< الى الصفحة الرئيسية < < الى المكتبة الهاشمية < < الى اجزاء البحار <

 بحار الانوار الجزء 2
بسم الله الرحمن الرحيم
( باب 8 )

* ( ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس ) *
الايات ، هود : ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها
عوجا وهم بالآخرة هم كافرون 18 ، 19 .
ابراهيم : الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله
ويبغونها عوجا اولئك في ضلال بعيد 3 " وقال تعالى " : وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن
سبيله قل تمتعوافإن مصيركم إلى النار 30
النحل : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير
علم ألاساء مايزرون 25 " وقال تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة 125
الانبياء : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا 73
القصص : ولايصدنك عن آيات الله بعد إذا نزلت إليك وادع إلى ربك 87
العنكبوت : وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم
وماهم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع
أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون 12 ، 13
التنزيل : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 24
الاحزاب : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد ايصلح لكم أعمالكم
ويغفر لكم ذنوبكم
[ 2 ]
السجدة : وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون
فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون " إلى قوله تعالى "
وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا
ليكونا من الاسفلين 26 ، 27 ، 29 " وقال تعالى " : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و
عمل صالحا وقال إنني من المسلمين 32
الذاريات : وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 55
الاعلى : فذكر إن نفعت الذكرى 9
الغاشية : فذكر إنما أنت مذكر 22
العصر : وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
1 - م ، ج : بإسناده إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : حدثني أبي ، عن آبائه ،
عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن
إمامه ولايقدر على الوصول إليه ، ولايدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ،
ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم
في حجره ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى .
بيان : قال الجزري : في حديث الدعاء : ألحقني بالرفيق الاعلى . الرفيق : جماعة
الانبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق
والخليط يقع على الواحد والجمع ، ومنه قوله تعالى : وحسن اولئك رفيقا ( 1 ) .
2 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب
عليه السلام : من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى
نور العلم الذي حبوناه به جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيئ لاهل جميع
العرصات ، وعليه حلة لايقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد
يا عبادالله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة
جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان فيخرج كل
من كان علمه في الدنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة .
[ 3 ]
بيان : لايقوم بتشديد الواو من التقويم أو بالتخفيف أى لايقاومها ولا يعادلها
وقوله عليه السلام : بحذافيرها أى بأجمعها .
3 - م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء
عليها السلام فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليهافي أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك
أسألك ، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ، فثنت فأجابت ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت
ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك ياابنة رسول الله ، قالت فاطمة : هاتي وسلي
عما بدالك ، أرأيت من اكتري يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار
يثقل عليه ؟ فقالت : لا . فقالت : اكثريت أنالكل مسألة بأكثر من ملء مابين الثرى إلى
العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل على ، سمعت أبي صلى الله عليه وآله يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون
فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عبادالله حتى
يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلة من نور ثم ينادي منادي ربنا عزوجل : أيها
الكافلون لايتام آل محمد - صلى الله عليه وآله - ، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم
أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع
العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من اولئك الايتام على قدر ما أخذوا عنهم من
العلوم حتى أن فيهم يعني في الايتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة وكذلك يخلع هؤلاء
الايتام على من تعلم منهم ، ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين
للايتام حتى تتموا لهم خلعهم ، وتضعفوها لهم فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا
عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم . وقالت فاطمة عليها السلام :
ياأمة الله إن سلكة من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ومافضل
فإنه مشوب بالتنغيص والكدر .
بيان : نعشه أى رفعه . ويقال : ينغص الله عليه العيش تنغيصا أى كدره .
4 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال الحسن بن علي عليهما السلام :
فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في رتبة الجهل يخرجه من جهله ، و
يوضح له ما اشتبه عليه على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس على السهى . ( 1 )
* ( هامش ص 3 ) ( 1 ) كوكب خفى في بنات النعش وهو عند الثانية من البنات *
[ 4 ]
بيان : قال الجوهري : نشب الشئ في الشئ بالكسر نشوبا أى علق فيه .
5 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام
من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى
أرشده وهداه ، قال الله عزوجل : ياأيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك ،
اجعلوا له ياملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر ، وضموا إليها ما
يليق بها من سائر النعم .
بيان : قطعته عنا محبتنا باستتارنا أى كان سبب قطعه عنا أنا أحببنا الاستتار عنه
لحكمة ، وفي بعض النسخ " محنتنا " بالنون وهو أظهر .
6 - م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : قال علي بن الحسين عليه الصلاة والسلام :
أوحى الله تعالى إلى موسى : حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلى ، قال : يارب كيف
أفعل ؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني ، فلان ترد آبقا عن بابي ، أو ضالا عن فنائي ( 1 )
أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها ، وقيام ليلها . قال موسى : ومن هذا العبد
الآبق منك ؟ قال : العاصي المتمرد ، قال : فمن الضال عن فنائك ؟ قال : الجاهل بإمام
زمانه تعرفه ، والغائب عنه بعد ماعرفه ، الجاهل بشريعة دينه ، تعرفه شريعته وما يعبد
به ربه ويتوصل به إلى مرضاته .
قال على بن الحسين عليهما السلام : فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الاعظم والجزاء
الاوفر .
7 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال محمد بن علي الباقر عليهما السلام :
العالم كمن معه شمعة تضيئ للناس ، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير ، كذلك العالم مع
شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة . فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها
من جهل فهو من عتقائه من النار ، والله يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ماهو أفضل
له من الصدقة بمائة ألف قنطار على غيرالوجه الذي أمرالله عزوجل به ، بل تلك الصدقة
وبال ( 2 ) على صاحبها لكن يعطيه الله ماهو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدى الكعبة .
* ( هامش ص 4 ) ( 1 ) بكسرالفاء : الساحة أمام البيت .
( 2 ) مصدر بمعنى الشدة ، والوخامة ، وسوء العاقبة . *
[ 5 ]
بيان : قال الفيروز آبادي : القنطار بالكسر : وزن أربعين أوقية من ذهب
أو ألف ومائتا دينار ، أو ألف ومائتا أوقية ، أو سبعون ألف دينار ، أو ثمانون ألف درهم ،
أومائة رطل من ذهب أو فضة ، أو ألف دينار ، أو ملء مسك ثورذهبا ، أو فضة . أقول : لعله
عليه السلام فضل تعليم العلم أولا على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه لدفع مايتوهمه
عامة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون بالاموال المحرمة العطايا الجزيلة على
العلماء الباذلين للعلوم الحقة من يستحقه . ثم استدرك عليه السلام بأن تلك الصدقة وبال
على صاحبها لكونها من الحرام فلا فضل لها حتى يفضل عليهاشئ ، ثم ذكر عليه السلام فضله
في عمل له فضل جزيل ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره .
8 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام . قال : قال جعفر بن محمد الصادق
عليهما السلام : علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج
على ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب ، ألا فمن انتصب لذلك
من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لانه يدفع عن
أديان محبينا ، وذلك يدفع عن أبدانهم .
بيان : المرابطة : ملازمة ثغر العدو . والثغر مايلي دار الحرب وموضع المخافة
من فروج البلدان . والعفريت : الخبيث المنكر . والنافذ في الامر : المبالغ فيه مع دهاء .
والخزر بالتحريك : اسم جبل خزر العيون أى ضيقها .
9 - ج ، م : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال موسى بن جعفر عليهما السلام :
ففيه واحد ينقذ يتيمامن أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ماهو محتاج إليه
أشد على إبليس من ألف عابد لان العابد همه ذات نفسه فقط ، وهذا همه مع ذات
نفسه ذات عبادالله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته ، فذلك هو أفضل عندالله من
ألف ألف عابد ، وألف ألف عابدة .
10 - ج ، م : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال علي بن موسى
الرضا عليهما السلام : يقال للعابد يوم القيامة : نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت الناس
مؤونتك فادخل الجنة ، ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره ، وأنقذهم من أعدائهم ،
[ 6 ]
ووفر عليهم نعم جنان الله وحصل لهم رضوان الله تعالى . ويقال للفقيه : يا أيها الكافل لايتام
آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لمن أخذ عنك ( 1 ) ، أو تعلم منك
فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال عشرا ، وهم الذين أخذواعنه
علومه ، وأخذوا عمن أخذ عنه ، وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا كم
فرق بين المنزلتين ؟ ! .
بيان : الفئام بالهمزو كسر الفاء : الجماعة من الناس ، وفسرفي خطبة أميرالمؤمنين
عليه السلام في يوم الغدير بمائة ألف .
11 - ج ، م : بالاسناد عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال محمد بن علي الجواد
عليهما السلام : من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم ، الاسراء في
أيدي شياطينهم ، وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم ، وأخرجهم من
حيرتهم ، وقهر الشياطين برد وساوسهم ، وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم
ليفضلون عندالله تعالى على العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الارض و
العرش والكرسي والحجب على السماء ، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر
على أخفى كوكب في السماء .
12 - ج ، م : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن محمد عليهما السلام : لو لا من
يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه ، والدالين عليه والذابين عن دينه
بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عبادالله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب
لمابقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ،
كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عندالله عزوجل .
بيان : الذب : الدفع . والشباك بالكسر : جمع الشبكة التي يصادبها .
والمردة : المتمردون العاصون . والفخ : المصيدة . وسكان السفينة : ذنبها .
13 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : تأتي علماء شيعتنا القوامون
بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والانوار تسطع من تيجانهم على رأس كل
* ( هامش ص 6 ) ( 1 ) وفي نسخة لكل من اخذ عنك . *
[ 7 ]
واحد منهم تاج بهاء ، قد انبثت ( 1 ) تلك الانوار في عرصات القيامة ، ودورها مسيرة
ثلاثمائة ألف سنة ، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ، ومن
ظلمة الجهل أنقذوه ، ومن حيرة التيه أخرجوه ، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم
إلى العلو حتى يحاذي بهم فوق الجنان ثم ينزلهم على منازلهم المعدة في جوار
استاديهم ومعلميهم ، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم ، ولا يبقى ناصب من
النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عينه ، وصمت اذنه ، وأخرس لسانه
وتحول عليه ( 2 ) أشد من لهب النيران ، فيتحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية ( 3 ) فتدعوهم
إلى سواء الجحيم .
وقال أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام : إن من محبي محمد وآل محمد صلوات الله
عليهم مساكين مواساتهم أفضل من مساواة مساكين الفقراء وهم الذين سكنت جوارحهم ،
وضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ، ويسفهون أحلامهم ،
ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الاعداء الظاهرين النواصب ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 7 سطر 13 إلى صفحه 14 سطر 7

