الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية

بحار الانوار الجزء 98

العلامة المجلسي


[1]

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس الله سره " الجزء الثامن والتسعون مؤسسة الوفاء بيروت - لبنان الطبعة الثانية المصححة 1403 ه‍. 1983 م‍


 

[1]

بسم الله الرحمن الرحيم ابواب فضل زيارة سيد شباب أهل الجنة أبى عبد الله الحسين صلوات الله عليه وآدابها وما يتبعها 1 * (باب) * * (ان زيارته صلوات الله عليه واجبة مفترضة مامور بها، وما ورد) * * (من الذم والتأنيب والتوعد على تركها وأنها لا تترك للخوف) * 1 - لى: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن ابن فضال، عن الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروا شيعتنا بزيارة الحسين ابن علي عليه السلام فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع، وزيارته مفترضة على من أقر للحسين بالامامة من الله عزوجل (1). 2 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: زوروا قبر الحسين ولا تجفوه، فانه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، وسيد شباب الشهداء (2).

 

(1) امالي الصدوق ص 143. (2) كامل الزيارات ص 109.

 

[2]

مل: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن صباح الحذاء عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: زوروا الحسين ولو كل سنة، فان كل من أتاه عارفا " بحقه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنة، ورزق رزقا " واسعا " وأتاه الله بفرج عاجل، إن الله وكل بقبر الحسين أربعة آلاف ملك كلهم يبكونه ويشيعون من زاره إلى أهله، فان مرض عادوه، وإن مات حضروا جنازته بالاستغفار له والترحم عليه (1). 4 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن ابن محبوب باسناده مثله (2). 5 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الحسين عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك ؟ قال: أقول: إنه قد عق رسول الله صلى الله عليه واله وعقنا واستخف بأمر هوله، ومن زاره كان الله من وراء حوائجه وكفى ما أهمه من أمر دنياه، وإنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت من صحيفته فان هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتح له باب إلى الجنة يدخل عليها روحها حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق، ويجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له، فإذا حشر قيل له: لك بكل درهم عشرة آلاف درهم وإن الله نظر لك وذخرها لك عنده (3). 6 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن الأصم مثله (4). 7 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوني، عن جعفر

 

(1) كامل الزيارات ص 85. (2) كامل الزيارات ص 86. (3) كامل الزيارات 127. (4) كامل الزيارات ص 337 ذيل حديث.

 

[3]

ابن محمد، عن محمد بن إسماعيل السلمي، عن عبد الله بن حماد مثله (1). بيان: قوله: بأمر هوله، أي هو نافع له، أو اللام بمعنى على أي لازم عليه. 8 - مل: أبي وابن الوليد، عن الحسن بن متيل وقال ابن الوليد: وحدثني الصفار جميعا "، عن البرقي، عن ابن فضال، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام فان إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين عليه السلام بالامامة من الله جل وعز (2). 9 - مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن ام سعيد الأحمسية، عن أبي عبد الله عليه السلام قالت: قال لي: يا ام سعيدة تزورين قبر الحسين ؟ قالت: قلت نعم، قالت فقال لي: يا ام سعيدة زوريه فان زيارة الحسين واجبة على الرجال والنساء (3). 10 - مل: أبي وابن الوليد معا "، عن الحسن بن متيل، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن حسان الهاشمي، عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي عليه السلام لكان تاركا " حقا " من حقوق رسول الله صلى الله عليه واله لأن حق الحسين عليه السلام فريضة من الله واجبة على كل مسلم (4). 11 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسين بن محمد بن علان، عن حميد ابن زياد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يزيد، عن علي بن حسن، عن عبد الرحمن ابن كثير مثله (5). 12 - مل: أبي وجماعة، عن مشايخي، عن سعد ومحمد العطار والحميري جميعا "

 

(1) التهذيب ج 6 ص 45. (2) كامل الزيارات ص 121. (4 - 3) كامل الزيارات ص 122. (5) التهذيب ج 6 ص 44.

 

[4]

عن ابن عيسى، عن ابن بزيع، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام، فان إتيانه يزيد في الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفروض على كل مؤمن يقر للحسين بالامامة من الله (1). 13 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من لم يأت قبر الحسين عليه السلام من شيعتنا كان منتقص الايمان منتقص الدين (2). 14 - يب (3) مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يأت قبر الحسين عليه السلام حتى يموت كان منتقص الدين منتقص الايمان، وإن ادخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة (4). 15 - مل: أبي وعلي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن عميرة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يأت قبر الحسين عليه السلام وهو يزعم أنه لنا شيعة حتى يموت فليس هولنا بشيعة، وإن كان من أهل الجنة فهو من ضيفان أهل الجنة (5). 16 - مل: بالاسناد، عن ابن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: من أراد أن يعلم أنه من أهل الجنة فليعرض حبنا على قلبه، فإن قبله فهو مؤمن، ومن كان لنا محبا فليرغب في زيارة قبر الحسين عليه السلام فمن كان للحسين عليه السلام زوارا " عرفناه بالحب لنا أهل البيت، وكان من أهل الجنة

 

(1) كامل الزيارات ص 150. (2) كامل الزيارات ص 193 وفى آخره " وان دخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة ". (3) التهذيب ج 6 ص 42. (4 و 5) كامل الزيارات ص 193.

 

[5]

ومن لم يكن للحسين عليه السلام زوارا " كان ناقص الايمان (1). 17 - مل أبي وجماعة مشايخنا، عن أحمد بن إدريس، عن العمركي، عمن حدثه، عن صندل، عن ابن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسين عليه السلام من غير علة قال: هذا رجل من أهل النار (2). 18 - مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عمن حدثه، عن علي بن ميمون قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو أن أحدكم حج ألف حجة ثم لم يأت قبر الحسين ابن علي عليه السلام لكان قد ترك حقا " من حقوق الله وسئل عن ذلك فقال: حق الحسين عليه السلام مفروض على كل مسلم (3). 19 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله ابن حماد البصري، عن الاصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: في حديث له طويل أنه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك ؟ فقال: نعم، فقال فما لمن يزوره ؟ قال: الجنة إن كان يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه ؟ قال: الحسرة يوم الحسرة - وذكر الحديث بطوله (4). 20 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كم بينكم وبين قبر الحسين عليه السلام ؟ قلت: ستة عشر فرسخا "، قال أو ما تأتونه ؟ قلت: لا قال: ما أجفاكم (5). 21 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حماد عن محمد بن مسلم، عن زرارة، عنه عليه السلام مثله (6). 22 - مل: أبي عن سعد، عن ابن عيسى، عن موسى بن الفضل، عن علي بن الحكم، عمن حدثه، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: ما تقول في زيارة الحسين عليه السلام ؟ قال: زره ولا تجفه فانه سيد الشهداء، وسيد شباب أهل

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 193. (3 - 4) كامل الزيارات ص 194. (5 - 6) كامل الزيارات ص 290.

 

[6]

الجنة، وشبيه يحيى بن زكريا، وعليهما بكت السماء والأرض (1). 23 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن أبي داود، عن سعد عن أبي عمر الجلاب، عن الحارث الأعور قال: قال علي عليه السلام: بأبي وامي المقتول بظهر الكوفة ولكأني أنظر إلى الوحش مادة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، وإن كان ذلك فاياكم والجفاء (2). بيان: الجفاء: البعد عن الشئ، وترك الصلة والبر، وغلظ الطبع و والأوسط هنا أظهر. 24 - مل: أبي وأخي وعلى بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا "، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن حنان، عن أبيه سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير تزور قبر الحسين عليه السلام في كل يوم ؟ قلت لا، قال: ما أجفاكم، قال: تزوره في كل جمعة قلت: لا، قال: تزوره في كل شهر ؟ قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة ؟ قلت قد يكون ذلك، قال: يا سدير ما أجفاكم بالحسين عليه السلام أما علمت أن لله ألف ملك شعثا " غبرا " يبكون ويرثون لا يفترون زوارا " لقبر الحسين عليه السلام وثوابهم لمن زاره، و ذكر الحديث (3). 25 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن عبد الله بن الخطاب، عن عبد الله ابن محمد بن سنان، عن منيع مثله (4). 26 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن حنان ابن سدير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه رجل فسلم عليه وجلس، فقال له أبو جعفر عليه السلام: من أي أهل البلدان أنت ؟ قال فقال له الرجل: أنا رجل من أهل الكوفة، وأنا لك محب موال، قال فقال أبو جعفر عليه السلام: أفتزور الحسين بن علي عليه السلام في كل جمعة ؟ قال: لا، قال: ففي كل شهر ؟ قال: لا، قال: ففي

 

(1 - 3) كامل الزيارات ص 291. (4) كامل الزيارات ص 292.

 

[7]

كل سنة ؟ قال: لا، فقال له أبو جعفر عليه السلام: إنك لمحروم من الخير وذكر الحديث (1). 27 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حماد ابن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أجفاكم يا فضيل لا تزورون الحسين، أما علمتم أن أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة (2). 28 - مل: أبي، عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عجبا " لأقوام يزعمون أنهم شيعة لنا يقال: إن أحدهم يمر به دهره لا يأتي قبر الحسين عليه السلام جفاء منه وتهاونا " وعجزا " وكسلا "، أما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون و لا كسل، قلت: جعلت فداك وما فيه من الفضل ؟ قال: فضل وخير كثير أما أول ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ويقال له: استأنف العمل (3). 29 - مل: أبي وابن الوليد معا عن الحسين بن سعيد، عن علي بن السخت عن حفص المزني، عن عمرو بن بياض، عن أبان بن تغلب قال: قال لي جعفر ابن محمد عليهما السلام: يا أبان متى عهدك بقبر الحسين عليه السلام قلت: لا والله يا ابن رسول الله ما لي به عهد منذحين. قال: سبحان ربي العظيم وبحمده، وأنت من رؤساء الشيعة تترك الحسين لا تزوره، من زار الحسين كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحي عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا أبان بن تغلب لقد قتل الحسين صلوات الله عليه فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث غبر يبكون عليه وينوحون عليه إلى يوم القيامة (4).

 

(1) كامل الزيارات 291. (2 - 3) كامل الزيارات ص 292. (4) كامل الزيارات ص 331.

 

[8]

30 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول: يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الامم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا " أدخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه واله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا " أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك. فكافهم عنا بالرضوان، واكلاهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم. اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا " عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش. فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا " أبدا، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته ؟ يا معاوية لا تدع ذلك، قلت: جعلت فداك فلم أدر أن الأمر يبلغ هذا كله. فقال: يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في


 

[9]

الأرض، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول - الله صلى الله عليه واله ؟ أما تحب أن تكون غدا " ممن تصافحه الملائكة، أما تحب أن تكون غدا فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به ؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يصافح رسول الله صلى الله عليه واله (1). بيان: قوله عليه السلام: ما يتمنى أن قبره كان بيده أي يتمنى أن يكون زاره عليه السلام متيقنا " للموت حافرا " قبره بيده، أو يكون كناية عن أن يكون سببا " لقتل نفسه من جهة زيارته عليه السلام، أو المعنى أنه يتمنى أن يكون الخروج من القبر باختياره فيخرج ويزور، وفي بعض النسخ نبذه بالنون والباء الموحدة و الذال المعجمة أي طرحه، والأظهر أنه تصحيف عنده كما سيأتي بأسانيد أي يتمنى أن يكون قتل لزيارته صلوات الله عليه وقبر عنده، أو يكون القبر حاضرا " عنده فيزوره في تلك الحالة والأول أظهر. 31 - مل: أبي ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا " عن الحميرى، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوف فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السلام (2). 32 - مل: أبي عن سعد، عن موسى مثله (3). 33 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن موسى مثله (4). 34 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عبد الله

 

(1) كامل الزيارات ص 116 صدر الحديث وذيله في حديث مستقل ص 117. (2) كامل الزيارات ص 116 بتفاوت في السند. (3) كامل الزيارات ص 117. (4) نفس المصدر ص 126.

 

[10]

ابن حماد، عن الأصم، عن معاوية مثله (1). 35 - مل: محمد بن الحسين بن مت، عن الأشعري، عن موسى مثله (2). 36 - وحدثني محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية مثله (3). 37 - مل: أبي وعلى بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا، عن العمركى، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن ابن أبى عمير، عن معاوية مثله (4). بيان: لعل هذا الخبر بتلك الأسانيد الجمة محمول على خوف ضعيف يكون مع ظن السلامة، أو على خوف فوات العزة والجاه وذهاب المال لا تلف النفس والعرض، لعمومات التقية، والنهي عن إلقاء النفس إلى التهلكة والله يعلم. ثم اعلم: أن ظاهر أكثر أخبار هذا الباب وكثير من أخبار الأبواب الاتية وجوب زيارته صلوات الله عليه بل كونها من أعظم الفرايض وآكدها، ولا يبعد القول بوجوبها في العمر مرة مع القدرة، وإليه كان يميل الوالد العلامة نور الله ضريحه، وسيأتى التفصيل في حدها للقريب والبعيد، ولا يبعد القول به أيضا والله يعلم. 38 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن حماد ذي الناب، عن رومى، عن زرارة قال: قلت لأبى جعفر عليه السلام: ما تقول فيمن زار أباك على خوف ؟ قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر وتلقاه الملائكة بالبشارة ويقال له: لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك (5). 39 - مل: بهذا الأسناد، عن الاصم، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام

 

(1 - 4) كامل الزيارات ص 118. (5) كامل الزيارات ص 125.

 

[11]

قال: قلت له: إنى أنزل الارجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك فإذا خرجت فقلبي مشفق وجل حتى أرجع خوفا " من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح فقال: يا ابن بكير أما تحب أن يراك الله فينا خائفا "، أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه، وكان محدثه الحسين عليه السلام تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع القيمة، يفزع الناس ولا يفزع، فان فزع وقرته الملائكة، وسكنت قلبه بالبشارة (1). 40 - مل: بهذا الاسناد، عن الأصم، عن مدلج، عن محمد بن مسلم في حديث طويل فقال: قال لى أبو جعفر محمد بن على عليه السلام: هل تأتى قبر الحسين عليه السلام ؟ قلت: نعم على خوف ووجل ؟ فقال له: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة، وزاره النبي صلى الله عليه واله ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، واتبع رضوان الله ثم ذكر الحديث (2).

 

(1) كامل الزيارات ص 125. (2) كامل الزيارات ص 126.

 

[12]

2 * ((باب)) * * " (اقل ما يزار فيه الحسين عليه السلام واكثر) " * * " (ما يجوز تأخير زيارته) " * 1 - مل: أبي، عن الحميرى باسناده رفعه إلى على بن ميمون الصايغ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا علي بلغني أن قوما من شيعتنا يمر بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين عليه السلام، قلت: جعلت فداك إني أعرف اناسا " كثيرا " في هذه الصفة قال: أما والله لحظهم أخطأوا، وعن ثواب الله زاغو، وعن جوار محمد صلى الله عليه واله تباعدوا قلت: جعلت فداك في كم الزيارة ؟ قال: يا علي إن قدرت أن تزوره في كل شهر فافعل، قلت: لا أصل إلى ذلك لأني أعمل بيدي وامور الناس بيدي ولا أقدر أن اغيب وجهي عن مكاني يوما " واحدا ". قال: أنت في عذر ومن كان يعمل بيده، وإنما عنيت من لا يعمل بيده ممن إن خرج في كل جمعة هان ذلك عليه، أما إنه ماله عند الله من عذر ولا عند رسوله من عذر يوم القيامة، قلت: فان أخرج عنه رجلا فيجوز ذلك ؟ قال: نعم وخروجه بنفسه أعظم أجرا " وخيرا له عند ربه، يراه ربه ساهر الليل له تعب النهار، ينظر الله إليه نظرة توجب له الفردوس الاعلى مع محمد وأهل بيته فتنافسوا في ذلك وكونوا من أهله (1). 2 - مل: جعفر بن محمد الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حق على الغني أن يأتي قبر الحسين عليه السلام في السنة مرتين، وحق علي الفقير أن يأتيه في السنة مرة (2). 3 - مل: أبي عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا

 

(1) كامل الزيارات ص 295. (2) كامل الزيارات ص 293.

 

[13]

عن ابن أبي ناب عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). 4 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن ابن رئاب عنه عليه السلام مثله (2). 5 - مل: أبي عن سعد، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عامر بن عمير وسعيد الاعرج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ايتوا قبر الحسين عليه السلام في كل سنة مرة (3). 6 - مل: أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن مسلم عن عامر وسعيد مثله (4). 7 - مل: أبو العباس، عن الزيات، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن ابن مسلم، عن عامر وسعيد الأعرج مثله (5). 8 - مل: جعفر بن محمد الموسوي، عن عبيد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: في السنة مرة إني أكره الشهرة (6). 9 - مل: أبي وابن الوليد، عن ابن أبان، عن الأهوازي، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي مثله (7). 10 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الأهوازي مثله (8). 11 - مل: أبي عن سعد، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن

 

(1) كامل الزيارات ص 294 بتفاوت يسير. (2) التهذيب ج 6 ص 42 وكان الرمز في المتن لكامل الزيارات. (3 - 4) كامل الزيارات ص 294. (5) كامل الزيارات 295. (6 - 8) كامل الزيارات ص 294.

 

[14]

عامر قال: قال علي بن حمزة، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال: لا تجفوه يأتيه الموسر في كل أربعة أشهر، والمعسر لا يكلف نفسا " إلا وسعها، قال: قال العباس: لا أدري قال هذا لعلي أو لأبي ناب (1). 12 - مل: أبي عن سعد، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن صفوان، عن العيص قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل لزيارة القبر صلاة ؟ قال: ليس له شئ مفروض، قال: وسألته في كم يوم يزار ؟ قال: ما شئت (2). 13 - مل: أبي، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث طويل - قلت: ومن يأتيه زائرا " ثم ينصرف متى يعود إليه ؟ وفي كم يأتي ؟ وكم يسع الناس تركه ؟ قال: لا يسع أكثر من شهر، وأما بعيد الدار ففي كل ثلاث سنين، فما جاز ثلاث سنين فلم يأته فقد عق رسول الله صلى الله عليه واله وقطع حرمته إلا من علة (3). 14 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ونحن في طريق المدينة ويريد مكة فقلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله ما لي أراك كئيبا " حزينا منكسرا " ؟ فقال لي: لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مساءلتي، قلت: وما الذي تسمع ؟ قال: ابتهال الملائكة إلى الله تعالى على قتلة أمير المؤمنين وعلى قتلة الحسين ونوح الجن عليهما. وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة حزنهم، فمن يتهنا مع هذا بطعام أو شراب أو نوم ؟ قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم ينصرف متى يعود إليه ؟ وفي كم يسع الناس تركه ؟ أما القريب فلا أقل من شهر، وأما البعيد الدار ففي كل ثلاث

 

(1) كامل الزيارات ص 294. (2) كامل الزيارات ص 295. (3) كامل الزيارات ص 296.

 

[15]

سنين، فما جاز الثلاث سنين فقد عق رسول الله صلى الله عليه واله وقطع رحمه إلا من علة، ولو يعلم زاير الحسين ما يدخل على رسول الله صلى الله عليه واله وما يصل إليه من الفرج وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الأئمة والشهداء منا أهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له وماله في ذلك من الثواب في العاجل والاجل والمذخور له عند الله لأحب أن يكون ما ثم داره ما بقي. وإن زائره ليخرج من رحله فما يقع فيه على شئ إلا دعا له، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي عليه من ذنوبه شيئا " فينصرف وما عليه من ذنب، وقد رفع له من الدرجات مالا يناله المتشحط في دمه في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة أو يمضي ثلاث سنين أو يموت، وذكر الحديث بطوله (1). بيان: قوله عليه السلام لاحب أن يكون ما ثم داره أي يكون داره عنده عليه السلام لا يفارقه، وفي بعض النسخ بالتاء المثناة أي ماتم وما استقر في داره. 15 - مل: أبي، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى جميعا " عن العمركي عن يحيى خادم أبي جعفر عليه السلام عن صفوان الجمال مثله (2). 16 - مل: علي بن الحسين، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن علي ابن عقبة، عن عبيدالله الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إنا نزور قبر الحسين عليه السلام في السنة مرتين أو ثلاثة ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أكره أن تكثروا القصد إليه زوروه في السنة مرة قلت كيف اصلى عليه: قال تقوم خلفه عند كتفيه ثم تصلي على النبي صلى الله عليه واله وتصلي على الحسين صلوات الله عليه (3). 17 - وقال العمركي باسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنه يصلي عند قبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك من طلوع الفجر إلى أن تغيب الشمس ثم يصعدون

 

(1) كامل الزيارات ص 297. (2) كامل الزيارات ص 298. (3) كامل الزيارات ص 296.

 

[16]

وينزل مثلهم فيصلون إلى طلوع الفجر فلا ينبغي للمسلم أن يتخلف عن زيارة قبره أكثر من أربع سنين (1). 18 - وباسناده، عن محمد بن الفضل، عن أبى ناب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: نعم تعدل عمرة ولا ينبغي التخلف عنه أكثر من أربع سنين (2). بيان: يمكن حمل الثلاث على المتوسط في البعد، والأربع على ما كان أبعد منه، أو على اختلاف الناس في القدرة. 19 - تم: محمد بن أحمد بن داود بن عقبة قال: كان جار لي يعرف بعلي بن محمد قال: كنت أزور الحسين عليه السلام في كل شهر ثم علت سني وضعف جسمي فانقطعت عن الحسين عليه السلام مرة، ثم إني خرجت في زيارتي إياه ماشيا " فوصلت في أيام فسلمت وصليت ركعتي الزيارة ونمت فرأيت الحسين عليه السلام قد خرج من القبر و قال لي: يا علي لم جفوتني وكنت لي برا " ؟ فقلت: يا سيدي ضعف جسمي وقصرت خطاي ووقع لي أنها أخرسني فأتيتك في أيام وقد روي عنك شئ أحب أن أسمعه منك ؟ فقال عليه السلام: قل فقلت روي عنك: قال من زارني في حيوته زرته بعد وفاته قال: نعم، قلت ذلك. وإن وجدته في النار أخرجته (3). 20 - ثو: أبي عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن ناجية، عن محمد بن علي، عن عامر بن كثير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لى: كم بينكم وبين الحسين عليه السلام ؟ قال: قلت يوم للراكب، ويوم وبعض يوم للماشي قال: أفتأتيه كل جمعة ؟ قال: قلت لا ما آتيه إلا في الحين قال: ما أجفاك، أما لو كان قريبا " منا لاتخذناه هجرة أي تهاجرنا إليه (4).

 

(1) كامل الزيارات ص 296. (2) كامل الزيارات ص 297. (3) (4) ثواب الاعمال ص 80.

 

[17]

21 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن اليقطيني، عن ابن ناجية مثله (1). 22 - مل: جماعة مشايخي، عن أحمد بن محمد، عن الأشعري مثله (2). 23 - يب: محمد بن احمد بن داود، عن الحسين بن محمد بن علان، عن حميد ابن زياد، عن أحمد بن محمد بن رياح، عن محمد بن يزيد بن المتوكل، عن أحمد ابن الفضل، عن علي بن يحيى، عن محمد بن إسحاق بن عمار، عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن عليه السلام قال: من أتى قبر الحسين عليه السلام في السنة ثلاث مرات أمن من الفقر (3). 24 - أقول: روى مؤلف المزار الكبير باسناده، عن أحمد بن إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام في كل شهر من الثواب ؟ قال: له من الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر (4).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 293. (3) التهذيب ج 6 ص 48. (4) المزار الكبير ص 114.

 

[18]

3 * (باب) * " (الاخلاص في زيارته عليه السلام والشوق إليها) " 1 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلا عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين من الفضل لماتوا شوقا " وتقطعت أنفسهم عليه حسرات قلت: وما فيه ؟ قال: من أتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة متقبلة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة اريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه. فان مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله واكفانه والاستغفار له ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير أن يروعانه، ويفتح له باب إلى الجنة، و يعطى كتابه بيمينه، ويعطى يوم القيامة نورا يضئ لنوره ما بين المشرق والمغرب. وينادي مناد: هذا من زوار قبر الحسين بن علي شوقا " إليه، فلا يبقى أحد في القيامة إلا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين بن علي عليهما السلام (1). 2 - مل: أبي، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن اتى قبر الحسين ؟ قال: من أتى قبر الحسين شوقا " إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي عليه السلام حتى يدخلهما الله جميعا " الجنة (2).

 

(1) كامل الزيارات ص 142. (2) كامل الزيارات ص 143.

 

[19]

3 - مل: أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد العطار عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن قدامة بن ملك، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار الحسين محتسبا " لا أشرا " ولا بطرا " ولا سمعة محصت عنه ذنوبه كما يمضض الثوب في الماء فلا يبقى عليه دنس، ويكتب له بكل خطوة حجة، وكلما رفع قدما " عمرة (1). بيان: المضمضة غسل الاناء وغيره. 4 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أبان الأحمر عن محمد بن الحسين الخزاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما لمن أتى قبر الحسين زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله والدار الاخرة ؟ فقال له: يا هارون من أتى قبر الحسين عليه السلام زائرا " له عارفا " بحقه يريد به وجه الله والدار الاخرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ثم قال لي ثلاثا: ألم أحلف لك ؟ ألم أحلف لك ؟ ألم أحلف لك (2). بيان: لعل الحلف سقط من الراوي أو النساخ أو كان في كلام آخر غير هذا. 5 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن مسكان قال: شهدت أبا عبد الله عليه السلام وقد أتاه قوم من أهل خراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين بن علي عليهما السلام وما فيه من الفضل ؟ قال: حدثني أبي، عن جدي أنه كان يقول: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله من ذنوبه كمولود ولدته امه، وشيعته الملائكة في مسيره فرفرفت على رأسه قد صفوا بأجنحتهم عليه حتى يرجع إلى أهله وسألت الملائكة المغفرة له من ربه، و غشيته الرحمة من أعنان السماء، ونادته الملائكة: طبت وطاب من زرت، وحفظ في أهله (3).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 144 وفى المصدر (يمحص) بدل (يمضمض) (3) كامل الزيارات ص 145.

 

[20]

6 - مل: الحسن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله ابن المغيرة، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما لمن أتى الحسين بن علي عليهما السلام زائرا " عارفا " بحقه غير مستنكف ولا مستكبر ؟ قال: يكتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة وإن كان شقيا " كتب سعيدا " ولم يزل يخوض في رحمة الله (1). 7 - مل: أبي، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان ابن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر الحسين وهو يريد الله عز وجل شيعه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتى يرد إلى منزله (2). 8 - مل: عبيدالله بن الفضل، عن محمد بن هلال، عن عبد الرحمن، عن سعيد ابن خيثم، عن أخيه معمر قال: سمعت زيد بن على يقول: من زار قبر الحسين بن علي عليه السلام لا يريد به إلا الله غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر فاستكثروا من زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم (3). 9 - مل: محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن البرقى، عن أبيه، عن محمد ابن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من زار قبر الحسين عليه السلام لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا أعطاه (4). 10 - ما: المفيد، عن الجعابي، عن الحسين بن محمد بن بشر، عن على بن الحسن ابن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي مريم، عن حمران قال: زرت قبر الحسين عليه السلام فلما قدمت جاءني أبو جعفر محمد بن علي وعمر بن علي بن عبد الله بن علي فقال أبو جعفر عليه السلام: ابشر يا حمران فمن زار قبور شهداء آل محمد عليهم السلام يريد الله بذلك وصلة نبيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه (5).

 

(1) كامل الزيارات ص 144. (2 و 4) كامل الزيارات ص 145. (5) امالي الطوسى ج 2 ص 28 طبع النجف.

 

[21]

11 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب وحدثني محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب. عن بعض أصحابه، عن جويرية بن العلا، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زوار الحسين بن علي عليه السلام ؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله عزوجل فيقول لهم: ما ذا أردتم بزيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ فيقول: يا رب حبا " لرسول الله عليه السلام وحبا " لعلي وفاطمة ورحمة له مما ارتكب منه. فيقال لهم: هذا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم فأنتم معهم في درجتهم الحقوا بلواء رسول الله صلى الله عليه واله، فيكونون في ظله وهو في يد علي عليه السلام حتى يدخلون الجنة جميعا " فيكونون أمام اللواء وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه (1). 4 * (باب) * * (ان زيارته صلوات الله عليه يوجب غفران الذنوب ودخول الجنة) * * (والعتق من النار وحط السيئات ورفع الدرجات واجابة الدعوات) * 1 - ثو، لى: أبي وابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن فائد الحناط، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: من زار قبر الحسين صلى الله عليه واله عارفا " بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2). 2 - مل: أبي عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن إسماعيل مثله (3). 3 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن

 

(1) كامل الزيارات ص 141. (2) ثواب الاعمال ص 77 وامالي الصدوق 142 وليس في اول السند (أبى). (3) كامل الزيارات ص 138.

 

[22]

هند الحناط، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). 4 - لى: القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن أحمد بن عيسى عن عمه محمد بن عبد الله، عن زيد بن علي عليه السلام قال: من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا " بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2). 5 - مل: أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (3). 6 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن صفوان مثله (4). 7 - مل: أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن موسى عليه السلام مثله (5). 8 - مل: الحسين بن عامر، عن المعلى، عن المسترق مثله (6). 9 - مل: القاسم بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (7). 10 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن فائد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام مثله (8). 11 - مل: الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (9).

 

(1) كامل الزيارات ص 139. (2) أمالى الصدوق ص 237. (3) كامل الزيارات ص 138. (4) ثواب الاعمال ص 78. (5) كامل الزيارات ص 138. (6) كامل الزيارات 140. (7 - 8) كامل الزيارات ص 139. (9) كامل الزيارات ص 140.

 

[23]

12 - مل: أبي ومحمد بن الحسن وعلى بن الحسين وجماعة، عن سعد ومحمد ابن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي القمي، عن رجل، عن عبيدالله بن عبد الله وعلي بن الحسين بن علي عن أبيه عليهم السلام مثله (1). 13 - وبهذا الاسناد، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (2) 14 - مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (3). 15 - لى: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن جعفر ابن سليمان، عن عبد الله بن الفضل قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل طوس فقال له: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام وهو يعلم أنه امام مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في سبعين مذنبا "، ولم يسأل الله جل وعز عند قبره حاجة إلا قضاها له (4): 16 - ثو: ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة قال: قلت لأبي - عبد الله عليه السلام: إنهم يروون أن من زار قبر الحسين عليه السلام كانت له حجة وعمرة، قال: والله من زاره عارفا " بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (5). 17 - مل: أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين مثله (6). 18 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله (7).

 

(1 - 3) كامل الزيارات ص 139 وفى سند الاول (التميمي) بدل (القمى). (4) أمالى الصدوق ص 587 صدر حديث. (5) ثواب الاعمال ص 78. (6 - 7) كامل الزيارات ص 138.

 

[24]

19 - ثو: العطار عن أبيه، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي قال: قال أبو الحسن موسى عليه السلام: أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله عليه السلام بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1). 20 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين مثله (2). 21 - ثو: أبي عن سعد ومحمد بن يحيى معا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل يخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه. فإذا أتاه ناجاه الله: عبدي سلني اعطك، ادعني اجبك، اطلب مني اعطك، سلني حاجة أقضها لك، قال: وقال: أبو عبد الله عليه السلام: وحق على الله أن يعطي ما بذل (3). 22 - مل: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله (4). 23 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين مثله (5). 24 - مل: أبي عن ابن أبان، عن ابن اورمة عمن حدثه، عن على بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا علي زر الحسين ولا تدعه قال: قلت: ما لمن أتاه من الثواب ؟ قال: من أتاه ماشيا " كتب الله له بكل خطوة حسنة و محا عنه سيئة ورفع له درجة فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير، ولا يكتبان ما يخرج من فيه من سيئ ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه وقالوا: يا ولي الله مغفور لك أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت

 

(1) ثواب الاعمال ص 78. (2) كامل الزيارات ص 138. (3) ثواب الاعمال ص 82. (4) كامل الزيارات ص 132. (5) كامل الزيارات ص 139.

 

[25]

رسوله والله لا ترى النار بعينك أبدا " ولا تراك ولا تطعمك أبدا " (1). 25 - مل: أبي عن سعد والحميري معا "، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد العظيم الحسني، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن أبي حماد الأعرابي، عن سدير الصيرفي قال: كنا عند أبي جعفر عليه السلام فذكر فتى قبر الحسين عليه السلام فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما أتاه عبد فخطا خطوة إلا كتبت له حسنة وحطت عنه سيئة (2). 26 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الرحمن بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب ويكتب له بكل خطوة خطاها وكل يد رفعتها دابته، ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ويرفع له ألف درجة (3). 27 - مل: أبى وعلي بن الحسين معا، عن سعد، عن محمد بن أحمد بن محمد ابن حمدان القلانسى، عن محمد بن الحسين المحاربي، عن أحمد بن ميثم، عن محمد بن عاصم، عن عبد الله بن النجار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تزورون الحسين و تركبون السفن ؟ فقلت: نعم، فقال: أما علمت أنه إذا انكفت بكم نوديتم: ألا طبتم وطابت لكم الجنة (4). بيان: قوله إذا انكفت بكم مخفف من المهموز من قولهم كفأت الاناء أي قلبته وكببته. 28 - مل: أبي، عن سعد، عن العباس بن عامر، عن يوسف الأنباري، عن فائد الحناط قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنهم يأتون قبر الحسين بالنوايح والطعام قال: قد سمعت، قال: فقال: يا فائد من أتى قبر الحسين بن على عليه السلام عارفا " بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (5).

 

(1) كامل الزيارات ص 133. (2 - 3) كامل الزيارات ص 134. (4) كامل الزيارات ص 135. (5) كامل الزيارات ص 139.

 

[26]

29 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن على، عن أحمد بن عائذ، عن أبى يعقوب الأبزاري، عن فائد، عن عبد صالح قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك إن الحسين قد زاره الناس من يعرف هذا الأمر ومن ينكره، وركبت إليه النساء، ووقع حال الشهرة وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة. قال: فمكث مليا " لا يجيبني ثم أقبل علي فقال: يا عراقى إن شهروا أنفسهم فلا تشهر أنت نفسك، فوالله ما أتى الحسين آت عارفا بحقه إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1). 30 - مل: أبى وأخى وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن محمد العطار عن العمركى، عن صندل، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لزوار الحسين بن علي عليه السلام يوم القيامة فضلا على الناس قلت: وما فضلهم ؟ قال: يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاما، وسائر الناس في الحساب والموقف (2). 31 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أتى قبر الحسين تشوقا " إليه كتبه الله من الآمنين يوم القيامة، وأعطى كتابه بيمينه، وكان تحت لواء الحسين بن علي عليهما السلام حتى يدخل الجنة فيسكنه في درجته إن الله عزيز حكيم (3). 32 - ثو، مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن الخشاب، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن زائر الحسين صلوات الله عليه جعل ذنوبه جسرا " على باب داره ثم عبرها، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبر (4).

 

(1) كامل الزيارات ص 140. (2) كامل الزيارات ص 137. (3) كامل الزيارات ص 142. (4) كامل الزيارات ص 152 وثواب الاعمال ص 82.

 

[27]

33 - مل: أبي، عن ابن أبان، عن ابن اورمة، عن زكريا المؤمن، عن الكاهلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمد صلى الله عليه واله فليكن للحسين عليه السلام زايرا " ينال من الله أفضل الكرامة وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا ولو كانت ذنوبه عدد رمل عالج و جبال تهامة وزبد البحر، إن الحسين بن علي عليهما السلام قتل مظلوما " مضطهدا " نفسه، و عطشانا " هو وأهل بيته وأصحابه (1). 34 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله ابن وضاح، عن عبد الله بن شعيب التميمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال ينادي مناد يوم القيامة: أين شيعة آل محمد ؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله فيقومون ناحية من الناس، ثم ينادي مناد: أين زوار قبر الحسين عليه السلام ؟ فيقوم اناس كثير فيقال: لهم: خذوا بيد من أحببتم انطلقوا به إلى الجنة فيأخذ الرجل من أحب، حتى أن الرجل من الناس يقول لرجل: يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذاو كذا فيدخله الجنة لا يدفع ولا يمنع (2). 35 - مل: أبي، عن ابن أبان، عن ابن اورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن لله في كل يوم وليلة مائة ألف لحظة إلى الأرض يغفر لمن يشاء منه، ويعذب من يشاء منه، ويغفر لزائري قبر الحسين بن علي عليهما السلام خاصة ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا " من كان، قلت: وإن كان رجلا قد استوجب النار ؟ قال: وإن كان، ما لم يكن ناصبيا (3). 36 - ثو: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن الحسين بن عبيدالله، عن ابن أبي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حسين إنه من خرج

 

(1) كامل الزيارات ص 153. (2 - 3) كامل الزيارات ص 166.

 

[28]

من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام إن كان ماشيا " كتبت له بكل خطوة حسنة ومحا عنه سيئة، وإن كان راكبا " كتبت له بكل خطوة حسنة وحط بها عنه سيئة حتى إذا صار في الحير كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له: إن رسول الله يقرئك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى (1). 37 - يب: سعد ومحمد بن يحيى وعبد الله بن جعفر وأحمد بن إدريس جميعا " عن الحسين بن عبد الله مثله (2). 5 * (باب) * * " (ان زيارته عليه الصلاة والسلام تعدل) " * * " (الحج والعمرة والجهاد والاعتاق) " * 1 - مل: أبي وعلي بن الحسين والكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن البزنطي قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام عمن أتى قبر الحسين صلوات الله عليه قال: تعدل عمرة (3). (2) ثو: أبي عن علي بن إبراهيم مثله (4). 3 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عثمان، عن إسماعيل ابن عباد، عن الحسن بن علي، عن أبي سعيد المدايني قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسين ؟ قال: نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه واله أطيب الاطيبين وأطهر الطاهرين وأبر الابرار، فإذا زرته

 

(1) ثواب الاعمال ص 82. (2) التهذيب ج 6 ص 43. (3) كامل الزيارات ص 154. (4) ثواب الاعمال ص 78.

 

[29]

كتبت لك اثنتان وعشرون حجة (1). 4 - ثو: أبي عن محمد بن يحيى، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين مثله (2). 5 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه تعدل عمرة مبرورة متقبلة (3). 6 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن سنان مثله (4). (7) - مل: أبي ومحمد بن عبد الله معا "، عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي، عن محمد بن سنان مثله (5). 8 - مل: أبي وابن الوليد عن سعد، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسين بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال لي: ما تقول أنت فيه ؟ فقلت: بعضنا يقول حجة، وبعضنا يقول عمرة، فقال: هي عمرة مقبولة (6). 9 - ثو: أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن موسى مثله إلا أن فيه عمرة مبرورة (7). 10 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن محمد بن علي، عن إبراهيم بن يحيى القطان، عن أبيه أبي البلاد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال: ما تقولون أنتم ؟ قلت: نقول حجة وعمرة قال:

 

(1) كامل الزيارات ص 154 وفيه (عمرة) بدل (حجة). (2) ثواب الاعمال ص 79. (3) كامل الزيارات ص 155. (4) ثواب الاعمال ص 78. (5 و 6) كامل الزيارات ص 155. (7) ثواب الاعمال ص 78.

 

[30]

تعدل عمرة مبرورة (1). 11 - مل: علي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن أشيم، عن صفوان قال: سألت الرضا عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أي شئ فيه من الفضل ؟ قال: تعدل عمرة (2). 12 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان مثله (3). 13 - مل: جماعة أصحابنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار، عن العمركى عن بعض أصحابه عن بعضهم عليهم السلام قال: أربع عمر تعدل حجة، وزيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة (4). 14 - مل: بهذا الاسناد، عن العمركى عمن حدثه، عن محمد بن الفضيل عن أبي باب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: تعدل عمرة ولا ينبغي التخلف عنه أكثر من أربع سنين (5)، 15 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب عن جميل بن دراج، عن فضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه واله وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام تعدل حجة مبرورة مع رسول الله صلى الله عليه واله (6). 16 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن حريز، عن فضيل مثله (7). 17 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن حريز مثله (8). 18 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: سمعت

 

(1 - 4) كامل الزيارات ص 155. (5) كامل الزيارات ص 156 (6 - 8) كامل الزيارات ص 157.

 

[31]

أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجة مبرورة (1). 19 - مل: أبي، عن سعد، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن عباس بن عامر عن عبد الله بن عبيد الأنباري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إنه ليس كل سنة يتهيأ لي ما أخرج به إلى الحج فقال: إذا أردت الحج ولم يتهيأ لك فأت قبر الحسين فانها تكتب لك حجة، وإذا أردت العمرة ولم يتهيأ لك فائت قبر الحسين عليه السلام فانها تكتب لك عمرة (2). 20 - مصبا: عن عبد الله بن عبيد مثله (3). 21 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم، عن عبد الكريم بن حسان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يقال: إن زيارة قبر الحسين تعدل حجة وعمرة ؟ قال: فقال: إنما الحج والعمرة ههنا ولو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له فأتاه كتبت له حجة، ولو أن رجلا أراد العمرة فلم يتهيأ له كتبت له عمرة (4). 22 - مل: جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير مثله (5). 23 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب عن جميل بن صالح، عن فضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حجة مبرورة مع رسول الله صلى الله عليه واله (6). 24 - مل: محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن الحسن بن سعيد، عن صفوان عن حريز وابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل عنهما قالا: زيارة قبر رسول الله

 

(1 و 2) كامل الزيارات ص 156. (3) مصباح الطوسى ص 498. (4) كامل الزيارات ص 156. (5) كامل الزيارات ص 158. (6) كامل الزيارات ص 157.

 

[32]

صلى الله عليه وآله وزيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله (1). 25 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن اليقطيني، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له ذلك فأتي الحسين عليه السلام فعرف عنده يجزيه ذلك من الحج (2). 26 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام إن رأى سيدي أن يخبرني بأفضل ما جاء به في زيارة أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام وهل تعدل ثواب الحج لمن فاته ؟ فكتب صلى الله عليه وآله: تعدل الحج (لمن فاته الحج) (3). 27 - مل: جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسى، عن ام سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال: تعدل حجة وعمرة، ومن الخير هكذا وهكذا و أومى بيده (4). 28 - كتاب حسين بن عثمان، عن ام سعيد مثله (5). 29 - مل أبي وابن الوليد معا "، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة قال: سأل رجل أبا - عبد الله عليه السلام وأنا عنده فقال: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال: إن الحسين وكل الله به أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة: فقلت له: بأبي أنت وامي روي عن أبيك في الحج والعمرة ؟ قال: نعم حجة وعمرة حتى عد عشرة (6). 30 - ثو: ابن الوليد مثله (7). 31 - مل: أبي وعلي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشاء

 

(1 - 3) كامل الزيارات ص 157. (4) كامل الزيارات ص 158. (5) كتاب حسين بن عثمان ص 109 ضمن الاصول الستة عشر. (6) كامل الزيارات ص 158. (7) ثواب الاعمال ص 78.

 

[33]

عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن رجل سأل أبا جعفر عليه السلام عن زيارة قبر الحسين فقال: انه يعدل حجة وعمرة وقال بيده هكذا من الخير يقول بجميع يديه هكذا (1). 32 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى ومحمد بن عبد الحميد وعن يونس ابن يعقوب، عن ام سعيد الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي شئ تذكر في زيارة قبر الحسين عليه السلام من الفضل ؟ قال: نذكر فيه يا ام سعيد فضل حجة و عمرة وخيرها كذا وبسط يده ونكس أصابعه (2). 33 - مل: أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من مواليه: يا فلان أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ؟ قال: نعم اني أزوره بين ثلاث سنين مرة، فقال له وهو مصفر وجهه: أما والله الذي لا إله إلا هو لو زرته كان أفضل مما أنت فيه. فقال له: جعلت فداك أكل هذا الفضل ؟ فقال نعم والله لو أني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأسا وما حج منكم أحد، ويحك أما علمت أن الله اتخذ كربلاء حرما " آمنا " مباركا " قبل أن يتخذ مكة حرما ". قال ابن أبي يعفور فقلت له: قد فرض الله على الناس حج البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال: وإن كان كذلك فان هذا شئ جعله الله هكذا أما سمعت قول أبي أمير المؤمنين حيث يقول: إن باطن القدم أحق بالمسح من ظاهر القدم ولكن الله فرض هذا على العباد أو ما علمت أن الموقف لو كان في الحرم كان أفضل لأجل الحرم ولكن الله صنع ذلك في غير الحرم (3) 34 - ثو: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن محمد

 

(1) كامل الزيارات ص 158. (2) كامل الزيارات ص 159. (3) نفس المصدر ص 266.

 

[34]

ابن صدقة، عن صالح النيلى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا " بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله (1). 35 - ثو: بهذا الاسناد، عن ابن صدقة، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر أبى عبد الله عليه السلام كتب الله له ثمانين حجة مبرورة (2). 36 - ثو: أبي عن الحميري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدايني قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك آتي قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: نعم يا أبا سعيد ائت قبر ابن رسول الله أطيب الطيبين وأطهر الأطهرين وأبر الأبرار، وإذا زرته كتب الله لك عتق خمس وعشرين رقبة (3). 37 - مل: أبو العباس، عن محمد بن الحسين مثله (4). 38 - مل: أبي، عن عدة من أصحابنا، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد ابن إسماعيل مثله (5). 39 - ثو: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن زار الحسين ابن علي عليه السلام عارفا " بحقه في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة وعشرون عمرة مبرورات متقبلات وعشرون غزوة مع نبي مرسل وإمام عادل (6). 40 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين مثله (7). 41 - مل: أبي، عن سعد مثله (8).

 

(1 - 2) ثواب الاعمال ص 84. (3) ثواب الاعمال ص 83. (4) كامل الزيارات ص 164. (5) كامل الزيارات ص 165. (6) ثواب الاعمال ص 81. (7 - 8) كامل الزيارات ص 183.

 

[35]

42 - مل: أبي وابن الوليد معا "، عن سعد، عن اليقطيني، عن صفوان وجعفر ابن عيسى، عن الحسين بن أبي غندر، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الحسين بن علي عليه السلام ذات يوم في حجر النبي صلى الله عليه واله يلاعبه ويضاحكه فقالت عايشة: يا رسول الله ما أشد إعجابك بهذا الصبى ؟ فقال لها: ويلك وكيف لا احبه ولا اعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني أما إن امتي ستقلته فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي. قالت: يا رسول الله حجة من حججك ؟ قال: نعم وحجتين من حججى قالت: يا رسول الله حجتين من حججك ؟ قال: نعم وأربعة قال فلم تزل تزاده ويزيد و يضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله عليه السلام بأعمارها (1). 43 - ما: الحسين بن إبراهيم القزوينيعن محمد بن وهبان، عن علي بن حبشي، عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين ابن أبي غندر مثله (2). 44 - ب: عنهما، عن حنان قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه فانه بلغنا عن بعضكم أنه قال: تعدل حجة وعمرة ؟ قال فقال: ما أضعف هذا الحديث ما تعدل هذا كله ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيد شباب الشهداء وسيد شباب أهل الجنة وشبيه يحيى بن زكريا وعليهما بكت السماء والأرض (3). بيان: لعل المراد أنها لا تعدل الواجبين من الحج والعمرة والأظهر انه محمول على التقية. 45 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن ام سعيد الاحمسية قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وقد بعثت من يكتري لي حمارا " إلى قبور الشهداء فقال: ما يمنعك من سيد الشهداء ؟ قالت قلت: ومن هو ؟ قال: الحسين بن علي قالت: قلت وما لمن زاره ؟ قال: عمرة وحجة مبرورة ومن الخير

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 68. (3) قرب الاسناد ص 48.أمالى الطوسى ج 2 ص 281، فليصحح تخريج الحديث ذيل الصفحة ص 23.

 

[36]

كذا وكذا ثلاث مرات بيده (1). 46 - ثو: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله (2). 47 - مل: أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا "، عن سعد، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن ام سعيد الأحمسية قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارا " على أن أطوف على قبور الشهداء فقلت: لابل أبدأ بابن رسول الله صلى الله عليه واله فأدخل عليه فأبطأت على المكاري قليلا " فهتف بي فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما هذا يا ام سعيدة ؟ قلت: جعلت فداك تكاريت حمارا " لأدور على قبور الشهداء قال: أفلا أخبرك بسيد الشهداء ؟ قلت بلى، قال: الحسين بن علي عليه السلام، قلت: وإنه لسيد الشهداء ؟ قال: نعم، قلت: فما لمن زاره قال: حجة وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا (3). 48 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن بشير السراج عن أبي سعيد القاضي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غريفة له وعنده مرازم فسمت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أتى قبر الحسين ماشيا كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أتاه في سفينة فكفئت بهم سفينتهم نادى مناد من السماء: طبتم وطابت لكم الجنة (4). 49 - مل: على بن الحسين، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى قبر الحسين صلى الله عليه عارفا " بحقه كان كمن حج ثلاث حجج مع رسول الله صلى الله عليه واله (5). 50 - مل: محمد بن الحسين بن مت الجوهرى، عن الأشعري، عن موسى بن عمر

 

(1) كامل الزيارات ص 109. (2) ثواب الاعمال ص 88. (3) كامل الزيارات ص 110. (4) كامل الزيارات ص 134. (5) كامل الزيارات ص 140.

 

[37]

عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين صلوات الله عليه قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم ثم يثني بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم (1). 51 - مل: أبي عن أحمد بن إدريس، عن العمركي، عن صندل، عن ابن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار الحسين عليه السلام في كل شهر من الثواب ؟ قال: له من الثواب ثواب مائة ألف شهيد مثل شهداء بدر (2). 52 - ثو: ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن موسى بن القاسم الحضرمي قال: قدم أبو عبد الله عليه السلام في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف فقال: يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق فانظر فانه سيجيئك رجل من ناحية القادسية، فإذا دنا منك فقل له: ههنا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه واله يدعوك فسيجئ معك. قال: فذهبت حتى قمت على الطريق والحر شديد فلم أزل قائما " حتى كدت أعصي وأنصرف وأدعه، إذ نظرت إلى شئ مقبل شبه رجل على بعير، قال: فلم أزل أنظر إليه حتى دنا مني فقلت له: يا هذا ههنا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه واله يدعوك وقد وصفك لي. قال: اذهب بنا إليه، قال: فجئته حتى أناخ بعيره ناحية قريبا " من الخيمة

 

(1) كامل الزيارات ص 165 والمراد بالتجلى في هذا الخبر وامثاله، وكذا الاتيان والمخالطة وأشباهها هو معنى واحد وذلك هو تجليه بمظاهر الجلال والعظمة تشريفا " لتلك البقعة الطاهرة وتقديسا " لمن حل فيها وتحليلا " لمن أمها كما تجلى سبحانه وتعالى للجبل فجعله دكا فكان تجليه للجبل تجلى قهر وجبروت لذلك خر موسى عليه السلام صعقا " وفى المقام تجلى عطف ولطف ولذلك التجلى آثار يدركها كل زائر حسب مرتبته في الايمان ويتفاوتون في ذلك فبعضهم بقضاء الحوائج وغفران الذنوب، ومن كشف له الغطاء كالامام المعصوم عليه السلام بأرقى من ذلك. (2) كامل الزيارات ص 183.

 

[38]

قال: فدعا به فدخل الأعرابي إليه فدنوت أنا فصرت على باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهما فقال أبو عبد الله عليه السلام: من أين قدمت ؟ قال: من أقصى اليمن قال: فأنت من موضع كذا وكذا ؟ قال: نعم أنا من موضع كذا وكذا، قال: فيما جئت ههنا قال: جئت زائرا " للحسين عليه السلام. فقال أبو عبد الله عليه السلام: فجئت من غير حاجة ليس إلا الزيارة ؟ قال: جئت من غير حاجة ليس إلا أن اصلي عنده وأزوره واسلم عليه وأرجع إلى أهلي، قال له أبو عبد الله عليه السلام: وما تروون في زيارته ؟ قال: نروي في زيارته إنا نرى البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا. قال: فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أفلا أزيدك من فضله فضلا يا أخا اليمين ؟ قال: زدني يابن رسول الله قال: إن زيارة أبي عبد الله عليه السلام تعدل حجة مقبولة متقبلة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه واله، فتعجب من ذلك فقال: اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله صلى الله عليه واله فتعجب من ذلك فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام يزيد حتى قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه واله (1). 53 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين مثله (2). 54 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد، عن حميد بن زياد عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يزيد، عن أحمد بن الفضل، عن علي بن معمر عن بعض أصحابنا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن فلانا أخبرني أنه قال لك: إني حججت تسع عشرة حجة وتسع عشرة عمرة فقلت له: حج حجة اخرى واعتمر عمرة اخرى تكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال: أيما أحب إليك أن تحج عشرين حجة وتعتمر عشرين عمرة أو تحشر مع الحسين عليه السلام ؟ فقلت: لا بل أحشر مع الحسين عليه السلام قال: فزر أبا عبد الله عليه السلام (3).

 

(1) ثواب الاعمال ص 84. (2) كامل الزيارات ص 162. (3) التهذيب ج 6 ص 47.

 

[39]

55 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن الحسن بن عطية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجة وعمرة أو عمرة وحجة وذكر الحديث (1). 56 - مل: بهذا الاسناد، عن أبان بن عثمان، عن أبي فلان الكندي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أتى قبر الحسين كتب الله له حجة وعمرة (2). 57 - مل: محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار عن أبي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي خارجة قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام في حديث طويل يقول في آخره: بأبي أنت وامي رووا عن أبيك في الحج، قال: نعم حجة وعمرة حتى عد عشرة (3). 58 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن العمركي عمن حدثه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن مصادف قال: حدثني مالك الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: من أتاه زايرا له عارفا " بحقه كتب الله له حجة ولم يزل محفوظا حتى يرجع قال: فمات مالك في تلك السنة فحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: إن مالكا " حدثني بحديث عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: هاته فحدثته فلما فرغت قال: نعم يا محمد حجة وعمرة (4). 59 - مل: أبي، عن محمد بن يحيى، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الزيارة إلى قبر الحسين عليه السلام حجة، وبعد الحجة حجة وعمرة بعد حجة الاسلام (5).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 159. (3 - 4) كامل الزيارات ص 160. (5) كامل الزيارات ص 158. (*)

 

[40]

60 - مل: بهذا الاسناد، عن يونس، عن الرضا عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام فقد حج واعتمر، قال: قلت يطرح عنه حجة الاسلام ؟ قال لا: هي حجة الضعيف حتى يقوى ويحج إلى بيت الله الحرام، أما علمت أن البيت يطوف به كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا أدركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتى الصباح، وإن الحسين لأكرم على الله من البيت وإنه في وقت كل صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة (1). 61 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد، عن حبيب، عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وكل الله بقبر الحسين صلوات الله عليه أربعة آلاف ملك شعثا غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة، وإتيانه تعدل حجة وعمرة وقبور الشهداء (2). بيان: أي وتعدل مع الحج والعمرة إتيان قبور الشهداء بالمدينة أيضا "، أو المعنى أن إتيان قبور الشهداء عنده تعدل حجة وعمرة أيضا "، والظاهر أنه من زيادات النساخ. 62 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فمر قوم على حمر قال: أين يريد هؤلاء ؟ قلت: قبور الشهداء قال: فما يمنعهم من زيارة الشهيد الغريب فقال له رجل من أهل العراق: وزيارته واجبة ؟ قال: زيارته خير من حجة وعمرة، حتى عد عشرين حجة وعمرة، ثم قال: مبرورات متقبلات. قال: فوالله ما قمت من عنده حتى أتاه رجل فقال له: إني قد حججت تسعة عشر حجة فادع الله لي أن يرزقني تمام العشرين، قال: فهل زرت قبر الحسين ؟ قال: لا قال: إن زيارته خير من عشرين حجة (3).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 159. (3) كامل الزيارات ص 160.

 

[41]

63 - مل: علي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن إسماعيل مثله (1). 64 - ثو: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله (2). 65 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن العمركي عمن حدثه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال: فيها حجة وعمرة (3). 66 - مل: أبي عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: زيارة الحسين عليه السلام تعدل عشرين حجة وأفضل من عشرين حجة (4). 67 - مل: الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد باسناده مثله (5). 68 - ثو ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى مثله (6). 69 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن ابن عيسى مثله إلا أن فيه وأفضل من عشرين عمرة وحجة (7). 70 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدايني قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين ابن رسو ل الله صلى الله عليه واله أطيب الأطيبين وأطهر الطاهرين وأبر الأبرار فانك إذا زرته كتب الله لك به خمسة وعشرين حجة (8).

 

(1) كامل الزيارات ص 163. (2) ثواب الاعمال ص 85. (3) كامل الزيارات 160. (4 - 5) كامل الزيارات ص 161. (6) ثواب الاعمال ص 83. (7) التهذيب ج 6 ص 47. (8) كامل الزيارات ص 161.

 

[42]

71 - مل: الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل باسناده مثله (1). 72 - ثو: أبي عن سعد، عن ابن أبي الخطاب مثله (2). 73 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن النضر، عن شهاب بن عبد ربه أو عن رجل، عن شهاب، عن أبي عبد الله عليه السلام فقال: سألني فقال: يا شهاب كم حججت من حجة ؟ فقلت: تسعة عشر حجة، فقال لي: تتمها عشرين حجة تحسب لك بزيارة الحسين عليه السلام (3). 74 - ثو: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله إلا أن فيه تكتب لك زيارة الحسين عليه السلام (4). 75 - مل: أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن حذيفة ابن منصور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام كم حججت ؟ قلت: تسعة عشر، قال: فقال: أما إنك لو أتممت أحدا وعشرين حجة لكنت كمن زار الحسين عليه السلام (5). 76 - ثو: ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن الحسين مثله (6). 77 - مل: أبي عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد ابن صدقة، عن صالح النيلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا " بحقة كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله (7). 78 - مل: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صدقة، عن مالك بن

 

(1) كامل الزيارات 161. (2) ثواب الاعمال ص 83. (3) كامل الزيارات ص 161 (4) ثواب الاعمال ص 83 وكان الرمز في المتن مل لكامل الزيارات. (5) كامل الزيارات ص 162. (6) ثواب الاعمال ص 83. (7) كامل الزيارات ص 162.

 

[43]

عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام كتب الله له ثمانين حجة مبرورة (1). 79 - مل: أبي وعلي بن الحسين معا "، عن سعد، عن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن محمد بن صدقة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: تكتب له حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله، قال: قلت له: جعلت فداك حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: نعم وحجتان، قال: قلت له: جعلت فداك حجتان ؟ قال: قال: نعم وثلاث، فما زال يعد حتى بلغ عشرا "، قال: قلت: جعلت فداك عشر حجج مع رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: نعم وعشرون حجة، قلت: جعلت فداك وعشرون ؟ فما زال يعد حتى بلغ خمسين فسكت (2). 80 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام زائرا " عارفا " بحقه غير مستكبر ولا مستنكف ؟ قال: يكتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقيا " كتب سعيدا "، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزوجل (3). 81 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن محمد ابن صدقة، عن صالح النيلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا " بحقه كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة، وكمن حمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة (4). 82 - ثو: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله (5). 83 - مل: أبي والكليني، عن محمد العطار، عن ابن أبي الخطاب باسناده مثله (6).

 

(1) كامل الزيارات ص 162. (2) كامل الزيارات ص 163. (3 - 4) كامل الزيارات ص 164. (5) ثواب الاعمال ص 79. (6) كامل الزيارات ص 164.

 

[44]

بيان: لعل اختلافات هذه الأخبار في قدر الفضل والثواب محمولة على اختلاف الأشخاص والأعمال وقلة الخوف والمسافة وكثرتهما، فان كل عمل من أعمال الخير يختلف ثوابها باختلاف مراتب الاخلاص والمعرفة والتقوى وساير الشرايط التي توجب كمال العمل، على أنه يظهر من كثير من الأخبار أنهم كانوا يراعون أحوال السائل في ضعف إيمانه وقوته لئلا يصير سببا " لانكاره وكفره وأنهم كانوا يكلمون الناس على قدر عقولهم. 84 (أقول: وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد رفع الله درجته نقلا من مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال: روي أنه دخل النبي صلى الله عليه وآله يوما " إلى فاطمة عليها السلام فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فلما أكلوا سجد رسول الله صلى الله عليه واله وأطال سجوده ثم بكى ثم ضحك ثم جلس وكان أجرأهم في الكلام علي عليه السلام فقال: يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك فقال صلى الله عليه واله: إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا ". فهبط جبرئيل عليه السلام يقول: سجدت شكرا " لفرحك بأهلك ؟ فقلت: نعم فقال: ألا اخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟ فقلت: بلى يا أخي يا جبرئيل فقال: أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك بعد أن تظلم ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها وأما ابن عمك فيظلم ويمنع حقه ويقتل، وأما الحسن فانه يظلم ويمنع حقه ويقتل بالسم، وأما الحسين فانه يظلم ويمنع حقه وتقتل عترته وتطؤه الخيول وينهب رحله وتسبى نساؤه وذراريه ويدفن مرملا بدمه ويدفنه الغرباء. فبكيت وقلت وهل يزوره أحد ؟ قال يزوره الغرباء قلت: فما لمن زاره من الثواب ؟ قال: يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة كلها معك، فضحك) (1).

 

(1) ما بين القوسين ساقط من مطبوعة الكمبانى وموجود في طبعة تبريز وعنها أثبتناه.

 

[45]

6 * (باب) * * " (ان زيارته صلوات الله عليه توجب طول العمر وحفظ) " * * " (النفس والمال وزيادة الرزق) " * * " (وتنفس الكرب وقضاء الحوائج) " * 1 - مل: جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن إلى جانبكم لقبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته وقضى حاجته (1). بيان: يحتمل أن يكون المراد به قبر أمير المؤمنين عليه السلام. 2 - مل: بهذا الاسناد، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن إلى جانبكم قبرا " ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته وقضى حاجته وإن عنده لأربعة آلاف ملك منذ قبض شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره شيعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا جنازته (5). 3 - مل: أبي، عن سعد، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن كرام، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: إن الحسين عليه السلام قتل مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيه مكروب إلا رده الله مسرورا " (3). 4 - مل: جماعة مشايخي أبي وابن الوليد، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن العمركي، عن يحيى - وكان في خدمة أبي جعفر الثاني عليه السلام - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن بظهر الكوفة لقبرا " ما أتاه مكروب قط إلا فرج الله

 

(1 - 3) كامل الزيارات ص 167.

 

[46]

كربته يعني قبر الحسين عليه السلام (1). 5 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلا، عن محمد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الحسين صاحب كربلا قتل مظلوما " مكروبا عطشانا " لهفانا " فآلى الله عزو جل على نفسه أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا من به عاهة ثم دعا عنده وتقرب بالحسين بن علي عليه السلام إلى الله عزوجل إلا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنبه ومد في عمره وبسط في رزقه فاعتبروا يا اولي الأبصار (2). 6 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن ناجية، عن عامر بن كثير عن أبي النمير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن ولايتنا عرضت على أهل الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة، وذلك أن قبر علي عليه السلام فيها وإن إلى لزقه لقبر آخر - يعني قبر الحسين صلوات الله عليهما - فما من آت يأتيه يصلي عنده عليه السلام ركعتين أو أربعة ثم يسأل الله حاجة إلا قضاها له وإنه ليحف به كل يوم ألف ملك (3). بيان: إلى لزقه بالكسر أي إلى جنبه. 7 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن الوليد بن حسان، عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: دعاني الشوق إليك أن تجشمت إليك على مشقة فقال لي: لا تشك ربك فهلا أتيت من كان أعظم حقا " عليك مني ؟ فكان من قوله: " فهلا أتيت من كان أعظم حقا " عليك مني " أشد علي من قوله " لا تشك ربك ". قلت: ومن أعظم علي حقا " منك ؟ قال: الحسين بن علي ألا أتيت الحسين فدعوت الله عنده وشكوت إليه حوايجك (4). 8 - ثو: أبي عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن صالح، عن عبد الله ابن هلال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال لي: يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن يحفظه الله في نفسه وماله حتى يرده إلى

 

(1 - 4) كامل الزيارات 168.

 

[47]

أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ له (1). 9 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن صالح ابن عقبة. عن ابن هلال مثله (2). 10 - مل: محمد الحميري، عن الحسن بن علي بن زكريا، عن الهيثم بن عبد الله عن الرضا، عن أبيه عليهما السلام قال: قال الصادق عليه السلام: إن أيام زائر الحسين بن علي عليهما السلام لا تعد من آجالهم (3). 11 - مل: محمد الحميرى، عن أبيه، عن محمد بن عبد الحميد، عن ابن عميرة عن ابن حازم قال: سمعناه يقول: من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين أنقص الله من عمره حولا ولو قلت: إن أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا "، و ذلك أنكم تتركون زيارته، فلا تدعوا زيارته يمد الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم، فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك، فان الحسين بن على شاهد لكم عند الله وعند رسوله وعند علي وفاطمة (4). 12 - مل: أبى وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البزنطى، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عبد الملك الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا عبد الملك لا تدع زيارة الحسين بن علي، ومر أصحابك بذلك يمد الله في عمرك ويزيد الله في رزقك، ويحييك الله سعيدا "، ولا تموت إلا سعيدا "، ويكتبك سعيدا " (5). 13 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن صباح الحذاء عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: زوروا الحسين ولو كل سنة فان كل من أتاه عارفا بحقه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنة ورزق رزقا "

 

(1) ثواب الاعمال ص 82. (2) كامل الزيارات ص 133. (3) كامل الزيارات ص 136. (4 - 5) كامل الزيارات ص 151. (*)

 

[48]

واسعا "، وآتاه الله من قبله بفرج عاجل وذكر الحديث (1). 14 - مل: جماعة أصحابنا، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب مثله (2). 15 - مل: أبي عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عمن حدثه، عن عبد الله بن وضاح، عن داود الحمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يزر قبر الحسين عليه السلام فقد حرم خيرا " كثيرا " ونقص من عمره سنة (3). 16 - ثو: ابن المتوكل، عن السعد آبادي عن البرقي، عن أبيه، عن ابن مسكان عن ابن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام: أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا "، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلا رده وقلبه إلى أهله مسرورا " (4). 17 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن ابن الوليد، عن الحسن بن متيل و غيره من الشيوخ، عن البرقي، عن ابن فضال، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد ابن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فان إتيانه يزيد في الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر له بالامامة من الله (5).

 

(1 - 3) كامل الزيارات 151. (2) ثواب الاعمال ص 88. (5) التهذيب ج 6 ص 42.

 

[49]

7 * (باب) * * " (ان زيارته عليه السلام من أفضل الاعمال) " * 1 - مل: أبي وجماعة أصحابنا، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشا، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: إنه أفضل ما يكون من الأعمال (1). 2 - مل: باسناده، عن أبي سلمة مثله (2). (3) مل: أبى وجماعة أصحابنا، عن سعد، عن أحمد بن عيسى، عن الوشا عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عائذ مثله (3). 4 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن رجل عن أبان الأزرق، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب الأعمال إلى الله زيارة قبر الحسين عليه السلام وأفضل العمال عند الله إدخال السرور على المؤمن، وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد باك (4). 5 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن البرقي، عن أبي الجهم، عن أبي - خديجة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يبلغ من زيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام ؟ قال: أفضل ما يكون من الأعمال (5).

 

(1 - 5) كامل الزيارات 146.

 

[50]

8 * (باب) * * " (فضل الانفاق في طريق زيارته) " * * " (وثواب من جهز إليه رجلا) " * أقول: قد أوردنا كثيرا " من أخبار الباب في باب دعاء الأنبياء والملائكة لزواره عليه السلام وغيره. 1 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن ابن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن أباك كان يقول في الحج يحسب له بكل درهم أنفقه ألف، فما لمن ينفق في المسير إلى أبيك الحسين عليه السلام ؟ فقال: يا ابن سنان يحسب له بالدرهم ألف وألف حتى عد عشرة، ويرفع له من الدرجات مثلها، ورضا الله خير له، ودعاء محمد و دعاء أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام خير له (1). 2 - مل: أبى عن محمد بن إدريس ومحمد العطار، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال: قلت: فما لمن صلى عنده ؟ يعني الحسين عليه السلام قال: من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله شيئا " إلا أعطاه إياه، فقلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه ؟ قال: إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه قلت: فما لمن جهز إليه ولم يخرج لعلة ؟ قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل احد من الحسنات ويخلف عليه أضعاف ما أنفق، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل فيدفع ويحفظ في ماله، وذكر الحديث بطوله (2). 3 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد

 

(1) كامل الزيارات ص 128. (2) كامل الزيارات ص 129.

 

[51]

عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن هشام بن سالم عنه عليه السلام مثله وزاد فيه، قال: قلت له: ما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده قال: درهم بألف درهم (1). 4 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن علي بن محمد بن رباح أن محمد بن العباس حدثه، عن الحسن بن علي بن أبى حمزة، عن علي بن ميمون الصايغ قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا علي بلغني أن اناسا " من شيعتنا تمر بهم السنة والسنتان وأكثر من ذلك لا يزورون الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. قلت: جعلت فداك إني لأعرف اناسا " كثيرا " بهذه الصفة فقال: أما والله لحظهم أخطأوا، وعن ثواب الله زاغوا، وعن جوار محمد صلى الله عليه واله في الجنة تباعدوا، قلت: فان أخرج عنه رجلا " أيجزي عنه ذلك ؟ قال: نعم وخروجه بنفسه أعظم أجرا " و خير له عند ربه (2). 9 * (باب) * * " (أن الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة صلوات الله عليهم * (اجمعين يأتونه عليه السلام لزيارته ويدعون لزواره) * " (ويبشرونهم بالخير ويستبشرون لهم) " 1 - مل: أبي ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا " عن الحميري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام فقيل لي: ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته وسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول: " اللهم يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي ولاخواني و

 

(1) كامل الزيارات ص 128. (2) التهذيب ج 6 ص 45.

 

[52]

زوار قبر أبي الحسين، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا، و رجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا " أدخلوه على نبيك وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا " أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضاك فكافئهم عنا بالرضوان واكلاهم بالليل و النهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الجن و - الانس، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثروا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم. اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم على خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا " منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الوجوه التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله، وارحم تلك الأعين التي خرجت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش ". فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلما انصرف، قلت: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عزوجل لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا " أبدا "، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته ؟ ثم قال: يا معاوية لم تدع ذلك ؟ قلت: جعلت فداك لم أر أن الأمر يبلغ هذا كله، فقال يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض (1). 2 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن معاوية بن وهب مثله (2). 3 - مل: أبي، عن سعد، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية

 

(1) كامل الزيارات ص 116. (2) كامل الزيارات ص 117 *

 

[53]

ابن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة الحسين لخوف فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السلام، أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة ؟ أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب يتبع به ؟ أما تحب أن تكون غدا " ممن يصافحه رسول الله صلى الله عليه واله (1). 4 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن موسى بن عمر مثله (2). 5 - مل: أبي وجماعه مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام وذكر الحديث والدعاء لزوار الحسين عليه السلام مثله (3)، 6 - مل: محمد بن الحسن بن مت، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، وحدثني محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين معا "، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية ابن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام وذكر الحديث والدعاء لزوار الحسين عليه السلام (4). 7 - مل: أبى وعلي بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام وذكر الحديث (5). 8 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى

 

(1) كامل الزيارات ص 117. (2 و 3) كامل الزيارات ص 118. (4) نفس المصدر ص 119 باقتضاب. (5) كامل الزيارات ص 118.

 

[54]

عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده إلى آخر الخبر (1). 9 - مل: أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين جميعا "، عن سعد، عن ابن عيسى عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكل الله تبارك وتعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلون عليه كل يوم شعثا " غبرا " ويدعون لمن زاره ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسين افعل بهم وافعل (2). 10 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى مثله (3). 11 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تدع زيارة الحسين أما تحب أن تكون فيمن تدعو له الملائكة ؟ (4). 12 - مل: ابن الوليد، عن الصفار عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم عن البطائني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكل الله بقبر الحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلون عليه كل يوم شعثا " غبرا " من يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القايم عليه السلام - ويدعون لمن زاره ويقولون يا رب هؤلاء زوار الحسين افعل بهم وافعل بهم (5). 13 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علي، عن حميد ابن زياد، عن الحسن بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير وعبد الله بن جبلة، عن البطايني، عن أبي بصير مثله (6).

 

(1) التهذيب ج 6 ص 47. (2) كامل الزيارات ص 119. (3) ثواب الاعمال ص 79. (5 - 4) كامل الزيارات ص 119. (6) التهذيب ج 6 ص 47.

 

[55]

14 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن الوشا، عمن ذكره، عن داود ابن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله تحضر زوار قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم (1). 15 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: وكل الله تبارك و تعالى بقبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام سبعين ألف ملك يعبدون الله عنده الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الادميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين عليه الصلاة والسلام، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أبد الآبدين (2). 16 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه ولا يرجع أحد من عنده إلا شيعوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه، ولا يموت أحد إلا شهدوه (3). 17 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن بزيع باسناده مثله (4). 18 - مل: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (5). 19 - ثو: أبي، عن الحميري، عن محمد بن الحسين مثله (6). 20 - مل: جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير

 

(1) كامل الزيارات ص 118 وفيه (فتستغفر لهم ذنوبهم). (2) كامل الزيارات ص 121. (3 و 4) كامل الزيارات ص 85. (5) كامل الزيارات ص 189 (6) ثواب الاعمال ص 79.

 

[56]

عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن إلى جانبكم قبرا " ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربه وقضى حاجته، و إن عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قبض شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره شيعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا جنازته (1). 21 - مل: أبي عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن زياد، عن ابن مسكان، عن محمد الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله وكل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " إلى أن تقوم الساعة يشيعون من زاره، ويعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات (2). 22 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله وكل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس فإذا زالت هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر ويشهدون لمن زاره بالوفاء ويشيعونه إلى أهله، ويعودونه إذا مرض ويصلون عليه إذا مات (3). 23 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن عميرة، عن بكر ابن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكل الله بقبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم وأجر ذلك لمن زار قبره (4). 24 - مل: محمد بن جعفر الرزاز، عن ابن أبي الخطاب، عن صفوان، عن

 

(1) كامل الزيارات ص 167. (2) كامل الزيارات ص 190. (3) كامل الزيارات ص 191. (4) كامل الزيارات ص 86.

 

[57]

حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله وكل بالحسين ملكا في أربعة آلاف ملك يبكونه، ويستغفرون لزواره، ويدعون الله لهم (1). 25 - قل: روى أبو عبد الله بن حماد الأنصاري في كتاب أصله في فضل زيارة الحسين صلوات الله عليه فقال ما لفظه: عن الحسين بن أبي حمزة قال: خرجت في آخر زمن بني امية وأنا اريد قبر الحسين عليه السلام فانتهيت إلى الغاضرية حتى إذا نام الناس اغتسلت، ثم أقبلت اريد القبر حتى إذا كنت على باب الحير خرج إلى رجل جميل الوجه طيب الريح شديد بياض الثياب فقال: انصرف فانك لا تصل فانصرفت إلى شاطئ الفرات فأنست به حتى إذا كان نصف الليل اغتسلت ثم أقبلت اريد القبر. فلما انتهيت إلى باب الحائر خرج إلى الرجل بعينه فقال: يا هذا انصرف فانك لا تصل: فانصرفت فلما كان آخر الليل اغتسلت ثم أقبلت اريد القبر، فلما انتهيت إلى باب الحائر خرج إلى ذلك الرجل فقال: يا هذا إنك لا تصل، فقلت: فلم لا أصل إلى ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسيد شباب أهل الجنة وقد جئت أمشي من الكوفة وهي ليلة الجمعة وأخاف أن أصبح ههنا وتقتلني مسلحة بني امية ؟ فقال: انصرف فانك لا تصل. فقلت: ولم لا أصل ؟ فقال: إن موسى بن عمران استأذن ربه في زيارة قبر الحسين عليه السلام فأذن له فأتاه وهو في سبعين ألف ملك فانصرف فإذا عرجوا إلى السماء فتعال، فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات حتى إذا طلع الفجر اغتسلت وجئت فدخلت فلم أر عنده أحدا " فصليت عنده الفجر وخرجت إلى الكوفة (2). بيان: المسلحة بالفتح القوم ذو سلاح ذكره الفيروز آبادى (3).

 

(1) كامل الزيارات ص 86. (2) الاقبال ص 38 طبع سنة 1314 ه‍ في ايران. (3) القاموس ج 1 ص 229.

