وإنعامك على وإحسانك إلى، وتفضيلك إياي، إلهي حاجتي العظمى التي إن
قضيتها لم يضرني ما منعتني وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من
النار، يا سيدي ارحمني من السلاسل والأغلال والسعير، وارحمني من الطعام الزقوم،
وشرب الحميم ارحمني من جهنم إن عذابها كان غراما، إنها سائت مستقرا ومقاما، لا
تعذبني وأنا أستغفرك، ولا تحرمني وأنا أسألك، أسألك الجنة وما فيها، وأعوذ بك من
النار وما جمعت، اللهم فزوجني من الحور العين، واجعلني ممن يأتي آمنا يوم القيامة
إني لما أنزلت إلى من خير فقير، اللهم صل على محمد وآل محمد، وابدء بمحمد و آل
محمد، في كل خير من خير الدنيا والاخرة: ومن ذلك دعاء ليلة الثلاثين مروي عن النبي
صلى الله عليه وآله:
[73]
" ربنا فاتنا الشهر المبارك الذي أمرتنا
فيه بالصيام والقيام، ولا تجعله آخر العهد منا، ربنا فاغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا
وما تأخر، ربنا ولا تخذلنا ولا تحرمنا المغفرة واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وتب
علينا وارزقنا وارزق منا واجعلنا من أوليائك المتقين برحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول: ومن ذلك ما قدمناه من الدعوات أول ليلة منه مما يتكرر كل ليلة ومن ذلك ما
رواه جعفر بن محمد الدوريستي من كتاب الحسنى بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال: من صلى آخر ليلة من شهر رمضان عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة
واحدة، وقل هو الله أحد عشر مرات، ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرات: " سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " ويتشهد في كل ركعتين ثم يسلم فإذا فرغ من
آخر عشر ركعات قال بعد فراغه من التسليم: أستغفر الله ألف مرة فإذا فرغ من
الاستغفار سجد ويقول في سجوده: " يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا رحمن
الدنيا والاخرة ورحيمهما يا إله الأولين والاخرين، اغفر لنا ذنوبنا وتقبل منا
صلاتنا وصيامنا وقيامنا ". قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا ;
إن جبرئيل خبرني عن إسرافيل عن ربه تبارك وتعالى أنه لا يرفع رأسه من السجود حتى
يغفر الله له و يتقبل منه شهر رمضان، ويتجاوز عن ذنوبه، وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا
كل ذنب أعظم من ذنوب العباد، ويتقبل من جميع أهل الكورة التي هو فيها، فقال النبي
صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: يا جبرئيل يتقبل الله منه خاصة شهر رمضان
ومن أهل بلاده عامة ؟ فقال: نعم والذي بعثك إنه من كرامته عليه وعظم منزلته لديه،
يتقبل الله منه ومنهم صلاتهم وصيامهم وقيامهم، ويغفر لهم ذنوبهم، ويتسجيب لهم
دعاءهم، والذي بعثني بالحق إنه من صلى هذه الصلاة واستغفر هذا الاستغفار يتقبل الله
منه صلاته وصيامه وقيامه، ويغفر له ويستجيب له دعاءه لديه، لأن الله تبارك وتعالى
يقول في كتابه " واستغفروا ربكم إنه كان غفارا " ويقول: " واستغفروا
[74]
ربكم ثم توبوا إليه " وقال: " والذين إذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا
الله " ويقول عزوجل: " واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل
مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله " ويقول عزوجل: " واستغفروه إنه كان توابا ". ثم قال
النبي صلى الله عليه وآله: هذه هدية لي خاصة ولامتي من الرجال والنساء لم يعطها
الله عزوجل أحدا ممن كان قبلي من الأنبياء وغيرهم. أقول: وروي أنه يقرء آخر ليلة من
شهر رمضان سورة الأنعام، والكهف، ويس، ويقول مائة مرة: أستغفر الله وأتوب إليه (1).
2 - البلد الامين: (2) ذكر أبو عبد الله الصفواني في كتاب بلغة المقيم وزاد المسافر
أن النبي صلى الله عليه وآله كان يدعو بهذه الأدعية في ليالي شهر رمضان: الليلة
الاولى: اللهم أنت الواحد فلا ولد لك، وأنت الصمد فلا شبه لك، وأنت العزيز فلا أعز
منك، وأنت الغفور فلا شبه لك [وأنت العزيز فلا أعز منك] وأنت الرحيم وأنا المخطئ،
وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت الحي وأنا الميت أسئلك برحمتك أن تصلي على محمد
وآله، وأن تغفر لي وترحمني، وتجاوز عني إنك على كل شئ قدير. الثانية: يا إله
الأولين وإله الاخرين، وإله من بقى، وإله من مضى، رب السماوات السبع، ومن فيهن،
فالق الإصباح، وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا، لك الحمد ولك الشكر، ولك
المن ولك الطول، وأنت الواحد الصمد أسألك بجلالك سيدي وجمالك مولاي أن تصلي على
محمد وآل محمد، وأن تغفر لي وترحمني، وتتجاوز عني إنك أنت الغفور الرحيم. الثالثة:
يا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب والأسباط رب الملائكة والروح السميع العليم
الحليم الكريم العلي العظيم، لك صمت، وعلى رزقك أفطرت
(1) كتاب الاقبال: 237 - 242 وفى ط 455 -
461. (2) البلد الامين: 195 - 200.
[75]
وإلى كنفك آويت، وإليك أنبت، وإليك
المصير، وأنت الرؤف الرحيم، قوني علي الصلاة والصيام، ولا تخزني يوم القيامة إنك لا
تخلف الميعاد. الرابعة: يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما، وجبار الدنيا، ويا ملك
الملوك، ويا رازق العباد، [هذا شهر التوبة و] هذا شهر الثواب، وشهر الرجاء وأنت
السميع العليم أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني من عبادك الصالحين،
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن تسترني بالستر الذي لا يهتك، وتجللني
بعافيتك التي لا ترام، وتعطيني سؤلي، وتدخلني الجنة برحمتك، ولا تدع لي ذنبا إلا
غفرته ولا هما إلا فرجته، ولا كربة إلا كشفتها عني، ولا حاجة إلا قضيتها، بحق محمد
وآله، إنك أنت الأجل الأعظم. الخامسة: يا صانع كل مصنوع، ويا جابر كل كسير، ويا
شاهد كل نجوى يا رباه يا سيداه، أنت النور فوق النور، ونور النور، فيانور النور
أسألك بحق محمد وآله أن تصلي على محمد وآله، وأن تغفر لي ذنوب الليل وذنوب النهار
وذنوب السر وذنوب العلانية، يا قادر يا مقتدر، يا واحد يا أحد يا صمد يا ودود يا
غفور يا رحيم، يا غفار الذنوب، ويا قابل التوب، شديد العقاب، ذا الطول لا إله إلا
أنت، وحدك لا شريك لك، تحيي وتميت، وتميت وتحيي، وأنت الواحد القهار، صل على محمد
وآل محمد، واغفر لي وارحمني واعف عني إنك أنت الرحمن الرحيم. السادسة: اللهم أنت
السميع العليم، الواحد الكريم، وأنت الإله الصمد رفعت السماوات بقدرتك، ودحوت الأرض
بعزتك، وأنشأت السحاب بوحدانيتك وأجريت البحار بسلطانك، يا من سبحت له الحيتان في
التخوم، والسباع في الفلوات يا من لا يخفى عليه خافية في السماوات السبع والأرضين
السبع، يا من تسبح له السماوات السبع وما فيهن، والأرضون السبع وما فيهن، يا من لا
يموت ولا يبقى إلا وجهه الجليل الجبار، صل على محمد وآله، واغفر لي وارحمني، واعف
عني إنك أنت الغفور الرحيم.
[76]
السابعة: يا من كان ويكون وليس كمثله شئ،
يا من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، يامن إذا دعي أجاب، يامن إذا استرحم
رحم، يا من لا يدرك الواصفون عظمته، يا من لا يدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو
اللطيف الخبير يا من يرى ولا يرى، وهو بالمنظر الأعلى، يا من بيده نواصي العباد،
أسألك بحق محمد عليك، وبحقك عليه، أن تصلي على محمد وآله أفضل ما صليت وباركت على
إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وأن تغفر لي وترحمني، إنك أنت الأجل الأعظم.
الثامنة: اللهم هذا الشهر الذي أمرت فيه عبادك بالدعاء، وضمنت لهم الاجابة والرحمة،
فقلت: " وإذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان " فأدعوك يا مجيب
دعوة المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين، يا جاعل الليل سكنا، ويا من لا يموت، اغفر
لمن يموت، قدرت، وخلقت وسويت، فلك الحمد، أسألك أن تصلي على محمد وآله في الليل إذا
يغشى، وفي النهار إذا تجلى وفي الاخرة والاولى، وأن تكفيني ما أهمني، وتغفر لي، إنك
أنت الغفور الرحيم. التاسعة: يا سيداه يا رباه. يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا العز
الذي لا يرام يا قاضي الامور، يا شافي الصدور اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، اقذف
رجاك في قلبي حتى لا أرجو أحدا سواك، توكلت عليك سيدي وإليك يا مولاي أنبت و إليك
المصير، أسئلك يا إله الالهة، يا جبار الجبابرة، يا كبير الأكابر، ويا من إذا توكل
العبد عليه كفاه، وصار حسبه وبالغ أمره، عليك توكلت فاكفني وإليك أنبت فارحمني
وإليك المصير فاغفر لي، ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه إنك أنت العزيز الحكيم،
صل على محمد وآله، وارحمني وتجاوز عني إنك أنت الغفور الرحيم. العاشرة: اللهم يا
سلام، يا مؤمن يا مهيمن، يا عزيز يا جبار، يا متكبر يا أحد يا صمد يا واحد يا فرد
يا غفور يا رحيم، يا ودود يا حليم، لست أدري ما
[77]
صنعت بحاجتي، هل غفرت لي أم لا، فان كنت
غفرت لي فطوبى، وإن لم تكن غفرت لي فيا سوأتاه، فمن الان سيدي فاغفر لي وارحمني،
وتب على ولا تخذلني وأقلني عثرتي واسترني بسترك، واغفر لي واعف عني بعفوك، وارحمني
برحمتك وتجاوز عني بقدرتك، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وأنت على كل شئ قدير. الحادى
عشرة: اللهم إني أعوذ بأسمائك الحسنى، وأتسجير من نارك التي لا تطفى، وأسئلك أن
تقويني على قيام هذا الشهر وصيامه، وأن تغفر لي وترحمني، إنك لا تخلف الميعاد،
وعليك توكلت، وأنت الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفوا أحد، صل على محمد
وآله، وتجاوز عني واغفر لي و اعف عني وارحمني إنك أنت التواب الرحيم. الثانية عشرة:
اللهم أنت العزيز الرحيم، وأنت العلي العظيم، لك الحمد حمدا يبقى ولا يفنى، ولك
الشكر شكرا يبقى ولا يفنى، وأنت الحكيم العليم، أسألك بنور وجهك الأكرم، وبجلالك
الذي لا يرام، وبعزك الذي لا يقهر، أن تصلي على محمد وآله، وأن تغفر لي وترحمني،
إنك أنت الأجل الأعظم. الثالثة عشرة: يا جبار السماوات والأرض، ومن له ملكوت
السماوات والأرضين، غفار الذنوب، الغفور الرحيم، السميع العليم، العزيز الحكيم،
الصمد الفرد الذي لا شبيه لك، أنت العلى الأعلى العزيز القادر، أنت التواب الرحيم
أسئلك أن تصلي على محمد وآله، وأن تغفر لي وترحمني إنك أنت أرحم الراحمين. الرابعة
عشرة: يا أول الأولين، وآخر الاخرين، ويا جبار الجبابرة ويا إله الأولين والاخرين،
أنت خلقتني ولم أك شيئا مذكورا، وأنت أمرتني بالطاعة فأطعت سيدي جهدي، وإن كنت
توانيت أو أخطأت أو نسيت، فتفضل على يا سيدي، ولا تقطع رجائي، وامنن على بالجنة،
واجمع بيني وبين نبي الرحمة، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، واغفر لي إنك
أنت التواب الرحيم. الخامسة عشرة: يا جبار أنت سيدي المنان، أنت مولاي الكريم، أنت
[78]
سيدي الغفور، أنت مولاي الحليم، أنت سيدي
الوهاب، أنت مولاي العزيز أنت سيدي القدير، أنت مولاي الواحد، أنت سيدي القائم، أنت
مولاي الصمد أنت سيدي الخالق، أنت مولاي البارئ، صل على محمد وآله، واغفر لي
وارحمني وتجاوز عني إنك أن الأجل الأعظم. السادسة عشرة: يا الله - سبعا - يا رحمن -
سبعا - يا رحيم - سبعا - يا غفور - سبعا - يا رؤف - سبعا - يا جبار - سبعا - يا علي
- سبعا - صل على محمد وآله، واغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. السابعة عشرة. اللهم
هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، أمرتنا
فيه بعمارة المساجد والدعاء و الصيام والقيام، وضمنت لنا فيه الاجابة، وقد اجتهدنا
وأنت أعنتنا فاغفر لنا فيه ولا تجعله آخر العهد منه، واعف عنا فانك ربنا، وارحمنا
فأنت سيدنا و اجعلنا ممن ينقلب إلى مغفرتك ورضوانك، بحق محمد وآله إنك أنت الأجل
الأعظم. الثامنة عشرة: الحمد لله الذي أكرمنا بشهر رمضان، وأنزل علينا فيه القرآن،
وعرفنا حقه، والحمد لله على البصيرة أسألك بنور وجهك، يا إلهنا و إله آبائنا
الأولين، أن ترزقنا التوبة، ولا تخذلنا، ولا تخلف ظننا بك، صل على محمد وآله، واعف
عنا وارحمنا إنك أنت الجليل الجبار. التاسعة عشرة: سبحان من لا يموت، سبحان من لا
يزول، سبحان من لا يخفى عليه خافية، سبحان من لا تسقط ورقة إلا يعلمها ولا حبة في
ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا بعلمه وقدره، فسبحانه ما أعظم شأنه، وأجل سلطانه،
اللهم صل على محمد وآله، واجعلنا من عتقائك، وسعداء خلقك بمغفرتك إنك أنت الغفور
الرحيم. العشرون: أستغفر الله مما مضى من ذنوبي، وما نسيته وهو مكتوب على بحفظ كرام
كاتبين، يعلمون ما أفعل، وأستغفر الله من موبقات الذنوب، وأستغفر
[79]
الله مما فرض على فتوانيت، وأستغفره من
مفظعات الذنوب، وأستغفره من الزلات، وما كسبت يداى، واومن به وأتوكل عليه كثيرا،
وأستغفر الله - سبعا - وصل على محمد وآله واعف عني واغفر لي ما سلف من ذنوبي،
واستجب يا سيدي دعاي فانك أنت التواب الرحيم. الحادية والعشرون: أشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن الجنة حق، والنار حق،
وأن الله يبعث من في القبور، وأشهد أن الرب ربي لا شريك له، ولا ولد له، وأشهد أنه
الفعال لما يريد، والقاهر من يشاء، والواضع من يشاء، والرافع من يشاء، ملك الملوك،
رازق العباد، الغفور الرحيم، العليم الحكيم، أشهد أشهد - سبعا - أنك سيدي كذلك وفوق
ذلك، لا يبلغ الواصفون كنه عظمتك، اللهم صل على محمد وآله، واهدني ولا تضلني بعد إذ
هديتني إنك أنت الهادي المهدي. الثانية والعشرون: أنت سيدي جبار غفار، قادر قاهر،
سميع عليم غفور رحيم، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، فالق الحب والنوى تولج
الليل في النهار إلى آخر آية الملك (1) يا جبار - سبعا - صل على محمد و آل محمد،
واعف عني واغفر لي في هذا الشهر، وهذه الليلة إنك أنت الغفور الرحيم. الثاثة
والعشرون: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، سبوح قدوس رب الحيتان والبحار، والهوام
والسباع في الاكام، سبوح قدوس رب الروح و العرش، سبوح قدوس رب السماوات والأرضين،
سبوح قدوس سبحت لك الملائكة المقربون، سبوح قدوس علا فقهر، وخلق فقدر، سبوح قدوس -
سبعا - أسئلك أن تصلي على محمد وآله، وأن تغفر لي وترحمني فأنك أنت الأحد الصمد.
(1) تولج الليل في النهار وتولج النهار في
الليل وتخرج الحى من الميت و تخرج الميت من الحى وترزق من تشاء بغير حساب.
[80]
الرابعة والعشرون: اللهم أمرت بالدعاء،
وضمنت الاجابة، ودعوناك ونحن عبادك، ولن يصل العباد مسئلتك والرغبة إليك كرما وجودا
وربوبية و وحدانية، يا موضع شكوى السائلين، ومنتهى حاجة الراغبين، ويا ذا الجبروت
والملكوت، يا ذا العز والسلطان، يا حي يا قيوم يا بر يا رحيم، يا حنان يا منان، يا
بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا النعم الجسام والطول الذي لا
يرام، صل على محمد وآله، واغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. الخامسة والعشرون: تبارك
الله أحسن الخالقين، خالق الخلق ومنشئ السحاب، وأمر الرعد يسبح له، تبارك الذي بيده
الملك وهو على كل شئ قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، تبارك
الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من
ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا، تبارك الله أحسن الخالقين يا إلهى
وإله العالمين، وإله السماوات السبع وما فيهن وما بينهن، [وإله الأرضين السبع وما
فيهن وما بينهن] صل على محمد وآل محمد، وامنن علي بالجنة، ونجني من النار إنك أنت
المنجي المنان. السادسة والعشرن: ربنا لا تزغ قلوبنا الاية (1) ربنا إننا سمعنا
مناديا ينادي للايمان الاية (2) ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا الاية (3) ربنا
صل على محمد وآل محمد، واستجب دعاءنا، واغفر لنا ولوالدينا وولدنا وما ولدوا إنك
(1) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب
لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب. (2) ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن
آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. (3)
ربنا لا تواخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين
من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا
فانصرنا على القوم الكافرين.
[81]
إنك أنت الغفور الرحيم. السابعة والعشرون:
ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة
أعين واجعلنا للمتقين إماما، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربنا لا
تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان الاية (1)
صل على محمد وآله واستر على ذنوبي وعيوبي، واغفر لي بحق محمد وآل محمد إنك أنت
الرؤف الرحيم. الثامنة والعشرون: آمنا بالله وكفرنا بالجبت والطاغوت آمنا بمن لا
يموت، آمنا بمن خلق السماوات والأرضين والشمس والقمر والنجوم والجبال و الشجر
والدواب والانس والجن، آمنا بما انزل إلينا وما انزل إليكم وإلهنا و إلهكم واحد
ونحن له مسلمون، آمنا برب موسى وهارون، آمنا برب الملائكة والروح، آمنا بالله وحده
لا شريك له، آمنا بمن أنشأ السحاب وخلق العباد و العذاب [والعقاب]، آمنا بك آمنا بك
- سبعا - ربنا فاغفر لنا ذنوبنا بحق محمد وآله وتجاوز عنا إنك أنت العزيز الجبار.
التاسعة والعشرون: توكلت على الحي السيد الذي لا يغلبه أحد توكلت على الجبار الذي
لا يقهره أحد، توكلت على العزيز الرحيم الذي يراني حين أقوم وتقلبي في الساجدين،
توكلت على الحي الذي لا يموت، توكلت على من بيده نواصي العباد، توكلت على الحليم
الذي لا يعجل، توكلت على الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، توكلت
على القادر القاهر العلي الأعلى الأحد، توكلت عليك - سبعا - أسألك يا سيدي أن تصلي
على محمد وآل محمد، وأن ترحمني وتتفضل علي ولا تخزني يوم القيامة، إنك شديد العقاب
غفور رحيم. الثلاثون: ربنا فاتنا هذا الشهر المبارك الذي أمرتنا فيه بالصيام
والقيام اللهم ولا تجعله آخر العهد منا به، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر،
ربنا ولا تخذلنا ولا تحرمنا المغفرة، واغفر لنا وارحمنا وتب علينا، وارزقنا وارض
(1) ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا
بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤف رحيم.
[82]
عنا، واجعلنا من أوليائك المهتدين، ومن
أوليائك المتقين، بحق محمد وآل محمد وتقبل منا هذا الشهر، ولا تجعله آخر العهد منا
به، وارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، إنك أنت المعطي الرازق،
الحنان المنان. 6. * (باب) * * " (الاعمال وأدعية مطلق ليالى شهر رمضان وأيامه، وفى
مطلق) " * * " (اسحاره، وما يناسب ذلك من الاعمال والمطالب والفوائد) " * أقول: قد
سبق ما يتعلق بهذا الباب في كتاب الصيام، وفي كتاب الدعاء فليرجع إليه. 1 - قل: عن
علي بن الحسين عليهما السلام: كان إذا دخل شهر رمضان تصدق في كل يوم بدرهم فيقول:
لعلي اصيب ليلة القدر (1). 2 - قل: أدعية السحر في ليالي شهر رمضان: فمن ذلك ما
رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري باسناده عن الحسن بن محبوب،
عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يصلي عامة ليلته
في شهر رمضان، فإذا كان السحر دعا بهذا الدعاء: إلهي لا تؤدبني بعقوبتك، ولا تمكر
بي في حيلتك، من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك، ومن أين لي النجاة ولا
تستطاع إلا بك، لا الذي أحسن استغني عن عونك ورحمتك، ولا الذي أساء واجترء عليك ولم
يرضك خرج عن قدرتك، يا رب - حتى ينقطع النفس - بك عرفتك وأنت دللتني عليك، ودعوتني
إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت. الحمد لله الذي أدعوه فيجيبنى وإن كنت بطيئا حين
يدعوني، والحمد لله الذي أسئله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني، والحمد لله
الذي اناديه كلما شئت لحاجتي، وأخلو به حيث شئت لسري، بغير شفيع فيقضي لي حاجتي،
والحمد
(1) الاقبال: 64.
[83]
لله الذي لا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم
يستجب لي دعائي، والحمد لله الذي لا أرجو غيره ولو رجوت غيره لأخلف رجائي والحمد
لله الذي وكلني إليه فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني، والحمد لله الذي تحبب
إلى وهو غني عني، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي، فربي أحمد شئ عندي،
وأحق بحمدي. اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء إليك مترعة
والاستعانة بفضلك لمن أملك مباحة، وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة وأعلم أنك
للراجين بموضع إجابة، وللملهوفين بمرصد إغاثة، وأن في اللهف إلى جودك والرضا بقضائك
عوضا عن منع الباخلين، ومندوحة عما في أيدي المستأثرين، وأن الراحل إليك قريب
المسافة، وأنك لا تحجب عن خلقك ولكن تحجبهم الأعمال السيئة دونك، وقد قصدت إليك
بطلبتى، وتوجهت إليك بحاجتي وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسلي، من غير استحقاق
لاستماعك مني، ولا استيجاب لعفوك عني، بل لثقتي بكرمك، وسكوني إلى صدق وعدك، ولجائي
إلى الايمان بتوحيدك، وثقتي بمعرفتك مني: أن لا رب لي غيرك، ولا إله إلا أنت وحدك
لا شريك لك. اللهم أنت القائل وقولك حق ووعدك صدق: " واسئلوا الله من فضله إن الله
كان بكم رحيما " وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية وأنت المنان
بالعطايا على أهل مملكتك، والعائد عليهم بتحنن رأفتك، اللهم ربيتني في نعمك وإحسانك
صغيرا، ونوهت باسمي كبيرا، يا من رباني في الدنيا باحسانه وبفضله ونعمه، وأشار لي
في الاخرة إلى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاى دليلى عليك، وحبي لك شفيعي إليك، وأنا
واثق من دليلى بدلالتك، وساكن من شفيعي إلى شفاعتك، أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه
ذنبه، رب اناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا، إذا
رأيت مولاى ذنوبي فزعت، وإذا رأيت عفوك طمعت، فان غفرت فخير راحم، وإن عذبت فغير
ظالم
[84]
حجتي يا الله في جرأتي على مسئلتك مع
إتيانى ما تكره جودك وكرمك، وعدتي في شدتي مع قلة حيائي منك رأفتك ورحمتك، وقد رجوت
أن لا تخيب بين ذين وذين منيتى، فصل على محمد وآل محمد، وحقق رجائي، واسمع ندائي،
يا خير من دعاه داع، وأفضل من رجاه راج. عظم يا سيدي أملي، وساء عملي، فأعطني من
عفوك بمقدار أملي، ولا تؤاخذني بأسوء عملي، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك
يكبر عن مكافات المقصرين، وأنا سيدي عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجز ما وعدت من
الصفح عمن أحسن بك ظنا، وما أنا يا رب وما خطري ؟ هبني بفضلك، وتصدق علي بعفوك، أي
رب جللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته،
ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لأنك أهون الناظرين إلي، وأخف المطلعين علي، بل
لأنك يا رب خير الساترين، وأحلم الأحلمين، وأكرم الأكرمين، ستار العيوب، تستر الذنب
بكرمك، وتؤخر العقوبة بحلمك، فلك الحمد على حلمك بعد علمك، وعلى عفوك بعد قدرتك،
ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي، ويسرعني
إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك، وعظيم عفوك. يا حليم يا كريم، يا حي يا
قيوم، يا غافر الذنب، يا قابل التوب، يا عظيم المن، يا موصوفا بالاحسان ! أين سترك
الجميل، أين فرجك القريب، أين غياثك السريع، أين رحمتك الواسعة، أين عطاياك
الفاضلة، أين مواهبك الهنيئة، أن صنائعك السنية، أين فضلك العظيم، أين منك الجسيم،
أين إحسانك القديم، أين كرمك يا كريم ؟ بك وبمحمد وآل محمد عليهم السلام فاستنقذني،
وبه وبهم وبرحمتك فخلصني، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا متفضل ! لسنا نتكل في
النجاة من عقابك على أعمالنا، بل بفضلك علينا، لأنك أهل التقوى وأهل المغفرة، تبتدئ
بالإحسان نعما، وتعفو عن الذنب كرما، فما ندري ما نشكر ؟ أجميل ما تنشر، أم قبيح ما
تستر، أم عظيم ما أبليت و أوليت، أم كثير ما منه نجيت وعافيت، يا حبيب من تحبب
إليه، ويا قرة عين
[85]
من لا ذبه وانقطع إليه، أنت المحسن ونحن
المسيئون، فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك، فأي جهل يا رب لا يسعه
جودك ؟ أو أي زمان أطول من أناتك، وما قدر أعمالنا في جنب نعمك ؟ وكيف نستكثر
أعمالا يقابل بها كرمك بل كيف يضيق على المدنيين ما وصفته من رحمتك ؟ يا واسع
المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، فوعزتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت من بابك، ولا
كففت عن تملقك، لما انتهى إلى يا سيدي من المعرفة بجودك وكرمك، وأنت الفاعل لما
تشاء تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشاء، و ترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء، لا تسأل
عن فعلك، ولا تنازع في ملكك. ولا تشارك في أمرك، ولا تضاد في حكمك، ولا يعترض عليك
أحد في تدبيرك، لك الخلق والأمر تباركت يا رب العالمين، أنت أحسن الخالقين، ورب
العالمين. يا رب هذا مقام من لاذ بك، واستجار بكرمك، وألف إحسانك ونعمك وأنت الجواد
الذي لا يضيق عفوك، ولا ينقص فضلك ولا تقل رحمتك، وقد توثقنا منك بالصفح القديم،
والفضل العظيم، والرحمة الواسعة. أفتراك يا رب تخلف ظنوننا ؟ أو تخيب آمالنا ؟ كلا
يا كريم ! ليس هذا ظننا بك، ولا هذا طمعنا فيك يا رب إن لنا فيك أملا طويلا كثيرا،
إن لنا بك رجاء عظيما، عصيناك ونحن نرجو أن تستر علينا، ودعوناك ونحن نرجو أن
تستجيب لنا، فحقق رجاءنا يا مولانا، فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا ولكن علمك فينا
وعلمنا بأنك لا تصرفنا عنك حثنا على الرغبة إليك، وإن كنا غير مستوجبين لرحمتك،
فأنت أهل أن تجود علينا وعلى المذنبين بفضل سعتك وامنن علينا بما أنت أهله، وجد
علينا بفضل إحسانك، فانا محتاجون إلى نيلك يا غفار ! بنورك اهتدينا، وبفضلك
استغنينا، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا ذنوبنا بين يديك، نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك،
تتحبب إلينا بالنعم، ونعارضك بالذنوب خيرك إلينا نازل، وشرنا إليك صاعد، ولم يزل
ولا يزال ملك كريم يأتيك عنا في كل يوم بعمل قبيح، فلا يمنعك ما يأتي منا من ذلك،
أن تحوطنا برحمتك
[86]
وتتفضل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمك
وأعظمك وأكرمك مبدئا ومعيدا. تقدست أسماؤك، وجل ثناؤك، وكرم صنائعك وفعالك، أنت
إلهى أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بفعلي وخيطئتي، فالعفو العفو العفو، سيدي
سيدي سيدي اللهم اشغلنا بذكرك، وأعذنا من سخطك، وأجرنا من عذابك، وارزقنا [من
مواهبك وأنعم علينا من فضلك وارزقنا] حج بيتك، وزيارة قبر نبيك صلواتك ورحمتك
ومغفرتك وبركاتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنك قريب مجيب، وارزقنا طاعتك وتوفنا
على ملتك وسنة رسولك عليه السلام. اللهم صل على محمد وآله واغفر لي ولوالدي
وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا، اللهم اغفر
للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، تابع بيننا
وبينهم في الخيرات، اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وذكرنا وانثانا،
صغيرنا وكبيرنا، حرنا وعبدنا، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا
مبينا. اللهم صل على محمد وآله، واختم لي بخير، واكفني ما أهمنى من أمر دنياي
وآخرتي، ولا تسلط على من لا يرحمني، واجعل علي منك جنة واقية باقية ولا تسلبني صالح
ما أنعمت به علي وارزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا، اللهم واحرسني بحراستك،
واحفظني بحفظك، واكلأني بكلاءتك، و ارزقني حج بيتك الحرام في عامنا وفي كل عام، ما
أبقيتنا، وارزقني زيارة قبر نبيك صلواتك عليه وآله، ولا تخلني يا رب من تلك المواقف
الشريفة، والمشاهد الكريمة، اللهم وتب علي حتى لا أعصيك، وألهمني الخير والعمل به،
وخشيتك بالليل والنهار ما أبقيتني يا رب العالمين. إلهى ما لي كلما قلت قد تهيأت
وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيت ألقيت على نعاسا إذا أنا صليت، وسلبتني مناجاتك
إذا أنا ناجيت، مالي كلما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت
لي بلية أزالت
[87]
قدمي، وحالت بيني وبين خدمتك، سيدي لعلك
عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحيتني، أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فأقصيتني أو لعلك
رأيتني معرضا عنك فقليتني، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، أو لعلك
رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، أو
لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتنى آلف مجالس البطالين
فبيني وبينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني، أو لعلك بجرمي وجريرتي
كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني، فان عفوت يا رب فطال ما عفوت عن المذنبين
قبلي، لأن كرمك أي رب يجل عن مجازات المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافات المقصرين، فأنا
عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا. إلهى أنت أوسع
فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بظلمي، أو أن تستزلني بخطيئتي، وما أنا يا سيدي وما
خطري، هبني بفضلك، وتصدق على بعفوك وجللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، سيدي
أنا الصغير الذي ربيته وأنا الجاهل الذي علمته، وأنا الضال الذي هديته، وأنا الوضيع
الذي رفعته، وأنا الخائف الذي أمنته، وأنا الجائع الذي أشبعته، والعطشان الذي
أرويته، والعاري الذي كسوته، والفقير الذي أغنيته، والضعيف الذي قويته، والذليل
الذي أعززته، والسقيم الذي شفيته، والسائل الذي أعطيته، والمذنب الذي سترته، و
الخاطئ الذي أقلته، والقليل الذي كثرته، والمستضعف الذي نصرته، والطريد الذي آويته،
فلك الحمد. وأنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء، ولم اراقبك في الملاء، وأنا صاحب
الدواهي العظمى، أنا الذي على سيده اجترى، أنا الذي عصيت جبار السماء، أنا الذي
أعطيت على المعاصي جليل الرشى، أنا الذي حين بشرت بها خرجت إليها أسعى، أنا الذي
أمهلتني فما ارعويت، وسترت على فما استحييت وعملت بالمعاصي فتعديت، وأسقطتني من
عينك فما باليت، فبحلمك أمهلتني، وبسترك سترتني، حتى كأنك أغفلتني، ومن عقوبات
المعاصي جنبتني حتى
[88]
كأنك استحييتني. إلهى لم أعصك حين عصيتك
وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، و لا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، ولكن
خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواى، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى
على، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي، فالان من عذابك من يستنقذني ؟ ومن أيدي الخصماء غدا
من يخلصني ؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني ؟ فواسوأتا على ما أحصى كتابك من
عملي الذي لو لا ما أرجو من كرمك، وسعة رحمتك، ونهيك إياي عن القنوط لقنطت عند ما
أتذكرها، يا خير من دعاه داع، وأفضل من رجاه راج. اللهم بذمة الإسلام أتوسل إليك،
وبحرمة القرآن أعتمد عليك، وبحبي للنبي الامي القرشي الهاشمي العربي التهامي المكي
المدني، صلواتك عليه وآله أرجو الزلفة لديك، فلا توحش استيناس إيماني، ولا تجعل
ثوابي ثواب من عبد سواك، فان قوما آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دماءهم فأدركوا ما
أملوا وإنا آمنا بك بألسنتنا وقلوبنا، لتعفو عنا، فأدركنا ما أملنا، وثبت رجاءك في
صدورنا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. فوعزتك
لو انتهرتني ما برحت من بابك، ولا كففت عن تملقك، لما الهم قلبي يا سيدي من المعرفة
بكرمك، وسعة رحمتك، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه، وإلى من يلتجئ المخلوق إلا
إلى خالقه، إلهى لو قرنتني بالأصفاد، ومنعتني سيبك من بين الأشهاد، ودللت على
فضائحي عيون العباد، وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الأبرار، ما قطعت رجائي
منك، ولا صرفت وجه تأميلي للعفو عنك، ولا خرج حبك من قلبي، أنا لا أنسى أياديك
عندي، وسترك على في دار الدنيا سيدي صل على محمد وآل محمد، وأخرج حب الدنيا عن
قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى وآله خيرتك من خلقك خاتم النبيين محمد صلواتك عليه
وآله، وانقلني إلى درجة التوبة إليك، وأعني بالبكاء على نفسي، فقد أفنيت بالتسويف
والامال عمري، وقد نزلت منزلة الايسين من خيري.
[89]
فمن يكون أسوء حالا مني إن أنا نقلت على
مثل حالي إلى قبري، ولم امهده لرقدتي، ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي، ومالي لا
أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني، وأيامي تخاتلني، وقد خفقت عند
رأسي أجنحة الموت، فمالي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري أبكي لضيق
لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي، أبكي لخروجي عن قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي
على ظهري، أنظر مرة عن يميني واخرى عن شمالي إذ الخلائق في شأن غير شأني لكل امرءي
منهم يومئذ شأن يغنيه، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكه مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة
ترهقها قترة وذلة، سيدي عليك معولي ومعتمدي ورجائي وتوكلي، وبرحمتك تعلقي، تصيب
برحمتك من تشاء، وتهدي برحمتك من تحب. اللهم فلك الحمد على ما نقيت من الشرك قلبي،
ولك الحمد على بسط لساني أفبلساني هذا الكال أشكرك ؟ أم بغاية جهدي في عملي ارضيك ؟
وما قدر لساني يا رب في جنب شكرك ؟ وما قدر عملي في جنب نعمك وإحسانك ؟ إلهي إن
جودك بسط أملي، وشكرك قبل عملي، سيدي إليك رغبتي، ومنك رهبتي، وإليك تأميلي فقد
ساقني إليك أملى، وعليك يا واجدي عكفت همتي، وفيما عندك انبسطت رغبتي ولك خالص
رجائي وخوفي، وبك أنست محبتي، وإليك ألقيت بيدي، وبحبل طاعتك مددت يدي، مولاي بذكرك
عاش قلبي، وبمناجاتك بردت ألم الخوف عني فيا مولاي ويا مؤملي، ويا منتهى سؤلي ! صل
على محمد وآل محمد وفرق بيني و بين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك، فانما أسألك
لقديم الرجاء لك، وعظيم الطمع فيك، الذي أوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة، فالأمر
لك وحدك لا شريك لك، والخلق كلهم عبادك وفي قبضتك، وكل شئ خاضع لك تباركت يا رب
العالمين. اللهم فارحمني إذا انقطعت حجتي، وكل عن جوابك لساني، وطاش عند سؤالك إياي
لبي فيا عظيما يرجى لكل عظيم، أنت رجائي فلا تخيبني إذا اشتدت
[90]
إليك فاقتي، ولا تردني لجهلي، ولا تمنعني
لقلة صبري، أعطني لفقري، وارحمني لضعفي، سيدي عليك معتمدي ومعولي ورجائي وتوكلي،
وبرحمتك تعلقي، وبفنائك أحط رحلي، وبجودك أقصد طلبتي، وبكرمك أي رب أستفتح دعائي،
ولديك أرجو ضيافتي، وبعنايتك أجبر عيلتي، وتحت ظل عفوك قيامى، وإلى جودك وكرمك أرفع
بصري، وإلى معروفك اديم نظري، فلا تحرقني بالنار، و أنت موضع أملي، ولا تسكني
الهاوية فانك قرة عيني، يا سيدي لا تكذب ظني باحسانك ومعروفك، فانك ثقتي ورجائي،
ولا تحرمني ثوابك فانك العارف بفقري. إلهي إن كان قد دنا أجلي، ولم يقربني منك
عملي، فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عللي، إلهي إن عفوت فمن أولى منك بالعفو
؟ وإن عذبتني فمن أعدل منك في الحكم ؟ اللهم فارحم في هذه الدنيا وحدتي، وعند الموت
كربتي وفي القبر وحدتي، وفي اللحد وحشتي، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي واغفر
لي ما خفى على الادميين من عملي، وأدم لي ما به سترتني، وارحمني صريعا على الفراش
تقلبني أيدي أحبتي، وتفضل على ممدودا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي، وتحنن على
محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي وجد على منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي،
وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، حتى لا أستأنس بغيرك، فانك إن وكلتني إلى نفسي
هلكت. سيدي فيمن أستغيث إن لم تقلني عثرتي، وإلى من أفزع إن فقدت عنايتك في ضجعتي،
وإلى من ألتجئ إن لم تنفس كربتي، سيدي من لي ومن يرحمني إن لم ترحمني، وفضل من اؤمل
إن فقدت غفرانك، أو عدمت فضلك يوم فاقتي وإلى من الفرار من الذنوب إذا انقضى أجلى،
سيدي لا تعذبني وأنا أرجوك، إلهى حقق رجائي وآمن خوفي، فان كثرة ذنوبي لا أرجو لها
إلا عفوك، سيدي أنا أسألك مالا أستحق، وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة، فاغفر لي،
وألبسني من نظرك ثوبا يغطي على التبعات، وتغفرها لي، ولا اطالب بها إنك ذو من قديم
[91]
وصفح عظيم، وتجاوز كريم. إلهي أنت الذي
تفيض سيبك على من لم يسئلك، وعلى الجاحدين بربوبيتك فكيف سيدي بمن سئلك وأيقن أن
الخلق لك، والأمر إليك، تباركت وتعاليت يا رب العالمين، سيدي عبدك ببابك، أقامته
الخصاصة بين يديك يقرع باب إحسانك بدعائه، ويستعطف جميل نظرك بمكنون رجائه، فلا
تعرض بوجهك الكريم عني واقبل مني ما أقول، فقد دعوتك بهذا الدعاء وأنا أرجو أن لا
تردني، معرفة مني برأفتك ورحمتك، إلهى أنت الذي لا يحفيك سائل، ولا ينقصك نائل، أنت
كما تقول وفوق ما يقول القائلون. اللهم إني أسئلك صبرا جميلا، وفرجا قريبا، وقولا
صادقا، وأجرا عظيما، وأسألك يا رب من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، أسألك
اللهم من خير ما سألك به عبادك الصالحون، يا خير من سئل وأجود من أعطى صل على محمد
وآل محمد، وأعطني سؤلي في نفسي وأهلي ووالدي وولدي وأهل حزانتي وإخواني فيك، وأرغد
عيشي وأظهر مروتي، وأصلح جميع أحوالي، واجعلني ممن أطلت عمره، وحسنت عمله، وأتممت
عليه نعمتك، ورضيت عنه، وأحييته حياة طيبة في أدوم السرور وأسبغ الكرامة، وأتم
العيش، إنك تفعل ما تشاء ولا يفعل ما يشاء غيرك اللهم وخصني منك بخاصة ذكرك، ولا
تجعل شيئا مما أتقرب به في آناء الليل وأطراف النهار رئاء ولا سمعة ولا أشرا ولا
بطرا، واجعلني لك من الخاشعين، اللهم وأعطني السعة في الرزق، والأمن في الوطن، وقرة
العين في الأهل والمال والولد والمقام في نعمك عندي، والصحة في الجسم، والقوة في
البدن، والسلامة في الدين واستعملني بطاعتك وطاعة رسولك محمد وأهل بيته صلواتك عليه
وآله أبدا ما استعمرتني واجعلني من أوفر عبادك عندك نصيبا في كل خير أنزلته وأنت
منزله في شهر رمضان في ليلة القدر، وما أنت منزله في كل سنة من رحمة تنشرها، وعافية
تلبسها، وبلية تدفعها وحسنات تتقبلها، وسيئات تتجاوز عنها، وارزقني رزقا واسعا
حلالا طيبا من فضلك الواسع الطيب، واصرف عني يا سيدي الأسواء، واقض عني الدين
والظلامات
[92]
حتى لا أتأذى بشئ منه، وخذ عني بأسماع
أعدائي، وأبصار حسادي، والباغين على، وانصرني عليهم. وأقر عيني، وحقق ظني، وفرج
قلبي، واجعل لي من همي وكربي فرجا ومخرجا واجعل من أرادني بسوء من جميع خلقك تحت
قدمي، و اكفني شر الشيطان، وشر السلطان، وسيئات عملي، وطهرني من الذنوب كلها وأجرني
من النار بعفوك، وأدخلني الجنة برحمتك، وزوجني من الحور العين بفضلك، وألحقني
بأوليائك الصالحين محمد وآله الأبرار الطيبين الأخيار صلواتك عليه وعليهم وعلى
أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته. إلهي وسيدي، وعزتك وجلالك لئن طالبتني
[بذنوبي لاطالبنك بعفوك ولئن طالبتني] بلؤمي لاطالبنك بكرمك، ولئن أدخلتني النار
لاخبرن أهل النار بحبي إياك، إلهى وسيدي إن كنت لا تغفر إلا لأوليائك وأهل طاعتك،
فالى من يفزع المذنبون ؟ وإن كنت لا تكرم إلا أهل الوفاء بك، فبمن يستغيث المسيئون
إلهي إن أدخلتني النار ففي ذلك سرور [عدوك، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور] نبيك،
وأنا والله أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك، اللهم إني أسئلك أن تملأ قلبي
حبا لك وخشية منك، وتصديقا لك، وإيمانا بك، وفرقا منك، وشوقا إليك، يا ذا الجلال
والاكرام حبب إلى لقاءك، وأحبب لقائي واجعل لي في لقائك الراحة والفرح والكرامة،
اللهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين، وأعني
على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم [ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا]،
واختم عملي بأحسنه واجعل ثوابي عليه الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني
أسئلك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحييني ما أحييتني عليه، و توفيني إذا توفيتني
عليه، وتبعثني إذا بعثتني عليه، وأبرء قلبي من الرياء والشك والسمعة في دينك، حتى
يكون عملي خالصا لك، اللهم أعطني بصيرة في دينك وفهما في حكمك، وفقها في علمك،
وكفلين من رحمتك، وورعا يحجزني عن معاصيك وبيض وجهي بنورك، واجعل رغبتي فيما عندك،
وتوفني في سبيلك وعلى ملة
[93]
رسولك صلواتك عليه وآله، اللهم إني أعوذ
بك من الكسل والفشل والهم و الحزن والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلة والمسكنة
والفقر والفاقة و كل بلية والفواحش ما ظهر منها وما بطن وأعوذ بك من نفس لا تقنع،
ومن بطن لا يشبع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، وعمل لا ينفع، وصلاة لا ترفع، وأعوذ
بك يا رب على نفسي وديني ومالي وجميع ما رزقتني من الشيطان الرجيم، إنك أنت السميع
العليم. اللهم إنه لن يجيرني منك أحد، ولن أجد من دونك ملتحدا، فلا تجعل نفسي في شئ
من عذابك، ولا تردني بهلكة، ولا تردني بعذاب أليم، اللهم تقبل مني، وأعل ذكري،
وارفع درجتي، واحطط وزري، ولا تذكرني بخطيئتي، و اجعل ثواب مجلسي وثواب منطقي وثواب
دعائي رضاك عني والجنة، وأعطني يا رب جميع ما سألتك، وزدني من فضلك، إنك إليك راغب
يا رب العالمين، اللهم إنك أنزلت في كتابك العفو، وأمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا، وقد
ظلمنا أنفسنا فاعف عنا، فانك أولى بذلك منا، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا
وقد جئتك سائلا فلا تردنا إلا بقضاء حوائجنا، وأمرتنا بالاحسان إلى ما ملكت أيماننا
ونحن أرقاؤك فأعتق رقابنا من النار. يا مفزعي عند كربتي، ويا غياثي عند شدتي، إليك
فزعت وبك استغثت ولذت ولا ألوذ بسواك، ولا أطلب الفرج إلا بك ومنك، فصل على محمد
وآل محمد وأغثني، وفرج عني، يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير
واعف عني الكثير، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسئلك إيمانا تباشر به قلبي،
ويقينا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم
الراحمين (1). دعاء آخر في السحر: رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي باسناده
إلى علي بن الحسن بن فضال من كتاب الصيام، ورواه أيضا ابن أبي قرة في كتابه
(1) كتاب الاقبال: 67 - 75.
[94]
واللفظ واحد فقالا معا: عن أيوب بن يقطين
أنه كتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسأله أن يصحح له هذ الدعاء، فكتب إليه
نعم، وهو دعاء أبي جعفر عليه السلام بالأسحار في شهر رمضان قال أبي: قال أبو جعفر
عليه السلام: لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند الله، وسرعة إجابته لصاحبها،
لاقتتلوا عليه، ولو بالسيوف، والله يختص برحمته من يشاء، وقال أبو جعفر عليه
السلام: لو حلفت لبررت أن اسم الله الأعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتهم فاجتهدوا في
الدعاء فانه من مكنون العلم، واكتموه إلا من أهله، وليس من أهله المنافقون
والمكذبون والجاحدون، وهو دعاء المباهلة تقول: اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه وكل
بهائك بهي، اللهم إني أسئلك ببهائك كله، اللهم إني أسئلك من جمالك بأجمله وكل جمالك
جميل اللهم إني أسأئلك بجمالك كله، اللهم إني أسئلك من جلالك بأجله وكل جلالك جليل
اللهم إني أسئلك بجلالك كله، اللهم إني أسئلك من عظمتك بأعظمها وكل عظمتك عظيمة،
اللهم إني أسئلك بعظمتك كلها، اللهم إنك أسئلك من نورك بأنوره و كل نورك نير، اللهم
إني أسئلك بنورك كله، اللهم إني أسئلك من رحمتك بأوسعها وكل رحمتك واسعة اللهم إني
أسئلك برحمتك كلها، اللهم إني أسئلك من كلماتك بأتمها وكل كلماتك تامة، اللهم إني
أسئلك بكلماتك كلها، اللهم إني أسئلك من كمالك بأكمله وكل كمالك كامل، اللهم إني
أسألك بكمالك كله، اللهم إني أسئلك من أسمائك بأكبرها وكل اسمائك كبيرة، اللهم إني
أسألك بأسمائك كلها، اللهم إني أسئلك من عزتك بأعزها وكل عزتك عزيزة اللهم إني
أسئلك بعزتك كلها، اللهم إني أسألك من مشيتك بأمضاها وكل مشيتك ماضية اللهم إني
أسئلك بمشيتك كلها، اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شئ
وكل قدرتك مستطيلة، اللهم إني أسئلك بقدرتك كلها، اللهم إني أسئلك من علمك بأنفذه
وكل علمك نافذ، اللهم إني أسئلك بعلمك كله، اللهم إني أسئلك من قولك بأرضاه وكل
قولك رضي اللهم إني أسئلك بقولك كله، اللهم إني أسئلك من مسائلك بأحبها إليك وكل
[95]
مسائلك إليك حبيبة، اللهم إني أسئلك
بمسائلك كلها، اللهم إني أسئلك من شرفك بأشرفه وكل شرفك شريف، اللهم إني أسئلك
بشرفك كله، اللهم إني أسئلك من سلطانك بأدومه وكل سلطانك دائم، اللهم إني أسئلك
بسلطانك كله اللهم إني أسئلك من ملكك بأفخره وكل ملكك فاخر، اللهم إني أسئلك بملكك
كله، اللهم إني أسئلك من علوك بأعلاه وكل علوك عال، اللهم إني أسئلك بعلوك كله،
اللهم إني أسئلك من منك بأقدمه وكل منك قديم، اللهم إني أسئلك بمنك كله، اللهم إني
أسئلك من آياتك بأكرمها وكل آياتك كريمة اللهم إني أسئلك بآياتك كلها، اللهم إني
أسئلك بما أنت فيه من الشأن والجبروت وأسئلك بكل شأن وحده. وجبروت وحدها، اللهم إني
أسئلك بما تجيبني به حين أسئلك فأجبني يا الله وافعل بي كذا وكذا... وتذكر حاجتك
فانك تعطاها إنشاء الله تعالى (1). دعاء آخر في السحر: أرويه باسنادي إلى جدى أبي
جعفر الطوسى - ره - في المصباح: يا عدتي عند كربتي، ويا صاحبي في شدتي، ويا وليي في
نعمتي، ويا غايتي في رغبتي، أنت الساتر عورتى، المؤمن روعتي، المقيل عثرتي، فاغفر
لى خطيئتي، اللهم إني أسئلك خشوع الايمان قبل خشوع الذل في النار، يا واحد يا أحد
يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من يعطى من سأله تحننا منه
ورحمة ويبتدئ بالخير من لم يسئله تفضلا منه وكرما بكرمك الدائم صل على محمد وأهل
بيته، وهب لي رحمة واسعة جامعة أبلغ بها خير الدنيا والاخرة اللهم إني أستغفرك لما
تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك،
اللهم صل على محمد وآل محمد، واعف عني ظلمي وجرمي بحلمك وجودك يا كريم، يا من لا
يخيب سائله، ولا ينفد نائله، يا من علا فلا شئ فوقه، ودنا فلا شئ دونه، صل على محمد
وآل محمد، وارحمني يا فالق
(1) كتاب الاقبال: 75 - 78.
[96]
البحر لموسى الليلة الليلة الليلة، الساعة
الساعة الساعة، اللهم طهر قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني
من الخيانة، فانك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يا رب هذا مقام العائذ بك من
النار، هذا مقام المستجير بك من النار، هذا مقام المستغيث بك من النار، هذا مقام
الهارب إليك من النار، هذا مقام من يبوء بخطيئته، ويعترف بذنبه، ويتوب إلى ربه، هذا
مقام البائس الفقير، هذا مقام الخائف المستجير، هذا مقام المحزون المكروب، هذا مقام
المحزون المغموم المهموم، هذا مقام الغريب الغريق، هذا مقام المستوحش الفرق، هذا
مقام من لا يجد لذنبه غافرا غيرك، ولا لهمه مفرجا سواك، يا الله يا كريم، لا تحرق
وجهي بالنار بعد سجودي وتعفيري بغير من مني عليك، بل لك الحمد والمن والفضل على،
ارحم أي رب أي رب أي رب - حتى ينقطع النفس - ضعفي، وقلة حيلتي، ورقة جلدي، وتبدد
أوصالي، وتناثر لحمي وجسمي وجسدي، ووحدتي ووحشتي في قبري وجزعي من صغير البلاء،
أسئلك يا رب قرة العين والاغتباط يوم الحسرة والندامة، بيض وجهي يا رب يوم تسود فيه
الوجوه، وآمني من الفزع الأكبر، أسئلك البشرى يوم تقلب فيه القلوب والأبصار،
والبشرى عند فراق الدنيا. الحمد لله الذي أرجوه عونا في حياتي، وأعده ذخرا ليوم
فاقتي، الحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره، ولو دعوت غيره لخيب دعائي، الحمد لله
الذي أرجوه و لا أرجو غيره، ولو رجوت غيره لأخلف رجائي، الحمد لله المنعم المحسن
المجمل المفضل ذي الجلال والاكرام، ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة،
وقاضي كل حاجة، اللهم صل على محمد وآل محمد، وارزقني اليقين، وحسن الظن بك، وأثبت
رجاءك في قلبي، واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو غيرك ولا أثق إلا بك، يا لطيفا
لما يشاء، الطف لي في جميع أحوالي بما تحب وترضى. يا رب إني ضعيف على النار فلا
تعذبني بالنار، يا رب ارحم دعائي وتضرعي وخوفي وذلي ومسكنتي وتعويذي وتلويذي، يا رب
إني ضعيف عن طلب الدنيا
[97]
وأنت واسع كريم وأسئلك يا رب بقوتك على
ذلك وقدرتك عليه، وغناك عنه وحاجتي إليه، أن ترزقني في عامي هذا وشهري هذا ويومي
هذا وساعتي هذه رزقا تغنيني به عن تكلف ما في أيدي الناس، من رزقك الحلال الطيب، أي
رب منك أطلب وإليك أرغب، وإياك أرجو وأنت أهل ذلك لا أرجو غيرك، ولا أثق إلا بك يا
أرحم الراحمين أي رب ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وعافني، يا سامع كل صوت، ويا جامع
كل فوت، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا من لا تغشاه الظلمات، ولا تشتبه عليه
الأصوات، ولا يشغله شئ عن شئ، أعط محمدا صلى الله عليه وآله أفضل ما سألتك، وأفضل
ما سئلت له، وأفضل ما أنت مسؤول له إلى يوم القيامة، وهب لي العافية حتى تهنئتي
المعيشة واختم لي بخير حتى لا تضرني الذنوب، اللهم رضني بما قسمت لي حتى لا أسأل
أحدا شيئا. اللهم صل على محمد وآل محمد، وافتح لي خزائن رحمتك، وارحمني رحمة لا
تعذبني بعدها أبدا في الدنيا والاخرة، وارزقني من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا لا
تفقرني إلى أحد بعده سواك، تزيدني بذلك شكرا، وإليك فاقة وفقرا، و بك عمن سواك غنى
وتعففا، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا مليك يا مقتدر صل على محمد وآل محمد
واكفني المهم كله، واقض لي بالحسنى، وبارك لي في جميع اموري، واقض لي جميع حوائجي.
اللهم يسر لي ما أخاف تعسره، فان تيسير ما أخاف تعسره عليك يسير، وسهل لي ما أخاف
حزونته، ونفس عني ما أخاف ضيقه، وكف عني ما أخاف غمه، و اصرف عني ما أخاف بليته يا
أرحم الراحمين، اللهم املأ قلبي حبا لك وخشية منك، وتصديقا بكتابك، وإيمانا بك،
وفرقا منك، وشوقا إليك يا ذا الجلال والاكرام، اللهم إن لك حقوقا فتصدق بها على،
وللناس قبلى تبعات فتحملها عني، وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي الليلة
الجنة، يا وهاب الجنة، يا وهاب المغفرة، ولا حول ولا قوة إلا بك (1).
(1) كتاب الاقبال ص 78 - 79.
[98]
دعاء آخر في السحر: أرويه باسنادي إلى جدي
أبي جعفر الطوسي رحمه الله في المصباح قال: وتدعو أيضا في السحر بدعاء إدريس عليه
السلام ورأيت في إسناد هذا الدعاء أنه الذي رفعه الله جل جلاله به إليه، وأنه من
أفضل الدعاء وهو: سبحانك لا إله إلا أنت يا رب كل شئ ووارثه، يا إله الالهة الرفيع
جلاله، يا الله المحمود في كل فعاله، يا رحمن كل شئ وراحمه، يا حي حين لا حي في
ديمومة ملكه وبقائه، يا قيوم فلا يفوت شيئا من علمه ولا يؤده، يا واحد الباقي أول
كل شئ وآخره، يا دائم بغير فناء ولا زوال لملكه، يا صمد في غير شبيه ولا شئ كمثله،
يا بار فلا شئ كفوه ولا مداني لوصفه، يا كبير أنت الذي لا تهتدي القلوب لعظمته، يا
باري المنشئ بلا مثال خلا من غيره، يا زاكي الطاهر من كل آفة بقدسه، يا كافي الموسع
لما خلق من عطايا فضله، يا نقي من كل جور لم يرضه ولم يخالطه فعاله، يا حنان الذي
وسعت كل شئ رحمته، يا منان ذا الاحسان قد من الخلائق بمنه، ياديان العباد فكل يقوم
خاضعا لرهبته، يا خالق من في السموات والأرضين فكل إليه معاده، يا رحمن وراحم كل
صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه، يا بار فلا تصف الألسن كنه جلال ملكه وعزه، يا مبدئ
البدايا لم يبغ في إنشائها أعوانا من خلقه، يا علام الغيوب فلا يؤده من شئ حفظه، يا
معيدا ما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته، يا حليم ذا الانائة فلا شئ يعدله
من خلقه، يا محمود الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه، يا عزيز الغالب على أمره
فلا شئ يعدله، يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي لا يطاق انتقامه يا متعالي القريب
في علو ارتفاع دنوه، يا جبار المذلل كل شئ بقهر عزيز سلطانه يا نور كل شئ أنت الذي
فلق السموات نوره، يا قدوس الطاهر من كل شئ ولا شئ يعدله، يا قريب المجيب المتداني
دون كل شئ قربه، يا عالى الشامخ في السماء فوق كل شئ علو ارتفاعه، يا بديع البدائع
ومعيدها بعد فنائها بقدرته، يا جليل المتكبر على كل شئ فالعدل أمره والصدق وعده، يا
مجيد فلا يبلغ الأوهام كل ثنائه، ومجده، يا كريم العفو والعدل أنت الذي ملأ كل شئ
عدله، يا عظيم
[99]
ذا الثناء الفاخر والعز والكبرياء فلا يذل
عزه، يا عجيب فلا تنطق الألسن بكل آلائه وثنائه. أسألك يا معتمدي عند كل كربة،
وغياثي عند كل شدة، بهذه الأسماء أمانا من عقوبات الدنيا والاخرة، وأسألك أن تصرف
عني بهن كل سوء ومخوف ومحذور، وتصرف عني أبصار الظلمة المريدين بي السوء الذي نهيت
عنه [وأن تصرف قلوبهم] من شر ما يضمرون إلى خير ما لا يملكون ولا يملكه غيرك يا
كريم، اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا إلى الناس فيرفضوني، ولا تخيبني
وأنا أرجوك ولا تعذبني وأنا أدعوك، اللهم إني أدعوك كما أمرتني، فأجبني كما وعدتني
اللهم اجعل خير عمري ما ولي أجلي، اللهم لا تغير جسدي، ولا ترسل حظي، ولا تسوء
صديقي، أعوذ بك من سقم مصرع، وفقر مدقع، ومن الذل وبئس الخل اللهم سل قلبي عن كل شئ
لا أتزوده إليك، ولا أنتفع به يوم ألقاك من حلال أو حرام، ثم أعطني قوة عليه وعزا
وقناعة ومقتا له ورضاك فيه يا أرحم الراحمين. اللهم لك الحمد على عطاياك الجزيلة،
ولك الحمد على مننك المتواترة التي بها دافعت عني مكاره الامور، وبها آتيتني مواهب
السرور، مع تمادي في الغفلة، وما بقي في من القسوة، فلم يمنعك ذلك من فعلى أن عفوت
عني، وسترت ذلك على وسوغتني ما في يدي من نعمك، وتابعت على إحسانك، وصفحت بي عن
قبيح ما أفضيت به إليك، وانتهكته من معاصيك، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك يحق
عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسئلك بكل ذي حق عليك، وبحقك على جميع من هو
دونك، أن تصلى على محمد عبدك ورسولك وآل محمد ومن أرادنى بسوء فخذ بسمعه وبصره ومن
بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وامنعه منى بحولك وقوتك، يا من ليس معه رب
يدعى، ويا من ليس فوقه خالق يخشي، ويا من ليس دونه إله يتقى [ويا من ليس له وزير
يؤتى، ويا من ليس له حاجب يرشى] ويا من ليس له بواب ينادى، ويا من لا يزداد على
كثرة العطاء إلا كرما
[100]
وجودا، وعلى تتابع الذنوب إلا مغفرة وعفوا
صل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، فانك أهل
التقوى وأهل المغفرة (1). أقول: قد مضى في هذا الدعاء " ولا تكلني إلى نفسي فأعجز
عنها " وظاهر الحال أنه " ولا تكلني إلى نفسي فتعجز عني " ولكن هكذا وجدناه فيما
رأيناه. دعاء آخر في السحر: نقل من أصل عتيق من اصول أصحابنا، أول روايته عن الحسن
بن محبوب وتاريخ كتابته سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة: يا مفزعي عند كربتي، ويا غوثي
عند شدتي، إليك فزعت، وبك استغثت وبك لذت، لا ألوذ بسواك، ولا أطلب الفرج إلا منك،
فأغثني وفرج عني يا من يقبل اليسير، ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير، واعف عني
الكثير، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسئلك إيمانا تباشر به قلبي، ويقينا حتى
أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين،
يا عدتي في كربتي، ويا صاحبي في شدتي، ويا وليي في نعمتي، ويا غايتي في رغبتي، أنت
الساتر عورتي، والامن روعتي، والمقيل عثرتي، فاغفر لي خطيئتي يا أرحم الراحمين.
وقال في الكتاب المذكور: التسبيح في السحر: سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من
يحصى عدد الذنوب، سبحان من لا تخفى عليه خافية في السموات والأرضين، سبحان الرب
الودود، سبحان الفرد الوتر، سبحان العظيم الأعظم، سبحان من لا يعتدي على أهل
مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان الحنان المنان، سبحان
الرؤف الرحيم، سبحان الجبار الجواد، سبحان الكريم الحليم، سبحان البصير الواسع،
سبحان الله على إقبال النهار، سبحان الله على إدبار النهار، سبحان الله على إدبار
الليل وإقبال النهار، وله الحمد والمجد والعظمة والكبرياء مع كل نفس و كل طرفة عين
وكل لمحة سبق في علمه، سبحانك ملء ما أحصى كتابك، سبحانك
(1) كتاب الاقبال: 80 - 81.
[101]
زنة عرشك، سبحانك سبحانك سبحانك (1). 3 -
قل: روينا باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني - رحمه الله - من كتاب الكافي (2)
ومن كتاب علي بن عبد الواحد النهدي باسنادهما إلى مولانا علي بن الحسين صلوات الله
عليهما أنه كان يدعو به وأن مولانا محمد بن علي الباقر عليهما السلام كان أيضا يدعو
به كل يوم من شهر رمضان، وفي بعض الروايات زيادات ونقصان وهذا لفظ بعضها. اللهم هذا
شهر رمضان، وهذا شهر الصيام، وهذا شهر القيام، وهذا شهر الانابة، وهذا شهر التوبة،
وهذا شهر المغفرة والرحمة، وهذا شهر العتق من النار، والفوز بالجنة، وهذا شهر فيه
ليلة القدر، التى هي خير من ألف شهر اللهم فصل على محمد وآل محمد، وسلمه لي وتسلمه
مني وأعني عليه بأفضل عونك ووفقني فيه لطاعتك، وفرغني فيه لعبادتك ودعائك، وتلاوة
كتابك، وأعظم لي فيه البركة، وأحرز لي فيه التوبة، وأحسن لي فيه العافية، وأصح فيه
بدني وأوسع لي فيه رزقي، واكفني فيه ما أهمني، واستجب فيه دعائي، وبلغني فيه رجائي،
اللهم صل على محمد وآل محمد وأذهب عني فيه النعاس والكسل والسأمة والفترة والقسوة
والغفلة والغرة، اللهم صل على محمد وآل محمد، وجنبني فيه العلل والأسقام والهموم
والأحزان، والأعراض والأمراض، والخطايا و الذنوب، واصرف عني فيه السوء والفحشاء،
والجهد والبلاء، والتعب والعناء إنك سميع الدعاء. اللهم صل على محمد وآل محمد،
وأعذني فيه من الشيطان الرجيم، وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسواسه وتثبيطه وبطشه
وكيده ومكره وحيله وخدعه و أمانيه وغروره وفتنته وخيله ورجله وأعوانه وشركه وأتباعه
وإخوانه وأحزابه وأشياعه وأوليائه وجميع شركائه وكيده، اللهم صل على محمد وآله،
وارزقني تمام صيامه وبلوغ الأمل فيه وفي قيامه واستكمال ما يرضيك عني صبرا وإيمانا
(1) كتاب الاقبال: 82. (2) في المصدر من
الطرازى. (*)
[102]
ويقينا واحتسابا، ثم تقبل ذلك مني
بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم آمين رب العالمين اللهم صل على محمد وآله، وارزقنا
فيه الحج والعمرة والاجتهاد والقوة والنشاط والانابة والتوفيق والقربة والخير
المقبول والرغبة والرهبة والتضرع والخشوع والرقة والنية الصادقة وصدق اللسان،
والوجل منك، والرجاء لك والتوكل عليك، والثقة بك، والورع عن محارمك، مع صالح القول،
ومقبول السعي، ومرفوع العمل، ومستجاب الدعوة، ولا تحل بيني وبين شئ من ذلك بمرض ولا
هم ولا سقم ولا غفلة ولا نسيان، بل بالتعاهد والتحفظ فيك ولك والرعاية لحقك،
والوفاء بعهدك ووعدك برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم صل على محمد وآل محمد، واقسم
لي فيه أفضل ما تقسمه لعبادك الصالحين، وأعطني فيه أفضل ما تعطي أولياءك المقربين
من الرحمة والمغفرة والتحنن والاجابة والعفو والمغفرة الدائمة، والعافية والمعافاة،
والعتق من النار، والفوز بالجنة، وخير الدنيا والاخرة، اللهم صل على محمد وآله،
واجعل دعائي فيه إليك واصلا و رحمتك وخيرك إلى فيه نازلا، وعملي فيه مقبولا، وسعيي
فيه مشكورا، وذنبي فيه مغفورا، حتى يكون نصيبي فيه الأكثر، وحظي فيه الأوفر، اللهم
صل على محمد وآله، ووفقني فيه لليلة القدر على أفضل حال تحب أن يكون عليها أحد من
أوليائك وأرضاها لك، ثم اجعلها لي خيرا من ألف شهر، وارزقني فيها أفضل ما رزقت أحدا
ممن بلغته إياها وأكرمته بها، واجعلني فهيا من عتقائك وطلقائك من النار، وسعداء
خلقك بمعرفتك ورضوانك يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآله، وارزقنا في شهرنا
هذا الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وما تحب وترضى، اللهم رب الفجر والليالي العشر،
والشفع و الوتر، ورب شهر رمضان، وما أنزلت فيه من القرآن، ورب جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل، وجميع الملائكة المقربين، ورب إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ورب موسى وعيسى ورب
جميع النبيين والمرسلين، ورب محمد خاتم النبيين، صلواتك
[103]
عليه وعليهم أجمعين، وأسألك بحقك عليهم
وبحقك العظيم لما صليت عليه وعليهم أجمعين، ونظرت إلى نظرة رحيمة ترضى بها عني رضا
لا تسخط على بعده أبدا و أعطيتني جميع سؤلي ورغبتي وامنيتي وإرادتي، وصرفت عني ما
أكره وأحذر وأخاف على نفسي وما لا أخاف وعن أهلي ومالي وإخواني وذريتي. اللهم إليك
فررنا من ذنوبنا، فصل على محمد وآل محمد وآونا، تائبين وصل على محمد وآل محمد وتب
علينا، مستغفرين فصل على محمد وآل محمد واغفر لنا، متعوذين وصل على محمد وآل محمد
وأعذنا، مستجيرين وصل على محمد وآل محمد وأجرنا، مستسلمين وصل على محمد وآل محمد
ولا تخذلنا، راهبين وصل على محمد وآل محمد وآمنا، راغبين وصل على محمد وآل محمد
وشفعنا، سائلين وصل على محمد وآله وأعطنا إنك سميع الدعاء، قريب مجيب. اللهم أنت
ربي وأنا عبدك، وأحق من سأل العبد ربه، ولم يسأل العباد مثلك كرما وجودا، يا موضع
شكوى السائلين، ويا منتهى حاجة الراغبين، ويا غياث المستغيثين، ويا مجيب دعوة
المضطرين، ويا كاشف كرب المكروبين ويا فارج هم المهمومين، ويا كاشف الكرب العظيم،
يا الله يا رحمن يا رحيم، يا أرحم الراحمين، ويا الله المكنون من كل عين المرتدي
بالكبرياء، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي وعيوبي وإسائتي وظلمي وجرمي
وإسرافي على نفسي، وارزقني من فضلك ورحمتك فانه لا يملكها غيرك، واعف عني واغفر لي
كلما قد سلف من ذنوبي، واعصمني فيما بقى من عمري، واستر على وعلى والدي وولدي
وقراباتي وأهل حزانتي ومن كان مني بسبيل من المؤمنين والمؤمنات في الدنيا والاخرة،
فان جميع ذلك كله بيدك، وأنت واسع المغفرة، فلا تخيبني يا سيدي، ولا ترد دعائي ولا
ترد يدي إلى نحري، حتى تفعل ذلك بي وتستجيب لي جميع ما سألتك وتزيدني من فضلك فانك
على كل شئ قدير، ونحن إليك راغبون، اللهم لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا،
والكبرياء والالاء أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في هذه الليلة
تنزل الملائكة والروح فيها، فأسئلك أن
[104]
تصلى على محمد وآل محمد، وأن تجعل اسمى في
السعداء، وروحي مع الشهداء، و إحساني في عليين، وإساءتي مغفورة، وأن تهب لي يقينا
تباشر به قلبي وإيمانا لا يشوبه شك، ورضى بما قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة وفي
الاخرة حسنة وقنى عذاب النار، وإن لم تكن قضيت في هذه الليلة تنزل الملاكئة والروح
فيها فصل على محمد وآل محمد، وأخرني إلى ذلك، وارزقني فيها ذكرك، و شكرك وطاعتك
وحسن عبادتك، وصل على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك يا أرحم الراحمين يا أحد يا صمد،
يا رب محمد وآل محمد، اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعداءهم بددا، وأحصهم
عددا، ولا تدع على ظهر الأرض منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا، يا حسن الصحبة، يا
خليفة النبيين، أنت أرحم الراحمين البدئ البديع الذي ليس كمثلك شئ، ولا قبلك شئ،
والدائم غير الغافل، والحي الذي لا يموت، وأنت كل يوم في شأن، أنت خليفة محمد وناصر
محمد ومفضل محمد أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنصر خليفة محمد ووصي محمد،
والقائم بالقسط من أوصياء محمد عليهم السلام، اعطف عليهم نصرك يا لا إله إلا أنت
بحق لا إله إلا أنت، واجعلني معهم وجيها في الدنيا والاخرة، واجعل عاقبة أمري إلى
غفرانك ورحمتك يا أرحم الراحمين، وكذلك نسبت نفسك يا سيدي باللطف بلى إنك لطيف فصل
على محمد وآله والطف لي إنك لطيف لما تشاء. اللهم صل على محمد وآله، وارزقني الحج
والعمرة في عامي هذا، وتطول على بقضاء حوائجي للاخرة والدنيا [ثم قل]، أستغفر الله
ربي وأتوب إليه، إن ربي رحيم ودود، أستغفر الله ربي وأتوب إليه إن ربي قريب مجيب،
أستغفر الله ربي وأتوب إليه إنه كان غفارا، رب اغفر لي وارحمني وأنت أرحم الراحمين،
رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فصل على محمد وآله واغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه - تقولها ثلاثا -
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، العظيم الغافر للذنب العظيم، وأتوب
إليه - تقولها ثلاثا - أستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما، اللهم صل على محمد و
[105]
آل محمد، واجعل فيما تقضى وتقدر في الأمر
الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تصلي محمد وآل محمد، وأن
تكتبني من حجاج بيتك الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفر
عنهم سيئاتهم وأن تجعل فيما تقضى وتقدر أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تطيل عمري،
وتوسع رزقي، وتؤدي عني أمانتي وديني، يا رب العالمين، اللهم اجعل لي في أمري فرجا
ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، واحرسني من حيث أحترس ومن حيث لا
أحترس، اللهم صل على محمد وآل محمد، وسلم تسليما كثيرا كثيرا (1). ومن العمل في كل
يوم من شهر رمضان التسبيح: رويناه باسنادنا إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقدة قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن زكريا ابن شيبان العلاف في كتابه سنة خمس
وستين ومائتين قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أبي حمزة، عن أبيه وحسين بن أبي
العلاء الزيدجي جميعا، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تسبح في كل
يوم من شهر رمضان. ونذكر فيه زيادة من رواية جدي أبي جعفر الطوسي. [الأول:] سبحان
الله بارئ النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله
جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان
الله خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين،
سبحان الله السميع الذي ليس شئ أسمع منه، يسمع من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين، ويسمع
ما في ظلمات البر والبحر، ويسمع الأنين والشكوى، ويسمع السر وأخفى، ويسمع وسواس
الصدور ولا يصم سمعه صوت. [الثاني] سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله المصور،
سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق
الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى
(1) كتاب الاقبال: 89 - 93 وفي ط 337 -
431.
[106]
سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب
العالمين، سبحان الله البصير الذي ليس شئ أبصر منه، يبصر من فوق عرشه ما تحت سبع
أرضين، ويبصر ما في ظلمات البر والبحر لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار وهو
اللطيف الخبير، لا تغشى بصره الظلمة، ولا يستتر منه بستر، ولا يوارى منه جدار، ولا
يغيب منه بر ولا بحر، ولا يكن منه جبل ما في أصله ولا قلب ما فيه، ولا جنب ما في
قلبه ولا يستتر منه صغير لصغره ولا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء هو الذي
يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم. [الثالث] سبحان الله بارئ
النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات
والنور، سبحان الله فالق الحب والنوى سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما
يرى وما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته سبحان الله رب العالمين، سبحان الله الذي
ينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويرسل الصواعق فيصيب بها
من يشاء ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته، وينزل الماء من السماء بكلماته، وينبت
النبات بقدرته و يبسط الرزق بعلمه، سبحان الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض
ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين. [الرابع] سبحان الله
بارئ النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل
الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحب والنوى سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله
خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين، سبحان
الله الذي يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الأرحام، وما تزداد، وكل شئ عنده بمقدار،
عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو
مستخف بالليل وسارب بالنهار، له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله،
سبحان الله الذي يميت الأحياء ويحيي الموتى ويعلم ما تنقص الأرض منهم وتقر في
الأرحام ما يشاء إلى أجل مسمى (1).
(1) في نسخة الكمبانى ههنا تكرار.
[107]
[الخامس] سبحان الله بارئ النسم، سبحان
الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان
الله فالق الحب والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى،
سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين، سبحان الله مالك الملك، تؤتي
الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك
على كل شئ قدير، تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من
الميت، وتخرج الميت من الحى، وترزق من تشاء بغير حساب. [السادس] سبحان الله بارئ
النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات
والنور، سبحان الله فالق الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما
يرى وما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين، سبحان الله الذي
عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا
يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. [السابع] سبحان
الله بارئ النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله
جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان
الله خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين،
سبحان الله الذي لا يحصى مدحته القائلون، ولا يجزي بآلائه الشاكرون والعابدون، وهو
كما قال وفوق ما نقول والله سبحانه كما أثنى على نفسه ولا يحيطون بشئ من علمه إلا
بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. [الثامن]
سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان
الله جاعل الظلمات والنور. سبحان الله فالق الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ،
سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان
[108]
الله مداد كلماته، سبحان الله رب
العالمين، سبحان الله الذي يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء
وما يعرج فيها [ولا يشغله ما ينزل من السماء وما يعرج فيها] عما يلج في الأرض وما
يخرج منها [ولا يشغله ما يلج في الأرض وما يخرج منها عما ينزل من السماء وما يعرج
فيها] ولا يشغله علم شئ عن علم شئ، ولا يشغله خلق شئ عن خلق شئ، ولا حفظ شئ عن حفظ
شئ، ولا يساويه شئ، ولا يعدله شئ وهو السميع العليم. [التاسع] سبحان الله بارئ
النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات
والنور، سبحان الله فالق الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما
يرى ولا ما لا يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين، سبحان الله
فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا اولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق
ما يشاء إن الله على كل شئ قدير ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك
فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم. [العاشر] سبحان الله بارئ النسم، سبحان
الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان
الله فالق الحب و النوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا
يرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين، سبحان الله الذي يعلم ما في
السموات و ما في الأرض، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو
سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، ثم ينبئهم بما عملوا يوم
القيامة إن الله بكل شئ عليم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات (1). الصلاة على
النبي صلى الله عليه وآله في كل يوم من شهر رمضان: إن الله وملائكته يصلون على
النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما، لبيك يا رب وسعديك، اللهم صل
على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل
إبراهيم، إنك حميد مجيد اللهم ارحم محمدا وآل محمد كما رحمت إبراهيم وآل إبراهيم،
إنك حميد مجيد
(1) كتاب الاقبال: 93 - 96 وفى ط 341 -
344.
[109]
اللهم سلم على محمد وآل محمد كما سلمت على
نوح في العالمين، [اللهم امنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسى وهرون] اللهم صل
على محمد وآل محمد كما شرفتنا به، اللهم صل على محمد وآل محمد كما هديتنا به، اللهم
صل على محمد وآل محمد، وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والاخرون. على محمد
وآله السلام كلما طلعت شمس أو غربت، على محمد وآله السلام كلما طرفت عين أو برقت،
على محمد وآله السلام كلما ذكر السلام، السلام على محمد وآله كلما سبح الله ملك أو
قدسه، السلام على محمد وآله في الأولين السلام على محمد وآله في الاخرين، السلام
على محمد وآله في الدنيا والاخرة اللهم رب البلد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب
الحل والحرام، أبلغ محمدا نبيك وآله عنا السلام، اللهم أعط محمدا من البهاء والنضرة
والسرور و الكرامة والغبطة والوسيلة والمنزلة والمقام والشرف والرفعة والشفاعة عندك
يوم القيامة أفضل ما تعطي أحدا من خلقك، وأعط محمدا وآله فوق ما تعطي الخلائق من
الخير أضعافا كثيرة لا يحصيها غيرك. اللهم صل على محمد وآل محمد أطيب وأطهر وأزكى
وأنمى وأفضل ما صليت على أحد من الأولين والاخرين، وعلى أحد من خلقك يا أرحم
الراحمين، اللهم صل على علي أمير المؤمنين، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وضاعف
العذاب على من شرك في دمه، اللهم صل على فاطمة بنت نبيك محمد، والعن من آذى نبيك
فيها اللهم صل على الحسن والحسين إمامي المسلمين، ووال من والاهما، وعاد من
عاداهما، وضاعف العذاب على من شرك في دمهما، اللهم صل على علي بن الحسين إمام
المسلمين، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو
الوليد، اللهم صل على محمد بن علي إمام المسلمين ووال من والاه و عاد من عاداه
وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو ابراهيم بن الوليد، اللهم صل على جعفر بن محمد
إمام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو
المنصور، اللهم صل على موسى بن جعفر إمام المسلمين ووال من والاه، وعاد من عاداه،
وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو الرشيد
[110]
اللهم صل على علي بن موسى الرضا إمام
المسلمين، ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو
المأمون، اللهم صل على محمد بن علي إمام المسلمين، ووال من والاه، وعاد من عاداه،
وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو المعتصم، اللهم صل على علي بن محمد إمام
المسلمين، ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه، وهو
المتوكل، اللهم صل على الحسن بن علي إمام المسلمين، ووال من والاه، وعاد من عاداه،
وضاعف العذاب على من شرك في دمه، وهو المعتمد - أو المعتضد برواية ابن بابويه القمي
- اللهم صل على الخلف من بعده إمام المسلمين، ووال من والاه، وعاد من عاداه وعجل
فرجه، اللهم صل على الطاهر والقاسم ابني نبيك، اللهم صل على ام كلثوم ابنة نبيك،
والعن من آذى نبيك فيها، اللهم صل على رقية ابنة نبيك والعن من آذى نبيك فيها،
اللهم صل على ذرية نبيك. اللهم اخلف نبيك في أهل بيته، اللهم مكن لهم في الأرض،
اللهم اجعلنا من عددهم ومددهم وأنصارهم على الحق في السر والعلانية، اللهم اطلب
بذحلهم ووترهم ودمائهم: وكف عنا وعنهم وعن كل مؤمن ومؤمنه بأس كل باغ وطاغ وكل دابة
أنت أخذ بناصيتها إنك أشد بأسا وأشد تنكيلا. وتقول: يا عدتي في كربتي، ويا صاحبي في
شدتي، ويا وليي في نعمتي، و يا غايتي في رغبتي، أن الساتر عورتي، والمؤمن روعتي،
والمقيل عثرتي، فاغفر لي خطيئتي يا أرحم الراحمين. وتقول: اللهم إني أدعوك لهم لا
يفرجه غيرك، ولرحمة لا تنال إلا بك، و لكرب لا يكشفه إلا أنت، ولرغبة لا تبلغ إلا
بك، ولحاجة لا تقضى دونك، اللهم فكما كان من شأنك ما أذنت لي به من مسألتك، ورحمتني
به من ذكرك فليكن من شأنك سيدي الاستجابة لي فيما دعوتك وعوائد الافضال فيما رجوتك،
والنجاة مما فزعت إليك فيه، فان لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك، فان رحمتك أهل أن
تبلغني وتسمعني، وإن لم أكن للاجابة أهلا فأنت أهل الفضل، ورحمتك وسعت
[111]
كل شئ، فلتسعني رحمتك، يا إلهى يا كريم
أسألك بوجهك الكريم أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأن تفرج همي، وتكشف كربي وغمي،
وترحمني برحمتك، و ترزقني من فضلك، إنك سميع الدعاء قريب مجيب (1). دعاء آخر في كل
يوم منه: اللهم إني أسئلك من فضلك بأفضله وكل فضلك فاضل، اللهم إني أسألك بفضلك
كله، اللهم إني أسئلك من رزقك بأعمه وكل رزقك عام، اللهم إني أسئلك برزقك كله،
اللهم إني أسئلك من عطاياك بأهنأها وكل عطاياك هنيئة اللهم إني أسألك بعطاياك كلها،
اللهم إني أسئلك من خيرك بأعجله وكل خيرك عاجل، اللهم إني أسألك بخيرك كله، اللهم
إني أسئلك من إحسانك بأحسنه وكل إحسانك حسن، اللهم إني أسئلك باحسانك كله، اللهم
إني أسألك بما تجيبني به حين أسئلك فأجبني يا الله. وصل على محمد عبدك المرتضى،
ورسولك المصطفى، وأمينك ونجيك دون خلقك، ونجيبك من عبادك ونبيك، ومن جاء بالصدق من
عندك، وحبيبك المفضل على رسلك، وخيرتك من العالمين، البشير النذير، السراج المنير،
وعلى أهل بيته الأبرار الطاهرين، وعلى ملائكتك الذين استخلصتهم لنفسك، وحجبتهم عن
خلقك، وعلى أنبيائك الذين ينبئون عنك بالصدق، وعلى رسلك الذين اختصصتهم لوحيك،
وفضلتهم على العالمين برسالاتك، وعلى عبادك الصالحين الذين أدخلتهم في رحمتك الأئمة
المهتدين الراشدين، وأوليائك المطهرين، وعلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت
ورضوان خازن الجنان ومالك خازن النيران، وروح القدس والروح الأمين وحملة عرشك
المقربين، وعلى الملكين الحافظين على بالصلاة التي تحب أن يصلي بها عليهم أهل
السموات وأهل الأرضين صلاة طيبة كثيرة زاكية مباركة نامية ظاهرة باطنة شريفة فاضلة
تبين بها فضلهم على الأولين والاخرين.
(1) كتاب الاقبال ص 96 - 98 وفى ط 344 -
346.
[112]
اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة،
واجزه خير ما جزيت نبيا عن امته، اللهم أعط محمدا صلى الله عليه وآله مع كل زلفة
زلفة، ومع كل وسيلة وسيلة، ومع كل فضيلة فضيلة، ومع كل شرف شرفا، اللهم أعط محمدا
وآله يوم القيامة أفضل ما أعطيت أحدا من الأولين والاخرين، اللهم اجعل محمدا صلى
الله عليه وآله أدنى المرسلين منك مجلسا، وأفسحهم في الجنة عندك منزلا، وأقربهم
إليك وسيلة، واجعله وأول شافع وأول مشفع، وأول قائل وأنجح سائل، وابعثه المقام
المحمود الذي يغبطه به الأولون والاخرون، يا أرحم الراحمين، وأسئلك أن تصلي على
محمد وآل محمد، وأن تسمع صوتي وتجيب دعوتي، وتجاوز عن خطيئتي، وتصفح عن ظلمي، وتنجح
طلبتي، وتقضي حاجتي، وتنجزلي ما وعدتني، وتقيل عثرتي وتقبل مني وتغفر ذنوبي، وتعفو
عن جرمي، وتقبل على ولا تعرض عني، و ترحمني ولا تعذبني، وتعافيني ولا تبتليني،
وترزقني يا أرحم الراحمين من أطيب رزقك وأوسعه، ولا تحرمني جنتك يا رب، واقض عني
ديني، وضع عني وزري ولا تحملني ما لا طاقة لي به يا مولاي، وأدخلني في كل خير أدخلت
فيه محمدا وآل محمد، وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد صلواتك عليه
وعليهم أجمعين والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته. اللهم إني أدعوك كما أمرتني
فاستجب لي كما وعدتني يا كريم - تقولها ثلاثا وتقول - اللهم إني أسئلك قليلا من
كثير، مع حاجة بي إليه عظيمة، وغناك عنه قديم، [وهو عندي كثير] وهو عليك سهل يسير،
فامنن على به إنك على كل شئ قدير آمين يا رب العالمين (1). ومن ذلك دعاء آخر:
وجدناه في أدعية كل يوم من شهر رمضان باسناد وترغيب عظيم الشأن يذكر أنه من أسرار
الدعوات، ومضمون الاجابات وهو: اللهم إني أدعوك كما أمرتني، فاستجب لي كما وعدتني -
ثلاثا - اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه وكل بهائك بهي، اللهم إني أسئلك ببهائك
كله
(1) كتاب الاقبال ص 98 - 100 وفى ط 346 -
348.
[113]
اللهم إني أسئلك من جلالك بأجله وكل جلالك
جليل اللهم إني أسئلك بجلالك كله، اللهم إني أسئلك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل،
اللهم إني أسئلك بجمالك كله، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني -
ثلاثا -. اللهم إني أسئلك من عظمتك بأعظمها وكل عظمتك عظيمة، اللهم إني أسئلك
بعظمتك كلها، اللهم إني أسئلك من نورك بأنوره وكل نورك نير، اللهم إني أسئلك بنورك
كله، اللهم إني أسئلك من رحمتك بأوسعها وكل رحمتك واسعة اللهم إني أسئلك برحمتك
كلها، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني - ثلاثا -. اللهم إني أسئلك
من كمالك بأكمله وكل كمالك كامل، اللهم إني أسألك بكمالك كله، اللهم إني أسئلك من
كلماتك بأتمها وكل كلماتك تامة، اللهم إني أسئلك بكلماتك كلها، اللهم إني أسئلك من
أسمائك بأكبرها وكل أسمائك كبيرة، اللهم إني أسألك بأسمائك كلها، اللهم إني أدعوك
كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني - ثلاثا -. اللهم إني أسئلك من عزتك بأعزها وكل
عزتك عزيزة اللهم إني أسئلك بعزتك كلها، اللهم إني أسألك من مشيتك بأمضاها وكل
مشيتك ماضية، اللهم إني أسئلك بمشيتك كلها، اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي
استطلت بها على كل شئ وكل قدرتك مستطيلة، اللهم إني أسئلك بقدرتك كلها، اللهم إني
أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني - ثلاثا -. اللهم إني أسئلك من علمك بأنفذه
وكل علمك نافذ، اللهم إني أسئلك بعلمك كله، اللهم إني أسئلك من قولك بأرضاه وكل
قولك رضي، اللهم إني أسئلك بقولك كله، اللهم إني أسئلك من مسائلك بأحبها إليك وكل
مسائلك إليك حبيبة، اللهم إني أسئلك بمسائلك كلها، اللهم إني أدعوك كما أمرتني
فاستجب لي كما وعدتني - ثلاثا -.
[114]
اللهم إني أسئلك من شرفك بأشرفه وكل شرفك
شريف، اللهم إني أسئلك بشرفك كله، اللهم إني أسئلك من سلطانك بأدومه وكل سلطانك
دائم، اللهم إني أسئلك بسلطانك كله، اللهم إني أسئلك من ملكك بأفخره وكل ملكك فاخر،
اللهم إني أسئلك بملكك كله، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني -
ثلاثا -. اللهم إني أسئلك من علائك بأعلاه وكل علائك عال، اللهم إني أسئلك بعلائك
كله، اللهم إني أسئلك من منك بأقدمه وكل منك قديم، اللهم إني أسئلك بمنك كله، اللهم
إني أسئلك من آياتك بأعجبها وكل آياتك عجيبة، و اللهم إني أسئلك بآياتك كلها، اللهم
إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني - ثلاثا -. اللهم إني أسئلك من فضلك
بأفضله وكل فضلك فاضل، اللهم إني أسئلك بفضلك كله، اللهم إني أسئلك من رزقك بأعمه
وكل رزقك عام، اللهم إني أسئلك برزقك كله، اللهم إني أسئلك من عطائك بأهناه وكل
عطائك هنئ اللهم إني أسئلك بعطائك كله، اللهم إني أسئلك من خيرك بأعجله وكل خيرك
عاجل، اللهم إني أسئلك بخيرك كله، اللهم إني أسئلك من إحسانك بأحسنه وكل إحسانك حسن
اللهم إني أسئلك باحسانك كله، اللهم إني أسئلك بما تجيبني به حين أدعوك فأجبني يا
الله نعم دعوتك يا الله اللهم إني أسئلك بما أنت فيه من الشؤون والجبروت، اللهم إني
أسئلك بشأنك وجبروتك كلها اللهم إني أسئلك بما تجيبني به حين أسئلك، فأجبني يا الله
صل على محمد وآل محمد.. واذكر ما تريد. اللهم صل على محمد وآل محمد، وابعثني على
الايمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب عليهما السلام والايتمام
بالأئمة من آل محمد، و البراءة من أعدائهم، فاني قد رضيت بذلك يا رب، اللهم صل على
محمد وآل محمد وأسئلك خير الخير رضوانك والجنة، وأعوذ بك من شر الشر سخطك والنار.