وعلى الاعداء الباطنين إبليس ومردته ، حتى يهزموهم عن دين الله ، ويذودوهم عن أولياء
آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم ،
قضى الله تعالى بذلك قضاء حق على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله .
بيان : التيه بالكسر : الضلال . والتحول : التنقل ، وضمن معنى التسلط أى
انتقل إليه متسلطا عليه ، أو معنى الاقتدار . فيحملهم أى ذلك الشعاع أو شعبته . فتدعوهم
أى الزبانية أو الشعاع إلى سواء الجحيم أى وسطه . ويسفهون أحلامهم أى ينسبون
عقولهم إلى السفه . قوله عليه السلام : إلى شياطينهم أى شياطين هؤلاء العلماء الهادين .
14 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من قوى
مسكينا في دينه ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف فأفحمه لعنه الله ( 4 ) يوم يدلى في
* ( هامش ص 7 ) ( 1 ) أى انتشرت .
( 2 ) وفى نسخة : وتحول اليه .
( 3 ) الزبانية عند العرب الشرط ، وسموا بها بعض الملائكة لدفعهم أهل النار اليها .
( 4 ) اى فهمه اياه مشافهة . *
[ 8 ]
قبره أن يقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، وعلي وليي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي
وعدتي ، والمؤمنون إخواني . فيقول الله : أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات
الجنة فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة .
ايضاح : الافحام : الاسكات في الخصومة . والادلاء : الارسال . والبهجة بالفتح :
الحسن والسرور .
15 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام . قال قالت فاطمة عليها السلام - وقد اختصم
إليها إمرأتان فتنازعتا في شئ من أمرالدين ، إحديهما معاندة ، والاخرى مؤمنة ففتحت
على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاشديدا - فقالت فاطمة عليها السلام :
إن فرح الملائكة باستظهارك عليهاأشد من فرحك ، وإن حزن الشيطان ومردته
بحزنها أشد من حزنها ، وإن الله تعالى قال لملائكته : أوجبوا لفاطمة بمافتحت على
هذه المسكينة الاسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مماكنت أعددت لها ، واجعلوا هذه
سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ماكان معدا له
من الجنان .
16 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب
عليه السلام - وقد حمل إليه رجل هدية - فقال له : أيما أحب إليك ؟ أن أرد عليك بدلها عشرين
ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلان الناصبي في قريتك ، تنقذ
به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الامرين ، وإن أسأت الاختيار
خيرتك لتأخذ أيهما شئت ، فقال : ياابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي
لاولئك الضعفاء من يده قذره عشرون ألف درهم ؟ قال بل أكثر من الدنيا عشرين ألف
ألف مرة ! فقال : ياابن رسول الله فكيف أختار الادون بل أختار الافضل : الكلمة التي
أقهر بها عدو الله وأذوده ( 1 ) عن أولياء الله . فقال الحسن بن على عليه السلام : قدأحسنت الاختيار
وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل فاتصل خبره به ، فقال
له إذ حضره : ياعبدالله ماربح أحد مثل ربحك ، ولااكتسب أحدمن الاوداء مااكتسبت ،
* ( هامش ص 8 ) ( 1 ) اى ادفعه واطرده . *
[ 9 ]
اكتسبت مودة الله أولا ، ومودة محمدصلى الله عليه واله وعلي ثانيا ، ومودة الطيبين من آلهما
ثالثا ، ومودة ملائكة الله رابعا ، ومودة إخوانك المؤمنين خامسا ، فاكتسبت بعدد
كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة فهنيئالك هنيئا .
17 م : قال أبومحمد عليه السلام : قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما لرجل :
أيهماأحب إليك ؟ رجل يروم قتل مسكين قدضعف أتنقذه من يده ، أوناصب يريد
إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه مايمتنع به ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى ؟
قال : بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب إن الله تعالى يقول : من أحياها
فكأنما أحيا الناس جميعا . أى ومن أحياها وأرشدها من كفرإلى إيمان فكأنما أحيا
الناس جميعامن قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد .
بيان : إن الاحياء في الاول المرادبه الهداية من الضلال ، والاحياء ثانيا الانجاء
من القتل ، وقوله : من قبل بكسر القاف وفتح الباء أى من جهة قتلهم بالسيوف ، ويحتمل
فتح القاف وسكون الباء .
18 م : قال أبومحمد عليه السلام : قال علي بن الحسين عليهما السلام لرجل : أيهماأحب إليك
صديق كلمارآك أعطاك بدرة دنانير ، أوصديق كلمارآك نصرك لمصيدة من مصائد
الشيطان ، وعرفك ماتبطل به كيدهم ، وتخرق شبكتهم ، وتقطع حبائلهم ؟ قال : بل
صديق كلمارآني علمني كيف اخزي الشيطان عن نفسي فأدفع عني بلاءه . قال : فأيهما
أحب إليك استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي
الناصبين ؟ قال : ياابن رسول الله سل الله أن يوفقني للصواب في الجواب . قال : اللهم وفقه
قال : بل استنفاذي المسكين الاسيرمن يدى الناصب ، فإنه توفير الجنة عليه وإنقاذه
من النار ، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا ، ودفع الظلم عنه فيها ، والله يعوض هذا
المظلوم بأضعاف مالحقه من الظلم ، وينتقم من الظالم بماهو عادل بحكمه . قال : وفقت
لله أبوك ! أخذته من جوف صدري لم تخرم مماقاله رسول الله صلى الله عليه واله حرفا واحدا .
وسئل الباقر محمد بن علي عليهما السلام : إنقاذ الاسير المؤمن من محبينا ( 1 )
* ( هامش ص 9 ) ( 1 ) كذا في النسخ والظاهر : محبيكم . *
[ 10 ]
من يد الغاصب يريد أن يضله بفضل لسانه وبيانه أفضل ، أم إنقاذ الاسير من أيدي أهل
الروم ؟ قال الباقر عليه السلام : أخبرني أنت عمن رأى رجلا من خيار المؤمنين يغرق ، وعصفورة
تغرق لايقدر على تخليصهما بأيهما اشتغل فاته الآخر ، أيهما أفضل أن يخلصه ؟ قال :
الرجل من خيار المؤمنين ، قال عليه السلام : فبعد ماسألت في الفضل أكثر من بعد ما بين
هذين ، إن ذاك يوفر عليه دينه وجنان ربه ، وينقذه من نيرانه ، وهذا المظلوم إلى
الجنان يصير .
بيان : بماهو عادل بحكمه أى بانتقام هو تعالى عادل بسبب الحكم به ، أى لايجور
في الانتقام . وقال في النهاية : وفي الحديث : لله أبوك إذا اضيف الشئ إلى عظيم شريف
اكتسى عظما وشرفا كماقيل : بيت الله ، وناقة الله . فإذا وجد من الولد مايحسن موقعه
ويحمد قيل : لله أبوك . في معرض المدح والتعجب ، أى أبوك لله خالصا حيث أنجب بك
وأتى بمثلك . وقال : وفيه : ماخرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه واله شيئا أى ما تركت ، ومنه
الحديث : لم اخرم منه حرفا أى لم أدع .
19 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال جعفر بن محمد عليهما السلام : من كان
همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم ،
ويكشف عن مخازيهم ، ويبين عوراتهم ويفخم أمرمحمد وآله صلوات الله عليهم جعل الله همه
أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله
أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا قوة كل واحد تفضل عن ؟ ؟ السماوات والارض ، فكم
من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لايعرف قدرها إلا رب العالمين ؟ .
20 - م : قال أبومحمد عليه السلام : قال موسى بن جعفر عليهما السلام : من أعان محبا لنا على
عدو لنا فقواه وشجعه حتى يخرج الحق الدال على فضلنا بأحسن صورته ، ويخرج
الباطل الذي يروم به أعداؤنا ودفع حقنا في أقبح صورة ، حتى ينبه الغافلين ، ويستبصر
المتعلمون ، ويزداد في بصائرهم العالمون ، بعثه الله تعالى يوم القيامة في أعلى منازل
الجنان ، ويقول : يا عبدي الكاسر لاعدائي ، الناصر لاوليائي ، المصرح بتفضيل محمد
خير أنبيائي ، وبتشريف علي أفضل أوليائي ، ويناوي من ناواهما ، ويسمى بأسمائهما
[ 11 ]
وأسماء خلفائهما ويلقب بألقابهم ، فيقول ذلك ويبلغ الله جميع أهل العرصات فلا يبقى كافر
ولا جبار ولاشيطان إلا صلى على هذا الكاسر لاعداء محمد عليه السلام ، ولعن الذين كانوا
يناصبونه في الدنيا من النواصب لمحمد وعلي صلوات الله عليهما .
21 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن موسى الرضاعليه السلام :
أفضل مايقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته
أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدولله ولرسوله ، يقوم من قبره و
الملائكة صفوف من شفير قبره ( 1 ) إلى موضع محله من جنان الله فيحملونه على أجنحتهم ،
ويقولون : طوباك طوباك يادافع الكلاب عن الابرار ، وياأيها المتعصب للائمة
الاخيار .
22 - م : قال أبومحمد عليه السلام : قال محمد بن علي الجواد عليهما السلام : إن حجج الله على دينه
أعظم سلطانا يسلط الله بهاعلى عباده ، فمن وفر منها حظه فلا يرين ( 2 ) إن من منعه ذاك
فقد فضله عليه ولو جعله في الذروة ( 3 ) العليا من الشرف والمال والجمال فإنه إن رأى
ذلك فقد حقر عظيم نعم الله لديه وإن عدوا من أعدائنا النواصب يدفعه بما تعلمه من
علومنا أهل البيت لافضل له من كل مال لمن فضل عليه ولوتصدق بألف ضعفه .
23 - م ، ج : وبالاسناد إلى أبي محمد عليه السلام أنه قال لبعض تلامذته لما اجتمع قوم
من الموالي والمحبين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله بحضرته ، وقالوا : ياابن رسول الله
إن لنا جارا من النصاب يؤذينا ويحتج علينا في تفضيل الاول والثاني والثالث على
أميرالمؤمنين عليه السلام ، وبورد علينا حججا لاندري كيف الجواب عنها والخروج منها ؟ قال :
مربهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتسمع عليهم ، فيستدعون منك الكلام فتكلم ،
وأفحم صاحبهم ، واكسر غرته وفل حده ، ولاتبق له باقية ، فذهب الرجل وحضر
الموضع وحضروا وكلم الرجل فأفحمه وصيره لايدري في السماء هو أوفي الارض .
* ( هامش ص 11 ) ( 1 ) أى ناحية قبره .
( 2 ) أى فلا يغلب ولايقهر .
( 3 ) بضم الذال وكسرها : المكان المرتفع ، العلو ، أعلى الشئ . *
[ 12 ]
قالوا : فوقع علينا من الفرح والسرور مالا يعلمه إلا الله تعالى ، وعلى الرجل والمتعصبين
له من الحزن والغم مثل مالحقنامن السرور ، فلما رجعنا إلى الامام قال لنا : إن
الذي في السماوات من الفرح والطرب بكسرهذا العدو لله كان أكثر مماكان بحضرتكم
والذي كان بحضرة إبليس وعتاة ( 1 ) مردته من الشياطين من الحزن والغم أشد مماكان
بحضرتهم ، ولقد صلى على هذا الكاسرله ملائكة السماء والحجب والكرسي ، وقابلها
الله بالاجابة فأكرم إيابه وعظم ثوابه ، ولقد لعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور وقابلها
الله بالاجابة فشدد حسابه وأطال عذابه .
بيان : التسمع : الاستماع . وأكسر غرته أى غلبته وشوكته . والفل : الكسر .
والحد : طرف السيف وغيره ، ومن الرجل بأسه وشدته أى أكسرحدته وبأسه ، ولاتبق
له باقية أى حجة باقية . فأكرم إيابه أى رجوعه إلى الله عزوجل .
24 - م : قال أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام إن رجلا جاء إلى علي بن الحسين عليهما السلام
برجل يزعم أنه قاتل أبيه ، فاعترف ، فأوجب عليه القصاص ، وسأله أن يعفو عنه ليعظم الله ثوابه
فكأن نفسه لم تطب بذلك ، فقال علي بن الحسين عليه السلام للمدعي للدم الولي المستحق
للقصاص : إن كنت تذكر لهذا الرجل عليك فضلا فهب له هذه الجناية واغفر له هذا
الذنب . قال : ياابن رسول الله له على حق ولكن لم يبلغ أن أعفو له عن قتل والدي . قال :
فتريد ماذا ؟ قال : اريد القود ( 2 ) ، فإن أراد لحقه على أن اصالحه على الدية صالحته وعفوت
عنه ، فقال على بن الحسين عليهما السلام : فماذا حقه عليك ؟ قال : ياابن رسول الله لقنني توحيد
الله ونبوة محمد رسول الله ، وإمامة علي والائمة عليهم السلام ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام :
فهذا لا يفي بدم أبيك ؟ بلى والله هذا يفي بدماء أهل الارض كلهم من الاولين والآخرين
سوى الانبياء والائمة عليهم السلام إن قتلوا ، فإنه لايفي بدمائهم شئ أن يقنع منه بالدية .
قال : بلى ، قال علي بن الحسين للقاتل : أفتجعل لي ثواب تلقينك له حتى أبذل لك الدية
فتنجو بها من القتل ؟ قال : ياابن رسول الله أنا محتاج إليها ، وأنت مستغن عنها فإن
* ( هامش ص 12 ) ( 1 ) العتات جمع عاة : من استكبر وجاوز الحد .
( 2 ) القود بفتح القاف والواو : القصاص وقتل القاتل بدل القتيل . *
[ 13 ]
ذنوبي عظيمة ، وذنبي إلى هذا المقتول أيضا بيني وبينه لابيني وبين وليه هذا ، قال علي
ابن الحسين عليهما السلام : فتستسلم للقتل أحب إليك من نزولك عن هذا التلقين ؟ قال : بلى
ياابن رسول الله . فقال علي بن الحسين لولي المقتول : ياعبدالله قابل بين ذنب هذا إليك
وبين تطوله عليك ، قتل أباك حرمه لذة الدنيا وحرمك التمتع به فيها ، على أنك
إن صبرت وسلمت فرفيقك أبوك في الجنان ، ولقنك الايمان فأوجب لك به جنة الله
الدائمة وأنقذك من عذابه الدائم ، فإحسانه إليك أضعاف أضعاف جنايته عليه ، فإما
أن تعفوعنه جزاءا على إحسانه إليك لاحدثكما بحديث من فضل رسول الله صلى الله عليه واله خير
لك من الدنيا بمافيها ، وإما أن تأبى أن تعفوعنه حتى أبذل لك الدية لتصالحه عليها ، ثم
أخبرته بالحديث دونك فلما يفوتك من ذلك الحديث خير من الدنيا بمافيها لواعتبرت
به . فقال الفتى . ياابن رسول الله : قد عفوت عنه بلادية ولا شئ إلا ابتغاء وجه الله ولمسألتك
في أمره ، فحدثنا ياابن رسول الله بالحديث . قال علي بن الحسين : عليه السلام إن رسول الله
صلى الله عليه وآله لمابعث إلى الناس كافة بالحق بشيرا ونذيرا . إلى آخر ما سيأتي في
أبواب معجزاته صلى الله عليه واله .
25 - م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد العسكري عليه السلام أنه اتصل به أن رجلا من فقهاء
شيعته كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته حتى أبان عن فضيحته ، فدخل على علي بن
محمد عليهما السلام وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب وهو قاعد خارج الدست ، وبحضرته
خلق من العلويين وبني هاشم فمازال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست ، وأقبل عليه
فاشتد ذلك على اولئك الاشراف : فأما العلوية فأجلوه عن العتاب ، وأما الهاشميون
فقال له شيخهم : ياابن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين
والعباسيين ؟ فقال عليه السلام : إياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى : ألم تر إلى
الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم
وهم معرضون . أترضون بكتاب الله عزوجل حكما ؟ قالوا : بلى . قال : أليس الله يقول :
يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم " إلى
قوله " والذين اوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن إلا أن يرفع على المؤمن
[ 14 ]
غيرالعالم كما لم يرض للمؤمن إلا أن يرفع على من ليس بمؤمن أخبروني عنه ؟ قال :
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات . أو قال : يرفع الله الذين اوتوا
شرف النسب درجات ؟ أوليس قال الله : هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ؟
فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله ؟ إن كسرهذا لفلان الناصب بحجج الله التي
علمه إياها لافضل له من كل شرف في النسب .
فقال العباسي : ياابن رسول الله قد شرفت علينا وقصرتنا عمن ليس له نسب كنسبنا ،
ومازال منذ أول الاسلام يقدم الافضل في الشرف على من دونه فيه . فقال عليه السلام :


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 14 سطر 8 إلى صفحه 19 سطر 18

سبحان الله أليس العباس بايع لابي بكر وهو تيمي والعباس هاشمي ؟ أوليس عبدالله
ابن العباس كان يخدم عمربن الخطاب وهو هاشمي أبوالخلفاء وعمرعدوي ؟ وما
بال عمر أدخل البعداء من قريش في الشورى ولم يدخل العباس ؟ فإن كان رفعنا لمن ليس
بهاشمي على هاشمي منكرا فأنكروا على العباس بيعته لابي بكر ، وعلى عبدالله بن
العباس خدمته لعمر بعد بيعته ، فإن كان ذلك جائزا فهذا جائز ، فكأنما القم الهاشمي
حجرا ( 1 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : الدست من الثياب ، والورق ، وصدر البيت ، معربات .
قوله عليه السلام : لما رفعه الله بالتخفيف والتشديد .
26 - لى : جعفر بن محمد بن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن
أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن عمر بن زياد ، عن مدرك بن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد ، و
وضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء
الشهداء .
لى : وأنشدنا الشيخ الفقيه أبوجعفر لبعضهم :
العالم العاقل ابن نفسه * أغناه جنس علمه عن جنسه
كم بين من تكرمه لغيره * وبين من تكرمه لنفسه
* ( هامش ص 14 ) ( 1 ) مثل يضرب لمن تكلم فاجيب بمسكتة . *
[ 15 ]
27 - لى : علي بن أحمد : عن الاسدي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن علي بن محمد
الهادي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : لما كلم الله موسى بن عمران عليه السلام قال موسى :
إلهي ماجزاء من دعا نفسا كافرة إلى الاسلام ؟ قال : ياموسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة
لمن يريد .
أقول : سيجئ الخبر بتمامه .
28 - فس : حدثنا أبوالقاسم ، عن محمد بن عباس ، عن عبدالله بن موسى ، عن
عبدالعظيم الحسني ، عن عمر بن رشيد ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله
عزوجل : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله . قال : قل للذين مننا عليهم
بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون ، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم .
29 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام أن
رسول الله صلى الله عليه واله قال : ثلاثة يشفعون إلى الله يوم القيامة فيشفعهم : الانبياء ، ثم العلماء ،
ثم الشهداء .
بيان : فيشفعهم على صيغة التفعيل ، أى يقبل شفاعتهم .
30 - ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن مرار ، عن يونس ، يرفعه إلى أبي عبدالله
عليه السلام قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه واله عليا : ياعلي ثلاث من حقائق الايمان :
الانفاق من الاقتار ، وإنصاف الناس من نفسك ، وبذل العلم للمتعلم .
بيان : الاقتار التضيق في المعاش .
31 - ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن ابن
صهيب ، قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : لايجمع الله لمنافق ولافاسق حسن السمت
والفقه وحسن الخلق أبدا .
32 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه ، عن رسول الله صلوات الله عليه و
عليهم قال : من حسن فقهه فله حسنة .
بيان : لعل المراد : أن حصول الحسنة مشروط بحسن الفقه ، أو أن حسن الفقه
في كل مسألة يوجب حسنة كاملة .
[ 16 ]
33 - ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عثمان
ابن عيسى : عن سماعة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أنزل الله عزوجل : من قتل نفسا
فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من أخرجها من
ضلال إلى هدى فقد أحياها ، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد والله أماتها
34 - ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال :
فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد .
35 - ما : بإسناد المجاشعي : عن الصادق ، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء
على دماء الشهداء .
36 - ع : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله عزوجل العالم والعابد فإذا وقفا بين يدى الله
عزوجل قيل للعابد : انطلق إلى الجنة ، وقيل للعالم : قف تشفع للناس بحسن تأديبك
لهم .
ير : اليقطيني ، عن يونس ، عمن رواه مثله .
37 - ع : أبوالحسن طاهربن محمدبن يونس الفقيه ، عن محمد بن عثمان الهروي ،
عن أحمد بن تميم ، عن محمد بن عبيدة ، عن محمد بن حميدة الرازي ، عن محمد بن عيسى ، عن عبدالله
ابن يزيد ، عن أبي الدرداء ( 1 ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن الله عزوجل يجمع
العلماء يوم القيامة ويقول لهم : لم أضع نوري وحكمتي في صدوركم إلا وأنا اريد بكم
خير الدنيا والآخرة ، إذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم .
38 - مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمران ، عن يونس ، عن سعدان
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " الم " هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المقطع
* ( هامش ص 16 ) ( 1 ) هو عويمر - بضم العين المهملة وفتح الواو وسكون الياء وكسرالميم - ابن عامر بن زيد
أبوالدرداء الخزرجى الانصارى المدنى ، عده الشيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومات
قبل قتل عثمان بسنة بدمشق ، وكانها سنة أربع وثلاثين على ماقاله البخارى " تنقيح المقال ج 2 355 " *
[ 17 ]
في القرآن ، الذي يؤلفه النبي صلى الله عليه واله ، أو الامام فإذا دعابه أجيب ، ذلك الكتاب لاريب
فيه هدى للمتقين . قال : بيان لشيعتنا ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما
رزقناهم ينفقون . قال : مما علمنا هم يبثون ، ومماعلمنا هم من القرآن يتلون .
39 - ل : في الاربعمائة : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : علموا صبيانكم ماينفعهم الله
به لايغلب عليهم المرجئة برأيها .
40 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ومحمد بن الحسين ، عن عمروبن عاصم عن
المفضل بن سالم ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن معلم
الخير يستغفر له دواب الارض وحيتان البحر ، وكل ذي روح في الهواء ، وجميع أهل
السماء والارض ، وإن العالم والمتعلم في الاجرسواء ، يأتيان يوم القيامة كفرسى رهان
يزدحمان .
بيان : أى كفرسى رهان يتسابق عليهما ، يزحم كل منهما صاحبه أى يجيئ بجنبه
ويضيق عليه .
41 - ير : ابن هاشم ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن عمروبن شمر ، عن
جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : معلم الخير تستغفر له دواب الارض ، وحيتان البحر
وكل صغيرة وكبيرة في أرض الله وسمائه .
ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن هاشم ، عن الحسين بن سيف مثله .
42 - ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أسباط ، عن بعض أصحابه ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : المؤمن العالم أعظم أجرا من الصائم
القائم الغازي في سبيل الله ، وإذا مات ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها شئ إلى يوم القيامة .
بيان : الثلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم .
43 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : من علم خيرا فله بمثل أجر من عمل به . قلت : فإن علمه
غيره يجري ذلك له ؟ قال : إن علمه الناس كلهم جرى له . قلت : فإن مات ؟ قال : وإن مات .
ير : أحمد ، عن محمد البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن أبي بصير ،
عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
[ 18 ]
بيان : قوله : فإن علمه غيره أى المتعلم ويحتمل المعلم أيضا .
44 - ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن حماد الحارثي
عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يجيئ الرجل يوم القيامة وله
من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي فيقول : يارب أنى لي هذا ولم أعملها ؟
فيقول : هذا علمك الذي علمته الناس يعمل به من بعدك .
بيان : الركام بالضم : الضخم المتراكم بعضه فوق بعض .
45 - ير : ابن يزيد وابن هاشم معا ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عميرة ، عن الثمالي
عن أبي جعفر عليه السلام قال : عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد .
46 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن حماد بن عيسى ، عن القداح ، عن
أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : فضل العالم على العابد كفضل القمر
على سائر النجوم ليلة البدر .
47 - ير : بهذا الاسناد عنه عليه السلام قال : فضل العلم أحب إلى من فضل العبادة .
48 - ير : محمد بن حسان ( 1 ) ، عن أبي طاهر أحمد بن عيسى ، عن محمد بن وبد ، عن
الدواوندى ( 2 ) ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : يأتي صاحب العلم قدام العابد بربوة مسيرة
خمسمائة عام .
بيان : الربوة مثلثة : ماارتفع من الارض ، ولعل المراد أنه يأتي إلى مكان
مرتفع هو محل استقرارهم وموضع شرفهم قبل العابد بخمسمائة عام ، أو ارتفاع الربوة
* ( هامش ص 18 ) ( 1 ) بتشديد السين المهملة ، هو أبوعبدالله الزبيبى الرازى قال النجاشى في ص 239 : يعرف و
ينكر ، بين بين ، يروى عنه الضعفاء كثيرا ، له كتب منها : كتاب العقاب ، كتاب ثواب انا انزلناه ،
كتاب ثواب الاعمال ، كتاب الشيخ والشيخة ، كتاب ثواب القرآن . وعده الشيخ في رجاله تارة
من أصحاب الهادى عليه السلام ، وتارة ممن لم يرو عنهم عليهم السلام وقال : روى عنه الصفار
وغيره .
( 2 ) وفى نسخة : الداروردى . والاسناد في البصائر المطبوع هكذا : محمد بن حسان ، عن أبى طاهر
أحمد بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمربن ابى طالب ، عن محمد بن حسان وزيد ، عن الراوندى ، عن
جعفربن محمد عليهما السلام . *
[ 19 ]
خمسمائة عام ، أو أنهما يسيران في المحشر والعالم قدام العابد مرتفعا عليه قدر خمس
مائة عام .
49 - ير : عمربن موسى ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه
عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال : إن فضل العالم على العابد كفضل الشمس على الكواكب ، وفضل
العابد على غير العابد كفضل القمر على الكواكب .
50 - ير : ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : عالم
أفضل من ألف عابد ومن ألف زاهد .
وقال عليه السلام : عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد .
ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى مثله .
51 - ير : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ركعة
يصليها الفقيه أفضل من سبعين ألف ركعة يصليها العابد .
52 - ثو : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عمن رواه ، عن
أبان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لايتكلم الرجل بكلمة
حق يؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها ، ولايتكلم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلا كان
عليه مثل وزر من أخذ بها .
53 - سن : أبي ، عن البزنطي ، عن أبان ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : من علم باب هدى كان له أجرمن عمل به ، ولاينقص اولئك من اجورهم ، ومن
علم باب ضلال كان له وزر من عمل به ، ولا ينقص اولئك من اوزارهم .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 19 سطر 19 إلى صفحه 27 سطر 11