 

[58]

26 - أقول: روى مؤلف المزار الكبير باسناده إلى الأعمش قال: كنت نازلا " بالكوفة وكان لي جار كثيرا " ما كنت أقعد إليه وكان ليلة الجمعة فقلت له: ما تقول في زيارة الحسين عليه السلام ؟ فقال لي: بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فقمت من بين يديه وأنا ممتلئ غضبا " وقلت: إذا كان السحر أتيته وحدثته من فضايل أمير المؤمنين ما يسخن الله به عينيه. قال: فأتيته وقرعت عليه الباب فإذا أنا بصوت من وراء الباب: إنه قد قصد الزيارة في أول الليل فخرجت مسرعا " فأتيت الحير فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يمل من السجود والركوع فقلت له: بالأمس تقول لي: بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار واليوم تزوره، فقال لي: يا سليمان لا تلمني فاني ما كنت أثبت لأهل هذا البيت إمامة حتى كانت ليلتي هذه فرأيت رؤيا أرعبتني. فقلت: ما رأيت أيها الشيخ ؟ قال: رأيت رجلا لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير اللاصق، لا احسن أصفه من حسنه وبهائه معه أقوام يحفون به حفيفا " ويزفونه زفا بين يديه فارس على فرس له ذنوب على رأسه تاج للتاج أربعة أركان في كل ركن جوهرة تضئ مسيرة ثلاثة أيام. فقلت: من هذا ؟ فقالوا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه واله، فقلت: والاخر ؟ فقالوا: وصيه علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم مددت عيني فإذا أنا بناقة من نور عليها هودج من نور تطير بين السماء والأرض. فقلت: لمن الناقة ؟ قالوا: لخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، قلت: و الغلام ؟ قالوا: الحسن بن علي: قلت فأين يريدون ؟ قال: يمضون بأجمعهم إلى زيارة المقتول ظلما " الشهيد بكربلا الحسين بن علي، ثم قصدت الهودج وإذا أنا برقاع تساقط من السماء أمانا " من الله جل ذكره لزوار الحسين بن علي ليلة الجمعة ثم هتف بنا هاتف ألا إنا وشيعتنا في الدرجة العليا من الجنة، والله يا سليمان لا افارق هذا المكان حتى تفارق روحي جسدي (1).

 

(1) المزار الكبير ص 107 بتفاوت يسير.

 

[59]

27 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ليس نبي في السموات و الأرض إلا ويسألون الله تبارك وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج (1). 28 - يب: ابن محبوب مثله (2). 29 - مل: أبي، عن ابن محبوب، عن الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي قال: خرجت في آخر زمان بني مروان إلى قبر الحسين بن علي عليه السلام مستخفيا " من أهل الشام حتى انتهيت إلى كربلا. فاختفيت في ناحية القرية حتى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف مأجورا " فانك لا تصل إليه فرجعت فزعا " حتى إذا كاد يطلع الفجر أقبلت نحوه حتى إذا دنوت منه خرج إلى الرجل فقال لي: يا هذا إنك لا تصل إليه. فقلت له: عافاك الله ولم لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة اريد زيارته فلا تحل بيني وبينه وأنا أخاف أن اصبح فيقتلوني أهل الشام إن أدركوني ههنا ؟ قال فقال لي: اصبر قليلا فان موسى بن عمران عليه السلام سأل الله أن يأذن له في زيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام فأذن له فهبط من السماء في ألف ملك فهم بحضرته من أول الليل ينتظرون طلوع الفجر ثم يعرجون إلى السماء. قال فقلت: فمن أنت عافاك الله ؟ قال: أنا من الملائكة الذين امروا بحرس قبر الحسين عليه السلام والاستغفار لزواره، فانصرفت وقد كاد يطير عقلي لما سمعت منه. قال: فأقبلت حتى إذا طلع الفجر أقبلت نحوه فلم يحل بيني وبينه أحد فدنوت منه فسلمت عليه ودعوت الله على قتلته، وصليت الصبح، وأقبلت مسرعا "

 

(1) كامل الزيارات ص 111. (2) التهذيب ج 6 ص 71 ذيل حديث طويل.

 

[60]

مخافة أهل الشام (1). 30 - مل: القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن الحسين قال: خرجت في آخر زمان بني امية وذكر مثله (2). 31 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن أحمد بن إدريس، عن العمركي، عن عدة من أصحابنا، عن ابن محبوب، عن الحسين مثله (3). 32 - مل: أبي وأخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا "، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج عن يونس، عن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين ؟ قلت: وتزوره جعلت فداك ؟ قال: وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء. فقال صفوان: جعلت فداك فنزوره في كل جمعة حتى ندرك زيارة الرب ؟ قال: نعم يا صفوان: الزم تكتب لك زيارة قبر الحسين وذلك تفضيل (4). بيان: زيارته تعالى كناية عن إنزال رحماته الخاصة عليه وعلى زائريه صلوات الله عليه (قوله عليه السلام) وذلك تفضيل أي زيارة الرب. 33 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن عبد الرحمن ابن أبي الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قبر الحسين عليه السلام عشرون ذراعا " في عشرين ذراعا " مكسرا " روضة من رياض الجنة وفيه معراج إلى السماء، فليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسأل الله أن يزوره ففوج يهبط وفوج يصعد (5).

 

(1) كامل الزيارات ص 111. (2 - 3) كامل الزيارات 113. (4 - 5) كامل الزيارات ص 112.

 

[61]

34 - مل: القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبداله عليه السلام: جعلت فداك يا ابن رسول الله كنت في الحير ليلة عرفة فرأيت نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة وجوههم طيبة ريحهم شديد بياض ثيابهم يصلون الليل أجمع فلقد كنت اريد أن آتي القبر واقبله وأدعو بدعوات فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق، فلما طلع الفجر سجدت سجدة فرفعت رأسي فلم أر منهم أحدا ". فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: أتدري من هؤلاء ؟ قلت: لا فقال: أخبرني أبي عن أبيه قال: مر بالحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء فأوحى الله تعالى إليهم: يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه واله وهو يقتل ويضطهد مظلوما " فلم تنصروه فانزلوا إلى الارض إلى قبره فأبكوه شعثا " غبرا " إلى يوم القيامة. فهم عنده إلى أن تقوم الساعة (1). 35 - مل: أبي، عن سعد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن قتيبة الهمداني عن إسحاق بن عمار مثله لكن فيه في الموضعين خمسون ألفا " (2). 36 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ليس من ملك في السماوات إلا وهم يسألون الله جل وعلا أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج (3). 37 - ثو: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب مثله (4). 38 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن الحسين بن عبيدالله، عن ابن أبي عثمان عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بين قبر

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 115. (3) كامل الزيارات ص 114. (4) ثواب الاعمال ص 87.

 

[62]

الحسين بن علي عليه السلام إلى السماء السابعة مختلف الملائكة (1). 39 - ثو: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن الحسين بن عبيدالله مثله (2). 40 - شف: من كتاب الأربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس، عن فضل الله بن على الحسيني، عن أبيه، عن المرتضى بن الداعي الحسيني، عن جعفر بن أحمد الموسوي، عن محمد بن علي بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر ابن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وانه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي صلى الله عليه واله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنين فيسلمون عليه ثم يأتون إلى قبر الحسن بن علي عليهما السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسين عليه السلام فيسلمون عليه ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس. ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه واله فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسن عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس. والذي نفسي بيده إن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكون عليه إلى يوم القيامة، وفي رواية قد وكل الله تعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا " غبرا " يصلون عليه كل يوم ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زاير إلا استقبلوه، ولاودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا ميت

 

(1) كامل الزيارات ص 114. (2) ثواب الاعمال ص 87. (*)

 

[63]

إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته (1). 41 - أقول: روى مؤلف المزار الكبير باسناده إلى الحسن بن محبوب، عن داود الرقي عنه عليه السلام مثله إلى قوله: أن تغيب الشمس (2). بيان: يمكن أن يكون السبعون نوعا " آخر من الملائكة سوى الأربعة آلاف 42 - ثو: أبي، عن الحميري، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن ابن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين عليه السلام شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته (3). 43 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين مثله (4). 44 - لى: أبي عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم ابن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وكل الله بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشية، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة (5). 45 - مل: أبي وابن الوليد معا "، عن أبان، عن الحسين بن سعيد مثله (6). 46 - ثو، لى: ابن الوليد، عن أبان، عن الأهوازي، عن الجوهري، عن

 

(1) كشف اليقين ص 67 - 68 للسيد ابن طاووس طبع النجف الاشرف. (2) المزار الكبير ص 109. (3) ثواب الاعمال ص 79. (4) كامل الزيارات ص 192 بتفاوت يسير. (5) أمالى الصدوق ص 142. (6) كامل الزيارات 189. *

 

[64]

إسحاق بن هارون، عن الغنوي، عن الصادق عليه السلام مثله (1). 47 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف، عن حماد عن ربعي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام بالمدينة: أين قبور الشهداء ؟ فقال: أليس أفضل الشهداء عندكم الحسين، والذي نفسي بيده إن حوله أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة (2). 48 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف مثله (3). 49 - ما: المفيد، عن التمار، عن أحمد بن مازن، عن القاسم بن سليمان عن بكر بن هشام، عن إسماعيل بن مهران، عن الأصم، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحسين بن علي عليه السلام عند ربه عزوجل ينظر إلى معسكره ومن حله من الشهداء معه، وينظر إلى زواره وهو أعرف بهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزوجل من أحدكم بولده، وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له، ويسأل آباءه عليهم السلام أن يستغفروا له، ويقول: لو يعلم زائري ما أعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه، وإن زائره لينقلب وما عليه من ذنب (4). 50 - مل: أبي، عن سعد ومحمد بن يحيى معا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله ملائكة موكلين بقبر الحسين فاذاهم بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه. وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا

 

(1) أمالى الصدوق ص 14 وثواب الاعمال ص 79. (2) كامل الزيارات ص 109. (3) ثواب الاعمال ص 88. (4) أمالى الطوسى ج 1 ص 54.

 

[65]

ناداهم محمد صلى الله عليه واله: يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم أمير المؤمنين عليه السلام أنا ضامن لقضاء حوائجكم ورفع البلاء عنكم في الدنيا والاخرة، ثم التقاهم النبي صلى الله عليه واله عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم (1). 51 - ثو: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين مثله إلا أن فيه ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة ثم اكتنفوهم عن أيمانهم (2). 52 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين مثل رواية الصدوق (3). 53 - مل: الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي الفضل، عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسين عليه السلام قال: قلت فيتراؤن له ؟ قال: هيهات هيهات قد لزموا والله المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال: وينزل الله على زوار الحسين غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاها إياه - قال: قلت: هذه والله الكرامة، قال: يا مفضل أزيدك ؟ قلت: نعم سيدي ! قال: كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراه مكللة بالجوهر وكأني بالحسين بن علي عليه السلام جالس على ذلك السرير وحوله تسعون ألف قبة خضراء وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه فيقول الله عزوجل لهم: أوليائي سلوني فطالما أوذيتم وذللتم واضطهدتم فهذا يوم لا تسئلوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنة، فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها شئ (4). بيان: نزول الطعام في البرزخ وضرب القبة في الرجعة بقرينة قوله عليه السلام:

 

(1) كامل الزيارات ص 132. (2) ثواب الاعمال ص 83. (3) كامل الزيارات ص 152. (4) كامل الزيارات ص 135 بتفاوت يسير.

 

[66]

من حوائج الدنيا والآخرة. 54 - مل: علي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه معا "، عن محمد العطار و علي بن إبراهيم معا " عن اليقطيني، عمن حدثه، عن أبي خالد ذي الشامة، عن أبي اسامة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أراد أن يكون في جوار نبيه صلى الله عليه واله وجوار علي وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين بن علي عليه السلام والرحمة (1). 55 - وباسناده، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام أو أبا جعفر عليه السلام يقول: من أحب أن يكون مسكنه في الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم قلت: من هو ؟ قال: الحسين بن علي صاحب كربلا من أتاه شوقا " إليه وحب رسول الله صلى الله عليه واله وحب فاطمة وحب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أقعده الله على موائد الجنة يأكل معهم والناس في الحساب (2). 56 - مل: محمد بن همام، عن الفزاري، عن محمد بن عمران، عن اللؤلؤي، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن أيوب، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى ملائكة موكلين بقبر الحسين عليه السلام فاذاهم الرجل بزيارته واغتسل نادى محمد صلى الله عليه وآله: يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة وذكر الحديث (3). 57 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكير في حديث طويل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ابن بكير إن الله اختار من بقاع الأرض ستة البيت الحرام، والحرم، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله. يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام إذ جهله الجاهل ؟ ما

 

(1) كامل الزيارات ص 136 وليس في آخره (الرحمة). (2 - 3) كامل الزيارات ص 137.

 

[67]

من صباح إلا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا باغي الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة وتأمن الندامة. يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلا الثقلين، ولا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف إليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده ويسأل الله الرضا عنده، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله فتشتد أصوات الملائكة فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة، فيسمع أصواتهم النبيون فيترحمون و يصلون على الحسين عليه السلام ويدعون لمن أتاه (1). 58 - مل: أبي: عن سعد: عن الجاموراني، عن ابن البطايني، عن الحسن ابن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: في حديث له طويل: فإذا انقلبت من عند قبر الحسين عليه السلام ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسين عليه السلام وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل وذكر الحديث بطوله (2). 59 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد البرقي، عن القاسم، عن جده الحسن، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي - عبد الله الحسين بن علي عليه السلام وكل الله به ملكا " فوضع أصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتى يرد الحير، فإذا خرج من باب الحير وضع كفه وسط ظهره ثم قال له: أما ما مضى فقد غفر الله لك فاستأنف العمل (3). 60 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد مثله (4). 61 - مل: ابن الوليد، عن الصفار عن ابن عيسى مثله (5). 62 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان

 

(1) كامل الزيارات ص 125. (2) كامل الزيارات ص 153. (3) كامل الزيارات ص 153. (4 - 5) كامل الزيارات ص 191.

 

[68]

عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمن، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين عليه السلام شيعه سبع مائة ملك من فوق رأسه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى يبلغوا به مأمنه، فإذا زار الحسين عليه السلام ناداه مناد: قد غفر الله لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون معه مشيعين له من منزله فإذا صاروا إلى منزله قالوا: نستودعك الله فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسين عليه السلام في كل يوم وثواب ذلك للرجل (1). 63 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: يا مالك إن الله تبارك وتعالى لما قبض الحسين عليه السلام بعث إليه أربعة آلاف ملك شعثا " غبرا " يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا " بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، و كتب الله له حجة ولم يزل محفوظا " حتى يرجع إلى أهله، قال: فلما مات مالك و قبض أبو جعفر عليه السلام دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بالحديث فلما انتهيت إلى حجة قال: وعمرة يا محمد (2).

 

(1) كامل الزيارات ص 190. (2) كامل الزيارات ص 193. *

 

[69]

10 * ((باب)) * * " (جوامع ما ورد من الفضل في) " * * " (زيارته عليه السلام ونوادرها) " * أقول: قد مضى بعض أخبار فضل زيارته عليه السلام في باب فضل زيارة النبي صلى الله عليه واله وباب فضل زيارة أمير المؤمنين عليه السلام. 1 - ن: بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن أبيه عليهما السلام قال: سئل الصادق عليه السلام، عن زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: أخبرني أبي عليه السلام أن من زار قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه كتبه الله في عليين ثم قال: إن حول قبر الحسين عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا " غبرا " يبكون عليه إلى يوم القيامة (1). 2 - ما: ابن حشيش، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن محمد بن معقل، عن محمد بن أبي الصهبان، عن البزنطي، عن كرام بن عمرو، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد يقولان: إن الله تعالى عوض الحسين عليه السلام من قتله أن جعل الامامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا ". قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: هذه الخلال تنال بالحسين عليه السلام فما له في نفسه ؟ قال: إن الله تعالى ألحقه بالنبي صلى الله عليه واله فكان معه في درجته ومنزلته ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم " الاية (2). 3 - ثو: أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، عن الرضا عليه السلام قال: من زار قبر الحسين عليه السلام

 

(1) عيون الاخبار ج 2 ص 44. (2) امالي الطوسى ج 1 ص 324 وكان الرمز في المتن (مل) لكامل الزيارة.

 

[70]

بشط فرات كان كمن زار الله فوق عرشه (1). بيان: أي عبد الله هناك، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك فان زيارتهم كزيارة الله أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره. 4 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن إسماعيل مثله (2). 5 - ثو: حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أتى الحسين عارفا بحقه كتبه الله في - أعلا عليين (3). 6 - مل: علي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن على بن إبراهيم مثله (4). 7 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن ابن مسكان، عن بعض أصحابنا عنه عليه السلام مثله (5). 8 - مل: ابن الوليد، عن الصفار وسعد، عن علي بن إسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو الزيات، عن ابن خارجة عنه عليه السلام مثله (6). 9 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أتى الحسين عليه السلام عارفا " بحقه كتب في عليين (7). 10 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم وابن فضال معا، عن ابن مسكان مثله (8)

 

(1) ثواب الاعمال ص 77. (2) كامل الزيارات ص 147. (3) ثواب الاعمال ص 77. (4) كامل الزيارات ص 147. (5 - 6) كامل الزيارات ص 148. (7) ثواب الاعمال ص 77. (8) كامل الزيارات ص 148 في المصدر ذكر الحديث مرتين تارة بسند على بن الحكم واخرى بسند ابن فضال وقد جمع المؤلف بينهما سندا " ومتنا.

 

[71]

11 - مل: أبي، عن سعد، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن ابن مسكان مثله (1). 12 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن الحسن بن على الكوفي عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلي، عن ابن مسكان مثله (2). 13 - مل: أبي ومحمد بن عبد الله، عن الحميري، عن الطيالسي، عن المسلي مثله (3). 14 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن ام سعيد الأحمسية قالت: جئت إلى أبي عبد الله عليه السلام فدخلت عليه فجاءت الجارية فقالت: قد جئتك بالدابة فقال لي: يا ام سعيد أي شئ هذه الدابة أين تبغين تذهبين ؟ قالت: قلت: أزور قبور الشهداء، فقال: أخري ذلك اليوم ما أعجبكم يا أهل العراق تأتون الشهداء من سفر بعيد وتتركون سيد الشهداء لا تأتونه ؟ قالت: قلت له: من سيد الشهداء ؟ فقال: الحسين بن علي عليه السلام. قالت: قلت له: إني امرأة فقال: لا بأس لمن كان مثلك أن تذهب إليه وتزوره قلت: أي شئ لنا في زيارته ؟ قال: كعدل حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها وخيرهما كذا، قالت: وبسط يديه وضمها ضما ثلاث مرات (4). 15 - ثو: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين إلى قوله: وصيامهما (5). 16 - مل: أبي ومحمد الحميري معا، عن الحميري، عن البرقي، عن أبيه عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن ام سعيد الأحمسية قالت: دخلت المدينة فاكتريت البغل أو البغلة لأدور عليه في قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أبدأ أبه من جعفر بن محمد، قالت: فدخلت عليه فأبطأت فصاح بي صاحب

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 148. (3) كامل الزيارات ص 149. (4) كامل الزيارات ص 110. (5) ثواب الاعمال ص 88.

 

[72]

البغل حبستينا عافاك الله. فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: كأن إنسانا يستعجلك يا ام سعيدة ؟ قلت: نعم جعلت فداك إني اكتريت بغلا " لأدور في قبور الشهداء فقلت: ما آتي أحدا " أحق من جعفر بن محمد، قالت: فقال: يا ام سعيدة فما يمنعك من أن تأتي سيد الشهداء ؟ قالت: فطمعت أن يدلني على قبر علي عليه السلام فقلت: بأبي أنت وامي ومن سيد الشهداء ؟ قال الحسين بن فاطمة عليه السلام يا ام سعيدة من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة مبرورة وعمرة متقبلة وكان له من الفضل هكذا وهكذا (1). 17 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد ومحمد بن يحيى والحميري و أحمد بن إدريس جميعا "، عن الحسين بن عبيدالله، عن ابن أبي عثمان، عن عبد - الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام إن كان ماشيا " كتب له بكل خطوة حسنة ومحي عنه سيئة، حتى إذا صار في الحير كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه، كتبه الله من الفايزين حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه واله يقرئك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى (2). 17 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن بزيع، عن إسماعيل بن زيد، عن عبد الله بن الطمحان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: ما من أحد يوم القيامة إلا وهو يتمنى أنه من زوار الحسين بن علي عليه السلام لما يرى مما يصنع بزوار الحسين من كرامتهم على الله (3). 19 - مل: وروى صالح الصيرفي، عن عمران الميثمي، عن صالح بن ميثم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سره أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن

 

(1) كامل الزيارات ص 110. (2) كامل الزيارات ص 132. (3) كامل الزيارات ص 135.

 

[73]

من زوار الحسين بن علي عليه السلام (1). 20 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن محمد بن أبي جرير القمي قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول لأبي: من زار الحسين بن علي عليه السلام عارفا " بحقه كان من محدثي الله فوق عرشه ثم قرأ " إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر " (2). 21 - مل: محمد الحميرى. عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: إن عندكم - أو قال في قربكم - لفضيلة ما اوتي أحد مثلها وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وإن لها لأهلا خاصة قد سموا لها واعطوها بلا حول منهم ولا قوة إلا ما كان من صنع الله لهم، وسعادة حباهم بها، ورحمة ورأفة وتقدم ؟ قلت: جعلت فداك وما هذا الذي وصفت ولم تسمه ؟ قال: زيارة جدي الحسين عليه السلام فانه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة، ولا حميم قربه ولا قريب، ثم منع الحق وتوازر عليه أهل الردة حتى قتلوه وضيعوه وعرضوه للسباع، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب وضيعوا حق رسول الله صلى الله عليه واله ووصيته به وبأهل بيته، فأمسى مجفوا في حفرته صريعا " بين قرابته وشيعته، بين أطباق التراب، قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا. فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهور فتركت للتقية إتيانه وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير، فقال: هل تدري ما فضل من أتاه وما له عندنا من جزيل الخير ؟ فقلت: لا، فقال: أما

 

(1) كامل الزيارات ص 135. (2) كامل الزيارات ص 141. *

 

[74]

الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ماله عندنا فالترحم عليه كل صباح ومساء. ولقد حدثني أبي أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة أو من الجن أو من الانس أو من الوحش، وما من شئ إلا وهو يغبط زائره ويتمسح به ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره، ثم قال: بلغني إن قوما يأتونه من نواحي الكوفة وناسا " من غيرهم ونساء يندبنه وذلك في النصف من شعبان فمن بين قارئ يقرأ وقاص يقص ونادب يندب وقائل يقول المراثي. فقلت له: نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف فقال: الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا أو غيرهم يهدرونهم ويقبحون ما يصنعون. بيان: من يطعن عليهم الضمير راجع إلى الموصول في قوله: من يفد إلينا " قوله عليه السلام " يهدرونهم على بناء يضرب ويكرم أي يبطلون دمهم وفي بعض النسخ يهذون بهم بالذال المعجمة أي يسخرون بهم ويؤذونهم بالردى من القول (1). 22 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أهون ما يكسب زائر الحسين عليه السلام في كل حسنة ألف ألف حسنة، والسيئة واحدة، وأين الواحدة من ألف ألف، ثم قال: يا صفوان أبشر إن الله ملائكة معها قضبان من نور فإذا أراد الحفظة أن يكتب على زائر الحسين سيئة، قالت الملائكة للحفظة: كفي فتكف فإذا عمل حسنة قالت لها: اكتبي أولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات (2). 23 - ثو: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان ابن سدير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: زوروه - يعني الحسين عليه السلام - ولا تجفوه فانه سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (3)

 

(1) كامل الزيارات ص 324. (2) كامل الزيارات ص 330. (3) ثواب الاعمال ص 87.

 

[75]

24 - نوادر علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحابه قال: لما بلغ أهل البلدان شهادة أبي عبد الله عليه السلام قدمت كل امرأة نزور وكانت العرب تقول للمرأة: لا تلد أبدا " إلا أن تحضر قبر رجل كريم (النزور التى لا تلد أبدا " إلا أن تخطي قبر رجل كريم فلما قيل للناس إن الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه واله قد وقع أتته مائة ألف امرأة لا تلد فولدن كلهن) (1). 25 - ومنه: عن زرارة عن أحدهما عليه السلام أنه قال: يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمة عليها السلام في زيارة الحسين عليه السلام، ثم قال: يا زرارة إنه إذا كان يوم القيامة جلس الحسين عليه السلام في ظل العرش وجمع الله زواره وشيعته ليبصروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلا الله فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنة فيقولون: إنا رسل أزواجكم إليكم يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم عنا فيحملهم ماهم فيه من السرور والكرامة على أن يقولوا لرسلهم: سوف نجيئكم إنشاء الله (2). 26 - مل: الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي المغرا عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما ألقى من قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين من الخير انهم يكذبون ويقولون إنك تكذب على جعفر بن محمد. قال: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا، والله إن الله ليباهي بزائر الحسين ابن علي والوافد يفده الملائكة المقربين وحملة عرشه حتى انه ليقول لهم: أما ترون زوار قبر الحسين أتوه شوقا إليه وإلى فاطمة بنت رسول الله محمد، أما وعزتي وجلالي وعظمتي لأوجبن لهم كرامتي ولأدخلنهم جنتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي، يا ملائكتي هؤلاء زوار قبر الحسين حبيب محمد رسولي ومحمد حبيبي ومن أحبني أحب حبيبي، ومن أحب حبيبي أحب من يحبه، ومن أبغض حبيبي و

 

(1 - 2) نوادر على بن اسباط ص 123 ضمن الاصول الستة عشر وقد سقط ما بين القوسين في الحديث الأول من نسخة البحار فاضفناه من المصدر.

 

[76]

أبغضني كان حقا " على ان أعذبه بأشد عذابي واحرقه بحر ناري وأجعل جهنم مسكنة ومأواه واعذبه عذابا " شديدا " لا اعذبه أحدا " من العالمين (1). 27 - وحدثني من رفعه إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله وأبا جعفر عليهما السلام يقولان: من أحب أن يكون مسكنه ومأواه الجنة فلا يدع زياره المظلوم إلى آخر الحديث (2). 28 - مل: أبي، عن سعد، عن اليقطيني، عن رجل، عن فضيل بن عثمان الصيرفي، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد الله به الخير قذف في قلبه حب الحسين عليه السلام وحب زيارته، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته (3). 29 - مل: أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى ومحمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار الحسين عليه السلام ؟ قال: كان كمن زار الله في عرشه، قال قلت: ما لمن زار أحدا " منكم ؟ قال: كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله (4). 30 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن الخيبري عن الحسين بن محمد القمي قال: قال الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين ألا إن لرسول الله ولأمير المؤمنين فضلهما، قال: ثم قال لي: من زار قبر أبي عبد الله عليه السلام بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه (5). 31 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن شمون، عن محمد بن سنان، عن

 

(1) كامل الزيارات ص 143. (2) كامل الزيارات ص 144 والحديث المشار إليه هو حديث 55 من الباب السابق. (3) كامل الزيارات ص 142. (4) كامل الزيارات ص 147. (5) كامل الزيارات ص 148.

 

[77]

بشير الدهان قال: كنت أحج في كل سنة فأبطأت سنة عن الحج فلما كان من قابل حججت ودخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال لي: يا بشير ما بطئك عن الحج في عامنا هذا الماضي ؟ قال: قلت: جعلت فداك مال كان لي على الناس خفت ذهابه غير أني عرفت عند قبر الحسين عليه السلام قال فقال لي: ما فاتك شئ مما كان فيه أهل الموقف، يا بشير من زار قبر الحسين بن على صلوات الله عليه عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (1). 32 - مل: (وعنه، عن أبيه)، عن ابن شمون، عن جعفر بن محمد الخزاعي عن بعض أصحابه، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (2). 33 - مل: جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن عمه عن رجل، عن جابر مثله (3). 34 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب عن جويرية بن العلا، عن بعض أصحابنا قال: من سره أن ينظر إلى الله يوم القيامة وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع فليكثر زيارة قبر الحسين عليه السلام، فان زيارة الحسين زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه واله (4). 35 - مل: محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب، عن فضل بن عبد الملك، أو عن رجل، عن الفضيل، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن زاير الحسين بن علي عليه السلام زائر رسول الله صلى الله عليه واله (5). 36 - مل: أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا "، عن سعد، عن اليقطيني، عن صفوان، عن رجل، عن سيف التمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: زائر الحسين عليه السلام مشفع يوم القيامة لمائة رجل كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين (6).

 

(1 - 3) كامل الزيارات ص 149 وما بين القوسين اضيف من المصدر. (4 - 5) كامل الزيارات ص 150. (6) كامل الزيارات ص 165.

 

[78]

37 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صالح، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين ؟ فقال لي: يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن الله يحوطه في نفسه وماله حتى يرده إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له (1). 38 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن محمد البصري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبي يقول: لرجل من مواليه وسأله عن الزيارة - فقال له: من تزور ومن تريد به ؟ قال: الله تبارك وتعالى، فقال: من صلى خلفه صلاة واحدة يريد بها الله لقي الله يوم يلقاه وعليه من النور ما يغشى له كل شئ يراه، والله يكرم زواره ويمنع النار أن تنال منهم شيئا " وأن الزاير له لا يتناهى له دون الحوض وأمير المؤمنين عليه السلام قائم على الحوض يصافحه ويرويه من الماء، وما يسبقه أحد إلى وروده الحوض حتى يروى، ثم ينصرف إلى منزله من الجنة معه ملك من قبل أمير المؤمنين يأمر الصراط أن يذل له ويأمر النار أن لا يصيبه من لفحها شئ حتى يجوزها، و معه رسوله الذي بعثه أمير المؤمنين عليه السلام (2). 39 - مل: بهذا الاسناد، عن الأصم قال: حدثنا هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال: أتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله هل يزار والدك ؟ قال: فقال: نعم ويصلى عنده، وقال: يصلي خلفه ولا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه ؟ قال: الجنة إن كان يأتم به قال: فما لمن تركه رغبة عنه ؟ قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده ؟ قال: كل يوم بألف شهر. قال: فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده ؟ قال: درهم بألف درهم. قال: فما لمن مات في سفره إليه ؟ قال: تشيعه الملائكة تأتيه بالحنوط و الكسوة من الجنة وتصلي عليه إذا كفن وتكفنه فوق أكفانه وتفرش له الريحان

 

(1) كامل الزيارات ص 133. (2) كامل الزيارات ص 122.

 

[79]

تحته وتدفع الأرض حتى تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال، ومن خلفه مثل ذلك وعند رأسه مثل ذلك، وعند رجليه مثل ذلك، ويفتح له باب من الجنة إلى قبره ويدخل عليه روحها وريحانها حتى تقوم الساعة. قلت: فما لمن صلى عنده ؟ قال: من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله شيئا " إلا أعطاه إياه، قلت: ما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه ؟ قال: إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه، قال قلت: فما لمن يجهز إليه ولم يخرج لعلة تصيبه ؟ قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل احد من الحسنات ويخلف عليه أضعاف ما أنفق، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه، ويدفع عنه ويحفظ في ماله. قال: قلت: فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله ؟ قال: أول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي منها خلق الملائكة حتى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين ويذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ إيمانا " فيلقى الله وهو مخلص من كل ما يخالطه الأبدان والقلو ب، ويكتب له شفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه، وتولى الصلاة عليه الملائكة من جبرئيل وملك الموت عليهما السلام ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة، ويوسع قبره عليه، ويوضع له مصابيح في قبره، ويفتح له باب من الجنة وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة، ويرفع بعد ثمانية عشر يوما " إلى حظيرة القدس فلا يزال فيها مع أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا ". فإذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان أول من يصافحه رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأوصياء ويبشرونه ويقولون له الزمنا ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي من أحب قلت: فما لمن حبس في إتيانه ؟ قال: له بكل يوم يحبس ويغتم فرحة يوم القيامة. قلت: فان ضرب بعد الحبس في إتيانه ؟ قال: له بكل ضربة حوراء وبكل وجع يدخل عليه ألف ألف حسنة ويمحى بها عنه ألف ألف سيئة ويرفع له بها ألف ألف


 

[80]

درجة، ويكون من محدثي رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ من الحساب، ويصافحه حملة العرش، ويقال له: سل ما أحببت، ويؤتى بضاربه للحساب فلا يسئل عن شئ ولا يحتسب بشئ ويؤخذ بضبعيه حتى ينتهى به إلى ملك فيحيزه ويتحفه بشربة من الحميم و شربة من الغسلين ويوضع على مقال في النار، ويقال له: ذق ما قدمت يداك فيما أتيت إلى هذا الذي ضربته، وهو وفد الله ووفد رسوله، ويؤتى بالمضروب إلى باب جهنم فيقال: انظر إلى ضاربك وما قد لقي فهل شفيت صدرك وقد اقتص لك منه ؟ فيقول: الحمد لله الذى انتصر لي ولولد رسوله منه (1). بيان: قوله فتصور على بناء التفعل بحذف إحدى التائين أي تسقط وتنهدم (قوله) فيحيزه الخير السوق الشديد، وفي بعض النسخ فيحبوه من الحبوة بمعنى العطية على سبيل التهكم كقوله: ويتحفه. 40 - مل: أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه جميعا " عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل، قال: قلت: فما لمن قتل عنده ؟ وساق الحديث مثل ما مر إلى قوله: و يسقي من أحب (2).

 

(1) كامل الزيارات 123. (2) كامل الزيارات ص 165.

 

[81]

11 * ((باب)) * (" فضل الصلاة عنده صلوات الله عليه وكيفيتها) " 1 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد البرقي وحدثني محمد الحميري، عن أبيه، عن محمد البرقي، عن جعفر بن ناجيه، عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: صل عند قبر الحسين عليه السلام (1). 2 - مل: أبي وعلي بن الحسين وجماعة، عن سعد، عن موسي بن عمر وأيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وأنا أسمع قال: إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام اجعله قبلة إذا صليت، قال: تنح هكذا ناحية (2). 3 - مل: علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا فرغت من التسليم على الشهداء أتيت قبر أبي عبد الله عليه السلام ثم تجعله بين يديك ثم تصلي ما بدالك (3). 4 - مل: علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال عن على بن عقبة، عن عبيدالله الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: إنا نزور قبر الحسين عليه السلام كيف نصلي عليه ؟ قال: تقوم خلفه عند كتفيه ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وتصلي على الحسين (4). 5 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أيوب بن نوح وغيره، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وأنا أسمع عن الغسل إذا أتى قبر الحسين عليه السلام قال: قال: اجعله قبلة إذا صليت ؟ قال: تنح هكذا ناحية، قال: آخذ من طين قبره ويكون عندي أطلب بركته ؟ قال: نعم أو قال:

 

(1 - 4) كامل الزيارات ص 245 بتفاوت يسير في الاول.

 

[82]

لا بأس بذلك (1). بيان: لعل الامر بالتنحي محمولة على التقية، ويحتمل أن يكون المراد المنع عن السجود على قبره عليه السلام بل يبعد منه قليلا ويصلي خلفه، وقد مر الكلام في باب أحكام الروضات في ذلك. 6 - مل: أبي وابن الوليد معا "، عن ابن أبان، عن الأهوازي، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة قال: سألت العبد الصالح عليه السلام، عن زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال: ما احب لك تركه، قلت: ما ترى في الصلاة عنده وأنا مقصر ؟ قال: صل في المسجد الحرام ما شئت تطوعا، وفي مسجد الرسول ما شئت تطوعا وعند قبر الحسين فاني احب ذلك، قال: وسألته عن الصلاة بالنهار عند قبر الحسين عليه السلام تطوعا ؟ فقال: نعم (2). أقول: أوردنا مثله بأسانيد في كتاب الصلاة في باب مواضع التخيير. 7 - مل: جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبيدالله بن تهيك، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لرجل: يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة أن تأتي قبر الحسين صلوات الله عليه فتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك، فان الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة والصلاة النافلة تعدل عمرة (3). 8 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن الجاموراني، عن ابن البطائني عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام للمفضل في حديث طويل في زيارة قبر الحسين عليه السلام: ثم تمضي إلى صلاتك ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل، إلى آخر الحديث (4).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 246. (3 - 4) كامل الزيارات ص 251.

 

[83]

9 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلا عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: من أتى قبر الحسين عليه السلام ما له من الثواب والأجر ؟ قال: يا شعيب ما صلى عنده أحد الصلاة إلا قبلها الله منه ولا دعا عنده أحد دعوة إلا استجيبت له عاجلة وآجلة، فقلت له: جعلت فداك زدني فيه قال: يا شعيب أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي عليهما السلام: قد غفر الله لك يا عبد الله، فاستأنف اليوم عملا " جديدا " (1). 10 - مل: محمد الحميرى، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد الأصم، عن محمد البصري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله هل يزار والدك ؟ قال: فقال: نعم ويصلى عنده وقال: ويصلى خلفه ولا يتقدم عليه، قلت فما لمن صلى عنده ؟ قال: من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله شيئا " ألا أعطاه إياه، الخبر (2). 11 - اقول: وروى في المزار الكبير باسناده، عن علي بن الحسين، عن محمد العطار، عن محمد بن أحمد، وعن محمد بن الحسين، عن محمد بن أحمد، عن هارون بن مسلم، عن أبي على الحراني قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار الحسين صلوات الله عليه ؟ قال: من أتاه وزاره وصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات كتبت له حجة وعمرة (3). 12 - وباسناده، عن إسماعيل بن جابر، عن عبد الحميد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تتم الصلاة في أربعة مواطن: في المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة

 

(1) كامل الزيارات ص 252. (2) كامل الزيارات ص 123 والموجود في المصدر بالاسناد عن الاصم عن هشام ابن سالم، والسند المذكور في المتن هو لحديث آخر ذكر في المصدر قبل هذا الحديث فيحتمل ان يكون قدسها قلم المؤلف رحمه الله في ذلك. (3) المزار الكبير ص 115 وأخرجه ابن قولويه في الكامل ص 251 بزيادة في آخره.

 

[84]

وحرم الحسين عليه السلام (1). 13 - وباسناده عن زياد القندي قال: قال أبو الحسن عليه السلام: احب لك ما احب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي تمم الصلاة بالحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين عليه السلام (2). 14 - وباسناده، عن أبي شبل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أزور قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: زر الطيب وأتم الصلاة عنده، قلت: أتم الصلاة ؟ قال: أتم، قلت: بعض أصحابنا يرى التقصير ؟ قال: إنما يفعل ذلك الضعفة (3).

 

(1) المزار الكبير ص 115 واخرجه ابن قولويه في الكامل ص 249. (2) المزار الكبير ص 116 واخرجه ابن قولويه في الكامل ص 250. (3) المزار الكبير ص 116 واخرجه ابن قولويه في الكامل ص 248.

 

[85]

12 * ((باب)) * * (" فضل زيارته صلوات الله عليه في يوم عرفة أو العيدين) " * 1 - ثو، لى: أبي عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما فاتني الحج فاعرف عند قبر الحسين عليه السلام ؟ قال أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين عارفا " بحقه في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة، وعشرون عمرة مبرورات متقبلات، وعشرون غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفا بحقه كتبت له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل. قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف ؟ قال: فنظر إلي شبه المغضب ثم قال: يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه كتب الله عزوجل له بكل خطوة حجة بمناسكها، ولا أعلمه إلا قال: وغزوة (1). 2 - ما: المفيد، عن الصدوق مثله (2). 3 - مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب مثله (3). 4 - ثو، مع: أبي عن سعد، عن النهدي، عن علي بن أسباط يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عليهما السلام عشية عرفة قال: قلت: قبل نظره إلى أهل الموقف ؟ قال: نعم، قلت: وكيف ذاك ؟ قال: لأن في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا (4).

 

(1) ثواب الاعمال ص 81 وأمالى الصدوق ص 143. (2) أمالى الطوسى ج 1 ص 204. (3) كامل الزيارات ص 169. (4) ثواب الاعمال ص 81 ومعانى الاخبار ص 391.

 

[86]

5 - مل: أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد مثله (1) 6 - مصبا: عن ابن أسباط مثله (2). 7 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن سلامة بن محمد، عن محمد بن جعفر المؤدب عن الأشعري، عن النهدي مثله (3). 8 - ثو: أبي، عن محمد بن يحيى، عن الأشعري، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن داود الرقي قال: سمعت الصادق والكاظم والرضا صلوات الله عليهم وهم يقولون: من أتى الحسين عليه السلام يوم عرفة قلبه الله ثلج الفواد (4). 9 - مل: أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين جميعا "، عن سعد، عن علي ابن إسماعيل مثله (5). بيان: قوله عليه السلام: ثلج الفؤاد أي مطمئن القلب ذا يقين في العقايد الأيمانية أو مسرورا " بالمغفرة والرحمة، وقد ذهب عنه الكروب والأحزان، قال في النهاية: (6) ثلجت نفسي بالأمر إذا اطمأنت إليه وسكنت وثبت فيها ووثقت به. 10 - ثو: ماجيلويه، عن محمد بن يحيى، عن الأشعري، عن موسى بن عمر عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين صلوات الله عليه قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم، ويغفر من ذنوبهم، ويشفعهم في مسائلهم، ثم يثني بأهل عرفات فيفعل

 

(1) كامل الزيارات ص 170. (2) مصباح المتهجد ص 497 ومصباح الكفعمي ص 501. (3) التهذيب ج 6 ص 50. (4) ثواب الاعمال ص 81. (5) كامل الزيارات ص 170. (6) النهاية ج 1 ص 157.

 

[87]

ذلك بهم (1). 11 - مل: أبي عن سعد، عن موسى بن عمر مثله (2). 12 - مصبا: ابن مسكان مثله (3). 13 - مل: أبي وجماعة أصحابي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا " عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر عليه السلام، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة فأقبل إلى بوجهه فقال: يا بشير أحججت العام ؟ قلت: جعلت فداك لا ولكني قد عرفت بالقبر قبر الحسين عليه السلام، فقال: يا بشير والله ما فاتك شئ مما كان لأصحاب مكة بمكة. قلت: جعلت فداك فيه عرفات فسره لي ! فقال: يا بشير إن الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين عليه السلام عارفا " بحقه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة ومائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعدا عدو له، يا بشير اسمع وأبلغ من احتمل قلبه، من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كان كمن زار الله تبارك وتعالى في عرشه (4) 14 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن أبي سعيد، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج عن يونس بن يعقوب، عن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم تفته. وإن الله تبارك وتعالى ليبدأ بأهل قبر الحسين عليه السلام قبل أهل العرفات ثم يخاطبهم بنفسه (5).

 

(1) ثواب الاعمال ص 82. (2) كامل الزيارات ص 170. (3) مصباح الطوسى ص 497 ومصباح الكفعمي ص 501. (4) كامل الزيارات ص 171. (5) كامل الزيارات ص 170 وفيه يخالطهم بدل يخاطبهم واظنه تصحيف من النساخ.

 

[88]

15 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن محمد البرقي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم عرفة اطلع الله تبارك وتعالى على زوار قبر الحسين عليه السلام فقال لهم: استأنفوا قد غفرت لكم ثم يجعل إقامته على أهل عرفات (1). بيان: قوله ثم يجعل إقامته على أهل عرفات أي ثم ينظر إليهم ويتوجه إلى إصلاح شأنهم وإقامة أودهم. 16 - مل: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عمن ذكره، عن محمد بن الحسن العرزمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوار قبر الحسين بن على عليهما السلام فيقول: ارجعوا مغفورا " لكم ما مضى ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يوما " من يوم ينصرف (2). 17 - مصبا: عن العرزمي مثله (3). 18 - مل: محمد بن عبد المؤمن - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد بن جعفر بن إسماعيل العبدي عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه واله، وعتق ألف ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عبدي الصديق آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوق عرشه وسمي في الأرض كروبيا " (4). 19 - مصبا: عن ابن ظبيان مثله (5).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 171. (3) مصباح الطوسى ص 498 ومصباح الكفعمي ص 501. (4) كامل الزيارات ص 172. (5) مصباح الطوسى ص 497 ومصباح الكفعمي ص 501.

 

[89]

بيان: قال الفيروز آبادي: (1) الكروبيون مخففة الراء سادة الملائكة. 20 - مل: أبي عن سعد، عن ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قال جعفر بن محمد عليهما السلام: من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة عارفا " بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة مع نبي مرسل، ومن زاره أول يوم من رجب غفر الله له البتة (2). 21 - مل: أبي عن سعد، عن اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط عن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان معسرا " فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد الله عليه السلام ليعرف عنده فذلك يجزيه من حجة الاسلام أما إني لا أقول يجزي ذلك من حجة الاسلام إلا لمعسر، فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأراد أن يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى الحسين عليه السلام في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته وعمرته فضاعف الله ذلك أضعافا " مضاعفة، قال: قلت: كم تعدل حجة ؟ وكم تعدل عمرة ؟ قال: لا يحصى ذلك، قلت: مائة ؟ قال: ومن يحصى ذلك ؟ قلت: ألف ؟ قال: وأكثر ثم قال: " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله واسع كريم " (3). 22 - يب: سعد مثله (4). 23 - مل جماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن الحسين بن أبي سارة المدايني عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج أو غيره واسمه الحسين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ؟ من زار قبر الحسين بن على عليهما السلام ليلة من ثلاث ليال غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: أي الليالي جعلت فداك ؟ قال: ليلة الفطر أو ليلة الأضحى، أو ليلة النصف من شعبان (5).

 

(1) القاموس ج 1 ص 123. (2) كامل الزيارات ص 172. (3) كامل الزيارات ص 173. (4) التهذيب ج 6 ص 50. (5) كامل الزيارات ص 180.

 

[90]

24 - مل: أبى وعلى بن الحسين وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى عن محمد بن خالد، عن القاسم، عن جده، عن ابن ظبيان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من زار الحسين بن علي عليه السلام ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبلة وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة (1). 25 - مل: عن ابن ميثم التمار، عن الباقر عليه السلام قال: من بات ليلة عرفة بأرض كربلا وأقام بها حتى يعيد وينصرف وقاه الله شر سنته (2). 26 - قل: باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي، عن المفيد والحسين بن عبيدالله وأحمد بن عبدون جميعا "، عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن محمد النحوي عن أبي القاسم علي بن محمد، عن الحسين بن الحسن بن أبي سنان، عن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة من ثلاث غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: وأي الليالي ؟ فذكر ليلة الأضحى (3). 27 - مصبا: ابن أبي عمير، عن أبان مثله (4). 28 - مصبا: روى بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل في الفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال: وعمرة (5). 29 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير مثله، وفيه: ولا

 

(1) كامل الزيارات ص 180. (2) كامل الزيارات ص 269. (3) الاقبال ص 632. (4) مصباح الطوسى ص 498 ومصباح الكفعمي ص 499. (5) مصباح الطوسى ص 497 ومصباح الكفعمي ص 501.

 

[91]

أعلمه إلا قال: وغزوة (1). 30 - مصبا: بشير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة بعثه الله تعالى يوم القيامة ثلج الفؤاد (2). 31 - وروى زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة عارفا " بحقه، كتب الله له ألف حجة مقبولة، وألف عمرة مبرورة (3). 32 - مصبا: بشير الدهان عن رفاعة النخاس قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا رفاعة أما حججت العام ؟ قال: قلت: جعلت فداك ما كان عندي ما أحج به ولكنني عرفت عند قبر الحسين عليه السلام فقال لي: يا رفاعة ما قصرت عما كان أهل منى فيه، لولا أني أكره أن يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام أبدا "، ثم نكت الأرض وسكت طويلا " ثم قال: أخبرني أبي قال: من خرج إلى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله، وكتب له ألف حجة وألف عمرة مع نبي أو وصي نبي (4). 33 - مصبا: الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من عرف صدقة عند قبر الحسين عليه السلام لم يرجع صفرا لكن يرجع ويداه مملوءتان (5). 34 - وروى ابن ميثم التمار، عن الباقر عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام أو قال: من زار ليلة عرفة أرض كربلا وأقام بها حتى يعيد ثم ينصرف، وقاه الله شر سنته (6).

 

(1) التهذيب ج 6 ص 50. (2) مصباح الطوسى ص 497 ومصباح الكفعمي ص 501. (3) مصباح الطوسى ص 497. (4) مصباح الطوسى ص 498 ومصباح الكفعمي ص 501. (5 - 6) مصباح الطوسى ص 498. (*)

 

[92]

35 - وعن حنان بن سدير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا حنان إذا كان يوم عرفة اطلع الله تعالى على زوار الحسين بن علي عليهما السلام فقال لهم: استأنفوا العمل فقد غفر لكم (1). 36 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن أبي طالب الأنباري، عن علي بن محمد، عن محمد بن العباس، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن حنان مثله (2). 37 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن سلامة بن محمد، عن علي بن محمد الجبائي، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: من عرف عند قبر الحسين عليه السلام فقد شهد عرفة (3). 38 - مصباح: عن معاوية مثله (4).

 

(1) مصباح الطوسى ص 489. (2 - 3) التهذيب ج 6 ص 51. (4) مصباح الطوسى ص 498.

 

[93]

13 * (باب) * * " (فضل زيارته صلوات الله عليه في ايام شهر) " * * " (رجب وشعبان وشهر رمضان) " * * " (وساير الايام المخصوصة) " * 1 - مل: جعفر بن محمد بن عبد الله، عن ابن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشورا فكأنما زار الله فوق عرشه (1). 2 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام والحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين قالا: من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبد الله عليه السلام الحسين بن علي عليهما السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين عليهم السلام يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم، منهم خمسة اولو العزم من الرسل، قلنا: منهم ؟ قال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم. قلنا له: ما معنى اولوا العزم ؟ قال: بعثوا إلى شرق الأرض وغربها جنها وإنسها (2). 3 - قل: باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود باسناده إلى ابن محبوب مثله (3).

 

(1) كامل الزيارات ص 182. (2) كامل الزيارات ص 179. (3) الاقبال ص 206.

 

[94]

4 - يب: سعد إلى قوله فيؤذن لهم (1). 5 - مل: أبي وعلي بن الحسين والكليني، عن علي، بن إبراهيم، عن أبيه عن بعض أصحابه، عن ابن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى: زايري الحسين ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم على الله ربكم ومحمد نبيكم (2). 6 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن هاشم، عن صندل، عن ابن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان النصف من شعبان نادى مناد الحديث آخره (3). 7 - ورواه صافي البرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار أبا عبد الله عليه السلام ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها في النصف من شعبان غفر له ذنوبه (4). 8 - ما: المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عمن رواه، عن داود مثله (5). 9 - مل: باسناده، عن داود بن كثير قال: قال الباقر عليه السلام: زاير الحسين عليه السلام في النصف من شعبان يغفر له ذنوبه، ولن يكتب عليه سيئة في سنته حتى يحول عليه الحول فان زار في السنة المقبلة غفر الله له ذنوبه (6). 10 - مل: جماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن الحسين بن أبي سارة المدايني، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج أو غيره واسمه الحسين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من زار قبر الحسين بن علي عليه السلام ليلة من ثلاث ليال: غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: أي الليالي جعلت فداك ؟

 

(1) التهذيب ج 6 ص 48. (2) كامل الزيارات ص 179. (3 و 4) كامل الزيارات ص 180. (5) امالي الطوسى ج 1 ص 46. (6) كامل الزيارات ص 180.

 

[95]

قال: ليلة الفطر، أو ليلة الأضحى، أو ليلة النصف من شعبان (1). 11 - مل: أبي وعلي بن الحسين وجماعة من مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن خالد، عن القاسم، عن جده، عن ابن ظبيان قال قال أبو - عبد الله عليه السلام من زار الحسين بن علي عليه السلام ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبلة، و قضيت له ألف حاجة من حوايج الدنيا والآخرة (2). 12 - مل: محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن علي بن الحسين بن فضال عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر الله لكل من زار الحسين عليه السلام من المؤمنين ما قدموا من ذنوبهم وقيل: استقبلوا العمل، قال: قلت: هذا كله لمن زار الحسين عليه السلام في النصف من شعبان ؟ قال: يا يونس لو أخبرت الناس بما فيها لمن زار الحسين عليه السلام لقامت ذكور الرجال على الخشب (3). 13 - قل: باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود باسناده إلى يونس بن يعقوب مثله (4). - قال السيد ره: أقول: لعل معنى قوله عليه السلام: لقامت ذكور رجال على الخشب: أي كانوا صلبوا على الأخشاب لعظيم ما كانوا ينقلونه ويروونه في فضل زيارة الحسين عليه السلام في النصف من شعبان من عظيم فضل سلطان الحساب، وعظيم نعيم دار الثواب الذي لا يقوم بتصديقه ضعف الألباب. بيان: أقول: على ما أفاده - ره - يكون إضافة الذكور إلى الرجال للمبالغة في وصف الرجولية وما يلزمها من الشدة والإقدام على امور الخير وعدم التهاون فيها.

 

(1 و 2) كامل الزيارات ص 180. (3) كامل الزيارات ص 181. (4) الاقبال ص 207.

 

[96]

قال في النهاية (1) في حديث طارق مولى عثمان: قال قال لابن الزبير حين صرع: والله ما ولدت النساء أذكر منك يعني شهما " ماضيا " في الامور، وقيل: المعنى أنهم يركبون على الأخشاب عند عدم المراكب مبالغة في اهتمامهم بذلك، وقيل: إنهم لكثرة استماع ما يعجبهم من وصف المناكح والمشتهيات تقوم ذكورهم على نحو الخشب، أو أنهم لكثرة ما يسمعون من تلك الفضايل يتكلمون عليها ويجترون بعد الاتيان بها على المعاصي فيقوم ذكرهم على كل خشب مبالغة في جرأتهم وعدم مبالاتهم، والأوجه ما أفاده السيد ره. 14 - مل: محمد بن همام، عن الفزاري، عن الابزاري، عن ابن محبوب عن البزنطي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام في أي شهر تزور الحسين عليه السلام ؟ قال: في النصف من رجب والنصف من شعبان (2). 15 - ورواه أحمد بن هلال، عن البزنطي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله إلا أنه قال: أي الأوقات أفضل أن تزور فيه الحسين (3). 16 - مصبا: عن ابن قولويه مثله (4). 17 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أحمد بن إدريس، عن العمركي عن صندل، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة غفر له البتة، ولم يخرج من الدنيا وفي نفسه حسرة منها، وكان مسكنة في الجنة مع الحسين بن علي عليه السلام، ثم قال: يا داود من لا يسره أن يكون في الجنة جار الحسين بن علي ؟ قلت: من لا أفلح (5). 18 - مل: بهذا الاسناد، عن صندل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد تلك الليلة من

 

(1) النهاية ج 2 ص 49. (2 - 3) كامل الزيارات ص 182. (4) مصباح الطوسى ص 561. (5) كامل الزيارات ص 183. (*)

 

[97]

بطنان العرش: إن الله قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة (1). 19 - يب: عن أبي الصباح مثله (2). 20 - مل: روى محمد بن مهران، عن محمد بن الفضيل قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول: من زار قبر الحسين بن علي عليهما السلام في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يحاسب وقيل له: ادخل الجنة آمنا " (3). 21 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام أول يوم من رجب غفر الله له البتة (4). 22 - قل، مصبا، صبا: عن بشير مثله (5). 23 - يب: سعد مثله (6). 24 - قل: باسنادنا إلى الحسن بن محبوب، عن البزنطى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام في أي شهر تزور الحسين عليه السلام ؟ قال: في النصف من رجب والنصف من شعبان (7). 25 - وروينا باسنادنا إلى محمد بن داود القمى أيضا " باسناده في كتابه المسمى بكتاب الزيارات والفضائل إلى أحمد بن هلال، عن البزنطي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام أي الأوقات أفضل أن أزور فيه الحسين عليه السلام ؟ قال: النصف من رجب والنصف من شعبان (8).

 

(1) كامل الزيارات ص 184. (2) التهذيب ج 6 ص 49. (3) كامل الزيارات ص 330. (4) كامل الزيارات ص 182. (5) مصباح الطوسى ص 557 ومصباح الزائر ص 154 والاقبال ص 134. (6) التهذيب ج 6 ص 48. (7) الاقبال ص 206. (8) الاقبال ص 207.

 

[98]

26 - قل: باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود باسناده إلى ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان أول يوم من شعبان نادى مناد من تحت العرش: يا وفد الحسين لا تخلوا ليلة النصف من شعبان من زيارة الحسين فلو تعلمون ما فيها لطالت عليكم السنة حتى يجئ النصف (1). 27 - قل: باسنادنا إلى محمد بن داود باسناده إلى أبي عبد الله البرقي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام في النصف من شعبان من الثواب ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: من زار قبر الحسين بن علي عليه السلام في النصف من شعبان يريد الله عزوجل به وما عنده لا عند الناس غفر الله له في تلك الليلة ذنوبه، ولو أنها بعدد شعر معزى كلب، ثم قيل له: جعلت فداك يغفر الله عزوجل له الذنوب كلها ؟ قال: أتستكثر زاير الحسين عليه السلام هذا ؟ كيف لا يغفرها وهو في حد من زار الله عزوجل في عرشه (2). 28 - وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام يغفر الله لزائر الحسين عليه السلام في نصف شعبان ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3). بيان: المعزى بالكسر المعز، وكلب قبيلة. 29 - قل: روينا إلى أبي المفضل الشيباني قال: حدثنا أبو محمد شعيب ابن محمد بن مقاتل البلخي بنوقان طوس في مشهد الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي - عن أبي بصير الفتح بن عبد الرحمن القمي، عن علي بن محمد بن فيض بن مختار، عن أبيه، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه سئل عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام فقيل: هل في ذلك وقت هو أفضل من وقت ؟ فقال: زوروه صلى الله عليه في كل وقت وفي كل حين، فان زيارته عليه السلام خير موضوع فمن أكثر منها فقد استكثر من الخير، ومن قلل قلل له، وتحروا بزيارتكم الأوقات الشريفة فان الأعمال الصالحة فيها مضاعفة

 

(1) الاقبال ص 206. (2) الاقبال ص 207. (3) الاقبال ص 208.

 

[99]

وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته. قال: فسئل عن زيارته في شهر رمضان ؟ فقال: من جاءه عليه السلام خاشعا " محتسبا " مستغفرا " فشهد قبره عليه السلام في إحدى ثلاث ليال من شهر رمضان: أول ليلة من الشهر أو ليلة النصف أو آخر ليلة منه تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه التي اجترحها كما يتساقط هشيم الورق بالريح العاصف، حتى أنه يكون من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه، وكان له مع ذلك من الأجر مثل أجر من حج في عامه ذلك واعتمر ويناديه ملكان يسمع نداء هما كل ذي روح إلا الثقلين من الجن والانس يقول أحدهما يا عبد الله طهرت فاستأنف العمل ويقول الآخر يا عبد الله أحببت فابشر بمغفرة من الله وفضل (1). 30 - قل: روينا من كتاب عمل شهر رمضان لعلي بن عبد الواحد النهدي باسنادنا إلى أبي المفضل وقال كتبته من أصل كتابه قال: حدثنا الحسن بن خليل ابن فرحان بأحمد آباد قال: حدثنا عبد الله بن نهيك قال: حدثنا العباس بن عامر عن إسحاق بن زريق، عن يزيد بن أسامة، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في هذه الآية " فيها يفرق كل أمر حكيم " قال: هي ليلة القدر يقضى فيها أمر السنة من حج أو عمرة أو رزق أو أمر أو أجل أو سفر أو نكاح أو ولد إلى ساير ما يلاقي ابن آدم مما يكتب له أو عليه في بقية ذلك الحول من تلك الليلة إلى مثلها من عام قابل وهي في العشر الأواخر من شهر رمضان. فمن أدركها - أو قال يشهدها - عند قبر الحسين عليه السلام يصلي عنده ركعتين أو ما تيسر له وسأل الله الجنة واستعاذ به من النار آتاه الله ما سأل وأعاذه مما استعاذ منه، وكذلك إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من خير ما فرق وقضى في تلك الليلة وأن يقيه من شر ما كتب فيها أو دعا الله وسأله تبارك وتعالى في أمر لا إثم فيه رجوت أن يؤتى سؤله ويؤقى محاذيره ويشفع في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجب

 

(1) الاقبال ص 238. *

 

[100]

العذاب، والله إلى سائله وعبده بالخير أسرع (1). 31 - وروينا باسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني أيضا " قال: حدثنا علي بن نصر عن عبيدالله بن موسى، عن عبد العظيم الحسنى، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في حديث قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم صافحه روح أربعة وعشرين ألف نبي كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة (2). 32 - قال: وأخبرنا أحمد بن علي بن شاذان وإسحاق بن الحسين قال: أخبرنا ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن صندل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر يفرق الله عزوجل كل أمر حكيم نادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش: إن الله عزو جل قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام (3). 33 - بشا: الحسن بن الحسين بن بابويه، عن شيخ الطايفة، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عمن رواه، عن داود الرقى قال: قال الباقر عليه السلام: من زار الحسين عليه السلام في ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه (4). 34 - مصبا: يستحب زيارة الحسين عليه السلام في ليلة الفطر ويوم الفطر وروى في ذلك فضل كثير (5). 35 - صبا: عن الصادق عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام في النصف من شعبان كتب الله عزوجل له ألف حجة (6).

 

(1) الاقبال ص 440. (2 و 3) الاقبال ص 441. (4) بشارة المصطفى ص 77. (5) مصباح الطوسى ص 363. (6) مصباح الزائر ص 164.

 

[101]

36 - صبا: عن الكاظم عليه السلام قال: ثلاث ليال من زار الحسين عليه السلام فيهن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر: ليلة النصف من شعبان، وليلة ثلاث وعشرين من رمضان، وليلة العيد (1). اقول: زيارته صلوات الله عليه في الأيام الشريفة والأوقات الفاضلة أشرف وأفضل لا سيما الإيام المختصة به والأيام التي ظهر فيها فضله وكرامته كيوم المباهلة، ويوم نزول هل أتى، ويوم ولادته عليه السلام والأشهر أنه ثالث شعبان. 37 - لما رواه الشيخ - ره - في المصباح انه خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء " اللهم إني أسئلك بحق المولود في هذا اليوم " إلى آخر الدعاء (2). 38 - لكن روى أيضا " في المصباح، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد أنه قال: ولد الحسين بن علي عليه السلام لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع خلون من الهجرة (3). وكذا يناسب زيارته في يوم انتقال يزيد قاتله إلى أسفل درك الجحيم وهو الرابع عشر من ربيع الأول.

 

(1) مصباح الزائر ص 173. (2) مصباح الطوسى ص 574. (3) مصباح الطوسى ص 593.

 

[102]

14 * ((باب)) * * " (فضل زيارته صلوات الله عليه في يوم عاشورا) " * * " (واعمال ذلك اليوم وفضل زيارة الاربعين) " * 1 - ع، لى: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة، ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشورا يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا " لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيدالله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار (1). 2 - ن: النقاش والطالقاني، عن أحمد الهمداني مثله (2). 3 - ن، لى: ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال لي: يا ابن شبيب أصائم أنت ؟ فقلت: لا فقال: إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عزوجل فقال: " رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " فاستجاب الله له، وأمر الملائكة فنادت زكريا " وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى " فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه السلام. ثم قال: يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه

 

(1) علل الشرائع ص 227 وأمالى الصدوق ص 129. (2) عيون الاخبار ج 1 ص 298، *

 

[103]

وانتهبوا ثقلة فلا غفر الله لهم ذلك أبدا ". يا ابن شبيب إن كنت باكيا " لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين. يا ابن شبيب لقد حدثني أبى، عن أبيه، عن جده عليه السلام أنه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما " وترابا " أحمر. يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا " كان أو كبيرا " قليلا " كان أو كثيرا ". يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام. يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السلام. يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا " عظيما ". يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا " تولى حجرا " لحشره الله معه يوم القيامة (1). 4 - مصبا، قل: عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشورا لقي الله يوم القيامة ملطخا " بدمه وكأنما قتل معه في عرصة كربلا (2). 5 - قل: قال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية: روي أن من زاره

 

(1) عيون الاخبار ج 1 ص 299 وأمالى الصدوق ص 129. (2) مصباح الطوسى ص 538 والاقبال ص 28.

 

[104]

عليه السلام وبات عنده في ليلة عاشورا حتى يصبح حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسين عليه السلام في جملة الشهداء معه (1). 6 - ع: عن محمد بن علي بن بشار، عن المظفر بن أحمد، عن الاسدي، عن سهل، عن سليمان بن عبد الله، عن عبد الله بن الفضل قال: قلت للصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله كيف سمت العامة يوم عاشورا يوم بركة ؟ فبكى عليه السلام ثم قال: لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليها الجوائز من الأموال، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وأنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه، حكم الله بيننا وبينهم (2). أقول: قد أوردنا تمامه مع غيره من الأخبار في هذا المعنى في أبواب تاريخه عليه السلام. 7 - مل: أبي وأخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي المدايني، عن محمد بن سعيد البجلى، عن قبيصة، عن جابر الجعفي قال: دخلت على جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشورا فقال لي: هؤلاء زوار الله وحق على المزور أن يكرم الزائر، من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطخا " بدمه كأنما قتل معه في عصره، وقال: من زار قبر الحسين عليه السلام ليوم عاشورا أو بات عنده كان كمن استشهد بين يديه (3). 8 - مل: محمد بن همام، عن الفزاري، عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي عن حسين بن سليمان، عن الحسين بن أسد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وجبت له الجنة (4). 9 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن الفزاري

 

(1) الاقبال ص 28. (2) علل الشرائع ص 226. (3 - 4) كامل الزيارات ص 173.

 

[105]

مثله (1). 10 - قل: باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود باسناده إلى حريز مثله (2). 11 - يب، مل: محمد الحميرى، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار قبر الحسين بن علي عليهما السلام يوم عاشورا عارفا " بحقه كان كمن زار الله في عرشه (3). 12 - قل: باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود القمي باسناده إلى ابن أبي عمير مثله (4). 13 - مل: الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي، عن ذكره، عنهم عليهم السلام قال: من زار الحسين عليه السلام يوم عاشورا كان كمن تشحط بدمه بين يديه (5). 14 - مل: روى محمد بن أبي سيار المدايني باسناده قال: من سقى يوم عاشورا عند قبر الحسين عليهم السلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليه السلام وشهد معه (6). 15 - مل: جعفر بن محمد بن عبد الله، عن ابن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من زار الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، من زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشورا فكأنما زار الله فوق عرشه (7). 16 - مل: محمد الحميري، عن محمد بن الحسين، عن حمدان بن المعافا، عن ابن أبي عمير مثله (8).

 

(1) التهذيب ج 6 ص 51. (2) الاقبال ص 38. (3) التهذيب ج 6 ص 51 وكامل الزيارات ص 174. (4) الاقبال ص 38. (5 - 8) كامل الزيارات ص 174.

 

[106]

17 - يب: روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة الخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (1). 15 * (باب) * * " (الحاير وفضله ومقدار ما يؤخذ من التربة) " * * " (المباركة وفضل كربلا والاقامة فيها) " * 1 - مل: القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله ابن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قبر الحسين بن علي عليه السلام عشرون ذراعا " في عشرين ذراعا " مكسرا " روضة من رياض الجنة منه معراج إلى السماء، فليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسأل الله أن يزوره، وفوج يهبط وفوج يصعد (2). 2 - حه: نصير الدين الطوسي عن والده، عن القطب الرواندي، عن الشيخ عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد بن علي الجعفري، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال: قال الصادق عليه السلام: أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان: البيت المعمور فرفعه الله والغري وكربلا وطوس (3). 3 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن عمر بن يزيد بياع السابرى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق

 

(1) التهذيب ج 6 ص 52. (2) كامل الزيارات ص 112 بتفاوت في أول السند. (3) فرحة الغرى ص 70 طبع النجف الاشرف.

 

[107]

وجعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله إليها أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلا إلا بمنزلة الأبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولو لا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري واستقري وكوني ذنبا " متواضعا " ذليلا " مهينا " غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلا وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم (1). 4 - مل: أبي وعلي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن علي عن عباد أبي سعيد العصفري، عن عمر بن يزيد بياع السابرى، عن جعفر بن محمد عليهما السلام وذكر مثله (2). بيان: وإلا سخت بك، أي خسفت بك. 5 - مل: أبو العباس، عن ابن أبي الخطاب، عن أبي سعيد العصفري، عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلا قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة (3). 6 - مل: أبي وأخى وعلي بن الحسين جميعا، عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عباد أبي سعيد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه مثله (4). 7 - مل: جماعة مشايخي أبي وأخي وغيرهم، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن علي، عن أبي سعيد مثله (5). وأخبرني أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن

 

(1 و 2) كامل الزيارات ص 267. (3) كامل الزيارات ص 268. (4 و 5) كامل الزيارات 270.

 

[108]

سنان، عن ابن أبي المقدام، عن أبيه مثله (1). 8 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن البزوفري، عن الفزاري، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان مثله (2). 9 - كتاب عباد العصفري، عن عمر بن أبي المقدام، عن أبيه مثله (3). (10) - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: اتخذ الله أرض كربلا حرما " آمنا مباركا " قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما " بأربعة وعشرين ألف عام، وأنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون أو قال: اولوا العزم من الرسل، فانها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعا "، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (4). 11 - كتاب أبي سعيد العصفري، عن رجل، عن أبي الجارود مثله (5). 12 - مل: أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن علي، عن أبيه عن محمد بن علي، عن عباد أبي سعيد العصفري، عن رجل، عن أبي الجارود مثله (6) 13 - قال وروي قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمران، وناجى نوحا " فيها، وهي أكرم أرض الله عليه، ولولا

 

(1) كامل الزيارات ص 270. (2) التهذيب ج 6 ص 72. (3) كتاب عباد العصفرى ص 16 ضمن الاصول الستة عشر. (4) كامل الزيارات ص 268. (5) كتاب عباد العصفرى ص 17 ضمن الاصول الستة عشر. (6) كامل الزيارات ص 268.

 

[109]

ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيه فزوروا قبورنا بالغاضرية (1). 14 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: الغاضرية من تربة بيت المقدس (2). 15 - مل: بهذا الاسناد، عن أبي سعيد، عن حماد بن أيوب، عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله يقبر ابني في أرض يقال لها كربلا هي البقعة التي كان عليها قبة الاسلام التي نجا الله عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح في الطوفان (3). 16 - مل: بهذا الاسناد، عن على بن حارث، عن الفضل بن يحيى، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: زوروا كربلا ولا تقطعوه فان خير أولاد الأنبياء ضمنته، ألا وإن الملائكة زارت كربلاء ألف عام من قبل أن يسكنه جدي الحسين عليه السلام، وما من ليلة تمضي إلا وجبرئيل وميكائيل يزورانه فاجتهد يا يحيى أن لا تفقد من ذلك الموطن (4). 17 - مل: أبي، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عباد أبي سعيد العصفري، عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت، فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله، حتى سلط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحا حتى أفسد طعمه، وإن كربلا وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى وبارك عليها فقال لها: تكلمي بما فضلك الله ! فقالت لما تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض قالت: أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكرا " لله، فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين عليه السلام وأصحابه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر

 

(1) كامل الزيارات 268. (2 - 4) كامل الزيارات ص 269 *

 

[110]

وضعه الله (1). 18 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله اتخذ كربلا حرما " آمنا " مباركا " قبل أن يتخذ مكة حرما " (2). 19 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن اسحاق ابن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لموضع قبر الحسين بن علي عليهما السلام حرمة معلومة من عرفها واستجار بها اجير، قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك، قال: امسح من موضع قبره اليوم فامسح خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه وخمسة وعشرين ذراعا " من خلفه، وخمسة وعشرين ذراعا " مما يلي وجهه، وخمسة وعشرين ذراعا من ناحية رأسه، وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء، فليس ملك ولا نبي في السموات إلا وهم يسئلون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج يعرج (3). 20 - مصبا: عن إسحاق مثله (4). 21 - كا: العدة، عن سهل وأحمد بن محمد، عن ابن محبوب مثله (5). 22 - ثو: ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب عن إسحاق مثله إلى قوله من ناحية رأسه (6). 23 - مل: الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن محبوب

 

(1) نفس المصدر ص 270. (2) المصدر السابق ص 267 ضمن حديث. (3) المصدر السابق ص 272. (4) مصباح الطوسى ص 509 ومصباح الكفعمي ص 508 (5) الكافي ج 4 ص 580. (6) ثواب الاعمال ص 85.

 

[111]

عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: موضع قبر الحسين بن علي صلوات الله عليهما منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة، وقال: موضع قبر الحسين ترعة من ترع الجنة (1). 24 - ثو: ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب مثله (2). 25 - ثو: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن اليقطيني، عن محمد بن إسماعيل البصري، عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حرمة قبر الحسين عليه السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر (3). 26 - مصبا: عن اليقطيني مثله (4). 27 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: حريم قبر الحسين عليه السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر (5). 28 - مصبا: عن منصور مثله (6). 29 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن هارون بن مسلم، عن عبد الرحمان بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قبر الحسين عليه السلام عشرون ذراعا " في عشرين ذراعا " مكسرا " روضة من رياض الجنة، وذكر الحديث (7). 30 - مل: أبي، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن إسحاق بن

 

(1) كامل الزيارات ص 271. (2 - 3) ثواب الاعمال ص 85 (4) مصباح الطوسى ص 509. (5) كامل الزيارات ص 272. (6) مصباح الطوسى ص 509. (7) كامل الزيارات ص 272.

 

[112]

عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). 31 - مصبا، يب: عن ابن سنان مثله (2). قال رحمه الله في المصباح: الوجه في هذه الأخبار ترتب هذه المواضع في - الفضل فالأقصى خمسة فراسخ، وأدناه من المشهد فرسخ، وأشرف الفرسخ خمس وعشرون ذراعا "، وأشرف الخمس والعشرين ذراعا " عشرون ذراعا " وأشرف العشرين ما شرف به وهو الجدث نفسه انتهى، ونحوه قال في التهذيب. أقول: سيأتي أخبار الميل والسبعين ذراعا " أو باعا " فلا تغفل. 32 - مل: أبي وابن الوليد معا " عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إلى أبو الحسن عليه السلام في مرضه وإلى محمد بن حمزة فسبقني إليه محمد بن حمزة فأخبرني أنه ما زال يقول: ابعثوا إلى الحائر ابعثوا إلى الحائر فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحائر ثم دخلت عليه، فقلت له: جعلت فداك، أنا أذهب إلى الحائر ؟ فقال: انظروا في ذلك، ثم قال: إن محمدا " ليس له سر من زيد بن علي وأنا أكره أن يسمع ذلك، قال: فذكرت ذلك لعلي ابن بلال فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر، فقدمت العسكر فدخلت عليه فقال لي: اجلس، حين أردت القيام. فلما رأيته أنس بي ذكرت قول علي بن بلال فقال لي: ألا قلت له: إن رسول الله صلى الله عليه واله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر وحرمة النبي صلى الله عليه واله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله أن يقف بعرفة إنما هي مواطن يحب الله أن يذكر فيها فأنا احب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها، والحير من تلك المواضع (3). بيان: قوله عليه السلام: ابعثوا إلى الحائر أي ابعثوا رجلا إلى حائر الحسين عليه السلام يدعو لي ويسأل الله شفائي عنده " قوله " عليه السلام انظروا في ذلك، أي تفكروا وتدبروا فيه بأن يقع على وجه لا يطلع عليه أحد للتقية " قوله " عليه السلام إن محمدا يعني ابن

 

(1) كامل الزيارات ص 272. (2) مصباح الطوسى ص 509 والتهذيب ج 6 ص 72. (3) كامل الزيارات ص 273.

 

[113]

حمزة ليس له سر أي حصانة بل يفشي الأسرار، وذلك بسبب أنه من أتباع زيد ولا يعتقد إمامتنا، فتكون من تعليلية، أو المعنى انه ليس له حظ من أسرار زيد وما كان يعتقد فينا، فان الزيدية خالفوا زيدا في ذلك، ولعله كان الباعث لافشائه على الوجهين الحسد على أبي هاشم إذ كان هو المبعوث، فلذا لم يتق عليه السلام في القول أولا " عنده مع انه يحتمل أن يكون المراد بمحمد أخيرا " غير ابن حمزة. ويحتمل أيضا أن يكون المراد بزيد غير إمام الزيدية بل واحدا " من أهل ذلك العصر ممن يتقى منه، ويكون المعنى أن محمدا لا يخفى شيئا " من زيد وأنا أكره أن يسمع زيد ذلك. 33 - مل: علي بن الحسين وجماعة، عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل فقال لنا: وجهوا قوما " إلى الحير من مالي، فلما خرجنا من عنده قال لي محمد بن حمزة: المشير يوجهنا إلى الحير وهو بمنزلة من في الحير قال: فعدت إليه فأخبرته فقال لي: ليس هو هكذا إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها وحائر الحسين عليه السلام من تلك المواضع (1). 34 - قال الحسين بن أحمد بن المغيرة: وحدثني أبو محمد الحسن بن أحمد ابن محمد بن علي الرازي المعروف بالرهوردي بنيسابور بهذا الحديث وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الأولين أحببت شرحه في هذا الباب لأنه منه: قال أبو محمد الرهوردى: حدثني أبو علي محمد بن همام - ره - قال حدثنى الحميرى قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن على بن محمد عليه السلام وهو محموم عليل فقال لي: يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج فقال: السمع والطاعة ولكنني أقول انه أفضل من الحير إذا كان بمنزلة من في الحير ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحير.

 

(1) كامل الزيارات 273.