[115]
اللهم صل على محمد وآل محمد، واحفظني من
كل مصيبة وكل بلية، ومن كل عقوبة ومن كل فتنة، ومن كل بلاء، ومن كل شر، ومن كل
مكروه، ومن كل مصيبة، ومن كل آفة نزلت أو تنزل من السماء إلى الأرض في هذه الساعة،
وفي هذه الليلة وفي هذا اليوم، وفي هذا الشهر، وفي هذه السنة، اللهم صل على محمد
وآل محمد، واقسم لي من كل سرور، ومن كل بهجة، ومن كل استقامة. ومن كل فرج ومن كل
عافية، ومن كل سلامة، ومن كل كرامة، ومن كل رزق واسع حلال طيب، ومن كل نعمة ومن كل
حسنة نزلت أو تنزل من السماء إلى الأرض في هذه الساعة، وفي هذه الليلة وفي هذا
اليوم، وفي هذا الشهر، وفي هذه السنة. اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهى عندك
وحالت بيني وبينك أو غيرت حالي عندك فاني أسئلك بنور وجهك الكريم الذي لم يطفأ،
وبوجه حبيبك محمد المصفطى، وبوجه وليك على المرتضى، وبحق أوليائك الذين انتجبتهم أن
تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ولوالدي وما ولدا، وللمؤمنين والمؤمنات، و ما
توالدوا، ذنوبنا كلها صغيرها وكبيرها، وأن تختم لنا بالصالحات، وأن تقضي لنا
الحاجات والمهمات، وصالح الدعاء والمسألة، فاستجب لنا بحق محمد وآله اللهم صل على
محمد وآل محمد آمين آمين آمين، ما شاء الله كان لا حول ولا قوة إلا بالله سبحان ربك
رب العزة [عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين]. ومد يديك وميل
عنقك على منكبك الأيسر وابك أو تباك وقل: يا لا إله إلا أنت أسئلك بحق من حقه عليك
عظيم، بلا إله إلا أنت، أسألك بلا إله إلا أنت، أسألك ببهاء لا إله إلا أنت يا لا
إله إلا أنت، أسئلك بجلال لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت، أسألك بجمال لا إله
إلا أنت يا لا إله إلا أنت، أسألك بنور لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت، أسألك
بكمال لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت، أسألك بعزة لا إله إلا أنت يا لا إله إلا
أنت، أسألك بعظم لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت، أسألك بقول لا إله إلا أنت يا
لا إله إلا أنت، أسألك بشرف لا إله إلا أنت، يا لا إله إلا أنت، أسألك بعلاء لا إله
إلا أنت يا لا إله إلا أنت، أسألك
[116]
بلا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت، يا
رباه يا رباه يا رباه - حتى ينقطع النفس - أسئلك يا سيدي - تقول ذلك وأنت ماد يديك
مثن عنقك على منكبك الأيسر يا الله يا رباه - حتى ينقطع النفس - يا سيداه يا مولاه
يا غياثاه يا ملجآه، يا منتهى غاية رغبتاه، يا أرحم الراحمين، أسألك فليس كمثلك شئ،
وأسئلك بكل دعوة مستجابة دعاك بها نبي مرسل أو ملك مقرب، أو عبد مؤمن امتحنت قلبه
للايمان واستجبت دعوته منه، وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، واقدمه بين يدي
حوائجي، يا محمد يا رسول الله بأبي أنت وامي أتوجه بك إلى ربك وربي واقدمك بين يدي
حوائجي، يا رباه يا رباه يا رباه، أسئلك بك، فليس كمثلك شئ، وأتوجه إليك بمحمد
حبيبك، وبعترته الهادية، واقدمهم بين يدي حوائجي وأسألك اللهم بحياتك التي لا تموت،
وبنور وجهك الذي لا يطفأ، وبعينك التي لا تنام، وأسألك بحق من حقه عليك عظيم، أن
تصلي على محمد وآل محمد، قبل كل شئ، وبعد كل شئ، وعدد كل شئ، وزنة كل شئ، وملء كل
شئ اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد عبدك المصطفى، ورسولك المرتضى، وأمينك المصطفى
ونجيبك دون خلقك، وحبيبك وخيرتك من خلقك أجمعين، النذير البشير السراج المنير، وعلى
أهل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين الأخيار الأبرار، وعلى ملائكتك الذين استخلصتهم
لنفسك، وحجبتهم عن خلقك، وعلى أنبيائك الذين ينبئون بالصدق عنك، وعلى عبادك
الصالحين الذي أدخلتهم في رحمتك والأئمة المهتدين الراشدين المطهرين، وعلى جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل، وملك الموت ورضوان خازن الجنة، ومالك خازن النار، والروح القدس،
وحملة العرش ومنكر ونكير، وعلى الملكين الحافظين على، بالصلاة التي تحب أن تصلي بها
عليهم، صلاة كثير طيبة مباركة زاكية نامية طاهرة شريفة فاضلة، تبين بها فضلهم على
الأولين والاخرين. اللهم إني أسئلك أن تسمع صوتي، وتجيب دعوتي، وتغفر ذنوبي، و تنجح
طلبتي، وتقضي حاجاتي، وتقبل قصتي، وتنجز لي ما وعدتني، وتقيلني
[117]
عثرتي، وتتجاوز عن خطيئتي، وتصفح عن ظلمي،
وتعفو عن جرمي، وتقبل علي ولا تعرض عني، وترحمني ولا تعذبني، وتعافيني ولا تبتليني،
وترزقني من أطيب الرزق وأوسعه وأهناه وأمرأه وأسبغه وأكثره، ولا تحرمني يا رب النظر
إلى وجهك الكريم، والفوز بالجنة، والعتق من النار، واقض عني يا رب ديني وأمانتي،
وضع عني وزري، ولا تحملني ما لا طاقة لي به، يا مولاي، وأدخلني في كل خير أدخلت فيه
محمدا وآل محمد، وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين
أبدا في الدنيا والاخرة، اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني - ثلاثا
-. اللهم إني أسئلك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة، وغناك عنه قديم، وهو عندي
كثير، وهو عليك سهل يسير، فامنن به علي إنك على كل شئ قدير، اللهم برحمتك في
الصالحين فأدخلنا وفي عليين فارفعنا، وبكاس ممن معين من عين سلسبيل فاسقنا، ومن
الحور العين برحمتك فزوجنا، ومن الولدان المخلدين كأنهم لؤلؤ مكنون فأخدمنا، ومن
ثمار الجنة ولحوم الطير فأطعمنا، ومن ثياب السندس والحرير والاستبرق فألبسنا، وليلة
القدر وحج بيتك الحرام، وقتلا في سبيلك مع وليك فوق لنا، وصالح الدعاء والمسألة
فاستجب لنا، يا خالقنا اسمع واستجب لنا، وإذا جمعت الأولين والاخرين يوم القيامة
فارحمنا، وبراءة من النار وأمانا من العذاب، فاكتب لنا، وفي جهنم فلا تجعلنا، ومع
الشياطين فلا تقرنا، وفي هوانك وعذابك فلا تقلبنا، ومن الزقوم والضريع فلا تطعمنا،
وفي النار على وجوهنا فلا تكببنا، ومن ثياب النار وسرابيل القطران فلا تلبسنا، ومن
كل سوء يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت فنجنا. اللهم إني أسئلك ولم يسأل
مثلك، وأرغب إليك ولم يرغب إلى مثلك، يا رب أنت موضع مسألة السائلين، ومنتهى رغبة
الراغبين، أسئلك اللهم بأفضل أسمائك كلها وأنجحها، يا الله يا رحمن، وباسمك المخزون
المصون الأعز الأجل الأعظم الذي تحبه وتهواه، وترضى عمن دعاك به، وتستجيب له دعاءه،
وحق
[118]
عليك يا رب أن لا تحرم سائلك، اللهم إني
أسئلك بكل اسم هو لك دعاك به عبد هو لك، في بر أو بحر أو سهل أو جبل أو عند بيتك
الحرام أو في شئ من سبلك فأسئلك يا رب دعاء من قد اشتدت فاقته، وعظم جرمه، وضعف
كدحه، فأشرفت على الهلكة نفسه، ولم يثق بشئ من عمله، ولم يجد لما هو فيه سادا ولا
لذنبه غافرا ولا لعثرته مقيلا غيرك، هاربا إليك. متعوذا بك، متعبدا لك غير مستنكف
ولا مستكبر، ولا مستحسر ولا متجبر، ولا متعظم بل بائس فقير، خائف مستجير، أسئلك يا
الله يا رحمن، يا حنان يا منان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال و الاكرام،
أن تصلي على محمد وآل محمد، صلاة كثيرة طيبة مباركة نامية زاكية شريفة أسألك اللهم
أن تغفر لي في شهري هذا، وترحمني وتعتق رقبتي من النار، وتعطيني فيه خير ما أعطيت
به أحدا من خلقك، وخير ما أنت معطيه، ولا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك منذ أسكنتني
أرضك، إلى يومي هذا، بل اجعله على أتمه نعمة وأعمه عافية، وأوسعه رزقا، وأجزله
وأهناه. اللهم إني أعوذ بك وبوجهك الكريم، وملكك العظيم، أن تغرب الشمس من يومي
هذا، أو ينقضى بقية هذا اليوم، أو يطلع الفجر من ليلتي هذه، أو يخرج هذا الشهر ولك
قبلي تبعة أو ذنب، أو خطيئة تريد أن تقايسني بها، أو تؤاخذني بها، أو توقفني بها
موقف خزي في الدنيا والاخرة، أو تعذبني يوم ألقاك يا أرحم الراحمين، اللهم إني
أدعوك لهم لا يفرجه غيرك، ولرحمة لا تنال إلا بك، ولكرب لا يكشفه إلا أنت، ولرغبة
لا تبلغ إلا بك، ولحاجة لا تقضى دونك، اللهم فكما كان من شأنك ما أردتني به من
مسألتك، ورحمتني به من ذكرك، فليكن من شأنك الاستجابة لي فيما دعوتك به، والنجاة لي
فيما فزعت إليك منه، أيا ملين الحديد لداود عليه السلام أي كاشف الضر والكرب العظام
عن أيوب، ومفرج غم يعقوب، و منفس كرب يوسف، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي ما أنت
أهله، فانك أهل التقوى وأهل المغفرة. اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة،
وأنت لي في كل
[119]
أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف منه
الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته
إليك، رغبة مني فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب
كل حسنة، ومنتهى كل رغبة، أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق من شئ، اللهم
عافني في يومي هذا أنت حتى أمسى اللهم إني أسئلك بركة يومي هذا، و ما نزل فيه من
عافية ومغفرة ورحمة ورضوان، ورزق واسع حلال تبسطه علي وعلى والدي وولدي وأهلي
وعيالي وأهل حزانتي، ومن أحببت وأحبني، وولدت وولدني، اللهم إني أعوذ بك من الشك
والشرك والحسد والبغى والحمية، والغضب. اللهم رب السموات السبع، ورب الأرضين السبع،
وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم، صل على محمد وآله. واكفني المهم من أمري بما
شئت، و كيف شئت. ثم اقرء الحمد وآية الكرسي وقل: اللهم إنك قلت لنبيك صلى الله عليه
وآله " ولسوف يعطيك ربك فترضى " اللهم إن نبيك ورسولك وحبيبك وخيرتك من خلقك لا
يرضى بأن تعذب أحدا من امته دانك بموالاته وموالاة الأئمة من أهل بيته، وإن كان
مذنبا خاطئا في نار جهنم فأجرني يا رب من جهنم وعذابها، وهبني لمحمد وآل محمد يا
أرحم الراحمين، يا جامعا بين أهل الجنة على تألف من القلوب وشدة المحبة، ونازع الغل
من صدورهم، وجاعلهم إخوانا على سرر متقابلين، يا جامعا بين أهل طاعته، وبين من
خلقها له، ويا مفرج حزن كل محزون ويا منهل كل غريب، يا راحمي في غربتي وفي كل
أحوالي بحسن الحفظ والكلاءة لي يا مفرج ما بي من الضيق والخوف، صل على محمد وآل
محمد، واجمع بيني وبين أحبتي، وقادتي وسادتي وهداتي وموالي، يا مؤلفا بين الأحباء،
صل على محمد وآل محمد، ولا تفجعني بانقطاع رؤية محمد وآل محمد عني، ولا بانقطاع
رؤيتي عنهم، فبكل مسائلك يا رب أدعوك إلهي فاستجب دعائي إياك يا أرحم الراحمين،
اللهم إني أسئلك بانقطاع حجتي ووجوب حجتك أن تغفر لي، اللهم إني أعوذ بك من
[120]
خزي يوم المحشر، ومن شر ما بقي من الدهر،
ومن شر الأعداء، وصفير الفناء وعضال الداء، وخيبة الرجاء، وزوال النعمة، وفجاة
النقمة، اللهم اجعل لي قلبا يخشاك كأنه يراك إلى يوم يلقاك (1). 3 - وجدت بخط الشيخ
محمد بن علي الجبعي رحمه الله نقلا من خط الشيخ الشهيد قدس سره عن النبي صلى الله
عليه وآله: من دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان بعد المكتوبة استغفرت ذنوبه إلى يوم
القيامة وهو: اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل
جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهم اقض دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد
كل غريب، اللهم فك كل أسير، اللهم أصلح كل فاسد من امور المسلمين، اللهم اشف كل
مريض، اللهم سد فقرنا بغناك، اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك، اللهم اقض عنا الدين،
وأغننا من الفقر، إنك على كل شئ قدير.
(1) كتاب الاقبال ص 100 - 107 وفى ط 348 -
354.
[121]
7. * (باب) * * " (أدعية ليالى القدر
والاحياء في هذا الشهر وأعمالها) " * * " (زائدا على ما مر في بحث أبواب الصيام
وفى) " * * " (الابواب الماضية وما يناسب ذلك) " * أقول: قد أوردنا غسل هذه الليالي
في كتاب الطهارة وبعض أعمالها وخاصة صلواتها في كتاب الصيام بل في كتاب الصلاة
أيضا، وسنذكر الزيارات المتعلقة بهذه الأيام والليالي في كتاب المزار إنشاء الله
تعالى. واعلم أن ليالي القدر هي ليله تسع عشرة وإحدى وعشرين، وليلة ثلاث و عشرين
كما سبق. 1 - يب: ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: ليلة القدر في كل سنة، ويومها مثل ليلتها (1). 2 - كف - ك: وادع في هذه الليلة
يعني ليلة ثلاث وعشرين وفي ليلة تسع عشرة، وإحدى وعشرين بما روي عن مولانا زين
العابدين عليه السلام أنه كان يدعو به في ليالي الافراد قائما وقاعدا وراكعا
وساجدا. اللهم إني أمسيت لك عبدا داخرا لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا، ولا أصرف لها
سوءا، أشهد بذلك على نفسي،، وأعترف لك بضعف، قوتي وقلة حيلتي فصل على محمد وآل
محمد، وأنجز لي ما وعدتني، وجميع المؤمنين والمؤمنات من المغفرة في هذه الليلة،
وأتمم على ما آتيتني، فاني عبدك المسكين المستكين، الضعيف الفقير، المهين، اللهم لا
تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني، ولا لاحسانك فيما أعطيتني، ولا آيسا من إجابتك
وإن أبطأت عني، في سراء كنت أو ضراء، أو في شدة أو رخاء، أو عافية أو بلاء، أو بؤس
أو نعماء، إنك
(1) التهذيب ج 1 ص 445.
[122]
سميع الدعاء. 3 - قل: فيما نذكره من
زيادات ودعوات في الليلة التاسعة عشر منه و يومها، وفيه عدة زيادات منها الغسل
المشار إليه مؤكدا فيها، ومنها الصلوات الزائدة وأدعيتها، ومنها استغفار مائة مرة،
ومنها الرواية بنشر المصحف ودعائه، ومنها ما نختاره من عدة روايات بالدعوات، ومنها
الدعاء المختص بيومها، ومنها الرواية بأن فضل يوم ليلة القدر مثله ليلته. أقول:
واعلم أن ليلة تسع عشرة اولى الثلاث الليالي الأفراد، وهذه الليالي محل الزيادة في
الاجتهاد، ولعمري أن الأخبار واردة وآكدة في ليلة إحدى و عشرين منه أكثر من ليلة
تسع عشرة، وفي ليلة ثلاث وعشرين منه أكثر من ليلة تسع عشرة ومن ليلة إحدى وعشرين،
وقد قدمنا ما ذكره أبو جعفر الطوسي في التبيان عند تفسير إنا أنزلناه في ليلة
القدر، أنها في مفردات العشر الأواخر بلا خلاف وقال رحمه الله: قال أصحابنا: هي
إحدى الليلتين إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين وهو منقول عن الأئمة الطاهرين العارفين،
بأسرار رب العالمين، وأسرار سيد المرسلين، صلوات الله - جل جلاله - عليهم أجمعين،
وقد قدمنا دعاء العشرين ركعة في أول ليلة منه. أقول: ونحن ذاكرون في هذه الليلة تسع
عشرة دعاء الثمانين ركعة تمام المائة ركعة أنقله من خط أبي جعفر الطوسي رضوان الله
عليه، لتعمل عليه، وما كان لي إلى تقديم دعاء المائة ركعة قبل هذه الليلة سبب يحوج
إليه فلذلك جعلناه في هذه الليلة، وقد روي أن هذه المائة ركعة تصلي في كل ليلة من
المفردات كل ركعة بالحمد مرة، وقل هو الله أحد عشر مرات. وإن قويت على ذلك فاعمل
عليه، واغتنم أيها العبد الميت الفاني ما يبلغ اجتهادك عليه، فان سم الفناء يسري
إلى الأعضاء مذ خرجت إلى دار الفناء، وآخره هجوم الممات، وانقطاع الأعمال الصالحات،
وأن تصير من جملة القبور الدارسات المهجورات، فبادر إلى السعادات الدائمات.
[123]
فصل ما تقدم ذكره من العشرين ركعة،
وأدعيتها، وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام بين كل ركعتين من جميع الركعات ثم قم
فصل الثمانين ركعة الباقيات. تصلي ركعتين وتقول: يا حسن البلاء عندي، يا قديم العفو
عني، يا من لا غناء لشئ عنه، يا من لا بد لشئ منه، يا من مرد كل شئ إليه، يا من
مصير كل شئ إليه تولني سيدي ولا تول أمري شرار خلقك، أنت خالقي ورازقي يا مولاي،
فلا تضيعني. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني من أوفر
عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة، أو أنت منزله، من نور تهدي به، أو
رحمة تنشرها، ومن رزق تبسطه، ومن ضر تكشفه، ومن بلاء ترفعه، ومن سوء تدفعه، ومن
فتنة تصرفها، واكتب لي ما كتبت لأوليائك الصالحين، الذين استوجبوا منك الثواب،
وأمنوا برضاك عنهم منك العذاب، يا كريم يا كريم يا كريم صل على محمد وآل محمد، وعجل
فرجهم، واغفر لي ذنوبي، وبارك لي في كسبي، وقنعني بما رزقتني ولا تفتني بما زويت
عني. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم إليك نصبت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سيدي
توبتي، وارحم ضعفي، واغفر لي وارحمني واجعل لي في كل خير نصيبا وإلى كل خير سبيلا،
اللهم إني أعوذ بك من الكبر، ومواقف الخزي في الدنيا والاخرة، اللهم صل على محمد
وآل محمد، واغفر لي ما سلف من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري، واردد على أسباب
طاعتك، واستعملني بها، واصرف عني أسباب معصيتك، وحل بيني وبينها، واجعلني وأهلي
وولدي ومالي في ودايعك التي لا تضيع، واعصمني من النار، واصرف عني شر فسقة الجن
والانس، و شر كل ذي شر، وشر كل ضعيف أو شديد من خلقك، وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها
إنك على كل شئ قدير. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم أنت متعالي الشأن عظيم الجبروت،
شديد المحال، عظيم الكبرياء، قادر قاهر، قريب الرحمة، صادق الوعد، وفي العهد
[124]
قريب مجيب، سامع الدعاء، قابل التوبة، محص
لما خلقت، قادر على ما أردت مدرك من طلبت، رازق من خلقت، شكور إن شكرت، ذاكر إن
ذكرت، فأسألك يا إلهي محتاجا وأرغب إليك فقيرا، وأتضرع إليك خائفا، وأبكى إليك
مكروبا وأرجوك ناصرا، وأستغفرك ضعيفا، وأتوكل عليك محتسبا، وأسترزقك متوسعا وأسألك
يا إلهى أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ذنوبي، وتتقبل عملي وتيسر منقلبي،
وتفرج قلبي، إلهي أسألك أن تصدق ظني وتعفو عن خطيئتي وتعصمني من المعاصي، إلهي ضعفت
فلا قوة لي، وعجزت فلا حول لي، إلهي جئتك مسرفا على نفسي، مقرا بسوء عملي، قد ذكرت
غفلتي، وأشفقت مما كان مني فصل على محمد وآل محمد، وارض عني، واقض لي جميع حوائجي
من حوائج الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم إني أسألك
العافية من جهد البلاء وشماتة الأعداء، وسوء القضاء، ودرك الشقاء، ومن الضر في
المعيشة، وأن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به، أو تسلط علي طاغيا، أو تهتك لي سترا، أو
تبدي لي عورة، أو تحاسبني يوم القيامة مقاصا، أحوج ما أكون إلى عفوك وتجاوزك عني،
فأسئلك بوجهك الكريم، وكلماتك التامة أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني من
عتقائك وطلقائك من النار اللهم صل على محمد آل محمد وأدخلني الجنة واجعلني من
سكانها وعمارها، اللهم إني أعوذ بك من سفعات النار، اللهم صل على محمد وآله،
وارزقني الحج والعمرة، والصيام والصدقة لوجهك. ثم تسجدو تقول في سجودك: يا سامع كل
صوت، ويا بارئ النفوس بعد الموت، ويا من لا تغشاه الظلمات، ويا من لا تتشابه عليه
الأصوات، ويا من لا يشغله شئ عن شئ أعط محمدا أفضل ما [سألته و] سئلك، وأفضل ما
سئلت له وأفضل ما أنت مسؤول له، وأسألك أن تجعلني من عتقائك وطلقائك من النار،
اللهم صل على محمد وآله، واجعل العافية شعاري ودثاري، ونجاة لي من كل سوء يوم
القيامة.
[125]
ثم تصلى ركعتين وتقول: أنت الله لا إله
إلا أنت رب العالمين، أنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم، وأنت الله لا إله إلا
أنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم، وأنت الله لا إله إلا
أنت الرحمن الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت ملك يوم الدين، وأنت الله لا إله إلا
أنت منك بدء الخلق وإليك يعود وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنة والنار، وأنت
الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر، وأنت الله لا إله إلا أنت لم تزل ولا تزال،
وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد، وأنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، وأنت الله لا
إله أنت الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما
يشركون، وأنت الله لا إله إلا أنت الخالق البارئ المصور لك الأسماء الحسنى يسبح لك
ما في السموات والأرض وأنت الله العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت والكبرياء
رداؤك. ثم تصلي على محمد وآل محمد، وتدعو بما أحببت. قال الشيخ باسناده عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يسأل الله بهن يقبل بهن قلبه إلى الله عزوجل إلا
قضى الله عزوجل له حاجته، ولو كان شقيا رجوت أن يحول سعيدا، ورأيت في روايتين من
غير أدعية شهر رمضان هذا الدعاء وفيه مالك الخير والشر وليس فيه خالق الخير والشر.
ثم تصلى ركعتين وتقول ما روى عن أبي جعفر عليه السلام: لا إله إلا الله الحليم
الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين
السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك بدرعك الحصينة، و
بقوتك وعظمتك وسلطانك أن تجيرني من الشيطان الرجيم، ومن شر كل جبار عنيد، اللهم إني
أسألك بحبي إياك وبحبي رسولك، وبحبي أهل بيت رسولك صلواتك عليه وعليهم، يا خيرا لي
من أبي وامي ومن الناس جميعا، اقدر لي خيرا من قدرتي لنفسي وخيرا لي مما يقدر لي
أبي وامي، أنت جواد لا يبخل، وحليم لا يجهل، وعزيز لا يستذل، اللهم من كان الناس
ثقته ورجاؤه فأنت ثقتي ورجائي
[126]
اقدر لي خيرها عافية، ورضني بما قضيت لي،
اللهم صل على محمد وآل محمد، وألبسني عافيتك الحصينة، وإن ابتليتني فصبرني والعافية
أحب إلي. أقول: ووجدت في مجلد عتيق لعل تاريخه أكثر من مائتي سنة، وفي أول المجلد
أدب الكتاب للصولي، وآخره كتاب الجواهر لإبراهيم بن إسحاق الصولي وفيه: كان علي بن
أبي طالب يقول في دعائه " اللهم إن ابتليتني فصبرني، والعافية أحب الي ". ثم تصلي
ركعتين وتقول ما روى عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أمير المؤمنين
عليهم السلام: اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك فجعلت فيه رضاك، وندبت إليه أولياءك
وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا، وأكرمها لديك مآبا، وأحبها إليك مسلكا ثم اشريت فيه
من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيلك فيقتلون ويقتلون وعدا
عليك حقا في التوراة والإنجيل والفرقان، فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه، ثم وفى لك
ببيعته الذي بايعك عليه، غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدل تبديلا، إلا استنجازا
لوعدك، واستيجابا لمحبتك، وتقربا به إليك فصل على محمد وآله، واجعله خاتمة عملي،
وارزقني فيه لك وبك من الوفاء مشهدا توجب لي به الرضا، وتحط عني به الخطايا، اجعلني
في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة العصاة، تحت لواء الحق، وراية الهدى، ماض على
نصرتهم قدما، غير مول دبرا، ولا محدث شكا، أعوذ بك عند ذلك من الذنب المحيط
للأعمال. ثم تصلى ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه، عن علي
بن الحسين عليهم السلام: اللهم إني أسألك برحمتك التي لا تنال منك إلا بالرضا،
والخروج من معاصيك، والدخول في كل ما يرضيك، ونجاة من كل ورطة، والمخرج من كل كبر،
والعفو عن كل سيئة، يأتي بها مني عمد، أو زل بها خطأ، أو خطرت بها مني خطرات نسيت
أن أسألك، خوفا تعينني به على حدود رضاك، وأسألك الأخذ بأحسن
[127]
ما أعلم، والترك لشر ما أعلم، والعصمة من
أن أعصى وأنا أعلم أو اخطئ من حيث لا أعلم، وأسألك السعة في الرزق، والزهد فيما هو
وبال، وأسألك المخرج بالبيان من كل شبهة، والفلج بالصواب في كل حجة، والصدق فيما
علي ولي، وذللني باعطاء النصف من نفسي، في جميع المواطن في الرضا والسخط والتواضع
والقصد، و ترك قليل البغي وكثيره في القول مني والفعل، وأسألك تمام عافية النعمة في
جميع الأشياء، والشكر بها حتى ترضى وبعد الرضا، والخيرة فيما يكون فيه الخيرة
بميسور جميع الأمور لا بمعسورها يا كريم. ثم تصلى ركعتين وتقول ما روي عن الحسين بن
علي، عن أمير المؤمنين عليهما السلام: الحمد لله رب العالمين، وصل الله على أطيب
المرسلين، محمد بن عبد الله المنتجب الفاتق الراتق، اللهم فخص محمدا صلى الله عليه
وآله بالذكر المحمود، والحوض المورود، اللهم أعط محمدا صلواتك عليه وآله الوسيلة،
والرفعة والفضيلة، وفي المصطفين محبته، وفي عليين درجته، وفي المقربين كرامته،
اللهم أعط محمدا صلواتك عليه وآله من كل كرامة أفضل تلك الكرامة، ومن كل نعيم أوسع
ذلك النعيم، ومن كل عطاء أجزل ذلك العطاء، ومن كل يسر أيسر ذلك اليسر، ومن كل قسم
أوفر ذلك القسم، حتى لا يكون أحد من خلقك أقرب منه مجلسا، ولا أرفع منه عندك ذكرا
ومنزلة، ولا أعظم عليك حقا، ولا أقرب وسيلة من محمد صلواتك عليه وآله، إمام الخير
وقائده والداعي إليه، والبركة على جميع العباد والبلاد، ورحمة للعالمين، اللهم اجمع
بيننا وبين محمد صلواتك عليه وآله في برد العيش، وبرد الروح، وقرار النعمة، و شهود
الأنفس، ومنى الشهوات، ونعيم اللذات، ورجاء الفضيلة، وشهود الطمأنينة وسؤدد
الكرامة، وقرة العين، ونضرة النعيم، وبهجة لا تشبه بهجات الدنيا، نشهد أنه قد بلغ
الرسالة، وأدى النصحية، واجتهد للامة، واوذي في جنبك، وجاهد في سبيلك، وعبدك حتى
أتاه اليقين، فصل اللهم عليه وآله الطيبين. اللهم رب البلد الحرام، ورب الركن
والمقام، ورب المشعر الحرام ورب الحل والحرام، بلغ روح محمد صلواتك عليه وآله عنا
السلام، اللهم صل
[128]
على ملائكتك المقربين، وعلى أنبيائك
المرسلين، ورسلك أجمعين، وصل اللهم على الحفظة الكرام الكاتبين، وعلى أهل طاعتك من
أهل السماوات السبع وأهل الأرضين من المؤمنين أجمعين. فإذا فرغت من الدعاء سجدت
وقلت: اللهم إليك توجهت، وبك اعتصمت وعليك توكلت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم
فاكفني ما أهمني وما لا يهمني، وما أنت أعلم به مني ; عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله
غيرك صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم. ثم ارفع رأسك وقل: اللهم إني أعوذ بك من كل
شئ زحزح بيني و بينك، أو صرف به عني وجهك الكريم، أو نقص به من حظي عندك، اللهم فصل
على محمد وآل محمد، ووفقني لكل شئ يرضيك عني، ويقر بني إليك، و ارفع درجتي عندك
وأعظم حظي، وأحسن مثواى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة، ووفقني
لكل [خيرو] مقام محمود، تحب أن تدعا فيه بأسمائك، وتسأل فيه من عطائك، رب لا تكشف
عني سترك، ولا تبد عورتي للعالمين، وصل على محمد وآل محمد، واجعل اسمي في هذه
الليلة في السعداء، حتى تتم الدعاء (1). ثم تصلى ركعتين وتقول: اللهم أنت ثقتي في
كل كرب، وأنت لي في كل شديدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة، وعدة، كم من كرب يضعف
عنه الفؤاد، ويقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب، ويشمت به العدو، وتعييني فيه
الامور، أنزلته بك وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه،
فأنت ولي كل نعمة، و
(1) تمامه هكذا: " وروحي مع الشهداء،
واحساني في عليين، واساءتي مغفورة وأن تهب لى يقينا تباشر به قلبى، وايمانا يذهب
الشك عنى، وترضيني بما قسمت لى، و آتنى في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنى عذاب
النار، وازرقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة اليك والتوبة والانابة والتوفيق لما وفقت
له محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته "
وقد مر في مواضع كثيرة.
[129]
صاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، لك الحمد
كثيرا ولك المن فاضلا. روى هذا الدعاء ابن أبي عمير عن حفص بن البخترى عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله يوم الأحزاب " اللهم
أنت ثقتى " إلى تمام الدعاء. ثم تصلى ركعتين وتقول: يا من أظهر الجميل، وستر
القبيح، يا من لم يهتك الستر، ولم يؤاخذ بالجريرة، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز،
يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ومنتهى كل شكوى، يا
مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا
رباه يا سيداه يا أملاه يا غاية رغبتي، أسئلك بك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار
وأن تقضى لى حوائج آخرتي ودنياي، وتفعل بي كذا وكذا.. وتصلي على محمد وآل محمد
وتدعو بما بدالك. ثم تصلى ركعتين وتقول: اللهم خلقتني فأمرتني ونهيتني، ورغبتني في
ثواب ما به أمرتني، ورهبتني عقاب ما عنه نهيتني، وجعلت لي عدوا يكيدني، و سلطته منى
على ما لم تسلطنى عليه منه، فأسكنته صدري وأجريته مجرى الدم مني لا يغفل إن غفلت،
ولا ينسى إن نسيت، يؤمننى عذابك، ويخوفنى بغيرك، إن هممت بفاحشة شجعني، وإن هممت
بصالح ثبطني، ينصب لى بالشهوات ويعرض لي بها، إن وعدني كذبني، وإن منانى قنطنى، وإن
اتبعت هواه أضلني وإلا تصرف عني كيده يستزلني، وإن لا تفلتنى من حبائله يصدني، وإلا
تعصمني منه يفتنى، اللهم فصل على محمد وآل محمد، واقهر سلطانه عني بسلطانك عليه،
حتى تحبسه عني بكثرة الدعاء لك مني، فأفوز في المعصومين منه بك، ولا حول ولا قوة
إلا بك، روي هذا الدعاء والذي قبله عن أبي عبد الله عليه السلام. ثم تصلى ركعتين
وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: يا أجود من أعطى ويا خير من سئل، ويا
أرحم من استرحم، يا واحد يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، ويقضي ما
أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو
[130]
بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شئ، يا
سميع يا بصير، صل على محمد وآله، و أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي، واؤدى
به عن أمانتي، وأصل به رحمى، ويكون عونا لي علي الحج والعمرة. ثم تصلي ركعتين وتقول
ما روي عن الرضا عليه السلام: اللهم صل على محمد وآله في الأولين، وصل على محمد
وآله في الاخرين، وصل على محمد وآله في الملاء الأعلى وصل على محمد وآله في النبيين
والمرسلين اللهم أعط محمدا صلى الله عليه وآله الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة
الكبيرة، اللهم إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة
رؤيته، وارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشربا رويا لا أظمأ بعده
أبدا إنك على كل شئ قدير، اللهم كما آمنت بمحمد صلواتك عليه وآله ولم أره فعرفني في
الجنان وجهه، اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما... ثم ادع بما بدالك. ثم
اسجد وقل في سجودك: اللهم إني أسألك يا سامع كل صوت، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا
من لا تغشاه الظلمات، ولا تتشابه عليه الأصوات، ولا تغلطه الحاجات، يا من لا ينسى
شيئا لشئ، ولا يشغله شئ عن شئ أعط محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أفضل ما
سألوا، وخير ما سألوك وخير ما سئلت لهم، و خير ما أنت مسؤل لهم إلى يوم القيامة ثم
ارفع رأسك... وادع بما أحببت. ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عن أبيه
عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا هادي لمن
أظللت، ولا مضل لما هديت اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، اللهم لا
قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، اللهم لا مقدم لما اخرت ولا مؤخر لما قدمت، اللهم
أنت الحليم [فلا تجهل، اللهم أنت الجواد فلا تبخل، اللهم أنت العزيز فلا تستذل،
اللهم أنت المنيع] فلا ترام، اللهم أنت ذو الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد
وادع بما شئت. ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: اللهم إني
أسألك
[131]
العافية من جهد البلاء، وشماتة الأعداء،
وسوء القضاء، ودرك الشقاء، ومن الضرر في المعيشة، وأن تبتليني ببلاء لا طاقة لي به،
أو تسلط على طاغيا، أو تهتك لي سترا، أو تبدي لى عورة، أو تحاسبني يوم القيامة
مناقشا أحوج ما أكون إلى عفوك، وتجاوزك عني فيما سلف، اللهم إني أسألك باسمك
الكريم، و كلملاتك التامة، أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تجعلني من عتقائك
وطلقائك من النار. ثم تصلي ركعتين وتقول: يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك، ولا ينجي
من عذابك إلا التضرع إليك، فهب لي يا إلهى من لدنك رحمة تغنيني بها عن رحمة من
سواك، بالقدرة التي تحيي بها ميت البلاد، وبها تنشر ميت العباد، ولا تهلكني غما حتى
تغفر لي وترحمني، وتعرفني الاستجابة في دعائي، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي،
ولا تشمت بي عدوي، ولا تمكنه من رقبتي، اللهم إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني، وإن
رفعتني فمن ذا الذي يضعني، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك وبيني، أو يتعرض لك
في شئ من أمري، فقد علمت يا إلهى أن ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، إنما يعجل
من يخاف الفوت، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهى عن ذلك علوا
كبيرا، فلا تجعلني للبلاء غرضا، ولا لنقمتك نصبا، ومهلني ونفسني، وأقلني عثرتي، ولا
تتبعني ببلاء على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي، أستجير بك اللهم فأجرني،
وأستعيذ بك من النار فأعذني وأسألك الجنة فلا تحرمني. ثم تصلي ركعتين وتقول بعدهما
ما روي عن أبي الحسن موسى عليه السلام: اللهم لا إله إلا أنت، ولا أعبد إلا إياك،
ولا اشرك بك شيئا، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر وارحم إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،
اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لي ما قدمت وما أخرت، وأعلنت وأسررت، ما أنت أعلم
به مني، وأنت المقدم وأنت المؤخر، اللهم صل على محمد وآل محمد، ودلني على العدل
والهدى و الصواب وقوام الدين، اللهم واجعلني هاديا مهديا راضيا مرضيا غير ضال ولا
[132]
مضل، اللهم رب السموات السبع ورب الأرضين
السبع ورب العرش العظيم اكفني المهم من أمري بما شئت وصل على محمد وآله... وادع بما
أحببت. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم إن عفوك عن ذنبي وتجاوزك عن خطيئتي وصفحك عن
ظلمي، وسترك على قبيح عملي وحلمك عن كثير جرمي، عند ما كان من خطائي وعمدي، أطمعني
في أن أسألك ما لا أستوجبه منك الذي رزقتني من رحمتك، وأريتني من قدرتك، وعرفتني من
إجابتك. فصرت أدعوك آمنا، وأسئلك مستأنسأ لا خائفا ولا وجلا مدلا عليك فيما قصدت
فيه إليك فان أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة
الامور، فلم أر مولى كريما أصبر على عبد لئيم منك على، يا رب إنك تدعوني فاولي عنك،
وتتحبب إلى فأتبغض إليك، وتتودد إلى فلا أقبل منك، كأن لي التطول عليك، ثم لم يمنعك
ذلك من الرحمة لي والإحسان إلى والتفضل على بجودك وكرمك فارحم عبدك الجاهل، وجد
عليه بفضل إحسانك إنك جواد كريم، وادع بما أحببت. فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في
سجودك: يا كائنا قبل كل شئ ويا كائنا بعد كل شئ، ويا مكون كل شئ، لا تفضحني فانك بي
عالم، ولا تعذبني فانك على قادر، اللهم إني أعوذ من العذاب (1) عند الموت، ومن سوء
المرجع في القبور ومن الندامة يوم القيامة، اللهم إني أسألك عيشة هنيئة وميتة سوية
ومنقلبا كريما غير مخز ولا فاضح ثم ارفع رأسك من السجود وادع بما شئت. ثم تصلي
ركعتين وتقول ما روي عن أحدهما عليهما السلام: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله
إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام إني سائل فقير، وخائف
مستجير، وتائب مستغفر، اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي كلها قديمها
وحديثها، وكل ذنب أذنبته، اللهم لا تجهد بلائي، ولا تشمت بي أعدائي، فانه لا رافع
ولا مانع إلا أنت. ثم تصلى ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: اللهم
إني أسئلك
(1) في المصدر المطبوع: من العديلة.
[133]
إيمانا تباشر به قلبي، ويقينا حتى أعلم
أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي والرضا بما قسمت لي، اللهم إني أسألك نفسا طيبة تؤمن
بلقائك، وتقنع بعطائك، و ترضى بقضائك، اللهم إني أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك،
تولني ما أبقيتني عليه، وتحييني ما أحييتني عليه، وتوفيني إذا توفيتني عليه،
وتبعثني إذا بعثتني عليه، وتبرئ به صدري من الشك والريب في ديني. ثم تصلي ركعتين
وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: يا حليم يا كريم يا عالم يا عليم، يا
قادر يا قاهر، يا خبير يا لطيف، يا الله يا رباه، يا سيداه يا مولاياه يا رجاياه
فأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسألك نفحة من نفحاتك كريمة رحيمة: تلم بها
شعثي، وتصلح بها شأني، وتقضي بها ديني، وتنعشني بها وعيالي وتغنيني بها عمن سواك،
يا من هو خير لي من أبي وأمي، ومن الناس أجمعين صل على محمد وآل محمد وافعل ذلك بي
الساعة إنك على كل شئ قدير. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم إن الاستغفار مع الإصرار
لوم، وتركي الاستغفار مع معرفتي بكرمك عجز، فكم تتحبب إلى بالنعم مع غناك عني،
وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفا وإذا توعد عفا، صل على محمد
و آل محمد، وافعل بي أولى الامرين بك، فان من شأنك العفو، وأنت أرحم الراحمين اللهم
إني أسألك بحرمة من عاذ بذمتك، ولجأ إلى عزك، واستظل بفيئك واعتصم بحبلك، يا جزيل
العطايا، يا فكاك الأسارى، يا من سمى نفسه من جوده الوهاب. صل على محمد وآل محمد،
واجعل لي يا مولاي من أمري فرجا ومخرجا وزرقا واسعا كيف تشاء وأنى شئت وبما شئت
وحيث شئت، فانه يكون ما شئت إذا شئت كيف شئت. ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن أبي
عبد الله عليه السلام: اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق المجد، وأسألك باسمك
المكتوب في سرادق البهاء، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة، وأسألك باسمك
المكتوب في سرادق الجلال، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق العزة، وأسألك باسمك
المكتوب
[134]
في سرادق السرائر، السابق الفائق، الحسن
النضير، ورب الملائكة الثمانية ورب العرش العظيم، وبالعين التي لا تنام، وبالاسم
الأكبر الأكبر الأكبر، وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم، المحيط بملكوت السموات
والأرض، وبالاسم الذي أشرقت له السموات والأرض، وبالاسم الذي أشرقت به الشمس، وأضاء
به القمر وسجرت به البحار، ونصبت به الجبال، وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي
وبأسمائك المكرمات المقدسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك بذلك كله
أن تصلي على محمد وآله.. وتدعو بما أحببت. فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك:
سجد وجهي اللئيم لوجه ربي الكريم، سجد وجهي الحقير لوجه ربي العزيز الكريم، يا كريم
يا كريم بكرمك وجودك اغفر لي ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي. ثم ارفع رأسك وادع بما
أحببت. ثم تصلى ركعتين وتقول ما روي عن أحدهما عليهما السلام: اللهم لك الحمد
بمحامدك كلها على نعمائك كلها حتى ينتهى الحمد إلى ما تحب وترضى، اللهم إني أسألك
خيرك وخير ما أرجو، وأعوذ بك من شر ما أحذر، ومن شر مالا أحذر ; اللهم صل على محمد
وآل محمد، وأوسع لي في رزقي، وامدد لي في عمري، واغفر لي ذنبي، و اجعلني ممن تنتصر
به لدينك، ولا تستبدل بي غيري. ثم تصلى ركعتين وتقول: اللهم صل على محمد وآل محمد،
واقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن
اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وانصرنا على من
عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تسلط علينا من
لا يرحمنا. ثم تصلي ركعتين وتقول: إلهى ذنوبي تخوفني منك، وجودك يبشرني عنك،
فأخرجني بالخوف من الخطايا، وأوصلني بجودك إلى العطايا، حتى أكون غدا في القيامة
عتيق كرمك، كما كنت في الدنيا ربيب نعمك، فليس ما تبذله غدا
[135]
من النجاء بأعظم مما قد منحته اليوم من
الرجاء، ومتى خاب في فنائك آمل، أم متى انصرف بالرد عنك سائل، إلهي ما دعاك من لم
تجبه لأنك قلت: " ادعوني أستجب لكم " وأنت لا تخلف الميعاد فصل على محمد وآل محمد
يا إلهى و استجب دعائي. ثم تصلى ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام:
اللهم بارك لي في الموت، اللهم أعني على سكرات الموت، اللهم أعني على غم القبر،
اللهم أعني على ضيق القبر، اللهم أعني على ظلمة القبر، اللهم أعني على وحشة القبر
[اللهم أعني على أهوال يوم القيامة، اللهم بارك لي في طول يوم القيامة] اللهم زوجني
من الحور العين. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم لا بد من أمرك، ولا بد من قدرك، ولا
بد من قضائك، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم فما قضيت علينا من قضاء أو قدرت علينا
من قدر، فأعطنا معه صبرا يقهره ويدمغه، واجعله لنا صاعدا في رضوانك، ينمي في
حسناتنا وتفضيلنا وسؤددنا وشرفنا ومجدنا ونعمائنا وكرامتنا في الدنيا والاخرة، ولا
تنقص من حسناتنا، اللهم وما أعطيتنا من عطاء أو فضلتنا به من فضيلة أو أكرمتنا به
من كرامة فأعطنا معه شكرا يقهره ويدمغه، واجعله لنا صاعدا في رضوانك وفي حسناتنا
وسؤددنا وشرفنا ونعمائك وكرامتك في الدنيا والاخرة اللهم لا تجعله لنا أشرا ولا
بطرا ولا فتنة ولا مقتا ولا عذابا ولا خزيا في الدنيا و الاخرة، اللهم إنا نعوذ بك
من عثرة اللسان، وسوء المقام، وخفة الميزان، اللهم صل على محمد وآل محمد، ولقنا
حسناتنا في الممات، ولا ترنا أعمالنا علينا حسرات ولا تخزنا عند لقائك، ولا تفضحنا
بسيئاتنا يوم نلقاك، واجعل قلوبنا تذكرك و لا تنساك، وتخشاك كأنها تراك، حتى تلقاك،
وصل على محمد وآله، وبدل سيئاتنا حسنات، واجعل حسناتنا درجات، واجعل درجاتنا غرفات،
واجعل غرفاتنا عاليات، اللهم وأوسع لفقرنا من سعة ما قضيت على نفسك، اللهم صل على
محمد وآل محمد، ومن علينا بالهدى ما أبقيتنا، والكرامة ما أحييتنا والكرامة
[والمغفرة]
[136]
إذا توفيتنا، والحفظ فيما يبقى من أعمارنا
والبركة فيما رزقتنا، والعون ما حملتنا، والثبات على ما طوقتنا، ولا تؤاخذنا
بظلمنا، ولا تقايسنا بجهلنا ولا تستدرجنا بخطايانا، واجعل أحسن ما نقول ثابتا في
قلوبنا، واجعلنا عظماء عندك وفي آنفسنا أذلة، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما
نافعا، أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، وصلاة لا تقبل، اجرنا من سوء
الفتن يا ولي الدنيا والاخرة. فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك ما روي عن
أبي عبد الله عليه السلام: سجد وجهي لك تعبدا ورقا، لا إله إلا أنت حقا حقا، الأول
قبل كل شئ، والاخرة بعد كل شئ، ها أنا ذابين يديك، ناصيتي بيدك، فاغفر لي إنه لا
يغفر الذنوب العظام إلا أنت، فاغفر لي فاني مقر بذنوبي على نفسي، ولا يدفع الذنب
العظيم غيرك. ثم ارفع رأسك من السجود، فإذا استويت قائما فادع بما أحببت ثم تصلي
ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: اللهم أنت ثقتي في كل كربة، و
أنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه
الفؤاد، وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب، ويشمت به العدو، و تعييني فيه الامور
أنزلته بك وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل
نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة لك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلا. ثم تصلي
ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يأمر بهذا الدعاء اللهم
إنك تنزل في الليل والنهار ما شئت، فصل على محمد وآله وأنزل على وعلى إخواني وأهلي
وجيراني بركاتك ومغفرتك، والرزق الواسع، و اكفنا المؤن، اللهم صل على محمد وآل
محمد، وارزقنا من حيث نحتسب، ومن حيث لا نحتسب، واحفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا
نحتفظ، اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلنا في جوارك وحرزك، عز جارك، وجل ثناؤك،
ولا
[137]
إله غيرك. ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن
الرضا عليه السلام أنه قال: هذا دعاء العافية: يا الله يا ولي العافية، والمنان
بالعافية، ورازق العافية، والمنعم بالعافية والمتفضل بالعافية، علي وعلى جميع خلقه،
رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد، وعجل لنا فرجا ومخرجا، وارزقنا
العافية ودوام العافية في الدنيا والاخرة. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم إني أسألك
برحمتك التي وسعت كل شئ وبقدرتك التي قهرت كل شئ، وبجبروتك التي غلبت كل شئ، وبقوتك
التي لا يقوم لها شئ، وبعظمتك التي ملأت كل شئ، وبعلمك الذي أحاط بكل شئ، وبوجهك
الباقي بعد فناء كل شئ، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شئ يا نور يا نور، يا أول
الأولين، ويا آخر الاخرين، يا الله يا رحمن، يا الله يا رحيم، يا الله أعوذ بك من
الذنوب التي تحدث النقم، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الندم، وأعوذ بك من الذنوب
التي تحبس القسم، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم، وأعوذ بك من الذنوب التي
تمنع القضاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تديل
الأعداء، و أعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تعجل
الفناء، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث
الشقاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تظلم الهواء، وأعوذ بك من الذنوب التي تكشف
الغطاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء. ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي
عنهم عليه السلام والدعاء المتقدم: اللهم إنك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما ودعاك
المؤمنون فقالوا: " ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين " اللهم إني أنشدك برحمتك،
وأنشدك بنبيك نبي الرحمة، وأنشدك بعلي وفاطمة، وأنشدك بحسن وحسين صلواتك عليه
وعليهم أجمعين، وأنشدك بأسمائك وأركانك كلها، وأنشدك باسمك الأعظم الأعظم الأعظم
الذي إذا دعيت
[138]
به لم ترد ما كان أقرب من طاعتك، وأبعد من
معصيتك، وأوفى بعهدك، وأقضى لحقك، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنشطني
له، وأن تجعلني لك عبدا شاكرا، تجد من خلقك من تعذبه غيري، ولا أجد من يغفر لي إلا
أنت، أنت عن عذابي غني، وأنا إلى رحمتك فقير، أنت موضع كل شكوى، وشاهد كل نجوى،
ومنتهى كل حاجة، ومنجي من كل عثرة، وغوث كل مستغيث، فأسألك أن تصلي على محمد وآل
محمد، وأن تعصمني بطاعتك من معصيتك، وبما أحببت عما كرهت، وبالايمان عن الكفر،
وبالهدى عن الضلالة، وباليقين عن الريبة، وبالأمانة عن الخيانة، وبالصدق عن الكذب،
وبالحق عن الباطل، وبالتقوى عن الإثم، وبالمعروف عن المنكر، وبالذكر عن النسيان،
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعافني ما أحييتني، وألهمني الشكر على ما أعطيتني، وكن
بي رحيما. فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك: اللهم صل على محمد وآل محمد،
واعف عن جرمي بحلمك وجودك يا رب يا كريم، يا من لا يخيب سائله ولا ينفذ نائله، يا
من علا فلا شئ فوقه، يامن دنا فلا شئ دونه، صل على محمد وآل محمد... وادع بما
أحببت. ثم تصلي ركعتين وتقول: يا عماد من لا عماد له، ويا ذخر من لا ذخر له ويا سند
من لا سند له، يا غياث من لا غياث له، يا حرز من لا حرز له، يا كريم العفو يا حسن
البلاء، يا عظيم الرجاء، يا عون الضعفاء، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا مجمل
يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار وضوء القمر، وضياء
الشمس، وخرير الماء، وحفيف الشجر، يا الله يا الله، لك الأسماء الحسنى لا شريك لك،
يا رب صل على محمد وآل محمد، ونجنا من النار بعفوك، وأدخلنا الجنة برحمتك، وزوجنا
من الحور العين بجودك، وصل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم
الراحمين، إنك على كل شئ قدير وادع بما أحببت. ثم تصلي ركعتين وتقول: اللهم إني
أسألك بأسمائك الحميدة الكريمة،
[139]
التي إذا وضعت على الأشياء ذلت لها، وإذا
طلبت بها الحسنات ادركت، وإذا اريد بها صرف السيئات صرفت، أسألك بكلمات التامات
التي لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات
الله إن الله عزيز حكيم، يا حي يا قيوم، يا كريم يا علي يا عظيم، يا أبصر المبصرين،
ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أرحم الراحمين،
أسألك بعزتك وأسألك بقدرتك على ما تشاء، وأسألك بكل شئ أحاط به علمك وأسألك بكل حرف
أنزلت في كتاب من كتبك، وبكل دعاء دعاك به أحد من ملائكتك ورسلك وأنبيائك أن تصلي
على محمد وآل محمد... وادع بما بدالك. ثم تصلي ركعتين وتقول: سبحان من أكرم محمدا
صلى الله عليه وآله، سبحان من انتجب محمدا، سبحان من انتجب عليا، سبحان من خص الحسن
والحسين، سبحان من فطم بفاطمة من أحبها من النار، سبحان من خلق السموات والأرض
باذنه سبحان من استعبد أهل السموات والأرضين بولاية محمد وآل محمد، سبحان من خلق
الجنة لمحمد وآل محمد، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم، سبحان من خلق النار
لأجل أعداء محمد وآل محمد، سبحان من يملكها محمدا وآل محمد، سبحان من خلق الدنيا
والاخرة ومسكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد، الحمد لله كما ينبغي لله، ولا حول
ولا قوة إلا بالله، كما ينبغي لله، وصلى الله على محمد و وآله وعلى جميع المرسلين
حتى يرضى الله اللهم [إني أسألك ظ] من أياديك و هي أكثر من أن تحصى، ومن نعمك وهي
أجل من أن تعاد، وأن يكون عدوي عدوك، ولا صبر لي على أناتك، فعجل هلاكهم وبوارهم
ودمارهم. ثم تصلي ركعتين وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم فاطر السموات والأرض
عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في دار الدنيا إني أشهد أن لا إله
إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن الدين كما شرعت والاسلام كما وصفت، والكتاب كما أنزلت،
والقول كما حدثت، وأنك أنت أنت أنت الله الحق المبين جزى الله محمدا خير الجزاء،
وحيى الله محمدا وآل محمد بالسلام.
[140]
ثم تصلي ركعتين وتقول ما روي عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: إذا فرغت من صلاتك فقل هذا الدعاء: اللهم إني أدينك بطاعتك،
وولايتك وولاية رسولك، وولاية الأئمة من أولهم إلى آخرهم - وسمهم - ثم قل آمين -
أدينك بطاعتهم وولايتهم، والرضا بما فضلتهم به غير منكر ولا مستكبر، على معنى ما
أنزلت في كتابك على حدود ما أتانا فيه وما لم يأتنا، مؤمن مقر بذلك مسلم، راض بما
رضيت به يا رب اريد به وجهك والدار الاخرة مرهوبا ومرغوبا إليك فيه، فأحيني ما
أحييتني عليه، وأمتنى إذا أمتني عليه، وابعثني إذا بعثتني على ذلك، وإن كان مني
تقصير فيما مضى فاني أتوب إليك منه، وأرغب إليك فيما عندك، وأسألك أن تعصمني من
معاصيك، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، ما أحييتني، ولا أقل من ذلك ولا أكثر،
إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحمت يا أرحم الراحمين و أسألك أن تعصمني بطاعتك حتى
توفاني عليها، وأنت عني راض، وأن تختم لي بالسعادة، ولا تحولني عنها أبدا، ولا قوة
إلا بك، ثم تدعو بما أحببت. فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك: سجد وجهي
البالي الفاني لوجهك الدائم العظيم، سجد وجهي الذليل لوجهك العظيم العزيز، سجد وجهي
الفقير لوجهك الغني الكريم، رب إني أستغفرك مما كان وأستغفرك مما يكون، رب لا تجهد
بلائي، رب لا تسئ قضائي، رب لا تشمت بي أعدائي، رب إنه لا دافع ولا مانع إلا أنت،
رب صل على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك، وبارك على محمد وآل محمد بأفضل بركاتك،
اللهم إني أعوذ بك من سطواتك، وأعوذ بك من نقماتك وأعوذ بك من جميع غضبك وسخطك،
سبحانك أنت الله رب العالمين وروي هذا الدعاء في السجود عن أبي عبد الله عليه
السلام. يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس: يا أيها المقبل باقبال
الله جل جلاله عليه، حيث استدعاه إلى الحضور بين يديه، وارتضاه أن يخدمه و يختص به،
ويكون ممن يعز عليه، لو عرفت ما في مطاوي هذه العنايات من السعادات ما كنت تستكثر
لله جل جلاله شيئا من العبادات، فتمم رحمك الله - جل
[141]
جلاله - وظائف هذه الليلة من غير تثاقل
ولا تكاسل ولا إعجاب، فأنت ذلك المخلوق من التراب، الذي شرفك مولاك رب الأرباب،
وخلصك من ذلك الأصل الذميم وأتحفك بهذا التكريم والتعظيم، واخدمه واعرف له قدر
المنة عليك، ولا يخطر بقلبك إلا أن هذه العبادة من أعظم إحسانه إليك، وأنت تعبده
لأنه أهل والله للعبادة فانك مستعظم لنفسك كيف بلغ بك إلى هذه السعادة. واعلم أنك
إن عبدته لأجل طلب أجرة على عبادتك، كنت في مخاطرتك كرجل كان عليه لبعض الغرماء
الأقوياء الأغنياء ديون لا يقوم لها حكم العدد و الاحصاء، فاجتاز هذا الذي عليه
الديون الكثيرة، مع غريمه صاحب الحقوق الكثيرة، على سوق فيه حلاوة، فاقتضى إنعام
الغريم أنه اشترى لهذا الذي عليه الدين العظيم، طبقا من تلك الحلاوة العظيمة
اللذات، وكلفه حملها إلى دار الغريم ليأكلها الذي عليه الديون وحده على أبلغ
الشهوات، فلما أكلها الذي عليه الديون الكثيرة وفرغ من أكلها، قال للغريم: إن هذه
الحلاوة قد حملتها معك، فأعطني رغيفا اجرة حملها، فقال له الغريم: إنما حملتها على
سبيل المنة عليك، و لتصل هذه الحلاوة إليك، وما كنت محتاجا أنا إليها، ولي ديون
كثيرة عليك ما طالبتك بها، فكيف اقتضى عقلك أن تطلب رغيفا أجرة حمل حلاوة ما كلفتك
وزن ثمن لها، فهل يسترضي أحد من ذوي العقول السليمة ما فعله الذي عليه الديون من
طلب تلك الاجرة الذميمة. فكذا حال العبد مع الله جل جلاله، فان القوة التي عمل بها
الطاعات من مولاه، والعقل والنقل الذي عمل به العبادات من ربه مالك دنياه واخراه، و
العمل الذي كلفه إياه إنما يحصل نفعه للعبد على اليقين، والله جل جلاله مستغن من
عبادة العالمين، ولله جل جلاله على عباده من النعم بانشائه وإبقائه وإرفاده وإسعاده
ما لا يحصيها الإنسان، ولو بالغ في اجتهاده، فلا يقتضى العقل والنقل أن يعبد لأجل
طلب الثواب، بل يعبد الله جل جلاله لأنه أهل للعبادة. وله المنة عليك، كيف رفعك عن
مقام التراب والدواب وجعلك أهلا للخطاب والجواب
[142]
ووعدك بدوام نعيم دار الثواب. واعلم أن من
مكاسب إحدى هذه الليالي المشار إليها لمن عبد الله جل جلاله على ما ذكرناه من النية
التي نبهنا عليها ما رويناه باسنادنا إلى ابن فضال باسناده إلى عبد الله بن سنان
قال: سألته عن النصف من شعبان، فقال: ما عندي فيه شئ، ولكن إذا كان ليلة تسع عشرة
من شهر رمضان قسم فيه الأرزاق، وكتب فيها الاجال، وخرج فيها صكاك الحاج، واطلع الله
تعالى عزوجل إلى عباده، فيغفر لمن يشاء إلا شارب مسكر، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين
فيها يفرق كل أمر حكيم، ثم ينتهى ذلك ويقضى، قال: قلت: إلى من ؟ قال: إلى صاحبكم
ولولا ذلك لم يعلم. وباسنادنا إلى علي بن فضال فقال أيضا باسناده إلى منصور بن حازم
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، ينزل فيها ما
يكون في السنة إلى مثلها من خير أو شر ورزق أو أمر أو موت أو حياة، ويكتب فيها وفد
مكة، فمن كان في تلك السنة مكتوبا لم يستطع أن يحبس، وإن كان فقيرا مريضا، ومن لم
يكن فيها مكتوبا لم يستطع أن يحج وإن كان غنيا صحيحا. أقول: فهل يحسن من مصدق
بالاسلام، وبما نقل عن الرسول وعترته عليه وعليهم أفضل السلام، أن ليلة واحدة من
ثلاث ليال أن يكون فيها تدبير السنة كلها وإطلاق العطايا ودفع البلايا، وتدبير
الامور، وهي أشرف ليلة في السنة عند القادر على نفع كل سرور، ودفع كل محذور، فلا
يكون نشيطا لها، ولا مهتما بها فهل تجد العقل قاضيا أن سلطانا يختار ليلته من سنة
للاطلاق والعتاق، والمواهب ونجاح المطالب، ويأذن إذنا عاما في الطلب منه لكل حاضر
وغايب فيتخلف أحد من ذلك المجلس العام وعن تلك الليلة المختصة بذلك الأنعام التي ما
يعود مثلها إلى بعد عام، مع أن الذين دعاهم إلى سؤال محتاجون مضطرون إلى ما بذله
لهم من نواله وإقباله وإفضاله، ماذا تقول لو أنك بعد الفراغ من هذه المائة ركعة أو
مائة وعشرين، سمعت أن قد حضر ببابك رسول من بعض ملوك الادميين، قد عرض
[143]
عليك مائة دينار أو شيئا مما تحتاج إليها
من المسار، ودفع الأخطار، فكيف كان نشاطك وسرورك بالرسول وبالاقبال والقبول، ويزول
النوم والكسل بالكلية الذي كنت تجده في معاملة مولاك مالك الجلالة المعظمة الالهية،
الذي قد بذل لك السعادة الدنيوية والاخروية، لقد افتضح ابن آدم المسكين بتهوينه
بمالك الأولين والاخرين. فارحم يا أيها المسعود نفسك، ولا يكن محمد رسول الله سلطان
العالمين، وما وعد به عن مالك يوم الدين، دون رسول عبد من العباد، يجوز أن يخلف في
الميعاد وأمره يزول إلى الفناء والنفاد، ولا تشهد على نفسك أنك ما أنت مصدق بوعد
سلطان المعاد، بتثاقلك عن حبه وقربه ووعده، ونشاطك لعبد من عبيده. ومن مهمات ليلة
تسع عشرة ما قدمناه في أول ليلة منه مما يتكرر كل ليلة فلا تعرض عنه. أقول: وروى عن
علي بن عبد الواحد النهدي في كتاب عمل شهر رمضان، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب
الفارسي وإسحاق بن الحسن البصري، عن أحمد ابن هوذة، عن الأحمري، عن عبد الله بن
حماد، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كانت ليلة تسع
عشرة من شهر رمضان انزلت صكاك الحاج، وكتبت الاجال والأرزاق، وأطلع الله على خلقه
فغفر لكل مؤمن ما خلا شارب مسكر أو صارم رحم ماسة مؤمنة. أقول: وقد مضى في كتابنا
هذا وغيره أن ليلة النصف من شعبان يكتب الاجال ويقسم الأرزاق، ويكتب أعمال السنة،
ويحتمل أن يكون في ليلة نصف شعبان تكون البشارة بأن في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان
يكتب الاجال ويقسم الأرزاق فتكون ليلة نصف شعبان ليلة البشارة بالوعد، وليلة تسع
عشرة من شهر رمضان، وقت إنجاز ذلك الوعد، أو يكون في تلك الليلة يكتب آجال قوم
ويقسم أرزاق قوم وفي هذه ليلة تسع عشرة يكتب آجال الجميع، وأرزاقهم، أو غير ذلك مما
لم نذكره فان الخبر ورد صحيحا صريحا بأن الاجال والأرزاق [تكتب] في ليلة تسع عشرة
وليلة
[144]
إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين من شهر رمضان،
وسنذكر ههنا بعض أحاديث ليلة تسع عشرة فتقول: روى أيضا علي بن عبد الواحد النهدي في
كتاب عمل شهر رمضان، قال: حدثني عبد الله بن محمد في آخرين، قال: أخبرنا علي بن
حاتم في كتابه قال: حدثنا محمد بن جعفر يعني ابن بطه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن
يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول وناس يسألونه يقولون إن الأرزاق تقسم
ليلة النصف من شعبان، فقال: لا والله ما ذلك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان،
وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في ليلة تسع عشرة يلتقى الجمعان، وفي ليلة إحدى
وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله جل جلاله ذلك،
وهي ليلة القدر التي قال الله: " خير من ألف شهر " قلت: ما معنى قوله: " يلتقى
الجمعان " قال: يجمع الله فيها ما أراد الله من تقديمه وتأخيره و إرادته وقضائه،
قلت: وما معنى يمضيه في ليلة ثلاث وعشرين قال: إنه يفرق في ليلة إحدى وعشرين، ويكون
له فيه البداء، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له
فيه تبارك وتعالى. أقول: وروي أنه يستغفر ليلة تسع عشرة من شهر رمضان مائة مرة، و
يلعن قاتل مولانا علي عليه السلام مائة مرة، ورأيت حديثا في الأصل الذي في المجلد
الكتاب الذي أوله الرسالة الغرية في فضلها. أقول: ووجدت في كتاب كنز اليواقيت تأليف
أبي الفضل بن محمد الهروي أخبارا في فضل ليلة القدر، وصلاة، فنحن نذكرها في هذه
ليلة تسع عشرة لأنها أول الليالي المفردات، فيصليها من يريد الاحتياط للعبادات، في
الثلاث الليالي المفضلات. ذكر الصلاة المروية: في الكتاب المذكور عن النبي صلى الله
عليه وآله قال: من صلى ركعتين في ليلة القدر فيقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة،
وقل هو الله أحد سبع
[145]
مرات، فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة، فما
دام، لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه، وبعث الله ملائكة يكتبون له
الحسنات إلى سنة اخرى، وبعث الله ملئكة إلى الجنان يغرسون له الأشجار، ويبنون له
القصور، ويجرون له الأنهار ولا يخرج من الدنيا حتى يرى ذلك كله. ومن الكتاب المذكور
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أحيا ليلة القدر حول عنه العذاب إلى السنة
القابلة [ومن الكتاب المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:] قال موسى إلهى
اريد قربك قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي اريد رحمتك قال رحمتي لمن
رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي اريد الجواز على الصراط قال: ذلك لمن تصدق
بصدقة في الليلة القدر، قال: إلهى اريد من أشجار الجنة وثمارها، قال: ذلك لمن سبح
تسبيحة في ليلة القدر قال: إلهي اريد النجاة من النار، قال: ذلك لمن استغفر في ليلة
القدر قال: إلهي اريد رضاك، قال: رضاى لمن صلى ركعتين في ليلة القدر. ومن الكتاب
المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يفتح أبواب السموات في ليلة القدر،
فما من عبد يصلي فيها إلا كتب الله تعالى له بكل سجده شجرة في الجنة لو يسير الراكب
في ظلها مائة عام لا يقطعها، وبكل ركعة بيتا في الجنة من در و ياقوت وزبرجد ولؤلؤ،
وبكل آية تاجا من تيجان الجنة، وبكل تسبيحة طايرا من العجب، وبكل جلسة درجة من
درجات الجنة، وبكل تشهد غرفة من غرفات الجنة، وبكل تسليمة حلة من حلل الجنة، فإذا
انفجر عمود الصبح أعطاه الله من الكواعب المألفات (1) والجواري المهذبات، والغلمان
المخلدين، والنجائب المطيرات، والرياحين المعطرات، والأنهار الجاريات، والنعيم
الراضيات، و التحف والهديات، والخلع والكرامات، وما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأنتم
فيها خالدون.
(1) المألف: الذى يألفه الانسان،
والمألفات جمع المألفة ; وقيل هو مصحف المألقات المتوددات اللاطفات.
[146]
ومن هذا الكتاب عن الباقر عليه السلام من
أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال،
ومكائيل البحار. ذكر نشر المصحف الشريف ودعائه: رويناه باسنادنا إلى حريز بن عبد
الله السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام قال: تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر
رمضان فتنشره وتضعه بين يديك وتقول: " اللهم إني أسألك بكتابك المنزل، وما فيه وفيه
اسمك الأكبر، وأسماؤك الحسنى، وما يخاف ويرجى، أن تجعلني من عتقائك من النار "
وتدعو بما بدالك من حاجة. ذكر دعاء آخر للمصحف الشريف: ذكرنا إسناده وحديثه في كتاب
إغاثة الداعي ونذكر ههنا المراد منه، وهو عن مولانا الصادق صلوات الله عليه، قال:
خذ المصحف فدعه على رأسك وقل: " اللهم بحق هذا القرآن، وبحق من أرسلته به، وبحق كل
مؤمن مدحته فيه، وبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك، بك يا الله - عشر مرات - ثم
تقول: بمحمد - عشر مرات - بعلي - عشر مرات - بفاطمة - عشر مرات - بالحسن - عشر مرات
- بالحسين - عشر مرات - بعلي ابن الحسين - عشر مرات - بمحمد بن علي - عشر مرات -
بجعفر بن محمد - عشر مرات - بموسى بن جعفر - عشر مرات - بعلي بن موسى - عشر مرات -
بمحمد ابن علي، عشر مرات - بعلي بن محمد - عشر مرات - بالحسن بن علي - عشر مرات -
بالحجة - عشر مرات - وتسأل حاجتك وذكر في حديثه إجابة الداعي وقضاء حوائجه. ذكر
دعاء آخر للمصحف الشريف ذكرناه باسنادنا إليه في كتاب إغاثة الداعي عن علي بن يقطين
رحمه الله عن مولانا موسى بن جعفر صلوات الله عليهما يقول: فيه: خذ المصحف في يدك
وارفعه فوق رأسك وقل: " اللهم بحق هذا القرآن وبحق من أرسلته إلى خلقك، وبكل آية هي
فيه، وبحق كل مؤمن مدحته فيه وبحقه عليك ولا أحد أعرف بحقه منك، يا سيدي يا سيدي يا
سيدي، يا الله يا الله يا الله - عشر مرات - وبحق محمد - عشر مرات - وبحق كل إمام
وتعدهم حتى تنتهى إلى
[147]
إمام زمانك عشر مرات. فانك لا تقوم من
موضعك حتى يقضى لك حاجتك، وتيسر لك أمرك. ذكر ما نختاره من الروايات بالدعوات ليلة
تسع عشرة من شهر رمضان. دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة وهو: اللهم لك الحمد
على ما وهبت لى من انطواء ما طويت من شهري، وأنك لم تحن فيه أجلي، ولم تقطع عمري،
ولم تبلني بمرض يضطرني إلى ترك الصيام، ولا بسفر يحل لي الإفطار، فأنا أصومه في
كفايتك ووقايتك، اطيع أمرك، وأقتات رزقك، وأرجو واؤمل تجاوزك فأتمم اللهم علي في
ذلك نعمتك، وأجزل به منتك، واسلخه عني بكمال الصيام وتمحيص الاثام، وبلغني آخره
بخاتمة خير وخيرة، يا أجود المسؤولين، ويا أسمح الواهبين، وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين. دعاء آخر في الليلة التاسعة عشر منه رويناها باسنادنا إلى محمد بن أبي
قرة من كتابه في عمل شهر رمضان: يا ذا الذي كان قبل كل شئ [ثم خلق كل شئ ثم يبقى
ويفنى كل شئ] يا ذا الذي ليس في السموات العلى ولا في الأرضين السفلى ولا فوقهن ولا
بينهن ولا تحتهن إله يعبد غيره، لك الحمد حمدا لا يقدر على إحصائه إلا أنت، فصل على
محمد وآل محمد، صلاة لا يقدر على إحصائها إلا أنت. دعاء آخر في ليلة تسع عشرة منه "
اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم، في ليلة
القدر، وفي القضاء الذي لا يرد ولا يبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، المبرور
حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقضي وتقدر
أن تطيل عمري، وتوسع على في رزقي، وتفعل بي كذا وكذا.. وهذا الدعاء ذكرنا نحوه في
دعاء كل ليلة، ولكن بينهما تفاوت. دعاء آخر في ليلة تسع عشرة منه " اللهم إني أمسيت
لك عبدا داخرا لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا، ولا أصرف عنها سوء، أشهد بذلك على نفسي،
وأعترف لك بضعف قوتي، وقلة حيلتي فصل على محمد وآل محمد، وأنجز لي ما وعدتني، و
[148]
جميع المؤمنين والمؤمنات من المغفرة في
هذه الليلة، وأتمم علي ما آتيتني، فاني عبدك المسكين المستكين الضعيف الفقير
المهين، اللهم لا تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني، ولا غافلا لإحسانك فيما
أعطيتني، ولا آيسا من إجابتك وإن أبطأت عني في سراء كنت أو ضراء، أو شدة أو رخاء،
أو عافية أو بلاء، أو بؤس أو نعماء، إنك سميع الدعاء (1). دعاء آخر في هذه الليلة
مروي عن النبي صلى الله عليه وآله: " سبحان من لا يموت، سبحان من لا يزول ملكه،
سبحان من لا يخفى عليه خافية، سبحان من لا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا حبة في ظلمات
الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين إلا بعلمه و بقدرته، فسبحانه سبحانه
سبحانه سبحانه سبحانه سبحانه [ما أعظم شأنه، وأجل سلطانه، اللهم صل على محمد وآله
واجعلنا من عتقائك، وسعداء خلقك بمغفرتك إنك أنت الغفور الرحيم]. فصل: فيما يختص
باليوم التاسع عشر من دعاء غير متكرر. دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان " اللهم
إني أسئلك بأنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا صلواتك عليه وآله عبدك
ورسولك، وبأنك أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وبأنك جواد ماجد، رحمن
الدنيا والاخرة، تعطي من تشاء، وتحرم من تشاء. أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل
فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم،
المبسوط رزقهم، المحفوظين في أنفسهم وأديانهم وأهاليهم وأولادهم وأن تجعل ذلك في
عامي هذا وفي كل عام أبدا ما أبقيتني في يسر منك وعافية، و صحة من جسمي، ونية خالصة
لك وسعة في ذات يدي، وقوة في بدني على جميع اموري، اللهم من طلب حاجته إلى أحد من
المخلوقين فاني لا أطلب حاجتي إلا منك وحدك لا شريك لك، أسألك أن تصلي على محمد وآل
محمد، واسألك أن تجعل لي أن أغض بصري، وأن أحفظ فرجي، وأن أكف عن محارمك، وأن أعمل
ما أحببت، وأن أدع ما أسخطت ".
(1) قد مر هذا الدعاء في أول الفصل ص 121.
[149]
دعاء آخر في هذا اليوم " اللهم وفر حظي من
بركاته، وسهل سبيلي إلى حيازة خيراته، ولا تحرمني القليل من حسناته، يا هادي إلى
الحق المبين. أقول: واعلم أن الرواية وردت من عدة جهات عن الصادقين عن الله جل
جلاله عليهم أفضل الصلوات أن يوم ليلة القدر مثل ليلته، فاياك أن تهون بنهار تسع
عشرة أو إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، وتتكل على ما عملته في - ليلتها وتستكثره
لمولاك، وأنت غافل عن عظيم نعمته، وحقوق ربوبيته، وكن في هذه الأيام الثلاثة
المعظمات على أبلغ الغايات، في العبادات والدعوات، واغتنام الحياة قبل الممات.
أقول: والمهم من هذه الليالي في ظاهر الروايات عن الطاهرين ما قدمناه من التصريح أن
ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين، فلا تهمل يومها، ومن الرواية في ذلك باسنادنا عن هشام
بن الحكم رضوان الله عليه عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال: يومها مثل
ليلتها، يعني ليلة القدر، وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سأله بعض
أصحابنا ولا أعلمه إلا سعيد السمان: كيف تكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر ؟ قال:
العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، وقال أبو عبد الله عليه
السلام: يومها مثل ليلتها يعني ليلة القدر، وهي تكون في كل سنة (1). 4 - قل: فيما
نذكره من زيادات ودعوات في الليلة الحادي والعشرين منه وفي يومها، فمن الزيادات في
فضل ليلة إحدى وعشرين على ليلة تسع عشرة. اعلم أن ليلة الحادية والعشرين من شهر
الصيام، ورد فيها أحاديث أنها أرجح من ليلة تسع عشرة منه، وأقرب إلى بلوغ المرام.
فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن ليلة القدر، قال هي في إحدى وعشرين وثلاث عشرين، ومن ذلك باسنادنا أيضا إلى عبد
الواحد بن المختار الأنصاري قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن ليلة
(1) كتاب الاقبال ص 166 - 191 وفى ط 396 -
421.
[150]
القدر قال: التمسها في ليلة إحدى وعشرين،
وثلاث وعشرين، فقلت: أفردها لي فقال: وما عليك أن تجتهد في ليلتين. أقول: وقد قدمنا
قول أبي جعفر الطوسي في التبيان أن ليلة القدر في مفردات العشر الأواخر من شهر
رمضان، وذكر أنه بلا خلاف. ومنها أن الاعتكاف في هذا العشر الأواخر من شهر رمضان
عظيم الفضل والرجحان مقدم على غيره من الأزمان وقد روينا بعدة طرق عن الشيخ محمد ين
يعقوب الكليني وأبي جعفر محمد بن بابويه وجدي أبي جعفر الطوسي قدس الله أرواحهم أن
رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعتكف هذا العشر الأخير من شهر رمضان. أقول:
واعلم أن كمال الاعتكاف هو إيقاف العقول والقلوب والجوارح على مجرد العمل الصالح،
وحبسها على باب الله جل جلاله، ومقدس إرادته، وتقييدها بقيود مراقباته، وصيانتها
عما يصون الصائم كمال صونه عنه، ويزيد على احتياط الصائم في صومه زيادة معنى المراد
من الاعتكاف، والتلزم باقباله على الله وترك الاعراض عنه، فمتى أطلق المعتكف خاطرا
لغير الله في طرق أنوار عقله و قلبه، أو استعمل جارحة في غير الطاعة لربه، فانه
يكون قد أفسد من حقيقة كمال الاعتكاف، بقدر ما غفل أو هون به من كمال الأوصاف.
ومنها ذكر المواضع التي يعتكف فيها روينا باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني وأبي
جعفر ابن بابويه وجدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنهم باسنادهم إلى عمر بن يزيد قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول: في الاعتكاف ببغداد في بعض مساجدها ؟ فقال:
لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة قد صلى فيها إما عدل صلاة جماعة ولا بأس أن تعتكف في
مسجد الكوفة والبصرة ومسجد المدينة ومسجد مكة. ذكر أن الاعتكاف لا يكون أقل من
ثلاثة أيام بالصيام: رويناه بالإسناد المقدم ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لا يكون الاعتكاف أقل من ثلاثة أيام ومتى اعتكف صام، وينبغي للمعتكف إذا اعتكف أن
يشترط كما يشترط الذي يحرم.
[151]
أقول: ومن شرط المعتكف أن لا يخرج من موضع
اعتكافه إلا بضرورة تقتضي جواز انصرافه، وإذا خرج لضرورة فيكون أيضا حافظا لجوارحه
وأطرافه حتى يعود إلى مسجد الاختصاص، وما شرط على نفسه من الاخلاص، ليظفر من الله
جل جلاله بالشرط المضمون، في قوله تعالى: " أوفوا بعهدي اوف بعهدكم وإياي فارهبون
". ذكر ما نختار روايته من فضل المهاجرة إلى الحسين صلوات الله عليه في العشر
الأواخر من شهر رمضان: روينا ذلك باسنادنا إلى أبي المفضل قال: أخبرنا علي ابن محمد
بن بندار القمي إجازة قال: حدثني يحيى بن عمران الأشعري، عن أبيه عن أحمد بن محمد
بن أبي نصر قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يقول: عمرة في شهر رمضان
تعدل حجة، واعتكاف ليلة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وعند قبره يعدل حجة
وعمرة، ومن زار الحسين عليه السلام يعتكف عند العشر الغوابر من شهر رمضان فكأنما
اعتكف عند قبر النبي صلى الله عليه وآله، ومن اعتكف عند قبر رسول الله صلى الله
عليه وآله كان ذلك أفضل له من حجة وعمرة، بعد حجة الاسلام، قال الرضا عليه السلام:
وليحرص من زار الحسين عليه السلام في شهر رمضان ألا يفوته ليلة الجهني عنده، وهي
ليلة ثلاث وعشرين، فانها الليلة المرجوة قال: وأدنى الاعتكاف ساعة بين العشائين،
فمن اعتكفها فقد أدرك حظه، أو قال: نصيبه من ليلة القدر. ومنها الغسل في كل ليلة من
العشر الأواخر، رويناه باسنادنا إلى محمد بن أبي عمير من كتاب علي بن عبد الواحد
النهدي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وآله يغتسل في شهر رمضان في العشر الأواخر في كل ليلة. ومنها تعيين فضل الغسل
في ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان، وقد رويناه باسنادنا إلى الحسين بن سعيد باسناده
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: غسل ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة. ومنها
المائة ركعة ودعاؤها أو المائة والثلاثون ركعة على إحدى الروايتين وأدعيتها، وقد
قدمنا وصف المائة ركعة وأدعيتها منها عشرون ركعة أول ليلة من
[152]
الشهر، ومنها ثمانون ركعة في ليلة تسع
عشرة منه تكملة الدعوات فليعمل هذه الليلة على تلك الصفات، ثمان بين العشاءين
واثنان وتسعون ركعة بعد العشاء الاخرة. ومنها الدعوات المتكررة في كل ليلة من شهر
رمضان، قبل السحر وبعده وقد تقدم وصف ذكرها وطيب نشرها في أول ليلة من شهر رمضان،
فاعمل عليه ولا تتكاسل عنه، فانما تعمل مع نفسك العزيزة عليك، وإن هو نت فأنت
النادم والحجة ثابتة عليك بالتمكن الذي قدرت عليه، وإذا رأيت المجتهدين يوم التغابن
ندمت على التفريط وخاصة إذا وجدت نفسك هناك دون من كنت في الدنيا متقدما عليه.
ومنها الدعاء المختص بليلة إحدى وعشرين وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة وهو في ليلة
إحدى وعشرين: لا إله إلا الله، مدبر الامور، ومصرف الدهور، وخالق الأشياء جميعا
بحكمته دالة على أزليته وقدمه، جاعل الحقوق الواجبة لما يشاء رأفة منه ورحمة ليسأل
بها سائل ويأمل إجابة دعائه بها آمل، فسبحان من خلق [و] الأسباب إليه كثيرة،
والوسائل إليه موجودة، وسبحان الله الذي لا يعتوره فاقة، ولا تستذله حاجة، ولا تطيف
به ضرورة، ولا يحذر إبطاء رزق رازق، ولا سخط خالق فانه القدير على رحمة من هو بهذه
الخلال مقهور، وفي مضائقها محصور، يخاف و يرجو من بيده الامور، وإليه المصير، وهو
على ما يشاء قدير. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك مؤدي الرسالة، وموضح
الدلالة، أوصل كتابك، واستحق ثوابك، وأنهج سبيل حلالك وحرامك وكشف عن شعائرك
وأعلامك، فان هذه الليلة التي سميتها بالقدر، وأنزلت فيها محكم الذكر، وفضلتها على
ألف شهر، وهي ليلة مواهب المقبولين، ومصائب المردودين فياخسران من باء فيها بسخطه،
وياويح من حظي فيها برحمته، اللهم فارزقني قيامها والنظر إلى ما عظمت منها من غير
حضور أجل ولا قربه، ولا انقطاع أمل ولا فوته ووفقني فيها لعمل ترفعه ودعاء تسمعه
وتضرع ترحمه، وشر تصرفه، وخير تهبه
[153]
وغفران توجبه، ورزق توسعه، ودنس تطهره
وإثم تغسله، ودين تقضيه، وحق تتحمله وتؤديه، وصحة تتمها، وعافية تنميها، وأشعاث
تلمها، وأمراض تكشفها، وصنعة تكنفها، ومواهب تكشفها، ومصائب تصرفها، وأولاد وأهل
تصلحهم، وأعداء تغلبهم وتقهرهم، وتكفى ما أهم من أمرهم، وتقدر على قدرتهم، وتسطو
بسطواتهم، وتصول على صولاتهم، وتغل أيديهم إلى صدورهم، وتخرس عن مكارهي ألسنتهم،
وترد رؤوسهم على صدورهم. اللهم سيدي ومولاي اكفني البغى ومصارعة الغدر، ومعاطبه،
واكفني سيدي شر عبادك، واكف [عني] شر جميع عبادك، وانشر عليهم الخيرات مني حتى تنزل
على في الاخرين، واذكر والدي وجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك ومغفرتك ذكرى سيد
قريب لعبيد وإماء فارقوا الأحباء، وخرسوا عن النجوى وصموا عن النداء، وحلوا أطباق
الثرى، وتمزقهم البلى ؟ ؟، اللهم إنك أوجبت لوالدي علي حقا وقد أديته بالاستغفار
لهما إليك، إذ لا قدرة لي على قضائه إلا من جهتك، وفرضت لهما في دعائي فرضا قد
أوفدته عليك، إذ خلت بي القدرة على واجبها، وأنت تقدر، وكنت لا أملك وأنت تملك،
اللهم لا تحلل بي فيما أوجبت ولا تسلمني فيما فرضت وأشركني في كل صالح دعاء أجبته،
وأشرك في صالح دعائي جميع المؤمنين والمؤمنات، إلا من عادى أولياءك، وحارب أصفياءك،
وأعقب بسوء الخلافة أنبياءك ومات على ضلالته، وانطوى في غوايته، فاني أبرء إليك من
دعاء لهم، أنت القائم على كل نفس بما كسبت، غفار الصغاير، والموبق بالكبائر بلا إله
إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فانشر علي رأفتك يا أرحم الراحمين وصلى الله
على محمد النبي وآله وسلم كثيرا. ومنها الدعاء المختص بليلة إحدى وعشرين [من الفصول
الثلاثين] مروي عن النبي صلى الله عليه وآله. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وأشهد أن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا
ريب فيها، وأن الله
[154]
يبعث من في القبور، وأشهد أن الرب ربي لا
شريك له ولا ولد له ولا والد له وأشهد أنه الفعال لما يريد، والقادر على كل شئ
قدير، والصانع لما يريد والقاهر من يشاء، والرافع من يشاء، مالك الملك، ورازق
العباد، الغفور الرحيم العليم الحليم، أشهد أشهد أشهد أشهد أشهد أشهد أشهد أنك سيدي
كذلك، وفوق ذلك، لا يبلغ الواصفون كنه عظمتك، اللهم صل على محمد وآله، واهدني ولا
تضلني بعد إذ هديتني، إنك أنت الهادي المهدي. ومنها ذكر ما يختص بهذه الليلة من
دعاء العشر الأواخر، رويناه بعدة طرق إلى جماعة من أصحابنا الماضين عمن أسندوه إليه
من الأئمة الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، ووجدنا رواية محمد بن أبي قرة - رحمه
الله - أكمل الروايات فأوردناها بألفاظها احتياطا للعبادات، وهي مما نرويه باسنادنا
إلى أبي محمد هارون بن موسى رحمه الله باسناده إلى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: يقول أول ليلة منه: يا مولج الليل في النهار ومولج النهار في
الليل ومخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي يا رازق من يشاء بغير حساب، يا الله
يا رحمن، يا الله يا رحيم، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا
الله لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا والكبرياء والالاء أسألك باسمك بسم الله
الرحمن الرحيم إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم، فصل
على محمد وآل محمد، و اجعل اسمي في السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين
وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، وإيمانا يذهب بالشك عني، ورضا بما
قسمت لي، وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقني عذاب النار، وارزقني يا رب
فيها ذكرك وشكرك والرغبة والإنابة إليك، والتوبة والتوفيق لما تحبه و ترضاه، ولما
وفقت له شيعة آل محمد عليه وعليهم السلام يا أرحم الراحمين ولا تفتني بطلب ما زويت
عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك، وارزقني العفة في
بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم، ولا
[155]
تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة القدر على
أفضل ما رآها أحد، ووفقني لما وفقت له محمدا وآل محمد صلواتك عليه وعليهم، وافعل بي
كذا وكذا.. الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. زياده بغير الرواية: اللهم صل على محمد
وآل محمد، واقسم لي حلما يسد عني باب الجهل، وهدى تمن به علي من كل ضلالة، وغنى تسد
به عني باب كل فقر، وقوة، ترد بها عني كل ضعف، وعزا تكرمني به عن كل ذل ورفعة
ترفعني بها عن كل ضعة، وأمنا ترد به عني كل خوف وعافية، تسترني بها من كل بلاء،
وعلما تفتح لي به من كل يقين، ويقينا تذهب به عني كل شك، ودعاء تبسط لي به الاجابة
في هذه الليلة، وفي هذه الساعة الساعة الساعة يا كريم، وخوفا تيسر لي به كل رحمة،
وعصمة تحول بها بيني وبين الذنوب حتى أفلح بها بين المعصومين عندك برحمتك يا أرحم
الراحمين. ومن الزيادات ما يتكرر كل ليلة من العشر الأواخر، فمن ذلك ما رويناه
باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى - رضي الله عنه - باسناده إلى محمد بن أبي
عمير، عن مرازم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقول في كل ليلة من العشر
الأواخر: اللهم إنك قلت في كتابك المنزل: شهر رمضان، الذي انزل فيه القرآن هدى
للناس وبينات من الهدى والفرقان، فعظمت حرمة شهر رمضان بما أنزلت فيه من القرآن،
وخصصته بليلة القدر، وجعلتها خيرا من ألف شهر، اللهم و هذه أيام شهر رمضان قد
انقضت، ولياليه قد تصرمت، وقد صرت يا إلهى منه إلى ما أنت أعلم به مني، وأحصى لعدده
من الخلق أجمعين، فأسألك بما سألك به ملائكتك المقربون، وأنبياؤك المرسلون، وعبادك
الصالحون، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفك رقبتي من النار، وتدخلني الجنة
برحمتك، وأن تتفضل على بعفوك وكرمك، وتتقبل تقربي، وتستجيب دعائي وتمن علي بالأمن
يوم الخوف من كل هول أعددته ليوم القيمة، إلهى وأعوذ بوجهك الكريم، و
[156]
بجلالك العظيم، أنت تنقضي أيام شهر رمضان
ولياليه ولك قبلي تبعة أو ذنب تؤاخذني به أو خطيئة تريد أن تقتصها مني لم تغفرها
لي. سيدي سيدي سيدي أسألك يا لا إله إلا أنت إذ لا إله إلا أنت إن كنت رضيت عني في
هذا الشهر فازدد عني رضا، وإن لم تكن رضيت عني فمن الان فارض عني يا أرحم الراحمين،
يا الله يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. وأكثر أن تقول:
" يا ملين الحديد لداود عليه السلام، يا كاشف الضر والكرب العظام عن أيوب عليه
السلام، أي مفرج هم يعقوب عليه السلام، أي منفس غم يوسف عليه السلام صل على محمد
وآل محمد كما أنت أهل أن تصلي عليهم أجمعين وافعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما
أنا أهله. وفي رواية اخرى عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول
في العشر الأواخر من شهر رمضان كل ليلة: أعوذ بجلال وجهك الكريم، أن ينقضي عني شهر
رمضان، أو يطلع الفجر من ليلتي هذه وبقى لك عندي تبعة، أو ذنب تعذبني عليه يوم
ألقاك. فصل: واعلم أن هذه الرواية بأدعية العشر الأواخر من شهر رمضان تتكرر في كل
ليلة منها مفرداتها ومزدوجاتها " إن كنت قضيت في هذه الليلة تنزل الملائكة والروح
فيها " ومن المعلوم من مذهب الامامية ورواياتهم أن ليلة القدر في الليالي المفردات
دون المزدوجات، فيحتاج ذكرها في هذه الأدعية في مزدوجات العشر جميعه إلى تأويل
فأقول: إنه إن كان يمكن أن يكون المقصود بذكرها في جميع ليالي العشر ستر هذه الليلة
من أعدائهم وإبهامهم أنهم ما يعرفونها كما كنا قد بيناه، أو يكون المراد إن كنت
قضيت في الليالي المزدوجات أن يكون ليلة القدر في الليالي المفردات أو يكون إن كنت
قضيت نزول الملائكة إلى موضع خاص من السماء في الليالي المزدوجات ويتكمل نزولهم إلى
الدنيا في الليالي المفردات، أو يكون له تأويل غير ما ذكرناه.
[157]
فصل: وإن أسرار خواص الله جل جلاله ونوابه
ما يتطلع كل أحد على حقيقة معناه. فصل: وذكر أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب من لا
يحضره الفقيه أدعية العشر الأواخر من شهر رمضان من نوادر محمد بن أبي عمير عن
الصادق عليه السلام ولم يذكر فيها " إن كنت قضيت " بل يقول أن تجعل في هذه الليلة
اسمي في السعداء، وروحي مع الشهداء، وتمام الدعاء. فصل: فيما يختص باليوم الحادي
والعشرين من دعاء: رواه محمد بن علي الطرازي قال: عن عبد الباقي بن بزداد أيده الله
قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا أبو على محمد بن
الحسن بن جمهور قال: حدثنا أبي عن أبيه محمد عن حماد بن عيسى عن حماد بن عثمان قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان، فقال لي: يا
حماد اغتسلت ؟ قلت: نعم جعلت فداك فدعا بحصير، ثم قال: إلى لزقي فصل، فلم يزل يصلي
وأنا اصلي إلى لزقه حتى فرغنا من جميع صلاتنا ثم أخذ يدعو وأنا أؤمن على دعائه إلى
أن اعترض الفجر، فأذن وأقام ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم و صلى بنا الغداة
فقرأ بفاتحة الكتاب وإنا أنزلناه في ليلة القدر في الاولى وفي الركعة الثانية
بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فلما فرغنا من التسبيح والتحميد والتقديس والثناء
على الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله والدعاء لجميع المؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأولين والاخرين، خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس
ساعة طويلة، ثم سمعته يقول: لا إله إلا أنت مقلب القلوب والأبصار، لا إله إلا أنت
خالق الخلق بلا حاجة فيك إليهم، لا إله إلا أنت مبدئ الخلق لا ينقص من ملكك شئ، لا
إله إلا أنت باعث من في القبور، لا إله إلا أنت مدبر الامور، لا إله إلا أنت ديان
الدين وجبار الجبابرة، لا إله إلا أنت مجري الماء في الصخرة الصماء، لا إله إلا أنت
مجري الماء في النبات، لا إله إلا أنت مكون طعم الثمار، لا إله إلا أنت
[158]
محصي عدد القطر وما تحمله السحاب، لا إله
إلا أنت محصى عدد ما تجري به الرياح في الهواء، لا إله إلا أنت محصى ما في البحار
من رطب ويابس، لا إله إلا أنت محصى ما يدب في ظلمات البحار وفي أطباق الثرى، أسألك
باسمك الذى سميت به نفسك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وأسألك بكل اسم سماك به
أحد من خلقك من نبي أو صديق أو شهيد أو أحد من ملائكتك، وأسألك باسمك الذي إذا دعيت
به أجبت وإذا سئلت به أعطيت، وأسألك بحقك على محمد وآل محمد وأهل بيته صلواتك عليهم
وبركاتك، وبحقهم الذي أوجبته على نفسك، وأنلتهم به فضلك، أن تصلي على محمد عبدك
ورسولك الداعي إليك باذنك وسراجك الساطع بين عبادك، في أرضك وسمائك، وجعلته رحمة
للعالمين، ونورا استضاء به المؤمنون، فبشرنا بجزيل ثوابك، وأنذرنا الأليم من عقابك،
أشهد أنه قد جاء بالحق، وصدق المرسلين، وأشهد أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الأليم.