54 - سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن البطائني ( 1 ) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا .
* ( هامش ص 19 ) ( 1 ) بفتح الباء اورده النجاشى في رجاله ص 175 فقال : على بن أبى حمزة ، واسم أبى حمزة سالم
البطائنى ابوالحسن مولى الانصار كوفى ، وكان قائدأبى بصيريحيى بن القاسم ، وله أخ يسمى جعفربن
أبى حمزة ، روى عن أبى الحسن موسى عليه السلام ، وروى عن أبى عبدالله عليه السلام ، ثم وقف ، وهوأحد
عمد الواقفة ، صنف كتباعديدة منها : كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب التفسير ، واكثره عن
أبى بصير ، كتاب جامع في ابواب الفقه . *
[ 20 ]
بيان : لعل المراد النهى عن المجادلة والمخاصمة مع المخالفين إذالم يؤثرفيهم
ولاينفع في هدايتهم ، وعلل ذلك بأنهم بسوء اختيارهم بعدواعن الحق بحيث يعسر
عليهم قبول الحق كأنهم لا يستطيعونه ، أوصاروا بسوء اختيارهم غير مستطيعين ، وسيأتي
الكلام فيه في كتاب العدل .
55 سن : أخي ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذالامر ؟
قال : نعم إن الله يقول في كتابه : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها
الناس والحجارة . المراد بها الاصنام أوحجارة الكبريت .
56 سن : عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت
له : قول الله تبارك وتعالى : من قتل نفسا بغيرنفس أوفساد في الارض فكأنما قتل الناس
جميعاومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . فقال : من أخرجها من ضلال إلى هدى
فقد أحياها ، ومن أخرجهامن هدى إلى ضلال فقدقتلها .
شى : عن سماعة مثله
57 سن : علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن فضيل قال : قلت لابي جعفر
عليه السلام : قول الله في كتابه : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من حرق أوغرق
قلت : فمن أخرجها من ضلال إلى هدى ؟ فقال : ذلك تأويلها الاعظم .
58 سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : اسألك أصلحك الله ؟ قال : نعم . قال : كنت على حال و
أنااليوم على حال اخرى ، كنت أدخل الارض ، فأدعو الرجل والاثنين والمرأة فينقذ
الله من يشاء ، وأنااليوم لاأدعو أحدا . فقال : وما عليك أن تخلي بين الناس وبين ربهم ؟
فمن أرادالله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه . ثم قال : ولاعليك إن آنست من
أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا . ( 1 ) فقلت : أخبرني عن قول الله : ومن أحياها فكأنما
أحيا الناس جميعا . قال : من حرق أوغرق أوغدر ، ثم سكت فقال : تأويلها الاعظم أن دعاها
( هامش ص 20 ) ( 1 ) نبذ الشئ : طرحه ورمى به . *
[ 21 ]
فاستجابت له ( 1 ) .
شى : عن حمران مثله .
59 - شى : عن سعدان بن مسلم ( 2 ) ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام في
قوله تعالى : الم ذلك الكتاب لاريب فيه . قال : كتاب علي لاريب فيه . هدى للمتقين .
قال : المتقون شيعتنا الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون ،
ومما علمناهم يبثون . 60 - شى : عن محمدبن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ومن أحياها
فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : لم يقتلها ( 3 ) أو أنجاهامن غرق ، أو حرق ، أو أعظم من
ذلك كله يخرجها من ضلالة إلى هدى .
61 - شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : ومن
أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من استخرجها من الكفر إلى الايمان .
62 - سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن الفضل ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام
قال : قال لي : أبلغ خيرا وقل خيرا ، ولا تكونن إمعة " مكسورة الالف مشددة الميم
المفتوحة والعين غير المعجمة " قال : وماالامعة ؟ قال : لاتقولن : أنا مع الناس ، وأنا
كواحد من الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه واله قال : أيها الناس إنما هما نجدان : نجد خير ،
ونجد شر ، فما بال نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير .
جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ،
عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس مثله .
* ( هامش ص 21 ) ( 1 ) اى دعاها من ظلمة الجهالة والضلالة إلى الرشد والهداية ، فاستجابت نفسه له .
( 2 ) قال النجاشى في ص 137 : سعدان بن مسلم واسمه عبدالرحمن بن مسلم ابوالحسن العامرى
مولى أبى العلاء كرزبن حفيد العامرى ، من عامر ربيعة ، روى عن أبى عبدالله وابى الحسن عليهما السلام ، و
عمر عمرا طويلا ، قد اختلف في عشيرته ، فقال استادنا عثمان بن حاتم بن المنتاب : التغلبى ، وقال محمد بن عبده : سعدان بن مسلم الزهرى من بنى زهرة بن كلاب عربى أعقب ، والله اعلم . له
كتاب يرويه جماعة . وقال السيد الداماد قدس سره : سعدان بن مسلم شيخ كبير القدر ، جليل المنزلة
له اصل رواه عنه جماعة من الثقات والاعيان كصفوان بن يحيى وغيره .
( 3 ) أى لم يقتص منه ولم يقتلها بدل قتيله . *
[ 22 ]
بيان : قال في النهاية : اغد عالما أو متعلماولا تكن إمعة ، الامعة بكسر الهمزة
وتشديد الميم : الذي لا رأى له فهو يتابع كل أحد على رأيه ، والهاء فيه للمبالغة ، ويقال
فيه : إمع أيضا ، ولايقال للمرأة : إمعة ، وهمزته أصلية لانه لا يكون إفعل وصفا ، و
قيل : هوالذي يقول لكل احد أنامعك . ومنه حديث ابن مسعود لايكونن أحدكم
إمعة ، قيل : وما الامعة ؟ قال : الذي يقول : أنا مع الناس . انتهى . والنجد : الطريق
الواضح المرتفع ، والحاصل أنه لا واسطة بين الحق والباطل ، فالخروج عن الحق لمتابعة
الناس ينتهي إلى الباطل .
63 - سر : من كتاب المشيخة ، عن أبي محمد ، عن الحارث بن المغيرة قال : لقيني
أبوعبدالله عليه السلام في بعض طرق المدينة ليلا فقال لي : ياحارث فقلت : نعم فقال : أما لتحملن
ذنوب سفهائكم على علمائكم ثم مضى ، قال : ثم أتيته فاستأذنت عليه فقلت : جعلت فداك
لم قلت : لتحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ؟ فقد دخلني من ذلك أمر عظيم ، فقال :
نعم مايمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ماتكرهونه ممايدخل به علينا الاذى
والعيب عندالناس أن تأتوه فتأنبوه ( 1 ) وتعظوه وتقولوا له قولا بليغا ؟ فقلت له : إذا لايقبل
منا ولا يطيعنا ؟ قال : فقال : فإذا فاهجروه عند ذلك واجتنبوا مجالسته .
64 - سر : من كتاب عبدالله بن بكير ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول
الله صلى الله عليه واله : من دعى إلى ضلال لم يزل في سخط الله حتى يرجع منه .
65 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله إذامات المؤمن انقطع عمله إلامن ثلاث : صدقة
جارية ، أوعلم ينتفع به ، أوولدصالح يدعوله .
66 - وقال صلى الله عليه واله : ياعلي نوم العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد ، يا
علي لافقرأ شد من الجهل ، ولاعبادة مثل التفكر . 67 - وقال صلى الله عليه واله : علماء امتي كأنبياء بنى إسرائيل .
* ( هامش ص 22 ) ( 1 ) أى فتعنفوه وتلوموه . *
[ 23 ]
68 - جا : أبوغالب أحمدبن محمد ، عن محمد بن سليمان الزراري ( 1 ) ، عن محمد
ابن الحسين ، عن محمدبن يحيي ، عن غياث بن إبراهيم ، عن خارجة بن مصعب ، عن محمد بن
أبي عمير العبدي قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ماأخذ الله ميثاقامن أهل الجهل بطلب
تبيان العلم حتى أخذ ميثاقا ، من أهل العلم ببيان العلم للجهال ، لان العلم قبل الجهل .
بيان : في الكافي : كان قبل الجهل . وهذادليل على سبق أخذ العهد على العالم ببذل
العلم على أخذالعهد على الجاهل بالتعلم أوبيان لصحته ، والمراد أن الله خلق الجاهل
من العباد بعد وجود العالم كالقلم واللوح وسائر الملائكة وكخليفة اللة آدم بالنسبة
إلى أولاده .
69 - م : قال الامام عليه السلام قال علي بن الحسين عليهما السلام : في قوله تعالى : ولكم في القصاص
حيوة يااولي الالباب لعلكم تتقون . عبادالله هذاقصاص قتلكم لمن تقتلونه في الدنيا
وتفنون روحه ، أولاانبئكم بأعظم من هذاالقتل ، ومايوجب الله على قاتله ماهوأعظم من هذا
القصاص ؟ قالوا : بلى ياابن رسول الله قال : أعظم من هذاالقتل أن تقتله قتلا لا ينجبر ولا يحيا
بعده أبدا . قالوا : ماهو ؟ قال : ان يضله عن نبوة محمد صلى الله عليه واله وعن ولاية علي بن أبى طالب عليه السلام ،
ويسلك به غيرسبيل الله ، ويغويه باتباع طريق أعداء علي عليه السلام والقول بإمامتهم ، ودفع
علي عليه السلام عن حقه وجحد فضله فهذا هو القتل الذي هوتخليد هذا المقتول في نار
جهنم ، فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنم .
70 - ضه : قال النبي صلى الله عليه واله : إذا مات الانسان انقطع عمله إلامن ثلاث : علم
ينتفع به ، أو صدقة تجري له ، أو ولد صالح يدعوله .
71 - ضه : قال النبي صلى الله عليه واله ساعة من عالم يتكئ على فراشه ينظر في عمله خير
من عبادة العابد سبعين عاما .
* ( هامش ص 23 ) ( 1 ) بضم الزاى المعجمة وكسر الراى المهملة نسبة إلى زرارة بن أعين ، هو محمد بن سليمان بن
الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن أبوطاهر الزوارى ، ثقة ، عين ، حسن الطريقة ، وله
إلى أبى محمد عليه السلام مسائل والجوابات ، وله كتب : منها كتاب الاداب والمواعظ ، وكتاب
الدعاء ، ولد سنة 237 ومات سنة 301 ، قال النجاشى في ص 245 : وقال أبوغالب الزرارى
ابن اينه " المذكور في أول السند " في رسالته : وكاتب الصاحب عليه السلام جدى محمد بن سليمان
بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة *
[ 24 ]
72 - وقال صلى الله عليه واله : فضل العالم على العابد سبعين درجة بين كل درجتين حضر
الفرس سبعين عاما ، وذلك أن الشيطان يدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها
والعابد مقبل على عبادته لايتوجه لها ولايعرفها .
73 - ضه : قال النبي صلى الله عليه واله ألا احدثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولاشهداء يغبطهم
يوم القيامة الانبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور ( 1 ) ، فقيل : من هم يارسول الله ؟
قال : هم الذين يحببون عبادالله إلى الله ، ويحببون عبادالله إلي ، قال : يأمرونهم بما يحب الله
وينهونهم عما يكره الله ، فإذا أطاعوهم أحبهم الله .
74 - غو قال النبي صلى الله عليه واله : إن الله لاينتزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بموت
العلماء ، حتى إذا لم يبق منهم أحد اتخذ الناس رؤساء جهالا : فافتوا الناس بغيرعلم
فضلوا وأضلوا :
75 - ختص : قال العالم عليه السلام : من استن بسنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها
من غير أن ينقص من اجورهم شئ ، ومن استن بسنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل
بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ .
76 - نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من يشفع شفاعة حسنة ، أو أمر بمعروف ، أو نهى عن
منكر ، أو دل على خير ، أو أشار به فهوشريك ، ومن أمربسوء أو دل عليه ، أو أشار به
فهوشريك
77 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لم يمت من ترك أفعالا تقتدى
بهامن الخير ، ومن نشرحكمة ذكربها .
78 - ومنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أربع تلزم كل ذي حجى من
امتي ، قيل : وماهن يارسول الله ؟ فقال : استماع العلم ، وحفظه ، والعمل به ، ونشره .
79 - عدة : عن النبي صلى الله عليه واله قال : من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم ويعلمه الناس .
* ( هامش ص 24 ) ( 1 ) يمكن أن يكون المراد بالغبطة السرور دون تمنى المنزلة . *
[ 25 ]
80 - وقال صلى الله عليه واله : زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه .
81 - وعن الصادق عليه السلام لكل شئ زكاة وزكاة العلم أن يعلمه أهله .
82 - وقال صلى الله عليه واله : ياعلي نوم العالم أفضل من عبادة العابد ، ياعلي ركعتان
يصليهما العالم أفضل من سبعين ركعة يصليها العابد .
83 - منية المريد : قال رسول الله صلى الله عليه واله : رحم الله خلفائي . فقيل : يارسول الله و
من خلفاؤك ؟ قال : الذين يحيون سنتي ، ويعلمونها عبادالله .
84 - وقال صلى الله عليه واله : فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد .
85 - وقال صلى الله عليه واله : إن مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء ، يهتدى بها
في ظلمات البر والبحر ، فإذا طمست أو شك أن تضل الهداة .
86 - وقال صلى الله عليه واله : يقول الله عزوجل للعلماء يوم القيامة : إني لم أجعل علمي و
حكمي فيكم إلا وأنا اريد أن أغفر لكم على ماكان منكم ولا ابالي .
87 - وقال صلى الله عليه واله : ماتصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر .
88 - وقال صلى الله عليه واله : ماأهدى المرء المسلم على أخيه هدية أفضل من كلمة حكمة
يزيده الله بها هدى ويرده عن ردى .
89 - وقال صلى الله عليه واله : أفضل الصدقة أن يعلم المرء علما ثم يعلمه أخاه .
90 - وقال صلى الله عليه واله : العالم والمتعلم شريكان في الاجر ولاخيرفي سائر الناس .
91 - وقال مقاتل بن سليمان : وجدت في الانجيل أن الله تعالى قال لعيسى عليه السلام :
عظم العلماء وأعرف فضلهم فإني فضلتهم على جميع خلقي إلا النبيين والمرسلين كفضل
الشمس على الكواكب ، وكفضل الآخرة على الدنيا ، وكفضلي على كل شئ ( 1 ) .
92 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل على أبي جعفر عليه السلام رجل فقال : رحمك الله احدث أهلي ؟ قال :
نعم إن الله يقول : ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس و
الحجارة . وقال : وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها .
* ( هامش ص 25 ) ( 1 ) الجملة وإن امكن توجيهها بتكلف لكنها مماتوهن الرواية اشد الوهن فان ظاهر معنى
التشبيه لايرجع إلى محصل . ط *
[ 26 ]
( باب 9 )
* ( استعمال العلم ، والاخلاص في طلبه ، وتشديد الامر على العالم ) *
الايات ، البقرة : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب
أفلا تعقلون 44
آل عمران : ولكن كونوا ربانيين بماكنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم
تدرسون 79 .
الشعراء : والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واديهيمون وأنهم يقولون
ما لايفعلون 224 ، 225 ، 226
الزمر : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين
هديهم الله واولئك هم اولوا الالباب 17 ، 18
الصف : ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عندالله أن تقولوا
مالا تفعلون 2 ، 3
1 - لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال :
قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام : بم يعرف الناجي ؟ فقال : من كان فعله لقوله موافقا فهو
ناج ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع ( 1 ) .
بيان : المستودع بفتح الدال : من استودع الايمان أو العلم أياما ثم يسلب منه
أى يتركه بأدنى فتنة .
2 - لى : في كلمات الرسول صلى الله عليه واله زينة العلم الاحسان .
3 - فس : في قوله تعالى : فكبكبوا فيهاهم والغاوون . قال الصادق عليه السلام : نزلت
في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره .
4 - وفي خبر آخر قال : هم بنوامية ، والغاوون بنو فلان .
بيان : قال الجوهري : كبه لوجهه أى صرعه ، وكبكبه أى كبه ، ومنه قوله تعالى
* ( هامش ص 26 ) ( 1 ) يأتى الحديث مفصلا عن المحاسن تحت الرقم 17 . *
[ 27 ]
فكبكبوا فيها . أقول : ذكر أكثر المفسرين أن ضمير " هم " راجع إلى الآلهة ، ولايخفى
أن ماذكره عليه السلام أظهر . والعدل : كل أمر حق يوافق العدل والحكمة من الطاعات والاخلاق
الحسنة والعقائد الحقة .
5 - فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، قال قال أبوعبدالله
عليه السلام : ياحفص ما أنزلت ( 1 ) الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت
منها ، ياحفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد ( عليه ) عاملون ، وإلى ماهم صائرون ، فخلم
عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لايخاف
الفوت . ثم تلى قوله تعالى : تلك الدار الآخرة . الآية . وجعل يبكي ويقول : ذهبت والله
الاماني عند هذه الآية ، ثم قال : فازوالله الابرار ، تدري من هم ؟ ( هم ) الذين لايؤذون
الذر كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار بالله جهلا ، ياحفص إنه يغفر الجاهل سبعون ذنبا
قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، ومن تعلم وعمل وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 27 سطر 12 إلى صفحه 32 سطر 22