 

[114]

فأعلمته صلوات الله عليه ما قال، فقال لي: قل له: كان رسول الله صلى الله عليه واله أفضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وإن لله تبارك وتعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحير منها (1). 35 - مل: محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن سالم، عن محمد ابن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن رجل من أهل الكوفة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: حريم قبر الحسين عليه السلام فرسخ في فرسخ في فرسخ في فرسخ (2). بيان: تكرير الفراسخ أربع مرات يدل على أن المعنى أن حريمه عليه السلام فرسخ من كل جانب فيكون في بمعنى مع. 36 - صح: عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين عليهم السلام وكأني بالأسواق قد حفت حول قبره فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسار إليه من الأفاق وذلك عند انقطاع ملك بني مروان (3). 37 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الاصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال قلت له: فما لمن أقام عنده ؟ يعني الحسين عليه السلام ؟ قال: كل يوم بألف شهر، قال فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده ؟ قال: درهم بألف درهم (4). 38 - مل: بأسانيد، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليه السلام عن زينب بنت علي عليه السلام، عن ام أيمن قالت في حديث طويل عن

 

(1) كامل الزيارات ص 273. (2) كامل الزيارات ص 282. (3) صحيفة الرضا (ع) ص 17 طبع مصر سنه 1340 ه‍. (4) كامل الزيارات ص 128.

 

[115]

النبي صلى الله عليه واله قال: أتى جبرئيل فأومى إلى الحسين عليه السلام وقال: إن سبطك هذا مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من امتك بضفة الفرات بأرض تدعى كربلاء من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضى كربه ولا تفنى حسرته، وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة وإنها لمن بطحاء الجنة (1). اقول: قد مر الخبر بطوله في باب إخبار النبي صلى الله عليه واله بمظلومية أهل بيته. 39 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسين بن سفرجلة الكوفي عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران، عن محمد بن منصور، عن حرب بن الحسين عن إبراهيم الشيباني، عن أبي الجارود قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: كم بينك وبين قبر أبي عبد الله عليه السلام ؟ قال قلت: يوم وشئ، فقال له: لو كان منا على مثال الذي هو منكم لا تخذناه هجرة (2). بيان: أي كنا نتهاجر إليه ونسكن عنده. 40 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن علي بن الحكم يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا زرت أبا عبد الله عليه السلام فزره وأنت حزين مكروب - وساق الحديث إلى قوله - واسئله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (3). بيان: لعل النهي عن اتخاذه وطنا محمول على حال التقية والخوف كما كان الغالب في تلك الأعصار، أو على النهي عن التوقف عند القبر لا عن حواليه و جوانبه، لئلا ينافي الأخبار السالفة وما سيأتي من الدعاء للمقام عنده عليه السلام في كثير من الزيارات. 41 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد، عن حميد بن زياد

 

(1) كامل الزيارات ص 264 ضمن حديث طويل. (2) التهذيب ج 6 ص 46. (3) ثواب الاعمال ص 80.

 

[116]

عن أبي طاهر يعني الوراق، عن الحجال، عن غير واحد من أصحابنا، عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: البركة من قبر الحسين بن علي عليه السلام عشرة أميال (1). 42 - يب: بهذا الاسناد، عن حميد، عن محمد بن أيوب، عن علي بن اسباط عن محمد بن سنان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام يسير بالناس حتى إذا كان من كربلا على مسيرة ميل أو ميلين فتقدم بين أيديهم حتى إذا صار بمصارع الشهداء قال: قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط شهداء بأتباعهم، فطاف بها على بغلته خارجا " رجليه من الركاب وأنشأ يقول: مناخ ركاب ومصارع شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من كان بعدهم (2). 43 - مل: أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن سهل، عن ابن اسباط مثله (3). 44 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر أمير المؤمنين عليه السلام بكربلا في اناس من أصحابه فلما مر بها اغرورقت عيناه بالبكاء ثم قال: هذا مناخ ركابهم وهذا ملقى رحالهم وهنا تهراق دماؤهم، طوبى لك من تربة عليك تهراق دماء الأحبة (4) 45 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن الفزاري، عن سعد ابن عمر والزهري، عن بكر بن سالم، عن أبيه، عن الثمالي، عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله تعالى: " فحملته فانتبذت به مكانا " قصيا " " قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها (5).

 

(1 - 2) التهذيب ج 6 ص 72 وفى الاول التربة. (3) كامل الزيارات ص 270. (4) كامل الزيارات ص 269. (5) التهذيب ج 6 ص 73.

 

[117]

تذنيب: اعلم أنه اختلف كلام الأصحاب - رحمهم الله - في حد الحائر فقيل: إنه ما أحاطت به جدران الصحن فيدخل فيه الصحن من جميع الجوانب والعمارات المتصلة بالقبة المنورة والمسجد الذي خلفها، وقيل: إنه القبة الشريفة حسب، وقيل: هي مع ما اتصل بها من العمارات كالمسجد والمقتل والخزانة وغيرها، والأول أظهر لاشتهاره بهذا الوصف بين أهل المشهد آخذين عن أسلافهم، ولظاهر كلمات أكثر الأصحاب. قال ابن إدريس في السرائر: (1) المراد بالحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه قال: لأن ذلك هو الحائر حقيقة لأن الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء. وذكر الشهيد في الذكرى (2) أن في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين عليه السلام ليعفيه فكان لا يبلغه. وذكر السيد الفاضل امير شرف الدين على المجاور بالمشهد الغروي قدس الله روحه وكان من مشايخنا: اني سمعت من كبار الشائبين من البلدة المشرفة أن الحائر هو السعة التي عليها الحصار الرفيع من القبلة واليمين واليسار وأما الخلف فما ندري ما حده وقالوا: هذا الذي سمعنا من جماعة من قبلنا انتهى، وفي شموله لحجرات الصحن إشكال ولا يبعد أن يكون ما انخفض من هذا الصحن الشريف يكون داخلا في الحائر دون ما ارتفع منها، وعليه أيضا " شواهد من كلمات الأصحاب والله يعلم.

 

(1) السرائر ص 78. (2) الذكرى في اول صلاة السفر.

 

[118]

16 * (باب) * * " (تربته صلوات الله عليه وفضلها وآدابها وأحكامها) " * 1 - ن: تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد الأنصاري، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عمر بن واقد، عن المسيب بن زهير قال: قال لي موسى بن جعفر عليه السلام بعد ماسم: لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به، فان كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي عليهما السلام، فان الله عزوجل جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا الخبر (1). 2 - ما: ابن حشيش، عن أبي المفضل، عن حميد بن زياد الدهقان، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن سعيد بن صالح، عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني رجل كثير العلل و الأمراض وما تركت دواء إلا تداويت به فقال لي: أين أنت عن طين قبر الحسين ابن علي عليهما السلام فان فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف، فإذا أخذته فقل هذا الكلام " اللهم إني أسئلك بحق هذه الطينة، وبحق الملك الذي أخذها، وبحق النبي الذي قبضها، وبحق الوصي الذي حل فيها، صل على محمد وآل محمد وأهل بيته وافعل بى كذا وكذا ". قال: ثم قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أما الملك الذي أخذها فهو جبرئيل عليه السلام وأراها النبي صلى الله عليه واله فقال: هذه تربة ابنك الحسين تقتله امتك من بعدك، والذي قبضها فهو محمد رسول الله صلى الله عليه واله، وأما الوصي الذي حل فيها فالحسين عليه السلام والشهداء رضي الله عنهم، قلت: قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء فكيف الأمن من كل خوف ؟ فقال: إذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا و معك من طين قبر الحسين عليه السلام.

 

(1) عيون اخبار الرضا (ع) ج 1 ص 104 ضمن حديث طويل.

 

[119]

فتقول: اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك فاجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف فانه قدير دما لا يخاف. قال الحارث بن المغيرة: فأخذت كما أمرني، وقلت ما قال لي فصح جسمي وكان لي أمانا " من كل ما خفت وما لم أخف كما قال أبو عبد الله عليه السلام فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا " (1). 3 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسين بن محمد بن علان، عن حميد ابن زياد مثله (2). 4 - ما: ابن حشيش عن أبي المفضل، عن النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن زيد أبي اسامة قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق عليه السلام فأقبل علينا أبو عبد الله عليه السلام فقال: إن الله جعل تربة جدي الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف فإذا تناولها أحدكم فليقبلها ويضعها على عينيه وليمرها على ساير جسده وليقل: " اللهم بحق هذه التربة، وبحق من حل بها وثوى فيها، وبحق أبيه وامه وأخيه والأئمة من ولده، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء، وبرءا من كل مرض، ونجاة من كل آفة، وحرزا مما أخاف وأحذر " ثم ليستعملها. قال أبو أسامة: فاني أستعملها من دهري الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله عليه السلام فما رأيت بحمد الله مكروها (3). 5 - صبا: عنه عليه السلام مثله (4). 6 - مكا: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن كيفية تناوله فقال: إذا تناول التربة

 

(1) امالي الطوسى ج 1 ص 325 طبع النجف الاشرف. (2) التهذيب ج 6 ص 74. (3) أمالى الطوسى ج 1 ص 326. (4) مصباح الزائر ص 137.

 

[120]

أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمصة فليقبلها وليضعها على عينيه إلى آخر ما مر من الدعاء (1). 7 - ما: ابن حشيش، عن أبي المفضل، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن ابن فضال، عن جعفر بن إبراهيم بن ناجية، عن سعد بن سعد قال: سألت الرضا عليه السلام عن الطين الذي يؤكل تأكله الناس ؟ فقال: كل طين حرام كالميتة والدم وما اهل لغير الله به، ما خلا طين قبر الحسين عليه السلام فانه شفاء من كل داء (2). 8 - ع: ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن ابن كثير، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكل طين الكوفة لقد أكل لحوم الناس لأن الكوفة كانت أجمة، ثم كانت مقبرة ما حولها وقد قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أكل الطين فهو ملعون (3). أقول قد مضى بعض الأخبار في أبواب تاريخ الحسين عليه السلام. 9 - مل: محمد الحميرى، عن أبيه، عن على بن محمد بن مسلم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله الأصم قال: حدثنا مدلج عن محمد بن مسلم قال: خرجت إلى المدينة وأنا وجع فقيل له محمد بن مسلم وجع فأرسل إلى أبو جعفر عليه السلام شرابا " مع الغلام مغطى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فانه قد أمرني أن لا أبرح حتى تشربه، فتناولته فإذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد. فلما شربته قال لي الغلام: يقول لك مولاي: إذا شربت فتعال، ففكرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجل، فلما استقر الشراب في جوفي

 

(1) مكارم الاخلاق ص 189 طبع ايران سنة 1376. (2) أمالى الطوسى ج 1 ص 326. (3) علل الشرائع ص 533.

 

[121]

فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي صح الجسم ادخل فدخلت عليه وأنا باك، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه. فقال لي: وما يبكيك يا محمد ؟ فقلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك أنظر إليك. فقال لي: أما قلة القدرة فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ما ذكرت من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب و في هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأما ما ذكرت من بعد الشقة فلك بأبي عبد الله عليه السلام اسوة بأرض نائية عنا بالفرات وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا، وأنك لا تقدر على ذلك، فالله يعلم ما في قلبك و جزاؤك عليه. ثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين ؟ قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان في هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف، فمن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي صلى الله عليه واله وما يصنع ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبع رضوان الله. ثم قال لي: كيف وجدت الشراب ؟ فقلت: أشهد أنكم أهل بيت الرحمة وأنك وصي الأوصياء لقد أتاني الغلام بما بعثت وما أقدر على أن أستقل على قدمي ولقد كنت آيسا من نفسي فناولني الشراب فشربته فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ولا أبرد منه، فلما شربته قال لي الغلام: إنه أمرني أن أقول لك إذا شربته فأقبل إلى وقد علمت شدة ما بي فقلت: لأذهبن إليه ولو ذهبت نفسي، فأقبلت إليك وكأني انشطت من عقال، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم. فقال: يا محمد إن الشراب الذي شربته فيه من طين قبور آبائي وهو أفضل ما استشفي به فلا تعدلن به، فانا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى فيه كل خير، فقلت له: جعلت فداك إنا لنأخذ منه ونستشفي به ؟ فقال: يأخذه الرجل فيخرجه من


 

[122]

الحير وقد أظهره فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شئ به آفة إلا شمه، فتذهب بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا ولولا ما ذكرت لك ما تمسح به شئ ولا شرب منه شئ إلا أفاق من ساعته، وما هو إلا كحجر الاسود أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية وكان لا يتمسح به أحد إلا أفاق قال: وكان كأبيض ياقوته فاسود حتى صار إلى ما رأيت فقلت: جعلت فداك وكيف أصنع به ؟ فقال: أنت تصنع به مع إظهارك إياه ما يصنع غيرك تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه مما تريد به. فقلت: صدقت جعلت فداك، قال: ليس يأخذه أحد إلا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس، فقلت جعلت فداك وكيف لى أن آخذه كما تأخذ ؟ فقال لي أعطيك منه شيئا " ؟ فقلت: نعم، قال: فإذا أخذته فكيف تصنع به ؟ قلت: أذهب به معي قال: في أي شئ تجعله ؟ قلت: في ثيابي، قال: فقد رجعت إلى ما كنت تصنع، اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله، فانه لا يسلم لك فسقاني منه مرتين، فما أعلم أنى وجدت شيئا مما كنت أجد حتى انصرفت (1). 10 - مل: مل: محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاد، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن مريضا " من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله الحسين ابن علي صلوات الله عليهما وحرمته وولايته أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء (2) 11 - مصبا: عن الحضرمي مثله، وزاد في آخره: شفاء (3) 12 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن كرام، عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يأخذ الانسان من طين قبر

 

(1) كامل الزيارات ص 275. (2) كامل الزيارات ص 277. (3) مصباح الطوسى ص 510.

 

[123]

الحسين فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به ؟ فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو ما يأخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به إلا نفعه الله به (1). 13 - مكا: عنه عليه السلام مثله (2). 14 - كا: العدة، عن ابن عيسى مثله (3). 15 - مل: محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي عبد الله البرقي، عن بعض أصحابنا قال: دفعت إلى امرأة غزلا " فقالت: ادفعه بمكة لتخاط به كسوة الكعبة قال: فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم، فلما أن صرنا بالمدينة دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إن امرأة أعطتني غزلا " فقالت: ادفعه بمكة لتخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة. فقال: اشتر به عسلا " وزعفران وخذ من طين قبر الحسين عليه السلام واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من عسل وزعفران وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم (4). 16 - سن: أبي عن بعض أصحابنا مثله (5). 17 - مل: أبي عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل البصري ولقبه فهد، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء (6). 18 - مل: أبي، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في طين قبر الحسين عليه السلام

 

(1) كامل الزيارات ص 274. (2) مكارم الاخلاق ص 189. (3) الكافي ج 4 ص 588. (4) كامل الزيارات ص 274. (5) المحاسن ج 2 ص 500 طبع ايران. (6) كامل الزيارات ص 275.

 

[124]

الشفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر (1). 19 - مصبا: عن محمد بن سليمان مثله (2). 20 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن شيخ من أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام فيه شفاء وإن اخذ على رأس ميل (3). 21 - مكا: عنه عليه السلام مثله (4). 22 - مل: روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أصابته علة فتداوى بطين قبر الحسين عليه السلام شفاه الله من تلك العلة إلا أن تكون علة السام (5). بيان: السام الموت. 23 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك طين فقلت للرسول: ما هذا ؟ قال: هذا طين قبر الحسين عليه السلام ما كاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين، فكان يقول: هو أمان باذن الله (6). بيان: قال الفيروز آبادي (7) الرزمة بالكسر ما شد في ثوب واحد. 24 - مل: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلا قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فانه أمان (8).

 

(1) كامل الزيارات ص 275. (2) مصباح الطوسى ص 510. (3) كامل الزيارات ص 275. (4) مكارم الاخلاق ص 189. (5) كامل الزيارات ص 275. (6) كامل الزيارات ص 278. (7) القاموس ج 4 ص 119. (8) كامل الزيارات ص 278. (*)

 

[125]

25 - مصبا: عن ابن أبي العلاء مثله (1). 26 - مل: أبي، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن المغيرة، عن أبي اليسع قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وأنا أسمع قال: آخذ من طين القبر يكون عندي أطلب بركته ؟ قال: لا بأس بذلك (2)، 27 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق عن يونس، عن عيسى بن سليمان، عن محمد بن زياد، عن عمته قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في طين الحير الذي فيه الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف (3). 28 - مل: أبي، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي، عن يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن عيسى بن سليمان، عن محمد بن مارد، عن عمته مثله (4). 29 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاد، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن مريضا " من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله وحرمته وولايته أخذ له من طينته على رأس ميل كان له دواء وشفاء (5). 30 - مل: أبي، عن سعد، عن ابن يزيد، عن الحسن بن علي، عن يونس ابن رفيع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عند رأس الحسين بن علي عليه السلام لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إلا السام، قال: فأتيت القبر بعد ما سمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من عند رأس القبر شبيه السهلة حمراء قدر درهم فحملناه إلى الكوفة فمزجناه وأقبلنا نعطي الناس يتداوون به (6).

 

(1) مصباح الطوسى ص 510. (2 - 3) كامل الزيارات ص 278. (4 - 6) كامل الزيارات ص 279.

 

[126]

31 - كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي مثله (1). بيان: قال الفيروز آبادي (2) السهلة بالكسر تراب كالرمل يجئ به الماء. 32 - مل: محمد بن الحسن بن مهزيار، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد الله الأصم، عن أبي عمرو شيخ من أهل الكوفة عن الثمالي عن أبن عبد الله عليه السلام قال: كنت بمكة وذكر في حديثه، قلت: جعلت فداك إني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين يستشفون به هل في ذلك شئ مما يقولون من الشفاء ؟ قال: قال: يستشفي بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، و كذلك طين قبر جدي رسول الله صلى الله عليه واله، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد، فخذ منها فانها شفاء من كل سقم، وجنة مما تخاف، ولا يعدلها شئ من الأشياء التي يستشفي بها إلا الدعاء. وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلة اليقين لمن يعالج بها، فأما من أيقن أنها له شفاء إذا تعالج بها كفته باذن الله من غيرها مما يتعالج به، ويفسدها الشياطين والجن من أهل الكفر منهم يتمسحون بها وما تمر بشئ إلا شمها. وأما الشياطين وكفار الجن فانهم يحسدون ابن آدم عليها فيتمسحون بها فيذهب عامة طيبها، ولا يخرج الطين من الحير إلا وقد استعد له ما لا يحصى منهم والله إنها لفي يدي صاحبها وهم يتمسحون بها ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحير، ولو كان من التربة شئ يسلم ما عولج به أحد إلا برئ من ساعته، فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها ذكر الله عزوجل، وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئا " يستخف به حتى أن بعضهم ليطرحها في مخلاة الابل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق فكيف يستشفي به من هذا حاله عنده ؟ ولكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستخف بما

 

(1) الكافي ج 4 ص 588. (2) القاموس ج 3 ص 398.

 

[127]

فيه صلاحه يفسد عليه عمله (1). بيان: ما تضمنه الخبر من جواز الاستشفاء بتربة غير الحسين عليه السلام مخالف لساير الإخبار، وما ذهب إليه الإصحاب، ولعله محمول على الاستشفاء بغير الأكل من الاستعمالات كالتمسح بها وحملها معه. 33 - مل: علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين عليه السلام فليقل " اللهم إني اسئلك بحق الملك الذي تناوله والرسول الذي بوأه، والوصي الذي ضمن فيه، أن تجعله شفاء من كل داء كذا وكذا " وتسمى ذلك الداء (2). 34 - مصبا: عن ابن سنان مثله وفيه بحق الملك الذي تناول، والرسول الذي نزل، ورواية ابن قولويه أصوب (3). 35 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن علي بن الريان، عن الحسين ابن أسد، عن أحمد بن مصقلة، عن عمه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: إذا أخذت الطين فقل: " اللهم بحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، و بحق الملك الذي كربها، وبحق الوصي الذي هو فيها صل على محمد وآل محمد واجعل هذا الطين شفاء من كل داء، وأمانا " من كل خوف " فان فعل ذلك كان حتما شفاء له من كل داء وأمانا " من كل خوف (4). بيان: كربها أي حفرها من قولهم كربت الأرض أي قلبتها للحرث، و يحتمل أن يكون بتشديد الراء والباء للتعدية أي أخذها ورجع بها إلى النبي صلى الله عليه واله كما في ساير الأدعية. 36 - كا، مل: محمد بن يعقوب، عن محمد بن علي رفعه قال: قال: الختم على

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 280. (3) مصباح الطوسى ص 511. (4) كامل الزيارات ص 280.

 

[128]

طين قبر الحسين عليه السلام أن يقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر (1). 37 - وروى إذا أخذته فقل " بسم الله اللهم بحق هذه التربه الطاهرة، وبحق البقعة (المباركة) الطيبة، وبحق الوصي الذي تواريه، وبحق جده و أبيه وامه وأخيه، والملائكة الذين يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم أجمعين، اجعل لي فيه شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف، وغنى من كل فقر، وعزا من كل ذل، وأوسع به علي في رزقي وأصح به جسمي (2). 38 - صبا: عنه عليه السلام مثله (3). 39 - مل: محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبى حمزة الثمالي قال: قال الصادق عليه السلام: إذا أردت حمل الطين طين قبر الحسين عليه السلام فاقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وإنا أنزلناه في ليلة القدر ويس وآية الكرسي وتقول: اللهم بحق محمد عبدك وحبيبك ونبيك ورسولك وأمينك وبحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك، وبحق فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك وبحق الحسن والحسين وبحق الأئمة الراشدين، وبحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق الوصي الذي هو فيها، وبحق الجسد الذي تضمنت وبحق السبط الذي ضمنت، وبحق جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك، صل على محمد وآله، واجعل هذا الطين شفاء لي ولمن يستشفي به من كل داء وسقم ومرض وأمانا " من كل خوف، اللهم بحق محمد وأهل بيته اجعله علما " نافعا "، ورزقا " واسعا " وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة وجميع الأوجاع كلها إنك على كل شئ قدير.

 

(1 و 2) الكافي ج 4 ص 588 وكامل الزيارات ص 281. (3) مصباح الزائر ص 137.

 

[129]

وتقول: اللهم رب هذه التربة المباركة الميمونة والملك الذي هبط بها والوصي الذي هو فيها صل على محمد وآل محمد وسلم وانفعني بها إنك على كل شئ قدير (1). 40 - مل: أبي وجماعة، عن سعد، عن اليقطيني، عن محمد بن إسماعيل البصري عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وإذا أكلته تقول: بسم الله وبالله اللهم اجعله رزقا " واسعا " وعلما " نافعا "، وشفاء من كل داء إنك على كل شئ قدير (2). 41 - قال: وروى لي بعض أصحابنا يعني محمد بن عيسى قال: نسيت أسناده قال: إذا أكلته تقول: اللهم رب هذه التربة المباركة ورب الوصي الذي وارثه صل على محمد وآل محمد واجعله علما " نافعا " ورزقا " واسعا " وشفاء من كل داء (3). 42 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك ابن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: " اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها، والنبى الذي حصنها والامام الذي حل فيها أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لى فيها شفاء نافعا " ورزقا " واسعا "، وأمانا " من كل خوف وداء " فانه إذا قال ذلك وهب الله له العافية وشفاه (4). 43 - مل: الكليني وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الطين كله حرام كلحم الخنزير، ومن أكله ثم مات منه لم اصل عليه، إلا طين قبر الحسين عليه السلام فان فيه شفاء من كل داء، ومن أكله لشهوة لم يكن فيه شفاء (5). 44 - ع: أبى، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى مثله (6).

 

(1) كامل الزيارات ص 283. (2 - 4) كامل الزيارات ص 284. (5) نفس المصدر ص 285. (6) علل الشرائع 532 طبع النجف الاشرف.

 

[130]

45 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الطين فقال: أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين عليه السلام فان فيه شفاء من كل داء، وأمنا " من كل خوف (1). 46 - مل: محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أحدهما عليهما السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق آدم من الطين فحرم الطين على ولده قال: قلت: ما تقول في طين قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال: يحرم على الناس أكل لحومهم ويحل لهم أكل لحومنا، ولكن اليسير منه مثل الحمصة (2). 47 - صبا: عن ابن فضال مثله (3). 48 - مل: روى سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل طين محرم على ابن آدم ما خلا طين قبر أبي عبد الله عليه السلام من أكله من وجع شفاه الله (4). 49 - ووجدت في حديث الحسين بن مهران الفارسي، عن محمد بن أبي سيار عن يعقوب بن يزيد يرفع الحديث إلى الصادق عليه السلام قال: من باع طين قبر الحسين فانه يبيع لحم الحسين ويشتريه (5). 50 - مل: أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين جميعا "، عن سعد، عن ابن عيسى، عن رزق الله بن العلا، عن سليمان بن عمرو السراج، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام من عند القبر على سبعين ذراعا " (6). 51 - كا: العدة، عن ابن عيسى مثله (7).

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 285. (3) مصباح الطوسى ص 510 ومصباح الزائر ص 136. (4 - 5) كامل الزيارات ص 286. (6) نفس المصدر ص 279 وفيه (باعا) بدل (ذراعا "). (7) الكافي ج 4 ص 588.

 

[131]

52 - مصبا: عنه عليه السلام مثله (1). 53 - صبا: عنه عليه السلام مثله (2). 54 - صبا: ثم قال: وروي في حديث آخر: مقدار أربعة أميال وروي فرسخ في فرسخ (3). 55 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن رزق الله بن العلا عن سليمان بن عمرو السراج، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام من عند القبر سبعين باعا " في سبعين باعا " (4). 56 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن أحمد بن إسحاق القزويني عن أبي بكار قال: أخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن علي عليه السلام طينا أحمر فدخلت على الرضا عليه السلام فعرضتها عليه فأخذها في كفه ثم شمها ثم بكى حتى جرت دموعه ثم قال: هذه تربة جدى (5). 57 - ضا: طين قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأمان من كل خوف (6). 58 - وأروي عنه عليه السلام أنه قال: طين قبر أبي عبد الله عليه السلام شفاء من كل علة إلا السام والسام الموت (7). 59 - طب: الجارود بن أحمد، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وأمان من كل

 

(1) مصباح الطوسى ص 510. (2 - 3) مصباح الزائر ص 136. (4) كامل الزيارات ص 281. (5) كامل الزيارات ص 283. (6 - 7) فقه الرضا (ع) ص 46.

 

[132]

خوف وهو لما اخذ له (1). 60 - مكا: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن طين قبر الحسين عليه السلام مسكة مباركة من اكله من شيعتنا كان له شفاء من كل داء، ومن أكله من عدونا ذاب كما تذوب الألية، فإذا أكلت من طين قبر الحسين عليه السلام فقل: اللهم إني أسئلك بحق الملك الذي قبضها، وبحق النبي الذي خزنها وبحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي على محمد وآل محمد: وأن تجعل لي فيه شفاء من كل داء وعافية من كل بلاء وأمانا من كل خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وسلم. وتقول أيضا ": اللهم إني أشهد أن هذه التربة وليك صلى الله عليه، وأشهد أنها شفاء من كل داء، وأمان من كل خوف لمن شئت من خلقك ولي برحمتك وأشهد أن كل ما قيل فيهم هو الحق من عندك وصدق المرسلون (2). بيان: قوله عليه السلام مسكة مباركة قال الفيروز آبادي المسكة بالضم ما يتمسك به وما يمسك الأبدان من الغذاء والشراب وما يتبلغ به منهما انتهى، أقول: يحتمل أن يقرأ بالكسر أيضا " للاشارة إلى طيب ريحها. 61 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن الحسن بن علي بن شعيب الصائغ يرفعه إلى بعض أصحاب أبي الحسن موسى عليه السلام قال: دخلت إليه فقال: لا تستغني شيعتنا عن أربع: خمرة يصلي عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة من طين قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا " لله كتب له بكل حبة أربعون حسنة وإذا قلبها ساهيا " يعبث بها كتب الله له عشرون حسنة (3). 62 - وعنه عن أبيه عن محمد الحميري قال: كتبت إلى الفقيه أسأله هل يجوز

 

(1) طب الائمة ص 52 طبع النجف الاشرف. (2) مكارم الاخلاق ص 189. (3) التهذيب ج 6 ص 75.

 

[133]

أن يسبح الرجل بطين القبر ؟ وهل فيه فضل ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: تسبح به فما من شئ من التسبيح أفضل منه، ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة تكتب له ذلك التسبيح (1). قال: وكتبت إليه أسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك أم لا ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه إنشاء الله (2). 64 - أقول: وروى مؤلف المزار الكبير باسناده، عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، وكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبد المطلب فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية (3). 65 - وباسناده، عن أبي القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من أدار الطين من التربة فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجه وأثبت له من الشفاعة مثلها (4). 66 - وفي كتاب الحسن بن محبوب أن أبا عبد الله عليه السلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسين عليه السلام والتفاضل بينهما فقال عليه السلام: السبحة التي هي من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح، قال وقال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك فقال: أما إنها أعود على أو قال: أخف علي (5). بيان: قوله في ذلك أي سئل لم اختار طين قبر الحسين عليه السلام على طين حمزة

 

(1) التهذيب ج 6 ص 75. (2) التهذيب ج 6 ص 76. (3 - 5) المزار الكبير ص 119.

 

[134]

فأجاب بكونها أعود من العادة أو العود مع فقده أو كونها أخف تقية. 67 - وقال أيضا " في المزار الكبير، وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الإرض لأمر ما يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسين عليه السلام (1). 68 - وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: السبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل إن الله عزوجل أوحى إلى موسى أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربعة جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق ويذكرون بها إله السماء (2). بيان: الظاهر كون حبات السبح زرقا، ويحتمل أن يكون المراد كون خيطها كذلك كما قيل. 69 - مصبا: روى محمد بن جمهور العمي، عن بعض أصحابه قال: سئل جعفر ابن محمد عن الطين الأرمني يؤخذ للكسير أيحل أخذه ؟ قال: لا بأس به، أما إنه من طين قبر ذي القرنين وطين قبر الحسين بن علي عليه السلام خير منه (3). 70 - مصبا: روى يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، فإذا أكلت منه فقل: بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا " واسعا "، وعلما " نافعا "، وشفاء من كل داء إنك على كل شئ قدير، اللهم رب التربة المباركة، ورب الوصي الذي وارته، صل على محمد وآل محمد واجعل هذا الطين شفاء من كل داء وأمانا " من كل خوف (4). 71 - مصبا: روى حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من أكل من طين قبر الحسين غير مستشف به فكأنما أكل من لحومنا، فإذا احتاج أحدكم إلى الأكل منه ليستشفي به فليقل: بسم الله وبالله اللهم رب هذه

 

(1) المزار الكبير ص 119. (2) المزار الكبير ص 120. (3 - 4) مصباح الطوسى ص 510.

 

[135]

التربة المباركة الطاهرة، ورب النور الذي انزل فيه، ورب الجسد الذي سكن فيه، ورب الملائكة الموكلين به اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا. واجرع من الماء جرعة خلفه وقل: اللهم اجعله رزقا " واسعا " وعلما " نافعا " وشفاء من كل داء وسقم، فان الله تعالى يدفع بها كل ما تجد من السقم والهم والغم انشاء الله (1). 72 - صبا: عنه عليه السلام مثله (2). 73 - صبا، مصبا: روي أن رجلا سأل الصادق عليه السلام فقال: إني سمعتك تقول: إن تربة الحسين عليه السلام من الأدوية المفردة، وإنها لا تمر بداء إلا هضمته فقال: قد كان ذلك أوقد قلت ذلك فما بالك ؟ قال: إني تناولتها فما انتفعت قال عليه السلام: أما إن لها دعاء، فمن تناولها ولم يدع به لم يكد ينتفع بها، فقال له: ما أقول إذا تناولتها ؟ قال: تقبلها قبل كل شئ وتضعها على عينيك ولا تناول منها أكثر من حمصة، فان من تناول منها أكثر من ذلك فكأنما أكل من لحومنا ودمائنا فإذا تناولت فقل: اللهم إني أسئلك بحق الملك الذي قبضها، وأسئلك بحق النبي الذي خزنها، وأسئلك بحق الوصي الذي حل فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، و أن تجعله شفاء من كل داء، وأمانا " من كل خوف، وحفظا " من كل سوء. فإذا قلت ذلك فاشددها في شئ واقرأ عليها سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر فان الدعاء الذي تقدم لأخذها هو الاستيذان عليها وقراءة إنا أنزلناه ختمها (3). 74 - مصبا: روى معاوية بن عمار قال: كان لأبي عبد الله عليه السلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله عليه السلام فكان إذا حضرت الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه، ثم قال عليه السلام: السجود على تربة الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبع (4).

 

(1) مصباح الطوسى ص 510. (2) مصباح الزائر ص 138 بتفاوت يسير. (3) مصباح الطوسى ص 511 ومصباح الزائر ص 136. (4) مصباح الطوسى ص 511.

 

[136]

75 - مصبا: روى جعفر بن عيسى أنه سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: ما على أحدكم إذا دفن الميت ووسده بالتراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من طين الحسين عليه السلام: ولا يضعها تحت رأسه (1). 76 - مصبا: روى عبيدالله بن على الحلبي، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: لا يخلو المؤمن من خمسة: سواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع و ثلاثون حبة وخاتم عقيق (2). 77 - مصبا: روي عن الصادق عليه السلام من أدار الحجير من تربة الحسين عليه السلام فاستغفر مرة واحدة كتب الله له سبعين مرة، وإن مسك السبحة ولم يسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات (3). 78 - دعوات الراوندي: روي أنه لما حمل علي بن الحسين عليه السلام إلى يزيد لعنه الله هم بضرب عنقه فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله وعلي عليه السلام يجيبه حسب ما يكلمه وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم، فقال له يزيد: اكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يدك فكيف يجوز ذلك ؟ فقال: حدثني أبي، عن جدي أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول: اللهم إني أصبحت اسبحك وأمجدك وأحمدك وأهللك بعدد ما ادير به سبحتي، ويأخذ السبحة ويديرها وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب له وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه، فإذا أوى إلى فراشه قال: مثل ذلك القول ووضع سبحته تحت رأسه فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت، ففعلت هذا اقتداء بجدي، فقال له يزيد: لست اكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يعود به وعفا عنه ووصله وأمر باطلاقه. 79 - مصبا، صبا: قال الصادق عليه السلام: حنكوا أولادكم بتربه الحسين عليه السلام

 

(1) مصباح الطوسى ص 511. (2 - 3) مصباح الطوسى ص 512.

 

[137]

فانها أمان (1). 77 - صبا: يروى في أخذ التربة أنك إذا أردت أخذها فقم آخر الليل واغتسل والبس أطهر ثيابك وتطيب بسعد وادخل وقف عند الرأس وصل أربع ركعات تقرأ في الاولى منها الحمد مرة وإحدى عشر مرة الاخلاص، وفى الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة القدر، وتقرأ في الثالثة الحمد مرة واحدى عشر مرة الاخلاص، وفي الرابعة الحمد مرة واثنتي عشرة مرة إذا جاء نصرالله و - الفتح، فإذا فرغت فاسجد وقل في سجودك ألف مرة شكرا شكرا، ثم تقوم وتتعلق بالضريح وتقول: يا مولاي يا ابن رسول الله إنى آخذ من تربنك باذنك، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزا " من كل ذل، وأمنا من كل خوف، وغنى من كل فقر، لي ولجميع المؤمنين، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث قبضات وتجعلها في خرقة نظيفة وتختمها بخاتم فضة فصه عقيق، نقشه " ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله ". فإذا علم الله منك صدق النية يصعد معك في الثلاث قبضات سبعة مثاقيل لا تزيد ولا تنقص ترفعها لكل علة وتستعمل منها وقت الحاجة مثل الحمصة فانك تشفي إنشاء الله (2). 81 - وفي رواية اخرى: يقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشر مرة قل يا ايها الكافرون، وفي الثانية الحمد واحدى عشرة مرة القدر، ويقنت فيقول: لا إله إلا الله عبودية ورقا " لا إله إلا الله حقا " حقا "، لا إله إلا الله وحده وحده، أنجز وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، سبحان الله ملك السموات السبع والأرضين السبع وما بينهن وما فيهن، وسبحان الله رب العرش العظيم، وصلى الله على محمد وآله، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، ويركع ويسجد ويصلي الركعتين الاخريين يقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشرة مرة الاخلاص

 

(1) مصباح الطوسى ص 510. (2) مصباح الزائر ص 136.

 

[138]

وفي الثانية الحمد وإحدى عشرة مرة إذا جاء نصرالله والفتح، ويقنت كما قنت في الاوليين ثم يركع ويسجد ويفعل كما تقدم في الرواية الاولى (1). 82 - ق: إذا أردت أن تأخذ من التربة للعلاج بها والاستشفاء فتباكي وتقول: بسم الله وبالله، بحق هذه التربة المباركة، وبحق الوصي الذي تواريه، و بحق جده وأبيه، وامه وأخيه، وبحق أولاده الصادقين، وبحق الملائكة المقيمين عند قبره، ينتظرون نصرته، صل عليهم أجمعين، واجعل لي ولأهلي وولدي و إخوتي وأخواتي فيه الشفاء من كل داء، والأمان من كل خوف، وأوسع علينا به في أرزاقنا، وصحح به أبداننا إنك على كل شئ قدير، وأنت أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين وسلم تسليما. وإن شئت فقل: اللهم إني أسئلك بحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق من فيها، وبحق النبي الذي خزنها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل هذه التربة أمانا " من كل خوف وشفاء لي من كل داء، وسعة في الرزق إنك على كل شئ قدير. وإن شئت فقل: اللهم إني أسئلك بحق الجناح الذي قبضها، والكف الذي قلبها، والإمام المدفون فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي فيه الشفاء والأمان من كل خوف. 83 - أقول: روى مؤلف المزار الكبير بإسناده، عن جابر الجعفي قال: دخلت على مولانا أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فشكوت إليه علتين متضادتين بي إذا داويت إحداهما انتقضت الأخرى وكان بي وجع الظهر ووجع الجوف فقال لي: عليك بتربة الحسين بن علي عليهما السلام فقلت: كثيرا ما أستعملها ولا تنجح في ؟ قال جابر: فتبينت في وجه سيدي ومولاي الغضب فقلت: يا مولاي أعوذ بالله من سخطك، وقام فدخل الدار وهو مغضب فأتى بوزن حبة في كفه فناولني إياها ثم قال لي: استعمل هذه يا جابر، فاستعملتها فعوفيت لوقتي، فقلت: يا مولاي ما هذه

 

(1) مصباح الزائر ص 137.

 

[139]

التي استعملتها فعوفيت لوقتي ؟ قال: هذه التي ذكرت أنها لم تنجح فيك شيئا "، فقلت: والله يا مولاى ما كذبت فيها ولكن قلت: لعل عندك علما فأتعلمه منك فيكون أحب إلي مما طلعت عليه الشمس فقال لي: إذا أردت أن تأخذ من التربة فتعمد لها آخر الليل واغتسل لها بماء القراح والبس أطهر أطهارك وتطيب بسعد وادخل فقف عند الرأس فصل أربع ركعات تقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشر مرة قل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر، وتقنت فتقول في قنوتك: لا إله إلا الله حقا " حقا "، لا إله إلا الله عبودية ورقا، لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده، سبحان الله مالك السموات وما فيهن وما بينهن، سبحان الله ذي العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. ثم تركع وتسجد وتصلي ركعتين اخراوين وتقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشر مرة قل هو الله أحد، وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة إذا جاء نصر الله والفتح، وتقنت كما قنت في الأوليين، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول ألف مرة: شكرا، ثم تقوم وتتعلق بالتربة وتقول: يا مولاي يا ابن رسول الله إني آخذ من تربتك باذنك، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزا من كل ذل وأمنا من كل خوف، وغنى من كل فقر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث مرات وتدعها في خرقة نظيفة أو قارورة زجاج، وتختمها بخاتم عقيق عليه " ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله " فإذا علم الله منك صدق النية لم يصعد معك في الثلاث قبضات إلا سبعة مثاقيل وترفعها لكل علة فانها تكون مثل ما رأيت (1). اقول: وجدت تلك الرواية عن جابر رضى الله عليه نقلا من خط ابن سكون قدس سره. ووجدت أيضا في مجمع البحرين في مناقب السبطين مرويا عنه وفي القنوت:

 

(1) المزار الكبير ص 118 - 119.

 

[140]

سبحان الله ملك السموات السبع، والأرضين السبع، ومن فيهن ومن بينهن سبحان رب العرش العظيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما، والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. 17 * ((باب)) * * " (آداب زيارته صلوات الله عليه من الغسل وغيرها) " * 1 - ثو: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن الإشعري، عن محمد بن ناجية، عن محمد بن علي، عن عامر بن كثير، عن أبي النمير قال قال أبو جعفر عليه السلام: إن ولايتنا عرضت على الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة شئ، وذلك أن قبر علي عليه السلام فيه، وإن إلى لزقه لقبرا آخر - يعني قبر الحسين عليه السلام - وما من آت إتاه يصلي عنده ركعتين أو أربعا " ثم يسأل الله حاجة إلا قضاها له، وأنه لتحفه كل يوم ألف ملك (1). 2 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا زرت أبا عبد الله عليه السلام فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جايع عطشان، فان الحسين عليه السلام قتل حزينا " مكروبا " شعثا " مغبرا " جائعا " عطشانا "، واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (2). 3 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن ابن أيوب مثله (3). 4 - مل: أبي وأخي وعلي بن الحسين وغيرهم جميعا "، عن سعد، عن أحمد ابن محمد مثله (4). 5 - ثو: أبي، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن

 

(1 و 2) ثواب الاعمال ص 80. (3) التهذيب ج 6 ص 76. (4) كامل الزيارات ص 131. (*)

 

[141]

صالح بن السندي الجمال، عن رجل من أهل الرقة يقال له أبوالمضا قال: قال لي رجل قال أبو عبد الله عليه السلام: تأتون قبر أبي عبد الله عليه السلام ؟ قال قلت نعم، قال: تتخذون لذلك سفرة ؟ قال قلت: نعم، قال أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال قلت أي شئ نأكل ؟ قال: الخبز باللبن (1). 6 - مل: ابن الوليد وغيره، عن سعد، عن موسى بن عمر مثله، وزاد بعده، قال وقال خزام لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن قوما " يزورون قبر الحسين عليه السلام فيطيبون السفر قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك (2). 7 - ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن على بن الحكم عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله عليه السلام: بلغني أن قوما " إذا زاروا الحسين عليه السلام حملوا معهم السفرة فيها الجدا والأخبصة وأشباهه ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا (3). 8 - مل: أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى مثله (4). 9 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن ابن عيسى مثله (5). (10) - مل: محمد بن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تزورون خير من أن لا تزورون، ولا تزورون خير من أن تزورون، قال قلت: قطعت ظهري، قال: تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه

 

(1) ثواب الاعمال ص 80. (2) كامل الزيارات ص 129. (3) ثواب الاعمال ص 80 (4) كامل الزيارات ص 129. (5) كامل الزيارات ص 130.

 

[142]

كئيبا " حزينا " وتأتونه أنتم بالسفر كلا حتى تأتونه شعثا " غبرا " (1). 11 - مل: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن مدلج، عن محمد بن مسلم، عن أبى - جعفر عليه السلام قال قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج ؟ قال: بلى، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج ؟ قال: ماذا ؟ قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج ؟ قال: يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك، ويلزمك قلة الكلام إلا بخير، ويلزمك كثرة ذكر الله، ويلزمك نظافة الثياب، ويلزمك الغسل قبل أن تأتى الحير، و يلزمك الخشوع وكثرة الصلاة، والصلاة على محمد وآل محمد، ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك، ويلزمك أن تغض بصرك، ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا والمواساة. ويلزمك التقية التى قوام دينك بها، والورع عما نهيت عنه والخصومة و كثرة الأيمان والجدال الذي فيه الإيمان، فإذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك واستوجبت من الذى طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك، ورغبتك فيما رغبت، أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان (2). 12 - مل: أبي وأخي وعلي بن الحسين وغيرهم جميعا، عن سعد، عن موسى ابن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لكرام: إذا أردت أنت قبر الحسين صلوات الله عليه فزره وأنت كئيب حزين شعث غبر، فان الحسين قتل وهو كئيب حزين شعث مغبر جائع عطشان صلى الله عليه واله (3). 13 - مل: علي بن الحسين وجماعة، عن سعد، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبى الصامت قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشيا " كتب الله له بكل خطوة

 

(1 و 2) كامل الزيارات ص 130. (3) كامل الزيارات ص 131.

 

[143]

ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا وامش مشي العبد الذليل، فإذا أتيت باب الحير فكبر أربعا ثم امش قليلا، ثم كبر أربعا ثم ائت رأسه، فقف عليه فكبر أربعا وصل عنده واسئل الله حاجتك (1). 14 - مل: أبي وجماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين عليه السلام كان كيوم ولدته امه صفرا " من الذنوب ولو اقترفها كبائر، وكانوا يحبون إذا زار الرجل قبر الحسين عليه السلام اغتسل، فإذا ودع لم يغتسل ومسح يده على وجهه إذا ودع (2). 15 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن صالح ابن عقبة، عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام في حديث له طويل قال: ويحك يا بشير إن المؤمن إذا أتاه عارفا " بحقه واغتسل في الفرات كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات متقبلات وغزوة مع نبي أو إمام عادل (3). 16 - مل: التلعكبري، عن محمد بن همام، عن أحمد بن مابنداد، عن أحمد ابن المعافا الثعلبي من أهل رأس العين، عن علي بن جعفر الهمداني قال: سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول: من خرج من بيته يريد زيارة الحسين بن علي عليهما السلام فصار إلى الفرات فاغتسل منه كتب من المفلحين، فإذا سلم على أبي عبد الله عليه السلام كتب من الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك: أما ذنوبك قد غفرت لك استأنف العمل (4).

 

(1) كامل الزيارات ص 133. (2 و 3) كامل الزيارات ص 184. (4) كامل الزيارات ص 185 وفى المصدر " الهمانى " نسبة إلى قرية كبيرة من قرى بغداد.

 

[144]

17 - مل: أبي وأخي، عن الحسن بن متويه، عن أبيه متويه بن السندي عن ابن أبي الخطاب بالكوفة، عن صفوان، عن العيص قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: من زار الحسين بن علي عليهما السلام عليه غسل ؟ قال فقال: لا (1). 18 - مل: جماعة مشايخي، عن محمد العطار، عن أحمد بن أبي زاهر، عن ابن أبي الخطاب، عن صفوان، عن ابن عميرة، عن العيص مثله (2). 19 - مل: أبي عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن صفوان مثله (3). 20 - يب، مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان مثله (4). 21 - مل: علي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف عن ابن المغيرة، عن أبي اليسع قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وأنا أسمع عن الغسل إذا أتى قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال: لا (5). 22 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن سلامة بن محمد، عن محمد بن الحسن بن علي ابن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن أيوب بن نوح وغيره، عن ابن المغيرة مثله (6). 23 - مل: جماعة مشايخي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن أيوب بن نوح وغيره، عن ابن المغيرة، عن أبي اليسع مثله (7). 24 - مل: محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن أيوب ابن نوح وغيره مثله (8).

 

(1) كامل الزيارات ص 187. (2) كامل الزيارات ص 188. (3 - 5) كامل الزيارات ص 187 وأخرج الرابع الشيخ في التهذيب ج 6 ص 53. (6) التهذيب ج 6 ص 53. (7 - 8) كامل الزيارات ص 188.

 

[145]

بيان: قال الشيخ في يب (1) إنما أراد عليه السلام ليس فيه غسل مفروض أو واجب يستحق بتركه العقاب، وإن كان فيه غسل مندوب مستحب فيه فضل كثير فلا تنافي بين الاخبار. 25 - مل: جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي، عن عبيدالله بن نهيك، عن محمد بن زياد، عن أبي حنيفة السابق، عن يونس بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كنت منه قريبا " - يعني الحسين عليه السلام - فان أصبت غسلا " فاغتسل وإلا فتوضأ ثم أته (2). 26 - مل: محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن الحسن بن عطية بن باب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغسل إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام قال: ليس عليك غسل (3). 27 - مل: الحسن بن زبرقان الطبري باسناد له يرفعه إلى الصادق عليه السلام قال: قلت: ربما أتينا قبر الحسين بن علي عليهما السلام فيصعب علينا الغسل للزيارة من البرد أو غيره ؟ فقال عليه السلام: من اغتسل في الفرات وزار الحسين عليه السلام كتب له من الفضل ما لا يحصى، فمتى ما رجع إلى الموضع الذي اغتسل فيه وتوضأ، و زار الحسين كتب له ذلك الثواب (4). 28 - مل: محمد الحميرى، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث له طويل قال: أتاه رجل فقال له: هل يزار والدك ؟ فقال: نعم، قال: ما لمن اغتسل في الفرات ثم أتاه ؟ قال: إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه، وذكر الحديث بطوله (5).

 

(1) التهذيب ج 6 ص 53. (2 - 4) كامل الزيارات ص 188. (5) كامل الزيارات ص 185.

 

[146]

29 - مل: الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن علويه الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه كان يقول بعد غسل الزيارة إذا فرغ: اللهم اجعله لي نورا " وطهورا " وحرزا " وكافيا " من كل داء وسقم ومن كل آفة وعاهة وطهر به قلبي وجوارحي ولحمي ودمي وشعري وبشري ومخي و عظامي وعصبي وما أقلت الأرض مني واجعله لي شاهدا " يوم القيامة ويوم حاجتي وفقري وفاقتي (1). 30 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن أبي بشر بن إبراهيم القمي، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله (2). 31 - مل: محمد بن همام بن سهيل الاسكافي، عن الفزاري، عن الحسن بن عبد الرحمن الرواسي، عمن حدثه، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أتى قبر الحسين بن علي عليه السلام فتوضأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدما " ولم يضع قدما " إلا كتب الله له حجة وعمرة (3). 32 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوني، عن الفزاري مثله (4). 33 - مل: أبي وابن الوليد، عن ابن أبان، عن الأهوازي، عن فضالة عن يوسف الكناسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت قبر الحسين بن علي عليهما السلام فأت الفرات واغتسل بحيال قبره (5). 34 - مل: جعفر بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيدالله الموسوي، عن عبيدالله ابن نهيك، عن محمد بن الفراش، عن إبراهيم بن محمد الطحان، عن بشير الدهان

 

(1) كامل الزيارات ص 186. (2) التهذيب ج 6 ص 54. (3) كامل الزيارات ص 186. (4) التهذيب ج 6 ص 52. (5) كامل الزيارات ص 186.

 

[147]

عن رفاعة بن موسى النخاس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من خرج إلى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه واغتسل في الفرات وخرج من الماء كان كمثل الذي خرج من الذنوب، فإذا مشى إلى الحير لم يرفع قدما ولم يضع اخرى إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات (1). 35 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد، عن حميد بن زياد عن ابن نهيك مثله (2). 36 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن الفزاري، عن محمد بن عمران، عن حسن بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن أيوب عن الحرث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين عليه السلام، فإذا هم الرجل بزيارته فاغتسل ناداه محمد صلى الله عليه واله: يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة، وناداه أمير المؤمنين عليه السلام: أنا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة، ثم اكتنفهم النبي صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم (3). 37 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن ابن حريث، عن عمرو بن الحسن الاشناني، عن أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، عن أحمد بن قتيبة، عن الحسين ابن سعيد، عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه سئل عن الزائر لقبر الحسين عليه السلام فقال: من اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسين عليه السلام كان له بكل قدم يرفعها ويضعها حجة متقبلة بمناسكها (4). 38 - يب: أبو طالب الأنباري، عن الأحنف بن علي، عن ابن مسعدة، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير

 

(1) كامل الزيارات ص 187. (2) التهذيب ج 6 ص 52. (3) التهذيب ج 6 ص 53. (4) التهذيب ج 6 ص 53.

 

[148]

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت الحسين عليه السلام فما تقول ؟ قلت: أشياء أسمعها من رواة الحديث ممن سمع من أبيك قال: أفلا أخبرك عن أبي، عن جدي علي ابن الحسين عليه السلام كيف كان يصنع في ذلك ؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك. قال: إذا أردت الخروج إلى أبي عبد الله عليه السلام فصم قبل أن تخرج ثلاثة أيام يوم الأربعاء والخميس ويوم الجمعة، فإذا أمسيت ليلة الجمعة فصل صلاة الليل ثم قم فانظر في نواحي السماء واغتسل تلك الليلة قبل المغرب ثم تنام على طهر فإذا أردت المشي إليه فاغتسل ولا تطيب ولا تدهن ولا تكتحل حتى تأتي القبر (1). 18 * " (زياراته صلوات الله عليه المطلقة وهى عدة) " * * " (زيارات منها مسندة ومنها مأخوذة) " * * " (من كتب الاصحاب بغير اسناد) " * 1 - مل: محمد بن جعفر الرزاز، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت الحير فقل: اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به، اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسلك، سلام عليك يا ابن رسول الله، وسلام على ملائكته، فيما تروح به الرائحات الطاهرات لك وعليك، وسلام على ملائكة الله المقربين، و سلام على المسلمين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم، أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه وصدقت فيما أتيت به، وأنك ثأر الله في الأرض من الدم الذي لا يدرك ثاره من الأرض إلا بأوليائك، اللهم حبب إلي مشاهدهم

 

(1) التهذيب ج 6 ص 76.

 

[149]

وشهادتهم حتى تلحقني بهم، وتجعلني لهم فرطا " وتابعا " في الدنيا والآخرة. ثم تمشي قليلا وتكبر سبع تكبيرات ثم تقوم بحيال القبر وتقول: سبحان الذي سبح له الملك والملكوت، وقدست بأسمائه جميع خلقه، وسبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، اللهم اكتبني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك، اللهم العن الجبت والطاغوت والعن أشياعهم وأتباعهم، اللهم أشهدني مشاهد الخير كلها مع أهل بيت نبيك، اللهم توفني مسلما " واجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الأرض من عبادك الصالحين. ثم تكبر خمس تكبيرات ثم تمشي قليلا وتقول: اللهم إني بك مؤمن وبوعدك موقن اللهم اكتب لي إيمانا وثبته في قلبي، اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقته في قلبي وشريعته في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين عليه السلام قدما " ثابتا " وأثبتي فيمن استشهد معه. ثم كبر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتى تضعهما معا " على القبر ثم تقول: أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر طهرت وطهرت لك البلاد وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمها، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه، وأنك ثأر الله في أرضه حتى يستثير لك من جميع خلقه. ثم ضع خديك جميعا " على القبر ثم تجلس فتذكر الله بما شئت، وتوجه إلى الله فيما شئت أن تتوجه، ثم تعود فتضع يديك عند رجله ثم تقول: صلوات الله على روحك وعلى بدنك صدقت وأنت الصادق المصدق، وقتل الله من قتلك بالأيدي والألسن. ثم تقبل إلى علي ابنه فتقول ما أحببت، ثم تقوم قائما " فتستقبل القبور قبور الشهداء فتقول: السلام عليكم أيها الشهداء، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له، الله مدرك لكم وتركم ومدرك لكم في الأرض عدوه، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة. ثم تجعل القبر بين يديك ثم تصلي ما بدالك ثم تقول: جئت وافدا إليك وأتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي


 

[150]

من أمر دنياي وآخرتي، بك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم، وبك يدرك عند الله أهل الترات طلبتهم. ثم تكبر إحدى عشر تكبيرة متتابعة ولا تعجل فيها، ثم تمشي قليلا فتقوم مستقبل القبلة فتقول: الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها، خلق الخلق فلم يغب شئ من امورهم عن علمه، فعلمه بقدرته، ضمنت الارض ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله، صلى الله عليك، أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وأن لك من الله الوعد الصادق في هلاك أعدائك، وتمام موعد الله إياك أشهد أن من تبعك الصادقون الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: " أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ". ثم كبر سبع تكبيرات ثم تمشي قليلا " ثم تستقبل القبر وتقول: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا " ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شئ فقدره تقديرا " أشهد أنك دعوت إلى الله وإلى رسوله، ووفيت لله بعهده، وقمت لله بكلماته وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة خذلتك، ولعن الله أمة خذلت عنك، اللهم إني اشهدك بالولاية لمن واليت، ووالته رسلك، وأشهد بالبراءة ممن برئت منه وبرئت منه رسلك. اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا كتابك وسفكوا دماء أهل بيت نبيك وأفسدوا في بلادك واستذلوا عبادك، اللهم ضاعف لهم العذاب فيما جرى من سبلك وبرك وبحرك، اللهم العنهم في مستسر السرائر في سمائك و أرضك، وكلما دخلت الحير فسلم وضع خدك على القبر (1). بيان: قوله عليه السلام: وسلام على ملائكته فيما تروح به الرائحات أي سلام على ملائكة الله في ضمن التحيات التي تأتيك من الله في وقت الرواح أو مطلقا "، فقوله: لك وعليك صفة أو حال للرائحات والأظهر ما في بعض النسخ وهو قوله وسلام ملائكته فيما تغتدي وتروح، والغدوة البكرة ويقال: غدا " عليه واغتدى أي

 

(1) كامل الزيارات ص 193 *

 

[151]

بكر، والرواح من زوال الشمس إلى الليل يقال راح يروح رواحا أي سلام ملائكته فيما يأتون به عليك في أول النهار وآخره، وقد يقال: راح يروح إذا أتى أي وقت كان فعلى النسخة الاولى هذا هو المراد " قوله عليه السلام " وإنك ثار الله في الأرض الثأر بالهمز الدم وطلب الدم أي أنك أهل ثار الله والذي يطلب الله بدمه من أعدائه أو هو الطالب بدمه ودماء أهل بيته بأمر الله في الرجعة، وقيل: هو تصحيف ثاير والثاير من لا يبقى على شئ حتى يدرك ثاره. ثم اعلم أن المضبوط في نسخ الدعاء بغير همز والذي يظهر من كتب اللغة أنه مهموز ولعله خفف في الاستعمال (قوله عليه السلام) وشهادتهم أي حضورهم أو أصير شهيدا " كما صاروا والأول أظهر (قوله) وتجعلني لهم فرطا " هو بالتحريك من يتقدم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والأرشية أي تجعلني خادما " لهم ساعيا " في امورهم (قوله عليه السلام) من جميع خلقه أي ممن له مدخل في ذلك بالتأسيس والخذلان والرضا به في كل دهر وأوان، والوتر بالكسر ويفتح، والترة بكسر التاء وفتح الراء الثار. 2 - كا: علي عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن ابن عطية قال: إذا فرغت من السلام على الشهداء فات قبر أبي عبد الله عليه السلام فاجعله بين يديك ثم تصلي ما بدا لك (1). 3 - مل: أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا، عن سعد، عن ابن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوسا " عند أبي عبد الله عليه السلام وكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا، فقال له: جعلت فداك إني أحضر مجالس هؤلاء القوم يعني ولد س ا ب ع فما أقول ؟ قال: إذا حضرتهم وذكرتنا فقل: اللهم أرنا الرخاء والسرور فانك تأتي على كل ما تريد. فقلت: جعلت فداك إني كثيرا " ما أذكر الحسين عليه السلام فأي شئ أقول: قال: قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، تعيد ذلك ثلاثا "، فان السلام يصل إليه من قريب

 

(1) الكافي ج 4 ص 578.

 

[152]

ومن بعيد، ثم قال: إن أبا عبد الله عليه السلام لما مضى بكت عليه السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى، بكاء على أبي عبد الله عليه السلام إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه قلت: جعلت فداك ما هذه الثلاثة الأشياء ؟ قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان. قال: قلت: جعلت فداك إني اريد أزوره فكيف أقول ؟ وكيف أصنع ؟ قال: إذا أتيت أبا عبد الله عليه السلام فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة ثم امش حافيا " فانك في حرم من حرم الله ورسوله بالتكبير والتهليل والتمجيد و التعظيم لله كثيرا " والصلاة على محمد صلى الله عليه واله وأهل بيته حتى تصير إلى باب الحسين عليه السلام ثم قل: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله. ثم اخط عشر خطا فكبر ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة ثم امش حتى تأتيه من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه، وتجعل القبلة بين كتفيك ثم تقول: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات و الأرض، أشهد أن دمك سكن في الخلد، واقشعرت له أظلة العرش، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى، أشهد أنك حجة الله وابن حجته، وأشهد أنك قتيل الله وابن قتيله، وأشهد أنك ثار الله في الأرض وابن ثاره، وأشهد أنك وتر الله الموتور في السموات والأرض، وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت ووافيت وجاهدت في سبيل ربك، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا " ومستشهدا " وشاهدا " ومشهودا "، أنا عبد الله ومولاك وفي طاعتك والوافد إليك ألتمس كمال المنزلة عند الله وثبات القدم في الهجرة إليك، والسبيل الذي لا يختلج دونك من الدخول في كفالتك التي امرت بها.


 

[153]

من أراد الله بدأ بكم من أراد الله بدأ بكم، بكم يبين الله الكذب، وبكم يباعد الله الزمان الكلب، وبكم فتح الله وبكم يختم الله، وبكم يمحو الله ما يشاء وبكم يثبت، وبكم يفك الذل من رقابنا، وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب، وبكم تنبت الأرض أشجارها، وبكم تخرج الأشجار أثمارها وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها، وبكم يكشف الله الكرب، وبكم ينزل الله الغيث وبكم تسبح الله الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقل جبالها على مراسيها، إرادة الرب في مقادير اموره تهبط إليكم، وتصدر من بيوتكم، والصادق عما فصل من أحكام العباد، لعنت امة قتلتكم وامة خالفتكم وامة جحدت ولايتكم، وامة ظاهرت عليكم، وامة شهدت ولم تستشهد، الحمد لله الذي جعل النار مأواهم وبئس ورد الواردين وبئس الورد المورود والحمد لله رب العالمين، وتقول ثلاثا ": صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، أنا إلى الله ممن خالفك برئ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ. ثم تقوم فتأتي ابنه عليا عليه السلام وهو عند رجله فتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين السلام عليك يا ابن خديجة وفاطمة، صلى الله عليك، صلى الله عليك، صلى الله عليك لعن الله من قتلك، لعن الله من قتلك، لعن الله من قتلك، أنا إلى الله منهم بري، أنا إلى الله برئ، أنا إلى الله برئ. ثم تقوم فتومي بيدك إلى الشهداء وتقول: السلام عليكم، السلام عليكم السلام عليكم، فزتم والله، فزتم والله، فزتم والله، فليت أني معكم فأفوز فوزا " عظيما ". ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله صلى الله عليه بين يديك إماما " فتصلي ست ركعات، وقد تمت زيارتك وإن شئت فأقم وإن شئت فانصرف (1).

 

(1) كامل الزيارات ص 197. *

 

[154]

4 - كا: العدة عن ابن عيسى مثله (1). بيان: قوله: يعني ولد سابع هو مقلوب عباس هكذا عبر تقية " قوله عليه السلام " يا قتيل الله أي الذي قتل لله وفي سبيله، أو القتيل الذي طلب دمه وثاره إلى الله " قوله عليه السلام: " وتر الله أي الفرد المتفرد في الكمال من نوع البشر في عصره الشريف أو المراد ثار الله كما مر أي الذي الله تعالى طالب دمه، والموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول: منه وتره يتره وترا " وترة وكذلك وتره حقه نقصه ذكره الجوهري (2)، وقال الجزري (3) فيه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أي نقص يقال وترته إذا نقصته فكأنك جعلته وترا " بعد أن كان كثيرا "، وقيل: هو من الوتر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله انتهى. أقول: فالمعنى الذي قتل في سبيل الله وقتل أقرباؤه وسلب أمواله، وقيل: الموتور تأكيد للوتر كقوله حجرا " محجورا " " قوله: " في السموت والأرض أي ينتظر طلب ثاره أهل السموات والأرض أو عظمت مصيبته فيهما. " قوله عليه السلام: " واقشعرت له أظلة العرش الأظلة جمع ظلال وهو ما أظلك من سقف أو غيره، والمراد هنا ما فوق العرش أو أطباقه وبطونه، فان كل طبقة و بطن منه ظل لطائفة أو أجزاء العرش فان كل جزء منه ظل لمن يسكن تحته، وقد يطلق الظلال على الأشخاص والأجسام اللطيفة وعالم الأرواح، فيمكن أن يكون المراد بها الأرواح المقدسة والملائكة الساكنين في العرش، وفي بعض النسخ ظلة العرش بالضم فالإضافة بيانية. " قوله عليه السلام: " وأشهد أنك ثأر الله في بعض نسخ الكافي هنا ثائر الله في الأرض

 

(1) الكافي ج 4 ص 578. (2) صحاح الجوهرى ج 2 ص 843 طبع مصر الجديد. (3) نهاية ابن الاثير ج 4 ص 204.

 

[155]

وابن ثائره " قوله عليه السلام: " ووافيت أي أتيت هذه الجماعة لإعلاء الكلمة وإتمام الحجة وما قصرت في ذلك. وفي أكثر نسخ الكافي والتهذيب وأوفيت من قوله تعالى: " فمن أوفى بما عاهد عليه الله " تأكيدا " للسابق أو بمعنى توفية الحق كملا أي أعطيت كل امرئ ما يلزمك من الهداية وإعطاء النصيحة، أو وفيت ربك ما كلفك كما قال تعالى: " وإبراهيم الذي وفى " ومضى شرح قوله: مضيت للذي كنت عليه في زيارات أمير المؤمنين. " قوله عليه السلام ": وثبات القدم في الهجرة إليك أي أطلب ثبات القدم والمداومة في الهجرة إليك، والإتيان لزيارتك، ويحتمل أن تكون في تعليلية أي ثبات القدم في الدين لهجرتي إليك. " قوله عليه السلام: " والسبيل الذي لا يختلج دونك الاختلاج الاضطراب واختلجه أي جذبه واقتطعه قال في النهاية (1) ومنه الحديث ليردن على الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني أي يجتذبون ويقتطعون انتهى، فيمكن أن يقرأ يختلج على بناء الفاعل وعلى بناء المفعول، والثاني أظهر، وعلى التقديرين السبيل إما معطوف على الهجرة أو على إثبات القدم والأخير أظهر، وعلى التقادير حاصل الكلام أني ألتمس منك السبيل المستقيم غير المضطرب، أو السبيل الذي من سلكه لا يجتذب ولا ينتزع ولا يمنع من الوصول إليكم في الدنيا والآخرة. وكلمة " من " في قوله: من الدخول إما تعليلية أو بيانية فيكون بيانا " للسبيل أو صلة للاختلاج على المعنى الثاني، وامرت على بناء المجهول والكفالة هي الحفظ والرعاية والشفاعة اللاتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم، ويقال: كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم واشتد. " قوله عليه السلام: " وبكم فتح الله أي الايجاد أو العلم أو الخلافة والإمامة كقوله صلى الله عليه واله: كنت نبيا " وآدم بين الماء والطين " قوله: " وبكم يدرك الله ترة

 

(1) النهاية ج 1 ص 345.

 

[156]

كل مؤمن يطلب: أي ما يقع على الشيعة من القتل والنهب والضرب والشتم وساير مضار الدين والدنيا، أنتم الطالب لها في الرجعة، والمنتقم لهم فيها ومنهم من صحف وقرأ بطلت أي ترة وجناية بطلت ولم يطلبها صاحبه وأولياؤه وهو مخالف لما في النسخ المعتبرة. " قوله عليه السلام: " وبكم تسبح الأرض المراد بالأرض إما كلها أو مواضع استقرارهم عليهم السلام حيا " وميتا " وتسبيح الأرض على نحو ما قال تعالى: " وإن من شئ إلا يسبح بحمده " أو المراد تسبيح سكانها من الملائكة والجن بل الانس أيضا " فان ببركتهم يعبد الله في روضاتهم وبيوتهم، ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول أي تقدس وتنزه وتذكر بالخير بيوتكم وقبوركم ومواضع آثاركم كما قال تعالى " في بيوت أذن الله أن ترفع " وقد مرت الأخبار في تفسيرها في كتاب الامامة وفي بعض نسخ الكتاب والتهذيب وأكثر نسخ الكافي تسيخ بالياء المثناة من تحت والخاء المعجمة أي تثبت وتستقر وهو أظهر. " قوله عليه السلام: " تستقل جبالها الضمير راجع إلى الأرض، على مراسيها أي أماكنها ومحال ثبوتها واستقرارها، وفي الكافي تستقر مكان تستقل و " قوله: " إرادة الرب مبتدأ وتهبط إليكم على بناء المعلوم أو المجهول خبره أي تقديراته تعالى تنزل عليكم في ليلة القدر، وتصدر من بيوتكم أي يأخذها الخلق ويتعلمها منكم، وفي بعض نسخ الكتاب وعامة نسخ الكافي والتهذيب وغيرهما والصادر بالراء المهملة وهو مبتدأ وخبره مقدر بقرينة ما سبق أي يصدر من بيوتكم، وفى بعض نسخ الكتاب الصادق بالقاف ولا يختلف التقدير، ويمكن أن يقرأ فصل على بناء المعلوم والمجهول من باب التفعيل والمجرد. والحاصل أن أحكام العباد وما بين منها، أو ما يفصل بينهم في قضاياهم، أوما يميز بين الحق والباطل، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم، فان الصادر عن الماء مثلا " هو الذي يرد الماء فيأخذ منه حاجته ويرجع، فإذا كان علم ما فصل من أحكام العباد في بيوتهم فالصادر عنه لابد أن يصدر من بيوتهم ولا يبعد أن


 

[157]

يكون الواو في قوله: والصادر زيد من النساخ فيكون فاعل يصدر ولا يحتاج إلى تقدير. " قوله عليه السلام " ولم تستشهد على بناء المجهول أي امة حضرت عندك ولم تجاهد حتى تقتل دونك ممن كان مأمورا بالجهاد، ومنهم من قرأ على بناء المعلوم أي لم تطلب شهوده وحضوره، ولا يخفى بعده. " قوله عليه السلام ": وبئس الورد بالكسر الماء الذي ترد عليه، والمورود تأكيد له كقوله تعالى " قدرا " مقدورا " " أي بئس الماء المورود عليه مورده، وهذا على سبيل التهكم كقوله تعالى: " نزل من حميم " أي النار لهم بدل مما يرد عليه أهل الجنة من الأنهار والعيون وأنواع النعيم وهي مؤكدة للفقرة السابقة " قوله عليه السلام ": يا ابن الحسن هذا على سبيل المجاز فان العرب يسمى العم أبا كما قيل في قوله تعالى: " لأبيه آزر ". 5 - مل: أبي وابن الوليد معا "، عن ابن أبان، عن الأهوازي، عن فضالة عن نعيم بن الوليد، عن يوسف الكناسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فأت الفرات واغتسل بحيال قبره وتوجه إليه وعليك السكينة والوقار حتى تدخل الحير من جانبه الشرقي وقل حين تدخله: السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحير باذن الله مقيمون. فإذا استقبلت قبر الحسين عليه السلام فقل: السلام على رسول الله صلى الله على أمين الله على رسله، وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم تقول: السلام على أمير المؤمنين، عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثت برسالاتك وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثت


 

[158]

برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ". ثم تسلم على الحسين وسائر الأئمة كما صليت وسلمت على الحسن بن علي ثم تأتي قبر الحسين عليه السلام فتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرك به ولم تخش أحدا " غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته مخلصا " حتى أتاك اليقين، أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى والعروة الوثقى، والحجة على من يبقى ومن تحت الثرى، أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى، وذلك لكم فاتح فيما بقي أشهد أن أرواحكم وطينتكم طيبة (1) طيبة طابت وطهرت هي، بعضها من بعض من (2) الله ومن رحمته. فاشهد الله واشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع في ذات نفسي وشرايع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي فأسأل الله البر الرحيم، أن يتمم لي ذلك، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله ما أمركم به لم تخشوا أحدا " غيره، وجاهدتم في سبيله، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين، فلعن الله من قتلكم، ولعن الله من أمر به، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الامي. ثم تقول: اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، وخالفوا ملتك، ورغبوا عن أمرك، واتهموا رسولك، وصدوا عن سبيلك، اللهم احش قبورهم نارا "، وأجوافهم نارا "، واحشرهم وأتباعهم إلى جهنم زرقا "، اللهم العنهم لعنا " يلعنهم به كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، وكل عبد مؤمن، امتحنت قلبه للايمان، اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية، اللهم العن جوابيت هذه الامة والعن طواغيتها، و العن فراعنتها، والعن قتلة أمير المؤمنين والعن قتلة الحسين، وعذبهم عذابا " لا تعذب

 

(1) طينة خ ل. (2) في الكافي منا من الله.

 

[159]

به أحدا " من العالمين، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به وتمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة (1). ثم اجلس عند رأسه صلوات الله عليه فقل: صلى الله عليك أشهد أنك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا " وأديت أمينا " وقتلت صديقا "، ومضيت على يقين، لو تؤثر عمي على هدى ولم تمل من حق إلى باطل أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه، صلى الله عليك وسلم تسليما "، أشهد أنك كنت على بينة من ربك قد بلغت ما امرت به وقمت بحقه وصدقت من قبلك، غير واهن ولا موهن صلى الله عليك وسلم تسليما، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك، أشهد أن الجهاد معك جهاد وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك صلى الله عليه وآله وسلم تسليما "، أشهد أنك صديق عند الله وحجته على خلقه، وأشهد أن دعوتك حق، وكل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض، وأشهد أن الله هو الحق المبين. ثم تحول عند رجليه وتخير من الدعاء وتدعو لنفسك، ثم تحول عند رأس علي بن الحسين عليهما السلام وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعترة آبائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (2). ثم تأتي قبور الشهداء وتسلم عليهم وتقول: السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط وسلف، ونحن لكم أتباع وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه: " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا

 

(1) كامل الزيارات ص 201 - 203. (2) كامل الزيارات ص 203 - 204.

 

[160]

لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا " فما وهنتم وما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصرة كلمة الله التامة صلى الله على أرواحكم و أبدانكم، وسلم تسليما، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له، إنه لا يخلف الميعاد الله مدرك لكم ثار ما وعدكم، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة، أنتم السابقون والمهاجرون والأنصار، أشهد أنكم قد جاهدتم في سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما، الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون. ثم تقول: أتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله، وإني لك عارف، وبحقك مقر، وبفضلك مستبصر، وبضلالة من خالفك موقن عارف بالهدى الذي أنت عليه بأبي أنت وامي ونفسي، اللهم إني اصلي عليه كما صليت أنت عليه ورسلك وأمير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة، يتبع بعضها بعضا " لا انقطاع لها ولا أمد ولا أبد ولا أجل، في محضرنا وإذا غبنا وشهدنا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (1). 6 - كا: العدة عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي مثله (2). توضيح: في الكافي وقل حين تدخله: السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم مقيمون، هذه الفقرات إشارات إلى قوله تعالى " ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين " وقوله تعالى: فاستجاب لكم ربكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. قال البيضاوي في قوله: مسومين: أي معلمين من التسويم الذي هو إظهار سيماء الشئ، لقوله صلى الله عليه واله لأصحابه: تسوموا فان الملائكة قد تسومت، أو مرسلين من التسويم بمعنى الإسامة (3) وقال في قوله: مردفين: أي متبعين المؤمنين أو بعضهم

 

(1) كامل الزيارات ص 204 - 205. (2) الكافي ج 4 ص 572. (3) تفسير البيضاوى ج 1 ص 231 طبع الاستانة سنة 1285.

 

[161]

بعضا " من أردفته أنا إذا جئت بعده، أو متبعين بعضهم بعضا أو أنفسهم المؤمنين من أردفته إياه فردفه. وقرأ نافع ويعقوب مردفين بفتح الدال أي متبعين أو متبعين بمعنى أنهم كانوا مقدمة الجيش أو ساقتهم انتهى (1). اقول: يمكن أن يكون المراد في هذا المقام السلام على تلك الأصناف من الملائكة الذين عاونوا الرسول صلى الله عليه واله في غزواته مقدما على السلام على الذين عاونوا سبطه الشهيد عليه السلام وزواره، مع أنه يحتمل أن يكون هؤلاء الأملاك أيضا " من الحاضرين في هذا المشهد الشريف كما يظهر من بعض الأخبار، ويحتمل أن يكون المراد توصيف الملائكة المقيمين في هذا المشهد بأنهم معلمون بعلامة أو مرسلون لإعانة الزائرين، وأنهم يردف بعضهم بعضا " في النزول لزيارته ويردفون المؤمنين الزائرين في الزيارة ويشيعونهم إلى أوطانهم والأول أظهر. ثم اعلم أن المسومين يحتمل أن يكون بكسر الواو المشددة وبفتحها كما قرئ بهما في الآية واشير إلى تفسيرهما " قوله عليه السلام ": ومن تحت الثرى أي الأموات لأنهم مسؤولون عن إمامتهم عليهم السلام في حفرهم وبعد حشرهم " قوله عليه السلام " سابق فيما مضى أي تلك الأحوال والفضايل حاصلة فيمن مضى من الأئمة وهي سبب لفتح أبواب الامامة والخلافة والعلوم والمعارف فيما بقي من الأئمة، فيكون " ما " بمعنى " من " أو المعنى أن تلك الأحوال مثبتة لكم في الكتب السالفة ويفتح لكم القرآن الباقي مدى الأعصار تلك الفضايل والأحوال. وقرأ بعض الأصحاب فائح (2) بالهمزة بعد الألف من الفوح وهو انتشار الريح الطيبة أي يفوح من القرآن الباقي شميم فضائلهم " قوله عليه السلام: " في ذات نفسي أي أعزم واوطن نفسي على أن أكون تابعا " لكم في الامور المتعلقة بنفسي، وفي ساير شرايع ديني، وفي خاتمة عملي، وفي منقلبي إلى ربي عند موتي، وفي مثواي في قبري وفي الجنة، ولما لم يكن بعض هذه الامور باختيار العبد وما كان باختياره لا يتأتى إلا بتوفيقه تعالى قال: فاسأل الله البر الرحيم أن يتمم ذلك لي ويجعل ما

 

(1) نفس المصدر ج 1 ص 466. (2) في قوله " فاتح ذلك لكم فيما بقى " وقد سقط عن المتن، (ب).