أسألك يا الله يا الله يا الله، يا رباه يا رباه يا رباه، يا سيدي يا سيدي يا سيدي،
يا مولاي يا مولاي يا مولاي، أسألك في هذه الغداة أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تجعلني من أوفر عبادك وسائليك نصيبا وأن تمن على بفكاك رقبتي من النار، يا أرحم
الراحمين، وأسألك بجميع ما سألتك وما لم أسألك من عظيم جلالك ما لو علمته لسألتك
به، أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأن تأذن لفرج من بفرجه فرج أوليائك وأصفيائك من
خلقك، وبه تبيد الظالمين وتهلكهم، عجل ذلك يا رب العالمين، وأعطني سؤلى يا ذا
الجلال والاكرام في جميع ما سألتك لعاجل الدنيا وآجل الاخرة، يا من هو أقرب إلى من
حبل الوريد، أقلني عثرتي و اقلبني بقضاء حوائجي، يا خالقي ويا رازقي، ويا باعثي،
ويا محيى عظامي و هي رميم، صل على محمد وآل محمد واستجب لي دعائي يا أرحم الراحمين.
فلما فرغ رفع رأسه، قلت: جعلت فداك سمعتك وأنت تدعو " بفرج من بفرجه فرج أصفياء
الله وأوليائه " أو لست أنت هو ؟ قال: لا ذاك قائم آل محمد عليهم السلام، قلت: فهل
لخروجه علامة ؟ قال: نعم كسوف الشمس عند طلوعها، ثلثي ساعة من النهار،
[159]
وخسوف القمر ثلاث وعشرين، وفتنة يظل أهل
مصر البلاء وقطع النيل اكتف بما بينت لك، وتوقع أمر صاحبك ليلك ونهارك، فان الله كل
يوم هو في شأن لا يشغله شأن عن شأن، ذلك الله رب العالمين، وبه تحصين أوليائه وهم
له خائفون. ومن ذلك دعاء اليوم الحادى والعشرين من شهر رمضان: سبحان الله السميع
الذي ليس شئ أسمع منه يسمع من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين، ويسمع ما في ظلمات البر
والبحر، ويسمع الأنين، ويسمع السر، ويسمع وساوس الصدور، و يعلم خائنة الأعين وما
تخفي الصدور، ولا يصم سمعه صوت، سبحان الله بارئ النسم سبحان الله المصور، سبحان
الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات و النور، سبحان الله فالق الحب
والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى، سبحان الله
مداد كلماته، سبحان الله رب العالمين. دعاء آخر: اللهم اجعل لي فيه إلى مرضاتك
دليلا، ولا تجعل للشيطان فيه علي سبيلا، واجعل الجنة منزلا لي ومقيلا، يا قاضي
حوائج الطالبين 5 - قل: فيما نذكره من زيادات ودعوات في الليلة الثالثة والعشرين
منه ويومها، وفيها عدة روايات. اعلم أن هذه الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان،
وردت أخبار صريحة بأنها ليلة القدر على الكشف والبيان، فمن ذلك ما رويناه باسنادنا
إلى سفيان بن السمط قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أفرد لي ليلة القدر، قال:
ليلة ثلاث وعشرين. ومن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى زرارة عن عبد الواحد بن المختار
الأنصاري قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر فقال: أخبرك والله ثم لا
أعمي عليك هي أول ليله من السبع الاخر. أقول: لعله قد أخبر عن شهر كان تسعا وعشرين
يوما لأنني ما عرفت أن ليلة أربع وعشرين وهى غير مفردة، مما يحتمل أن تكون ليلة
القدر، ووجدت بعد هذه التأويل في الجزء الثالث من جامع محمد بن الحسن القمي لما روي
منه هذا
[160]
الحديث فقال ما هذا لفظه: عن زرارة قال:
كان ذلك الشهر تسعة وعشرين يوما. ومن ذلك باسنادنا إلى ضمرة الأنصاري عن أبيه أنه
سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: ليلة القدر ثلاث وعشرون. ومن ذلك ما رويناه
باسنادنا أيضا إلى حماد بن عيسى عن محمد بن يوسف، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه
السلام يقول: إن الجهني أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله
إن لي إبلا وغنما وغلمة فاحب أن تأمرني ليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة وذلك في شهر
رمضان. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فساره في اذنه، قال: فكان الجهني إذا
كانت ليلة ثلاث وعشرين دخل بابله وغنمه وأهله وولده وغلمنه ؟ ؟، فكان تلك الليلة
ليلة ثلاث وعشرين بالمدينة فإذا أصبح خرج بأهله وغنمه وإبله إلى مكانه، واسم الجهني
عبد الرحمن بن أنيس الأنصاري. وروى أبو نعيم في كتاب الصيام والقيام باسناده أن
النبي صلى الله عليه وآله كان يرش على أهله الماء ليلة ثلاث وعشرين، يعني من شهر
رمضان. ومن الزيادات في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، فمنها الغسل روينا ذلك بعدة
طرق منها باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى رحمه الله باسناده إلى بريد بن
معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رأيته اغتسل في ليلة ثلاث وعشرين من شهر
رمضان مرة في أول الليل، ومرة في آخره، ومنها المائة ركعة وأدعيتها على إحدى
الروايتين أو المائة وثلاثون على رواية اخرى بأدعيتها وقد تقدم وصف هذه المائة:
عشرون منها في أول ليلة من شهر رمضان بدعواتها، وثمانون ركعة في ليلة تسع عشر
بضراعاتها، فتؤخذ من هناك على ما قدمنا من صفاتها. ومنها نشر المصحف الشريف دعاؤه
وقد ذكرناه في ليلة تسع عشرة، ومنها الدعوات المتكررة في كل ليلة في أول الليل
وآخره، وقد تقدم وصفها في أول ليلة منه ومنها دعاء وجدناه في كتب أصحابنا العتيقة
وهو في ليلة ثلاث وعشرين: اللهم إن كان الشك في أن ليلة القدر فيها أو فيما تقدمها
واقع، فانه فيك وفي وحدانيتك وتزكيتك الأعمال زائل، وفي أي الليالي تقرب منك العبد
لم
[161]
تبعده وقبلته، وأخلص في سؤالك لم ترده
وأجبته، وعمل الصالحات شكرته ورفع إليك ما يرضيك ذخرته، اللهم فامددني فيها بالعون
على ما يزلف لديك وخذ بناصيتي إلى ما فيه القربى إليك، وأسبغ من العمل في الدارين
سعيي، ورق لي من جودك بخيراتها عطيتي، وابتر عيلتي من ذنوبي بالتوبة، ومن خطاياي
بسعة الرحمة، واغفر لي في هذه الليلة ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات غفران
متنزه عن عقوبة الضعفاء، رحيم بذوى الفاقة والفقراء، جاد على عبيده، شفيق بخضوعهم
وذلتهم، رفيق لا تنقصه الصدقة عليهم، ولا يفقره ما يغنيهم من صنيعه إليهم. اللهم
اقض ديني ودين كل مديون، وفرج عني وعن كل مكروب وأصلحني وأهلي وولدي، وأصلح كل
فاسد، وانفع مني، واجعل في الحلال الطيب الهنئ الكثير السائغ من رزقك عيشتي، ومنه
لباسي، وفيه منقلبي، و اقبض عن المحارم يدى من غير قطع ولا شل، ولساني من غير خرس،
واذني من غير صمم، وعيني من غير عمى، ورجلي من غير زمانة، وفرجي من غير إحبال وبطني
من غير وجع، وسائر أعضائي من غير خلل، وأوردني عليك يوم وقوفي بين يديك خالصا من
الذنوب، نقيا من العيوب، لا أستحيي منك بكفران نعمة، ولا إقرار بشريك لك في القدرة،
ولا بارهاج في فتنة، ولا تورط في دماء محرمة، ولا بيعة اطوقها عنقي لأحد ممن فضلته
بفضيلة، ولا وقوف تحت راية غدرة، ولا أسود الوجه بالأيمان الفاجرة، والعهود
الخائنة، وأنلني من توفيقك وهداك ما نسلك به سبل طاعتك ورضاك يا أرحم الراحمين.
ومنها دعوات مختصة بهذه الليلة من جملة الفصول الثلاثين وهو مروي عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وهو دعاء ليلة ثلاث وعشرين: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبوح
قدوس رب الملائكة والعرش، سبوح قدوس رب السماوات و الأرضين، سبوح قدوس رب البحار
والجبال، سبوح قدوس يسبح له الحيتان والهوام والسباع والاكام، سبوح قدوس سبحت له
الملائكة المقربون، سبوح
[162]
قدوس علا فقهر، وخلق فقدر، سبوح سبوح سبوح
سبوح سبوح سبوح سبوح قدوس قدوس قدوس قدوس قدوس قدوس قدوس [أن تصلي على محمد وآله
وأن تغفر لي وترحمني، فانك أنت الأحد الصمد]. ومنها أدعية مختصة بها من أدعية العشر
الأواخر، فمن ذلك: يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر، ورب الليل والنهار، و
الجبال والبحار، والظلم والأنوار، والأرض والسماء، يا بارئ يا مصور، يا حنان يا
منان، يا الله يا رحمان يا قيوم يا بديع السماوات والأرض، يا الله يا الله يا الله
يا الله يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا، والكبرياء
والالاء والنعماء، أسألك باسمك بسم الله الرحمان الرحيم، إن كنت قضيت في هذه الليلة
تنزل الملائكة والروح من كل أمر حكيم، فصل على محمد وآل محمد، واجعل اسمي في هذه
الليلة في السعداء، وروحي مع الشهداء، وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة، وأن تهب لى
يقينا تباشر به قلبي، وإيمانا يذهب بالشك عني وترضيني بما قسمت لي، وآتني في الدنيا
حسنة وفي الاخرة حسنة وقنى عذاب النار الحريق، وارزقني يا رب فيها ذكرك وشكرك
والرغبة والإنابة والتوفيق لما وفقت له شيعة آل محمد يا أرحم الراحمين، ولا تفتني
بطلب ما زويت عني بحولك وقوتك، وأغنني يا رب برزق منك واسع بحلالك عن حرامك،
وارزقني العفة في بطني وفرجي، وفرج عني كل هم وغم، ولا تشمت بي عدوي، ووفق لي ليلة
القدر على أفضل ما رآها أحد ووفقني لما وفقت له محمدا وآل محمد عليه وعليهم السلام
وافعل بي كذا وكذا.... الليلة الليلة الليلة الساعة الساعة حتى ينقطع النفس. ومن
دعاء ليلة ثلاث وعشرين " اللهم امدد لى في عمري، وأوسع لي في رزقي وأصح جسمي،
وبلغني أملي وإن كنت من الأشقياء فامحنى من الأشقياء و اكتبني من السعداء، فانك قلت
في كتابك المنزل، على نبيك صلواتك عليه وآله: " يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام
الكتاب ".
[163]
ومن الدعاء في هذه الليلة " اللهم إياك
تعمدت الليلة بحاجتي، وبك أنزلت فقري ومسئلتي، تسعني الليلة رحمتك وعفوك، فأنا
لرحمتك أرجى مني لعملي ورحمتك ومغفرتك أوسع من ذنوبي، واقض لي كل حاجة هي لي،
بقدرتك على ذلك، وتيسيره عليك، فاني لم اصب خيرا إلا منك، ولم يصرف عنى أحد سوءا قط
غيرك، وليس لي رجاء لديني ودنياي ولا لاخرتي ولا ليوم فقري يوم ادلى في حفرتي،
ويفردني الناس بعملي غيرك يا رب العالمين. ومن دعاء ليلة ثلاث وعشرين " اللهم
اجعلني من أوفر عبادك نصيبا من كل خير أنزلته في هذه الليلة، أو أنت منزله من نور
تهدي به، أو رحمة تنشرها أو رزق تقسمه، أو بلاء تدفعه، أو ضر تكشفه، واكتب لي ما
كتبت لأوليائك الصالحين، الذين استوجبوا منك الثواب، وأمنوا برضاك عنهم منك العقاب،
يا كريم يا كريم، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي ذلك برحمتك يا أرحم الراحمين. ومن
الدعاء في هذه الليلة: أسألك مسألة المسكين المستكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب
البائس الذليل، مسألة من خضعت لك ناصيته، واعترف بخطيئته ففاضت لك عبرته، وهملت لك
دموعه، وضلت حيلته، وانقطعت حجته، أن تعطيني في ليلتى هذه مغفرة ما مضى من ذنوبي،
واعصمني فيما بقي من عمري، و ارزقني الحج والعمرة في عامى هذا، واجعلها حجة مبرورة
خالصة لوجهك وارزقنيه أبدا ما أبقيتنى، ولا تخلني عن زيارتك وزيارة قبر نبيك محمد
صلواتك عليه وآله، إلهي وأسألك أن تكفيني مؤنة خلقك من الجن والانس، والعرب و
العجم، ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم، اللهم اجعل لي فيما تقضي
وتقدر من الأمر المحتوم ومما تفرق من الأمر الحكيم في هذه الليلة، في القضاء الذي
لا يرد ولا يبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، في عامي هذا، المبرور حجهم،
المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم وأن تطيل عمري، وتوسع لي في
رزقي، وارزقني ولدا بارا، إنك على كل شئ
[164]
قدير، وبكل شئ محيط. ومن الدعاء في ليلة
ثلاث وعشرين: اللهم إني أسألك سؤال المسكين المستكين، وأبتغى إليك ابتغاء البائس
الفقير، وأتضرع إليك تضرع الضعيف الضرير، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأسألك
مسألة من خضعت لك نفسه، ورغم لك أنفه، وعفر لك وجهه، وخضعت لك ناصيته، واعترف
بخطيئته وفاضت لك عبرته، وانهملت لك دموعه، وضلت عنه حيلته، وانقطعت عنه حجته بحق
محمد وآل محمد عليك، وبحقك العظيم عليهم، أن تصلي عليهم كما أنت أهله وأن تصلي على
نبيك وآل نبيك، وأن تعطيني أفضل ما أعطيت السائلين من عبادك الماضين من المؤمنين
وأفضل ما تعطى الباقين من المؤمنين، وأفضل ما تعطى من تخلفه من أوليائك إلى يوم
الدين، ممن جعلت له خير الدنيا والاخرة يا كريم يا كريم يا كريم، وأعطني في مجلسي
هذا مغفرة ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمرى، وارزقني الحج والعمرة في
عامي هذا، متقبلا مبرورا خالصا لوجهك يا كريم، وارزقنيه أبدا ما أبقيتنى يا كريم يا
كريم يا كريم، واكفني مؤنة نفسي، واكفني مؤنة عيالي، واكفنى مؤنة خلقك، واكفنى شر
فسقة العرب والعجم، واكفني شر فسقة الجن والانس، واكفنى شر كل دابة أنت آخذ
بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم. ومن الدعاء في ليلة ثلاث وعشرين وقد تقدم نحوه في
ليلة تسع عشرة عن مولانا الكاظم عليه السلام، وهذا رويناه باسنادنا إلى عمر بن يزيد
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقول " اللهم اجعل فيما تقضي وفيما تقدر من الأمر
المحتوم، وفيما تفرق من الأمر الحكيم، في ليلة القدر، من القضاء الذي لايرد ولا
يبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، في عامي هذا، المبرور حجهم، المشكور سعيهم
المغفور ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقدر وفيما تقضي أن تطيل عمري،
وتوسع لي في رزقي. أقول: وهذا الدعاء ذكره محمد بن أبي قرة في دعاء ليلة ثلاث
وعشرين، و
[165]
أورد حديثا عن عمر بن يزيد عن أبي عبد
الله عليه السلام أن هذا الدعاء من أدعية ليلة القدر. ومن زيادات ليلة ثلاث وعشرين
القراءة فيها لسورة العنكبوت، وسورة الروم، نروي ذلك بعدة طرق عن الصادق عليه
السلام أنه قال: من قرء سورة العنكبوت والروم في ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا با
محمد من أهل الجنة لا أستثنى فيه أبدا ولا أخاف أن يكتب الله تعالى علي في يميني
إثما. وإن لهاتين السورتين من الله تعالى مكانا، ومن القرائة فيها سورة إنا أنزلناه
ألف مرة، وقد تقدمت رواية لذلك في الليلة الاولى عموما في الشهر كله، وروينا تخصيص
قراءتها في هذه الليلة بعدة طرق إلى مولانا أبي عبد الله عليه السلام قال: لو قرء
رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان إنا أنزلنا في ليلة القدر ألف مرة لأصبح وهو
شديد اليقين، بالاعتراف بما يختص فينا وما ذاك إلا لشئ عاينه في نومه. دعاء علي بن
الحسين عليهما السلام (1) في ليلة القدر " يا باطنا في ظهوره، ويا ظاهرا في بطونه،
يا باطنا ليس يخفى، يا ظاهرا ليس يرى، يا موصوفا لا يبلغ بكينونيته موصوف، ولا حد
محدود، يا غائبا غير مفقود، ويا شاهدا غير مشهود، يطلب فيصاب ولم يخل منه السماوات
والأرض وما بينهما طرفة عين، لا يدرك بكيف، ولا يؤين بأين، ولا بحيث، أنت نور
النور، ورب الأرباب، أحطت بجميع الامور، سبحان من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير،
سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره " ثم تدعو بما تريد. ومن زيادات عمل ليلة ثلاث
وعشرين من شهر رمضان زيارة الحسين صلوات الله عليه رويناها من كتاب عمل شهر رمضان
لعلي بن عبد الواحد النهدي باسناده إلى أبي المفضل وقال: وكتبته من أصل كتابه قال:
حدثنا الحسن بن خليل بن فرحان بأحمد آباد، قال: حدثنا عبد الله بن نهيك قال: حدثنى
العباس بن عامر عن إسحاق بن زريق عن زيد أبي أسامة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
عليهما السلام في هذه
(1) في نسخة: دعاء الحسن بن على عليهما
السلام.
[166]
الاية " فيها يفرق كل أمر حكيم " قال هي
ليلة القدر، يقضى فيه أمر السنة من حج وعمرة أو رزق أو أمر أو أجل أو سفر أو نكاح
أو ولد إلى ساير ما يلاقي ابن آدم مما يكتب له أو عليه في بقية ذلك الحول من تلك
الليلة إلى مثلها من عام قابل وهي في العشر الأواخر من شهر رمضان فمن أدركها -
أوقال شهدها - عند قبر الحسين عليه السلام يصلى عنده ركعتين أو ما تيسر له، وسأل
الله الجنة، واستعاذ به من النار، آتاه الله ما سأل، وأعاذه مما استعاذ منه، وكذلك
إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من خير ما فرق وقضى في تلك الليلة، وأن يقيه من شر ما
كتب فيها، أو دعا الله وسأله تبارك وتعالى في أمر لا إثم فيه رجوت أن يؤتى سؤله،
ويوقى محاذيره ويشفع في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجبوا العذاب، والله إلى سائله
وعبده بالخير أسرع. وروينا باسنادنا أيضا إلى أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني
قال: حدثنا علي بن نصر البرسجى قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن عبد العظيم الحسني
عن أبي جعفر الثاني في حديث قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من
شهر رمضان، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم صافحه
روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبى كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في
تلك الليلة قال: وأخبرنا أحمد بن علي بن شاذان وإسحاق بن الحسين قالا: أخبرنا محمد
ابن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن مندل عن أبى
الصباح الكنانى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر يفرق الله عز
وجل كل أمر حكيم، نادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش أن الله عزوجل قد غفر
لمن أتى قبر الحسين عليه السلام. فصل: ولا يمتنع الانسان في هذه الليلة من دعوات
بظهر الغيب لأهل الحق فقد قدمنا في عمل اليوم والليلة فضائل الدعاء للاخوان ورأينا
في القرآن عن إبراهيم عليه السلام: " واغفر لأبى إنه كان من الضالين " وروينا دعاء
النبي عليه السلام لأعدائه
[167]
" اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون ". فصل
أقول: وكنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب زمانا وإني أدعو في
السحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له، ولي ولمن يليق بالتوفيق أن أدعو له، فورد
على خاطري أن الجاحدين لله جل جلاله ولنعمته و المستخفين بحرمته، والمبدلين لحكمه
في عباده وخليقته، ينبغي أن يبدء بالدعاء لهم بالهداية من ضلالتهم، فان جنايتهم على
الربوبية، والحكمة الالهية، و الجلالة النبوية أشد من جناية العارفين بالله
وبالرسول صلوات الله عليه وآله فيقتضي تعظيم الله وتعظيم جلاله وتعظيم رسوله صلى
الله عليه وآله وحقوق هدايته بمقاله وفعاله أن يقدم الدعاء بهداية من هو أعظم ضررا
وأشد خطرا حيث تعذر أن يزال ذلك بالجهاد، ومنعهم من الالحاد والفساد. أقول: فدعوت
لكل ضال عن الله بالهداية إليه، ولكل ضال عن الرسول بالرجوع إليه، ولكل ضال عن الحق
بالاعتراف به والاعتماد عليه. فصل: ثم دعوت لأهل التوفيق والتحقيق بالثبوت على
توفيقهم، والزيادة في تحقيقهم ودعوت لنفسي ومن يعنينى أمره بحسب مارجوته من الترتيب
الذي يكون أقرب إلى من أتضرع إليه، وإلى مراد رسوله صلى الله عليه وآله، وقد قدمت
مهمات الحاجات بحسب مارجوته أقرب إلى الاجابة. فصل: أفلا ترى ما تضمنه مقدس القرآن
من شفاعة إبراهيم عليه السلام في أهل الكفران، فقال الله جل جلاله " يجاد لنا في
قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب " فمدحه جل جلاله على حلمه وشفاعته ومجادلته في
قوم لوط، الذين قد بلغ كفرهم إلى تعجيل نقمته. فصل: أما رأيت ما تضمنته أخبار صاحب
الرسالة، وهو قدوة أهل الجلالة كيف كان كلما آذاه قومه الكفار، وبالغوا فيما يفعلون
قال صلوات الله عليه وآله: " اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ". فصل: أما رأيت
الحديث عن عيسى عليه السلام: كن كالشمس تطلع على البر والفاجر
[168]
وقول نبينا صلوات الله عليه وآله: اصنع
الخير إلى أهله وإلى غير أهله، فان لم يكن أهله فكن أنت أهله، وقد تضمن ترجيح مقام
المحسنين إلى المسيئين، قوله جل جلاله " لا ينهيكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في
الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " ويكفى
أن محمدا صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين. فصل: ومما نذكره من فضل إحياء ليلة
القدر ما ذكره الشيخ الفاضل جعفر ابن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد بن الدوريستى
رحمه الله في كتاب الحسنى قال: حدثني أبي عن محمد بن على قال: حدثنا محمد بن موسى
بن المتوكل، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفى، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
العباس بن الجريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام عن
آبائه عن الباقر محمد ابن علي بن موسى الرضا عليهم السلام عن آبائه عن الباقر محمد
بن علي عليهم السلام قال: من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد
نجوم السماء، ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار. ومن الكتاب الحسنى المذكور حدثني أبي
عن محمد بن على السكوني قال: [حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي
السكوني قال:] حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن
أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: من
أحيا ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وصلى فيه مائة ركعة وسع الله عليه معيشته في
الدنيا وكفاه أمر من يعاديه، وأعاذه من الغرق والهدم والسرق ومن شر السباع، و دفع
عنه هول منكر ونكير، وخرج من قبره نور يتلالأ لأهل الجمع، ويعطى كتابه بيمينه،
ويكتب له براءة من النار، وجواز على الصراط، وأمان من العذاب ويدخل الجنة بغير
حساب، ويجعل فيها من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك
رفيقا. ومن زيادات ليلة ثلاث وعشرين قراءة سورة الدخان فيها، وفي كل ليلة
[169]
وقد قدمنا الرواية بذلك، في أول ليلة، وأن
تحيي بالعبادة كما قدمناه، ومما رويناه في تعظيم فضلها وإحيائها أيضا ما رواه ابن
أبي عمير عن جميل وهشام وحفص قالوا: مرض أبو عبد الله عليه السلام مرضا شديدا فلما
كان ليلة ثلاث وعشرين أمر مواليه فحملوه إلى المسجد، فكان فيه ليلته. فصل: فيما
يختص باليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان. دعاء اليوم الثالث والعشرين من شهر
رمضان: سبحان الذي ينشئ السحاب الثقال، ويسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته،
ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء، ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته، وينزل الماء من
السماء بكلماته، وينبت النبات بقدرته، ويسقط الورق بأمره، سبحان الله بارئ النسم،
سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور،
سبحان الله فالق الحب والنوى، سبحان الله خالق كل شئ، سبحان الله خالق ما يرى وما
لا يرى، سبحان الله مداد كلماته سبحان الله رب العالمين - ثلاثا -. دعاء آخر في هذا
اليوم: اللهم اغسلني فيه من الذنوب، وطهرني فيه من العيوب وامتحن فيه قلبي لتقوى
القلوب، يا مقيل عثرات المذنبين (1).
(1) كتاب الاقبال ص 194 - 216.
[170]
8. * (باب) * * " (أدعية وداع شهر رمضان
وأعماله) " * أقول: قد مضى ما ينوط بهذا الباب في أبواب الصيام وفي أبواب الدعاء من
كتاب الصلاة وغيرها أيضا فلا تغفل. [1 - قل: ومن ذلك ما يتعلق بوداع شهر رمضان،
فنقول: إن سأل سائل فقال: ما معنى الوداع لشهر رمضان وليس هو من الحيوان، الذي
يخاطب أو يعقل ما يقال له باللسان، فاعلم أن عادة ذوى العقول قبل الرسول ومع الرسول
وبعد الرسول، يخاطبون الديار والأوطان، والشباب وأوقات الصفا والأمان والاحسان
ببيان المقال، وهو محادثة لها بلسان الحال، فلما جاء أدب الإسلام أمضى ما شهدت
بجوازه من ذلك أحكام العقول والأفهام، ونطق به مقدس القرآن المجيد فقال جل جلاله "
يوم نقول لجهنم هل امتلئت وتقول هل من مزيد " فأخبر أن جهنم رد الجواب بالمقال، وهو
إشارة إلى لسان الحال، وذكر كثيرا في القرآن الشريف المجيد وفي كلام النبي والأئمة
صلوات الله عليه وعليهم السلام وكلام أهل التعريف فلا يحتاج ذوو الألباب إلى
الاطالة في الجواب، فلما كان شهر رمضان قد صاحبه ذوو العناية به من أهل الاسلام
والايمان، أفضل لهم من صحبة الديار والمنازل، وأنفع من الأهل وأرفع من الأعيان
والأماثل، اقتضت دواعي لسان الحال أن يودع عند الفراق والانفصال. ذكر ما نورده من
طبقات أهل الوداع لشهر الصيام فنقول: اعلم أن الوداع لشهر رمضان يحتاج إلى زيادة
بيان، والناس فيه على طبقات: طبقة منهم كانوا في شهر رمضان على مراد الله - جل
جلاله - وآدابه فيه في السر والاعلان، فهؤلاء يودعون شهر الصيام وداع من صاحبه
بالصفاء والوفاء وحفظ الذمام كما تضمنه وداع مولانا زين العابدين عليه أفضل السلام.
[171]
وطبقة منهم صاحبوا شهر رمضان تارة يكونون
معه على مراد الله جل جلاله في بعض الأزمان، وتارة يفارقون شروطه، بالغفلة أو
بالعصيان، فهؤلاء إن اتفق خروج شهر رمضان وهم مفارقون له في الاداب والاصطحاب،
فالمفارقون لا يودعون ولا هم مجتمعون، وإنما الوداع لمن كان مرافقا وموافقا في
مقتضى العقول والألباب وإن اتفق خروج شهر رمضان وهم في حال حسن صحبته، فلهم أن
يودعوه على قدر ما عاملوه في حفظ حرمته، وأن يستغفروا ويندموا على ما فرطوا فيه من
إضاعة شروط الصحبة والوفاء، ويبالغوا عند الوداع في التلهف والتأسف كيف عاملوه بوقت
من الأوقات بالجفاء. وطبقة ما كانوا في شهر رمضان مصاحبين له بالقلوب، بل كان فيهم
من هو كاره لشهر الصيام، لأنه كان يقطعهم عن عاداتهم في التهوين، ومراقبه علام
الغيوب فهؤلاء ما كانوا مع شهر رمضان حتى يودعوه عند الانفصال، ولا أحسنوا المجاورة
له لما نزل من القرب من دارهم، وتكرهوا به واستقبلوه بسوء اختيارهم، فلا معنى
لوداعهم له عند انفصاله، ولا يلتفت إلى ما يتضمنه لفظ وداعهم وسوء مقالهم. أقول:
فلا تكن أيها الانسان ممن نزل به ضيف غني عنه، وما نزل به ضيف مذ سنة أشرف منه وقد
حضر للانعام عليه، وحمل إليه معه تحف السعادات، و شرف العنايات، وما لا يبلغه وصف
المقال من الامال والاقبال، فأساء مجاورة هذا الضيف الكريم، وجفاه وهون به، وعامله
معاملة المضيف اللئيم، فانصرف الضيف الكريم ذاما لضيافته، وبقي الذي نزل به في
فضيحة تقصيره وسوء مجاورته، أو في عار تأسفه وندامته، فكن إما محسنا في الضيافة
والمعرفة بحقوق ما وصل به هذا الضيف من السعادة والرحمة، والرأفة والأمن من
المخافة، أو كن لا له ولا عليه فلا تصاحبه بالكراهة وسوء الأدب عليه، وإنما تهلك
بأعمالك السخيفة نفسك الضعيفة، وتشهرها بالفضايح والنقصان، في ديوان الملوك
والأعيان، الذين ظفروا بالأمان والرضوان. أقول: واعلم أن وقت الوداع لشهر الصيام
رويناه عن أحد الأئمة عليهم
[172]
أفضل السلام من كتاب فيه مسائل جماعة من
أعيان الأصحاب، وقد وقع عليه السلام بعد كل مسألة بالجواب، وهذا لفظ ما وجدناه: "
وداع شهر رمضان، متى يكون، فقد اختلف أصحابنا فبعضهم قال هو في آخر ليلة منه،
وبعضهم قال: هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال. الجواب: العمل في شهر رمضان في
لياليه والوداع يقع في آخر ليلة منه، فان خاف أن ينقص الشهر جعله في ليلتين. قلت:
هذا اللفظ ما رأيناه ورويناه، فاجتهد في وقت الوداع على إصلاح السريرة، فالانسان
على نفسه بصيرة، وتخير لوقت وداع الفضل الذي كان في شهر رمضان أصلح أوقاتك في حسن
صحبته، وجميل ضيافته ومعاملته، من آخر ليلة منه، كما رويناه فان فاتك الوداع في آخر
ليلة ففي أواخر نهار المفارقة له والانفصال عنه فمتى وجدت في تلك الليلة أو ذلك
اليوم نفسك على حال صالحة في صحبة شهر رمضان فودعه في ذلك الأوان، وداع أهل الصفاء
والوفاء الذين يعرفون حق الضيف العظيم الاحسان، واقض من حق التأسف على مفارقته،
وبعده بقدر ما فاتك من شرف ضيافته، وفوايد رفده، وأطلق من ذخاير دموع الوداع ما جرت
به عوائد الأحبة إذا تفرقوا بعد الاجتماع. وقل ما رواه الشيخ جعفر بن محمد بن أحمد
بن العباس بن محمد الدوريستي في كتاب الحسنى باسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بصر بي
قال لي: يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل: " اللهم لا تجعله آخر العهد
من صيامنا إياه، فان جعلته فاجعلني مرحوما، ولا تجعلني محروما " فانه من قال ذلك
ظفر باحدى الحسنيين إما ببلوغ شهر رمضان من قابل، وإما بغفران الله ورحمته. وداع
آخر لشهر رمضان وقد رويناه عن مولانا علي بن الحسين عليه السلام صاحب الأنفاس
المقدسة الشريفة، فيما تضمنه إسناد أدعية الصحيفة، فقال: وكان من دعائه عليه السلام
في وداع شهر رمضان: اللهم يا من لا يرغب في الجزاء، ويا من لا يندم على العطاء، ويا
من لا يكافي
[173]
عبده على السواء، هبتك ابتداء، وعطيتك
تفضل، وعقوبتك عدل، وقضاؤك خيرة، إن أعطيت لم تشب بمن، وإن منعت لم يكن منعك بتعد،
تشكر من شكرك وأنت ألهمته شكرك، وتكافئ من حمدك وأنت علمته حمدك، تستر على من لو
شئت فضحته، وتجود على من لو أردت منعته، وكلاهما منك أهل للفضيحة والمنع، غير أنك
بنيت أفعالك على التفضل، وأجريت قدرتك على التجاوز، وتلقيت من عصاك بالحلم، وأمهلت
من قصد لنفسه بالظلم، تستنظرهم بأناتك إلى الانابة، و تترك معاجلتهم إلى التوبة،
لكيلا يهلك عليك هالكهم، ولئلا يشقى بنقمتك شقيهم إلا عن طول الإعذار إليه، وبعد
ترادف الحجة عليه، كرما من فعلك يا كريم وعائدة من عطفك يا حليم أنت الذي فتحت
لعبادك بابا إلى عفوك، وسميته التوبة، وجعلت على ذلك الباب دليلا من رحمتك لئلا
يضلوا عنه، فقلت " توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيأتكم ويدخلكم
جنات تجرى من تحتها الأنهار " فما عذر من أغفل دخول ذلك الباب يا سيدي بعد فتحه،
وإقامة الدليل عليه، وأنت الذي زدت في السوم على نفسك لعبادك، تريد ربحهم في
متاجرتك، وفوزهم بزيادتك فقلت " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة
فلا يجزى إلا مثلها " ثم قلت " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة
أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة " وما أنزلت من نظائر هن في القرآن. وأنت
الذي دللتهم بقولك الذي من غيبك، وترغيبك الذي فيه من حظهم على ما لو سترته عنهم لم
تدركه أبصارهم، ولم تعه أسماعهم، ولم تلحقه أوهامهم فقلت تباركت وتعاليت " اذكروني
أذكركم " و " لئن شكرتم لأزيدنكم " و " وادعوني أستجب لكم " وقلت " من ذا الذي يقرض
الله قرضا حسنا فيضاعفه له " فذكروك و شكروك ودعوك وتصدقوا لك طلبا لمزيدك، وفيها
كانت نجاتهم من غضبك، وفوزهم برضاك ولو دل مخلوق مخلوقا من نفسه على مثل الذي دللت
عليه عبادك منك، كان محمودا فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب، وما بقى للحمد لفظ تحمد
به، ومعنى
[174]
ينصرف إليه. يا من تحمد إلى عباده
بالاحسان والفضل، وعاملهم بالمن والطول، ما أفشا فينا نعمتك وأسبغ علينا منتك،
وأخصنا ببرك هديتنا لدينك الذي اصطفيت وملتك التي ارتضيت، وسبيلك الذي سهلت،
وبصرتنا ما يوجب الزلفة لديك والوصول إلى كرامتك اللهم وأنت جعلت من صفايا تلك
الوظائف، وخصايص تلك الفروض شهر رمضان، الذي اختصصته من سائر الشهور، وتخيرته من
جميع الأزمنة والدهور، وآثرته على جميع الأوقات بما أنزلت فيه من القرآن وفرضت فيه
من الصيام، وأجللت فيه من ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، ثم آثرتنا به على
سائر الامم، واصطفيتنا بفضله دون أهل الأديان، فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك
ليله، متعرضين بصيامه وقيامه لما عرضتنا له من رحمتك، وسببتنا إليه من مثوبتك، وأنت
الملئ بما رغب فيه إليك، الجواد بما سئلت من فضلك، القريب إلى من حاول قربك، وقد
أقام فينا هذا الشهر مقام حمد وصحبنا صحبة السرور، وأربحنا أفضل أرباح العالمين، ثم
قد فارقنا عند تمام وقته، وانقطاع مدته، ووفاء عدده، فنحن مودعوه وداع من عز فراقه
علينا و غمنا، وأوحش انصرافه عنا فهمنا، ولزمنا له الذمام المحفوظ، والحرمة
المرعية، والحق المقضي. فنحن قائلون: السلام عليك يا شهر الله الأكبر، ويا عيد
أوليائه الاعظم، السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات، ويا خير شهر في الأيام
والساعات، السلام عليك من شهر قربت فيه الامال، ويسرت فيه الأعمال، السلام عليك من
قرين جل قدره موجودا، وأفجع فراقه مفقودا، السلام عليك من أليف آنس مقبلا، فسر
وأوحش منقضيا، فأمر، السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب، وقلت فيه الذنوب، السلام
عليك من ناصر أعان على الشيطان، وصاحب سهل سبيل الاحسان السلام عليك ما أكثر عتقاء
الله فيك، وما أسعد من رعى حرمته بك، السلام عليك ما كان أمحاك للذنوب وأسترك
لأنواع العيوب، السلام عليك ما كان أطولك على
[175]
المجرمين، وأهيبك في صدور المؤمنين،
السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيام، ومن شهر هو من كل أمر سلام، السلام عليك غير
كريه المصاحبة، ولا ذميم الملابسة السلام عليك كما وردت علينا بالبركات، وغسلت عنا
دنس الخطيئات، السلام عليك غير مودع سأما، ولا متروك صيامه برما، السلام عليك من
مطلوب قبل وقته، و محزون عليه عند فوته، السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا، وكم من
خير افيض بك علينا، السلام عليك وعلى ليلة القدر التي جعلها الله خيرا من ألف شهر
السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه، وعلى ما كان من بركاتك سلبناه، السلام عليك ما
كان أحرصنا بالأمس عليك، وأشد شوقنا غدا إليك. اللهم إنا أهل هذا الشهر الذي شرفتنا
به، ووفقتنا بمنك له، حين جهل الأشقياء فضله، وحرموا لشقائهم خيره وأنت ولي ما
آثرتنا به من معرفته، وهديتنا له من سنته، وقد تولينا بتوفيقك صيامه وقيامه على
تقصير، وأدينا من حقك فيه قليلا من كثير، اللهم فلك إقرارنا بالاساءة واعترافنا
بالاضاعة، ولك من قلوبنا عقدة الندم، ومن ألسنتنا صدق الاعتذار، فأجرنا على ما
أصبنا به من التفريط أجرا نستدرك به الفضل المرغوب فيه، ونعتاض به من إحراز الذخر
المحروص عليه، وأوجب لنا عذرك على ما قصرنا فيه من حقك، وأبلغ بأعمارنا مابين
أيدينا من شهر رمضان المقبل، فإذا بلغتناه فأعنا على تناول ما أنت أهله من العبادة،
وأدنا إلى القيام بما نستحقه من الطاعة، وأجر لنا من صالح العمل ما يكون دركا لحقك
في الشهرين، وفي شهور الدهر. اللهم وما ألممنا به في شهرنا هذا من إثم، وأوقعنا فيه
من ذنب، واكتسبنا فيه من خطيئة، عن تعمد منا له، أو على نسيان من ظلمنا فيه أنفسنا،
أو انتهاكنا فيه حرمة من غيرنا، فاستره بسترك، واعف عنا بعفوك، ولا تنصبنا فيه
لأعين الشامتين ولا تبسط علينا ألسنة الطاعنين واستعملنا بما يكون حطة وكفارة لما
أنكرت منا فيه برأفتك التي لا تنفد، وفضلك الذي لا ينقص. اللهم صل على محمد وآل
محمد، واجبر مصيبتنا بشهرنا، وبارك لنا في يوم عيدنا
[176]
واجعله من خير يوم مر علينا، أجلبه للعفو،
وأمحاه للذنب واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن، اللهم صل على محمد وآل محمد،
واسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا، وأخرجنا بخروجه عن سيئاتنا، واجعلنا من أسعد
أهله به، وأوفرهم قسما اللهم ومن رعا حرمة هذا الشهر حق رعايتها، وحفظ حدوده حق
حفظها، واتقى ذنوبه حق تقاتها، أو تقرب إليك بقربة أوجبت رضاك عنه، وعطفت برحمتك
عليه فهب لنا مثله من وجدك وإحسانك، وأعطنا أضعافه من فضلك، فان فضلك لا يغيض وإن
خزائنك لا تنفد، وإن معادن إحسانك لا تفنى، وإن عطاءك للعطاء المهنا. اللهم اكتب
لنا مثل اجور من صامه بنية، أو تعبد لك فيه إلى يوم القيامة، اللهم إنا نتوب إليك
في يوم فطرنا الذي جعلته للمسلمين عيدا وسرورا، ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا، من كل
ذنب أذنبناه، أو سوء أسلفناه، أو خطرة شر أضمرناه أو عقيدة سوء اعتقدناها، توبة من
لا ينطوي على رجوع إلى ذنب، ولا عود في خطيئة توبة نصوحا خلصت من الشك والارتياب،
فتقبلها منا، وارض بها عنا وثبتنا عليها، اللهم ارزقنا خوف غم الوعيد وشوق ثواب
الموعود حتى نجد لذة ما ندعوك به، وكآبة ما نستجير بك منه، واجعلنا عندك من
التوابين، الذين أوجبت لهم محبتك، وقبلت منهم مراجعة طاعتك، يا أعدل العادلين، الله
تجاوز عن آبائنا وامهاتنا، وأهل ديننا جميعا، من سلف منهم ومن غبر إلى يوم القيامة،
وصل على نبينا وآله، كما صليت على ملائكتك المقربين، وأنبيائك المطهرين، وعبادك
الصالحين، وسلم على آله كما سلمت على آل يس، وصل عليهم أجمعين، صلاة تبلغنا بركتها،
وينالنا نفعها، وتغمرنا بأسرها، ويستجاب دعاؤنا بها، إنك أكرم من رغب إليه، وأعطى
من سئل من فضله، وأنت على كل شئ قدير] (1). 2 - قل: وداع آخر لشهر رمضان رويناه
بعدة طرق إلى محمد بن يعقوب باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في
وداع شهر رمضان نقلناه من خط جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه:
(1) ما بين العلامتين من اول الباب إلى
هنا أضفناء من المصدر وكان محله بياضا.
[177]
اللهم إنك قلت في كتابك المنزل، على لسان
نبيك المرسل، صلواتك عليه، وقولك حق " شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن " وهذا شهر
رمضان قد تصرم، فأسألك بوجهك الكريم وكلماتك التامة، إن كان بقي على ذنب لم تغفره
لي أو تريد أن تعذبني عليه، أو تقايسني به أن يطلع فجر هذه الليلة، أو ينصرم هذا
الشهر إلا وقد غفرته لي يا أرحم الراحمين. اللهم لك الحمد بمحامدك كلها أولها
وآخرها، ما قلت لنفسك منها، و ماقاله لك الخلائق الحامدون المجتهدون المعدودون
المؤثرون في ذكرك، و الشكر لك، الذين أعنتهم على أداء حقك من أصناف خلقك من
الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين، وأصناف الناطقين المسبحين لك من جميع
العالمين، على أنك بلغتنا شهر رمضان، وعلينا من نعمك وعندنا من قسمك وإحسانك وتظاهر
امتنانك، فبذلك لك منتهى الحمد الخالد الدائم الراكد المخلد السرمد الذي لا ينفد
طول الأبد، جل ثناؤك أعنتنا عليه حتى قضيت عنا صيامه، وقيامه من صلاة، وما كان منا
فيه من بر أو نسك أو ذكر. اللهم فتقبله منا بأحسن قبولك، وتجاوزك وعفوك وصفحك
وغفرانك و حقيقة رضوانك حتى تظفرنا فيه بكل خير مطلوب، وجزيل عطاء موهوب، تؤمنا فيه
من كل أمر مرهوب وذنب مكسوب، اللهم إني أسألك بعظيم ما سألك أحد من خلقك من كريم
أسمائك، وجزيل ثنائك، وخاصة دعائك، أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تجعل شهرنا هذا
أعظم شهر رمضان مر علينا منذ أنزلتنا إلى الدنيا بركة في عصمة ديني وخلاص نفسي
وقضاء حاجتي وتشفيعي في مسائلي وتمام النعمة على، وصرف السوء عني، ولباس العافية
لي، وأن تجعلني برحمتك ممن حزت له ليلة القدر، وجعلتها له خيرا من ألف شهر في أعظم
الأجر، وكرائم الذخر، وطول العمر، وحسن الشكر، ودوام اليسر. اللهم وأسألك برحمتك
وطولك وعفوك ونعمائك وجلالك وقديم إحسانك وامتنانك أن لا تجعله آخر العهد منا لشهر
رمضان، حتى تبلغناه من قابل على
[178]
أحسن حال، وتعرفني هلاله مع الناظرين
إليه، والمتعرفين له، في أعفى عافيتك وأتم نعمتك، وأوسع رحمتك، وأجزل قسمك، اللهم
يا ربي الذي ليس لي رب غيره، لا يكون هذا الوداع مني وداع فناء، ولا آخر العهد من
اللقآء، حتى ترينيه من قابل في أسبغ النعم، وأفضل الرجاء وأنا لك على أحسن الوفاء
إنك سميع الدعاء وارحم تضرعي وتذلي لك، واستكانتي وتوكلي عليك، فأنا لك سلم لا أرجو
نجاحا، ولا معافاة ولا تشريفا ولا تبليغا إلا بك ومنك، فامنن علي جل ثناؤك وتقدست
أسماؤك بتبليغي شهر رمضان، وأنا معافى من كل مكروه و محذور، ومن جميع البوائق،
الحمد لله الذي أعاننا على صيام هذا الشهر وقيامه حتى بلغنا آخر ليلة منه. قال
الشيخ أبو جعفر الطوسي - ره - في الأصل الذي نقلنا منه، هذا الوداع بخطه ما هذا
لفظه: إلى ههنا رواية الكليني، وروي إبراهيم بن إسحاق الأحمري عن عبد الله بن حماد
الأنصاري عن أبي بصير وعن جماعة من أصحابه عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد
الله عليه السلام مثل ذلك وزاد فيه: اللهم إني أسألك بأحب ما دعيت به، وأرضى ما
رضيت به عن محمد صلى الله عليه وآله أن تصلى على محمد وآل محمد ولا تجعل وداعي وداع
شهر رمضان وداع خروجي من الدنيا، ولا وداع آخر عبادتك فيه، ولا آخر صومي لك،
وارزقني العود فيه ثم العود فيه برحمتك يا ولي المؤمنين، ووفقني فيه لليلة القدر،
واجعلها لي خيرا من ألف شهر، يا رب العالمين، يا رب ليلة القدر، وجاعلها خيرا من
ألف شهر، رب الليل والنهار، والجبال والبحار، والظلم والأنوار، والأرض والسماء، يا
بارئ يا مصور، يا حنان يا منان، يا الله يا رحمان، يا قيوم يا بديع، لك الأسماء
الحسنى، والأمثال العليا، والكبرياء والالاء أسئلك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم أن
تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء
وإحساني في عليين، وإساءتي مغفورة وأن تهب لي يقينا تباشر به قلبي، وإيمانا لا
يشوبه شك، ورضا بما قسمت لي وأن تؤتيني في الدنيا
[179]
حسنة وفي الاخرة حسنة، وأن تقيني عذاب
النار. اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم، وفيما تفرق من الأمر الحكيم،
في ليلة القدر، من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل ولا يغير، أن تكتبني من حجاج بيتك
الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنبهم، المكفر عنهم سيئاتهم، واجعل
فيما تقضي وتقدر أن تعتق رقبتي من النار، يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسئلك ولم
يسأل العباد مثلك جودا وكرما، وأرغب إليك ولم يرغب إلى مثلك، أنت موضع مسألة
السائلين، ومنتهى رغبة الراغبين، أسألك بأعظم المسائل كلها وأفضلها وأنجحها، التي
ينبغي للعباد أن يسئلوك بها، يا الله يا رحمان، وبأسمائك ما علمت منها وما لم أعلم،
وبأسمائك الحسنى، وأمثالك العليا، وبنعمتك التي لا تحصى، وبأكرم أسمائك إليك،
وأحبها إليك، و أشرفها عندك منزلة، وأقربها منك وسيلة، وأجزلها منك ثوابا وأسرعها
لديك إجابة، وباسمك المكنون المخزون، الحي القيوم، الأكبر الأجل الذي تحبه وتهواه،
وترضى عمن دعاك به، وتستجيب له دعاءه، وحق عليك ألا تخيب سائلك وأسألك بكل اسم هو
لك في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، و بكل اسم دعاك به حملة عرشك، وملائكة
سمواتك، وجميع الأصناف من خلقك من نبي أو صديق أو شهيد، وبحق الراغبين إليك،
المقربين منك، المتعوذين بك، وبحق مجاوري بيتك الحرام حجاجا ومعتمرين، ومقدسين،
والمجاهدين في سبيلك، وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر أو سهل أو جبل أدعوك دعاء
من قد اشتدت فاقته، وكثرت ذنوبه، وعظم جرمه، وضعف كدحه، دعاء من لا يجد لنفسه سادا،
ولا لضعفه معولا، ولا لذنبه غافرا غيرك، هاربا إليك متعوذا بك متعبدا لك غير متكبر
ولا مستنكف، خائفا بائسا فقيرا مستجيرا بك أسألك بعزتك وعظمتك وجبروتك وسلطانك،
وبملكك وببهائك وجودك وكرمك وبآلائك وحسنك وجمالك، وبقوتك على ما أردت من خلقك
أدعوك يا رب
[180]
خوفا وطمعا ورهبة ورغبة وتخشعا وتملقا
وتضرعا وإلحافا وإلحاحا خاضعا لك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، يا قدوس يا قدوس
يا قدوس، يا الله يا الله يا الله، يا رحمان يا رحمان يا رحمان يا رحيم يا رحيم يا
رحيم يا رب يا رب يا رب، أعوذ بك يا الله الواحد الأحد الصمد الوتر الكبير
المتعالى، وأسألك بجميع ما دعوتك به وبأسمائك التي تملاء أركانك كلها، أن تصلي على
محمد وآل محمد، واغفر لي وارحمني وأوسع علي من فضلك العظيم، وتقبل مني شهر رمضان
وصيامه وقيامه، وفرضه ونوافله، واغفر لي وارحمني واعف عني، ولا تجعله آخر شهر رمضان
صمته لك وعبدتك فيه، ولا تجعل وداعي إياه وداع خروجي من الدنيا، اللهم وأوجب لي من
رحمتك ومغفرتك ورضوانك وخشيتك أفضل ما أعطيت أحدا ممن عبدك فيه، اللهم لا تجعلني
آخر من سألك فيه، واجعلني ممن أعتقته في هذا الشهر من النار، وغفرت له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر، و أوجبت له أفضل ما رجاك وأمله منك، يا أرحم الراحمين. اللهم ارزقني
العود في صيامه، وعبادتك فيه، واجعلني ممن كتبته في هذا الشهر من حجاج بيتك الحرام،
المبرور حجهم، المغفور ذنبهم، المتقبل عملهم آمين آمين آمين رب العالمين، اللهم لا
تذع لي فيه ذنبا إلا غفرته، ولا خطيئة إلا محوتها، ولا عثرة إلا أقلتها، ولا دينا
إلا قضيته، ولا عيلة إلا أغنيتها، ولا هما إلا فرجته، ولا فاقة إلا سددتها، ولا
عريا إلا كسوته، ولا مرضا إلا شفيته، ولا داء إلا أذهبته، ولا حاجة من حوائج الدنيا
والاخرة إلا قضيتها على أفضل أملي ورجائي فيك يا أرحم الراحمين. اللهم لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا، ولا تذلنا بعد إذ أعززتنا، ولا تضعنا بعد إذ رفعتنا، ولا
تهنا بعد إذ أكرمتنا، ولا تفقرنا بعد إذ أغنيتنا، ولا تمنعنا بعد إذ أعطيتنا، ولا
تحرمنا بعد إذ رزقتنا، ولا تغير شيئا من نعمك علينا، وإحسانك إلينا لشئ كان من
ذنوبنا، ولا لما هو كائن منا، فان في كرمك وعفوك وفضلك سعة لمغفرة ذنوبنا، فاغفر
لنا وتجاوز عنا، ولا تعاقبنا عليها يا أرحم الراحمين
[181]
اللهم أكرمني في مجلسي هذا كرامة لا
تهينني بعدها أبدا، وأعزني عزا لا تذلني بعده أبدا، وعافني عافية لا تبتليني بعدها
أبدا، وارفعني رفعة لا تضعني بعدها أبدا، واصرف عني شر كل جبار عنيد، وشر كل قريب
وبعيد، وشر كل صغير وكبير، وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم،
اللهم ما كان في قلبي من شك أو ريبة أو جحود أو قنوط أو فرح أو مرح أو بطر أو بذخ
أو خيلاء أو رياء أو سمعة أو شقاق أو نفاق أو كفر أو فسوق أو معصية أو شئ لا تحب
عليه وليا لك، فأسألك أن تمحوه من قلبي، وتبدلنى مكانه إيمانا، ورضا بقضائك، ووفاء
بعهدك ووجلا منك، وزهدا في الدنيا، ورغبة فيما عندك، وثقة بك، وطمأنينة إليك، وتوبة
نصوحا إليك، اللهم إن كنت بلغتناه وإلا فأخر آجالنا إلى قابل حتى تبلغناه في يسر
منك وعافية يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله كثيرا ورحمة الله وبركاته.
وداع آخر لشهر رمضان رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبرى رضي
الله عنه باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من ودع شهر رمضان في آخر ليلة
منه وقال: " اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامي لشهر رمضان، وأعوذ بك أن يطلع فجر
هذه الليلة إلا وقد غفرت لي " غفر الله له قبل أن يصبح، ورزقه الانابة إليه. وداع
آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب الدعوات: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لا
يدرك العلماء علمه، ولا يستخف الجهال حلمه، ولا يحسن الخلائق وصفه، ولا يخفى عليه
ما في الصدور، خلق خلقه من غير أصل ولا مثال، بلا تعب ولا نصب، ولا تعليم، ورفع
السموات الموطودات بلا أصحاب ولا أعوان وبسط الأرض على الهواء بغير أركان، علم بغير
تعليم، وخلق بلا مثال، علمه بخلقه قبل أن يكونهم كعلمه بهم بعد تكوينه لهم، لم يخلق
الخلق لتشديد سلطان، ولا لخوف من زوال ولا نقصان، ولا استعان
[182]
بخلقه على ضد مكابر، ولا ند مثاور، ما
لسلطانه حد، ولا لملكه نفاد، تقدس بنور قدسه، دنا فعلا، وعلا فدنا، فله الحمد حمدا
ينتهي من سمائه إلى ما لا نهاية له في اعتلائه، حسن فعاله، وعظم جلاله، وأوضح
برهانه، فله الحمد زنة الجبال ثقلا، وعدد الماء والثرى، وعدد ما يرى وما لا يرى،
الحمد لله الذي كان إذا لم تكن أرض مدحية، ولا سماء مبنية، ولا جبال مرسية، ولا شمس
تجري، ولا قمر يسري، ولا ليل يدحي، ولا نهار يضحي، اكتفى بحمده عن حمد غيره، الحمد
لله الذي تفرد بالحمد ودعا به، فهو ولي الحمد ومنشئه وخالقه وواهبه، ملك فقهر، وحكم
فعدل، وأضاء فاستنار، هو كهف الحمد وقراره، ومنه مبتداه، و إليه منتهاه، استخلص
الحمد لنفسه، ورضي به ممن حمده، فهو الواحد بلا نسبة الدائم بلا مدة، المنفرد
بالقوة، المتوحد بالقدرة، لم يزل ملكه عظيما ومنه قديما وقوله رحيما، وأسماؤه
ظاهرة، رضي من عباده بعد الصنع أن قالوا " الحمد لله رب العالمين ". والحمد لله مثل
جميع ما خلق وزنته وأضعاف ذلك أضعافا لا تحصى، على جميع نعمه، وعلى ما هدانا وآتانا
وقوانا بمنه على صيام شهرنا هذا، ومن علينا بقيام بعض ليله، وآتانا ما لم نستأهله
ولم نستوجبه بأعمالنا، فلك الحمد اللهم ربنا فأنت مننت علينا في شهرنا هذا بترك
لذاتنا، واجتناب شهواتنا، وذلك من منك علينا لا من مننا عليك، ربنا فليس أعظم
الامرين علينا نحول أجسامنا ونصب أبداننا، ولكن أعظم الامرين وأجل المصائب عندنا أن
خرجنا من شهرنا هذا محتقبين الخيبة، محرومين، قد خاب طمعنا وكذب ظننا، فيامن له
صمنا، و وعده صدقنا، وأمره اتبعنا، وإليه رغبنا، لا تجعل الحرمان حظنا، ولا الخيبة
جزاءنا، فانك إن حرمتنا، فأهل ذلك نحن لسوء صنيعنا، وكثرة خطايانا، و إن تعف عنا
ربنا وتقض حوائجنا، فأنت أهل ذلك مولانا، فطالما بالعفو عند الذنوب استقبلتنا،
وبالرحمة لدى استيجاب عقوبتك أدركتنا، وبالتجاوز والستر عند ارتكاب معاصيك كافيتنا
وبالضعف والوهن وكثرة الذنوب والعود فيها عرفتنا
[183]
وبالتجاوز والعفو عرفناك، ربنا فمن علينا
بعفوك يا كريم، فقد عظمت مصيبتنا وكثر أسفنا على مفارقة شهر كبر فيه أملنا، قد خفي
علينا على أي الحالات فارقنا ؟ وبأي الزاد منه خرجنا ؟ أبا حتقاب الخيبة لسوء
صنيعنا، أم بجزيل عطائك بمنك مولانا وسيدنا فعلى شهر صومنا العظيم فيه رجاؤنا
السلام. فلو عقلنا مصيبتنا لمفارقة شهر أيام صومنا على ضعف اجتهادنا فيه، لاشتد
لذلك حزننا، وعظم على ما فاتنا فيه من الاجتهاد تلهفنا، اللهم فاجعل عوضنا من شهر
صومنا مغفرتك ورحمتك، ربنا وإن كنت رحمتنا في شهرنا هذا فذلك ظننا وأملنا وتلك
حاجتنا، فازدد عنا رضا، وإن كنا حرمنا ذلك بذنوبنا، فمن الان ربنا لا تفرق جماعتنا
حتى تشهد لنا بعتقنا وتعطينا فوق أملنا، وتزيدنا فوق طلبتنا وتجعل شهرنا هذا أمانا
لنا من عذابك، وعصمة لنا ما أبقيتنا، وإن أنت بلغتنا شهر رمضان أيضا فبلغنا غير
عائدين في شئ مما تكره، ولا مخالفين لشئ مما تحب، ثم بارك لنا فيه، واجعلنا أسعد
أهله به، وإن أنت آجالنا دون ذلك، فاجعل الجنة منقلبنا ومصيرنا، واجعل شهرنا هذا
أمانا لنا من أهوال ما نرد عليه، واجعل خروجنا إلى عيدنا ومصلانا ومجتمعنا خروجا من
جميع ذنوبنا وولوجا في سابغات رحمتك، واجعلنا أوجه من توجه إليك، وأقرب من تقرب
إليك، وأنجح من سألك فأعطيته، ودعاك فأجبته، واقلبنا من مصلانا وقد غفرت لنا ما سلف
من ذنوبنا، وعصمتنا في بقية أعمارنا وأسعفتنا بحوائجنا وأعطيتنا جميع خير الاخرة
والدنيا ثم لا تعدنا في ذنب ولا معصية أبدا، ولا تطعمنا رزقا تكرهه أبدا، واجعل لنا
في الحلال مفسحا ومتسعا. اللهم ونبيك المجيب المكرم الراسخ له في قلوب امته خالصي
المحبة لصفو نصيحته لهم، وشدة شفقته عليهم، ولتبليغه رسالاتك، وصبره في ذاتك وتحننه
على المؤمنين من عبادك فاجزه اللهم عنا أفضل ما جزيت نبيا عن امته وصل عليه عدد
كلماتك التامات، أنت وملائكتك، وارفعه إلى أعلى الدرج، و أشرف الغرف، حيث يغبطه
الأولون والاخرون، ونضر وجوهنا بالنظر إليه
[184]
في جنانك، وأقر أعيننا، وأنلنا من حوضه
ريا لا ظمأ بعده ولا شقاء، وبلغ روحه منك تحية وسلاما منا، مستشهدا له بالبلاغ
والنصيحة. اللهم وصل على جميع أنبيائك ورسلك، وبلغ أرواحهم منا السلام، و شهادتنا
لهم بالنصيحة والبلاغ، وصل على ملائكتك أجمعين واجز نبينا عنا أفضل الجزاء، اللهم
اغفر لنا ولمن ولدنا من المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم و الأموات، وأدخل على
أسلافنا من أهل الايمان الروح والرحمة، والضياء والمغفرة، اللهم انصر جيوش
المسلمين، واستنقذ اساراهم، واجعل جائزتك لهم جنات النعيم، اللهم اطو لحجاج بيتك
الحرام وعماره البعد، وسهل لهم الحزن وارجعهم غانمين من كل بر، مغفورا لهم كل ذنب،
ومن أوجبت عليه الحج من امة محمد صلى الله عليه وآله فيسر له ذلك، واقض عنه فريضتك،
وتقبلها منه آمين رب العالمين، اللهم وفرج عن مكروبي امة أحمد، ومن كان منهم في غم
أوهم أو ضنك أو مرض، ففرج عنه، وأعظم أجره، اللهم وكما سألتك فافعل ذلك بنا، وبجميع
المؤمنين والمؤمنات، وأشركنا في صالح دعائهم، وأشركهم في صالح دعائنا، اللهم اجعل
بعضنا على بعض بركة، اللهم وما سألناك أو لم نسألك من جميع الخير كله فأعطناه، وما
نعوذ بك منه أو لم نعذ من جميع الشر كله فأعذنا منه برحمتك، وآتنا في الدنيا حسنة
وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم واجمع لنا خير الاخرة والدنيا وأعذنا من
شرهما يا أرحم الراحمين. وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في نسخة عتيقة بخط الرضي
الموسوي " اللهم إني أسألك بأحب ما دعيت به، وأرضى ما رضيت به عن محمد وعن أهل بيت
محمد عليه وعليهم السلام، أن تصلي عليه وعليهم، ولا تجعل آخر وداع شهري هذا وداع
خروجي من الدنيا، ولا وداع آخر عبادتك، ووفقني فيه لليلة القدر، واجعلها لي خيرا من
ألف شهر مع تضاعف الأجر والإجابة، والعوف عن الذنب برضي الرب ". دعاء آخر وجد في
عقيب هذا الوداع " اللهم إني أسألك يا مبدئ البدايا
[185]
ويا مصور البرايا، ويا خالق السماء، ويا
إله من بقي ومن مضى، ويا من رفع السماء وسطح الأرض، وبأنك تبعث أرواح أهل البلاء
بقدرتك وسلطانك على عبادك وإمائك الأذلاء، وبأنك تبعث الموتى، وتميت الأحياء وتحيي
الموتى وأنت رب الشعرى، ومنوة الثالثة الاخرى، صل على محمد وعلى أهل بيت محمد صلاة
تكون لك رضا، وارزقني بمنزلته ومنزلتهم في هذا الشهر المبارك النهى والتقى، والصبر
عند البلاء، والعون على القضاء واجعلني من أهل العافية و المعافاة، وهب لي يقين أهل
التقى، وأعمال أهل النهى، فانك تعلم يا إلهي ضعفي عند البلاء، فاستجب لي في شهرك
الذي عظمت بركته الدعاء، واجعلني إلهى في الدين والدنيا، والاخرة مع من أتوالى، ولا
تلحقني بمن مضى من أهل الجحود في هذه الدنيا، واجعلني مع محمد وأهل بيته عليه
وعليهم السلام في كل عافية وبلاء، وكل شدة ورخاء، احشرني معهم يوم يحشر الناس ضحى،
و اصرف عنى بمنزلته ومنزلتهم عذاب الاخرة وخزي الدنيا، وفقرها وفاقتها، والبلاء يا
مولاياه، يا ولي نعمتاه آمين آمين يا رباه، ثم صل على محمد وعلى أهل بيته عليه
وعليهم السلام، وسل حوائجك تقضى إنشاء الله. وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب
الدعوات " الحمد لله على نعمه المتظاهرة، وأياديه الحسنة الجميلة، على ما أولانا
وخصنا بكرامته إيانا وفضله وعلى ما أنعم به علينا وتصرم شهرنا المبارك مقضيا عنا ما
افترض علينا من صيامه وقيامه، أسألك أن تصلي على محمد وآله الطاهرين الطيبين، الذين
أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا، وأن تتقبل منا، وأن ترزقنا ما تؤتينا فيه من
الأجر وتعطينا ما أملنا ورجونا فيه من الثواب، وأن تزكى أعمالنا، وتتقبل إحساننا
فانك ولي النعمة كلها، وإليك الرغبة بجودك وكرمك آمين رب العالمين. فصل: واعلم أنك
تدعى في بعض هذه الوداعات أن شهر رمضان أحزنك فراقه وفقده، وأوجعك لما فاتك من فضله
ورفده، فيراد منك تصديق هذه الدعوى بأن يكون على وجهك أثر الحزن والبلوى، ولا تختم
آخر يوم منه بالكذب في
[186]
المقال، والخلل في الفعال، ومن وظائف
الشيعة الامامية بل من وظائف الامة المحمدية أن يستوحشوا في هذه الأوقات، ويتأسفوا
عند أمثال هذه المقامات على ما فاتهم من أيام المهدي الذي بشرهم ووعدهم به جده محمد
عليهما أفضل الصلوات على قدومه، ما لو كان حاضرا ظفروا به من السعادات، ليراهم الله
جل جلاله على قدم الصفا والوفاء لملوكهم الذين كانوا سبب سعادتهم في الدنيا ويوم
الوعيد وليقولوا ما معناه: أردد طرفي في الديار فلا أرى * وجوه أحبائي الذين اريد
فالمصيبة بفقده على أهل الأديان أعظم من المصيبة بفقد شهر رمضان، فلو كانوا قد
فقدوا والدا شفيقا أو أخا معاضدا شقيقا، أو ولدا بارا رفيقا، أما كانوا يستوحشون
لفقده، ويتوجعون لبعده، وأين الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهدي خليفة خاتم
الأنبياء، وإمام عيسى بن مريم في الصلاة والولاء، ومزيل أنواع البلاء ومصلح امور
جميع من تحت السماء. ذكر ما يحسن أن يكون أواخر ملاطفته لمالك نعمته، واستدعاء
رحمته وهو ما رويناه باسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله
عنه باسناده إلى محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي
بن الحسين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة، وكان إذا أذنب
العبد والأمة يكتب عنده أذنب فلان، أذنبت فلانة، يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع
عليهم الأدب حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان، دعاهم وجمعهم حوله، ثم أظهر الكتاب
ثم قال: يا فلان فعلت كذا وكذا ولم اؤد بك أتذكر ذلك ؟ فيقول: بلى يا بن رسول الله،
حتى يأتي على آخرهم ويقررهم جميعا ثم يقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا:
يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصى عليك كل ما عملت كما أحصيت علينا كل ما عملنا،
ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها وتجد كل
ما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا، فاعف واصفح كما ترجو من
المليك
[187]
العفو وكما تحب أن يعفو عنك، فاعف عنا
تجده عفوا، وبك رحيما، ولك غفورا، ولا يظلم ربك أحدا كما لديك كتاب ينطق بالحق
علينا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها، فاذكر يا علي بن الحسين ذل
مقامك بين يدي ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل، ويأتي بها يوم
القيامة، و كفى بالله حسيبا وشهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح، فانه يقول: "
وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " وهو ينادي بذلك على نفسه ويلقنهم
وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي وينوح، ويقول: رب إنك أمرتنا أن نعفوا عمن
ظلمنا فقد ظلمنا أنفسنا، فنحن قد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا فانك أولى بذلك
منا ومن المأمورين، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا، وقد أتيناك سؤالا ومساكين،
وقد أنخنا بفنائك وببابك، نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك علينا ولا تخيبنا
فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين، إلهي كرمت فأكرمني، إذ كنت من سؤالك، وجدت
بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم، ثم يقبل عليهم ويقول: قد عفوت عنكم فهل عفوتم
عني ومما كان مني إليكم من سوء ملكة، فاني مليك سوء، لئيم ظالم، مملوك لمليك كريم
جواد عادل محسن متفضل، فيقولون قد عفونا عنك يا سيدنا وما أسأت، فيقول لهم: قولوا:
اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفى عنا فأعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق،
فيقولون ذلك، فيقول: اللهم آمين رب العالمين، اذهبوا فقد عفوت عنكم، وأعتقت رقابكم
رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فيعتقهم. فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم
وتغنيهم عما في أيدي الناس، و ما من سنة إلا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر
رمضان ما بين العشرين رأسا إلى أقل أو أكثر، وكان يقول: إن لله تعالى في كل ليلة من
شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار، كلا قد استوجب النار، فإذا كان
آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه، وإني لاحب أن يراني الله
[188]
وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا،
رجاء أن يعتق رقبتي من النار. وما استخدم خادما فوق حول، كان إذا ملك عبدا في أول
السنة أو في وسط السنة إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني، ثم
أعتق كذلك كان يفعل حتى لحق بالله تعالى ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من
حاجة يأتي بهم عرفات، فيسد بهم تلك الفرج والخلال، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم
وجوائز لهم من المال. أقول: ومن وظائف هذه الليلة أن يختم عملها على الوجه الذي
قدمناه في أول ليلة منه، فاياك أن تهون به أو تعرض عنه. 9. * (باب) * * " (ما يتعلق
بسوانح شهور السنة العربية وما شاكلها) " * أقول: قد مر كثير مما يرتبط بهذا الباب
في مطاوي أكثر مجلدات كتابنا هذا، ولنذكر هنا أيضا شطرا من ذلك إنشاء الله تعالى،
وإنما عقدنا هذا الباب لكثرة فوائده ومنافعه، ولحاجة الناس إلى الوقوف على أيام
السرور والحزن كي يعملوا في كل منهما بمقتضاه، ولذلك قد صنف أصحابنا رضي الله عنهم
في خصوص هذا المطلب كتبا ورسائل. 1 - فمنها ما وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي -
ره - نقلا من خط الشيخ قدس الله روحه، قال: كتبته من ظهر كتاب بمشهد الكاظم عليه
السلام بخزانته الشريفة: يوم سبعة عشر من شوال، ردت الشمس، ويوم الرابع عشر من ذي
الحجة إملاك الزهراء عليها السلام، ويوم السابع منه يوم الزينة، والتاسع منه ولد
فيه عيسى عليه السلام، وذكر أن المعراج كان فيه، وفيه سد أبواب القوم وفتح باب أمير
المؤمنين عليه السلام، الثاني عشر منه آخا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وسن
للاشهاد ثامن
[189]
عشره يوم الغدير، وصيامه يعدل عمر الدنيا،
وفيه قتل عثمان، وكان يوم الاثنين ويوم أحد وعشرين منه انزلت توبة آدم، وهو يوم
المباهلة، وروي أنه يوم البساط، ويوم أربعة وعشرين منه نام علي عليه السلام على
الفراش، وروي أنه يوم المباهلة، وروي يوم البساط يوم سبعة وعشرون منه، ويستحب صوم
يوم تسعة و عشرين من ذي الحجة آخر يوم من السنة، فصمه يشهد لك. وروي أن أول المحرم
ادخل إدريس الجنة وعاشره ولد موسى بن عمران ويحيى بن زكريا، ومريم ابنة عمران.
التاسع من شهر ربيع الأول قيل ورد فيه صلاة ودعاء من أنفق فيه شيئا غفر له ويستحب
فيه إطعام الاخوان، وتطييبهم والتوسعه في النفقة، ولبس الجديد، والشكر والعبادة،
وهو يوم نفي الهموم، وروي أنه ليس فيه صوم. رابع عشر شهر ربيع الأول مات يزيد،
ويقال افتقد سنة أربع وستين بعد قتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه بثلاث سنين
وشهور. وأربع ليال التي يستحب فيها كل سنة الصلاة والدعاء أربع ليال: ليلة الفطر،
وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان، وأول ليلة رجب، ومن غير هذه الرواية ليلة رابع
وعشرين من ذي الحجة ليلة الفراش، يستحب السهر فيها، والصلاة والدعاء، وفي غير هذه
الرواية أيضا استحباب إحيائها والصلاة، و يسأل الله المعونة. 2 - أقول: سيجئ في
كتاب الحج (1) في باب علل الحج وأفعاله من تفسير علي بن إبراهيم (2) باسناده عن
الصادق عليه السلام في طي حديث أن آدم اخرج من الجنة أول يوم من ذي القعدة، وأن
جبرئيل خرج به من مكة يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم، وأنه لما كان يوم الثامن
من ذي الحجة وهو يوم التروية بعينه، أخرجه جبرئيل عليه السلام إلى منى، فبات بها،
فلما أصبح أخرجه إلى
(1) راجع ج 99 ص 35. (2) تفسير على بن
ابراهيم: 37.
[190]
عرفات إلى آخر أفعال الحج. 3 - وروى الشيخ
رضي الدين على أخو العلامة في كتاب العدد القوية عن مولانا الباقر عليه السلام أن
القائم عليه السلام يخرج يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه
السلام. 4 - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد عليهما السلام أن عليا عليه
السلام سئل فقيل له: ما أفضل مناقبك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أفضل مناقبي ما ليس
لي فيه صنع، وذكر مناقب كثيرة قال فيها: فان الله لما أنزل على رسوله براءة بعث بها
أبا بكر إلى أهل مكة، فما خرج وفصل (1) نزل جبرئيل فقال: يا محمد لا يبلغ عنك إلا
على، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني أن أركب ناقته العضباء و أن ألحق
أبا بكر فاخذها منه فلحقته. فقال: مالي أسخط من الله ورسوله ؟ قلت لا إلا أنه نزل
عليه جبرئيل فقال: لا يؤدي عنه إلا رجل منه (2).
(1) فصل عن البلد: أي خرج. (2) قوله " لا
يؤدى عنه الا رجل منه " أي عوضا منه وبدلا عنه، حيث لم يؤد بنفسه فلا ينافى قوله في
بعض الموارد: " فليبلغ الشاهد الغائب " بعد الاداء والتبليغ بنفسه الشريفة. وذلك
لان ملاك الفرق الجماعة المؤدى إليهم ذلك الحكم، فان كان متعلقا بالعموم فقرء على
الحاضرين آية الحكم أو بينه لهم فقد خرج عن عهدة التبليغ المتوجه إليه الموظف به،
وأما قوله بعد الاداء " فليبلغ الشاهد الغائب " فارشاد للمسلمين حيث ان سؤال الغائب
بعد الحضور وظيفة للغائب، ولا يجب على النبي صلى الله عليه وآله بعد تبليغه علنا أن
يحضر عند كل أحد ويبلغه الحكم وانما عليهم أن يحضروا عنده أو يتفحصوا بعد الحضور.
وأما ان كان الحكم متعلقا بجماعة خاصة غير حاضرين - كالمشركين الذين عاهدهم رسول
الله صلى الله عليه وآله في المسجد الحرام، أو سائر المشركين الذين كان محشرهم
ومجمعهم إلى مكة - وجب على الرسول أن يرحل إليهم بنفسه لا داء وظيفته وهو التبليغ،
أو يرسل إليهم من هو منه بمنزلة هارون من موسى حيث كان شريكه في أمره ووزيره في
تبليغ الاحكام يشد أزره وكان منه بحيث عبر الله عنهما معا بقوله " اذهب أنت وأخوك
بآياتى ولا تنيا في ذكرى اذهبا إلى فرعون انه طغى ". ولذلك أخذ رسول الله صلى الله
عليه وآله آيات البراءة من أبى بكر و - >
[191]
قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما
السلام: فأخذها منه ومضى حتى وصل إلى مكة فلما كان يوم النحر بعد الظهر، قام بها
فقرء " براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة
أشهر " عشرين من ذي الحجة، و المحرم، وصفر، وشهر ربيع الأول وعشرا من شهر ربيع
الاخر، وقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا عريانة، ولا مشرك، ألا ومن كان له عهد عند
رسول الله صلى الله عليه وآله فمدته هذه الأربعة الأشهر وذكر الحديث بطوله (1). 5 -
ثم اعلم أن الشيخ رضى الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي أخا العلامة أورد في كتاب
العدد القوية لدفع المخاوف اليومية الذي مر ذكره آنفا سوانح كل يوم يوم وليلة ليلة
من الشهور العربية حسب ما وقف عليه مما له ظرافة أو طرافة أو شرافة، لكن قد أشرنا
سابقا إلى أنا لم نقف منه إلا على النصف الأخير، ولذلك قد اقتصرنا هنا فيما ننقله
عن كتابه على سوانح اليوم الخامس عشر من الشهر إلى آخره ملخصا، ولم نذكر منه سوانح
الأيام السابقة عليه. قال قدس سره في الكتاب المذكور في سوانح اليوم الخامس عشر: في
تاريخ المفيد في يوم النصف من شهر رمضان لثمانية عشر شهرا من الهجرة سنة بدر كان
مولد سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام، وفي كتاب دلائل الامامة ولد أبو
محمد الحسن بن علي عليهما السلام يوم النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وفي
كتاب الحجة ولد الحسن بن علي عليه السلام في شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنتين بعد
الهجرة وروي أنه ولد في سنة ثلاث بالمدينة، وفي كتاب تحفة الظرفاء ولد في النصف من
< أرسلها مع على عليه السلام، فان التبليغ
في المرحلة الاولى وظيفة عليه وعلى من أجاز الله له ذلك ورضى بوازرته ونيابته، وأما
بعد ذلك فالتبليغ وظيفة عقلانية لكل أحد اطلع على ذلك، كالمشركين الذين حضروا الحج
الاكبر، وبعد ما علموا ببراءة الله ورسوله عن المشركين توجهوا إلى أقوامهم وأنذورهم
ذلك. (1) دعائم الاسلام ج 1 ص 340 و 341.
[192]
رمضان سنة ثلاث من الهجرة وكذا في كتاب
الذخيرة وفي كتاب المجتبين في النسب ولد الحسن عليه السلام في شهر رمضان لثلاث من
الهجرة بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما، وفي كتاب التذكرة ولد الحسن بن علي
عليهما السلام في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة. وفيها كانت غزاة أحد،
وكان النبي صلى الله عليه وآله في ألف والمشركون في ثلاثة آلاف وقتل حمزة ابن عبد
المطلب رماه وحشي مولى جبير بن مطعم بحربة، وفي كتاب مواليد الأئمة عليهم السلام
ولد مولانا الحسن عليه السلام في شهر رمضان سنة بدر لسنتين من الهجرة، وفي رواية
سنة ثلاث وقيل يوم الثلثا النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة بالمدينة، في ملك
يزد جرد بن شهريار. وفي تاريخ المفيد في النصف من جمادى الاولى من سنة ست وثلاثين
من الهجرة كان فتح البصرة ونزول النصر من الله تعالى على أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام وفي كتاب التذكرة في هذه السنة أظهر معاوية الخلافة وفيها بايع
جارية بن قدامة السعدي لعلي بالبصرة، وهرب منها عبد الله بن عامر، وفيها لحق الزبير
بمكة وكانت وقعة الجمل الحربية يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الاخرة، قتل فيها
طلحة. وفي هذه السنة صالح معاوية الروم على مال حمله إليهم لشغله بحرب علي عليه
السلام. وفي تاريخ المفيد في النصف من جمادى الاولى من سنة ست وثلاثين من الهجرة
كان مولد سيدنا أبى محمد على بن الحسين زين العابدين عليه السلام وهو يوم شريف عظيم
البركة يستحب فيه الصيام والتطوع بالخيرات، وفي كتاب الدر ولد بالمدينة سنة ثمان
وثلاثين من الهجرة، وكذا في كتاب مواليد الأئمة قبل وفاة جده أمير المؤمنين عليه
السلام بسنتين، وفي رواية اخرى بست سنين، وفي كتاب الذخيرة: مولده سنة ست وثلاثين
وقيل ثمان وثلاثين، وفي كتاب الإرشاد كان
[193]
مولد علي بن الحسين عليه السلام [بالمدينة
سنة ثمان وثلاثين] (1) من الهجرة وكذا في كتاب الحجة، وفي كتاب المصباح مولده في
النصف من جمادى الاولى سنة ست وثلاثين وقيل: ولد يوم الخميس ثامن شعبان وقيل: سابعه
سنة ثمان وثلاثين بالمدينة في خلافة جده أمير المؤمنين عليه السلام وفي كتاب
التذكرة ولد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام سنة ثمان وثلاثين، وفيها كان
قتل محمد بن أبي بكر بمصر. انتهى كلامه ملخصا في أحوال هذا اليوم ولم يورد شيئا من
سوانح اليوم السادس عشر، وقال في أحوال اليوم السابع عشر: في تاريخ المفيد: وفي
اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل ولد
سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يوم شريف عظيم البركة، ويستحب
صيامه والصدقة فيه، والتطوع بالخيرات، وإدخال المسار على أهل الايمان. وفي كتاب
أسماء حجج الله: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله سابع عشرة ليلة من شهر ربيع
الأول في عام الفيل، وفي كتاب المصباح وفي اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول عند
طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل كان مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وآله. وفي كتاب الحجة ولد رسول الله صلى الله عليه وآله لاثنتي عشرة ليلة مضت من
شهر ربيع الأول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن
يبعث بأربعين سنة وحملت به امه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى، وفي كتاب الدر:
الصحيح أنه ولد عليه السلام عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الأول
بعد خمس وخمسين يوما من هلاك أصحاب الفيل. وقال العامة: يوم الاثنين الثامن أو
العاشر من ربيع الأول لسبع بقين من ملك أنوشيروان ويقال: في ملك هرمز بن أنوشيروان،
وذكر الطبري أن مولده كان في الاثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشيروان وهو الصحيح،
لقوله عليه السلام:
(1) مابين العلامتين أضفناه من ارشاد
المفيد: 237.
[194]
" ولدت في زمن الملك العادل أنو شيروان "
ووافق من شهر الروم العشرين من شباط. وفي كتاب مواليد الأئمة عليهم السلام ولد
النبي صلى الله عليه وآله لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول في عام الفيل يوم
الجمعة مع الزوال، وروي عند طلوع الفجر قبل المبعث بأر بعين سنة وحملت به امه في
أيام التشريق عند الجمرة الوسطى، وقيل ولد يوم الاثنين آخر النهار ثالث عشر ربيع
الأول سنة ثمان وتسعمائة للاسكندر في شعب أبي طالب في ملك أنو شيروان. وفي كتاب
المناقب: ولد مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع
الفجر ويقال يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين،
وقالوا سنة ست وثمانين، وفي كتاب الكافي: ولد سنة ثلاث وثمانين وكذا في كتاب
الارشاد، وكذا في كتاب عتيق، وكذا في كتاب مواليد الأئمة وكذا في كتاب الدر، وقيل
يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين بالمدينة، في ولاية عبد الملك بن
مروان. وقال قدس سره في سوانح اليوم الثامن عشر من الشهر أنه قصة غدير خم كانت في
اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الغدير وفيه نصب رسول الله صلى الله
عليه وآله عليا بالخلافة، وفي الثامن عشر من ذي الحجة أيضا من سنة خمس وثلاثين من
الهجرة، قتل عثمان بن عفان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
الأموي وهو أول خلفاء بني امية، وفي هذا اليوم بعينه بايع الناس أمير المؤمنين عليه
السلام صلوات الله عليه بعد عثمان ورجع الامر إليه في الظاهر والباطن، واتفقت
الكافة عليه طوعا بالاختيار. وفي هذا اليوم فلج موسى على السحرة وأخزى الله عزوجل
فرعون وجنوده من أهل الكفر والضلال، وفيه نجا الله تعالى إبراهيم عليه السلام من
النار، وجعلها بردا وسلاما كما نطق به القرآن، وفيه نصب موسى بن عمران عليه السلام
وصيه يوشع ابن نون، ونطق بفضله على رؤوس الأشهاد، وفيه أظهر عيسى وصيه شمعون الصفا
وفيه أشهد سليمان بن داود عليهما السلام سائر رعيته على استخلاف آصف وصيه، ودل على
[195]
فضله بالايات والبينات، وهو يوم كثير
البركات. وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أن عثمان بويع يوم السبت غرة المحرم سنة
أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان
عشر أو سبع عشر خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة و قيل في وسط أيام
التشريق، وقيل: قتل على رأس أحد عشر سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من قتل
عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وآله،
وقيل: قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين،
وقيل: قتل يوم الجمعة لليلتين، بقيتا من ذي الحجة، وحاصروه ثمانية وأربعين يوما،
وقيل: حاصروه شهرين وعشرين يوما. وقال - رحمه الله -: في سوانح اليوم التاسع عشر من
الشهر: وفي ليلة تسع عشرة من شهر رمضان يكتب وفد الحاج، ويستحب فيها الغسل وفي ليلة
الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام. وقال - رحمه الله - في سوانح اليوم العشرين من الشهر وفي
اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة، وهو عيد أهل الاسلام،
ومسرة بنصرة الله تعالى نبيه، وإنجاز له ما وعده من الابانة عن حقه، وإبطال عدوه،
ويستحب فيه التطوع بالخيرات، ومواصلة ذكر الله تعالى، والشكر له على جليل الانعام.
وفي اليوم العشرين من صفر سنة إحدى وستين أو اثنتين - على اختلاف الرواية في قتل
مولانا الحسين عليه السلام - كان رجوع حرم مولانا أبي عبد الله من الشام إلى مدينة
الرسول، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري صاحب رسول الله
صلى الله عليه وآله ورضي عنه وأرضاه من المدينة إلى كربلا لزيارة قبر الحسين عليه
السلام وكان أول من زاره من الناس.
[196]
وفي تاريخ المفيد: وفي اليوم العشرين من
جمادى الاخرة سنة اثنتين من المبعث كان مولد السيد الزهراء فاطمة عليها السلام، وهو
يوم شريف متجدد فيه سرور المؤمنين، ويستحب فيه التطوع بالخيرات، والصدقة على
المساكين، وكذا في كتاب المصباح، وفي رواية اخرى سنة خمس من المبعث، والجمهور يرون
أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين وفي الدر أن فاطمة ولدت بعد ما أظهر الله نبوة
أبيها بخمس سنين، وقريش تبني البيت، وروي أنها ولدت عليها السلام في جمادى الاخرة
يوم العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله، وفي المناقب
روي أن فاطمة ولدت بمكة بعد المبعث بخمس سنين، وبعد الاسراء بثلاث سنين في العشر من
جمادى الاخرة، وولدت الحسن عليه السلام ولها اثنتى عشرة سنة، وقيل إحدى عشرة سنة
بعد الهجرة، وكان بين ولادتها بالحسن وبين حملها بالحسين عليه السلام خمسون يوما
وروي أنها ولدت بعد خمس سنين من ظهور الرسالة ونزول الوحي. وقال - رحمه الله - في
سوانح اليوم الحادي والعشرين من الشهر: وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة
بستة أشهر كان الاسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وقيل: في السابع عشر من شهر
رمضان ليلة السبت، وقيل ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين، وفي
ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان رفع عيسى بن مريم، وقبض موسى بن عمران، وفي مثلها
قبض وصيه يوشع بن نون. وفي الارشاد أن ليلة الاربعاء لتسع عشر ليلة خلت من شهر
رمضان سنة أربعين من الهجرة ضرب ابن مجلم لعنه الله أمير المؤمنين عليه السلام
بالسيف، وقبض قبل الفجر ليلة الجمعة حادي وعشرين رمضان، سنة أربعين، وفي كتاب
الذخيرة: جرح لتسع عشر ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين وتوفى عليه السلام في ليلة
الثاني والعشرين منه، وفي كتاب الحجة قتل في شهر رمضان لسبع بقين منه سنة أربعين من
الهجرة، وفى التحفة في شهر رمضان سنة أربعين، وفي التذكرة حادي وعشرين شهر رمضان
سنة أربعين، وفي الكافي ليلة الأحد حادي وعشرين
[197]
شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، وفي كتاب
عتيق ليلة الأحد لسبع بقين من رمضان سنة أربعين، وفي مواليد الأئمة ليلة الأحد لتسع
بقين من شهر رمضان، وفي كتاب أسماء حجج الله قبض في إحدى وعشرين ليلة من رمضان في
عام الأربعين وفي تاريخ المفيد: وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان سنة أربعين من
الهجرة وفاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، وقيل يوم
الاثنين لتسع عشر من رمضان سنة إحدى وأربعين بالكوفة، ودفن بالغري وعمره عليه
السلام ثلاث وستون سنة، وقيل: قتل عليه السلام في شهر رمضان لتسع مضين منه، وقيل
لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة. وقال أيضا: واختلف في الليلة التي
استشهد فيها علي عليه السلام أحدها آخر الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان، صبيحة
الجمعة بمسجد الكوفة الجامع قاله ابن عباس، الثاني ليلة إحدى وعشرين من رمضان فبقى
الجمعة ثم يوم السبت، و توفي ليلة الأحد، قاله مجاهد، والثالث أنه قتل في الليلة
السابعة والعشرين من شهر رمضان، قاله الحسن البصري وهي ليلة القدر، وفيها عرج بعيسى
بن مريم، وفيها توفى يوشع بن نون، وهذا أشهر. وقد كان وضع سور الحلة السيفية حادي
عشر من رمضان سنة خمسمائة وسنة إحدى وخمسمائة نزل سيف الدولة صدقة بن منصور بن علي
بن دبيس وسنة ثلاث وتسعين وأربعمائة عمر أرض الحلة وهي آجام، ووضع الأساس للدار و
الأبواب، سنة خمس وتسعين وأربعمائة، وحفر الخندق حول الحلة سنة ثمان وتسعين
وأربعمائة ووضع الكشك ولده دبيس بعد وفاته، وتولى بعده ولده علي وانقرض ملكهم على
يد علي، ولهذا يقولون " إن أول ملك بني دبيس على و آخره علي ". وفي ليلة إحدى
وعشرين من المحرم ليلة الخميس سنة ثلاث من الهجرة كان نقل فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وزفافها إليه، ولها يومئذ ست
عشرة سنة، وروي تسع سنين.
[198]
وأقول: قد روى الكليني في الكافي أيضا في
طي بعض الأخبار أن جرح علي عليه السلام في الليلة الاحدى والعشرين من شهر رمضان،
وشهادته في الليلة الثالثة والعشرين، والظاهر أن هذا الخبر وما يشبهه من الأقوال
أيضا من مرويات العامة أو قد صدر عنهم عليهم السلام تقية كما أوضحناه في مجلد
أحواله صلوات الله عليه من هذا الكتاب، وبيناه في كتاب جلاء العيون أيضا بالفارسية.