فقيل : تعلم لله ، وعمل لله ، وعلم لله . قلت : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا ؟ فقال :
فقد حدالله في كتابه فقال عزوجل : لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم . إن
أعلم الناس بالله أخوفهم لله ، وأخوفهم له أعلمهم به ، وأعلمهم به أزهد هم فيها . فقال له رجل :
يابن رسول الله أو صني ، فقال : اتق الله حيث كنت فإنك لاتستوحش .
بيان : ما أنزلت الدنيا من نفسي لفظة من إما بمعنى في أو للتبعيض أى من منازل
نفسي ، كأن للنفس مواطن ومنازل للاشياء تنزل فيها على حسب درجاتها ومنازلها عند
الشخص . قوله عليه السلام : ذهبت والله الاماني أى مايرجوه الناس ويحكمونه ويتمنونه
على الله بلا عمل ، إذالآية تدل على أن الدار الآخرة ليست إلا لمن لايريد شيئا من العلو
في الارض والفساد ، وكل ظلم علو ، وكل فسق فساد . والذر : النمل الصغار ، والمراد
عدم إيذاء أحد من الناس ، أو ترك إيذاء جميع المخلوقات حتى الذر ، ولا ينافي ماورد في
بعض الاخبار من جواز قتل النمل وغيرها ، إذالجواز لا ينافي الكراهة ، مع أنه يمكن حملها
على ما إذا كانت موذية . قوله : لكيلا تأسوا أى لكيلا تحزنوا . قوله : فإنك لا تستوحش
أى بل يكون الله تعالى أنيسك في كل حال .
* ( هامش ص 27 ) ( 1 ) وفى النسخة المطبوع من التفسير : مامنزلة الدنيا . *
[ 28 ]
6 - فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، رفعه قال : جاء رجل إلى علي بن
الحسين عليهما السلام فسأله عن مسائل ، ثم عاد ليسأل عن مثلها ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام :
مكتوب في الانجيل : لاتطلبوا علم مالا تعملون ولما عملتم بماعلمتم ، فإن العلم إذا لم
يعلم به لم يزدد من الله إلا بعدا .
ايضاح : لعل المراد النهى عن طلب علم لايكون غرض طالبه العمل به ، ولايكون
عازما على الاتيان به ، ويحتمل أن يكون النهى راجعا إلى القيد ، أى لاتكونوا غير عاملين
بماعلمتم حتى إذا طلبتم العلم الذي يلزمكم طلبه يكون بعد عدم العمل بما علمتم ،
فيكون مذموما من حيث عدم العمل لامن حيث الطلب .
7 - ب : ابن سعد ، عن الازدي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : أبلغ موالينا عناالسلام
وأخبرهم أنا لانغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل ، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بعمل أو ورع ، و
أن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره .
تبيين : قال الجزري : يقال : أغن عني الشرك ، أى أصرفه وكفه ، ومنه قوله تعالى :
لن يغنوا عنك من الله شيئا . ( 1 )
8 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله ، عن القداح ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال : يارسول الله ماحق
العلم ؟ قال : الانصات له ، قال : ثم مه ؟ قال الاستماع له ، قال : ثم مه ؟ قال : الحفظ
له ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم العمل به ، قال : ثم مه ؟ قال ثم نشره .
ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن ابن نهيك ، عن جعفر بن
محمد الاشعري ، عن القداح مثله .
بيان : لعل سؤال السائل كان عمايوجب العلم ، أو عن آداب طلب العلم ، ويحتمل
أن يكون غرضه استعلام حقيقته ، فأجابه عليه السلام ببيان مايوجب حصوله لانه الذي ينفعه
فالحمل على المبالغة . والانصات : السكوت عند الاستماع فإن كثرة المجادلة عند العالم
توجب الحرمان عن علمه .
* ( هامش ص 28 ) ( 1 ) الجاثية : 19 *
[ 29 ]
9 - ن : الوراق ، عن ابن مهرويه ( 1 ) ، عن داود بن سليمان الغازي ، عن أبي الحسن
علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام أنه قال : الدنيا كلها
جهل إلا مواضع العلم ، والعلم كله حجة إلا ماعمل به ، والعمل كله رياء إلا ماكان مخلصا
والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بمايختم له .
يد : محمد بن عمر وبن علي البصري ، عن علي بن الحسن المثنى ، عن ابن مهرويه مثله .
بيان : لعل المراد بمواضع العلم الانبياء والائمة ومن اخذ عنهم العلم .
10 - ما . المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن هارون ، عن
ابن زياد قال سمعت جعفربن محمد عليهما السلام - وقد سئل عن قوله تعالى : قل فلله الحجة البالغة -
فقال : إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالما ؟ فإن قال : نعم ، قال له :
أفلا عملت بما علمت ؟ وإن قال : كنت جاهلا ، قال له : أفلا تعلمت حتى نعمل ؟ فيخصم
فتلك الحجة البالغة .
بيان : قوله : فيخصم . على البناء للمفعول ، يقال : خاصمه فخصمه أى غلبه .
11 - ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، والمفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه
جميعا ، عن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن حفص قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
من تعلم لله عزوجل ، وعمل لله وعلم لله ، دعي في ملكوت السماوات عظيما ، وقيل : تعلم
لله ، وعلم لله ( 2 ) .
12 - ما : بإسناد أخي دعبل ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لخيثمة : أبلغ شيعتنا
أنه لاينال ماعندالله إلا بالعمل ، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من
وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ، وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما امروا أنهم هم الفائزون
يوم القيامة .
بيان : من وصف عدلا أى لغيره ولم يعمل به . ويحتمل أن يكون المراد أن يقول
بحقية دين ولايعمل بماقرر فيه من الاعمال .
* ( هامش ص 29 ) ( 1 ) بفتح الميم وسكون الهاءوضم الراء ، هو على بن مهرويه القزوينى ، قال الشيخ في فهرسه
ص 97 : على بن مهرويه القزوينى له كتاب رواه أبونعيم عنه .
( 2 ) الظاهر اتحاده مع الحديث الخامس من الباب وأنه قطعة منه . *
[ 30 ]
13 - مع ، ن : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن الهروي
قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت
له : وكيف يحيي أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن
كلامنا لاتبعونا ، قال : قلت ياابن رسول الله فقد روي لناعن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أويباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في
النار . فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟ فقلت : لا ياابن رسول الله ،
قال : هم قصاص مخالفينا ، وتدري من العلماء ؟ فقلت : لا ياابن رسول الله ، فقال : هم علماء
آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري مامعنى قوله :
أوليقبل بوجوه الناس إليه ؟ قلت : لا ، قال : يعني والله بذلك ادعاء الامامة بغير حقها ،
ومن فعل ذلك فهو في النار .
14 ثو : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقرى ، عن حفص ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : من عمل بما علم كفي مالم يعلم .
بيان : كفي مالم يعلم أى علمه الله بلاتعب .
15 - سن : أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن يزيد الصائغ ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : يا يزيد أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه ، وهو قول الله
عزوجل : أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله .
بيان : في جنب الله أى طاعة الله أوطاعة ولاة أمر الله الذين هم مقربوا جنابه فكأنهم
بجنبه .
16 - سن : في رواية عثمان بن عيسى أوغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز
وجل : فكبكبوا فيها هم والغاوون . قال : من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ( 1 )
17 - سن : أبي ، عن محمدبن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن
الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر ، ومن لم يدرالامر الذي هو عليه
مقيم أنفع هوله أم ضرر ؟ قال : قلت : فبما يعرف الناجي ؟ قال : من كان فعله لقوله موافقا
* ( هامش ص 30 ) ( 1 ) لعله متحد مع الحديث الثالث . *
[ 31 ]
فأثبت له الشهادة بالنجاة ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع ( 1 ) .
18 ضا : أروي من تعلم العلم ليماري به السفهاء ، أويباهي به العلماء ، أويصرف
وجوه الناس إليه ليرئسوه ويعظموه فليتبوأ مقعده من النار .
19 شا : في خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام تركنا صدرها : الحمدلله الذي هدانا
من الضلالة ، وبصرنا من العمى ، ومن علينا بالاسلام ، وجعل فينا النبوة ، وجعلنا
النجباء ، وجعل أفراطنا أفراط الانبياء ، وجعلنا خيره امة اخرجت للناس ، نأمر
بالمعروف ، وننهي عن المنكر ، ونعبدالله ولانشرك به شيئا ، ولا نتخذ من دونه وليا ، فنحن
شهداءالله ، والرسول شهيد علينا ، نشفع فنشفع فيمن شفعنا له ، وندعو فيستجاب
دعاؤنا ، ويغفر لمن ندعوله ذنوبه ، أخلصنا لله فلم ندع من دونه وليا . أيها الناس تعاونوا
على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب .
أيها الناس إني ابن عم نبيكم وأولاكم بالله ورسوله ( 2 ) ، فاسألوني ثم اسألوني ، وكأنكم بالعلم قدنفد ، وإنه لايهلك عالم إلايهلك بعض علمه ، وإنما العلماء في الناس
كالبدر في السماء ، يضيئ نوره على سائر الكواكب ، خذوامن العلم مابدالكم ، وإياكم
أن تطلبوه لخصال أربع : لتباهوا به العلماء ، أو تمارو به السفهاء ، أوتراؤوا به في المجالس ،
أوتصرفوا وجوه الناس إليكم للترؤس ، لايستوي عندالله في العقوبة الذين يعلمون و
الذين لايعلمون ، نفعنا الله وإياكم بماعلمنا ، وجعله لوجهه خالصاإنه سميع مجيب .
بيان : الفرط : العلم المستقيم يهتدى به ، ومالم يدرك من الولد ، والذي يتقدم
الواردة ليهيأ لهم مايحتاجون إليه . فقوله عليه السلام : وجعل أفراطنا أفراط الانبياء أى
جعل أولادنا أولاد الانبياء ، أى نحن وأولادنا من سلالة النبيين ، أوالمراد أن الهادي
منا أى الامام إمام للانبياء ، وقدوة لهم أيضا ، أوشفعاؤنا شفعاء الانبياء أيضا ، كماقال
النبي صلى الله عليه واله : أنا فرطكم على الحوض .
20 - مص : قال الصادق عليه السلام : العلم أصل كل حال سني ، ومنتهى كل منزلة
* ( هامش ص 31 ) ( 1 ) تقدم ذيله في الحديث الاول عن الامالى .
( 2 ) مأخوذ من قول النبى صلى الله عليه وآله في حقه : من كنت مولاه فهذاعلى مولاه . *
[ 32 ]
رفيعة ، لذلك قال النبي صلى الله عليه واله : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة . أى علم التقوى
واليقين .
21 - وقال علي عليه السلام اطلبوا العلم . ولوبالصين ، وهو علم معرفة النفس ، وفيه
معرفة الرب عزوجل .
22 - قال النبي صلى الله عليه واله : من عرف نفسه فقد عرف ربه ، ثم عليك من العلم بما لايصح
العمل إلا به ، وهو الاخلاص .
23 - قال النبي صلى الله عليه واله : نعوذ بالله من علم لاينفع ، وهو العلم الذي يضاد العمل
بالاخلاص ، واعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثيرالعمل لان علم ساعة يلزم صاحبه
استعماله طول عمره .
24 - قال عيسى عليه السلام : رأيت حجرا مكتوبا عليه : قلبني ، فقلبته فإذا عللى باطنه :
من لايعمل بما يعلم مشوم عليه طلب مالايعلم ، ومردود عليه ماعلم .
25 - أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام : إن أهون ما أنا صانع بعالم غير
عامل بعلمه أشد من سبعين عقوبة أن اخرج من قلبه حلاوة ذكري ، وليس إلى الله عز
وجل طريق يسلك إلا بعلم ، والعلم زين المرء في الدنيا وسائقه إلى الجنة ، وبه يصل إلى
رضوان الله تعالى ، والعالم حقا هو الذي ينطق عنه أعماله الصالحة ، وأوراده الزاكية
وصدقه وتقواه ، لا لسانه وتصاوله ودعواه ، ولقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان
من كان فيه عقل ونسك وحكمة وحياء وخشية ، وأنا أرى طالبه اليوم من ليس فيه
من ذلك شئ ، والعالم يحتاج إلى عقل ورفق وشفقة ونصح وحلم وصبر وبذل وقناعة ،
والمتعلم يحتاج إلى رغبة وإرادة وفراغ ونسك وخشية وحفظ وحزم .
بيان : علم التقوى هو العلم بالاوامر والنواهي والتكاليف التي يتقى بها من عذاب
الله ، وعلم اليقين علم ما يتعلق من المعارف باصول الدين ، ويحتمل أن يكون علم التقوى
أعم منهما ويكون اليقين معطوفا على العلم وتفسيرا له أى العلم المأمور به هو اليقين .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 32 سطر 23 إلى صفحه 40 سطر 15