 

[162]

عزمت عليه حاصلا لي. ويحتمل أن يكون المراد بالذات الحقيقة ويكون الفقرات متعلقة بقوله: مؤمن وتابع معا " على التنازع أو على اللف والنشر أي اومن إيمانا منبعثا " من حقيقة نفسي أي صميم قلبي ويظهر أثره في أعمالي، وفي خاتمة عملي ويكون ثابتا " معي عند الموت وفي القبر، أو أني مؤمن بكم وتابع لما اعتقدتموه وبينتموه في حقيقة نفسي و صانعها وأحوالها وفي شرايع ديني وفيما يجب أن يكون عليه خاتمة عملي وفيما ذكرتموه من أحوال الموت والقبر والجنة والنار، وأما اللف والنشر فيظهر مما ذكر " قوله عليه السلام: " الذين بدلوا نعمتك أي الإمام المنصوب من قبل الله تعالى كما مر في كتاب الامامة في قوله تعالى: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا " " قوله " واتهموا رسولك أي في تعيين وصيه أمير المؤمنين عليه السلام وأنه إنما فعل ذلك لهوى نفسه. وقال الفيروز آبادي (1) في قوله: زرقا " أي عميا "، وقد مر ساير التفاسير في كتاب المعاد. " قوله عليه السلام " امتحنت قلبه أي اختبرتها بالآفات والمصايب والمحن والفتن والشدايد حتى خلص لقبول الايمان وكماله كما يمتحن الذهب بالنار إذا اذيب حتى يذهب غشه ويبقي خالصه، والرباني منسوب إلى الرب والألف و النون من زيادات النسب أي العالم الراسخ في الدين والعلم، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله، أو من الرب بمعنى التربية أي الذين يربون المتعلمين والربيون بالكسر أيضا منسوب إلى الرب بالفتح والكسر من تغييرات النسب أي المتمسكون بعبادة الله وعلمه، وقيل منسوب إلى الربة وهي الجماعة الكثيرة. وما استكانوا: أي وما خضعوا لعدوهم، وقد مضى شرح كثير من الفقرات في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام. 7 - مل: أبي ومحمد بن عبد الله معا "، عن الحميري، عن عبد الله بن محمد بن

 

(1) القاموس ج 3 ص 240.

 

[163]

خالد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن فضيل بن عثمان الصايغ، عن معاوية بن عمار قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام: ما أقول إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: قل: السلام عليك يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ولعن الله من (ا) شرك في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به. أنا إلى الله من ذلك برئ (1). 8 - مل: أبي عن سعد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام للمفضل: كم بينك وبين قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: قلت: بأبي أنت وامي يوم وبعض يوم آخر قال: فتزوره ؟ فقال: نعم، قال: فقال: ألا ابشرك ألا افرحك ببعض ثوابه ؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: فقال لي: إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكبا " أو ماشيا " وكل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلون عليه حتى يوافي الحسين عليه السلام، يا مفضل: إذا أتيت قبر الحسين بن علي عليهما السلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات، فان لك بكل كلمة كفلا " من رحمة الله، فقلت: ما هي جعلت فداك ؟ قال تقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها الوصي البار التقي، السلام على الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، و عبدت الله مخلصا " حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

 

(1) كامل الزيارات ص 205.

 

[164]

ثم تسعى فلك بكل قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله فإذا سلمت على القبر فالتمسه بيدك وقل: السلام عليك يا حجة الله في سمائه و أرضه، ثم تمضى إلى صلاتك ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل، فإذا انقلبت من عند قبر الحسين عليه السلام ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسين عليه السلام وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، فان هو مات في عامه أو في ليلته أو يومه لم يل قبض روحه إلا الله وتقبل الملائكة معه يستغفرون له ويصلون عليه حتى يوافي منزله، وتقول الملائكة: يا رب هذا عبدك قد وافى قبر ابن نبيك صلى الله عليه واله وقد وافى منزله فأين نذهب ؟ فيأتيهم النداء من السماء يا ملائكتي قفوا بباب عبدي فسبحوا و قدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى. قال: فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى يسبحون الله ويقدسونه ويكتبون ذلك في حسناته، وإذا توفي شهدوا كفنه وغسله والصلاة عليه ويقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب ؟ فيناديهم يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة (1). 9 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الجاموراني، عن الحسن ابن علي مثله (2). بيان: لا يخفى ما في سند الخبر لأنه إما أن يكون مكان المفضل رجل آخر أو مكان عن في قوله عن جابر الواو، وإلا فلا يستقيم إلا بتكلف بعيد، وهو أن يقال: المفضل كان نسي الخبر ثم أخبره جابر به. 10 - ورواه في البلد الأمين مرسلا عن جابر (3).

 

(1) كامل الزيارات ص 205. (2) كامل الزيارات ص 208. (3) البلد الامين ص 280 بتفاوت.

 

[165]

11 - ورواه مؤلف المزار الكبير، عن الشيخ هبة الله بن نما عن الحسين ابن محمد بن طحال، عن السيد هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصر، عن سعد بن وهب بن أحمد بن على بن الحسين بن سلمان الدهقان، عن محمد بن علي بن خلف البزاز، عن علي بن الحسين بن كعب، عن إسماعيل بن صبيح، عن الحسن بن سعيد الأعمش، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال لجابر: كم بينكم وبين قبر الحسين عليه السلام ؟ وساق الحديث إلى آخره مثل ما مر، ولم يذكر المفضل أصلا (1) لكن ألفاظ زيارته توافق ما سيأتي برواية السيد ابن طاووس ره. 12 - مل: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن جده، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟ فقال لي: ما تقولون أنتم فيه ؟ فقلت: بعضنا يقول حجة وبعضنا يقول: عمرة، فأي شئ تقول إذا أتيت ؟ فقلت: أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك ملعونون معذبون على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (2). 13 - مل: أبي، عن موسى بن جعفر البغدادي، عمن حدثه، عن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: كيف السلام علي أبي عبد الله عليه السلام ؟ قال: قلت: أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله وذكر مثله، وزاد في آخره قال: نعم هو هكذا (3). 14 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن عامر بن جذاعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت الحسين عليه السلام

 

(1) المزار الكبير ص 144 - 145. (2) كامل الزيارات ص 208. (3) كامل الزيارات ص 209.

 

[166]

فقل: الحمد لله وصلى الله على محمد وآله والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته صلى الله عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم برئ (1). 15 - مل: أبي، عن سعد والحميري معا "، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو ابن سعيد، عن مصدق، عن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول إذا انتهيت إلى قبره عليه السلام: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة ورحمة الله وبركاته يا من رضاه من رضى الرحمن وسخطه من سخط الرحمن، السلام عليك يا أمين الله وحجة الله وباب الله، والدليل على الله والداعي إلى الله، أشهد أنك قد حللت حلال الله وحرمت حرام الله، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربك ترزقون، وأشهد أن قاتلك في النار. أدين الله بالبراءة ممن قتلك، وممن قاتلك وشايع عليك، وممن جمع عليك، وممن سمع صوتك ولم يعنك، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا " عظيما " (2). 16 - لد: عن عمار مثله (3). 17 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدايني قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسين على السلام ؟ قال: نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين عليه السلام ابن رسول الله صلى الله عليه واله أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأبر الأبرار، وإذا زرته يا أبا سعيد فسبح عند رأسه تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام ألف مرة، وسبح عند رجليه تسبيح فاطمة عليها السلام ألف مرة، ثم صل عنده ركعتين تقرأ فيهما يس والرحمن، فإذا

 

(1) كامل الزيارات ص 211 وفى آخره (ثلاثا). (2) كامل الزيارات ص 212. (3) البلد الامين ص 281.

 

[167]

فعلت ذلك كتب الله لك ثواب ذلك إنشاء الله قال: قلت: جعلت فداك علمني تسبيح علي وفاطمة صلوات الله عليهما ؟ قال: نعم يا أبا سعيد تسبيح علي عليه السلام: سبحان الذي لا تنفد خزائنه، سبحان الذي لا تبيد معالمه، سبحان الذي لا يفنى ما عنده، سبحان الذي لا يشرك أحدا في حكمه، سبحان الذي لا اضمحلال لفخره، سبحان الذي لا انقطاع لمدته، سبحان الذي لا إله غيره. وتسبيح فاطمة عليها السلام: سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا ووقع الطير في الهواء (1). بيان: الباذخ العالي والبهجة الحسن " قوله عليه السلام: " ووقع الطير في الهواء وقوع الطير سقوطها فالمراد سقوطها على الأشجار والأعشاش الواقعة في الهواء عرفا، أو يكون في بمعنى من وسيأتي التسبيحان بوجه آخر مع شرحهما في خبر الثمالي. 18 - مل: أبي عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن ابن أبي عمير، عن عامر بن جذاعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت الحسين عليه السلام فقل: الحمد لله وصلى الله على محمد وأهل بيته، والسلام عليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، عليك السلام يا أبا عبد الله ورحمة الله، يا أبا عبد الله صلى الله عليك، يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ومن شارك في دمك ومن بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم برئ (2). 19 - مل: أبي وغير واحد، عن سعد، عن ابن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس، عن عامر بن جذاعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

 

(1) كامل الزيارات 113. (2) كامل الزيارات ص 211.

 

[168]

إذا أتيت الحسين عليه السلام يعني قبره صلوات الله عليه فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك ومن بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم برئ (1). 20 - مل: الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عزوجل وصليت على النبي صلى الله عليه واله واجتهدت في ذلك إنشاء الله ثم تقول: سلام الله وسلام ملائكته فيما تروح وتغدو، والزاكيات الطاهرات لك، وعليك سلام الملائكة المقربين والمسلمين لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك، والشهداء على أنك صادق وصديق، صدقت ونصحت فيما أتيت به، وأنك ثار الله في الأرض والدم الذي لا يدرك ترته أحد من أهل الأرض، ولا يدركه إلا الله وحده، جئتك يا ابن رسول الله وافدا " إليك، أتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي، من أمر آخرتي ودنياي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوايجهم، وبك يدرك أهل الترات من عباد الله طلبتهم. ثم امش قليلا " ثم قم مستقبل القبر فقل: الحمد لله الواحد المتوحد بالامور كلها، خالق الخلق فلم يعزب عنه شئ من أمرهم، وعالم كل شئ بغير تعليم ضمن الأرض ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله، أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وأن لك من الله الوعد الحق في هلاك عدوك وتمام موعده إياك أشهد أنه قاتل معك ربيون كثير كما قال الله: " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم ". ثم كبر سبع تكبيرات ثم امش قليلا واستقبل القبر ثم قل: الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا "، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شئ فقدره تقديرا "، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما امرت به ووفيت بعهد الله، وتمت بك كلماته وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، ولعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك

 

(1) كامل الزيارات ص 215.

 

[169]

ولعن الله امة خذلت عنك، اللهم إني أشهد بالولاية لمن واليت ووالت رسلك، و أشهد بالبراءة ممن تبرأت منه وبرئت منه رسلك، اللهم العن الذين كذبوا رسولك، وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك، وسفكوا دم أهل بيت نبيك، و أفسدوا عبادك واستذلوهم اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك و بحرك، اللهم العنهم في سمائك وأرضك اللهم واجعل لي لسان صدق في أوليائك وحبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم، وتجعلهم لي فرطا " وتجعلني لهم تبعا " في الدنيا والآخرة. ثم امش قليلا " فكبر سبعا "، وهلل سبعا "، واحمد الله سبعا "، وسبح الله سبعا " وأجبه سبعا " تقول: لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي وشعري وبشري ورأيى وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب، و الدليل العالم، والامين المستخزن، والموصي البليغ، والمظلوم المهتضم، جئت انقطاعا " إليك وإلى ولدك وولد ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق، فقلبي لك مسلم، وأمري لك متبع، ونصرتي لك معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين لدينه ويبعثكم، فمعكم معكم لا مع عدوكم إني من المؤمنين برجعتكم انكر لله قدرة، ولا اكذب له مشية، ولا أزعم أن ما شاء لا يكون (1). ثم امش حتى تنتهي إلى القبر فقل وأنت قائم: سبحان الله يسبح لله ذي الملك والملكوت ويقدس بأسمائه جميع خلقه، سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح، اللهم اجعلني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك، اللهم العن الجبت والطاغوت. ثم ارفع يديك حتى تضعهما ممددتين على القبر ثم تقول: أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر قد طهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت فيها، وأنك ثار الله في الأرض حتى يستثير لك من جميع خلقه، ثم ضع يديك وخديك جميعا " على القبر. ثم اجلس عند رأسه فاذكر الله بما أحببت وتوجه إليه واسئل الله حوائجك

 

(1) كامل الزيارات ص 216.

 

[170]

ثم ضع يديك وخديك عند رجليه وقل: صلى الله على روحك وبدنك فلقد صبرت وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلك بالأيدي والألسن ثم قم إلى قبر ولده فتثني عليهم بما أحببت وتسئل ربك حوائجك وما بدا لك ثم تستقبل قبور الشهداء قائما " فتقول: السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار أبشروا بمو عدالله الذي لا خلف له وأن الله مدرك بكم ثاركم وأنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة. ثم اجعل القبر بين يديك وصل ما بدا لك، وكلما دخلت الحير فسلم ثم امش حتى تضع يديك وخديك جميعا " على القبر، فإذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك، ولا تقصر عنده من الصلوات ما أقمت، فإذا انصرفت من عنده فودعه وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين عليك يا ابن رسول الله وعلى روحك وبدنك وذريتك ومن حضرك من أوليائك (1). بيان: قوله عليه السلام: ضمن الأرض ومن عليها دمك تضمين الأرض إما على سبيل المبالغة والمجاز كناية عن تعظيم الأمر وتفخيمه، أو المراد أن الله يأمر الأرض في القبر بتعذيب قاتليه وفي الرجعة بخسفهم وغيره، أو المراد أهل الأرض من الملائكة والجن فيكون المراد بمن عليها الانس أو الأعم تعميما " بعد التخصيص. ويحتمل أن يكون المراد أن الله أودع الأرض أجساد قاتليه حتى ينتقم له منهم في الرجعة وفي القيامة، أو أنه تعالى لما خرب الأرض بعد شهادته وسفكت فيها الدماء، وقتل الله قاتليه وأشباههم بأيدي من خرج بعده فكأنه ضمن الأرض دمه حيث جرى انتقامه عليها أيضا " قوله " على بركة الحق قد مر بيانه في شرح زيارة أمير المؤمنين عليه السلام " قوله " المهتضم على صيغة المفعول أي المظلوم المغصوب " قوله " جميع خلقه تنازع فيه يسبح ويقدس " قوله " وتوجه إليه أي إلى الله أو إلى الحسين عليه السلام والأول أظهر. 21 - مل: أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده الحسن بن سهل

 

(1) كامل الزيارات ص 216.

 

[171]

عن موسى بن الحسن بن عامر، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن سعدان ابن مسلم، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، وزاد في آخره من عند ومن حضرك من أوليائك، فإذا بلغت الرواح فقل هذا الكلام من أوله إلى آخره كما قلت حين دخلت الحير، فإذا دخلت منزلك فقل: الحمد لله الذي سلمني وسلم مني، الحمد لله في الامور كلها وعلى كل حال، الحمدلله رب العالمين، ثم كبر إحدى وعشرين تكبيرة متتابعة وسهل ولا تعجل فيها إنشاء الله والباقي مثله (1). بيان: قوله: وسلم مني أي سلم غيري من شري وكف أذاي عنهم " قوله عليه السلام " وسهل أي اقرأ بتأن أو امش من قولهم أسهل إذا أتى السهل وهو ضد الحزن وعلى أي وجه لا يخلو من تكلف ولعله تصحيف " وترسل " من الترسل التأني. 22 - مل: أبي، عن سعد، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن الحسين بن عطية، عن أبي باب بياع السابري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجة وعمرة أو عمرة وحجة قال: قلت، جعلت فداك فما أقول إذا أتيته ؟ قال تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا " أشهد أنك حي شهيد ترزق عند ربك وأتوالا وليك وأبرأ من عدوك، وأشهد أن الذين قاتلوك وانتهكوا حرمك ملعونون على لسان النبي الامي، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه، أسأل الله وليك و ولينا أن يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبينا، والمغفرة لذنوبنا، اشفع لي يا ابن رسول الله عند ربك (2). 23 - مل: علي بن الحسين، عن سعد، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله

 

(1) كامل الزيارات ص 219. (2) كامل الزيارات ص 220. (*)

 

[172]

عليه السلام وهو يقول: من أتى الحسين عليه السلام ماشيا " كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا "، وامش مشي العبد الذليل فإذا أتيت باب الحير فكبر الله أربعا " وصل عنده واسئل الله حاجتك (1). 24 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن صفوان بن يحيى، عن أبى الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام أو عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: قلت: كيف السلام على الحسين بن على عليه السلام ؟ قال تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، لعن الله من قتلك، و لعن الله من أعان عليك، ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم برئ (2). 25 - ما: بهذا الاسناد، عن ابن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن أبان ابن عثمان، عن أبي همام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك ومن اشترك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، وأنا إلى الله منهم برئ (3). 26 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن زكريا عن سليمان بن حفص المروزي، عن المبارك قال: تقول عند قبر الحسين عليه السلام السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في أرضه، وشاهده على خلقه السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك حيا وميتا. ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل: أشهد أنك على بينة من ربك

 

(1) كامل الزيارات ص 221. (2) كامل الزيارات ص 221. (3) كامل الزيارات ص 222 وفيه (ولعن الله من شرك في دمك).

 

[173]

جئتك مقرا " بالذنوب لتشفع لي عند ربك يا ابن رسول الله، ثم اذكر الأئمة بأسمائهم واحدا واحدا " وقل: أشهد أنكم حجج الله، ثم قل: اكتب لي عندك ميثاقا " وعهدا " إني أتيتك مجددا " الميثاق فاشهد لي عند ربك إنك أنت الشاهد (1). 27 - مل: حكيم، عن سلمة، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن المروزي عن الرجل قال: تقول: عند قبر الحسين عليه السلام وذكر مثله (2). 28 - يب، كا: العدة، عن سهل، عن ابن أورمة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (3). 29 - كا: محمد بن جعفر الرزاز، عن اليقطيني عمن ذكره، عن أبي الحسن عليه السلام مثله (4). 30 - مل: محمد بن أحمد بن الحسين العسكري ومحمد بن الحسن معا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن الثمالي قال: قال الصادق عليه السلام: إذا أردت المسير إلى قبر الحسين بن علي عليهما السلام فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك وولدك، وادع بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك وقل حين تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح لي صدري، وأجر على لساني ذكرك ومدحتك والثناء عليك، فانه لا قوة إلا بك وقد علمت أن قوام دينى التسليم لامرك والاتباع لسنة نبيك والشهادة على أنبيائك ورسلك إلى جميع خلقك، اللهم اجعله نورا " وطهورا " و حرزا "، وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة، ومن شر ما أخاف وأحذر. فإذا خرجت فقل: اللهم إني إليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري وإليك أسلمت نفسي وإليك ألجأت ظهري، وعليك توكلت لا منجا ولا ملجأ إلا إليك، تباركت

 

(1) كامل الزيارات ص 210. (2) كامل الزيارات 209. (3) التهذيب ج 6 ص 114 الكافي ج 4 ص 577. (4) الكافي ج 4 ص 578.

 

[174]

وتعاليت، عز جارك وجل ثناؤك. ثم قل: بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله، على الله توكلت وإليه انيب، فاطر السموات السبع والأرضين السبع ورب العرش العظيم، اللهم صل على محمد وآل محمد، واحفظني في سفري، واخلفني في أهلي بأحسن الخلافة، اللهم إليك توجهت وإليك خرجت وإليك وفدت ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك تقربت، اللهم لا تمنعني ما عندك بشر ما عندي، اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وحط عني خطاياي، و اقبل مني حسناتي، وتقول: اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد، اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة، ثلاث مرات. واقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية الكرسي ويس وآخر الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا " متصدعا " من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ". ولا تدهن ولا تكتحل حتى تأتي الفرات وأقل من الكلام والمزاح وأكثر من ذكر الله تعالى وإياك والمزاح والخصومة (1)، فإذا كنت راكبا أو ماشيا فقل: اللهم إني أعوذ بك من سطوات النكال، وعواقب الوبال، وفتنة الضلال ومن أن نلقى بمكروه، وأعوذ بك من الحبس واللبس، ومن وسوسة الشيطان و طوارق السوء، وشر كل ذي شر، ومن شر شياطين الجن والانس، ومن شر من ينصب لأولياء الله العداوة، ومن أن يفرطوا علي أو أن يطغوا، وأعوذ بك من شر عيون الظلمة ومن شر الشر وشرك إبليس، ومن يرد عن الخير

 

(1) كامل الزيارات ص 222 - 225.

 

[175]

باللسان واليد. فإذا خفت شيئا فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله: به احتجبت وبه اعتصمت اللهم اعصمني من شر خلقك، فانما أنا بك وأنا عبدك. فإذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره: اللهم أنت خيرمن وفد إليه الرجال وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة ولكل وافد تحفة، وقد أتيتك زائرا " قبر ابن نبيك صلواتك عليه فاجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار وتقبل مني عملي واشكر سعيي وارحم مسيري إليك بغير من مني، بل لك المن على إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله، وحفظتني حتى بلغتني قبر ابن وليك، وقد رجوتك فصل على محمد وآل محمد ولا تقطع رجائي وقد أتيتك فلا تخيب أملي، واجعل هذا كفارة لما قبله من ذنوبي، واجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين. ثم اعبر الفرات وقل: اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل سعيي مشكورا " وذنبي مغفورا "، وعملي مقبولا "، واغسلني من الخطايا والذنوب، وطهر قلبي من كل آفة تمحق ديني أو تبطل عملي يا أرحم الراحمين (1). ثم تأتي النينوى فتضع رحلك بها ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما دمت مقيما " بها، ثم تأتي الشط بحذاء نخل القبر فاغتسل وعليك الميزر وقل وأنت تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح لي صدري، وأجر على لساني محبتك ومدحتك والثنآء عليك، فانه لا حول ولا قوة إلا بك، وقد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك، والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك بالألفة بينهم أشهد أنهم أنبياؤك ورسلك إلى جميع خلقك، اللهم اجعله نورا " وطهورا " وحرزا " وشفاء من كل سقم وداء، ومن كل آفة وعاهة، ومن شر ما أخاف وأحذر، اللهم طهر به جوارحي وعظامي ولحمي ودمي وشعري وبشري ومخي وعصبي وما أقلت الأرض مني، واجعله لي شاهدا " يوم فقرى وفاقتي (2).

 

(1) نفس المصدر ص 225 - 226. (2) نفس المصدر ص 226. *

 

[176]

ثم البس أطهر ثيابك فإذا لبستها فقل: الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة وتقول: الحمد لله الذي إليه قصدت فبلغني، وإياه أردت فقبلني ولم يقطع بي، ورحمته ابتغيت فسلمني، اللهم أنت حصني وكهفي وحرزي ورجائي وأملي، لا إله إلا أنت يا رب العالمين، فإذا أردت المشي فقل: اللهم إني أردتك فأردني، وإني أقبلت بوجهي إليك فلا تعرض بوجهك عني، فان كنت علي ساخطا " فتب علي وارحم مسيري إلى ابن حبيبك، أبتغي بذلك رضاك عني فارض عني ولا تخيبني يا أرحم الراحمين (1). ثم امش حافيا " وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتحميد و التمجيد والتعظيم لله ولرسوله والصلاة على محمد وآله وقل أيضا ": الحمد لله الواحد المتوحد بالامور كلها، خالق الخلق ولم يعزب عنه شئ من امورهم، وعلم كل شئ بغير تعليم، صلوات الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه ورسله أجمعين على محمد وأهل بيته الأوصياء الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فضل محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله. ثم تمشي قليلا وقصر خطاك فإذا وقفت على التل واستقبلت القبر فقف و قل: الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة، وتقول: لا إله إلا الله في علمه منتهى علمه ولا إله إلا الله بعد علمه منتهى علمه، منتهى علمه، ولا إله إلا الله مع علمه منتهى علمه، (والحمد لله في علمه منتهى علمه) والحمد لله بعد علمه منتهى علمه، والحمد لله مع علمه منتهى علمه، وسبحان الله في علمه منتهى علمه، وسبحان الله بعد علمه منتهى علمه وسبحان الله مع علمه منتهى علمه، والحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه، ولا إله إلا الله والله أكبر، وحق له ذلك، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله نور السموات السبع، ونور الأرضين السبع، ونور العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله.

 

(1) كامل الزيارات ص 226.

 

[177]

ثم امش عشر خطوات وكبر ثلاثين تكبيرة وقل وأنت تمشي: لا إله إلا الله تهليلا لا يحصيه غيره قبل كل أحد، وبعد كل أحد ومع كل أحد وعدد كل أحد، وسبحان الله تسبيحا " لا يحصيه غيره قبل كل أحد وبعد كل أحد ومع كل أحد وعدد كل أحد، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قبل كل أحد وبعد كل أحد ومع كل أحد وعدد كل أحد أبدا " أبدا " أبدا "، اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا فاشهد لي أني أشهد أنك حق وأن رسولك حق، وأن قولك حق، وأن قضاءك حق، وأن قدرك حق، وأن فعلك حق، وأن جنتك حق وأن نارك حق، وأنك مميت الأحياء، وأنك محيي الموتى، وأنك باعث من في القبور، وأنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأنك لا تخلف الميعاد، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله ويا زوار قبر أبي عبد الله عليه السلام (1). ثم امش قليلا " وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتمجيد و التحميد والتعظيم لله ولرسوله صلى الله عليه واله وقصر خطاك، فإذا أتيت الباب الذي يلي المشرق فقف على الباب وقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه واله عبده ورسوله، وأمين الله على خلقه، وأنه سيد الأولين والآخرين وأنه سيد الانبياء والمرسلين، سلام على رسول الله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك وصفوتك من خلقك، وأنه الفائز بكرامتك، أكرمته بكتابك، وخصصته وائتمنته على وحيك، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك، فأعذر في الدعوة، وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشك والارتياب إلى باب الهدى من الردى، وأنت ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، حتى ثار عليه من خلقك من غرته الدنيا و باع الآخرة بالثمن الأوكس، وأسخطك وأسخط رسولك، وأطاع من عبيدك من

 

(1) نفس المصدر ص 227.

 

[178]

أهل النفاق وحملة الأوزار من استوجب النار، لعن الله قاتلي ولد رسولك وضاعف عليهم العذاب الأليم. ثم تدنو قليلا " وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله صلى الله عليه واله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن بن علي الزكي، السلام عليك يا وارث فاطمة الصديقة، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي الرضي البار التقي أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا " حتى أتاك اليقين، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، السلام على ملائكة الله و زوار قبر ابن نبي الله (1). ثم ادخل الحير وقل حين تدخل: السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم بهذا الحير يعملون وباذن الله مسلمون، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمين الله وابن خالصة الله، السلام عليك يا أبا عبد الله إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم مصيبتك عند أبيك رسول الله وما أعظم مصيبتك عند من عرف الله عزوجل، وأجل مصيبتك عند الملاء الأعلى، وعند أنبياء الله وعند رسل الله السلام مني إليك والتحية مع عظيم الرزية، كنت نورا في الأصلاب الشامخة، و نورا " في ظلمات الأرض، ونورا " في الهواء، ونورا " في السموات العلى، كنت فيها نورا " ساطعا " لا يطفى، وأنت الناطق بالهدى (2).

 

(1) نفس المصدر ص 227 - 229. (2) كامل الزيارات ص 229 - 230.

 

[179]

ثم امش قليلا " وقل: الله أكبر الله أكبر سبع مرات وهلله سبعا "، واحمده سبعا "، وسبحه سبعا " وقل: لبيك داعي الله سبعا "، وقل: إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصرى ورأيي وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والأمين المستخزن، و المؤدي المبلغ، والمظلوم المضطهد، جئتك انقطاعا " إليك، وإلى جدك وأبيك وولدك الخلف من بعدك، فقلبي لك مسلم، ورأيي لك متبع ونصرتي لك معدة، حتى يحكم الله بدينه ويبعثكم، واشهد الله أنكم الحجة، وبكم ترجى الرحمة، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم من المؤمنين، لا انكر لله قدرة ولا اكذب منه بمشية. ثم امش وقصر خطاك حتى تستقبل القبر واجعل القبلة بين كتفيك واستقبل وجهه بوجهك وقل: السلام من الله، والسلام على محمد أمين الله على رسله و عزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك، وخاتم رسلك، وسيد عبادك، وأمينك في بلادك، وخير بريتك كما تلا كتابك، وجاهد عدوك، حتى أتاه اليقين، اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثت برسالتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم أتمم به كلماتك، وأنجز به وعدك، وأهلك به عدوك، واكتبنا في أوليائه وأحبائه، اللهم اجعلنا له شيعة وأنصارا "، وأعوانا " على طاعتك وطاعة رسولك، وما وكلت به واستخلفت عليه يا رب العالمين، اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وام السبطين الحسن والحسين الطاهرة المطهرة الصديقة الزكية، سيدة نساء أهل الجنة أجمعين، صلاة لا يقوى على إحصائها


 

[180]

غيرك، اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن أخي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثت برسالاتك، و ديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسين بن علي عبدك وابن أخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثت برسالاتك وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. وتصلي على الأئمة كلهم كما صليت على الحسن والحسين عليهما السلام وتقول: اللهم أتمم بهم كلماتك وأنجز بهم وعدك، وأهلك بهم عدوك وعدوهم من الجن والانس أجمعين، اللهم اجزهم عنا خير ما جزيت نذيرا " عن قومه، اللهم اجعلنا لهم شيعة وأنصارا "، وأعوانا " على طاعتك وطاعة رسولك، اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي انزل معهم وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة، اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به وأعطيتني فيه رغبة على حقيقة إيماني بك وبرسولك (1). ثم تدنو قليلا " وتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، وسلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين كلما تروح الرايحات الطاهرات لك وعليك سلام المؤمنين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك، وألسنتهم، أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما أتيت به، وأنك ثار الله في الأرض اللهم أدخلني في أوليائك، وحبب إلى شهادتهم ومشاهدهم في الدنيا والاخرة إنك على كل شئ قدير. وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، صلى الله عليك * (هامش (1) نفس المصدر ص 230 - 232.


 

[181]

يا أبا عبد الله، السلام عليك يا إمام الهدى، السلام عليك يا علم التقى، السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله وابن وتره، أشهد أنك قتلت مظلوما "، وأن قاتلك في النار وأشهد أنك جاهدت في سبيل الله حق جهاده لم تأخذك في الله لومة لائم، وأنك عبدته حتى أتاك اليقين، أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى، والحجة على خلقه، أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى وفاتح فيما بقي، وأشهد أن أرواحكم وطينتكم طينة طيبة، طابت وطهرت بعضها من بعض من الله ومن رحمته، فاشهد الله تبارك وتعالى وكفى به شهيدا " واشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع في ذات نفسي وشرايع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي، فأسئل الله البار الرحيم أن يتمم ذلك لي، أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم وقتلتم وغصبتم واسئ إليكم فصبرتم، لعنت امة خالفتكم، وامة جحدت ولايتكم، وامة تظاهرت عليكم، وامة شهدت ولم تستشهد، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود، وبئس الرفد المرفود (1). وتقول: صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، وعلى روحك وبدنك، لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك ولعن الله خاذليك، ولعن الله من شايع على قتلك ومن أمر بذلك وشارك في دمك ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به أو سلم إليه، أنا أبرء إلى الله من ولايتهم وأتولى الله ورسوله، وآل رسوله، وأشهد أن الذين انتهكوا حرمك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الامي، اللهم العن الذين كذبوا رسلك وسفكوا دماء أهل بيت نبيك صلواتك عليهم، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وضاعف عليهم العذاب الأليم اللهم العن قتلة الحسين بن على وقتلة أنصار الحسين بن على عليهما السلام وأصلهم حر نارك، وأذقهم بأسك وضاعف عليهم عذابك، والعنهم لعنا " وبيلا "، اللهم احلل بهم نقمتك وأتهم من حيث لا يحتسبون وخذهم من حيث لا يشعرون وعذبهم عذابا "

 

(1) المصدر السابق - ص 232 - 233.

 

[182]

نكرا "، والعن أعداء نبيك وأعداء آل نبيك لعنا وبيلا، اللهم العن الجبت والطاغوت والفراعنة إنك على كل شئ قدير. وتقول: بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، إليك كانت رحلتي مع بعد شقتي و لك فاضت عبرتي وعليك كان أسفي ونحيي وصراخي وزفرتي وشهقي وإليك كان مجيئي وبك أستتر من عظيم جرمي أتيتك زائرا " وافدأ قد أوقرت ظهري، بأبي أنت وامي يا سيدي بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته وحق لي أن أبكيك وقد بكتك السماوات والإرضون والجبال والبحار، فما عذري إن لم أبكك وقد بكاك حبيب ربي وبكتك الأئمة صلوات الله عليهم وبكاك من دون سدرة المنتهى إلى الثرى جزعا عليك (1). ثم استلم القبر وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، يا حسين بن على يا ابن رسول الله السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا " وأديت أمينا "، وقلت صادقا "، وقتلت صديقا " فمضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، ولم تحب إلا الله وحده، وأشهد أنك كنت على بينة من ربك، بلغت ما امرت به، وقمت بحقه، وصدقت من كان قبلك، غير واهن ولا موهن، فصلى الله عليك وسلم تسليما "، جزاك الله من صديق خيرا "، أشهد أن الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك، أشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا " ومستشهدا " ومشهودا " فصلى الله عليك وسلم تسليما "، أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر طهرت وطهرت أرض أنت بها، وطهر حرمك، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه، وأشهد أن امة قتلتك أشرار خلق الله وكفرته وإني أستشفع بك إلى الله ربك وربي من جميع ذنوبي، وأتوجه بك إلى الله في حوائجي ورغبتي في أمر آخرتي ودنياي.

 

(1) كامل الزيارات ص 233 - 234.

 

[183]

ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل: اللهم إني أسئلك بحق هذا القبر ومن فيه، وبحق هذه القبور ومن أسكنتها أن تكتب اسمي عندك في أسمائهم حتى توردني مواردهم، وتصدرني مصادرهم إنك على كل شئ قدير. وتقول: رب أفحمتني ذنوبي وقطعت مقالتي فلا حجة لي ولا عذر لي، فأنا المقر بذنوبي، الإسير ببليتي، المرتهن بعملي، المتجلد في خطيئتي المتحير عن قصدي، المنقطع بي، قد أوقفت يا رب. نفسي موقف الأشقياء الإذلاء المذنبين، المجترئين عليك بوعيدك يا سبحانك أي جرأة اجترئت عليك، وأي تغرير غررت بنفسي، وأي سكرة أوبقتني، وأي غفلة أعطبتني، ما كان أقبح سوء نظري و أوحش فعلي، يا سيدي فارحم كبوتي لحر وجهي، وزلة قدمي وتعفيري في التراب خدي وندامتي على ما فرط مني وأقلني عثرتي وارحم صرختي وعبرتي، و اقبل معذرتي، وعد بحلمك على جهلي، وباحسانك على خطيئاتي، وبعفوك علي رب أشكو إليك قساوة قلبي، وضعف عملي، فارتح لمسئلتي، فأنا المقر بذنبي المعترف بخطيئتي، وها هذه يدي وناصيتي، أستكين لك بالقود من نفسي، فاقبل توبتي، ونفس كربتي، وارحم خشوعي وخضوعي وانقطاعي إليك سيدي، وأسفي على ما كان مني وتمرغي وتعفيري في تراب قبر ابن نبيك بين يديك، فأنت رجائي ومعتمدي وظهري وعدتي، لا إله إلا أنت (1). ثم كبر خمسة وثلاثين تكبيرة ثم ترفع يديك وتقول: إليك يا رب صمدت من أرضي، وإلى ابن نبيك قطعت البلاد رجاء للمغفرة، فكن لي يا سيدي سكنا وشفيعا " وكن بي رحيما "، وكن لي منجا " يوم لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن ارتضى يوم لا تنفع شفاعة الشافعين، ويوم يقول أهل الظلالة: مالنا من شافعين ولا صديق حميم، فكن يومئذ في مقامي بين يدي ربي لي منقذا، فقد عظم جرمي إذا ارتعدت فرائصي، واخذ بسمعي وأنا منكس رأسي بما قدمت من سوء عملي، و أنا عار كما ولدتني امي وربي يسئلني فكن لي يومئذ شافعا " ومنقذا "، فقد أعددتك

 

(1) كامل الزيارات ص 334 - 236.

 

[184]

ليوم حاجتي ويوم فقري وفاقتي. ثم ضع خدك الأيسر على القبر وتقول: اللهم ارحم تضرعي في تراب قبر ابن نبيك فاني موضع رحمة يا رب، وتقول: بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله إني أبرء إلى الله من قاتلك ومن سالبك، ياليتني كنت معك، فأفوز فوزا عظيما وأبذل مهجتي فيك، وأقيك بنفسي وكنت فيمن أقام بين يديك حتى يسفك دمي معك، فأظفر معك بالسعادة والفوز بالجنة. وتقول: لعن الله من رماك، لعن الله من طعنك، لعن الله من احتز رأسك لعن الله من حمل رأسك، لعن الله من نكت بقضيبه بين ثناياك، لعن الله من أبكى نساءك، لعن الله من أيتم أولادك، لعن الله من أعان عليك، لعن الله من سار إليك لعن الله من منعك ماء الفرات، لعن الله من غشك وخلاك، لعن الله من سمع صوتك فلم يجبك، لعن الله ابن آكلة الأكباد، ولعن الله ابنه وأعوانه وأتباعه وأنصاره ابن سمية، ولعن الله جميع قاتليك وقاتلي أبيك ومن أعان على قتلكم، وحشى الله أجوافهم وبطونهم وقبورهم نارا " وعذبهم عذابا " أليما " (1). ثم تسبح عند راسه ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام فإن أحببت تحولت إلى عند رجليه وتدعو بما قد فسرت لك، ثم تدور من عند رجليه إلى عند رأسه (2). فإذا فرغت من الصلاة سبحت والتسبيح تقول: سبحان من لا تبيد معالمه سبحان من لا تنقص خزائنه، سبحان من لا انقطاع لمدته، سبحان من لا ينفد ما عنده، سبحان من لا اضمحلال لفخره، سبحان من لا يشاور أحدا " في أمره، سبحان من لا إله غيره. ثم تحول عند رجليه وضع يدك على القبر وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله - ثلاثا " - صبرت وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلكم بالأيدي والألسن، وتقول:

 

(1) نفس المصدر ص 236 - 237. (2) كامل الزيارات ص 237.

 

[185]

اللهم رب الأرباب، صريخ الإخيار، إني عذت معاذا ففك رقبتي من النار، جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك، أتوسل إلى الله في جميع حوائجي من أمر آخرتي و دنياي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في جميع حوائجهم، وبك يدرك أهل الثواب من عباد الله طلبتهم، أسئل وليك وولينا أن يجعل حظي من زيارتك الصلاة على محمد وآله، والمغفرة لذنوبي، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به لدينك في الدنيا والآخرة. ثم تضع خدك عليه وتقول: اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين، اللهم رب الحسين اطلب بدم الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن رضي بقتل الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن خالف الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن فرح بقتل الحسين، وتبتهل في اللعنة على من قتل الحسين وأمير المؤمنين عليهما السلام. وتسبح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة صلى الله عليها فان لم تقدر فمائة تسبيحة وتقول: سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الفاخر العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي الملك الفاخر العظيم، سبحان من لبس العز والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا وخفقان الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره (1). ثم صر إلى قبر علي بن الحسين فهو عند رجلي الحسين بن علي عليهما السلام فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وابن خليفة رسول الله وابن بنت رسول الله، ورحمة الله وبركاته مضاعفة، كلما طلعت شمس أو غربت، السلام عليك وعلى روحك وبدنك، بأبي أنت وامي من مذبوح ومقتول من غير جرم، وبأبي أنت وامي دمك المرتقى به إلى حبيب الله، وبأبي أنت وامي من مقدم بين يدي أبيك يحتسبك ويبكي عليك، محرقا " عليك قلبه، يرفع دمك بكفه إلى أعنان السماء لا ترجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة ودعك للفراق، فمكانكما عند الله مع آبائك الماضين، ومع امهاتك في

 

(1) كامل الزيارات ص 237 - 239.

 

[186]

الجنان منعمين، أبرأ إلى الله ممن قتلك وذبحك. ثم انكب على القبر وضع يدك عليه وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي و رحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وامهاتك الأخيار الإبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن الحسين بن علي ورحمة الله وبركاته لعن الله قاتلك، ولعن الله من استخف بحقكم وقتلكم، لعن الله من بقي منهم ومن مضى، نفسي فداؤكم ولمضجعكم صلى الله عليكم وسلم تسليما ". ثم ضع خدك على القبر وقل: صلى الله عليك يا أبا الحسن - ثلاثا " - بأبي أنت وامي أتيتك زائرا " وافدا " عائذا " مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري وأسئل وليك ووليي أن يجعل حظي من زيارتك عتق رقبتي من النار، وتدعو بما أحببت. ثم تأتى قبر الحسين عليه السلام ثم تدور من خلفه إلى عند رأس الحسين عليه السلام وصل عند رأسه ركعتين تقرأ في الاولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد والرحمن وإن شئت صليت خلف القبر وعند رأسه أفضل. فإذا فرغت فصل ما أحببت إلا أن الركعتين ركعتي الزيارة لابد منهما عند كل قبر، فإذا فرغت من الصلاة فارفع يدك وقل: اللهم إنا أتيناه مؤمنين به، مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بضلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي هو عليه، اللهم إني اشهدك واشهد من حضرني من ملائكتك، أني بهم مؤمن، وأني بمن قتلهم كافر، اللهم اجعل لما أقول إيمانا " حقيقة في قلبي وشريعة في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي عليه السلام قدم ثابت، واثبتني فيمن استشهد معه، اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا " سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض، تباركت وتعاليت يا عظيم، ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم، تعاليت يا كريم أنت شاهد غير غائب، و


 

[187]

عالم بما اتي إلى أهل صفوتك وأحبائك من الأمر الذي لا تحمله سماء ولا أرض ولو شئت لانتقمت منهم، ولكنك ذو أناة وقد أمهلت الذين اجترؤوا عليك وعلى رسولك وحبيبك، فأسكنتهم أرضك، وغذوتهم بنعمتك، إلى أجل هم بالغوه، و وقت هم صائرون إليه، ليستكملوا العمل الذي قدرت، والأجل الذي أجلت، لتخلدهم في محط ووثاق ونار، وحميم وغساق، والضريع والاحراق، والأغلال والأوثاق، وغسلين وزقوم وصديد، مع طول المقام في أيام لظى وفي سقر، التي لا تبقى ولا تذر، وفي الحميم والجحيم (1). ثم تنكب على القبر وتقول: يا سيدي أتيتك زائرا " موقرا " من الذنوب أتقرب إلى ربي بوفودي إليك، وبكائي عليك وعويلي وحسرتي وأسفي وبكائي وما أخاف على نفسي رجاء أن تكون لي حجابا " وسندا " وكهفا " وحرزا " وشافعا " ووقاية من النار غدا، وأنا من مواليكم الذين اعادي عدوكم واوالي وليكم على ذلك أحيا وعليه أموت، وعليه ابعث إنشاء الله، وقد أشخصت بدني وودعت أهلي وبعدت شقتي، واؤمل في قربكم النجاة، وأرجو في إتيانكم الكرة، و أطمع في النظر إليكم وإلى مكانكم غدا في جنان ربي مع آبائكم الماضين. وتقول: يا أبا عبد الله يا حسين بن رسول الله جئتك مستشفعا " بك إلى الله اللهم إني أستشفع إليك بولد حبيبك، وبالملائكة الذين يضجون عليه ويبكون ويصرخون، لا يفترون ولا يسأمون وهم من خشيتك مشفقون، ومن عذابك حذرون لا تغيرهم الأيام، ولا يهرمون في نواحي الحير يشهقون، وسيدهم يرى ما يصنعون وما فيه يتقلبون، قد انهملت منهم العيون فلا ترقأ، واشتد منهم الحزن بحرقة لا تطفأ، ثم ترفع يديك وتقول: اللهم إني أسئلك مسألة المسكين المستكين، الذليل الذي لم يرد بمسكنته غيرك، فان لم تدركه رحمتك عطب، أسألك أن تداركني بلطف منك، فأنت الذي لا تخيب سائلك، وتعطي المغفرة وتغفر الذنوب، فلا أكونن يا سيدي أنا

 

(1) نفس المصدر ص 239 - 241.

 

[188]

أهون خلقك عليك، ولا أكون أهون من وفد إليك بابن حبيبك، فاني أملت و رجوت وطمعت وزرت واغتربت، رجاء لك أن تكافيني إذ أخرجتني من رحلي فأذنت لي بالمسير إلى هذا المكان رحمة منك وتفضلا " منك يا رحمن يا رحيم (1). واجتهد في الدعاء ما قدرت عليه، وأكثر منه إنشاء الله ثم تخرج من السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء وتومي إليهم أجمعين وتقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم يا أهل القبور من أهل ديار المؤمنين، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، السلام عليكم يا أولياء الله، السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله، وأنصار أمير المؤمنين وأنصار ابن رسوله وأنصار دينه، أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله عزوجل " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا " فما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق، صلى الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له ولا تبديل إن الله لا يخلف وعده والله مدرك بكم ثار ما وعدكم، أنتم خاصة الله اختصكم الله لأبي عبد الله عليه السلام أنتم الشهداء وأنتم السعداء، سعدتم عند الله، وفزتم بالدرجات من جنات لا يطعن أهلها ولا يهرمون، ورضوا بالمقام في دار السلام، مع من نصرتم، جزاكم الله خيرا " من أعوان جزاء من صبر مع رسول الله صلى الله عليه واله، أنجز الله ما وعدكم من الكرامة في جواره وداره مع النبيين والمرسلين، وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أسئل الله الذي حملني إليكم حتى أراني مصارعكم أن يرينيكم على الحوض رواء مرويين، ويريني أعداءكم في أسفل درك من الجحيم، فانهم قتلوكم ظلما " وأرادوا إماتة الحق، وسلبوكم لابن سمية وابن آكلة الأكباد، فأسئل الله أن يرينيهم ظماء مظمئين مسلسلين مغللين يساقون إلى الجحيم، السلام عليكم يا أنصار ابن رسول الله مني ما بقيت، والسلام عليكم دائما إذا افنيت وبليت، لهفي عليكم أي مصيبة أصابت كل مولى لمحمد وآل محمد، لقد عظمت وخصت وجلت وعمت

 

(1) كامل الزيارات ص 241 - 242.

 

[189]

مصيبتكم، أنا بكم لجزع وأنا بكم لموجع محزون، وأنا بكم لمصاب ملهوف، هنيئا لكم ما اعطيتم، وهنيئا لكم ما به حييتم، فلقد بكتكم الملائكة وحفتكم و سكنت معسكر كم، وحلت مصارعكم، وقدست وصفت بأجنحتها عليكم، ليس لها عنكم فراق إلى يوم التلاق، ويوم المحشر ويوم المنشر، طافت عليكم رحمة من الله بلغتم بها شرف الآخرة، أتيتكم شوقا "، وزرتكم خوفا "، أسئل الله أن يرينيكم على الحوض وفي الجنان مع الأنبياء والمرسلين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا ". ثم در في الحير وأنت تقول: يا من إليه وفدت، وإليه خرجت، وبه استجرت وإليه قصدت، وإليه بابن نبيه تقربت، صل على محمد وآل محمد، ومن على بالجنة، وفك رقبتي من النار، اللهم ارحم غربتي وبعد داري وارحم مسيري إليك وإلى ابن حبيبك، واقلبني مفلحا " منجحا "، قد قبلت معذرتي وخضوعي و خشوعي عند إمامي وسيدي ومولاي، وارحم صرختي وبكائي وهمي وجزعي وحزني، وما قد باشر قلبي من الجزع عليه، فبنعمتك علي ولطفك لي خرجت إليه، وبتقويتك إياي وصرفك المحذور عني وكلائتك بالليل والنهار لي وبحفظك وكرامتك لي وكل بحر قطعته وكل واد فلاة سلكتها، وكل منزل نزلته، فأنت حملتني في البر والبحر، وأنت الذي بلغتني ووفقتني وكفيتني، وبفضل منك ووقاية بلغت، وكانت المنة لك علي في ذلك كله، وأثري مكتوب عندك واسمي و شخصي، فلك الحمد على ما أبليتني واصطنعت عندي، اللهم فارحم فرقي منك و مقامي بين يديك وتملقي واقبل مني توسلي إليك بابن حبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك وتوجهي إليك، وأقلني عثرتي واقبل عظيم ما سلف مني، ولا يمنعك ما تعلم مني من العيوب والذنوب والأسراف على نفسي، وإن كنت لي ماقتا فارض عني، وإن كنت علي ساخطا فتب على، إنك على كل شئ قدير، اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا " واجزهما عني خيرا "، اللهم اجزهما بالاحسان إحسانا " وبالسيئات غفرانا "، اللهم أدخلهما الجنة برحمتك، وحرم


 

[190]

وجوههما عن عذابك، وبرد عليهما مضاجعهما، وافسح لهما في قبريهما وعرفنيهما في مستقر من رحمتك وجوار حبيبك محمد صلى الله عليه واله (1). بيان: قوله عليه السلام: من سطوات النكال: السطوة البطش والقهر، والنكال العقوبة التي تنكل الناس عن فعل ما جعلتها له جزاء أي من سطوات الله التي توجب عبرة من اطلع عليها، ويحمل أن يكون المراد سطوات الجبابرين في الدنيا والوبال الثقل والمكروه والعذاب أي العواقب المنتهية إلى الوبال " قوله عليه السلام " وفتنة الضلال أي الامتحان الذي يوجب الضلال عن الحق، ويمكن قراءة الضلال بالضم والتشديد بصيغة الجمع، واللبس بالفتح الاختلاط واشتباه الحق بالباطل، واللبس بالضم الشبهة. ويقال: فرط عليه يفرط - بالضم - إذا أسرف عليه في القول، ذكره الفيروز آبادي (2) وقال الطبرسي (3) في قوله تعالى: " قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا " أي نخشى أن يتقدم فينا بعذاب ويعجل علينا " أو أن يطغى " أي يتجاوز الحد في الاساءة بنا " قوله: " فانما أنا بك أي متوسل ومعتصم بك أو ليس وجودي وساير اموري إلا بك. " قوله عليه السلام: " وما أقلت الأرض مني أي حملت الأرض مني أي جميع أعضائي وأجزائي فان كلها على وجه الأرض، والتمجيد ذكره تعالى بالمجد و هو العظمة والثناء عليه، وأخص الاذكار به لا حول ولا قوة إلا بالله " قوله عليه السلام " لم يعزب أي لم يغب. " قوله عليه السلام: " في علمه منتهى علمه أي اهلله تهليلا كائنا في علمه أي كما يعلمه الله وينبغي له بعدد منتهى علمه أي مالا نهاية له " قوله " بعد علمه أي تهليلا محققا " ثابتا " يكون بعد علمه بصدوره مني " قوله " مع علمه أي تهليلا " باقيا " مع

 

(1) كامل الزيارات ص 242 - 245. (2) القاموس ج 2 ص 377. (3) مجمع البيان ج 7 ص 13.

 

[191]

علمه أزلا " وأبدا "، ويكون في كل آن عدد منتهى علمه وكذا البواقي " قوله عليه السلام " وأنت بالمنظر الأعلى أي أنت مطلع على جميع امور الخلق كالذي يكون جالسا " على المنظر الرفيع، مشرفا " على من دونه، أو أنه لا يصل أنظار الخلق وأفكارهم إليك، والوكس النقص، والزكي الطاهر من الذنوب والعيوب، أو النامي في الفضايل والكمالات. " قوله " حتى أتاك اليقين أي الموت الذي لاشك فيه، والرزيئة بالهمز المصيبة، وقد يخفف فيقرأ بالياء المشددة وتعديته بعلى بتضمين معنى التوجع و الحزن، والشامخة: الرفيعة، قوله: على التسليم يحتمل أن يكون خبرا لقوله ورأيي وهواي، ويحتمل أن يكون حالا " أي حال كوني ثابتا " على التسليم، ويمكن أن يكون صلة للاجابة بأن يكون على في مقام في أي أجابك في التسليم لك، و المضطهد على بناء المفعول المقهور " قوله عليه السلام: " على رسله أي على علومهم أي تصديقهم أو على أنفسهم لأنه إمام الأنبياء والأظهر على رسالاته كما مر مرارا ". " قوله عليه السلام: " وأتمم بهم كلماتك أي مواعيدك في نصر الدين وإعلاء الحق وإذلال الباطل أو شرائعك وأحكامك أو آيات كلامك والأول أظهر. " قوله عليه السلام: " وأعطيتني فيه رغبتي أي مرغوبي ومطلوبي من الحوائج والمطالب على قدر إيماني بك وبرسولك، فان قضاء الحوايج وحصول المطالب إنما يكون على قدر الايمان واليقين بالاجابة وبشرف المكان وصاحبه. ويحمل أن تكون على تعليلية أي هذا التشريف والاكرام والعطاء إنما هو لأني آمنت بك وبرسولك كما هو حق الايمان بحسب قابليتي، ويحتمل أن يكون متعلقا " بالرغبة أي ما رغبت فيه إليك من المثوبات بسبب أني آمنت بك وبثوابك وبما أخبر به رسولك وآله صلوات الله عليهم في ثواب زيارته عليه السلام ولذا أتيته زائرا. " قوله عليه السلام " وسلام الله: هو مبتدأ خبره قوله لك، أو خبره مقدر ولك متعلق بتروح " وقوله " وعليك خبر قوله: سلام المؤمنين " قوله " وحبب إلى


 

[192]

شهادتهم أي أن أصير شهيدا " مثلهم أو في سبيلهم، ويحتمل أن يكون المراد بالشهادة الحضور أي احب حضورهم وظهورهم، ومشاهدهم مواطن حضورهم وظهورهم أحياء وأمواتا ". " قوله عليه السلام ": وبئس الرفد، الرفد بالكسر العطاء والصلة يقال: رفده يرفده أعطاه، والمرفود تأكيد للرفد أي بئس العطاء المعطى عطاؤهم وهو على سبيل التهكم، والوبيل الشديد، والنكر بالضم المنكر والأمر الشديد " قوله عليه السلام " من عظيم جرمي أي من عذابك بسبب عظيم جرمي، فيكون من تعليلية أو بتقدير مضاف أي من عذاب عظيم جرمى أو المعني أستتر من جرمى ليفارقني ولا يكون أثره معي ولا يأتيني مثله بعد ذلك أبدا، والنحيب أشد البكاء، والصراخ كغراب الصوت الشديد، والصارخة صوت الاستغاثة. ويقال: زفر يزفر زفرا " وزفيرا " إذا أخرج نفسه بعد مده إياه، والزفرة التنفس كذلك، والشهيق تردد البكاء في الصدر " قوله عليه السلام ": المتجلد في خطيئتي التجلد التكلف أي أسعى فيها بغاية جهدي وسعيي " قوله: " عن قصدي أي عن مقصودي أو عن الطريق المستقيم، ويقال: فلان انقطع به مجهولا " أي عجز عن سفره، والكبوة الانكباب على الوجه، وحر الوجه بالضم ما أقبل عليك وبدا لك منه ويقال: ارتاح الله له برحمته أي أنقذه من البلية، والارتياح النشاط والرحمة. " قوله: " صمدت أي قصدت، وفي بعض النسخ عمدت بمعناه " قوله عليه السلام: " فكن لي يا سيدي سكنا ": عدل الخطاب عن الله تعالى إلى الامام عليه السلام والسكن بالتحريك ما يسكن إليه والرحمة والبركة، والنكت أن تضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها " قوله عليه السلام " ابن سمية أي هو وأشباهه ولعله سقط اللعن قبله من النساخ. " قوله عليه السلام ": فان أحببت تحولت، الظاهر أن المراد أنك مخير بين الاتيان بالتسبيح في هذا الوقت وبين تأخيره إلى التحول إلى الرجلين وإتيان


 

[193]

ما سيأتي بعد ذلك من الأعمال حتى تأتي بالصلاة التي سيأتي ذكرها، ثم يأتي بالتسبيح إما بعد الصلاة بلا فصل أو بعد الإتيان بما بعدها أيضا " إلى زيارة الشهداء كلاهما محتمل، والتأخير عن زيارة الشهداء أيضا " بعيد ولا يبعد أن يكون هذا التخيير جاريا " في التسبيح الآتي أيضا "، وعلى التقادير يكون المراد بقوله: ما قد فسرت لك، ما سافسره لك، ويحتمل أن يكون المراد الإتيان بالأدعية و الأفعال السابقة مرة اخرى عند الرجلين، ثم الاتيان بالتسبيح، والأول أظهر. " قوله " من لا تبيد معالمه أي لا يذهب ولا ينقطع ما يستدل به على وجوده وساير صفاته الكمالية أو أو أسباب علمه والإأول أظهر، والصريخ المغيث، والانتصار الانتقام، والشامخ المرتفع والشامخ أيضا " الرافع أنفه عزا "، والمنيف العالي المشرف، والوقار - كسحاب - الرزانة وخفقان الطاير طيرانه وضربه بجناحيه. أقول: في كيفية التسبيحين اختلاف بين هذا الخبر وخبر أبي سعيد المتقدم وبأيهما عمل كان صوابا " ولو عمل بهما كان أصوب " قوله " يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، الظاهر أن قوله ورحمة الله وبركاته زيد هنا من النساخ. " قوله عليه السلام " يحتسبك قال الجزري (1) الاحتساب في الأعمال الصالحة، و عند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر، وتحصيله بالتسليم والصبر أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا " للثواب المرجو منها، ومنه الحديث من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأإجر بصبره على مصيبته، يقال: فلان احتسب ابنا له إذا مات كبيرا، وافترط إذا مات صغيرا " انتهى، وفي بعض النسخ يحقبك من أحقبه أي أردفه خلفه. وأعنان السماء نواحيها، والمحط محل الانحطاط والنزول إلى السفل، و الوثاق بالفتح وقد يكسر ما يشد به، والغساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار، وقيل ما يسيل من دموعهم، وقيل هو الزمهرير، والضريع هو نوع

 

(1) النهاية ج 1 ص 258.

 

[194]

من الشوك يقال له الشبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع، وهو أخبث طعام و أبشعه لا ترعاه دابة. وروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه شئ يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا " من النار سماه الله الضريع، وقيل هو سم، وقيل هو الحجارة، والأحراق بالفتح جمع الحرق بالتحريك وهو لهب النار، والغسلين هو ما انغسل من لحوم أهل النار وصديدهم. والزقوم ما وصف الله تعالى في كتابه العزيز فقال: " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رؤس الشياطين " وهو فعول من الزقم وهو اللقم الشديد والشرب المفرط، ولظى اسم من أسماء النار أو لطبقة منها، وكذا السقر لا تبقي أي على شئ يلقى فيها ولا تدعه حتى تهلكه، وقد مرت تفاسير تلك الكلمات مستوفاة في كتاب المعاد. والعويل رفع الصوت بالبكاء، وذكر البكاء ثانيا إما زيادة من النساخ، أو تأكيد، أو المراد بالأول البكاء عليه صلوات الله عليه وبالثاني البكاء على نفسه " قوله عليه السلام: " الذين أعادي: فيه التفات من الغيبة إلى التكلم، ولا يبعد أن يكون في الأصل الذي بصيغة الفرد، والشقة بالضم والكسر الناحية والسفر البعيد. " قوله " وأرجو في إتيانكم الكرة أي الرجوع في الرجعة، أو إلى الزيارة أو إلى أهلي، والأول أظهر، وفي بعض النسخ الكثرة أي في الخيرات والمثوبات وهو تصحيف، وانهملت عينه فأضت ورقأ الدمع كجعل جف وسكن. " قوله " القليل أي الحقير الضعيف، قال الفيروز آبادي (1) القليل القصير النحيف وهي بهاء وقوم قليلون وأقلاء وقلل وقللون يكون ذلك في قلة العدد ودقة الجثة انتهى، ويحتمل: أن يكون متعلقه محذوفا " للتعميم أي القليل المال والعلم والعز وساير الكمالات، وفي بعض النسخ العليل بالعين المهملة فلا يحتاج إلى

 

(1) القاموس ج 4 ص 40.

 

[195]

تكلف " قوله " واغتربت أي اخترت الغربة، وتركت الوطن " قوله ": ثار ما وعدكم لعل الاضافة بيانية، أو المعنى ثار ما وعدكم ثاره، وفي التهذيب ثارا " وعدكم وهو أظهر. " قوله: " لا يطعن أهلها على بناء المعلوم بضم العين أي لا يشيبون من قولهم طعن في السن إذا ذهب فيه، أو على بناء المجهول من الطعن بالرمح ونحوه أو من الطاعون، وفي بعض النسخ بالظاء المعجمة من الظعن بمعنى السير أي لا يخرجون منها " قوله عليه السلام: " مع من نصرتم لعله متعلق بقوله، فزتم. " قوله: " مرويين هو من قولهم رويت القوم أرويهم ريا " إذا استقيت لهم الماء وهو تأكيد للرواء بالكسر والمد أي رواء من الماء رواهم ساقي الحوض صلوات الله عليه وكذا " قوله مظمئين على بناء المفعول من باب الافعال أو التفعيل تأكيد للظماء بالكسر من قولهم أظمأته وظمأته أي عطشته أي جعلهم الله ظماء ومنع منهم الماء لسوء أعمالهم، أو المراد كثرة أسباب عطشهم من شدة الحر والحركات العنيفة وأمثالها. وقال الفيروز آبادي (1): لهف كفرح حزن وتحسر كتلهف عليه ويا لهفه كلمة يتحسر بها على فائت، ويقال: يا لهفي عليك ويا لهف ويا لهفا " إلى آخر ما قال، والاصطناع: افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان. 31 - بشا: محمد بن شهريار، عن محمد بن محمد البرسي، عن محمد بن الحسين القرشي، عن أحمد بن أحمد بن حمران، عن إسحاق بن محمد بن على المقري، عن عبيد الله بن محمد الأيادي، عن عمر بن مدرك، عن محمد بن زياد المكي، عن جرير ابن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم ائتزر بازار وارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله حتى إذا دنا

 

(1) القاموس ج 3 ص 197.

 

[196]

من القبر قال: ألمسنيه، فألمسته فخر على القبر مغشيا " عليه، فرششت عليه شيئا " من الماء فأفاق وقال: يا حسين ثلاثا " ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه. ثم قال: وأنى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك، وفرق بين بدنك ورأسك فأشهد أنك ابن النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك لا تكون هكذا، وقد غذتك كف سيد المرسلين، و ربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الايمان، وفطمت بالاسلام، فطبت حيا " وطبت ميتا "، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكة في الخيرة لك فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى ابن زكريا. ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيها الأرواح التي حلت بفناء قبر الحسين وأناخت برحله. أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة و أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمدا " بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطية: فقلت لجابر: كيف ولم نهبط واديا "، ولم نعل جبلا "، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأولادهم وأرملت الازواج ؟ فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحب قوما " حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمدا " بالحق إن نيتي و نية أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه، خذوني نحو أبيات كوفان فلما صرنا في بعض الطريق فقال لي: يا عطية هل اوصيك وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك أحبب محب آل محمد صلى الله عليه واله ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، وإن كان صواما " قواما "، وأرفق بمحب آل محمد فأنه إن تزل قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم اخرى بمحبتهم، فأن محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود


 

[197]

إلى النار (1). ايضاح: السعد بالضم طيب معروف " قوله: " وقد شحطت بكسر الحاء على بناء المجرد من الشحط وهو الاضطراب في الدم، أو على بناء المجهول من باب التفعيل يقال شحطه تشحيطا " ضرجه بالدم فتشحط تضرج به واضطرب فيه وعلى التقديرين تعديته بعلى لتضمين معنى الصب، والاظهر شخبت بالخاء المعجمة المفتوحة والباء الموحدة كما في بعض النسخ، والشخب السيلان، وقد ورد مثله في الحديث كثيرا "، كقوله صلى الله عليه وآله: إن المقتول يجئ يوم القيامة وأوداجه تشخب دما. والاوداج هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح، وقيل: الودجان عرقان غليظان عن جانبي ثغرة النحر، والثبج الوسط، وما بين الكاهل إلى الظهر، والجمع باعتبار الأجزاء، والسليل الولد " قوله " وفطمت بالاسلام كناية عن سبق الاسلام واستقراره فيه بأن كان عند الفطام مغذي بالايمان والاسلام. 32 - مصبا: روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة ابن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده، عن صفوان قال: استأذنت الصادق عليه السلام لزيارة مولاي الحسين عليه السلام وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه فقال: يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثالث. ثم اجمع إليك أهلك ثم قل: اللهم إني استودعت اليوم نفسي وأهلي و مالي وولدي ومن كان مني بسبيل، الشاهد منهم والغائب، اللهم صل على محمد وآل محمد واحفظنا بحفظ الايمان واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في حرزك، ولا تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا من عافيتك، وزدنا من فضلك، إنا إليك راغبون اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ومن كآبة المنقلب، ومن سوء المنظر في النفس والأهل والمال والولد، اللهم ارزقنا حلاوة الايمان وبرد المغفرة و

 

(1) بشارة المصطفى ص 74 طبعة النجف الاشرف " الثانية سنة 1383 ه‍ " *

 

[198]

آمنا من عذابك، إنا إليك راغبون، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآتنا من لدنك رحمة إنك على كل شئ قدير. فإذا أتيت الفرات يعني شريعة الصادق عليه السلام بالعلقمي فقل: اللهم أنت خير من وفدت إليه الرجال، وأنت سيدي أكرم مقصود، وأفضل مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، فاسئلك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، وقد قصدت وليك وابن نبيك، وصفيك وابن صفيك ونجيبك وابن نجيبك، وحبيبك وابن حبيبك، اللهم فاشكر سعيي وارحم مسيري إليك بغير من مني عليك، بل لك المن على، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله، وحفظتني في الليل والنهار حتى بلغتني هذا المكان، اللهم فلك الحمد على نعمائك كلها ولك الشكر على مننك كلها. ثم اغتسل من الفرات فان أبي حدثني عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن ابني هذا الحسين يقتل بعدي على شاطئ الفرات، فمن زاره واغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته امه، فإذا اغتسلت فقل في غسلك، بسم الله وبالله اللهم اجعله نورا " وطهورا " وحرزا " وشفاء من كل داء وآفة وسقم و عاهة، اللهم طهر به قلبي واشرح به صدري وسهل به أمري. فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين وصل ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الذي قال الله تعالى: " وفي الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل " فإذا فرغت من صلاتك فتوجه نحو الحائر وعليك السكينة والوقار و قصر خطاك، فان الله تعالى يكتب لك بكل خطوة حجة وعمرة، وسر خاشعا " باكية عينك، وأكثر من التكبير والتهليل والثناء على الله عزوجل والصلاة على نبيه صلى الله عليه واله، والصلاة على الحسين خاصة، ولعن من قتله، والبراءة ممن أسس ذلك عليه. فإذا أتيت باب الحاير فقف وقل: الله أكبر كبيرا " والحمد لله كثيرا "، وسبحان


 

[199]

الله بكرة وأصيلا "، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق. ثم قل: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك يا سيد المرسلين، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا قائد الغر المحجلين، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك وعلى الأئمة من ولدك، السلام عليك يا وصي أمير المؤمنين، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين في هذا المقام الشريف، السلام عليكم يا ملائكة ربي المحدقين بقبر الحسين، السلام عليكم مني أبدا " ما بقيت وبقي الليل والنهار. ثم تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، المقر بالرق والتارك للخلاف عليكم، والموالي لوليكم، والمعادي لعدوكم قصد حرمك واستجار بمشهدك، وتقرب إليك بقصدك، ءأدخل يا سيد الوصيين، ءأدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين، ءأدخل يا مولاي يا ابا عبد الله، ءأدخل يا مولاي يا ابن رسول الله. فان خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الاذن فادخل ثم قل: الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي هداني لولايتك، وخصني بزيارتك، وسهل لي قصدك. ثم تأتي باب القبة وقف من حيث يلي الرأس وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي الله، السلام عليك يا ابن محمد المصطفى السلام عليك يا ابن على المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، والوتر


 

[200]

الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وأطعت الله ورسوله، حتى أتاك اليقين، فلعن الله امة قتلتك ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. يا مولاي يا أبا عبد الله ! أشهد أنك كنت نورا " في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين، وأركان المؤمنين، وأشهد أنك الامام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الائمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، واشهد الله وملائكته وأنبياءه و رسله أني بكم مؤمن، وبايابكم موقن، بشرايع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لامركم متبع، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم. ثم انكب على القبر وقبله وقل: بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله، بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية، وجلت المصيبة بك علينا و على جميع أهل السموات والأرض فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك، يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك، وأتيت إلى مشهدك، أسأل الله بالشأن الذي لك عنده، وبالمحل الذي لك لديه، أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يجعلني معكم في الدنيا والاخرة. ثم قم فصل ركعتين عند الرأس اقرأ فيهما ما أحببت، فإذا فرغت من صلاتك فقل: اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك، لأن الصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا لك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغهم عني أفضل الصلاة والتحية، واردد علي منهم السلام اللهم فهاتان الركعتان هدية مني إلى مولاي الحسين بن على عليهما السلام اللهم صل على محمد وآله وتقبلها مني، واجزني على ذلك بأفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا ولي المؤمنين.


 

[201]

ثم قم وصر إلى عند رجلي القبر وقف عند رأس علي بن الحسين عليه السلام وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن نبي الله، السلام عليك يا ابن أمير - المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد وابن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم وابن المظلوم، لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. ثم انكب على القبر وقبله وقل: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية، بك علينا وعلى جميع المسلمين، فلعن الله امة قتلتك، وأبرء إلى الله وإليك منهم. ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين عليهما السلام ثم توجه إلى الشهداء وقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه، السلام عليكم يا أنصار دين الله، السلام عليكم يا أنصار رسول الله، السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين، السلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن بن علي الزكي الناصح، السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله بأبي أنتم وامي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم فوزا " عظيما " فياليتني كنت معكم فأفوز معكم. ثم عد إلى عند رأس الحسين عليه السلام وأكثر من الدعاء لك ولأهلك ولوالديك ولاخوانك، فإن مشهده لاترد فيه دعوة داع ولا سؤال سائل، فأذا أردت الخروج فانكب على القبر وقل: السلام عليك يا مولاي، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خاصة الله، السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا أمين الله، سلام مودع لا قال ولا سئم، فان أمض فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، ولا جعله الله يا مولاي آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني العود إلى مشهدك، والمقام في حرمك، وإياه أسئل أن يسعدني بك وبالأئمة من ولدك، ويجعلني معكم في الدنيا والاخرة.


 

[202]

ثم قم واخرج ولا تول ظهرك وأكثر من قول إنا لله وإنا إليه راجعون حتى تغيب عن القبر. فمن زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة كتب الله عزوجل له بكل خطوة مائة ألف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وقضى له مائة ألف حاجة أسهلها أن يزحزحه عن النار، وكان كمن استشهد مع الحسين عليه السلام حتى يشركهم في درجاتهم (1). أقول: أورد الشيخ المفيد رحمه الله هذه الزيارة في مزاره مع اختصار في بعض الفضايل لا في الأذكار والأدعية، والظاهر أن رواية صفوان انتهت ههنا، وما سيذكره الشيخان الجليلان بعد ذلك مأخوذ مما مر من الزيارة الكبيرة التي رواها أبو حمزة الثمالي مع اختصار وتغيير يسير يظهر لك عند الرجوع إليها. ثم قال الشيخ: زيارة الشهداء من رواية أبي حمزة الثمالي: السلام عليكم يا أنصار دين رسول الله مني ما بقيت، والسلام عليكم دائما " إذا فنيت وبليت لهفي عليكم أي مصيبة أصابت كل مولى لمحمد وآل محمد، لقد عظمت وخصت وجلت وعمت مصيبتكم إني بكم لجزع، وإني بكم لموجع محزون، وأنا بكم لمصاب ملهوف، هنيئا " لكم ما اعطيتم، وهنيئا " لكم ما به حبيتم ولقد بكتكم الملائكة وحفت بكم، وسكنت معسكركم، وحلت مصارعكم، و قدست وصفت بأجنحتها عليكم ليس لها عنكم فراق إلى يوم التلاق، ويوم المحشر ويوم المنشر، طافت عليكم رحمة بلغتم بها شرف الاخرة، أتيتم مشتاقا " وزرتكم خائفا " أسأل الله أن يرينيكم على الحوض وفي الجنان مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا " (2). ثم قال الشيخان رحمهما الله: ثم امش إلى مشهد العباس بن على رحمة الله عليه وساقا الزيارة كما سيأتي في بابها برواية الثمالي.

 

(1) مصباح الطوسى ص 499 - 504. (2) مصباح الطوسى ص 504.

 

[203]

ثم قالا: ثم ارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام (1) للوداع: فإذا أردت أن تودعه فقف عليه كوقوفك أول الزيارة واستقبله بوجهك وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك، ولا مستبدل بك سواك، ولا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، وقد جدت بنفسي للحدثان، وتركت الأهل والأوطان، فكن لي شافعا " يوم حاجتي وفقري وفاقتي، يوم لا يغني عني والدي ولا ولدي ولا حميمي ولا قريبي، أسأل الله الذي قدر وخلق، أن ينفس بكم كربي وأسأل الله الذي قدر علي فراق مكانك ألا يجعله آخر العهد مني ومن رجوعي وأسأل الله الذي أبكى عيني عليك أن يجعله سندا لي، وأسأل الله الذي نقلني إليك من رحلي وأهلي أن يجعله ذخرا لي، وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم عليك ولزيارتي إياك أن يوردني حوضك، ويرزقني مرافقتك في الجنان مع آبائك الصالحين. السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك وعلى محمد بن عبد الله، السلام على محمد حبيب الله وصفوته وأمينه ورسوله وسيد النبيين، السلام على أمير المؤمنين و وصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين، السلام على الأئمة الراشدين السلام على من في الحائر منكم ورحمة الله وبركاته، السلام على ملائكة الله الباقين المقيمين المسبحين الذين هم بأمر الله مقيمون، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين والحمد لله رب العالمين. ثم أشر إلى القبر بمسبحتك اليمنى وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، و أنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، يا ابن رسول الله عليك وعلى روحك وبدنك وعلى ذريتك، ومن حضرك من أوليائك، أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله، اللهم اكتبنا مع

 

(1) مصباح الطوسى ص 504 *

 

[204]

الشاهدين. ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه، فان جعلته يا رب فاحشرني معه، ومع آبائه وأوليائه وإن أبقيتنى يا رب فارزقني العود إليه ثم العود إليه برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك، اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تشغلني عن ذكرك باكثار من الدنيا، تلهيني عجائب بهجتها وتفتنني زهرات زينتها، ولا باقلال يضر بعملي كده، ويملا صدري همه، وأعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك، وبلاغا " أنال به رضاك يا رحمن، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر أبي عبد الله عليه السلام، ثم ضع خدك الايمن على القبر مرة، والايسر مرة، وألح في الدعاء والمسألة (3). ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم وقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم. وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيك وحجتك على خلقك وجهادهم معه، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام، اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين. ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك وقف على الباب متوجها " إلى القبلة وقل: اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تتقبل عملي وتشكر سعيي، ولا تجعله آخر العهد مني أبدا ما أبقيتني وارددني إليه ببر وتقوى وعرفني به وزيارتي إليه وقربتي وعرفني بركته عاجلا " صبا " صبا " من غير كد ولا من من أحد من خلقك، واجعله واسعا " من فضلك، و كثيرا " من عطيتك من فضلك الواسع الفاضل المفضل الطيب، وارزقني رزقا " واسعا " حلالا " كثيرا "، فانك تقول: " واسئلوا الله من فضله " فمن فضلك أسئل، ومن

 

(1) مصباح الطوسي ص 506.