ثم إن صاحب العدد - رحمه الله - لم يورد من سوانح اليوم الثاني والعشرين من الشهر
شيئا فيه، وقال في سوانح اليوم الثالث والعشرين: وفي ليلة ثلاث و عشرين من شهر
رمضان، أنزل الله تعالى على نبيه الذكر، ويستحب فيها الغسل وهي آخر ليالي القدر،
وفيه فضل كثير ويستحب فيها قراءة الروم والعنكبوت وقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر
ألف مرة، وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة كانت وفاة مولانا أبي الحسن علي بن موسى
الرضا عليه السلام، وفي الارشاد في صفر سنة ثلاث ومائتين، وكذا في كتاب الكافي،
وكذا في كتاب الدر، وكذا في كتاب عتيق، وفي كتاب مواليد الأئمة في عام اثنتين
ومائتين من سني الهجرة وفي كتاب المناقب يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة اثنتين
ومائتين وقيل سنة ثلاث وفي الدر يوم الجمعة غرة رمضان سنة اثنتين ومائتين بالسم في
العنب في زمن المأمون بطوس في سناباد. وقال - رحمه الله - في سوانح اليوم الرابع
والعشرين من الشهر: وفي اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة من سنة [تسع من الهجرة
ظ] باهل رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام
نصارى نجران وجاء بذكر المباهلة به وبزوجته وولديه عليهم السلام محكم القرآن، وروي
أن المباهلة في اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة وفي الرابع والعشرين تصدق أمير
المؤمنين عليه السلام بالخاتم وهو راكع فنزلت ولايته في القرآن، وفي كتاب الكافي
أنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة من شهر رمضان. وقال - رحمه الله - في سوانح اليوم
الخامس والعشرين من الشهر: وفي
[199]
الخامس والعشرين من ذي القعدة نزلت الكعبة
وهو أول رحمة نزلت، وفيه دحى الله تعالى الأرض من تحت الكعبة، يستحب صومه. وفي ليلة
الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة [.....] تصدق أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة
على المسكين واليتيم والأسير بثلاثة أقراص كانت قوتهما من الشعير، وآثراهم على
أنفسهما، وواصلا الصيام وفي الخامس والعشرين من ذى الحجة سنة [.........] نزلت في
أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هل أبى على الإنسان. وفي تاريخ
المفيد في اليوم الخامس والعشرين من المحرم سنة أربع وتسعين كانت وفاة مولانا
الامام السجاد زين العابدين أبي محمد وأبي الحسن علي بن الحسين صلوات الله عليهما،
وفي كتاب تذكرة الخواص توفي سنة أربع وتسعين، ذكره ابن عساكر. أو سنة اثنتين
وتسعين، قاله أبو نعيم، أو سنة خمس وتسعين والأول أصح، لأنها تسمى سنة الفقهاء،
لكثرة من مات بها من العلماء، وكان علي سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعده
سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير، وعامة فقهاء المدينة، وفي كتاب
الكافي والارشاد والدر: توفي في المحرم سنة خمس وسبعين من الهجرة، وقيل توفي عليه
السلام يوم السبت ثامن عشر المحرم سنة خمس وسبعين سمه الوليد بن عبد الملك بن
مروان. وقال قدس الله روحه في سوانح اليوم السادس والعشرين من الشهر: وفي اليوم
السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر ابن الخطاب بن نفيل
بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن كعب القرشي العدوي أبو حفص قال
سعيد بن المسيب: قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب وطعن منه اثنى عشر رجلا فمات منهم
ستة، فرمى عليه رجل من أهل العراق برنسا ثم برك عليه، فلما رأى أنه لا يستطيع أن
يتحرك وجأ بنفسه فقتلها. أقول: وقال جماعة: إن قتل عمر بن الخطاب قد كان في اليوم
التاسع من شهر ربيع الأول والناس يسمونه ب " عيد بابا شجاع الدين " وقد مر القول
فيه
[200]
مشروحا في كتاب الفتن. وقال - رحمه الله -
في سوانح اليوم السابع والعشرين: وهو يوم المبعث، روي عن ابن عباس وأنس بن مالك
أنهما قالا أوحى الله عزوجل إلى النبي صلى الله عليه وآله يوم الاثنين السابع
والعشرين من رجب وله أربعون سنة، وقال ابن مسعود: أحد وأربعون سنة، وقيل: بعث في
شهر رمضان لقوله تعالى: " شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن " أي ابتداء إنزاله
السابع عشر، أو الثامن عشر. وفي السابع والعشرين من جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة من
الهجرة كانت وفاة أبي بكر عبد الله بن عثمان أبي قحافة بن عمرو التيمي بن عامر بن
كعب بن سعد بن تيم بن لوي بن غالب بن فهر بن النضر، ويسمى قريشا فكل من ولده النضر
فهو قرشي ومن لم يلده فليس بقرشي. وقال - رحمه الله - في سوانح اليوم الثامن
والعشرين من الشهر: في تاريخ المفيد ولليلتين بقيتا من شهر صفر سنة سبع وأربعين من
الهجرة كانت وفاة مولانا السيد الامام السبط أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب
صلوات الله عليهما، وفي الارشاد والمصباح في صفر سنة خمسين من الهجرة، وفي كتاب
الكافي روي في صفر في آخره سنة تسع وأربعين، وكذا في كتاب الدر، وقيل: يوم الخميس
من ربيع الأول سنة إحدى وخمسين، وفي كتاب الاستيعاب اختلف في وقت وفاته فقيل مات
سنة تسع وأربعين، وقيل في ربيع الأول سنة خمسين بعد ما مضى من خلافة معاوية عشر
سنين، وقيل: بل مات سنة إحدى وخمسين، ودفن بدار أبيه ببقيع الغرقد. هذا آخر ما
التقطناه من النصف الاخر من كتاب العدد القوية للشيخ رضى الدين على أخي العلامة.
وأقول: سوانح أيام الشهور العربية والفارسية كثيرة جدا، وأكثرها مذكورة في أبواب
هذا الجزء وكل في محله، وقد سبق بعضها في مجلدات القصص والنبوة والامامة والفتن،
وأحوال الأئمة عليهم السلام والمزار وغيرها،
[201]
وأصحاب التقويم أيضا يذكرون كثيرا منها في
صفحات تقاويمهم، في كل سنة ولعل فيما أوردناه هنا كفاية لما قصدناه، إنشاء الله
تعالى، ولعل من عثر على النصف الأول من كتاب العدد المشار إليه، وجد كثيرا مما
يتعلق بسوانح أيام الشهر من أوله إلى اليوم الخامس عشر منه. والله الموفق.
[202]
أبواب " (ما يتعلق بشهر شوال من الادعية
والاعمال وغيرها) " (1) * ((باب)) * * (" عمل اول ليلة منه وهى ليلة عيد الفطر) " *
أقول: قد ذكرنا استحباب غسل هذه الليلة مع بعض أعمالها في كتاب الطهارة والصلاة وفي
كتاب الزكاة والصيام وكتاب الدعاء وكتاب المزار أيضا فارجع إليها. (2) * " (باب) "
* * " (عمل أول يوم من هذا الشهر وهو يوم عيد الفطر) " * أقول: قد أوردنا أكثر
أعمال هذا اليوم في كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة وكتاب الدعاء، وكتاب الزكاة، وكتاب
الصيام، وكتاب الحج وكتاب المزار و غيرها أيضا، ولنورد هنا ما يصلح في هذا المقام
إنشاء الله تعالى، واعلم أن الأعمال المستحبة في أول كل شهر قد سبقت في باب أول هذا
الجزء، فتذكر. [1 - لد: من الدعاء بعد صلاة العيد (1): اللهم إني توجهت إليك بمحمد
صلى الله عليه وآله أمامي، وعلي من خلفي وأئمتي عن يميني وشمالي، أستتر بهم من
عذابك وسخطك وأتقرب إليك زلفى لا أجد أحدا أقرب إليك منهم فهم أئمتي فآمن بهم خوفي
من عذابك وسخطك، وأدخلني برحمتك الجنة في عبادك
(1) سيأتي في كتاب الصلاة كيفية صلاة
العيد وآدابه وبعدها باب أدعية عيد الفطر و زوائد آداب صلاته وخطبها، وفى الباب ذكر
هذه الادعية المنقولة في الفوق، برواية أخرى فراجع.
[203]
الصالحين، أصبحت بالله مؤمنا موقنا مخلصا
على دين محمد صلى الله عليه وآله وسنته، وعلى دين علي وسنته، وعلى دين الأوصياء
وسنتهم، آمنت بسرهم وعلانيتهم، وأرغب إلى الله تعالى فيما رغبوا فيه، وأعوذ بالله
من شر ما استعاذوا منه، ولا حول ولا قوة ولا منعة إلا بالله العلي العظيم، توكلت
على الله، حسبي الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اللهم إني اريدك فأردني، وأطلب
ما عندك فيسره لي، اللهم إنك قلت في محكم كتابك المنزل وقولك الحق، ووعدك الصدق، "
شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هدى للناس " فعظمت شهر رمضان بما أنزلت فيه من
القرآن الكريم وخصصته بأن جعلت فيه ليلة القدر، اللهم وقد انقضت أيامه ولياليه، وقد
صرت منه إلى ما أنت أعلم به مني، فأسألك يا إلهي بما سألك به ملائكتك المقربون
وأنبياؤك المرسلون، وعبادك الصالحون أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقبل مني كل ما
تقربت به إليك فيه، وتتفضل علي بتضعيف عملي وقبول تقربي وقرباتي، واستجابة دعائي
وهب لي من لدنك رحمة، وأعتق رقبتي من النار و آمني يوم الخوف من كل الفزع ومن كل
هول أعددته ليوم القيامة، أعوذ بحرمة وجهك الكريم وبحرمة نبيك صلى الله عليه وآله
وبحرمة الأوصياء عليهم السلام أن يتصرم هذا اليوم ولك قبلي تبعة تريد أن تؤاخذني
بها أو خطيئة تريد أن تقتصها مني لم تغفرها لي. أسألك بحرمة وجهك الكريم يا لا إله
إلا أنت بلا إله إلا أنت أن ترضى عني، وإن كنت رضيت عني فزد فيما بقي من عمرى رضا،
وإن كنت لم ترض عني فمن الان فارض عني يا سيدي ومولاي الساعة الساعة الساعة واجعلني
في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي هذا المجلس من عتقائك من النار عتقا لارق بعده.
اللهم إني أسألك بحرمة وجهك الكريم أن تجعل يومى هذا خير يوم عبدتك فيه منذ أسكنتني
الأرض، أعظمه أجرا وأعمه نعمة وعافية، وأوسعه رزقا وأبتله عتقا من النار وأوجبه
مغفرة وأكمله رضوانا وأقربه إلى ما تحب وترضى. اللهم لا تجعله آخر شهر رمضان صمته
لك وارزقني العود فيه ثم العود فيه حتى
[204]
ترضى ويرضى كل من له] (1) قبلى تبعة، ولا
تخرجني من الدنيا إلا وأنت عني راض. اللهم اجعلني من حجاج بيتك الحرام، في هذا
العام وفي كل عام المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنبهم، المستجاب دعاؤهم،
المحفوظين في أنفسهم وأديانهم وأموالهم وذراريهم، وجميع ما أنعمت به عليهم. اللهم
اقلبني من مجلسي هذا، وفي يومى هذا، وفي ساعتي هذه، مفلحا منجحا مستجابا دعائي
مرحوما صوتي، مغفورا ذنبي. اللهم واجعل فيما شئت وأردت وقضيت وحتمت وأنفذت وقدرت أن
تطيل عمري، وأن تقوى ضعفى، وتجبر فاقتي، وأن تعز ذلي، وتونس وحشتي، و أن تكثر قلتى
وأن تدر رزقي، في عافية ويسر وخفض عيشي، وتكفيني كل ما أهمني من أمر دنياي وآخرتي،
ولا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا إلى الناس فيرفضوني، وعافنى في بدني وديني
وأهلي وولدي وأهل مودتي وجيراني و إخواني وذريتي، وأن تمن علي بالأمن أبدا ما
أبقيتنى توجهت إليك بمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله، وقدمتهم إليك أمامى وأمام
حاجتي وطلبتي وتضرعي ومسئلتي فاجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة، فانك مننت
علي بمعرفتهم فاختم لي بهذه السعادة إنك على كل شئ قدير فانك وليي ومولاي وسيدي
وربي وإلهي وثقتي ورجائي، ومعدن مسئلتي، وموضع شكواى ومنتهى رغبتي ومناى فلا تخيبن
عليك رجائي يا سيدي ومولاي، فلا تبطلن عملي وطمعي ورجائي لديك يا إلهي ومسئلتي
واختم لي بالسعادة والسلامة والاسلام والأمن والايمان، والمغفرة والرضوان، والشهادة
والحفظ، يا منزولا به كل حاجة، يا الله يا الله يا الله أنت لكل حاجة فتول عافيتها،
ولا تسلط علينا أحدا من خلقك بشئ لا طاقة لنا به من أمر الدنيا، وفرغنا لأمر الاخرة
يا ذا الجلال والاكرام، وصل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وسلم على
محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت و
(1) ما بين العلامتين أضفناه من المصدر،
وكان محله بياضا.
[205]
باركت وترحمت وسلمت وتحننت ومننت على
إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (2). دعاء آخر: [2 - قل: الدعاء بعد صلاة
العيد]: اللهم إني سألتك أن ترزقني صيام شهر رمضان وأن تحسن معونتي عليه، وأن
تبلغني استتمامه وفطره وأن تمن على في ذلك بعبادتك، وحسن معونتك، وتسهيل أسباب
توفيقك فأحببتني وأحسنت معونتي عليه، وفعلت ذلك بي، وعرفتني حسن صنيعك، وكريم
إجابتك، فلك الحمد على ما رزقتني من ذلك، وعلى ما أعطيتني منه، اللهم وهذا يوم عظمت
قدره وكرمت حاله، وشرفت حرمته، وجعلته عيدا للمسلمين وأمرت عبادك، أن يبرزوا لك
فيه، لتوفي كل نفس ما عملت وثواب ما قدمت، ولتفضل على أهل النقص في العبادة
والتقصير في الاجتهاد في أداء الفريضة مما لا يملكه غيرك، ولا يقدر عليه سواك،
اللهم وقد وافاك في هذا اليوم في هذا المقام من عمل لك عملا قل ذلك العمل أو كثر
كلهم يطلب أجر ما عمل، ويسأل الزيادة من فضلك في ثواب صومه لك وعبادته إياك على حسب
ما قلت " يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ". اللهم وأنا عبدك العارف
بما ألزمتني والمقر بما أمرتنى المعترف بنقص عملي والتقصير في اجتهادي، والمخل
بفرضك علي، والتارك لما ضمنت لك على نفسي، اللهم وقد ضمنت فشبت صومي لك في أحوال
الخطاء والعمد، والنسيان والذكر والحفظ بأشياء نطق بها لساني أو رأتها عيني وهوتها
نفسي أو مال إليها هواي وأحبها قلبي أو اشتهتها روحي، أو بسطت إليها يدي، أو سعيت
إليها برجلي من حلالك المباح بأمرك إلى حرامك المحظور بنهيك، اللهم وكل ما كان مني
محصى علي غير مخل بقليل ولا كثير ولا صغير ولا كبير اللهم وقد برزت إليك وخلوت بك
لاعترف لك بنقص عملي، وتقصيري فيما يلزمني، وأسألك العود على بالمغفرة والعائدة
الحسنة
(1) البلد الامين: 241 - 243.
[206]
علي بأحسن رجائي وأفضل أملي وأكمل طمعي في
رضوانك، اللهم فصل على محمد وآل محمد واغفر لي كل نقص وكل تقصير وإساءة وكل تفريط
وكل جهل وكل عمد وكل خطاء دخل على في شهري هذا وفي صومي له وفي فرضك على، وهبه لي
وتصدق به على وتجاوز لي عنه يا غاية كل رغبة، ويا منتهى كل مسألة، واقلبني من وجهي
هذا وقد عظمت فيه جائزتي، وأجزلت فيه عطيتي وكرمت فيه حبائي وتفضلت على بأفضل من
رغبتي وأعظم من مسألتي يا إلهي. يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله الذي ليس
كمثلك شئ، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي العمد منها والخطأ في هذا اليوم
وفي هذه الساعة، يا رب كل شئ ووليه افعل ذلك بي، وتب بمنك وفضلك ورأفتك ورحمتك على
توبة نصوحا لا أشقى بعدها أبدا، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله
يا الله لك الأمثال العليا والأسماء الحسنى، أعوذ بك من الشك بعد اليقين، ومن الكفر
بعد الايمان، يا إلهى اغفر لي، يا إلهى تفضل على، يا إلهي تب على، يا إلهى ارحمني،
يا إلهى ارحم فقرى، يا إلهى ارحم ذلي، يا إلهى ارحم مسكنتي، يا إلهى ارحم عبرتي، يا
إلهي لا تخيبني وأنا أدعوك ولا تعذبني وأنا أستغفرك، اللهم إنك قلت لنبيك عليه وآله
السلام، " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "
أستغفرك يا رب وأتوب إليك، أستغفر الله أستغفر الله من جميع ذنوبي كلها ما تعمدت
منها وما أخطأت وما حفظت وما نسيت اللهم إنك قلت لنبيك عليه وآله الصلاة والسلام: "
وإذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
لعلهم يرشدون " اللهم إني أدعوك كما أمرتنى فاستجب لي كما وعدتني إنك لا تخلف
الميعاد، اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك [وبارك عليهم
بأفضل بركاتك وأدخلني في كل خير أدخلتهم فيه وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه، في
الدنيا والاخره يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد وأعتق رقبتي من النار
عتقا بتلا لارق بعده أبدا ولا حرق بالنار، ولا ذل ولا وحشة ولا رعب ولا لوعة [ولا
روعة] ولا فزعة ولا رهبة
[207]
بالنار، ومن علي بالجنة بأفضل حظوظ أهلها،
وأشرف كراماتهم، وأجزل عطاياك لهم، وأفضل جوائزك إياهم وخير حبائك لهم، اللهم صل
على محمد وآل محمد واقلبني من مجلسي هذا ومن مخرجي هذا، ولا تبق فيما بيني وبينك
ولا فيما بيني وبين أحد من خلقك ذنبا إلا غفرته ولا خطيئة إلا محوتها، ولا عثرة إلا
أقلتها ولا فاضحة إلا صفحت عنها، ولا جريرة إلا خلصت منها، ولا سيئة إلا وهبتها لي،
ولا كربة إلا وقد خلصتني منها ولادينا إلا قضيته، ولا عائلة إلا أغنيتها، ولا فاقة
إلا سددتها، ولا عريا إلا كسوته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا سقيما إلا داويته ولا
هما إلا فرجته ولا غما إلا أذهبته، ولا خوفا إلا آمنته، ولا عسرا إلايسرته ولاضعفا
إلا قويته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا قضيتها على أفضل الأمل و أحسن
الرجاء وأكمل الطمع إنك على كل شئ قدير. اللهم إنك أمرتني بالدعاء ودللتني عليه
فسئلتك ووعدتني الاجابة فتنجزت بوعدك، وأنت الصادق القول الوفي العهد، اللهم وقد
قلت " ادعوني أستجب لكم " وقلت: " واسألوا الله من فضله " وقلت " وعد الصدق الذي
كانوا يوعدون " اللهم وأنا أدعوك كما أمرتني متنجزا لوعدك فصل على محمد وآل محمد
وأعطني كل ما وعدتني وكل امنيتي وكل سؤلي وكل همي وكل نهمتي وكل هواى وكل محنتي
واجعل ذلك كله سائحا في جلالك ثابتا في طاعتك مترددا في مرضاتك متصرفا فيما دعوت
إليه غير مصروف منه قليلا ولا كثيرا في شئ من معاصيك، ولا في مخالفة لأمرك، إله
الحق رب العالمين. اللهم وكما وفقتني لدعائك فصل على محمد وآل محمد ووفق لى إجابتك
إنك على كل شئ قدير، اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء
رفده وجوائزه ونوافله وفضائله وعطاياه فاليك يا سيدي كانت تهيئتي وتعبئتي وإعدادى،
واستعدادي، رجاء رفدك وجوائزك وفواضلك ونوافلك وعطاياك وقد غدوت إلى عيد من أعياد
امة نبيك محمد صلى الله عليه وآله ولم آتك اليوم بعمل صالح أثق به قدمته، ولا توجهت
بمخلوق رجوته، ولكني أتيتك خاضعا مقرا بذنوبي، وإساءتي
[208]
إلى نفسي ولا حجة لي ولا عذر لي، أتيتك
أرجو أعظم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين، وأنت الذي غفرت لهم عظيم جرمهم، ولم
يمنعك طول عكوفهم على عظيم جرمهم، أن عدت عليهم بالرحمة فيامن رحمته واسعة، وفضله
عظيم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا كريم يا كريم يا كريم، صل على محمد وآل محمد،
وعد علي برحمتك، وامنن علي بعفوك وعافيتك، وتعطف على بفضلك، وأوسع علي رزقك يا رب !
إنه ليس يرد غضبك إلا حلمك، ولا يرد سخطك إلا عفوك، ولا يجير من عقابك إلا رحمتك،
ولا ينجيني منك إلا التضرع إليك، فصل على محمد وآل محمد وهب لي يا إلهي فرجا
بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد ولا تهلكني يا إلهى غما
حتى تستجيب لي، وتعرفني الاجابة في دعائي، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي ولا
تشمت بي عدوي، ولا تسلطه علي ولا تمكنه من عنقي. يا رب إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني
وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ومن ذا الذي يرحمني إن عذبتني، ومن ذا الذى يعذبني
إن رحمتني، ومن ذا الذي يكرمني إن أهنتني، ومن ذا الذي يهينني إن أكرمتني، وإن
أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك، أو يسألك عن أمره، وقد علمت يا إلهى أنه ليس
في حكمك جور ولا ظلم، ولا في عقوبتك عجلة، وإنما يعجل من يخاف الفوت وإنما يحتاج
إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت عن ذلك سيدي علوا كبيرا، اللهم فصل على محمد وآل
محمد، ولا تجعلني للبلاء غرضا، ولا لنقمتك نصبا، و مهلني ونفسني، وأقلني عثرتي،
وارحم تضرعي، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفى وقلة حيلتي وتضرعي إليك،
أعوذ بك اليوم من غضبك فصل على محمد وآله وأعذني، وأستجير بك من سخطك فصل على محمد
وآل محمد وأجرني، و أسترحمك فصل على محمد وآله وارحمني، وأستهديك فصل على محمد وآل
محمد و اهدني، وأستنصرك فصل على محمد وآل محمد وانصرني، وأستكفيك فصل على محمد وآل
محمد واكفني، وأسترزقك فصل على محمد وآل محمد وأغنني، وأستعصمك فيما
[209]
بقي من عمري، فصل على محمد وآل محمد
وأعصمني، وأستغفرك لما سلف من ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واغفر لي، فاني لن أعود
لشئ كرهته إن شئت ذلك يا رب، يا حنان يا منان، يا ذا الجلال والاكرام صل على محمد
وآل محمد واستجب لى جميع ما سألتك وطلبته منك ورغبت فيه إليك، وقدره وأرده واقضه
وأمضه وخرلي فيما تقضي منه، وتفضل علي به، وأسعدني بما تعطيني منه وزدني من فضلك
وسعة ما عندك فانك واسع كريم، وصل ذلك كله بخير الاخرة ونعيمها يا أرحم الراحمين
إله الحق رب العالمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وافتح لهم فتحا يسيرا، واجعل
لهم من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم أظهر بهم دينك وسنة نبيك عليه وآله السلام، حتى لا
يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمه تعز بها
الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة
إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة، اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه،
وما قصرنا عنه فبلغناه، اللهم واستجب لنا، واجعلنا ممن يتذكر فتنفعه الذكرى، اللهم
وقد غدوت إلى عيد من أعياد امة محمد صلى الله عليه وآله ولم أثق بغيرك ولم آتك بعمل
صالح أثق به، ولا توجهت بمخلوق رجوته، اللهم بارك لنا في عيدنا هذا كما هديتنا له
ورزقتنا، وأعنا عليه، اللهم تقبل منا ما أديت عنا فيه من حق، وما قضيت عنا فيه من
فريضة، وما اتبعنا فيه من سنة، وما تنفلنا فيه من نافلة، وما أذنت لنا فيه من تطوع،
وما تقربنا إليك من نسك، وما استعملنا فيه من الطاعة، وما رزقتنا فيه من العافية
والعبادة، اللهم تقبل منا ذلك كله زاكيا وافيا يا أرحم الراحمين، اللهم لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا ولا تذلنا بعد إذ أعززتنا ولا تضلنا بعد إذ وقفتنا ولا تهنا
بعد إذ أكرمتنا، ولا تفقرنا بعد إذ أغنيتنا ولا تمنعنا بعد إذ أعطيتنا، ولا تحرمنا
بعد إذ رزقتنا، ولا نغير شيئا من نعمك علينا ولا إحسانك إلينا لشئ كان منا، ولا لما
هو كائن، فان في كرمك وعفوك و فضلك سعة لمغفرتك ذنوبنا برحمتك فأعتق رقابنا من
النار بلا إله إلا أنت يا لا إله
[210]
إلا أنت أسألك بوجهك الكريم إن كنت رضيت
عني في هذا الشهر أن تزداد عني رضا لا سخط بعده أبدا علي، وإن كنت لم ترض عني -
وأعوذ بك من ذلك - فمن الان فارض عني رضا لا سخط بعده أبدا علي، وارحمني رحمة لا
تعذبني بعدها أبدا وأسعدني سعادة لا أشقى بعدها أبدا، وأغنني غنى لا فقر بعده أبدا،
واجعل أفضل جائزتك لي اليوم فكاك رقبتي من النار، وأعطني من الجنة ما أنت أهله و إن
كنت بلغتنا به ليلة القدر وإلا فأخر آجالنا إلى قابل حتى تبلغناه في يسر منك وعافية
يا أرحم الراحمين، ولا تجعله آخر العهد منا بشهر رمضان، وأعط جميع المؤمنين
والمؤمنات ما سألتك لنفسي برحمتك يا أرحم الراحمين ما شاء الله لا قوة إلا بالله
حسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وسلم تسليما. اللهم إنك
ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، فالق الحب والنوى، تعلم السر وأخفى، فلك الحمد
يا رب العالمين، ولك الحمد في أعلا عليين، ولك الحمد في النور، ولك الحمد في الظل
والحرور، ولك الحمد في الغدو والاصال، ولك الحمد في الأزمان والأحوال، ولك الحمد في
قفر أرضك، ولك الحمد على كل حال، إلهى صلينا خمسنا، وحصنا فروجنا، وصمنا شهرنا،
وأطعناك ربنا، وأدينا زكاة رؤوسنا طيبة بها نفوسنا، وخرجنا إليك لأخذ جوائزنا، فصل
اللهم على محمد وآل محمد، ولا تخيبنا، وامنن علينا بالتوبة والمغفرة، ولا تردنا على
عقبنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ولا تجعله آخر العهد منا، وارزقنا صيامه
وقيامه أبدا ما أبقيتنا، و امنن علينا بالجنة، ونجنا من النار، وزوجنا من الحور
العين، آمين رب العالمين إنك على كل شئ قدير، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد
النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما (1).
(1) كتاب الاقبال: 510 - 515 في ط، وص 291
- 295 في ط آخر.
[211]
3. * " (باب) " * * " (أعمال باقى أيام
هذا الشهر ولياليه) " * أقول: قد مر في طي الأبواب السابقة جملة مما يناسب أيام هذا
الشهر ولياليه. " أبواب " * " (ما يتعلق بشهر ذى القعدة من الاعمال) " * * "
(والادعية وغير ذلك) " * 1. * " (باب) " * * " (عمل اول ليلة منه وأول يوم منه) " *
أقول: ومن جملة أعماله ما سبق في باب أول هذا الجزء من أعمال أول كل شهر. 2. *
(باب) * * " (أعمال باقى أيام هذا الشهر ولياليه) " * أقول: قد مر في كتاب الصيام
ما يناسب هذا الباب. 3. * (باب) * * " (أعمال خصوص يوم دحو الارض من أيامه) " *
اقول: قد مضى فيما سبق ما يناسب هذا اليوم.
[212]
أبواب " (ما يتعلق بشهر ذى الحجة من
الاعمال) " * " (والادعية وما يناسب ذلك) " * 1. * (باب) * * " (عمل اول ليلة منه
واول يومه واعمال باقى عشر ذى الحجة) " * أقول: قد مضى بعض ما يناسبه في كتاب
الصيام، وفي كتاب الدعاء، وسيجئ شطر منه في كتاب الحج (1). 2. * (باب) * * " اعمال
خصوص يوم عرفة وليلتها وأدعيتهما) " * * " (زايدا على ما مر في طى الباب السابق) "
* أقول: قد أوردنا كثيرا من أخبار هذا الباب في مواضع: منها في كتاب الحج وكتاب
المزار، وفي كتاب الطهارة والصلاة، والدعاء والصيام وغيرها أيضا فليراجع إليها. 1 -
لد: يوم عرفة يستحب صومه لمن لا يضعف عن الدعاء، والاغتسال قبل الزوال، فإذا زالت
الشمس فابرز تحت السماء وصل الظهرين [تحسن ركوعهن
(1) من أراد أعمال هذه الشهور والايام
فليراجع كتاب الاقبال والبلد الامين وسائر كتب الادعية.
[213]
وسجودهن فإذا فرغت فكبر الله مائة مرة،
واحمده مائة مرة، وسبحه مائة مرة واقرء التوحيد مائة مرة، واحمد الله تعالى وهلله
ومجده، وأثن عليه ما قدرت وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فانه يوم دعاء
ومسألة، ثم قل: اللهم من تهيأ وتعبأ - إلى آخره وقد مر ذكره (1) في أدعية ليلة
الجمعة - ثم ادع بدعاء علي بن الحسين عليهما السلام يوم عرفة (2) وقد ذكرناه في
محله من الصحيفة في هذا الكتاب - ثم ادع بهذا الدعاء وهو من أدعية علي بن الحسين
عليهما السلام أيضا ذكره الطوسي في مصباحيه " اللهم أنت الله رب العالمين " وساق
الدعاء نحو ما سيجئ عن الاقبال للسيد ابن طاووس (3)]. 2 - لد: ثم ادع بدعاء الحسين
عليه السلام وهو: " الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع " وساق الدعاء على نحو ما
سننقله عن الاقبال لابن طاووس أيضا إلى قوله عليه السلام " الطيبين الطاهرين
المخلصين وسلم " وبعده " ثم اندفع عليه السلام في المسألة واجتهد في الدعاء وقال
وعيناه تكفان دموعا: " اللهم اجعلني أخشاك " وساق تتمة الدعاء إلى قوله عليه
السلام: " شر فسقة الجن والانس " على نحو ما سيأتي في الاقبال. وفيه أيضا بعده قال
بشر وبشير: ثم رفع عليه السلام صوته وبصره إلى السماء وعيناه ماطرتان كأنهما
مزادتان، وقال: " يا أسمع السامعين " وساقه إلى قوله عليه السلام: " على كل شئ قدير
يا رب يا رب " وفيه أيضا بعده " قال بشر وبشير: فلم يكن له جهد إلا قوله: يا رب يا
رب بعد هذا الدعاء وشغل من حضر ممن كان حوله، وشهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم
وأقبلوا على الاستماع له عليه السلام و التأمين على دعائه، قد اقتصروا على ذلك
لأنفسهم، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، و غربت الشمس وأفاض عليه السلام وأفاض الناس
معه. وينبغي أن يقول هذا التسبيح بعد ذلك وثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصارا وهو:
(1) أدعية ليلة الجمعة مستوعبة في كتاب
الصلاة. (2) راجع البلد الامين ص 483 - 490. (3) البلد الامين: 245 - 251.
[214]
سبحان الله قبل كل أحد وسبحان الله بعد كل
أحد وسبحان الله مع كل أحد، وسبحان الله يبقي ربا ويفنى كل أحد، وسبحان الله تسبيحا
يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا قبل كل أحد، وسبحان الله تسبيحا [يفضل تسبيح
المسبحين فضلا كثيرا بعد كل أحد. وسبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا
كثيرا مع كل أحد، وسبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا لربنا الباقي
ويفنى كل أحد، وسبحان الله تسبيحا] لا يحصى ولا يدرى ولا ينسى ولا يبلى ولا يفنى، و
ليس له منتهى، وسبحان الله تسبيجا يدوم بدوامه ويبقى ببقائه، في سني العالمين، و
شهور الدهور، وأيام الدنيا، وساعات الليل والنهار، وسبحان الله أبد الأبد، و مع
الأبد، مما لا يحصيه العدد، ولا يفنيه الأمد، ولا يقطعه الأبد، وتبارك الله أحسن
الخالقين. ثم قل: والحمد لله قبل كل أحد - اه - كما مر في التسبيح غير أنك تبدل لفظ
التسبيح بالتحميد وكذلك تقول " ولا إله إلا الله والله أكبر " (1). وقال الكفعمي في
حاشية البلد الأمين المذكور على أول هذا الدعاء: وذكر السيد الحسيب النسيب رضي
الدين علي بن طاووس قدس الله روحه في كتاب مصباح الزائر قال: روى بشر وبشير
الأسديان أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام خرج عشية عرفة يومئذ من
فسطاطه متذللا خاشعا فجعل عليه السلام يمشي هونا هونا حتى وقف هو وجماعة من أهل
بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل، مستقبل البيت ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام
المسكين ثم قال: " الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع " اه قلت: معنى هونا أي مشيا
رويدا رفيقا يعني بالسكينة والوقار، قاله العزيزي. انتهى ما في حاشية البلد الأمين
(2). صبا: في بحث زيارة يوم عرفة روى بشر وبشير الأسديان وساق على نحو ما نقلناه عن
حاشية البلد الأمين ثم أورد هذا الدعاء على نحو ما في البلد الامين. 3 - قل: فمن
ذلك ما رويناه باسنادنا إلى جدى أبي جعفر الطوسي رضي
(1) البلد الامين 251 - 359. (2) البلد
الامين: 251.
[215]
الله عنه، فبما ذكره في كتاب تهذيب
الأحكام باسنادنا إلى مولانا الصادق صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله لعلي عليه السلام: ألا اعلمك دعاء يوم عرفة، وهو دعاء من كان قبلي من
الأنبياء ؟ قال تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، يحيي
ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم لك الحمد كالذي تقول
وخيرا مما تقول، وفوق ما يقول القائلون، اللهم لك صلاتي ونسكى ومحياي و مماتي، ولك
براءتي ولك حولي ومنك قوتي، اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن وسواس الصدر، ومن شتات
الأمر، ومن عذاب القبر، اللهم إني أسئلك خير الرياح، وأعوذ بك من شر ما تجئ به
الرياح، وأسئلك خير الليل والنهار اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي وبصري نورا
وفي لحمي وعظامي نورا، و في عروقي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا، وأعظم لي
نورا، يا رب يوم ألقاك إنك على كل شئ قدير. أقول: وقد كنا ذكرنا في كتاب عمل اليوم
والليلة في صفات المخلصين في الدعوات عدة روايات وسوف نذكر في هذا الموضع ما يليق
منها. أقول: فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد باسناده إلى
القاسم بن حسين النيسابوري قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام عند ما وقف بالموقف مد
يديه جميعا، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه. ومن
ذلك ما رويته باسنادي إلى محمد بن الحسن الصفار باسناده إلى علي ابن داود، قال:
رأيت أبا عبد الله عليه السلام في الموقف آخذا بلحيته ومجامع ثوبه وهو يقول بأصبعه
اليمنى منكس الرأس هذه رمتي بما جنيت. ومن ذلك ما رويته باسنادي عن محمد بن الحسن
بن الوليد أيضا باسناده إلى حماد بن عبد الله قال: كنت قريبا من أبي الحسن موسى
عليه السلام بالموقف فلما همت الشمس [للغروب] أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه ثم قال:
" اللهم إني عبدك وابن عبدك، إن تعذبني فبامور قد سلفت مني، وأنا بين
[216]
يديك برمتي وإن تعف عني فأهل العفو أنت يا
أهل العفو، يا أحق من عفى اغفر لي ولأصحابي " وحرك دابته فمر. ومن ذلك مما لم نذكره
في عمل اليوم والليلة عن مولانا علي بن موسى الرضا صلوت الله عليه في يوم عرفة "
اللهم كما سترت على ما لم أعلم، فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعنى عفوك،
وكما بدأتني بالاحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك،
وكما عرفتني وحدانيتك فأكرمني طماعيتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا
بعصمتك، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والاكرام.
أقول: فانظر رحمك الله إلى القوم الذين تقتدي بآثارهم، وتهتدي بأنوارهم فكن عند
دعوتك وفي محل مناجاتك على صفاتهم في ضراعاتهم. ومن الدعوات المشرفة في يوم عرفة
دعاء مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليه. الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا
لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن
بحكمته الصنائع، لا يخفى عليه الطلائع، ولا تضيع عنده الودائع، أتى بالكتاب الجامع،
وبشرع الاسلام النور الساطع، وهو للخليفة صانع، وهو المستعان على الفجائع، جازي كل
صانع ورائش كل قانع، وراحم كل ضارع، ومنزل المنافع، والكتاب الجامع، بالنور الساطع،
وهو للدعوات سامع، وللدرجات رافع، وللكربات دافع، وللجبابرة قامع، وراحم عبرة كل
ضارع، ودافع ضرعة كل ضارع، فلا إله غيره، ولا شئ يعدله، وليس كمثله شئ، وهو السميع
البصير، اللطيف الخبير، وهو على كل شئ قدير. اللهم إني أرغب إليك، وأشهد بالربوبية
لك مقرا بأنك ربي، وأن إليك مردي، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا،
وخلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب أمنا لريب المنون واختلاف الدهور، فلم أزل
ظاعنا من
[217]
صلب إلى رحم في تقادم الأيام الماضية،
والقرون الخالية، لم تخرجني لرأفتك بي، ولطفك لي، وإحسانك إلى في دولة أيام الكفرة،
الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني رأفة منك وتحننا على للذي سبق لي من
الهدى الذي يسرتني، وفيه أنشأتني ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك وسوابغ نعمتك،
فابتدعت خلقي من مني يمنى، ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم لم تشهرني
بخلقي ولم تجعل إلى شيئا من أمري، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا، وحفظتني في
المهد طفلا صبيا، ورزقتني من الغذاء لبنا مريا عطفت علي قلوب الحواضن، وكفلتني
الامهات الرحائم، وكلأتني من طوارق الجان وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا
رحيم يا رحمن، حتى إذا استهللت ناطقا بالكلام، أتممت علي سوابغ الأنعام، فربيتني
زائدا في كل عام، حتى إذا كملت فطرتي، واعتدلت سريرتي، أوجبت على حجتك بأن ألهمتني
معرفتك وروعتني بعجائب فطرتك، وأنطقتني لما ذرأت في سمائك وأرضك من بدائع خلقك
ونبهتني لذكرك وشكرك وواجب طاعتك وعبادتك، وفهمتني ما جائت به رسلك ويسرت لي تقبل
مرضاتك، ومننت علي في جميع ذلك بعونك ولطفك، ثم إذ خلقتني من حر الثرى لم ترض لي يا
إلهى نعمة دون اخرى، ورزقتني من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنك العظيم علي،
وإحسانك القديم إلى حتى إذا أتممت على جميع النعم، وصرفت عنى كل النقم، لم يمنعك
جهلي وجرأتي عليك أن دللتني على ما يقر بني إليك، ووفقتني لما يزلفني لديك، فان
دعوتك أجبتني، وإن سألتك أعطيتني، وإن وإن أطعتك شكرتني، وإن شكرتك زدتني، كل ذلك
إكمالا لأنعمك على وإحسانا إلى، فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد وتقدست
أسماؤك، وعظمت آلاؤك، فأي أنعمك يا إلهى احصى عددا، أو ذكرا أم أي عطائك أقوم بها
شكرا، وهي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون، أو يبلغ علما بها الحافظون، ثم ما صرفت
ودرأت عني اللهم من الضر والضراء أكثر مما ظهر لي من العافية والسراء وأنا اشهدك يا
إلهى بحقيقة إيماني وعقد عزمات
[218]
يقيني وخالص صريح توحيدي، وباطن مكنون
ضميري، وعلائق مجاري نور بصري، وأسارير صفحة جبيني، وخرق مسارب نفسي، وخذاريف مارن
عرنيني ومسارب صماخ سمعي، وما ضمت وأطبقت عليه شفتاي، وحركات لفظ لساني ومغرز حنك
فمى وفكي، ومنابت أضراسي، وبلوغ حبائل بارع عنقي، ومساغ مطعمي ومشربي، وحمالة أم
رأسي، وجمل حمائل حبل وتيني، وما اشتمل عليه تامور صدري، ونياط حجاب قلبي، وأفلاذ
حواشي كبدي، وما حوته شراسيف أضلاعي، وحقاق مفاصلي، وأطراف أناملي، وقبض عواملي،
ودمي وشعري وبشري وعصبي وقصبي وعظامي ومخى وعروقي وجميع جوارحي، وما انتسج على ذلك
أيام رضاعي، وما أقلت الأرض مني ونومي ويقظتي وسكوني وحركتي وحركات ركوعي وسجودي أن
لو حاولت واجتهدت مدى الأعصار والأحقاب - لو عمرتها - أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك
ما استطعت ذلك إلا بمنك الموجب علي شكرا آنفا جديدا، وثناء طارفا عتيدا. أجل ولو
حرصت والعادون من أنامك أن نحصى مدى إنعامك سالفة وآنفة لما حصرناه عددا، ولا
أحصيناه أبدا، هيهات أنى ذلك وأنت المخبر عن نفسك في كتابك الناطق، والنبأ الصادق "
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " صدق كتابك اللهم ونباؤك، وبلغت أنبياؤك ورسلك ما
أنزلت عليهم من وحيك، وشرعت لهم من دينك، غير أني أشهد بجدي وجهدي، ومبالغ طاقتي
ووسعي، وأقول مؤمنا موقنا: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا، ولم يكن له
شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع، ولا ولي من الذل فيرفده فيما صنع، سبحانه سبحانه
سبحانه لو كان فيهما آلهه إلا الله لفسدتا وتفطرتا. فسبحان الله الواحد الحق الأحد
الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكته
المقربين، وأنبيائه المرسلين، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين و آله
الطاهرين المخلصين، اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك،
[219]
ولا تشقني بمعصيتك، وخرلي في قضائك، وبارك
لي في قدرك حتى لا احب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت. اللهم اجعل غناي في نفسي،
واليقين في قلبي، والاخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتعني
بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارثين مني وانصرني على من ظلمني، وارزقني مأربي وثاري
وأقر بذلك عينى، اللهم اكشف كربتي واستر عورتي، واغفر لي خطيئتي، واخسأ شيطاني، وفك
رهاني واجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الاخرة والاولى. اللهم لك الحمد كما
خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا، ولك الحمد كما خلقتني فجعلتني حيا سويا، رحمة بي وكنت
عن خلقي غنيا. رب بما برأتني فعدلت فطرتي، رب بما أنشأتني فأحسنت صورتي، يا رب بما
أحسنت بي وفي نفسي عافيتني، رب بما كلأتني ووفقتني، رب بما أنعمت على فهديتني، رب
بما آويتني ومن كل خير آتيتني وأعطيتني، رب بما أطعمتني و سقيتني، رب بما أغنيتني
وأقنيتني، رب بما أعنتني وأعززتني، رب بما ألبستني من ذكرك الصافي، ويسرت لي من
صنعك الكافي، صل على محمد وآل محمد، وأعني على بوائق الدهر، وصروف الأيام والليالي،
ونجني من أهوال الدنيا وكربات الاخرة واكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض، اللهم
ما أخاف فاكفني، وما أحذر فقني، وفي نفسي وديني فاحرسني، وفي سفري فاحفظني، وفي
أهلي ومالي وولدي فاخلفني، وفيما رزقتني فبارك لي، وفي نفسي فذللني، وفي أعين الناس
فعظمني، و من شر الجن والانس فسلمني، وبذنوبي فلا تفضحني، وبسريرتي فلا تخزني، و
بعملي فلا تبتلني، ونعمك فلا تسلبني وإلى غيرك فلا تكلني. إلى من تكلني إلى القريب
يقطعني، أم إلى البعيد يتجهمني، أم إلى المستضعفين لي، وأنت ربي ومليك أمرى، أشكو
إليك غربتي وبعد داري وهواني على من ملكته أمري، اللهم فلا تحلل بي غضبك، فان لم
تكن غضبت على " فلا أبالي سواك غير أن عافيتك أوسع لي، فأسئلك بنور وجهك الذي أشرقت
له الأرض والسموات
[220]
وانكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر
الأولين والاخرين، أن لا تميتني على غضبك ولا تنزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى قبل
ذلك لا إله إلا أنت، رب البلد الحرام، والمشعر الحرام، والبيت العتيق، الذي أحللته
البركة، وجعلته للناس أمنة، يا من عفى عن العظيم من الذنوب بحلمه، يا من أسبغ
النعمة بفضله، يا من أعطى الجزيل بكرمه، يا عدتي في كربتي، يا مونسي في حفرتي، يا
ولي نعمتي، يا إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ورب جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل، ورب محمد خاتم النبيين وآله المنتجبين، ومنزل التوراة والانجيل والزبور
والقرآن العظيم ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم، أنت كهفي حين تعييني المذاهب
في سعتها، وتضيق على الأرض برحبها، ولو لا رحمتك لكنت من المفضوحين، وأنت مؤيدي
بالنصر على الأعداء، ولولا نصرك لي لكنت من المغلوبين. يا من خص نفسه بالسمو
والرفعة، وأولياؤه بعزه يعتزون، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم
من سطواته خائفون، تعلم خائنه الأعين وما تخفى الصدور، وغيب ما تأتي به الأزمان
والدهور، يا من لا يعلم كيف هو إلا هو، يا من لا يعلم ما يعلمه إلا هو، يا من كبس
الأرض على الماء وسد الهواء بالسماء، يا من له أكرم الأسماء، يا ذالمعروف الذي لا
ينقطع أبدا، يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر، ومخرجه من الجب، وجاعله بعد
العبودية ملكا يا راد يوسف على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، يا
كاشف الضر والبلاء عن أيوب، يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه وفناء
عمره، يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا، يا من أخرج يونس من
بطن الحوت، يا من فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون و جنوده من المغرقين،
يا من أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته، يا من لم يعجل على من عصاه من خلقه، يا من
استنقذ السحرة من بعد طول الجحود، وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه، ويعبدون غيره،
وقد حادوه ونادوه، وكذبوا رسله، يا الله
[221]
يا بدئ لا بدء لك دائما، يا دائما لا نفاد
لك، يا حي يا قيوم، يا محي الموتى يا من هو قائم على كل نفس بما كسبت، يا من قل له
شكرى فلم يحرمني، وعظمت خطيئتي فلم يفضحني، ورآني على المعاصي فلم يخذلني، يا من
حفظني في صغرى يا من رزقني في كبرى، يا من أياديه عندي لا تحصى، يا من نعمه عندي لا
تجازى يا من عارضني بالخير والاحسان، وعارضته بالاساءة والعصيان، يا من هداني
بالايمان قبل أن أعرف شكر الامتنان، يا من دعوته مريضا فشفاني، وعريانا فكساني،
وجائعا فأطعمني، وعطشانا فأرواني، وذليلا فأعزني، وجاهلا فعرفني ووحيدا فكثرني،
وغائبا فردني، ومقلا فأغناني، ومنتصرا فنصرني، وغنيا فلم يسلبني، وأمسكت عن جميع
ذلك فابتدأني. فلك الحمد يا من أقال عثرتي، ونفس كربتي، وأجاب دعوتي، وستر عورتي
وذنوبي، وبلغني طلبتي، ونصرني على عدوي، وإن أعد نعمك ومننك وكرائم منحك لا احصيها
يا مولاي. أنت الذي أنعمت، أنت الذي أحسنت، أنت الذي أجملت، أنت الذي أفضلت أنت
الذي مننت، أنت الذي أكملت، أنت الذي رزقت، أنت الذي أعطيت، أنت الذي أغنيت، أنت
الذي أقنيت، أنت الذي آويت، أنت الذي كفيت، أنت الذي هديت، أنت الذي عصمت، أنت الذي
سترت، أنت الذي غفرت، أنت الذي أقلت أنت الذي مكنت، أنت الذي أعززت، أنت الذي أعنت،
أنت الذي عضدت، أنت الذى أيدت، أنت الذي نصرت، أنت الذي شفيت، أنت الذي عافيت، أنت
الذي أكرمت، تباركت ربي وتعاليت، فلك الحمد دائما، ولك الشكر واصبا. ثم أنا يا إلهى
المعترف بذنوبي فاغفرها لي، أنا الذي أخطأت، أنا الذي أغفلت، أنا الذي جهلت، أنا
الذي هممت، أنا الذي سهوت، أنا الذي اعتمدت، أنا الذى تعمدت، أنا الذي وعدت، أنا
الذي أخلفت، أنا الذي نكثت، أنا الذي أقررت، إلهى أعترف بنعمتك عندي، وأبوء بذنوبي
فاغفر لي يا من لا تضره ذنوب عباده، وهو الغني عن طاعتهم، والموفق من عمل منهم
صالحا بمعونته
[222]
ورحمته، فلك الحمد إلهى أمرتني فعصيتك،
ونهيتني فارتكبت نهيك، فأصبحت لا ذابراءة فأعتذر، ولا ذا قوة فأنتصر، فبأي شئ
أستقبلك يا مولاي، أبسمعى أم ببصري أم بلساني أم برجلي ؟ أليس كلها نعمك عندي،
وبكلها عصيتك يا مولاي، فلك الحجة والسبيل علي، يا من سترني من الاباء والامهات أن
يزجروني، ومن العشائر والاخوان أن يعيروني، ومن السلاطين أن يعاقبوني ولو اطلعوا يا
مولاي على ما اطلعت عليه مني، إذا ما أنظروني ولرفضوني وقطعوني، فها أنا ذا بين
يديك يا سيدي، خاضعا ذليلا حقيرا لا ذو براءة فأعتذر، ولا قوة فأنتصر، ولا حجة لى
فأحتج بها، ولا قائل لم أجترح ولم أعمل سوءا، وما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي
فينفعني، وكيف وأنى ذلك وجوارحي كلها شاهدة على بما قد علمت يقينا غير ذي شك أنك
سائلي عن عظائم الامور، وأنك الحكيم العدل الذي لا يجور وعدلك مهلكي، ومن كل عدلك
مهربي، فان تعذبني فبذنوبي يا مولاي بعد حجتك على، وإن تعف عنى فبحلملك وجودك
وكرمك. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت
من المستغفرين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين، لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الوجلين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين الراغبين، لا إله
إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين
المسبحين، لا إله إلا أنت ربى ورب آبائي الأولين. اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا،
وإخلاصي موحدا، وإقراري بآلائك معدا وإن كنت مقرا أني لا أحصيها لكثرتها وسبوغها
وتظاهرها وتقادمها إلى حادث ما لم تزل تتغمدني به معها مذ خلقتني وبرأتني، من أول
العمر، من الإغناء بعد الفقر وكشف الضر، وتسبيب اليسر، ودفع العسر، وتفريج الكرب،
والعافية في البدن والسلامة في الدين، ولو رفدنى على قدر ذكر نعمك علي جميع
العالمين من الأولين والاخرين، لما قدرت ولا هم على ذلك، تقدست وتعاليت من رب عظيم
كريم رحيم
[223]
لا تحصى آلاؤك، ولا يبلغ ثناؤك، ولا تكافى
نعماؤك، صل على محمد وآل محمد، وأتمم علينا نعمتك، وأسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله
إلا أنت، اللهم إنك تجيب دعوة المضطر إذا دعاك، وتكشف السوء، وتغيث المكروب، وتشفي
السقيم، وتغني الفقير، وتجبر الكسير، وترحم الصغير، وتعين الكبير، وليس دونك ظهير،
ولا فوقك قدير، وأنت العلى الكبير، يا مطلق المكبل الأسير، يا رازق الطفل الصغير يا
عصمة الخائف المستجير، يا من لا شريك له ولا وزير، صل على محمد وآل محمد، وأعطني في
هذه العشية أفضل ما أعطيت، وأنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها وآلاء تجددها وبلية
تصرفها وكربة تكشفها ودعوة تسمعها، وحسنة تتقبلها وسيئة تغفرها إنك لطيب خبير وعلى
كل شئ قدير. اللهم إنك أقرب من دعي، وأسرع من أجاب، وأكرم من عفى، وأوسع من أعطى،
وأسمع من سئل، يا رحمان الدنيا والاخرة، ورحيمهما ليس كمثلك مسئول، ولا سواك مأمول،
دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني، ورغبت إليك فرحمتني، ووثقت بك فنجيتني، وفزعت إليك
فكفيتني، اللهم فصل على محمد عبدك ونبيك وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين، وتمم
لنا نعماءك، وهنئنا عطاءك واجعلنا لك شاكرين، ولالائك ذاكرين آمين رب العالمين.
اللهم يا من ملك فقدر، وقدر فقهر، وعصي فستر، واستغفر فغفر، يا غاية الراغبين،
ومنتهى أمل الراجين، يا من أحاط بكل شئ علما، ووسع المستقيلين رأفة وحلما. اللهم
إنا نتوجه إليك في هذه العشية التي شرفتها وعظمتها بمحمد نبيك ورسولك وخيرتك،
وأمينك على وحيك، اللهم صل على البشير النذير السراج المنير، الذي أنعمت به على
المسلمين، وجعلته رحمة للعالمين، اللهم فصل على محمد وآله كما محمد أهل ذلك يا
عظيم، فصل عليه وعلى آل محمد المنتجبين الطيبين الطاهرين أجمعين، وتغمدنا بعفوك
عنا، فاليك عجت الأصوات بصنوف اللغات، واجعل لنا في هذه العشية نصيبا في كل خير
تقسمه ونور تهدي به ورحمة تنشرها، وعافية
[224]
تجللها، وبركة تنزلها، ورزق تبسطه، يا
أرحم الراحمين. اللهم اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين، ولا
تجعلنا من القانطين، ولا تخلنا من رحمتك ولا تحرمنا ما نؤمله من فضلك، ولا تردنا
خائبين، ولا من بابك مطرودين ولا تجعلنا من رحمتك محرومين، ولا لفضل ما نؤمله من
عطاياك قانطين، يا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين إليك أقبلنا موقنين، ولبيتك
الحرام آمين قاصدين فأعنا على منسكنا وأكمل لنا حجنا، واعف اللهم عنا فقد مددنا
إليك أيدينا وهي بذلة الاعتراف موسومة. اللهم فأعطنا في هذه العشية ما سألناك،
واكفنا ما استكفيناك، فلا كافي لنا سواك ولا رب لنا غيرك، نافد فينا حكمك، محيط بنا
علمك، عدل قضاؤك، اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير، اللهم أوجب لنا بجودك عظيم
الأجر، وكريم الذخر ودوام اليسر فاغفر لنا ذنوبنا أجمعين، ولا تهلكنا مع الهالكين،
ولا تصرف عنا رأفتك برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك
فأعطيته، و شكرك فزدته، وتاب إليك فقبلته، وتنصل إليك من ذنوبه فغفرتها له، يا ذا
الجلال والإكرام اللهم وفقنا وسددنا واعصمنا واقبل تضرعنا، يا خير من سئل، ويا أرحم
من استرحم، يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون، ولا لحظ العيون، ولا ما استقر في
المكنون، ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب، إلا كل ذلك قد أحصاه علمك، ووسعه حلمك،
سبحانك وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، تسبح لك السماوات والأرض وما فيهن،
وإن من شئ إلا يسبح بحمدك، فلك الحمد والمجد، وعلو الجد، يا ذا الجلال والاكرام
والفضل والإنعام والأيادي الجسام وأنت الجواد الكريم، الرؤف الرحيم أوسع علي من
رزقك وعافني في بدني وديني، وآمن خوفي وأعتق رقبتي من النار. اللهم لا تمكر بي ولا
تستدرجني ولا تخذلني، وادرء عني شر فسقة الجن والانس يا أسمع السامعين، ويا أبصر
الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد، وأسئلك
اللهم حاجتي التي إن أعطيتها لم
[225]
يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني
ما أعطيتني، أسئلك فكاك رقبتي من النار لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك
ولك الحمد، وأنت على كل شئ قدير يا رب يا رب يا رب. [إلهي أنا الفقير في غناى، فكيف
لا أكون فقيرا في فقري، إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي، إلهي
إن اختلاف تدبيرك، وسرعة طواء مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء
واليأس منك في بلاء، إلهي مني ما يليق بلومي، ومنك ما يليق بكرمك، إلهي وصفت نفسك
باللطف والرأفة لي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي، إلهى إن ظهرت
المحاسن مني فبفضلك، ولك المنة علي، وإن ظهرت المساوي مني فبعدلك، ولك الحجة علي،
إلهى كيف تكلني وقد توكلت لي، وكيف اضام وأنت الناصر لي، أم كيف أخيب وأنت الحفي
بي، ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك أم كيف
أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك، أم كيف أترجم بمقالي وهو منك برز إليك أم كيف
تخيب آمالي وهى قد وفدت إليك، أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت. إلهى ما ألطفك بي مع
عظيم جهلي، وما أرحمك بي مع قبيح فعلي، إلهي ما أقربك مني وأبعدني عنك، وما أرأفك
بي فما الذي يحجبني عنك، إلهي علمت باختلاف الاثار، وتنقلات الأطوار، أن مرادك مني
أن تتعرف إلي في كل شئ حتى لا أجهلك في شئ إلهي كلما أخرسني لومي أنطقني كرمك،
وكلما آيستني أوصافي أطمعتني مننك، إلهي من كانت محاسنه مساوي فكيف لا تكون مساويه
مساوي ومن كانت حقايقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي، إلهي حكمك النافذ ومشيتك
القاهرة لم يتركا لذي مقال مقالا، ولا لذي حال حالا، إلهي كم من طاعة بنيتها، و
حالة شيدتها، هدم اعتمادي عليها عدلك، بل أقالني منها فضلك، إلهي إنك تعلم أني وإن
لم تدم الطاعة مني فعلا جزما فقد دامت محبة وعزما، إلهي كيف أعزم وأنت القاهر وكيف
لا أعزم وأنت الامر، إلهي ترددي في الاثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة
توصلني إليك، كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر
[226]
إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى
يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون
الاثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل
له من حبك نصيبا إلهي أمرت بالرجوع إلى الاثار فارجعني إليك بكسوة الأنوار، وهداية
الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها، مصون السر عن النظر إليها،
ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، إنك على كل شئ قدير. إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك،
وهذا حالي لا يخفى عليك، منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بنورك إليك،
وأقمني بصدق العبودية بين يديك، إلهي علمني من علمك المخزون، وصني بسرك المصون،
إلهي حققني بحقايق أهل القرب، واسلك بي مسلك أهل الجذب، إلهي أغننى بتدبيرك لي عن
تدبيري، وباختيارك عن اختياري، وأوقفنى على مراكز اضطراري، إلهي أخرجني من ذل نفسي،
وطهرني من شكي وشركي، قبل حلول رمسي، بك أنتصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلني،
وإياك أسئل فلا تخيبني، وفي فضلك أرغب فلا تحرمني وبجنابك أنتسب فلا تبعدني، وببابك
أقف فلا تطردني، إلهي تقدس رضاك أن تكون له علة منك فكيف يكون له علة مني، إلهي أنت
الغني بذاتك أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنيا عنى، إلهي إن القضاء والقدر
يمنيني، وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني فكن أنت النصير لي حتى تنصرني وتبصرني،
وأغنني بفضلك حتى أستغنى بك عن طلبي، أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى
عرفوك ووحدوك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك، ولم يلجؤا
إلى غيرك أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم
المعالم ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك، لقد خاب من رضي دونك بدلا، ولقد
خسر من بغي عنك متحولا، كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الاحسان، وكيف يطلب من غيرك
وأنت ما بدلت عادة الامتنان، يا من أذاق أحباءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه
متملقين، ويامن ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه.
[227]
مستغفرين، أنت الذاكر قبل الذاكرين، وأنت
البادي بالاحسان قبل توجه العابدين وأنت الجواد بالعطاء قبل طلب الطالبين، وأنت
الوهاب ثم لما وهبتنا من المستقرضين إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بمنك
حتى أقبل إليك، إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك، وإن عصيتك، كما أن خوفي لا يزايلنى وإن
أطعتك فقد دفعتني العوالم إليك وقد أوقعني علمي بكرمك عليك، إلهي كيف أخيب و أنت
أملى، أم كيف اهان وعليك متكلى، إلهى كيف أستعز وفي الذلة أركزتني أم كيف لا أستعز
وإليك نسبتني، إلهى كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقراء أقمتنى أم كيف أفتقر وأنت
الذي بجودك أغنيتني، وأنت الذي لا إله غيرك تعرفت لكل شئ فما جهلك شئ، وأنت الذي
تعرفت إلي في كل شئ فرأيتك ظاهرا في كل شئ وأنت الظاهر لكل شئ، يامن استوى
برحمانيته فصار العرش غيبا في ذاته محقت الاثار بالاثار، ومحوت الأغيار بمحيطات
أفلاك الأنوار، يا من احتجب في - سرادقات عرشه عن أن تدركه الأبصار، يا من تجلى
بكمال بهائه فتحققت عظمته من الاستواء كيف تخفى وأنت الظاهر، أم كيف تغيب وأنت
الرقيب الحاضر إنك على كل شئ قدير. والحمد لله وحده (1). 4 - اقول: قد أورد الكفعمي
- ره - أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين (2) وابن طاوس في مصباح الزائر كما سبق
ذكرهما، ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا وهو من قوله " إلهي أنا الفقير في
غناي " إلى آخر هذا الدعاء، وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من
الاقبال أيضا، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا وإنما
هي على وفق مذاق الصوفية، و لذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزبدات
بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته. وبالجملة هذه الزيادة إما وقعت من
بعضهم، اولا في بعض الكتب، وأخذ ابن طاووس عنه في الاقبال غفلة عن حقيقة الحال، أو
وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الاقبال، ولعل الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من
عدم وجدانها
(1) كتاب الاقبال: 339 - 350. (2) البلد
الامين: 251 - 258. [*]
[228]
في بعض النسخ العتيقة، وفي مصباح الزائر،
والله أعلم بحقايق الأحوال. ثم قال السيد ابن طاوس رضي الله عنه في كتاب الاقبال:
ومن أدعية يوم عرفة دعاء علي بن الحسين عليه السلام للموقف وهو: اللهم أنت الله رب
العالمين، وأنت الله الرحمن الرحيم، وأنت الله الدائب في غير وصب ولا نصب، ولا
يشغلك رحمتك عن عذابك، ولا عذابك من رحمتك، خفيت من غير موت، وظهرت فلا شئ فوقك،
وتقدست في علوك، وترديت بالكبرياء في الأرض وفي السماء، وقويت في سلطانك، ودنوت في
كل شئ في ارتفاعك وخلقت الخلق بقدرتك، وقدرت الامور بعلمك، وقسمت الأرزاق بعدلك، و
نفذ في كل شئ علمك، وحارت الأبصار دونك، وقصر دونك طرف كل طارف وكلت الألسن عن
صفاتك، وغشي بصر كل ناظر نورك، وملأت بعظمتك أركان عرشك، وابتدأت الخلق على غير
مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى صنعة شئ منه، ولم تشارك في خلقك، ولم تستعن بأحد في
شئ من أمرك، ولطفت في عظمتك، وانقاد لعظمتك كل شئ، وذل لعزتك كل شئ. اثني عليك يا
سيدي وما عسى أن يبلغ في مدحتك ثنائي مع قلة علمي وقصر رأيي وأنت يا رب الخالق وأنا
المخلوق، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت الرب وأنا العبد، وأنت الغني وأنا الفقير،
وأنت المعطى وأنا السائل، وأنت الغفور وأنا الخاطئ، وأنت الحي لا تموت، وأنا خلق
أموت، يا من خلق الخلق ودبر الامور، فلا يقايس شيئا بشئ من خلقه، لم يستعن على خلقه
بغيره، ثم أمضى الامور على قضائه وأجلها إلى أجل مسمى، قضى فيها بعدله، وعدل فيها
بفضله، وفصل فيها بحكمه، وحكم فيها بعدله، وعلمها بحفظه، ثم جعل منتهاها إلى مشيته،
ومستقرها إلى محبته، ومواقيتها إلى قضائه، لا مبدل لكلماته ولا معقب لحكمه، ولا راد
لقضائه، ولا مستراح عن أمره، ولا محيص لقدره، ولا خلف لوعده، ولا متخلف عن دعوته،
ولا يعجزه شئ طلبه، ولا يمتنع منه أحد أراده ولا يعظم عليه شئ فعله، ولا يكبر عليه
شئ صنعه، ولا يزيد في سلطانه طاعة
[229]
مطيع، ولا ينقصه معصية عاص، ولا يتبدل
القول لديه، ولا يشرك في حكمه أحدا الذي ملك الملوك بقدرته، واستعبد الأرباب بعزه،
وساد العظماء بجوده، وعلا السادة بمجده، وانهدت الملوك لهيبته، وعلا أهل السلطان
بسلطانه وربوبيته وأباد الجبابرة بقهره، وأذل العظماء بعزه، وأسس الامور بقدرته،
ونبا المعالي بسودده وتمجد بفخره، وفخر بعزه، وعز بجبروته، ووسع كل شئ برحمته، إياك
أدعو، وإياك أسئل، ومنك أطلب، وإليك أرغب يا غاية المستضعفين، يا صريخ المستصرخين،
ومعتمد المضطهدين، ومنجي المؤمنين، ومثيب الصابرين، وعصمة الصالحين، وحرز العارفين،
وأمان الخائفين، وظهر اللاجين، وجار المستجيرين و طالب الغادرين. ومدرك الهاربين،
وأرحم الراحمين، وخير الناصرين، وخير الفاصلين وخير الغافرين، وأحكم الحاكمين،
وأسرع الحاسبين، لا يمتنع من بطشه، ولا ينتصر من عقابه، ولا يحتال لكيده، ولا يدرك
علمه، ولا يدرك ملكه، ولا يقهر عزه ولا يذل استكباره. ولا يبلغ جبروته، ولا تصغر
عظمته، ولا يضمحل فخره، ولا يتضعضع ركنه، ولا ترام قوته، المحصى لبريته، الحافظ
أعمال خلقه، لا ضد له ولا ند له ولا ولد له ولا سمي له ولا كفو له ولا قريب له ولا
شبيه له ولا نظير له ولا مبدل لكلماته ولا يبلغ شئ مبلغه، ولا يقدر شئ قدرته، ولا
يدرك شئ أثره، ولا ينزل شئ منزلته، ولا يدرك شئ أحرزه، ولا يحول دونه شئ. بنى
السموات فأتقنهن وما فيهن بعظمته، ودبر أمره تدبيرا فيهن بحكمته وكان كما هو أهله
لا بأولية قبله، وكان كما ينبغي له، يرى ولا يرى وهو بالمنظر الأعلى، يعلم السر
والعلانية، ولا يخفى عليه خافية، وليس لنقمته واقية، يبطش البطشة الكبرى ولا تحصن
منه القصور، ولا تجن منه الستور، ولا تكن منه الجدور، ولا تواري منه البحور، وهو
على كل شئ قدير، وبكل شئ عليم، يعلم هماهم الأنفس وما تخفي الصدور، ووساوسها ونيات
القلوب، ونطق الألسن ورجع الشفاه، وبطش الأيدي، ونقل الأقدام، وخائنة الأعين، والسر
وأخفى والنجوى وما تحت الثرى ولا يشغله شئ عن شئ، ولا يفرط في شئ، ولا ينسي
[230]
شيئا لشئ. أسئلك يا من عظم صفحه، وحسن
صنعه، وكرم عفوه، وكثرت نعمته، ولا يحصى إحسانه وجميل بلائه، أن تصلي على محمد وآل
محمد، وأن تقضي حوائجي التي أفضيت بها إليك، وقمت بها بين يديك، وأنزلتها بك،
وشكوتها إليك، مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني، وتقصيري فيما نهيتني عنه، يا نوري
في كل ظلمة ويا انسي في كل وحشة، ويا ثقتي في كل شديدة، ويارجائي في كل كربة ويا
وليي في كل نعمة، ويا دليلي في الظلام، أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فان
دلالتك لا تنقطع، لا يضل من هديت ولا يذل من واليت، أنعمت علي فأسبغت ورزقتني
فوفرت، ووعدتني فأحسنت، وأعطيتني فأجزلت، بلا استحقاق لذلك بعمل مني ولكن ابتداء
منك بكرمك وجودك، فأنفقت نعمتك في معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك، وأفنيت عمري فيما
لا تحب، فلم يمنعك جرأتي عليك، و ركوبي ما نهيتني عنه، ودخولي فيما حرمت على أن عدت
في معاصيك، فأنت العائد بالفضل، وأنا العائد في المعاصي، وأنت يا سيدي خير الموالي
لعبيده، وأنا شر العبيد، أدعوك فتجيبني، وأسألك فتعطيني، وأسكت عنك فتبتدئني،
وأستزيدك فتزيدني، فبئس العبد أنا لك يا سيدي ومولاي أنا الذي لم أزل اسئ وتغفر،
ولم أزل أتعرض للهلكة وتنجيني، ولم أزل أضيع في الليل والنهار في تقلبي فتحفظني،
فرفعت خسيستي، وأقلت عثرتي وسترت عورتي، ولم تفضحني بسريرتي، ولم تنكس برأسي عند
إخواني، بل سترت علي القبائح العظام، والفضائح الكبار، وأظهرت حسناتي القليلة
الصغار، منا منك على، وتفضلا وإحسانا، وإنعاما واصطناعا، ثم أمرتني فلم أئتمر،
وزجرتني فلم أنزجر، ولم أشكر نعمتك، ولم أقبل نصيحتك. ولم اؤد حقك، ولم أترك
معاصيك، بل عصيتك بعيني، ولو شئت أعميتني، فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك بسمعي ولو شئت
أصممتني، فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك برجلي
[231]
ولو شئت جذمتني فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك
بفرجي ولو شئت لعقمتني (1) فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك بجميع جوارحي ولم يك هذا جزاؤك
مني، فعفوك عفوك فها أنا ذا عبدك المقر بذنبي، الخاشع بذلي، المستكين لك بجرمي، مقر
لك بجنايتي متضرع إليك راج لك في موقفي هذا، تائب إليك من ذنوبي ومن اقترافي، و
مستغفر لك من ظلمي لنفسي راغب إليك في فكاك رقبتي من النار، ومبتهل إليك في العفو
عن المعاصي، طالب إليك أن تنجح لي حوائجي، وتعطيني فوق رغبتي، وأن تسمع ندائي،
وتستجيب دعائي، وترحم تضرعي، وشكواى، وكذلك العبد الخاطئ يخضع لسيده، ويخشع لمولاه
بالذل. يا أكرم من أقر له كل بالذنوب، وأكرم من خضع له وخشع، ما أنت صانع بمقر لك
بذنبه، خاضع لك بذله، فانكانت ذنوبي قد حالت بيني وبينك أن تقبل على بوجهك، وتنشر
على رحمتك، وتنزل على شيئا من بركاتك، وترفع لي إليك صوتا أو تغفر لى ذنبا، أو
تتجاوز عن خطيئة، فها أنا ذا عبدك مستجيرا بكرم وجهك، وعز جلالك، ومتوجها إليك،
ومتوسلا إليك. ومتقربا إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله أحب خلقك إليك وأكرمهم
لديك، وأولاهم بك، وأطوعهم لك، و أعظمهم منك منزلة، وعندك مكانا، وبعترته صلى الله
عليهم الهداة المهديين، الذين افترضت طاعتهم، وأمرت بمودتهم، وجعلتهم ولاة الأمر
بعد نبيك، يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، قد بلغ مجهودي، فهب لي نفسي الساعة
الساعة برحمتك. اللهم لا قوة لي على سخطك، ولا صبر لي على عذابك، ولا غنا بي عن
رحمتك تجد من تعذب غيري، ولا أجد من يرحمني غيرك، ولا قوة لي على البلاء ولا طاقة
لي على الجهد، أسئلك بحق محمد نبيك صلى الله عليه وآله وبآله الطاهرين وأتوسل إليك
بالأئمة الذين اخترتهم لسرك، وأطلعتهم على وحيك، واخترتهم بعلمك، وطهرتهم
(1) راجع شرح ذلك إلى بحار الانوار الطبعة
الجديدة ج 25 ص 203 - 205 وهكذا ص 209 - 211.
[232]
وخلصتهم واصطفيتهم وصفيتهم وجعلتهم هداة
مهديين، وائتمنتهم على وحيك، وعصمتهم عن معاصيك، ورضيتهم لخلقك، وخصصتهم بعلمك،
واجتبيتهم وحبوتهم وجعلتهم حججا على خلقك، وأمرت بطاعتهم ولم ترخص لأحد في معصيتهم،
و فرضت طاعتهم على من برأت، وأتوسل بهم إليك في موقفي اليوم أن تجعلني من خيار
وفدك. اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحم صراخي واعترافي بذنبي وتضرعي وارحم طرحي
رحلي بفنائك، وارحم مسيري إليك، يا أكرم من سئل، يا عظيما يرجى لكل عظيم، اغفر لي
ذنبي العظيم، فانه لا يغفر العظيم إلا العظيم. اللهم إني أسئلك فكاك رقبتي من
النار، يا رب المؤمنين، لا تقطع رجائي يا منان من على، يا أرحم الراحمين، يامن لا
يخيب سائله، لا تردني، يا عفو اعف عني، ياتواب تب على، واقبل توبتي يا مولاي، حاجتي
التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، فكاك
رقبتي من النار اللهم بلغ روح محمد وآل محمد عني تحية وسلاما، وبهم اليوم فاستنقذني
يا من أمر بالعفو يا من يجزي على العفو، يا من يعفو، يامن رضي بالعفو، يا من يثيب
على العفو العفو العفو يقولها عشرين مرة: أسألك اليوم العفو، وأسألك من كل خير أحاط
به علمك. هذا مكان البائس الفقير، هذا مكان المضطر إلى رحمتك، هذا مكان المستجير
بعفوك من عقوبتك، هذا مكان العائذ بك منك، أعوذ برضاك من سخطك، ومن فجأة نقمتك، يا
أملي يا رجائي يا خير مستغاث، يا أجود المعطين يامن سبقت رحمته غضبه، يا سيدي يا
مولاي، يا رجائي وثقتي ومعتمدي، ويا ذخري وظهري وعدتي، وغاية أملي ورغبتي، يا غياثي
يا وارثي، ما أنت صانع بي في هذا اليوم الذي فزعت فيه إليك، وكثرت فيه الأصوات،
أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقلبني فيه مفلحا منجحا بأفضل ما انقلب به من
رضيت عنه، واستجبت دعاءه وقبلته، وأجزلت حباه وغفرت ذنوبه وأكرمته ولم تستبدل به
سواه، وشرفت
[233]
مقامه وباهيت به من هو خير منه، وقلبته
بكل حوائجه، وأحييته بعد الممات حياة طيبة، وختمت له بالمغفرة، وألحقته بمن تولاه.
اللهم إن لكل وافد جائزة ولكل زائر كرامة، ولكل سائل لك عطية ولكل راج لك ثوابا،
ولكل ملتمس ما عندك جزاء، ولكل راغب إليك هبة ولكل من فزع إليك رحمة، ولكل من رغب
فيك زلفى، ولكل متضرع إليك إجابة ولكل مستكين إليك رأفة، ولكل نازل بك حفظا، ولكل
متوسل عفوا وقد وفدت إليك ووقفت بين يديك في هذا الموضع الذي شرفته رجاء لما عندك
فلا تجعلني اليوم أخيب وفدك، وأكرمني بالجنة، ومن علي بالمغفرة، وجملنى بالعافية،
وأجرني من النار، وأوسع على من رزقك الحلال الطيب، وادرء عني شر فسقة العرب والعجم،
وشر شياطين الانس والجن، اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تردني خائبا، وسلمني ما
بيني وبين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك، واسقني من حوضهم
مشربا رويا لا أظما بعده و احشرني في زمرتهم، وتوفني في حزبهم، وعرفني وجوههم في
رضوانك والجنة، فاني رضيت بهم هداة، يا كافي كل شئ، ولا يكفى منه شئ صل على محمد
وآل محمد، واكفني شر ما أحذر، وشر ما لا أحذر، ولا تكلني إلى أحد سواك، وبارك لي
فيما رزقتني، ولا تستبدل بي غيري، ولا تكلني إلى أحد من خلقك ولا إلى رأيي فيعجزني،
ولا إلى الدنيا فتلفظني، ولا إلى قريب ولا بعيد، بل تفرد بالصنع لي يا سيدي ومولاي.
اللهم أنت انقطع الرجاء إلا منك، في هذا اليوم تطول. على فيه بالرحمة والمغفرة،
اللهم رب هذه الأمكنه الشريفة، ورب كل حرم ومشعر عظمت قدره، وشرفته [و] بالبيت
الحرام، وبالحل والحرام، والركن والمقام، صل على محمد وآل محمد، وأنجح لي كل حاجة
مما فيه صلاح دينى ودنياي وآخرتي واغفر لي ولوالدي ولمن ولدني من المسلمين،
وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خير الجزاء، وعرفهما بدعائي لهما ما تقر به
أعينهما، فانهما قد
[234]
سبقاني إلى الغاية، وخلقتني بعدهما،
فشفعني في نفسي وفيهما وفي جميع أسلافي من المؤمنين في هذا اليوم يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وفرج عن آل محمد، واجعلهم أئمة يهدون بالحق وبه
يعدلون، وانصرهم وانتصر بهم، وأنجز لهم ما وعدتهم، وبلغني فتح آل محمد، واكفني كل
هول دونه، ثم اقسم اللهم لي فيهم نصيبا خالصا، يا مقدر الاجال، يا مقسم الأرزاق،
افسح لي في عمري، وابسط لي في رزقي، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأصلح لنا إمامنا
واستصلحه وأصلح على يديه و آمن خوفه وخوفنا عليه، واجعله اللهم الذي تنتصر به
لدينك، اللهم املأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وامنن به على فقراء
المسلمين وأراملهم و مساكينهم، واجعلني من خيار مواليه وشيعته أشدهم له حبا وأطوعهم
له طوعا وأنفذهم لأمره وأسرعهم إلى مرضاته وأقبلهم لقوله، وأقومهم بأمره، وارزقني
الشهادة بين يديه حتى ألقاك وأنت عني راض، اللهم إني خلفت الأهل والولد وما خولتني
وخرجت إليك ووكلت ما خلفت إليك فأحسن علي فيهم الخلف، فانك ولي ذلك من خلقك، لا إله
إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع
ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين (1)
ومن هذا الموضع زيادة ليس من هذا الفصل وهو مضاف إليه: اللهم إني عبدك، ناصيتي
بيدك، وأجلي بعلمك، فأسئلك أن توفقني لما يرضيك عني، وأن تسلم لي مناسكي التي
أريتها إبراهيم خليلك، ودللت عليها نبيك محمدا صلواتك عليهما، اللهم اجعلني ممن
رضيت عمله، وأطلت عمره، و أحييته بعد الممات حياة طيبة، الحمد لله على نعمائه التي
لا تحصى بعدد، ولا تكافى بعمل، الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا مذكورا، وفضلني
على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله الذي رزقني ولم أك أملك شيئا، الحمد لله على
حلمه بعد علمه
(1) كتاب الاقبال: 358 - 365.
[235]
الحمد لله على عفوه بعد قدرته، الحمد لله
على رحمته التي سبقت غضبه، اللهم صل على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك الذي اصطفيته
لرسالاتك، واجعله اللهم أول شافع وأول مشفع وأول قائل وأنجح سائل، إنك تجيب المضطر
إذا دعاك، و تكشف السوء، وتغيث المكروب، وتشفي السقيم، وتغني الفقير، وتجبر الكسير،
وليس فوقك أمير، وأنت العلي الكبير، يا عصمة الخائف المستجير، يا من لا شريك له ولا
وزير، أسألك بعظيم ما سألك أحد من خلقك من كريم أسمائك وجميل ثنائك وخاصة آلائك أن
تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل عشيتي هذه أعظم عشية مرت علي منذ أنزلتني إلى
الدنيا بركة في عصمة ديني وخلاص نفسي وقضاء حاجتي، و تشفيعي في مسائلي وإتمام
النعمة على وصرف السوء عني ولباس العافية لي وأن تجعلني ممن نظرت إليه في هذه
العشية برحمتك إنك جواد كريم. اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تجعل هذه العشية آخر
العهد مني، حتي تبلغنيها من قابل مع حجاج بيتك الحرام والزوار لقبر نبيك عليه وآله
السلام في أعفى عافيتك وأعم نعمتك وأوسع رحمتك وأجزل قسمك وأوسع رزقك وأفضل الرجاء
وأنا لك على أحسن الوفاء إنك سميع الدعاء، اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي،
وارحم تضرعي وتذللي واستكانتي وتوكلى فاني لك سلم لا أرجو نجاحا ولا معافاة ولا
تشريفا إلا بك ومنك، فامنن على بتبليغي هذه العشية من قابل وأنا معافي من كل مكروه
ومحذور، ومن جميع البوائق وأعني على طاعتك و طاعة رسولك وأوليائك الذين اصطفيتهم من
خلقك لخلقك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وسلمني في ديني وامدد لي في عمري وأصح
جسمي يا من رحمني وأعطاني سؤلي فاغفر لي ذنبي إنك على كل شئ قدير. اللهم صل على
محمد وآل محمد وتمم على نعمتك فيما بقي من أجلى حتى تتوفاني وأنت عني راض، ولا
تخرجني من ملة الإسلام، فاني اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك وعلمني ما ينفعني
واملأ قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك، اللهم إني أسألك مسألة المضطر إليك
المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لي
[236]
وتحنن علي برحمتك وأن تجود علي بمغفرتك
وتؤدي عني فريضتك، وتغنيني بفضلك عمن سواك، وأن تجيرني من النار، برحمتك يا أرحم
الراحمين. ومن أدعية يوم عرفة دعاء لمولانا زين العابدين عليه السلام وهو دعاء
اشتمل على المعاني الربانية وأدب العبودية مع الجلالة الالهية. اللهم إن ملائكتك
مشفقون من خشيتك، سامعون مطيعون لك وهم بأمرك يعملون، لا يفترون الليل والنهار
يسبحون، وأنا أحق بالخوف الدائم لاساءتي على نفسي، وتفريطها إلى اقتراب أجلي فكم لي
يا رب من ذنب أنا فيه مغرور متحير اللهم إني قد أكثرت على نفسي من الذنوب والاساءة
وأكثرت علي من المعافاة سترت علي ولم تفضحني بما أحسنت لي النظر وأقلتني العثرة،
وأخاف أن أكون فيها مستدرجا فقد ينبغي لي أن أستحيي من كثرة معاصي، ثم لم تهتك لي
سرا، ولم تبدلى عورة، ولم تقطع عني الرزق، ولم تسلط على جبارا، ولم تكشف عني غطاء
مجازاة لذنوبي، تركتني كأني لا ذنب لي كففت عن خطيئتي وزكيتني بما ليس في أنا المقر
على نفسي بما جنت علي يداي، ومشت إليه رجلاى، وباشر جسدي ونظرت إليه عيناى وسمعته
اذناى، وعملته جوارحي، ونطق به لساني، وعقد عليه قلبي فأنا المستوجب يا إلهى زوال
نعمتك، ومفاجاة نقمتك وتحليل عقوبتك، لما اجترأت عليه من معاصيك، وضيعت من حقوقك
أنا صاحب الذنوب الكبيرة التي لا تحصى عددها، وصاحب الجرم العظيم، أنا الذي أحللت
العقوبة بنفسي وأوبقتها بالمعاصي جهدي وطاقتي وعرضتها للمهالك بكل قوتي. إلهي أنا
الذي لم أشكر نعمك عند معاصي إياك ولم أدعها عند حلول البلية ولم أقف عند الهوى ولم
اراقبك يا إلهي أنا الذي لم أعقل عند الذنوب نهيك، ولم اراقب عند اللذات زجرك، ولم
أقبل عند الشهوة نصيحتك، وركبت الجهل بعد الحلم، وغدوت إلى الظلم بعد العلم، اللهم
فكما حلمت عنى فيما اجترأت عليه من معاصيك، وعرفت تضييعي حقك، وضعفي عن شكر نعمتك،
وركوبي معصيتك اللهم إني لست ذا عذر فأعتذر ولا ذا حيلة فأنتصر اللهم قد أسأت وظلمت
وبئس ما
[237]
صنعت، عملت سوء لم تضرك ذنوبي، فأستغفرك
يا سيدي ومولاى، سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم إنك تجد
من تعذبه غيري ولا أجد من يرحمنى سواك، اللهم فلو كان لي مهرب لهربت، ولو كان لي
مصعد في السماء أو مسلك في الأرض لسلكت ولكنه لا مهرب لي ولا ملجأ ولا منجأ ولا
مأوى منك إلا اليك اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا وإن ترحمني فأهل ذلك أنت، بمنك
وفضلك ووحدانيتك وجلالك وكبريائك وعظمتك وسلطانك فقديما ما مننت على أوليائك
ومستحقي عقوبتك بالعفو والمغفرة سيدي عافية من أرجو إذا لم أرج عافيتك، وعفو من
أرجو إذا لم أرج عفوك، ورحمة من أرجو إذا لم أرج رحمتك، ومغفرة من أرجو إذا لم أرج
مغفرتك، ورزق من أرجو إذا لم أرج رزقك، وفضل من أرجو إذا لم أرج فضلك. سيدي أكثرت
علي من النعم وأقللت لك من الشكر فكم لك عندي من نعمة لا يحصيها أحد غيرك، ما أحسن
بلاءك عندي، وأحسن فعالك، ناديتك مستغيثا مستصرخا فأغثتني وسألتك عائلا فأغنيتني
ونأيت فكنت قريبا مجيبا واستعنت بك مضطرا فأعنتني ووسعت علي وهتفت إليك في مرضي
فكشفته عنى وانتصرت بك في رفع البلاء، فوجدتك يا مولاي نعم المولى ونعم النصير،
وكيف لا أشكرك يا إلهى أطلقت لساني بذكرك رحمة لي منك وأضأت لي بصري بلطفك حجة منك
علي، وسمعت اذناى بقدرتك نظرا منك ودللت عقلي على توبيخ نفسي، إليك أشكو ذنوبي
فانها لا مجرى لبثها إلا إليك، ففرج عني ما ضاق به صدري، وخلصني من كل ما أخاف على
نفسي من أمر ديني ودنياى وأهلي ومالي فقد استصعب علي شأني، وشتت علي أمري وقد أشرفت
على هلكتي نفسي وإذا تداركتني منك رحمة تنقذني بها فمن لي بعدك يا مولاي. أنت
الكريم العواد [بالمغفرة وأنا اللئيم العواد] بالمعاصي فاحلم يا حليم عن جهلي
وأقلني يا مقيل عثرتي، وتقبل يا رحيم توبتي، سيدي ومولاي، لابد من لقائك على كل حال
وكيف يستغني العبد عن ربه، وكيف يستغني المذنب عمن يملك
[238]
عقوبته ومغفرته، سيدي لم أزدد إليك إلا
فقرا، ولم تزدد عني إلا غنى، ولم تزدد ذنوبي إلا كثرة، ولم يزدد عفوك إلا سعة،
سيدي، ارحم تضرعي إليك وانتصابي بين يديك، وطلبي ما لديك، توبة فيما بيني وبينك
سيدي متعوذا بك متضرعا إليك بائسا فقيرا تائبا غير مستنكف ولا مستكبر، ولا مستسخط
بل مستسلم لأمرك راض بقضائك، لا آيس من روحك، ولا آمن من مكرك ولا قانط من رحمتك
سيدي بل مشفق من عذابك، راج لرحمتك لعلمي بك يا سيدى ومولاي، فانه لن يجيرني منك
أحد ولا أجد من دونك ملتحدا. اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في رامقة العيون علانيتي،
وتفتح فيما أخلو لك سريرتي، محافظا على رئاء الناس من نفسي، مضيعا ما أنت مطلع عليه
منى فأبدى لك بأحسن أمرى، وأخلو لك بشر فعلى تقربا إلى المخلوقين بحسناتي، وفرارا
منهم إليك بسيئاتي حتى كأن الثواب ليس منك وكأن العقاب ليس إليك قسوة من مخافتك من
قلبي وزللا عن قدرتك من جهلي فيحل بي غضبك وينالني مقتك فأعذني من ذلك كله، وقنى
بوقايتك التي وقيت بها عبادك الصالحين. اللهم تقبل مني ما كان صالحا، وأصلح مني ما
كان فاسدا، ولا تسلط على من لا يرحمني ولا باغيا ولا حاسدا، اللهم أذهب عني كل هم،
وفرج عنى كل غم وثبتني في كل مقام واهدني في كل سبيل من سبل الحق، وحط عني كل خطيئة
وأنقذني من كل هلكة وبلية، وعافني أبدا ما أبقيتني واغفر لي إذا توفيتني، ولقنى
روحا و ريحانا وجنة نعيم، أبد الابدين، يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين (1). ومن أدعية يوم عرفة ما رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري باسناده إلى إياس بن سلمة ابن الأكوع عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد الصادق عليهما السلام قال: سمعته يدعو في يوم عرفة في الموقف بهذا الدعاء
فنسخته: تقول إذا زالت الشمس من يوم عرفة وأنت بها، تصلي الظهر والعصر، ثم ائت
الموقف وكبر الله مائة مرة، واحمده مائة مرة وسبحه مائة مرة وهلله مائة مرة
(1) الاقبال: 358 - 369. [*]
[239]
واقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، وإن أحببت
أن تزيد على ذلك فزد، واقرء سورة القدر مائة مرة. ثم قل: لا إله إلا الله الحليم
الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، وسبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين
السبع، وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين، اللهم إياك
أعبد وإياك أستعين اللهم إنى أريد أن اثنى عليك وما عسى أن أبلغ من مدحك من قلة
علمي، وقصر رأيي، وأنت الخالق وأنا المخلوق وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت الرب
وأنا المربوب، وأنت العزيز وأنا الذليل وأنت القوي وأنا الضعيف، وأنت الغني وأنا
الفقير، وأنت المعطى وأنا السائل، وأنت الغفور، وأنا الخاطئ، وأنت الحي الذي لا
تموت، وأنا خلق أموت. اللهم أنت الله رب العالمين وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز
الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور
الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت مالك يوم الدين، وأنت الله لا إله إلا أنت بدئ كل
شئ وإليك يعود، وأنت الله لا إله إلا أنت لم تزل ولا تزال، وأنت الله لا إله إلا
أنت خالق الجنة والنار. وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر، وأنت الله لا
إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأنت
الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، وأنت الله لا إله إلا أنت الملك القدوس
السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، وأنت الله لا
إله إلا أنت الخالق البارئ المصور يسبح لك ما في السماوات والأرض وأنت العزيز
الحكيم، و أنت الله لا إله إلا أنت الكبير، والكبرياء رداؤك. اللهم إنك سابغ
النعماء، حسن البلاء، جزيل العطاء، مسقط القضاء، باسط اليدين بالرحمة، نفاع
بالخيرات، كاشف الكربات، رفيع الدرجات، منزل الايات من فوق سبع سماوات، عظيم
البركات، مخرج من النور إلى الظلمات، مبدل السيئات حسنات، وجاعل الحسنات درجات،
اللهم إنك دنوت في علوك وعلوت في دنوك فدنوت فليس دونك شئ، وارتفعت فليس قوقك شئ،
ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر
[240]
الأعلى، فالق الحب والنوى، لك ما في
السماوات العلى، ولك الكبرياء في الاخرة والاولى، اللهم إنك غافر الذنوب، شديد
العقاب، ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير، وسعت رحمتك كل شئ وبلغت حجتك، ولا
معقب لحكمك، وأنت لا تخيب سائلك، أنت الذي لا رافع لما وضعت ولا واضع لما رفعت، أنت
الذي أثبت كل شئ بحكمك، وأحصيت كل شئ بعلمك، وأبرمت كل شئ بحكمك، ولا يفوتك شئ
بعلمك، ولا يمتنع عنك شئ، أنت الذي لا يعجزك هاربك، ولا يرتفع صريعك ولا يحيى
قتيلك، أنت علوت فقهرت، وملكت فقدرت، وبطنت فخبرت، وعلى كل شئ ظهرت، علمت خائنة
الأعين وما تخفي الصدور، وتعلم ما تحمل كل انثى وما تضع وما تغيض الأرحام وما تزداد
وكل شئ عندك بمقدار، أنت الذي لا تنسى من ذكرك، ولا يضيع من توكل عليك، أنت الذي لا
يشغلك ما في جو أرضك عما في جو سماواتك، ولا يشغلك ما في جو سماواتك عما في جو
أرضك، أنت الذي تعززت في ملكك، ولم يشركك أحد في جبروتك، أنت الذي علا كل شئ ملكك
وملك كل شئ أمرك، أنت الذي ملكت الملوك بقدرتك، واستعبدت الأرباب بعزتك، وعلوت كل
شئ بفضلك، أنت الذي لا يستطاع كنه وصفك، ولا منتهى لما عندك، أنت الذي لا يصف
الواصفون عظمتك، ولا يستطيع المزايلون تحويلك، أنت شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة
للمؤمنين، أنت الذى لا يحفيك سائل ولا ينقصك نائل، ولا يبلغ مدحك مادح ولا قائل،
أنت الكائن قبل كل شئ، والمكون لكل شئ، والكائن بعد كل شئ، أنت الواحد الصمد الذي
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، السماوات ومن فيهن
لك، والأرضون ومن فيهن لك، وما بينهن وما تحت الثرى، أحصيت كل شئ وأحطت به علما
وأنت تزيد في الخلق ما تشاء، وأنت لا تسئل عما تفعل وهم يسئلون، وأنت الفعال لما
تريد وأنت القريب وأنت البعيد وأنت السميع وأنت البصير، وأنت الماجد وأنت الأحد (1)
وأنت العليم وأنت الكريم، وأنت البار وأنت الرحيم وأنت القادر
(1) الواحد خ ل، الواجد خ ل. [*]
[241]
وأنت القاهر، لك الأسماء الحسنى كلها وأنت
الجواد الذي لا يبخل، وأنت العزيز الذي لا تذل وأنت ممتنع لا ترام، يسبح لك ما في
السماوات والأرض وأنت بالخير أجود منك بالشر، أنت ربي ورب آبائي الأولين، أنت تجيب
المضطر إذا دعاك أنت نجيت نوحا من الغرق، وأنت غفرت لداود ذنبه، وأنت نفست عن ذي
النون كربه، وأنت كشفت عن أيوب ضره، وأنت رددت موسى على امه وأنت صرفت قلوب السحرة
إليك، حتى قالوا آمنا برب العالمين، وأنت ولي نعمة الصالحين لا يذكر منك إلا الحسن
الجميل، وما لا يذكر أكثر، لك الالاء والنعم، وأنت المحسن المجمل، لا تبلغ مدحتك،
ولا الثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك سبحانك وبحمدك، تباركت أسماؤك، وجل ثناؤك،
ما أعظم شأنك وأجل مكانك وما أقربك من عبادك وألطفك بخلقك، وأمنعك بقوتك، أنت أعز
وأجل وأسمع وأبصر وأعلى وأكبر وأظهر وأشكر وأقدر وأعلم وأجبر وأكبر وأعظم وأقرب
وأملك و أوسع وأمنع وأعطى وأحكم وأفضل وأحمد من أن تدرك العيان عظمتك، أو تصف
الواصفون صفتك، أو يبلغوا غايتك. اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت أجل من ذكر
وأشكر من عبد وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، تحلم بعد ما تعلم، وتعفو
وتغفر بعد ما تقدر، لم تطع قط إلا باذنك، ولم تعص قط إلا بقدرتك، تطاع ربنا فتشكر،
وتعصى ربنا فتغفر، اللهم أنت أقرب حفيظ وأدنى شهيد، حلت بين القلوب، وأخذت بالنواصى
وأحصيت الأعمال، وعلمت الأخبار، وبيدك المقادير، والقلوب إليك مقتصدة، والسر عندك
علانية، والمهتدي من هديت، والحلال ما حللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت،
والأمر ما قضيت، تقضى ولا يقضى عليك. اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الاخر
فليس بعدك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، اللهم بيدك مقادير الليل والنهار، وبيدك
مقادير الشمس والقمر، وبيدك مقادير النصر والخذلان، وبيدك مقادير الدنيا والاخرة،
وبيدك مقادير الموت والحياة، وبيدك مقادير الخير والشر، صل على محمد وآل محمد واغفر
[242]
لي كل ذنب أذنبته في ظلم الليل وضوء
النهار، عمدا أو خطأ سرا وعلانية إنك على كل شئ قدير، وهو عليك يسير، ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني اثنى عليك بأحسن ما أقدر عليه، وأشكرك بما
مننت به علي و علمتني من شكرك، اللهم لك الحمد بمحامدك كلها على نعمائك كلها، وعلى
جميع خلقك حتى ينتهى الحمد إلى ما تحب. ربنا وترضى، اللهم لك الحمد عدد ما خلقت
وعدد ما ذرأت، ولك الحمد عدد ما برأت، ولك الحمد عدد ما أحصيت، ولك الحمد عدد ما في
السماوات والأرضين، ولك الحمد ملء الدنيا والاخرة. ثم تقول عشرا: لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على
كل شئ قدير ثم تقول عشرا: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ثم تقول: يا الله يا الله يا الله - عشرا - يا رحمن يا رحمن - عشرا - يا رحيم يا
رحيم - عشرا - يا بديع السموات والأرض عشرا - يا ذا الجلال والإكرام - عشرا - يا
حنان يا منان - عشرا - يا حي يا قيوم عشرا - بسم الله الرحمن الرحيم - عشرا - اللهم
صل على محمد وآل محمد - عشرا. ثم تقول: اللهم لك الحمد وأنت ولي الحمد ومنتهى الحمد
وفي الحمد عزيز الجند، قديم المجد، الحمد لله الذي كان عرشه على الماء حين لا شمس
تضئ، ولا قمر يسري، ولا بحر يجري، ولا رياح تذري، ولا سماء مبنية، ولا أرض مدحية،
ولا ليل تجن ولا نهار يكن، ولا عين تنبع، ولا صوت يسمع، ولا جبل مرسي، ولا سحاب
منشئ ولا إنس مبرو، ولا جن مذرو، ولا ملك كريم، ولا شيطان رجيم، ولا ظل ممدود ولا
شئ معدود. الحمد لله الذي استحمد إلى من استحمده من أهل محامده ليحمدوه على ما بذل
من نوافله التي فاق مدح المادحين مآثر محامده وعدا وصف الواصفين هيبة جلاله هو أهل
لكل حمد ومنتهى كل رغبة الواحد الذي لا بدء له، الملك الذي لا زوال له الرفيع الذي
ليس فوقه ناظر، ذي المغفرة والرحمة، والمحمود لبذل نوائله المعبود بهيبة جلاله،
المذكور بحسن آلائه، المنان بسعة فواضله، المرغوب
[243]
إليه في تمالم المواهب من خزائنه، العظيم
الشأن الكريم في سلطانه، العلي في مكانه المحسن في امتنانه، الجواد في فواضله،
الحمد لله بارء خلق المخلوقين بعلمه، ومصور أجساد العباد بقدرته، ومخالف صور من خلق
من خلقه، ونافخ الأرواح في خلقه بعلمه، ومعلم من خلق من عباده اسمه، ومدبر خلق
السماوات والأرض بعظمته الذي وسع كل شئ خلق كرسيه، وعلا بعظمته فوق الأعلين، وقهر
الملوك بجبروته الجبار الأعلى المعبود في سلطانه، المتسلط بقوته، المتعالي في دنوه،
المتدانى كل شئ في ارتفاعه، الذي نفذ بصره في خلقه، وحارت الأبصار بشعاع نوره.