قوله عليه السلام : وفيه معرفة الرب أى معرفة الشؤون التي جعلها الله تعالى للنفس ، ومعرفة
معايبها ومايوجب رفعتها وكمالاتها يوجب اكتساب ما يوجب كمال معرفته تعالى
[ 33 ]
بحسب قابلية الشخص ، ويوجب العلم بعظمته وكمال قدرته فإنها أعظم خلق الله إذا
عرفت كماهي . أو المراد أن معرفة صفات النفس معيار لمعرفته تعالى إذ لولا اتصاف النفس
بالعلم لم يمكن معرفة علمه بوجه ، وكذا سائر الصفات ، أو المراد أنه كل ماعرف صفة
في نفسه نفاه عنه تعالى لان صفات الممكنات مشوبة بالعجز والنقص ، وأن الاشياء إنما
تعرف بأضدادها ، فإذا رأى الجهل في نفسه وعلم أنه نقص نزه ربه عنه ، وإذا نظر في
علمه ورأى أنه مشوب بأنواع الجهل ، ومسبوق به ومأخوذ من غيره فنفى هذه الاشياء
عن علمه تعالى ، ونزهه عن الاتصاف بمثل علمه . وقيل : إن النفس لما كان مجردا
يعرف بالتفكر في أمرنفسه ربه تعالى وتجرده ، وقد عرفت مافيه . ( 1 ) وقد ورد معنى
آخر في بعض الاخبار لهذا الحديث النبوي ، وهو أن المراد أن معرفته تعالى بديهية فكل
من بلغ حد التميز وعرف نفسه عرف أن له صانعا . قوله عليه السلام : العالم حقا " الخ " أى العالم
يلزم أن يكون أعماله شواهد علمه ودلائله ، لادعواه التي تكذبها أعماله القبيحة . و
التصاول : التطاول والمجادلة ، يقال : الفحلان يتصاولان أى يتواثبان .
26 - غو : عن النبي صلى الله عليه وآله العلم علمان : علم على اللسان فذلك حجة
على ابن آدم ، وعلم في القلب فذلك العلم النافع . ( 2 )
27 - سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد ( 3 ) عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب
الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه الله من الدنيا سالما إلى دارالسلام .
28 - سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي ذر قال : من تعلم علما من
علم الآخرة يريد به الدنيا عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة .
29 - غو : عن النبي صلى الله عليه واله قال : إن العلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا
ارتحل عنه .
* ( هامش ص 33 ) ( 1 ) إشارة إلى ما تقدم منه أن ظاهر الاخبار عدم كون النفس مجردة . والحق ان الكتاب والسنة
يدلان على التجرد من غير شبهة وأما اصطلاح التجرد والمادية ونحوذ لك فمن الامور المحدثة . ط
( 2 ) تأتى أيضا مرسلة عن الكنز تحت الرقم 46
( 3 ) هيثم على وزان حيدر قال النجاشى في ص 306 من رجاله : الهيثم بن واقد الجزرى روى عن
أبى عبدالله عليه السلام له كتاب يرويه محمد بن سنان . وعنونه ابن داود في الباب الاول ووثقه . *
[ 34 ]
بيان : يهتف بالعمل أي العلم طالب للعمل ، ويدعو الشخص إليه ، فإن لم يعمل
الشخص بماهو مطلوب العلم ومقتضاه فارقه .
30 - غو : روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه حدث عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال :
العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، ورجل تارك لعلمه فهذا هالك ،
وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة و
حسرة رجل دعا عبدا إلى الله سبحانه فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع الله فأدخله الله
الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه . ( 1 )
31 - غو : روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : منهومان
لايشبعان : طالب دنيا ، وطالب علم ، فمن اقتصر من الدنيا على مااحل له سلم ، ومن
تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به
نجا ، ومن أراد به الدنيا فهو حظه .
بيان : قال الجوهري : النهمة : بلوغ الهمة في الشئ ، وقدنهم فهو منهوم أى مولع
انتهى . وقوله عليه السلام : أويراجع يحتمل أن يكون الترديد من الراوي أو يكون " أو " بمعنى
" الواو " أى يتوب إلى الله ويردالمال الحرام إلى صاحبه ، أو تخص التوبة بماإذا لم يقدر
على رد المال ، والمراجعة بماإذا قدرعليه ، وقرأ بعض الافاضل على البناء للمفعول
أى يراجع الله عليه بفضله ويغفرله بلا توبة . وقال : يمكن أن يقرأ على البناء للفاعل
أى يراجع إلى الله بالاعمال الصالحة وترك أكثر الكبائر .
32 - م : هدى للمتقين . الذين يتقون الموبقات ، ويتقون تسليط السفه على
أنفسهم حتى إذا علموا مايجب عليهم علمه عملوا بمايوجب لهم رضا ربهم .
33 - ضه : روي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من
طلب العلم لله لم يصب منه باباإلا ازداد في نفسه ذلا ، وفي الناس تواضعا ، ولله خوفا
* ( هامش ص 34 ) ( 1 ) لعله والحديث التى بعده متحد ان مع ماياتى بعد ذلك من حديث سليم بن قيس تحت
الرقم 38 . *
[ 35 ]
وفي الدين اجتهادا ، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ، ومن طلب العلم للدنيا و
المنزلة عندالناس والحظوة ( 1 ) عند السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة ،
وعلى الناس استطالة ، وبالله اغترارا ، ومن الدين جفاءا ، فلذلك الذي لاينتفع بالعلم
فليكف وليمسك عن الحجة على نفسه ، والندامة والخزى يوم القيامة .
بيان : الجفاء : البعد .
34 - ين : النضر ، عن درست ، عن ابن أبي يعفور ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من وصف عدلا وخالفه إلى غيره كان عليه حسرة يوم القيامة .
35 - ين : النضر ، عن الحلبي ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله تعالى : فكبكبوا فيها هم والغاوون . قال : هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ،
ثم خالفوا إلى غيره .
36 - ين : عبدالله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام
في قوله تعالى : فكبكبوا فيهاهم والغاوون . فقال : ياأبابصير هم قوم وصفوا عدلا وعملوا
بخلافه . ( 2 )
37 - أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنه قال : سمعت عليا 4 يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : منهومان لا يشبعان : منهوم في الدنيا لايشبع منها ، ومنهوم في العلم
لا يشبع منه ، فمن اقتصر من الدنيا على ماأحل الله له سلم ، ومن تناولها من غيرحلها
هلك إلا أن يتوب ويراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا ، ومن أراد به الدنيا
هلك وهوحظه ، العلماء عالمان : عالم عمل بعلمه فهو ناج ، وعالم تارك لعلمه فقد هلك ،
وإن أهل النار ليتأذون من نتن ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة
وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له فأطاع الله فدخل الجنة ، وأدخل الداعي إلى
النار بتركه علمه واتباعه هواه ، وعصيانه لله ، إنما هماإثنان : إتباع الهوى ، وطول
* ( هامش ص 35 ) ( 1 ) بالحاء المهملة المفتوحة والمكسورة والظاء المعجمة الساكنة : المكانة والمنزلة عندالناس .
( 2 ) الظاهر اتحاده مع ماقبله ومع المرسلة التى تقدمت في الرقم الثالث . وتقدم تحت الرقم
الرابع حديث يفسرالاية بالمعنى الاخر . *
[ 36 ]
الامل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأماطول الامل فينسي الآخرة . ( 1 )
أقول : تمامه في باب علة عدم تغيير أميرالمؤمنين عليه السلام بعض البدع من كتاب الفتن .
38 - نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : الفقهاء امناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا . قيل : يارسول الله ما
دخولهم في الدنيا ؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم .
39 - وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أحب الدنيا ذهب خوف
الآخرة من قلبه وماآتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد من الله تعالى بعدا
وازداد الله تعالى عليه غضبا .
40 - كتاب الدرة الباهرة : قال النبي صلى الله عليه واله : العلم وديعة الله في أرضه ، والعلماء
امناؤه عليه ، فمن عمل بعلمه أدى أمانته ، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الخائنين .
41 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لاتجعلوا علمكم جهلا ويقينكم شكا ،
إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقنتم فاقدموا .
42 - وقال عليه السلام : قطع العلم عذر المتعللين .
43 - وقال عليه السلام : العلم مقرون بالعمل ، فمن علم عمل ، والعلم يهتف بالعمل
فإن أجابه وإلا ارتحل عنه .
44 - وقال عليه السلام لجابربن عبدالله الانصاري : ياجابر قوام الدنيا بأربعة : عالم
مستعمل علمه ، وجاهل لايستنكف أن يتعلم ، وجواد لايبخل بمعروفه ، وفقير لايبيع
آخرته بدنياه ، فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم ، وإذا بخل الغني
بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه .
45 - وقال عليه السلام في بعض الخطب : واقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى
واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن ، وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ،
وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته
فإنه أنفع القصص ، فإن العالم العامل بغيرعلمه كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من
* ( هامش ص 36 ) ( 1 ) تقدم الحديث مرسلة عن الغوالى تحت الرقم 30 و31 *
[ 37 ]
جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم .
46 - كنز الكراجكى : عن النبي صلى الله عليه واله ، قال : العلم علمان : علم في القلب
فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذلك حجة على العباد ( 1 ) .
47 - وقال صلى الله عليه واله : من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد
من الله إلا بعدا .
48 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : لوأن حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله
وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا
على الناس .
49 - وقال عليه السلام : تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والحلم ، ولاتكونوا
جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم .
50 - عدة : عن النبي صلى الله عليه واله قال : من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله
إلا بعدا .
51 - وروى حفص بن البختري قال : سمعت أباعبدالله يقول : حدثني أبي
عن آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال لكميل بن زياد النخعي : تبذل ولا تشهر ،
ووار شخصك ولا تذكر ، وتعلم واعمل ، واسكت تسلم ، تسر الابرار ، وتغيظ الفجار ،
ولا عليك إذا عرفك الله دينه أن لاتعرف الناس ولا يعرفوك .
52 - وروى هشام بن سعيد ، قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : فكبكبوا فيها
هم والغاوون . قال : الغاوون هم الذين عرفوا الحق وعملوا بخلافه .
53 - وقال عليه السلام : أشد الناس عذابا عالم لاينتفع من علمه بشئ .
54 - وقال عليه السلام : تعلموا ماشئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به
لان العلماء همتهم الرعاية ، والسفهاء همتهم الرواية .
55 - وقال صلى الله عليه واله : العلم الذي لايعمل به كالكنز الذي لاينفق منه ، أتعب صاحبه
نفسه في جمعه ولم يصل إلى نفعه .
* ( هامش ص 37 ) ( 1 ) تقدم مرسلة أيضا عن الغوالى في الرقم 26 . *
[ 38 ]
56 - وقال صلى الله عليه واله : مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به مثل السراج يضيئ للناس
ويحرق نفسه .
57 - منية المريد : من كلام المسيح عليه السلام : من علم وعمل فذاك يدعى عظيما في
ملكوت السماء .
58 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله : من تعلم علما ممايبتغى به وجه الله عزوجل لايتعلمه
إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة ( 1 ) يوم القيامة .
59 - وقال صلى الله عليه واله : من تعلم علما لغيرالله ، وأراد به غيرالله فليتبوأ مقعده من النار .
60 - وقال صلى الله عليه واله : لاتعلموا العلم لتماروا به السفهاء ، وتجادلوا به العلماء ، و
لتصرفوا وجوه الناس إليكم ، وابتغوا بقولكم ماعندالله ، فإنه يدوم ويبقى وينفد ماسواه
كونوا ينابيع الحكمة ، مصابيح الهدى ، أحلاس البيوت ، ( 2 ) سرج الليل ، جدد القلوب ( 3 ) ،
خلقان الثياب ، ( 4 ) تعرفون في أهل السماء ، وتخفون في أهل الارض .
61 - وقال صلى الله عليه واله : من طلب العلم لاربع دخل النار : ليباهي به العلماء ، أو يماري
به السفهاء ، أو ليصرف به وجوه الناس إليه ، أو يأخذ به من الامراء .
62 - وقال صلى الله عليه واله : ماازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعدا .
63 - وقال صلى الله عليه واله : كل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به .
64 - وقال صلى الله عليه واله : أشد الناس عذابا يوم القيامة ، عالم لم ينفعه علمه .
65 - وعن الباقر عليه السلام قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ،
أو يصرف وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ، إن الرئاسة لاتصلح إلا لاهلها .
66 - ومن كلام عيسى عليه السلام تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ، ولا
تعملون للآخرة وأنتم لاترزقون فيهاإلا بالعمل ، ويلكم علماء السوء ! الاجر تأخذون
* ( هامش ص 38 ) ( 1 ) العرف بفتح العين وسكون الراء : الرائحة .
( 2 ) جمع حلس - بكسرالحاء المهملة وسكون اللام وبالفتحتين - : مايبسط في البيت على الارض
تحت حرالثياب والمتاع ، ولعله كناية عن التواضع وعدم التشهر في الناس .
( 3 ) الجدد : جمع الجديد ، عكس القديم .
( 4 ) الخلقان - بضم الخاء المعجمة وسكون اللام : جمع الخلق - بفتح الخاء واللام - : اى البالى . *
[ 39 ]
والعمل تضيعون ! ، يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا
العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه ، الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة ،
كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه ، واحتقر منزلته ، وقدعلم أن ذلك من علم الله
وقدرته ؟ وكيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيماقضى له فليس يرضى شيئا أصابه ؟
كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر ( 1 ) من آخرته وهو مقبل على دنياه ، وما
يضره أحب إليه مماينفعه ؟ كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولايطلب
ليعمل به ؟ .
67 - ومن كلامه عليه السلام ويل للعلماء السوء تصلى ( 2 ) عليهم النار . ثم قال : اشتدت
مؤونة الدنيا ومؤونة الاخرة : أما مؤونة الدنيا فإنك لاتمد يدك إلى شئ منها إلا
فاجر قدسبقك إليه ، وأما مؤونة الآخرة فإنك لاتجد أعوانا يعينونك عليها .
68 - وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن
القلوب كما يزل المطر عن الصفا ( 3 ) .
69 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام - في كلام له خطبه على المنبر - : أيها الناس إذا علمتم
فأعملوا بماعلمتم لعلكم تهتدون ، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لايستفيق
عن جهله ، بل قد رأيت الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ عن علمه
منها على هذا الجاهل المتحير في جهله ، وكلاهما حائر بائر ( 4 ) لاترتابوا فتشكوا ولا
تشكوا فتكفروا ، ولاترخصوا لانفسكم ، فتدهنوا ( 5 ) ولاتدهنوا في الحق فتخسروا ( 6 ) ،
وإن من الحق أن تفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ،
* ( هامش ص 39 ) ( 1 ) آثره إيثارا : اختاره ، فضله .
( 2 ) صلى فلانا النار وفيها وعليها . أدخله إياها وأثواه فيها .
( 3 ) الحجر الصلد الضخم .
( 4 ) يقال : حائر وبائر . أى لايطيع مرشدا ولا يتجه لشئ .
( 5 ) أى تخدعوا وتختلوا .
( 6 ) أى فتضلوا وتهلكوا . *
[ 40 ]
وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، ومن يطع الله يأمن ويستبشر ، ومن يعص الله يخب ( 1 )
ويندم .
70 - وعن أبي عبدالله عليه السلام قال كان لموسى بن عمران عليه السلام جليس من أصحابه
قد وعى علما كثيرا ، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له ، فقال له موسى : إن لصلة القرابة
لحقا ، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا فإن الله قد حملك علما فلا تضيعه وتركن إلى غيره ،
فقال الرجل : لايكون إلا خيرا ، ومضى نحو أقاربه فطالت غيبته ، فسأل موسى عليه السلام عنه
فلم يخبره أحد بحاله ، فسأل جبرئيل عليه السلام عنه ، فقال له : أخبرني عن جليسي فلان ألك
به علم ؟ قال : نعم هو ذا على الباب قد مسخ قردا في عنقه سلسلة ، ففزع موسى عليه السلام إلى
ربه وقام إلى مصلاه يدعوالله ، ويقول : يارب صاحبي وجليسي ، فأوحى الله إليه ياموسى
لودعوتني حتى ينقطع ترقوتاك ( 2 ) مااستجبت لك فيه ، إني كنت حملته علما فضيعه وركن
إلى غيره .
71 - وقال أبوعبدالله عليه السلام : العلم مقرون إلى العمل ، فمن علم عمل ، ومن عمل علم ،
والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل .
( باب 10 )
* ( حق العالم ) *


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 40 سطر 16 إلى صفحه 48 سطر 16