 

[205]

عطيتك أسأل، ومن كثير ما عندك أسئل، ومن خزائنك أسئل، ومن يدك الملأى أسئل، فلا تردني خائبا " فاني ضعيف فضاعف لي، وعافنى إلى منتهى أجلي، و اجعل لي من كل نعمة أنعمها على عبادك أوفر النصيب واجعل لي خيرا " مما أنا عليه، واجعل ما أصير إليه خيرا " مما ينقطع عني، واجعل سريرتي خيرا " من علانيتي، وأعذني من أن اري الناس أن في خيرا " ولا خير في وارزقني من التجارة أوسعها رزقا "، وأعظمها فضلا "، وخيرها لي ولعيالي وأهل عنايتي في الدنيا و والاخرة عافية وأتني يا سيدى وعيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة خلقك، و لا تجعل لأحد من العباد فيه منا، واجعلني ممن استجاب لك، وآمن بوعدك واتبع أمرك، ولا تجعلني أخيب وفدك وزوار ابن نبيك، وأعذني من الفقر ومواقف الخزي في الدنيا والاخرة، واصرف عني شر الدنيا والاخرة. واقلبني مفلحا " منجحا " مستجابا " لي بأفضل ما ينقلب به أحد من زوار أوليائك ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم، وإن لم تكن استجبت لي وغفرت لي ورضيت عني فمن الان فاستجب لي واغفر لي، وارض قبل أن تنأى عن ابن نبيك داري فهذا أوان انصرافي، إن كنت أذنت لى غير راغب عنك ولا عن أوليائك ولا مستبدل بك ولا بهم. اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي حتى تبلغني أهلي، فإذا بلغتني فلا تبرأ مني وألبسني وإياهم درعك الحصينة، واكفني مؤنة عيالي، ومؤنة جميع خلقك، وامنعني من أن يصل إلى أحد من خلقك بسوء، فانك وليي في كل ذلك، والقادر عليه وأعطني جميع ما سألتك، ومن على به، وزدني من فضلك، يا أرحم الراحمين. ثم انصرف وأنت تحمد الله وتسبحه وتهلله وتكبره انشاء الله تعالى (1). بيان: قوله: يعني شرعة الصادق عليه السلام بالعلقمي، هذا التفسير من المفيد والشيخ رحمهما الله. والشرعة بالكسر والمشرعة مورد الشاربة من النهر، والان النهر العلقمي مطموس، وشرعة الصادق عليه السلام غير معلوم، لكن ينسب إليه عليه السلام

 

(1) مصباح الطوسي ص 507 - 509.

 

[206]

موضع في تلك الجهة فلعله هي، ففي أي موضع من الفرات والأنهار المنشعبة منه اغتسل وأتى بهذه الأعمال كان مجزيا ". " قوله عليه السلام " المحدقين: أي المطيفين به، وقال الفيروز آباي (1) ادلهم الظلام كثف واسود مدلهم مبالغة " قوله " فلا عن سوء ظني أي ليس إقامتي لسوء ظني بما وعدت الصابرين، بل أعلم أني إذا فارقتك لما يلزمني من المصالح و صبرت على مفارقتك يأجرني الله عليها، ويحتمل أن يكون عن بمعنى مع مجازا " فانها قد تكون للظرفية أي مع المجاورة، أعلم أن الله يأجرني على الصبر على ترك الأهل والوطن ولا يخفى بعده. " قوله عليه السلام ": السلام على من في الحاير منكم الظاهر أن الخطاب متوجه إلى الأئمة، والمراد الحسين عليه السلام، أو المراد من أهل بيتكم وأولادكم، ويحتمل أن يكون المراد به إمام الزمان عليه السلام، إذ يمكن أن يكون حاضرا " ولا تراه أو مع أرواح سائر الأئمة أيضا فانه قد مر في أخبار كثيرة أنهم يحضرون للزيارة وقال الجزري (2): الزهرة البياض النير وزهرة الدنيا حسنها وبهجتها وكثرة خيرها. " قوله ": صبا " صبا " مصدر بمعنى الفاعل أو المفعول من قولهم صب الماء إذا أفرغه فصب لازم ومتعد وهو كناية عن الكثرة. 33 - ثم قال المفيد ومؤلف المزار رحمهما الله: زيارة اخرى له عليه السلام برواية اخرى غير مقيدة بوقت من الأوقات، إذا وردت إنشاء الله أرض كربلا فانزل منها بشاطئ العلقمي، ثم اخلع ثياب سفرك واغتسل غسل الزيارة مندوبا " وقل وأنت تغتسل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله، اللهم صل على محمد وآل محمد، وطهر قلبي، وزك عملي، ونور بصري، واجعل غسلي هذا طهورا " و

 

(1) القاموس ج 4 ص 113. (2) النهاية ج 2 ص 145 - 146.

 

[207]

حرزا " وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة، ومن شر ما احاذر إنك على كل شئ قدير اللهم صل على محمد وآل محمد، واغسلني من الذنوب كلها والاثام والخطايا، وطهر جسمي وقلبي من كل آفة تمحق بها ديني، واجعل عملي خالصا " لوجهك، يا أرحم الراحمين، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعله لي شاهدا " يوم حاجتي وفقري وفاقتي إنك على كل شئ قدير، واقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر. فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك، ثم توجه إلى المشهد على ساكنه السلام، وعليك السكينة والوقار، وأنت متحف خاضع ذليل، تكبر الله وتحمده وتسبحه وتستغفره وتكثر من الصلاة على نبيه محمد وآله الطاهرين. فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه وكبر أربعا " ثم قل: اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني، اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسولك عليه السلام. ثم ادخل رجلك اليمنى قبل اليسرى وقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم أنزلني منزلا مباركا " وأنت خير المنزلين. ثم امش حتى تدخل الصحن، فإذا دخلته فكبر أربعا " وتوجه إلى القبلة وارفع يديك، وقل: اللهم إني إليك توجهت، وإليك خرجت، وإليك وفدت ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك إليك تقربت، اللهم فلا تمنعني خير ما عندك لشر ما عندي، اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، و حط عني خطيئاتي، واقبل حسناتي. ثم اقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وإنا أنزلناه في ليلة القدر و آية الكرسي وآخر الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا " متصدعا " من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو


 

[208]

الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم " (1). ثم صل ركعتين تحية المشهد فإذا فرغت منهما وسبحت فقل: الحمد لله الواحد في الامور كلها، خالق الخلق لم يعزب عنه شئ من امورهم، عالم كل شئ بغير تعليم، وصلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد المصطفى وأهل بيته، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فضل أهل بيته صلى الله عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكل آت تحفة فاجعل تحفتي بزيارة قبر وليك وابن نبيك وحجتك على خلقك فكاك رقبتي من النار. اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل عملي واشكر سعيي وارحم مسيري من أهلي، بغير من اللهم مني عليك، بل لك المن علي، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارة وليك، وعرفتني فضله وحفظتني حتى بلغتني، اللهم وقد أتيتك وأملتك فلا تخيب أملي، ولا تقطع رجائي، واجعل مسيرى هذا كفارة لما قبله من ذنوبي ورضوانا " تضاعف به حسناتي، وسببا لنجاح طلباتي، وطريقا " لقضاء حوائجي يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل سعيي مشكورا "، وذنبي مغفورا "، وعملي مقبولا "، ودعائي مستجابا " إنك على كل شئ قدير، اللهم إني أردتك فأردني، وأقبلت بوجهي إليك فلا تعرض عني، وقصدتك فتقبل مني، وإن كنت لي ماقتا " فارض عني، وارحم تضرعي إليك ولا تخيبني يا أرحم الراحمين (2). ثم امش حتى تعاين الجدث، فإذا عاينته فكبر أربعا " واستقبل وجهه بوجهك

 

(1) المزار الكبير ص 120 - 122. (2) المزار الكبير ص 121 - 122.

 

[209]

واجعل القبلة بين كتفيك وقل: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، يا ذا الجلال والاكرام، السلام على رسول الله أمين الله على وحيه وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته، السلام على أمير المؤمنين عبد الله وأخي رسوله الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين، السلام على أئمة الهدى الراشدين، السلام على الطاهرة الصديقة فاطمة سيدة فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الزوارين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا المشهد باذن الله مقيمون. ثم امش حتى تقف عليه، فإذا وقفت فاستقبله بوجهك المرسوم لك عند المعاينة وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك أيها الشهيد الصديق السلام عليك أيها الوصي البر التقى، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الاذى في جنبه، وعبدته مخلصا " حتى أتيك اليقين، لعن الله امة ظلمتك، وامة قاتلتك، و امة قتلتك، وامة أعانت عليك، وامة خذلتك، وامة دعتك فلم تجبك، وامة بلغها ذلك فرضيت به، وألحقهم الله بدرك الجحيم. اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وهدموا كعبتك، واستحلوا حرمك، و ألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك، وسفكوا دماء أهل بيت نبيك، وأظهروا الفساد في أرضك، واستذلوا عبادك المؤمنين، اللهم ضاعف عليهم العذاب الاليم، و


 

[210]

اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، وحبب إلى مشاهدهم، وألحقني بهم واجعلني معهم في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين. ثم ضع يدك اليسرى على القبر وأشر بيدك اليمنى وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله إن لم يكن أدركت نصرتك بيدي، فها أنا ذا وافد إليك بنصري قد أجابك سمعي وبصري وبدني ورأيي وهواي على التسليم لك، وللخلف الباقي من بعدك والأدلاء على الله من ولدك، فنصرتي لكم معدة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم إني أشهد أن هذا القبر قبر حبيبك وصفوتك من خلقك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة لك على خلقك، فأعذر في الدعوة، وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشك والارتياب، إلى باب الهدى والرشاد. وأنت يا سيدي بالمنظر الأعلى ترى ولا ترى، وقد توازر عليه في طاعتك من خلقك من غرته الدنيا وباع آخرته بالثمن الأوكس، وأسخطك و أسخط رسولك عليه السلام، وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق، وحملة الأوزار، المستوجبين النار، اللهم العنهم لعنا " وبيلا " وعذبهم عذابا " أليما " (1). ثم حط يدك اليسرى وأشر باليمنى منهما إلى القبر وقل: السلام عليك يا وارث الأنبياء، السلام عليك يا وصي الأوصياء، السلام عليك وعلى آلك وذريتك الذين حباهم الله بالحجج البالغة، والنور والصراط المستقيم، بأبي أنت وامي ما أجل مصيبتك وأعظمها عند الله، وما أجل مصيبتك وأعظمها عند رسول الله و ما أجل مصيبتك وأعظمها عند الملاء الأعلى وما أجل مصيبتك وأعظمها عند شيعتك خاصة، بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله، أشهد أنك كنت نورا " في الظلمات وأشهد أنك أمين الله وحجته، وخازن علمه، ووصي نبيه. وأشهد أنك قد بلغت ونصحت وصبرت على الأذى في جنبه، وأشهد أنك

 

(1) المزار الكبير ص 122 - 123.

 

[211]

قد قتلت وحرمت وغصبت وظلمت، وأشهد أنك قد جحدت واهتضمت وصبرت في ذات الله، وأنك قد كذبت ودفعت عن حقك، واسئ إليك واحتملت، وأشهد أنك الامام الراشد الهادي هديت وقمت بالحق وعملت به، وأشهد أن طاعتك مفترضة، وقولك الصدق، ودعوتك الحق، وأنك دعوت إلى الحق وإلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فلم تجب، وأمرت بطاعة الله فلم تطع، وأشهد أنك من دعائم الدين وعموده وركن الأرض وعمادها. وأشهد أنك والأئمة من أهل بيتك، كلمة التقوى، وباب الهدى، و العروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، واشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله واشهدكم أني بكم مؤمن، ولكم تابع في ذات نفسي، وشرايع ديني، وخواتيم عملي، ومنقلبي إلى ربي، وأشهد أنك قد أديت عن الله وعن رسوله صادقا، و قلت أمينا "، ونصحت لله ورسوله مجتهدا "، ومضيت على يقين، لم تؤثر ضلالا " على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، فجزاك الله عن رعيته خيرا "، وصلى الله عليك صلاة لا يحصيها غيره، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، اللهم إني اصلي عليه كما صليت عليه وصلى عليه ملائكتك وأنبياؤك ورسلك وأمير المؤمنين والأئمة أجمعون، صلاة كثيرة متتابعة مترادفة يتبع بعضها بعضا " في محضرنا هذا، وإذا غبنا وعلى كل حال، صلاة لا انقطاع لها ولا نفاد، اللهم أبلغ روحه وجسده في ساعتي هذه وفي كل ساعة تحية مني كثيرة وسلاما "، آمنا بالله وحده واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. السلام عليك يا ابن رسول الله، أتيتك بأبي وامي زائرا " وافدا " إليك، متوجها " بك إلى ربك وربي لينجح لي بك حوائجي، ويعطيني بك سؤلي، فاشفع لي عنده، وكن لي شفيعا "، فقد جئتك هاربا " من ذنوبي متنصلا " إلى ربي من سيئ عملي، راجيا " في موقفي هذا الخلاص من عقوبة ربي، طامعا " أن يستنقذني ربي بك من الردى، أتيتك يا مولاي وافدا إليك، إذ رغب عن زيارتك أهل الدنيا، وإليك كانت رحلتي، ولك عبرتي وصرختي، وعليك أسفي، ولك نحيبي وزفرتي، و


 

[212]

عليك تحيتي وسلامي، ألقيت رحلى بفنائك، مستجيرا " بك وبقبرك مما أخاف من عظيم جرمي، وأتيتك زائرا ألتمس ثبات القدم في الهجرة إليك، وقد تيقنت أن الله جل ثناؤه بكم ينفس الهم، وبكم يكشف الكرب، وبكم يباعد نائبات الزمان الكلب وبكم فتح الله، وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث، وبكم ينزل الرحمة، وبكم يمسك الأرض أن تسيخ بأهلها، وبكم يثبت الله جبالها على مراسيها، وقد توجهت إلى ربي بك يا سيدي في قضاء حوائجي ومغفرة ذنوبي، فلا أخيبن من بين زوارك فقد خشيت ذلك إن لم تشفع لي ولا ينصرفون زوارك يا مولاي بالعطاء والحباء و الخير والجزاء والمغفرة والرضا، وأنصرف أنا مجبوها " بذنوبي، مردودا " علي عملي، قد خيبت لما سلف مني، فان كانت هذه حالي فالويل لي ما أشقاني وأخيب سعيي، وفي حسن ظني بربي وبنبيي وبك يا مولاي وبالأئمة من ذريتك ساداتي أن لا اخيب، فاشفع لي إلى ربي ليعطيني أفضل ما أعطى أحدا من زوارك، والوافدين إليك، ويحبوني ويكرمني ويتحفني بأفضل ما من به على أحد من زوارك والوافدين إليك. ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم قد ترى مكاني وتسمع كلامي، وترى مكاني وتضرعي، وملاذي بقبر وليك وحجتك وابن نبيك، وقد علمت يا سيدي حوائجي، ولا يخفى عليك حالي، وقد توجهت إليك بابن رسولك وحجتك وأمينك، وقد أتيتك متقربا به إليك وإلى رسولك، فاجعلني به عندك وجيها " في الدنيا والاخرة ومن المقربين وأعطني بزيارتي أملي وهب لي مناي وتفضل علي بشهوتي ورغبتي واقض لي حوائجي ولا تردني خائبا "، ولا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، وعرفني الإجابة في جميع ما دعوتك من أمر الدين والدنيا والاخرة، واجعلني من عبادك الذين صرفت عنهم البلايا والأمراض والفتن والأعراض، من الذين تحييهم في عافية و تميتهم في عافية، وتدخلهم الجنة في عافية، وتجيرهم من النار في عافية ووفق لي بمن منك صلاح ما أؤمل في نفسي وأهلي وولدي وإخوانى ومالى وجميع ما أنعمت


 

[213]

به علي يا أرحم الراحمين (1). ثم انكب على القبر وقل: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك حجة الله وأمينه وخليفته في عباده، وخازن علمه، ومستودع سره، بلغت عن الله ما أمرت به ووفيت وأوفيت، ومضيت على يقين شهيدا وشاهدا ومشهودا صلوات الله ورحمته عليك، أنا يا مولاي وليك اللائذ بك في طاعتك، ألتمس ثبات القدم في الهجرة عندك وكمال المنزلة في الاخرة بك، أتيتك بأبى أنت وامى ونفسي ومالى وولدي زائرا "، وبحقك عارفا "، متبعا " للهدى الذي أنت عليه، موجبا " لطاعتك، مستيقنا " فضلك، مستبصرا " بضلالة من خالفك، عالما به، متمسكا " بولايتك وولاية آبائك وذريتك الطاهرين، ألا لعن الله امة قتلتكم وخالفتكم، وشهدتكم فلم تجاهد معكم، غصبتكم حقكم. أتيتك يا ابن رسول الله مكروبا "، وأتيتك مغموما "، وأتيتك مفتقرا " إلى شفاعتك، ولكل زائر حق على من أتاه وأنا زائرك ومولاك وضيفك النازل بك والحال بفنائك، ولى حوائج من حوائج الدنيا والآخرة، بك أتوجه إلى الله في نجحها وقضائها، فاشفع لي عند ربك وربي في قضاء حوائجي كلها، وقضاء حاجتي العظمى التي إن أعطانيها لم يضرني ما منعني، وإن منعنيها لم ينفعني ما أعطاني فكاك رقبتي من النار والدرجات العلى، والمنة علي بجميع سؤلي ورغبتي وشهواتي وإرادتي ومناي، وصرف جميع المكروه والمحذور عني وعن أهلي وولدي وإخواني ومالي وجميع ما أنعم علي، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم ارفع رأسك وقل: الحمد لله الذي جعلني من زوار ابن نبيه، ورزقني معرفة فضله والاقرار بحقه، والشهادة بطاعته، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، السلام عليك يا ابن رسول الله، لعن الله قاتليك، ولعن الله خاذليك، ولعن الله سالبيك، ولعن الله من رماك، ولعن الله من طعنك، ولعن الله المعينين عليك، ولعن الله السائرين إليك، ولعن الله من منعك شرب ماء الفرات، ولعن الله من دعاك

 

(1) المزار الكبير ص 123 - 125.

 

[214]

وغشك وخذلك ولعن الله ابن آكلة الاكباد، ولعن الله ابنه الذي وترك، ولعن الله أعوانهم وأتباعهم وأنصارهم ومحبيهم ومن أسس لهم وحشا الله قبورهم نارا "، والسلام عليك بأبي أنت وامي ورحمة الله وبركاته (1). ثم انحرف عن القبر وحول وجهك إلى القبلة، وارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده و جائزته، ونوافله وفواضله وعطاياه، فاليك يا رب كانت تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي وسفرى، وإلى قبر وليك وفدت، وبزيارته إليك تقربت، رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك وعطاياك ووفواضلك. اللهم وقد رجوت كريم عفوك، وواسع مغفرتك، فلا تردني خائبا " فاليك قصدت، وما عندك أردت، وقبر إمامي الذي أوجبت علي طاعته زرت، فاجعلني به عندك وجيها " في الدنيا والاخرة، وأعطني به جميع سؤلي واقض لي به جميع حوائجي، ولا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، وارحم ضعفي، وقلة حيلتي، و لا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك، مولاي فقد أفحمتني ذنوبي، وقطعت حجتي، وابتليت بخطيئتي، وارتهنت بعملي، وأوبقت نفسي، ووقفتها موقف الاذلاء المذنبين المجترئين عليك، التاركين أمرك، المغترين بك، المستخفين بوعدك، وقد أوبقني ما كان من قبيح جرمي وسوء نظري لنفسي، فارحم تضرعي وندامتي وأقلني عثرتي، وارحم عبرتي، واقبل معذرتي، وعد بحلمك على جهلي وباحسانك على إساءتي، وبعفوك على جرمى، وإليك أشكو ضعف عملي فارحمني يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لي فاني مقر بذنبي معترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالفقر مني يا سيدي، فاقبل توبتي، ونفس كربي، وارحم خشوعي وخضوعي وأسفي على ما كان منى، ووقوفي عند قبر وليك وذلى بين يديك، فأنت رجائي

 

(1) المزار الكبير ص 125. *

 

[215]

ومعتمدي وظهري وعدتي، فلا تردني خائبا " وتقبل عملي، واستر عورتي وآمن روعتي، ولا تخيبني ولا تقطع رجائي من بين خلقك يا سيدي. اللهم وقد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى الله عليه واله " ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " يا رب وقولك الحق، وأنت الذي لا تخلف الميعاد، فاستجب لي يا رب، فقد سألك السائلون وسألتك، وطلب الطالبون وطلبت منك، ورغب الراغبون ورغبت إليك، وأنت أهل أن لا تخيبني ولا تقطع رجائي، فعرفني الإجابة يا سيدي، واقض لي حوائج الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين (1). ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين تقرأ في الاولى منهما فاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة الرحمن، فإذا سلمت وسبحت تسبيح الزهراء عليها السلام مجد الله كثيرا " واستغفر لذنبك وصل على رسول الله صلى الله عليه واله ثم ارفع يديك وقل: اللهم إنا أتيناه مؤمنين به مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بظلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي هو عليه، اللهم إني اشهدك واشهد من حضر من ملائكتك أني بهم مؤمن وبمن قتلهم كافر، اللهم اجعل لما أقول بلساني حقيقة في قلبي وشريعة في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي قدم ثابت، وأثبتني فيمن استشهد معه، اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا "، سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الرض، يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم، فتعاليت عما يقول الظالمون علوا " كبيرا " يا كريم أنت شاهد غير غائب، وعالم بما اتي إلى أهل صلواتك وأحبائك، من الأمر الذي لا تحمله سماء ولا أرض، ولو شئت لانتقمت منهم، ولكنك ذو أناة وقد أمهلت الذين اجترؤا عليك وعلى رسولك وحبيبك، فأسكنتهم أرضك، و غذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه، ووقت هم صائرون إليه، ليستكملوا العمل

 

(1) المزار الكبير ص 125 - 126.

 

[216]

فيه، الذي قدرت، والأجل الذي أجلت، في عذاب ووثاق، وحميم وغساق، والضريع والأحراق، والأغلال والأوثاق، وغسلين وزقوم وصديد مع طول المقام في أيام لظى وفي سقر التي لا تبقي ولا تذر في الحميم والجحيم والحمد لله رب العالمين (1). ثم استغفر لذنبك وادع بما أحببت فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك: اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي وعلي والحسن. والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف الباقي عليهم أفضل الصلوات أئمتي بهم أتولا "، ومن عدوهم أتبرأ، اللهم إني أنشدك دم المظلوم - ثلاثا " - اللهم إني أنشدك بايوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك وعدوهم أن تصلي على محمد، وعلى المستحفظين من آل محمد، اللهم إني أسئلك اليسر بعد العسر - ثلاثا " -. ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل: يا كهفي حين تعييني المذاهب، و تضيق علي الأرض بما رحبت، ويا بارئ خلقي رحمة بي وقد كان عن خلقي غنيا " صل على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد - ثلاثا " - ثم ضع خدك الأيسر على الإرض وقل: يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، صل على محمد وآل محمد وفرج عني، ثم قل: يا حنان يا منان يا كاشف الكرب العظام - ثلاثا " -. ثم عد إلى السجود وقل: شكرا " شكرا " مائة مرة واسأل حاجتك (2). ثم امض إلى عند الرجلين فقف على علي بن الحسين عليه السلام وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين عليك يا مولاى

 

(1) المزار الكبير ص 126 - 127. (2) المزار الكبير ص 127.

 

[217]

وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، وصلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعلى عترة آبائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "، وعذب الله قاتلك بأنواع العذاب، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (1). ثم أوم إلى ناحية الرجلين بالسلام على الشهداء فانهم هناك وقل: السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله جل اسمه، وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة، صبرتم واحتسبتم ولم تهنوا ولم تضعفوا ولم تستكينوا، حتى لقيتم الله عزوجل على سبيل الحق ونصره، وكلمة الله التامة، صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما "، أبشروا رضوان الله عليكم بموعد الله الذي لا خلف له، الله تعالى مدرك بكم ثأر ما وعدكم، إنه لا يخلف الميعاد. أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله وابن رسوله عليه السلام، فجزاكم الله عن الرسول وابنه وذريته أفضل الجزاء، الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون (2). ثم امش حتى تأتي مشهد العباس بن علي عليه السلام، فإذا أتيت فقف على باب السقيفة وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي و تروح، عليك يا ابن أمير المؤمنين، أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي صلى الله عليه واله المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم، فجزاك الله عن رسوله وعن فاطمة وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء بما صبرت واحتسبت وأعنت، فنعم عقبى الدار. لعن الله من قتلك ولعن الله من جهل حقك واستخف بحرمتك ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات، أشهد أنك قتلت مظلوما "، وأن الله منجز لكم ما

 

(1) المزار الكبير ص 127. (2) المزار الكبير ص 127 - 128. (*)

 

[218]

وعدكم، جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا " إليكم، وقلبي مسلم لكم وأنا لكم تابع ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم وبايابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، لعن الله امة قتلتكم بالأيدي والألسن. ثم ادخل وانكب على القبر وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، وعلى روحك وبدنك، أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون، والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، و أوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره، أشهد أنك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا "، وافضلها غرفا "، و رفع ذكرك في العليين، وحشرك مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ": أشهد أنك لم تهن ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتديا " بالصالحين، ومتبعا " للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين، فانه أرحم الراحمين. ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين ثم صل بعدهما ما بدا لك وادع الله كثيرا " وقل عقيب الركعات: اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تدع لي في هذا المكان المكرم، والمشهد المعظم، ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا مرضا " إلا شفيته، ولا عيبا " إلا سترته، ولا رزقا " إلا بسطته، ولا خوفا " إلا أمنته، ولا شملا " إلا جمعته، ولا غائبا " إلا حفظته وأديته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين وقل: السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين، السلام عليك يا


 

[219]

ابن أول القوم إسلاما "، وأقدمهم إيمانا "، وأقومهم بدين الله، وأحوطهم على الاسلام أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي، فلعن الله امة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك، ولعن الله امة استحلت منك المحارم وانتهكت حرمة الاسلام فنعم الصابر المجاهد، المحامي الناصر، والأخ الدافع عن أخيه، المجيب إلى طاعة ربه، الراغب فيما زهد فيه غيره، من الثواب الجزيل، والثناء الجميل فألحقك الله بدرجة آبائك في دار النعيم، اللهم إني تعرضت لزيارة أوليائك، رغبة في ثوابك ورجاء لمغفرتك، وجزيل إحسانك، فأسئلك أن تصلي على محمد وآله الطاهرين، وأن تجعل رزقي بهم دارا "، وعيشي قارا "، وزيارتي بهم مقبولة، و حياتي بهم طيبة، وأدرجني إدراج المكرمين، واجعلني ممن ينقلب من زيارة مشاهد أحبائك منجحا "، قد استوجب غفران الذنوب، وستر العيوب، وكشف الكروب إنك أهل التقوى وأهل المغفرة (1). فإذا أردت وداعه للانصراف فقف عند القبر وقل: أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبكتابه، وبما جاء به من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن أخي رسولك صلى الله عليه وآله، وارزقني زيارته أبدا " ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان، وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الايمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة عليهم السلام، والبراءة من عدوهم، فاني رضيت بذلك، وصلى الله محمد وآل محمد. ثم ادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات، وتخير من الدعاء ما شئت، ثم ارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام وأكثر من الصلاة فيه والزيارة والدعاء وليكن رحلك بنينوى والغاضرية، وخلوتك للنوم والطعام والشراب هناك (2). فإذا أردت الرحيل فودع الحسين عليه السلام بأن تأتي قبره الشريف وتقف عليه

 

(1) المزار الكبير ص 128 - 129. (2) المزار الكبيرص 129.

 

[220]

كوقوفك أول الزيارة وتستقبله بوجهك وتقول: السلام عليك يا ولي الله (1). أقول: وذكر زيارة الوداع والأدعية المتعلقة بها مثل ما مر في الزيارة السابقة سواء. توضيح قوله: في الامور كلها متعلق بالواحد أي المتوحد في خلق الأشياء وتربيتها وتدبيرها، ويحتمل تعلقه بالحمد، وما في زيارة الثمالي من قوله الواحد المتوحد بالامور أظهر. والجدث محركة القبر. " قوله عليه السلام: " أنت السلام: أي أنت السالم من المعائب والنقايص ومنك سلامة الخلق منها، وإليك ترجع سلامتهم إذا نظر إلى العلل فانه علة العلل وآخر العلل بحسب النظر، أو المعنى أنت المستحق للسلام والتحية والثناء، وبتوفيقك يكون ما يصدر من ذلك من الخلق، وإليك ترجع تحياتهم بعض لبعض، فان كل تحية وثناء، فانما هو على كمال وشرف وأنت علة ذلك كله وقال الجزري (2): الملأ أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم، ومنه الحديث هل تدري فيم يختصم الملاء الأعلى: يريد الملائكة المقربين. " قوله عليه السلام: " واهتضمت على بناء المجهول أي غصبت، ويقال: تنصل إليه من الجناية إذا خرج وتبرأ " قوله عليه السلام: " أن تسيخ بأهلها أي تغوص في الماء مع أهلها، يقال ساخت يد فرسي أي غاصت في الأرض، ويقال جبهه كمنعه أي ضرب جبهته ورده أو لقيه بما يكره. " قوله عليه السلام " وتعبأ أي تهيأ وتجهز وأعد أي هيا ما يصلحه لسفره " قوله عليه السلام " فقد أفحمتني أي أسكنتني ولم تدع لي عذرا " وجوابا "، ويقال: أوبقه أي حبسه وأهلكه، ووقف يكون لازما " ومتعديا " " قوله عليه السلام ": سبحانك يا حليم أي انزهك من أن يكون ما يعمل الظالمون منسوبا " إليك، أو تكون راضيا " به، بل تحلم عنهم لما تعلم من المصالح، وإليه يرجع قوله: فتعاليت عما يقول

 

(1) المزار الكبير ص 129 - 131. (2) النهاية ج 4 ص 191. *

 

[221]

الظالمون أي من نسبتك إلى الجبر وأنك تجري أفعال الظالمين على أيديهم وأنك الفاعل لفعلهم. " قوله عليه السلام: " إلى أهل صلواتك أي الذين تصلي عليهم وأمرت جميع خلقك بالصلاة عليهم أو أهل رحماتك الخاصة التي لم يستأهلها غيرهم، وفي رواية الثمالي أهل صفوتك ولعله أظهر " قوله عليه السلام: " اللهم إني أنشدك أنشد على وزن أقعد يقال: نشدت فلانا " وأنشده أي قلت له نشدتك بالله أي سألتك بالله، والمراد هنا أسئلك بحقك أن تأخذ بدم المظلوم، أي الحسين عليه السلام، وتنتقم من قاتليه ومن الأولين الذين أسسوا أساس الظلم عليه وعلى امه وأبيه وأخيه سلام الله عليهم أجمعين. " قوله عليه السلام: " بايوائك الوأي الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه ويعزم على الوفاء به وعدي بعلى بتضمين معنى الجعل، وقوله لتظفرنهم متعلق بالأيواء أي أسئلك واقسم عليك بسبب الوعد أو بحق الوعد الذي جعلته لازما " على نفسك وهو أن تظفر هم على عدوك وعدوهم. والمستحفظين يقرأ بالبناء للفاعل والبناء للمفعول أي استحفظوا الشريعة والعلوم والحكم والمعارف أي حفظوها أو استحفظهم الله تعالى إياها. " قوله عليه السلام: " حين تعييني بيائين مثناتين من تحت، وفي بعض النسخ بنونين أولهما مشددة وبينهما ياء مثناة تحتانية أي يا ملجأي حين تتعبني مسالكي إلى الخلق وتردداتي إليهم " قوله " بما رحبت ما مصدرية أي برحبها وسعتها. " قوله عليه السلام: " أنتم لنا فرط قال الجزرى (1) في الحديث أنا فرطكم على الحوض أي متقدمكم إليه، يقال: فرط يفرط فهو فارط، وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية، ومنه الدعاء للطفل: اللهم اجعله لنا فرطا " أي أجرا " يتقدمنا، ومنه الحديث أنا والنبيون فراط أي متقدمون إلى الشفاعة وقيل إلى الحوض انتهى " قوله ": رضوان الله عليكم جملة معترضة

 

(1) النهاية ج 3 ص 211.

 

[222]

دعائيه " وقوله " بموعد الله متعلق البشارة. " قوله " والزاكيات الطيبات أي التحيات الزاكيات مني عليك مع ما تأتيك من الله ومن ملائكته وأنبيائه وعباده الصالحين من التحيات والرحمات في أول النهار وآخره. " قوله عليه السلام ": وبايابكم أي برجعتكم، وفي بعض النسخ وبآبائكم وهو تصحيف، وقال الجوهري (1): جمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم. " قوله " المواسي المواساة المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق وغير ذلك، وأصلها الهمزة فقلبت واوا " تخفيفا "، والمراد أنه بذل نفسه لأخيه ولم يضن به " قوله: " دارا " أي كثيرا " يتجدد شيئا " فشيئا "، من قولهم در اللبن إذا زاد وكثر جريانه الضرع. " قوله: " وعيشي قارا أي مستقرا " دائما " غير منقطع أو واصلا إلى حال قراري في بلدي فلا أحتاج في تحصيله إلى السفر، أو قار العين في سرور وابتهاج مأخوذة من قرة العين " قوله عليه السلام: " وادرجني أي أمتني من قولهم درج أي مات. أقول: ذكر السيد ابن طاوس - رحمه الله - في كتابه زيارة كبيرة أكثرها موافقه لهذه الزيارة وضم إليها بعض الأدعية من الزيارات السابقة واللاحقة أعرضنا عنها حذرا " من الاطناب والتكرار (2). 34 - " زيارة اخرى " أوردها السيد - رحمه الله - قال: تقف على باب قبته الشريفة وتقول: اللهم صل على محمد وآل محمد وأعطني في هذا المقام رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسولك وبولاة أمرك، الحرم حرم الله وحرم رسوله و حرمك يا مولاى، أتأذن لي بالدخول إلى حرمك، فان لم أكن لذلك أهلا فأنت لذلك أهل، عن إذنك يا مولاي أدخل حرم الله وحرمك. ثم تدخل وتجعل الضريح بين يديك وتستقبله بوجهك وتقول: السلام

 

(1) صحاح الجوهرى ج 5 ص 1739. (2) مصباح الزائر ص 103 - 116.

 

[223]

عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين، السلام عليك يا وارث الحسن الشهيد سبط رسول الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن البشير النذير وابن سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين. السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يا ثأر الله وابن ثاره، السلام عليك أيها الوتر الموتور، السلام عليك أيها الامام الهادى الزكي، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، وأقامت في جوارك ووفدت مع زوارك، السلام عليك مني ما بقيت وبقي الليل والنهار، فلقد عظمت بك الرزية، وجل المصاب في المؤمنين والمسلمين، وفي أهل السموات أجمعين، وفي سكان الأرضين، فانا لله وإنا إليه راجعون، وصلوات الله وبركاته وتحياته عليك وعلى آبائك الطيبين المنتجبين، وعلى ذراريهم الهداة المهديين. السلام عليك يا مولاى وعليهم، وعلى روحك وعلى أرواحهم، وعلى تربتك وعلى تربتهم، اللهم لقهم رحمة ورضوانا " وروحا " وريحانا ". السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله، يا ابن خاتم النبيين وابن سيد الوصيين ويا ابن سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا شهيد يا ابن الشهيد يا أخا " الشهيد يا أبا الشهداء اللهم بلغه عني في هذه الساعة، وفي هذا اليوم، وفي هذا الوقت، وفي كل وقت تحية كثيرة وسلاما "، سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته يا ابن سيد العالمين، وعلى المستشهدين معك سلاما " متصلا " ما اتصل الليل والنهار. السلام على الحسين بن علي الشهيد السلام على علي بن الحسين الشهيد السلام على العباس بن أمير المؤمنين الشهيد السلام على الشهداء من ولد أمير المؤمنين السلام على الشهداء من ولد الحسن، السلام على الشهداء من ولد الحسين، السلام


 

[224]

على الشهداء من ولد جعفر وعقيل، السلام على كل مستشهد معهم من المؤمنين، اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغهم عني تحية كثيرة وسلاما ". السلام عليك يا رسول الله أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا فاطمة أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا أمير المؤمنين أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا أبا محمد الحسن أحسن الله لك العزاء في أخيك الحسين، يا مولاى يا أبا عبد الله أنا ضيف الله وضيفك، وجار الله وجارك، ولكل ضيف وجار قرى وقراى في هذا الوقت أن تسأل الله سبحانه و تعالى أن يرزقني فكاك رقبتي من النار، إنه سميع الدعاء قريب مجيب (1). ثم قبل الضريح وانتقل إلى عند الرأس وقف عنده وقل: السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة، السلام عليك يا قرين المصيبة الراتبة بالله اقسم لقد طيب الله بك التراب (وأعظم بك المصاب، وأوضح بك الكتاب) وجعلك وجدك وأباك وامك وأخاك وأبناءك عبرة لاولى الألباب، أشهد أنك تسمع الخطاب وترد الجواب. فصلى الله عليك يا ابن الميامين الأطياب، فها أنا ذا نحوك قد أتيت، وإلى فنائك التجيت، أرجو بذلك القربة إليك، وإلى جدك وأبيك، فصلى الله عليك يا إمامي وابن إمامي كأني بك يا مولاى في عرصات كربلا تنادي فلا تجاب، و تستغيث فلا تغاث، وتستجير فلا تجار، يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا " عظيما "، اللهم صل على روحه وجسده وبلغه عني تحية كثيرة وسلاما "، ورحمة وبركة ورضوانا " وخيرا " دائما " وغفرانأ إنك سميع الدعاء قريب مجيب. ثم انكب على القبر فقبله وقل: بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله، بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع أهل السموات والأرض، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك يا مولاى يا أبا عبد الله، قصدت حرمك، وأتيت مشهدك، أسأل الله بالشأن الذى لك

 

(1) مصباح الزائر ص 130 - 131.

 

[225]

لك عنده، وبالمحل الذى لك لديه، أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة. ثم صل ركعتين عند الرأس تقرأ فيهما ما أحببت وادع الله بما أردت، ثم قم وامض وسلم على علي بن الحسين وعلى الشهداء من أصحاب الحسين بما ذكرناه أولا "، ثم ارفع رأسك وصل عليه بهذه الصلاة صلى الله عليه: اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على الحسين المظلوم الشهيد قتيل العبرات، وأسير الكربات، صلاة نامية زاكية مباركة، يصعد أولها ولا ينفذ آخرها أفضل ما صليت على أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين، يا رب العالمين اللهم صل على الامام الشهيد المقتول المظلوم المخذول، والسيد القائد العابد الزاهد الوصي الخليفة الامام الصديق، الطهر الطاهر الطيب المبارك، والرضي المرضي والتقي الهادى المهدى الزاهد الذائد المجاهد العالم، إمام الهدى و سبط الرسول وقرة عين البتول صلى الله عليه واله اللهم صل على سيدى ومولاي كما عمل بطاعتك، ونهى عن معصيتك، وبالغ في رضوانك، وأقبل على إيمانك غير قابل فيك عذرا " سرا " وعلانية، يدعو العباد إليك، ويدلهم عليك، وقام بين يديك، يهدم الجور بالصواب، ويحيي السنة بالكتاب، فعاش في رضوانك مكدودا "، و مضى على طاعتك وفي أوليائك مكدوحا "، وقضى إليك مفقودا "، لم يعصك في ليل ولا في نهار، بل جاهد فيك المنافقين والكفار، اللهم فاجزه خير جزاء الصادقين الأبرار، وضاعف عليهم العذاب، ولقاتليه العقاب، فقد قاتل كريما وقتل مظلوما " ومضى مرحوما، يقول: أنا ابن رسول الله محمد ! وابن من زكى وعبد، فقتلوه بالعمد المعتمد، قتلوه على الايمان، وأطاعوا في قتله الشيطان، ولم يراقبوا فيه الرحمان. اللهم فصل على سيدى ومولاى صلاة ترفع بها ذكره، وتظهر بها أمره وتعجل بها نصره، واخصصه بأفضل قسم الفضائل يوم القيامة، وزده شرفا " في أعلى عليين، وبلغه أعلى شرف المكرمين، وارفعه من شرف رحمتك في شرف المقربين


 

[226]

في الرفيع الأعلى، وبلغه الوسيلة والمنزلة الجليلة، والفضل والفضيلة، والكرامة الجزيلة، اللهم واجزه عنا أفضل ما جازيت إماما " عن رعيته، وصل على سيدى ومولاى كلما ذكر وكلما لم يذكر. يا سيدى ومولاى أدخلني في حزبك وزمرتك واستوهبني من ربك وربي فان لك عند الله جاها " وقدرا " ومنزلة رفيعة إن سألت اعطيت، وإن شفعت شفعت الله الله في عبدك ومولاك، لا تخلني عند الشدائد والأهوال، لسوء عملي وقبيح فعلي وعظيم جرمي، فانك أملي ورجائي وثقتي ومعتمدى ووسيلتي إلى الله ربي وربك، لم يتوسل المتوسلون إلى الله بوسيلة هي أعظم حقا " ولا أوجب حرمة ولا أجل قدرا عنده منكم أهل البيت، لا خلفني الله عنكم بذنوبي، وجمعني وإياكم في جنة عدن التي أعدها لكم ولأوليائكم إنه خير الغافرين وأرحم الراحمين. اللهم أبلغ سيدى ومولاى تحية كثيرة وسلاما "، واردد علينا منه (التحية و) السلام، إنك جواد كريم، وصل عليه كلما ذكر السلام وكلما لم يذكر يا رب العالمين. ثم صل ركعتين للزيارة وادع بعدهما بما قدمناه عقيب صلاة زيارته الاولى وشرحناه، وزر بعد ذلك علي بن الحسين والشهداء أيضا " على ذلك الوجه الذى ذكرناه هناك وحررناه، وكذلك في الوداع وما جرى مجراه (1). بيان: قوله: وفدت مع زوارك، يمكن أن يكون إشارة إلى حركة أرواحهم في الليالى إلى دار السلام أو مطلقا " حيث شاؤا، أو المعنى أنهم وفدوا أولا " عليك فهم مع زائريك كل يوم، أو يكون المراد بها أرواح الأنبياء والأوصياء والأولياء الذين يأتون لزيارته، فعلى هذا تكون الأوصاف للتقسيم. " قوله " مكدودا " أي متعبا " تقول: كددت الشئ أي أتعبته " قوله " مكدوحا " أي مجروحا " يقال: أصابه شئ فكدح وجهه أي خدشه، وقيل الكدح أكثر من

 

(1) مصباح الزائر ص 131 - 133.

 

[227]

الخدش، ويحتمل أن يكون المفعول بمعنى الفاعل، أي عاملا " ساعيا " في عبادة الله كقوله تعالى: " إنك كادح إلى ربك كدحا " " وفي المكدود أيضا " يحتمل ذلك. " قوله: " وفي أوليائك: أي معهم، وفي بعض النسخ " ولائك " وهو أظهر " قوله: " وقضى إليك أي مات ومضى وقال الفراء (1) في قوله تعالى: " ثم افضوا إلى " يعني امضوا إلى، وفى بعض النسخ ومضى قوله: بالعمد المعتمد تأكيد أي معتمدين على عملهم، وقال الجوهرى (2) راقب الله في أمره أي خافه. " قوله " الله الله بالنصب أي اذكر الله أو بتقدير حرف القسم فيحتمل الجر أيضا " " أقول: " في بعض النسخ القديمة من مؤلفات أصحابنا بعد قوله: معكم في الدنيا والآخرة، ثم صل ركعتين عند الرأس تقرأ فيهما ما أحببت وادع الله بما أردت، ثم قم وامض وسلم على علي بن الحسين وعلى الشهداء من أصحاب الحسين بما ذكرناه أولا ثم ارفع رأسك إلى آخر ما مر. 35 - " زيارة اخرى " مطلقة رواها السيد قدس الله روحه قال: روي أن رجلا " أتى الحسين عليه السلام فأناخ راحلته بقرب الظلال ونزل وعليه حلية الأعراب ثم مضى نحو الضريح وعليه سكينة ووقار حتى وقف بباب الظلال ثم أومأ بيده نحو الضريح وقال: السلام عليك يا ولي الله وحجته، سلام مسلم لله فيك، راد إلى الله وإليك، مراع حق ما استرعاك الله خلقه واسترعاك حقه، فأنت حجته الكبرى، وكلمته العظمى، وطريقته المثلى، وحجته على أهل الدنيا، وخليفته في الأرض والسموات العلى، أتيتك زائرا " ولآلاء الله ذاكرا "، أصبح ذنبي عظيما " وأصبحت به عليما "، فكن لي بحطه زعيما "، صلى الله عليك وسلم تسليما ". ثم حط خده على الضريح وقال: أتيتك للذنوب مقترفا "، فكن لي إلى الله شافعا " فها أنا ذا قد جئت عنهن نازعا "، إلى الله أتنصل وبكم يا آل محمد أتوسل

 

(1) معاني القرآن للفراء ج 1 ص 474. (2) صحاح الجوهرى ج 1 ص 138.

 

[228]

الآخر منكم والأول، صلى الله عليكم وسلم، وكرم وأجزل، ورحمة الله وبركاته. ثم وقف والضريح قبلته فصلى وأكثر ما لم أحصه، ثم دعا واستغفر وسجد وعفر، فدنوت منه فسمعته يقول في سجوده: إلهى إياك قصدت، وإلى وليك و ابن وليك وفدت، نازلا " بعقوتك، عائذا " بعفوك من عقوبتك، فارحم غربتي، وأقل عثرتي، واقبل توبتي، وأحسن أوبتي مشكور البصيرة، مغفور العلانية والسريرة من كل كبيرة وصغيرة، اللهم ارحم ضراعتي إليك، وتقبل شفاعتي به إليك واقض حاجتي ووسيلتي به لديك، واجعلها نجاتي من النار، وسوء هذه الدار وحطيطة لذنوبي والآصار، يا عالم الخفايا والأسرار، إلهي إني امتطيت إليك المهانة، وادرعت المثابة، لإيا " بعد لأي، في غدوى ومسائي إلى أئمتي وأوليائي فابعثني في اسرتهم واحشرني في زمرتهم، يوم ادعى من الحافرة لحضور الساهرة وموقف الحساب والآخرة. ثم عفر خديه يتضرع ويبكي وقال: يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الحول والطول، يا ذا القوة والحول، نجني من خطل العمل والقول، وآمنى يوم الفزع والهول. ثم جلس وهو يهينم بما لم أفهمه، ثم قام فوقف عند رأس الحسين عليه السلام و قال: السلام عليك وعلى من اتبعك وشهد المعركة معك، والواردين مصرعك يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا " عظيما " أتيتك زائرا " يا ولي الله وابن وليه ووصي نبيه، وانصرفت مودعا " غير سئم ولا قال، فاجعلني منك ببال. ثم انصرف إلى راحلته فركبها ومضى ولم اكلمه ولا كلمني (1). توضيح: قوله حق ما استرعاك الله كلمة ما مصدرية، والزعيم الكفيل ويقال تنصل فلان من ذنبه أي تبرأ واعتذر، والعقوة الساحة وما حول الدار، والضراعة الخضوع والتذلل، قوله: واجعلها أي حاجتي أو زيارتي، والاصار

 

(1) مصباح الزائر ص 133 - 134. *

 

[229]

الذنوب والأثقال " قوله " إني امتطيت إليك المهانة أي اتخذت متوجها إليك المهانة مطيتي ومركوبي على الاستعارة، والمهانة الحقارة والمذلة والضعف أو من المهنة بمعنى الخدمة. " قوله: " وادرعت المثابة أي اتخذت المثابة والمرجع إلى أوليائي وأئمتي درعي من المهالك والمخاوف، واللأي الأبطاء والاحتباس والشدة أي رجوعي حينا " بعد حين مع شدة وجهد وإبطاء، واسرة الرجل رهطه الأدنون، والمراد بالحافرة هنا الأرض المحفورة أي القبر فاسم الفاعل بمعنى المفعول، والمشهور في قوله تعالى: " إنا لمردودون في الحافرة " أي إلى أمرنا الاولى وهو الحياة، يقال رجع على حافرته أي على الطريق الذي جاء منه، والساهرة وجه الأرض والهينمة الصوت الخفي. " قوله: " فاجعلني منك ببال أي اجعلني في بالك أي قلبك وخاطرك، و لعله كان إما الخضر أو أحد الأئمة عليهم السلام. 36 - " زيارة اخرى " أوردها السيد - رحمه الله - وقد قدمنا روايتها من كامل الزيارة بالاسناد عن المفضل عن جابر الجعفي وإنما أعدنا هنا أصل الزيارة لاختلاف يسير بين ألفاظهما وأحلنا فضلها على ما سبق. قال: عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فإذا أتيت قبر الحسين عليه السلام قمت على الباب وقلت هذه الكلمات، فان لك بكل منهن كفلا " من رحمة الله: قال: قلت: وما هن جعلت فداك ؟ قال: تقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبى الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين وخير الوصيين، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي الطاهر الراضي المرضي، السلام عليك أيها الصديق الأكبر، السلام عليك أيها الوصي البر التقي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك


 

[230]

السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بك. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت الملحدين، وعبدت الله مخلصا " حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم تمشي إليه فلك بكل قدم ترفعها أو تضعها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى، فإذا مشيت ووقفت على القبر فاستلمه بيدك وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه. ثم امض إلى صلاتك فلك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكمن وقف ألف مرة مع نبي مرسل إلى آخر ما مر من الخبر. ثم قال رحمه الله: ويستحب للانسان كلما زار الحسين عليه السلام وأراد الخروج من عنده أن ينكب على القبر ويقبله ويقول: السلام عليك يا مولاي، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا قتيل الظمأ، السلام عليك يا غريب الغرباء، السلام عليك سلام مودع لا سئم ولا قال: فان أمض فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لاجعله الله آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني الله العود إلى مشهدك والمقام بفنائك والقيام في حرمك، وإياه أسأل أن يسعدني بكم، ويجعلني معكم في الدنيا والآخرة (1). 37 - (زيارة اخرى) رواها الكفعمي في البلد الأمين عن الصادق عليه السلام قال: إذا وصلت إلى الفرات فاغتسل والبس أنظف ثوب تقدر عليه، ثم صر إلى القبر حافيا " وعليك السكينة والوقار، وقف بالباب وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة وقل: السلام عليك يا وارث آدم فطرة الله، السلام عليك يا وارث نوح صفوة الله

 

(1) مصباح الزائر ص 134 - 135.

 

[231]

السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا حسين بن علي الرضي الزكي، السلام عليك أيها البر التقي، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام على ملائكة الله المقربين الذين هم بك محدقون، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله حتى أتاك اليقين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم التزم القبر وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه. ثم انكب على القبر وقل: اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين واطلب بثاره، اللهم انتقم ممن قتله وأعان عليه. ثم ارفع رأسك ويديك إلى السماء وقل: سلام الله وملائكته وأنبيائه و رسله والصالحين من عباده وجميع خلقه ورحمته وبركاته على محمد وأهل بيته، و عليك يا مولاي الشهيد المظلوم، لعن الله قاتلك وخاذلك، برئت إلى الله عزوجل منهم ومن فعالهم، وممن شايع ورضي به، وأشهد أنهم كفار مشركون، والله و رسوله براء منهم. قال: ثم زر علي بن الحسين ثم الشهداء والعباس بما سنذكره إن شاء الله في زيارة عرفة وتصلي ركعات الزيارات وهى ثمان، وتدعو بعد كل ركعتين منهما بما ذكرناه في زيارة عاشورا (1). بيان: الظاهر أن قوله ثم زر إلى آخره من كلام المؤلف. 38 - (زيارة اخرى) له صلوات الله عليه أوردها السيد وغيره، والظاهر أنه من تأليف السيد المرتضى رضي الله عنه قال في مصباح الزائر: زيارة بألفاظ شافية يذكر فيها بعض مصائب يوم الطف يزار بها الحسين صلوات الله عليه وسلامه، زاربها المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه، وسأذكرها على الوصف الذي أشار هو إليه قال: فإذا أردت الخروج من بيتك فقل: اللهم إليك توجهت، وعليك توكلت

 

(1) البلد الامين ص 280.

 

[232]

وبك استعنت، ووجهك طلبت، ولزيارة ابن نبيك أردت، ولرضوانك تعرضت اللهم احفظني في سفري وحضري، ومن بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، وأعوذ بعظمتك من شر كل ذي شر اللهم احفظني بما حفظت به كتابك المنزل على نبيك المرسل، يامن قال وهو أصدق القائلين " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". فإذا بلغت المنزل تقول: رب أنزلني منزلا " مباركا " وأنت خير المنزلين، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا " نصيرا " الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم إني أسألك خير هذه البقعة المباركة وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها، اللهم حببني إلى خلقك، وأفض علي من سعة رزقك، ووفقني للقيام بأداء حقك، برحمتك ورضوانك ومنك وإحسانك يا كريم. فإذا رأى القبة فيقول: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، آلله خير أما يشركون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وسلام على آل يس، إنا كذلك نجزى المحسنين، والسلام على الطيبين الطاهرين الأوصياء الصادقين القائمين بأمر الله وحججه الداعين إلى سبيل الله المجاهدين في الله حق جهاده، والناصحين لجميع عباده، المستخلفين في بلاده، المرشدين إلى هدايته، و إرشاده إنه حميد مجيد. فإذا قرب من المشهد يقول: اللهم إليك قصد القاصدون، وفي فضلك طمع الراغبون، وبك اعتصم المعتصمون، وعليك توكل المتوكلون، وقد قصدتك وافدا "، وإلى سبط نبيك واردا "، وبرحمتك طامعا "، ولعزتك خاضعا "، ولولاة أمرك طائعا "، ولأمرهم متابعا "، وبك وبمنك عائذا "، وبقبر وليك متمسكا "، و بحبلك معتصما "، اللهم ثبتني على محبة أوليائك ولا تقطع أثري عن زيارتهم واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم (1). فإذا بلغ موضع القتل يقول: اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على

 

(1) مصباح الزائر ص 116 - 117. *

 

[233]

نصرهم لقدير، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتيهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، ولا تحسبن الله غافلا " عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء، وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب، نجب دعوتك ونتبع الرسل، أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال، وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو - انتقام، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ". عند الله نحتسب مصيبتنا في سبط نبينا وسيدنا وإمامنا، أعزز علينا يا أبا عبد الله بمصرعك هذا فريدا " وحيدا " قتيلا " غريبا " عن الأوطان، بعيدا " عن الأهل والأخوان مسلوب الثياب، معفرا في التراب، قد نحر نحرك وخسف صدرك، واستبيح حريمك وذبح فطيمك، وسبي أهلك، وانتهب رحلك، تقلب يمينا " وشمالا "، وتتجرع من الغصص أهوالا "، لهفي عليك (وأنت) لهفان، وأنت مجدل على الرمضاء ظمآن، لا تستطيع خطابا "، ولا ترد جوابا "، قد فجعت بك نسوانك وولدك، واجتز رأسك من جسدك. لقد صرع بمصرعك الاسلام، وتعطلت الحدود والأحكام، وأظلمت الأيام وانكسفت الشمس، وأظلم القمر، واحتبس الغيث والمطر، واهتز العرش والسماء، واقشعرت الأرض والبطحاء، وشمل البلاء، واختلفت الأهواء، و فجع بك الرسول، وازعجت البتول، وطاشت العقول، فلعنة الله على من جار


 

[234]

عليك وظلمك، ومنعك الماء واهتضمك، وغدر بك وخذلك، وألب عليك و قتلك، ونكث بيعتك وعهدك، وأخلف ميثاقك ووعدك، وأعان عليك ضدك، وأغضب بفعاله جدك، وسلام الله ورضوانه وبركاته وتحياته عليك، وعلى الأزكياء من ذريتك والنجباء من عترتك إنه حميد مجيد (1). ثم تدخل القبة وتقف على القبر وتقول: السلام على آدم صفوة الله في - خليقته، السلام على شيث ولي الله وخيرته، السلام على إدريس القائم لله بحجته السلام على نوح المجاب في دعوته، السلام على هود المؤيد من الله بمعونته، السلام على صالح الذي توجه الله بكرامته، السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته، السلام على إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته، السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته، السلام على يعقوب الذي رد الله عليه بصره برحمته، السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته، السلام على موسى الذي فلق الله له البحر بقدرته، السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته، السلام على شعيب الذي نصره الله على امته، السلام على داود الذي تاب الله عليه من بعد خطيئته، السلام على سليمان الذي ذلت له الجن بعزته، السلام على أيوب الذي شفاه الله من علته السلام على يونس الذي أنجز الله له مضمون عدته، السلام على زكريا الصابر على محنته، السلام على عزيز الذي أحياه الله بعد ميتته، السلام على يحيى الذي أزلفه الله بشهادته، السلام على عيسى الذي هو روح الله وكلمته. السلام على محمد حبيب الله وصفوته، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي - طالب المخصوص بكرامته واخوته، السلام على فاطمة الزهراء ابنته، السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته، السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته، السلام على من جعل الله الشفاء في تربته السلام على من الاجابة تحت قبته، السلام على من الأئمة من ذريته، السلام على ابن خاتم الأنبياء، السلام على ابن سيد الأوصياء، السلام على ابن فاطمة

 

(1) مصباح الزائر ص 117 - 118.

 

[235]

الزهراء، السلام على ابن خديجة الكبرى، السلام على ابن سدرة المنتهى، السلام على ابن جنة المأوى، السلام على ابن زمزم والصفا، السلام على المرمل بالدماء السلام على المهتوك الخباء، السلام على خامس أهل الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء، السلام على قتيل الأدعياء، السلام على ساكن كربلا، السلام على من بكته ملائكة السماء، السلام على من ذريته الأزكياء. السلام على يعسوب الدين، السلام على منازل البراهين، السلام على الأئمة السادات، السلام على الجيوب المضرجات، السلام على الشفاه الذابلات، السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاحبات، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات السلام على حجة رب العالمين. السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين، السلام عليك وعلى أبنائك المستشهدين السلام عليك وعلى ذريتك الناصرين، السلام عليك وعلى الملائكة المضاجعين. السلام على القتيل المظلوم، السلام على أخيه المسموم، السلام على علي الكبير السلام على الرضيع الصغير، السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة الغريبة، السلام على الأئمة السادات، السلام على المجدلين في الفلوات، السلام على النازحين عن الأوطان، السلام على المدفونين بلا أكفان، السلام على الرؤوس المفرقة عن الأبدان، السلام على المحتسب الصابر، السلام على المظلوم بلا ناصر السلام على ساكن التربة الزاكية، السلام على صاحب القبة السامية. السلام على من طهره الجليل، السلام على من افتخر به جبرئيل، السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل، السلام على من نكث ذمته وذمة حرمه، السلام على من انتهكت حرمة الاسلام في إراقة دمه، السلام على المغسل بدم الجراح، السلام على المجرع بكاسات مرارات الرماح، السلام على المستضام المستباح السلام على المهجور في الورى، السلام على المنفرد بالعراء، السلام على من تولى


 

[236]

دفنه أهل القرى، السلام على المقطوع الوتين، السلام على المحامي بلا معين السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب السلام على البدن السليب السلام على المقروع بالقضيب، السلام على الودج المقطوع، السلام على الرأس المرفوع، السلام على الشلو الموضوع، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. (1) ثم تحول إلى عند الرأس وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن خيرة رب العالمين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى ام المؤمنين، السلام عليك يا من بكت في مصابه السماوات العلى السلام عليك يا من بكت لفقده الأرضون السفلى. السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا، السلام عليك يا صريع الدمعة العبرى، السلام عليك يا مذيب الكبد الحرى، السلام عليك يا ابن يعسوب الدين السلام عليك يا عصمة المتقين، السلام عليك يا علم المهتدين، السلام عليك يا حجة الله الكبرى، السلام على الامام المفطوم من الزلل، المبرأ من كل عيب وخطل السلام على ابن الرسول وقرة عين البتول، السلام على من كان يناغيه جبرئيل، و يلاعبه ميكائيل، السلام على التين والزيتون، السلام عى كفتي الميزان المذكور في سورة الرحمان، المعبر عنهما باللؤلؤ والمرجان، السلام على امناء المهيمن المنان، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام على المقتول المظلوم، السلام على الممنوع من ماء الفرات، السلام على سيد السادات، السلام على قائد القادات، السلام على حبل الله المتين، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، وأبا حججه، أشهد لقد طيب الله بك التراب وأوضح بك الكتاب، وأعظم بك المصاب، وجعلك وجدك وأباك وامك وأخاك وأبناءك عبرة لاولي الألباب يا ابن الميامين الأطياب، التالين الكتاب، وجهت سلامي إليك، وعولت

 

(1) مصباح الزائر ص 118 - 120.

 

[237]

في قضاء حوائجى بعد الله عليك، ما خاب من تمسك بك، ولجأ إليك، صلى الله عليك، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا ابن خيرة الأخيار، السلام عليك يا ابن عنصر الأبرار، السلام عليك يا ابن قسيم الجنة والنار، السلام عليك يا ابن بقية النبيين، السلام عليك يا ابن صالح المؤمنين، السلام عليك يا ابن النباء العظيم، السلام عليك يا ابن الصراط المستقيم. أشهد أنك حجة الله في أرضه، وأشهد أن الذين خالفوك، وأن الذين قتلوك والذين خذلوك، وأن الذين جحدوا حقك ومنعوك إرثك، ملعونون على لسان النبي الامي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين منكم من الأولين والآخرين، وضاعف لهم العذاب الأليم، عذابا " لا يعذبه أحدا " من العالمين. ثم انكب على الضريح وقبل التربة وقل: السلام عليك يا أول مظلوم انتهك دمه وضيعت فيه حرمة الاسلام، فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، أشهد أني سلم لمن سالمت، وحرب لمن حاربت، مبطل لما أبطلت، محقق لما حققت، فاشفع لي عند ربي وربك، في خلاص رقبتي من النار وقضاء حوائجى في الدنيا والآخرة، صلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته (1). ثم تحول إلى جانب القبر وتستقبل القبلة وترفع يديك وتقول: اللهم إن استغفاري إياك وأنا مصر على ما نهيت قلة حياء، وتركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك تضييع لحق الرجاء، اللهم إن ذنوبي تؤيسنى أن أرجوك، و إن علمي بسعة رحمتك يؤمنني أن أخشاك، فصل على محمد وآل محمد وحقق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكن لي عند أحسن ظني بك، يا أكرم الأكرمين، و أيدني بالعصمة، وأنطق لساني بالحكمة، واجعلني ممن يندم على ما صنعه في أمسه. اللهم إن الغني من استغنى عن خلقك بك، فصل على محمد وآل محمد وأغنني

 

(1) مصباح الزائر ص 120 - 121.

 

[238]

يا رب عن خلقك واجعلني ممن لا يبسط كفه إلا إليك، اللهم إن الشقي من قنط وأمامه التوبة وخلفه الرحمة، وإن كنت ضعيف العمل فاني في رحمتك قوي الأمل، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي، اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فما انتهينا، وذكرت فتناسينا، وبصرت فتعامينا، وحذرت فتعدينا، وما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا، وأنت أعلم بما أعلنا وما أخفينا، وأخبر بما نأتي وما أتينا فصل على محمد وآل محمد ولا تؤاخذنا بما أخطأنا فيه ونسينا، وهب لنا حقوقك لدينا، وتمم إحسانك إلينا، وأسبغ رحمتك علينا. إنا نتوسل إليك بهذا الصديق الامام، ونسألك بالحق الذي جعلته له ولجده رسولك ولابويه علي وفاطمة أهل بيت الرحمة، إدرار الرزق الذي به قوام حياتنا، وصلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة، وتمنع عن قدرة، ونحن نسألك من الخير ما يكون صلاحا للدنيا، وبلاغا " للآخرة، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (1). ثم تحول إلى عند الرجلين وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى ملائكة الله المرفرفين حول قبتك، الحافين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فاني قصدت إليك، ورجوت الفوز لديك، السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البرئ من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المسكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه من حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك الفداء وأهله لاهلك وقاء، فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرتك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا "، ولمن نصب لك العداوة مناصبا "، فلا ندبنك صباحا " ومساء، ولابكين عليك بدل الدموع دما "، حسرة عليك وتأسفا "، وتحسرا " على ما دهاك

 

(1) مصباح الزائر ص 121.

 

[239]

وتلهفا "، حتى أموت بلوعة المصاب، وغصة الاكتياب. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان، وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت بحبله فارتضيته، و خشيته وراقبته واستحيته، وسننت السنن وأطفأت الفتن، ودعوت إلى الرشاد وأوضحت سبل السداد، وجاهدت في الله حق الجهاد، وكنت لله طائعا "، ولجدك محمد صلى الله عليه واله تابعا "، ولقول أبيك سامعا "، وإلى وصية أخيك مسارعا "، ولعماد الدين رافعا "، وللطغيان قامعا "، وللطغاة مقارعا "، وللامة ناصحا "، وفي غمرات الموت سابحا " وللفساق مكافحا "، وبحجج الله قائما "، وللاسلام عاصما "، وللمسلمين راحما "، و للحق ناصرا "، وعند البلاء صابرا "، وللدين كالئا "، وعن حوزته مراميا "، وعن الشريعة محاميا ". تحوط الهدى ؟ ؟، وتبسط العدل وتنشره، وتنصر الدين وتظهره، وتكف العابث وتزجره، تأخذ للدني من الشريف، وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف، كنت ربيع الأيتام وعصمة الأنام وعز الاسلام، ومعدن الأحكام، وحليف الأنعام، سالكا " في طريقة جدك وأبيك، مشبها في الوصية لأخيك وفي الذمم، رضي الشيم ظاهر الكرم، مجتهدا " في العبادة في حندس الظلم، قويم الطرايق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب، كثير المناقب، محمود الضرائب، جزيل المواهب، حليما " شديدا "، عليما " رشيدا "، إماما " شهيدا "، أواها منيبا "، جوادا " مثيبا "، حبيبا " مهيبا ". كنت للرسول ولدا "، وللقرآن سندا "، وللامة عضدا "، وفي الطاعة مجتهدا " حافظا " للعهد والميثاق، ناكبا " عن سبيل الفساق، تتأوه تأوه المجهود، طويل الركوع والسجود، زاهدا " في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا " إليها بعين المستوحش منها، آمالك عنها مكفوفة، وهمتك عن زينتها مصروفة، ولحاظك عن بهجتها مطروفة، ورغبتك في الآخرة معروفة، حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه، ودعا الغي أتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن، وللظالمين مباين، جليس


 

[240]

البيت والمحراب، معتزل عن اللذات والأحباب. تنكر المنكر بقلبك ولسانك، على حسب طاقتك وإمكانك. ثم اقتضاك العلم للانكار، وألزمك أن تجاهد الكفار، فسرت في أولادك و أهاليك، وشيعتك ومواليك، وصدعت بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمرت باقامة الحدود، وطاعة المعبود، ونهيت عن الخيانة والطغيان، فواجهوك بالظلم والعدوان، فجاهدتهم بعد الايعاد إليهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك، وأسخطوا ربك، وأغضبوا جدك، و أنذروك بالحرب، فثبت للطعن والضرب، وطحطحت جنود الكفار، وشردت جيوش الأشرار، واقتحمت قسطل الغبار، مجالدا " بذي الفقار، كأنك علي المختار. فلما رأوك ثابت الجاش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم وقاتلوهم بكيدهم وشرهم، وأجلب اللعين عليك جنوده، ومنعوك الماء ووروده وناجزوك القتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام، وبسطوا إليك الأكف للاصطلام، ولم يرعوا لك الذمام، ولا راقبوا فيك الانام، وفي قتلهم أولياءك و نهبهم رحالك، وأنت مقدم في الهبوات، محتمل للاذيات، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات، وأحدقوا بك من كل الجهات، وأثخنوك بالجراح وحالوا بينك وبين ماء الفرات، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذب عن نسوانك وأولادك. فهويت إلى الأرض طريحا "، ظمآن جريحا " تطؤك الخيول بحوافرها، وتعلوك الطغاة ببواترها، قد رشح للموت جبينك، واختلفت بالانبساط والانقباض شمالك ويمينك، تدير طرفا " منكسرا " إلى رحلك، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهلك وأسرع فرسك شاردا "، وإلى خيامك قاصدا "، محمحما باكيا ". فلما رأين النساء جوادك مخزيا " وأبصرن سرجك ملويا، برزن من الخدور للشعور ناشرات، وللخدود لاطمات، وللوجوه سافرات، وبالعويل داعيات،


 

[241]

وبعد العز مذللات، وإلى مصرعك مبادرات، وشمر جالس على صدرك، مولغ سيفه في نحرك، قابض شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده، وقد سكنت حواسك، و خمدت أنفاسك، وورد على القناة رأسك، وسبي أهلك كالعبيد، وصفدوا في الحديد فوق أقتاب المطيات، تلفح وجوههم حرور الهاجرات، يساقون في الفلوات أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الاسواق. فالويل للعصاة الفساق، لقد قتلوا بقتلك الاسلام وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الايمان، وحرفوا آيات القرآن، و هملجوا في البغي والعدوان، لقد أصبح رسول الله صلى الله عليه واله من أجلك موتورا وعاد كتاب الله مهجورا "، وغودر الحق إذ قهرت مقهورا "، وفقد بفقدك التكبير والتهليل، و التحريم والتحليل، والتنزيل والتأويل، وظهر بعدك التغيير والتبديل، والالحاد والتعطيل، والاهواء والأضاليل، والفتن والأباطيل، وقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى الله عليه وآله، فنعاك إليه بالدمع الهطول، قائلا " يا رسول الله قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبي بعدك ذراريك، ووقع المحذور بعترتك وبنيك، فنزع الرسول الرداء، وعزاه بك الملائكة والأنبياء، وفجعت بك امك فاطمة الزهراء، واختلفت جنود الملائكة المقربين، تعزي أباك أمير المؤمنين واقيمت عليك المآتم في أعلا عليين، تلطم عليك فيها الحور العين، وتبكيك السماوات وسكانها، والجبال وخزانها، والسحاب وأقطارها، والأرض وقيعانها، و البحار وحيتانها، ومكة وبنيانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحطيم وزمزم، والمنبر المعظم، والنجوم الطوالع، والبروق اللوامع، والرعود القعاقع، والرياح الزعازع، والافلاك الروافع، فلعن الله من قتلك وسلبك، واهتضمك وغصبك، وبايعك فاعتزلك، وحاربك وساقك وجهز الجيوش إليك ووثب الظلمة عليك، أبرء إلى الله سبحانه من الامر والفاعل والغاشم والخاذل، اللهم فثبتني على الاخلاص والولاء، والتمسك بحبل أهل الكساء، وانفعني بمودتهم واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم


 

[242]

إنك ولي ذلك يا أرحم الراحمين (1). ذكر زيارة علي بن الحسين عليهما السلام ثم تحول إلى عند رجلي الحسين فقف على علي بن الحسين عليهما السلام وقل: السلام عليك أيها الصديق الطيب الطاهر و الزكي الحبيب المقرب، وابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله، السلام عليك من شهيد محتسب، ورحمة الله وبركاته، ما أكرم مقامك، وأشرف منقلبك، أشهد لقد شكر الله سعيك، وأجزل ثوابك، وألحقك بالذروة العالية حيث الشرف كل الشرف، في الغرف السامية في الجنة فوق الغرف، كما من عليك من قبل، وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "، والله ما ضرك القوم بما نالوا منك ومن أبيك الطاهر صلوات الله عليكما، ولا ثلموا منزلتكما من - البيت المقدس، ولا وهنتما بما أصابكما في سبيل الله، ولا ملتما إلى العيش في - الدنيا، ولا تكرهتما مباشرة المنايا، إذ كنتما قد رأيتما منازلكما في الجنة قبل أن تصيرا إليها، فاخترتماها قبل أن تنتقلا إليها، فسررتم وسررتم. فهنيئا " لكم يا بني عبد المطلب التمسك من النبي صلى الله عليه واله بالسيد السابق حمزة ابن عبد المطلب، وقدمتما عليه وقد الحقتما بأوثق عروة وأقوى سبب، صلى الله عليك أيها الصديق الشهيد المكرم، والسيد المقدم، الذي عاش سعيدا "، ومات شهيدا "، وذهب فقيدا "، فلم تتمتع من الدنيا إلا بالعمل الصالح، ولم تتشاغل إلا بالمتجر الرابح. أشهد أنك من الفرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وتلك منزلة كل شهيد فكيف منزلة الحبيب إلى الله، القريب إلى رسول الله صلى الله عليه واله، زادك الله من فضله في كل لفظة ولحظة، وسكون وحركة، مزيدا " يغبط ويسعد أهل عليين به يا كريم النفس يا كريم الأب، يا كريم الجد إلى أن يتناهى، رفعكم الله من أن يقال رحمكم الله، وافتقر إلى ذلك غيركم من كل من خلق الله.

 

(1) مصباح الزائر ص 121 - 124.

 

[243]

ثم تقول: صلوات الله عليكم ورضوانه ورحمة الله وبركاته، فاشفع لي أيها السيد الطاهر إلى ربك في حط الاثقال عن ظهري، وتخفيفها عني وارحم ذلى وخضوعي لك، وللسيد أبيك صلى الله عليكما. ثم انكب على القبر وقل: زاد الله في شرفكم في الاخرة كما شرفكم في - الدنيا، وأسعدكم كما أسعد بكم، وأشهد أنكم أعلام الدين ونجوم العالمين (1). زيارة الشهداء رضوان الله عليهم: ثم تتوجه إلى البيت الذي عند رجلي علي بن الحسين عليه السلام وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين سلاما " لا يفنى أمده، ولا ينقطع مدده، سلاما " تستوجبه باجتهادك، وتستحقه بجهادك، عشت حميدا " وذهبت فقيدا " لم يمل بك حب الشهوات، ولم يدنسك طمع النزهات، حتى كشفت لك الدنيا عن عيوبها، ورأيت سوء عاقبتها وقبح مصيرها، فبعتها بالدار الاخرة، وشريت نفسك شراء المتاجرة فأربحتها أكرم الأرباح، ولحقت بها الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما، السلام على القاسم بن الحسن ابن علي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا ابن حبيب الله، السلام عليك يا ابن ريحانة رسول الله، السلام عليك من حبيب لم يقض من الدنيا وطرا "، ولم يشف من أعداء الله صدرا "، حتى عاجله الأجل، وفاته الأمل. فهنيئا " لك يا حبيب حبيب رسول الله، ما أسعد جدك، وأفخر مجدك، و أحسن منقلبك، السلام عليك يا عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، السلام عليك يا ابن الناشي في حجر رسول الله، والمقتدي بأخلاق رسول الله، والذاب عن حريم رسول الله صبيا "، والذائد عن حرم رسول الله، مباشرا " للحتوف، مجاهدا " بالسيوف، قبل أن يقوى جسمه، ويشتد عظمه، ويبلغ أشده. ما زلت من العلاء منذ يفعت، تطلب الغاية القصوى في الخير منذ ترعرعت حتى رأيت أن تنال الحظ السني في الاخرة ببذل نفسك في سبيل الله، والقتال

 

(1) مصباح الزائر ص 124 - 125.