الحمد لله الحليم الرشيد، القوى الشديد المبدئ المعيد، الفعال لما يريد الحمد لله
منزل الايات، وكاشف الكربات، ومؤتي السماوات، الحمد لله في كل مكان وفي كل زمان،
وفي كل أوان، الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من دعاه ولا يذل من والاه،
الذي يجزي بالاحسان إحسانا، وبالصبر نجاة، الحمد لله الذي له ما في السماوت وما في
الأرض، وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير، الحمد لله فاطر السماوات والأرض،
جاعل الملائكة رسلا اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على
كل شئ قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم، وسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات
والأرض وعشيا وحين تظهرون، وسبحان الله آناء الليل وأطراف النهار، وسبحان الله
بالغدو والاصال، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب
العالمين والحمد لله كما يحب ربنا وكما يرضى كثيرا طيبا [وسبحان] كلما سبح الله شئ
[وكما يحب الله أن يسبح، والحمد لله كلما حمد الله شئ] وكما يحب الله أن يحمد، لا
إله إلا الله كلما هلل الله شئ وكما يحب الله أن يهلل، والله أكبر كلما كبر الله شئ
وكما يحب الله أن يكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم تقول وهو الدعاء
المخزون " اللهم إني أسألك يا الله يا رحمن - سبع مرات
[244]
بأسمائك الرضية المرضية المكنونة، يا
الله، اللهم إني أسألك بأسمائك الكبريائية اللهم إني أسألك بأسمائك العزيزة
المنيعة، وأسألك بأسمائك التامة الكاملة المعهودة يا الله، وأسألك بأسمائك التي هي
رضاك يا الله، وأسئلك بأسمائك التي لا تردها دونك، وأسألك من مسائلك بما عاهدت أو
في العهد أن لا تخيب سائلك وأسألك بجملة مسائلك التي لا يفي بحملها شئ غيرك - سبع
مرات - وأسألك بكل اسم إذا دعيت به أجبته، وبكل اسم هو لك، وكل مسألة حتى ينتهى إلى
اسمك الأعظم الأعظم الأكبر الأكبر العلي الأعلى الذي استويت به على عرشك واستقللت
به على كرسيك، وهو اسمك الكامل الذى فضلته على جميع أسمائك يا رحمن - سبع مرات -
وأسألك بما لا أعلمه ما لو علمته لسألتك به، وبكل اسم استأثرت به في علم الغيب
عندك، يا رحمن يا رحمن أن تصلي على محمد عبدك و رسولك ونبيك وأمينك وحبيبك وصفوتك
من خلقك وخاصتك من بريتك ومحبك ونجيك وحبيبك وصفيك وصل على محمد وعلى أهل محمد،
وترحم على محمد وأهل محمد، كأفضل وأجمل وأزكى وأطهر وأعظم وأكثر وأتم ما صليت به
على أحد من أنبيائك ورسلك يا ذا الجلال والاكرام، اللهم صل على محمد وآل محمد في
الأولين وصل على محمد وآل محمد في الاخرين، وصل عليهم في الملاء الأعلى، وصل عليهم
في المرسلين. اللهم أعط محمدا صلواتك عليه الوسيلة والفضيلة والشرف والدرجة الرفيعة
اللهم أكرم مقامه، وشرف بنيانه، وعظم برهانه وبيض وجهه، وأعل كعبه، وأفلج حجته،
وأظهر دعوته، وتقبل شفاعته كما بلغ رسالاتك، وتلا آياتك وأمر بطاعتك وائتمر بها،
ونهى عن معصيتك وانتهى عنها، في سر وعلانية، و جاهد في الله حق الجهاد فيك، وعبدك
مخلصا حتى أتاه اليقين، صلواتك عليه و على أهله، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه
عليه الأولون والاخرون من النبيين والمرسلين. اللهم استعملنا لسنته، وتوفنا على
ملته، وابعثنا في شيعته، واحشرنا في زمرته واجعلنا ممن يتبعه ولا تحجبنا عن رؤيته،
ولا تحرمنا مرافقته حتى تسكنا غرفه
[245]
وتخلدنا في جواره، رب إني أحببته فأحبني
لذلك ولا تفرق بينه وبيني طرفة عين في الدنيا والاخرة، اللهم صل على محمد وآل محمد
الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا، اللهم افتح لهم فتحا يسيرا، وانصرهم نصرا
عزيزا واجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم مكن لهم في الأرض واجعلهم أئمة
واجعلهم الوارثين اللهم أرهم في عدوهم ما يأملون وأرعدوهم منهم ما يحذرون، اللهم
اجمع بينهم في خير وعافية، اللهم عجل الروح والفرج لال محمد، اللهم اجمع على الهدى
أمرهم، واجعل قلوبهم في قلوب خيارهم، وأصلح ذات بينهم إنك حميد مجيد. اللهم إني
أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ولوالدي وما ولدا وأعتقهما من النار
وارحمهما وارضهما عني، واغفر لكل والد لي دخل في الاسلام، ولأهلي وولدي وجميع
قراباتي إنك على كل شئ قدير، اللهم اجعلني وجميع ورثة أبي وإخوانى فيك من أهل
ولايتك ومحبتك، فانه لا يقدر على ذلك غيرك يا رحمن، اللهم أوزعني أن أشكرك وأشكر
نعمتك التى أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه، وأصلح لى في ذريتي إني تبت
إليك وإني من المسلمين، واجز والدي خير ما جزيت والدا عن ولده، واجعل ثوابهما عنى
جنات النعيم، واغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا
للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم، واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم
والأموات. اللهم أصلح ذات بينهم واجمع على التقوى أمرهم، واجعلني وإياهم على طاعتك
ومحبتك، اللهم والمم شعثهم، واحقن دماءهم، وول أمرهم خيارهم أهل الرافة والمعدلة
عليهم إنك على كل شئ قدير، يا رب يا رب يا رب ! اللهم بديع السموات والأرض عالم
الغيب والشهادة ذو الجلال والاكرام والجود والقوة والسلطان والجبروت والملكوت
والكبرياء والعظمة والقدرة والمدحة والرهبة والرغبة والجود والعلو والحجة والهدى
والطاعة والعبادة والأمر والخلق وكل شئ لك يا رب العالمين.
[246]
يا رب يا رب يا رب أسئلك سؤال الضارعين
المساكين المستكين الراغبين الراهبين الذين لا يحذرون سواك، يا من يجيب المضطر
ويكشف الضر ويجيب الداعي ويعطى السائل أسئلك يا رب سؤال من لم يجد لضعفه مقويا، ولا
لذنبه غافرا ولا لفقره سادا غيرك، أسألك سؤال من اشتدت فاقته وضعفت قوته وكثرت
ذنوبه يا ذا الجلال والاكرام، يا رب يا رب رب أسئلك يا رب مسألة كل سائل و رغبة كل
راغب بيدك، وأنت إذا دعيت أجبت وبحق السائلين عليك، وبحق صفوتك من عبادك، ومنتهى
العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، أن لا تستدرجني بخطيئتي، ولا تجعل مصيبتي في
ديني، واذكرني يا رب برضاك، ولا تنسني حين تنشر رحمتك، وأقبل على بوجهك الكريم،
وامنن على بكرامتك، يا كريم، العفو واستجب دعائي وارحم تضرعي فاني بائس فقير خائف
مستجير من عذابك، لا أثق بعملي ولكني أثق برحمتك يا رب يا رب يا رب. اللهم كن بي
حفيا ولا تجعلني بدعائك رب شقيا، وامنن على بعافيتك وأعتق رقبتي من النار، فانني لا
أستغيث بغيرك، وأستجيرك فأجرني من كل هول ومشقة وخوف، وآمن خوفي وشجع جبني وقو ضعفي
وسد فاقتي وأصلح لي جميع أموري، يا رب أعوذ بك من هول المطلع، ومن شدة الموقف يوم
الدين فانك تجير ولا يجار عليك، يا رب يا رب يا رب، اللهم لا تعرض عني حين أدعوك،
ولا تصرف عني وجهك حين أسئلك فلا رب لي سواك وأعطني مسئلتي و آمن خوفي يوم ألقاك،
اللهم إني أعوذ بك فأعذني فانى ضعيف خائف مستجير بائس فقير، يا رب يا رب يا رب،
اللهم اكشف ضر ما استعذتك منه وألبسني عافيتك وجللني عافيتك وآمنى برحمتك فانك تجير
ولا تجار عليك، اللهم إني أعوذ بك من وحشة القبر وخلوته ومن ظلمته وضيقه وعذابه،
ومن هول ما أتخوف بعده يا رب العالمين، يا رب يا رب يا رب، اللهم إني أسئلك أن تصلي
على محمد وأهل بيته صفوتك وخيرتك من خلقك، وأن تستجيب لي دعائي وتعطيني سؤلي واكفني
من آخرتي ودنياي وارحم فاقتي واغفر ذنوبي ما تقدم منها وما تأخر، وآتني في
[247]
الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقني برحمتك
عذاب النار. اللهم ارزقني صلة قرابتي وحجا مقبولا وعملا صالحا مبرورا ترضاه ممن عمل
به، وأصلح لي أهلى وولدي، وأسئلك أن تجعل لي عقبا صالحا تلحقني من دعائهم رضوانا
ومغفرة وزيادة في كرامتك إنك على كل شئ قدير، وأنت أرحم الراحمين، يا رب يا رب يا
رب، اللهم وكلما كان في قلبي من شك أو ريبة أو جحود أو قنوط أو فرح أو مرح أو بطر
أو فخر أو خيلاء أو جبن أو خيفة أو رياء أو سمعة أو شقاق أو نفاق أو كفر أو فسوق أو
عظمة أو شئ مما لا تحب عليه أولياءك فأسئلك بحق محمد أن تمحو ذلك من قلبي وأن
تبدلني مكانه إيمانا وعدلا ورضا بقضائك، ووفاء بعهدك ووجلا منك، وزهدا في الدنيا
ورغبة فيما عندك، وثقة بك وطمأنينة إليك وتوبة إليك نصوحا يا رب يا رب يا رب. اللهم
لك الحمد كما خلقتني ولم أك شيئا مذكورا فأعني على أهوال الدنيا وبوائق الدهر
ونكبات الزمان وكربات الاخرة، ومصيبات الليالي والأيام ومن شر ما يعمل الظالمون في
الأرض، اللهم بارك لي في قدرك، و رضني بقضائك، اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك،
وارزقني شكرا وتوفيقا وعبادة وخشية يا رب العالمين، يا رب يا رب يا رب، اللهم اطلع
إلى اليوم اطلاعة تدخلني بها الجنة، اللهم استجب دعائي واقبله مني، واجعله دعاء
جامعا يوافق بعضه بعضا، فان كل شئ عندك بمقدار، اللهم واجعله من شأنك فانك كل يوم
في شأن، اللهم واكتبه في عليين في كتاب لا يمحى ولا يبدل بأن تقول قد غفرت لعبدي ما
تقدم من ذنبه وما تأخر، واستجبت له دعوته ووفقته واصطفيته لنفسي وكرمته وفضلته
وعصمته وهديته وزكيته وأصلحته واستخلصته وغفرت له وعفوت عنه آمين يا رب يا رب يا
رب. اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله في خلاصي وخلاص
والدي وما ولدا وأهلي وولدي وجميع ذرية أبي وإخواني فيك وجميع المؤمنين والمؤمنات
وكل والد لي دخل في الإسلام، من أهوال يوم القيامة ومن هموم
[248]
الدنيا والاخرة، وأهوالها، وأسئلك أن
ترزقني عزها، وتصرف عني شرها وتثبتنى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة
إنك رؤف رحيم، وصلى الله على محمد وآله كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل، يا رب يا رب
يا رب. اللهم إني أسئلك أن تصرف عني شر كل جبار عنيد، وشر كل شيطان مريد، وشر كل
ضعيف من خلقك وشديد، ومن الشر السامة والهامة واللامة والخاصة والعامة، ومن شر كل
دابة صغيرة أو كبيرة بالليل والنهار، ومن شر فسقة العرب والعجم، ومن شر فسقة الجن
والإنس، إنك على كل شئ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله
على خير مخلوق دعا إلى خير معبود، اللهم ربنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة
وقنا برحمتك عذاب النار، يا رب يا رب يا رب اللهم وما كان من خير أو عمل صالح أسألك
به وأكون في رضوانك وعافيتك وما صلح من ذلك من البر، فامنن على به إني إليك راغب
وبك مستجير. اللهم ما استعفيتك منه وما لم أستعفك منه وتوجب على به النار وسخطك
فاعفني منه، وما عذت من المخازي يوم القيامة وسوء المطلع إلى ما في القبور فأعذني
منه، اللهم ما أندم عليه من فعلي له واجازي عليه يوم المعاد أو تراني في الدنيا على
الحال التي تورث سخطك فأسئلك بوجهك الكريم أن تعظم عافيتي من جميع ذلك يا ولي
العافية، يا رب يا رب يا رب، وأسألك يا رب مع ذلك العافية من جهد البلاء، وسوء
القضاء وشماتة الأعداء، وأن تحملني بما لا طاقة لي به وتناقشني في الحساب يوم
الحساب مناقشة بمساوي أحوج ما أكون إلى عفوك و تجاوزك، أسئلك بوجهك الكريم أن تعظم
عافيتي في جميع ذلك، ياولي العافية أي من عفا عن السيئات، ولم يجاز بها، ارحم عبدك
يا رب يا رب يا رب، يا الله يا الله يا الله، نفسي نفسي ارحم عبدك يا سيداه عبدك
بين يديك يا رباه يا رباه، يا منتهى رغبتاه، يا مجري الدم في عروقي عبدك عبدك يا
سيداه، عبدك بين يديك، يا مالك عبده، يا سيداه يا مالكاه ياهو يا رباه، لا حيلة ولا
غنى بي عن نفسي، ولا أستطيع
[249]
لها ضرا ولا نفعا ولا رجاء لي ولا أجد
أحدا اصانعه تقطعت أسباب الخدائع واضمحل عني كل باطل، أفردني الدهر إليك فقمت هذا
المقام إلهي بعلمك فكيف أنت صانع بي ؟ ليت شعري ولا أشعر كيف تقول لدعائي أتقول نعم
أو تقول لا، فان قلت لا فياويلتاه يا ويلتاه يا ويلتاه يا عولتاه يا عولتاه يا
عولتاه يا شقوتاه يا شقوتاه يا شقوتاه يا ذلاه يا ذلاه يا ذلاه ؟ ؟ إلى من وإلى عند
من أو كيف أو بماذا أو إلى أي شئ ومن أرجو أو من يعود على إن رفضتني، يا واسع
المغفرة وإن قلت نعم كما الظن بك فطوبى لي أنا السعيد فطوبى لي أنا المرحوم. أيا
مترحم أيا متعطف أيا محيي أيا متسلط ! لا عمل لى أرجو به نجاح حاجتي ولا أحد أنفع
لي منك، يا من عرفني نفسه، يا من أمرني بطاعته، يا مدعو يا مسئول أيا مطلوب إليه،
رفضت وصيتك ؟ ؟، ولو أطعتك لكفيتني ما قمت إليك فيه من قبل أن أقوم، وأنا مع معصيتي
لك راج، فلا تخل بيني وبين ما رجوته، واردد يدي ملا من خيرك بحقك يا سيدي يا وليي
أنا من قد عرفت، شر عبد، وأنت خير رب، يا مخشي الانتقام، يا رب يا رب يا رب، يا
الله يا الله يا الله، يا محيط بملكوت السماوات والأرض، أصلحني لدنياي، وأصلحني
لاخرتي، وأصلحني لأهلي، وأصلحني لولدي وأصلح لي ما خولتني يا إلهي، وأصلحني من
خطاياي يا حنان يا منان تفضل علي برحمتك، وامنن على باجابتك، وصل اللهم على محمد
النبي وأهله وسلم وحل بينى وبين ما حلت بينه وبين أهل محمد من الباطل، وآتنا في
الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة يا أرحم الراحمين. ثم تقول: بسم الله الرحمن الرحيم
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، هو الله لا إله إلا هو الحي القيوم
لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا
باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه
السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم، الم الله لا إله إلا هو الحي
القيوم هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم، الذين
يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا و
[250]
قنا عذاب النار، الصابرين والصادقين
والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار. شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة
واولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الاسلام،
الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا،
ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل، اتبع ما اوحي
إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين. قل يا أيها الناس إني رسول الله
إليكم جميعا الذي له ملك السماوات و الأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله
ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون وما امروا إلا
ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون، لقد جاءكم رسول من أنفسكم
عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله
إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله
إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، فان لم تستجيبوا لكم فاعلموا أنما
انزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون، قل هو ربي لا إله إلا هو عليه
توكلت وإليه متاب، أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون، الله لا إله إلا هو له
الأسماء الحسنى فاستمع لما يوحى، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة
لذكري إنما إلهكم الله لا إله إلا هو وسع كل شئ علما، وما أرسلنا من قبلك من رسول
إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون. وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر
عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له
ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو له
الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون، يا أيها الناس اذكروا نعمة الله
عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون،
إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ذلكم الله ربكم له الملك لا إله
إلا هو فأنى تصرفون، غافر الذنب
[251]
وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله
إلا هو إليه المصير، ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا أنا فأنى تؤفكون، تبارك
الله رب العالمين، لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين، فاعلم أنه لا
إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثويكم. لو
أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها
للناس لعلهم يتفكرون، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن
الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز
الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء
الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، الله لا إله إلا هو وعلى
الله فليتوكل المؤمنون، رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا، وإنه لكتاب
عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. تقوله سبعا ثم
تقول: أمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم و إسماعيل، وإسحق ويعقوب
والأسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن
له مسلمون، ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا، الحمد
لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق
وصلى الله عليهم أجمعين. وتقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي
الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، وأمينه على وحيه، السلام عليك يا مولاي يا
أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولاي أنت حجة الله على خلقه، وباب علمه ووصي نبيه
والخليفة من بعده في أمته، لعن الله امة غصبتك حقك وقعدت مقعدك أنا برئ منهم ومن
شيعتهم إليك السلام عليك يا فاطمة البتول، السلام عليك يا زين نساء العالمين،
السلام عليك يا بنت رسول الله رب العالمين صلى الله عليك وعليه، السلام عليك يا ام
الحسن والحسين لعن الله امة غصبتك حقك ومنعتك ما جعله الله لك حلالا أنا برئ إليك
منهم ومن
[252]
شيعتهم. السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد
الحسن الزكي، السلام عليك يا مولاي لعن الله امة قتلتك وبايعت في أمرك وشايعت أنا
برئ إليك منهم ومن شيعتهم، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله الحسين بن علي
صلوات الله عليك وعلى أبيك وجدك محمد صلى الله عليه لعن الله امة استحلت دمك، ولعن
الله امة قتلتك واستباحت حريمك ولعن الله أشياعهم وأتباعهم، ولعن الله الممهدين لهم
بالتمكين من قتالكم أنا برئ إلى الله وإليك منهم. السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد
علي بن الحسين، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، السلام عليك يا
مولاي يا أبا عبد الله جعفر بن محمد، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن
جعفر، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى السلام عليك يا مولاى يا أبا
جعفر محمد بن علي، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، السلام عليك يا
مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي، السلام عليك يا مولاى يا أبا القاسم محمد بن الحسن
صاحب الزمان صلى الله عليك وعلى عترتك الطاهرة الطيبة. يا موالي كونوا شفعائي في حط
وزرى وخطاياي، آمنت بالله وبما انزل إليكم وأتوالي آخركم بما أتوالى أولكم، وبرئت
من الجبت والطاغوت واللات والعزى، يا موالي أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم،
وعدو لمن عاداكم، وولى لمن والاكم، إلى يوم القيمة ولعن الله ظالميكم وغاصبيكم ولعن
الله أشياعهم وأتباعهم وأهل مذهبهم، وأبرء إلى الله وإليكم منهم. اللهم إني اشهدك
وكفى بك شهيدا واشهد محمدا صلى الله عليه وآله وعليا والثمانية من حملة عرشك
والأربعة الأملاك خزنة علمك، أني برئ من أعدائهم وأن فرض صلواتي لوجهك، ونوافلي
وزكواتي وما طاب من قول وعمل عندك، فعلي محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين،
اللهم أقرر عيني بصلاته وصلاة أهل بيته واجعل ما هديتني إليه من الحق والمعرفة بهم
مستقرا لا مستودعا يا أرحم الراحمين
[253]
اللهم وعرفني نفسك وعرفني رسلك، وعرفني
ملائكتك، وعرفني ولاة أمرك اللهم إني لا آخذ إلا ما أعطيت، ولا واق إلا ما وقيت،
اللهم لا تحرمني منازل أوليائك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رأفة
ورشدا، اللهم وعلمني ناطق التنزيل وخلصني من المهالك، اللهم وخلصني من الشيطان
وحزبه، ومن السلطان وجنده، ومن الجبت وأنصاره، بحق محمد المحمود، وبعلي المقصود، و
بحق شبر وشبير، وبحق أسمائك الحسنى صل على أفضل الصفوة، إنك على كل شئ قدير، وأنت
بكل شئ محيط يا رب يا رب يا رب، يا الله يا الله يا الله يا رباه يا رباه يا رباه،
يا سيداه يا سيداه يا سيداه، يا مولاه يا مولاه يا مولاه يا عماد من لا عماد له يا
سند من لا سند له، يا ذخر من لا ذخر له أنت ربي وأنا عبدك على عهدك ووعدك اللهم
اجعله موقفا محمودا ولا تجعله آخر العهد منا، وأشركنا في صالح دعاء من دعاك بمنى
وعرفات ومزدلفة وعند قبر نبيك عليه السلام وعند زمزم والمقام، اللهم لك الحمد حيث
رفعت أقدارنا عن شد الزنانير في الأوساط والخواتيم في الأعناق، ولك الحمد حيث لم
تجعلنا زنادقة مضلين، ولا مدعية شاكين مرتابين ولا معارضين، ولا عن أهل بيت نبيك
صلى الله عليه وآله منحرفين، ولا بين عباده مشهورين. اللهم كما بلغتنا هذا اليوم
المبارك من شهرنا وسنتنا هذه المباركة، فبلغنا آخرها في عافية وبلغنا أعواما كثيرة
برحمتك يا أرحم الراحمين، يا رب يا رب يا رب يا الله يا الله يا الله، يا رباه يا
رباه يا رباه، يا سيداه يا سيداه يا سيداه، يا مولاه يا مولاه يا مولاه، اللهم وما
قسمت لي في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي هذا الشهر وفي هذه السنة من خير أو بركة
أو عافية أو مغفرة أو رأفة أو رحمة أو عتق من النار أو رزق واسع حلال طيب أو توبة
نصوح فاجعل لنا في ذلك أوفر النصيب وأجزل الحظ، اللهم ما أنزلت في هذه الساعة وفي
هذا اليوم وفي هذا الشهر وفي هذه السنة من حرق أو شرق أو غرق أو هدم أو ردم أو خسف
أو قذف أو رجف أو مسخ أو زلزلة أو فتنة أو صاعقة أو برد أو جنون أو جذام أو برص أو
أكل سبع أو ميتة سوء وجميع أنواع البلاء في الدنيا والاخرة فاصرفه عنا كيف شئت وأنى
شئت وعن جميع المؤمنين في
[254]
كل دار ومنزل في شرق الأرض وغربها. عز
جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك وحدك لا شريك لك فاطر السماوات والأرض عالم الغيب
والشهادة رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا
صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، وأشهد أن الجنة حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها
وأن الله يبعث من في القبور، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عليها أحيى
وعليها أموت وعليها ابعث حيا إن شاء الله. رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد
صلى الله عليه وآله نبيا، وبعلى وليا، و بالقرآن كتابا، وبالكعبة قبلة، وبإبراهيم
عليه السلام أبا، وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا، وبأمير - المؤمنين صلوات الله
عليه للحق واضحا، وللجنة والنار قاسما، وبالمؤمنين من شيعته إخوانا، لا اشرك بالله
شيئا ولا أتخذ من دونه وليا ولا أدعى معه إلها، لا إله إلا الله وحده لا شريك له
إلها واحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، اللهم إني أسئلك بالعظيم من آلائك،
والقديم من نعمائك، والمخزون من أسمائك، وما وارت الحجب من بهائك، ومعاقد العز من
عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وحدك لا شريك لك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن ترحم
هذه النفس الجزوعة، وهذا البدن الهلوع الذي لا يطيق حر شمسك، فكيف حر نارك، إن
تعاقبني لا يزيد في ملكك شئ، وإن تعف عني لا ينقص من ملكك شئ، أنت يا رب أرحم،
وبعبادك أعلم، وبسلطانك أرأف وبملكك أقدم، وبعفوك أكرم، وعلى عبادك أنعم، لا يزيد
في ملكك طاعة المطيعين، ولا ينقص منه معصية العاصين، واعف عني يا أكرم الأكرمين،
ويا أرحم الراحمين. ألوذ بعزتك، وأستظل بفنائك، وأستجير بقدرتك، وأستغيث برحمتك، و
أعتصم بحبلك، ولا أثق إلا بك، ولا ألجاء إلا إليك، يا عظيم الرجاء، يا كاشف البلاء،
ويا أحق من تجاوز وعفى، اللهم إن ظلمي مستجير بعفوك، وخوفي مستجير بأمانك، وفقري
مستجير بغناك، ووجهي البالي الفاني مستجير بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى ولا
يزول، يا من لا يشغله شأن عن شأن لا تجعل مصيبتنا
[255]
في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا
تسلط علينا من لا يرحمنا، وعد بحلمك على جهلنا، وبقوتك على ضعفنا، وبغناك على
فقرنا، وأعذنا من الأذى والعدى والضر وسوء القضاء وشماتة الأعداء، وسوء المنظر في
المال والدين والأهل والولد، وعند معاينة الموت. اللهم يا رب نشكو غيبة نبينا عنا،
وقلة ناصرنا، وكثرة عدونا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن بنا وتظاهر الخلق علينا،
اللهم صل على محمد وآل محمد، و افرج ذلك بفرج منك تعجله، وضر تكشفه وحق تظهره،
اللهم ابعث بقائم آل محمد صلى الله عليه وآله للنصر لدينك وإظهار حجتك والقيام
بأمرك وتطهير أرضك من أرجاسها برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إني أعوذ بك أن اوالي
لك عدوا أو اعادي لك وليا أو أسخط لك رضا أو أرضى لك سخطا، أو أقول لحق هذا باطل،
أو أقول لباطل هذا حق، أو أقول للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا، اللهم
صل على محمد وآله وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار
(1). ومن الدعوات في يوم عرفة، المرويات عن الصادق عليه السلام فقال: تكبر الله
تعالى مائة مرة وتهلله مائة مرة وتسبحه مائة مرة وتقدسه مائة مرة وتقرء آية الكرسي
مائة مرة وتصلي على النبي صلى الله عليه وآله مائة مرة ثم تبدء بالدعاء فتقول: إلهى
وسيدي، وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي لك مخالفة أمرك، بل عصيت إذ عصيتك وما أنا
بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي، وغلبت على شقوتي، وأعانني عليه
عدوك وعدوي، وغرني سترك المسبل علي فعصيتك بجهلي، وخالفتك بجهدي، فالان من عذابك من
يستنقذني، وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني، أنا الغريق المبتلى، فمن سمع بمثلي
أو رآى مثل جهلي، لا رب لى غيرك ينجيني، ولا عشيرة تكفيني، ولا مال يفديني فوعزتك
يا سيدي لأطلبن إليك، وعزتك يا مولاي لأتضرعن إليك، وعزتك يا إلهي لألحن عليك،
وعزتك يا إلهي لأبتهلن إليك، وعزتك يا رجائي لأمدن
(1) كتاب الاقبال: 369 - 385. [*]
[256]
يدي مع جرمها إليك. إلهي فمن لي، مولاي
فبمن ألوذ ؟ سيدي فبمن أعوذ ؟ أملي فمن أرجو ؟ أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك، وحدك
لا شريك لك يا أحد من لا أحد له يا أكرم من أقر له بذنب، يا أعز من خضع له بذل، يا
أرحم من اعترف له بجرم لكرمك اقررت بذنوبي، ولعزتك خضعت بذلتي، فما صانع مولاي
ولرحمتك أنت اعترفت بجرمي فما أنت فاعل سيدي لمقر لك بذنبه خاضع لك بذله معترف لك
بجرمه اللهم صل على محمد وآل محمد، واسمع اللهم دعائي إذا دعوتك، وندائي إذا ناديتك
وأقبل علي إذا ناجيتك، فاني اقر لك بذنوبي، وأعترف وأشكو إليك مسكنتي و فاقتي
وقساوة قلبي وضري وحاجتي يا خير من آنست به وحدتي وناجيته بسري يا أكرم من بسطت
إليه يدي، ويا أرحم من مددت إليه عنقي، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي التى
نظرت إليها عيناي. اللهم صل على محمد وآله، واغفر لي ذنوبي التي نطق بها لساني،
اللهم صل على محمد وآله واغفر لي ذنوبي التي اكتسبتها يدي، واغفر لي ذنوبي التي
باشرها جلدي، واغفر [اللهم ذنوبي التي احتطبت بها على بدني، واغفر] اللهم ذنوبي
التي قدمتها يداي، واغفر اللهم ذنوبي التي [أحصاها كتابك، واغفر اللهم ذنوبي التي]
سترتها من المخلوقين ولم أسترها منك. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي
أولها وآخرها صغيرها و كبيرها، دقيقها وجليلها، ما أعرف منها وما لا أعرف، مولاي
عظمت ذنوبي و جلت، وهي صغيرة في جنب عفوك، فاعف عني فقد قيدتني، واشتهرت عيوبي،
وغرقتني خطاياي، وأسلمتني نفسي إليك، بعد ما لم أجد ملجأ، ولا منجا منك إلا إليك،
مولاي استوجبت أن أكون لعقوبتك عرضا، ولنقمتك مستحقا، إلهي قد غير عقلي فيما وجلت
من مباشرة عصيانك، وبقيت حيرانا متعلقا بعمود ؟ ؟ غفرانك فأقلني يا مولاي وإلهي
بالاعتراف، فها أنا ذا بين يديك عبد ذليل خاضع صاغر داخر راغم، إن ترحمني فقديما
شملني عفوك، وألبستني عافيتك وإن تعذبني فإني
[257]
لذلك أهل وهو منك يا رب عدل. اللهم إني
أسئلك بالمخزون من أسمائك، وما وارت الحجب من بهائك أن تصلى على محمد وآله وترحم
هذه النفس الجزوع، وهذا البدن الهلوع، والجلد الرقيق، والعظم الدقيق، مولاي عفوك
عفوك، مائة مرة - اللهم قد غرقتني الذنوب وغمرتني النعم، وقل شكري وضعف عملي، و ليس
لي ما أرجوه إلا رحمتك، فاعف عني فاني امرؤ حقير وخطري يسير، اللهم إني أسألك أن
تصلي على محمد وآله، وإن تعف عني فان عفوك أرجى لي من عملي وإن ترحمني فان رحمتك
أوسع من ذنوبي وأنت الذي لا تخيب السائل، ولا ينقصك النائل، يا خير مسؤول وأكرم
مأمول، هذا مقام المستجير بك من النار - مائة مرة - هذا مقام العائذ بك من النار -
مائة مرة -. هذا مقام الذليل، هذا مقام البائس الفقير، هذا مقام المستجير، هذا مقام
من لا أمل له سواك، هذا مقام من لا يفرج كربه سواك، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما
كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق، اللهم لك الحمد على ما
رزقتني، ولك الحمد على ما منحتني، ولك الحمد على ما ألهمتنى، ولك الحمد على ما
وفقتني، ولك الحمد على ما شفيتني، ولك الحمد على ما عافيتني ولك الحمد على ما
هديتني، ولك الحمد على السراء والضراء، ولك الحمد على ذلك كله، ولك الحمد على كل
نعمة أنعمت على ظاهرة وباطنة، حمدا كثيرا دائما سرمدا أبدا لا ينقطع ولا يفنى أبدا،
حمدا ترضى بحمدك عنا، حمدا يصعد أوله ولا يفنى آخره يزيد ولا يبيد. اللهم إني
أستغفرك من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه
يدي بسابغ رزقك، أو اتكلت عند خوفي منه على أناتك أو وثقت فيه بحولك، أو عولت فيه
على كريم عفوك، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي أو نحست بفعله نفسي أو
احتطبت به على بدني، أو قدمت فيه
[258]
لذتي، أو آثرت فيه شهواتي، أوسعيت فيه
لغيري، أو استغويت فيه من تبعني، أو غلبت عليه بفضل حيلتي، أو احتلت فيه عليك مولاي
فلم تغلبني على فعلي، إذ كنت كارها لمعصيتي لكن سبق علمك في فعلى، فحلمت عني، لم
تدخلني يا رب فيه جبرا، ولم تحملني عليه قهرا، ولم تظلمني فيه شيئا، أستغفر الله
استغفار من غمرته مساغب الاساءة، فأيقن من إلهه بالمجازاة، أستغفر الله استغفار من
تهور تهورا في الغياهب، و تداحض للشقوة في أوداء المذاهب، أستغفر الله استغفار من
أورطه الافراط في مآثمه وأوثقه الارتباك في لجج جرائمه، أستغفر الله استغفار من
أناف على المهالك بما اجترم، أستغفر الله استغفار من أوحدته المنية في حفرته، فأوحش
بما اقترف من ذنب استكفف، فاسترحم هنالك ربه واستعطف، أستغفر الله استغفار من لم
يتزود لبعد سفره زادا، ولم يعد لمظاعن ترحاله إعدادا، أستغفر الله استغفار من شسعت
شقته وقلت عدته فغشيته هنالك كربته، أستغفر الله استغفار من خالط كسبه التدالس وقرن
بأعماله التباخس. أستغفر الله استغفار من لا يعلم على أي منزلته هاجم، أفي النار
يصلى أم في الجنة ناعم يحيى، أستغفر الله استغفار من غرق في لجج المآثم، وتقلب في
أظاليل مقت المحارم، أستغفر الله استغفار عن عند عن لوايح حق المنهج، وسلك سوادف
سبل المرتتج، أستغفر الله استغفار من لم يهمل شكرى ولم يضرب عنه صفحا، أستغفر الله
استغفار من لم ينجه المفر من معاناة ضنك المنقلب، ولم يجره المهرب من أهاويل عبء
المكسب. أستغفر الله استغفار من تمرد في طغيانه عدوا، وبارزه بالخطيئة عتوا أستغفر
الله استغفار من أحصى عليه كرور لوافظ ألسنته، وزنة مخانق الجنة، أستغفر الله
استغفار من لا يرجو سواه، أستغفر الله الذي لا إله لا هو الحي القيوم مما أحصاه
العقول، والقلب الجهول، واقترفته الجوارح الخاطئة، و اكتسبته اليد الباغية، أستغفر
الله الذي لا إله إلا هو بمقدار ومقياس ومكيال ومبلغ ما أحصى وعدد ما خلق وفلق وذرء
وبرء وأنشأ وصور ودون، وأستغفر الله أضعاف
[259]
ذلك وأضعافا مضاعفة وأمثالا ممثلة، حتى
أبلغ رضى الله وأفوز بعفوه. الحمد لله الذي هداني لدينه الذي لا يقبل عمل إلا به،
ولا يغفر ذنبا إلا لأهله، والحمد لله الذي جعلني مسلما له ولرسوله صلى الله عليه
وآله فيما أمر به ونهى عنه والحمد الله الذي لم يجعلني أعبد شيئا غيره، ولم يكرم
بهواني أحدا من خلقه، و الحمد لله على ما صرف عني من أنواع البلاء في نفسي وأهلي
ومالي وولدي وأهل حزانتي، والحمد لله رب العالمين على كل حال، ولا إله إلا الله
الملك الرحمن ولا إله إلا الله المفضل المنان، ولا إله إلا الله الأول والاخر ولا
إله إلا الله ذو الطول وإليه المصير، ولا إله إلا الله الظاهر الباطن، والله أكبر
مداد كلماته، والله أكبر ملء عرشه، والله أكبر عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله
الحليم الكريم وسبحان الله الغفور الرحيم، وسبحان الله الذي لا ينبغى التسبيح إلا
له، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك وحبيبك، وخيرتك من خلقك،
والمبلغ رسالاتك، فانه قد أدى الأمانة، ومنح النصيحة، وحمل على المحجة، وكابد
العسرة، اللهم أعطه بكل منقبة من مناقبه ومنزلة من منازله وحال من أحواله خصائص من
عطائك، وفضائل من حبائك، تسر بها نفسه، و تكرم بها وجهه، وترفع بها مقامه، وتعلى
بها شرفه على القوام بقسطك، والذابين عن حريمك، اللهم وأورد عليه وعلى ذريته
وأزواجه وأهل بيته وأصحابه وامته ما تقر به عينه، واجعلنا منهم وممن تسقيه بكأسه،
وتورده حوضه، وتحشرنا في زمرته وتحت لوائه، وتدخلنا في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل
محمد، صلى الله عليهم أجمعين. اللهم اجعلني معهم في كل شدة ورخاء، وفي كل عافية
وبلاء، وفي كل أمن وخوف وفي كل مثوى ومنقلب، اللهم أحيني محياهم، وأمتني مماتهم، و
اجعلني معهم في المواطن كلها، ولا تفرق بيني وبينهم أبدا، إنك على كل شئ
[260]
قدير، اللهم أفنني خير الفناء إذا أفنيتني
على موالاتك وموالاة أوليائك، ومعاداة أعدائك، والرغبة والرهبة إليك والوفاء بعهدك،
والتصديق بكتابك، والاتباع لسنة نبيك صلى الله عليه وآله وتدخلني معهم في كل خير
وتنجيني بهم من كل سوء. اللهم صل على محمد وآله، واغفر ذنبي ووسع خلقي وطيب كسبى
وقنعني بما رزقتني، ولا تذهب نفسي إلى شئ صرفته عني، اللهم إني أعوذ بك من النسيان
والكسل والتواني في طاعتك، ومن عقابك الأدنى وعذابك الأكبر وأعوذ بك من دنيا تمنع
خير الاخرة، ومن حياة تمنع خير الممات، ومن أمل يمنع خير العمل وأعوذ بك من نفس لا
تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يرفع، ومن صلاة لا تقبل اللهم افتح مسامع قلبي
لذكرك، حتى أتبع كتابك واصدق رسولك، وآمن بوعدك، واوفي بعهدك، لا إله إلا أنت اللهم
صل على محمد وأهله، وأسألك الصبر على طاعتك، والصبر لحكمك، وأسألك اللهم حقايق
الايمان، والصدق في المواطن كلها، والعفو والمعافاة، واليقين والكرامة في الدنيا
والاخرة، والشكر والنظر إلى وجهك الكريم، فان بنعمتك تتم الصالحات. اللهم أنت تنزل
الغنا والبركة من الرفيع الأعلى تكون على العباد قاهرا مقتدرا أحصيت أعمالهم، وقسمت
أرزاقهم، وسميت آجالهم وكتبت آثارهم، و جعلتهم مختلفة ألسنتهم وألوانهم، خلقا من
بعد خلق، لا يعلم العباد علمك، وكلنا فقراء إليك، فلا تصرف اللهم عني وجهك، ولا
تمنعني فضلك، ولا تحرمني طولك وعفوك، واجعلني اوالي أولياءك واعادي أعداءك وارزقني
الرهبة والرغبة والخشوع و الوفاء والتسليم، والتصديق بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد
صلى الله عليه وآله. اللهم صل على محمد وآله واكفني ما أهمني وغمني، ولا تكلني إلى
نفسي و أعذني من شر ما خلقت وذرأت وبرأت وألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك،
واقض عني ديني ووفقني لما يرضيك عني، واحرسني وذريتي وأهلي وقراباتي وجميع إخواني
فيك وأهل حزانتي من الشيطان الرجيم، ومن شر فسقة العرب والعجم، وشياطين الانس
والجن، وانصرني على من ظلمني، وتوفني
[261]
مسلما وألحقني بالصالحين، اللهم إني أسئلك
بعظيم ما سئلك به أحد من خلقك من كريم أسمائك، وجميل ثنائك، وخاصة دعائك، أن تصلى
على محمد وآل محمد، وأن تجعل عشيتي هذه أعظم عشية مرت على منذ أخرجتني إلى الدنيا
بركة، في عصمة من ديني، وخلاص نفسي وقضاء حاجتي، وتشفيعي في مسئلتي، وإتمام النعمة
على وصرف السوء عني، ولباس العافية، وأن تجعلني ممن نظرت إليه في هذه العشية برحمتك
إنك جواد كريم. اللهم إن كنت لم تكتبني في حجاج بيتك الحرام أو أحرمتني الحضور معهم
في هذه العشية، فلا تحرمنى شركتهم في دعائهم، وانظر إلى بنظرتك الرحيمة لهم وأعطني
من خير ما تعطى أولياءك وأهل طاعتك، اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تجعل هذه
العشية آخر العهد مني، حتى تبلغنيها من قابل مع حجاج بيتك الحرام وزوار قبر نبيك
عليه السلام، في أعفى عافيتك وأعم نعمتك وأوسع رحمتك وأجزل قسمك وأسبع رزقك وأفضل
رجائك وأتم رأفتك إنك سميع الدعاء. اللهم صل على محمد وآله واسمع دعائي وارحم
تضرعي، وتذللي واستكانتي وتوكلي عليك فأنا مسلم لأمرك لا أرجو نجاحا ولا معافاة ولا
تشريفا إلا بك ومنك فامنن على بتبليغ هذه العشية من قابل، وأنا معافى من كل مكروه
ومحذور، و من جميع البوائق ومحذورات الطوارق، اللهم أعني على طاعتك وطاعة أوليائك
الذين اصطفيتهم من خلقك لخلقك، والقيام فيهم بدينك، اللهم صل على محمد وآله وسلم لي
ديني وزد في أجلي وأصح لي جسمي وأقر بشكر نعمتك عيني وآمن روعتي وأعطني سؤلى إنك
على كل شئ قدير. اللهم صل على محمد وآله وتمم آلاءك على فيما بقى من عمرى، وتوفني
إذا توفيتني وأنت عني راض، اللهم صل على محمد وآله وثبتني على دين الاسلام فاني
بحبلك اعتصمت فلا تكلني في جميع الامور إلا إليك، اللهم صل على محمد و آله واملأ
قلبي رهبة منك ورغبة إليك وخشية منك وغنى بك، وعلمني ما ينفعني واستعملني بما
علمتني، اللهم إني أسألك مسألة المضطر إليك، المشفق من عذابك
[262]
الخائف من عقوبتك، أن تغنيني بعفوك
وتجيرني بعزتك، وتحنن علي برحمتك وتؤدي عني فريضتك وتستجيب لي فيما سألتك وتغنيني
عن شرار خلقك وتدنيني ممن كادني، وتقيني من النار وما قرب إليها من قول أو عمل،
وتغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، يا ذا الجلال والاكرام، إنك على كل شئ قدير،
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين (1). دعاء آخر في يوم عرفة مروى عن الصادق [جعفر]
عليه سلام الله الملك الاكبر: " اللهم أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين، وأنت
الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم، وأنت
الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأنت
الله لا إله إلا أنت مالك يوم الدين، بدئ كل شئ وإليك يعود لم تزل ولا تزال الملك
القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الكبرياء رداؤك، سابغ النعماء
جزيل العطاء، باسط اليدين بالرحمة، نفاح الخيرات، كاشف الكربات، منزل الايات مبدل
السيئات، جاعل الحسنات درجات، دنوت في علوك وعلوت في دنوك دنوت فلا شئ دونك،
وارتفعت فلا شئ فوقك، ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى فالق الحب والنوى، لك ما في
السموات العلى، ولك الكبرياء في الاخرة والاولى غافر الذنب وقابل التوب شديد
العقاب. لا إله إلا أنت إليك المأوى، وإليك المصير، وسعت رحمتك كل شئ، وبلغت حجتك،
ولا معقب لحكمك، ولا يخيب سائلك [أحطت ظ] كل شئ بعلمك وأحصيت كل شئ عددا، وجعلت لكل
شئ أمدا، وقدرت كل شئ تقديرا، بلوت فقهرت ونظرت فخبرت، وبطنت وعلمت فسترت، وعلى كل
شئ ظهرت تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، لا تنسى من ذكرك ولا تخيب من سألك، ولا
تضيع من توكل عليك، أنت الذي لا يشغلك ما في جو سمواتك عما في جو أرضك، تعززت في
ملكك
(1) كتاب الاقبال: 358 - 392.
[263]
وتقويت في سلطانك، وغلب على كل شئ قضاؤك،
وملك كل شئ أمرك، وقهرت قدرتك كل شئ، لا يستطاع وصفك، ولا يحاط بعلمك، ولا منتهى
لما عندك، ولا تصف العقول صفة ذاتك. عجزت الأوهام عن كيفيتك، ولا تدرك الأبصار موضع
أينيتك، ولا تحد فتكون محدودا، ولاتمثل فتكون موجودا، ولا تلد فتكون مولودا، أنت
الذي لا ضد معك فيعاندك، ولا عديل لك فيكاثرك، ولا ند لك فيعارضك، أنت ابتدعت و
اخترعت واستحدثت فما أحسن ما صنعت، سبحانك ما أجل ثناءك وأسنى في الأماكن مكانك،
وأصدع بالحق فرقانك، سبحانك من لطيف ما ألطفك، وحكيم ما أعرفك ومليك ما أسمحك، بسطت
بالخيرات يدك، وعرفت الهداية من عندك، وخضع لك كل شئ، وانقاد للتسليم لك كل شئ،
سبيلك جدد، وأمرك رشد، وأنت حى صمد، وأنت الماجد الجواد الواحد الأحد العليم الكريم
القديم القريب المجيب تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، تقدست أسماؤك
وجل ثناؤك، فصل على محمد عبدك ورسولك الذي صدع بأمرك، وبالغ في إظهار دينك وأكد
ميثاقك، ونصح لعبادك، وبذل جهده في مرضاتك، اللهم شرف بنيانه وعظم برهانه. اللهم
وصل على ولاة الأمر بعد نبيك وتراجمة وحيك، وخزان علمك وامنائك في بلادك، الذين
أمرت بمودتهم، وفرضت طاعتهم على بريتك، اللهم صل عليهم صلاة دائمة باقية، اللهم وصل
على السياح والعباد وأهل الجد والاجتهاد واجعلني في هذه العشية ممن نظرت إليه
فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته، وآمن بك فهديته، وسألك فأعطيته، ورغب إليك فأرضيته،
وهب لي في يومي هذا صلاحا لقلبي وديني ودنياي ومغفرة لذنوبي يا أرحم الراحمين،
أسألك الرحمة يا سيدي ومولاي وثقتي يا رجائي يا معتمدي وملجائي وذخري وظهري وعدتي و
أملي وغايتي، وأسئلك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تغفر لي ذنوبي
وعيوبي، وإساءتي وظلمي وجرمي على نفسي، فهذا مقام العائذ بك
[264]
من النار، هذا مقام الهارب إليك من النار.
اللهم وهذا يوم عرفة، كرمته وشرفته وفضلته وعظمته، نشرت فيه رحمتك ومننت فيه بعفوك،
وأجزلت فيه عطيتك، وتفضلت فيه على عبادك، اللهم وهذه العشية من عشايا رحمتك ومنحك
وإحدى أيام زلفتك، وليلة عيد من أعيادك، فيها يفضى إليك ما يهم من الحوائج من قصدك
مؤملا راجيا فضلك طالبا معروفك الذي تمن به على من تشاء من خلقك وأنت فيها بكل لسان
تدعى، ولكل خير تبتغى و ترجى، ولك فيها جوائز ومواهب وعطايا تمن بها على من تشاء من
عبادك، و تشمل بها أهل العناية منك، وقد قصدناك مؤملين راجين، وأتيناك طالبين، نرجو
ما لا خلف له من وعدك، ولا مترك له من عظيم أجرك، قد أبرزت ذوو الامال إليك وجوهها
المصونة، ومدوا إليك أكفهم طلبا لما عندك ليدركوا بذلك رضوانك يا غفار يا مستراش من
نيله، ومستعاش من فضله، يا ملك في عظمته يا جبار في قوته يا لطيف في قدرته، يا
متكفل يا رازق النعاب في عشه، يا أكرم مسئول ويا خير مأمول ويا أجود من نزلت بفنائه
الركائب، وطلب عنده نيل الرغائب، وأناخت به الوفود يا ذا الجود يا أعظم من كل
مقصود، أنا عبدك الذي أمرتني فلم أئتمر، ونهيتني عن معصيتك وزجرتني فلم أنزجر
فخالفت أمرك ونهيك، لا معاندة لك ولا استكبارا عليك، بل دعاني هواى واستزلني عدوك
وعدوي، فأقدمت على ما فعلت عارفا بوعيدك، راجيا لعفوك، واثقا بتجاوزك وصفحك. فيا
أكرم من اقر له بالذنوب، ها أنا ذا بين يديك صاغرا ذليلا خاضعا خاشعا خائفا معترفا
عظيم ذنوبي وخطاياى، فما أعظم ذنوب التي تحملتها وأوزاري التي اجترمتها، مستجيرا
فيها بصفحك، لائذا برحمتك، موقنا أنه لا يجيرني منك مجير ولا يمنعنى منك مانع، فعد
علي بما تعود به على من اقترب من تغمدك، وجد على بما تجود به على من ألقى بيده إليك
من عبادك، وامنن علي بما لا يتعاظمك أن تمن به على من أملك لغفرانك له يا كريم،
ارحم صوت حزين يخفي ما سترت عن خلقك من مساويه، يسألك في هذه العشية رحمة تنجيه من
كرب موقف المسألة
[265]
ومكروه يوم هول المعاينة حين تفرده عمله،
ويشغله عن أهله وولده. فارحم عبدك الضعيف عملا الجسيم أملا، خرجت من يدي أسباب
الوصلات إلا ما وصله رحمتك، وتقطعت عني عصم الامال إلا ما أنا معتصم به من عفوك، قل
عندي ما أعتد به من طاعتك، وكبر عندي ما أبوء به من معصيتك، ولن يضيق عفوك عن عبدك
وإن أساء، فاعف عني فقد أشرف على خفايا الأعمال علمك، و انكشف كل مستور عند خبرك،
ولا ينطوي عليك دقائق الامور، ولا يعزب عنك غيبات السرائر، وقد استحوذ علي عدوك
الذي استنظرك لغوايتي، فأنظرته، و استمهلك إلى يوم الدين لاضلالي فأمهلته، وأوقعني
بصغائر ذنوب موبقة، وكبائر أعمال مردية، حتى إذا قارفت معصيتك، واستوجبت بسوء فعلى
سخطك، تولى عني بالبراءة مني، فأصحرني لغضبك فريدا، وأخرجني إلى فناء نقمتك طريدا،
لا شفيع يشفع لي إليك، ولا خفير يقيني منك، ولا حصن يحجبني عنك ولا ملاذ ألجا إليه
منك، فهذا مقام العائذ بك من النار، ومحل المعترف لك، ولا يضيقن عني فضلك، ولا
يقصرن دوني عفوك، ولا أكن أخيب وفدك من عبادك التائبين، ولا أقنط وفودك الاملين.
اللهم اغفر لي إنك أرحم الراحمين، فطال ما أغفلت من وظائف فروضك وتعديت عن مقامات
حدودك، فهذا مقام من استحيا لنفسه منك، وسخط عليها و رضى عنك، وتلقاك بنفس خاشعة،
ورقبة خاضعة، وظهر مثقل من الذنوب، واقفا بين الرغبة إليك والرهبة منك، فأنت أولى
من وثق به من رجاه، وآمن من خشيه واتقاه. اللهم فصل على محمد وآله، وأعطني ما رجوت
وآمنى مما حذرت، وعد على بعائدة من رحمتك، اللهم فإذ سترتني بفضلك، وتغمدتني بعفوك
في دار الحياة والفناء بحضرة الأكفاء، فأجرني من فضيحات دار البقاء عند مواقف
الأشهاد، من الملائكة المقربين، والرسل المكرمين، والشهداء والصالحين، فحقق رجائي
فأنت أصدق القائلين " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله "
اللهم
[266]
إني سائلك القاصد ومسكينك المستجير
الوافد، وضعيفك الفقير، ناصيتي بيدك و أجلي بعلمك، أسألك أن توفقني لما يرضيك عنى،
وأن تبارك لي في يومي هذا الذي فزعت فيه إليك الأصوات، وتقربوا إليك عبادك
بالقربات، أسألك بعظيم ما سئلك به أحد من خلقك: من كريم أسمائك، وجميل ثنائك، وخاصة
دعائك، بآلائك أن تصلي على محمد وآله، وأن تجعل يومي هذا أعظم يوم مر على منذ
أنزلتني إلى الدنيا بركة في عصمة ديني، وخاصة نفسي، وقضاء حاجتي، وتشفيعي في
مسائلي، وإتمام النعمة علي، وصرف السوء عنى يا أرحم الراحمين، افتح علي أبواب
رحمتك، ورضني بعادل قسمك، واستعملني بخالص طاعتك، يا أملي ويا رجائي حاجتي التي إن
أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني: فكاك رقبتي من
النار، إلهي لا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، يا منان من علي بالجنة، يا عفو اعف
عني، يا تواب تب علي، وتجاوز عني، واصفح عن ذنوبي يا من رضي لنفسه العفو يا من أمر
بالعفو، يا من يجزي على العفو، يا من استحسن العفو، أسألك اليوم العفو العفو -
يقولها عشرين مرة -. أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك، وخابت الامال إلا فيك، فلا تقطع
رجائي يا مولاي، إن لك في هذه الليلة أضيافا فاجعلني من أضيافك، فقد نزلت بفنائك
راجيا معروفك، يا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقضي أبدا، يا ذا النعماء التي لا
تحصى عددا اللهم إن لك حقوقا فتصدق بها على، وللناس قبلى تبعات فتحملها عني، وقد
أوجبت يا رب لكل ضيف قرى، وأنا ضيفك فاجعل قراى الليلة الجنة، يا وهاب الجنة، يا
وهاب المغفرة اقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي مرحوما صوتي، مغفورا ذنبي، بأفضل ما
ينقلب به اليوم أحد من وفدك وزوارك، وبارك لي فيما أرجع إليه من مال - إلى ههنا ما
وجد في الأصل - (1). دعاء آخر في يوم عرفة وجدناه في كتب الدعوات: الحمد لله الذي
هدانا لحمده، وجعلنا من أهله لنكون لاحسانه من الشاكرين
(1) الاقبال: 392 - 397. (*)
[267]
وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين، الحمد
لله الذي حبانا بدينه، وخصنا بملته وسبيله وأرشدنا إلى سنن إحسانه لنسلكها بمنه
ورضوانه، حمدا يقبله منا ويرضى به عنا، الحمد لله الذي جعل من تلك السبل يوم عرفة،
يوم عظيم قدره، جليل أمره ميمون ذكره، الحمد لله الذي عرفنا فضله، وجعلنا من
التابعين لرسله، الطائعين فيه لأمره، اللهم فقنا فيه من المخاوف والشدائد، وكن
برحمتك وإحسانك علينا عائدا، واغفر لنا زيارة هذه المشاهد، واجعل حظنا من زيارتها
أعظم حظ وارد، واعف عنا فأنت الصمد الواحد، ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا، واجعلني
لالائك شاكرا وحامدا، يا من تدانى بنعمته، وأفضل علي سني قسمه، يامن يعلم سريرتي
ويستر علانيتي، أعطني ثواب المطيعين، وعلو منازل المخبتين، واكتبني في عبادك
الصالحين، الذين قبلت عملهم، وختمته بالمغفرة في هذه العشية التي ظاهر قدره جليل
أمره مشهور بين العلماء ذكره، محفوظ في قلوب العارفين، من عرف فضلها من بين الليالي
والأيام فاز، ولكل فضل حاز، ومن دعاك فاز بجزيل الثواب وحسن الإياب. اللهم بارك لنا
في هذا وخاتمته، واختم لنا بخير عند مساءلته، واجعله لنا شاهدا بعمل طاعتك، واجعلنا
من أهل عنايتك، اللهم إني أستغفرك من مظالم كثيرة، وبوائق جزيلة وعظائم ذنوب جمة قد
أثقلت ؟ ؟ ظهري، ومنعنى الرقاد ذكرها، اللهم إني أتنصل إليك من الذنوب والخطايا
وأتوب فلا تجعل دعائي يا رب عنك محجوبا فأنت أكرم مأمول وأعز مطلوب إلهي أمد إليك
كفا طال ما عصت، وأبكي بعين طال ما على المعاصي عكفت وأدعوك بلسان عليه الملائكة
الكرام الحفظة كتبت، وأرجوك بنفس عفوك وصفحك أملت، وعلى برك وإحسانك يا كريم عولت،
ولباب فضلك ومعروفك طرقت ولمعروفك تعرضت. إلهي ذلت لعظمتك الأرباب، وتاهت عند تأمل
عزيز سلطانك اولوا الألباب وقصدك السائلون لعلمهم بأنك جواد وهاب، فقصدتك يا إلهي
لمعرفتي بأنك تجيب الداعين، وتسمع سؤال السائلين، وتقبل ببرك ومعروفك على التائبين،
فقبضت إليك كفا هي من عقابك خائفة وبما جنت من الخطايا عارفة، وشخصت إليك بعين هي
[268]
من هيبتك ذارفة، ودعوتك بلسان نغماته
لشكرك واصفة، وأذللت بين يديك نفسا لم تزل على المعاصي عاكفة: فيا من يعلم سريرتي،
ارحم ضعفي ومسكنتي، وتغمدني بعفوك وسترك في دنياى وآخرتي، ولا تكلني إلى سواك فأنت
رجائي وأملى. يا عدتي عند الشدائد، يا من لا يضجره سائل سأل، ولا يثقل عليه ملح
بالدعاء مبتهل، بابك للطارقين مفتوح، وبرك للمنيبين ممنوح، فأنت مشكور ممدوح، اللهم
وهذه ليلة من عرف ظاهرها فاز، ومن عرف باطنها فبكل فضيلة حاز، اللهم وفقنا للأعمال
الصالحة والتجارة الرابحة والسلوك للمحجة الواضحة، واجعلها لنا شاهدة، وقنا فيها من
الشدائد، واجعل الخير علينا فيها واردا، ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا، فأنت الأحد
الواحد. إلهي ها أنا ذا عبدك بين يديك، باسط إليك كفا هي حذرة مما جنت وجلة مما
اقترفت، اللهم فاستر سوء عملي يوم كشف السرائر، وارحمني مما فيه احاذر، وكن بي رؤفا
ولذنبي غافرا، فأنت السيد القاهر، فان عفوت فمن أولى منك بالعفو وإن عذبت فمن أعدل
منك في الحكم، اللهم وهذه ليلة باطنها سرور أوليائك، الذين حبوتهم بعلو المنازل
والدرجات، وضاعفت لهم الحسنات، وغفرت لهم السيئات، وختمت لهم بالخيرات، وقد أمسيت
يا رب في هذه العشية راجيا لفضلك مؤملا برك منتظرا مواد إحسانك ولطفك، متوكلا عليك
متوسلا بك، طالبا لما عندك من الخير المذخور لديك، معتصما بك من شر ما أخاف وأحذر،
ومن شر ما اعلن وأسر فبك أمتنع وأنتصر وإليك ألجأ وبك أستتر وبطاعة نبيك والأئمة
عليهم السلام أفتخر وإلى زيارة وليك وأخي نبيك أبتدر، اللهم فبه وبأخيه وذريته
أتوسل، و أسئل وأطلب في هذه العشية فكاك رقبتي من النار، والمقر معهم في دار
القرار، فان لك في هذه العشية رقابا تعتقها من النار. اللهم وهذه ليلة عيد ولك فيها
أضياف، فاجعلني من أضيافك، وهب لي ما بيني وبينك، واجعل قراى منك الجنة، يا الله يا
الله يا الله، يا خير منزول به، يا خير من نزلت بفنائه الركائب، وأناخت به الوفود،
يا ذا السلطان الممتنع بغير أعوان
[269]
ولا جنود، أنت الله لا إله إلا أنت أقر لك
كل معبود، أحمدك واثنى عليك بما حمدك كل محمود، يا الله أسألك يا من برحمته يستغيث
المذنبون، ويا من إلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون، يامن لخيفته ينتحب الخطاؤن، ويا
انس كل مستوحش غريب، ويا فرج كل مكروب كئيب، ويا عون كل ضعيف فريد، ويا عضد كل
محتاج طريد، أنت الله الذي وسعت كل شئ رحمة وعلما، وأنت الله الذي جعلت لكل مخلوق
في نعمك سهما، وأنت الله الذي عفوه أعلا من عقابه، وأنت الله الذي عطاؤه أكثر من
منعه، وأنت الله الذي تسعي رحمته أمام غضبه، وأنا يا إلهى عبدك الذي أمرته بالدعاء،
وتكفلت له الاجابة، فها أنا ذا يا إلهى بين يديك، أنا الذي أثقلت الخطايا ظهره، أنا
الذي بجهله عصاك، وجاهرك بذنبه وما استحياك، ولم يكن هذا جزاءك مني، فعفوك، فها أنا
ذا عبدك المقر بذنبه، الخاضع لك بذله المستكين لك بجرمه، إلهى فما أنت صانع بمقر لك
بجنايته، متوكل عليك في رعايته، إلهي لا تخيب من لم يجد مطمعا غيرك، ولا أحدا دونك،
يا أكرم من أقر له بالذنوب، ويا أعظم من خضع وخشع له، أسئلك العفو يا من رضى بالعفو
يا من استحسن العفو ! يامن يجزي على العفو ! العفو العفو، يا أهل العفو ! العفو
العفو لا تعرض بوجهك الكريم عني، ولا تجبهني بالرد في مسئلتي، وأكرم في مجلسي
منقلبي، فاني أسئلك واناديك، فنعم المجيب ونعم المدعو ونعم المرجو، يا من لا يبرمه
سائل سأل، ولا ملح عليه بالدعاء مبتهل، يا أهل الوفاء والعطاء، يا كريم العفو، يا
حسن التجاوز، يا من لا يواري منه ليل داج، ولا بحر عجاج، ولا سماء ذات أبراج،
وأسئلك بحق حجاج بيتك الحرام، والركن والمقام والمشاعر العظام و الليالي والأيام
والضياء والظلام والملائكة الكرام وأنبيائك ورسلك عليهم السلام، وأسئلك بأمرك من
خلقك، وباسمك العلي العظيم وبكل ما سألك به داع شاكر ومسبح ذاكر أن تصلي على محمد
وآل محمد، وأن تغفر لي خطيئتي، و رضى عني، وتصفح، وتتجاوز عن ذنبي وتسمح، وأن تجعل
مآبي خير مآب، وأن تكفيني شر كل عدو ظاهر، ومستخف وبارز، وكيد كل مكيد
[270]
يا حليم يا ودود، اكفني شر أعدائي وحاسدي،
وتولنى بولايتك واكفني بكفايتك واهد قلبي بهداك، وحط عني وزري، وشد أزري، وارزقني
التوبة بحط السيئات وتضاعف الحسنات، وكشف البينات، وربح التجارات، ورفع معرة
السعايات إنك مجيب الدعوات، ومنزل البركات، كن لدعائي مجيبا، ومن ندائي قريبا ولي
حافظا ورقيبا، وأجرني مما احاذر، وأخشى من شر كل ذي شر من خلقك أجمعين. إنك أرحم
الراحمين (1). دعاء آخر في يوم عرفة ذكر رواية أن فيه اسم الله الاعظم: اللهم إني
أقول لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله
الحي القيوم، لا إله إلا الله الأحد الصمد، لا إله إلا الله بديع السموات والأرض،
اللهم إني أسئلك باسمك العظيم الذي نجيت به موسى حين قلت بآهيا شراهيا في الدهر
الباقي، والدهر الخالي، وأسئلك بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، فانك على كل شئ
قدير، وبأسمائك المتعززات أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لنا وتفعل بنا ما
أنت أهله، فانك أهل العفو، يا ذا الجلال والاكرام، اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما
أسررت وما أعلنت، وما أبديت وما أخفيت، وما خفي على الخلائق ولم يخف عليك، فانك أهل
التجاوز و الاحسان، أسألك يا جواد يا كريم، أن تجود علي بفضلك آمين رب العالمين.
وصلى الله على محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا. اللهم لك الحمد حمدا
دائما مع دوامك، وخالدا مع خلودك، ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيتك، ولك الحمد
زنة عرشك ورضى نفسك، ولك الحمد حمدا لا أجر لقائلها دون رضاك، ولا حول ولا قوة إلا
بالله، قوة كل ضعيف. ولا حول ولا قوة إلا بالله عز كل ذليل، ولا حول ولا قوة إلا
بالله غنى كل فقير ولا حول ولا قوة إلا بالله، عون كل مظلوم، ولا حول ولا قوة إلا
بالله مونس كل وحيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فكاك كل أسير، ولا حول ولا قوة إلا
بالله ملجأ
(1) كتاب الاقبال: 397 - 400.
[271]
كل مهموم، ولا حول ولا قوة إلا بالله دافع
كل سيئة، ولا حول ولا قوة إلا بالله كاشف كل كربة، ولا حول ولا قوة إلا بالله صاحب
كل سريرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله موضع كل رزية، ولا حول ولا قوة إلا بالله
الفعال لما يريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله رازق العباد، ولا حول ولا قوة إلا
بالله عدد ما خلق، ولا حول ولا قوة إلا بالله غاية كل طالب، ولا حول ولا قوة إلا
بالله سرمدا أبدا لا ينقطع أبدا، ولا حول ولا قوة إلا بالله عدد الشفع والوتر،
اللهم إني أسألك بحرمة هذا الدعاء، وبحرمة هذا اليوم المبارك أن تصلي على محمد وعلى
آل محمد، وأن تغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أبديت وما أخفيت،
و ما أنت أعلم به مني، وأن تقدر لي خيرا من تقديري لنفسي، وتكفيني ما يهمني وتغنيني
بكرم وجهك عن جميع خلقك، وترزقني حسن التوفيق، وتصدق على بالرضا والعفو عما مضى،
والتوفيق لما تحب وترضى، وتيسر لي من أمري ما أخاف عسره، وتفرج عني الهم والغم
والكرب، وما ضاق به صدري وعيل به صبري، فانك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت
على كل شئ قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين (1). دعاء آخر في عشية عرفة وجدناه في
نسخة تاريخ كتابتها سنة سبعين ومائتين فقال ما هذا لفظه: بسم الله وبالله والله
أكبر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن نزغه وشره وكيده وخيله وحيله، اللهم إني
أفتتح القول في مقامي هذا بما يبلغه مجهودي من تحميدك وتهليلك وتكبيرك، والصلاة على
أنبيائك ورسلك، والاستغفار لأوليائك، لأتقرب إليك بذلك، فبمحمد وآل محمد عليه
وعليهم السلام، متوجها جميعا إليك في حوائجي صغيرها وكبيرها، عاجلها وآجلها، فكن
اللهم الهادي في ذلك كله للصواب والمعين عليه بالتوفيق والرشاد، فصل على محمد وآل
محمد، وامنن على بذلك يا أرحم الراحمين.
(1) كتاب الاقبال: 400 - 401.
[272]
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا
شريك لك، أنت قبل كل شئ و أوله، وبعد كل شئ ومنتهاه، ورب كل شئ وخالقه، ومدبر كل شئ
و محصيه، ومالك كل شئ ووارثه، أنت الذي لم تستعن بشئ، ولم تشاور أحدا في شئ، ولم
يعوزك شئ، ولم يمتنع عليك شئ، أنت الذي أحصى كل شئ، وذل كل شئ لعزتك، واعترف كل شئ
لقدرتك، وحارت الأبصار دونك، وكلت الألسن عن صفاتك، وضلت الأحلام فيك، أنت الذي
تعاليت بقدرتك، وعلوت بسلطانك، وقهرت بعزتك، فأدركت الأبصار، وأحصيت الأعمار، وأخذت
بالنواصي وحلت دون القلوب. الله أكبر الله أكبر أهل الكبرياء والعظمة، ومنتهى
الجبروت والقوة، و ولي الغيث والقدرة، ملك الدنيا والاخرة، الله أكبر الله أكبر،
عظيم الملكوت شديد الجبروت، عزيز القدرة، لطيف لما يشاء، الله أكبر الله أكبر مدبر
الامور مبدئ الخفيات، معلن السرائر، محيى الموتى والعظام وهي رميم، الله أكبر الله
أكبر أول كل شئ وآخره، وبديع كل شئ ومعيده، وخالق كل شئ ومولاه. لا إله إلا أنت يا
رب خشعت لك الأصوات، وضلت فيك الأحلام والأبصار وأفضت إليك القلوب، لا إله إلا أنت
كل شئ خاشع لك، وكل شئ قائم بك وكل شئ مشفق منك، وكل شئ ضارع إليك، لا إله إلا أنت
لا يقضي في الامور إلا أنت، ولا يدبر مقاديرها غيرك، ولا يتم شئ منها دونك، ولا
يصير شئ منها إلا إليك، لا إله إلا أنت، الخلق كله في قبضتك، والنواصي كلها بيدك،
والملائكة مشفقون من خشيتك، وكل شئ اشرك بك عبد داخر لك، لا إله إلا أنت علوت فقهرت
وملك فقدرت، فنظرت فخبرت، وعلى كل شئ ظهرت، علمت خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.
سبحانك ربنا تسبيحا دائما لا يقصر دون أفضل رضاك، ولا يجاوزه شئ سبحانك عدد ما قهره
ملكك وأحاطت به قدرتك، وأحصاه كتابك، سبحانك ما
[273]
أعظم شأنك وأعز سلطانك، وأشد جبروتك،
سبحانك لك التسبيح والعظمة، لك الملك والقدرة، ولك الحول والقوة، ولك الدنيا
والاخرة. الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه، ومن سكت علم ما في نفسه، ومن عاش فعليه
رزقه، ومن مات فإليه مرده، الحمد لله الذي يجير ولا يجار عليه، ويمتنع ولا يمتنع
عليه، ويحكم بحكمه، ويقضي فلا راد لقضائه، الحمد لله الذي أحاط بكل شئ علمه، ووسع
كل شئ حفظه، وقهر كل شئ جبروته، وأخاف كل شئ سلطانه. الحمد لله الذي ملك فقدر، وبطن
فخبر، الذي يحيى الموتى ويميت الأحياء وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ
قدير، اللهم لك الحمد على ما تأخذ وعلى ما تعطي، وعلى ما تبلي وعلى ما تبتلي، ولك
الحمد على ما بقي وعلى ما تبدي، وعلى ما تخفى، وعلى ما لا يرى، وعلى ما قد كان،
وعلى ما يكون، وعلى ما هو كائن، ولك الحمد على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد منك و
قدرتك، وعلى آلائك بعد حجتك، وعلى صفحك بعد انتقامك، ولك الحمد على ما تقضي فيما
خلقت، وبعد ما فنى خلقك، ولك الحمد قبل أن تخلق شيئا من خلقك وعلى بدء ما خلقت إلى
انقضاء خلقك وبعد ذلك حمدا أرضى الحمد لك، وأحق الحمد بك، وأحب الحمد إليك وترضاه
لنفسك، وحمدا لا يحجب عنك، ولا ينتهي دونك، ولا يقصر دون أفضل رضاك، تباركت أسماؤك
يا رب وتعالى ذكرك، وقهر سلطانك، وتمت كلماتك، تباركت وتعاليت، أمرك قضاء، وكلامك
نور، ورضاك رحمة، وسخطك عذاب، تباركت وتعاليت تقضي بعلم وتعفو بحلم، وتأخذ بقدرة
وتفعل ما تشاء، تباركت وتعاليت، واسع المغفرة، شديد العقاب والنقمة، قريب الرحمة،
سريع الحساب على كل خفية، الحاضر لكل سريرة، الشاهد لكل نجوى، اللطيف لما يشاء. ثم
تكبر الله مائة مرة وتحمده مائة مرة وتسبحه مائة مرة وتقرء قل هو الله أحد مائة
مرة. وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة.
[274]
وتقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل
شئ قدير. وتقول: اللهم صل على محمد وآل محمد مائة مرة، وتقرء عشرة آيات من أول
البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين
يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما انزل إليك
وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون * اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون *
إن الذين كفروا سواء عليهمء أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم
وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم * ومن الناس من يقول آمنا بالله
وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم
وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في
الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ
من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما و هو العلى العظيم.
لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما انزل إليه من
ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت
وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما
حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا
وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال
[275]
نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله
الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا
هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما
يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات
والأرض وهو العزيز الحكيم * إن ربكم الله الذي خلق السمات والأرض في ستة أيام ثم
استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب
المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب
من المحسنين. والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له
ولي من الذل وكبره تكبيرا. قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب
* ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد. قل أعوذ برب الناس * ملك الناس
* إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس.
وتحمد الله على كل نعمة أنعم بها عليك من أهل أو مال أو ولد: وقليل أو كثير، وتذكر
المنعم عليك في جميع ما أبلاك وأولاك شيئا شيئا ما أمكنك ذكره وقل: الحمد لله على
نعمه التي لا تحصى ولا تكافا بعمل إلا بحمد الله، والحمد لله الذي خلقني ولم أك
شيئا مذكورا، وفضلني على كثير ممن خلق في حسن الرزق، والحمد لله على حلمه بعد علمه،
والحمد لله على عفوه بعد قدرته، و - الحمد لله على رحمته التي سبقت غضبه، والحمد
لله الذى لم ينطقني من بكم غيره والحمد لله الذي لم يبصرني من عمى غيره. والحمد لله
الذي لم يسمعني من صمم غيره، والحمد لله الذي لم يهدني من ضلالة غيره، والحمد لله
الذي لم يؤمني من خوف غيره، والحمد لله الذي لم يؤمن روعي
[276]
غيره، والحمد لله الذي لم يقلني من عثرة
غيره، والحمد لله الذي لم يكرمني من هوان غيره، والحمد لله الذي لم يستر منى عورة
غيره، والحمد لله الذي لم يرفعني من ضعة غيره، والحمد لله الذي لم يسد مني فاقة
غيره، والحمد لله الذي لم يشبعني من جوع غيره، والحمد لله الذي لم يسقني من ظمأ
غيره، والحمد لله الذي لم يكسنى من عرى غيره، والحمد لله الذي لم يفهمني من عى
غيره، والحمد لله الذي لم يعلمني من جهل غيره، والحمد لله الذي لم يقوني من ضعف
غيره، والحمد لله الذي لم يكفني المهم غيره، والحمد لله الذي لم يصرف عني السوء
غيره، والحمد لله الذي أكرمنى في كل مصر قدمته، والحمد لله الذي عافاني في كل طريق
سلكته. والحمد لله الذي آواني، والحمد لله الذي أفرشني، والحمد لله الذي مهد لي،
والحمد لله الذي أخدمني، والحمد لله الذي زوجني، والحمد لله الذي حملني في البر
والبحر، والحمد لله الذي رزقني من الطيبات، والحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق
تفضيلا، والحمد لله في الدنيا ما بقيت الدنيا، و - الحمد لله في الاخرة إذا انقضت
الدنيا، والحمد لله في الدنيا، والحمد لله الذي جعلني ممن يحمده ويشكره، والحمد لله
الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا شاكا ولا ضالا ولا مرتابا ولا
متبع ضلالة ولا متبع شئ من السبل المشبهة التي أحدثها الناس بعد نبيهم عليه السلام.
الحمد لله الذي هداني لما اختلف فيه من الحق، والحمد لله بمحامده كلها على نعمائه
كلها، حتى ينتهي الحمد إلى ما يحب ربنا ويرضى، والحمد لله الذي لم ينس من ذكره،
والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، والحمد لله الذي لا يذل من والاه، والحمد لله
الذي يجزي بالاحسان إحسانا وبالصبر نجاة، والحمد لله الذي من توكل عليه كفاه،
والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، و - الحمد لله الذي يقينا حتى ينقطع
الحبل عنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي
يكشف غمنا وينفس كربنا، والحمد لله الذي يفرج همنا، اللهم صل على محمد وآل محمد
وأوزعني شكر نعمتك التي أنعمت
[277]
بها علي وعلى والدي فقد أنعمت علي نعما لا
احصيها، فلك الحمد على جميع ما أحصيت منها وعلى كل حال، حمدا ترضاه ويصعد إليك، ولا
يحجب عنك ولا يقصر دون رضاك، حمدا توجب لي به الكرامة عندك، والمزيد من عندك يا
أرحم الراحمين، وتحمد الله وتسبحه وتهلله وتكبره بكل ما في القرآن من ذلك. التحميد:
الحمد لله رب العالمين * والحمد لله الذي خلق الظلمات والنور * فقطع دابر القوم
الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين * والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
لولا أن هدينا الله * ولو لا أن من الله علينا لخسف بنا * وآخر دعويهم أن الحمد لله
رب العالمين * الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و إسحاق * الحمد لله بل
أكثرهم لا يعلمون * الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن
له ولي من الذل وكبره تكبيرا. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له
عوجا * وقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين * ولقد آتينا داود وسليمان علما
وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين، قل الحمد لله وسلام على
عباده الذين اصطفى * وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها * وله الحمد في الاولى
والاخرة * قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون. الحمد لله الذي له ما في السموات
والأرض وله الحمد في الاخرة * الحمد لله فاطر السموات والأرض * وقالوا الحمد لله
الذي أذهب عنا الحزن * وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * هل يستويان
مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده * وقضى
بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين فلله الحمد رب السموات ورب الأرض * وله
الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون. التسبيح: سبحانك لا علم لنا إلا ما
علمتنا * وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السموات والأرض * سبحانك
فقنا عذاب النار * سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات والأرض * سبحانك ما يكون
لى أن أقول ما
[278]
ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما
في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * وخرقوا له بنين وبنات بغير علم
سبحانه وتعالى عما يصفون * قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين * لا إله إلا
الله سبحانه عما يشركون * دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام * سبحانه
وتعالى عما يشركون * ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون * سبحان الذي أسرى
بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى * سبحانه وتعالى عما يقولون علوا
كبيرا * سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا * سبحانه إذا قضى أمرا فانما يقول له كن
فيكون. لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون * و
قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون * إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون * ما
يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ
من دونك من أولياء * وربك يخلق ما يشآء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى
عما يشركون * فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا
وحين تظهرون * هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون.
قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم * سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن
أنفسهم ومما لا يعلمون * فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون * سبحان الله
عما يصفون * سبحان ربك رب العزة عما يصفون * سبحانه هو الله الواحد القهار *
والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون * سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا
له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون * سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون *
أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون * قالوا سبحان ربنا إن كان وعد ربنا
لمفعولا * قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين * سبحان ربي الأعلى.