الايات ، الكهف : قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال
إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاءالله
صابرا ولاأعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا .
" إلى قوله تعالى " : إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قدبلغت من لدني عذرا 76
أقول : يظهر من كيفية معاشرة موسى عليه السلام مع هذا العالم الرباني وتعلمه منه أحكام
كثيرة : من آداب التعليم والتعلم ، من متابعة العالم ، وملازمته لطلب العلم ، وكيفية
* ( هامش ص 40 ) ( 1 ) أى لم ينجح .
( 2 ) الترقوة : مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث يترقى فيه النفس . *
[ 41 ]
طلبه منه هذاالامر مقرونا بغاية الادب ، مع كونه عليه السلام من اولى العزم من الرسل ، و
عدم تكليفه أن يعلمه جميع علمه بل قال : " مماعلمت ، وتأديب المعلم للمتعلم ، وأخذ
العهد منه أولا ، وعدم معصية المتعلم للمعلم ، وعدم المبادرة إلى إنكار مايراه من المعلم ،
والصبر على مالم يحط علمه به من ذلك ، وعدم المبادرة بالسؤال في الامور الغامضة ، و
عفو العالم عن زلة المتعلم في قوله : لاتؤاخذني بمانسيت ولا ترهقني ( 1 ) من أمري عسرا .
إلى غيرذلك مما لايخفى على المتدبر .
1 - لى : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن
أبان وغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إني لارحم ثلاثة وحق لهم أن يرحموا :
عزيز أصابته مذلة بعد العز ، وغني أصابته حاجة بعد الغنى ، وعالم يستخف به أهله و
الجهلة .
ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن
سنان ، عنه عليه السلام مثله .
2 - لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن
معاوية بن وهب ، قال : سمعت أباعبدالله الصادق عليه السلام يقول : اطلبوا العلم وتزينوا معه
بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم ، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا
علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم .
3 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال :
ارحموا عزيزا ذل ، وغنيا افتقر ، وعالما ضاع في زمان جهال .
4 - ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن موسى بن عمر ، عن ابن فضال ،
عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل : مسجد خراب
لايصلي فيه أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لايقرافيه .
5 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن مسعر بن علي بن زياد المقري ، عن
جرير بن أحمد بن مالك الايادي ، قال : سمعت العباس بن المأمون يقول : قال لي علي بن
* ( هامش ص 41 ) ( 1 ) أى لاتكلفنى *
[ 42 ]
موسى الرضا عليه السلام : ثلاثة موكل بها ثلاثة : تحامل الايام على ذوي الادوات الكاملة ،
واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة .
بيان : قال الفيروز آبادي : تحامل عليه : كلفه مالا يطيقه . والادوات الكاملة
كالعقل والعلم والسخاء من الكمالات التي هي وسائل السعادات ، أو الاعم منها ومما
هو من الكمالات الدنيوية كالمناصب والاموال ، أى يحمل الايام وأهلها عليهم فوق طاقتهم
ويلتمسون منهم من ذلك ما لا يطيقون ، ويحتمل أن يكون المراد جور الناس على أهل
الحق ومغلوبيتهم .
6 - ضه ، ل ، لى : - سيجيئ في خبر الحقوق عن علي بن الحسين عليهما السلام - : وحق
سائسك ( 1 ) بالعلم : التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والاقبال عليه ،
وأن لاترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ،
ولا تحدث في مجلسه أحدا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، و
أن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوا ، ولا تعادي له وليا ، فإذا فعلت
ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس .
7 - ل ، مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : غريبتان
فاحتملوهما : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها .
8 - ل : علي بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن أبي يعقوب ، عن
علي بن خشرم ، عن عيسى ، عن أبي عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :
إنما الخوف ( 2 ) على امتي من بعدي ثلاث خصال : أن يتأولوا القرآن على غير تأويله ،
أو يتبعوا زلة العالم ، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ، وسانبئكم المخرج من
ذلك : أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه ، وأما العالم فانتظروا فيئه ( 3 )
ولا تتبعوا زلته ، وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه
* ( هامش ) * ( 1 ) أى مؤدبك .
( 2 ) وفى نسخة : أتخوف .
( 3 ) وفى نسخة : فئته . ( * )
[ 43 ]
9 - سن : أبي ، عن سليمان الجعفري ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان
علي عليه السلام يقول : إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولاتجر بثوبه ، وإذا دخلت
عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا ، وخصه بالتحية دونهم ، واجلس بين يديه ، ولاتجلس
خلفه ، ولا تغمز بعينيك ، ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من قول قال فلان وقال فلان خلافا لقوله ،
ولا تضجر بطول صحبته ، فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى يسقط عليك منها
شئ ، والعالم أعظم أجرامن الصائم القائم الغازي في سبيل الله ، وإذا مات العالم ثلم في
الاسلام ثلمة لايسدها شئ إلى يوم القيامة .
بيان : قوله عليه السلام : ولا تجر بثوبه ، كناية عن الابرام في السؤال ، والمنع عن قيامه
عند تبرمه .
10 - سن : أبي ، عن سعدان ( 1 ) ، عن عبدالرحيم بن مسلم ( 2 ) ، عن إسحاق بن عمار
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : من قام من مجلسه تعظيما لرجل ؟ قال : مكروه إلا لرجل
في الدين .
11 - سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إذا جلست إلى
العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم
حسن القول ، ولا تقطع على حديثه .
12 - شا : روى حارث الاعور ، قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول : من حق
العالم أن لايكثر عليه السؤال ، ولا يعنت في الجواب ( 3 ) ولا يلح عليه إذا كسل ، ولايؤخذ
بثوبه إذا نهض ، ولايشار إليه بيد في حاجة ، ولايفشى له سر ، ولايغتاب عنده أحد ، و
يعظم كما حفظ أمرالله ، ويجلس المتعلم أمامه ، ولايعرض من طول صحبته ، وإذا جاءه
طالب علم وغيره فوجده في جماعة عمهم بالسلام ، وخصه بالتحية ، وليحفظ شاهدا و
غائبا ، وليعرف له حقه ، فإن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ،
* ( هامش ص 43 ) ( 1 ) هو سعدان بن مسلم المتقدم ذكره .
( 2 ) البجلى الجريرى ، كوفى عده الشيخ من أصحاب الصادق عليه السلام .
( 3 ) أى لايلزم العالم المتعلم مايصعب عليه أداؤه ، ويشق على المتعلم تحمله .
[ 44 ]
فإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها إلا خلف منه ، وطالب العلم يستغفرله كل
الملائكة ، ويدعو له من في السماء والارض .
13 - غو : قال الصادق عليه السلام : من أكرم فقيها مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه
راض ، ومن أهان فقيها مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان .
14 - وروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : من علم شخصا ( 1 ) مسألة فقد ملك
رقبته . فقيل له : يارسول الله أيبيعه ؟ فقال : لا ولكن يأمره وينهاه .
15 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن معقل ، عن محمد بن الحسن بن
بنت إلياس ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : غريبان :
كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها ، فإنه لا حكيم إلا
ذوعثرة ، ولاسفيه إلا ذوتجربة . ( 2 )
16 - الدرة الباهر : قال النبي صلى الله عليه واله : ارحموا عزيز قوم ذل ، وغنى قوم افتقر ، و
عالما تتلاعب به الجهال . ( 3 )
17 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لا تجعلن ذرب لسانك على من أنطقك ، و
بلاغة قولك على من سددك .
بيان : الذرابة : حدة اللسان ، والذرب محركة : فساد اللسان ، والغرض رعاية
حق المعلم ، وماذكره ابن أبي الحديد من أن المراد بمن أنطقه ومن سدده هوالله سبحانه
فلا يخفى بعده .
18 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لاتحقرن عبدا آتاه الله علما ،
فإن الله لم يحقره حين آتاه إياه .
19 - عدة : روى عبدالله بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام أنه قال :
إن من حق المعلم على المتعلم أن لايكثر السؤال عليه ، ولايسبقه في الجواب ، ولايلح
عليه إذا أعرض ، ولا يأخذ بثوبه إذا كسل ، ولايشير إليه بيده ، ولا يغمزه بعينه ، ولا
* ( هامش ص 44 ) ( 1 ) في نسخة : مسلما .
( 2 ) تقدم الحديث باسناد آخر تحت الرقم 7 .
( 3 ) تقدم مسندا مع اختلاف تحت الرقم 3 . *
[ 45 ]
يشاور في مجلسه ، ولايطلب وراءه ، وأن لايقول : قال فلان خلاف قوله ، ولايفشي له
سرا ، ولايغتاب عنده ، وأن يحفظه شاهدا وغائبا ، ويعم القوم بالسلام ، ويخصه بالتحية ،
ويجلس بين يديه ، وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته ، ولايمل من طول صحبته ،
فإنما هو مثل النخلة تنتظر متى تسقط عليك منها منفعة ، والعالم بمنزلة الصائم المجاهد
في سبيل الله ، وإذا مات العالم انثلم ( 1 ) في الاسلام ثلمة لاتنسد إلى يوم القيامة ، وإن طالب
العلم يشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء .
وقال ابن عباس : ذللت طالبا فعززت مطلوبا .
20 - وعن النبي صلى الله عليه واله ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم .
( باب 11 )
* ( صفات العلماء وأصنافهم ) *
الايات ، الكهف : فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من
لدنا علما 65
الحج : وليعلم الذين اوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له
قلوبهم 54
فاطر : إنما يخشى الله من عباده العلماء 28
1 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال :
نعم وزير الايمان العلم ، ونعم وزير العلم الحلم . ونعم وزير الحلم الرفق : ونعم وزير
الرفق اللين .
بيان : الحلم والرفق واللين وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق يسير ،
فالحلم هو ترك مكافاة من يسيئ إليك والسكوت في مقابلة من يسفه عليك ، ووزيره و
معينه : الرفق أى اللطف والشفقة والاحسان إلى العباد ، فإنه يوجب أن لا يسفه عليك
ولا يسيئ إليك أكثر الناس ، ووزيره ومعينه : لين الجانب وترك الخشونة والغلظة و
إضرار الخلق . وفي الكافي : ونعم وزير الرفق الصبر . وفي بعض نسخه : العبرة .
* ( الهامش ص 45 ) ( 1 ) كذافى النسخ *
[ 46 ]
2 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الفارسي ، ( 1 ) عن
الجعفري ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :
ماجمع شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم .
لى : ابن شاذويه المؤدب ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن هارون ، عن
ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام مثله .
3 - ل : سليمان بن أحمد اللخمي ، عن عبدالوهاب بن خراجة ، عن أبي كريب ، عن
علي بن حفص العبسي ، عن الحسن بن الحسين العلوي ، عن أبيه الحسين بن زيد ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : والذي نفسي بيده ماجمع
شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم .
4 - لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ،
عن محمد بن زياد الازدي ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن تغلب ( 2 ) ، عن عكرمة ، عن ابن عباس
قال : سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف
ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم : صنف منهم يتعلمون للمراء والجهل ( 3 ) ، وصنف منهم
يتعلمون للاستطالة والختل ، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل ( 4 ) ، فأما صاحب المراء
والجهل تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال ، قد تسر بل بالتخشع ، وتخلى من
الورع ، فدق الله من هذا حيزومه ، وقطع منه خيشومه . وأما صاحب الاستطالة والختل
* ( هامش ص 46 ) ( 1 ) هو الحسن بن أبى الحسين الفارسى كماصرح به في الفصل الرابع ، وعلى ماهو الموجود في
الخصال المطبوع . وفى نسخة من الخصال : الحسين بن الحسن الفارسى ، ولعله الصحيح وهو المترجم
في الفهرست ، قال الشيخ في الفهرست ص 55 : الحسين بن الحسن الفارسى القمى ، له كتاب ، أخبرنا
به عدة من أصحابنا ، عن أبى المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن أبى عبدالله ، عن الحسين بن الحسن
الفارسى .
( 2 ) وزان تضرب ، هو أبان بن تغلب بن رباح ، أبوسعيد البكرى الجريرى ، مولى بنى جرير
ابن عبادة بن صبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن بكربن وائل ، وجلالة قدره ووثاقته وتبحره
في العلوم مسلمة عند العامة والخاصة ، فمن شاء أزيد من هذا فليراجع إلى مظانه .
( 3 ) وفى نسخة : يتعلمون العلم للمراء والجدال .
( 4 ) وفى نسخة : العمل . *
[ 47 ]
فإنه يستطيل على أشباهه من أشكاله ، ويتواضع للاغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم
هاضم ، ولدينه حاطم ( 1 ) ، فأعمى الله من هذا بصره ، وقطع من آثار العلماء أثره ، وأما
صاحب الفقه والعقل ( 2 ) تراه ذا كأبة وحزن ، قد قام الليل في حندسه وقد انحنى في
برنسه ، يعمل ويخشى ، خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه ، فشدالله
من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه .
5 - ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ،
عن أبي الجارود ، عن سعيد بن علاقة ، قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : طلبة " إلى آخر الخبر "
وفيه : يتعلمون العلم للمراء .
بيان : روي في الكافي بأدنى تغيير بسند مرفوع عن أبي عبدالله عليه السلام .
والمراء : الجدال . والجهل : السفاهة وترك الحلم ، والختل بالفتح : الخدعة .
والاندية جمع النادي وهو مجتمع القوم ومجلسهم . والسربال : القميص ، وتسربل أى
لبس السربال . والتخشع : تكلف الخشوع وإظهاره ، وتخلا أى خلا جدا . قوله : فدق
الله من هذا أى بسبب كل واحدة من تلك الخصال ، ويحتمل أن تكون الاشارة إلى
الشخص فكلمة من تبعيضية . والحيزوم : ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو
ما اكتنف بالحلقوم من جانب الصدر . والخيشوم : أقصى الانف . وهما كنايتان عن
إذلاله . وفي الكافي : فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه . والمراد بالثاني قطع
حياته . قوله : فهو لحلوائهم . أى لاطعمتهم اللذيذة . وفي بعض النسخ لحلوانهم أى لرشوتهم .
والحطم : الكسر . والاثر : ما يبقى في الارض عند المشى ، وقطع الاثر إما دعاء عليه
بالزمانة كما ذكره الجزري ، أو بالموت ولعله أظهر . والكآبة بالتحريك والمد و
بالتسكين : سوء الحال والانكار من شدة الهم والحزن ، والمراد حزن الآخرة . و
الحندس بالكسر : الظلمة . وقوله : في حندسه بدل من الليل ، ويحتمل أن يكون
" في " بمعنى " مع " ويكون حالا من الليل . وقوله عليه السلام : قد انحنى للركوع والسجود كائنا
في برنسه . والبرنس : قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في صدر الاسلام كما ذكره
* ( هامش ) * ( 1 ) كذا في النسخ ، والظاهر : لدينهم .
( 2 ) وفى نسخة : والعمل ( * )
[ 48 ]
الجوهري ، أو كل ثوب رأسه منه ملتزق به ، من دراعة أو جبة أو ممطر أو غيره كما ذكره
الجزري . وفي الكافي : قد تحنك في برسة . قوله يعمل ويخشى أى أن لايقبل منه . قوله
عليه السلام : فشدالله من هذا أركانه ، أى أعضاءه وجوارحه ، أو الاعم منها ومن عقله وفهمه و
دينه وأركان إيمانه ، والفرق بين الصنفين الاولين بأن الاول غرضه الجاه والتفوق بالعلم ،
والثاني غرضه المال والترفع به ، أو الاول غرضه إظهار الفضل على العوام وإقبالهم إليه ،
والثاني قرب السلاطين والتسلط على الناس بالمناصب الدنيوية .
6 - ل ، ن : أبي ، عن الكميداني ( 1 ) ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : قال
أبوالحسن عليه السلام : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب
الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير . أقول : في ل : ثلاث من
علامات .
7 - ما : المفيد ، عن أبي حفص عمربن محمد ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان
الغازي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين عليهم السلام قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول :
الملوك حكام على الناس ، والعلم حاكم عليهم ، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك
من الجهل أن تعجب بعلمك .
بيان : حسبك من العلم أى من علامات حصوله ، وكذا الفقرة الثانية .
8 - مع : أبي ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن محمد بن خالد ، عن بعض


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 48 سطر 17 إلى صفحه 56 سطر 17