 

[244]

لاعداء الله، فتقربت والمنايا دانية، وزحفت والنفس مطمئنة طيبة، تلقى بوجهك بوادر السهام، وتباشر بمهجتك حد الحسام، حتى وفدت إلى الله تعالى بأحسن عمل، وأرشد سعي إلى أكرم منقلب، وتلقاك ما أعده لك من النعيم المقيم الذي يزيد ولا يبيد، والخير الذي يتجدد ولا ينفد، فصلوات الله عليك تترى تتبع اخراهن الاولى. السلام عليك يا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، صنو الوصي أمير - المؤمنين صلوات الله عليه وآله عليك وعلى أبيك ما دجى ليل وأضاء نهار، وما طلع هلال وما أخفاه سرار، وجزاك الله عن ابن عمك والاسلام، أحسن ما جزى الأبرار الأخيار، الذين نابذوا الفجار، وجاهدوا الكفار، فصلوات الله عليك يا خير ابن عم، زادك الله فيما آتاك حتى تبلغ رضاك كما بلغت غاية رضاه، و جاوز بك أفضل ما كنت تتمناه. السلام عليك يا جعفر بن عقيل بن أبي طالب، سلاما " يقضي حقك في نسبك وقرابتك وقدرك في منزلتك، وعملك في مواساتك، ومساهمتك ابن عمك بنفسك ومبالغتك في مواساته حتى شربت بكأسه، وحللت محله في رمسه، واستوجبت ثواب من بايع الله في نفسه، فاستبشر ببيعه الذي بايعه به، وذلك هو الفوز العظيم فاجتمع لك ما وعدك الله من النعيم بحق المبايعة، إلى ما أوجبه الله عزوجل لك بحق النسب والمشاركة، ففزت فوزين لا يتنالهما إلا من كان مثلك في قرابته و مكارمته، وبذل ماله ومهجته لنصرة إمامه وابن عمه، فزادك الله حبا وكرامة حتى تنتهي إلى أعلى عليين في جوار رب العالمين. السلام عليك يا عبد الله بن مسلم بن عقيل فما أكرم مقامك في نصرة ابن عمك، وما أحسن فوزك عند ربك، ولقد كرم فعلك، وأجل أمرك، وأعظم في الاسلام سهمك، رأيت الانتقال إلى رب العالمين خيرا " من مجاورة الكافرين، ولم تر شيئا " للانتقال أكرم من الجهاد والقتال، فكافحت الفاسقين بنفس لا تحيم عند البأس ويد لا تلين عند المراس، حتى قتلك الأعداء من بعد أن رويت سيفك وسنانك من


 

[245]

أولاد الاحزاب والطلقاء، وقد عضك السلاح، وأثبتك الجراح، فغلبت على ذات نفسك غير مسالم ولا مستأسر، فأدركت ما كنت تتمناه، وجاوزت ما كنت تطلبه وتهواه، فهناك الله بما صرت إليه، وزادك ما ابتغيت الزيادة عليه. السلام عليك يا عبد الله بن على بن أبى طالب ورحمة الله وبركاته، فانك الغرة الواضحة، واللمعة اللائحة، ضاعف الله رضاه عنك، وأحسن لك ثواب ما بذلته منك، فلقد واسيت أخاك، وبذلت مهجتك في رضا ربك. السلام عليك يا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، سلاما يرجيه البيت الذي أنت فيه أضأت، والنور الذي فيه استضأت، والشرف الذي فيه اقتديت، وهناك الله بالفوز الذي إليه وصلت، وبالثواب الذي ادخرت لقد عظمت مواساتك بنفسك، وبذلك مهجتك في رضا ربك ونبيك وأبيك وأخيك ففاز قدحك، وزاد ربحك، حتى مضيت شهيدا "، ولقيت الله سعيدا "، صلوات الله عليك وعلى أخيك وعلى إخوتك، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". السلام عليك يا أبا بكر بن علي بن أبي طالب عليه السلام ورحمة الله وبركاته ما أحسن بلاءك، وأزكى سعيك، وأسعدك بما نلت من الشرف، وفزت به من الشهادة فواسيت أخاك وإمامك، ومضيت على يقينك حتى لقيت ربك صلوات الله عليك وضاعف الله ما أحسن به إليك. السلام عليك يا عثمان بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فما أجل قدرك، وأطيب ذكرك، وأبين أثرك، وأشهر خيرك، وأعلى مدحك، و أعظم مجدك. فهنيئا لكم يا أهل بيت الرحمة، ومختلف الملائكة، ومفاتيح الخير، تحيات الله غادية ورائحة في كل يوم وطرفة عين ولمحة، وصلوات الله عليكم يا أنصار دين الله، وأنصار أهل البيت من مواليهم وأشياعهم، ولقد نلتم الفوز، وحزتم الشرف في الدنيا والاخرة، يا ساداتي يا أهل البيت وليكم الزائر لكم المثني عليكم بما أولاكم وأنتم له أهل، المجيب لكم ساير جوارحه، يستشفع بكم


 

[246]

إلى الله ربكم وربه في إحياء قلبه وتزكية عمله وإجابة دعائه وتقبل ما يتقرب به، والمعونة على أمر دنياه وآخرته، فقد سأل الله تعالى ذلك وتوسل إليه بكم وهو نعم المسؤل ونعم المولى ونعم النصير (1). ثم تسلم على الشهداء من أصحاب الحسين عليه وعليهم السلام تستقبل وتقول: السلام عليكم يا أنصار الله، وأنصار رسوله، وأنصار علي بن أبي طالب، وأنصار فاطمة الزهراء، وأنصار الحسن والحسين، وأنصار الاسلام أشهد لقد نصحتم لله وجاهدتم في سبيله، فجزاكم الله عن الاسلام وأهله أفضل الجزاء فزتم والله فوزا " عظيما " يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا " عظيما أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون وأشهد أنكم الشهداء، وأنكم السعداء، وأنكم في درجات العلى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم عد إلى موضع رأس الحسين صلوات الله عليه، واستقبل القبلة وصل ركعتين صلاة الزيارة تقرأ في الاولى الحمد وسورة الأنبياء، وفي الثانية الحمد وسورة الحشر أو ما تهيأ لك من القرآن، فإذا فرغت من الصلاة فقل: سبحان ذي القدرة والجبروت، سبحان ذي العزة والملكوت، سبحان المسبح له بكل لسان، سبحان المعبود في كل أوان، الأول والاخر، والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين، لا إله إلا هو فتعالى الله عما يشركون. اللهم ثبتني على الإقرار بك واحشرني عليه، وألحقني بالعصبة المعتقدين له، الذين لم يعترضهم فيك الريب، ولم يخالطهم الشك، الذين أطاعوا نبيك ووازروه، وعاضدوه ونصروه، واتبعوا النور الذي انزل معه، ولم يكن اتباعهم إياه طلب الدنيا الفانية، ولا انحرافا " عن الاخرة الباقية، ولا حب الرياسة والإمرة، ولا ايثار الثروة، بل تاجروا بأموالهم وأنفسهم وربحوا حين خسر الباخلون، وفازوا حين خاب المبطلون، وأقاموا حدود ما أمرت به من

 

(1) مصباح الزائر ص 125 - 128.

 

[247]

المودة في ذوي القربى، التي جعلتها أجر رسول الله صلى الله عليه وآله، فيما أداه إلينا من الهداية إليك، وأرشدنا إليه من التعبد لك وتمسكوا بطاعتهم، ولم يميلوا إلى غيرهم، اللهم إني اشهدك أني معهم وفيهم وبهم، ولا أميل عنهم ولا أنحرف إلى غيرهم، ولا أقول لمن خالفهم: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا. اللهم صل على محمد وآل محمد وعترته صلاة ترضيه وتحظيه، وتبلغه أقصى رضاه وأمانيه، وعلى ابن عمه وأخيه المهتدي بهدايته، المستبصر بمشكاته، القائم مقامه في امته، وعلى الأئمة من ذريته الحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة بن الحسن. اللهم إن هذا مقام إن ربح فيه القائم بأهل ذلك فهو من الفائزين، وإن خسر فهو من الهالكين، اللهم إني لا أعلم شيئا " يقربني من رضاك في هذا المقام إلا التوبة من معاصيك، والاستغفار من الذنوب والتوسل بهذا الامام الصديق ابن رسول الله، وأنا بحيث تنزل الرحمة، وترفرف الملائكة، وتأتيه الأنبياء وتغشاه الأوصياء، فان خفت مع كرمك ومع هذه الوسيلة إليك أن تعذبني فقد ضل سعيي وخسر عملي. فيا حسرة نفسي، وإن لم تغفر لي وترحمني فأنت أرحم الراحمين (1). ثم قبل الضريح وقل: السلام عليك أيها الامام الكريم، وابن الرسول الكريم، أتيتك بزيارة العبد لمولاه، الراجي فضله وجدواه، الامل قضاء الحق الذي أظهره الله لك، وكيف أقضي حقك مع عجزي وصغر جدي، وجلالة أمرك وعظيم قدرك، وهل هي إلا المحافظة على ذكرك، والصلاة عليك مع أبيك وجدك، والمتابعة لك والبراءة من أعدائك، والمنحرفين عنك، فلعن الله من خالفك في سره وجهره، ومن أجلب عليك بخيله ورجله، ومن كثر أعداءك بنفسه وماله، ومن سره ما ساءك، ومن أرضاه ما أسخطك، ومن جرد سيفه

 

(1) مصباح الزائر ص 128 - 129.

 

[248]

لحربك، ومن شهر نفسه في معاداتك، ومن قام في المحافل بذمك، ومن خطب في المجالس بلومك سرا " وجهرا ". اللهم جدد عليهم اللعنة كما جددت الصلاة عليه، اللهم لا تدع لهم دعامة إلا قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، اللهم أرسل عليهم من الحق يدا " حاصدة تصرع قائمهم، وتهشم سوقهم، وتجدع معاطسهم، اللهم صل على محمد وآل محمد وعترته الطاهرين، الذين بذكرهم ينجلي الظلام، وينزل الغمام، وعلى أشياعهم ومواليهم وأنصارهم واحشرني معهم وتحت لوائهم، أيها الامام الكريم اذكرني بحرمة جدك عند ربك، ذكرا ينصرني على من يبغي علي ويعاندني فيك ويعاديني من أجلك، فاشفع لي إلى ربك في إتمام النعمة لدي، وإسباغ العافية علي، وسوق الرزق إلي، وتوسيعه على لاعود بالفضل منه على مبتغيه، فما أسئل مع الكفاف إلا ما أكتسب به الثواب فانه لا ثواب لمن لا يشاركك في ماله، ولا حاجة لي فيما يكنز في الأرض، ولا ينفق في نافلة ولا فرض. اللهم إني أسئلك وأبتغيه من لدنك حلالا " طيبا "، فأعني على ذلك و أقدرني عليه، ولا تبتليني بالحاجة، فأتعرض بالرزق للجهات التي يقبح أمرها ويلزمني وزرها، اللهم ومد لي في العمر ما دامت الحياة موصولة بطاعتك، مشغولة بعبادتك، فإذا صارت الحياة مرتعة للشيطان، فاقبضني إليك قبل أن يسبق إلي مقتك، ويستحكم على سخطك. اللهم صل على محمد وآل محمد ويسر لي العود إلى هذا المشهد الذي عظمت حرمته في كل حول بل في كل شهر بل في كل اسبوع فان زيارته في كل حول مع قبولك ذلك بركة شاملة، فكيف إذا قربت المدة، وتلاحقت القدرة اللهم إنه لا عذر لي في التأخر عنه والاخلال بزيارته مع قرب المسافة إلا المخاوف الحائلة بيني وبينه ولولا ذلك لتقطعت نفسي حسرة لانقطاعي عنه، أسفا " على ما يفوتني منه. اللهم يسر لي الإتمام وأعني على تأدية ما أضمره فيه، وأراه أهله و مستوجبه فأنت بنعمتك الهادي إليه والمعين عليه، اللهم فتقبل فرضي ونوافلي و


 

[249]

زيارتي واجعلها زيارة مستمرة وعادة مستقرة، ولا تجعل ذلك منقطع التواتر يا كريم (1). فإذا أردت الوداع فصل ركعتين وقل: السلام عليك يا خير الانام لأكرم إمام وأكرم رسول، وليك يودعك توديع غير قال لقربك، ولا سئم للمقام لديك ولا مؤثر لغيرك عليك، ولا منصرف لما هو أنفع له منك، توديع متأسف على فراقك ومتشوق إلى عود لقائك، وداع من يعد الأيام لزيارتك، ويؤثر الغدو والرواح إليك، ويتلهف على القرب منك ومشاهدة نجواك، صلى الله عليك ما اختلف الجديدان وتناوح العصران، وتعاقب الأيام (2). ثم انكب على القبر وقل: يا مولاي ما تروى النفس من مناجاتك، ولا يقنع القلب إلا بمجاورتك، فلو عذرتني الحال التي ورائي لتركتها ولا استبدلت بها جوارك فما أسعد من يغاديك ويراوحك، وما أرغد عيش من يمسيك ويصبحك، اللهم احرس هذه الاثار من الدروس وأدم لها ما هي عليه من الانس والبركات والسعود ومواصلة ما كرمتها به من زوار الأنبياء والملائكة والوافدين إليها في كل يوم وساعة، واعمر الطريق بالزائرين لها وآمن سبلها إليها، اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم، وإتيان مشاهدهم، إنك ولي الاجابة يا كريم (3). ايضاح: قوله: اعزز علينا على صيغة الأمر للتعجب أي ما أعز علينا و أشد كقوله تعالى " أسمع بهم وأبصر " قوله: لهفان أي يا لهفان وهو المظلوم المضطر يستغيث ويتحسر " قوله " وألب عليك أي أقام. " قوله " المضرجات أي الملطخات بالدم، والذابلات اليابسات من العطش واصطلمه استأصله، وشحب لونه تغير من هزال أو جوع أو سفر، وأشال الشئ

 

(1) مصباح الزائر ص 129 - 130. (2) مصباح الزائر ص 130. (3) مصباح الزائر ص 130.

 

[250]

رفعه، والفلوات الصحاري الخالية أو التي لاماء فيها، والنازح: البعيد، ويقال ناغت الام صبيها إذا لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة. والنكث نقض العهد، والذمة العهد والامان، والمستضام: المظلوم المأخوذ حقه، والعراء الفضاء لا يستتر فيه بشئ ولم يرد المقصور كما يقتضيه السجع، و الشلو: بالكسر العضو والجسد، والموضوع، خلاف المرفوع، أو المراد به المتروك بغير دفن، ورفرف الطاير: أي بسط جناحيه. وقال الجزري الطفوف جمع طف وهو ساحل البحر وجانب البر، و منه حديث مقتل الحسين عليه السلام أنه يقتل بالطف سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات وكانت تجري يومئذ قريبا " منه انتهى، والحشاشة: بالضم بقية الروح في المريض والجريح والحتوف جمع الحتف وهو الموت، واللوعة حرقة القلب. وقال الفيروز آبادي (1) كفحه كمنعه كشف عنه غطاءه، وبالعصا ضربه و لجام الدابة جذبه كأكفحه انتهى، " قوله: " ربيع الأيتام أي كنت لهم كالربيع في أنه يأتي بكل خير للناس ويميل قلوبهم إليه. " قوله " حليف الانعام بالكسر من النعمة أو بالفتح جمعها، والضرايب: جمع الضريبة وهي الطبيعة، وصدع بالحق: جهر به وأظهره، وأوعز إليه: تقدم وأمر، وطحطح: كسر وفرق وبدد إهلاكا، والقسطل: الغبار فالاضافة للتأكيد، والجأش بالهمز رواغ القلب إذا اضطرب عند الفزع ونفس الانسان، و قد لايهمز، والغوائل: الدواهي، والمناجزة: المعاجلة في القتال، والهبوات جمع الهبوة وهي الغبرة. " قوله ": للأذيات في بعض النسخ للأسلات أي الرماح أو السهام، والباتر السيف القاطع، والحمحمة صوت الفرس " قوله " محرنا " في أكثر النسخ بالراء المهملة، والحرون الدابة التي إذا اشتد جريها وقفت، والأظهر، محزنا بالزاء المعجمة

 

(1) القاموس ج 2 ص 245.

 

[251]

أي رأين عليه أثر الحزن، وفي زيارة المفيد مخزيا وأبصرن سرجك ملويا "، فهو من الخزي والمذلة، والملوي: من لواه أي عطفه وثناه، وفي بعض النسخ القديمة جوادك ملويا منكوبا " وأبصرت سرجك مكبوبا ". " قوله " مولغ من ولوغ الكلب على سبيل الاستعارة وفي أكثر النسخ بالعين من أولعه به أي أغراه والأول أظهر، وتهنيد السيف تشحيذه والهملجة نوع من عدو الدابة، والهطول: السايل، والقعاقع: تتابع أصوات الرعد، وريح زعزع وزعزعان وزعزاع وزعازع بالضم يزعزع الأشياء ويحركها، والغشم الظلم، و الثلم: الكسر والهدم، ويفع الغلام وأيفع راهق العشرين. وترعرع الصبي تحرك ونشأ، والزحف المشي، وبوادر السهام أوايلها أوحدها، والحسام بالضم السيف القاطع وسرار الشمس بالفتح والكسر هو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس، والمنابذة المكاشفة والمقاتلة، والرمس بالفتح القبر " قوله " لا يخيم عند البأس، ويقال خام عنه يخيم نكص وجبن، والبأس: الشدة في الحرب، والمراس بالكسر الشدة " قوله " قدحك بالكسر أي نصيبك مأخوذ من قداح الميسر. " قوله " ولابيك وأخيك ظاهر تلك الفقرات أنه عبد الرحمن بن علي ابن أبي طالب، لا عقيل بن أبي طالب كما في أكثر النسخ، وكذا الظاهر مكان إخوتك أخويك على صيغة التثنية إشارة إلى الحسين صلوات الله عليهما أو أولاد أخيك. " قوله " وتحظيه من الحظوة وهي المكانة والمنزلة، والهشم: كسر العظام والجدع: قطع الأنف " قوله " بركة شاملة الظاهر أنه سقط في هذا المكان شئ من النساخ، والتناوخ التقابل، والعصران: اليوم والليلة، وقد يطلق على البكرة والعشي، والظاهر: أن هذه الزيارة من مؤلفات السيد والمفيد رحمهما الله ولعله وصل إليهما خبر في كيفية الصلاة فان الاختراع فيها غير جايز. 39 - ق: زيارة مشهد سيدنا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه والدعاء


 

[252]

عنده، وإذا خرجت من منزلك فقل: بسم الله وبالله وإلى الله وما شاء الله توكلت على الله، وتوجهت إلى الله ولا حول ولا حيلة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إليك توجهت، وإياك طلبت، ووجهك أردت، وإلى ابن نبيك ومولاي وإمامي وفدت، وحق عليك ألا تخيب وافده وزائره، اللهم أعني وسلمني وسلم مني وبلغني واحفظني في نفسي وعيالي وما خولتني بخير، وأستودعك نفسي وديني وأمانتي وأهلي وولدي وذريتي وعيالي وما خولتني فانك خير مستودع وخير حافظ. ثم اقرأ: الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي وآخر الحشر. ثم امض على بركة الله وقوته وحسن توفيقه، فإذا وصلت تأتي الفرات فتغتسل ثم تقول: اللهم طهرني وطهر لي قلبي، واشرح لي صدري، واجر على لساني محبتك، والثناء عليك، فانه لا قوة إلا بك، وقد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك، والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك بالالفة بينهم، أشهد أنهم أنبياؤك ورسلك إلى جميع خلقك. ثم تأتي القبر وتستقبله وتكبر باحدى عشرة تكبيرة ثم تقول: الحمد لله خالق الخلق، رب الخلق وإليه المعاد، اللهم هذه تربة مباركة طيبة، طهرتها وفضلتها واتخذتها لابن نبيك، فأسئلك اللهم بحق نبيك ورسلك من علمت منهم ومن لم أعلم، وبحق ملائكتك أن تجعلني من أفضل وفدك، الذين قسمت لهم الوفادة إلى ابن نبيك، وأسئلك بركة ما جئت له مما أرجو من تحطيط الخطيئة عني، اللهم هذا مكان العائذ بك من النار. ثم كبر سبع تكبيرات وتدنو قليلا " ولا تلتفت ولا تحد عينيك عن القبر فانه قبر الطيب انتخبه الله لعلمه واختاره بالخيرة التي اختار بها أولياءه من قبله ثم تقول: آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت، وأشهد أن وعد ربنا حق، وأن لقاءه حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يحيي ويميت ويميت و


 

[253]

يحيي، وأنه يبعث من في القبور ويعلم ما في الصدور. ثم تدنو وتكبر سبعا " وتقول: الحمد لله النافذ أمره، الصادق وعده، لا مبدل لكلماته، وهو السميع العليم، ثم تقول: لعن الله امة قتلتك، وظاهرت على قتلك، واتخذت وليا " غيرك، وأشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك وأبناءك الذين من بعدك، موالي وأوليائي، وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته من خلقه وسفرته إلى جميع خلقه. ثم تكثر من التسبيح والتحميد والتهليل ثم تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم العن قتلة أصفيائك وأنبيائك وأبناء أنبيائك، لعنا " وبيلا "، وأحلل عليهم نقمتك، وائتهم من حيث لا يحتسبون، كما بدلوا كلماتك، وبدلوا كتابك، و استحلوا حرامك، وأفسدوا في بلادك، وتظاهروا على عبادك، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ". ثم كبر ثلاث تكبيرات ولا تلتفت عن القبر ثم تقول: سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا " ثم تصلي على النبي وعلى أمير المؤمنين وذريتهما وتقول: اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك، وخاتم رسلك، وسيد عبادك، وأمينك في بلادك، كما تلا كتابك، وجاهد عدوك، وبلغ رسالاتك، وعبدك حتى أتاه اليقين، اللهم صل على أمير المؤمنين، اللهم أكرم مآبه وأنجز وعده، اللهم صل على فاطمة بنت نبيك وعلى ذريتها، اللهم صل على الحسن والحسين وعلى ذريتهما اللهم صل على أئمتنا أولهم وآخرهم، اللهم واستخلفهم في الارض كما استخلفت الذين من قبلهم، ومكن لهم دينهم الذي ارتضيت لنفسك حتى لا تدان إلا به، كي نسبحك كثيرا " ونذكرك كثيرا ". ثم تناد به وتقول: بأبي وامي ولد رسول الله، بأبي وامي من بكته لطيب وفاته سماء الله وأرضه وملائكته، بأبي وامي من ذابت لحبه كبدي وعلى طول وتره جسمي، أشهد أنك من السفرة الكرام البررة، وأشهد لك بذلك في - مقامي ومقعدي ومرقدي.


 

[254]

ثم تقول وأنت مستلم القبر: اللهم رب الأرباب صريخ الأخيار إني عذت بك فافكك رقبتي من النار، تقول ذلك ثلاث مرات ثم تجلس عند رأسه فتختار من الدعاء لنفسك وتقول: آمنت بالله وبما انزل عليكم، وأتولى آخركم بما توليت به أولكم، وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى، الذين بدلا نعمتك، وخالفا كتابك، واتهما نبيك، وصدا عن سبيلك، اللهم احش قبورهما نارا "، وأجوافهما نارا "، والعنهما لعنا " يلعنهما به كل نبي مرسل، وكل ملك مقرب، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان. ثم تأتي قبور الشهداء وتسلم وتقول: أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع، أشهد أنكم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و حسن اولئك رفيقا ". ثم تقول: السلام على رسول الله، السلام على أمين الله على رسله، وعزائم أمره، الفاتح لما غلق، والخاتم فيما سبق، والمهيمن على ذلك كله، السلام على ملائكة الله أجمعين، ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، والسلام على زوارك من الجن والانس، فهنيئا " لكم كرامة الله، والحمد لله الذي صدقكم وعده، وأراكم الذي تحبون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، وإنا بكم لاحقون، وإنا إليه راجعون. ثم تأتي القبر من قبل رأسه وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، السلام عليك يوم ولدت يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا "، أشهد أنك حي عند الله ترزق، وأنا أتوالى وليك وأبرأ إلى الله من عدوك، وأشهد أن من اتبعك على الحق والهدى، وأن من قاتلك وأنكر حقك على الضلالة، وأبرء إلى الله منهم، وأتقرب إلى الله بذلك وأطلب بذلك وجه الله والدار الاخرة، ثم تضع خدك على القبر. ثم تقول: اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين، اطلب بدم الحسين انتقم للحسين، اللهم ومن أعان على قتله أو رضي بقتله فالعنه إله الحق يا أرحم


 

[255]

الراحمين ويا إله العالمين. ثم تقرأ على سيدى السلام وتقول: اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في - أمرنا، وتقبل توبتنا وتجاوز عنا، إنك على كل شئ قدير وأرحم الراحمين اللهم اغفر لي ولوالدي ولاخوتي وأهلي وولدي واسترني وإياهم في ديننا و دنيانا وآخرتنا، وشفع لنا محمدا " وآله في ذنوبنا، والسلام على سيدى رسول الله في العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله وسلم تسليما "، وحسبنا الله ونعم الوكيل. الوداع: فإذا أردت وداعه فقل: الحمد لله الواحد العلى، والسلام على الامام الصالح الزكي، أودعك شهادة مني لك تقربني إليك في يوم شفاعتك، بل برجاء حياتك أحييت قلوب شيعتك. وبضياء نورك اهتدى الطالبون إليك، سيدي أشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ ولا يطفأ أبدا "، وأشهد أن هذه التربة تربتك، والحرم حرمك والمصرع مصرع بدنك، مولاى لا ذليل والله معزك، ولا مغلوب والله ناصرك هذه شهادة لي عندك إلى قبض نفسي بحضرتك، السلام عليك يا عبرة كل مؤمن ومؤمنة ورحمة الله وبركاته، وعلى أنصارك من أهل بيتك، وأهل شهادتك، و على الملائكة الحافين بك، وعلى زوارك العارفين بك، وعلى شيعتك المستبصرين بحقك، مني ومن لحمى ودمي ومن والدي وأهلي وولدي وإخوتي وأخواتي وممن حملني الرسالة إليك، ورحمة الله وبركاته، إنه حميد مجيد. أستودعك الله وأقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به و دللت عليه واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد منا ومن زيارة ابن رسولك، وارزقني زيارته أبدا " ما أبقيتني. اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه، اللهم أقمه مقاما " محمودا " تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك وتبير به من نصب حربا لال محمد صلى الله عليه واله، فانك وعدته ذلك، و أنت لا تخلف الميعاد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله، صلى الله عليه وعليكم أجمعين، أنتم


 

[256]

السابقون الأولون والمهاجرون والأنصار، وأشهد أنكم أنصار أبناء رسوله صلى الله عليه واله والحمد لله الذي صدقكم وعده، وأرواحكم بالحياة، وصلى الله على محمد سيد الأولين والاخرين، وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين، وسلم تسليما "، اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 40 - قال مؤلف المزار الكبير: زيارة اخرى له صلوات الله عليه مختصرة يزار بها في كل يوم وفي كل شهر، ويزار بها أيضا عند قايم الغرى، فقد جاء في الأثر أن رأس الحسين عليه السلام هناك، وأن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام زاره هناك بهذه الزيارة، وصلى عنده أربع ركعات، تأتي مشهده صلى الله عليه بعد اغتسالك ولباسك أطهر ثيابك فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاى يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الاذى في جنبه، محتسبا حتى أتاك اليقين، أشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، وأن الذين خذلوك وأن الذين قتلوك، ملعونون على لسان النبي الامي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والاخرين وضاعف عليهم العذاب الأليم، أتيتك يا مولاي يا ابن رسول الله، زائرا " عارفا " بحقك مواليا " لأوليائك، معاديا " لأعدائك، مستبصرا " بالهدى الذي أنت عليه، عارفا " بضلالة من خالفك، فاشفع لي عند ربك. ثم انكب على القبر وضع خدك عليه وتحول إلى عند الرأس وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه، صلى الله على روحك الطيبة وجسدك الطاهر، و عليك السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته. ثم تحول إلى عند الرجلين فزر علي بن الحسين عليه السلام وقل: السلام عليك


 

[257]

يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته. لعن الله من ظلمك ولعن الله من قتلك وضاعف عليهم العذاب الأليم. ثم ادع ما أردت وزر الشهداء منحرفا " عند الرجلين إلى القبلة فقل: السلام عليكم أيها الصديقون، السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وصبرتم على الأذى في جنب الله، ونصحتم لله ولرسوله ولابن رسوله، حتى أتاكم اليقين، أشهد أنكم أحياء عند ربكم، جزاكم الله عن الاسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين، وجمع بيننا وبينكم في محل النعيم. ثم امض إلى قبر العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام فإذا أتيته فقف عليه وقل: السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله و لرسوله، أشهد أنك جاهدت ونصحت وصبرت حتى أتاك اليقين، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والاخرين وألحقهم بدرك الجحيم ثم صل في مسجده تطوعا ما أحببت وانصرف. فإذا أردت وداع سيدنا أبي عبد الله عليه السلام عند انصرافك من مشهده، فقف على قبره كما وقفت عليه أولا " وقل: السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله، هذا أوان انصرافي غير راغب عنك ولا مستبدل بك غيرك، وأستودعك الله وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول و بما جئت به ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعل زيارتي هذه آخر العهد مني بزيارته، وارزقني العود إليه، أبدا ما أحييتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه واجمع بيني وبينه في جنات النعيم (1). أقول: لعله كان في الأصل أن رأس الحسين (ع) وضع هناك، فقد مر مرارا " أن قائم الغري هو مسجد الحنانة، وهو الموضع الذي وضعوا فيه رأسه (ع) عند ذهابهم به إلى ابن زياد لعنه الله. 41 - ثم قال: (زيارة اخرى) له صلوات الله عليه روى صفوان الجمال انه قال قال لي مولاي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: إذ أردت زيارة الحسين بن علي صلوات الله عليه فصم قبل ذلك ثلاثة أيام واغتسل في اليوم الرابع، واجمع إليك أهلك وولدك وقل قبل مسيرك:

 

(1) المزار الكبير ص 172 - 173.

 

[258]

اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن كان مني بسبيل، الشاهد منهم والغائب، اللهم اجعلنا من الفائزين، واحفظنا بحفظ الايمان، واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في جوارك وحفظك وحرزك، ولا تغير ما بنا من نعمتك، وزدنا من فضلك، إنا إليك راغبون. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في - المال والأهل والولد، اللهم ارزقنا حلاوة الايمان، وبرد المغفرة، وأمانا " من عذابك، وآتنا من لدنك رحمة، إنه لا يملك ذلك غيرك (1). فإذا أتيت الفرات فكبر الله مائة مرة وهلل مائة مرة، وصل على النبي صلى الله عليه واله مائة مرة، ثم قل: بعد ذلك، اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وأنت سيدى خير مقصود، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، فأسئلك أن تجعل تحفتك إياى فكاك رقبتي من النار، واشكر سعيي، وارحم مسيري إليك، من غير من عليك، بل لك المن على، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله وشرفه، اللهم فاحفظني بالليل والنهار، حتى تبلغني هذا المكان، فقد رجوتك فلا تقطع رجائي، وقد أملتك فلا تخيب أملى، واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يا رب العالمين. فإذا أردت الغسل ندبا " فقل: بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الائمة الصادقين، اللهم طهر به قلبي واشرح به صدري ونور به بصري، اللهم اجعله نورا " وطهورا " وخيرا " وشفاء من كل داء وسقم، وعافني من كل ما أخاف وأحذر، اللهم اجعله لي شاهدا " يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير. فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين أو ثوبا، وصل ركعتين ندبا " خارج المشرعة وهو المكان الذي قال الله عزو جل (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض

 

(1) المزار الكبير ص 141 - 142.

 

[259]

في الاكل) واقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون، فإذا سلمت فكبر الله ما استطعت وقل: الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها، الرحمان الرحيم، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق اللهم لك الحمد حمدا " كثيرا " دائما " سرمدا " لا ينقطع ولا يفنى، حمدا " ترضى به عنا حمدا " يتصل أوله ولا ينفد آخره، حمدا " يزيد ولا يبيد، وصلى الله على محمد وآله وسلم. فإذا توجهت إلى الحاير فقل: اللهم إليك قصدت، ولبابك قرعت، وبفنائك نزلت، وبك اعتصمت، ولرحمتك تعرضت، وبوليك الحسين عليه السلام توسلت، اللهم صل على محمد وآله، واجعل زيارتي مبرورة ودعائي مقبولا " (1). فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة وأوم بطرفك نحو القبر وقل: يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله عبدك وابن عبدك وابن أمتك، الذليل بين يديك، المقصر في علو قدرك، المعترف بحقك جاءك مستجيرا " بذمتك، قاصدا إلى حرمك، متوجها " إلى مقامك، متوسلا " إلى الله تبارك وتعالى بك، أفأدخل يا مولاي يا حجة الله، ءأدخل يا أمير المؤمنين، ءأدخل يا ولي الله، ءأدخل يا باب الله، ءأدخل يا ملائكة الله، ءأدخل أيتها الملائكة المحدقون بهذا الحرم، المقيمون بهذا المشهد. ثم أدخل رجلك اليمنى القبة وأخر اليسرى وقل: الله أكبر كبيرا "، وسبحان الله بكرة وأصيلا "، والحمد لله الفرد الأحد، الصمد الواحد، المتفضل المتطول الجبار، الذي بطوله من على وسهل زيارة مولاي ولم يجعلني ممنوعا "، وعن دينه مدفوعا "، بل تطول ومنح فله الحمد. ثم ادخل الحاير وقم بحذائه بخشوع وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام

 

(1) المزار الكبير ص 142.

 

[260]

عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي حجة الله، السلام عليك يا وارث الحسن الداعي إلى الله، السلام عليك يا وارث نبي الله، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها البر الوصي، السلام عليك يا ثأر الله وابن ثاره والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وأتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا " حتى أتاك اليقين. ثم ادخل عند القبر وقم عند الرأس خاشعا " قلبك وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا خازن الكتاب المشهور، السلام عليك يا اس الإسلام الناصر لدين الله، السلام عليك يا نظام المسلمين، يا مولاى أشهد أنك كنت نورا " في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها أشهد أنك يا مولاي من دعائم الدين، وأركان المسلمين، ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الامام البر المطهر الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا من أوليائك. ثم انكب على القبر وقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا مولاى أنا موال لوليكم، معاد لعدوكم، وأنا بكم موقن بشرايع ديني، وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع. يا مولاى آمنت بسركم وعلانيتكم وظاهركم وباطنكم، وأولكم وآخركم، يا مولاى أتيتك خائفا " فآمني وأتيتك مستجيرا " فأجرنى يا سيدي، أنت وليي ومولاي وحجة الله على الخلق أجمعين، آمنت بسركم وعلانيتكم، وبظاهركم وباطنكم يا مولاي أنت السفير بيننا وبين الله، والداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت. ثم صل عند الرأس ركعتي الزيارة ندبا " فإذا سلمت فقل بعد ذلك: اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك، اللهم صل على محمد وآله و بلغهم عني السلام كثيرا " وأفضل التحية والسلام، واردد علي منهم السلام كثيرا.


 

[261]

ثم تقول: اللهم هاتان الركعتان هدية منى وكرامة لسيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين بن علي أمير المؤمنين، صلوات الله عليهما، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل مني وأجرني وبلغني أفضل أملى ورجائي فيك وفي وليك أمير المؤمنين عليه السلام (1) ثم انكب على القبر ثانية وقل: يا مولاى أشهد أن الله عزوجل منجز لك ما وعدك، ومعذب من قتلك، عليه اللعنة إلى يوم الدين. ثم تأتي إلى قبر الحسين عليهما السلام فتقبله وتقول: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه، السلام عليك يا خليل الله وابن خليله، عشت سعيدا، ومت فقيدا "، وقتلت مظلوما "، يا شهيد ابن الشهيد، عليك من الله السلام. ثم تصلي ركعتين وتكثر بعدهما من الصلاة على النبي وآله وتسئل حاجتك. ثم تأتي إلى قبر العباس بن علي عليهما السلام وتقول: السلام عليك أيها الولي الصالح الناصح الصديق، أشهد أنك آمنت بالله ونصرت ابن رسول الله صلى الله عليه واله ودعوت إلى سبيل الله، وواسيت بنفسك، وبذلت مهجتك، فعليك من الله السلام التام. ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول، بأبي وامي يا ناصر دين الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق، السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد، السلام عليك مني أبدا ما بقيت، وصلى الله على محمد وآله وسلم. وتخرج من عنده فترجع إلى قبر الحسين عليه السلام فتقيم عنده ما أحببت ولا احب لك أن تجعله مبيتك، فإذا أردت الوداع فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول: يا مولاي السلام عليك سلام مودع لا قال ولا سئم، فان أنصرف يا مولاي فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، يا مولاي لا جعله الله آخر العهد مني من زيارتك، وتقبل مني ورزقتي العود إليك والمقام في حرمك، والكون في مشهدك

 

(1) المزار الكبير ص 143 - 144.

 

[262]

آمين رب العالمين. ثم تقبله وتمر سائر بدنك ووجهك على القبر فانه أمان وحرز من كل ما تخاف وتحذر باذن الله وتمشي القهقرى وتقول: السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا باب المقام، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم، السلام عليك يا مولاى وعلى الملائكة المحدقين بك، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، السلام عليك أبدا " مني ما بقيت وبقى الليل والنهار. وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما " كثيرا " كثيرا (1). 42 - أقول وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات أصحابنا زيارة اخرى له صلوات الله عليه قال: إذا أتيت باب القبة فاستأذن وقل: الله أكبر كبيرا "، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا "، والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك يا سيد المرسلين، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا قائد الغر المحجلين، السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام على مولانا أبي محمد الحسن الزكي ابن علي أمير المؤمنين. السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأئمة من ولدك، السلام عليك يا وصي وصي أمير المؤمنين، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليكم يا ملائكة الله المحدقين بقبر الحسين، السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين بهذا المشهد الشريف السلام عليكم مني أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، السلام عليك يا ابن رسول الله عبدك وابن أمتك، المقر بالرق والتارك للخلاف عليكم، والموالي لوليكم والمعادي لعدوكم، قصد حرمك، واستجار بمشهدك، وتقرب إلى الله وإليك

 

(1) المزار الكبير ص 144. (*)

 

[263]

بقصدك. ءأدخل يا رسول الله ؟ ءأدخل يا نبي الله، ءأدخل يا أمير المؤمنين، ءأدخل يا سيد الوصيين، ءأدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين، ءأدخل يا مولاى يا أبا محمد الحسن ءأدخل يا مولاي يا أبا عبد الله، ءأدخل يا مولاى يا ابن رسول الله ؟ الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي هداني لولايتك، وخصني بزيارتك، وسهل لي قصدك. ثم ادخل وقف على القبر مستقبلا له بوجهك وقل: السلام على رسول الله: أمين الله على وحيه، وعزائم أمره، الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي نبيك الذي انتجبته بعلمك، و جعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على فاطمة الطيبة الطاهرة المطهرة، التي انتجبتها وطهرتها و فضلتها على نساء العالمين، وجعلت فيها أئمة الهدى الذين يقومون بالحق وبه يعدلون، صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، والسلام عليها ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسين بن علي عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك


 

[264]

كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على علي بن الحسين عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد بن على عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على جعفر بن محمد عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته اللهم صل على موسى بن جعفر عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذى انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على علي بن موسى عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديان الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد بن علي عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذى انتجبته بعلمك وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك


 

[265]

والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على علي بن محمد عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذى انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا مهديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على القائم بالحق الحجة بن الحسن عبدك وابن رسولك وابن وصي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا " مهديا " لمن شئت من خلقك، و الدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا بقية الله في أرضه، وحجته على خلقه، والمولي لأمره، و المؤتمن على سره، السلام على المهدي الذي وعد الله تعالى الامم، أن يجمع به الكلم، ويلم به الشعث، ويملا به الأرض قسطا " وعدلا "، كما ملئت ظلما " وجورا " وأن يمكن له وبه، وينجز وعده للمؤمنين الذين يستخلفهم فيها حتى يعبدوه بعد الخوف آمنين، وبعد الرجاء متيقنين، لا يشركون به شيئا " والسلام على من بينه وبين أول خلق الله وآخره من رسله وحججه والعالمين من خلقه وملائكته و عباده المصطفين ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرك به ولم تخش أحدا " غيره، وجاهدت في سبيل الله، وعبدته خالصا، حتى أتاك اليقين. أشهد أنك كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على من يبقى، ومن تحت الثرى، وأشهد أن ذلك سابق لكم


 

[266]

فيما مضى، وذلك لكم فاتح فيما يبقى، وأشهد أن أرواحكم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض، منا من الله ورحمة، واشهد الله واشهدكم أني بكم مؤمن، ولكم تابع في ذات نفسي، وشرايع ديني، وخواتيم عملي، ومنقلبي في آخرتي ومثواى، وأسأل الله البار الرحيم أن يتمم لي ذلك. لعن الله امة قتلتكم، ولعن الله امة بلغها ذلك فرضيت به، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك، وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الامي. اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، وخالفوا ملتك، وزاغوا عن أمرك وآذوا رسولك، وضلوا عن سبيلك، اللهم العنهم لعنا " يلعنهم به كل ملك مقرب، وكل عبد مؤمن، امتحنت قلبه للايمان، اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين، وقتلة الحسين، وأصحاب الحسين، وعذبهم عذابا " لا يعذب به أحد من العالمين، اللهم اجعلنا ممن تنصره وينتصر به ومن عليه بنصرك في الدنيا و الاخرة يا أرحم الراحمين. ثم قبل الضريح ومل إلى الرأس وقل: السلام عليك يا ثأر الله وابن ثاره السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات والأرض، أشهد أن دمك سكن في الخلد فاقشعرت له أظلة العرش، وبكت لك جميع الخلايق، وبكت لك السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهن، وما يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى ومالا يرى. أشهد أنك حجة الله وابن حجته، وأشهد أنك قد بلغت عن الله ونصحت ووفيت وأوفيت، وجاهدت في سبيل الله، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا " وشاهدا " ومشهودا "، أنا عبد الله ومولاك في طاعتك، والوافد إليك، ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله عزوجل، وثبات القدم في الهجرة إليك، أنا إلى الله ممن خالفك برئ. السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، وشاهده على خلقه، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد أنك عبد الله وأمينه بلغت ناصحا، وأديت أمينا "


 

[267]

وقتلت مظلوما "، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل. وأشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول صلى الله عليه واله، وتلوت الكتاب حق تلاوته، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة صلى الله عليك وسلم تسليما " فجزاك الله من صديق خيرا " عن رعيتك. أشهد أن الجهاد معك جهاد حق، وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله ومعدنه، وأنك الصديق عند الله، وأن دعوتك حق، وكل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض، أتيتك يا حبيب الله ورسوله وابن رسوله عارفا " بحقك مقرا " بفضلك، مستبصرا " بضلالة من خالفك، عارفا " بالهدى الذي أنت عليه، عالما " به بأبي أنت وامي ونفسي ومالي. اللهم إني اصلي عليه كما صليت عليه، وصلى عليه رسولك وأمير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة يتبع بعضها بعضا " في محضرنا هذا وإذا غبنا وعلى كل حال، صلاة لا انقطاع لها ولا أمد ولا أجل، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم ضع خدك الأيمن على الضريح وقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا مولاي يا أبا عبد الله، أنا موال لوليك، معاد لعدوك، وأنا بكم مؤمن، وبايابكم موقن في شرايع ديني، وخواتيم عملي، وقلبي لك سلم، وأمري لأمرك تبع يا مولاي أتيت عارفا " بحقك خائفا " فآمنى، ومستجيرا " بك فأجرني، يا سيدي ومولاي، يا حجة الله على العالمين، أشهد أنك على بينة من ربك، يا مولاي فاكتب لي عندك عهدا " وميثاقا " أني أتيتك آخذا بالعهد والميثاق فاشهد لي عند ربك، أنت وليي في الدنيا والاخرة. ثم ارفع رأسك وقل: اللهم صل على الحسين الأمين، والنور المبين، و الشهيد التقي الرضي الزكي الهادي المهدي، إمام المتقين، وخير أسباط المرسلين اللهم إني أشهد أنه وليك وابن نبيك وصفيك وابن صفيك وحبيبك وابن


 

[268]

حبيبك ونجيك القائم بقسطك، والداعي إلى دينك، بالحكمة والموعظة الحسنة حتى خذلته امة نبيك وجحدته حقه، اللهم صل عليه صلاة تعلي بها ذكره، و ترفع بها درجته، وتنير بها وجوه أوليائه وشيعته، وتلعن بها من نصب له حربا " وجحد له حقا يا إله العالمين، إنك على كل شئ قدير. ثم قبل الضريح وانحرف إلى القبلة، وصل صلاة الزيارة وما بدا لك، وادع الله كثيرا "، واستغفر لذنبك ولاخوانك المؤمنين. ثم قم وامض فسلم على علي بن الحسين، وعلى الشهداء من أصحاب الحسين عليهم السلام، وكلما زرت الحسين عليه السلام وأردت الخروج من عنده فانكب على القبر وقبله وقل: السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خاصة الله، السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا قتيل الظالمين، السلام عليك يا غريب الغرباء، السلام عليك سلام مودع لا سئم ولا قال ولا مال، فان أمض فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني الله العود إلى مشهدك، والمقام بفنائك، والقيام في حرمك وإياه أسئل أن يسعدني بكم، ويجعلني معكم في الدنيا والاخرة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.


 

[269]

19 (باب) * " (زيارة مأثورة للشهداء مشتملة على أسمائهم الشريفة) " * 1 - قل: روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي - ره - قال: حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عياش قال: حدثني الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي - ره - قال: خرج من الناحية سنة اثنين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الاصفهاني حين وفاة أبي - ره - وكنت حديث السن وكتب أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله عليه السلام وزيارة الشهداء رضوان الله عليهم فخرج إلى منه: بسم الله الرحمن الرحيم: إذا أردت زيارة الشهداء رضوان الله عليهم فقف عند رجلي الحسين عليه السلام وهو قبر علي بن الحسين صلوات الله عليهما فاستقبل القبلة بوجهك، فان هناك حومة الشهداء، وأوم وأشر إلى علي بن الحسين عليه السلام، وقل: السلام عليك يا أول قتيل، من نسل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل صلى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك: قتل الله قوما " قتلوك، يا بني ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا كأني بك بين يديه ماثلا، وللكافرين قائلا ": أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي أطعنكم بالرمح حتى ينثني * أضربكم بالسيف أحمي عن أبي ضرب غلام هاشمي عربي * والله لا يحكم فينا ابن الدعي حتى قضيت نحبك ولقيت ربك أشهد أنك أولى بالله وبرسوله، وأنك ابن رسوله وابن حجته وأمينه، حكم الله لك على قاتلك مرة بن منقذ بن النعمان العبدى لعنه الله وأخزاه ومن شركه في قتلك، وكانوا عليك ظهيرا " وأصلاهم الله جهنم


 

[270]

وساءت مصيرا "، وجعلنا الله من ملاقيك و مرافقيك ومرافقي جدك وأبيك وعمك وأخيك وامك المظلومة، وأبرأ إلى الله من قاتليك، وأسئل الله مرافقتك في دار الخلود وأبرء إلى الله من أعدائك اولي الجحود السلام عليك ورحمة الله وبركاته (1). السلام على عبد الله بن الحسين الطفل الرضيع، المرمي الصريع المتشحط دما المصعد دمه في السماء، المذبوح بالسهم في حجر أبيه لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدى وذويه. السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين مبلى البلاء والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، المضروب مقبلا " ومدبرا "، لعن الله قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي. السلام على العباس بن أمير المؤمنين المواسى أخاه بنفسه الاخذ لغده من أمسه، الفادى له الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن وقاد وحكيم بن الطفيل الطائي. السلام على جعفر بن أمير المؤمنين الصابر نفسه محتسبا "، والنائي عن الأوطان مغتربا "، المستسلم للقتال المستقدم للنزال، المكثور بالرجال، لعن الله قاتله هاني ابن ثبيت الحضرمي. السلام على عثمان بن أمير المؤمنين سمي عثمان بن مظعون، لعن الله راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي والأباني الدارمي. السلام على محمد بن أمير المؤمنين قتيل الأباني الدارمي لعنه الله وضاعف عليه العذاب الأليم، وصلى الله عليك يا محمد وعلى أهل بيتك الصابرين. السلام على أبي بكر بن الحسن الزكي الولى، المرمي بالسهم الردي، لعن الله قاتله عبد الله بن عقبة الغنوي. السلام على عبد الله بن الحسن بن علي الزكي، لعن الله قاتله وراميه حرملة ابن كاهل الأسدي. السلام على القاسم بن الحسن بن علي المضروب هامته، المسلوب لامته

 

(1) الاقبال ص ص 64.

 

[271]

حين نادى الحسين عمه، فجلى عليه عمه كالصقر، وهو يفحص برجله التراب والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيمة جدك وأبوك، ثم قال: عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك هذا والله يوم كثر واتره، وقل ناصره، جعلني الله معكما يوم جمعكما، وبوأني مبوا كما، ولعن الله قاتلك عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي وأصلاه جحيما "، وأعد له عذابا " أليما ". السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيار في الجنان، حليف الإيمان، و منازل الأقران، الناصح للرحمن، التالي للمثاني والقرآن، لعن الله قاتله عبد الله ابن قطبة النبهاني. السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر الشاهد مكان أبيه، والتالي لأخيه، و واقيه ببدنه، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التميمي. السلام على جعفر بن عقيل، لعن الله قاتله (وراميه) بشر بن خوط الهمداني. السلام على عبد الرحمن بن عقيل لعن الله قاتله وراميه عمر بن خالد بن أسد الجهني. السلام على القتيل بن القتيل، عبد الله بن مسلم بن عقيل ولعن الله قاتله عامر بن صعصعة، وقيل أسد بن مالك. السلام على أبي عبد الله بن مسلم بن عقيل ولعن الله قاتله وراميه عمرو بن صبيح الصيداوي. السلام على محمد بن أبي سعيد بن عقيل ولعن الله قاتله لقيط بن ناشر الجهني. السلام على سليمان مولى الحسين بن أمير المؤمنين ولعن الله قاتله سليمان بن عوف الحضرمي، السلام على قارب مولى الحسين بن علي السلام على منجح مولى الحسين بن علي (1). السلام على مسلم بن عوسجة الاسدي القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف:

 

(1) الاقبال ص 44 - 45.

 

[272]

أنحن نخلي عنك وبم نعتذر إلى الله من أداء حقك، ولا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا افارقك، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ثم لم افارقك حتى أموت معك، وكنت أول من شرى نفسه وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه، ففزت ورب الكعبة، شكر الله لك استقدامك ومواساتك إمامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال: يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة وقرأ " فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " لعن الله المشتركين في قتلك عبد الله الضبابي وعبد الله بن خشكارة البجلى. السلام على سعد بن عبد الله الحنفي القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه واله فيك، والله لو أعلم أني اقتل ثم احيا ثم احرق ثم اذرى ويفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقنك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك، وإنما هي موتة أو قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا "، فقد لقيت حمامك وواسيت إمامك، ولقيت من الله الكرامة في دار المقامة، حشرنا الله معكم في المستشهدين، ورزقنا مرافقتكم في أعلى عليين. السلام على بشر بن عمر الحضرمي شكر الله لك قولك للحسين وقد أذن لك في الانصراف: أكلتني إذن السباع حيا " إذا فارقتك وأسئل عنك الركبان، وأخذ لك مع قلة الأعوان ؟ لا يكون هذا أبدا ". السلام على يزيد بن حصين الهمداني المشرقي القاري المجدل، السلام على عمران بن كعب الأنصاري. السلام على نعيم بن عجلان الأنصاري السلام على زهير بن القين البجلى القائل للحسين عليه السلام وقد أذن له في الانصراف: لا والله لا يكون ذلك أبدا " ءأترك ابن رسول الله صلى الله عليه واله أسيرا " في يد الأعداء وأنجوأنا ؟ لا أراني الله ذلك اليوم. السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري، السلام على حبيب بن مظاهر الأسدي، السلام على الحر بن يزيد الرياحي، السلام على عبد الله بن عمير الكلبي السلام على نافع بن هلال البجلى المرادي، السلام على أنس بن كاهل الأسدي، السلام


 

[273]

على قيس بن مسهر الصيداوي، السلام على عبد الله وعبد الرحمان ابني عروة بن حراق الغفاريين، السلام على جون مولى أبي ذرالغفارى، السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي، السلام على الحجاح بن يزيد السعدي. السلام على قاسط وكرش ابني زهير التغلبيين، السلام على كنانة بن عتيق، السلام على ضرغامة بن مالك، السلام على جوين بن مالك الضبعي، السلام على عمرو بن ضبيعة الضبعي، السلام على زيد ابن ثبيت القيسي، السلام على عبد الله وعبيدالله ابني يزيد بن ثبيت القيسي، السلام على عامر بن مسلم، السلام على قعنب بن عمرو النمري، السلام على سالم مولى عامر بن مسلم، السلام على سيف بن مالك، السلام على زهير بن بشر الخثعمي، السلام على بدر بن معقل الجعفي، السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي، السلام على مسعود بن الحجاج وابنه. السلام على مجمع بن عبد الله العائدي، السلام على عمار بن حسان بن شريح الطائي السلام على حيان بن الحارث السلماني الازدي، السلام على جندب بن حجر الخولاني السلام على عمر بن خالد الصيداوي، السلام على سعيد مولاه، السلام على يزيد بن زياد بن المظاهر الكندى، السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي، السلام على جبلة بن على الشيباني، السلام على سالم مولى بنى المدينة الكلبي، السلام على أسلم بن كثير الازدي، السلام على قاسم بن حبيب الأزدي، السلام على عمر بن الأحدوث الحضرمي، السلام على أبي ثمامة عمر بن عبد الله الصائدي. السلام على حنظلة بن اسعد الشبامي، السلام على عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الأرحبي، السلام على عمار بن أبي سلامة الهمداني، السلام على عابس ابن شبيب الشاكري، السلام على شوذب مولى شاكر. السلام على شبيب بن الحارث بن سريع، السلام على مالك بن عبد الله بن سريع، السلام على الجريح المأسور سوار ابن أبي حمير الفهمي الهمداني، السلام على المرتث معه عمرو بن عبد الله الجندعي السلام عليكم يا خير أنصار. السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، بوأكم الله مبوء الأبرار، أشهد لقد


 

[274]

كشف الله لكم الغطاء، ومهد لكم الوطاء وأجزل لكم العطاء، وكنتم عن الحق غير بطاء، وأنتم لنا فرط، ونحن لكم خلطاء في دار البقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1). بيان: هذه الزيارة أوردها المفيد والسيد في مزاريهما (2) وغيرهما، بحذف الاسناد في زيارة عاشورا وكذا قال مؤلف المزار الكبير: زيارة الشهداء رضوان الله عليهم في يوم عاشورا (3) أخبرني الشريف أبو الفتح محمد بن محمد الجعفري أدام الله عزه عن الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي على الحسن بن محمد الطوسي وأخبرني عاليا " الشيخ أبو عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة، عن الشيخ أبي على، عن والده أبي جعفر الطوسي، عن الشيخ محمد بن أحمد بن عياش وذكر مثله سواء، وإنما أوردناها في الزيارات المطلقة لعدم دلالة الخبر على تخصيصه بوقت من الاوقات. واعلم أن في تاريخ الخبر إشكالا لتقدمها على ولادة القائم عليه السلام بأربع سنين لعلها كانت اثنتين وستين ومأتين، ويحتمل أن يكون خروجه عن أبي محمد العسكري عليه السلام. " قوله " حومة الشهداء أي معظمهم وأكثرهم لخروج العباس والحر عنهم، والسليل والسلالة الولد، والمراد بخير سليل: الحسين عليه السلام فانه كان في زمانه أشرف أولاد إبراهيم، وعلي بن الحسين أول مقتول من أولاد الحسين عليه السلام ولو كان المراد بخير سليل الرسول صلى الله عليه واله كما هو الظاهر لكان مخالفا " لما هو المشهور من تقدم شهادة أولاد الحسن عليه السلام لكن موافق لما ذكره ابن إدريس - ره - في سرايره (4) حيث قال هو اول من قتل في الواقعة يوم الطف. وقال في النهاية (5) عفى الشئ درس ولم يبق له أثر ومنه حديث صفوان بن محرز إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفا " وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفا أي الدروس

 

(1) الاقبال: 47 - 48. (2) مصباح الزائر ص 148 - 151. (3) المزار الكبير ص 162 - 164. (4) السرائرص 156. (5) النهاية ج 3 ص 126.

 

[275]

وذهاب الاثر وقيل: العفاء التراب انتهى، ويقال انثنى أي انعطف ورد بعضه على بعض، والدعي ولد الزنا، وفلان قضى نحبه أي مات قاله الجوهرى (1) وقال الجزرى (2) فيه طلحة ممن قضى نحبه النحب النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق برأسه في الحرب فوفى به، وقيل: النحب الموت كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت. " قوله عليه السلام " وامك المظلومة أي فاطمة عليها السلام " قوله عليه السلام " مبلى البلاء على بناء اسم المفعول من باب الإفعال، أي الممتحن بالبلاء، والذي أنعم عليه بالبلاء فان الابلاء يستعمل غالبا " في الخير ويحتمل أن يكون كمرمي من بلوته أبلوه قال الله تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " " قوله " بالولاء أي بولاء أخيه وأهل بيته و محبتهم وطاعتهم قوله: المضروب مقبلا ومدبرا " أي الذي أحاط به العدو من جميع جوانبه، فكان يقاتل مقبلا ومدبرا " وفي بعض النسخ الضروب على صيغة المبالغة فيحتمل أن يكون مقبلا ومدبرا " مفعوله. " قوله " من أمسه أي يومه لأنه أمس بالنسبة إلى الغد أو المراد الأمس بالنسبة إلى يوم المخاطبة والزيارة " قوله عليه السلام " المستقدم أي المتقدم في الحرب، و النزال بالكسر الحرب وقال الفيروز آبادي (3): النزال بالكسر أن ينزل الفريقان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربوا، والمكثور المغلوب الذي تكاثر عليه الناس فقهروه وقال الجزري (4) اللأمة مهموز الدرع، وقيل السلاح ولأمة الحرب أداته، وقد يترك الهمزة تخفيفا " " قوله " فجلى عليه عمه أي ذهب وكشف الناس عنه حتى أدركه أو على بناء التفعيل أي نظر إليه قال الجوهري (5) اجلوا عن القتيل انفرجوا وجلوت أي أوضحت وكشفت وجلى ببصره تجلية إذا رمى به كما ينظر الصقر إلى

 

(1) صحاح الجوهرى ج 1 ص 222. (2) النهاية ج 4 ص 128 بتفاوت يسير. (3) القاموس ج 4 ص 56. (4) النهاية ج 4 ص 46. (5) الصحاح ج 6 ص 2304 و 2305.

 

[276]

الصيد ويقال أيضا ": جلى الشئ أي كشفه وقال الفيروز آبادى (1): جلا علا وجلى البازى تجلية وتجليا رفع رأسه ثم نظر وأجلى يعدو أسرع إنتهى. والفحص البحث والكشف، ويقال عز على أن أراك بحال سيئة أي يشتد و يشق على ذكره الجزرى (2) والواتر: الجاني وقد مر مرارا ". " قوله عليه السلام " وقيل أسد بن مالك، والظاهر أنه من إضافات السيد أدخله بين الخبر، وفي مزار المفيد قاتله سند بن مالك، وفي مزار السيد قاتله أسد بن مالك " قوله عليه السلام " على أبي عبد الله بن مسلم في النسخ هنا اختلاف: في الاقبال على أبي عبد الله ابن مسلم بن عقيل، وفي مصباح الزاير على أبي عبد الله بن مسلم، وفي مزار المفيد على عبد الله بن عقيل (3) وأيضا " في مزار المفيد، على سليمان مولى الحسن بن أمير المؤمنين وفي ساير الكتب مولى الحسين. " قوله " قائمه أي مقبضه، والحمام بالكسر الموت أو قضاؤه وقدره " قوله " المجدل بالتشديد تقول جدلته أي صرعته " قوله " المرتث هو على صيغة المفعول، يقال ارتث على المجهول إذا حمل من المعركة رثيثا أي جريحا " وبه رمق.

 

(1) القاموس ج 4 ص 312. (2) النهاية ج 3 ص 104. (3) ذكر أبو الفرج الاصفهانى في مقاتله ص 93 طبع مصر: عبد الله الاكبر بن عقيل وامه ام ولد قتل بكربلاء قتله فيما ذكره المدائني عثمان بن خالد بن أسير الجهنى ورجل من همدان، وفى الطبري ج 6 ص 270 وابن الاثير ج 4 ص 41 رماه عمرو بن صبيح الصدائى فقتله. وذكر أبو الفرج أيضا " في ص 94 عبد الله بن مسلم بن عقيل وامه رقية بنت أمير المؤمنين عليه السلام وانه قتله عمرو بن صبيح وفى الطبري وابن الاثير قيل قتله أسيد بن مالك الحضرمي. وهذان كلاهما من شهداء الطف وكل منهما اسمه عبد الله ولم تذكر كتب الانساب في اولاد عقيل أو ولده مسلم من اسمه أبو عبد الله وانه استشهد بالطف فمن اليقين ان ما في الاقبال ومصباح الزائر من سهو القلم فلاحظ.

 

[277]

20 * (باب) * * " (زيارة العباس رضى الله عنه على الوجه المأثور) " * 1 - مل: محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الصادق عليه السلام: إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي وهو على شط الفرات بحذاء الحير فقف على باب السقيفة وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، و جميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح، عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة، لخلف النبي صلى الله عليه واله المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم. فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت وأعنت، فنعم عقبى الدار، لعن الله من قتلك ولعن الله من جهل حقك واستخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات، أشهد أنك قتلت مظلوما "، وأن الله منجز لكم ما وعدكم، جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا " إليكم، وقلبي مسلم لكم وتابع، وأنا لكم تابع ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم وبايابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، قتل الله امة قتلتكم بالأيدي والألسن. ثم ادخل فانكب على القبر وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه على روحك وبدنك، أشهد واشهد الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون، و


 

[278]

المجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأكثر الجزاء وأوفر الجزاء، و أوفى جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره، أشهد أنك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء. وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا "، وأفضلها غرفا "، و رفع ذكرك في عليين، وحشرك مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، أشهد أنك لم تهن ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين فانه أرحم الراحمين (1). الوداع: 2 - مل: بالاسناد المتقدم، عن الثمالي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا ودعت العباس فأته وقل: أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبكتابه وبما جاء به من عند الله، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر ابن أخي رسولك، وارزقني زيارته أبدا " ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الايمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة من ولده، والبراءة من عدوهم، فاني قد رضيت يا ربي بذلك. وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمسلمين وتخير من الدعاء (2). بيان: أقول: قد مضى ذكر زيارة العباس عليه السلام في الزيارة الكبيرة المنقولة عن المفيد - ره - على وجه أبسط، وذكر الأصحاب في زيارته الصلاة والخبر خال عنها، ولذا بعض المعاصرين يمنع من الصلاة لغير المعصوم لعدم التصريح في -

 

(1) كامل الزيارات ص 256. (2) نفس المصدر ص 258.

 

[279]

النصوص بالصلاة لهم عند زيارتهم، لكن لو أتى الانسان بها لا على قصد أنها مأثورة على الخصوص بل للعمومات التي في إهداء الصلاة والصدقة والصوم وساير أفعال الخير للأنبياء والأئمة والمؤمنين والمؤمنات وأنها تدخل على المؤمنين في قبورهم وتنفعهم لم يكن به بأس وكان حسنا " مع أن المفيد وغيره رحمهم الله ذكروها في - كتبهم فلعلهم وصل إليهم خبر آخر لم يصل إلينا، وسيأتي زيارة جابر رضي الله عنه له عليه السلام في باب زيارة الأربعين وهي مشتملة على الصلاة. ثم اعلم أن ظاهر تلك الرواية جواز الوقوف على قبره رضي الله عنه على أي وجه كان ولو كانت السقيفة في الزمن السابق على نحو بناء زماننا، لكان ظاهر الخبر مواجهته عند الزيارة، لكن ظاهر كلام الأصحاب وعملهم أن في زيارة غير المعصوم لا ينبغي مواجهته، بل ينبغي استقبال القبلة فيها والوقوف خلفه، ولم أر تصريحا " في أكثر الزيارات المنقولة بذلك. نعم ورد في زيارة المؤمنين مطلقا استحباب استقبال القبلة كما سيأتي، لكن لا يبعد أن يقال كما أنهم امتازوا عن ساير المؤمنين بهذه الزيارات المشتملة على المخاطبات، فلعلهم امتازوا عنهم باستقبالهم كما هو عادة المكالماث والمحاورات. لكن ورد في بعض الروايات المنقولة الأمر باستقبال القبلة عند زيارة بعضهم كزيارة علي بن الحسين فيما ورد عن الناحية المقدسة، وقد مر في الباب السابق والتخيير فيما لم يرد فيه شئ على الخصوص أظهر، والله يعلم.


 

[280]

21 (باب) " (الزيارات المختصة بالوداع) " 1 - مل: محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أردت الوداع بعد فراغك من الزيارات فأكثر منها ما استطعت وليكن مقامك بالنينوى أو الغاضرية، ومتى أردت الزيارة فاغتسل وزر زورة الوداع فإذا فرغت من زيارتك فاستقبل وجهه بوجهك والنمس القبر وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة من - العذاب، وهذا أوان انصرافي عنك غير راغب عنك، ولا مستبدل بك سواك، ولا موثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، وجدت بنفسي للحدثان، وتركت الأهل والإوطان، فكن لي يوم حاجتي وفقري وفاقتي، ويوم لا يغني عني والدي و ولدي ولا حميمي ولا قريبي. أسأل الله الذي قدر وخلق أن ينفس بك كربي. وأسأل الله الذي قدر على فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد مني ومن رجعتي، وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله سندا " لي، وأسأل الله الذي نقلني إليك من رحلي وأهلي أن يجعله ذخرا " لي، وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم عليك ولزيارتي إياك أن يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع آبائك الصالحين صلى الله عليهم أجمعين. السلام عليك يا صفوة الله، السلام على محمد بن عبد الله حبيب الله وصفوته و أمينه ورسوله وسيد النبيين، السلام على أمير المؤمنين وصي رسول الله رب العالمين وقائد الغر المحجلين، السلام على الأئمة الراشدين المهديين، السلام على من في الحير منكم، السلام على ملائكة الله الباقين المقيمين المسبحين الذينهم بأمر


 

[281]

ربهم قائمون، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والحمد لله رب العالمين. وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين يا ابن رسول الله عليك وعلى روحك وبدنك وعلى ذريتك ومن حضرك من أوليائك، أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسول الله وبما حاء به من عند الله اللهم اكتبنا مع الشاهدين. وتقول: اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تجعله آخر العهد من زيارتي ابن رسولك، وارزقني زيارته أبدا " ما أبقيتني، اللهم وانفعني بحبه يا رب العالمين اللهم ابعثه مقاما " محمودا " إنك على كل شئ قدير، اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه، فان جعلته يا رب فاحشرني معه، ومع آبائه وأوليائه، وإن أبقيتني يا رب فارزقني العود إليه، ثم العود إليه بعد العود، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبب إلي مشاهدهم، اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تشغلني عن ذكرك باكثار علي من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها، وتفتني زهرات زينتها، ولا باقلال يضر بعملي كده، ويملاء صدري همه، أعطني من ذلك غنى عن أشرار خلقك، وبلاغا " أنال به رضاك يا رحمن السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر أبي عبد الله. ثم ضع خدك الأيمن على القبر مرة والايسر مرة، وألح في الدعاء والمسألة فإذا خرجت فلا تول وجهك عن القبر حتى تخرج (1). 2 - مل: وداع قبور الشهداء عليهم السلام تقول: اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابن نبيك، وحجتك على خلقك، وجهادهم في سبيلك، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين (2).

 

(1) كامل الزيارات ص 253. (2) كامل الزيارات ص 258 - 259.

 

[282]

بيان: أقول: يظهر من القرائن أن وداع الشهداء أيضا من تتمة رواية الثمالي والكل من تتمة الرواية الكبيرة التي أسلفنا ذكرها عن الثمالي. 3 - مل: أبي وابن الوليد معا "، عن أبان، عن الأهوازي وحدثني أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا "، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الأهوازي وحدثني ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الأهوازي، عن فضالة، عن نعيم بن الوليد، عن يوسف الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أردت أن تودع الحسين بن علي عليهما السلام فقل: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعله آخر العهد منا ومنه، اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه، اللهم ابعثه مقاما " محمودا " تنصر به دينك، وتقتل به عدوك، وتبير به من نصب حربا " لآل محمد، فانك وعدته ذلك، وأنت لا تخلف الميعاد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. أشهد أنكم شهداء نجباء، جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله وابن رسوله صلى الله عليه وآله، أنتم السابقون والمهاجرون و الأنصار، أشهد أنكم أنصار الله وأنصار رسوله صلى الله عليه وآله، فالحمد لله الذي صدقكم وعده، وأراكم ما تحبون، وصلى الله على محمد وآل محمد، ورحمة الله وبركاته. اللهم لا تشغلني في الدنيا عن ذكر نعمتك، لا باكثار تلهيني عجائب بهجتها وتفتنني زهرات زينتها، ولا باقلال يضر. بعملي كده. ويملا صدري همه، أعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك، وبلاغا " أنال به رضاك، يا أرحم الراحمين، و صلى الله على رسوله محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار، ورحمة الله وبركاته (1).

 

(1) كامل الزيارات ص 252.

 

[283]

اقول: أورد السيد ابن طاووس بعد زيارة الوداع التي أوردناها في أول الباب برواية الثمالي له عليه السلام وللشهداء دعاء يخالف ما تقدم ذكره في رواية المفيد في بعض العبارات فأرودته ههنا. قال رحمه الله بعد قوله: واحشرني معهم يا أرحم الراحمين: ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك وقف على الباب متوجها " إلى القبلة، وقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، وبحرمة محمد وآل محمد، وبالشأن الذي جعلته لمحمد وآل محمد، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تتقبل عملي، و تشكر سعيي، وتعرفني الاجابة في جميع دعائي، ولا تخيب سعيي ولا تجعله آخر العهد مني به وارددني إليه ببر وتقوى، وعرفني بركة زيارته في الدين والدنيا، وأوسع علي من فضلك الواسع الفاضل المفضل الطيب. وارزقني رزقا " واسعا " حلالا كثيرا " عاجلا صبا " صبا "، من غير كد ولا من من أحد من خلقك واجعله واسعامن فضلك، كثيرا " من عطيتك، فانك قلت: واسئلو الله من فضله فمن فضلك أسأل ومن يدك الملاى أسأل، فلا تردني خائبا "، فاني ضعيف فضاعف لي وعافني إلى منتهى أجلي، واجعل لي في كل نعمة أنعمتها على عبادك أوفر نصيب، واجعلني خيرا " مما أنا عليه، واجعل ما أصير إليه خيرا " مما ينقطع عني، واجعل سريرتي خيرا " من علانيتي، وأعذني من أن يرى الناس في خير ولا خير في. وارزقني من التجارة أوسعها رزقا " وأعظمها فضلا، وآتني يا سيدي وعيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة خلقك، ولا تجعل لأحد من العباد فيه منا "، واجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك، ولا تجعلني أخيب وفدك وزوار ابن نبيك وأعذني من الفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة واقلبني مفلحا " منجحا " مستجابا " لي بأفضل ما ينقلب به أحد من زوار أوليائك، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم. وإن لم تكن استجبت لي وغفرت لي ورضيت عني فمن الآن فاستجب لي واغفر لي وارض عني، قبل أن تنأى عن ابن نبيك داري، فهذا أو ان انصرافي إن كنت أذنت لي غير راغب عنك ولا عن أوليائك ولا مستبدل بك ولا بهم.


 

[284]

اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي حتى تبلغني أهلي فإذا بلغتني فلا تبرأ منى وألبسني وإياهم درعك الحصينة، واكفني مؤنة جميع خلقك، وامنعني من أن يصل إلى أحد من خلقك بسوء، فانك ولي ذلك والقادر عليه، وأعطني جميع ما سئلتك، ومن علي به وزدني من فضلك يا أرحم الراحمين. ثم انصرف وأنت تحمد الله وتسبحه وتهلله وتكبره انشاء الله تعالى (1). 22 (باب) * الزيارة في التقية وتجويز انشاء الزيارة * 1 - مل: علي بن الحسين، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن بزيع، عن الخيبرى، عن ابن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك زيارة قبر الحسين عليه السلام في حال التقية قال: إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس ثوبيك الطاهرين ثم تمر بازاء القبر ثم قل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله. ثلاثا " وقد تمت زيارتك (2). 2 - يب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن سلمة ابن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن بقاح، عن ابن ظبيان مثله إلا أن فيه، وقم بازاء الحسين عليه السلام وليس فيه ثلاثا (3). 3 - مل: علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول عند قبر الحسين بن علي عليهما السلام ما أحببت (4).

 

(1) مصباح الزائر ص 115. (2) كامل الزيارات 126. (3) التهذيب ج 6 ص 115. (4) كامل الزيارات ص 213.

 

[285]

23 * (باب) * * " ما يستحب فعله عند قبره عليه السلام من الاستخارة والصلاة وغيرهما " * قال الشيخ رحمه الله في المصباح عند ذكر أعمال يوم الجمعة: ويستحب أن يدعوا بدعاء المظلوم عند قبر أبي عبد الله عليه السلام وهو: اللهم إني أعتز بدينك، وأكرم بهدايتك، وفلان يذلني بشره، ويهينني بأذيته، و يعيبني بولاء أوليائك، ويبهتني بدعواه، وقد جئت إلى موضع الدعاء وضمانك الاجابة، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعدني عليه الساعة الساعة، ثم تنكب على القبر وتقول: مولاي إمامي مظلوم استعدى على ظالمه النصر النصر حتى ينقطع النفس (1). بيان: يقال: أعدى فلانا عليه أي نصره وأعانه وقواه، واستعداه أي استعانه واستنصره. 1 - ب: السندي بن محمد، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما استخار الله عزو جل عبد في أمر قط مائة مرة يقف عند رأس الحسين عليه السلام، فيحمد الله ويهلله ويسبحه ويمجده ويثني عليه بما هو أهله إلا رماه الله تبارك و تعالى بأخير الأمرين (2). 2 - صبا: صفة صلاة لزيارة الحسين بن على صلوات الله عليه وهي أربع ركعات بالحمد وقل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون، وتدعو بعدها وتقول: اللهم إني اشهدك واشهد أهل طاعتك من جميع خلقك بأني أشهد مع كل شاهد يشهد بما شهدت به أجمع في حياتي وبعد وفاتي حتى ألقاك على ذلك يوم فاقتي، وأشهد أن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين

 

(1) مصباح الطوسى ص 195. (2) قرب الاسناد ص 28.

 

[286]

كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. وأشهد أن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم واولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، وأشهد أن ولينا الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وأن ذريتهما اولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. وأشهد أنهم أعلام الدين، واولوا الأرحام على الورى، والحجة على أهل الدنيا، انتجبتهم واصطفيتهم واختصصتهم، وأطلعتهم على سرك، فقاموا بأمرك و أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، ودعوا العباد إلى التأويل والتنزيل، كلما مضى منهم داع خلف فيهم داعيا "، فرضت طاعتهم، وأمرت بموالاتهم، ولم تجعل لأحد من خلقك عذرا " في تركهم، والانحياز عنهم، والميل إلى غيرهم، وجعلتهم أهل بيت النبوة، أفضل البرية، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي والكرامة، وأولاد الصفوة، وأسباط الرسل، وأقران الكتاب، وأبواب الهدى والعروة الوثقى، لا يخافون فيك لومة لائم، ولا يقوم بحقهم إلا مؤمن، ولا يهدى بهداهم إلا منتجب. اللهم فصل عليهم بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأجزل بركاتك، وبوئهم من كرمك بأكرم كراماتك في الدنيا والآخرة، اللهم اجعل أحب الأشياء إلى وأبرها لدي، وأهمها إلى حبك، وحب رسولك، وحب أهل بيته الطيبين، وحب من أحبهم من جميع خلقك، وحب من عمل المحب لك ولهم، وبغض من أبغضك وأبغضهم من جميع خلقك، وبغض من عمل المبغض لك ولهم، حيا " وميتا ". وارزقني صبرا " جميلا "، ودينا " سليما "، وفرجا " قريبا "، وأجرا " عظيما "، و رزقا هنيئا "، وعشيا " رغيدا "، وجسما " صحيحا " وعينا " دامعة، وقلبا " خاشعا "، ويقينا " ثابتا "، وعمرا " طويلا "، وعقلا " كاملا "، وعبادة دائمة.


 

[287]

وأسئلك الثبات على الهدى والقوة على ما تحب وترضى، اللهم واجعل حبك أحب الأشياء إلى، وخوفك أخوف الأشياء عندي، وارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك، وما رزقتني وترزقني مما احب فاجعله لي فراغا فيما تحب، واقطع حوائج الدنيا بالشوق إلى لقائك. وإذا أقررت عيون أهل الدنيا بدنياهم، فاجعل قرة عيني في طاعتك ورضاك ومرضاتك برحمتك إن رحمتك قريب من المحسنين (1). ثم قال - رحمه الله - صفة صلاة اخرى عند رأس الحسين صلوات الله عليه وهما ركعتان بالرحمن وتبارك، فمن صلاهما كتب الله له خمسا وعشرين حجة مقبولة مبرورة متقبلة مع رسول الله صلى الله عليه واله. ثم قال قدس سره صفة صلاة الحسين عليه السلام وهو فيما ينبغي أن يصلى عند ضريحه عليه السلام وهي أربع ركعات بأربعمائة مرة فاتحة الكتاب وأربعمائة مرة قل هو الله أحد: تقرأ وأنت قائم خمسين مرة الحمد، وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم تركع وتقرأ كل واحدة منهما عشرا "، ثم ترفع رأسك وتقرأ هما عشرا ثم تسجد وتقرأهما عشرا "، ثم ترفع رأسك وتقرأهما عشرا " ثم تسجد وتقرأهما عشرا "، فذلك مائة في كل ركعة. فإذا سلمت فقل: يا الله أنت الذي استجبت لآدم وحواء عليهما السلام حين قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، وناداك نوح عليه السلام فاستجبت له ونجيته وأهله من الكرب العظيم، وأطفات نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها عليه بردا " وسلاما ". وأنت الذي استجبت لايوب عليه السلام حين ناداك " إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " فكشفت ما به من الضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الألباب. وأنت الذي استجبت لذي النون حين نادى في الظلمات أن: لا إله إلا أنت

 

(1) مصباح الزائر ص 269 - 270.

 

[288]

سبحانك إنى كنت من الظالمين فنجيته من الغم. وأنت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت: قد اجيبت دعوتكما فاستقيما، وأغرقت فرعون وقومه، وغفرت لداود ذنبه ونبهت قلبه وأرضيت خصمه رحمة منك، وفديت الذبيح بذبح عظيم بعد ما أسلما وتله للجبين فناديت بالفرج والروح، وأنت الذي ناداك زكريا عليه السلام نداء خفيا قال: رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا " ولم أكن بدعائك رب شقيا "، وقلت: ويدعوننا رغبا " ورهبا " وكانوا لنا خاشعين. وأنت تستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدنهم من فضلك، رب فلا تجعلني من أهون الداعين لك، الراغبين إليك، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك، طهرني بطهرك، وتقبل صلاتي وحسناتي بقبول حسن، و طيب بقية حياتي، وطيب وفاتي، واحفظني فيمن اخلف، واحفظهم رب بدعائي واجعل ذريتي ذرية طيبة، تحيطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية أوليائك وأهل طاعتك، برحمتك يا أرحم الراحمين. يا من هو على كل شئ رقيب، ومن كل سائل قريب، ولكل داع من خلقه مستجيب، أنت الله الذي لا إله إلا أنت الحي القيوم الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأسئلك بقدرتك التي علوت بها على عرشك، ورفعت بها سماواتك، وفرشت بها أرضك، وأرسيت بها جبالك، وأجريت بها البحار، وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وخلقت بها الخلائق كلها. أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي أشرقت به السموات وأضاءت به الظلمات إلا صليت على محمد وآل محمد وكفيتني أمر معادى ومعاشي وأصلحت شأني كله، و لم تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلحت أمري وأمر عيالي وكفيتني أمرهم وأغنيتني وإياهم من كنوزك وخزائنك وسعة فضلك وأنبطت قلبي من ينابيع الحكمة التي تنفعني بها وتنفع بها من ارتضيت من عبادك، وجعلت لي من المتقين في آخرتي


 

[289]

إماما " كما جعلت إبراهيم إماما "، فان بتوفيقك يفوز الفائزون، ويتوب التائبون ويعبدك العابدون، وبتسديدك يسعد الصالحون المخبتون الخائفون لك، وبارشادك نجا الناجون من نارك، وأشفق منها المشفقون من خلقك، وبخذلانك خسر المبطلون وهلك الظالمون، وغفل الغافلون. اللهم آت نفسي مناها، أنت وليها ومولاها، وأنت خير من زكيها، اللهم بين لها هداها، وألهمها فجورها وتقويها، وأنزلنا من الجنان علياها، وطيب وفاتها ومحياها، وأكرم منقلبها ومثويها، ومستقرها وماويها، وأنت ربها وموليها. ثم ادع بها أحببت إنشاء الله (1). بيان: انحاز عنه عدل " قوله " من عمل المحب: هو على بناء اسم المفعول فانه يأتي كذلك، وإن كان قليلا " والأكثر أن يبنى مفعوله على محبوب على خلاف القياس، وكذا المبغض على اسم المفعول ويمكن أن يقرأ المحب على اسم الفاعل ويكون من بمعنى ما والأول أظهر. وقال الفيروز آبادي (2) نبط الماء نبع والبئر استخرج ماءها ونبط الركية وأنبطها واستنبطها وتنبطها أماهها، وكل ما أظهر بعد خفاء فقد انبط واستنبط مجهولين.