[279]
التهليل: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو
الحي القيوم * الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم * لا إله إلا هو العزيز الحكيم *
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو
العزيز الحكيم * وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم * الله لا إله إلا
هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ
فاعبدوه * لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين * الله لا
إله إلا هو وأعرض عن المشركين * لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله
النبي الامي * لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم * لا إله إلا الذي
آمنت به بنو إسرائيل * لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون * لا إله إلا هو عليه توكلت
وإليه متاب * لا إله إلا أنا فاتقون * لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى * لا إله
إلا أنا فاعبدني * لا إله إلا هو وسع كل شئ علما * لا إله إلا أنا فاعبدون * لا إله
إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * لا إله إلا هو رب العرش العظيم * لا إله إلا
هو رب العرش الكريم * لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه * لا إله إلا هو فأنى
تؤفكون * لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون * وما من إله إلا الله الواحد
القهار، لا إله إلا هو ويحيي و يميت ربكم ورب آبائكم الأولين * لا إله إلا الله
واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات * لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن
الرحيم * لا إله إلا هو الملك القدوس * لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا. ثم قل: سبحان
الله وبحمده، سبحان الله الحي القيوم، سبحان الملك، سبحان العلي الأعلى، سبحان من
علا في الهواء، سبحان الله وتعالى، سبحان الله القائم الدائم، سبحان العزيز الحكيم،
سبحان العزيز الجبار المتكبر، اللهم لك الحمد ما أحمدك وأمجدك وأجودك وأكرمك وأرأفك
وأرحمك وأعلاك وأقربك وأقدرك وأقهرك وأوسعك وأفضلك وأثبتك وأثوبك وأحضرك وأخبرك
وألطفك وأعلمك وأشكرك وأحلمك، وأجل ثناءك، وأتم ملكك، وأمضى أمرك، و ما أقدم عزك،
وأعز قهرك، وأمتن كيدك، وأغلب مكرك، وأقرب فتحك،
[280]
وأدوم نصرك، وأقدم شأنك، وأحوط ملكك،
وأظهر عدلك، وأعدل حكمك وأوفى عهدك، وأنجز وعدك، وأكرم ثوابك، وأشد عقابك، وأحسن
عفوك، و أجزل عطاءك، وأشد أركانك، أعظم سلطانك، لأنك الله العظيم في عظمتك، جليل في
بهائك، بهي في جلالك، جبار في كبريائك، كبير في جبروتك، ملك في قدرتك، قادر في
ملكك، عزيز في قدرتك، قاهر في عزك، منير في ضيائك، عدل في قضائك، صادق في دعائك،
كريم في عفوك، قريب في ارتفاعك، عال في دنوك. اللهم ندبت المؤمنين إلى أمر بدأت فيه
بنفسك وملائكتك، فقلت: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما، اللهم صل على محمد وآل محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك ونجيك
ونجيبك وصفوتك وصفيك ووليك وحبيبك وخليلك وخاصتك وخالصتك وخيرتك من خلقك الذي
انتجبته لرسالتك، واستخلصته لدينك، واسترعيته عبادك، وائتمنته على وحيك، وجعلته علم
الهدى، وباب النهى، والحجة الكبرى، والعروة الوثقى فيما بينه وبين خلقك، والشاهد
لهم والمهيمن عليهم، كما بلغ رسالاتك، ونصح لعبادك، وجاهد في سبيلك، وصدع بأمرك
وأحل حلالك، وحرم حرامك، و بين فرائضك، واحتج على خلقك بأمرك، أفضل وأشرف وأحسن
وأجمل وأنفع وأزكى وأنمى وأطهر وأطيب وأرضى وأكمل ما صليت على أحد من أنبيائك و
رسلك وأصفيائك، وأهل المنزلة لديك والكرامة عليك. اللهم واجعل صلواتك وغفرانك
وبركاتك ورضوانك ورحمتك ومنك و إفضالك وتحيتك وسلامك وتشريفك وإعظامك وصلوات
ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين، وعبادك الصالحين، من الشهداء والصديقين،
والأوصياء وحسن اولئك رفيقا، وأهل السماوات والأرضين وما بينهما وما تحتهما وما بين
الخافقين وما في الهواء والشمس والقمر والنجوم والشجر والجبال والدواب، وما يسبح لك
في البر والبحر والظلمة والضياء بالغدو والاصال، في ساعات الليل والنهار على محمد
بن عبد الله النبي الامي المهدي الهادى السراج المنير الشاهد الأمين الداعي
[281]
إليك باذنك، سيد المرسلين، وخاتم النبيين،
وإمام المتقين، ومولى المؤمنين وولي المرسلين، وقائد الغر المحجلين، كما هديتنا به
من الضلالة، وأنرت لنا به من الظلمة، واستنقذتنا به من الهلكة، فاجزه عنا أفضل ما
جزيت نبيا عن امته ورسولا عمن أرسلته إليه، واجعلنا ندين بدينه، ونهتدي بهداه،
ونوالي وليه ونعادي عدوه، وتوفنا على ملته، واجعلنا في شفاعته، واحشرنا في زمرته،
غير خزايا ولا نادمين، ولا ناكثين ولا مبدلين، آمين رب العالمين. اللهم وصل على
محمد وعلى أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا، اللهم صل على محمد وعلى
أهل بيته، الذين أمرت بطاعتهم، وأوجبت حقهم ومودتهم، اللهم صل على محمد وعلى أهل
بيته، الذين ألهمتهم علمك، واستحفظتهم كتابك، فانهم معدن كلماتك، وخزان علمك،
ودعائم دينك، والقوام بأمرك صلاة كثيرة طيبة مباركة تامة زاكية نامية وأبلغ أرواحهم
وأجسادهم مني في هذه الساعة وفي كل ساعة تحية كثيرة وسلاما. اللهم صل على محمد عبدك
ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى ملائكتك المقربين، واولى العزم من المرسلين،
والأولياء المنتجبين، والأئمة الراشدين المهديين، أولهم وآخرهم، واخصص خواص أهل
صفوتك، الذين اجتبيت لرسالاتك وحملت الأمانة فيما بينك وبين خلقك، بتفاضل درجات أهل
صفوتك وزدهم إلى كل كرامة كرامة، وإلى كل فضيلة فضيلة، وإلى كل خاصة خاصة، وعلى
جميع ملائكتك، وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك، وصل بيني وبينهم في اتصال موالاتك. اللهم
سلم على جميع أنبيائك ورسلك واخصص محمدا من ذلك بأشرفه، و سلم على جميع ملائكتك
واخصص جبرئيل وميكائيل وإسرافيل من ذلك بأفضله وسلم على عبادك الصالحين واخصص
أولياءك من ذلك بأدومه، وبارك عليهم جميعا وعلى أهلي وولدي ووالدي وما ولدا آمين رب
العالمين. اللهم إن ذنوبي أكثر من أن تحصى، وحوائجي أكثر من أن تسمى، اللهم ولي إلى
عفوك ومعروفك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وعافيتك وعصمتك و
[282]
حسن إجابتك أعظم الفاقة، وأشد الحاجة،
اللهم لا أجد في ذلك كله إليك شافعا ولا مقربا أوجه في نفسي رجاء فيما قصدت إليك
به، من تحميدك وتسبيحك و تهليلك وتكبيرك وتمجيدك، وتعظيم ذكرك، وتفخيم شأنك،
والصلاة على ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك والتقرب إليك بنبيك محمد نبي الرحمة
وبأهل بيته الأوصياء المرضيين صلواتك وبركاتك ورحمتك عليه وعليهم، يا محمد يا رسول
الله بأبي أنت وامي إني أتقرب بك إلى الله ربك وربي ليغفر لي ذنوبي ويقضي لي بك
حوائجي فكن لي شفيعا عند ربك وربي فنعم المسؤل ربي، ونعم الشفيع أنت يا محمد، اللهم
إني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا. اللهم اجعل
صلواتك وبركاتك ورحمتك عليه وعليهم واجعلني به وبهم وجيها في الدنيا والاخرة ومن
المقربين، واجعل صلاتي بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجابا، وذنبي بهم مغفورا، ورزقي
بهم مبسوطا، وانظر إلي في مقامي هذا نظرة رحيمة أستكمل بها الكرامة عندك، ولا تصرفه
عني أبدا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسئلك يا الله يا رحمان يا رحيم، يا
واحد يا ماجد يا أحد يا صمد يا حي يا قيوم يا قائم يا دائم يا عالم يا ملك يا قدوس
يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا علي
يا عظيم يا حليم يا كريم يا حكيم يا عليم يا خبير يا كبير يا متعالي يا ولى يا أول
يا آخر يا ظاهر يا باطن يا حق يا مبين يا سميع يا بصير يا قريب يا مجيب يا حميد يا
مجيد يا قادر يا قاهر يامليك يا مقتدر يا غني يا كريم يا عفو يا غفور يا غفار يا
غافر يا قابل يا تواب يا وهاب يا واسع يا رفيع يا رازق يا منير يا شهيد يا حفيظ يا
فالق يا فاطر يا بديع يا نور يا شاكر يا ولي يا مولى يا نصير يا الله يا مستعان يا
خلاق يا لطيف يا شكور يا قدوس يا سريع يا شديد يا محيط يا رب يا قوي يا رؤف يا ودود
يا فعال لما يريد. اللهم يا علام يا رقيب يا مغيث يا حبيب يا وكيل يا هادي يا مبدئ
يا معيد يا من
[283]
في السماء، يا ذاالعرش، يا ذا الفضل، يا
ذا الطول، يا ذا المعارج، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا التقوى، يا أهل المغفرة، يا
جاعل يا ناشر يا باعث يا كافي يا خفي يا مولج يا مخرج يا معطي يا قابض يا مجيب
الدعوات، أسألك يا الله الذي لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم هو
الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما
في السموات و - الأرض وهو العزيز الحكيم. وتقول: قل هو الله أحد * الله الصمد * لم
يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * ويا الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا
تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه
السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم، وأسئلك بأسمائك كلها، يا الله يا
رحمن، وبكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، وبكل اسم هو لك علمته أحدا
من خلقك أو لم تعلمه إياه، وأسئلك بعزتك وقدرتك ونورك وجميع ما أحاط به علمك، وجميع
ما أحطت به على خلقك، وأسألك بجمعك وأركانك كلها، و بحق رسولك صلى الله عليه وآله
وبحق أوليائك وبحقك عليهم وباسمك الأكبر وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي من دعاك
به كان حقا عليك أن لا ترده وأن تعطيه ما سألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر
لي جميع ذنوبي وجميع علمك في ولا تدع لى في مقامي هذا ذنبا إلا غفرته، ولا وزرا إلا
حططته، ولا خطيئة إلا كفرتها، ولا سيئة إلا محوتها، ولا حسنة إلا أثبتها، ولا شحا
إلا سترته، ولا عيبا إلا أصلحته، ولا شينا إلا زينته، ولا سقما إلا شفيته، ولا فقرا
إلا أغنيته، ولا فاقة إلا سددتها، ولا دينا إلا قضيته، ولا أمانة إلا أديتها، ولا
هما إلا فرجته ولا غما إلا كشفته، ولا كربة إلا نفستها، ولا بلية إلا صرفتها، ولا
عدوا إلا أبدته ولا مؤنة إلا كفيتها، ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا قضيتها
على أفضل
[284]
أملي ورجائي فيك، وامنن علي بذلك يا أرحم
الراحمين، اللهم إني عبدك، ناصيتي بيدك، وأجلى بعلمك، أسئلك أن تصلي على محمد وآل
محمد، وأن توفقني لما يرضيك عني، وفك رقبتي من النار، وأوسع على من الرزق الحلال
الطيب، وادرء عني شر فسقة العرب والعجم، وشر فسقة الجن والأنس، اللهم صل على محمد
وآل محمد، ولا تمكر بي ولا تخدعني، ولا تستدرجني. اللهم هذا مقام العائذ بك، البائس
الفقير الخائف المستجير المشفق، ومقام من يبوء بخطيئته، ويعترف بذنبه، ويتوب إلى
ربه، عصيتك إلهى بلساني، ولو تشاء وعزتك لأخرستني، وعصيتك ببصرى ولو تشاء وعزتك
لأكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو تشاء وعزتك لأصممتني وعصيتك برجلي ولو تشاء وعزتك
لجذمتني، وعصيتك إلهى بجميع جوارحي التي أنعمت بها على ولم يكن ذلك جزاءك مني في
حسن صنيعك إلى وجميل بلائك عندي، اللهم ما عملت من عمل عمدا أو خطا سرا أو علانية
مما خانه سمعي أو عاينه بصري أو نطق به لساني أو نقلت إليه قدمي أو بطشته بيدي أو
باشرته بجلدي أو جعلته في بطني أو كسوته ظهري أو هويته بنفسي أو شربته قلبي فيما هو
لك معصية وعلى من فعله وزر، ومن كل فاحشة أو ذنب أو خطيئة عملتها في سواد ليل أو
بياض نهار في خلاء أو ملاء علمته أو لم أعلمه ذكرته أو نسيته عصيتك فيه طرفة عين في
حل أو حرم أو قصدت فيه مذ يوم خلقتني إلى أن وقفت موقفي هذا فانني أستغفرك له وأتوب
إليك منه وأسئلك يا الله يا الله يا رب يا رب - تقول ذلك عشر مرات - بحقك على نفسك
وبحق محمد صلى الله عليه وآله وآل محمد عليك وبحق أهل الحق عليك، وبحقك عليهم
وبالكلمات التي تلقاك بها آدم فتبت عليه أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تتوب علي
في مقامي هذا وأن تعطيني خير الدنيا والاخرة توبة لا تسخط على بعدها أبدا، وأن تغفر
لي مغفرة لا تعذبني بعدها أبدا، وأن تعافيني معافاة لا تبتليني بعدها أبدا، وأن
ترزقني فيه يقينا لا أشك بعده أبدا، وأن تكرمني فيه كرامة لا تهينني بعدها أبدا،
وأن تعزني فيه عزا لا ذل بعده أبدا، وأن ترفعني فيه رفعة لا تضعني بعدها أبدا، وأن
ترزقني فيه رزقا واسعا حلالا طيبا كثيرا نافعا للاخرة والدنيا من حيث أرجو
[285]
ومن حيث لا أرجو، ومن حيث أحتسب ومن حيث
لا أحتسب، لا تعذبني عليه، ولا تفقرني بعده أبدا، وأن تهب فيه صلاحا لقلبي، وصلاحا
لديني، وصلاحا لأهلي وصلاحا لولدي، وصلاحا لما خولتني، ورزقتني، وأنعمت به على من
قليل أو كثير ومغفرة لذنوبي وعافية من كل بلاء يا أرحم الراحمين. ثم تقول سبعين
مرة: أستغفر الله، وسبعين مرة أتوب إلى الله، وسبعين مرة أسئل الله الجنة، وسبعين
مرة أعوذ بالله من النار ثم تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء: اللهم حاجتي إليك التي
إن أعطيتنيها لم يضرني شئ، وإن منعتنيها لم ينفعني شئ: فكاك رقبتي من النار، وأوسع
على من رزقك الحلال، وادرء عني شر فسقة العرب والعجم، واكفني مؤنة الدنيا والاخرة،
واكفني مؤنة الشيطان ومؤنة السلطان ومؤنة الناس، ومؤنة عيالي فانك ولي ذلك مني
ومنهم في يسر وعافية. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني ممن رضيت عنه وأطلت
عمره، و أحييته بعد الموت حياة طيبة، اللهم لك الحمد كما أقول وفوق ما أقول، وفوق
ما يقول القائلون، اللهم لك صلاتي وديني ومحياي ومماتي وبك قوامي وبك حولي وقوتي،
اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن وسواس الصدر، ومن شتات الأمر ومن عذاب النار ومن
عذاب القبر، اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسئلك خير الرياح، وأعوذ
بك من شر ما تجريه الرياح، وأسئلك خير الليل وخير النهار، اللهم صل على محمد وآل
محمد، واجعل لي في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي لحمي ودمي وعظامي وعروقي ومفاصلي
ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا، وأعظم لي يا رب نورا يوم ألقاك إنك على كل شئ
قدير. اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله
وجائزته، فاليك أي سيدي كان اليوم تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء عفوك
ورجاء رفدك وطلب فضلك وجائزتك، فصل على محمد وآل محمد ولا تخيبني في ذلك اليوم وفي
كل يوم أبدا ما أبقيتني من رجائي، يا من لا يخيب عليه سائل، ولا ينقصه نائل، فاني
لم آتك اليوم ثقة منى بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة
[286]
مخلوق رجوته إلا شفاعة محمد وآل محمد،
صلواتك وبركاتك عليه ورحمتك عليه وعليهم أتيتك مقرا بأن لا حجة لي ولا عذر لي،
أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخطائين، فأنت الذي عفوت للخطائين على عظيم
جرمهم، ولم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم، أن عدت عليهم بالرحمة والمغفرة. فيامن
رحمته واسعة، وفضله عظيم، يا عظيم يا عظيم يا كريم صل على محمد وآل محمد وعد علي
برحمتك، وتحنن على بمغفرتك، وامنن على بعفوك وعافيتك، وتفضل علي بفضلك وتوسع علي
برزقك، ليس يرد غضبك إلا حلمك، ولا يرد سخطك إلا عفوك، ولا يجير من عقابك إلا
رحمتك، ولا ينجي منك إلا التضرع إليك، فصل على محمد وآل محمد وهب لي يا إلهي منك
فرجا بالقدرة التي تحيي بها أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد، ولا تهلكني يا
إلهي غما حتى تستجيب لي وتعرفني الاجابة في دعائي، وأذقني طعم العافية إلى منتهى
أجلي، ولا تشمت بي عدوي، ولا تمكنه من عنقي. يا إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني،
وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني، و إن أكرمتني فمن ذا الذي يهينني، وإن أهنتني فمن
ذا الذي يكرمني، أو من ذا الذي يرحمني إن عذبتني، أو من ذا الذى يعذبني إن رحمتني،
وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره، وقد علمت يا إلهي أنه
ليس في حكمك ظلم ولا جور، ولا في عقوبتك عجلة، إنما يعجل من يخاف الفوت، وإنما
يحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت إلهى علوا كبيرا، إلهي صل على محمد وآل محمد
ولا تجعلني للبلاء غرضا ولا لنقمتك نصبا، وأمهلني ونفسني وأقلني عثرتي، وارحم
تضرعي، ولا تتبعني ببلاء في أثر بلاء، فقد ترى ضعفي، وقلة حيلتي، وتضرعي إليك، أعوذ
بك من غضبك، فصل على محمد وآل محمد، وأعذني، وأستجير بك من سخطك فأجرني، واومن بك
فآمني، وأستهديك فاهدني، وأسترحمك فارحمني وأستنصرك فانصرني، وأستكفيك فاكفني
وأسترزقك فارزقني، وأستعين بك على الصبر فأعني، وأستعصمك فيما بقى من عمري فاعصمني،
وأستغفرك لما سلف من
[287]
ذنوبي فاغفر لي، فاني لن أعود لشئ كرهت إن
شئت ذلك يا رب. فإذا قاربت غروب الشمس فقل: بسم الله وبالله وسبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله
آناء الليل وأطراف النهار، سبحان الله بالغدو والاصال، سبحان الله حين تمسون وحين
تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج
الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي
العزة والعظمة والجبروت، سبحان الملك الحي الذي لا يموت، سبحان القائم الدائم
القديم، سبحان الحي القيوم، سبحان ربي الأعلى، سبحانه وتعالى، سبحان الله، سبوحا
قدوسا رب الملائكة والروح، اللهم إني أمسيت منك في نعمة وعافية، فصل على محمد وأهل
بيته، وأتمم علي يا رب نعمتك وفضلك وعافيتك، وارزقني شكرك. اللهم بنورك اهتديت،
وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت وأمسيت، اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة
عرشك وأنبيائك ورسلك وأهل سمواتك وأهل أرضك وجميع خلقك بأنك أنت الله وحدك لا شريك
لك، وأن محمدا عبدك و رسولك، اللهم صل على محمد وآل محمد، واكتب لي هذه الشهادة
عندك حتى تلقنيها يوم القيامة، وقد رضيت عني إنك على كل شئ قدير، اللهم لك الحمد
حمدا تضع لك السماء أكنافها، ويسبح لك الأرض ومن عليها، اللهم لك الحمد حمدا يصعد
أوله، ولا ينفد آخره، حمدا يزيد ولا يبيد، حمدا سرمدا دائما لا انقطاع له ولا نفاد
[حمدا يصعد أوله، ولا ينفد آخره] ولك الحمد علي وفي ومعي وقبلي وبعدي وأمامي ولدي،
وإذا مت وفنيت وبقيت أنت يا مولاي، ولك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك
كلها، ولك الحمد في كل عرق ساكن، وكل أكلة وشربة ونفس وبطش، وعلى كل موضع شعرة وعلى
كل حال.
[288]
اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك
الخير كله وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، وأنت منتهى الشان كله، اللهم لك
الحمد على حلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك، اللهم لك الحمد باعث
الحمد، ووارث الحمد، وبديع الحمد، وفي العهد صادق الوعد، عزيز الجند قديم المجد،
رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، منزل الايات، من فوق سبع سماوات، مخرجا من الظلمات إلى
النور ومبدل السيئات حسنات، وجاعل الحسنات درجات. اللهم لك الحمد غافر الذنب، وقابل
التوب، شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير، اللهم لك الحمد في الليل
إذا يغشى، ولك الحمد في النهار إذا تجلى، ولك الحمد في الاخرة والأولى، ولك الحمد
عدد كل ملك في السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار، ولك الحمد عدد القطر و
الشجر والحصى والنوى والثرى وجميع الانس والبهائم والطير والسباع والهوام ولك الحمد
عدد ما في جوف الأرض، ولك الحمد عدد ما على وجه الأرض، ولك الحمد على ما أحصى كتابك
وأحاط به علمك حمدا كثيرا طيبا مباركا أبدا. ثم قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيي ويميت و يميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على
كل شئ قدير - عشر مرات - أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه -
عشر مرات - يا الله يا الله يا الله - عشر مرات - يا رحمن يا رحمن - عشرا - يا رحيم
يا رحيم - عشرا - يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والاكرام - عشرا - يا حي يا
قيوم - عشرا - يا حنان يا منان - عشرا - يا لا إله إلا أنت - عشرا - آمين آمين -
عشرا -. ثم قل: أسألك يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا من يحول بين المرء
وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى وبالافق المبين، يا من هو الرحمن على العرش استوى
يا من ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل
بي كذا وكذا... وتسئل كل حاجة لك.
[289]
ثم قل: أمسينا والجود والجمال والنور
والبهاء والعزة والقدرة والسلطان والدنيا والاخرة وما سكن في الليل والنهار لله رب
العالمين لا شريك له. وتقول ثلاث مرات: الحمد لله رب العالمين لا شريك له، والله
أكبر لا شريك له لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحان الله وحده لا شريك له صلى
الله على محمد وأهل بيته، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعله أحب من احب وآثر من
اوثر عندي، ثم ثبتني على دين محمد وإبراهيم عليهما السلام وأتباعهما يا أرحم
الراحمين. وتقول ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له
الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيى وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير تقولها
أحد عشر مرة [كذا] وتقول عشر مرات: أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بالله أن
يحضرون. ثم قل: الحمد لله مع كل شئ حتى لا يكون شئ بكل شئ وحده عدد جميع الأشياء
وأضعافها منتهى علم الله، ولا إله إلا الله كذلك، والله أكبر وسبحان الله كذلك وصلى
الله على محمد وعلى آل محمد والحمد لله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة
العرش، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا
بالله زنة عرشه ومثله ومداد كلماته ومثله وعدد خلقه ومثله و ملء سماواته ومثله وملء
أرضه ومثله وعدد جميع ذلك كله سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،
وصلى الله على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم و على أرواحهم وأجسادهم ورحمة
الله وبركاته. ثم ارفع يديك وقل: اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك، ولك الحمد
حمدا لا أمد له دون مشيتك، ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك، ولك الحمد حمدا لا
حد لقائله إلا رضاك، اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المتسعان، اللهم لك الحمد
كما أنت أهله أشهد أنه ما أمست بي من نعمة في ديني ودنياى فانها من الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد علي بها والشكر كثيرا
[290]
أمسيت لله عبدا مملوكا أمسيت لا أستطيع أن
أسوق إلى نفسي خير ما أرجو ولا أصرف منها شر ما أحذر، أمسيت مرتهنا بعملي، أمسيت لا
فقير هو أفقر مني إلى الله، والله هو الغني الحميد، بالله نصبح ونمسي، وبالله نحيا
وبالله نموت، وإلى الله النشور اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأسئلك
خير ليلتي هذه وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن
تكتب علي فيها خطيئة أو إثما، اللهم صل على محمد وآل محمد، واكفنى خطيئتها وإثمها
وأعطني يمنها ونورها وبركتها. اللهم نفسي خلقتها وبيدك حياتها وموتها، اللهم فان
أمسكتها فالى رضوانك والجنة وإن أرسلتها فصل على محمد وعلى آل محمد واغفر لها
وارحمها، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وقنعني بما رزقتني، وبارك لي فيما
آتيتني، واحفظني في غيبتي وحضرتي وكل أحوالي. ثم قل عشر مرات: اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد، وابعثني على الايمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي
طالب، صلواتك عليه والبراءة من عدوه، والانتقام بالأئمة من آل محمد، فاني قد رضيت
بذلك يا رب اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عبدك ورسولك في الأولين والاخرين، وصل
على محمد في الملاء الأعلى، وصل على محمد في المرسلين، اللهم أعط محمدا الوسيلة
والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة الرفيعة في الجنة، اللهم آمنت بمحمد ولم أره فلا
تحرمني يوم القيامة رؤيته، ارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشربا
رويا سائغا هنيئا لا ظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير. اللهم آمنت بمحمد ولم أره
فعرفني في الجنان وجهه، اللهم أبلغ روح محمد مني تحية كثيرة وسلاما، اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا، اللهم صل على محمد وعلى
آل محمد الذين أمرت بطاعتهم و أوجبت حقهم ومودتهم، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
الذين ألهمتهم علمك واستخفظتهم كتابك. واسترعيتهم عبادك، فانهم معدن كلماتك، وخزان
علمك، و
[291]
دعائم دينك، والقوام بأمرك صلاة كثيرة
طيبة مباركة نامية، وأبلغ أرواحهم الطيبة وأجسادهم الطاهرة مني في هذه الساعة وكل
ساعة تحية كثيرة وسلاما الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وأهل بيته وسلم
تسليما. دعاء آخر في عشية عرفة: يا رب إن ذنوبي لا تضرك، وإن مغفرتك لي لا تنقصك،
فأعطني ما لا ينقصك، واغفر لي ما لا يضرك. دعاء آخر في عشية عرفة: اللهم لا تحرمني
خير ما عندك لشر ما عندي، فان أنت لم ترحمني بتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على
مصيبته. أقول: وقد رويناه في دعاء جدتنا ام جدنا داود بن الحسن ابن مولانا الحسن
ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام المذكور في عمل يوم النصف من رجب، قالت ام داود:
فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: أيدعا بهذا الدعاء في غير رجب ؟ قال: نعم في يوم
عرفة. أقول: ويستحب أيضا أن يدعا في هذا اليوم بالدعاء الذي قدمناه في تعقيب الظهر
يوم الجمعة في الجزء الرابع عن مولانا زين العابدين عليه السلام الذي أوله: يا من
يرحم من لا يرحمه العباد (1).
(1) كتاب الاقبال: 401 - 421، والدعاء
المشار إليه قد مر في كتاب الصلاة. [*]
[292]
(3) * (باب) * * " (أعمال يوم عيد الاضحى
وليلته وايام التشريق) " * * " (ولياليها وادعية الجمع وما يناسب ذلك) " * أقول:
سبق أكثر ما يتعلق بهذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء وكتاب الصوم وسننقل
بعضها في كتاب الحج وكتاب المزار إن شاء الله تعالى أيضا، فارجع إليها. 1 - وقال
الكفعمي - ره - في البلد الأمين: وإن استطعت أن تحيي ليلة الأضحى فافعل، فان أبواب
السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين، فإذا أصبحت وصليت العيد، فادع بعدها
بالدعائين المذكورين في الصحيفة، وهما بعد دعاء يوم عرفة. وقال في الحاشية: وادع
فيه أيضا بهذا الدعاء وهو مروى عن الصادق عليه السلام اللهم صل على وليك وأخى نبيك
[ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره و خيرته من اسرته ووصيه وصفوته وخالصته وأمينه
ووليه وأشرف عترته الذين آمنوا وأبي ذريته وباب حكمته والناطق بحجته والداعي إلى
شريعته، والماضي على سنته وخليفته على امته سيد المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر
المحجلين أفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك. اللهم إني أشهد
أنه قد بلغ عن نبيك صلى الله عليه وآله ما حمل، ورعى ما استحفظ وحفظ ما استودع،
وحلل حلالك وحرم حرامك وأقام أحكامك ودعا إلى سبيلك وإلى أوليائك وعادى أعداءك
وجاهد الناكثين عن سبيلك، والقاسطين و المارقين عن أمرك صابرا محتسبا مقبلا غير
مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم حتى بلغ في ذلك الرضا وسلم إليك القضاء، وعبدك
مخلصا ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا رضيا زكيا
هاديا مهديا. اللهم صل على محمد وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك
[293]
يا رب العالمين (1). 2 - قل: فيما نذكره
مما ينبغي أن يكون أهل السعادات والاقبال عليه يوم الأضحى من الأحوال: أعلم أننا قد
ذكرنا في عيد شهر رمضان ما فتحه علينا مالك القلب واللسان من الاداب عند استقبال
ذلك العيد وآداب ذلك النهار، ما نستغني به الان عن التكرار لكن يمكن أنك لا تقدر
على نظر ما قدمناه، أو لا تعرف معناه، فنذكر عرف ما يفتح الله جل جلاله عليه ويحسن
به إلينا فنقول: اذكر أيها الانسان أن الله جل جلاله سبقك بالاحسان قبل أن تعرفه
وقبل أن تتقرب إليه بشئ من الطاعات، فهيأ لك كل ما كنت محتاجا إليه من المهمات حتى
بعث لك رسولا من أعز الخلايق عليه، يزيل ملوك الكفار ويقطع دابر الأشرار، الذين
يحولون بينك وبين فوائد أسراره، ويشغلونك عن الاهتداء بأنواره فأطفأ نار الكافرين،
وأذل رقاب ملوك اليهود والنصارى والملحدين، ولم يكلفك أن تكون في تلك الأوقات من
المجاهدين، ولا تكلفت خطرا ولا تحملت ضررا في استقامة هذا الدين، وجاءتك العبادات
في عافية ونعمة صافية مما كان فيه سيد المرسلين، وخواص عترته الطاهرين، صلوات الله
عليه وعليهم أجمعين، ومما جاهد عليه ووصل إليه السلف من المسلمين، فلا تنس المنة
عليك في سلامتك من تلك الأهوال وما ظفرت به من الامال والاقبال، وجر بلسان الحال
بنظرك، واذكر بخاطرك القتلى الذين سفكت دماؤهم في مصلحتك وهدايتك من أهل الكفر ومن
أهل الاسلام، حتى ظفرت أنت بسعادتك، وكم خرب من بلاد عامرة، وأهلك من امم غابرة. ثم
اذكر إبراز الله جل جلاله أسراره بيوم العيد، وأظهر لك أنواره بذلك الوقت السعيد،
من مخزون ما كان مستورا عن الامم الماضية، والقرون الخالية وجعلك أهلا أن تزور
عظمته وحضرته فيه، وتحدثه بغير واسطة وتناجيه، فهل
(1) البلد الامين: 259 وقد كان ههنا بياض
في الكمبانى،
[294]
كان هذا في حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك
؟ أو لما كنت جنينا ضعيفا ؟ أو لما صرت رضيعا لطيفا ؟ أو لما كنت ناشئا صغيرا ؟ أو
هل وجدت لك في ذلك تدبيرا ؟. فكن رحمك الله عبدا مطيعا] ومملوكا سميعا لذلك المالك
السالك بك في تلك المسالك، الواقي لك من المهالك، فوالله إنه ليقبح بك مع سلامة
عقلك، وما وهب لك من فضله الذي صرت تعتقده من فضلك أن تعمى أو تتعامى عن هذا
الاحسان الخارق للألباب أو أن تشغل عنه أو تؤثر عليه شيئا من الأسباب ؟ أقول:
فاستقبل هدية الله جل جلاله إليك يوم عيده، بتعظيمه وتمجيده، والقيام بحق وعوده،
والخوف من وعيده، وفرحك وسرورك بما في ذلك من المسار والمبار على قدر الواهب جل
جلاله وعلى قدر ما كنت عليه من ذل التراب، وعقبات النشأة الاولى وما كان فيها من
الأخطار، وترددك في الأصلاب والأرحام الوفا كثيرة من الأعوام، يسار بك في تلك
المضائق. على مركب السلامة من العوائق، حتى وصلت إلى هذه المسافة، وأنت مشمول
بالرحمة والرأفة، موصول بموائد الضيافة، آمنا من المخافة. فالعجب كل العجب لك إن
جهلت قدر المنة عليك فيما تولاه الله جل جلاله من الاحسان إليك، فاشتغل بما يريد،
وقد كفاك كل هول شديد، وهو جل جلاله كافيك ما قد بقي بذلك اللطف والعطف الذي أجزاه
على المماليك والعبيد. فصل: فيما نذكره من الرواية بغسل يوم الأضحى باسنادنا إلى
أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه فيما ذكره من كتاب من لا يحضره
الفقيه فقال: ما هذا لفظه: وروى ابن المغيرة عن القاسم بن الوليد قال: سألته عن غسل
الأضحى قال: واجب إلا بمنى، ثم قال - ره - وروى أن غسل الأضحى سنة. أقول: إنه إذا
ورد لفظ الأمر بالوجوب لشئ يكون ظاهر العمل عليه أنه مندوب يعني يكون المراد بلفظ
الواجب التأكيد للعمل عليه، وإظهار تعظيمه على غيره من غسل مندوب لم يبلغ تعظيمه
إليه.
[295]
فصل: فيما نذكره مما يعتمد الانسان في يوم
الأضحى عليه بعد الغسل المشار إليه، وجدنا ذلك في بعض مصنفات أصحابنا المهتم
بالعبادات نسخة عتيقة ذكر مصنفها أنها مختصر من كتاب المنتخب فقال ما هذا لفظه:
العمل في يوم النحر أن تبكر يوم النحر فتغتسل وتلبس أنظف ثوب لك و تقول عند ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستفتح الثناء بحمدك، ونستدعي الثواب بمنك، فاسمع
يا سميع مدحتي فكم يا إلهي من كربة قد كشفتها فلك الحمد، وكم يا إلهي من دعوة قد
أجبتها فلك الحمد، وكم يا إلهي من رحمة قد نشرتها فلك الحمد، وكم يا إلهي من عثرة
قد أقلتها فلك الحمد، وكم يا إلهي من محنة قد أزلتها فلك الحمد، وكم ياإلهي من حلقة
ضيقة قد فككتها فلك الحمد، سبحانك لم تزل عالما كاملا أولا آخرا ظاهرا باطنا ملكا
عظيما أزليا قديما عزيزا حكيما رؤفا رحيما جوادا كريما سميعا بصيرا لطيفا خبيرا
عليا كبيرا عليما قديرا لا إله إلا أنت سبحانك وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك وأنت
التواب الرحيم. اللهم إني اشهد بحقيقة إيماني، وعقد عزائمي وإيقاني، وحقائق ذنوبي
ومجاري سيول مدامعي ومساغ مطعمي، ولذة مشربي، ومشامي ولفظي وقيامي وقعودي ومنامي
وركوعي وسجودي وبشري وعصبي وقصبي ولحمي ودمي ومخي وعظامي، وما احتوت عليه شراسيف
أضلاعي وما أطبقت عليه شفتاى وما أقلت الأرض من قدمي أنك أنت الله لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم تتخذ صاحبة ولا ولدا ولم تلد ولم
تولد ولم يكن لك كفوا أحد وكيف لا أشهد لك بذلك يا سيدي ومولاي وأنت خلقتني بشرا
سويا، ولم أك شيئا مذكورا، و كنت يا مولاي عن خلقي غنيا وربيتني طفلا صغيرا وهديتني
للاسلام كبيرا، و لولا رحمتك إياي لكنت من الهالكين، نعم فلا إله إلا الله كلمة حق
من قالها سعد وعز، ومن استكبر عنها شقي وذل، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة
خفيفة على اللسان، ثقيلة في الميزان، بها رضى الرحمن، وسخط الشيطان.
[296]
والحمد لله أضعاف ما حمده جميع خلقه من
الأولين والاخرين، وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن تحمد وكما ينبغي لكرم
وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته، وكما هو أهله، وسبحان الله أضعاف ما
سبحه جميع خلقه من الأولين والاخرين وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن
يسبح وكما ينبغي لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله،
ولا إله إلا لله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا
ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أضعاف ما هلله جميع خلقه من الأولين والاخرين
وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن يهلل وكما ينبغي لكرم وجه ربنا وعز
جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله، والله أكبر أضعاف ما كبره جميع خلقه
من الأولين والاخرين، وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن يكبر وكما ينبغي
لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله. وأستغفر الله
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفار الذنوب وأتوب إليه وأسئله أن يتوب علي أضعاف
ما استغفره جميع خلقه من الأولين والاخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى
أن يستغفر وكما ينبغى لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو
أهله. اللهم يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم، يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا
مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا كبير يا خالق يا بارئ يا مصور يا حكيم يا خبير
يا سميع يا بصير يا عالم يا عليم يا جواد يا كريم يا حليم يا قديم يا غني يا عظيم
يا متعالي يا عالي يا محيط يا رؤف يا غفور يا ودود يا شكور يا جليل يا جميل يا حميد
يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا فعالا لما يريد يا باعث يا وارث يا قدير يا مقتدر يا
صمد يا قاهر يا تواب يا بار يا قوي يا بديع يا وكيل يا كفيل يا قريب يا مجيب يا أول
يا رازق يا منير يا ولي يا هادي يا ناصر يا واسع يا محيي يا مميت يا قابض يا باسط
يا قائم يا شهيد يا رقيب يا حبيب يا مالك يا نور يا رفيع
[297]
يا مولى يا ظاهر يا باطن يا أول يا آخر يا
طاهر يا مطهر يا لطيف يا حفي يا خالق يا مليك يا فتاح يا علام يا شاكر يا أحد يا
غفار يا ذا الطول يا ذا الحول يا معين يا ذاالعرش يا ذا الجلال والاكرام يا مستعان
يا غالب يا مغيث يا محمود يا معبود يا محسن يا مجمل يا فرد يا حنان يا منان يا قديم
الاحسان. أسئلك بحق هذه الأسماء وبحق أسمائك كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تصلي
على محمد نبيك ورسولك وخيرتك من خلقك وعلى آل محمد الطيبين الأخيار الطاهرين
الأبرار، وأن تفرج عني كل غم وهم وكرب وضر وضيق أنا فيه [وتوسع علي في رزقي أبدا ما
أحييتني، وتبلغني أملي سريعا عاجلا، وتكبت أعدائي وحسادي، وذوى التعزز علي، والظلم
لي والتعدي علي، وتنصرني عليهم برحمتك، وتكفيني أمرهم بعزتك، وتجعلني الظاهر عليهم
بقدرتك وغالب مشيتك يا أرحم الراحمين آمين رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم
النبيين وعلى أهل - بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم
الوكيل] (1).
(1) كتاب الاقبال: 422 - 425، وما بين
العلامتين كان محله بياضا ألحقناه من المصدر، وبعد ذلك في كتاب الاقبال كيفية
الخروج إلى صلاة العيد وقد مر ما يتعلق بذلك في كتاب الصلاة.
[298]
(4) * " (باب) " * * " (اعمال يوم الغدير
وليلته وأدعيتهما) " * أقول: قد ذكرنا أكثر ما يناسب هذا الباب في كتاب الطهارة
والصلاة والدعاء وكتاب الصيام وكتاب المزار، وأوردنا أيضا جمل ما يتعلق بيوم الغدير
في كتاب الفتن وكتاب أحوال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وغير ذلك أيضا. 1 -
قل: روينا بالأسانيد المتصلة مما ذكره ورواه محمد بن على الطرازي في كتابه عن محمد
بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي وروينا
بأسانيدنا أيضا إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان فيما رواه عن عمارة بن
جوين أبي هارون العبدي أيضا قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في اليوم
الثامن عشر من ذي الحجة فوجدته صائما فقال: إن هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على
المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدين وتمم عليهم النعمة، وجدد لهم ما أخذ عليهم من
الميثاق والعهد في الخلق الأول إذ أنساهم الله ذلك الموقف، و وفقهم للقبول منه، ولم
يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا. فقلت له: جعلت فداك فما صواب صوم هذا اليوم ؟
فقال: إنه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكرا لله عزوجل، فان صومه يعدل ستين شهرا من
الأشهر الحرم ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء - وأفضل ذلك قرب الزوال، وهي الساعة
التي اقيم فيها أمير المؤمنين عليه السلام بغدير خم علما للناس، وذلك أنهم كانوا
قربوا من المنزل في ذلك الوقت - فمن صلى ركعتين ثم سجد وشكر الله عزوجل مائة مرة
ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود الدعاء: اللهم إني أسئلك بأن لك الحمد
وحدك لا شريك لك، وأنك واحد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأن
محمدا عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله يا من هو كل يوم في شأن كما كان من شأنك أن
تفضلت علي بأن جعلتني
[299]
من أهل إجابتك وأهل دينك وأهل دعوتك،
ووفقتني لذلك في مبتدء خلقي تفضلا منك وكرما وجودا، ثم أردفت الفضل فضلا، والجود
جودا، والكرم كرما، رأفة منك ورحمة إلى أن جددت ذلك العهد لي تجديدا بعد تجديدك
خلقي وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا، فأتممت نعمتك بأن ذكرتني ذلك ومننت به علي
وهديتني له فليكن من شأنك - يا إلهي وسيدي ومولاي - أن تتم لي ذلك ولا تسلبنيه حتى
تتوفاني على ذلك، وأنت عني راض، فانك أحق المنعمين أن تتم نعمتك علي. اللهم سمعنا
وأطعنا وأجبنا داعيك بمنك فلك الحمد غفرانك ربنا وإليك المصير آمنا بالله وحده لا
شريك له، وبرسوله محمد وصدقنا وأجبنا داعي الله واتبعنا الرسول في موالاة مولانا
ومولى المؤمنين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبد الله وأخي رسوله، والصديق
الأكبر، والحجة على بريته، المؤيد به نبيه ودينه الحق المبين، علما لدين الله،
وخازنا لعلمه، وعيبة غيب الله، وموضع سر الله، وأمين الله على خلقه، وشاهده في
بريته، اللهم إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا
ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا
تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، فانا يا ربنا بمنك ولطفك أجبنا داعيك،
واتبعنا الرسول وصدقناه وصدقنا مولى المؤمنين، وكفرنا بالجبت والطاغوت فولنا ما
تولينا، واحشرنا مع أئمتنا فانا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون آمنا بسرهم
وعلانيتهم، وشاهدهم وغائبهم، وحيهم وميتهم، ورضينا بهم أئمة وقادة وسادة وحسبنا بهم
بيننا وبين الله دون خلقه لا نبتغي بهم بدلا، ولا نتخذ من دونهم وليجة، وبرئت إلى
الله من كل من نصب لهم حربا من الجن والانس من الأولين والاخرين، وكفرنا بالجبت و
الطاغوت والأوثان الأربعة وأشياعهم وأتباعهم وكل من والاهم من الجن والانس من أول
الدهر إلى آخره. اللهم إنا نشهدك أنا ندين بما دان به محمد وآل محمد، صلى الله عليه
وعليهم
[300]
وقولنا ما قالوا، وديننا ما دانوا به، ما
قالوا به قلنا، وما دانوا به دنا، وما أنكروا أنكرنا، ومن والوا والينا، ومن عادوا
عادينا، ومن لعنوا لعنا، ومن تبرؤا منه تبرأنا منه، ومن ترحموا عليه ترحمنا عليه،
آمنا وسلمنا ورضينا واتبعنا موالينا صلوات الله عليهم، اللهم فتمم لنا ذلك ولا
تسلبناه، واجعله مستقرا ثابتا عندنا، ولا تجعله مستعارا، وأحينا ما أحييتنا عليه
وأمتنا إذا أمتنا عليه، آل محمد أئمتنا فبهم نأتم وإياهم نوالي، وعدوهم عدو الله
نعادي، فاجعلنا معهم في الدنيا والاخرة ومن المقربين فانا بذلك راضون يا أرحم
الراحمين. ثم تسجد وتحمد الله مائة مرة وتشكر الله عزوجل مائة مرة وأنت ساجد، فانه
من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك، و
كانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم
وكان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ومع
الحسن والحسين عليهما السلام، وكمن يكون تحت راية القائم عليه السلام وفي فسطاطه من
النجباء والنقباء (1). ومن الدعوات في يوم عيد الغدير ما ذكره محمد بن علي الطرازي
في كتابه رويناه باسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم،
عن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال لمن حضره
من مواليه وشيعته: أتعرفون يوما شيد الله به الاسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله
عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو
يا سيدنا ؟ قال: لا، قالوا: أفيوم الأضحى هو ؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان
ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وإن رسول الله صلى
الله عليه وآله لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عزوجل جبرئيل عليه
السلام أن يهبط على النبي صلى الله عليه وآله وقت قيام الظهر من ذلك اليوم وأمره أن
يقوم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وأن ينصبه علما للناس بعده، وأن يستخلفه في
(1) كتاب الاقبال ص 472 - 474. [*]
[301]
امته، فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن
الله يقرئك السلام، ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي صلى الله عليه ليكون علما
لأمتك بعدك، يرجعون إليه، و يكون لهم كأنت، فقال النبي صلى الله عليه وآله: حبيبي
جبرئيل إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه، فعرج وما لبث
أن هبط بأمر الله فقال له: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل
فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ذعرا
مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء وقدماه تشويان، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت
الدوح من الشوك، و غيره، ففعل ذلك، ثم نادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون وفيمن
اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار، ثم قام خطيبا وذكر بعده
الولاية، فألزمها للناس جميعا فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا وتناجوا بما
أسروا. فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره، وأن يلبس المؤمن أنظف
ثيابه وأفخرها ويتطيب إمكانه وانبساط يده ثم يقول: اللهم إن هذا اليوم شرفتنا فيه
بولاية وليك علي صلوات الله عليه وجعلته أمير المؤمنين وأمرتنا بموالاته وطاعته وأن
نتمسك بما يقربنا إليك، ويزلفنا لديك أمره ونهيه، اللهم قد قبلنا أمرك ونهيك،
وسمعنا وأطعنا لنبيك، وسلمنا ورضينا، فنحن موالي على صلى الله عليه وأولياؤه كما
أمرت نواليه، ونعادي من يعاديه، ونبرء ممن تبرء منه، ونبغض من أبغضه، ونحب من أحبه،
وعلى صلى الله عليه ومولانا كما قلت، وإمامنا بعد نبينا صلى الله عليه وآله كما
أمرت. فإذا كان وقت الزوال أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات وتقول: الحمد
لله رب العالمين كما فضلنا في دينه على من جحد وعند، وفي نعيم الدنيا على كثير ممن
عمد، وهدانا بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله، وشرفنا بوصيه وخليفته في حياته وبعد
مماته، أمير المؤمنين صلى الله عليه، اللهم إن محمدا صلى الله عليه وآله نبينا
[302]
كما أمرت، وعليا صلى الله عليه مولانا كما
أقمت، ونحن مواليه وأولياؤه. ثم تقوم وتصلي شكرا لله تعالى ركعتين تقرء في الأولى
الحمد، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وقل هو الله أحد كما انزلتا لا كما نقصتا ثم
تقنت وتركع وتتم الصلاة وتسلم وتخر ساجدا وتقول في سجودك: اللهم إنا إليك نوجه
وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين على بن أبى طالب
صلى الله عليه، عليك نتوكل وبك نستعين في امورنا اللهم لك سجدت وجوهنا وأشعارنا
وأبشارنا وجلودنا وعروقنا وأعظمنا وأعصابنا ولحومنا ودماؤنا، اللهم إياك نعبد ولك
نخضع ولك نسجد، على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية على صلواتك عليهم أجمعين، حنفاء
مسلمين وما نحن من المشركين ولا من الجاحدين، اللهم العن الجاحدين المعاندين
المخالفين لأمرك وأمر رسولك صلى الله عليه وآله، اللهم العن المبغضين لهم لعنا
كثيرا لا ينقطع أوله ولا ينفد آخره اللهم صل على محمد وآله، وثبتنا على مواتك
وموالاة رسولك وآل رسولك و موالاة أمير المؤمنين صلوات الله عليهم، اللهم آتنا في
الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وأحسن منقلبنا يا سيدنا ومولانا. ثم كل واشرب وأظهر
السرور وأطعم إخوانك وأكثر برهم واقض حوائج إخوانك إعظاما ليومك، وخلافا على من
أظهر فيه الاغتمام والحزن ضاعف الله حزنه وغمه (1). 2 - قل: من الدعوات في يوم
الغدير: ما نقلناه من كتاب محمد بن علي الطرازي أيضا باسناده إلى أبي الحسن عبد
القاهر بواب مولانا أبي إبراهيم موسى ابن جعفر وأبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام
قال: حدثنا أبو الحسن علي بن حسان الواسطي بواسط في سنة ثلاثمائة قال: حدثني علي بن
الحسن العبدلي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام
وعلى آبائه وأبنائه يقول: صوم يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش إنسان عمر
الدنيا ثم لو صام
(1) كتاب الاقبال: 474 - 475.
[303]
ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك وصيامه
يعدل عند الله عزوجل مائة حجة ومائة عمرة، وهو عيد الله الأكبر، وما بعث الله عزوجل
نبيا إلا و تعيد في هذا اليوم، وعرف حرمته، واسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي
الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود، ومن صلى فيه ركعتين من قبل أن تزول
الشمس بنصف ساعة شكرا لله عزوجل، ويقرء في كل ركعة سورة الحمد عشرا، وإنا أنزلناه
في ليلة القدر عشرا، وآية الكرسي عشرا، عدلت عند الله عزوجل مائة ألف حجة ومائة ألف
عمرة، وما سأل الله عزوجل حاجة من حوائج الدنيا والاخرة كائنة ما كانت إلا أتى الله
عزوجل على قضائها في يسر وعافية، ومن فطر مؤمنا كان له ثواب من أطعم فئاما وفئاما،
فلم يزل يعد حتى عقد عشرة. ثم قال: أتدري ما الفئام ؟ قلت: لا، قال: مائة ألف، وكان
له ثواب من أطعم بعددهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في حرم الله عزوجل
وسقاهم في يوم ذي مسغبة، والدرهم فيه بمائة ألف درهم، ثم قال: لعلك ترى أن الله
عزوجل خلق يوما أعظم حرمة منه ؟ لا والله، لا والله، لا والله ثم قال: وليكن من
قولك إذا لقيت أخاك المؤمن: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من المؤمنين،
وجعلنا من الموفين بعهده الذي عهد إلينا، وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة
أمره، والقوام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين. ثم قال: وليكن
من دعائك في دبر الركعتين أن تقول: ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا
بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا
وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، اللهم إني
اشهد وكفى بك شهيدا و اشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضك بأنك أنت الله لا
إله إلا أنت المعبود الذى ليس من لدن عرشك إلى قرار أرضك معبود يعبد سواك إلا
[304]
باطل مضمحل غير وجهك الكريم لا إله إلا
أنت المعبود لا معبود سواك تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وأشهد أن محمدا
عبدك ورسولك وأشهد أن عليا أمير المؤمنين ووليهم و مولاهم ومولاي، ربنا إننا سمعنا
النداء، وصدقنا المنادي، رسولك صلى الله عليه وآله إذ نادى نداء عنك بالذي أمرته أن
يبلغ عنك ما أنزلت إليه من موالاة ولي المؤمنين وحذرته وأنذرته إن لم يبلغ أن تسخط
عليه وأنه إذا بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك: " ألا من كنت
مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت نبيه فعلى أميره " ربنا قد
أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا عبدك الذي أنعمت عليه، وجعلته مثلا لبني إسرائيل،
ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك السوي
المستقيم، وحجتك البيضاء، وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه، وسبحان الله
عما يشركون بولايته وبأمر ربهم باتخاذ الولايج من دونه. فأشهد يا إلهى أن الامام
الهادي المرشد الرشيد علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين الذى ذكرته في
كتابك فقلت " وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم " اللهم فانا نشهد بأنه عبدك
الهادي من بعد نبيك النذير المنذر والصراط المستقيم وإمام المؤمنين، وقائد الغر
المحجلين، وحجتك البالغة، ولسانك المعبر عنك في خلقك، والقائم بالقسط بعد نبيك،
وديان دينك، وخازن علمك، وعيبة وحيك وعبدك وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاقك
وميثاق رسلك من خلقك وبريتك بالشهادة والاخلاص بالوحدانية بأنك أنت الله لا إله إلا
أنت ومحمد عبدك ورسولك وعلى أمير المؤمنين وجعلت الاقرار بولايته تمام توحيدك
والاخلاص لك بوحدانيتك وإكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك، فقلت وقولك الحق: "
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " فلك الحمد على
ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك، وجدت علينا بموالاة وليك الهادي من بعد
نبيك النذير المنذر، ورضيت لنا الاسلام دينا بمولانا وأتممت علينا نعمتك
[305]
بالذي جددت لنا عهدك وميثاقك، وذكرتنا
ذلك، وجعلتنا من أهل الاخلاص و التصديق لعهدك وميثاقك، ومن أهل الوفاء بذلك، ولم
تجعلنا من الناكثين المكذبين، والجاحدين بيوم الدين، ولم تجعلنا من المغيرين
والمبدلين و - المحرفين والمبتكين آذان الأنعام، والمغيرين خلق الله، ومن الذين
استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وصدهم عن السبيل والصراط المستقيم. وأكثر
من قولك: " اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمبدلين الذين يكذبون بيوم
الدين من الأولين والاخرين. ثم قل: اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذي هديتنا
إلى موالاة ولاة أمرك من بعد نبيك، والأئمة الهادين الذين جعلتهم أركانا لتوحيدك،
وأعلام الهدى ومنار التقوى، والعروة الوثقى، وكمال دينك، وتمام نعمتك، ومن بهم
وبموالاتهم رضيت لنا الاسلام دينا ربنا فلك الحمد، آمنا بك وصدقنا بنبيك الرسول
النذير المنذر، واتبعنا الهادي من بعد النذير المنذر، ووالينا وليهم وعادينا عدوهم،
و برئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين بيوم الدين. اللهم فكما كان من شأنك يا
صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يامن هو كل يوم في شأن، أن أتممت علينا نعمتك
بموالاة أوليائك، المسؤول عنهم عبادك فانك قلت " ولتسئلن يومئذ عن النعيم " وقلت: "
وقفوهم إنهم مسؤلون " ومننت بشهادة الاخلاص لك بولاية أوليائك الهداة من بعد النذير
المنذر، السراج المنير وأكملت لنا الدين بموالاتهم والبراءة من أعدائهم، وأتممت
علينا النعم بالذي جددت لنا عهدك، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدء خلقك إيانا
وجعلتنا من أهل الاجابة، وذكرتنا العهد والميثاق، ولم تنسنا ذكرك فانك قلت: " وإذ
أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى "
شهدنا بمنك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا وأن محمدا عبدك ورسولك نبينا، وأن
عليا أمير المؤمنين ولينا ومولانا، وشهدنا بالولاية لولينا ومولانا من ذرية نبيك من
صلب ولينا ومولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عبدك الذي
[306]
أنعمت عليه، وجعلته في ام الكتاب لديك
عليا حكيما، وجعلته آية لنبيك و آية من آياتك الكبرى، والنبأ العظيم الذي هم فيه
مختلفون والنباء العظيم الذي هم عنه معرضون، وعنه يوم القيامة مسئولون، وتمام نعمتك
التي عنها يسأل عبادك إذ هم موقوفون، وعن النعيم مسؤلون. اللهم وكما كان من شأنك ما
أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك، وأكملت لنا ديننا وأتممت
علينا نعمتك، وجعلتنا بنعمتك من أهل الاجابة والاخلاص بوحدانيتك، ومن أهل الإيمان
والتصديق بولاية أوليائك والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم
الدين، فأسئلك يا رب تمام ما أنعمت علينا ولا تجعلنا من المعاندين، ولا تلحقنا
بالمكذبين بيوم الدين، واجعل لنا قدم صدق مع المتقين، واجعل لنا من لدنك رحمة واجعل
لنا من المتقين إماما إلى يوم الدين، يوم يدعى كل اناس بامامهم، واجعلنا في ظل
القوم المتقين الهداة بعد النذير المنذر والبشير، الأئمة الدعاة إلى الهدى ولا
تجعلنا من المكذبين الدعاة إلى النار، وهم يوم القيامة وأولياؤهم من المقبوحين،
ربنا فاحشرنا في زمرة الهادي المهدي وأحينا ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك
المأخوذ منا على موالاة أوليائك، والبراءة من أعدائك المكذبين بيوم الدين، و
الناكثين بميثاقك، وتوفنا على ذلك، واجعل لنا مع الرسول سبيلا، وأثبت لنا قدم صدق
في الهجرة إليهم، واجعل محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير
المنقلب، على موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت
لنا الخلود في جنتك برحمتك والمثوى في جوارك والانابة إلى دار المقامة من فضلك، لا
يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب. ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك وأمرتنا أن
نكون مع الصادقين فقلت: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم " وقلت: "
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " ربنا سمعنا وأطعنا ربنا ثبت
أقدامنا وتوفنا مع
[307]
الأبرار، مسلمين مسلمين مصدقين لأوليائك،
ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آمنا بك
وصدقنا نبيك، ووالينا وليك، والأولياء من بعد نبيك، ووليك مولى المؤمنين علي بن أبي
طالب صلوات الله عليه والامام الهادي من بعد الرسول النذير المنذر والسراج المنير.
ربنا فكما كان من شأنك أن جعلتنا من أهل الوفاء بعهدك بمنك علينا ولطفك لنا، فليكن
من شأنك أن تغفر لنا ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما
وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، ربنا آمنا بك، ووفينا
بعهدك، وصدقنا رسلك، واتبعنا ولاة الأمر من بعد رسلك، و والينا أوليائك، وعادينا
أعداءك فاكتبنا مع الشاهدين، واحشرنا مع الأئمة الهداة من آل محمد الرسول البشير
النذير آمنا يا رب بسرهم وعلانيتهم وشاهدهم وغائبهم، ومشاهدهم، وبحيهم وميتهم
ورضينا بهم أئمة وسادة وقادة لا نبتغي بهم بدلا ولا نتخذ من دونهم ولايج أبدا. ربنا
فأحينا ما أحييتنا على موالاتهم، والبراءة من أعدائهم، والتسليم لهم والرد إليهم
وتوفنا إذا توفيتنا على الوفاء لك ولهم بالعهد والميثاق، والموالاة لهم والتصديق
والتسليم لهم غير جاحدين ولا ناكثين ولا مكذبين. اللهم إني أسئلك بالحق الذي جعلته
عندهم، وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا
فيه بالوفاء لعهدك الذي عهدت إلينا والميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك
والبراءة من أعدائك، وتمن علينا بنعمتك، وتجعله عندنا مستقرا ثابتا ولا تسلبناه
أبدا، ولا تجعله عندنا مستودعا فانك قلت: " فمستقر ومستودع " فاجعله مستقرا ثابتا،
وارزقنا نصر دينك مع ولي هاد من أهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا مهديا من الضلالة
إلى الهدى واجعلنا تحت رايته وفي زمرته شهداء صادقين، مقتولين في سبيلك وعلى نصرة
دينك. ثم سل بعد ذلك حوائجك للاخرة والدنيا فانها والله والله والله مقضية في هذا
اليوم، ولا تقعد عن الخير، وسارع إلى ذلك إنشاء الله تعالى (1).
(1) كتاب الاقبال: 475 - 481.
[308]
3 - قل: ومن الدعوات في يوم الغدير ما
وجدناه في نسخة عتيقة من كتب العبادات: اللهم رب السماوات والأرض، ورب النور
العظيم، ورب البحر المسجور ورب الشفع الكبير، ورب الوتر الرفيع، سبحانك منزل
التوراة والانجيل والزبور والقرآن العظيم إله من في السماوات السبع، وإله من في
الأرض لا إله فيهما غيرك، جبار من في السماوات والأرض، لا جبار فيهما غيرك، ملك من
في السماوات وملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك، أسئلك باسمك العظيم وبنور وجهك
الكريم، وبملكك القديم، وباسمك الذي أشرقت له السماوات والأرضون، وباسمك الذي أصلحت
به امور الأولين والاخرين، يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حى، يا حي حين لا حي إلا
أنت، يا حي يا قيوم يا أحد يا صمد يا فرد يا وتر يا رحمن يا رحيم، اغفر لنا ذنوبنا،
واجعل لنا من امورنا فرجا ومخرجا، واستقبلنا على هدى نبيك محمد صلى الله عليه وآله،
واجعل عملنا في - المرفوع المتقبل، وهب لنا ما وهبت لأوليائك وأهل طاعتك وعبادك
الصالحين من خلقك، فانا بك مؤمنون، وعليك متوكلون، ومصيرنا إليك، واجمع لنا الخير
كله بحولك وقوتك، واصرف عنا الشر كله بمنك ورحمتك. يا حنان يا منان، يا بديع
السماوات والأرض، يا ذا الجلال والاكرام تعطي الخير من تشاء، وتصرف الشر عمن تشاء
أعطنا جميع ما سألناك من الخير وامنن به علينا برحمتك يا أرحم الراحمين، إنا إليك
راغبون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم اشرح بالقرآن صدري، وأنطق
بالقرآن لساني ونور بالقرآن بصري واستعمل بالقرآن بدنى وأعني عليه أبدا ما أبقيتني،
فانه لا حول ولا قوة إلا بك. اللهم يا داحي المدحوات، وياباني المبنيات ويا مرسي
المرسيات، ويا جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، وياباسط الرحمة للمتقين اجعل
شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفتك، وتحيتك ورحمتك على محمد عبدك ورسولك
[309]
الفاتح لما انغلق، والخاتم لما سبق، وفاتح
الحق بالحق، ودافع جيشات الأباطيل كما حملته فاضطلع بأمرك مستبصرا في رضوانك، غيرنا
كل عن قدم، ولا منثن عن كرم، حافظا لعهدك، قاضيا لنفاذ أمرك، فهو أمينك المأمون،
وشهيدك يوم الدين، وبعيثك رحمة للعالمين. اللهم فافسح له مفسحا عندك، وأعطه من بعد
رضاه الرضا من نور ثوابك المحلول وعطاء جزائك المعلول، اللهم أتمم له وعده بانبعاثك
إياه مقبول الشفاعة عندك، مرضي المقالة، ذا منطق عدل، وخطبة فصل، وحجة وبرهان عظيم.
اللهم اجعلنا سامعين مطيعين وأولياء مخلصين، ورفقاء مصاحبين، اللهم أبلغه منا
السلام، واردد علينا منه السلام، اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلي الخير
بناصيتي، واجعل الاسلام منتهى رضاك، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني
فقير فارزقني. ثم تقول مائة مرة: اللهم إني أسئلك الجنة، اللهم إني أعوذ بك من
النار ثم تقول: اللهم إني أسئلك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك،
وبأنك أرحم الراحمين، وأسئلك بأنك أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، أن
تغفر لي ذنوبي كلها، صغيرها وكبيرها، ومغفرة تامة يا أرحم الراحمين. ثم تقول أربع
مرات: اللهم إني اشهدك واشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أني أشهد أنك أنت الله
لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، واومن بك وأتوكل عليك، وأستغفرك وأتوب إليك. ثم
تقول: اللهم إنى أصبحت في ديني وأمانتي ونفسي وولدي ومالى وجميع أهل عنايتي في حماك
الذي لا يستباح، وفي عزك الذي لا يرام، وفي سلطانك الذي لا يستضام، وفي ملكك الذي
لا يبلى، وفي نعمتك التي لا تحصى، وفي ذمتك التي لا تخفر، وفي رحمتك التي وسعت كل
شئ، وجار الله آمن محفوظ ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله والله أكبر،
وسبحان الله، رب صل
[310]
على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي كلها
برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم افتح لنا بطاعتك، واختم لنا برضوانك، وأعذنا من
الشيطان الرجيم السلام على الحافظين الكرام الكاتبين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي
لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وأنا من المسلمين، اللهم إني أسئلك خير يومي
هذا، وخير ما فيه، وخير ما أمرت به وخير ما قبله، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر
يومي هذا وشر ما فيه وشر ما قبله وشر ما بعده، اللهم إني أسئلك فتحه ونصره ونوره
وهداه، اللهم افتح لي بخير [واختم لي بخير] اللهم افتحه علي برحمتك، و اختمه على
برضوانك، اللهم من كادني في يومي هذا بسوء فاكفه، وقني شره، واردد كيده في نحره.
اللهم ما أنزلت في يومي هذا من خير أو رحمة أو شفاء أو فرج أو عافية أو رزق فاجعل
لي فيه نصيبا وافرا حسنا، وما أنزلت فيه من محذور أو مكروه أو بلية أو شقاء فاصرفه
عني، اللهم إني أسألك أن تجعل بدو يومي هذا فلاحا وأوسطه صلاحا وآخره نجاحا، وأعوذ
بك من شر يوم أوله فزع، وأوسطه جزع وآخره وجع اللهم برأفتك أرجو ورحمتك، وبرحمتك
أرجو رضوانك، وبرضوانك أرجو الجنة فلا تؤاخذني بذنبي، ولا تعاقبني بسوء عملي، اللهم
اجعل حياتي ما أحييتني زيادة لي في كل خير، واجعل وفاتي إذا توفيتني راحة من كل شر،
ونجاة لي من كل سوء، اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأرجوك ولا أرجو غيرك وأذكرك
ولا أنساك، اللهم اغفر لي كل ذنب مني في الليل والنهار منذ خلقتني [وكفره عني
وأبدلني به حسنات وتقبل مني كل خير عملته لك في الليل والنهار منذ خلقتني] وارفعه
لي عندك في الرفيع الأعلى، وأعطني عليه الثواب الكثير برحمتك إنك جواد لا يبخل
اللهم إني أصبحت متوكلا عليك فاكفني، وأصبحت فقيرا إليك فأغنني وأصبحت لا أعرف ربا
غيرك فاغفر لي، وأصبحت مقرا لك بالربوبية معترفا لك بالعبودية، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا لم
[311]
يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده
ورسوله أرسله بالهدى، ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فبلغ
رسالاته ونصح لامته، وجاهد في الله حق جهاده، وعبده حتى أتاه اليقين وأشهد أن
الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الجنة حق والنار حق والبعث
حق وأني أو من بالله وبرسوله وبملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله اللهم
فاكتب لي هذه الشهادة عندك، ولقنيها عند حاجتي إليها وأحيني عليها وابعثني عليها
واحشرني عليها واجزني جزاء من لقيك بها مخلصا غير شاك فيها ولا مرتد عنها ولا مبدل
لها آمين رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الأخيار وسلم
كثيرا وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو غفار الذنوب وأتوب إليه، وأسأله أن يتوب علي
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الأول فليس قبله شئ، والاخر فليس بعده شئ،
والظاهر فليس فوقه شئ، والباطن فليس دونه شئ، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده
الخير وهو على كل شئ قدير. الحمد لله الذي لا تبديل لقوله، ولا معادل لحكمه، ولا
راد لقضائه، الحمد لله الأول قبل كل شئ، والخالق له والاخر بعد كل شئ، والوراث له و
الظاهر على كل شئ، والوكيل عليه. والباطن دون كل شئ والمحيط به الذي علا فقهر، وملك
فقدر، وبطن فخبر ديان الدين رب العالمين، الحمد لله على حلمه بعد علمه، والحمد لله
على عفوه بعد قدرته، اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى، وفي النهار إذا تجلى، ولك
الحمد في الاخرة والاولى، ولك الحمد كما حمدت نفسك وكما أنت أهله وكما حمدك
الحامدون، ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك وأحاط به علمك، ولك الحمد زنة عرشك ومداد
كلماتك، و لك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك، وعظم سلطانك. اللهم لك الحمد
حمدا خالدا بخلودك، ولك الحمد حمدا دائما بدوامك ولك الحمد حمدا دائما لا أمد له
دون بلوغ مشيتك، ولك الحمد حمدا لا يتناهى دون منتهى علمك، ولك الحمد حمدا يبلغ
رضاك ويوجب مزيدك، ويؤمن من
[312]
غيرك، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون،
وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون، يولج الليل في النهار ويولج النهار
في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك
تخرجون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين،
سبحان الدائم القائم، سبحان الملك الحق، سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى، سبحان
الله وبحمده، سبحان الله الحي القيوم، سبحان الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، سبحان
من تواضع كل شئ لعظمته، سبحان من ذل كل شئ لعزته سبحان من خضع كل شئ لملكته، سبحان
من استسلم كل شئ لقدرته، سبحان من انقادت له الامور بأزمتها، سبحانه وبحمده لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير
وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم،
لا إله إلا الله السميع العليم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
لا إله إلا الله إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة ولا
ولدا ولم يكن له كفوا أحد، لا إله إلا الله الأول قبل كل شئ، والباقي بعد كل شئ،
والقادر عليه والمحيط بكل شئ. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف
الخبير، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو
الرحيم الغفور اللهم إني أسئلك وأدعوك وأنت قلت: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا
ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، إنك أمرتني بدعائك ووعدت إجابتك ولا خلف لوعدك فاني
أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني. اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك كما سميت به
نفسك، أو ذكرته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك،
يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا رحيم يا بدئ لا بدء لك يا دائم لا نفاد لك، يا
حي يا قديم يا قيوم يا محيي يا مميت يا قائما على كل نفس بما كسبت، يا أحد يا وتر
يا فرد يا
[313]
صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد، يا مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء
وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير، يا حنان يا منان، يا ذا الجلال
والاكرام، يا رب الأرضين و ما أقلت، والسموات وما أظلت، والرياح وما ذرأت، يا خالق
كل شئ يا زين السموات والأرضين، يا قيوم الدنيا والاخرة، ويا غياث المستغيثين، ويا
صريخ المستصرخين، ويا معاذ العائذين ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا منفسا عن
المكروبين، ويا مفرجا عن المغمومين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا مجيب دعوة
الداعين، ويا أرحم الراحمين، ويا أول الأولين ويا آخر الاخرين أسألك باسمك الأجل
الأعز الأكرم الظاهر الباطن الطاهر المطهر المقدس الأحد الصمد الفرد الذي ملاء
الأركان كلها الذى إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على محمد وآل محمد
كأفضل وأكرم وأعلى وأكمل وأعز وأعظم وأشرف وأزكى وأنمى وأطيب ما صليت على أحد من
أنبيائك المصطفين وملائكتك المقربين وعبادك الصالحين. اللهم شرف بنيانه، وعظم
برهانه، وثقل ميزانه، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وتقبل شفاعته، واجزه عنا
أفضل ما جزيت نبيا عن امته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم صل على
أنبيائك المرسلين، وملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين وصل علينا معهم إنك أرحم
الراحمين اللهم اغفر لي ولوالدي وما ولدا والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
حيهم و ميتهم شاهدهم وغائبهم، إنك تعلم منقلبهم ومثواهم، اللهم اغفر لنا ولاخواننا
الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤف رحيم،
اللهم أصلح لنا أئمتنا وقضاتنا وولاة امورنا وجماعتنا وديننا الذى ارتضيت لنا اللهم
أعز الاسلام وأهله، وأذل الشرك وأهله. اللهم إني من عبادك الذين ظلموا أنفسهم
وأسرفوا عليها واستوجبوا العذاب
[314]
بالحجج اللازمة، والذنوب الموبقة،
والخطايا المحيطة بهم، وقد قلت: " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " لا خلف لوعدك، ولا
مبدل لقولك، اللهم لا تقنطني من رحمتك، ولا تؤيسني من عفوك ومغفرتك، واجعلني من
عبادك الذين تغفر لهم ذنوبهم، وتكفر عنهم سيئاتهم، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم
وخذ بسمعي وبصرى وقلبي وجوارحي كلها إلى طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وآله وإلى
أحب الأعمال إليك، وارزقني توبة نصوحا أستوجب بها محبتك، وأستحق معها جنتك، وتوقيني
من عذابك فانه لا حول ولا قوة إلا بك، واجعلني من أوليائك وأنصارك الذين تعز بهم
دينك، وتنتقم بهم من عدوك، وتختم لهم بالسعادة والشهادة، تحييهم حياة طيبة، تقلبهم
منقلبا كريما وتؤتيهم في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وتقيهم عذاب النار. اللهم إن
ذنوبي عظيمة كثيرة ورحمتك وعفوك وفضلك أعظم منها وأكثر و أوسع فانشر علي من سعة
رحمتك وعظم عفوك ومغفرتك ما تنجيني به من النار و تدخلني به الجنة، اللهم برحمتك
استغثت من ذنوبي واستجرت فأغثنى وأجرني من ذنوبي وامنن علي بمغفرتك وعفوك عما ظلمت
به نفسي خاصة يا إلهى، و خلصني ممن له حق قبلي، واستوهبني منه واغفر لي وعوضه من
فضلك وطولك وجزيل ثوابك علي وعليه بذلك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل ما مضى من حسن
عملي مقبولا وما فرط مني من سيئة مغفورا، وما أستأنف من عمرى أوله صلاحا وأوسطه
فلاحا وآخره نجاحا، اللهم إنى أعوذ بك من جهد البلاء وسوء القضاء وشر العمل ودرك
الشقاء وشماتة الأعداء وسوء المنظر في الأهل والمال والولد، اللهم إني أعوذ بك من
قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، وعمل لا ينفع ودعاء لا يسمع،، اللهم سلمني وسلم مني،
وعافني واعف عني، ولا تؤاخذني بذنوبي، ولا تقايسني بعملي، ولا تفضحني بسريرتي،
وأدخلني الجنة برحمتك و عافني من النار بقدرتك.
[315]
اللهم أقلني عثرتي، واستر عورتي وآمن
روعتي، اللهم إني أسئلك الهدى والتقى والعفاف والكفاف والغنى والعمل بما تحب وترضى،
اللهم إني أعوذ بك أن اشرك بك وأنا أعلم أو لا أعلم، وأستغفرك لما أعلم ولما لا
أعلم، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي ولا تجعل مصيبتي في حد، ولا تسلط علي من لا
يرحمني ولا تسلطني على أحد بظلم فتهلكني، اللهم اجعل حياتي زيادة لي في كل خير،
واجعل وفاتي راحة من كل سوء، اللهم إن ذلي أصبح وأمسى مستجيرا بعزتك وفقرى مستجيرا
بغناك، وذنوبي ومستجيرة برحمتك، ووجهي البالي الفاني مستجيرة بوجهك الباقي الدائم
الكريم، فكن لي جارا من كل سوء برحمتك اللهم ما أعطيتني من عطاء أو قضيت على من
قضاء فاجعل الخيرة لي في بدئه وعاقبته، وارزقني العافية والسلامة برحمتك يا أرحم
الراحمين. اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم، وصلى الله على ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين وعلى محمد خاتم
النبيين، ورسول رب العالمين وإمام المتقين، وسيد المرسلين، وعلى آله الطيبين
الطاهرين وسلم تسليما، اللهم إني أسئلك يا رب حسن الظن بك، والصدق في التوكل عليك،
وأعوذ بك أن تدخلني النار، وأعوذ بك رب أن تبتليني ببلية تحملني ضرورتها على التعرض
لشئ من معاصيك، وأعوذ بك أن تدخلني في حال كنت أكون فيها في يسر أو عسر أظن أن
معاصيك أنجح لي من طاعتك، وأعوذ بك أن أقول قولا من طاعتك ألتمس به رضا سواك، وأعوذ
بك أن يكون أحد أسعد بما آتيتني مني، وأعوذ بك أن تكلف طلب ما ليس لى وما لم تقسمه
لي وما قسمت لي من قسم أو رزقتني من رزق فأتني به في يسر منك وعافية حلالا طيبا
وأعوذ بك من كل شئ زحزح بيني وبينك، أو باعد بيني وبينك أو تصرف به حظي أو صرف وجهك
الكريم عني، وأعوذ بك من الضرر في المعيشة وأعوذ بك من الضرر في المعيشة، وأعوذ بك
من الضرر في المعيشة وأعوذ بك أن تبليني ببلاء لا طاقة لي به، أو تسلط علي طاغيا أو
تهتك لى سترا، أو تبدي
[316]
لى عورة، أو تحاسبني يوم القيامة مناقشة
أحوج ما أكون إلى تجاوزك و عفوك عني. وأسألك بوجهك الكريم وكلماتك التامات أن تصلى
على محمد وآل محمد، وتعطى محمدا وآل محمد أفضل ما سألك وأفضل ما سئلت له وأفضل ما
أنت مسؤل له وأسئلك أن تجعلني من عتقائك وطلقائك من النار يا أرحم الراحمين، ويا
أجود الأجودين، ويا إله العالمين، وياسيد السادات، ويا جبار الجبابرة، و يا أفضل من
سئل وأكرم من أعطى وأحق من تجاوز وعفى ورحم وتفضل باحسانه القديم، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلى العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه تبارك الله رب العرش
العظيم، الحمد لله رب العالمين، لا إله إلا أنت أفلح سائلك، وتعالى جدك، وامتنع
عائذك، أعذني برحمتك من شر ما خلقت وذرأت وبرأت، حسبى الله وكفى سمع الله لمن دعا،
ليس وراء الله منتهى. اللهم أنت ربي ورب من كادنى وبغى علي من الجن والانس ناصيتى و
ناصيته بيدك، فادفع في نحره وأعذني من شره بعزتك التي لا ترام وبقدرتك التي لا
يمتنع فيها بر ولا فاجر، وبكلماتك الحسنى. الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا، اللهم
أعني على هول الدنيا وبوائق الاخرة، ومصيبات الليالي والأيام، اللهم اصحبني في سفري
واخلفني في أهلى وبارك لي فيما رزقتني ولك فذللني وعلى خلق حسن صالح فقومني وإليك
فحببني وإلى الناس فلا تكلني رب المستضعفين، وأنت ربي وأعوذ بوجهك الكريم الذي
أشرقت له السموات والأرض، وكشفت به الظلمات وصلح عليه أمر الأولين والاخرين، أن
ينزل بي سخطك، أو يحل علي غضبك ومن زوال نعمتك ومن جميع سخطك، لك العتبى عندي فيما
استطعت، ولا حول ولا قوة إلا بك. اللهم إنك لست برب استحدثناك، ولا كان معك إله
أعانك ما يقول القائلون صل على محمد وعلى آل محمد وبارك لي في الموت إذا نزل بي،
واجعل لي فيه راحة وفرجا، اللهم فكما حسنت خلقي فحسن خلقي، اللهم إني ضعيف فقو في
رضاك
[317]
ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل
الاسلام منتهى رضاى، اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك وكفى بك شهيدا أنك أنت الله لا
إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك، وأن كل
معبود من دون عرشك إلى قرار أرضك السابعة باطل ما خلا وجهك الكريم الدائم الذي لا
يزول فصل على محمد وآل محمد، واكشف ما بي من ضر، وحوله عني يا أرحم الراحمين، إنك
سميع الدعاء، وأنك تفعل ما تشاء وأن ميسور العسير عليك يسير اللهم يسر من أمري ما
عسر، وسهل ما صعب، ولين ما غلظ، وفرج ما لا يفرجه أحد غيرك، بنور وجهك الكريم
الدائم التام، وبحق محمد عبدك ورسولك، وبحق الروحانيين الذين لا يفترون إلا بتعظيم
عز جلالك، وبالثناء عليك، ولا يبلغون ما أنت مستحقه من عظيم عزك وعلو شأنك. اللهم
إني أسئلك باسمك الذي تجليت به للجبل فجعلته دكا وخر موسى صعقا، وبالاسم المخزون
المكنون، وباسمك الذي فلقت به البحر لموسى بن عمران فصار كل فرق كالطود العظيم،
وباسمك الذى ذل له كل جبار عنيد، وباسمك الذي وضعته على النهار فأضاء وعلى الليل
فأظلم أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تجعلني من التوابين المتطهرين وتغفر لي
خطيئتي يوم الدين، وتغفر لوالدي كما ربياني صغيرا، وعلماني كتابك وسنة نبيك، وتدخل
عليهما رأفة منك ورحمة، وبدل سيئاتهما حسنات وتقبل منهما ما أحسنا، وتجاوز عنهما ما
أساءا فانك أولى بالجود، واجعلهما من الذين رضيت عنهم، وأسكنتهم جنات النعيم برحمتك
لا بأعمالهم، تفضلا منك عليهم بجودك وكرمك وعزتك وسلطانك، يا من له الحمد ولا ينبغي
الحمد إلا له، يا كريم الاحسان، يامن يبقي ويفنى كل شئ، يا من يرى ولا يرى وهو
بالمنظر الأعلى، ومن هو على كل شئ رقيب، وبكل شئ رؤف وعلى كل شئ قابل شهيد، يعلم
خائنة الأعين وما تخفي الصدور، تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك وأسألك بالاسم
الذي وضعت به الجبال على الأرض فاستقرت وبالاسم الذي وضعته على السموات فاستقلت، أن
تنجيني من النار، وتجيرني
[318]
الصراط بقدرتك، ووالدي وحامتي وقرابتي
وجيراني ومن أحبني، وكل ذي رحم في الاسلام دخل إلى، بنورك الذي لا يطفا، وبعزتك
التي لا ترام، واكفني ما لا يكفيه أحد سواك، وما أنت أعلم به مني، واسترني بسترك
الجميل، وعافني بقدرتك من عذابك وعقابك. اللهم إنك عالم غير متعلم، وأنت عالم بحالي
وأمري، فاجعل لي في كل خير نصيبا وإلى كل خير سبيلا، اللهم واجعل لى سهما في دعاء
من دعاك رجاء الثواب منك في مشارق الأرض ومغاربها من المسلمين والمسلمات، والمؤمنين
و المؤمنات، وتقبل دعاءهم وأعنهم على عدوك وعدوهم، فانك تقدر ولا يقدر عليك، ولا
يدفع البلاء غيرك، يا معروفا بالاحسان والرأفة والرحمة أنت مقلب القلوب، ثبت قلبي
على دينك، وأنت مدبر الامور وأنت تختار لعبادك، فاجعلني ممن اخترته لطاعتك، وأمنته
من عذابك يوم يخسر المبطلون، وتب على إنك أنت التواب الرحيم، واخترني واختر ولدي
فقد خلقتهم فأحسنت ورزقت فأفضلت فتمم نعمتك علي وعلى والدي، وأهل عنايتي، وأوسع
علينا في رزقك، ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا ولا باغيا ولا طاغيا، واحرسنا بعينك
التي لا تنام. اللهم هذا الدعاء وعليك الاجابة، وأنت المستعان وعليك التكلان، ولا
حول ولا قوة إلا بك وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليما كثيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل (1). ومن الدعوات في يوم عيد الغدير من
رواية اخرى: اللهم بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وقلت وقولك الحق " ولو أنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
وقلت: " ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم " وقلت: " وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب
دعوة الداع إذا دعان " اللهم فاني أسألك واشهدك واشهد ملائكتك أنك ربي لا إله إلا
أنت عليك توكلت وأن محمدا عبدك ورسولك نبي
(1) كتاب الاقبال: 481 - 491.
[319]
الله صلى الله عليه وآله نبيي وأن عليا
أمير المؤمنين مولاي ووليي عليه وآله السلام أسألك أن تغفر لي في هذا اليوم، وفي
هذا الوقت، ما سلف من ذنوبي وتصلحني فيما بقي من عمري، اللهم إيمانا بك وتصديقا
بوعدك، حتى أكون على النهج الذي ترضاه، و الطريق الذى تحبه، فانك عدتي عند شدتي
وولي نعمتي. اللهم إني أسئلك نفحة من نفحاتك كريمة تلم بها شعثي، وتصلح بها شأني
وتوسع بها رزقي، وتقضى بها ديني، وتعينني بها على جميع اموري، فانك عند شدتي فأسئلك
بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تصلح لي أحوال الدنيا والاخرة،
اللهم إني أسئلك ولم يسأل السائلون أكرم منك وأطلب إليك ولم يطلب الطالبون إلى أحد
أجود منك أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تبلغني في هذا اليوم امنية الدنيا
والاخرة. اللهم فارج الغم ومجيب دعوة المضطرين اللهم فارج الغم إني مغموم ففرج عني،
اللهم إني مهموم فاكشف همي. اللهم إني مضطر فسهل لي، اللهم إني مديون فاقض ديني،
اللهم إني ضعيف فقو ضعفي، اللهم إني أسئلك من رزقك رزقا واسعا حلالا طيبا، أستعين
به وأعيش به بين خلقك، رزقا من عندك لا أبذل فيه وجهي لأحد من عبادك أنت حسبي ونعم
الوكيل، اللهم اغفر لي ولوالدي وما ولدا وأهل قرابتي وإخواني من عرفت ومن لم أعرف،
اللهم اجزهم بأحسن أعمالهم وأوصل إليهم الرحمة و السرور، واحشرهم مع رسولك وأمير
المؤمنين وأوليائهم إنك على كل شئ قدير، [اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء
وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير]
وصلى الله على محمد وأهل بيته وسلم (1). ومن الدعوات في يوم عيد الغدير ما رويناه
باسنادنا عن الشيخ المفيد رضوان الله عليه: اللهم إني أسألك بحق محمد نبيك وعلى
وليك والشأن والقدر الذي خصصتهما به دون خلقك، أن تصلي على محمد وعلي وأن تبدء بهما
في كل خير
(1) الاقبال ص 491 - 492.
[320]
عاجل، اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة
القادة، والدعاة السادة، والنجوم الزاهرة، والأعلام الباهرة، وساسة العباد، وأركان
البلاد، والناقة المرسلة، و السفينة الناجية الجارية في اللجج الغامرة، اللهم صل
على محمد وآل محمد خزان علمك وأركان توحيدك، ودعائم دينك، ومعادن كرامتك وصفوتك من
بريتك، و خيرتك من خلقك، الأتقياء النجباء الأبرار، والباب المبتلى به الناس من
أتاه نجى ومن أباه هوى. اللهم صل على محمد وآل محمد أهل الذكر الذين أمرت بمسئلتهم،
وذوي القربى الذين أمرت بمودتهم، وفرضت حقهم، وجعلت الجنة معاد من اقتص آثارهم،
اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمروا بطاعتك، ونهوا عن معصيتك، و دلوا عبادك على
وحدانيتك، اللهم إني أسئلك بحق محمد نبيك ونجيبك وصفوتك وأمينك ورسولك إلى خلقك،
وبحق أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، الوصي الوفي، والصديق
الأكبر، والفاروق بين الحق والباطل والشاهد لك، والدال عليك، والصادع بأمرك،
والمجاهد في سبيلك، لم تأخذه فيك لومة لائم أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني
في هذا اليوم الذي عقدت فيه لوليك العهد في أعناق خلقك وأكملت لهم الدين من
العارفين بحرمته والمقرين بفضله، من عتقائك وطلقائك من النار، ولا تشمت بي حاسدي
النعم، اللهم فكما جعلته عيدك الأكبر وسميته في السماء يوم العهد المعهود، وفي
الأرض يوم الميثاق المأخوذ، والجمع المسؤول، صل على محمد وآل محمد، وأقرر به
عيوننا، واجمع به شملنا، ولا تضلنا بعد إذ هديتنا، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين يا
أرحم الراحمين. الحمد لله الذي عرفنا فضل هذا اليوم، وبصرنا حرمته، وكرمنا به و
شرفنا بمعرفته، وهدانا بنوره، يارسول الله يا أمير المؤمنين عليكما وعلى عترتكما
وعلى محبيكما مني أفضل السلام، ما بقى الليل والنهار، وبكما أتوجه إلى الله ربي
وربكما في نجاح طلبتي وقضاء حوائجي وتيسير اموري. اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل
محمد أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تلعن
[321]
من جحد حق هذا اليوم وأنكر حرمته، فصد عن
سبيلك لاطفاء نورك، فأبى الله إلا أن يتم نوره، اللهم فرج عن أهل بيت نبيك، واكشف
عنهم وبهم عن المؤمنين الكربات، اللهم املاء الأرض بهم عدلا كما ملئت ظلما وجورا،
وأنجز لهم ما وعدتهم إنك لا تخلف الميعاد (1). 4 - بشا: محمد بن أحمد بن شهريار، عن
محمد بن محمد بن ميمون، عن القاسم بن على المحمدي، عن إسماعيل بن علي الخزاعي، عن
أبيه، عن أخيه دعبل، عن عبد الله بن سعيد الزهري، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر
الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبى هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب
الله له صيام ستين شهرا، وذلك يوم غدير خم، لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله
بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال له عمر بن
الخطاب بخ بخ أصبحت مولاي ومولا كل مؤمن مؤمنة (2). 5 - وجدت بخط بعض الأفاضل نقلا
من خط الشهيد محمد بن مكي قدس الله روحهما، قال: روي عن النبي صلى الله عليه وآله
أن من السنن أن يقول المؤمن في يوم الغدير مائة مرة: الحمد لله الذي جعل كمال دينه
وتمام نعمته بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. 6 - العدد القوية:
لأخ العلامة قدس الله روحه، قال مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: صيام يوم
غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش إنسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب
ذلك، وصيامه يعدل عند الله مائة حجة ومائة عمرة في كل عام مبرورات متقبلات، وهو عيد
الله جل اسمه الأكبر وما بعث الله نبيا إلا وتعيد في هذا اليوم، وعرفه حرمته، واسمه
في السماء يوم العيد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ، والجمع المشهود. ومن
صلى فيه ركعتين يغتسل لهما قبل الزوال بنصف ساعة ثم يصليهما مع
(1) الاقبال: 492 - 493. (2) بشارة
المصطفى ص 323.
[322]
الزوال شكرا لله تعالى يقرء في كل ركعة
منهما فاتحة الكتاب وسورة الاخلاص عشر مرات، وسورة القدر عشر مرات، وآية الكرسي عشر
مرات، هي تعدل عند الله مائة ألف عمرة ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا
والاخرة إلا قضاها، فان فاتتك الركعتان فاقضهما، ومن فطر مؤمنا كان كمن أطعم فئاما
و فئاما، ولم يزل صلى الله عليه وآله يعد حتى عد عشرا، ثم قال عليه السلام: أتدري
ما الفئام ؟ فقلت لا قال: مائة ألف ; وكان له ثواب من أطعم بعددهم من النبيين
والصديقين و الشهداء في حرم الله عزوجل، وسقاهم في يوم ذي مسغبة، والدرهم ينفق بألف
درهم، ثم قال: لعلك تظن أن الله عزوجل خلق يوما أعظم حرمة منه ؟ لا والله لا والله
لا والله، ثم قال عليه السلام: وليكن من قولكم إذا لقيتم " الحمد لله الذي أكرمنا
بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة
أمره والقوام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين ثم يدعو في دبر
الركعتين بالدعاء المعروف (1). وقال الفياض بن محمد بن عمر الطوسي: حضرت مجلس
مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم الغدير، وبحضرته جماعة من خواصه، قد
احتبسهم عنده للافطار معه قد قدم إلى منازلهم الطعام، والبر، وألبسهم الصلاة
والكسوة حتى الخواتيم والنعال. وقال الحسن بن راشد: قلت لمولانا أبي عبد الله عليه
السلام: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال: نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما
قال: قلت: وأي يوم هو ؟ قال: يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام علما للناس قلت:
وأي يوم هو ؟ قال: يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، قلت: جعلت فداك وما ينبغي أن نصنع
فيه ؟ قال: تصومه وتكثر الصلاة على محمد وأهل بيته وتبرءي إلى الله عزوجل ممن ظلمهم
حقهم فان الأنبياء عليهم السلام كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقيم الوصي فيه
أن يتخذ عيدا، قلت: ما لمن صامه ؟ قال: صيام ستين شهرا.
(1) قد مر برواية ابن طاووس في ص 303 مما
سبق.
[323]
وعن المفضل بن عمر قال الصادق عليه
السلام: إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله عزوجل كما تزف العروس إلى
خدرها يوم الفطر، ويوم الأضحى ويوم الجمعة، ويوم غدير خم. وإن يوم غدير خم بين
الفطر والأضحى والجمعة كالقمر بين الكواكب، وإن الله عزوجل ليوكل يوم غدير خم
ملائكته المقربين وسيدهم جبرئيل عليه السلام وأنبياءه المرسلين وسيدهم محمد صلى
الله عليه وآله وأوصياء الله المنتجبين وسيدهم يومئذ أمير المؤمينن عليه السلام
وعباد الله الصالحين وسيدهم يومئذ سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار، حتى يذادوا بها
الجنان كما يذاد الراعي بغنمه الماء والكلاء. قال المفضل: قلت: يا سيدي تأمرني
بصيامه ؟ قال: إي والله إي والله إنه اليوم الذي نجى الله فيه إبراهيم عليه السلام
من النار، فصام شكرا لله عزوجل ذلك اليوم، وإنه اليوم الذي أقام رسول الله صلى الله
عليه آله أمير المؤمنين عليه السلام علما وأبان فضله ووصيته فصام ذلك اليوم وذلك
يوم صيام وقيام وإطعام الطعام، وصلة الاخوان وفيه مرضاة الرحمن ومرغمة الشيطان. (5)
* (باب) * * " (أعمال يوم المباهلة ويوم الخاتم وغيرهما من الايام) " * * "
(المتبركة من هذا الشهر ولياليها) " * أقول: قد أوردنا بعض ما يتعلق بهذا الباب في
كتاب الطهارة والصلاة والدعاء والصوم والمزار، وذكرنا ما يناسبه في كتاب أحوال
النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أمير المؤمنين عليه السلام وغيرها فليراجع إليها.
[324]
(6) * (باب) * * " (أعمال ساير ايام هذا
الشهر ولياليها) " * اقول: [قد مضى ما يتعلق بذلك في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء
و الصيام وخصوصا في أول هذا الجزء من أعمال وأدعية كل يوم] (1). " أبواب " * " (ما
يتعلق باعمال شهر المحرم وأدعيته) " * (7) * " (باب) " * " (عمل اول ليلة من هذا
الشهر ويومها وما يتعلق بعشر المحرم) " " (من المطالب والاعمال) " اقول: قد سبق بعض
ما يناسب هذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة و الدعاء والصيام وفي باب أول من هذا
الجزء وغيرها ومضى أيضا بعض ما يرتبط بهذا المعنى في كتاب أحوال الحسنين عليهما
السلام. 1 - قل: أما عمل اولى ليلة من المحرم فمن ذلك ما ذكره صاحب كتاب المختصر من
المنتخب فقال: الدعا إذا رأيت الهلال كبر الله تعالى فقل: الله أكبر الله أكبر الله
أكبر، ربي وربك الله، لا إله إلا هو رب العالمين، الحمد لله الذي خلقني وخلقك،
وقدرك في منازلك، وجعلك آية للعالمين، يباهي الله بك الملائكة، اللهم أهله علينا
بالأمن والايمان والسلامة والإسلام، والغبطة
(1) وراجع في ذلك كتب الادعية التى اعتمد
عليها لمؤلف في النقل كاقبال السيد رحمه الله.
[325]
والسرور والبهجة، وثبتنا على طاعتك
والمسارعة فيما يرضيك، اللهم بارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا خيره وبركته ويمنه
وفوزه، واصرف عنا شره وبلاءه وفتنته، برحمتك يا أرحم الراحمين. الدعاء عند استهلال
المحرم وأول يوم منه تقول: اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أسئلك بك وبكلماتك
وأسمائك الحسنى كلها وأنبيائك ورسلك وأوليائك وملائكتك المقربين، وجميع عبادك
الصالحين، ألا تخليني من رحمتك التي وسعت كل شئ، يا الله يا رحمن المؤمنين، يا واحد
يا حي يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن، يا ملك يا غني يا محيط يا سميع يا عليم يا
علي يا شهيد يا قريب يا مجيب يا حميد يا مجيد يا عزيز يا قهار يا خالق يا محسن يا
منعم يا معبود يا قديم يا دائم يا حي يا قيوم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد يا باعث
يا وارث يا سميع يا عليم يا لطيف يا خبير يا جواد يا ماجد يا قادر يا مقتدر يا قاهر
يا رحمن يا رحيم يا قابض يا باسط يا حليم يا كريم يا عفو يا رؤف يا غفور ! ها أنا
ذا صغير في قدرتك بين يديك، راغب إليك مع كثرة نسياني وذنوبي، ولولا سعة رحمتك
ولطفك ورأفتك لكنت من الهالكين. يا من هو عالم بفقري إلى جميل نظره وسعة رحمته،
أسألك بأسمائك كلها ما علمت منها وما لم أعلم، وبحقك على خلقك، وبقدمك وأزلك وإبادك
و خلدك وسرمدك وكبريائك وجبروتك وعظمتك وشأنك ومشيتك أن تصلي على محمد وعلى آل
محمد، وأن ترحمني وتقدسني بلمحات حنانك ومغفرتك ورضوانك وتعصمني من كل ما نهيتني
عنه، وتوفقني لما يرضيك عني، وتجبرني على ما أمرتني به وأحببته مني. اللهم املأ
قلبي وقار جلالك، وجلال عظمتك وكبريائك، وأعني على جميع أعدائك وأعدائي ياخير
المالكين، وأوسع الرازقين، ويا مكور الدهور ويا مبدل الأزمان، ويا مولج الليل في
النهار، ومولج النهار في الليل، يا مدبر الدول والامور والأيام، أنت القديم الذى لم
تزل، والمالك الذي لا يزول
[326]
سبحانك ولك الحمد بحمدك، وحولك على كل حمد
وحول دائما مع دوامك و ساطعا بكبريائك، أنت إلهي ولي الحامدين، ومولى الشاكرين، يا
من مزيده بغير حساب، ويا من نعمه لا تجازى وشكره لا يقضى، وملكه لا يبيد، وأيامه لا
يحصى، صل أيامي بأيامك مغفورا لي محرما لحمي ودمي وما وهبت لي من الخلق والحياة
والحول والقوة على النار، يا جار المستجيرين، ويا أرحم الراحمين. بسم الله الرحمن
الرحيم، توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك
يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين لنفسي وديني وسمعي وبصري وجسدي وجميع جوارحي
ووالدي وأهلي ومالي وأولادي وجميع من يعنيني أمره وسائر ما ملكت يميني على جميع من
أخافه وأحذره، برا وبحرا من خلقك أجمعين، الله أكبر الله أكبر وأعز وأجل وأمنع مما
أخاف و أحذر، عز جار الله، وجل ثناء الله، ولا إله إلا الله. اللهم اجعلني في جوارك
الذى لا يرام، وفي حماك الذي لا يستباح، ولا يذل وفي ذمتك التي لا تخفر، وفي منعتك
التي لا تستذل، ولا تستضام، وجار الله آمن محفوظ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم، اللهم يا كافي من كل شئ. ولا يكفي منه شئ، يا من ليس مثل كفايته شئ، اكفني
كل شئ حتى لا يضرني معك شئ، واصرف عني الهم والحزن، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم، يا الله يا كريم. اللهم إني أدرء بك في نحور أعدائي وكل من يريد بي
سوء، وأعوذ بك من شرهم وأستعينك عليهم فاكفنيهم بما شئت وكيف شئت ومن حيث شئت وأنى
شئت فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا
يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون، إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، لا
تخافا إنني معكما أسمع وأرى، أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، اخسؤا فيها ولا تكلمون،
أصبحت وأمسيت بعزة الله الذي ليس كمثله شئ
[327]
ممتنعا، وبكلمات الله التامات كلها
محترزا، وبأسماء الله الحسنة متعوذا، وأعوذ برب موسى وهارون ورب عيسى وإبراهيم الذى
وفى من شر المردة من الجن والإنس، ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، أخذت
سمع كل طاغ وباغ وعدو وحاسد من الجن والانس عني وعن أولادي وأهلي ومالي وجميع من
يعنيني أمره، وأخذت سمع كل مطالب وبصره وقوته ويديه ورجليه ولسانه وشعره وبشره
وجميع جوارحه بسمع الله وأخذت أبصارهم عني ببصر الله وكسرت قوتهم عني بقوة الله
وبكيد الله المتين، فليس لهم على سلطان ولا سبيل بيننا وبينهم حجاب مستور، بستر
الله وستر النبوة الذي احتجبوا به من سطوات الفراعنة، فسترهم الله به، جبرئيل عن
أيمانكم وميكائيل عن شمائلكم، ومحمد صلى الله عليه وآله بيننا وبينكم، والله جل وعز
عال عليكم، ومحيط بكم من بين أيديكم ومن ورائكم، وآخذ بنواصيكم وبسمعكم وأبصاركم
وقلوبكم، وألسنتكم وقواكم وأيديكم وأرجلكم يحول بيننا وبين شروركم، وجعلنا في
أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم
سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، شاهت الوجوه صم بكم عمي طه حم لا ينصرون. اللهم يا من
ستره لا يرام ويا من عينه لا تنام، استرني بسترك الذي لا يرام واحفظني بعينك التي
لا تنام من الافات كلها، حسبي الله من جميع خلقه، حسبي الله الذي يكفي من كل شئ ولا
يكفى منه شئ، حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الرب من
المربوبين، حسبي من لا يمن ممن يمن، حسبي الله القريب المجيب، حسبي الله من كل أحد،
حسبي الله وحده لا شريك له، حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله
منتهى، ولا من الله مهرب ولا منجا، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب
العرش العظيم. اللهم اجعلني في جوارك الذي لا يرام، وفى حماك الذي لا يستباح، وفي
ذمتك التي لا تخفر، واحفظني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام
وأدخلني في عزك الذي لا يضام، وارحمني برحمتك يا رحمن، اللهم يا الله لا تهلكني
[328]
وأنت رجائي، يا رحمن يا رحيم وافوض أمري
إلى الله إن الله بصير بالعباد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما شاء
الله كان أعوذ بعزة الله وجلال وجهه، وما وعاه اللوح من علم الله، وما سترت الحجب
من نور بهاء الله، اللهم إني ضعيف معيل فقير طالب حوائج قضاؤه بيدك، فأسئلك اللهم
باسمك الواحد الأحد الفرد الصمد الكبير المتعال الذي ملأ الأركان كلها حفظا وعلما
أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تجعل أول يومى هذا وأول شهري هذا وأول سنتي هذه
صلاحا وأوسط يومى هذا وأوسط شهري هذا وأوسط سنتي هذه فلاحا، و آخر يومي هذا وآخر
شهري هذا وآخر سنتي هذه نجاحا، وأن تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم. اللهم عرفني
بركة هذا الشهر، وهذه السنة ويمنهما وبركتهما، و ارزقني خيرهما واصرف عني شرهما،
وارزقني فيهما الصحة والسلامة والعافية والاستقامة والسعة والدعة والأمن والكفاية
والحراسة والكلاءة ووفقني فيهما لما يرضيك عني وبلغني فيهما امنيتي، وسهل لي فيهما
محبتي، ويسر لي فيهما مرادي، وأوصلني فيهما إلى بغيتي، وفرج فيهما غمي، واكشف فيهما
ضري واقض لي فيهما ديني وانصرني فيهما على أعدائي وحسادي، واكفني فيهما أمرهم
برحمتك يا أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وصلى الله على
محمد النبي وعلى آله وسلم تسليما، اللهم يا ربي وسيدي ومولاي من المهالك فأنقذني،
وعن الذنوب فاصرفني، وعما لا يصلح ولا يغني فجنبني. اللهم لا تدع لي ذنبا إلا
غفرته، ولاهما إلا فرجته، ولا عيبا إلا سترته، ولا رزقا إلا بسطته، ولا عسرا إلا
يسرته، ولا سوءا إلا صرفته، ولا خوفا إلا أمنته ولا رعبا إلا سكنته، ولا سقما إلا
شفيته، ولا حاجة إلا أتيت على قضائها في يسر منك وعافية، اللهم إني أسأت فأحسنت،
وأخطأت فتفضلت، للثقة مني بعفوك والرجاء مني لرحمتك، اللهم بحق هذا الدعاء، وبحقيقة
هذا الرجاء لما كشفت عني البلاء وجعلت لي منه مخرجا ومنجا بقدرتك وفضلك، اللهم أنت
[329]
العالم بذنوبنا فاغفرها وبامورنا فسهلها
وبديوننا، فأدها وبحوائجنا فاقضها بقدرتك وفضلك إنك على كل شئ قدير ولو أن قرآنا
سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا، ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم، وما شاء الله كان. بسم الله الرحمن الرحيم على نفسي
وديني وسمعي وبصري وجسدي وجميع جوارحي، وما أقلت الأرض مني بسم الله الرحمن الرحيم
على والدي من النار بسم الله الرحمن الرحيم على أهلي ومالي وأولادي بسم الله الرحمن
الرحيم على جميع من يعنيني أمره بسم الله الرحمن الرحيم على كل شئ أعطاني ربي. بسم
الله الرحمن الرحيم افتتحت شهري هذا وسنتي هذه وعلى الله توكلت ولا حول لي ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم، وما شاء الله كان، الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا،
وسبحان الله بكرة وأصيلا، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد
لله رب العالمين، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض
وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها
وكذلك تخرجون. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أعوذ بك من شر هذا اليوم ومن شر
هذا الشهر ومن شر هذه السنة ومن شر ما بعدها، وأعوذ بك من شر أعدائي أن يفرطوا علي
وأن يطغوا واقدم بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي بسم الله
الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
لنفسي بي ومحيط بي وبمالي ووالدي وأولادي وأهلي وجميع من يعنيني أمره وكل شئ هو لي
وكل شئ معي، توكلت على الحي الذي لا يموت واعتصمت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام
لها والله سميع عليم. اللهم اجعل لي من قدرك في هذه السنة وما بعدها حسن عافيتي
وسعة رزقي واكفني اللهم المهم من امور الدنيا والاخرة، واعصمني أن اخطئ وارزقني
[330]
خير الدنيا والاخرة، قل من يكلؤكم بالليل
والنهار من السبع والسارق و الحيات والعقارب والجن والإنس والوحش والطير والهوام ؟
قل الله وجعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون، وجعلنا من بين
أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، اللهم إني أعوذ بكلماتك التامات
كلها وآياتك المحكمات من غضبك ومن شر عقابك ومن شرار عبادك ومن همزات الشياطين،
وأعوذ بك رب أن يحضرون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وما شاء الله كان.
اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسئلك من فضلك العظيم فانك تعلم وتقدر
ولا أقدر وبيدك مفاتيح الخير وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان ما اريده ويراد بي
خيرا لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فيسره لي وبارك لي فيه واصرف عني الأذى فيه،
وإن كان غير ذلك خيرا فاصرفني عنه إلا ما هو أصلح لي بدنا وعافية في الدنيا
والاخرة، واقصدني إلى الخير حيثما كنت، ووجهني إلى الخير حيثما توجهت برحمتك،
وأعززني اللهم بما استعززت به من دعائي، واقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله
الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما شاء الله كان. اللهم
ما حلفت من حلف أو قلت من قول أو نذرت من نذر فمشيتك بين يدي ذلك كله ما شئت منه
كان وما لم تشأ لم يكن، اللهم ما حلفت في يومي هذا أو في شهري هذا أو في سنتي هذه
من حلف أو قلت من قول أو نذرت من نذر فلا تؤاخذني به، واجعلني منه في سعة وفي
استثناء ولا تؤاخذني بسوء عملي ولا تبلغ بي مجهودا، اللهم ومن أرادني بسوء في يومي
هذا أو في شهري هذا أو في سنتي هذه فأرده به ومن كادني فكده وافلل عني حد من نصب لي
حده، وأطف عني نار من أضرم لي وقودها، اللهم واكفني مكر المكرة، وافقأ عني أعين
السحرة واعصمني من ذلك بالسكينة، وألبسني درعك الحصينة، وألزمني كلمة التقوى التي
ألزمتها المتقين.
[331]
اللهم واجعل دعائي خالصا لك واجعلني أبتغي
به ما عندك ولا تجعلني أبتغي به أحدا سواك. اللهم يا رب جنبني العلل والهموم
والغموم والأحزان والأمراض والأسقام واصرف عني السوء والفحشاء والجهد والبلاء
والتعب والعناء إنك سميع الدعاء قريب مجيب. اللهم ألن لي أعدائي ومعاملي ومطالبي
وما غلظ علي من اموري كلها كما ألنت الحديد لداود عليه السلام، اللهم وذللهم لي كما
ذللت الأنعام لولد آدم عليه السلام، اللهم وسخرهم لي كما سخرت الطير لسليمان عليه
السلام، اللهم و ألق علي محبة منك كما ألقيتها على موسى بن عمران عليه السلام، وزد
في جاهي و سمعي وبصري وقوتي واردد نعمتك علي وأعطني سؤلي ومناي وحسن لي خلقي
واجعلني مهوبا مرهوبا مخوفا، وألق لي في قلوب أعدائي ومعاملي ومطالبي الرأفة
والرحمة والمهابة وسخرهم لي بقدرتك. اللهم يا كافي موسى عليه السلام فرعون، ويا
كافي محمد صلى الله عليه وآله الأحزاب، ويا كافي إبراهيم عليه السلام نار النمرود،
صل على محمد وعلى آل محمد واكفني كل ما أخاف وأحذر برحمتك يا أرحم الراحمين ويا
رحمن يا رحيم. اللهم يا دليل المتحيرين ويا مفرج عن المكروبين، ويا مروح عن
المغمومين ويا مؤدي عن المديونين، ويا إله العالمين، فرج كربي وهمي وغمي، و أد عني
وعن كل مديون، وأعطني سؤلي ومناي وافتح لي منك بخير واختم لي بخير، اللهم يا رجائي
وعدتي لا تقطع منك رجائي، وأصلح لي شأني كله وافتح لي أبواب الرزق من حيث أحتسب ومن
حيث لا أحتسب، ومن حيث أعلم ومن حيث لا أعلم، ومن حيث أرجو ومن حيث لا أرجو،
وارزقني السلامة و العافية والبركة في جميع ما رزقتني، وخر لي في جميع اموري خيرة
في عافية، وكن لي وليا وحافظا وناصرا ولقني حجتي. اللهم وأيما عبد من عبادك أو أمة
من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمته بها في ماله أو سمعه أو بصره أو قوته ولا أستطيع
ردها عليه ولا تحلتها منه فأسألك
[332]
اللهم أن ترضيه عني بما شئت، ثم تهب لي من
لدنك رحمة يا وهاب العطايا والخير اللهم ولا تخرجني من الدنيا ولأحد في رقبتي تبعة
ولا ذنب إلا وقد غفرت ذلك لي بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسئلك
الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسئلك اللهم يا رب شكر نعمتك وحسن عبادتك،
وأسئلك اللهم قلبا سليما، ولسانا صادقا ويقينا نافعا، ورزقا دارا هنيئا، ورحمة أنال
بها شرف كرامتك في الدنيا و - الاخرة يا أرحم الراحمين اللهم إني أسئلك العافية
عافية تتبعها عافية، شافية كافية، عافية الدنيا والاخرة، اللهم إني أسئلك يا سيدي
ومولاي أن تكون لي سندا ومستندا وعمادا ومعتمدا وذخرا ومدخرا، ولا تخيب أملي ولا
تقطع رجائي، ولا تجهد بلائي، ولا تسئ قضائي، ولا تشمت بي أعدائي، اللهم ارض عني
برضاك، وعافني من جميع بلواك، اللهم إني أسألك يا الله يا أكبر من كل كبير، يا من
لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا رازق الطفل الصغير، يا مغنى
البائس الفقير، يا مغيث الممتهن الضرير، يا مطلق المكبل الأسير يا جابر العظم
الكسير، يا قاصم كل جبار متكبر، يا محيي العظام وهي رميم، يا من لا ند له ولا شبيه
اللهم إنى أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسألك يا إلهى بكل ما دعوتك به من هذا
الدعاء، وبجميع أسمائك كلها، وبمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وبجدك
الأعلى، وبك فلا شئ أعظم منك أن تغفر لنا وترحمنا فانا إلى رحمتك فقراء يا أرحم
الراحمين. اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء
منهم والأموات واجمع بيننا وبينهم بالخيرات واكفني اللهم يا رب ما لا يكفينيه أحد
سواك، واقض لي جميع حوائجي، وأصلح لي شأني كله، وسهل لي محابي كلها في يسر منك
وعافية يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان
وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم كثيرا ما شاء الله كان، ما شاء الله لا حول ولا
قوة إلا بالله، ما شاء الله توكلت على الله، ما شاء الله،
[333]
فوضت أمري إلى الله ما شاء الله حسبي الله
وكفى (1). ومن ذلك ما ذكره أحمد بن جعفر بن شاذان ورواه عن النبي صلى الله عليه
وآله أنه قال: إن في المحرم ليلة شريفة وهي أول ليلة من صلى فيها مائة ركعة يقرء في
كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد ويسلم في آخر كل تشهد، وصام صبيحة اليوم و هو أول
يوم من المحرم كان ممن يدوم عليه الخير سنته، ولا يزال محفوظا من الفتنة إلى
القابل، وإن مات قبل ذلك صار إلى الجنة إنشاء الله تعالى. صلاة اخرى أول ليلة من
المحرم من طرقهم عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: تصلي أول ليلة من المحرم
ركعتين تقرء في الاولى فاتحة الكتاب وسورة الأنعام وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة
يس. صلاة اخرى أول ليلة من المحرم رواها عبد القادر بن أبي القاسم الأشتري في كتابه
باسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إن في المحرم ليلة وهي أول ليلة
منه من صلى فيها ركعتين يقرء فيها سورة الحمد وقل هو الله أحد إحدى عشر مرة وصام
صبيحتها وهو أول يوم من السنة فهو كمن يدوم على الخير سنته، ولا يزال محفوظا من
السنة إلى قابل، فان مات قبل ذلك صار إلى الجنة (2). 2 - قل: فليعمل في أول يوم من
المحرم صلاة أول كل شهر ودعاءه وصدقاته كما مر في موضعه. وروي في الفقيه في أول يوم
من المحرم دعا زكريا ربه عزوجل فمن صام ذلك اليوم استجاب الله عزوجل له كما استجاب
لزكريا عليه السلام. وذكر شيخنا المفيد ره في حدائق الرياض في أول يوم من المحرم
استجاب الله تعالى ذكره دعوة زكريا فاستحب صيامه لمن أحب أن يجيب الله دعوته، و
ينبغي أن يدعو بما ذكرناه من الدعاء في عمل أول ليلة منه عند استهلال المحرم.
وروينا باسنادنا إلى محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني باسناده إلى محمد
(1) كتاب الاقبال: 546 - 552. (2) كتاب
الاقبال: 523. (*)
[334]
ابن فضيل الصيرفي قال: حدثنا علي بن موسى
الرضا، عن أبيه، عن جده، عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وآله يصلي أول يوم من المحرم ركعتين، فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلاث
مرات: اللهم أنت الاله القديم وهذه سنة جديدة، فأسألك فيها العصمة من الشيطان
والقوة على هذه النفس الأمارة بالسوء، والاشتغال بما يقربني إليك يا كريم يا ذا
الجلال والاكرام، يا عماد من لا عماد له، يا ذخيرة من لا ذخيرة له، يا حرز من لا
حرز له، يا غياث من لا غياث له، يا سند من لا سند له، يا كنز من لا كنز له، يا حسن
البلاء، يا عظيم الرجاء يا عز الضعفاء، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا منعم يا
مجمل، يا مفضل يا محسن أنت الذي سجد لك سواد الليل و نور النهار وضوء القمر وشعاع
الشمس، ودوى الماء، وحفيف الشجر، يا الله لا شريك لك اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون،
واغفر لنا ما لا يعلمون، ولا تؤاخذنا بما يقولون، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم، آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا اولوا الألباب،
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. فان قيل:
قد قدمت في كتاب المضمار أن أول السنة شهر رمضان، وقد ذكرت في هذا الدعاء أن أول
السنة المحرم ؟ فأقول: قد قدمنا أنه يحتمل أن يكون شهر رمضان أول سنة فيما يختص
بالعبادات، وترجيح الأوقات، والمحرم أول سنة فيما يختص بالمعاملات والتواريخ وتدبير
الناس في الحادثات الاختياريات [وقد ذكرنا في أواخر خطبة هذا الجزء بعض الروايات]
وقد كنا ذكرنا في هذا الجزء في خطبة ما يتعلق بهذا المعنى من الروايات (1). 3 - قل:
روينا بعدة طرق منها إلى المفيد رضوان الله عليه في كتاب حدائق الرياض، وقد روي عن
الصادق عليه السلام أنه قال لمن أمكنه صوم المحرم فانه يعصم صائمه من كل سيئة، وذكر
يحيى بن الحسين بن هارون الحسيني في أماليه باسناده
(1) كتاب الاقبال ص 553 - 554.
[335]
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة الصلاة في جوف
الليل، وإن أفضل الصوم بعد صوم شهر رمضان صوم شهر الله الذي يدعونه المحرم. وروى
المرزباني هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله من طرق جماعة في [المجلد السابع
من] كتاب الأزمنة، ورواه محمد ابن أبي بكر المديني عن النبي صلى الله عليه وآله
أيضا في كتاب دستور المذكرين (1). 4 - قل: المفيد في الحدايق قال: اليوم الثالث من
المحرم يوم مبارك كان فيه خلاص يوسف عليه السلام من الجب فمن صامه يسر الله له
الصعب، وفرج عنه الكرب، وروى صاحب دستور المذكرين عن النبي صلى الله عليه وآله أن
من صام اليوم الثالث من المحرم استجيبت دعوته (2). 5 - قل: في دستور المذكرين عن
ابن عباس قال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائما فقلت:
كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم (3).
(1 - 3) كتاب الاقبال ص 554.
[336]
(8) * " (باب) " * * " (الاعمال المتعلقة
بليلة عاشورا ويوم عاشورا وما يناسب) " * * " ذلك من المطالب والفوائد زائدا على
الباب السابق " * أقول: قد أوردنا ما يناسب هذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة
والدعاء والصوم والمزار، وأحوال مولانا الحسين صلوات الله عليه فليراجع إلى
مواضعها. 1 - قل: عمل ليلة عاشوراء وفضل إحيائها. اعلم أن هذه الليلة أحياها مولانا
الحسين صلوات الله عليه وأصحابه بالصلوات والدعوات وقد أحاط بهم زنادقة الاسلام
ليستبيحوا منهم النفوس المعظمات، وينتهكوا منهم الحرمات، ويسبوا نساءهم المصونات،
فينبغي لمن أدرك هذه الليلة أن يكون مواسيا لبقايا أهل آية المباهلة، وآية التطهير،
فيما كانوا عليه في ذلك المقام الكبير، وعلى قدم الغضب مع الله جل جلاله ورسوله
صلوات الله عليه والموافقة لهما فيما جرت الحال عليه ويتقرب إلى الله جل جلاله
بالاخلاص من موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه. وأما فضل إحيائها فقد رأينا في كتاب
دستور المذكرين باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله من أحيا ليلة عاشورا فكأنما عبد الله عبادة جميع الملائكة وأجر العامل
فيها كأجر سبعين سنة وأما تعيين الأعمال من صلاة أو ابتهال فمن ذلك الرواية عن
النبي صلى الله عليه وآله وجدناها عن محمد بن أبي بكر المديني الحافظ من كتاب دستور
المذكرين باسناده المتصل عن وهب بن منبه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: من صلى ليلة عاشورا أربع ركعات من آخر الليل فقرء في كل ركعة بفاتحة
الكتاب وآية الكرسي - عشر مرات - وقل هو الله أحد عشر - مرات - وقل أعوذ برب الفلق
- عشر مرات - وقل أعوذ برب الناس - عشر مرات - فإذا سلم قرء قل هو الله أحد
[337]
مائة مرة بنى الله تعالى له في الجنة مائة
ألف ألف مدينة من نور في كل مدينة ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت
ألف ألف سرير في كل سرير ألف ألف فراش، في كل فراش زوجة من الحور العين، في كل بيت
ألف ألف مائدة في كل مائدة ألف ألف قصعة في كل قصعة مائة ألف ألف لون ومن الخدم على
كل مائدة ألف ألف وصيف، ومائة ألف ألف وصيفة، على عاتق كل وصيف ووصيفة منديل، قال
وهب بن منبه: صمت أذناى إن لم أكن سمعت هذا من ابن عباس. ومن ذلك ما رويناه أيضا في
كتاب دستور المذكرين باسناده المتصل عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: من صلى ليلة عاشورا مائة ركعة بالحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويسلم
بين كل ركعتين، فإذا فرغ من جميع صلاته قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبعين مرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله من صلى هذه الصلاة من الرجال والنساء ملأ الله قبره إذا مات
مسكا وعنبرا، ويدخل إلى قبره في كل يوم نور إلى أن ينفخ في الصور وتوضع له مائدة
يتناعم به أهل الدنيا منذ يوم خلق إلى أن ينفخ في الصور، وليس من الرجال إذا وضع في
قبره إلا يتساقط شعورهم إلا من صلى هذه الصلاة وليس أحد يخرج من قبره إلا أبيض
الشعر إلا من صلى هذه الصلاة، والذي بعثني بالحق إنه من صلى هذه الصلاة، فان الله
عزوجل ينظر إليه في قبره بمنزلة العروس في حجلته إلى ان ينفخ في الصور. فإذا نفخ في
الصور يخرج من قبره كهيئته إلى الجنان كما يزف العروس إلى زوجها، ثم ذكر تمام
الحديث في تعظيم يوم عاشورا وعمل الخير فيه، وعن قصدنا ما يتعلق بليلة العاشوراء
وقد ذكرنا فيما تقدم من اعتمادنا في مثل هذه الاحاديث على ما رويناه عن الصادق عليه
السلام أنه من بلغه شئ من الخير فعمل كان له ذلك، وإن لم يكن الأمر كما بلغه. ومن
ذلك ما رويناه في بعض كتب العبادات عن النبي صلى الله عليه وآله
[338]
أنه قال: من صلى مائة ركعة ليلة عاشورا
يقرء في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويسلم بين كل ركعتين، فإذا
فرغ من جميع صلاته قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وأستغفر الله سبعين مرة، وذكر من الثواب
والاقبال ما يبلغه كثير من الامال والاعمال، ويطول به شرح المقال. ومن الصلوات يوم
عاشورا في رواية اخرى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يصلي ليلة عاشورا أربع
ركعات في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد خمسون مرة، فإذا سلمت من الرابعة
فأكثر ذكر الله تعالى، والصلاة على رسوله، و اللعن لأعدائهم ما استطعت. ومن الصلوات
والدعوات في ليلة عاشورا ما ذكره صاحب المختصر من المنتخب فقال ما هذا لفظه: الدعاء
في ليلة عاشورا أن يصلي عشر ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة، وقل هو
الله أحد مائة مرة، وقد روي أن يصلي مائة ركعة يقرء في كل ركعة الحمد مرة وقل هو
الله أحد ثلاث مرات، فإذا فرغت منهن وسلمت تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة وروي سبعين مرة
وأستغفر الله مائة مرة، وقد روي سبعين مرة وصلى الله على محمد وآل محمد مائة مرة
وقد روي سبعين مرة، وتقول دعاء فيه فضل عظيم هو ثابت في كتاب الرياض: اللهم إني
أسئلك يا الله يا رحمن، يا الله يا رحمن يا الله يا رحمن، يا الله يا رحمن، يا الله
يا رحمن، يا الله يا رحمن، يا الله يا رحمن، يا الله يا رحمن، يا الله يا رحمن، يا
الله يا رحمن، وأسألك بأسمائك الوضيئة الرضية المرضية الكبيرة الكثيرة، يا الله،
وأسألك بأسمائك العزيزة المنيعة يا الله، وأسئلك بأسمائك الكاملة التامة يا الله،
وأسألك بأسمائك المشهورة المشهودة لديك، يا الله يا الله، وأسألك بأسمائك التي لا
ينبغي لشئ أن يتسمى بها غيرك يا الله، وأسئلك
[339]
بأسمائك التي لا ترام ولا تزول يا الله،
وأسألك بما تعلم أنه لك رضا من أسمائك يا الله، وأسألك بأسمائك التي سجد لها كل شئ
دونك يا الله، وأسألك بأسمائك التي لا يعدلها علم ولا قدس ولا شرف ولا وقار يا
الله، وأسألك من مسائلك بما عاهدت أوفى العهد أن تجيب سائلك بها يا الله، وأسألك
بالمسألة التي أنت لها أهل يا الله، وأسئلك بالمسألة التي تقول لسائلها وذاكرها: سل
ما شئت فقد وجبت لك الاجابة يا الله. يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا
الله يا الله يا الله يا الله، وأسئلك بجملة ما خلقت من المسائل التي لا يقوى
بحملها شئ دونك يا الله، وأسئلك من مسائلك بأعلاها علوا وأرفعها رفعة وأسناها ذكرا
وأسطعها نورا وأسرعها نجاحا وأقربها إجابة وأتمها تماما وأكملها كمالا وكل مسائلك
عظيمة يا الله وأسألك بما لا ينبغي أن يسأل به غيرك من العظمة والقدس والجلال
والكبرياء والشرف و النور والرحمة والقدرة والاشراف والمسألة والجود والعظمة والمدح
والعز والفضل العظيم والرواج، والمسائل التي بها تعطي من تريد وبها تبدئ وتعيد يا
الله. وأسألك بمسائلك العالية البينة المحجوبة من كل شئ دونك يا الله، و أسألك
بأسمائك المخصوصة يا الله، وأسألك بأسمائك الجليلة الكريمة الحسنة يا جليل يا جميل
يا الله، يا عظيم يا عزيز يا كريم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد يا الله يا رحمن يا
رحيم أسألك بمنتهى أسمائك التي محلها في نفسك يا الله وأسألك بما سميته به نفسك مما
لم يسمك به أحد غيرك يا الله، وأسألك بما لا يرى من أسمائك يا الله، وأسألك من
أسمائك بما لا يعلمه غيرك يا الله، وأسئلك بما نسبت إليه نفسك مما تحبه يا الله،
وأسألك بجملة مسائلك الكبرياء وبكل مسألة وجدته حتى ينتهى إلى الإسم الأعظم يا
الله، وأسئلك بأسمائك الحسنى كلها يا الله، وأسئلك بكل اسم وجدته حتى ينتهي إلى
الإسم الاعظم الكبير الأكبر العلي الأعلى وهو اسمك الكامل الذي فضلته على جميع ما
تسمى به نفسك يا الله.
[340]
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله
يا الله يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا رحيم أدعوك وأسألك بحق هذه الأسماء
وتفسيرها فانه لا يعلم تفسيرها أحد غيرك يا الله، وأسئلك بما لا أعلم ولو علمته
سألتك به وبكل اسم استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد عبدك ورسول
وأمينك على وحيك، وأن تغفر لي جميع ذنوبي وتقضي لي جميع حوائجي، وتبلغني آمالي،
وتسهل لي محابي وتيسر لي مرادي، وتوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا، وترزقني رزقا
واسعا، و تفرج عني همي وغمي وكربي يا أرحم الراحمين (1). 2 - قل: عن شيخ الطائفة
فيما رواه عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من بات عند قبر الحسين
عليه السلام ليلة عاشورا لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه وكأنما قتل معه في عرصة
كربلا، وقال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية وروي أن من زاره عليه السلام
وبات عنده في ليلة عاشورا حتى يصبح حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسين عليه السلام
في جملة الشهداء معه عليه السلام (2). 3 - قل: اعلم أن الروايات وردت متظافرات في
تحريم صوم يوم عاشورا على وجه الشماتات، وذلك معلوم بين أهل الديانات، ووردت أخبار
كثيرة بالحث على صيامه. منها ما رويناه باسنادنا عن علي بن فضال باسناده عن أبي عبد
الله عليه السلام (3) قال استوت السفينة يوم عاشورا على الجودي فأمر نوح من معه من
الجن والانس أن يصوموا ذلك اليوم. وقال أبو جعفر عليه السلام: أتدرون ما هذا اليوم
؟ هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه على آدم عليه السلام وحوا هذا اليوم الذي فلق
الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى
فرعون وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام، وهذا اليوم الذي تاب الله فيه
على قوم يونس، وهذا اليوم الذى ولد فيه عيسى بن مريم عليه السلام، وهذا اليوم الذي
يقوم فيه القائم عليه السلام.
(1 و 2) كتاب الاقبال 555 - 558. (3) في
المصدر: عن أبى جعفر.
[341]
ومنها باسنادنا إلى هارون بن مسلم عن
مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أن عليا عليه السلام قال: صوموا
من عاشورا التاسع والعاشر فانه يكفر ذنوب سنة أقول: ورأيت من طريقهم في المجلد
الثالث من تاريخ النيشابوري للحاكم في ترجمة نصر بن عبد الله النيشابوري باسناده
إلى سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله لم يصم عاشورا. وأما الدعاء
فيه فقد ذكر صاحب كتاب المختصر من المنتخب، فقال ما هذا لفظه: تصبح يوم عاشورا
صائما وتقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله آناء الليل و أطراف النهار، سبحان الله بالغدو
والاصال، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا
وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك
تخرجون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل
وكبره تكبيرا، عدد كل شئ وملء كل شئ، وزنة كل شئ، وأضعاف ذلك مضاعفة أبدا سرمدا كما
ينبغي لعظمته، سبحان ذى الملك والملكوت سبحان ذى العزة والجبروت، سبحان الحي الذي
لا يموت، سبحان الملك القدوس، سبحان القائم الدائم، سبحان الحي القيوم، سبحان العلي
الأعلى سبحانه وتعالى، سبحان الله، سبوح قدوس رب الملائكة والروح. اللهم إني أصبحت
في منة ونعمة وعافية فأتمم على نعمتك يا الله ومنك وعافيتك وارزقني شكرك، اللهم
بنور وجهك اهتديت، وبفضلك استغنيت، و بنعمتك أصبحت وأمسيت، أصبحت اشهدك وكفى بك
شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك وسمائك وأرضك وجنتك ونارك بأنك أنت الله
[342]
لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن ما
دون عرشك إلى قرار أرضك من معبود دونك باطل مضمحل، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأن
الساعة آتية لا ريب فيها، وأنك باعث من في القبور، اللهم فاكتب شهادتي هذه عندك حتى
ألقاك بها، وقد رضيت عني يا أرحم الراحمين. اللهم فلك الحمد حمدا تضع لك السماء
كنفيها، وتسبح لك الأرض ومن عليها، حمدا يصعد ولا ينفد، حمدا يزيد ولا يبيد، حمدا
سرمدا لا انقطاع له ولا نفاد، وحمدا يصعد أوله ولا يفنى آخره، ولك الحمد علي وفوقي
ومعى وأمامي و وقبلي ولدي، وإذا مت وفنيت وبقيت يا مولاي ولك الحمد بجميع محامدك
كلها على جميع نعمائك كلها، ولك الحمد في كل عرق ساكن وفي كل أكلة، و شربة ولباس
وقوة وبطش وعلى موضع كل شعرة، اللهم لك الحمد كله، و لك الملك كله، وبيدك الخير
كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره وأنت منتهى الشأن كله، اللهم لك الحمد على
حلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك، اللهم لك الحمد يا باعث الحمد، ولك
الحمد يا وارث الحمد، وبديع الحمد، ومنتهى الحمد، ومبدئ الحمد، ووفي العهد، صادق
الوعد، عزيز الجد، وقديم المجد، اللهم ولك الحمد رفيع الدرجات، ومجيب الدعوات، منزل
الايات من فوق سبع سماوات، تخرج من في الظلمات إلى النور مبدل السيئات حسنات، وجاعل
الحسنات درجات. اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله
إلا أنت إليك المصير، اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى وفي النهار إذا تجلى ولك
الحمد في الاخرة والاولى، اللهم لك الحمد عدد كل نجم في السماء، و لك الحمد بعدد كل
ملك في السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحر، ولك الحمد عدد أوراق الأشجار، ولك
الحمد عدد الجن والانس، وعدد الثرى و البهائم والسباع والطير، ولك الحمد عدد ما في
جوف الأرض، ولك الحمد عدد ما على وجه الأرض، ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك وأحاط به
علمك وزنة
[343]
عرشك، حمدا كثيرا مباركا فيه، اللهم لك
الحمد عدد ما تقول، وعدد ما تعلم وعدد ما يعمل خلقك كلهم الأولون والاخرون، وزنة
ذلك كله وعدد ما سمينا كله إذا متنا وفنينا. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير. تقول: أستغفر الله - عشر مرات - يا
الله يا الله - عشر مرات - يا رحمن يا رحمن - عشر مرات - يا رحيم يا رحيم - عشر
مرات - يا حنان يا منان - عشر مرات - يا لا إله إلا أنت - عشر مرات - ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم - عشر مرات - آمين آمين - عشر مرات - بسم الله الرحمن
الرحيم - عشر مرات - وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم - عشر مرات -. ثم تقول:
اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شديدة، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة
وعدة، كم من كرب يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه القريب ويشمت فيه
العدو، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت
ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا، اللهم
صل على محمد وعلى آل محمد، وسهل لي محنتي، ويسر لي إرادتى وبلغني امنيتي وأوصلني
إلى بغيتي سريعا عاجلا، واقض عني ديني يا أرحم الراحمين (1). 4 - قل: روي عن الصادق
عليه السلام أنه قال: من قرء يوم عاشورا ألف مرة سورة الاخلاص نظر الرحمن إليه، ومن
نظر الرحمن إليه لم يعذبه أبدا. قال السيد - ره - لعل معنى نظر الرحمن إليه أراد به
نظر الرحمة للعبد و الرضا عنه والشفقة عليه (2). 5 - قل: روينا باسنادنا إلى مولانا
علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال:
(1) كتاب الاقبال ص 558 - 561. (2) كتاب
الاقبال ص 577.
[344]
من ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا، قضى
الله له حوائج الدنيا والاخرة ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله
يوم القيامة يوم فرحه و سروره، وقرت بنا في الجنة عينه، ومن سمى يوم عاشورا يوم
بركة وادخر لمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد
الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله في أسفل درك من النار. قال السيد - ره - وإذا
عزمت على ما لابد منه من الطعام والشراب، بعد انقضاء وقت المصاب، فقل ما معناه:
اللهم إنك قلت: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون " فالحسين صلوات الله عليه وعلى أصحابه عندك الان يأكلون ويشربون، فنحن في
هذا الطعام والشراب بهم مقتدون (1). 6 - قل: فإذا كان أواخر نهار يوم عاشورا، فقم
قائما وسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى مولانا أمير المؤمنين عليه
السلام وعلى مولانا الحسن ابن علي، وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء وعترتهم الطاهرين
صلوات الله عليهم أجمعين، وعزهم على هذه المصائب بقلب محزون، وعين باكية، ولسان
ذليل بالنوائب، ثم اعتذر إلى الله جل جلاله وإليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك
وأن يعفو عما لم تعمله مما كنت تعلمه مع من يعز عليك، فانه من المستبعد أن يقام في
هذا المصاب الهائل بقدر خطبه النازل، واجعل كلما يكون من الحركات والسكنات في الجزع
عليه خدمة لله جل جلاله، ومتقربا بذلك إليه، واسأل من الله جل جلاله ومنهم ما
يريدون أن يسئله منهم وما أنت محتاج إليه وإن لم تعرفه ولم تبلغ أملك إليه فانهم
أحق أن يعطوك على قدر إمكانهم ويعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم. ولعل قائلا
يقول: هلا كان الحزن الذي يعملونه من أول عشر المحرم قبل وقوع القتل يعملونه بعد
يوم عاشورا لأجل تجدد القتل، فأقول: إن أول العشر كان الحزن خوفا مما جرت الحال
عليه، فلما قتل صلوات الله عليه وآله دخل
(1) كتاب الاقبال: 578. (*)
[345]
تحت قول الله تعالى " ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتيهم الله من
فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فلما
صاروا فرحين بسعادة الشهادة، وجب المشاركة لهم في السرور بعد القتل لنظفر معهم
بالسعادة. فان قيل: فعلام تجددون قراءة المقتل والحزن كل عام ؟ فأقول: لأن قراءته
هو عوض قصة القتل على عدل الله جل جلاله ليأخذ بثاره كما وعد من العدل، وأما تجدد
الحزن كل عشر والشهداء صاروا مسرورين فلأنه مواساة لهم في أيام العشر، حيث كانوا
فيها ممتحنين، ففي كل سنة ينبغي لأهل الوفاء أن يكونوا وقت الحزن محزونين، ووقت
السرور مسرورين (1). (9) * " (باب) " * * " (ما يتعلق بأعمال ما بعد عاشورا من
ايام) " * * " (هذا الشهر ولياليه) " * أقول: [قد سبق في أول هذا الجزء دعاء كل يوم
يوم فلا تغفل]. 1 - قل: باسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان الله عليه في كتاب حدائق
الرياض قال: ليلة إحدى وعشرين من المحرم وكانت ليلة خميس سنة ثلاث من الهجرة كان
زفاف فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعليها إلى منزل أمير المؤمنين يستحب
صومه شكرا لله تعالى بما وقف من جمع حجته وصفيته (2).
(1) كتاب الاقبال: 583 - 584. (2) كتاب
الاقبال ص 584.
[346]
أبواب * " (ما يتعلق بشهر صفر من الادعية
والاعمال) " * (10) * " (باب) " * * " (ادعية اول يوم من هذا الشهر وليلته) " * * "
(واعمال سائر ايامه ولياليها) " * اقول: قد سبق في باب أول هذا الجزء عمل أول يوم
كل شهر فلا تغفل ثم أقول: 1 - قل: ذكر صاحب كتاب المنتخب تقول عند استهلال شهر صفر:
اللهم أنت الله العليم الخالق الرازق، وأنت الله القادر المقتدر القادر، أسألك أن
تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تعرفنا بركة هذا الشهر ويمنه و ترزقنا خيره، وتصرف
عنا شره، وتجعلنا فيه من الفائزين يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وآل محمد،
واجعلني أكثر العالمين قدرا، وأبسطهم علما، و أعزهم عندك مقاما، وأكرمهم لديك جاها،
كما خلقت آدم عليه السلام من تراب و نفخت فيه من روحك، وأسجدت له ملائكتك، وعلمته
الأسماء كلها، وجعلته خليفة في أرضك، وسخرت له ما في السموات وما في الأرض جميعا
منك، وكرمت ذريته، وفضلتهم على العالمين. اللهم لك الحمد ومنك النعماء، ولك الشكر
دائما، يا لطيفا بعباده المؤمنين يا سميع الدعاء، ارحم واستجب، فانك تعلم ولا أعلم،
وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، فاجعل قلبي وعزمي وهمتي وفق مشيتك وأسير أمرك،
اللهم إني لا أقدر أن أسئلك إلا باذنك ولا أقدر أن لا أسألك بعد إذنك، خوفا من
إعراضك وغضبك، فكن حسبي يامن هو الحسب والوكيل والنصير، اللهم صل على
[347]
محمد وعلى آل محمد، وعلى جميع ملائكتك
المقربين، وأنبيائك المرسلين، و عبادك الصالحين، يا أرحم الراحمين، يا جالي
الأحزان، يا موسع الضيق، يا من هو أولى بخلقه من أنفسهم، ويا فاطر تلك الأنفس
أنفسا، وملهمها فجورها والتقوى، نزل بي يا فارج الهم هم ضقت به ذرعا وصدرا، حتى
خشيت أن يكون عرضت فتنة يا الله، وبذكرك تطمئن القلوب، صل على محمد وعلى آل محمد، و
قلب قلبي من الهموم إلى الروح والدعة، ولا تشغلني عن ذكرك بتركك ما بي من الهموم
إني إليك متضرع، أسألك باسمك الذي لا يوصف إلا بالمعنى بكتمانك في غيوبك ذي النور،
أن تجلي بحقه أحزاني، وتشرح به صدري بكشوط الهم يا كريم (1). 2 - قل: عمل يوم
الثالث من صفر: وجدنا في كتب أصحابنا: يستحب أن يصلى فيه ركعتان في الاولى الحمد
مرة وإنا فتحنا، وفي الثانية الحمد مرة، و قل هو الله أحد مرة، فإذا سلم صلى على
النبي مائة مرة ولعن آل أبي سفيان مائة مرة واستغفر الله مائة مرة وسأل حاجته (2).
(1 و 2) كتاب الاقبال ص 587.
[348]
(11) * (" باب ") * * " (اعمال خصوص يوم
الاربعين وهو يوم) " * * " (العشرين من هذا الشهر * أقول: قد أوردنا كثيرا من أخبار
هذا الباب في كتاب المزار وغيره، و ذكرنا ما يناسبه في مجلد أحوال الحسين عليه
السلام أيضا. 1 - قل: يوم العشرين منه يستحب فيه زيارة الحسين عليه السلام روينا
باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه باسناده إلى مولانا الحسن بن علي
العسكري عليه السلام أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة
الأربعين والتختم في اليمين، وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (1).
اقول: قد أثبتنا شرح الزيارة مستوفى في كتاب المزار. أبواب * " (ما يتعلق بشهر ربيع
الاول من الاعمال والادعية) " * (12) * (باب) * * " (أدعية أول يوم منه واول ليلته
واعمالها) " * * " (وما يتعلق ببعض سائر ايامه) " * اقول: قد سبق في باب أول هذا
الجزء عمل كل شهر. 1 - قل: وجدنا في كتاب المنتخب الدعاء في غرة ربيع الأول تقول:
اللهم لا إله إلا أنت، يا ذا الطول والقوة، والحول والعزة، سبحانك
(1) كتاب الاقبال ص 589.
[349]
ما أعظم وحدانيتك، وأقدم صمديتك، وأوحد
إلهيتك، وأبين ربوبيتك، وأظهر جلالك، وأشرف بهاء آلائك، وأبهى كمال صنائعك، وأعظمك
في كبريائك، وأقدمك في سلطانك، وأنورك في أرضك وسمائك، وأقدم ملكك، وأدوم عزك،
وأكرم عفوك، وأوسع حلمك، وأغمض علمك، وأنفذ قدرتك، وأحوط قربك أسألك بنورك القديم،
وأسمائك التي كونت بها كل شئ، أن تصلي على محمد و آل محمد، كما صليت وباركت ورحمت
وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وأن تأخذ بناصيتي إلى موافقتك،
وتنظر إلى برأفتك ورحمتك وترزقني الحج إلى بيتك الحرام، وتجمع بين روحي وأرواح
أنبيائك ورسلك، وتوصل المنة بالمنة، والمزيد بالمزيد، والخير بالبركات، والاحسان
بالاحسان كما تفردت بخلق ما صنعت، وعلى ما ابتدعت وحكمت ورحمت، فأنت الذي لا تنازع
في المقدور، وأنت مالك العز والنور، وسعت كل شئ رحمة وعلما، وأنت القائم الدائم
المهيمن القدير. إلهى لم أزل سائلا مسكينا فقيرا إليك، فاجعل جميع اموري موصولة
بثقة الاعتماد عليك، وحسن الرجوع إليك، والرضا بقدرك، واليقين بك، والتفويض إليك،
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، سبحانه، بل له ما في
السموات والأرض كل له قانتون، سبحانك فقنا عذاب النار، سبحانك تبت إليك وأنا أول
المؤمنين، سبحانك أنت ولينا من دونهم، سبحان الله رب العالمين سبحان الله وما أنا
من المشركين، سبحان الله عما يشركون، سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير، سبحان
الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون، يخرج
الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون، سبحانه
وتعالى عما يشركون، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، سبحان ربنا إن كان وعد
ربنا لمفعولا، سبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون،
[350]
سبحانه بل عباد مكرمون، سبحانه هو الله
الواحد القهار، سبحان ربنا إنا كنا ظالمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام
على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. اللهم صلى على محمد وآل محمد وعرفنا بركة
هذا الشهر ويمنه، وارزقنا خيره واصرف عنا شره، واجعلنا فيه من الفائزين، برحمتك يا
أرحم الراحمين (1). 2 - قل: روينا عن شيخنا المفيد رضوان الله عليه من كتاب حدائق
الرياض عند ذكر شهر ربيع الأول ما هذا لفظه أول يوم منه هاجر النبي من مكة إلى
المدينة سنة ثلاث عشرة من مبعثه صلى الله عليه وآله، وكان ذلك يوم الخميس يستحب
صيامه لما أظهر الله فيه من أمر نبيه ونجاه من عدوه. أقول: ويحسن أن يصلي صلاة
الشكر التي نذكرها في كتاب السعادات بالعبادات التي ليس لها أوقات معينات، ويدعو
بدعائها فانه يوم عظيم السعادات. وقال جدي في المصباح: إن هجرته صلى الله عليه وآله
كانت ليلة الخميس أول شهر ربيع الاول والظاهر أن توجهه من مكة إلى الغار كان ليلا،
ولم يكن بالنهار. وقال المفيد في التواريخ الشرعية: أن الهجرة كانت ليلة الخميس أول
ربيع الأول، ولعل ناسخ كتاب الحدائق غلط في ذكره اليوم عوض الليلة، أو قد حذف
الليلة كما قال الله تعالى " واسئل القرية " اراد أهل القرية (2):
(1) كتاب الاقبال ص 596. (2) كتاب الاقبال
ص 592 مع تفاوت وتلخيص.
[351]
(13) * (باب) * * " (فضل اليوم التاسع من
شهر ربيع الاول وأعماله) " * أقول: قد أوردنا شطرا مما يتعلق بهذا الباب في أحوال
الخلفاء الثلاث وغيرها. 1 - قال السيد ابن طاوس - ره - في كتاب زوايد الفوائد: روى
ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قالا: تنازعنا في
ابن الخطاب واشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن
العسكري عليه السلام بمدينة قم، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية
فسئلناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده، فانه يوم عيد، فقلت: سبحان الله إنما الأعياد
أربعة للشيعة: الفطر، والأضحى، والغدير، والجمعة، قالت: فان أحمد ابن إسحاق يروي عن
سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أن هذا اليوم يوم عيد، وهو أفضل
الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم، قلنا فاستأذني عليه وعرفيه
مكاننا قالا: فدخلت عليه فعرفته فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح مسكا، وهو يمسح
وجهه، فأنكرنا ذلك عليه. فقال: لا عليكما فاني اغتسلت للعيد قلنا أولا: هذا يوم عيد
؟ قال: نعم وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول، قالا فأدخلنا داره وأجلسنا. ثم قال:
إني قصدت مولاي أبي الحسن عليه السلام كما قصدتماني بسر من رأى فاستأذنت عليه فأذن
لي، فدخلت عليه السلام في مثل هذا اليوم، وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول فرأيت
سيدنا عليه وعلى آبائه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من
الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه فقلت له: بآبائنا
وامهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم فرح ؟ فقال عليه
السلام: وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من
[352]
هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول. ولقد
حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم على جدي رسول الله
صلى الله عليه وآله قال حذيفة: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام وولديه عليهما
السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتبسم في وجوههم، ويقول: لولديه
الحسن والحسين عليهما السلام كلا هنيئا لكما بركة هذا اليوم وسعادته، فانه اليوم
الذي يهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما، وإنه اليوم الذي يقبل الله أعمال شيعتكما
ومحبيكما، واليوم الذي يصدق فيه قول الله جل جلاله " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا "
واليوم الذي نسف فيه فرعون أهل البيت وظالمهم وغاصبهم حقهم، واليوم الذي يقدم الله
إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله صلى الله
عليه وآله وفي امتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم ؟ قال: نعم يا حذيفة جبت من
المنافقين يرتاس عليهم، ويستعمل في امتي الرؤيا، ويحمل على عاتقه درة الخزي، ويصد
الناس عن سبيل الله يحرف كتاب الله ويغير سنتي ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه
علما، و يتطاول على إمامه من بعدى، ويستخلب أموال الناس من غير حلها، وينفقها في
غير طاعة الله، ويكذبني ويكذب أخي ووزيري، ويحسد ابنتي عن حقها، فتدعو الله عزوجل
عليه فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم. قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله صلى الله
عليه وآله فادع ربك ليهلكه في حياتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حذيفة
لا احب أن أجترئ على قضاء الله عزوجل لما قد سبق في علمه، لكن سألت الله عزوجل أن
يجعل لليوم الذي يهلكه فيه فضيلة على سائر الأيام، ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي،
وشيعة أهل بيتي ومحبيهم فأوحى الله إلى جل من قائل يا محمد إنه كان في سابق علمي أن
تمسك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي، من نصحت
لهم و خانوك، ومحضت لهم وغشوك، وصافيتهم وكشحوك، وأرضيتهم وكذبوك، وجنيتهم وأسلموك،
فانى بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على من يغصب بعدك عليا
[353]
وصيك حقا ألف باب من النيران من أسفل
الفيلوق ولاصلينه وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس آدم فيلعنه، ولأجعلن ذلك المنافق
عبرة في القيامة كفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر، ولأحشرنهم وأولياءهم
وجميع الظلمة والمنافقين إلى جهنم زرقا كالحين، أذلة حيارى نادمين، ولاضلنهم فيها
أبد الابدين. يا محمد إن مرافقك ووصيك في منزلتك يمسه البلوى، من فرعونه وغاصبه
الذي يجترئ ويبدل كلامي ويشرك بى ويصد الناس عن سبيلي وينصب من نفسه عجلا لامتك
ويكفر بي في عرشي إني قد أمرت ملائكتي في سبع سمواتي وشيعتك ومحبيك أن يعيدوا في
اليوم الذي أهلكته فيه، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي بازاء البيت المعمور ويثنوا
علي ويستغفرون لشيعتك ولمحبيك من ولد آدم يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا
القلم عن الخلق في ذلك اليوم، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك. يا محمد
إني قد جعلت ذلك اليوم يوم عيد لك ولأهل بيتك، ولمن يتبعهم من المؤمنين وشيعتهم،
وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من يعيد في ذلك اليوم محتسبا في
ثواب الحافين ولأشفعنه في ذوى رحمه ولأزيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله ولأعتقن
من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم آلافا من شيعتكم ومحبيكم ومواليكم، ولأجعلن
سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا، وعملهم مقبولا. قال حذيفة: ثم قام رسول الله صلى الله
عليه وآله فدخل بيت ام سلمة رضي الله عنها ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الثاني
حتى رأيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وأتيح الشر وعاود الكفر، وارتد عن
الدين، وشمر للملك، وحرف القرآن، وأحرق بيت الوحي، وابتدع السنن وغيرها وغير الملة
ونقل السنة، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، وكذب فاطمة بنت رسول الله،
واغتصب فدك منها وأرضى اليهود والنصارى والمجوس، وأسخط قرة عين المصطفى ولم يرضها،
وغير السنن كلها، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأظهر الجور، وحرم ما
حلله الله و
[354]
حلل ما حرم الله وأبقى الناس أن يحتذوا
النقد من جلود الابل، ولطم وجه الزكية عليها السلام، وصعد منبر رسول الله صلى الله
عيله وآله ظلما وعدوانا وافترى على أمير المؤمنين وعانده وسفه رأيه قال حذيفة:
فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة و - السلام على ذلك المنافق، وجرى كما
جرى قتله على يد قاتله رحمة الله على قاتله. قال حذيفة: فدخلت على أمير المؤمنين
عليه السلام لما قتل ذلك المنافق لاهنئه بقتله ومصيره إلى ذلك الخزي والانتقام،
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حذيفة تذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله
صلى الله عليه وآله وأنا وسبطاه نأكل معه ؟ فدلك على فضل هذا اليوم، دخلت فيه عليه
؟ فقلت: نعم يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام هو والله هذا
اليوم الذي أقر الله تبارك وتعالى فيه عيون أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله
وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما. قال حذيفة: فقلت: يا أمير المؤمنين عليه
السلام إني أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول، فقال عليه
السلام: يا حذيفة هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الهم والكرب، والغدير الثاني،
ويوم تحطيط الأوزار، ويوم الحبوة ويوم رفع القلم، ويوم الهدى، ويوم العقيقة، ويوم
البركة، ويوم الثارات وعيد الله الأكبر، يوم يستجاب فيه الدعوات، ويوم الموقف
الأعظم، ويوم التولية ويوم الشرط، ويوم نزع الأسوار، ويوم ندامة الظالمين، ويوم
انكسار الشيعة ويوم نفي الهموم، ويوم الفتح، ويوم العرض، ويوم القدرة، ويوم
التصفيح، و يوم فرح الشيعة، ويوم التروية، ويوم الانابة، ويوم الزكوة العظمى، ويوم
الفطر الثاني، ويوم سبيل الله تعالى، ويوم التجرع بالريق، ويوم الرضا، وعيد أهل
البيت عليهم السلام، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل، ويوم قبل الله أعمال الشيعة، و يوم
تقديم الصدقة، ويوم طلب الزيادة، ويوم قتل المنافق، ويوم الوقت المعلوم ويوم سرور
أهل البيت عليهم السلام ويوم المشهود، ويوم يعض الظالم على يديه، ويوم هدم الضلالة،
ويوم النيلة، ويوم الشهادة، ويوم التجاوز عن المؤمنين، ويوم المستطاب، ويوم ذهاب
سلطان المنافق، ويوم التسديد، ويوم يستريح فيه المؤمنون
[355]
ويوم المباهلة، ويوم المفاخرة، ويوم قبول
الاعمال، ويوم النحيل، ويوم النحيلة، ويوم الشكر، ويوم نصرة المظلوم، ويوم الزيارة،
ويوم التودد، و يوم النحيب ويوم الوصول، ويوم البركة، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد
في الكبائر، ويوم المنادي، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاسلام. قال حذيفة:
فقمت من عند أمير المؤمنين عليه السلام وقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير ما
أرجو به الثواب إلا حب هذا اليوم، لكان مناي. قال محمد بن أبي العلا الهمداني ويحيى
بن جريح: فقام كل واحد منا نقبل رأس أحمد بن إسحاق وقلنا: الحمد لله الذي ما قبضنا
حتى شرفنا بفضل هذا اليوم المبارك، وانصرفنا من عنده، وعيدنا فيه، فهو عيد الشيعة
تم الخبر. والحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وسلم من خط محمد بن علي بن
محمد ابن طي ره. ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها، فاعتمدنا
عليها فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه مطلقا لسر يكون في -
مطاويه على الوجه الذي ظهر احتياطا للروايات فيستحب أن يسمى ذلك اليوم يوم العيد
مجازا. 2 - قل: يوم التاسع من ربيع الأول اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة
الشأن ووجدنا جماعة من العجم والإخوان يعظمون السرور فيه، يذكرون أنه يوم هلاك بعض
من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه ويعاديه ولم أجد فيما تصفحت من
الكتب إلى الان موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها ابن بابويه تغمده الله
بالرضوان فان أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه عن غير الوجه الذي ظهر فيه
احتياطا للرواية فكذا عادة ذوي الرعاية. أقول: وإنما قد ذكرت في كتاب التعريف
للمولد الشريف عن الشيخ الثقة محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي في كتاب الدلائل
في الامامة أن وفاة مولانا الحسن العسكري صلوات الله عليه كانت لثمان ليال خلون من
شهر ربيع الأول وكذلك ذكر محمد بن يعقوب الكليني ره في كتاب الحجة، وكذلك قال محمد
بن
[356]
هارون التلعكبري، وكذلك ذكر حسين بن حمدان
بن الخطيب، وكذلك ذكر الشيخ المفيد في كتاب الارشاد، وكذلك قال المفيد أيضا في كتاب
مولد النبي و الأوصياء، وكذلك ذكر أبو جعفر الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام، وكذلك
قال حسين بن خزيمة، وكذلك قال نصر بن علي الجهضمي في كتاب المواليد وكذلك الخشاب في
كتاب المواليد أيضا، وكذلك قال ابن شهر آشوب في كتاب المواليد. فإذا كانت وفاة
مولانا الحسن العسكري عليه السلام كما ذكر هؤلاء لثمان خلون من ربيع الأول، فيكون
ابتداء ولاية المهدي عليه السلام على الامة يوم تاسع ربيع الأول فلعل تعظيم هذا
اليوم وهو يوم تاسع ربيع الأول لهذا الوقت المفضل والعناية لمولى المعظم المكمل.
فصل: أقول: وإن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبو جعفر ابن بابويه في أن قتل من
ذكر كان يوم تاسع ربيع الأول لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتل من
قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الأول فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل،
ويمكن أن يسمى مجازا بالقتل ويمكن أن يتأول بتأويل آخر، وهو أن يكون توجه القاتل من
بلده إلى البلد الذي وقع القتل فيه يوم تاسع ربيع الأول، أو يوم وصول القاتل إلى
المدينة التي وقع فيها القتل كان يوم سابع ربيع الأول وأما تأويل من تأول أن الخبر
بالقتل وصل إلى بلد أبي جعفر ابن بابويه يوم تاسع ربيع الأول، فلأنه لا يصح لأن
الحديث الذي رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام ضمن أن القتل كان في يوم تاسع
ربيع الأول فكيف يصح تأويل أنه يوم بلغ الخبر إليهم (1).
(1) كتاب الاقبال: 597 - 598.
[357]
(14) * (باب) * * " (أعمال بقية أيام هذا
الشهر ولياليها سوى ما تقدم) " * * " (ويأتي في الابواب) " * أقول: 1 - قل:
باسنادنا إلى المفيد ره قال في حدائق الرياض عند ذكر ربيع الأول: اليوم العاشر منه
تزوج النبي صلى الله عليه وآله خديجة بنت خويلد ام المؤمنين رضي الله عنها ولها
أربعون سنة وله عليه السلام خمس وعشرون سنة، ويستحب صيامه شكرا لله تعالى على
توفيقه بين رسوله والصالحة الرضية التقية، وقال: في اليوم الثاني عشر منه كان قدوم
رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة مع زوال الشمس وفي مثله سنة اثنتين وثمانين
من الهجرة كان انقضاء دولة بني مروان، فيستحب صومه شكرا لله تعالى على ما أهلك من
أعداء رسوله صلى الله عليه وآله. أقول: لأن فيه بويع السفاح أول خلفاء الدولة
الهاشمية أما قتل مروان وزوال دولة بني امية بالكلية، فانه كان يوم سابع عشر من ذي
الحجة كما تقدم (1). 2 - قل: قد روينا في كتاب التعريف للمولد الشريف عدة مقالات أن
اليوم الثاني عشر من ربيع الأول كانت ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله فصومه مهم
احتياطا للعبادة بما يبلغ الجهد إليه، ووجدنا في كتب أصحابنا من العجم: يستحب أن
تصلي فيه ركعتين في الاولى الحمد مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاثا وفي الثانية الحمد
مرة و قل هو الله أحد ثلاثا (2). 3 - قل: ذكر شيخنا المفيد أن في اليوم الرابع عشر
من ربيع الأول سنة أربع وستين كان هلاك الملحد الملعون يزيد بن معاوية لعنه الله.
أقول: فهو حقيق بالصيام شكرا عليه (3).
(1 و 2) كتاب الاقبال: 599. (3) كتاب
الاقبال: 601.
[358]
(15) * " (باب) " * * " (أعمال خصوص يوم
مولد النبي صلى الله عليه وآله) " * * " (وهو على المشهور اليوم السابع عشر من هذا)
" * * " (الشهر وما يتعلق بذلك) " * أقول: قد أوردنا أخبار هذا الباب وأعماله في
كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب الطهارة والصلاة والصوم والمزار وغيرها.
1 - قل: وجدت في كتاب شفاء الصدور تأليف أبى بكر النقاش اسري بالنبي صلى الله عليه
وآله في ليلة سبع عشر من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، فان صح ما ذكره فينبغي
تعظيمها ومراعات حقوقها (1). 2 - قل: اعلم أننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد
الشريف [ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية،
وقلنا: إن الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله
عليه وعلى الحافظين لأمره - أشرقت أنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول
في عام الفيل عند طلوع فجره، وأن صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة. هكذا وجدت
في بعض الروايات أن صومه يعدل هذا المقدار من الأوقات فان كان هذا الحديث ناشيا عن
نقل عنه صلى الله عليه وآله فربما يكون له تأويل يعتمد عليه، وإلا فالعقل والنقل
يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم العظيم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله
لهذا اليوم المقدس وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه، إلا أن يكون معنى
قولهم عليهم السلام: " يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة " فيكون تلك السنة لها من
الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه.
(1) كتاب الاقبال: 601. [*]
[359]
فهذا تأويل محتمل ما يمنع العقل من
الاعتماد عليه، وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا
المفيد رضوان الله عليه فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما
هذا لفظه: السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله عند طلوع الفجر
من يوم الجمعة عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة، ولم تزل الشيعة على قديم
الأوقات تعظمه وتعرف حقه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه، وقد روي من أئمة الهدى من آل
محمد عليهم السلام أنهم قالوا: " من صام يوم السابع عشر من ربيع الأول وهو يوم مولد
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كتب له صيام سنة " ويستحب فيه الصدقة والالمام
بمشاهد الأئمة عليهم السلام والتطوع بالخيرات وإدخال السرور على أهل الايمان. وقال
شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الألفاظ والمعاني المرضية. أقول: إن
الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفصيل، و الذي أقوله أنه ينبغي أن
يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل، المقدم على كل موجود من
الخلائق المكمل في السوابق والطرائق فمهما عملت فيه من الخيرات، وعرفت فيه من
المبرات والمسرات، فالأمر أعظم منه، وهيهات أن تعرف قدر هذا اليوم، وإن الظاهر
العجز منه (1)]. 3 - قل: وجدنا في كتاب الأعمال الصالحات أنه يصلي عند ارتفاع نهار
يوم السابع عشر من ربيع الأول ركعتين يقرء في كل ركعة منهما الفاتحة مرة وإنا
أنزلناه، عشر مرات، والاخلاص، عشر مرات، ثم تجلس في مصلاك وتقول: اللهم أنت حي لا
تموت، وخالق لا تغلب، وبدئ لا تنفد، وقريب لا تبعد، وقادر لا تضاد، وغافر لا تظلم،
وصمد لا تطعم، وقيوم لا تنام، وعالم لا تعلم، وقوي لا تضعف، وعظيم لا توصف، ووفى لا
تخلف، وغني لا تفتقر
(1) كتاب الاقبال: 603 - 604 وما بين
العلامتين كان محله بياضا.
[360]
وحكيم لا تجور، ومنيع لا تقهر، ومعروف لا
تنكر، ووكيل لا تخفى، وغالب لا تغلب، وفرد لا تستشير، ووهاب لا تمل، وسريع لا تذهل،
وجواد لا تبخل وعزيز لا تذل، وحافظ لا تغفل، وقائم لا تزول، ومحتجب لا ترى، ودائم
لا تفنى، وباق لا تبلى، وواحد لا تشتبه، ومقتدر لا تنازع. اللهم إني أسألك بعلم
الغيب عندك، وقدرتك على الخلق أجمعين، أن تحيينى ما علمت الحياة خيرا لي، وأن
تتوفاني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسئلك الخشية في الغيب والشهادة، وأسئلك اللهم
كلمة الحق في الغضب والرضا وأسئلك نعيما لا ينفد، وأسئلك الرضا بعد القضاء، وأسئلك
برد العيش بعد الموت، وأسئلك لذة النظر إلى وجهك الكريم آمين رب العالمين. اللهم
إني أسئلك بمنك الكريم وفضلك العظيم أن تغفر لي وترحمني يا لطيف، الطف لي في كل ما
تحب وترضى. اللهم إني أسئلك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، و مخالطة
الصالحين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت بقوم فتنة فتقيني غير مفتون وأسألك حبك
وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربني إلى حبك. اللهم بحق محمد صلى الله عليه وآله حبيبك،
وبحق إبراهيم خليك وصفيك، وبحق موسى كليمك، وبحق عيسى روحك، وأسئلك بصحف إبراهيم
وتوراة موسى و إنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد صلى الله عليه وآله، وأسئلك بكل
وحي أوحيته، وبحق كل قضاء قضيته، وبكل سائل أعطيته، وأسألك بكل اسم أنزلته في
كتابك، و أسألك بأسمائك التي وضعتها على النار [فاستنارت، وأسئلك بأسمائك التي
وضعتها على الليل فأظلم، وأسئلك بأسمائك التي وضعتها على النهار] فأضاء، وأسألك
بأسمائك التى وضعتها على الأرض فاستقرت. وأسئلك باسمك الأحد الصمد الذي ملأ أركان
كل شئ، وأسئلك باسمك الطهر الطاهر المبارك الحي القيوم، لا إله إلا هو الرحمان
الرحيم، وأسئلك بمعاقد العز من عرشك، ومبلغ الرحمة من كتابك، وبأسمائك العظام، وجدك
الأعلى، وكلماتك التامات، أن ترزقنا حفظ القرآن، والعمل به والطاعة لك، و
[361]
العمل الصالح، وأن تثبت ذلك في أسماعنا
وأبصارنا، وأن تخلط ذلك بلحمي ودمي ومخي وشحمي وعظامي، وأن تستعمل بذلك بدنى وقوتي،
فانه لا يقوى على ذلك إلا أنت وحدك لا شريك لك، يا الله الواحد الرب القدير، يا
الله الخالق البارئ المصور، يا الله الباعث الوارث، يا الله الفتاح العزيز العليم،
يا الله الملك القادر المقتدر اغفر لي وارحمني إنك أنت أرحم الراحمين. اللهم إنك
قلت وقولك الحق " ادعوني أستجب لكم " فأسئلك باسمك الذي دعاك به آدم صلى الله عليه
فأوجبت له الجنة، وأسألك باسمك الذي دعاك به شيث ابن آدم فجعلته وصي أبيه بعده أن
تستجيب دعاءنا وأن ترزقنا إنفاذ كل وصية لأحد عندنا، وأن نقدم وصيتنا أمامنا،
وأسئلك باسمك الذي دعاك به إدريس فرفعته مكانا عليا أن ترفعنا إلى أحب البقاع إليك،
وتمن علينا بمرضاتك، و تدخلنا الجنة برحمتك، وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح فنجيته
من الغرق، و أهلكت القوم الظالمين أن تنجينا مما نحن فيه من البلاء، وأسالك باسمك
الذي دعاك به هود فنجيته من الريح العقيم أن تنجينا من بلاء الدنيا والاخرة
وعذابهما [وأسألك باسمك الذي دعاك به صالح فنجيته من خزي يومئذ أن تنجينا من خزي
الدنيا والاخرة وعذابهما] وأسألك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته من المؤتفكة والمطر
السوء أن تنجينا من مخارى الدنيا والاخرة، وأسألك باسمك الذي دعاك به شعيب فنجيته
من عذاب يوم الظلة أن تنجينا من العذاب إلى روحك ورحمتك. وأسألك باسمك الذي دعاك به
إبراهيم فجعلت النار عليه بردا وسلاما أن تخلصنا كما خلصته، وأن تجعل ما نحن فيه
بردا وسلاما كما جعلتها عليه، و أسئلك باسمك الذي دعاك به إسماعيل عند العطش وأخرجت
من زمزم الماء الروي أن تجعل مخرجنا إلى خير، وأن ترزقنا المال الواسع برحمتك،
وأسئلك باسمك الذي دعاك به يعقوب فرددت عليه بصره وولده وقرة عينه أن تخلصنا وتجمع
بيننا وبين أولادنا وأهالينا، وأسئلك باسمك الذي دعاك به يوسف فأخرجته من السجن أن
تخرجنا من السجن وتملكنا نعمتك التي أنعمت بها علينا، وأسئلك باسمك
[362]
الذي دعاك به الأسباط فتبت عليهم وجعلتهم
أنبياء أن تتوب علينا وترزقنا طاعتك وعبادتك والخلاص مما نحن فيه. وأسئلك باسمك
الذي دعاك به أيوب إذ حل به البلاء فقال: " رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
فاستجبت له وكشفت عنه ضره، ورددت أهله ومثلهم معهم رحمة منك وذكرى للعابدين، اللهم
إني أقول كما قال: " رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " فاستجب لنا وارحمنا
وخلصنا ورد علينا أهلنا ومالنا ومثلهم معهم رحمة منك واجعلنا من العابدين لك،
وأسألك باسمك الذي دعاك به موسى وهارون فقلت عززت من قائل: " قد اجيبت دعوتكما " أن
تستجيب دعاءنا وتنجينا كما نجيتهما، وأسئلك باسمك الذي دعاك به داود فغفرت ذنبه
وتبت عليه أن تغفر ذنبي وتتوب على إنك أنت التواب الرحيم وأسألك باسمك الذى دعاك به
سليمان فرددت عليه ملكه وأمكنته من عدوه وسخرت له الجن والانس والطير أن تخلصنا من
عدونا، وترد علينا نعمتك، وتستخرج لنا من أيديهم حقنا، و تخلصنا منهم إنك على كل شئ
قدير. وأسألك باسمك الذي دعاك به الذي عنده علم من الكتاب على عرش ملكة سبا أن تحمل
إليه، فإذ هو مستقر عنده أن تحملنا من عامنا هذا إلى بيتك الحرام حجاجا وزوارا لقبر
نبيك صلى الله عليه وآله، وأسألك باسمك الذى دعاك به يونس بن متى في الظلمات أن لا
إله أنت فاستجبت له ونجيته من بطن الحوت ومن الغم وقلت عززت من قائل: " وكذلك ننجي
المؤمنين " فنشهد أنا مؤمنون، ونقول كما قال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين " فاستجب لي ونجنى من غم الدنيا والاخرة كما ضمنت أن تنجي المؤمنين،
وأسئلك باسمك الذي دعاك به زكريا وقال: " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين "
فاستجبت له ووهبت له يحيى وأصلحت له زوجه، وجعلتهم يسارعون في الخيرات، ويدعونك
رغبا ورهبا وكانوا لك خاشعين، فاني أقول كما قال " رب لا تذرني فردا وأنت خير
الوارثين " فاستجب لي وأصلح لي شأني، وجميع ما أنعمت به على وخلصني مما أنا فيه وهب
[363]
لى كرامة الدنيا والاخرة وأولادا صالحين،
يرثونى، واجعلنا ممن يدعوك رغبا ورهبا ومن الخاشعين المطيعين. وأسألك باسمك الذي
دعاك به يحيى فجعلته يرد القيامة ولم يعمل معصية ولم يهم بها أن تعصمني من اقتراف
المعاصي، حتى نلقاك طاهرين ليس لك قبلنا معصية، وأسئلك باسمك الذي دعتك به مريم
فنطق ولدها بحجتها أن توفقنا وتخلصنا بحجتنا عندك وعلى كل مسلم ومسلمة حتى تظهر
حجتنا على ظالمينا، وأسئلك باسمك الذي دعاك به عيسى بن مريم فأحيى به الموتى وأبرء
الأكمه والأبرص، أن تخلصنا وتبرئنا من كل سوء وآفة وألم، وتحيينا حياة طيبة في
الدنيا والاخرة وأن ترزقنا العافية في أبداننا، وأسألك باسمك الذي دعاك به
الحواريون فأعنتهم حتى بلغوا عن عيسى ما أمرهم به، وصرفت عنهم كيد الجبارين،
وتوليتهم أن تخلصنا وتجعلنا من الدعاة إلى طاعتك، وأسألك باسمك الذي دعاك به جرجيس
فرفعت عنه ألم العذاب أن ترفع عنا ألم العذاب في الدنيا والاخرة وأن لا تبتلينا وإن
أبتليتنا فصبرنا والعافية أحب إلينا. وأسألك باسمك الذي دعاك به الخضر حتى أبقيته
أن تفرج عنا، وتنصرنا على من ظلمنا، وتردنا إلى مأمنك ؟. وأسألك باسمك الذي دعاك به
حبيبك محمد صلى الله عليه وآله فجعلته سيد المرسلين، و أيدته بعلي سيد الوصيين، أن
تصلي عليهما وعلى ذريتهما الطاهرين، وأن تقيلنى في هذا اليوم عثرتي، وتغفر لي ما
سلف من ذنوبي وخطاياي، ولا تصرفني من مقامي هذا إلا بسعي مشكور، وذنب مغفور، وعمل
مقبول، ورحمة ومغفرة، ونعيم موصول بنعيم الاخرة، برحمتك يا حنان يا منان، يا ذا
الجلال والاكرام إنك على كل شئ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1).
(1) كتاب الاقبال: 611 - 615.
[364]
" أبواب " " (ما يتعلق بشهر ربيع الاخر من
الادعية والاعمال) " (16) * " (باب) " * *: (عمل أول يوم منه وأول ليلته وأدعيتهما
وما يناسب ذلك) " * أقول: وقد مضى في باب أول هذا الجزء عمل أول كل شهر فلا تغفل. 1
- قل: وجدنا في كتاب مختصر المنتخب: الدعاء في غرة شهر ربيع الاخر تقول: اللهم أنت
إله كل شئ، وخالق كل شئ ورب كل شئ، أسئلك بالعروة الوثقى، والغاية والمنتهى، وبما
خالفت به بين الأنوار والظلمات، والجنة و النار، والدنيا والاخرة، وبأعظم أسمائك في
اللوح المحفوظ، وأتم أسمائك في التوراة نبلا، وأزهر أسمائك في الزبور عزا، وأجل
أسمائك في الانجيل قدرا، وأرفع أسمائك في القرآن ذكرا، وأعظم أسمائك في الكتب
المنزلة، و أفضلها وأسر أسمائك في نفسك، الذى ليس كمثله شئ، وأسئلك بعزتك وقدرتك
وبالعرش العظيم وما حمل، وبالكرسي الكريم وما وسع، أن تصلي على محمد وآل محمد،
وتبيح لي من عندك فرجك القريب العظيم الأعظم اللهم أتمم على إحسانك القديم الأقدم،
وتابع إلى معروفك الدائم الأدوم، وانعشني بعز جلالك الكريم الأكرم. ثم تقرء: وإلهكم
إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه
سنة ولا نوم * الم الله لا إله إلا هو الحى القيوم * هو الذي يصوركم في الأرحام كيف
يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم * شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة، واولوا
العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى
يوم القيامة لا ريب فيه، ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ
[365]
فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل * اتبع ما
اوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين * قل يا أيها الناس إني رسول
الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا اله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا
بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون * وما
امروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون * فان تولوا فقل
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم * حتى إذا أدركه الغرق قال
آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * قال هو ربي لا
إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من
عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون * وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى
الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إننى أنا الله
لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري * إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو
وسع كل شئ علما * وما أرسلنا من قبلك الا رجالا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا
فاعبدون * وذالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن لا إله
إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب
العرش الكريم * الله لا إله هو رب العرش العظيم * وهو الله لا إله إلا هو له الحمد
في الاولى والاخرة، وله الحكم وإليه ترجعون * [ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا
هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون] يا أيها الناس اذكروا نعمة الله
عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى توفكون *
ذلكم الله ربكم له الملك لا إله الا هو فأنى تصرفون * غافر الذنب وقابل التوب شديد
العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو فأنى
تؤفكون * ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين * هو الحي لا إله إلا هو فادعوه
مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم
موقنين * لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين * فأنى لهم إذا جائتهم
ذكريهم فاعلم أنه لا إله إلا الله، واستغفر لذنبك وللمؤمنين
[366]
والمؤمنات * وهو الله لا إله إلا هو عالم
الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام
المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * الله لا إله إلا هو
وعلى الله فليتوكل المؤمنون. اللهم إني أسئلك عفوا ليس بعده عقوبة، ورضى ليس بعده
سخط، وعافية ليس بعدها بلاء، وسعادة ليس بعدها شقاء، وهدى لا يكون بعده ضلالة،
وإيمانا لا يداخله كفر، وقلبا لا يداخله فتنة، اللهم إني أسألك السعة في القبر
والحجة البالغة والقول الثابت، وأن تنزل علي الامان والفرج والسرور ونضرة النعيم،
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعرفني بركة هذا الشهر ويمنه، وارزقني خيره، واصرف عنى
شره واجعلني فيه من الفائزين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أنت وهاب الخير فهب لى
شوقا إلى لقائك، وإشفاقا من عذابك وحياء منك وتوقيرا وإجلالا حتى يوجل من ذلك قلبي،
ويقشعر منه جلدى ويتجافى له جنبي وتدمع منه عيني، ولا أخلو من ذكرك في ليلى ونهاري
يا أرحم الراحمين اللهم إني اثنى عليك وما عسى أن يبلغ مدحى وثنائي مع قلة عملي
وقصر رأيي وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت الرب وأنا
العبد، و أنت العزيز وأنا الذليل، وأنت القوى وأنا الضعيف، وأنت الغني وأنا الفقير،
وأنت المعطى وأنا السائل، وأنت الحي الذي لا يموت، وأنا خلق أموت، فاغفر لي وارحمني
وأعطني سؤلى في دنياى وآخرتي، وتجاوز عنى وعن جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك
وخيرتك من خلقك، اللهم ارفع درجته، وكرم مقامه، وأجزل ثوابه، وأفلح حجته، وأظهر
عذره، وعظم نوره ; وأدم كرامته، وألحق به امته وذريته، وأقر بذلك عينه، اللهم اجعل
محمدا أكرم النبيين تبعا، وأعظمهم منزلة، وأشرفهم كرامة وأعلاهم درجة، وأفسحهم في
الجنة منزلا، اللهم بلغ محمدا درجة الوسيلة، وشرف بنيانه، وعظم نوره وبرهانه وتقبل
شفاعته في امته، وتقبل صلاة امته عليه، اللهم صل على محمد كما بلغ رسالاتك
[367]
وتلا آياتك، ونصح لعبادك وجاهد في سبيلك
حتى أتاه اليقين. اللهم زد محمدا مع كل شرف شرفا، ومع كل فضل فضلا، ومع كل كرامة،
ومع كل سعادة سعادة، حتى تجعل محمدا في الشرف الأعلى من الدرجات العلى، اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد، وسهل لي محبتى وبلغني امنيتي ووسع علي في رزقي، واقض عني
دينى وفرج عني غمي وهمي وكربي، ويسر لي إرادتي، وأوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا يا
أرحم الراحمين (1). (17) * (باب) * * " (أعمال بقية ايام هذا الشهر ولياليها وما
يتعلق بذلك * " 1 - قل: باسنادنا إلى شيخنا المفيد قال في كتاب حدائق الرياض عند
ذكر ربيع الاخر: اليوم العاشر منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين من الهجرة كان مولد
سيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن على الرضا صلوات الله عليهم وهو يوم شريف
عظيم البركة يستحب صيامه (2). " أبواب " * " (ما يتعلق بشهر جمادى الاولى من
الاعمال والادعية) " * (18) * " (باب) " * * " (ادعية اول ليلة منه واول يومه
واعمالها) * أقول: قد سبق عمل أول كل شهر في باب أول هذا الجزء فلا تغفل. 1 - قل:
في كتاب المختصر من كتاب المنتخب: الدعاء في غرة جمادى الاولى تقول:
(1) كتاب الاقبال: 616 - 618. (2) كتاب
الاقبال: 618.
[368]
اللهم أنت الله وأنت الرحمان الرحيم، وأنت
الملك القدوس وأنت السلام المؤمن وأنت المهيمن، وأنت العزيز، وأنت الجبار وأنت
المتكبر وأنت الخالق وأنت البارئ وأنت المصور وأنت العزيز الحكيم، وأنت الأول
والاخر والظاهر والباطن لك الأسماء الحسنى، أسألك يا رب بحق هذه الأسماء وبحق
أسمائك كلها أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة،
واختم لنا بالسعادة والشهادة في سبيلك، وعرفنا بركة شهرنا هذا ويمنه، وارزقنا خيره
واصرف عنا شره، واجعلنا فيه من الفائزين، وقنا برحمتك عذاب النار يا أرحم الراحمين
إنك على كل شئ قدير. ثم تقرء: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السماوات
والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون * هو الذي خلقكم من طين
ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون * وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم
سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون * الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له
عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه * الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في
الأرض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير * الحمد لله فاطر السماوات والأرض
جاعل الملائكة رسلا اولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على
كل شئ قدير * ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من
بعده وهو العزيز الحكيم * الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا
الله لقد جائت رسل ربنا بالحق * الحمد لله الذي وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحق إن
ربى لسميع الدعاء * الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون. الحمد لله الذي نجانا من القوم
الظالمين * الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين * الحمد لله [الذي]
سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون * الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن
إن ربنا لغفور شكور * الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث
نشاء فنعم أجر العاملين * وترى
[369]
الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد
ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين * فلله الحمد رب السماوات ورب
الأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. الحمد لله
الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.
اللهم اغفر لى ما سلف من ذنوبي، وتداركني فيما بقي من عمرى، وقو ضعفي للذي خلقتني
له، وحبب إلى الايمان وزينه في قلبي، وقد دعوتك كما أمرتني فاستجب لى كما وعدتني،
اللهم إني أصبحت لك عبدا لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك ما أرجو وأصبحت مرتهنا
بعملي فلا فقير أفقر مني يا رب العالمين أسألك أن تستعملني عمل من استيقن حضور أجله
لا بل عمل من قد مات فرأى عمله ونظر إلى ثواب عمله إنك على كل شئ قدير. اللهم هذا
مكان العائذ برحمتك من عذابك، وهذا مكان العائذ بمعافاتك من غضبك، اللهم اجعلني ممن
دعاك فأجبته، وسألك فأعطيته، وآمن بك فهديته وتوكل عليك فكفيته، وتقرب إليك
فأدنيته، وافتقر إليك فأغنيته، واستغفرك فغفرت له، ورضيت عنه وأرضيته وهديته إلى
مرضاتك، واستعملته بطاعتك، ولذلك فرغته أبدا ما أحييته، فتب على يا رب وأعطني سؤلي
ولا تحرمني شيئا مما سألتك واكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض، وأستغفر الله الذي
لا إله إلا هو، الذي لا يغفر الذنوب إلا هو. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وأعني
على الدنيا وارزقني خيرها وكره إلى الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين.
اللهم قوني لعبادتك واستعملني في طاعتك وبلغني الذي أرجو من رحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم إني أسئلك الري يوم الظماء والنجاة يوم الفزع الأكبر، والفوز يوم الحساب،
والأمن يوم الخوف، وأسألك النظر إلى وجهك الكريم، والخلود في جنتك في دار المقامة
من فضلك والسجود يوم يكشف عن ساق والظل يوم لا ظل إلا ظلك، ومرافقة أنبيائك ورسلك
وأوليائك، اللهم اغفر لي ما قدمت من ذنوبي
[370]
وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت
على نفسي وما أنت أعلم به مني، و ارزقني التقى والهدى والعفاف والغنى، ووفقني للعمل
بما تحب وترضى. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها
معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل
الموت راحة لي من كل سوء، اللهم إني أسئلك يا رب الأرباب ويا سيد السادات، ويا مالك
الملوك، أن ترحمني وتستجيب لي وتصلحني فانه لا يصلح من صلح من عبادك إلا أنت فانك
أنت ربي وثقتي ورجائي ومولاي وملجاي ولا راحم لي غيرك ولا مغيث لي سواك، ولا مالك
سواك ولا مجيب إلا أنت، أنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك الخاطئ الذي وسعته رحمتك،
وأنت العالم بحالي وحاجتي وكثرة ذنوبي، و المطلع على اموري كلها فأسالك يالا إله
إلا أنت أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر. اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا
هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها، ولا عيبا إلا أصلحته، اللهم وآتني
في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنى عذاب النار، اللهم أعني على أهوال الدنيا
وبوائق الدهور، و مصيبات الليالي والأيام، اللهم واحرسنى من شر ما يعمل الظالمون في
الأرض فانه لا حول ولا قوة إلا بك، اللهم إني أسئلك إيمانا ثابتا، وعملا مقبولا، و
دعاء مستجابا ويقينا صادقا، وقولا طيبا، وقلبا شاكرا، وبدنا صابرا، ولسانا ذاكرا
اللهم أنزع حب الدنيا ومعاصيها وذكرها وشهوتها من قلبي. اللهم إنك بكرمك تشكر
اليسير من عملي فاعف لي الكثير من ذنوبي، و كن لي وليا ونصيرا ومعينا وحافظا، اللهم
هب لي قلبا أشد رهبة لك من قلبي، ولسانا أدوم لك ذكرا من لساني، وجسما أقوى على
طاعتك وعبادتك من جسمي اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن فجأة نقمتك، ومن تحول
عافيتك، و من حول غضبك، وأعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، ومن شماتة الأعداء
وسوء القضاء في الدنيا والاخرة.
[371]
اللهم إني أسئلك باسمك الكريم، وعرشك
العظيم، وملكك القديم، يا وهاب العطايا، ويا مطلق الاسارى، ويا فكاك الرقاب، ويا
كاشف العذاب أسألك أن تخرجني من الدنيا سالما غانما، وأن تدخلني الجنة برحمتك آمنا،
وأن تجعل أول شهري هذا صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا، إنك أنت علام الغيوب (1).
(19) * (" باب ") * * " (أعمال بقية هذا الشهر ولياليها و) " * * " (ما يتعلق بذلك
من المطالب) " * أقول] قد مر في باب أعمال أيام مطلق الشهر ولياليه وأدعيتهما ما
يتعلق بذلك] (2). 1 - قل: باسنادنا إلى شيخنا المفيد في حدائق الرياض في النصف من
جمادى الاولى سنة ست وثلاثين من الهجرة، كان مولد سيدنا علي بن الحسين عليهما
السلام و هو يوم شريف يستحب فيه الصيام والتطوع بالخيرات (3).
(1) كتاب الاقبال ص 618 - 621. (2) راجع ج
97 ص 132 - 324. (3) كتاب الاقبال ص 621. [*]
[372]
أبواب * " (ما يتعلق بشهر جمادى الاخرة) "
* * " (من الاعمال والادعية) " * (20) * " (باب) " * * " (ادعية اول ليلة منه وأول
يومه وأعمالهما) " * أقول: قد مر عمل أول كل شهر في باب أول أبواب هذا الجزء فلا
تغفل. 1 - قل: في كتاب المختصر من كتاب المنتخب: الدعاء في غرة جمادى الاخرة تقول:
اللهم يا الله أنت الدائم القائم، يا الله أنت الحي القيوم، يا الله أنت العلي
الأعلى، يا الله أنت المتعالى في علوك، إله كل شئ ورب كل شئ وخالق كل شئ وصانع كل
شئ، القاضي الأكبر القدير المقتدر، تباركت أسماؤك، وجل ثناؤك، اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد وعرفنا بركة شهرنا هذا وارزقنا يمنه ونوره ونصره وخيره وبره وسهل لي
فيه ما احبه ويسر لي فيه ما اريده، و أوصلني إلى بغيتي فيه إنك على كل شئ قدير.
اللهم إني أسئلك يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، و يا من لكل
مسألة عنده سمع حاضر، وجواب عتيد، وكل صامت علم منه باطن محيط، مواعيدك الصادقة،
وأياديك الناطقة، ونعمك السابغة، وأياديك الفاضلة ورحمتك الواسعة إلهي خلقتني ولم
أك شيئا مذكورا، وأنا عائذك وعائذ إليك، وقد ظلمت نفسي وأنا مقر لك بالعبودية،
معترف لك بالربوبية، مستغفر من ذنوبي فأسئلك أن تغفر لي يا من ليس كمثله شئ، وهو
السميع البصير، يا ذا الجلال و الإكرام، يا حنان يا منان.
[373]
يامن أظهر الجميل، وستر القبيح، ولم يؤاخذ
بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا
باسط اليدين بالرحمة والمشية والقدرة والظلمات والنور، يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل
شكوى، وولي كل حسنة، يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها،
يا رباه يا غياثاه يا سيداه يا مولاه، يا غاية رغبتاه أسألك بك يا الله ألا تشوه
خلقي بالنار، فاني ضعيف مسكين مهين، وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقني
برحمتك عذاب النار. يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمع لي خير الدنيا والاخرة
برحمتك يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. وتقرء اثنتى
عشرة مرة " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم
يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. اللهم هبني بكرامتك،
وأتم على نعمتك، وألبسني عفوك وعافيتك وأمنك في الدنيا والاخرة، اللهم لا تسلمني
بجريرتي، ولا تخزني بخطيئتي، ولا تشمت بي أعدائي، ولا تكلني إلى نفسي في دنياي
وآخرتي، اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض في
حكمك، عدل في قضاؤك أسئلك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو سماك به أحد من خلقك أو
ملئكتك ورسلك، وباسمك المخزون المرفوع في علم الغيب عندك، وباسمك الأعظم الأعظم
الذي هو حق عليك أن تستجيب لمن دعاك به، وبكل حرف أنزلته على نبيك موسى، وبكل دعوة
دعاك بها أحد من خلقك، وبكل حرف أنزلته على محمد نبيك أن تستجيب لي وأن تجعلني في
عياذك وحفظك وكنفك وسترك وحصنك وفي فضلك إنك أنت الحي الذي لا يموت، وأنا خلق أموت
فاغفر لي وارحمني وأعطني سؤلي في دنياى وآخرتي واغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات
[374]
الأحياء منهم والأموات. اللهم صل على محمد
عبدك ورسولك، واجعل عبدك ورسولك أكرم خلقك عليك، وأفضلهم لديك، وأعلاهم منزلة عندك
وأشرفهم مكانا وأفسحهم في الجنة منزلا وآتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنى
برحمتك عذاب النار، فانه لا حول ولا قوة إلا بك يا ذا الجلال والاكرام (1). 2 - قل:
رأيت في كتاب روضة العابدين ومأنس الراغبين لابراهيم بن فرج الواسطي حديثا في كتاب
جمادى الاخرة ولم يذكر أي وقت منه فنذكرها في أوله اغتناما للعبادة، واستظهارا
للسعادة، وهي أن تصلي أربع ركعات تقرء الحمد في الاولى مرة وآية الكرسي مرة وسورة
إنا أنزلناه خمسة وعشرين مرة، وفي الثانية الحمد مرة وسورة الهيكم التكاثر مرة، وقل
هو الله أحد خمسا وعشرين مرة، وفي الثالثة الحمد مرة وقل يا أيها الكافرون مرة وقل
أعوذ برب الفلق خمسا وعشرين مرة وفي الرابعة الحمد مرة، وإذا جاء نصر الله والفتح
مرة وقل أعوذ برب الناس خمسا وعشرين مرة، فإذا سلمت فقل: " سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر " سبعين مرة، وصل على النبي صلى الله عليه وآله سبعين
مرة، ثم قل: ثلاث مرات " اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات " ثم تسجد وتقول في سجودك
ثلاث مرات " يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والكرام يا الله يا رحمن يا رحيم يا أرحم
الراحمين " ثم تسئل الله تعالى حاجتك. من فعل ذلك فانه تصان نفسه وماله وأهله وولده
ودينه ودنياه إلى مثلها في السنة القابلة، وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة
(2).
(1) كتاب الاقبال: 621 - 622. (2) كتاب
الاقبال ص 622 - 623.
[375]
(21) * (باب) * * " (اعمال بقية هذا الشهر
ولياليه) " * * " (وما يتعلق بها) " * أقول: قد مر في باب أعمال أيام مطلق الشهر
ولياليه وأدعيتهما ما يتعلق بذلك]. 1 - قل: روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في
كتاب التعريف للمولد الشريف أن وفاة فاطمة صلوات الله عليها كانت يوم ثالث جمادى
الاخرة، فينبغي أن يكون أهل الوفاء محزونين على ما جرى عليها من المظالم الباطنة
والظاهرة وتزار بما قدمناه (1). أقول: قد أوردنا زياراتها صلوات الله عليها في كتاب
المزار. 2 - قل: ذكر محمد بن بابويه رضوان الله عليه في كتاب النبوة حديث أن الحمل
بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كان ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من
جمادى الاخرة، وإذا كان الأمر كذلك فينبغي تعظيم تلك الليلة الباهرة، وإحياؤها
بالعبادات الباطنة والظاهرة (2). 3 - قل: قال: شيخنا المفيد - ره - في حدائق
الرياض: يوم العشرين من جمادى الاخرة كان مولد السيدة الزهراء سنة اثنتين من
المبعث، وهو يوم شريف يتجدد فيه سرور المؤمنين ويستحب صيامه والتطوع فيه بالخيرات
والصدقة على أهل الايمان قال السيد - ره - يستحب زيارتها في هذا اليوم (3). أقول:
أوردنا زيارتها في كتاب المزار صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وذريتها
الابرار.
(1 - 3) كتاب الاقبال ص 623. [*]
[376]
أبواب * " (ما يتعلق بشهر رجب المرجب من
الصلوات) " * * " (والادعية والاعمال وما شاكلها) " * واعلم أنا أوردنا كثيرا مما
يناسب هذه الأبواب في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء والصيام والمزار وغيرها فليراجع
إليها. (22) * (باب) * * " (الاعمال المتعلقة بأول يوم من هذا الشهر " * * " (واول
ليلة منه زائدا على ما يأتي) * اقول: قد سبق عمل أول كل شهر في الباب الأول من
أبواب هذا الجزء فتذكر. 1 - قل: عمل أول ليلة من رجب، فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب
وجدناه في كتب الدعوات. فروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان يقول: اللهم
أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام، ربى وربك الله عزوجل. وروي أنه عليه
السلام كان إذا رأى هلال رجب قال: " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر
رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وحفظ اللسان، و غض البصر، ولا تجعل حظنا منه
الجوع والعطش. قال: ويستحب أن يقرء عند رؤية الهلال سورة الفاتحة سبع مرات فانه من
قرأها عند رؤية الهلال عافاه الله من رمد العين في ذلك الشهر. وروي أنه عليه السلام
كان إذا رأى الهلال كبر ثلاثا وهلل ثلاثا ثم قال: الحمد لله الذي أذهب شهر كذا،
وجاء بشهر كذا.
[377]
فصل: فيما نذكره من فضل الغسل في أول رجب
وأوسطه وآخره، وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليه أفضل الصلوات أنه قال: من أدرك
شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه. فصل: فيما نذكره
من حديث الملك الداعي إلى الله في كل ليلة من رجب نقلناه من كتب العبادات عن النبي
صلى الله عليه وآله أنه قال: إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكا يقال: له
الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح: طوبى للذاكرين،
طوبى للطائعين، ويقول الله تعالى: أنا جليس من جالسني، ومطيع من أطاعني، وغافر من
استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته،
ومن سئلني أعطيته ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلا بيني وبين عبادي، فمن
اعتصم به وصل إلى. فصل: فيما نذكره من الدعاء في أول ليلة من رجب بعد عشاء الاخرة.
روينا باسنادنا إلى أحمد بن محمد بن عيسى وقد زكاه النجاشي وأثنى عليه باسناده إلى
أبي جعفر عليه السلام قال: تدعو في أول ليلة من رجب بعد صلاة عشاء الاخرة بهذا
الدعاء: اللهم إنى أسئلك بأنك مليك، وأنك على كل شئ مقتدر، وأنك ما تشاء من أمر
يكون، اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلواتك عليه وآله، يا محمد يا
رسول الله إني أتوجه إلى الله ربي وربك لينجح بك طلبتي، اللهم بنبيك محمد، وبالأئمة
من أهل بيته أنجح طلبتي، ثم تسأل حاجتك. فصل: فيما نذكره من صلاة أول ليلة من رجب
والدعاء بعدها، نقلناه من كتب المختصر من كتاب المنتخب، فقال ما هذا لفظه: تصلي أول
ليلة من رجب عشر ركعات مثنى مثنى، تقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة، وقل هو
الله أحد مائة مرة، وتقول سبعين مرة. اللهم إني أستغفرك لما تبت إليك منه، ثم عدت
فيه، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثم لم أف لك به، وأستغفرك لما أردت به وجهك
الكريم وخالطه ما
[378]
ليس لك، وأستغفرك للذنوب التي قويت عليها
بنعمتك وسترك، وأستغفرك للذنوب التي بارزتك بها دون خلقك، وأستغفرك لكل ذنب أذنبت
ولكل سوء عملت، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام،
غافر الذنب وقابل التوب، استغفار من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة
ولا نشورا إلا ما شاء الله. وتقول بعد ذلك: سبحانك بما تعلم ولا أعلم وسبحانك بما
تبلغه أحكامك ولا أبلغه، وسبحانك بما أنت مستحقه ولا يبلغه الحيوان من خلقك،
وسبحانك بالتسبيح الذي يوجب عفوك ورضاك، وسبحانك بالتسبيح الذي لم تطلع عليه أحدا
من خلقك، وسبحانك بعلمك في خلقك كلهم، ولو علمتني أكثر من هذا لقلته. اللهم لا خراب
على ما عمرت، ولا فقر على ما أغنيت، ولا خوف على ما أمنت، وأنا بين يديك، وأنت عالم
بحاجتي، فاقضها يا أرحم الراحمين، اللهم يا رافع السماء في الهواء، وكابس الأرض على
الماء، ومنبت الخضرة بما لا يرى صل على محمد وعلى آل محمد، وافعل بى ما أنت أهله،
ولا تفعل بي ما أنا أهله يا أرحم الراحمين، اللهم إني عبدك وابن عبدك، ناصيتى بيدك،
ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك
أو علمته أحدا من خلقك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي.