رجاله ، عن داودالرقي ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام :
ألا أخبركم بالفقيه حقا ؟ قالوا : بلى يا أميرالمؤمنين ، قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله
ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى
* ( هامش ص 48 ) ( 1 ) هو على بن موسى بن جعفر الكمندانى ، كان من العدة التى روى عنهم محمد بن يعقوب الكلينى ،
عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وروى الصدوق ، عن أبيه ، عنه . وهومن مشائخ الاجازة . والكمندان
اما بفتح الكاف والميم وسكون النون وفتح الدال المهملة على ماهو المنسوب إلى النجاشى . أو فتح
الكاف وكسرالميم وسكون الياء وفتح الدال المهملة أو المعجمة - وهى المشهورة اليوم - منسوب
إلى قرية من قرى قم . *
[ 49 ]
غيره ، ألا لاخيرفي علم ليس فيه تفهم ، ألا لاخيرفي قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لاخيرفي
عبادة ليس فيها تفقه .
9 - منية المريد : روى الحلبي في الصحيح ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال
أميرالمؤمنين عليه السلام : ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه ، من لم يقنط الناس " إلى قوله " : ألا
لاخيرفي عبادة ليس فيها تفكر .
10 - ل : العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن معروف ، عن ابن غزوان ،
عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : صنفان من
امتي إذا صلحا صلحت امتي ، وإذا فسدا فسدت امتي ، قيل : يارسول الله ومن هما ؟
قال : الفقهاء والامراء .
11 - ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن محمدبن أحمد ، عن علي بن السندي ، عن محمدبن
عمروبن سعيد ، عن موسى بن أكيل ( 1 ) قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : لايكون الرجل
فقيها حتى لايبالي أى ثوبيه ابتذل ؟ ، وبما سدفورة الجوع ؟ .
بيان : ابتذال الثوب : امتهانه وعدم صونه ، والبذلة : مايمتهن من الثياب ، و
المرادأن لايبالي أى ثوب لبس ؟ سواء كان رفيعا أوخسيسا ، جديدا أوخلقا ، ويمكن أن
يقرأ ابتذل على البناء للمفعول ، أى لايبالي أى ثوب من أثوابه بلى وخلق ؟ . وفورة الجوع :
غليانه وشدته .
12 - ل : العسكري ، عن أحمد بن محمد بن اسيد الاصفهاني ، عن أحمد بن يحيى
الصوفي ، عن أبي غسان ، عن مسعود بن سعد الجعفي ، - وكان من خيار من أدركنا - عن يزيد
ابن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أشد مايتخوف على
امتي ثلاثة : زلة عالم ، أو جدال منافق بالقرآن ، أو دينا تقطع رقابكم فاتهموها على
أنفسكم .
13 - ل : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقري ، عن محمد بن جعفر المقري ، عن محمد بن
الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ، عن عياش بن زيد بن الحسن ، عن يزيد بن
* ( هامش ص 49 ) ( 1 ) قال النجاشى في رجاله ص 291 : موسى بن أكيل النميرى كوفى ، ثقة ، روى عن أبى عبدالله
عليه السلام . له كتاب يرويه جماعة .
[ 50 ]
الحسن قال : حدثني موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال : الناس على
أربعة أصناف : جاهل متردي معانق لهواه ، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا ،
وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس ، وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو
عاجز أومغلوب ، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا .
بيان : التردي : الهلاك ، والوقوع في المهالك التي يعسر التخلص منها كالمتردي
في البئر . وقوله عليه السلام متقوي أى كثير القوة في العبادة ، أو غرضه من العبادة طلب القوة
والغلبة والعز ، أو من قوي كرضي إذا جاع شديدا . قوله عليه السلام : فهو عاجز أى في بدنه ،
أو مغلوب من السلاطين خائف . فهذا أمثل أى أفضل أهل زمانك .
14 - ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ،
عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر الحلال ( 1 ) ، عن يحيي بن عمران الحلبي ، قال : سمعت
أباعبدالله عليه السلام يقول : سبعة يفسدون أعمالهم : الرجل الحليم ذوالعلم الكثير لايعرف
بذلك ولايذكر به ، والحكيم الذي يدبر ماله كل كاذب منكر لمايؤتي إليه ، والرجل
الذي يأمن ذا المكر والخيانة ، والسيد الفظ الذي لارحمة له ، والام التي لاتكتم عن
الولد السر وتفشي عليه ، والسريع إلى لائمة إخوانه ، والذي يجادل أخاه مخاصما له .
ايضاح : قوله لايعرف بذلك أى لاينشرعلمه ليعرف به . وقوله : منكر لمايؤتي
إليه : صفة للكاذب ، أى كلما يعطيه ينكره ولايقربه ، أو لا يعرف مااحسن إليه . قال
الفيروز آبادي : أتى إليه الشئ : ساقه إليه . وقوله : يأمن ذا المكر أى يكون آمنا منه
لايحترز من مكره وخيانته . قوله عليه السلام : والذي يجادل أخاه أى في النسب أو في الدين .
* ( هامش ص 50 ) ( 1 ) بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام : بياع الشيرج وهو دهن السمسم ، أورده النجاشى في ص 72
من رجاله وقال : أحمد بن عمر الحلال يبيع الحل يعنى الشيرج ، روى عن الرضا عليه السلام ، وله
عنه مسائل . وقال العلامة في القسم الاول من الخلاصة : أحمد بن على الحلال - بالحاء غير المعجمة
واللام المشددة - وكان يبيع الحل وهو الشيرج ثقة ، قاله الشيخ الطوسى رحمه الله وقال : انه كان
روى الاصل ، فعندى توقف في قبول روايته لقوله هذا ، وكان كوفيا أنماطيا من أصحاب الرضا
عليه السلام . *
[ 51 ]
فكل هؤلاء يفسدون مساعيهم وأعمالهم بترك متمماتها ، فالعالم بترك النشر يفسد علمه ،
وذوالمال يفسدماله بترك الحزم ، وكذا الذي يأمن ذا المكر يفسد ماله ونفسه وعزه
ودينه . والسيد الفظ الغليظ يفسد سيادته ودولته أو إحسانه إلى الخلق والام تفسد
رأفتها ومساعيها بولدها وكذا الاخيران .
15 - ل : العطار ، عن أبيه وسعد ، عن البرقي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن
بكر ، عن أبي الحسن الاول ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : عشرة يعنتون
أنفسهم وغيرهم : ذوالعلم القليل يتكلف أن يعلم الناس كثيرا ، والرجل الحليم ذوالعلم الكثير
ليس بذى فطنة ، والذي يطلب مالايدرك ولاينبغي له ، والكاد غيرالمتئد ، والمتئد : الذى
ليس له مع تؤدته علم ، وعالم غيرمريد للصلاح ، ومريد للصلاح وليس بعالم ، والعالم
يحب الدنيا ، والرحيم بالناس يبخل بماعنده ، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم
فإذا علمه لم يقبل منه .
توضيح : قال الفيروز آبادي : العنت محركة : الفساد والاثم والهلاك ودخول
المشقة على الانسان ، وأعنته غيره . قوله : ليس بذي فطنة أى حصل علما كثيرا لكن
ليس بذي فطانة وفهم يدرك حقائقها ، فهو ناقص في جميعها . والتؤدة : الرزانة والتأني ،
والفعل : اتأد وتوأد . أى من يكد ويجد في تحصيل أمرلكن لابالتأني بل بالتسرع
وعدم التثبت ، فهؤلاء لايحصل لهم في سعيهم سوى العنت والمشقة .
16 - سن : أبي ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضل بن عبدالملك ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أباجعفر عليه السلام سئل عن مسألة فأجاب فيها ، فقال الرجل :
إن الفقهاء لايقولون هذا ، فقال له أبي : ويحك إن الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب
في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه واله .
17 - سن : الوشاء ، عن مثنى بن الوليد ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أباجعفر
عليه السلام يقول : كان في خطبة أبي ذر رحمة الله عليه : يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ومال عن
نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، الدنيا والآخرة
كمنزل تحولت منه إلى غيره ، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت
[ 52 ]
منها يا مبتغى العلم إن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخرب لاعامر له
بيان : لعل المراد بقوله : ما بين الموت والبعث أنه مع قطع النظر عن نعيم القبر
وعذابه فهو سريع الانقضاء ، وينتهي الامر إلى العذاب أو النعيم بغير حساب ، وإلا فعذاب
القبر ونعيمه متصلان بالدنيا ، فهذا كلام على التنزل ( 1 ) ، أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو
عنهم لاجميع الخلق .
18 - مص : قال الصادق عليه السلام : الخشية ميراث العلم ، والعلم شعاع المعرفة وقلب
الايمان ، ومن حرم الخشية لايكون عالما وإن شق الشعر في متشابهات العلم . قال الله
عزوجل : إنما يخشى الله من عباده العلماء . وآفة العلماء ثمانية أشياء : الطمع ، و
البخل ، والرياء ، والعصبية . وحب المدح ، والخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته ،
والتكلف في تزيين الكلام بزوائد الالفاظ ، وقلة الحياء من الله ، والافتخار ، وترك
العمل بما علموا .
19 - قال عيسى بن مريم عليه السلام : أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه
مجهول بعمله .
20 - قال النبى صلى الله عليه واله : لاتجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك ،
ومن الاخلاص إلى الرياء ، ومن التواضع إلى الكبر ، ومن النصيحة إلى العداوة ، ومن
الزهد إلى الرغبة . وتقربوا إلى عالم يدعوكم من الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى
إلاخلاص ، ومن الشك إلى اليقين ، ومن الرغبة إلى الزهد ، ومن العداوة إلى
النصيحة . ولا يصلح لموعظة الخلق إلا من خاف هذه الآفات بصدقه ، وأشرف على عيوب
الكلام ، وعرف الصحيح من السقيم وعلل الخواطر وفتن النفس والهوى .
* ( هامش ص 52 ) ( 1 ) هذامنه رحمه الله عجيب فان كون الموت نوما والبعث كالانتباه عن النوم ليس مقصورا بكلام
أبى ذر رحمه الله ، والاخبار مستفيضة بذلك على ماسيأتى في ابواب البرزخ وسؤال القبر وغيرذلك ،
بل المراد ان نسبة الموت والبرزخ إلى البعث كنسبة النوم إلى الانتباه بعده . وأعجب منه قوله
ثانيا : أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو عنهم لا جميع الخلق ، فان ترك بعض الاموات ملهوا عنه مما
يستحيل عقلا ونقلا ، وما يشعر به من الروايات مؤول او مطروح البتة . ط *
[ 53 ]
21 - قال اميرالمؤمنين عليه السلام كن كالطبيب الرفيق ( 1 ) الذي يدع الدواء
بحيث ينفع .
ايضاح : قوله عليه السلام : العلم شعاع المعرفة أى هو نور شمس المعرفة ويحصل من
معرفته تعالى ، أو شعاع به يتضح معرفته تعالى ، والاخير أظهر . وقلب الايمان أى
أشرف أجزاء الايمان وشرائطه وبانتفائه ينتفي الايمان . قوله عليه السلام : بصدقه إى خوفا
صادقا ، أو بسبب أنه صادق فيما يدعيه وفيما يعظ به الناس .
22 - شا : روى إسحاق بن منصور السكوني ، عن الحسن بن صالح قال : سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول : ما شيب شئ أحسن من حلم بعلم .
23 - جا : الجعابي ، ( 2 ) عن ابن عقدة ، عن محمدبن أحمد بن خاقان ، عن سليم
الخادم ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إن صاحب الدين فكر
فعلته السكينة ، واستكان فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي بما اعطى ، وانفرد فكفى
الاحزان ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وخلع الدنيا فتحامى الشرور ، وطرح الحقد
فظهرت المحبة ، ولم يخف الناس فلم يخفهم ، ولم يذنب إليهم فسلم منهم ، وسخط نفسه
عن كل شئ ففاز واستكمل الفضل ، وأبصر العاقبة فآمن الندامة .
بيان : فكر أى في خساسة أصله ومعائب وعاقبة أمره ، أوفي الدنيا وفنائها
ومعائبها . فعلته أى غلبت عليه السكينة واطمئنان النفس وترك العلو والفساد وعدم
الانزعاج عن الشهوات . واستكان أى خضع وذلت نفسه ، وترك التكبر فتواضع عند الخالق
* ( هامش ص 53 ) ( 1 ) وفى نسخة : الشفيق .
( 2 ) بكسر الجيم وفتح العين المهملة نسبة إلى صنع الجعاب وبيعها ، وهى جمع الجعبة ، وهى
كنانة النبل ، هو محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن يسار التميمى ، أبوبكر
المعروف بالجعابى الحافط الكوفى القاضى ، كان من أساتيد الشيخ المفيد قدس سره ، ترجمه العامة
والخاصة في كتبهم مع اكباره والتصديق بفضله وتبحره وحفظه وتشيعه ، قال السمعانى في انسابه بعد
ما بالغ في الثناء على علمه وحفظه : وقال أبوعمر والقاسم بن جعفر الهاشمى : سمعت الجعابى يقول : أحفظ
أربعمائة ألف حديث واذاكر بستمائة ألف ، وكانت ولادته في صفر سنة 285 ومات ببغداد في النصف
من رجب سنة 344 انتهى . وله في رجال النجاشى وغيره ذكر جميل ولعلنا نشير اليه فيما يأتى . *
[ 54 ]
والخلق ، وانفرد عن علائق الدنيا فارتفعت عنه أحزانه التي كانت تلزم لتحصيلها . قوله
عليه السلام : فتحامى الشرور أى اجتنبها ، قال الجوهري : تحاماه الناس أن توقوه واجتنبوه .
قوله : عن كل شئ " عن " للبدل ، أى بدلا عن سخط كل شئ ، ولايبعد أن يكون : وسخت
نفسه . بالتاء المنقوط فصحف منهم .
24 - جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن
مهزيار ، قال : أخبرني ابن إسحاق الخراساني - صاحب كان لنا - قال : كان أميرالمؤمنين
عليه السلام يقول : لا ترتابوا فتشكوا ، ولا تشكوا فتكفروا ، ولا ترخصوا لانفسكم فتدهنوا ،
ولا تداهنوا في الحق فتخسروا ، وإن من الحزم أن تتفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ،
وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ، وإن أغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، من يطع الله
يأمن ويرشد ، ومن يعصه يخب ويندم ، واسألوا الله اليقين ، وارغبوا إليه في العافية ، و
خيرمادار في القلب اليقين ، أيها الناس إياكم والكذب ، فإن كل راج طالب وكل
خائف هارب .
بيان : لاترتابوا أى لا تتفكروا فيما هوسبب للريب من الشبهة ، أو لا ترخصوا
لانفسكم في الريب في بعض الاشياء فإنه ينتهي إلى الشك في الدين والشك فيه كفر . و
لا ترخصوا لانفسكم في ترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، أو مطلق الطاعات ، فينتهي
إلى المداهنة والمساهلة في الدين . ومن الفقه أن لا تغتروا أى بالعلم والعمل أو بالدنيا و
زهراتها . قوله عليه السلام : إياكم والكذب أى في دعوى الخوف والرجاء بلا عمل فإن كل
راج يعمل لمايرجوه وكل خائف يهرب مما يخاف منه .
25 - ضه : قال رسول الله صلى الله عليه واله : علماء هذه الامة رجلان : رجل آتاه الله علما
فطلب به وجه الله والدار الآخرة وبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتربه ثمنا قليلا ،
فذلك يستغفر له من في البحور ، ودواب البحر والبر ، والطير في جو السماء ، ويقدم على
الله سيدا شريفا ، ورجل آتاه الله علما فبخل به على عباد الله ، وأخذ عليه طمعا ، واشترى
به ثمنا قليلا ، فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار ، وينادي ملك من الملائكة على رؤوس
الاشهاد : هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في دار الدنيا فبخل به على عباده ، حتى يفرغ
من الحساب .
[ 55 ]
منية المريد : عنه صلى الله عليه واله مثله إلى قوله : فبخل به على عبادالله ، وأخذ عليه طمعا
واشترى به ثمنا ، وكذلك حتى يفرغ من الحساب .
26 - ختص : قال الرضا عليه السلام : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت .
27 - ختص : فرات بن أحنف قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : تبذل لاتشهر ،
و؟ ؟ شخصك لا تذكر ، وتعلم واكتم ، واصمت تسلم ، قال : وأومأ بيده إلى صدره فقال :
يسر الابرار ، ويغيظ الفجار .
بيان : قال الجزري : في حديث الاستسقاء : فخرج متبذلا التبذل : ترك التزين ،
والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع انتهى . أقول : يحتمل هنا معنى آخر
بأن يكون المراد ابتذال النفس بالخدمة ، وارتكاب خسائس الاعمال ، والايماء إلى الصدر
لبيان تعيين الفرد الكامل من الابرار .
28 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالرزاق بن سليمان ، عن الفضل بن المفضل
ابن قيس ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ،
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من فقه الرجل قلة كلامه فيما
لا يعينه .
29 - ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ،
عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ،
عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف
عدلا ثم خالفه إلى غيره .
بيان : أى بين للناس خيرا ولم يعمل به ، أو قبل دينا حقا وأظهره ولم يعمل
بمقتضاه .
30 - نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم يعني غلبة السواد على البياض
فيقال لهم : هؤلاء : المقنطون من رحمة الله .
31 - ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عيسى الضرير ، عن محمد بن زكريا
[ 56 ]
المكي ، عن كثير بن طارق ، عن زيد ، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال : سئل علي بن
أبي طالب عليه السلام : من أفصح الناس ؟ قال : المجيب المسكت عند بديهة السؤال .
32 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام في كلام له : والناس منقوصون مدخولون
إلا من عصم الله ، سائلهم متعنت ، ومجيبهم متكلف ، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل
رأيه الرضاء والسخط ، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة .
33 - وقال عليه السلام : من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل
تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومؤد بها أحق
بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم .
34 - وقال عليه السلام : الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يؤيسهم
من روح الله ، ولم يؤمنهم من مكرالله .
35 - وقال عليه السلام : إن أوضع العلم ما وقف على اللسان ، وأرفعه ماظهر في
الجوارح والاركان .
36 - وقال عليه السلام : إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر
الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعد القرى ليومه النازل به ،
فقرب على نفسه البعيد ، وهون الشديد ، نظر فأبصر ، وذكر فاستكثر ، وارتوى من عذب
فرات سهلت له موارده ، فشرب نهلا ، ( 1 ) وسلك سبيلا جددا ، قدخلع سرابيل الشهوات ،
وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به ، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 56 سطر 18 إلى صفحه 64 سطر 18