 

(1) مصباح الزائر ص 270 - 272. (2) القاموس ج 2 ص 387.

 

[290]

24 * (باب) * * " (كيفية زيارته صلوات الله عليه يوم عاشورا) " * 1 - مل: حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: من زار الحسين عليه السلام يوم عاشورا حتى يظل عنده باكيا لقي الله عزوجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة، وألفي ألف عمرة، وألفي ألف غزوة وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزامع رسول الله صلى الله عليه واله ومع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم، قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ؟ قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره و أومأ إليه بالسلام، واجتهد على قاتله بالدعاء، وصلى بعده ركعتين يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا " بمصاب الحسين عليه السلام، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزوجل جميع هذا الثواب. فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به ؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك. قال: قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا " ؟ قال: يقولون: عظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الامام المهدي من آل محمد عليهم السلام فان استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فانه نحس لا تقضى


 

[291]

فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا " فانه من ادخر لمنزله شيئا " في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة، وألف ألف عمرة، وألف ألف غزوة كلها مع رسول الله صلى الله عليه واله، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة. قال صالح بن عقبة الجهني وسيف بن عميرة: قال علقمة بن محمد الحضرمي: فقلت لأبي جعفر عليه السلام علمني دعاء أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب، ودعاء أدعو به إذا لم أزره من قريب وأو مات إليه من بعد البلاد ومن داري. قال فقال: يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسلام وقلت عند الايماء إليه وبعد الركعتين هذا القول فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة وكتب الله لك بها ألف ألف حسنة ومحا عنك ألف ألف سيئة، ورفع لك مائة ألف ألف درجة وكنت كمن استشهد مع الحسين بن علي عليه السلام حتى تشاركهم في درجاتهم لا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب كل نبي ورسول، وزيارة كل من زار الحسين بن علي عليهما السلام منذ يوم قتل صلوات الله عليه (1). تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله (السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته) السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة النساء، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا " سلام الله أبدا " ما بقيت وبقي الليل والنهار. يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، ولعن الله امة قتلتك

 

(1) كامل الزيارات ص 174 - 176.

 

[292]

ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم. يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة فلعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني امية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا "، ولعن الله امة أسرجت وألجمت و تهيأت لقتالك. يا أبا عبد الله، بأبي أنت وامي لقد عظم مصابي بك، فأسأل الله الذي أكرم مقامك أن يكرمني بك، ويرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من آل محمد صلى الله عليه واله. اللهم اجعلني وجيها بالحسين عليه السلام عندك في الدنيا والآخرة، يا سيدي يا أبا عبد الله إني أتقرب إلى الله، وإلى رسوله، وإلى أمير المؤمنين، وإلى فاطمة وإلى الحسن، وإليك صلى الله عليك وسلم بموالاتك، والبراءة ممن قاتلك و نصب لك الحرب ومن جميع أعدائكم، وبالبراءة ممن أسس الجور وبنى عليه بنيانه وأجرى ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم، برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم، والبراءة من أعدائكم، و من الناصبين لكم الحرب، والبراءة من أشياعهم وأتباعهم، إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، موال لمن والاكم، وعدو لمن عاداكم. فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ورزقني البراءة من أعدائكم، أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، وأن يرزقني طلب ثار كم مع إمام مهدي ناطق لكم. وأسأل الله بحقكم و بالشأن الذي لكم عنده، أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبة، أقول إنا لله وإنا إليه راجعون، يالها من مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السماوات والأرضين. اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة، اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد صلى الله عليه واله. اللهم إن هذا يوم تنزل فيه اللعنة على آل زياد وآل امية وابن آكلة


 

[293]

الأكباد، اللعين بن اللعين على لسان نبيك في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك صلى الله عليه وآله، اللهم العن أبا سفيان ومعاوية، وعلى يزيد بن معاوية اللعنة أبد الآبدين، اللهم فضاعف عليهم اللعنة أبدا " لقتلهم الحسين. اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم، وباللعن عليهم، وبالموالاة لنبيك وأهل بيت نبيك صلى الله عليه واله. ثم تقول مائة مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين عليه السلام وشايعت وبايعت على قتله وقتل أنصاره، اللهم العنهم جميعا ". ثم قل مائة مرة: السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك عليكم مني سلام الله أبدا " ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وأصحاب الحسين صلوات الله عليهم أجمعين. ثم تقول مرة واحدة: اللهم خص أول ظالم ظلم آل نبيك باللعن، ثم العن أعداء آل محمد من الأولين والآخرين، اللهم العن يزيد وأباه، والعن عبيد الله بن زياد، وآل مروان وبني امية قاطبة إلى يوم القيامة. ثم تسجد سجدة تقول فيها: اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم الحمد لله على عظيم رزيتي فيهم، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام. قال: يا علقمة إن استطعت أن تزوره، في كل يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إنشاء الله تعالى (1). 2 - أقول: قال الشيخ رحمه الله في المصباح: روى محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من زار الحسين بن

 

(1) كامل الزيارات ص 176 - 179.

 

[294]

علي عليهما السلام في يوم عاشورا من المحرم وساق الحديث نحوا مما مر إلي قوله تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا " ما بقيت وبقي الليل والنهار. يا أبا عبد الله ! لقد عظمت الرزية، وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الاسلام، وجلت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، ولعن الله امة قتلتكم ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم، برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم. يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة ولعن الله آل زياد وآل مروان ولعن الله بني امية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا "، ولعن الله امة أسرجت وألجمت وتنقبت وتهيأت لقتالك، بأبي أنت وامي لقد عظم مصابي بك. فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه واله، اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين في الدنيا والآخرة. يا أبا عبد الله إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك بموالاتك، وبالبراءة ممن قاتلك ونصب لك الحرب وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليكم، وأبرء إلى الله وإلى رسوله ممن أسس ذلك وبنى عليه بنيانه، وجرى في ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم


 

[295]

برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب، وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم. إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم، و عدو لمن عاداكم، فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم، ورزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، و أن يرزقني طلب ثاري مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم. وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده، أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا " بمصيبته، مصيبته ما أعظمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع أهل السماوات والأرض. اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة اللهم اجعل محياى محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد، اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو امية وابن آكلة الأكباد اللعين بن اللعين على لسان نبيك صلى الله عليه وآله، في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك صلواتك عليه وآله اللهم العن أبا سفيان ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الآبدين، وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه اللهم ضاعف عليهم اللعن منك والعذاب. اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالات لنبيك وآل نبيك عليهم السلام. ثم تقول: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين، وشايعت وبايعت على قتله اللهم العنهم جميعا ". تقول ذلك مائة مرة. ثم تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك منى سلام الله ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني


 

[296]

لزيارتك، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين تقول ذلك مائة مرة. ثم تقول: اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني، وابدأ به أولا " ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع، اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا "، والعن عبيدالله ابن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا " وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة. ثم تسجد وتقول، اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيتي، اللهم ارزقني شفاعة الحسين عليه السلام يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين، وأصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام. قال علقمة: قال أبو جعفر عليه السلام: إن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة فافعل ولك ثواب جميع ذلك (1). 3 - وروى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وجماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبو عبد الله عليه السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة. فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله عليه السلام فقال لنا: تزورون الحسين عليه السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين صلوات الله عليه من ههنا وأومى إليه أبو عبد الله عليه السلام وأنا معه. قال: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في يوم عاشورا ثم صلى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام وودع في دبرهما أمير المؤمنين عليه السلام وأومى إلى الحسين بالسلام منصرفا بوجهه نحوه وودع وكان فيما دعاه في دبرها. يا الله يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين

 

(1) مصباح الطوسى ص 538 - 542.

 

[297]

يا غياث المستغيثين، ويا صريخ المستصرخين، يامن هو أقرب إلى من حبل الوريد ويا من يحول بين المرء وقلبه، يامن هو بالمنظر الأعلى، وبالافق المبين، ويامن هو الرحمن الرحيم على العرش استوى، ويامن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور * ويامن لا تخفى عليه خافية، ويامن لا تشتبه عليه الأصوات، ويامن لا تغلطه الحاجات، ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين، يا مدرك كل فوت، ويا جامع كل شمل، ويا بارئ النفوس بعد الموت. يامن هو كل يوم في شان، يا قاضي الحاجات، يا منفس الكربات، يا معطى السؤالات، ياولي الرغبات، يا كافي المهمات. يامن يكفى من كل شئ ولا يكفى منه شئ في السموات والأرض، أسئلك بحق محمد وعلي، وبحق فاطمة بنت نبيك، وبحق الحسن والحسين فاني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا، وبهم أتوسل، وبهم أتشفع إليك وبحقهم أسئلك واقسم وأعزم عليك، وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الذي لهم عندك وبالذي فضلتهم على العالمين، وباسمك الذي جعلته عندهم، وبه خصصتهم دون العالمين، وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين، حتى فاق فضلهم فضل العالمين، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تكشف عني غمي وهمي وكربي، وتكفيني المهم من اموري، وتقضي عني ديني و تجبرني من الفقر، وتجيرني من الفاقة، وتغنيني عن المسألة إلى المخلوقين، وتكفيني هم من أخاف همه، وعسر من أخاف عسره، وحزونة من أخاف حزونته وشر من أخاف شرة، ومكر ما أخاف مكره، وبغي ما أخاف بغيه، وجور ما أخاف جوره، وسلطان ما أخاف سلطانه، وكيد من أخاف كيده، ومقدرة ما أخاف بلاء مقدرته على، وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة. اللهم من أرادني فأرده، ومن كادني فكده، واصرف عني كيده ومكره وبأسه وأمانيه، وامنعه عني كيف شئت وأني شئت، اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره، وببلاء لا تستره، وبفاقة لا تسدها، وبسقم لا تعافيه، وذل لا تعزه، و


 

[298]

بمسكنة لا تجبرها، اللهم اضرب بالذل نصب عينيه، وأدخل عليه الفقر في منزله والعلة والسقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له وأنسه ذكري كما أنسيته ذكرك، وخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه، وأدخل عليه في جميع ذلك السقم ولا تشفه، حتى تجعل ذلك شغلا " شاغلا " به عني وعن ذكرى. واكفني يا كافي ما لا يكفي سواك، فانك الكافي لا كافي سواك، ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك، وجار لا جار سواك، خاب من كان جاره سواك ومغيثه سواك ومفزعه إلى سواك، ومهربه وملجاه إلى غيرك، ومنجاه من مخلوق غيرك، فأنت ثقتي ورجائي ومفزعي ومهربي وملجأي ومنجاي، فبك أستفتح وبك أستنجح، وبمحمد وآل محمد أتوجه إليك وأتوسل وأتشفع. فأسئلك يا الله يا الله يا الله، فلك الحمد ولك الشكر وإليك المشتكى وأنت المستعان، فأسئلك يا الله (يا الله يا الله) بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف عني غمي وهمي وكربي في مقامي هذا، كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه، وكفيته هول عدوه، فاكشف عني كما كشفت عنه، وفرج عني كما فرجت عنه، واكفني كما كفيته، واصرف عني هول ما أخاف هوله، ومؤنة ما أخاف مؤنته، وهم ما أخاف همه. بلا مؤنة على نفسي من ذلك واصرفني بقضاء حوائجي، وكفاية ما أهمني همه من أمر آخرتي ودنياي. يا أمير المؤمنين عليك مني سلام الله أبدا " ما بقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكما، ولا فرق بيني وبينكما، اللهم أحيني حياة محمد و ذريته، وأمتني مماتهم، وتوفني على ملتهم، واحشرني في زمرتهم، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبدا " في الدنيا والآخرة. يا أمير المؤمنين ويا أبا عبد الله أتيتكما زائرا " ومتوسلا " إلى الله ربي وربكما متوجها " إليه بكما، ومستشفعا " بكما إلى الله في حاجتي هذه، فاشفعا لي، فان لكما عند الله المقام المحمود، والجاه الوجيه، والمنزل الرفيع، والوسيلة.


 

[299]

إني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله في ذلك، فلا أخيب ولا يكون منقلبي منقلبا " خائبا " خاسرا "، بل يكون منقلبي منقلبا " راجحا " مفلحا " منجحا "، مستجابا " لي بقضاء جميع حوائجي، وتشفعا لي إلى الله. أنقلب على ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، مفوضا " أمري إلى الله ملجئا " ظهري إلى الله، ومتوكلا " على الله، وأقول حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس لي وراء الله ووراءكم يا سادتي منتهى، ما شاء ربي كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أستودعكما الله ولا جعله الله آخر العهد مني إليكما، انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين ومولاي، وأنت يا أبا عبد الله يا سيدي، وسلامي عليكما متصل ما اتصل الليل والنهار، واصل ذلك إليكما، غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله وأسأله بحقكما أن يشاء ذلك ويفعل فانه حميد مجيد. انقلبت يا سيدي عنكما تائبا " حامدا " لله شاكرا "، راجيا " للإجابة غير آيس ولا قانط، آئبا " عائدا " راجعا " إلى زيارتكما، غير راغب عنكما ولا من زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يا سادتي رغبت إليكما وإلى زيارتكما بعد أن زهد فيكما وفي زيارتكما أهل الدنيا، فلا خيبني الله مما رجوت وما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب. قال سيف: فسألت صفوان فقلت له: إن علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر عليه السلام، إنما أتانا بدعاء الزيارة فقال صفوان: وردت مع سيدي أبي عبد الله عليه السلام إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا، وودع كما ودعناه. ثم قال لي صفوان: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تعاهد هذه الزيارة وداع بهذا الدعاء وزر به، فاني ضامن على الله تعالى لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير


 

[300]

محجوب وحاجته مقضية من الله تعالى بالغا " ما بلغت ولا يخيبه. يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي، وأبي عن علي بن الحسين عليه السلام مضمونا " بهذا الضمان عن الحسين، والحسين عن أخيه الحسن مضمونا بهذا الضمان، والحسن عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام مضمونا بهذا الضمان وأمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه واله مضمونا " بهذا الضمان، ورسول الله صلى الله عليه واله عن جبرئيل عليه السلام مضمونا " بهذا الضمان وجبرئيل عن الله عزوجل مضمونا بهذا الضمان. وقد آلى الله نفسه عزوجل أن من زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا " ما بلغت، و أعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا "، وأقبله مسرورا " قريرا " عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك. ثم قال جبرئيل: يا رسول الله إن الله أرسلني إليك سرورا " وبشرى لك، و سرورا " وبشرى لعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وإلى الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة، فدام يا محمد سرورك علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة وشيعتكم إلى يوم البعث. ثم قال لي صفوان: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا صفوان إذا حدث لك حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده رسوله صلى الله عليه واله بمنه والحمد لله (1). بيان: قوله عليه السلام: إذا أنت صليت الركعتين أقول: في العبارة إشكال وإجمال وتحتمل وجوها: " الأول " أن يكون المراد فعل تلك الاعمال والأدعية قبل الصلاة و بعدها مكررا ". " الثاني " أن يكون المراد الايماء بسلام آخر بأي لفظ أراد ثم الصلاة

 

(1) مصباح الطوسى ص 542 - 546.

 

[301]

ثم قراءة هذه الأدعية المخصوصة. " الثالث " أن يكون المراد بالسلام قوله: السلام عليك إلى أن ينتهى إلى الأذكار المكررة ثم يصلي ويكرر كلا من الدعائين مائة بعد الصلاة ويأتي بما بعدهما. " الرابع " أن يكون الصلاة بعد تكرار الذكرين مائة مائة ثم يقول بعد الصلاة: اللهم خص أنت أول ظالم إلى آخر الأدعية. " الخامس " أن تكون الصلاة متوسطة بين هذين الذكرين لقوله عليه السلام و اجتهد على قاتله بالدعاء وصلى بعده. " السادس " أن تكون الصلاة متصلة بالسجود ولعل هذا أظهر لمناسبة السجود بالصلاة، ولأن ظاهر الخبر كون الصلاة بعد كل سلام ولعن واحتمال كون الصلاة بعد الأذكار من غير تكرير بعدها بعيد جدا ". ثم اعلم أن في المصباح ومزار السيد مكان قوله من بعد الركعتين: قوله من بعد التكبير فلعل المراد بالتكبير الصلاة مجازا "، وعلى التقادير العبارة في غاية التشويش، ولعل الاحوط فعل الصلاة في المواضع المحتملة كلها، والكفعمي - رحمه الله - حمله على المعنى الثاني، وحمل التكبير على التكبير المستحب قبل الزيارة حيث قال: ويومي إليه عليه السلام بالسلام ويجتهد في الدعاء على قاتله، ثم يصلي ركعتين، ثم ذكر الندبة والتعزية بما مر، ثم قال: فإذا أنت صليت الركعتين المذكورتين آنفا " فكبر الله تعالى مائة مرة ثم أوم إليه عليه السلام وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله إلى آخر الزيارة. والرزيئة بالهمز المصيبة، وفي النسخ في المواضع مشددة بغير همز قلبت الهمزة ياء تخفيفا "، وابن مرجانة هو ابن زياد وتخصيصه بالذكر بعد بني امية لشدة كفره وعناده أو لكونه ولد زنا " قوله عليه السلام " وتنقبت لعله كان النقاب بينهم متعارفا " عند الذهاب إلى الحرب، بل إلى مطلق الأسفار حذرا " من أعدائهم لئلا يعرفوهم فهذا إشارة إلى ذلك.


 

[302]

وقال الكفعمي (1) يمكن أن يكون المعنى مأخوذا " من النقاب الذي للمرأة أي اشتملت بآلات الحرب كاشتمال المرأة بنقابها فيكون النقاب هنا استعارة، أو يكون مأخوذا " من النقبة، وهو ثوب يشتمل به كالإزار، أو يكون معنى تنقبت سارت في نقوب الأرض وهي طرقها الواحد نقب، ومنه قوله تعالى: " فنقبوا في البلاد " أي طوفوا وساروا في نقوبها أي طرقها، قال: لقد نقبت في الافاق حتى * رضيت من الغنيمة بالاياب (2) انتهى. " قوله عليه السلام: " أن يبلغني المقام المحمود أي مقام الشفاعة أي يؤهلني لشفاعتكم أو ظهور إمام الحق وإعلاء الدين وقمع الكافرين " قوله " مصيبة منصوب بفعل مقدر كأذكر أو أعني " قوله عليه السلام " أن تزوره في كل يوم. أقول: هذه الرخصة يستلزم الرخصة في تغيير عبارة الزيارة أيضا " كأن يقول اللهم إن يوم قتل الحسين عليه السلام يوم تبركت به، وعبارة كامل الزيارة لا يحتاج إلى تغيير. " قوله عليه السلام: " من حبل الوريد الحبل العرق وإضافته للبيان والوريدان عرقان مكتنفان بصفحتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين، وفي نسبة الأقربية إليه إشارة إلى جهة القرب وهي العلية. " قوله: " يامن يحول بين المرء وقلبه، أي يقلب القلوب إلى ما لا يريده الانسان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: عرفت الله بفسخ العزايم أو هو أعلم بما في قلب المرء منه، أو يكتم عليه ما في قلبه وينسيه ذلك للمصالح، وكونه بالمنظر الأعلى والأفق المبين كنايتان عن علو قدره وظهور أمره. " قوله عليه السلام: " خائنة الأعين أي خيانتها وهي مسارقة النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، وقيل: هو الرمز بالعين، وقيل: هو قول الانسان رأيت وما رأي، و ما رأيت وقد رأى.

 

(1) مصباح الكفعمي ص 483. (2) مصباح الكفعمي ص 483.

 

[303]

" قوله عليه السلام: " يا من تغلطه الحاجات: أي لا تصير كثرة عرض الحاجات عليه في ساعة واحدة سببا " لأن يغلط فيها كما في المخلوقين " قوله عليه السلام: " يا من لا يبرمه من باب الافعال أي لا يصير إلحاح الملحين موجبا لبرمه أي ملاله. " قوله عليه السلام: " يا مدرك كل فوت، أي فايت، والفوت السبق، يقال: فاته سبقه فلم يدركه، والشمل الجمع وما اجتمع من الأمر والحزونة الخشونة " قوله عليه السلام: " أنقلب على ما شاء الله أي كائنا " على هذا القول وهذه العقيدة وخبر الموصول محذوف أي ما شاء الله كان. " قوله " وشفعته على بناء التفعيل أي قبلت شفاعته. أقول: قال السيد رضي الله عنه في مصباح الزاير (1) بعد إيراد تلك الرواية والزيارة والدعاء: هذه الرواية نقلناها باسنادنا من المصباح الكبير، وهو مقابل بخط مصنفه - ره - ولم يكن في ألفاظ الزيارة الفصلان اللذان يكرران مائة مرة، وإنما نقلنا الزيارة من المصباح الصغير. ثم قال: فإذا فرغت من زيارته عليه السلام فزر الشهداء بهذه الزيارة ثم أورد الزيارة التي أوردناها في باب مفرد برواية أبي منصور التي خرجت من الناحية المقدسة، وذكر المفيد وغيره أيضا تلك الزيارة ههنا. 4 - ثم قال الشيخ - رحمه الله - في المصباح: زيارة اخرى في يوم عاشورا روى عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدى أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشورا فألقيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت: يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك ؟ فقال لي: أو في غفلة أنت ؟ أما علمت أن الحسين بن علي عليه السلام اصيب في مثل هذا اليوم ؟ !. قلت: يا سيدي فما قولك في صومه ؟ فقال لي: صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كملا، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فانه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل

 

(1) مصباح الزائر ص 147.

 

[304]

رسول الله صلى الله عليه واله، وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا " في - مواليهم، يعز على رسول الله صلى الله عليه واله مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حيا " لكان صلوات الله عليه وآله هو المعزى بهم. قال: وبكى أبو عبد الله عليه السلام حتى اخضلت لحيته بدموعه ثم قال: إن الله عزوجل لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أول يوم من شهر رمضان وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشورا في مثل ذلك اليوم يعني العاشر من شهر المحرم في تقديره وجعل لكل منهما شرعة ومنهاجا ". يا عبد الله بن سنان إن أفضل ما تأتي به في هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلب، قال: وما التسلب ؟ قال: تحلل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصايب، ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحد أو تعمد إلى منزل لك خال، أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار، فتصلي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وتسلم بين كل ركعتين، تقرأ في الركعة الاولى سورة الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ثم تصلي ركعتين تقرأ في الركعة الاولى الحمد وسورة الأحزاب، وفي الثانية الحمد وسورة إذا جاءك المنافقون، أو ما تيسر من القرآن. ثم تسلم، وتحول وجهك نحو قبر الحسين عليه السلام ومضجعه فتمثل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلم، وتصلي عليه، وتلعن قاتليه فتبرء من أفعالهم، يرفع الله عزوجل لك في الجنة من الدرجات ويحط عنك من السيئات. ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أي شئ كان خطوات تقول في ذلك: إنا لله وإنا إليه راجعون رضى بقضائه وتسليما لامره، وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن، وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك. فإذا فرغت من سعيك وفعلك هذا فقف في موضعك الذي صليت فيه ثم قل:


 

[305]

اللهم عذب الفجرة الذين شاقوا رسولك، وحاربوا أولياءك، وعبدوا غيرك واستحلوا محارمك، والعن القادة والاتباع، ومن كان منهم فخب وأوضع معهم أو رضي بفعلهم لعنا كثيرا "، اللهم وعجل فرج آل محمد، واجعل صلواتك عليهم واستنقذهم من أيدي المنافقين والمضلين، والكفرة الجاحدين، وافتح لهم فتحا " يسيرا "، وأتح لهم روحا " وفرجا " قريبا "، واجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطانا " نصيرا ". ثم ارفع يديك، واقنت بهذا الدعاء، وقل وأنت تومي إلى أعداء آل محمد صلوات الله عليه: اللهم إن كثيرا " من الامة ناصبت المستحفظين من الأئمة وكفرت بالكلمة وعكفت على القادة الظلمة، وهجرت الكتاب والسنة، وعدلت عن الحبلين اللذين أمرت بطاعتهما، والتمسك بهما، فأماتت الحق، وحادت عن القصد، ومالات الأحزاب، وحرفت الكتاب، وكفرت بالحق لما جاءها، وتمسكت بالباطل لما اعترضها، فضيعت حقك، وأضلت خلقك، وقتلت أولاد نبيك، وخيرة عبادك وحملة علمك، وورثة حكمتك ووحيك، اللهم فزلزل أقدام أعدائك، وأعداء رسولك وأهل بيت رسولك. اللهم وأخرب ديارهم، وافلل سلاحهم وخالف بين كلمتهم، وفت في - أعضادهم، وأوهن كيدهم، واضربهم بسيفك القاطع، وارمهم بحجرك الدامغ وطمهم بالبلاء طما "، وفمهم بالعذاب قما "، وعذبهم عذابا " نكرا "، وخذهم بالسنين والمثلات، التي أهلكت بها أعداءك، إنك ذو نقمة من المجرمين. اللهم إن سنتك ضائعة: وأحكامك معطلة، وعترة نبيك في الارض هائمة اللهم فأعن الحق وأهله، واقمع الباطل وأهله، ومن علينا بالنجاة، واهدنا إلى الايمان، وعجل فرجنا وانظمه بفرج أوليائك، واجعلهم لنا ودا "، واجعلنا لهم وفدا "، اللهم وأهلك من جعل يوم قتل ابن نبيك وخيرتك عيدا "، واستهل به فرحا " ومرحا "، وخذ آخرهم كما أخذت أولهم، واضعف اللهم العذاب والتنكيل على


 

[306]

ظالمي أهل بيت نبيك، وأهلك أشياعهم وقادتهم، وأبر حماتهم وجماعتهم. اللهم وضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك، العترة الضائعة الخائفة المستذلة، بقية من الشجرة الطيبة الزاكية المباركة، وأعل اللهم كلمتهم وأفلج حجتهم، واكشف البلاء واللاواء وحنادس الأباطيل والعمى عنهم، و ثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتك وولايتهم ونصرتهم وموالاتهم، وأعنهم وأمنحهم الصبر على الأذى فيك. واجعل لهم أياما " مشهودة، وأوقاتا " محمودة مسعودة، يوشك فيها فرجهم وتوجب فيها تمكينهم ونصرهم، كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل، فانك قلت وقولك الحق: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " ". اللهم اكشف غمتهم، يا من لا يملك كشف الضر إلا هو، يا واحد يا أحد يا حي يا قيوم، وأنا يا إلهي عبدك الخائف منك، والراجع إليك، السائل لك المقبل عليك، اللاجي إلى فنائك، العالم بأنه لا ملجأ منك إلا إليك، فتقبل اللهم دعائي، واستمع يا إلهي علا نيتي ونجواي، واجعلني ممن رضيت عمله وقبلت نسكه، ونجيته برحمتك، إنك أنت العزيز الكريم. اللهم وصل أولا " وآخرا " على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا " وآل محمد، بأكمل وأفضل ما صليت وباركت وترحمت على أنبيائك ورسلك وملائكتك وحملة عرشك بلا إله إلا أنت، اللهم ولا تفرق بينى وبين محمد وآل محمد صلواتك عليه وعليهم، واجعلني يا مولاي من شيعة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم الطاهرة المنتجبة، وهب لي التمسك بحبلهم، والرضا بسبيلهم، والأخذ بطريقتهم إنك جواد كريم. ثم عفر وجهك في الأرض وقل: يامن يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، أنت حكمت فلك الحمد محمودا "


 

[307]

مشكورا "، فعجل يا مولاي فرجهم وفرجنا بهم، فانك ضمنت إعزازهم بعد الذلة وتكثيرهم بعد القلة، وإظهارهم بعد الخمول، يا أصدق الصادقين، ويا أرحم الراحمين فأسألك ياإلهي وسيدي متضرعا " إليك بجودك وكرمك بسط أملي، والتجاوز عني، وقبول قليل عملي وكثيره، والزيادة في أيامي وتبليغي ذلك المشهد، و أن تجعلني ممن يدعى فيجيب إلى طاعتهم، وموالاتهم ونصرهم، وتريني ذلك قريبا " سريعا " في عافية إنك على كل شئ قدير. ثم ارفع رأسك إلى السماء وقل: أعوذ بك من أن أكون من الذين لا يرجون أيامك، فأعذني يا إلهي برحمتك من ذلك. فان هذا أفضل يا ابن سنان من كذاو كذا حجة وكذا وكذا عمرة تطوعها وتنفق فيها مالك، وتنصب فيها بدنك، وتفارق فيها أهلك وولدك. واعلم أن الله تعالى يعطي من صلى هذه الصلاة في هذا اليوم ودعا بهذا الدعاء مخلصا "، وعمل هذا العمل موقنا مصدفا "، عشر خصال منها أن يقيه الله ميتة السوء ويؤمنه من المكاره والفقر، ولا يظهر عليه عدوا إلى أن يموت، ويقيه الله من الجنون والجذام والبرص في نفسه وولده إلى أربعة أعقاب له، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلا ". قال ابن سنان فانصرفت وأنا أقول: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم و حبكم وأسأله المعونة على المفترض علي من طاعتكم بمنه ورحمته (1). بيان: قال الفيروز آبادي (2) رجل كاسف البال سيئ الحال وكاسف الوجه عابس (قوله عليه السلام) من غير تبييت أي من غير أن تبيت نية الصوم من الليل وأفطر لا على وجه الشماتة والفرح بل لمخالفة من يصومه تبركا " (قوله) اخضلت من باب الإفعال والافعلال أي ابتلت (قوله عليه السلام) مقفرة أي خالية (قوله عليه السلام) فخب أي أسرع والايضاع حمل الدابة على الاسراع.

 

(1) مصباح الطوسى ص 547. (2) القاموس ج 3 ص 190.

 

[308]

ويقال: أتاح الله لفلان كذا أي قدره وأنزله به (قوله عليه السلام) وما لأت أي عاونت وساعدت. وقال الفيروز آبادي (1) الفت الدق والكسر بالأصابع، والشق في الصخرة وفت في ساعده أضعفه، وقال: (2) العضد الناصر والمعين وهم عضدي وأعضادي وقال: (3) دمغه كمنعه ونصره شجه حتى بلغت الشجة الدماغ، وفلانا ضرب دماغه. قوله عليه السلام طمهم بالبلاء أي أقلعهم واستأصلهم من قولهم طم شعره إذا جزه واستأصله، وكذا قوله قمهم بالعذاب كناية عن ذلك من قولهم قم البيت أي كنسه. (قوله عليه السلام) هائمة أي متحيرة (قوله) واجعلهم لنا ودا " المصدر بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول أي هم يودوننا أو نحن نودهم والأول أظهر، وهو إشارة إلى قوله تعالى " سيجعل لهم الرحمن ودا " وقد مر في كتاب الامامة وكتاب أمير المؤمنين عليه السلام أن المراد به ود الأئمة، وفي مصباح الزائر: ردءا " بالكسر أي عونا ". وقال الجزري (4): تهلل وجهه أي استنار وظهر عليه أمارات السرور انتهى والمرح الأشر والبطر والاختيال، والإبارة الاهلاك، ويقال: استذله أي ذلله واستذله إذا رآه ذليلا " ذكره الفيروز آبادي (5) وقال أفلج (6) برهانه قومه وأظهره واللأواء الشدة، والحنادس جمع الحندس وهو الظلمة، والليل المظلم، أي اكشف عنهم الفتن والبلايا الناشية من أباطيل الناس وعماهم، والاباطيل

 

(1) القاموس ج 1 ص 153. (2) القاموس ج 1 ص 314. (3) القاموس ج 3 ص 150. (4) النهاية ج 4 ص 269. (5) القاموس ج 3 ص 379. (6) القاموس ج 1 ص 195.

 

[309]

جمع باطل، أو ابطولة بمعناه. " قوله " يوشك فيها فرجهم بكسر الشين أي يقرب ويسرع " قوله عليه السلام " بسط عملي: أي نشر مأمولي وإعطاءه واسعا " أو مبسوطا " أو قضاء حوائجي كثيرا " لتكون آمالي مبسوطة منك. " قوله ": أيامك أي الأيام التي وعدته أولياءك من نصرهم على أعدائهم وإعلاء كلمتهم فلا يلزم حمل الرجاء على الخوف كما ذكره المفسرون. أقول: أورد السيد قدس الله روحه في مصباح الزائر هذه الرواية بعينها (1) وأوردها في كتاب الاقبال بوجه آخر بينهما اختلاف كثير فأحببنا إيرادها ليختار العامل أيهما أراد أو يجمع بينهما على جهة الاحتياط. 5 - قال - رحمه الله - روينا باسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن على الكوفي، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على مولاي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يوم عاشوراء وهو متغير اللون و دموعه تنحدر على خديه كاللؤلؤ. فقلت له: يا سيدي مما بكاؤك لا أبكا الله عينيك ؟ فقال لي: أما علمت أن في مثل هذا اليوم اصيب الحسين عليه السلام، فقلت: بلى يا سيدي، وإنما أتيتك مقتبسا " منك فيه علما " ومستفيدا " منك لتفيدني فيه، قال: سل عما بدا لك وعما شئت. قلت: ما تقول يا سيدي في صومه ؟ قال: صمه من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوما كاملا، ولكن أفطر بعد العصر بساعة ولو بشربة من ماء، فان في ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل الرسول عليه وعليهم السلام وانكشفت الملحمة عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا "، يعز على رسول الله صلى الله عليه واله مصرعهم، قال: ثم بكى بكاء شديدا حتى اخضلت لحيته بالدموع. وقال: أتدري أي يوم كان ذلك اليوم ؟ قلت: أنت أعلم به مني يا مولاى

 

(1) مصباح الزائر ص 138.

 

[310]

قال: إن الله عزوجل خلق النور يوم الجمعة في أول يوم من شهر رمضان، و خلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشورا، وجعل لكل منهما شريعة ومنهاجا ". يا عبد الله بن سنان أفضل ما تأتي به هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتحل أزرارك وتكشف عن ذراعيك وعن ساقيك ثم تخرج إلى أرض مقفرة حيث لا يراك أحد أو في دارك حين يرتفع النهار وتصلي أربع ركعات تسلم بين كل ركعتين تقرأ في الركعة الاولى سورة الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية سورة الحمد وقل هو الله أحد، وفي الثالثة سورة الحمد وسورة الأحزاب، وفي الرابعة الحمد والمنافقين. ثم تسلم وتحول وجهك نحو قبر أبي عبد الله عليه السلام وتمثل بين يديك مصرعه وتفرغ ذهنك وجميع بدنك، وتجمع له عقلك، ثم تلعن قاتله ألف مرة يكتب لك بكل لعنة ألف حسنة، ويمحى عنك ألف سيئة ويرفع لك ألف درجه في الجنة ثم تسعى من الموضع الذي صليت فيه سبع مرات، وأنت تقول في كل مرة من سعيك: إنا لله وإنا إليه راجعون رضا " بقضاء الله وتسليما " لأمره سبع مرات وأنت في كل ذلك عليك الكآبة والحزن ثاكلا " حزينا " متأسفا ". فإذا فرغت من ذلك وقفت في موضعك الذي صليت فيه، وقلت سبعين مرة: اللهم عذب الذين حاربوا رسلك وشاقوك وعبدوا غيرك واستحلوا محارمك، والعن القادة والاتباع ومن كان منهم ومن رضي بفعلهم لعنا كثيرا ". ثم تقول: اللهم فرج عن أهل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين، واستنقذهم من أيدي المنافقين والكفار والجاحدين وامنن عليهم وافتح لهم فتحا " يسيرا "، واجعل لهم من لدنك على عدوك وعدوهم سلطانا " نصيرا ". ثم اقنت بعد الدعاء وقل في قنوتك: اللهم إن الامة خالفت الأئمة، وكفروا بالكلمة، وأقاموا على الضلالة والكفر والردى والجهالة والعمى، وهجروا الكتاب الذي أمرت بمعرفته، و الوصي الذي أمرت بطاعته، فأماتوا الحق، وعدلوا عن القسط، وأضلوا الامة


 

[311]

عن الحق، وخالفوا السنة، وبدلوا الكتاب وملكوا الأحزاب، وكفروا بالحق لما جاءهم، وتمسكوا بالباطل، وضيعوا الحق، وأضلوا خلقك، وقتلوا أولاد نبيك صلى الله عليه واله، وخيرة عبادك وأصفيائك، وحملة عرشك، وخزنة سرك، ومن جعلتهم الحكام في سمواتك وأرضك. اللهم فزلزل أقدامهم، وأخرب ديارهم، واكفف سلاحهم وأيديهم، وألق الاختلاف فيما بينهم، وأوهن كيدهم، واضربهم بسيفك الصارم، وحجرك الدامغ، وطمهم بالبلاء طما ". وارمهم بالبلاء رميا "، وعذبهم عذابا " شديدا " نكرا "، وارمهم بالغلاء، وخذهم بالسنين الذي أخذت بها أعداءك، وأهلكهم بما أهلكتهم به. اللهم وخذهم أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذها أليم شديد، اللهم إن سبلك ضائعة، وأحكامك معطلة، وأهل نبيك في الأرض هائمة، كالوحش السائمة. اللهم أعل الحق، واستنقذ الخلق، وامنن علينا بالنجاة، واهدنا للايمان وعجل فرجنا بالقائم عليه السلام، واجعله لنا ردءا، واجعلنا له رفدا "، اللهم وأهلك من جعل قتل أهل بيت نبيك عيدا "، واستهل فرحا " وسرورا "، وخذ آخرهم بما أخذت به أولهم، اللهم اضعف البلاء والعذاب والتنكيل على الظالمين من الأولين والآخرين، وعلى ظالمي آل بيت نبيك صلى الله عليه واله نكالا ولعنة، وأهلك شيعتهم و قادتهم وجماعتهم. اللهم ارحم العترة الضائعة المقتولة الذليلة من الشجرة الطيبة المباركة اللهم أعل كلمتهم، وأفلج حجتهم، وثبت قلوبهم وقلوب شيعتهم على موالاتهم وانصرهم وأعنهم، وصبرهم على الاذى في جنبك، واجعل لهم أياما مشهورة، وأياما " معلومة، كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل، فانك قلت: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ".


 

[312]

اللهم أعل كلمتهم، يا لا إله إلا أنت، يا لا إله إلا أنت، يا لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم، فاني عبدك الخائف منك، والراجع إليك والسائل لديك، والمتوكل عليك، واللاجي بفنائك، فتقبل دعائي، واسمع نجواي واجعلني ممن رضيت عمله وهديته وقبلت نسكه وانتجيته برحمتك، إنك أنت العزيز الوهاب. أسئلك يا الله بلا إله إلا أنت، ألا تفرق بيني وبين محمد وآل محمد الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، واجعلني من شيعة محمد وآل محمد - وتذكرهم واحدا " واحدا " بأسمائهم إلى القائم عليه السلام - وأدخلني فيما أدخلتهم فيه، وأخرجني مما أخرجتهم منه. ثم عفر خديك على الأرض وقل: يا من يحكم بما يشاء ويعمل ما يريد، أنت حكمت في أهل بيت محمد ما حكمت، فلك الحمد محمودا " مشكورا "، وعجل فرجهم وفرجنا بهم، فانك ضمنت إعزازهم بعد الذلة، وتكثيرهم بعد القلة، وإظهارهم بعد الخمول، يا أرحم الراحمين: أسئلك يا إلهى وسيدي بجودك وكرمك، أن تبلغني أملي و تشكر قليل عملي، وأن تزيدني في أيامي وتبلغني ذلك المشهد، وتجعلني من الذين دعي فأجاب إلى طاعتهم وموالاتهم، وأرني ذلك قريبا " سريعا " إنك على كل شئ قدير. وارفع رأسك إلى السماء فان ذلك أفضل من حجة وعمرة. واعلم أن الله عزوجل يعطي من صلى هذه الصلاة في ذلك اليوم ودعا بهذا الدعاء عشر خصال: منها أن الله تعالى يوقيه من ميتة السوء، ولا يعاون عليه عدوا إلى أن يموت، ويوقيه من المكاره والفقر، ويؤمنه الله من الجنون والجذام، ويؤمن ولده من ذلك إلى أربع أعقاب، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه سبيلا ". قال: قلت: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم، ومعرفة حقكم، وأداء


 

[313]

ما افترض لكم برحمته ومنه، وهو حسبي ونعم الوكيل (1). بيان: قوله: رفدا بالتحريك جمع رافد من رفده يرفده إذا أعانه، أو بالكسر مصدرا بمعنى اسم الفاعل " قوله " يا لا إله إلا أنت الموصول محذوف لدلالة قرينة المقام عليه أي يا من لا إله إلا أنت. 6 - أقول: قال مؤلف المزار الكبير: أخبرني الشيخ عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري قراءة عليه وأنا أسمع في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد، عن والده الشيخ أبي جعفر رضي الله عنه، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، عن ابن قولويه وأبي جعفر بن بابويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يوم عاشورا فألفيته كاسف اللون. أقول: وساق الحديث مثل ما مر برواية الشيخ في المصباح سواء (2). 7 - قل: ذكر الزيارة في يوم عاشورا من كتاب المختصر المنتخب فقال ما هذا لفظه: ثم تتأهب للزيارة فتبدأ فتغتسل وتلبس ثوبين طاهرين وتمشي حافيا " إلى فوق سطحك، أو فضاء من الأرض ثم تستقبل القبلة فتقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح أمين الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد رسول الله، السلام عليك يا وارث النبيين، وأمير المؤمنين وسيد الوصيين، وأفضل السابقين، وسبط خاتم المرسلين، وكيف لا تكون كذلك سيدي، وأنت إمام الهدى وحليف التقى وخامس أصحاب الكساء، ربيت في حجر الاسلام ورضعت من ثدي الاسلام فطبت حيا " وميتا ".

 

(1) الاقبال: 38. (2) المزار الكبير ص 158 - 161.

 

[314]

السلام عليك يا وارث الحسن الزكي، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك ايهاالوصي البر التقي الرضي الزكي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، وجاهدت في الله معك، وشرت نفسها ابتغآء مرضات الله فيك، السلام على الملائكة المحدقين بك. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا " صلى الله عليه وآله وسلم تسليما "، عبده ورسوله، وأشهد أن أباك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلى الله عليه واله وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، إمام افترض الله طاعته على خلقه، وكذلك أخوك الحسن بن علي صلى الله عليه واله، وكذلك أنت والأئمة من ولدك. أشهد أنكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده، حتى أتاكم اليقين من وعده، فأشهد الله واشهد كم أني بالله مؤمن، وبمحمد مصدق، وبحقكم عارف، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله عزوجل ما أمركم به، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين. بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، لعن الله من أمر بقتلك لعن الله من شايع على ذلك، لعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أشهد أن الذين سفكوا دمك، وانتهكوا حرمتك، وقعدوا عن نصرتك ممن دعاك فأجبته، ملعونون على لسان النبي الامي صلى الله عليه واله. يا سيدي ومولاي إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك رأيي وهواي، أنا أشهد أن الحق معك، وأن من خالفك على ذلك باطل، فياليتني كنت معكم فأفوز فوزا " عظيما ". فأسئلك يا سيدي أن تسأل الله جل ذكره في ذنوبي، وأن يلحقني بكم و بشيعتكم، وأن يأذن لكم في الشفاعة وأن يشفعكم في ذنوبي، فانه قال جل ذكره: " من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه " صلى الله عليك وعلى آبائك وأولادك والملائكة المقيمين في حرمك، صلى الله عليك وعليهم أجمعين وعلى الشهداء الذين استشهدوا معك وبين يديك، صلى الله عليك وعليهم وعلى ولدك علي الأصغر الذي


 

[315]

فجعت به. ثم تقول: اللهم إني بك توجهت إليك، وقد تحرمت بمحمد وعترته وتوجهت بهم إليك واستشفعت بهم إليك، وتوسلت بمحمد وآل محمد لنقضي عني مفترضي وديني، وتفرج غمي، وتجعل فرجي موصولا " بفرجهم. ثم امدد يديك حتى يرى بياض إبطيك وقل: يا لا إله إلا أنت لا تهتك ستري، ولا تبد عورتي، وآمن روعتي، وأقلني عثرتي، اللهم اقلبني مفلحا " منجحا " قد رضيت عملي، واستجبت دعوتي، يا الله الكريم. ثم تقول: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم تبدأ وتقول: السلام على أمير المؤمنين، السلام على فاطمة الزهراء، السلام على الحسن الزكي، السلام على الحسين الصديق الشهيد، السلام على علي بن الحسين، السلام على محمد بن على، السلام على جعفر بن محمد، السلام على موسى ابن جعفر، السلام على الرضا علي بن موسى، السلام على محمد بن علي، السلام على علي بن محمد، السلام على الحسن بن علي، السلام على الامام القائم بحق الله وحجة الله في أرضه، صلى الله عليه وعلى آبائه الراشدين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما " كثيرا ". ثم تصلي ست ركعات مثنى مثنى تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد مائة مرة. وتقول بعد فراغك من ذلك: اللهم يا الله يا رحمن يا رحيم يا علي يا عظيم يا أحد يا صمد يا فرد يا وتر يا سميع يا عليم يا عالم يا كبير يا متكبر يا جليل يا جميل يا حليم يا قوي يا عزيز يا متعزز يا جبار يا مؤمن يا مهيمن يا جبار يا علي يا معين يا حنان يا منان يا تواب يا باعث يا وارث يا حميد يا مجيد يا معبود يا موجود يا ظاهر يا باطن يا أول يا آخر يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام وياذا العزة والسلطان. أسألك بحق هذه الأسماء يا الله وبحق أسمائك كلها أن تصلي على محمد و


 

[316]

آل محمد، وأن تفرج عني كل هم وغم وكرب وضر وضيق أنا فيه، وتقضي عني ديني وتبلغني امنيتي وتسهل لي محبتي وتيسر لي إرادتي، وتوصلني إلى بغيتي، سريعا " عاجلا "، وتعطيني سؤلي ومسئلتي، وتزيدني فوق رغبتي، وتجمع لي خير الدنيا والاخرة (1) بيان: قوله عليه السلام: وأناخت بساحتك أي بركت إبلها في ساحتك، كناية عن إقامتهم عنده، وفيما مر برحلك أي مسكنك " قوله ": على الأصغر هذا يدل على أن المقتول هو الأصغر كما ذهب إليه الأكثر من أصحابنا. وقال الكفعمي - ره - هو الأكبر على الأصح هكذا قاله الشيخ الشهيد قدس الله روحه في دروسه (2) قلت: ويؤيده ما ذكره الشيخ محمد بن إدريس - ره - في سرايره (3) فانه قال: ويستحب إذا زار الحسين عليه السلام أن يزور معه ولده عليا " الأكبر، و امه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وهو أول من قتل في الوقعة يوم الطف: وولد علي بن الحسين هذا في إمارة عثمان ومدحه بعضهم بأبيات منها: لم ترعين نظرت مثله * من محتف يمشي ولا ناعل أعني ابن ليلي ذا الندى والسدى * أعني ابن بنت الحسب الفاضل لا يؤثر الدنيا على دينه * ولا يبيع الحق بالباطل وذهب الشيخ المفيد - ره - في إرشاده (4) إلى أن المقتول هو على الأصغر وهو ابن الثقفية، وأن عليا " الأكبر هو زين العابدين عليه السلام امه ام ولد وهى شاه زنان بنت كسرى يزدجرد. قال محمد بن إدريس: والأولى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة، وهم النسابون وأصحاب السير والأخبار والتواريخ مثل الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش

 

(1) الاقبال ص 41. (2) الدروس ص 154. (3) السرائر ص 156. (4) الارشاد ص 269 طبع ايران سنه 1408.

 

[317]

وأبي الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين (1) والبلاذري والمزني صاحب كتاب لباب أخبار الخلف، والعمري النسابة حقق ذلك في كتاب المجدي فانه قال: وزعم من لا بصيرة له أن عليا " الأصغر المقتول بالطف وهذا خطأووهم وإلى هذا ذهب صاحب كتاب الرد والمواعظ، وابن قتيبة في المعارف، ومحمد بن جرير الطبري المحقق، والأزهري في تاريخه، وأبو حنيفة الدينوري صاحب كتاب المفاخر من مصنفي الامامية، وأبو علي بن همام في كتاب الأنوار في تواريخ أهل البيت عليهم السلام ومواليدهم، فهؤلاء أطبقوا على ما ذكرنا، وهم أبصر بهذا النوع انتهى كلامه أعلى الله مقامه (1). وقال الفيروز آبادي (2) فجعه كمنعه أوجعه والفجع أن يرجع الانسان بشئ يكرم عليه فيعدمه، وقد فجع بماله كعني، وقال (3): تحرم منه بحرمة تمنع وتحمى بذمة " قوله ": مفترضي على بناء المفعول أي ما افترضت علي من حقوقك المالية وغيرها، والمراد بالدين حقوق الخلق. قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المزار بعد إيراد الزيارة التي نقلناها من المصباح ما هذا لفظه: 8 - زيارة اخرى في يوم عاشورا برواية اخرى، إذا أردت زيارته بها في هذا اليوم فقف عليه صلى الله عليه واله وقل: السلام على آدم صفوة الله من خليقته، السلام على شيث ولي الله وخيرته السلام على إدريس القائم لله بحجته، السلام على نوح المجاب في دعوته، السلام على هود الممدود من الله بمعونته، السلام على صالح الذي توجه لله بكرامته، السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته، السلام على إسماعيل الذي فداه الله

 

(1) مصباح الكفعمي ص 503. (2) القاموس ج 3 ص 61. (3) القاموس ج 4 ص 95.

 

[318]

بذبح عظيم من جنته، السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته، السلام على يعقوب الذي رد الله عليه بصره برحمته، السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته. السلام على موسى الذي فلق الله البحر له بقدرته، السلام على هارون الذى خصه الله بنبوته، السلام على شعيب الذي نصره الله على امته، السلام على داود الذي تاب الله عليه من خطيئته. السلام على سليمان الذي ذلت له الجن بعزته، السلام على أيوب الذى شفاه الله من علته، السلام على يونس الذي أنجز الله له مضمون عدته، السلام على عزير الذي أحياه الله بعد ميتته، السلام على زكريا الصابر في محنته، السلام على يحيى الذي أزلفه الله بشهادته، السلام على عيسى روح الله وكلمته. السلام على محمد حبيب الله وصفوته، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المخصوص باخوته، السلام على فاطمة الزهراء ابنته، السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته، السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته، السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته، السلام على من جعل الله الشفاء في تربته، السلام على من الاجابة تحت قبته، السلام على من الأئمة من ذريته. السلام على ابن خاتم الأنبياء، السلام على ابن سيد الأوصياء، السلام على ابن فاطمة الزهراء، السلام على ابن خديجة الكبرى، السلام على ابن سدرة المنتهى، السلام على ابن جنة المأوى، السلام على ابن زمزم والصفا. السلام على المرمل بالدماء، السلام على المهتوك الخباء، السلام على خامس أصحاب أهل الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء السلام على قتيل الأدعياء، السلام على ساكن كربلا، السلام على من بكته ملائكة السماء، السلام على من ذريته الأزكياء. السلام على يعسوب الدين، السلام على منازل البراهين، السلام على الأئمة السادات، السلام على الجيوب المضرجات، السلام على الشفاه الذابلات،


 

[319]

السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاحبات، السلام على الدماء السائلات السلام على الأعضاء المقطعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات. السلام على حجة رب العالمين، السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين، السلام عليك وعلى أبنائك المستشهدين، السلام عليك وعلى ذريتك الناصرين، السلام عليك وعلى الملائكة المضاجعين، السلام على القتيل المظلوم، السلام على أخيه المسموم، السلام على علي الكبير، السلام على الرضيع الصغير. السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة القريبة، السلام على المجدلين في الفلوات، السلام على النازحين عن الأوطان، السلام على المدفونين بلا أكفان، السلام على الرؤوس المفرقة عن الأبدان، السلام على المحتسب الصابر السلام على المظلوم بلا ناصر، السلام على ساكن التربة الزاكية، السلام على صاحب القبة السامية. السلام على من طهره الجليل، السلام على من افتخر به جبرئيل، السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل، السلام على من نكثت ذمته، السلام على من هتكت حرمته، السلام على من اريق بالظلم دمه، السلام على المغسل بدم الجراح، السلام على المجرع بكاسات الرماح، السلام على المضام المستباح، السلام على المنحور في الورى، السلام على من دفنه أهل القرى. السلام على المقطوع الوتين، السلام على المحامي بلا معين، السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب، السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب، السلام على الرأس المرفوع، السلام على الاجسام العارية في الفلوات، تنهشها الذئاب العاديات، وتختلف إليها السباع الضاريات. السلام عليك يا مولاي وعلى الملائكة المرفوفين حول قبتك، الحافين


 

[320]

بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فاني قصدت إليك ورجوت الفوز لديك. السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البرئ من أعدائك سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع الحزين الواله المستكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك فداء، وأهله لأهلك وقاء. فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا "، ولمن نصب لك العداوة مناصبا "، فلأندبنك صباحا " ومساء، ولأبكين لك بدل الدموع دما "، حسرة عليك، وتأسفا " على ما دهاك، وتلهفا " حتى أموت بلوعة المصاب، وغصة الاكتياب. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان، وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت به وبحبله فأرضيته وخشيته وراقبته واستجبته وسننت السنن، وأطفأت الفتن، ودعوت إلى الرشاد وأوضحت سبل السداد، وجاهدت في الله حق الجهاد. وكنت لله طائعا "، ولجدك محمد صلى الله عليه واله تابعا "، ولقول أبيك سامعا "، وإلى وصية أخيك مسارعا "، ولعماد الدين رافعا "، وللطغيان قامعا "، وللطغاة مقارعا "، وللامة ناصحا "، وفي غمرات الموت سابحا "، وللفساق مكافحا "، وبحجج الله قائما "، وللاسلام والمسلمين راحما "، وللحق ناصرا "، وعند البلاء صابرا "، وللدين كالئا "، وعن حوزته مراميا ". تحوط الهدى وتنصره، وتبسط العدل وتنشره، وتنصر الدين وتظهره وتكف العابث وتزجره، وتأخذ للدني من الشريف، وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف، كنت ربيع الأيتام، وعصمة الأنام، وعز الاسلام، و


 

[321]

معدن الأحكام، وحليف الانعام، سالكا " طرائق جدك وأبيك، مشبها " في الوصية لأخيك. وفي الذمم، رضي الشيم، ظاهر الكرم، متهجدا " في الظلم، قويم الطرائق كريم الخلايق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب كثير المناقب، محمود الضرائب، جزيل المواهب، حليم رشيد منيب، جواد عليم شديد، إمام شهيد، أواه منيب، حبيب مهيب. كنت للرسول صلى الله عليه واله ولدا "، وللقرآن منقدا " وللامة عضدا "، وفي الطاعة مجتهدا "، حافظا " للعهد والميثاق، ناكبا " عن سبل الفساق، وباذلا " للمجهود، طويل الركوع والسجود. زاهدا " في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا " إليها بعين المستوحشين منها، آمالك عنها مكفوفة، وهمتك عن زينتها مصروفة، وألحاظك عن بهجتها مطروفة ورغبتك في الاخرة معروفة. حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه ودعا الغي أتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن، وللظالمين مباين، جليس البيت والمحراب، معتزل عن اللذات والشهوات، تنكر المنكر بقلبك ولسانك، على حسب طاقتك وإمكانك، ثم اقتضاك العلم للانكار، ولزمك أن تجاهد الفجار، فسرت في أولادك وأهاليك، وشيعتك ومواليك، وصدعت بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأمرت باقامة الحدود، والطاعة للمعبود، ونهيت عن الخبائث والطغيان، وواجهوك بالظلم والعدوان. فجاهدتهم بعد الايعاز لهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك وأسخطوا ربك وجدك، وبدؤوك بالحرب، فثبت للطعن والضرب، وطحنت جنود الفجار، واقتحمت قسطل الغبار، مجالدا " بذي الققار، كأنك علي المختار. فلما رأوك ثابت الجاش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم وقاتلوك بكيدهم وشرهم، وأمر اللعين جنوده، فمنعوك الماء ووروده، وناجزوك


 

[322]

الفتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام والنبال، وبسطوا إليك أكف الاصطلام، ولم يرعوا لك ذماما، ولا راقبوا فيك أثاما "، في قتلهم أولياءك، ونهبهم رحالك، وأنت مقدم في الهبوات، ومحتمل للأذيات، قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات. فأحدقوا بك من كل الجهات، وأثخنوك بالجراح، وحالوا بينك وبين الرواح، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذب عن نسوتك وأولادك حتى نكسوك عن جوادك، فهويت إلى الأرض جريحا "، تطؤك الخيول بحوافرها أو تعلوك الطغاة ببواترها. قد رشح للموت جبينك، واختلف بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك تدير طرفا " خفيا " إلى رحلك وبيتك، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهاليك وأسرع فرسك شاردا، إلى خيامك قاصدا "، محمحما " باكيا ". فلما رأين النساء جوادك مخزيا "، ونظرن سرجك عليه ملويا "، برزن من الخدور، ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات الوجوه سافرات، وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات، وإلى مصرعك مبادرات. والشمر جالس على صدرك، ومولغ سيفه على نحرك، قابض على شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده، قد سكنت حواسك، وخفيت أنفاسك، ورفع على القناة رأسك، وسبي أهلك كالعبيد، وصفدوا في الحديد، فوق أقتاب المطيات، تلفح وجوههم حر الهاجرات، يساقون في البراري والفلوات، أيديهم مغلولة إلى الاعناق يطاف بهم في الاسواق. فالويل للعصاة الفساق، لقد قتلوا بقتلك الاسلام، وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الايمان، وحرفوا آيات القرآن، و هملجوا في البغي والعدوان. لقد أصبح رسول الله صلى الله عليه واله موتورا "، وعاد كتاب الله عزوجل مهجورا " وغودر الحق إذا قهرت مقهورا "، وفقد بفقدك التكبير والتهليل، والتحريم والتحليل


 

[323]

والتنزيل والتأويل، وظهر بعدك التغيير والتبديل، والالحاد والتعطيل، والأهواء والأضاليل، والفتن والأباطيل. فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى الله عليه واله، فنعاك إليه بالدمع الهطول قائلا يارسول الله قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبيت بعدك ذراريك، و وقع المحذور بعترتك وذويك، فانزعج الرسول، وبكى قلبه المهول، وعزاه بك الملائكة والأنبياء، وفجعت بك امك الزهراء. واختلفت جنود الملائكة المقربين تعزي أباك أمير المؤمنين، واقيمت لك المآتم في أعلا عليين، ولطمت عليك الحور العين، وبكت السماء وسكانها والجنان وخزانها، والهضاب وأقطارها، والبحار وحيتانها، والجنان وولدانها والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحل والاحرام. اللهم فبحرمة هذا المكان المنيف، صل على محمد وآل محمد، واحشرني في زمرتهم وأدخلني الجنة بشفاعتهم، اللهم إني أتوسل إليك يا أسرع الحاسبين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أحكم الحاكمين، بمحمد خاتم النبيين، رسولك إلى العالمين أجمعين، وبأخيه وابن عمه الأنزع البطين، العالم المكين، على أمير المؤمنين، و بفاطمة سيدة نساء العالمين، وبالحسن الزكي عصمة المتقين. وبأبي عبد الله الحسين أكرم المستشهدين، وبأولاده المقتولين، وبعترته المظلومين، وبعلي بن الحسين زين العابدين، وبمحمد بن علي قبلة الأوابين، وجعفر بن محمد أصدق الصادقين، وموسى بن جعفر مظهر البراهين، وعلي بن موسى ناصر الدين، ومحمد بن علي قدوة المهتدين وعلي بن محمد أزهد الزاهدين، و الحسن بن علي وارث المستخلفين، والحجة على الخلق أجمعين، أن تصلي على محمد وآل محمد الصادقين الأبرين، آل طه ويس، وأن تجعلني في القيامة من الامنين المطمئنين الفائزين، الفرحين المستبشرين. اللهم اكتبني في المسلمين، وألحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق في الاخرين، وانصرني على الباغين، واكفني كيد الحاسدين، واصرف عني


 

[324]

مكر الماكرين، واقبض عني أيدي الظالمين، واجمع بيني وبين السادة الميامين في أعلا عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين والشهداء و الصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنني اقسم عليك بنبيك المعصوم، وبحكمك المحتوم، ونهيك المكتوم وبهذا القبر الملموم، الموسد في كنفه الامام المعصوم، المقتول المظلوم، أن تكشف ما بي من الغموم، وتصرف عني شر القدر المحتوم، وتجيرني من النار ذات السموم، اللهم جللني بنعمتك، ورضني بقسمك، وتغمدني بجودك وكرمك وباعدني من مكرك ونقمتك. اللهم اعصمني من الزلل، وسددني في القول والعمل، وافسح لي في مدة الاجل، وأعفني من الاوجاع والعلل، وبلغني بموالي وبفضلك أفضل الأمل. اللهم صل على محمد وآل محمد واقبل توبتي، وارحم عبرتي وأقلني عثرتي ونفس كربتي، واغفر لي خطيئتي، وأصلح لي في ذريتي. اللهم لا تدع لي في هذا المشهد المعظم، والمحل المكرم ذنبا إلا غفرته ولا عيبا " إلا سترته، ولا غما " إلا كشفته، ولا رزقا " إلا بسطته، ولا جاها " إلا عمرته ولا فسادا " إلا أصلحته، ولا أملا إلا بلغته، ولا دعاء إلا أجبته، ولا مضيقا " إلا فرجته ولا شملا إلا جمعته، ولا أمرا " إلا أتممته، ولا مالا " إلا كثرته، ولا خلقا " إلا حسنته، ولا إنفاقا " إلا أخلقته، ولا حالا " إلا عمرته، ولا حسودا " إلا قمعته، ولا عدوا " إلا أرديته، ولا شرا " إلا كفيته، ولا مرضا " إلا شفيته، ولا بعيدا " إلا أدنيته ولا شعثا " إلا لممته، ولا سؤالا إلا أعطيته، اللهم إني أسئلك خير العاجلة و ثواب الاجلة. اللهم أغنني بحلالك عن الحرام، وبفضلك عن جميع الأنام، اللهم إني أسئلك علما " نافعا "، وقلبا " خاشعا "، ويقينا " شافيا "، وعملا " زاكيا " وصبرا " جميلا "، وأجرا " جزيلا "، اللهم ارزقني شكر نعمتك على، وزد في إحسانك وكرمك إلى، واجعل


 

[325]

قولي في الناس مسموعا "، وعملي عندك مرفوعا "، وأثرى في الخيرات متبوعا "، و عدوي مقموعا ". اللهم صل على محمد وآل محمد الأخيار، في آناء الليل وأطراف النهار، و اكفني شر الأشرار، وطهرني من الذنوب والأوزار، وأجرني من النار، و أحلني دار القرار، واغفر لي ولجميع إخواني فيك وأخواتي المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين. ثم توجه إلى القبلة وصل ركعتين واقرأ في الاولى سورة الأنبياء وفي الثانية الحشر، واقنت وقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع والأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، خلافا " لأعدائه وتكذيبا " لمن عدل به، وإقرارا " لربوبيته، وخضوعا " لعزته، الأول بغير أول والاخر إلى غير آخر، الظاهر على كل شئ بقدرته، الباطن دون كل شئ بعلمه ولطفه، لا تقف العقول على كنه عظمته، ولا تدرك الأوهام حقيقة ماهيته ولا تتصور الأنفس معاني كيفيته، مطلعا " على الضماير، عارفا " بالسراير، يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. اللهم إني اشهدك على تصديقي رسولك صلى الله عليه واله وإيماني به، وعلمي بمنزلته وإني أشهد أنه النبي الذي نطقت الحكمة بفضله، وبشرت الأنبياء به، ودعت إلى الاقرار بما جاء به، وحثث على تصديقه بقوله تعالى: " الذي يجدونه مكتوبا " عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ". فصل على محمد رسولك إلى الثقلين، وسيد الأنبياء المصطفين، وعلى أخيه وابن عمه، اللذين لم يشركا بك طرفة عين أبدا "، وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وعلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، صلاة خالدة الدوام، عدد قطر الرهام، وزنة الجبال والاكام، ما أورق السلام، واختلف


 

[326]

الضياء والظلام، وعلى آله الطاهرين، الأئمة المهتدين، الذائدين عن الدين علي ومحمد وجعفر وموسى وعلى ومحمد وعلي والحسن والحجة، القوام بالقسط وسلالة السبط. اللهم إني أسئلك بحق هذا الامام فرجا " قريبا "، وصبرا " جميلا "، ونصرا " عزيزا "، وغنى عن الخلق، وثباتا " في الهدى، والتوفيق لما تحب وترضى، و رزقا " واسعا " حلالا " طيبا "، مريئا " دارا " سائغا "، فاضلا " مفضلا " صبا " صبا "، من غير كد ولا نكد، ولا منة من أحد، وعافية من كل بلاء وسقم ومرض، والشكر على العافية والنعماء، وإذا جاء الموت فاقبضنا على أحسن ما يكون لك طاعة، على ما أمرتنا محافظين، حتى تؤدينا إلى جنات النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد وأوحشني من الدنيا وآنسني بالاخرة، فانه لا يوحش من الدنيا إلا خوفك، ولا يؤنس بالاخرة إلا رجاؤك، اللهم لك الحجة لا عليك، وإليك المشتكى لا منك، فصل على محمد وآله وأعنى على نفسي الظالمة العاصية، وشهوتي الغالبة، واختم لي بالعافية. اللهم إن استغفاري إياك وأنا مصر على ما نهيت قلة حياء، وتركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك تضييع لحق الرجاء، اللهم إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك، وإن علمي بسعة رحمتك يمنعني أن أخشاك، فصل على محمد وآل محمد وصدق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكن لي عند أحسن ظني بك يا أكرم الأكرمين. اللهم صل على محمد وآل محمد وأيدني بالعصمة، وأنطق لساني بالحكمة، واجعلني ممن يندم على ما ضيعه في أمسه، ولا يغبن حظه في يومه، ولا يهم لرزق غده، اللهم إن الغني من استغنى بك وافتقر إليك، والفقير من استغنى بخلقك عنك، فصل على محمد وآل محمد، وأغنني عن خلقك بك، واجعلني ممن لا يبسط كفا إلا إليك.


 

[327]

اللهم إن الشقى من قنط وأمامه التوبة ووراءه الرحمة، وإن كنت ضعيف العمل فاني في رحمتك قوي الأمل، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي. اللهم إن كنت تعلم أن ما في عبادك من هو أقسى قلبا " مني وأعظم مني ذنبا " فاني أعلم أنه لا مولى أعظم منك طولا "، وأوسع رحمة وعفوا "، فيامن هو أوحد في رحمة، اغفر لمن ليس بأوحد في خطيئته. اللهم إنك أمرتنا فعصينا، ونهيت فما انتهينا، وذكرت فتناسينا، و بصرت فتعامينا، وحذرت فتعدينا، وما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا، وأنت أعلم بما أعلناو أخفينا، وأخبر بما نأتي وما أتينا، فصل على محمد وآل محمد ولا تؤاخذنا بما أخطأنا ونسينا، وهب لنا حقوقك لدينا، وأتم إحسانك إلينا، وأسبل رحمتك علينا. اللهم إنا نتوسل إليك بهذا الصديق الامام، ونسئلك بالحق الذي جعلته له ولجده رسولك ولأبويه على وفاطمة، أهل بيت الرحمة، إدرار الرزق الذي به قوام حياتنا، وصلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة، و تمنع من قدرة، ونحن نسئلك من الرزق ما يكون صلاحا " للدنيا، وبلاغا " للاخرة. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المؤمنين و المؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والاموات، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ثم تركع وتسجد وتجلس وتتشهد وتسلم فإذا سبحت فعفر خديك وقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أربعين مرة. واسئل الله العصمة والنجاة والمغفرة والتوفيق بحسن العمل والقبول لما تتقرب به إليه وتبتغي به وجهه وقف عند الرأس ثم صل ركعتين على ما تقدم. ثم انكب على القبر وقبله وقل: زاد الله في شرفكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وادع لنفسك ولوالديك ولمن أردت.


 

[328]

بيان: قوله عليه السلام بهذا القبر الملموم أي الذي يلم وينزل به الناس للزيارة " قوله " خلافا " أي أقول كلمة التوحيد، خلافا " لهم " قوله " اللذين لم يشركا بك أي العم وابنه أو محمد وعلي، والرهام كجبال جمع الرهمة بالكسر وهى المطر الضعيف الدائم، والسلام بالفتح ويكسر شجر. " قوله " فيامن هو أوحد في رحمته في بعض النسخ بالجيم فهو من الوجدان أي يا من يجد كل شئ أراد من رحمته أكثر من غيره، اغفر لمن ليس هو أكثر خطيئة من جميع من سواه، ويحتمل أن يكون في الثاني كلمة في تعليلية أي اغفر لمن لا يجد شيئا " بسبب خطيئته، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة أي أنت وحيد في الرحمة وأنا لست بوحيد في الخطيئة وهو أظهر. " قوله ": وأسبل: الإسبال إرسال الستر وفيه استعارة مكنية. 9 - أقول: قال مؤلف المزار الكبير: " زيارة اخرى " في يوم عاشورا مما خرج من الناحية إلى أحد الأبواب قال: تقف عليه وتقول: السلام على آدم صفوة الله من خليقته، وساق الزيارة إلى آخرها مثل ما مر (1) فظهر أن هذه الزيارة منقولة مروية، ويحتمل أن لا تكون مختصة بيوم عاشورا، كما فعله السيد المرتضى - ره -. وأما الاختلاف الواقع بين تلك الزيارة وبين ما نسب إلى السيد المرتضى فلعله مبني على اختلاف الروايات والأظهر أن السيد أخذ هذه الزيارة وأضاف إليها من قبل نفسه ما أضاف. وفي روايتي المفيد والمزار الكبير بعد قوله المخصوص باخوته قوله: السلام على صاحب القبة السامية، والظاهر أنه سقط من النساخ الزيارة التي ألحقناها من رواية السيد - ره -.

 

(1) المزار الكبير ص 165 - 171.

 

[329]

25 " باب " * " (زيارة الاربعين) " * 1 - قال السيد - رضي الله عنه - يروى عن أبي محمد العسكري عليه السلام أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الاربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (1). وقال عطا: كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصا " كان معه طاهرا "، ثم قال لي: أمعك شئ من الطيب يا عطا ؟ قلت: معي سعد، فجعل منه على رأسه وساير جسده، ثم مشى حافيا " حتى وقف عند رأس الحسين عليه السلام وكبر ثلاثا " ثم خر مغشيا عليه فلما أفاق سمعته يقول: السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا خيرة الله من خلقه، السلام عليكم يا سادات السادات، السلام عليكم يا ليوث الغابات، السلام عليكم يا سفينة النجاة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا وارث علم الأنبياء، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله. السلام عليك يا ابن محمد المصطفى، السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا شهيد بن الشهيد، السلام عليك يا قتيل بن القتيل، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته على خلقه.

 

(1) مصباح الزائر ص - 151.

 

[330]

أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وبررت والديك، وجاهدت عدوك، أشهد أنك تسمع الكلام وترد الجواب، وأنك حبيب الله وخليله ونجيبه وصفيه وابن صفيه، زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا إلى الله، يا سيدي أستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين، وبأبيك سيد الوصيين، وبامك سيدة نساء العالمين، لعن الله قاتليك وظالميك و شانئيك ومبغضيك من الأولين والاخرين. ثم انحنى على القبر ومرغ خديه عليه وصلى أربع ركعات ثم جاء إلى قبر علي بن الحسين عليه السلام فقال: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتلك لعن الله ظالمك أتقرب إلى الله بمحبتكم، وأبرأ إلى الله من عدوكم. ثم قبله وصلى ركعتين، والتفت إلى قبور الشهداء فقال: السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله، السلام عليكم يا شيعة الله و شيعة رسوله وشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين، السلام عليكم يا طاهرون، السلام عليكم يا مهديون، السلام عليكم يا أبرار، السلام عليكم وعلى الملائكة الله الحافين بقبوركم، جمعني الله وإياكم في مستقر رحمته تحت عرشه. ثم جاء إلى قبر العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام فوقف عليه وقال: السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا عباس بن علي، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد أنك قد بالغت في النصيحة وأديت الامانة، وجاهدت عدوك وعدو أخيك، فصلوات الله على روحك الطيبة، وجزاك الله من أخ خيرا ". ثم صلى ركعتين ودعا إلى الله ومضى (1). بيان: هذا الخبر يدل على أن جابرا " رضي الله عنه كان يستحسن الطيب لزيارته عليه السلام، وقد مر في بعض الأخبار المنع عنه، ولا يبعد أن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان المقصود منه التلذذ لا حرمة الروضة المقدسة وإكرامها وتطييبها

 

(1) مصباح الزائر ص 151 - 152.

 

[331]

وقال الفيروز آبادى (1) شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره. 2 - يب: أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبرى قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضال، عن سعدان بن مسلم، عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول: السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيه، السلام على صفي الله وابن صفيه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات، وقتيل العبرات، اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة، واجتبيته بطيب الولادة، وجعلته سيدا " من السادة، وقائدا " من القادة، وذائدا " من الذادة. وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء، فأعذر في الدعاء، ومنح النصح وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الجهالة، وحيرة الضلالة، وقد توازر عليه من غرته الدنيا، وباع حظه بالأرذل الأدنى، وشرى آخرته بالثمن الأوكس، وتغطرس وتردى في هواه، وأسخطك وأسخط نبيك وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق، وحملة الاوزار، المستوجبين للنار، فجاهدهم فيك صابرا " محتسبا "، حتى سفك في طاعتك دمه، واستبيح حريمه، اللهم فالعنهم لعنا " وبيلا "، وعذبهم عذابا " أليما ". السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن سيد الأوصياء، أشهد أنك أمين الله وابن أمينه، عشت سعيدا "، ومضيت حميدا "، ومت فقيدا " مظلوما " شهيدا "، وأشهد أن الله منجز لك ما وعدك، ومهلك من خذلك، ومعذب من قتلك. وأشهد أنك وفيت بعهد الله، وجاهدت في سبيل الله، حتى أتاك اليقين، فلعن

 

(1) القاموس ج 3 ص 47.

 

[332]

الله من قتلك، ولعن الله من ظلمك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به، اللهم إني اشهدك أني ولي لمن والاه، وعدو لمن عاداه، بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله. أشهد أنك كنت نورا " في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المسلمين، ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي. وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، وأشهد أني بكم مؤمن وبايابكم موقن، بشرايع ديني، وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يأذن الله لكم. فمعكم معكم لا مع عدوكم، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم وشاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم آمين رب العالمين. وتصلي ركعتين وتدعو بما أحببت وتنصرف (1). أقول: أورد المفيد والسيد (2) والشهيد (3) وغيرهم رحمهم الله هذه الزيارة في كتبهم مرسلا. ورواه السيد في الاقبال (4) باسناده عن التعلكبري إلى آخر ما مر سندا " و متنا "، ثم قال فيه وفي مصباح الزائر (5) وجدت لهذه الزيارة وداعا " يختص بها

 

(1) التهذيب ج 6 ص 113. (2) مصباح الزائر ص 152 - 154. (3) مزار الشهيد ص 57 - 58 واخرج الزيارة صاحب المزار الكبير فيه ص 171 - 172. (4) الاقبال: 61 - 63. (5) مصباح الزائر ص 153 - 154.