اللهم رحمتك أرجو يا الله يا رحمن يا ذا الجلال والاكرام، اللهم خشعت الأصوات لك
وضلت الأحلام فيك، وضاقت الأشياء دونك وملأ كل شئ نورك ووجل كل شئ منك وهرب كل شئ
إليك، وتوكل كل شئ عليك، أنت الرفيع في جلالك، وأنت البهي في جمالك، وأنت العظيم في
قدرتك، وأنت الذي لا يؤدك شئ، وأنت العلي العظيم، يا غافر زلتي، يا قاضي حاجتي ويا
مفرج كربتي، ويا ولي نعمتي، أعطني مسئلتي لا إله إلا أنت، أصبحت وأمسيت على عهدك و
[379]
وعدك ما استطعت أعوذ بك من سيئات أعمالي،
وأستغفرك من الذنوب التي لا يغفرها غيرك، فاغفر لي وارحمني برحمتك يا أرحم
الراحمين، يا من هو في علوه دان وفي دنوه عال، وفي إشراقه منير، وفي سلطانه عزيز،
ائتني برزق من عندك لا تجعل لأحد علي فيه منة، ولا لك في الاخرة على تبعة إنك أرحم
الراحمين. اللهم إني أعوذ بك من الحرق والشرق والهدم والردم، وأن اقتل في سبيلك
مدبرا أو أموت لديغا، اللهم إني أسئلك بأنك ملك، وأنك على كل شئ مقتدر وما تشاء من
أمر يكون أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تفرج عني وتكشف ضري وتبلغني امنيتي،
وتسهل لي محبتي، وتيسر لي إرادتي، وتوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا وتجمع لي خير
الدنيا والاخرة برحمتك يا أرحم الراحمين. وتقول بعد ذلك وفي كل ليلة من ليالي رجب:
لا إله إلا الله ألف مرة. فصل: فيما نذكره من صلاة اخرى في أول ليلة من رجب وثوابها
وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي عليه أفضل الصلوات، قال عليه السلام: ما
من مؤمن ولا مؤمنة صلى في أول ليلة من رجب ثلاثين ركعة يقرء في كل ركعة الحمد مرة
وقل يا أيها الكافرون مرة، وقل هو الله أحد ثلاث مرات إلا غفر الله له كل ذنب صغير
وكبير، وكتبه الله من المصلين إلى السنة المقبلة، وبرئ من النفاق. فصل: في صلاة
اخرى في أول ليلة من رجب، ورأيت في كتاب روضة العابدين المقدم ذكره صلاة في أول
ليلة من رجب، ذكر لها فضلا نذكر شرحها قال: عن النبي صلى الله عليه وآله: من صلى
المغرب أول ليلة من رجب ثم يصلي بعدها عشرين ركعة، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب
وقل هو الله أحد مرة، ويسلم بعد كل ركعتين قال رسول الله صلى الله عليه: أتدرون ما
ثوابه ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فان الروح الأمين علمني ذلك، وحسر رسول الله
صلى الله عليه وآله عن ذراعيه وقال: حفظ والله في نفسه وأهله وماله وولده، وأجير من
عذاب القبر، وجاز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب. فصل: في صلاة اخرى في أول
ليلة من رجب رأيناها في كتاب روضة
[380]
العابدين المذكور عن النبي صلى الله عليه
وآله يقول: من صلى ركعتين في أول ليلة من رجب بعد العشاء يقرء في أول ركعة فاتحة
الكتاب، وألم نشرح مرة، وقل هو الله أحد ثلاث مرات وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب
وألم نشرح وقل هو الله أحد و - المعوذتين ثم يتشهد ويسلم ثم يهلل الله تعالى ثلاثين
مرة، ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين مرة فانه يغفر له ما سلف من ذنوبه،
ويخرجه من الخطايا كيوم ولدته امه. فصل: فيما نذكره من صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب
رواها عبد الرحمن ابن محمد بن علي الحلواني في كتاب التحفة قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: من صلى في رجب ستين ركعة في كل ليلة منه ركعتين يقرء في كل ركعة منهما
فاتحة الكتاب مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مرة فإذا سلم
منهما رفع يديه وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي
ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، وإليه المصير، ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلى العظيم، اللهم صل على محمد وآل محمد النبي الامي وآله و يمسح
بيديه وجهه، فان الله سبحانه يستجيب الدعاء ويعطي ثواب ستين حجة و ستين عمرة. أقول:
وجدت في بعض كتب عمل رجب صلاة في أول ليلة من الشهر فرأيت أن ذكرها في أول ليلة
أليق بها لأنها ليلة تحيى بالعبادات فيحتاج إلى زيادة الطاعات، ولأن الانسان ما
يدري إذا أخر هذه الصلاة عن أول ليلة هل يتمكن منها في غيرها أم لا، وهذه الصلاة
تروى عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صلى ليلة
من ليالي رجب عشر ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وقل هو
الله أحد ثلاث مرات، غفر الله تبارك وتعالى له كل ذنب عمل وسلف من ذنوبه، وكتب الله
تبارك وتعالى له بكل ركعة عبادة ستين سنة، وأعطاه الله تعالى بكل سورة قصرا من
لؤلؤة في الجنة، وكتب الله تعالى له من الأجر كمن صام وصلى وحج واعتمر وجاهد في تلك
السنة
[381]
وكتب الله تعالى له إلى السنة القابلة في
كل يوم حجة وعمرة، ولا يخرج من صلاته حتى يغفر الله له، فإذا فرغ من صلاته ناداه
ملك من تحت العرش استأنف العمل يا ولي الله فقد أعتقك الله تعالى من النار، وكتبه
الله تعالى من المصلين تلك السنة كلها، وإن مات فيما بين ذلك مات شهيدا، واستجاب
الله تعالى دعاءه، وقضى حوائجه، وأعطى كتابه بيمينه، وبيض وجهه، وجعل بينه وبين
النار سبع خنادق. ذكر صلاة اخرى في ليلة من رجب عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
من قرء في - ليلة من شهر رجب قل هو الله أحد مائة مرة في ركعتين فكأنما صام مائة
سنة في - سبيل الله، وأعطاه الله مائة قصر في جوار نبي من الأنبياء عليهم السلام
(1). 2 - قل: روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسى ره في عمل أول ليلة من رجب
فيما رواه عن علي بن حديد قال: كان أبو الحسن الأول عليه السلام يقول وهو ساجد بعد
فراغه من صلاة الليل: لك المحمدة إن أطعتك ولك الحجة إن عصيتك لا صنع لي ولا لغيري
في - إحسان إلا بك يا كائن قبل كل شئ، ويا كائن بعد كل شئ (2) إنك على كل شئ قدير،
اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت، ومن شر المرجع في القبور ومن الندامة يوم
الازفة فأسألك أن تصلي على محمد وآله وأن تجعل عيشي عيشة نقية وميتتي ميتة سوية
ومنقلبي منقلبا كريما غير مخز ولا فاضح، اللهم صل على محمد وآله الأئمة ينابيع
الحكمة، واولى النعمة، ومعادن العصمة، واعصمني بهم من كل سوء، ولا تأخذني على غرة
ولا غفلة ولا تجعل عواقب أعمالي حسرة و ارض عني فان مغفرتك للظالمين وأنا من
الظالمين، اللهم اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك فانك الوسيع رحمته البديع
حكمته وأعطني السعة والدعة والأمن والصحة والبخوع والشكر والمعافاة والتقوى والصبر
والصدق عليك وعلى أوليائك، واليسر والشكر، واعمم بذلك يا رب أهلى وولدي وإخواني
(1) كتاب الاقبال: 627 - 630. (2) ويا
مكون كل شئ خ.
[382]
فيك، ومن أحببت وأحبني وولدت وولدني من
المسلمين والمؤمنين يا رب العالمين. فصل: فيما نذكره مما يعمل بعد ركعة الوتر من
نافلة الليل من رجب رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي - رحمه الله - في عمل
أول ليلة من رجب أيضا فيما رواه عن ابن أشيم قال: فصل الوتر ثلاث ركعات فإذا سلمت
قلت وأنت جالس: الحمد لله الذي لا تنفد خزائنه، ولا يخاف آمنه، رب ارتكبت المعاصي
فذلك ثقة بكرمك أنك تقبل التوبة عن عبادك، وتعفو عن سيئاتهم وتغفر الزلل فانك مجيب
لداعيك ومنه قريب فأنا تائب إليك من الخطايا وراغب إليك في توفير حظي من العطايا،
يا خالق البرايا، يا منقذي من كل شديد يا مجيري من كل محذور وفر على السرور، واكفني
شر عواقب الامور، فانك الله، على نعمائك وجزيل عطائك مشكور ولكل خير مذخور. قال جدي
أبو جعفر الطوسي - رحمه الله -: روى ابن عياش عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري عن
أبيه عن أبي موسى عن سيدنا أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام أنه كان يدعو في
هذه الساعة به، وادع بهذا فانه خرج عن العسكري عليه السلام في قول ابن عياش: يا نور
النور، يا مدبر الامور، يا مجري البحور، يا باعث من في القبور، يا كهفي حين تعييني
المذاهب، وكنزي حين تعجزني المكاسب، ومونسي حين تجفوني الأباعد، وتملني الأقارب
ومنزهي بمجالسة أوليائه ومرافقة أحبائه في رياضه وساقي بموانسته من نمير حياضه،
ورافعي بمجاورته من ورطة الذنوب إلى ربوة التقريب، ومبدلي بولايته عزة العطايا من
ذلة الخطايا، أسألك يا مولاي بالفجر والليالي العشر والشفع والوتر، والليل إذا يسر
وبما جرى به قلم الأقلام بغير كف ولا إبهام، وبأسمائك العظام، بحججك على جميع
الأنام عليهم منك أفضل السلام، وبما استحفظتهم من أسمائك الكرام أن تصلي عليهم
وترحمنا في
[383]
شهرنا هذا وما بعده من الشهور والأيام وأن
تبلغنا شهر الصيام في عامنا هذا وفي كل عام، يا ذا الجلال والاكرام، والمنن الجسام،
وعلى محمد وآله منا أفضل السلام (1). 3 - قل: من كتاب المختصر من المنتخب تقول في
أول يوم من رجب: اللهم إني أسئلك يا الله يا الله يا الله، أنت الله القديم الأزلي
الملك العظيم أنت الله الحي القيوم المولى السميع البصير، يا من العز والجلال
والكبرياء والعظمة والقوة والعلم والقدرة والنور والروح والمشية والحنان والرحمة
والملك لربوبيته، نورك أشرق له كل نور، وخمد له كل نار، وانحصر له كل الظلمات أسألك
باسمك الذي اشتققته [من قدمك وأزلك ونورك، وبالاسم الأعظم الذي اشتققته] من كبريائك
وجبروتك وعظمتك وعزك وبجودك الذي اشتققته من رحمتك، وبرحمتك التي اشتققتها من رأفتك
وبرأفتك التي اشتققتها من جودك، وبجودك الذي اشتققته من غيبك وبغيبك وإحاطتك وقيامك
ودوامك وقدمك، وأسألك بجميع أسمائك الحسنى لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد
الحي الاول الاخر الظاهر الباطن ولك كل اسم عظيم، وكل نور وغيب وعلم ومعلوم وملك
وشأن، وبلا إله إلا أنت تقدست وتعاليت علوا كبيرا. اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك
طاهر مطهر طيب مبارك مقدس أنزلته في كتبك وأجريته في الذكر عندك، وتسميت به لمن شئت
من خلقك أو سألك به أحد من ملائكتك وأنبيائك ورسلك بخير تعطيه فأعطيته أو شر تصرفه
فصرفته، ينبغي أن أسألك به فأسألك يا ربي أن تنصرني على أعدائي وتغلب ذكري على
نسياني اللهم اجعل لعقلي على هواى سلطانا مبينا، واقرن اختياري بالتوفيق واجعل
صاحبي التقوى، وأوزعني شكرك على مواهبك، واهدني اللهم بهداك إلى سبيلك المقيم
وصراطك المستقيم، ولا تملك زمامي الشهوات فتحملني على طريق المخذولين وحل بيني وبين
المنكرات، واجعل لي علما نافعا، وأغرس في قلبي حب المعروف
(1) كتاب الاقبال ص 632 - 633.
[384]
ولا تأخذني بغتة وتب علي إنك أنت التواب
الرحيم، وعرفني بركة هذا الشهر ويمنه، وارزقني خيره واصرف عني شره، وقنى المحذور
فيه، وأعنى على ما احبه من القيام بحقه، ومعرفة فضله، واجعلني فيه من الفائزين يا
أرحم الراحمين. اللهم إني أسئلك باسمك المتعال الجليل العظيم، وباسمك الواحد الصمد
وباسمك العزيز الأعلى، وبأسمائك الحسنى كلها، يا من خشعت له الأصوات وخضعت له
الرقاب وذلت له الأعناق، ووجلت منه القلوب، ودان له كل شئ، وقامت به السموات
والأرض، أشهد أنك لا تدركك الأبصار، وأنت اللطيف الخبير، يا رب جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين والكروبيين والكرام الكاتبين وجميع الملائكة
المسبحين بحمدك، ورب آدم وشيث و إدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق
ولوط ويعقوب ويوسف والأسباط وأيوب وموسى وهارون وشعيب وداود وسليمان وأرميا، وعزير
وحرقيا وشعيا وإلياس ويونس واليسع وذي الكفل وزكريا ويحيى وعيسى وجرجيس ومحمد صلى
الله عليهم أجمعين وعلى ملائكة الله المقربين والكرام الكاتبين وجميع الاملاك
المسبحين وسلم تسليما كثيرا. أنت ربنا الأول الاخر الظاهر الباطن الذي خلقت السموات
والأرضين ثم استويت على العرش المجيد، بأسمائك الحسنى تبدئ وتعيد، وتغشى الليل
النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم والفلك والدهور والخلق مسخرون بأمرك
تباركت وتعاليت يا رب العالمين لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض
ذو الجلال والاكرام لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات
ربي ولو جئنا بمثله مددا. تعلم مثاقيل الجبال ومكائيل البحار وعدد الرمال، وقطر
الأمطار، و ورق الأشجار، ونجوم السماء، وما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، لا
يواري منك سماء سماء ولا أرض أرضا ولا بحر متطابق ولا ما بين سد الرتوق ولا ما في
[385]
القرار من الهباء المبثوث أسألك باسمك
المخزون المكنون النور المنير الحق المبين الذي هو نور من نور ونور على نور ونور
فوق كل نور ونور مع كل نور وله، كل نور منك يا رب النور وإليك يرجع النور وبنورك
الذي تضئ به كل ظلمة، وتبطل به كيد كل شيطان مريد، وتذل به كل جبار عنيد، ولا يقوم
له شئ من خلقك ويتصدع لعظمته البر والبحر، وتستقل الملائكة حين يتكلم، وترعد من
خشيته حملة العرش العظيم إلى تخوم الأرضين السابعة، الذي انفلقت به البحار، وجرت به
الأنهار، وتفجرت به العيون، وسارت به النجوم، واركم به السحاب، واجري واعتدل به
الضباب، وهالت به الرمال، ورست به الجبال واستقرت به الأرضون، ونزل به القطر وخرج
به الحب، وتفرقت به جبلات الخلق، وخفقت به الرياح، وانتشرت وتنسفت به الأرواح. يا
الله أنت المتسمى بالالهية، باسمك الكبير الأكبر العظيم الأعظم الذي عنت له الوجوه،
يا ذا الطول والالاء لا إله إلا أنت يا قريب أنت الغالب على كل شئ أسألك اللهم
بجميع أسمائك كلها ما علمت منها وما لم أعلم وبكل اسم هو لك أن تصلي على محمد وعلى
آل محمد وأن تكفيني أمر أعدائي وتبلغني مناى يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت ورحمت وباركت وترحمت على
إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والرفعة
والفضيلة على خلقك، واجعل في المصطفين تحياته، وفي العليين درجته، وفي المقربين
منزلته، اللهم صل على جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك اللهم اغفر للمؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وألف بين قلوبنا وقلوبهم على
الخيرات، اللهم اجز محمدا صلى الله عليه وآله أفضل ما جزيت نبيا عن امته كما تلا
آياتك وبلغ ما أرسلته به ونصح لامته وعبدك حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله
الطيبين. ثم تقرء تبارك الله رب العالمين * تبارك الله أحسن الخالقين * تبارك الذي
نزل
[386]
الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ
فقدره تقديرا * تبارك الذي جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك
قصورا * تبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه
ترجعون * تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام * تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ
قدير * الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور * تبارك
الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وتقول: أعوذ بكلمات الله
كلها التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر إبليس وجنوده ومن شكر كل شيطان وسلطان
وساحر وكاهن ومن شر كل ذي شر، اللهم إني أستودعك نفسي وديني وسمعي وبصرى وجسدي
وجميع جوارحي وأهلي ومالي وأولادي وجميع من يعنيني أمره وخواتيم عملي وسائر ما
ملكتني وخولتني ورزقتني وأنعمت به علي وجميع المؤمنين والمؤمنات يا خير مستودع ويا
خير حافظ ويا أرحم الراحمين. اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي
لا إله إلا هو رب العرش العظيم أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تفرج عني يا رب
السموات والأرضين ومن فيهن ومجري البحار ورازق من فيهن وفاطر السموات وأطباقها
ومسخر السحاب ومجرى الفلك وجاعل الشمس ضياء والقمر نورا وخالق آدم عليه السلام
ومنشئ الأنبياء عليهم السلام من ذريته ومعلم إدريس عدد النجوم والحساب والسنين
والشهور وأوقات الأزمان، ومكلم موسى وجاعل عصاه ثعبانا ومنزل التوراة في الألواح
على موسى عليه السلام ومجرى الفلك لنوح وفادي إسماعيل من الذبح والمبتلى يعقوب بفقد
يوسف وراد يوسف عليه بعد أن ابيضت عيناه من البكاء فتفرج قلبه من الحزن و الشجى،
ورازق زكريا على الكبر بعد اليأس ومخرج الناقة لصالح ومرسل الصيحة على مكيدي هود،
وكاشف البلاء عن أيوب، ومنجي لوط من القوم الفاحشين وواهب الحكمة للقمان، وملقي
الروح القدس بكلماته على مريم، وخلقك
[387]
منها عيسى عبدك عليه السلام والمنتقم من
قتلة يحيى بن زكريا عليهما السلام وأسألك برفعك عيسى إلى سمائك وبابقائك له إلى أن
تنتقم له من أعدائك. ويا مرسل محمد صلى الله عليه وآله خاتم أنبيائك إلى أشر عبادك
بشرائعك الحسنة، ودينك القيم، وملة إبراهيم خليلك عليه السلام وإظهار دينه وإعلائك
كلمته يا ذا الجلال و - الاكرام، يامن لا تأخذه سنة ولا نوم يا أحد يا صمد يا عزيز
يا قادر يا قاهر يا ذا القوة والسلطان والجبروت والكبرياء، يا علي يا قدير يا قريب
يا مجيب يا حليم يا معيد يا متدانى يا بعيد يا رؤف يا رحيم يا كريم يا غفور يا ذا
الصفح يا مغيث يا مطعم يا شافي يا كافي يا كاسي يا معافي يا شافي الضر يا عليم يا
حكيم يا ودود يا غفور يا رحيم يا رحمن الدنيا والاخرة يا ذا المعارج يا ذا القدس يا
خالق يا عليم يا مفرج يا أواب يا ذا الطول يا خبير يا من خلق ولم يخلق يا من لم يلد
ولم يولد يا من بان من الأشياء وبانت الأشياء منه بقهره لها وخضوعها له، يا من خلق
البحار وأجرى الأنهار وأنبتت الأشجار، وأخرج منها النار، ومن يابس الأرضين النبات و
- الأعناب وسائر الثمار. يا فالق البحر لعبده موسى عليه السلام ومكلمه، ومغرق فرعون
وحزبه ومهلك نمرود وأشياعه، وملين الحديد لخليفته داود عليه السلام ومسخر الجبال
معه يسبحن بالغدو والاصال، ومسخر الطير والهوام والرياح والجن والانس لعبدك سليمان
عليه السلام، وأسألك بالاسم الذي اهتز له عرشك وفرحت به ملائكتك، فلا إله إلا أنت
خالق النسمة وبارئ النوى وفالق الحبة، وباسمك العزيز الجليل الكبير المتعال، وباسمك
الذي ينفخ به عبدك وملكك إسرافيل عليه السلام في الصور فيقوم أهل القبور سراعا إلى
المحشر ينسلون، [وباسمك الذي رفعت به السموات من غير عماد وجعلت به للأرضين أوتادا]
وباسمك الذي سطحت به الأرضين فوق الماء المحبوس وباسمك الذي حبست به ذلك الماء،
وباسمك الذي حملت به الأرضين من اخترته لحملها وجعلت له من القوة ما استعان به على
حملها، وباسمك الذي تجري به الشمس والقمر وباسمك الذي سلخت به النهار من الليل
وباسمك الذي إذا دعيت به أنزلت
[388]
أرزاق العباد وجميع خلقك وأرضك وبحارك
وسكان البحار والهوام والجن والإنس وكل دابة أنت آخذ بناصيتها، وبأنك على كل شئ
قدير. وباسمك الذي جعلت لجعفر عليه السلام جناحا يطير به مع الملائكة، وباسمك الذي
دعاك به يونس في بطن الحوت فأخرجته منه، وباسمك الذي أنبت به عليه شجرة من يقطين
فاستجبت له وكشفت عنه ما كان فيه من ضيق بطن الحوت أسألك أن تصلي على محمد عبدك
ورسولك وعلى آله الطيبين، وأن تفرج عني غمي و تكشف ضري وتستنقذني من ورطتي، وتخلصني
من محنتي، وتقضي عني ديني وتؤدي عني أمانتي، وتكبت عدوي، ولا تشمت بي حسادي، ولا
تبتليني بما لا طاقة لي به، وأن تبلغني امنيتي وتسهل لي محبتي وتيسر لي إرادتي،
وتوصلني إلى بغيتي، وتجمع لي خير الدارين، وتحرسني وكل من يعنيني أمره بعينك التي
لا تنام في الليل والنهار، يا ذا الجلال والاكرام والأسماء العظام. اللهم يا رب أنا
عبدك وابن عبدك، وابن أمتك ومن أولياء أهل بيت نبيك صلى الله عليه وعليهم الذين
باركت عليهم ورحمتهم وصليت عليهم كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد
مجيد ولمجدك وطولك أسألك يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه
يا رباه يا رباه يا رباه بحق محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وبحقك على نفسك
إلا خصمت أعدائي وحسادي و خذلتهم وانتقمت لي منهم، وأظهرتني عليهم وكفيتني أمرهم،
ونصرتني عليهم و حرستني منهم، ووسعت علي في رزقي وبلغتني غاية أملي إنك سميع مجيب
(1).
(1) كتاب الاقبال: 638 - 643.
[389]
23 - * " (باب) " " (أعمال مطلق أيام شهر
رجب ولياليها وأدعيتها) " أقول: قد مر ما يناسب هذا الباب في أبواب كتاب الصيام
فتذكر. 1 - قل: من الدعوات في كل يوم من رجب، ما رويناها عن جماعة ونذكرها باسناد
محمد بن علي الطرازي من كتابه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عباس ره قال: حدثنا أحمد
بن محمد بن سهل المعروف بابن أبي الغريب الضبي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور
قال: حدثني محمد بن الحسين الصايغ عن محمد بن الحسين الزاهدي من ولد زاهر مولى عمرو
بن الحمق وزاهر الشهيد بالطف عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي معشر، عن أبي عبد الله
عليه السلام أنه كان إذا دخل رجب يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من أيامه: خاب
الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون إلا لك، وضاع الملمون إلا بك، وأجدب المنتجعون
إلا من انتجع فضلك، بابك مفتوح للراغبين، و خيرك مبذول للطالبين، وفضلك مباح
للسائلين، ونيلك متاح للاملين، ورزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن ناواك، عادتك
الاحسان إلى المسيئين وسبيلك الإبقاء على المعتدين، اللهم فاهدني هدى المهتدين،
وارزقني اجتهاد المجتهدين، ولا تجعلني من الغافلين المبعدين، واغفر لي يوم الدين.
ومن الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا في كتابه فقال أبو الفرج محمد بن
موسى القزويني الكاتب ره قال: أخبرني أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان عن
أبيه، عن جده محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند مولاي أبي - عبد الله
عليه السلام إذ دخل علينا المعلى بن خنيس في رجب فتذاكروا الدعاء فيه فقال المعلى:
يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها فقال: قل يا معلى:
[390]
اللهم إني أسئلك صبر الشاكرين لك، وعمل
الخائفين منك، ويقين العابدين لك، اللهم أنت العلي العظيم، وأنا عبدك البائس
الفقير، وأنت الغني الحميد، و أنا العبد الذليل، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد،
وامنن بغناك على فقري، وبحلمك على جهلي، وبقوتك على ضعفي يا قوي يا عزيز، اللهم صل
على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين، واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والاخرة يا
أرحم الراحمين. ثم قال: يا معلى والله لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن إبراهيم
الخليل إلى محمد صلى الله عليه وآله. ومن الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي
أيضا فقال: دعاء علمه أبو عبد الله عليه السلام محمد السجاد وهو محمد بن ذكوان يعرف
بالسجاد قالوا: سجد و بكى في سجوده حتى عمي روى أبو الحسن علي بن محمد البرسي - رضي
الله عنه - قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن شيبان قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي
العباسي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمران البرقي عن محمد بن علي الهمداني،
قال: أخبرني محمد بن سنان عن محمد السجاد في حديث طويل قال: قلت لأبي عبد الله عليه
السلام: جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به، قال: فقال لي أبو عبد
الله عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وقل في كل يوم من رجب صباحا ومساء
وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك. يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من
يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطى من لم يسأله ومن لم يعرفه
تحننا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الاخرة، واصرف عني
بمسئلتي إياك جميع شر الدنيا وشر الاخرة، فانه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك
يا كريم. قال: ثم مد أبو عبد الله عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا
الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ثم قال بعد ذلك: " يا ذا الجلال والاكرام [يا ذا
النعماء والجود]
[391]
يا ذا المن والطول، حرم شيبتي على النار "
وفي حديث آخر ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا. ومن
الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي - رحمه الله -
وهو مما ذكره في المصباح بغير إسناد ووجدته في أواخر كتاب معالم الدين مرويا عن
مولانا الامام الحجة المهدي صلوات الله وسلامه عليه و على آبائه الطاهرين، وفي هذه
الرواية زيادة واختلاف في كلمات فقال ما هذا لفظه: ذكر محمد بن أبي الرواد الرواسي
أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال: قال: مل
بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك، وقد صلى به أمير المؤمنين عليه السلام ووطئه
الحجج بأقدامهم فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها
بالظلال، ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال، وذكر الدعاء الذي يأتي
ذكره، ثم قام إلى راحلته وركبها، فقال لي أبو جعفر الدهان: ألا نقوم إليه فنسأله من
هو ؟ فقمنا إليه فقلنا له: ناشدناك الله من أنت ؟ فقال: ناشدتكما الله من ترياني ؟
فقال ابن جعفر الدهان: نظنك الخضر فقال: وأنت أيضا، فقلت: أظنك إياه، فقال: والله
إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته، انصرفا فانا إمام زمانكما، وهذا لفظة دعائه عليه
السلام. اللهم يا ذا المنن السابغة، والالاء الوازعة، والرحمة الواسعة، والقدرة
الجامعة، والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة، والأيادي الجميلة، والعطايا الجزيلة، يا
من لا ينعت بتمثيل، ولا يمثل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق،
وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصور فأتقن، واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطى
فأجزل، ومنح فأفضل، يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار، ودنا في اللطف فجاز
هواجس الأفكار، يا من توحد بالملك فلاند له في ملكوت سلطانه، وتفرد بالكبرياء
والالاء، فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف
الأوهام، وانحسرت
[392]
دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا
من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته، ووجلت القلوب من خيفته، أسألك بهذه
المدحة التي لا تنبغي إلا لك، وبما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين، وبما ضمنت
الاجابة فيه على نفسك للداعين، يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا أنظر
الناظرين، و يا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أرحم الراحمين صل على محمد
خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين الأخيار، وأن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما
قسمت، وأن تحتم لي في قضائك خير ما حتمت، وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت وأحيني ما
أحييتني موفورا، وأمتني مسرورا ومغفورا، وتول أنت نجاتي من مسألة البرزخ، وادرء عني
منكرا ونكيرا، وأرعني مبشرا وبشيرا، واجعل لي إلى رضوانك وجنانك مصيرا وعيشا قريرا
وملكا كبيرا، وصلى الله على محمد وآله بكرة وأصيلا يا أرحم الراحمين يا أرحم
الراحمين. ثم تقول: اللهم إني أسئلك بعقد عزك على أركان عرشك، ومنتهى رحمتك من
كتابك، واسمك الأعظم الأعظم، وذكرك الأعلى الأعلى، وكلماتك التامات كلها أن تصلي
على محمد وآله وأسألك ما كان أوفى بعهدك، وأقضى لحقك وأرضى لنفسك، وخيرا لي في
المعاد عندك، والمعاد إليك أن تعطيني جميع ما احب وتصرف عني جميع ما أكره إنك على
كل شئ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين. وجدنا هذا الدعاء وهذه الزيادة فيه مرويا عن
مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. ومن الدعوات في كل يوم من رجب ما
رويناه أيضا عن جدي أبي جعفر الطوسي فقال: أخبرني جماعة عن ابن عياش قال: مما خرج
على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد - ره - من الناحية المقدسة ما
حدثني به خير بن عبد الله قال: كتبته من التوقيع الخارج إليه: بسم الله الرحمن
الرحيم ادع في كل يوم من أيام من رجب:
[393]
اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به
ولاة أمرك، المأمونون على سرك المستسرون بأمرك، الواصفون لقدرتك، المعلنون لعظمتك،
أسألك بما نطق فيهم من مشيتك، فجعلتهم معادن لكلماتك، وأركانا لتوحيدك، وآياتك و
ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها إلا
أنهم عبادك وخلقك، فتقها ورتقها بيدك، بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهاد، ومناة
وأزواد وحفظة ورواد، فبهم ملات سماءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت، فبذلك أسألك
وبمواقع العز من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلي على محمد وآله وأن تزيدني إيمانا
وتثبيتا، يا باطنا في ظهوره، ويا ظاهرا في بطونه ومكنونه، يا مفرقا بين النور
والديجور، يا موصوفا بغير كنه، و معروفا بغير شبه، حاد كل محدود، وشاهد كل مشهود،
وموجد كل موجود، ومحصي كل معدود، وفاقد كل مفقود، ليس دونك من معبود، أهل الكبرياء
والجود، يا من لا يكيف بكيف، ولا يأين بأين، يا محتجبا عن كل عين يا ديموم يا قيوم،
وعالم كل معلوم، صل على عبادك المنتجبين، وبشرك المحتجبين وملائكتك المقربين، وبهم
الصافين الحافين (1) وبارك لنا في شهرنا هذا المرجب المكرم وما بعده من أشهر الحرم،
وأسبغ علينا فيه النعم وأجزل لنا فيه القسم وأبرر لنا فيه القسم باسمك الأعظم الأجل
الأكرم الذي وضعته على النهار فأضاء وعلى الليل فأظلم، واغفر لنا ما تعلم منا ولا
نعلم، واعصمنا من الذنوب خير العصم واكفنا كوافي قدرك، وامنن علينا بحسن نظرك، ولا
تكلنا إلى غيرك، ولا تمنعنا من خيرك، وبارك لنا فيما كتبته لنا من أعمارنا، وأصلح
لنا خبيئة أسرارنا وأعطنا منك الأمان واستعملنا بحسن الايمان، وبلغنا شهر الصيام،
وما بعده من الأيام والأعوام، يا ذا الجلال والاكرام. ومن الدعوات كل يوم من رجب ما
رويناه أيضا عن جدي أبي جعفر الطوسي
(1) البهم كصرد: الذى أقام بالمكان لا
يبرح منه، يقال: بهموا بالمكان: أقاموا به ولم يبرحوه، كذا نقل عن التاج.
[394]
قدس الله روحه فقال قال ابن عياش: وخرج
إلى أهلي على يدي الشيخ أبي القاسم رضي الله عنه في مقامه عندهم هذا الدعاء في أيام
رجب: اللهم إني أسئلك بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد
المنتجب، وأتقرب بهما إليك خير القرب، يا من إليه المعروف طلب، وفيما لديه رغب،
أسالك سؤال مقترف مذنب قد أوبقته ذنوبه، وأوثقته عيوبه، فطال على الخطايا دؤوبه،
ومن الرزايا خطوبه، يسألك التوبة، وحسن الأوبة، والنزوع عن الحوبة، ومن النار فكاك
رقبته، والعفو عما في ربقته، فأنت يا مولاي أعظم أمله و ثقته، اللهم وأسألك بمسائك
الشريفة، ورسائلك المنيفة، أن تتغمدني في هذا الشهر برحمة منك واسعة، ونعمة وازعة،
ونفس بما رزقتها قانعة إلى نزول الحافرة، ومحل الاخرة، وماهي إليها صائرة (1). (24)
* " (باب) " * * " (أعمال كل يوم يوم من ايام شهر رجب) " * * " (وكل ليلة ليلة منه،
وما يناسب ذلك) " * * " (زايدا على ما في الابواب السابقة والاتية) " * أقول: قد
مضى ما يلائم هذا الباب في كتاب الصلاة والدعاء والصيام (2) و غيرها فتذكر.
(1) كتاب الاقبال: 643 - 674. (2) راجع ج
97 باب فضائل شهر رجب وصيامه، وهكذا راجع كتاب الاقبال ص 648 وما بعده.
[395]
25. * (" باب ") * * " (عمل خصوص ليلة
الرغائب زائدا على اعمال) " * * " (مطلق ليالى شهر رجب) " * 1 - أقول: قد روى
العلامة - ره - في إجازته الكبيرة عن الحسن بن الدربي، عن الحاج صالح مسعود بن محمد
وأبي الفضل الرازي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قرأها عليه في
محرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة عن الشيخ علي بن عبد الجليل الرازي عن شرف الدين
الحسن بن علي، عن سديد الدين علي بن الحسن عن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، عن
الحسين بن علي، عن الحاج مسموسم عن أبى الفتح نورخان عبد الواحد الاصفهاني، عن عبد
الواحد بن راشد الشيرازي، عن أبي الحسن الهمداني عن علي بن محمد بن سعيد البصري، عن
أبيه، عن خلف بن عبد الله الصنعاني، عن حميد الطوسي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: ما معنى قولك: رجب شهر الله ؟ قال: أنه مخصوص بالمغفرة،
فيه تحقن الدماء، وفيه تاب الله على أوليائه وفيه أنقدهم من نزاعه ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من صامه كله استوجب على الله ثلاثة أشياء: مغفرة لجميع ما سلف
من ذنوبه، وعصمة فيما يبقى من عمره، وأمانا من العطش يوم الفزع الأكبر. فقام شيخ
ضعيف فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني عاجز عن صيامه كله فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: صم أول يوم منه، فان الحسنة بعشر أمثالها وأوسط يوم منه وآخر
يوم منه، فانك تعطى ثواب صيامه كله، ولكن لا تغفلوا عن ليلة أول خميس منه، فانها
ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك أنه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في
السموات والأرض إلا، ويجتمعون في الكعبة وحواليها ويطلع الله عليهم اطلاعة فيقول
لهم: يا ملائكتي اسئلوني ما شئتم فيقولون: ربنا حاجاتنا إليك أن تغفر
[396]
لصوام رجب، فيقول الله عزوجل قد فعلت ذلك.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس من رجب
ثم يصلي ما بين العشائين والعتمة اثنا عشر ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليم يقرء في
كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرات و قل هو الله
أحد اثنا عشر مرة، فإذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة، ويقول " اللهم صل على محمد
وعلى آله " ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك
أنت العلي الأعظم، ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها ما قال في الاولى ثم يسئل الله
حاجته في سجوده، فانها تقضى. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لا
يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كان ذنوبه مثل زبد
البحر وعدد الرمل ووزان الجبال وعدد ورق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من
أهل بيته ممن قد استوجب النار، فإذا كان أول ليلة في قبره بعث الله إليه ثواب هذه
الصلاة في أحسن صورة فيجيئه بوجه طلق ولسان ذلق فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت من
كل سوء فيقول: من أنت فوالله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاما أحسن من
كلامك، و لا شممت رائحة أطيب من رائحتك، فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي
صليتها في ليلة كذا من شهر كذا في سنة كذا، جئتك هذه الليلة لأقضي حقك واونس وحدتك،
وأرفع وحشتك، فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيمة على رأسك فابشر فلن تعدم الخير
أبدا. 2 - قل: وجدنا في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله ونقلته أنا
من بعض كتب أصحابنا رحمهم الله فقال في جملة الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله في
ذكر فضل شهر رجب ما هذا لفظه: لكن لا تغفلوا عن أول ليلة جمعة منه فانها ليلة
تسميها الملائكة ليلة الرغائب وساق الحديث إلى آخره إلا أنه قال: فإذا فرغ من صلاته
صلى علي سبعين مرة يقول: " اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آله " ثم يسجد ويقول
[397]
في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس رب
الملائكة والروح. ثم يرفع رأسه ويقول رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي
الأعظم ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الاولى ثم يسأل الله
حاجته (1). 26. * " (باب) " * * " (عمل خصوص ليلة النصف من رجب ويومها) " * * "
(زائدا على أبواب أعمال هذا الشهر) " * أقول: قد مضى أخبار هذا الباب في كتاب
الطهارة والصلاة والدعاء والصيام (2) وغيرها ويأتي في كتاب المزار أيضا. 1 - قل:
دعاء يوم النصف من رجب الموصوف بالاجابة وما فيه من صفات الانابة. اعلم أن هذا
الدعاء الذي نذكره في هذا الفصل دعاء عظيم الفضل، معروف بدعاء ام داود، وهى جدتنا
الصالحة المعروفة بام خالد البربرية ام جدنا داود ابن الحسن بن الحسن ابن مولانا
علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وكان خليفة ذلك الوقت قد خافه على
خلافته، ثم ظهر له براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي طالب الذين قبض عليهم، وسيأتي
شرح حال حبس ولدها جدنا داود، وحديث الدعاء الذي استجابه الله جل جلاله منها رضي
الله عنها، وجمع شملها به، بعد بعد العهود. فأما حديث انها ام داود جدنا وأن اسمها
ام خالد البربرية كمل الله لها مراضيه الالهية، فانه معلوم عند العلماء ومتواتر بين
الفضلاء منهم أبو نصر سهل ابن عبد الله البخاري النسابة فقال في كتاب سر أنساب
العلويين ما هذا لفظه: و أبو سليمان داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
عليه السلام امه ام ولد
(1) كتاب الاقبال ص 632. (2) راجع ج 97 ص
26 باب فضائل شهر رجب.
[398]
تدعا ام خالد البربرية. أقول: وكتب
الأنساب وغيرها من الطرق العلية قد تضمنت وصف ذلك على الوجوه المرضية، وأما حديث أن
جدتنا هذه ام داود وهى صاحبة دعاء يوم النصف من رجب فهو أيضا من الامور المعلومات
عند العارفين بالأنساب والروايات ولكنا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الأنساب في
زمانه علي بن محمد العمري تغمده الله بغفرانه فقال في الكتاب المبسوط في الأنساب ما
هذا لفظه: وولد داود ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام امه ام ولد
وكانت امرأة صالحة وإليها ينسب دعاء ام داود قال شيخ الشرف في كتاب تشجير تهذيب
الأنساب أيضا ونقلته من خطه عند ذكر جدنا داود ما هذا لفظه: لام ولد إليها ينسب
دعاء ام داود، وقال ابن ميمون النسابة الواسطي في مشجره إلى ذكر جدتنا ام داود أنها
تكنى ام خالد إليها يعزى دعاء أم داود. وأما رواية هذا دعاء يوم النصف من رجب فاننا
رويناه عن خلق كثير قد تضمن ذكر أسمائهم كتاب الاجازات فيما يخصني من الاجازات
بطرقهم المؤتلفة والمختلفة، وهو دعاء جليل مشهور بين أهل الروايات وقد صار موسما
عظيما في يوم النصف من رجب معروفا بالاجابات وتفريج الكربات، ووجدت في بعض طرق من
يرويه زيادات وسوف أذكر أكمل روايته احتياطا للظفر بفائدته. فمن الرواة من يرفعه
إلى مولانا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ومنهم من يرويه عن ام داود جدتنا رضوان
الله عليها وعليه، فمن الروايات في ذلك أن المنصور لما حبس عبد الله بن الحسن
وجماعة من آل أبي طالب وقتل ولديه محمدا وإبراهيم أخذ داود بن الحسن بن الحسن - وهو
ابن داية أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه لأن ام داود أرضعت
الصادق عليه السلام منها بلبن ولدها داود - وحمله مكبلا بالحديد. قالت ام داود:
فغاب غنى حينا بالعراق ولم أسمع له خبرا، ولم أزل أدعو و أتضرع إلى الله جل اسمه
وأسئل إخواني من أهل الديانة والجد والاجتهاد
[399]
أن يدعوا الله تعالى لي وأنا في ذلك كله
لا أرى في دعائي الاجابة، فدخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه
يوما أعوده في علة وجدها فسألته عن حاله ودعوت له فقال لي: يا ام داود ! ما فعل
داود وكنت قد أرضعته بلبنه، فقلت: يا سيدي أين داود وقد فارقني منذ مدة طويلة وهو
محبوس بالعراق فقال: وأين أنت عن دعاء الاستفتاح، وهو الدعاء الذي تفتح له أبواب
السماء، ويلقى صاحبه الاجابة من ساعته، وليس لصاحبه عند الله تعالى جزاء إلا الجنة،
فقلت له: كيف ذلك يا ابن الصادقين ؟ فقال لي يا ام داود قد دنا الشهر الحرام العظيم
شهر رجب وهو شهر مسموع فيه الدعاء شهر الله الأصم، صومي الثلاثة الأيام البيض وهو
يوم الثالث عشر والرابع عشر، والخامس عشر، واغتسلي في يوم الخامس عشر وقت الزوال و
صلي الزوال ثماني ركعات وفي إحدى الروايات وتحسنين قنوتهن وركوعهن وسجودهن ثم تصلي
الظهر وتركعين بعد الظهر ركعتين، وتقولين بعد الركعتين يا قاضي حوائج الطالبين مائة
مرة ثم تصلين بعد ذلك ثماني ركعات وفي رواية تقرئين في كل ركعة يعني من نوافل العصر
بعد الفاتحة ثلاث مرات قل هو الله أحد وسورة الكوثر مرة ثم صلي العصر ولتكن صلاتك
في ثوب نظيف واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلمك. وفي رواية وإذا فرغت من العصر
فالبسي ثيابك، واجلسي في بيت نظيف سورة على حصير نظيف، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد
يشغلك ثم استقبلي القبلة واقرئي الحمد مائة مرة وقل هو الله أحد مائة مرة وآية
الكرسي عشر مرات ثم اقرئي الأنعام وبني إسرائيل وسورة الكهف ولقمان ويس والصافات
وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان والفتح والواقعة وسورة الملك ون والقلم وإذا السماء
انشقت وما بعدها إلى آخر القرآن وإن لم تحسنى ذلك ولم تحسنى قراءته من المصحف كررت
قل هو الله أحد ألف مرة، قال شيخنا المفيد: إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة في
يوم النصف من رجب أولم تطق قراءة ذلك فلتقرء الحمد مرة وآية الكرسي
[400]
عشر مرات ثم تقرء الاخلاص ألف مرة. أقول:
ورأيت في بعض الروايات ويحتمل أن يكون ذلك لأهل الضرورات أو من يكون على سفر أو في
شئ من المهمات فيجزيه قراءة قل هو الله أحد مائة مرة، ثم قال الصادق عليه السلام في
إحدى الروايات: فإذا فرغت من ذلك وأنت مستقبل القبلة فقولي: بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله العلي العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام، الرحمن
الرحيم الحليم الكريم، الذى ليس كمثله شئ وهو السميع العليم البصير الخبير، شهد
الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و اولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز
الحكيم، وبلغت رسله الكرام، و أنا على ذلك من الشاهدين، اللهم لك الحمد ولك المجد،
ولك العز ولك القهر ولك النعمة، ولك العظمة، ولك الرحمة، ولك المهابة، ولك السلطان،
ولك البهاء، ولك الامتنان، ولك التسبيح، ولك التقديس، ولك التهليل، ولك التكبير،
ولك ما يرى، ولك ما لا يرى، ولك ما فوق السموات العلى، ولك ما تحت الثرى، ولك
الأرضون السفلى، ولك الاخرة والاولى، ولك ما ترضى به من الثناء والحمد والشكر
والنعماء. اللهم صل على جبرئيل أمينك على وحيك والقوي على أمرك، والمطاع في سمواتك،
ومحال كراماتك، الناصر لأنبيائك المدمر لأعدائك، اللهم صل على ميكائيل ملك رحمتك
والمخلوق لرأفتك والمستغفر المطاع المعين لأهل طاعتك، اللهم صل على إسرافيل حامل
عرشك وصاحب الصور المنتظر لأمرك والوجل المشفق من خيفتك، اللهم صل على عزرائيل ملك
الموت الموكل على عبيدك وإمائك المطيع في أرضك وسمائك قابض أرواح جميع خلقك، اللهم
صل على حملة العرش الطاهرين، وعلى السفرة الكرام البررة الطيبين، و على ملائكتك
الكرام الكاتبين، وعلى ملائكة الجنان وخزنة النيران، وملك الموت والأعوان يا ذا
الجلال والاكرام.
[401]
اللهم صل على أبينا آدم بديع فطرتك الذي
كرمته بسجود ملائكتك و أبحته جنتك، اللهم صل على امنا حواء المطهرة من الرجس
المصفاة من الدنس المفضلة من الانس المترددة بين محال القدس، اللهم صل على هابيل
وشيث وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط ولوط
وشعيب وأيوب وموسى وهارون ويوشع وميشا والخضر وذى القرنين، ويونس وإلياس واليسع وذي
الكفل وطالوت وداود وسليمان وزكريا وشعيا ويحيى وتورخ ومتى وإرميا وحيقوق ودانيال
وعزير وعيسى وشمعون وجرجيس والحواريين والأتباع وخالد وحنظلة ولقمان. اللهم صل على
محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما صليت ورحمت
وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل على الأوصياء والسعداء
والشهداء وأئمة الهدى، اللهم صل على الأبدال والأوتاد والسياح والعباد والمخلصين
والزهاد، وأهل الجد والاجتهاد، واخصص محمدا وأهل بيته بأفضل صلواتك، وأجزل كراماتك،
و بلغ روحه وجسده مني تحية وسلاما، وزده فضلا وشرفا وإكراما، حتى تبلغه أعلى درجات
أهل الشرف من النبيين والمرسلين والأفاضل المقربين. اللهم وصل على من سميت ومن لم
اسم من ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك وأوصل صلواتي إليهم وإلى أرواحهم واجعلهم
إخواني فيك وأعواني على دعائك اللهم إني أستشفع بك إليك، وبكرمك إلى كرمك، وبجودك
إلى جودك، وبرحمتك إلى رحمتك، وبأهل طاعتك إليك، وأسئلك اللهم بكل ما سألك به أحد
منهم من مسألة شريفة مسموعة غير مردودة، وبما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيبة. يا
الله يا رحمن يا رحيم يا حليم يا كريم يا عظيم يا جليل يا منيل يا جميل يا كفيل يا
وكيل يا مقيل يا مجير يا خبير يا منير يا مبير يا منيع يا مديل يا محيل يا كبير يا
قدير يا بصير يا شكور يا بر يا طهر يا طاهر يا قاهر يا ظاهر يا باطن يا
[402]
ساتر يا محيط يا مقتدر يا حفيظ يا مجير يا
قريب يا ودود يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا شهيد يا محسن يا مجمل يا منعم يا
مفضل يا قابض يا باسط يا هادي يا مرسل يا مرشد يا مسدد يا معطى يا مانع يا دافع يا
رافع يا باقي يا وافي يا خلاق يا وهاب يا تواب يا فتاح يا نفاع يا رؤف يا عطوف يا
كافى يا شافي يا معافي يا مكافي يا وفي يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا سلام
يا مؤمن يا أحد يا صمد يا نور يا مدبر يا فرد يا وتر يا قدوس يا ناصر يا مونس يا
باعث يا وارث يا عالم يا حاكم يا باري يا متعالى يا مصور يا مسلم يا متحبب يا قائم
يا دائم يا عليم يا حكيم يا جواد يا بارئ يا بار يا سار يا عدل يا فاضل يا ديان يا
حنان يا منان يا سميع يا بديع يا خفير يا مغير يا مغني يا ناشر يا غافر يا قديم يا
مسهل يا ميسر يا مميت يا محيي يا رافع يا رازق يا مقتدر يا مسبب يا مغيث يا مغني يا
مقني يا خالق يا واحد يا حاضر يا جابر يا حافظ يا شديد يا غياث يا عائد يا قابض.
وفي بعض الروايات: يا منيب يا مبين يا طاهر يا مجيب يا متفضل يا مستجيب يا عادل يا
بصير يا مؤمل يا مسدي يا أواب يا وافي يا راصد يا ملك يا رب يا معز يا مذل يا ماجد
يا رازق يا ولي يا فاضل يا سبحان يا من على فاستعلى، فكان بالمنظر الأعلى، يا من
قرب فدنى، وبعد فنأى، وعلم السر وأخفى، يا من إليه التدبير وله المقادير، ويا من
العسير عليه سهل يسير، يا من هو على ما يشاء قدير، يا مرسل الرياح، يا فالق
الإصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود والسماح يا راد ما قد فات يا ناشر الأموات،
يا جامع الشتات، يا رازق من يشآء كيف يشآء ويا ذاالجلال والاكرام. يا حي يا قيوم،
يا حي حين لا حي، يا حي يا محيي الموتي، يا حي لا إله إلا أنت بديع السموات والأرض
يا إلهى صل على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد كما
صليت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجبد، وارحم ذلي وفاقتي وفقري
وانفرادي ووحدتي وخضوعي بين يديك واعتمادي عليك وتضرعي إليك أدعوك دعاء الخاضع
الذليل
[403]
الخاشع الخائف المشفق البائس المهيمن
الحقير الجائع الفقير العائذ المستجير المقر بذنبه المستغفر منه المستكين لربه،
دعاء من أسلمته ثقته، ورفضته أحبته، وعظمت فجعته، دعاء حرق حزين ضعيف مهين بائس
مستكين بك مستجير. اللهم وأسئلك بأنك مليك وأنك ما تشاء من أمر يكون، وأنك على ما
تشاء قدير، وأسألك بحرمة هذا الشهر الحرام، والبلد الحرام، والبيت الحرام والركن
والمقام، والمشاعر العظام، وبحق نبيك محمد عليه وآله السلام، يا من وهب لادم شيث،
ولابراهيم إسماعيل وإسحاق، ويا من رد يوسف على يعقوب ويا من كشف بعد البلاء ضر
أيوب، يا راد موسى على امه، ويا زائد الخضر في علمه، ويا من وهب لداود سليمان،
ولزكريا يحيى، ولمريم عيسى، يا حافظ بنت شعيب، ويا كافل ولد ام موسى أسئلك أن تصلي
على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ذنوبي كلها. وتجيرني من عذابك، وتوجب لي رضوانك
وأمانك وإحسانك و غفرانك وجنانك وأسألك أن تفك عني كل حلقة بيني وبين من يؤذيني،
وتفتح لي كل باب، وتلين لي كل صعب، وتسهل لي كل عسير، وتخرس عني كل ناطق بشر، وتكف
عني كل باغ، وتكبت عني كل عدو لي وحاسد وتمنع عني كل ظالم وتكفيني كل عائق يحول
بيني وبين ولدي ويحاول أن يفرق بيني وبين طاعتك، ويثبطني عن عبادتك، يا من ألجم
الجن المتمردين، وقهر عتاة الشياطين، وأذل رقاب المتجبرين، ورد كيد المتسلطين عن
المستضعفين أسئلك بقدرتك على ما تشاء وتسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن تجعل قضاء حاجتي
فيما تشاء. ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك وقولي " اللهم لك سجدت وبك آمنت فارحم
ذلي وفاقتي واجتهادي وتضرعي ومسكنتي وفقري إليك يا رب " واجتهدي أن تسح عيناك ولو
بقدر رأس الذبابة دموعا فان ذلك علامة الاجابة. أقول: هذه سجدة إحدى الروايات، وإذا
كان موضع الاجابة وهو في محل السجود فينبغي أن يستظهر في بلوغ المقصود، بذكر ما
رأيناه أو رويناه من
[404]
اختلاف القول في سجدة هذه الدعوات، رواية
اخرى في سجدة دعاء ام داود هذا لفظها: ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك وقولي: "
اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت، فارحم ذلي وكبوتي لحر وجهي، وفقري وفاقتي "
واجتهدي في الدعاء أن تسح عيناك ولو قدر رأس الابرة فان ذلك علامة الاجابة إنشاء
الله. رواية اخرى في سجدة هذا الدعاء ما هذا لفظه: ثم اسجدي على الأرض و عفري خديك
وقولى " اللهم لك سجدت وبك آمنت فارحم ذلي وخضوعي بين يديك، وفقري وفاقتي إليك،
وارحم انفرادي وخشوعي واجتهادي بين يديك و توكلي عليك، اللهم بك أستفتح وبك أستنجح
وبمحمد عبدك ورسولك أتوجه إليك، اللهم سهل لي كل حزونة، وذلل لي كل صعوبة، وأعطني
من الخير أكثر مما أرجو وعافنى من الشر، واصرف عني السوء. ثم قولى مائة مرة: " يا
قاضي حوائج الطالبين، اقض حاجتي بلطفك يا خفي الألطاف ". قال جعفر الصادق عليه
السلام: واجتهد أن تسح عيناك ولو مقدار رأس الابرة دموعا فانه علامة إجابة هذا
الدعاء بحرقة القلب وانسكاب العبرة، واحتفظي بما علمتك. رواية اخرى في سجدة هذا
الدعاء هذا لفظها: " ثم اسجدي على الأرض و عفري خديك ثم قولى في سجودك " اللهم لك
سجدت ولك صليت وبك آمنت وعليك توكلت، وارحم ذلي وفاقتي وخضوعي وانفرادي ومسكنتي
وفقري وكبوتي لوجهك وإليك يا رب يا رب " واجتهدي أن تسح عيناك ولو بقدر رأس ذباب
دموعا فان آية الاجابة لهذا الدعاء حرقة القلب وانسكاب العبرة واحفظي ما علمتك
واحذري أن تعلميه من يدعو به الباطل، فان فيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به
أجاب، وإذا سئل به اعطى، فلو أن السموات والأرض كانتا رتقا والبحار من
[405]
دونهما كان ذلك عند الله دون حاجتك لسهل
الله تعالى الوصول إلى ذلك، ولو أن الجن والإنس أعداؤك لكفاك الله مؤنتهم وذلل
رقابهم (1). أقول: فإذا علمت ما ذكرنا من الأحتياط للعبادات والاستظهار في الروايات
والسجدات ولم يسمح عقلك بالخضوع ولا قلبك بالخشوع، ولا عينك بالدموع فاشتغل بالبكاء
على قساوة قلبك، وغفلتك عن ربك وما أحاط بك من ذنبك عن الطمع في قضاء حاجتك التي
ذكرتها في دعواتك، وبادر رحمك الله إلى معالجة دائك وتحصيل شفائك فأنت مدنف المرض
على شفا، وتب من كل ذنب، واطلب العفو ممن عودك أنك إذا طلبت العفو منه عفى. أقول:
ونحن نذكر تمام رواية ام داود رضوان الله عليهما ليعلم كيفية تفصيل إحسان الله جل
جلاله إليهما، فلا تقنع لنفسك أن تكون معاملتك لله جل جلاله و إخلاصك له واختصاصك
به والتوصل في الظفر برحمته وإجابته دون امرأة، والنساء رعايا للعقلاء، والرجال
قوامون على النساء، وقبيح بالرئيس أن يكون دون واحد من رعيته. فقالت ام جدنا داود
رضوان الله عليه: فكتبت هذا الدعاء وانصرفت ودخل شهر رجب وفعلت مثل ما أمرني به
تعني الصادق عليه السلام ثم رقدت تلك الليلة فلما كان في آخر الليل رأيت محمدا صلى
الله عليه وآله وكل من صليت عليهم من الملائكة والنبيين ومحمد صلى الله عليه وآله
وعليهم يقول: يا ام داود أبشري وكل من ترين من إخوانك وفي رواية أعوانك وإخوانك
كلهم يشفعون لك، ويبشرونك بنجح حاجتك وأبشرى فان الله تعالى يحفظك ويحفظ ولدك ويرده
عليك. قالت: فانتبهت فما لبثت إلا قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب
المجد المسرع العجل، حتى قدم علي داود، فسألته عن حاله فقال: إنى كنت محبوسا في
أضيق حبس وأثقل حديد، وفي رواية وأثقل قيد، إلى يوم النصف من رجب، فلما كان الليل
رأيت في منامي كأن الأرض قد قبضت لي فرأيتك على
(1) كتاب الاقبال: 658 - 663.
[406]
حصير صلواتك، وحولك رجال رؤوسهم في
السماء، وأرجلهم في الأرض يسبحون الله تعالى حولك، فقال لي قائل منهم حسن الوجه،
نظيف الثوب، طيب الرائحة خلته جدي رسول الله صلى الله عليه وآله: ابشر يا ابن
العجوزة الصالحة، فقد استجاب الله لأمك فيك دعاءها. فانتبهت ورسل المنصور على
الباب، فادخلت عليه في جوف الليل فأمر بفك الحديد عني والاحسان إلى وأمر لي بعشرة
آلاف درهم، وحملت على نجيب و سوقت بأشد السير وأسرعه، حتى دخلت المدينة، قالت ام
داود: فمضيت به إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال عليه السلام: إن المنصور رأى
أمير المؤمنين عليا عليه السلام في المنام يقول له: أطلق ولدي وإلا القيك في النار،
ورأى كأن تحت قدميه النار، فاستيقظ وقد سقط في يديه فأطلقك يا داود. وقالت ام داود:
فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: يا سيدي أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب ؟ قال: نعم،
يوم عرفة، وإن وافق ذلك يوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له، وفي كل شهر
إذا أراد ذلك صام الأيام البيض ودعا به في آخرها كما وصفت، وفي روايتين قال: نعم في
يوم عرفة، وفي كل يوم دعا، فان الله يجيب إنشاء الله تعالى (1).
(1) كتاب الاقبال: 663 - 664. (*)
[407]
" أبواب " * " (ما يتعلق بأعمال شهر شعبان
من الصلوات) " * * " (والادعية وما يناسب ذلك) " * اعلم أنا قد أوردنا في كتاب
الطهارة والصلاة وكتاب الدعاء وكتاب الصيام والمزار وغيرها كثيرا من المطالب
المتعلقة بهذه الأبواب فليراجع إليها إنشاء الله تعالى. (27) * (باب) * * " (عمل
أول ليلة منه واول يومه) " * أقول: قد مضى في أول أبواب هذا الجزء عمل أول كل شهر
فلا تغفل. (28) * " (باب) " * * " (عمل مطلق أيام شهر شعبان ولياليها) " * اقول: قد
مضى ما يناسب هذا الباب في كتاب الصيام وكتاب الدعاء أيضا فتذكر. (29) * (باب) * *
" (عمل كل يوم يوم من هذا الشهر ; وكل ليلة) " * * " (ليلة منه زائدا على أعمال
الباب السابق) " * أقول... (1)
(1) راجع في ذلك كتاب الاقبال وسائر كتب
الادعية أبوابها المناسبة. (*)
[408]
(30) " باب " * " (عمل ليلة النصف من
شعبان وهى ليلة) " * * " (ميلاد القائم عليه السلام وعمل يومها زائدا) " * * " (على
ما في الابواب السابقة) " * اقول: قد أوردنا كثيرا مما يتعلق بهذا الباب في كتاب
الطهارة والصلاة والدعاء والصيام والمزار وغيرها، وقد ذكرنا أيضا ما يناسبه في كتاب
أحوال القائم صلوات الله عليه. 1 - قل: أعمال ليلة النصف من شعبان، وجدنا مرويا عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: من صلى في الليلة الخامسة عشر من شعبان بين العشاءين
أربع ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات، وفي رواية اخرى
إحدى عشر مرة فإذا فرغ قال: يا رب اغفر لنا - عشر مرات - يا رب ارحمنا - عشر مرات -
يا رب تب علينا - عشر مرات - ويقرء قل هو الله أحد إحدى وعشرين مرة ثم يقول: سبحان
الذي يحيى الموتي ويميت الأحياء وهو على كل شئ قدير - عشر مرات - استجاب الله تعالى
له وقضى حوائجه في الدنيا والاخرة، وأعطاه الله كتابه بيمينه، وكان في حفظ الله
تعالى إلى قابل. فصل: فيما نذكره من صلاة أربع ركعات اخرى في ليلة النصف من شعبان
روينا ذلك باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه قال: الصلاة
في ليلة النصف من شعبان أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد مائة مرة
فإذا فرغت قلت: اللهم إني إليك فقير، ومن عذابك خائف، وبك مستجير. رب لا تبدل اسمي
ولا تغير جسمي، رب لا تجهد بلائى، رب لا تشمت بى أعدائي، أعوذ بعفوك من عقابك،
وأعوذ برحمتك من عذابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك
[409]
منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك،
وفوق ما يقول القائلون فيك، ثم ادع بما أحببت. أقول: وروينا هذه الصلاة باسنادنا
أيضا إلى جدي أبي جعفر الطوسي - ره - فقال: في إسنادنا ما هذا لفظه: وروى أبويحيى
الصنعاني عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ورواه عنهما ثلاثون رجلا ممن
يوثق به قالا: إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات وذكر تمام الحديث. فصل:
فيما نذكره من تسبيح وتحميد وتكبير وصلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان، روينا ذلك
باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي - ره - فيما رواه عن أبي يحيى عن جعفر بن محمد
الصادق عليه السلام قال: سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال:
هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، وفيما يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنه،
فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها، فانها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن لا
يرد فيها سائلا ما لم يسئل الله معصية، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت
بازاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه وآله فاجتهدوا في الدعاء والثناء على
الله فانه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة وحمده مائة مرة وكبره مائة مرة وهلله
مائة تهليلة غفر الله له ما سلف من معاصيه، وقضى له حوائج الدنيا والاخرة، ما
التمسه وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منه تفضلا على عباده. قال أبويحيى: فقلت
لسيدنا الصادق عليه السلام: وأي شئ أفضل الأدعية ؟ فقال: إذا أنت صليت العشاء
الاخرة فصل ركعتين تقرء في الاولى الحمد وسورة الجحد وهي قل يا أيها الكافرون،
واقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة التوحيد وهي قل هو الله أحد، فإذا أنت سلمت
قلت: سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، والله أكبر أربعا
وثلاثين مرة ثم قل: يا من إليه ملجا العباد في المهمات، وإليه يفزع الخلق في
الملمات: يا عالم الجهر والخفيات، يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام، وتصرف الخطرات
[410]
يا رب الخلائق والبريات، يا من بيده ملكوت
الأرضين والسموات، أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت، فيا لا إله
إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته، وعلمت
استقالته فأقلته، وتجاوزت عن سالف خطيئته وعظيم جريرته، فقد استجرت بك من ذنوبي،
ولجأت إليك في ستر عيوبي، اللهم فجد على بكرمك وفضلك، واحطط خطاياي بحلمك وعفوك
وتغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك، واجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم
لطاعتك، واخترتهم لعبادتك، وجعلتهم خالصتك وصفوتك. اللهم اجعلني ممن سعد جده، وتوفر
من الخيرات حظه، واجعلني ممن سلم فنعم، وفاز فغنم، واكفني شر ما أسلفت، واعصمني من
الازدياد في معصيتك وحبب إلى طاعتك وما يقربني منك ويزلفني عندك، سيدي إليك ملجا
الهارب، منك ملتمس الطالب، وعلى كرمك يعول المستقيل التائب، أدبت عبادك بالتكرم
وأنت أكرم الأكرمين، وأمرت بالعفو عبادك وأنت الغفور الرحيم، اللهم فلا تحرمني ما
رجوت من كرمك، ولا تؤيسني من سابغ نعمك، ولا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة
لأهل طاعتك، واجعلني في جنة من شرار خلقك رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم
والعفو والمغفرة، جد على بما أنت أهله لا بما أستحقه، فقد حسن ظني بك، وتحقق رجائي
لك، وعلقت نفسي بكرمك وأنت أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، اللهم واخصصني من كرمك
بجزيل قسمك، وأعوذ بعفوك من عقوبتك، واغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق ويضيق على
الرزق حتى أقوم بصالح رضاك، وأنعم بجزيل عطاياك، وأسعد بسابغ نعمائك، فقد لذت
بحرمك، وتعرضت لكرمك، واستعذت بعفوك من عقوبتك وبحلمك من غضبك، فجد بما سألتك وأنل
ما التمست منك، أسئلك بك لا بشئ هو أعظم منك. ثم تسجد وتقول عشرين مرة: يا رب يا
الله - سبع مرات - لا حول ولا قوة إلا بالله - سبع مرات - ما شاء الله لا قوة إلا
بالله - عشر مرات - لا قوة
[411]
إلا بالله - عشر مرات - ثم تصلي على النبي
صلى الله عليه وآله وتسأل الله حاجتك، فوالله لو سئلت بها بعدد القطر لبلغك الله
عزوجل إياها بكرمه وفضله. رواية اخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن
علي الطرازي في كتابه فقال: ثم تسجد وتقول عشرين مرة: يا رب يا رب صل على محمد وآل
محمد - سبع مرات - لا حول ولا قوة إلا بالله - سبع مرات - ما شاء الله - عشر مرات -
لا قوة إلا بالله - عشر مرات - ثم تصلي على رسول الله صلى الله عليه وآله ما بدالك
ثم تصلي بعد هذه الصلاة وقبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة قل هو الله أحد.
ومما ذكرناه في هذه السجدة بعد هذا الدعاء من كتاب محمد بن علي الطرازي: وروى محمد
بن علي الطرازي في كتابه أن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام صلى هذه
الصلاة ليلة النصف من شعبان، ودعا بهذا: يا من إليه ملجا العباد في المهمات - إلخ -
ثم سجد فقال في سجوده: يا رب - عشرين مرة - يا الله - سبع مرات - يا رب محمد - سبع
مرات - لا حول ولا قوة إلا بالله عشر مرات. ومما ذكره جدى أبو جعفر الطوسي ره بعد
السجدة التي رويناها عنه ما هذا لفظه: وتقول: إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون،
وقصدك القاصدون، وأمل فضلك ومعروفك الطالبون، ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا
ومواهب تمن بها على من تشاء من عبادك، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك، وها أنا
ذا عبدك الفقير إليك، المؤمل فضلك ومعروفك، فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة
على أحد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك، فصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الخيرين الفاضلين، وجد علي بطولك ومعروفك يا رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم
النبيين وآله الطاهرين وسلم تسليما إن الله حميد مجيد اللهم أني أدعوك كما أمرت
فاستجب لي كما وعدت إنك لا تخلف الميعاد. فصل: فيما نذكره من صلاة أربع ركعات اخرى
في ليلة النصف من شعبان وجدناها في كتاب الطرازي فقال ما هذا لفظه: صلاة اخرى ليلة
النصف من شعبان
[412]
أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد وسورة
الاخلاص خمسين مرة وإن شئت قرأتها مائة مرة وإن شئت قرأتها مائتين وخمسين مرة فإذا
سلمت فقل: اللهم إني إليك فقير ومن عذابك خائف وبك مستجير، رب لا تبدل اسمى، رب لا
تغير جسمي، ولا تجهد بلائي، ولا تشمت بي أعدائي، اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك،
وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك، وأعوذ بك منك لا إله إلا أنت جل ثناؤك
لا احصي مدحتك ولا الثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون، أن
تصلي على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا. وروينا هذه الأربع ركعات وهذا الدعاء
باسنادنا إلى أبي جعفر الطوسي - ره - واقتصر في قراءة كل ركعة منها بالحمد مرة وقل
هو الله أحد مائتين وخمسين مرة، ولم يذكر التخيير. وذكر الطرازي بعد هذه الصلاة
والدعاء، فقال ما هذا لفظه: ومما يدعى به في هذه الليلة: اللهم أنت الحي القيوم
العلي العظيم، الخالق البارئ المحيي المميت البدئ البديع، لك الكرم ولك الفضل، ولك
الحمد ولك المن، ولك الجود ولك الكرم، ولك الأمر وحدك لا شريك لك، يا واحد يا أحد
يا صمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، اللهم صل على محمد وآل محمد، و
اغفر لي وارحمني، واكفني ما أهمني واقض ديني ووسع علي وارزقني فانك في هذه الليلة
كل أمر تفرق ومن تشاء من خلقك ترزق، فارزقني وأنت خير الرازقين، فانك قلت وأنت خير
القائلين الناطقين، " واسئلوا الله من فضله " فمن فضلك أسئل، وإياك قصدت، وابن نبيك
اعتمدت، ولك رجوت، يا أرحم الراحمين (1). فصل: فيما نذكره من فضل ليلة النصف من
شعبان من أمر عظيم وصلاة مائة ركعة وذكر كريم وجدنا ذلك في كتب العبادات وضمان فاتح
أبواب الرحمات
(1) كتاب الاقبال ص 696 - 699.
[413]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
كنت نائما ليلة النصف من شعبان، فأتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد أتنام في
هذه الليلة ؟ فقلت: يا جبرئيل وما هذه الليلة ؟ قال: هي ليلة النصف من شعبان، قم يا
محمد فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لى: ارفع رأسك فان هذه ليلة تفتح فيها
أبواب السماء فيفتح فيها أبواب الرحمة، وباب الرضوان، وباب المغفرة، وباب الفضل،
وباب التوبة، وباب النعمة، وباب الجود، وباب الاحسان، يعتق الله فيها بعدد شعور
النعم وأصوافها، ويثبت الله فيها الاجال، ويقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة،
وينزل ما يحدث في السنة كلها. يا محمد من أحياها بتكبير وتسبيح وتهليل ودعاء وصلاة
وقراءة وتطوع و استغفار كانت الجنة له منزلا ومقيلا، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر يا محمد من صلى فيها مائة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مائة مرة وقل هو
الله أحد عشر مرات، فإذا فرغ من الصلاة قرء آية الكرسي عشر مرات وفاتحة الكتاب عشرا
وسبح الله مائة مرة غفر الله له مائة كبيرة موبقة موجبة للنار، و أعطى بكل سورة
وتسبيحة قصرا في الجنة، وشفعه الله في مائة من أهل بيته، وشركه في ثواب الشهداء
وأعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر وقائمي هذه الليلة، من غير أن ينقص من اجورهم شيئا.
فأحيها يا محمد وأمر امتك باحيائها والتقرب إلى الله تعالى بالعمل فيها فانها ليلة
شريفة، ولقد أتيتك يا محمد وما في السماء ملك إلا وقد صف قدميه في هذه الليلة بين
يدي الله تعالى، قال: فهم بين راكع وقائم وساجد وداع ومكبر ومستغفر ومسبح، يا محمد
إن الله تعالى يطلع في هذه الليلة فيغفر لكل مؤمن قائم يصلي وقاعد يسبح وراكع وساجد
وذاكر، وهي ليلة لا يدعو فيها داع إلا استجيب له، ولا سائل إلا اعطي ولا مستغفر إلا
غفر له ولا تائب إلا تيب عليه، من حرم خيرها يا محمد فقد حرم، وكان رسول الله صلى
الله عليه وآله يدعو فيها فيقول: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين
معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به رضوانك، ومن اليقين ما يهون علينا به مصيبات
الدنيا، اللهم أمتعنا بأسماعنا
[414]
وأبصارنا وقوتنا ما احييتنا، واجعله
الوارث منا، واجعل ثارنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في
ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
برحمتك يا أرحم الراحمين. أقول: وقد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات وإنما
ذكرنا ههنا لأنه في هذه - ليلة نصف شعبان - من المهمات. أقول: وفي رواية اخرى في
فضل هذه المائة ركعة كل ركعة بالحمد مرة وعشر مرات قل هو الله أحد ما وجدناه قال
راوي الحديث ولقد حدثني ثلاثون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنه من صلى
هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظره سبعين حاجة
أدناها المغفرة، ثم لو كان شقيا فطلب السعادة لأسعده الله " يمحوا الله ما يشاء
ويثبت وعنده ام الكتاب " ولو كان والداه من أهل النار و دعا لهما اخرجا من النار
بعد أن لا يشركا بالله شيئا، ومن صلى هذه الصلاة قضى الله له كل حاجة طلب وأعد له
في الجنة ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت. والذي بعثني بالحق نبيا من صلى هذه الصلاة
يريد بها وجه الله تعالى جعل الله له نصيبا في أجر جميع من عبد الله تلك الليلة،
ويأمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا له الحسنات ويمحو عنه السيآت، حتى لا يبقى له
سيئة، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى منزله من الجنة، ويبعث الله إليه ملائكة يصافحونه
ويسلمون عليه، و يخرج يوم القيامة مع الكرام البررة، فان مات قبل الحول مات شهيدا،
ويشفع في سبعين ألفا من الموحدين، فلا يضعف عن القيام تلك الليلة إلا شقي. إن قيل:
ما تأويل أن ليلة نصف شعبان يقسم الأرزاق والاجال، وقد تظاهرت الروايات أن قسم
الاجال والأرزاق ليلة القدر في شهر رمضان ؟ فالجواب: لعل المراد أن قسمة الاجال
والأرزاق يحتمل أن يمحى ويثبت ليلة نصف شعبان، والاجال والأرزاق المحتومة ليلة
القدر، أو لعل قسمتها في علم الله جل جلاله ليلة نصف شعبان وقسمتها بين عباده ليلة
القدر، أو لعل قسمتها في اللوح المحفوظ ليلة نصف شعبان وقسمتها بتفريقها بين عباده
ليلة القدر أو لعل قسمتها في ليلة القدر وفي ليلة النصف من شعبان، أن يكون معناه
الوعد
[415]
بهذه القسمة في ليلة القدر كان في ليلة
نصف شعبان فيكون معناه أن قسمتها ليلة القدر كان ابتداء الوعد به أو تقديره ليلة
نصف شعبان كما لو أن سلطانا وعد إنسانا أن يقسم عليه الأموال في ليلة القدر وكان
وعده به ليلة نصف شعبان فيصح أن يقال عن الليلتين أن ذلك قسم فيهما. وروى عن السيد
يحيى بن الحسين في كتاب الأمالي حديثا أسنده إلى مولانا علي عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة قل
هو الله أحد لم يمت قلبه يوم يموت القلب ولم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب
الله ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة، وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان، وثلاثون
يستغفرون له آناء الليل والنهار، وعشرة يكيدون من كاده. فصل: فيما نذكره من قيام
ليلة النصف من شعبان وصيام يومها، رويناه في الجزء الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة
أحمد بن المبارك بن منصور باسناده إلى مولانا علي عليه السلام قال: قال النبي صلى
الله عليه وآله إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فان الله
ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول: ألا مستغفر فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه
حيت يطلع الفجر. فصل: فيما نذكره من صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان وأربع
ركعات ومائة ركعة رويناها باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر ولبس ثوبين نظيفين ثم خرج
إلى مصلاه فصلى العشاء الاخرة، ثم صلى بعدها ركعتين يقرء في أول ركعة الحمد وثلاث
آيات من أول البقرة وآية الكرسي وثلاث آيات من آخرها ثم يقرء في الركعة الثانية
الحمد، وقل أعوذ برب الفلق، سبع مرات، وقل أعوذ برب الناس سبع مرات، وقل هو الله
أحد سبع مرات، ثم يسلم ويصلي بعدها أربع ركعات يقرء في أول ركعة يس، وفي الثانية حم
الدخان، وفي الثالثة الم السجدة، وفي الرابعة تبارك الملك، ثم يصلي بعدها مائة ركعة
يقرء
[416]
في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات،
والحمد لله مرة واحدة قضى الله تعالى له ثلاث حوائج إما في عاجل الدنيا أو في آجل
الاخرة ثم إن سأل أن يراني من ليلته رآني. فصل: فيما نذكره من رواية سجدات ودعوات
عن الصادق عليه السلام ليلة النصف من شعبان، رويناها باسنادنا إلى جدي أبي جعفر
الطوسي - رحمه الله - فيما رواه عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام: لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله صلى الله عليه وآله
عند بعض نسائه وروى الزمخشري في كتاب الفائق أن ام سلمة تبعت النبي صلى الله عليه
وآله فوجدته قد قصد البقيع ثم رجعت وعاد فوجد فيها أثر السرعة في عودها، ولم يذكر
الدعوات. ثم قال الطوسي في رواية الصادق عليه السلام: فلما انتصف الليل قام رسول
الله صلى الله عليه وآله عن فراشها فلما انتبهت وجدت رسول الله صلى الله عليه وآله
قد قام عن فراشها فدخلها ما يتداخل النساء وظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه، فقامت
وتلفقت بشملتها، وأيم الله ما كان قزا ولا كتانا ولا قطنا ولكن سداه شعرا ولحمته أو
بار الابل، فقامت تطلب رسول الله صلى الله عليه وآله في حجر نسائه حجرة حجرة فبينا
هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله ساجدا كثوب متلبط بوجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته
في سجوده وهو يقول: سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، هذه يداي وما جنيته على
نفسي، يا عظيم يرجى لكل عظيم، اغفر لى العظيم، فانه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب
العظيم. ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول: أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له
السموات والأرضون، وانكشفت له الظلمات وصلح عليه أمر الأولين والاخرين من فجأة
نقمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن زوال نعمتك، اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا، ومن الشرك
بريئا، لا كافرا ولا شقيا. ثم عفر خديه في التراب فقال: عفرت وجهي في التراب، وحق
لي
[417]
أن أسجد لك. فلما هم رسول الله صلى الله
عليه وآله بالانصراف هرولت إلى فراشها فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فراشها
وإذا لها نفس عال فقال لها رسول الله: ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه
؟ هذه ليلة النصف من شعبان، فيها تقسم الأرزاق، وفيها تكتب الاجال، وفيها يكتب وفد
الحاج، وإن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى كلب (1) وينزل
الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة. فصل: فيما نذكره من رواية اخرى
بسجدات ودعوات عن النبي صلى الله عليه وآله ليلة النصف من شعبان، رويناها باسنادنا
إلى جدي أبي جعفر الطوسي رواها عن بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله عندي في ليلته التي كان عندي فيها فانسل من لحافي
فانتبهت فدخلني ما يدخل النساء من الغيرة، فظننت أنه في بعض حجر نسائه، فإذا أنا به
كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا على أطراف أصابع قدميه، وهو يقول: " أصبحت إليك
فقيرا خائفا مستجيرا فلا تبدل اسمى، ولا تغير جسمي، و لا تجهد بلائي، واغفر لي ".
ثم رفع رأسه وسجد الثانية فسمعته يقول: " سجد لك سوادى وخيالي وآمن بك فؤادى، هذه
يداي بما جنيت على نفسي، يا عظيم ترجى لكل عظيم، اغفر لي ذنبي العظيم، فانه لا يغفر
العظيم إلا العظيم ". ثم رفع رأسه وسجد في الثالثة فسمعته يقول: " أعوذ بعفوك من
عقابك، و أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك كما أثنيت
على نفسك وفوق ما يقول القائلون ". ثم رفع رأسه وسجد الرابعة فقال " اللهم إني أعوذ
بنور وجهك الذى أشرقت له السموات والأرض، وقشعت به الظلمات، وصلح به أمر الأولين
والاخرين
(1) يعنى معزى بنى كلب وكانوا هم صاحب
معزى.
[418]
أن يحل على غضبك، أو أن ينزل على سخطك،
أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحويل عافيتك، وجميع سخطك، لك العتبى فيما
استطعت ولا حول و لا قوة إلا بك ". قالت: فلما رأيت ذلك منه تركته وانصرفت نحو
المنزل، فأخذني نفس عال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله اتبعني فقال: ما هذا
النفس العالي ؟ قال: قلت: كنت عندك يا رسول الله فقال: أتدرين أي ليلة هذه ؟ هذه
ليلة النصف من شعبان، فيها تنسخ الأعمال وتقسم الأرزاق، وتكتب الاجال، ويغفر الله
تعالى إلا لمشرك أو شاحن أو قاطع رحم، أو مدمن مسكر أو مصر على ذنب أو شاعر أو كاهن
(1). " أبواب " * " (ما يتعلق بالسنين والشهور والايام) " * * " (غير العربية) " *
اعلم أنا أوردنا شطرا صالحا من أحوالها وأعمالها في كتاب السماء والعالم وفي كتاب
الدعاء وفي غيرهما ولنذكر هنا أيضا نبذا من ذلك إنشاء الله تعالى. (31) * " (باب) "
* * " (ما يتعلق بشهور الفرس وايامها من الاعمال) * أقول: قد أشرنا في باب أعمال
أيام مطلق الشهور العربية عند نقل ما أورده الشيخ رضي الدين على أخو العلامة في
كتاب العدد القوية أن ما ذكروه مما يتعلق بأيام الشهور العربية يحتمل كون المراد
منها أيام شهور الفرس فلا تغفل.
(1) كتاب الاقبال: 699 - 702.
[419]
32. * (باب) * * " (عمل يوم النيروز وما
يتعلق بذلك) " * أقول: قد مر تحقيق القول في يوم نيروز الفرس ونيروز غيرهم وأقسامه
وفضله، وبعض أعماله في كتاب السماء والعالم فتذكر. 1 - قب: حكي أن المنصور تقدم إلى
موسى بن جعفر بالجلوس للتهنية في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه، فقال: إني قد فتشت
الأخبار عن جدى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم أجد لهذا العيد خبرا، وإنه سنة
للفرس ومحاها الاسلام، ومعاذ الله أن نحيي ما محاه الاسلام، فقال المنصور: إنما
نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك بالله العظيم إلا جلست فجلس، إلى آخر ما أوردناه في
باب مكارم أخلاق موسى بن جعفر صلوات الله عليهما (1). (33) " باب " * " (عمل ماء
مطر شهر نيسان الرومي) " * أقول: قد مر شرح هذا العمل وما يتعلق به من الفضل
والأحكام في كتاب السماء والعالم فارجع إليه. 1 - مهج: قرأنا في كتاب زاد العابدين
تأليف حسين بن أبي الحسن بن خلف الكاشغرى الملقب بالفضل هذا لفظه: حديث نيسان قال:
وأخبرنا الوالد أبو الفتح رحمه الله حدثنا أبو بكر محمد ابن عبد الله الخشابي
البلخي حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد الباب حريزى أخبرنا أبو نصر عبد الله بن
عباس المذكر البلخي، حدثنا أحمد بن أحيد
(1) مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 318، وتمامه
في ج 48 ص 108 - 109.
[420]
حدثنا عيسى بن هارون، عن محمد بن جعفر بن
عبد الله بن عمر قال: حدثنا نافع عن ابن عمر قال: كنا جلوسا إذ دخل علينا رسول الله
صلى الله عليه وآله فسلم علينا، فرددنا عليه السلام فقال: ألا اعلمكم دواء علمني
جبرئيل عليه السلام حيث لا أحتاج إلى دواء الأطباء ؟ وقال علي وسلمان وغيرهم رحمة
الله عليهم وما ذاك الدواء ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: تأخذ من ماء
المطر بنيسان، وتقرء عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، وآية الكرسي سبعين مرة، وقل هو
الله أحد سبعين مرة، وقل أعوذ برب الفلق سبعين مرة، وقل أعوذ برب الناس سبعين مرة،
وقل يا أيها الكافرون سبعين مرة، وتشرب من ذلك الماء غدوة وعشية سبعة أيام
متواليات. قال النبي صلى الله عليه وآله: والذى بعثني بالحق نبيا إن جبرئيل عليه
السلام قال: إن الله يرفع عن الذى يشرب من هذا الماء كل داء في جسده، ويعافيه ويخرج
من عروقه وجسده وعظمه وجميع أعضائه، ويمحو ذلك من اللوح المحفوظ، والذى بعثني بالحق
نبيا، إن لم يكن له ولد وأحب أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد،
وإن كانت المرأة عقيما وشربت من ذلك الماء رزقها الله ولدا، وإن كان الرجل عنينا
والمرأة عقيما وشربت من ذلك الماء أطلق الله ذلك، وذهب ما عنده، ويقدر على
المجامعة، وإن أحببت أن تحمل بابن حملت، [وإن أحببت أن تحمل بانثى حملت] وإن أحببت
أن تحمل بذكر وانثى حملت، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى " يهب لمن يشاء إناثا ويهب
لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ". وإن كان به صداع
فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع باذن الله، وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في
عينيه ويشرب منه ويغسل به عينيه يبرء باذن الله ويشد اصول الأسنان ويطيب الفم، ولا
يسيل من اصول الاسنان اللعاب ويقطع البلغم، ولا يتخم إذا أكل وشرب، ولا يتأذى
بالريح ولا يصيبه الفالج، ولا يشتكي ظهره ولا ييجع بطنه ولا يخاف من الزكام، ووجع
الضرس ولا يشتكي المعدة، ولا الدود، ولا يصيبه قولنج.
[421]
ولا يحتاج إلى الحجامة ولا يصيبه الناسور،
ولا يصيبه الحكة ولا الجدري ولا الجنون ولا الجذام ولا البرص والرعاف، ولا القلس،
ولا يصيبه عمى ولا بكم ولا خرس ولا صمم ولا مقعد ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه
ولا يفسده داء يفسد عليه صومه وصلاته، ولا يتأذى بالوسوسة والجن ولا الشياطين وقال
النبي صلى الله عليه وآله: قال جبرئيل، إنه من شرب من ذلك ثم كان به جميع الأوجاع
التي تصيب الناس فانها شفاء له من جميع الأوجاع، وقال لي جبرئيل عليه السلام والذي
بعثك بالحق من يقرء هذه الايات على هذا الماء ملأ الله تعالى قلبه نورا وضياء،
ويلقي الإلهام في قلبه، ويجري الحكمة على لسانه، ويحشو قلبه من الفهم والتبصرة، ولم
يعط مثله أحد من العالمين، ويرسل عليه ألف مغفرة وألف رحمة، ويخرج الغش والخيانة
والغيبة والحسد والبغى والكبر والبخل والحرص والغضب من قلبه، و العداوة والبغضاء
والنميمة والوقيعة في الناس، وهو الشفاء من كل داء. وقد روي في رواية اخرى عن النبي
صلى الله عليه وآله فيما يقرء على ماء المطر في نيسان زيادة، وهي أنه يقرأ عليه
سورة إنا أنزلناه ويكبر الله ويهلل الله، ويصلي على النبي وآله عليه وعليهم السلام
كل واحدة منها سبعين مرة (1)
(1) مهج الدعوات: 444 - 447 ونقله المؤلف
في كتاب السماء والعالم وقال بعده: بيان: - ييجع " لغة في " يوجع " و " الناسور "
علة تحدث في العين وفى حوالى المقعدة وفى اللثة، و " الجدرى " بضم الجيم وفتحها
قروح في البدن تنفط وتقبح، وهى معروفة تحدث في الاطفال غالبا والقلس - ويفتح - ما
خرج من الحلق ملء الفم، وليس بقبئ فان عاد فهو قيئ ويحتمل التعميم هنا، والمقعد
كمكرم داء يصير به مقعدا لا يقدر على القيام، و " الوقيعة " في الناس ذمهم ويطلق
غالبا على الغيبة.
[422]
بسمه تعالى تم المجلد العشرون من كتاب
بحار الأنوار، وهو الجزء الخامس والتسعون حسب تجزئتنا، يحتوى على 43 بابا تتمة
أبواب أعمال السنين والشهور والأيام. ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته، فخرج
بحمد الله وعونه نقيا من الأغلاط إلا نزرا زهيدا زاغ عنه البصر وكل عنه النظر لا
يكاد يخفى على القراء الكرام، ومن الله نسأل العصمة وبه الاعتصام. السيد ابراهيم
الميانجى - محمد الباقر البهبودى
[423]
كلمة المصحح: - بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله امناء الله. وبعد: فمن عظيم منن
الله علينا - وله المن كله - ان اختارنا لخدمة الدين واهله، وقيضنا لتصحيح هذه
الموسوعة الكبرى، الباحثة عن المعارف الاسلامية الدائرة بين المسلمين، وهي بحق بحار
الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام. وهذا الجزء الذي
نخرجه إلى القراء الكرام آخر أجزاء المجلد العشرين وقد قابلناه على طبعة الكمباني
التي نسخوها من أصل المؤلف العلامة، لكنه لم يكن خاليا عن السقط والتصحيف والبياض،
حيث انتقل المؤلف قدس سره إلى جوار رحمة الله قبل ان يصححه ويبيضه، فقابلناه على
نفس المصادر المنقولة عنها وسددنا ما كان فيه من خلل. فاما ما كان فيه من تصحيف فقد
أصلحناه من دون إيعاز. وأما ما كان ساقطا كالجملة والجملتين والسطر والسطرين، فقد
ألحقناه في المتن، ومعذلك جعلناه - غالبا - بين العلامتين [....] والقارئ الكريم
بعد ما يرجع إلى مواردها يقضي بأن ذلك واجب لابد منه، كما كان يفعل مثل ذلك سلفنا
الصالح عند تصحيح الكتب ومقابلة النسخ.
[424]
وأما الأحاديث والأدعية التي كان صدرها
مسطورا ومحل ذيلها بياضا، فقد أتممناه وألحقنا تمامها من نفس المصدر المنقول عنه،
وقد جرءنا على ذلك نص المؤلف العلامة قدس سره حيث قال (ج 94 ص 224): (قد أشرنا
(مقدمة الكتاب ج 1 ص 17 و 34 من هذه الطبعة) أنا لم نعثر من كتاب العدد القوية إلا
على النصف الاخر منه، ولم نقف على النصف الأول منه فلذلك اقتصرنا هنا على إيراد
أدعية الأيام المذكورة فيه، وعسى الله أن يوفق ما كان فيه من خلل. فاما ما كان فيه
من تصحيف فقد أصلحناه من دون إيعاز. وأما ما كان ساقطا كالجملة والجملتين والسطر
والسطرين، فقد ألحقناه في المتن، ومعذلك جعلناه - غالبا - بين العلامتين [....]
والقارئ الكريم بعد ما يرجع إلى مواردها يقضي بأن ذلك واجب لابد منه، كما كان يفعل
مثل ذلك سلفنا الصالح عند تصحيح الكتب ومقابلة النسخ.
[424]
وأما الأحاديث والأدعية التي كان صدرها
مسطورا ومحل ذيلها بياضا، فقد أتممناه وألحقنا تمامها من نفس المصدر المنقول عنه،
وقد جرءنا على ذلك نص المؤلف العلامة قدس سره حيث قال (ج 94 ص 224): (قد أشرنا
(مقدمة الكتاب ج 1 ص 17 و 34 من هذه الطبعة) أنا لم نعثر من كتاب العدد القوية إلا
على النصف الاخر منه، ولم نقف على النصف الأول منه فلذلك اقتصرنا هنا على إيراد
أدعية الأيام المذكورة فيه، وعسى الله أن يوفق من يأتي بعدنا لأن يعثر على النصف
الأول منه أيضا فيلحق أدعية الأيام السابقة هنا ويمن بذلك علينا، والله الموفق.
وأما الأبواب التي كانت خالية من نصوص الأدعية والأعمال، فقد كان بامكاننا أن ننقل
من الكتب التي اعتمد عليها المؤلف العلامة - ره - وأكثر النقل عنها كاقبال الاعمال
والبلد الأمين لكن أعرضنا عن ذلك، كما أعرض عنه كتاب المؤلف، وأعرض عنه تلميذه
المحرر لهذه الأجزاء المسودة أعني العالم النحرير المرزا عبد الله أفندي - قده -
والله ولي التوفيق ومنه الاعتصام. محمد الباقر البهبودى ذي حجة الحرام - 1388