 

[333]

وهو أن تقف قدام الضريح وتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن على المرتضى، وصي رسول الله، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا وارث الحسن الزكي، السلام عليك يا حجة الله في أرضه، وشاهده على خلقه، السلام عليك يا أبا عبد الله الشهيد. السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله، حتى أتاك اليقين، وأشهد أنك على بينة من ربك، أتيتك يا مولاي زائرا " وافدا " راغبا " مقرا " لك بالذنوب. هاربا " إليك من الخطايا، لتشفع لي عند ربك، يا ابن رسول الله صلى الله عليك حيا " وميتا "، فان لك عند الله مقاما " معلوما " وشفاعة مقبولة، لعن الله من ظلمك، لعن الله من حرمك وغصب حقك، لعن الله من قتلك، ولعن الله من خذلك، ولعن الله من دعاك فلم يجبك ولم يعنك، ولعن الله من منعك من حرم الله وحرم رسوله وحرم أبيك وأخيك، ولعن الله من منعك من شرب ماء الفرات لعنا " كثيرا " يتبع بعضها بعضا ". اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارته وارزقنيه أبدا " ما بقيت وحييت يا رب، وإن مت فاحشرني في زمرته يا أرحم الراحمين. ثم قال - رحمه الله -: وأما زيارة العباس ابن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وزيارة الشهداء مع مولانا الحسين عليه السلام فتزورهم في هذا اليوم بما قدمناه من زيارتهم في يوم عاشورا، وإن شاء بغيرها من زياراتهم المنقولة عن الأصفياء (2). بيان: الذود: السوق والطرد والدفع أي يدفع عن الإسلام والمسلمين ما يوجب الفساد، والوكس النقصان، والغطرسة الإعجاب بالنفس والتطاول على الأقران والتكبر، وتغطرس تغضب وفي مشيته تبختر وتعسف الطريق ذكرها


 

[334]

الفيروز آبادي (1) وتردى في البئر سقط. قوله عليه السلام بشرايع ديني لعل المعنى أن شرايع ديني وخواتيم عملي يشهد معي بذلك على سبيل المبالغة والتجوز، أي كونهما موافقين لما أمرتم به شاهد لي بأني بكم مؤمن. ويحتمل أن يكون العطف في قوله بايابكم من قبيل عطف المفرد أي مؤمن بايابكم، ويكون قوله موقن خبرا " بعد خبر لأن، وقوله بشرايع متعلقا بموقن أي موقن بحقية شرايع ديني، وبحقية ما يختم به عملي من الجنة والنار والثواب والعقاب. وفي بعض النسخ التهذيب وبشرايع مع العطف فيرجع إلى المعنى الأخير ولعله سقط من البين شئ كما يظهر مما يشبهه من الفقرات الواقعة في ساير الزيارات. " فايدة " اعلم أنه ليس في الأخبار ما العلة، في استحباب زيارته صلوات الله عليه في هذا اليوم ؟ والمشهور بين الأصحاب أن العلة في ذلك رجوع حرم الحسين صلوات الله عليه في مثل ذلك اليوم إلى كربلا عند رجوعهم من الشام، وإلحاق علي بن الحسين صلوات الله عليه الرؤوس بالأجساد، وقيل في مثل ذلك اليوم رجعوا إلى المدينة، وكلاهما مستبعدان جدا " لأن الزمان لا يسع ذلك كما يظهر من الأخبار والاثار، وكون ذلك في السنة الاخرى أيضا " مستبعد. ولعل العلة في استحباب الزيارة في هذا اليوم هو أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه في مثل هذا اليوم وصل من المدينة إلى قبره الشريف وزاره بالزيارة التي مر ذكرها، فكان أول من زاره من الانس ظاهرا "، فلذلك يستحب التأسي به أو إطلاق أهل البيت عليهم السلام في الشام من الحبس والقيد في مثل هذا اليوم، أو علة اخرى لا نعرفه. قال الكفعمي - ره - (2) إنما سميت بزيارة الأربعين لأن وقتها يوم العشرين

 

(1) القاموس ج 2 ص 234. (2) مصباح الكفعمي ص 489.

 

[335]

من صفر وذلك لأربعين يوما من مقتل الحسين عليه السلام، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه واله من المدينة إلى كربلا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فكان أول من زاره من الناس وفي هذا اليوم كان رجوع حرم الحسين عليه السلام من الشام إلى المدينة. وقال السيد رحمه الله في كتاب الاقبال (1): فان قيل كيف يكون يوم العشرين من صفر يوم الأربعين إذا كان قتل الحسين صلوات الله عليه يوم عاشر محرم فيكون يوم العاشر من جملة الأربعين، فيصير أحدا " وأربعين، فيقال: لعله قد كان شهر محرم الذي قتل فيه صلوات الله عليه ناقصا وكان يوم عشرين من صفر تمام أربعين يوما. فانه حيث ضبط يوم الأربعين بالعشرين من صفر فاما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصا " أو يكون تاما ويكون يوم قتله صلوات الله عليه غير محسوب من عدد الأربعين لأن قتله كان في أواخر نهاره فلم يحصل ذلك اليوم كله في العدد، وهذا تأويل كاف للعارفين، وهم أعرف بأسرار رب العالمين في تعيين أوقات الزيارة للطاهرين. ثم قال رحمه الله: ووجدت في المصباح أن حرم الحسين عليه السلام وصلوا المدينة مع مولانا علي بن الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر. وفي غير المصباح أنهم وصلوا كربلا ايضا " في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر وكلاهما مستبعد لان عبيدالله بن زياد لعنه الله كتب إلى يزيد يعرفه ما جرى ويستأذنه في حملهم ولم يحملهم حتى عاد الجواب إليه وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها، ولأنه لما حملهم إلى الشام روي أنهم أقاموا فيها شهرا " في موضع لا يكنهم من حر ولا برد، وصورة الحال تقتضي أنهم تأخروا أكثر من أربعين يوما " من يوم قتل عليه السلام إلى أن وصلوا العراق أو المدينة. وأما جوازهم في عودهم على كربلا فيمكن ذلك ولكنه ما يكون وصولهم إليها

 

(1) الاقبال ص 60.

 

[336]

يوم العشرين من صفر لانهم اجتمعوا على ما روي مع جابر بن عبد الله الأنصاري فان كان جابر وصل زائرا من الحجاز فيحتاج وصول الخبر إليه ومجيئه أكثر من أربعين يوما وعلى أن يكون جابر وصل من غير الحجاز من الكوفة أو غيرها اقول: قد سبق القول منا في ذلك في أبواب تاريخه صلوات الله عليه. 26 * (باب) * * " زيارته عليه السلام في اول يوم من رجب والنصف " * * " (من شعبان وليلتيهما) " * 1 - قال المفيد والسيد ابن طاوس رحمة الله عليهما وغيرهما: زيارة أول يوم من رجب وليلته وليلة النصف من شعبان فإذا أردت زيارته عليه السلام في الأوقات المذكورة فاغتسل والبس أطهر ثيابك، وقف على باب قبته مستقبل القبلة، وسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة صلوات الله عليهم أجمعين. ثم ادخل على ضريحه وكبر الله مائة مرة وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين، السلام عليك يا أبا عبد لله السلام عليك يا حسين بن على، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا صفى الله وابن صفيه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه، السلام عليك يا سفير الله وابن سفيره، السلام عليك يا خازن الكتاب المسطور، السلام عليك يا وارث التوراة والإنجيل والزبور، السلام عليك يا أمين الرحمان، السلام عليك يا شريك القرآن السلام عليك يا عمود الدين، السلام عليك يا باب حكمة رب العالمين (السلام عليك يا باب حطة الذي من دخله كان من الآمنين) السلام عليك يا عيبة علم الله، السلام عليك يا موضع سر الله.


 

[337]

السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، والوتر الموتور، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك، بأبي أنت وامي ونفسي يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة، وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع أهل الاسلام، فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها. بأبي أنت وامي ونفسي يا أبا عبد الله، أشهد لقد اقشعرت لدمائكم أظلة العرش مع أظلة الخلايق، وبكتكم السماء والأرض، وسكان الجنان والبر والبحر، صلى الله عليك عدد ما في علم الله، لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طهرت وطهرت بك البلاد، و طهرت أرض أنت بها وطهر حرمك، أشهد أنك قد أمرت بالقسط والعدل ودعوت إليهما وأنك صادق صديق فيما دعوت إليه، وأنك ثأر الله في الأرض. وأشهد أنك قد بلغت عن الله، وعن جدك رسول الله، وعن أبيك أمير المؤمنين وعن أخيك الحسن، ونصحت وجاهدت في سبيل الله، وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين فجزاك الله خير جزاء السابقين، وصلى الله عليك وسلم تسليما. اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على الحسين المظلوم الشهيد الرشيد، قتيل العبرات، وأسير الكربات، صلاة نامية زاكية مباركة يصعد أولها ولا ينفد آخرها أفضل ما صليت على أحد من أولاد أنبيائك المرسلين يا إله العالمين. ثم قبل الضريح وضع خدك الأيمن عليه والأيسر ودر حول الضريح وقبله من أربع جوانبه (1). وقال المفيد رحمه الله: ثم امض إلى ضريح علي بن الحسين عليه السلام وقف عليه وقل:

 

(1) مصباح الزائر ص 154 - 155 *

 

[338]

السلام عليك أيها الصديق الطيب الزكي الحبيب المقرب، وابن ريحانة رسول الله، السلام عليك من شهيد محتسب، ورحمة الله وبركاته، ما أكرم مقامك وأشرف منقلبك، أشهد لقد شكر الله سعيك، وأجزل ثوابك، وألحقك بالذروة العالية، حيث الشرف كل الشرف، وفي الغرف كما من عليك من قبل، وجعلك من أهل البيت، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، صلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته ورضوانه، فاشفع أيها السيد الطاهر إلى ربك في حط الاثقال عن ظهري، وتخفيفها عني، وارحم ذلي وخضوعي لك وللسيد أبيك، صلى الله عليكما. ثم انكب على القبر وقل: زاد الله في شرفكم في الاخرة كما شرفكم في الدنيا، وأسعدكم كما أسعد بكم، وأشهد أنكم أعلام الدين، ونجوم العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم توجه إلى الشهداء رضوان الله عليهم وقل: السلام عليكم يا أنصار الله، وأنصار رسوله، وأنصار على بن أبي طالب، وأنصار فاطمة، وأنصار الحسن والحسين، وأنصار الاسلام، أشهد لقد نصحتم الله وجاهدتم في سبيله فجزاكم الله من الإسلام وأهله أفضل الجزاء فزتم والله فوزا عظيما "، ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا " عظيما " أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون، أشهد أنكم الشهداء والسعداء وأنكم الفائزون في درجات العلى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم عد إلى عند الرأس فصل صلاة الزيارة وادع لنفسك ولوالديك ولإخوانك. وقال السيد قدس الله روحه: وامض وقف على ضريح علي بن الحسين عليهما السلام مستقبل القبلة وقل: السلام من الله والسلام من ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين


 

[339]

وجميع أهل طاعته من أهل السماوات والارضين على أبي عبد الله الحسين بن علي و رحمة الله وبركاته، السلام على أول قتيل، من نسل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل، صلى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا، أشهد أنك ابن حجة الله وابن أمينه، حكم الله لك على قاتليك، وأصلاهم جهنم وساءت مصيرا "، وجعلنا الله يوم القيامة من ملاقيك ومرافقيك، ومرافقي جدك وأبيك وعمك وأخيك، وامك المظلومة الطاهرة المطهرة، وأبرأ إلى الله ممن قتلك وأسأل الله مرافقتكم في دار الخلود، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام على العباس بن أمير المؤمنين السلام على جعفر بن أمير المؤمنين، السلام على عبيدالله بن أمير المؤمنين، السلام على أبي بكر بن الحسن، السلام على عبد الله ابن الحسن، السلام على عبد الله بن الحسين، السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب، السلام على جعفر بن عقيل، السلام على عبد الرحمن بن عقيل، السلام على عبد الله بن مسلم بن عقيل، السلام على محمد بن أبي سعيد بن عقيل، السلام على عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. السلام عليكم أهل بيت المصطفى، السلام عليكم أهل الشكر والرضا، السلام عليكم يا أنصار الله ورجاله من أهل الحق والبلوى، والمجاهدين على بصيرة في سبيله، أشهد أنكم كما قال الله عزوجل " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين " فما ضعفتم ولا استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصره وكلمة الله التامة. صلى الله عليكم وعلى أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما "، فزتم والله، ولوددت أني كنت معكم فأفوز فوزا " عظيما "، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له إنه لا يخلف الميعاد، أشهد أنكم النجباء وسادة الشهداء في الدنيا والاخرة، و أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله، وأنكم السابقون


 

[340]

المجاهدون، وأشهد أنكم أنصار الله وأنصار رسوله، الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1). ثم التفت إلى الشهداء وقل: السلام على سعيد بن عبد الله الحنفي، السلام على جرير بن يزيد الرياحي السلام على زهير بن القين، السلام على حبيب بن مظهر، السلام على مسلم بن عوسجة السلام على عقبة بن سمعان، السلام على برير بن خضير، السلام على عبد الله بن عمير، السلام على نافع بن هلال، السلام على منذر بن المفضل الجعفي، السلام على عمرو بن قرظة الانصاري، السلام على أبي ثمامة الصائدى، السلام على جون مولى أبي ذر الغفاري، السلام على عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي، السلام على عبد الرحمن وعبد الله ابني عروة، السلام على سيف بن الحارث، السلام على مالك ابن عبد الله الحايرى، السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي، السلام على القاسم بن الحارث الكاهلي، السلام على بشير بن عمرو الحضرمي، السلام على عابس بن شبيب الشاكري، السلام على حجاج بن مسروق الجعفي، السلام على عمرو بن خلف وسعيد مولاه، السلام على حيان بن الحارث، السلام على مجمع بن عبد الله العائذي، السلام على نعيم بن عجلان، السلام على عبد الرحمن بن يزيد، السلام على عمر بن أبي كعب، السلام على سليمان بن عون الحضرمي، السلام على قيس ابن مسهر الصيداوي، السلام على عثمان بن فروة الغفاري، السلام على غيلان بن عبد الرحمن، السلام على قيس بن عبد الله الهمداني، السلام على عمر بن كناد السلام على جبلة بن عبد الله، السلام على مسلم بن كناد، السلام على سليمان بن سليمان الازدي، السلام على حماد بن حماد الخزاعي المرادي، السلام على عامر ابن مسلم ومولاه مسلم، السلام على بدر بن رقيط وابنيه عبد الله وعبيدالله، السلام على رميث بن عمرو، السلام على سفيان بن مالك، السلام على زهير بن سائب، السلام على قاسط وكرش ابني زهير، السلام على كنانة بن عتيق، السلام على عامر بن

 

(1) مصباح الزائر ص 165 155.

 

[341]

مالك، السلام على منيع بن زياد، السلام على نعمان بن عمرو، السلام على جلاس ابن عمرو، السلام على عامر بن جليدة، السلام على زائدة بن مهاجر، السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي، السلام على حجاج بن يزيد، السلام على جوير بن مالك السلام على ضبيعة بن عمرو، السلام على زهير بن بشير، السلام على مسعود بن الحجاج، السلام على عمار بن حسان، السلام على جندب بن حجير، السلام على سليمان بن كثير، السلام على زهير بن سلمان، السلام على قاسم بن حبيب، السلام على أنس بن الكاهل الأسدي، السلام على الحر بن يزيد الرياحي، السلام على ضرغامة بن مالك، السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق، السلام على عبد الله ابن يقطر رضيع الحسين عليه السلام، السلام على منجح مولى الحسين عليه السلام، السلام على سويد مولى شاكر. السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم خيرة اختاركم الله لابي عبد الله عليه السلام، وأنتم خاصة اختصكم الله، أشهد أنكم قتلتم على الدعاء إلى الحق، ونصرتم ووفيتم وبذلتم مهجكم، مع ابن رسول الله صلى الله عليه واله وأنتم السعداء سعدتم وفزتم بالدرجات العلى فجزاكم الله من أعوان وإخوان، خير ما جازى من صبر مع رسول الله صلى الله عليه واله، هنيئا لكم ما اعطيتم وهنيئا لكم ما به حبيتم، طافت عليكم من الله الرحمة، وبلغتم بها شرف الاخرة (1). قال السيد رحمه الله: قد تقدم عدد الشهداء في زيارة عاشورا برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان، ويختلف في أسمائهم أيضا وفي الزيادة والنقصان، وينبغى أن تعرف أيدك الله بتقواه أننا تبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، ونقلنا في كل موضع كما وجدناه. فإذا فرغت وفقك الله مما ذكرناه، فعد إلى عند رأس الحسين عليه السلام فصل صلاة الزيارة وما بدا لك من الصلوات، وأكثر لنفسك ولوالديك ولاخوانك من الدعاء فانه يستجاب إن شاء الله تعالى. فإذا أردت وداعه صلوات الله عليه فودعه ببعض وداعاته المذكورة عقيب ما قدمناه

 

(1) مصباح الزائر ص 156 - 157.

 

[342]

من زياراته (1). 2 لد: روى عن الصادق عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام قال: تقف على القبر وتقول: الحمد لله العلي العظيم، والسلام عليك أيها العبد الصالح الزكي، اودعك شهادة مني لك تقربني إليك في يوم شفاعتك، أشهد أنك قتلت ولم تمت، بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك، وبضياء نورك اهتدى الطالبون إليك، وأشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ ولا يطفأ أبدا "، وأنك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك أبدا "، وأشهد أن هذه التربة تربتك، وهذا الحرم حرمك، وهذا المصرع مصرع بدنك، لا ذليل والله معزك، ولا مغلوب والله ناصرك، هذه شهادة لي عندك إلى يوم قبض روحي بحضرتك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (2). اقول: والظاهر أن هذه زيارة مطلقة لكن أوردها الكفعمي في مصباحه في زيارة نصف شعبان. 3 قل، مل: حدثني سالم بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلا، فقرأ ألف مرة قل هو الله أحد ويستغفر الله ألف مرة، ويحمد الله ألف مرة، ثم يقوم فيصلي أربع ركعات يقرأ في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي وكل الله به ملكين يحفظانه من كل سوء ومن شر كل شيطان وسلطان، ويكتبان له حسناته، ولا يكتب عليه سيئة ويستغفران له ماداما معه. اقول: ومما يناسب ليلة النصف من شعبان زيارة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه بما سيأتي في باب زياراته فإنها ليلة ولادته عليه وعلى آبائه السلام. 4 قل: منقولة من خط محمد بن على الطرازي من كتابه فقال ماهذا لفظه: و نقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون أحسن الله توفيقه ما ذكر أنه حذف إسناده قال: ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة، و

 

(1) مصباح الزائر ص 157 - 158. (2) البلد الامين ص 284.

 

[343]

تقرأ هما في الركوع عشر مرات، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك، كما تفعل في صلاة التسبيح وتدعو بعدهما فتقول: أنت الله الذي استجبت لآدم وحواحين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، وناداك نوح فاستجبت له ونجيته وآله من الكرب العظيم، وأطفأت نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها عليه بردا " وسلاما "، وأنت الذي استجبت لأيوب حين ناداك إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فكشفت ما به من ضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الألباب. وأنت الذي استجبت لذي النون حين ناداك في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فنجيته من الغم، وأنت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت: قد اجيبت دعوتكما، وأغرقت فرعون وقومه، وغفرت لداود ذنبه، ونبهت قلبه وأرضيت خصمه منك. وأنت الذي فديت الذبيح بذبح عظيم، حين أسلما وتله للجبين، فناديته بالفرح والروح. وأنت الذي ناداك زكريا نداء خفيا "، قال رب إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا "، وقلت ويدعوننا رغبا " ورهبا " وكانوا لنا خاشعين وأنت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات لنزيدهم من فضلك. رب فلا تجعلني أهون الراغبين إليك، واستجب لي كما استجبت لهم، بحقهم عليك طهرني وتقبل صلاتي، وحسناتي، وطيب بقية حياتي، وطيب وفاتي، و اخلفني فيمن اخلف، واحفظهم رب بدعائي، واجعل ذريتي ذرية طيبة تحوطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية أوليائك برحمتك يا رحيم، يا من هو على كل شئ قدير، وعلى كل شئ رقيب، ومن كل سائل قريب، ولكل داع من خلقه مجيب. أنت الله لا إله إلا أنت الحى القيوم، الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا " أحد، تملك القدرة التي علوت بها فوق عرشك، ورفعت بها


 

[344]

سماواتك، وأرسيت بها جبالك، وفرشت بها أرضك، وأجريت بها الأنهار، وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والليل والنهار، وخلقت بها الخلائق. أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات، وأضاءت به الظلمات أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تكفيني أمر من يعاديني، وأمر معادي ومعاشي و أصلح يا رب شأني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح أمر ولدي وعيالي وأغنني وإياهم من خزائنك وسعة رزقك وفضلك، وارزقني العفة في دينك، وانفعني بما نفعت به من ارتضيت من عبادك، واجعلني للمتقين إماما، كما جعلت إبراهيم، فان بتوفيقك يفوز المتقون، ويتوب التائبون، ويعبدك العابدون، وبتسديدك وإرشادك نجا الصالحون من النار. اللهم آت نفسي تقواها، وأنت وليها وموليها، وأنت خير من زكيها، اللهم بين لها رشادها وتقويها، ونزلها من الجنان أعلاها وطيب وفاتها ومحياها، وأكرم منقلبها ومثويها، ومستقرها ومأويها أنت ربها وموليها. اللهم اسمع واستجب (برحمتك) بمنزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم صلوات الله عليه وعليهم عندك و بمنزلتهم لديك يا أرحم الراحمين (1). اقول: إنما أعدت هذا الدعاء مع تقدم ذكره للاختلاف الكثير بين النسختين.

 

(1) الاقبال: 212 -.

 

[345]

27 * (باب) * * (زيارة ليلة النصف من رجب ويومها وقد قدمنا فضلها) * 1 - قال الشيخ المفيد نور الله ضريحه من الزيارة المخصوصة زيارة النصف من رجب تسمى بالغفيلة فإذا أردت ذلك وأتيت الصحن فادخل وكبر الله تعالى ثلاثا " وقف على القبر وقل: السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا سادة السادات، السلام على ليوث الغابات، السلام عليكم يا سفن النجاة، السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، السلام عليك يا وارث علم الأنبياء، ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يابن محمد المصطفى، السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى. السلام عليك يا شهيد بن الشهيد، السلام عليك يا قتيل بن القتيل، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته على خلقه، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ورزئت بوالديك، وجاهدت عدوك، وأشهد أنك تسمع الكلام وترد الجواب، وأنك حبيب الله وخليله، ونجيه وصفيه وابن صفيه، يا مولاي زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا " إلى الله يا سيدي، وأستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين، وبأبيك سيد الوصيين وبامك فاطمة سيدة نساء العالمين، ألا لعن الله قاتليك ولعن الله ظالميك، ولعن الله سالبيك ومبغضيك من الأولين والآخرين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. ثم قبل الضريح وتوجه إلى علي بن الحسين عليهما السلام وزره فقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي لعن الله قاتليك، ولعن الله ظالميك، إنى


 

[346]

أتقرب إلى الله بزيارتكم وبمحبتكم، وأبرء إلى الله من أعدائكم، والسلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته. ثم امش حتى تأتي قبور الشهداء فقف وقل: السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام السلام عليكم يا طاهرين من الدنس، السلام عليكم يا مهديون السلام عليكم يا أبرار الله، السلام عليكم وعلى الملائكة الحافين بقبوركم أجمعين، جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته وتحت عرشه إنه أرحم الراحمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم امض إلى مشهد العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام فإذا أتيت مشهده فقف على باب القبة وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين. اقول: وذكر مثل ما مر في باب زيارته رضي الله عنه. بيان: قوله عليه السلام تسمى بالغفيلة إنما سميت بذلك لغفلة عامة الناس عن فضلها وحرمانهم عنها " قوله ": يا آل الله أي أتباعه وأولياؤه ومن يؤول أمرهم إليه والليث الأسد، والغابات الآجام وكأنه شبه المعارك لكثرة ما فيها من الرماح والأسنة بالآجام " قوله ": رزئت بوالديك على بناء المجهول مهموزا " أي أصابتك المصيبة بشهادتهما ومظلوميتهما والرزء المصيبة بفقد الأعزة. أقول: هذه الزيارة هي التي زاره عليه السلام بها جابر الأنصاري رضي الله عنه في يوم الأربعين، وقد قدمنا ذكرها. وقال السيد رضي الله عنه عند ذكر زيارة النصف من رجب: روي عن ابن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام في أي شهر نزور الحسين عليه السلام ؟ قال: في النصف من رجب والنصف من شعبان. ثم قال: فاما كيفية زيارته عليه السلام في هذا الوقت فينبغي أن يزار بالزيارة الجامعة في أيام رجب وسيأتي ذكرها في الزيارات الجامعة أو بما تقدم من الزيارات المنقولة لسائر الشهور فاني لم أقف على زيارة مختصة بهذا الوقت المذكور (1).

 

(1) مصباح الزائر ص 160.

 

[347]

28 * " (باب) " * * " (زيارته عليه السلام في يوم ولادته) " * وهو ثالث شعبان على المشهور، وروي خامسه وقد مر القول فيه، وأما كيفيته فلم نرفيه لفظا " مخصوصا " فليزره عليه السلام ببعض الزيارات المطلقة، وليدع بعد الصلاة بهذا الدعاء الذي يظهر من لفضه أن تلاوته عند قبره عليه السلام أنسب وأولى. 1 - قال الشيخ في المصباح (1) والسيد ابن طاووس في الاقبال (2) خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليهما السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصمه وادع فيه بهذا الدعاء: اللهم إني أسئلك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته السماء ومن فيها، والأرض ومن عليها، ولما يطأ لابتيها، قتيل العبرة، وسيد الاسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله أن الائمة من نسله، والشفآء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثار، ويرضوا الجبار، و يكونوا خير أنصار، صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار. اللهم فبحقهم إليك أتوسل، وأسأل سؤال مقترف ومعترف مسئ إلى نفسه مما فرط في يومه وأمسه، يسألك العصمة إلى محل رمسه، اللهم صل على محمد وعترته، واحشرنا في زمرته، وبوئنا معه دار الكرامة، ومحل الاقامة. اللهم وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته، وارزقنا مرافقته وسابقته

 

(1) مصباح الطوسى ص 574. (2) كتاب الاقبال: 185.

 

[348]

واجعلنا ممن يسلم لامره، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره، وعلى جميع أوصيائه وأهل أصفيائه، الممدودين منك بالعدد الاثنى عشر، النجوم الزهر، و الحجج على جميع البشر. اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة، وأنجح لنا فيه كل طلبة، كما وهبت الحسين لمحمد جده، وعاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته، وننتظر أوبته آمين رب العالمين. ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام وهو آخر دعائه عليه السلام يوم كوثر: اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت، شديد المحال غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابق النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، ومدرك ما طلبت، وشكور إذا شكرت، وذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجا "، وأرغب إليك فقيرا "، وأفزع إليك خائفا "، وأبكي إليك مكروبا "، وأستعين بك ضعيفا "، وأتوكل عليك كافيا ". احكم بيننا وبين قومنا بالحق، فانهم غرونا وخدعونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد بن عبد الله الذي اصطفيته بالرسالة، وائتمنته على وحيك، فاجعل لنا من أمرنا فرجا " ومخرجا " برحمتك يا أرحم الراحمين. قال ابن عياش: سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري يقول: سمعت أن أبا عبد الله عليه السلام يدعو به في هذا اليوم، وقال: هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان وهو مولد الحسين عليه السلام. " توضيح " قوله عليه السلام: ولما يطأ لابتيها قال في النهاية: (1) اللابة الحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين انتهى. فالضمير إما راجع إلى المدينة لظهورها بالقرائن وإن لم يسبق ذكرها، أو إلى الأرض، والمراد أيضا " اللابتان المخصوصتان، وعلى التقادير المراد

 

(1) النهاية ج 4 ص 72.

 

[349]

قبل مشيه على الارض، والاسرة عشيرة الرجل وأهل بيته. " قوله عليه السلام ": والأوصياء، أي أوبة الأوصياء إما بجره على مذهب الكوفيين أو نصبه بالعطف على المحل، أو يكون الواو بمعنى مع " قوله عليه السلام ": ويثأروا الثار أي يطلبوا الدم وهو مهموز، وقد يقلب في الثار تخفيفا، وهذه الفقرات تدل على رجعة جميع الائمة عليهم السلام في الكرة. " قوله " يوم كوثر على بناء المجهول أي صار مغلوبا " بكثرة العدو، ثم الظاهر أن الدعاء الأخير إنما يتلوه الداعي إلى قوله: احكم بيننا وبين قومنا ثم يذكر بعد ذلك حاجته. 29 * (باب) * * " (زيارات ليالى شهر رمضان وأعمالها) " * * " (المختصة بهذا المكان) " * 1 - قل: عن أبي المفضل الشيباني باسناده من كتاب علي بن عبد الواحد النهدي في حديث يقول فيه عن الصادق عليه السلام أنه قيل له: فما ترى لمن حضر قبره - يعني الحسين عليه السلام - ليلة النصف من شهر رمضان ؟ فقال: بخ بخ من صلى عند قبره ليلة النصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء من غير صلاة الليل يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات واستجار بالله من النار كتبه الله عتيقا من النار، ولم يمت حتى يرى في منامه ملائكة يبشرونه بالجنة وملائكة يؤمنونه من النار (1). اقول: قد مر بيان فضل زيارته صلوات الله عليه في أول شهر رمضان و وسطه وآخره فليزره عليه السلام فيها ببعض الزيارات المطلقة لعدم ورود زيارة مخصوصة.

 

(1) الاقبال: 387.

 

[350]

2 - وقال المفيد والسيد والشهيد رحمهم الله: من الزيارات المخصوصة زيارة ليلة القدر ويومي العيدين، فإذا أردت زيارته عليه السلام في الأوقات المذكورة فأت مشهده المقدس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك، فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا - عبد الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك (قد) أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا " حتى أتيك اليقين. أشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، والذين خذلوك، والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الامي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الاليم. أتيتك يا مولاي يابن رسول الله زائرا " عارفا " بحقك، مواليا " لأوليائك، معاديا " لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا " بضلالة من خالفك، فاشفع لي عند ربك. ثم انكب على القبر وضع خدك عليه وتحول إلى عند الرأس وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه، صلى الله على روحك الطيب وجسدك الطاهر وعليك السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته. ثم انكب على القبر وقبله وضع خدك عليه وانحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما تيسر. ثم تحول إلى عند الرجلين وزر على بن الحسين صلوات الله عليه وقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، لعن الله من ظلمك، و لعن الله من قتلك، وضاعف عليهم العذاب الأليم. وادع بما تريد. ثم زر الشهداء منحرفا من عند الرجلين إلى القبلة فقل: السلام عليكم


 

[351]

أيها الصديقون، السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وصبرتم على الاذى في جنب الله، ونصحتم لله ولرسوله حتى أتاكم اليقين، أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون فجزاكم الله عن الإسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين، وجمع الله بيننا وبينكم في محل النعيم. ثم امض إلى مشهد العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله، أشهد أنك قد جاهدت ونصحت وصبرت حتى أتاك اليقين، لعن الله الظالمين لكم، من الأولين والآخرين، وألحقهم بدرك الجحيم (1). بيان: قال السيد - رحمه الله -: هذه الزيارة مختصة بليلة القدر ويزار بها في العيدين. 3 - وقال مؤلف المزار الكبير: زيارة مختصرة يزار الحسين عليه السلام بها في ليلة القدر وفي العيدين بالاسناد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إذا أردت زيارة أبي عبد الله عليه السلام فلتأت مشهده بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك وساق الزيارات نحوا مما مر إلى قوله: بدرك الجحيم، ثم قال: ثم يصلي في مسجده تطوعا ما أراد وينصرف (2). أقول: يظهر من الرواية أنها من الزيارات المطلقة ولا اختصاص لها بالأزمان المخصوصة، ولنوضح بعض ألفاظها " قوله: في جنبه " قال الطبرسي - رحمه الله - (3) في قوله تعالى " يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله " أي يا ندامتي على ما ضيعت من ثواب الله عن ابن عباس، وقيل قصرت في أمر الله عن مجاهد والسدي، وقيل في طاعة الله عن الحسن. قال الفراء: الجنب القرب أي في قرب الله وجواره ويقال: فلان يعيش في

 

(1) مصباح الزائر ص 171 - 172 ومزار الشهيد ص 51 - 52. (2) المزار الكبير ص 137. (3) مجمع البيان ج 8 ص 505.

 

[352]

جنب فلان أي في قربه وجواره، ومنه قوله تعالى: " والصاحب بالجنب " فيكون المعنى على هذا القول على ما فرطت في طلب جنب الله أي في طلب جواره وقربه وهو الجنة، وقال الزجاج: أي فرطت في الطريق الذي هو طريق الله فيكون الجنب بمعنى الجانب أي قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله، انتهى. 30 (باب) * " زيارته صلوات الله عليه في ليلتى عيد الفطر وعيد الاضحى " * 1 - قال المفيد والسيد والشهيد رضى الله عنهم: إذا أردت زيارته في الليلتين المذكورتين فقف على باب القبة وارم بطرفك نحو القبر مستأذنا فقل: يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله، عبدك وابن أمتك، الذليل بين يديك، والمصغر في علو قدرك، والمعترف بحقك، جاءك مستجيرا " بك، قاصدا " إلى حرمك، متوجها إلى مقامك، متوسلا إلى الله تعالى بك، ءأدخل يا مولاي، ءأدخل يا ولي الله، ءأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم، المقيمين في هذا المشهد ؟ فان خشع قلبك ودمعت عينك فأدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى وقل: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، اللهم أنزلني منزلا " مباركا " وأنت خير المنزلين. ثم قل: الله أكبر كبيرا "، والحمد لله كثيرا "، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الفرد الصمد، الماجد الأحد، المتفضل المنان، المتطول الحنان الذي من تطوله سهل لي زيارة مولاي باحسانه، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا، ولا عن ذمته مدفوعا "، بل تطول ومنح. ثم ادخل فإذا توسطت وصرت حذاء القبر فقم حذاءه بخضوع وبكاء وتضرع وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح أمين الله


 

[353]

السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد صلى الله عليه واله حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي حجة الله، السلام عليك أيها الوصي البر التقى، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في الله حق جهاده، حتى استبيح حرمك وقتلت مظلوما. ثم قم عند رأسه خاشعا " قلبك دامعة عينك ثم قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا بطل المسلمين يا مولاي أشهد أنك كنت نورا " في الاصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين، وأركان المسلمين، ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الامام البر التقى الرضي الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الائمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا. ثم انكب على القبر وقل: إنا لله وإنا إليه راجعون يا مولاي أنا موال لوليكم، ومعاد لعدوكم، وأنا بكم مؤمن، وبايابكم موقن، بشرايع ديني، وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع، يا مولاي أتيتك خائفا " فآمنى، وأتيتك مستجيرا " فأجرنى وأتيتك فقيرا " فأغنني، سيدي ومولاي أنت مولاي حجة الله على الخلق أجمعين، آمنت بسركم وعلانيتكم وبظاهركم وباطنكم وأولكم وآخركم، وأشهد أنك التالي لكتاب الله وأمين الله الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لعن الله امة ظلمتك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. ثم صل عند الرأس ركعتين فإذا سلمت فقل: اللهم إني لك صليت ولك ركعت ولك سجدت، وحدك لا شريك لك، فانه


 

[354]

لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلا لك لانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وآل محمد وأبلغهم عني أفضل السلام والتحية، واردد على منهم السلام اللهم وهاتان الركعتان هدية مني إلى سيدي الحسين بن علي عليه السلام، اللهم صل على محمد وعليه، وتقبلهما مني، وأجرني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا ولي المؤمنين. ثم انكب على القبر وقبله وقل: السلام على الحسين بن علي المظلوم الشهيد، قتيل العبرات، أسير الكربات اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك الثائر بحقك أكرمته بكرامتك وختمت له بالشهادة، وجعلته سيدا من السادة، وقائدا من القادة، وأكرمته بطيب الولادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدعاء، ومنح النصيحة، وبذل مهجته فيك، حتى استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة، وقد توازر عليه من غرته الدنيا، وباع حظه من الآخرة بالأدنى وتردى في هواه، وأسخطك وأسخط نبيك، وأطاع من عبادك اولي الشقاق والنفاق وحمله الاوزار المستوجبين النار، فجاهدهم فيك صابرا " محتسبا مقبلا غير مدبر لا تأخذه في الله لومة لائم، حتى سفك في طاعتك دمه، واستبيح حريمه، اللهم العنهم لعنا وبيلا، وعذبهم عذابا أليما. ثم اعطف على علي بن الحسين عليهما السلام وهو عند رجل الحسين عليه السلام وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها المظلوم الشهيد، بأبي أنت وامي عشت سعيدا "، وقتلت مظلوما " شهيدا ". ثم انحرف إلى قبور الشهداء وقل: السلام عليكم أيها الذابون عن توحيد الله، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، بأبي أنتم وامي فزتم فوزا " عظيما. ثم امض إلى مشهد العباس بن علي عليهما السلام وقف على ضريحه الشريف وقل:


 

[355]

السلام عليك أيها العبد الصالح، والصديق المواسي، أشهد أنك آمنت بالله ونصرت ابن رسول الله، ودعوت إلى سبيل الله وواسيت بنفسك، فعليك من الله أفضل التحية والسلام. ثم انكب على القبرو قل: بأبي أنت وامي يا ناصر دين الله، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق، السلام عليك يا ناصر الحسين الشهيد، عليك مني السلام ما بقيت وبقي الليل والنهار. ثم صل عند رأسه ركعتين وقل ما قلت عند رأس الحسين عليه السلام فارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام وأقم عند ما أحببت، إلا أنه يستحب أن لا تجعله موضع مبيتك. فإذا أردت وداعه فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول: السلام عليك يا مولاي سلام مودع لا قال ولا سئم، فان أنصرف فلا عن ملالة وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، يا مولاي لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني العود إليك، والمقام في حرمك، والكون في مشهدك، آمين رب العالمين. ثم قبله وأمر ساير بدنك فانك أمان وحرز، واخرج من عنده القهقرى لا توله دبرك وقل: السلام عليك يا باب المقام، السلام عليك يا شريك القرآن، السلام عليك يا حجة الخصام، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم، السلام عليك أبدا " ما بقيت وبقي الليل والنهار. وقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم انصرف مرحوما مغبوطا إنشاء الله تعالى. قال السيد - رحمه الله -: فإذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه (1). بيان: قوله: ولا عن ذمته مدفوعا " الذمة بالكسر: العهد والامان والضمان

 

(1) مصباح الزائر ص 172 - 175 ومزار الشهيد ص 48 - 50 وفيه إلى نهاية زيارة الشهداء (ع).

 

[356]

والحرمة والحق ذكره الجزري (1) والبطل بالتحريك الشجاع " قوله " لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها أي لم يصادفك في آبائك كافر ولا فاسق متصف بصفات الجاهلية بل كلهم كانوا معصومين مطهرين. ومدلهمات الثياب أيضا " كناية عنها، ويحتمل أن يكون إحداهما إشارة إلى طيب الولادة منه ومن آبائه الكرام إلى آدم عليه السلام، أو إلى عدم عروض الشكوك والشبه له عليه السلام. والمعقل الحصن ويحتمل رفعه بالعطف على الجار " قوله ": كلمة التقوى، إفراد بعض الفقرات للحمل على كل واحد، أو للاشارة إلى أنهم من نور واحد وكرجل واحد لتوافقهم في العلوم والفضايل والكمالات. " قوله " قتيل العبرات العبرة بالفتح الدمعة أو تردد البكاء في الصدر، أي القتيل الذى تسكب عليه العبرات، كما قال صلوات الله عليه: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر. " قوله " الثائر بحقك أي يطلب دمه ودماء أهل بيته في الرجعة بحقك و بحكمك أو في الاولى أيضا " طلب دم أبيه بالحق أو قتل الناس بالحق، ويحتمل أن يكون الثائر بمعنى المقتول قال الفيروز آبادي (2) الثار الدم والطلب به وقاتل حميمك، والثائر من لا يبقى على شئ حتى يدرك ثاره انتهى، ولا يبعد أن يكون مستعملا " في مطلق الطلب أي الطالب بحقك " قوله " فأعذر في الدعاء أي بالغ فيه حتى أبدى عذره والمهجة بالضم الدم أو دم القلب والروح. 2 اقول مؤلف المزار الكبير: زيارة اخرى لابي عبد الله الحسين صلوات الله عليه يزار بها أيضا " في العيدين، إذا أردت زيارته عليه السلام فصم ثلاثة أيام واغتسل في اليوم الثالث واجمع أهلك إليك وولدك وقل: اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي وكل من كان مني بسبيل، الشاهد منهم والغائب، اللهم احفظنا بحفظ الايمان واحفظ علينا، اللهم

 

(1) النهاية ج 2 ص 53. (2) القاموس ج 1 ص 381.

 

[357]

اجعلنا في حرزك، ولا تسلبنا نعمتك، ولا تغير مابنا من نعمة وعافية، وزدنا من فضلك، إنا إليك راغبون. ثم اخرج من منزلك خاشعا وأكثر من التهليل والتكبير والتحميد والتمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه واله وامض وعليك السكينة والوقار (1). 3 - وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار الحسين من كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسين إلى أن تقوم الساعة (2). فإذا لاحت لك القبة السامية فقل: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وسلام على آل يس، إنا كذالك نجزي المحسنين، والسلام على الطيبين الطاهرين الأوصياء الصادقين، القائمين بأمر الله وحججه الساعين إلى سبيل الله المجاهدين في الله حق جهاده، الناصحين لجميع عباده، المستخلفين في بلاده، المرشدين إلى هدايته وإرشاده. فإذا أشرفت على قنطرة العلقمي فقل: اللهم إليك قصد القاصدون، وفي فضلك طمع الراغبون، وبك اعتصم المعتصمون، وعليك توكل المتوكلون، وقد قصدتك وافدا "، وفي رحمتك طامعا "، ولعزتك خاضعا "، ولولاة أمرك طائعا "، ولأمرهم متابعا "، اللهم ثبتني على محبة أوليائك، ولا تقطع أثري عن زيارتهم، واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم. فإذا أتيت الفرات فكبر الله مائة تكبيرة وهلله مائة تهليلة، وصل على محمد النبي صلى الله عليه وآله مائة مرة ثم قل: اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وأنت سيدي أكرم مزور وأكرم مقصود، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، واشكر سعيي وارحم مسيري إليك من أهلي، بغير من منى عليك، بل لك المن علي، إذ جعلت لي السبيل إلى

 

(2 1) المزار الكبير ص 138.

 

[358]

زيارة ابن نبيك، وعرفتني فضله، وحفظتني بالليل والنهار، حتى بلغتني هذا المكان، وقد رجوتك فلا تقطع رجائي، وقد أملتك فلا تخيب أملي، واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يا رب العالمين. وانزل واغتسل وقل في غسلك: بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله والصادقين عن الله عزوجل، اللهم طهر به قلبي، واشرح به صدري، ونور به قلبي، ويسر به أمري، اللهم اجعله لي نورا " وطهورا "، وشفاء من كل داء وآفة وعاهة وسوء ما أخاف وأحذر، اللهم اجعل لي شاهدا " يوم حاجتي وفقرى وفاقتي إليك يا رب العالمين، إنك على كل شئ قدير. فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين وصل ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الذي قال الله عزوجل " في الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب و زرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل " تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فإذا سلمت فسبح ثم قل: الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها الرحمان الرحيم، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق اللهم لك الحمد حمدا كثيرا " أبدا، لا ينقطع ولا يفنى، حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره، حمدا " يزيد ولا يبيد، وصلى الله على محمد البشير النذير وعلى آله الأخيار الأبرار وسلم تسليما. فإذا توجهت إلى الحاير على ساكنه السلام فقل: اللهم إليك توجهت، و لبابك قرعت، وبفنائك نزلت، وبحبلك اعتصمت، ولرحمتك تعرضت، وبوليك توسلت، فصل على محمد وآله واجعل زيارتي مبرورة، ودعائي مقبولا. ثم امش وقصر خطاك وعليك السكينة والوقار والخشوع والتكبير والتهليل والتحميد والتمجيد والثناء على الله عزوجل والصلاة على النبي صلى الله عليه واله والبراءة ممن أسس الجور والظلم عليهم، ودفعهم عن مقاماتهم، وأزالهم عن مراتبهم ومن نصب لهم حربا " أو جحدهم حقا.


 

[359]

وإذا أردت الاستيذان فقم عند باب القبة وارم بطرفك نحو القبر وقل: يا مولاي يا أبا عبد الله، يا ابن رسول الله عبدك وابن أمتك. الذليل بين يديك، والمصغر في علو قدرك والمعترف بحقك، جاءك مستجيرا " بك، قاصدا " إلى حرمك، متوجها إلى مقامك، متوسلا إلى الله تعالى بك، ءأدخل يا مولاي، ءأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم، المقيمين في هذا المشهد (1). أقول: وساق الزيارات نحوا مما مر برواية المفيد. 31 (باب) * " زيارة ليلة عرفة ويومها * " 1 قال الشيخ المفيد والسيد والشهيد قدس الله أرواحهم: إذا أردت زيارته في هذا اليوم فاغتسل من الفرات إن أمكنك وإلا فمن حيث أمكنك، والبس أطهر ثيابك واقصد حضرته الشريفة وأنت على سكينة ووقار، فإذا بلغت باب الحاير فكبر الله تعالى وقل: الله أكبر كبيرا "، والحمد لله كثيرا "، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، السلام على رسول الله، السلام على أمير المؤمنين، السلام على فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام على الحسن والحسين، السلام على علي بن الحسين، السلام على محمد ابن علي، السلام على جعفر بن محمد، السلام على موسى بن جعفر، السلام على علي بن موسى، السلام على محمد بن على، السلام على علي بن محمد، السلام على الحسن بن علي السلام على الخلف الصالح المنتظر، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، عبدك وابن عبدك، وابن أمتك الموالي لوليك المعادي لعدوك، استجار بمشهدك، وتقرب إلى الله بقصدك، الحمد لله الذى هدانا لولايتك، وخصنى بزيارتك

 

(1) المزار الكبير ص 138 - 141.

 

[360]

وسهل لي قصدك (1). ثم ادخل فقف مما يلي الرأس وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن محمد المصطفى، السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وأطعت الله حتى أتاك اليقين، فلعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. يا مولاي يا أبا عبد الله اشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله، أني بكم مؤمن وبايابكم، موقن بشرايع ديني، وخواتيم عملي، ومنقلبي إلى ربي، فصلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى شاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم. السلام عليك يا ابن خاتم النبيين، وابن سيد الوصيين، وابن إمام المتقين وابن قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، وكيف لا تكون كذلك وأنت باب الهدى، وإمام التقى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، وخامس أهل الكساء، غذتك يد الرحمة، ورضعت من ثدي الايمان، وربيت في حجر الاسلام فالنفس غير راضية بفراقك، ولا شاكة في حياتك، صلوات الله عليك وعلى آبائك وأبنائك. السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة، وقرين المصيبة الراتبة، لعن الله امة استحلت منك المحارم، فقتلت صلى الله عليك مقهورا "، وأصبح رسول الله صلى الله عليه واله بك موتورا، وأصبح كتاب الله بفقدك مهجورا "، السلام عليك وعلى جدك وأبيك

 

(1) مصباح الزائر ص 182 - 183 ومزار الشهيد ص 52 - 53 بتفاوت يسير بينهما.

 

[361]

وامك وأخيك، وعلى الأئمة من بنيك، وعلى المستشهدين معك، وعلى الملائكة الحافين بقبرك، والشاهدين لزوارك، المؤمنين بالقبول على دعاء شيعتك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله، بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية، وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السموات والأرض، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك، يا مولاى يا أبا عبد الله قصدت حرمك، و أتيت مشهدك، أسأل الله بالشأن الذى لك عنده، وبالمحل الذى لك لديه، أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة بمنه وجوده وكرمه (1). ثم قبل الضريح وصل عند الرأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت، فإذا فرغت فقل: اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك، لأن الصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا لك، لانك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغهم عني أفضل التحية والسلام، واردد علي منهم التحية والسلام، اللهم وهاتان الركعتان هدية مني إلى مولاي وسيدي وإمامي الحسين بن علي عليهما السلام، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل ذلك مني، وأجرني على ذلك أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا أرحم الراحمين. ثم صر إلى عند رجلي الحسين وزر علي بن الحسين عليهما السلام وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن نبي الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد ابن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم، لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع المؤمنين، فلعن الله امة قتلتك، وأبرأ إلى الله وإليك

 

(1) مصباح الزائر ص 183 - 184 ومزار الشهيد ص 53 - 54.

 

[362]

منهم في الدنيا والآخرة. ثم اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسين عليهما السلام فتوجه هناك إلى الشهداء وزرهم فقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه، وأنصار أمير المؤمنين، وأنصار فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن الولي الناصح، السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله الحسين الشهيد المظلوم، صلوات الله عليهم أجمعين، بأبي أنتم وامي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزا " عظيما "، فياليتني كنت معكم فأفوز معكم في الجنان مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم عد إلى عند رأس الحسين عليه السلام وأكثر من الدعاء لنفسك ولأهلك ولاخوانك المؤمنين (1). وقال المفيد - رحمه الله -: فإذا أردت الخروج فانكب على القبر وقبله وقل: السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا أمين الله، سلام مودع لا قال ولا سئم، فان أمض فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لا جعله الله يا مولاى آخر العهد لزيارتك ورزقني العود إلى مشهدك، والمقام في حرمك وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة. ثم اخرج ولا تول ظهرك وأكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم امض إلى مشهد العباس بن علي عليهما السلام فإذا أتيت فقف عليه وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، ورحمة الله وبركاته ومغفرته على روحك وبدنك، اشهد الله أنك مضيت على ما مضى البدريون المجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه، فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفر جزاء أحد وفى

 

(1) مصباح الزائر ص 184 - 185 ومزار الشهيد ص 54.

 

[363]

ببيعته، واستجاب له دعوته، وحشرك مع النبيين والشهداء والصديقين، وحسن اولئك رفيقا. ثم صل ركعتين عند الرأس وادع الله بعدهما بما أحببت، فإذا أردت الخروج فودعه وقل: أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله ورسوله وبما جاء به من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر وليك وابن أخي نبيك، وارزقني زيارته ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان. وادع لنفسك ولوالديك ولإخوانك المؤمنين. ثم ارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام للوداع، فإذا أردت وداعه فقف عليه كوقوفك عليه أول مرة وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك ولا مستبدل بك سواك ولا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، أسئل الله تعالى أن لا يجعله آخر العهد مني ومن رجوعي، وأسئل الله الذي أراني مكانك، وهداني للتسليم عليك ولزيارتي إياك، أن يوردني حوضكم، ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع آبائك الصالحين. ثم سلم على النبي والائمة عليهم السلام واحدا " واحدا " وادع بما أحببت، ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم وقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابن نبيك وحجتك على خلقك، اللهم اجعلنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، أستودعكم الله وأقرأ عليككم السلام اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم، يا أرحم الراحمين. ثم اخرج ولا تول ظهرك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك، وقف على الباب متوجها " إلى القبلة وادع بما أحببت وانصرف إن شاء الله تعالى (1).

 

(1) مصباح الزائر ص 114 و 185 مزار الشهيد ص 54 - 55.

 

[364]

أقول: روى هذه الزيارة في المزار الكبير (1) إلى قوله: وظاهركم وباطنكم ثم قال: ثم انكب على القبر وقبله وقل: بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وساقها إلى آخر ما أورده المفيد - رحمه الله - بيان: قوله: صريع الدمعة الساكبة الاضافة من قبيل كريم البلد، والصريع المطروح على الأرض ومصارع الشهداء مواضع شهادتهم، أي المصرع الذي تسكب عليه دموع الملائكة والأنبياء والأولياء، والراتبة الثابتة المستمرة، والموتور من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، والمستشهد على بناء المفعول المقتول في سبيل الله والتأمين قول آمين على دعاء الغير وهو بمعنى اللهم استجب. وأقول: إن السيد والشهيد رحمهما الله أحالا الوداع على ما سبق وقالا: ثم امض إلى مشهد العباس رضي الله عنه فإذا أتيته فقف على قبره وقل: السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن أول القوم إسلاما "، وأقدمهم إيمانا "، وأقومهم بدين الله، وأحوهم على الاسلام، أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك، فنعم الأخ المواسي، فلعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة استحلت منك المحارم، وانتهكت في قتلك حرمة الاسلام، فنعم الأخ الصابر المجاهد، والمحامي الناصر، والأخ الدافع عن أخيه، المجيب إلى طاعة ربه، الراغب فيما زهد غيره، من الثواب الجزيل، والثناء الجميل، فألحقك الله بدرجة آبائك في دار النعيم، إنه حميد مجيد. ثم انكب على القبر وقل: اللهم لك تعرضت، ولزيارة أوليائك قصدت، رغبة في ثوابك، ورجاء لمغفرتك، وجزيل إحسانك، فأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل رزقي بهم دارا "، وعيشى بهم قارا "، وزيارتي بهم مقبولة وذنبي بهم مغفورا "، واقلبني بهم مفلحا " منجحا " مستجابا " دعائي بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره، والقاصدين إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

(1) المزار الكبير ص 154 - 156.

 

[365]

ثم قبل الضريح وصل عنده صلاة الزيارة وما بدالك. قال السيد - رحمه الله -: فإذا أردت وداعه عليه السلام فودعه ببعض ما قدمناه من وداعاته، وقد تقدم سابقا " زيارة العباس عليه السلام وفيها بعض هذه الألفاظ، وإنما أعدناها اتباعا للمنقول فاعلم ذلك (1). 32 (باب) * " (زيارته عليه السلام وسائر الائمة صلوات الله عليهم) " * * " (حيهم وميتهم من البعيد) " * 1 - مل: أبي عن سعد ومحمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن أبي عمير عمن رواه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل أعلى منزل له فيصلي ركعتين وليؤم بالسلام إلى قبورنا فان ذلك يصير إلينا (2). 2 - مل: علي بن الحسين وأخي علي، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حنان ابن سدير، عن أبيه في حديث طويل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير ما عليك أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة، قلت: جعلت فداك إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة فقال: تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تحول نحو قبر الحسين ثم تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تكتب لك زورة، والزورة حجة وعمرة قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة (3).

 

(1) مصباح الزائر ص - 185 ومزار الشهيد ص 54 - 55. (2) كامل الزيارات ص 286. (3) كامل الزيارات ص 287.

 

[366]

3 - أقول: رواه مؤلف المزار الكبير باسناده عن سدير وفيه: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته (1). 4 - مل: حكيم بن داود، عن سلمة، عن عبد الله بن محمد، عن منيع، عن يونس، عن حنان، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير تزور قبر الحسين في كل يوم ؟ قلت: جعلت فداك لا، قال: ما أجفاكم فتزوره في كل شهر ؟ قلت لا، قال: فتزوره في كل سنة ؟ قلت: قد يكون ذلك قال: يا سدير ما أجفاكم بالحسين، أما علمت أن لله ألف ألف ملك شعثا " غبرا " يبكون ويزورون لا يفترون ؟ وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة خمس مرات، وذكر مثل الحديث الاول (2). 5 - كا، يب: محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن الخطاب عن محمد بن حسان، عن منيع، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حنان بن سدير عن أبيه مثله (3). بيان: لا يبعد أن يكون الالتفات يمنة ويسرة إلى جانب الفوق للتقية لئلا يطلع عليه أحد. 6 - مل: روى سليمان بن عيسى، عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك ؟ قال: قال لي: يا عيسى إذا لم تقدر على المجئ فإذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضأ واصعد إلى سطحك وصل ركعتين وتوجه نحوي فانه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي، ومن زارني في مماتي فقد زارني في حياتي (4). بيان: هذا الخبر يدل على أن زيارة الامام الحي أيضا " تجوز بهذا الوجه.

 

(1) المزار الكبير ص 145 - 146. (2) كامل الزيارات ص 287. (3) الكافي ج 4 ص 589 التهذيب ج 6 ص 116. (4) كامل الزيارات ص 287.

 

[367]

فهذا مستند لزيارة القايم صلوات الله عليه في أي مكان أراد، ويتوجه إلى السرداب المقدس. 7 - مل: محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله بن محمد، عن منيع عن حنان، عن سدير، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير تكثر زيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام ؟ قلت: إنه من الشغل، فقال: ألا اعلمك شيئا إذا أنت فعلته كتبت لك بذلك الزيارة ؟ فقلت: بلى جعلت فداك، فقال لي: اغتسل في منزلك واصعد إلى سطحك وأشر إليه بالسلام تكتب لك بذلك الزيارة (1). بيان: قوله: قلت إنه: أي ترك الإكثار المفهوم من سكوته عن الجواب. 8 - مل: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن إسماعيل بن سهل عن أبي أحمد، عمن رواه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بعدت عليك الشقة ونأت بك الدار فلتعل أعلا منزلك فلتصل ركعتين ولتؤم بالسلام إلى قبورنا فان ذلك يصل إلينا (2). 9 - لي: العطار، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن عبد الله بن صباح عن إبراهيم بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث ذكر فيه قصة فطرس: فان الله تعالى قبل توبته بالتمسح بالحسين عليه السلام إلى أن قال: فقال فطرس: يا رسول الله أما إن امتك ستقتله وله على مكافاة أن لا يزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته سلامه (3). 10 - مل: محمد الحميرى، عن أبيه، عن البرقي، عن أبيه رفعه قال: دخل حنان بن سدير على أبي عبد الله عليه السلام وعنده جماعة من أصحابه فقال: يا حنان بن سدير تزور أبا عبد الله عليه السلام في كل شهر مرة ؟ قال: لا قال: ففي كل شهرين ؟ قال: لا، قال: ففي كل سنة، قال: لا قال: ما أجفاكم بسيدكم، قال: يا ابن رسول الله قلة الزاد وبعد المسافة.

 

(1 - 2) كامل الزيارات ص 228. (3) امالي الصدوق ص 138 ذيل حديث.

 

[368]

قال: ألا أدلكم على زيارة مقبولة وإن بعد النائي ؟ قال: فكيف أزوره يا ابن رسول الله ؟ قال: اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت والبس أطهر ثيابك و اصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء، فاستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين أن القبر هنالك، يقول الله تبارك وتعالى " أينما تولوا فثم وجه الله " ثم قل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاى، وسيدي وابن سيدي، السلام عليك يا مولاى، يا قتيل بن القتيل الشهيد بن الشهيد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته أنا زائرك يابن رسول الله بقلبي ولساني وجوارحي، وإن لم أزرك بنفسي والمشاهدة فعليك السلام يا وارث آدم صفوة الله، ووارث نوح نبي الله، ووارث إبراهيم خليل الله، ووارث موسى كليم الله، ووارث عيسى روح الله وكلمته، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله، ووارث علي أمير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته، ووارث الحسن بن علي وصي أمير المؤمنين لعن الله قاتلك، وجدد عليهم العذاب في هذه الساعة وفي كل ساعة. أنا يا سيدي متقرب إلى الله عزوجل وإلى جدك رسول الله، وإلى أبيك أمير المؤمنين، وإلى أخيك الحسن، وإليك يا مولاي، فعليك سلام الله ورحمته بزيارتي لك بقلبي ولساني وجميع جوارحي، فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني، وأنا بالبراءة من أعدائك واللعنة لهم وعليهم أتقرب إلى الله وإليكم أجمعين فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته. ثم تتحول على يسارك قليلا " وتحول وجهك إلى قبر علي بن الحسين عليهما السلام وهو عند رجل أبيه وتسلم عليه مثل ذلك، ثم ادع الله بما أحببت من أمر دينك ودنياك. ثم تصلي أربع ركعات فان صلاة الزيارة ثمانية أو ستة أو أربعة أو ركعتان وأفضلها ثمان: تستقبل القبلة نحو قبر أبي عبد الله عليه السلام وتقول: أنا مودعك يا مولاي وابن مولاي، وسيدي وابن سيدي، ومودعك يا سيدي وابن سيدي يا علي بن الحسين، ومودعكم يا سادتي يا معشر الشهداء، فعليكم سلام الله و


 

[369]

رحمته ورضوانه (1). 11 - صبا: عن حنان مثله (2). 12 - صبا: يستحب زيارة أبي عبد الله عليه السلام بعد أن يغتسل ويعلو سطح داره أو في مفازة من الأرض ويؤمي إليه بالسلام ويقول: السلام عليك يا مولاي و ذكر مثله (3). بيان: قوله عليه السلام: فاستقبل القبلة بوجهك، لعله عليه السلام إنما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القبر والقبلة معا، ولما ظهر من قوله: بعد ما تبين أن القبر هنالك، أن استقبال القبر أمر لازم، وإن لم يكن موافقا " للقبلة، استشهد بقوله تعالى: " أينما تولوا فثم وجه الله " أي نسبته تعالى إلى جميع الأماكن على السواء واستقبال القبر للزائر بمنزلة استقبال القبلة، وهو وجه الله أي جهته التي امر الناس باستقبالها في تلك الحالة، والقرينة عليه قوله عليه السلام: ثم تتحول على يسارك فان قبر علي بن الحسين إنما يكون على يسار من يستقبل القبر والقبلة معا ". ويحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجازا "، ويحتمل أيضا " أن يكون المراد استقبال القبلة على أي حال، ويكون المراد بقوله: بعد ما تبين أن القبر هنالك تخيل القبر في تلك الجهة، والاستشهاد بالآية بناء على أن المراد بوجه الله هم الأئمة عليهم السلام، ونسبتهم أيضا إلى الأماكن على السوية لأحاطة علمهم ونورهم بجميع الآفاق، ويكون التحول إلى اليسار لأن في تخيل القبر للمستقبل يكون قبر علي بن الحسين عليه السلام على يسار المستقبل كما إذا كان عند القبر واستقبل القبلة يكون كذلك. ولا يبعد أن يكون القبلة تصحيف القبر، والأظهر هو الوجه الأول كما فهمه الشيخ - ره - وغيره، وحكموا باستقبال القبر مطلقا " وهو الموافق للأخبار الاخر

 

(1) كامل الزيارات ص 288. (2) مصباح الزائر ص 196. (3) مصباح الطوسى ص 200.

 

[370]

الواردة في زيار البعيد والله يعلم. 13 - يب: أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عمن رواه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل على منزله و ليصل ركعتين وليؤم بالصلاة إلى قبورنا، فان ذلك يصل إلينا. ويسلم على الأئمة من بعيد كما يسلم عليهم من قريب، غير أنك لا يصح أن تقول أتيتك زائرا بل تقول في موضعه: قصدتك بقلبي زائرا "، إذ عجزت عن حضور مشهدك ووجهت إليك سلامي، لعلمي أنه يبلغك، صلى الله عليك، فاشفع لي عند ربك عزوجل وتدعو بما أحببت (1). أقول: قوله: ويسلم على الأئمة عليهم السلام إلى آخر الكلام من كلام الشيخ، وليس من تتمة الخبر كما يظهر من الكافي ومما أوردنا في أول الباب. 14 - يب، كا: العدة عن أحمد بن محمد، عن القاسم، عن جده، عن الحسين ابن ثوير بن أبي فاختة قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوسا " عند أبي عبد الله عليه السلام وكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا " فقال له: جعلت فداك إني كثيرا " ما أذكر الحسين صلوات الله عليه فأي شئ أقول ؟ قال: قل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله، تعيد ذلك ثلاثا "، فان السلام عليه يصل من قريب وبعيد (2). أقول: قال الشهيد - رحمه الله - في الذكرى (3): قال ابن زهرة - ره - من زار وهو مقيم في بلده قدم الصلاة ثم زار عقيبها. وقال - رحمه الله - في الدروس (4): يستحب زيارة النبي والأئمة صلى الله عليهم كل يوم جمعة ولو من البعد، وإذا كان على مكان عال كان أفضل.

 

(1) التهذيب ج 6 ص 103. (2) التهذيب ج 6 ص 103 والكافي ج 4 ص 575 صدر حديث. (3) الذكرى في آخر مبحث نفل الصلوات. (4) الدروس ص 156.

 

[371]

أقول: لا يبعد القول بالتخيير للبعيد بين تقديم الصلاة وتأخيرها لورود الرواية بهما كما عرفت، وما ذكره - رحمه الله - من جواز الزيارة في أي مكان تيسر وإن لم يكن موضعا " عاليا " لا يخلو من قوة، لعمومات بعض ما مر من الأخبار وإن كان الأفضل والأحوط إبقاعها في سطح عال أو صحراء. ثم اعلم أنا قد أوردنا زيارة جامعة للبعيد في باب زيارة النبي صلى الله عليه و اله من البعيد فلا نعيد. 15 - ق: زيارة للحسين صلوات الله عليه من بعد البلاد: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا إمام المؤمنين، وسلالة النبيين والوصيين وشاهد يوم الدين، السلام على جدك رسول الله سيد المرسلين، وخاتم النبيين السلام على أبيك أمير المؤمنين، ووارث علم النبيين، السلام على امك فاطمة بنت رسول رب العالمين، السلام على أخيك وشقيقك الحسن إمام المؤمنين، و حجة رب العالمين. أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك، وأبناءك الذين من بعدك، موالى وأوليائي، وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته، وحجته البالغة على خلقه، انتجبكم بعلمه أصفياء لدينه، وقواما " بأمره، وخزانا " لعلمه، وحفظة لسره، ومعادن لكلماته، وتراجمة لوحيه، وشهداء على عباده، وأنه جل ذكره استرعى بكم خلقه، وأورثكم كتابه، وخصكم بكرائم الايمان والتنزيل، وآتاكم التأويل وجعلكم تابوت حكمته، وعصائب عروته، ومنارا " في بلاده، وضرب لكم مثلا " من نوره، وأجرى فيكم من روحه، وعصمكم من الزلل، وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس، وآمنكم من الفتن، فبكم تمت النعمة، واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة، فلكم الطاعة المفترضة والمودة الواجبة، وأنتم أولياء الله النجباء وعباده المكرمون. أدعوك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وعليك من بعد البلاد والمسافة، زائرا


 

[372]

مستبصرا " لشأنك، وافدا " بقلبي نحوك، عارفا " بحقك، مواليا " لأوليائك، معاديا " لأعدائك، فعليك سلام الله ورحمته وبركاته، أدعوك زائرا " وافدا " عائذا " بك، مستجيرا " مما حملت على نفسي، واحتطبت على ظهري، فكن شفيعا " إلى ربي وربك، فان لي ذنوبا " وأوزارا "، ولك عند الله مقام معلوم وجاه عظيم، اللهم يا رب الأرباب صريخ المستصرخين إني عذت بوليك وابن نبيك، فافكك رقبتي من النار. آمنت بالله وبما أنزل عليكم، وأتولى آخركم بما أتولى به أولكم، و أبرأ إلى الله من كل وليجة دونكم، فكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى اللهم صل على محمد وعلى آله الطاهرين، يا الله يا رب محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، أتوسل إليك بهم ففك رقبتي من النار، ولا تقطع رجائي يا أرحم الراحمين. والسلام على ملائكة الله العكوف في فنائك، وعلى الشهداء المستشهدين معك، الثاوين حولك ورحمة الله وبركاته. اللهم إني أسئلك بحق نبينا محمد المصطفى، وبحق وليك ووصي نبيك أمير المؤمنين علي المرتضى، وبحق الزهراء فاطمة الكبرى سيدة النساء، وبحق الحسن والحسين سبطي نبي الهدى، ورضيعي الندا، وبحق علي زين العابدين، وقرة عين الناظرين، وبحق محمد باقر علم النبيين، وبحق الخلف جعفر الصادق من الصادقين، وبحق موسى الصالح من الصالحين، وبحق علي الرضا من الراضين، وبحق محمد الخير من الخيرين، وبحق الصابر علي الشكور من الصابرين، وبحق الحسن التقي من التقيين، والسجاد الثاني و مكابد ليله التمام بالسهر، وبحق النفس الزكية والروح الطيبة، والخلف الصادق، وحجتك وبينتك على خلقك، ومن هم به يوم القيمة مخاصمون، سمي نبيك، ومظهر دينك، والناصر لأوليائك، والقاطع لأعدائك في عبادك وبلادك. اللهم فبحقك عليهم وبحقهم عليك وبشأنهم عندك، فان لهم عندك شانا " من


 

[373]

الشأن تب علي يا تواب، وافتح علي أبواب رزقك الحلال الطيب، وعلى أهلي وولدي وإخوتي وعلى جميع عبادك من إخواني المؤمنين والمؤمنات، وأعذني وأهلي وولدي وإخوتي وأهل عنايتي وإخواني من المؤمنين والمؤمنات من الفقر في الدنيا، ومن النار في الآخرة، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، ولا أقل من ذلك ولا أكثر، وأصلح لي ولأهلي وولدي وإخوتي وأخواتي شأننا كله، واكفني وإياهم ما أهمنا من أمر الدنيا والآخرة، أعوذ بك من كل فتنة، ومن فتنة الدجال، يا رب العالمين، وأرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة، وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما. بيان: قوله: وعصائب عروته أي بهم يشد العرى التي تتمسك بها الخلق من الدين والطاعات، وفي غير هذا الموضع وعصا عزه ولعله أظهر، وقوله: و مكابد ليله التمام هو بكسر التاء قال الجوهري (1): ليل التمام مكسور لا غير هو أطول ليلة في السنة وقال: فبت اكابد ليل التمام * والقلب من خشية مقشعر 16 - قال مؤلف المزار الكبير: استغاثة إلى صاحب الزمان عليه السلام من حيث تكون، تصلي ركعتين بالحمد وسورة، وقم مستقبل القبلة تحت السماء وقل: سلام الله الكامل التام، الشامل العام، وصلواته وبركاته القائمة التامة على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده، وخليفته على خلقه وعباده، وسلالة النبوة، وبقية العترة والصفوة صاحب الزمان، ومظهر الايمان، ومعلن أحكام القرآن، مطهر الأرض، وناشر العدل في الطول والعرض. والحجة القائم المهدي الامام المنتظر المرتضى، الطاهر ابن الأئمة الطاهرين، الوصي ابن الأوصياء المرضيين الهادي المهدي ابن الأئمة المعصومين. السلام عليك يا وارث علم النبيين، ومستودع حكم الوصيين، السلام عليك

 

(1) صحاح الجوهرى ج 5 ص ص 1877 والبيت لامرئ القيس الكندى. (*)

 

[374]

يا معز المؤمنين المستضعفين، السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير - المؤمنين، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن الحجج على الخلق أجمعين، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء. أشهد أنك الامام المهدي قولا " وفعلا "، وأنك الذى يملا الأرض قسطا " و عدلا "، فعجل الله فرجك، وسهل مخرجك، وقرب زمانك، وكثر أنصارك و أعوانك، وأنجز لك ما وعدك فهو أصدق القائلين: " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ". يا مولاي يا صاحب الزمان، يا ابن رسول الله حاجتي - كذا وكذا - فاشفع لي في نجاحها، فقد توجهت إليك بحاجتي لعلمي أن لك عند الله شفاعة مقبولة، ومقاما " محمودا "، فبحق من اختصكم لامره، وارتضاكم بسره، وبالشأن الذى بينكم وبينه، سل الله تعالى في نجح طلبتي وإجابة دعوتي، وكشف كربتي. وادع بما أحببت فانه يقضى إنشاء الله تعالى (1). اقول: وجدت في أدعية عرفة من كتاب الاقبال (2) زيارة جامعة للبعيد مروية عن الصادق عليه السلام ينبغي زيارتهم عليهم السلام بها في كل يوم لا سيما يوم عرفة: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه وأمينه على وحيه، السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولاي أنت حجة الله على خلقه وباب علمه ووصي نبيه والخليفة من بعده في امته، لعن الله امة غصبتك حقك وقعدت مقعدك، أنا برئ منهم ومن شيعتهم إليك. السلام عليك يا فاطمة البتول، السلام عليك يا زين نساء العالمين، السلام عليك يا بنت رسول العالمين صلى الله عليك وعليه، السلام عليك يا ام الحسن والحسين

 

(1) المزار الكبير ص 220. (2) الاقبال ص 595.

 

[375]

لعن الله امة غصبتك حقك ومنعتك ما جعل الله لك، أنا برئ إليك منهم ومن شيعتهم. السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن الزكي، السلام عليك يا مولاي، لعن الله امة قتلتك، وبايعت في أمرك وشايعت، أنا برئ إليك منهم ومن شيعتهم. السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله الحسين بن علي، صلوات الله عليك وعلى أبيك وجدك محمد صلى الله عليه واله، لعن الله امة استحلت دمك، ولعن الله امة قتلتك، و استباحت حريمك، ولعن أشياعهم ولعن الله الممهدين بالتمكين من قتالكم، أنا برئ إلى الله وإليك منهم. السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد علي بن الحسين، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله جعفر بن محمد، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، السلام عليك يا مولاى يا أبا الحسن علي بن محمد، السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي، السلام عليك يا مولاي يا حجة ابن الحسن صاحب الزمان صلى الله عليك وعلى عترتك الطاهرة الطيبة. يا موالي كونوا شفعائي في حط وزري وخطاياي، آمنت بالله وبما انزل إليكم، وأتوالى آخركم بما أتوالى أولكم، وبرئت من الجبت والطاغوت و اللات والعزى، يا موالى أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، وعدو لمن عاداكم، وولى لمن والاكم إلى يوم القيامة، ولعن الله ظالميكم وغاصبيكم ولعن الله أشياعهم وأتباعهم وأهل مذهبهم، وأبرأ إلى الله وإليكم منهم. 17 ووجدت بخط بعض الأفاضل نقلا من خط الشهيد ابن مكي قدس الله روحهما عنه عن أبي الحسن الفارسي قال: كنت كثير الزيارة لمولانا أبي عبد الله عليه السلام فقل مالي وضعف من الكبر جسمي، فتركت الزيارة فرأيت ذات ليلة رسول الله صلى الله عليه واله في المنام ومعه الحسن والحسين فمررت بهم، فقال الحسين: يا رسول الله هذا الرجل


 

[376]

كان يكثر زيارتي فانقطع عني، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أعن مثل الحسين تهاجر وتترك زيارته ؟ فقلت: يا رسول الله حاشا لي أن أهجر مولاي لكني ضعفت وكبرت ولهذا عزت زيارته ولقلة مالي تركت زيارته. فقال عليه السلام: اصعد كل ليلة على سطح دارك وأشر بأصبعك السبابة إليه، وقل: السلام عليك وعلى جدك وأبيك، السلام عليك وعلى امك وأخيك، السلام عليك وعلى الأئمة من بنيك، السلام عليك يا صاحب الدمعة الساكبة، السلام عليك يا صاحب المصيبة الراتبة، لقد أصبح كتاب الله فيك مهجورا "، ورسول الله فيك محزونا "، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على امناء الله وأحبائه، السلام على محال معرفة الله، ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله، وأوصياء نبى الله وذرية رسول الله صلى الله عليه واله ورحمة الله وبركاته. ثم سل ما شئت فان زيارتك تقبل من قريب وبعيد. *


 

[377]

بسمه تعالى إلى هنا انتهى الجزء الثاني من المجلد الثاني والعشرين من كتاب بحار الأنوار، وهو الجزء الثامن والتسعون حسب تجزئتنا، يحتوى على أبواب زيارة سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام. ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه طبقا " للنسخة التي صححها الفاضل الخبير السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان بما فيها من التعليق والتنميق والله ولي التوفيق. السيد ابراهيم الميانجي - محمد الباقر البهبودي


 

[378]

كلمة المحقق: - بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله رب العالمين وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد المصطفى وآله السادة الشرفاء. وبعد فهذا هو القسم الثاني من المجلد الثاني والعشرين من بحار الانوار المختص بأبواب الزيارات وفضل شد الرحال إلى المشاهد المقدسة التي تضم أجداث المعصومين الطاهرين عليهم السلام وأبنائهم الكرام وأعمال بعض المساجد الشريفة المخصوصة بالفضل. ولما كان المجلد المذكور يضم في طبعته السابقة جيمع تلك الابواب حتى عرف بالمزار لاشتماله على مختلف الزيارات لسائر المعصومين عليهم السلام وكان من العسير ان نخرجه في طبعتنا هذه كما كان سابقا "، لذلك ارتأينا ان نجعله في ثلاثة اقسام تمشيا " مع خطة الناشر في اخراج سائر اجزاء هذه الموسوعة الجليلة وليسهل حملها على الزائرين عند الحاجة إليها. فكان القسم الأول متضمنا " لما يخص المدينة والكوفة وزيارات من بهما من المعصومين عليهم السلام وسائر المشاهد والمساجد المعظمة فيهما. عرف بالمزار لاشتماله على مختلف الزيارات لسائر المعصومين عليهم السلام وكان من العسير ان نخرجه في طبعتنا هذه كما كان سابقا "، لذلك ارتأينا ان نجعله في ثلاثة اقسام تمشيا " مع خطة الناشر في اخراج سائر اجزاء هذه الموسوعة الجليلة وليسهل حملها على الزائرين عند الحاجة إليها. فكان القسم الأول متضمنا " لما يخص المدينة والكوفة وزيارات من بهما من المعصومين عليهم السلام وسائر المشاهد والمساجد المعظمة فيهما. وهذا القسم يتضمن ما يخص كربلا من الفضل والندب إلى زيارة من ثوى بها من الامام السبط الشهيد عليه السلام وسائر الشهداء أرواحنا لهم الفداء في مطلق الأوقات أو في ايام مخصوصة مع ما يتعلق بذلك من آداب وسنن. وقد استعنا في تحقيق نصوص هذا القسم وتخريج أحاديثه على نفس المصادر


 

[379]

التي أخذ عنها المؤلف رحمه الله مع الرجوع إلى الطبعة الاخرى من المزار المطبوعة في تبريز، فقد كانت تلك المصادر وتلك المطبوعة أكبر عون لنا في تصحيح ما سها فيه القلم وقد عثرنا على طائفة كبيرة من الموارد خصوصا " في الرموز المستعملة وقد نبهنا على بعضها في هوامش الكتاب، بعد بذل الجهد الكثير لمعرفة الصحيح واثباته في المتن. وختاما " نسأل المولى جل اسمه أن يوفقنا وسيادة الناشر الحاج سيد إسماعيل كتابچي سلمه الله إلى تحقيق ما نصبوا إليه من خدمة دينية في إخراج باقي هذا الجزء وسائر ما بقي من أجزاء هذه الموسوعة الجليلة إنه ولى التوفيق ومنه نستمد العون والعصمة على التحقيق. والحمد لله بدءا " وختاما. النجف الاشرف - 1 رجب المرجب سنة 1388 ه‍ محمد مهدى السيد حسن الموسوي الخرسان