وصار من مفاتيح أبواب الهدى ، ومغاليق أبواب الردى ، قد أبصر طريقه ، وسلك سبيله ،
وعرف مناره ، وقطع غماره ، واستمسك من العرى بأوثقها ، ومن الحبال بأمتنها ، فهو من
اليقين على مثل ضوء الشمس ، قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الامور من إصدار كل
وارد عليه ، وتصيير كل فرع إلى أصله ، مصباح ظلمات ، كشاف عشوات ، ( 4 ) مفتاح مبهمات ،
* ( هامش ص 56 ) ( 1 ) بفتح النون والهاء .
( 2 ) الجدد بفتح الجيم والدال : الارض الغليظة المستوية .
( 3 ) وهو هم الاخرة ، ومايطلب منه الرب تعالى ، وما يوجب سعادته أو شقاوته .
( 4 ) أى ظلمات . *
[ 57 ]
دفاع ( 1 ) معضلات ، دليل فلوات ، يقول فيفهم ، ويسكت فيسلم ، قد أخلص لله فاستخلصه ،
فهو من معادن دينه ، وأوتاد أرضه ، قد ألزم نفسه العدل ، فكان أول عدله نفي الهوى عن
نفسه ، يصف الحق ويعمل به ، لا يدع للخير غاية إلا أمها ( 2 ) ولا مظنة إلا قصدها ، قد
أمكن الكتاب من زمامه ، فهو قائده وإمامه ، يحل حيث حل ثقله ، وينزل حيث كان منزله .
وآخرقد تسمى عالما وليس به ، فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال ،
ونصب للناس أشراكا من حبال غرور وقول زور ، قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف
الحق على أهوائه ، يؤمن من العظائم ، ويهون كبير الجرائم ، يقول : أقف عند الشبهات وفيها
وقع ، ويقول : أعتزل البدع وبينها اضطجع ، فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ،
لا يعرف باب الهدى فيتبعه ، ولا باب العمى فيصد عنه ، فذلك ميت الاحياء ، فأين
تذهبون ؟ وأنى تؤفكون ؟ والاعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة . إلى
آخر الخطبة .
بيان : فاستشعر الحزن أى جعله شعارا له . وتجلبب الخوف أى جعله جلبابا ،
وهو ثوب يشمل البدن . فزهر أى أضاء . والقرى : الضيافة . فقرب على نفسه البعيد أى مثل
الموت بين عينيه . وهون الشديد أى الموت ورضي به واستعد له ، أوالمراد بالبعيد أمله
الطويل ، وبتقريبه تقصيره له بذكر الموت . وهون الشديد أى كلف نفسه الرياضة على
المشاق من الطاعات ، وقيل : اريد بالبعيد رحمة الله أى جعل نفسه مستعدة لقبولها بالقربات
وبالشديد عذاب الله فهونه بالاعمال الصالحة ، أو شدائد الدنيا باستحقارها في جنب ما
اعد له من الثواب . نظر أى بعينه فاعتبر ، أو بقلبه فأبصر الحق . من عذب فرات أى العلوم
الحقه ، والكلمات الحقيقية ، وقيل : من حب الله . فشرب نهلا أى شربا أولا سابقا
على أمثاله . سبيلا جددا أى لا غبار فيه ولا وعث . والسربال : القميص . والردى : الهلاك
وقطع غماره أى ماكان مغمورا فيه من شدائد الدنيا . من إصدار كل وارد عليه أى هداية
الناس . وأنى تؤفكون أى تصرفون .
* ( هامش ص 57 ) ( 1 ) بفتح الدال وتشديد الفاء : كثيرالدفع .
( 2 ) أى قصدها . *
[ 58 ]
37 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : العالم من عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا
أن لايعرف قدره ، وإن أبغض الرجال إلى الله العبد وكله الله إلى نفسه جائرا عن قصد
السبيل سائرا ، إن دعي إلى حرث الدنيا عمل ، وإلى حرث الآخرة كسل ، كأن ماعمل
له واجب عليه ، وكأن ماونى فيه ساقط عنه .
بيان : قال ابن ميثم : من عرف قدره أى مقداره ومنزلته بالنسبة إلى مخلوقات الله
تعالى ، وأنه أي شئ منها ، ولاي شئ خلق ، وماطوره المرسوم في كتاب ربه ، وسنن
أنبيائه . وكأن ماونى فيه أى مافترفيه وضعف عنه .
38 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : رأس العلم الرفق ، وآفته
الخرق ( 1 ) .
39 - وقال عليه السلام : زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق .
40 - وقال عليه السلام : الآداب تلقيح الافهام ، ونتائج الاذهان .
وقال رحمه الله من عجيب مارأيت واتفق لي أني توجهت يوما لبعض أشغالي وذلك
بالقاهرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وعشرين وأربعمائة ، فصحبني في طريقي رجل
كنت أعرفه بطلب العلم وكتب الحديث ، فمررنا في بعض الاسواق بغلام حدث ( 2 ) ، فنظر إليه
صاحبي نظرا استربت منه ، ثم انقطع عني ومال إليه وحادثه ، فالتفتت انتظارا له فرأيته
يضاحكه ، فلما لحق بي عذلته ( 3 ) على ذلك ، وقلت له : لايليق هذا بك فما كان بأسرع
من أن وجدنا بين أرجلنا في الارض ورقة مرمية ، فرفعتها لئلا يكون فيها اسم الله
تعالى ، فوجدتها قديمة فيها خط رقيق قد اندرس بعضه وكأنها مقطوعة من كتاب فتأملتها ،
فإذا فيها حديث ذهب أوله وهذه نسخته : قال : إني أنا أخوك في الاسلام ، ووزيرك
في الايمان ، وقد رأيتك على أمر لم يسعني أن أسكت فيه عنك ، ولست أقبل فيه العذر
منك ، قال : وماهو ؟ حتى أرجع عنه وأتوب إلى الله تعالى منه ، قال : رأيتك تضاحك حدثا
غرا جاهلا بامورالله ومايجب من حدود الله ، وأنت رجل قد رفع الله قدرك بما تطلب
* ( هامش ص 58 ) ( 1 ) بضم الخاء وسكون الراء وفتحهما : ضد المرفق .
( 2 ) اى شاب .
( 3 ) أى لمته . *
[ 59 ]
من العلم ، وإنماأنت بمنزلة رجل من الصديقين ، لانك تقول : حدثنا فلان ، عن فلان ،
عن رسول الله صلى الله عليه واله ، عن جبرئيل ، عن الله ، فيسمعه الناس منك ويكتبونه عنك ويتخذونه
دينا يعولون عليه ، وحكما ينتهون إليه ، وإنما أنهاك أن تعود لمثل الذي كنت عليه ،
فإني أخاف عليك غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين ، ويعذب فساق حملة القرآن
قبل الكافرين . فما رأيت حالا أعجب من حالنا ، ولاعظة أبلغ مما اتفق لنا ، ولما وقف
صاحبي اضطرب لها اضطرابا بان فيها لطف الله تعالى لنا ، وحدثني بعدذلك أنه
انزجر عن تفريطات كانت تقع منه في الدين والدنيا والحمد لله .
41 - عدة : في قول الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء . قال : يعني من
يصدق قوله فعله ، ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم .
42 - منية المريد : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول : إن
للعالم ثلاث علامات : العلم ، والحلم ، والصمت . وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من
فوقه بالمعصية ، ويظلم من دونه بالغلبة ، ويظاهر الظلمة ( 1 ) .
( باب 12 )
* ( آداب التعليم ) *
الايات ، الكهف : قال لاتؤاخذني بمانسيت ولاترهقني من أمري عسرا 73
1 - ما : أبوالمفضل الشيباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى بن العباد ، عن
محمد بن عبدالجبار السدوسي ، عن علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الاسود
الدئلي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أبي حرب بن أبي الاسود ، عن أبيه أبي الاسود
أن رجلا سأل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن سؤال فبادر فدخل منزله
ثم خرج فقال : أين السائل ؟ فقال الرجل : ها ، أنا يا أميرالمؤمنين قال : مامسألتك ؟
قال : كيت وكيت ، فأجابه عن سؤاله ، فقيل : يا أميرالمؤمنين كنا عهدناك إذا سئلت
عن المسألة كنت فيها كالسكة المحماة جوابا ، فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا
* ( هامش ص 59 ) ( 1 ) أى يعاونهم . *
[ 60 ]
الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فأجبته ؟ فقال : كنت حاقنا ولا رأى لثلاثة :
لا رأى لحاقن ، ولا حازق ، ثم أنشأ يقول :
إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر
وإن برقت في مخيل الصواب * عمياء لا يجتليها البصر
مقنعة بغيوب الامور * وضعت عليها صحيح النظر ( 1 )
لسانا كشقشقة الارحبي * أو كالحسام البتار الذكر
وقلبا إذا استنطقته الهموم * أربى عليها بواهي الدرر
ولست بإمعة في الرجال * اسائل هذا وذا ماالخبر ؟ ( 2 )
ولكنني مدرب الاصغرين * ابين مع مامضى ماغبر
بيان : قال الفيروز آبادي : كيت وكيت ويكسر آخرهما ، أى كذا وكذا
والتاء فيهما هاء في الاصل . والسكة : المسمار ، والمراد هنا الحديدة التي يكوى بها ،
وهذا كالمثل في السرعة في الامر ، أى كالحديدة التي حميت في النار كيف يسرع في النفوذ
في الوبر عند الكى ، كذلك كنت تسرع في الجواب ، وسيأتي في الاخبار : كالمسمار المحمرة
في الوبر . قوله عليه السلام لا رأى لثلاثة الظاهر أنه سقط أحد الثلاثة من النساخ وهو الحاقب
قال الجزرى : فيه لا رأى لحازق الحازق : الذي ضاق عليه خفه فخرق رجله ، أى عصرها
وضغطها ، وهو فاعل بمعنى مفعول ، ومنه الحديث الآخر : لايصلي وهو حاقن أو حاقب
أو حازق ، وقال في حقب : فيه لارأى لحاقب ولا لحاقن الحاقب : الذي احتاج إلى الخلاء
فلم يتبرز فانحصر غائطه ، وقال في حقن : فيه لارأى لحاقن هوالذي حبس بوله كالحاقب
للغائط انتهى . ويحتمل أن يكون المراد بالحاقن هنا حابس الاخبثين فهو في موضع إثنين
منهما ، ويقال : تصدى له أى تعرض .
وقوله : إن برقت ، أى تلالات وظهرت . في مخيل الصواب أى في محل تخيل
الامر الحق أو التفكر في تحصيل الصواب من الرأى ، وعمياء فاعل برقت وهي المسألة
* ( هامش ص 60 ) ( 1 ) وفى نسخة : الفكر .
( 2 ) وفى نسخة : وماذا الخبر . *
[ 61 ]
المشتبهة التي يشكل استعلامها ، يقال : عمي عليه الامر إذا التبس ، ويقال : اجتليت
العروس إذا نظرت إليها مجلوة ، والمراد بالبصر بصرالقلب ، وقوله : مقنعة صفة اخرى
لعمياء ، أو حال عنها أى مستورة بالامور المغيبة المستورة عن عقول الخلق ، وقال الجزري :
في حديث علي عليه السلام : إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان ، الشقشقة : الجلدة
الحمراء التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه ، ولايكون
إلا للعربي ، كذا قال الهروي ، وفيه نظر شبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر و
لسانه بشقشقته . ثم قال : ومنه حديث علي عليه السلام في خطبة له ، تلك شقشقة هدرت
ثم قرت . ويروى له شعر فيه : لسانا كشقشقة الارحبي أو كالحسام اليمان الذكر انتهى .
فقوله عليه السلام : لسانا لعله مفعول فعل محذوف أى اظهر أو اخرج أو اعطيت ، ويحتمل
عطفها على صحيح الفكر ، فحذف العاطف للضرورة ، وقال الفيروز آبادي : بنو رحب
محركة بطن من همدان ، وأرحب قبيلة منهم أو محل أومكان ، ومنه النجائب الارحبيات
انتهى . فشبه عليه السلام لسانه بشقشقة الفحل الارحبي النجيب . وفي النهاية : كالحسام اليمان
أى السيف اليمنى فإن سيوف اليمن كانت مشهورة بالجودة ، وفي المنقول عنه : البتار
قال الفيروز آبادي : البتر : القطع أو مستأصلا ، وسيف باتر وبتارو بتار كغراب وقال :
الذكر : أيبس الحديد وأجوده ، وهو أذكر منه : أحد . والمذكر من السيف ذو الماء . فتارة
اخرى شبه عليه السلام لسانه بالسيف القاطع الاصيل الحديد الذي هو في غاية الجودة ، و
قوله عليه السلام : أربى أى زاد وضاعف عليها أى كائنا على الهموم . بواهي الدرر جمع باهية من
البهاء بمعنى الحسن أى الدرر الحسنة ، وهي مفعول أربى وفاعله الضمير الراجع إلى
القلب .
وقوله : مدرب الاصغرين في بعض النسخ بالذال المعجمة ، يقال : في لسانه
ذرابة أى حدة وفي بعضها بالدال المهملة ، قال الفيروز آبادى : المدرب كمعظم :
؟ ؟ ، المجرب . والذربة بالضم : عادة وجرأة على الامر ، وقال : الاصغران : القلب
واللسان . وفي بعض النسخ : أقيس بما قد مضى ماغبر .
2 - غو ، ل ، ف : في خبرالحقوق عن زين العابدين عليه السلام قال : وأما حق رعيتك
[ 62 ]
بالعلم فأن تعلم أن الله عزوجل إنما جعلك قيما لهم فيما آتاك من العلم ، وفتح لك
من خزائنه ، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم ، زادك الله من
فضله ، وإن أنت منعت الناس علمك وخرقت بهم عند طلبهم العلم كان حقا على الله
عزوجل أن يسلبك العلم وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلك .
بيان : الخرق : ترك الرفق ، والغلظة ، والسفاهة . والضجر : التبرم وضيق القلب
عن كثرة السؤال .
3 - أقول : وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبائي رحمه الله نقلا من خط الشهيد
قدس سره ، عن يوسف بن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : لعن رسول الله صلى الله عليه واله
من نظر إلى فرج إمرأة لاتحل له ، ورجلا خان أخاه في إمرأته ، ورجلا احتاج الناس
إليه ليفقههم فسألهم الرشوة .
4 - الدرة الباهرة : قال الصادق عليه السلام : من أخلاق الجاهل الاجابة قبل أن
يسمع ، والمعارضة قبل أن يفهم ، والحكم بما لا يعلم .
5 - منية المريد : عن محمد بن سنان رفعه قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : يا معشر
الحواريين ( 1 ) لي إليكم حاجة فاقضوها لي . قالوا : قضيت حاجتك يا روح الله ، فقام فغسل
أقدامهم ، فقالوا : كنا نحن أحق بهذا ياروح الله ، فقال : إن أحق الناس بالخدمة العالم ،
إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ، ثم قال عيسى عليه السلام :
بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر ، كذلك في السهل ينبت الزرع لافي الجبل .
6 - وعن أبي عبدالله عليه السلام في هذه الآية : ولا تصعر خدك للناس . قال : ليكن
الناس عندك في العلم سواء .
7 - وعن النبي صلى الله عليه واله لينوا تعلمون ولمن تتعلمون منه .
8 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله لاصحابه : إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتونكم من
أقطار الارض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا .
9 - وقال رحمه الله : يدعو عند خروجه مريدا للدرس بالدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه واله
* ( هامش ص 62 ) ( 1 ) حوارى الرجل : خاصته وناصره وخليله . *
[ 63 ]
اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو اضل ، وأزل أو ازل ، وأظلم أو اظلم ، وأجهل أو يجهل
علي ، عز جارك ، وتقدست أسماؤك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك . ثم يقول : بسم الله ،
حسبي الله ، توكلت على الله ، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم ثبت جناني ،
وأدر الحق على لساني .
10 - وقال ناقلا عن بعض العلماء : يقول قبل الدرس : اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو
اضل ، أو أزل أو ازل ، أو أظلم أو اظلم ، أو أجهل أو يجهل على ، اللهم انفعني بما
علمتني ، وعلمني ماينفعني ، وزدني علما ، والحمد لله على كل حال ، اللهم إني أعوذ بك
من علم لا ينفع ، ومن قلب لايخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لاتسمع .
11 - وروي أن من اجتمع مع جماعة ودعا يكون من دعائه : اللهم اقسم لنا من
خشيتك مايحول بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما
تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ( 1 ) ماأحييتنا ،
واجعلها الوارث منا ، واجعل ثارنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل
مصيبتنا في ديننا ، ولاتجعل دنيانا أكبرهمنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولاتسلط علينا من لا
يرحمنا .
12 - وروي عن النبي صلى الله عليه واله : أن الله يحب الصوت الخفيض ، ويبغض الصوت
الرفيع .
13 - وروي أن النبي صلى الله عليه واله كان إذا فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه
يقول : اللهم اغفر لنا ماأخطأنا وماتعمدنا وماأسررنا وماأعلنا وماأنت أعلم به منا
أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلاأنت . ويقول إذا قام من مجلسه : سبحانك اللهم و
بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، سبحان ربك رب العزة عما
يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . رواه جماعة من فعل النبي صلى الله عليه واله .
14 - وفي بعض الروايات أن الثلاث آيات كفارة المجلس .
15 - وروي أن أنصاريا جاء إلى النبي صلى الله عليه واله يسأله ، وجاء رجل من ثقيف ، فقال
* ( هامش ص 63 ) ( 1 ) وفي نسخة : وقونا .
[ 64 ]
رسول الله صلى الله عليه واله : يا أخا ثقيف إن الانصاري قد سبقك بالمسألة فاجلس كيمانبدئ بحاجة
الانصاري قبل حاجتك .
( باب 13 )
* ( النهى عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غيرأهله ) *
الايات ، البقرة : ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون 42
" وقال تعالى " : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس
في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 159 " وقال تعالى " : الذين آتيناهم الكتاب
يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 146 " وقال
تعالى " : إن الذين يكتمون ماأنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك مايأكلون
في بطونهم إلا النار 174
آل عمران : ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم
تعلمون 71 " وقال تعالى " : واذ أخذالله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا
تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس مايشترون 187
1 - جا : ابن قولويه ، عن ابيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن سليمان بن سلمة ، عن
ابن غزوان ، وعيسى بن أبي منصور ، عن ابن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نفس المهموم
لظلمنا تسبيح ، وهمه لناعبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله . ثم قال أبوعبدالله
عليه السلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذهب .
2 - م : في قوله تعالى : هدى للمتقين قال : بيان وشفاء للمتقين من شيعة محمد و


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 64 سطر 19 إلى صفحه 72 سطر 18

علي - صلوات الله عليهما - ، إنهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها ، واتقوا الذنوب الموبقات ( 1 )
فرفضوها ، واتقوا إظهار أسرارالله تعالى وأسرار أزكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه واله
فكتموها ، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها وفيهم نشروها .
3 - ج : عن عبدالله بن سليمان ، قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، فقال له رجل من
* ( هامش ص 64 ) ( 1 ) الموبقات أى المهلكات . *
[ 65 ]
أهل البصرة يقال له : عثمان الاعمى : إن الحسن البصري ( 1 ) يزعم أن الذين يكتمون العلم
يؤذي ريح بطونهم من يدخل النار . فقال أبوجعفر عليه السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون
والله مدحه بذلك ، ومازال العلم مكتوما منذ بعث الله عزوجل رسوله نوحا ، فليذهب
الحسن يمينا وشمالا فوالله مايوجد العلم إلا ههنا ، وكان عليه السلام يقول : محنة الناس علينا
عظيمة ، إن دعونا هم لم يجيبونا ، وإن تركنا هم لم يهتدوا بغيرنا ( 2 ) .
4 - لى : ابن شاذويه المؤدب ، عن محمد الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن الهزهاز ، قال : قال الصادق جعفربن محمد
عليهما السلام : يامدرك رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون ، وترك
ماينكرون ( 3 ) .
ل : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، مثله .
5 - كش : آدم بن محمد ، عن علي بن محمد الدقاق ، عن محمد بن موسى السمان ، عن
محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر ، قال : كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام وعنده
* ( هامش ص 65 ) ( 1 ) هو الحسن بن يسار أبوسعيد بن أبي الحسن البصرى الانصارى ، نقل عن ابن حجر أنه قال في
التقريب في حقه : ثقة فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس ، وكان يروى عن جماعة لم يسمع منهم
ويقول : حدثنا إنتهى . وقال تلميذه ابن أبى العوجاء الدهرى في حقه - لماقيل له : لم تركت مذهب
صاحبك ؟ ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة - ما لفظه : إن صاحبى كان مخلطا ، كان يقول طورا بالقدر
وطورا بالجبر ، وماأعلمه اعتقد مذهبا دام عليه . وقال ابن أبي الحديد : وممن قيل أنه كان يبغض
عليا عليه السلام ويذمه : الحسن البصرى ، روى عنه حماد بن سلمة أنه قال : لوكان على يأكل الحشف
في المدينة لكان خيرا له مما دخل فيه ، وروى عنه أنه كان من المخذلين عن نصرته . أقول : روى
الكشى في ص 64 من رجاله عن على بن محمد بن قتيبة قال : سئل أبومحمد الفضل بن شاذان عن الزهاد
الثمانية فقال : الربيع بن حيثم ، وهرم بن حنان ، واويس القرنى ، وعامربن عبد قيس ، فكانوا مع على
عليه السلام ومن أصحابه ، كانوا زهادا أتقياء ، وأما أبومسلم فانه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية ،
وهو الذى يحث الناس على قتال على عليه السلام " إلى أن قال " : والحسن كان يلقى أهل كل فرقة
بما يهون ، ويتصنع للرئاسة وكان رئيس القدرية . انتهى . ووردت أخبار متعددة في ذمه وتأتى ان شاء الله
في محله ، مات في رجب 110 وله 89 سنة . وياتى الحديث بسند آخر تحت الرقم 27 .
( 2 ) يأتى الحديث في الرقم 13 من الباب الاتى عن البصائر .
( 3 ) يأتى الحديث بتمامه عن أمالى المفيد تحت الرقم 15 . *
[ 66 ]
يونس بن عبدالرحمن إذاستأذن عليه قوم من أهل البصرة ، فأومأ أبوالحسن عليه السلام إلى
يونس : ادخل البيت ، فإذا بيت مسبل عليه ستر ، وإياك أن تتحرك حتى يؤذن لك ،
فدخل البصريون فأكثروا من الوقيعة والقول في يونس ( 1 ) ، وأبوالحسن عليه السلام مطرق
حتى لما أكثروا ، فقاموا وودعوا وخرجوا ، فأذن يونس بالخروج فخرج باكيا ، فقال :
جعلنى الله فداك إني احامي عن هذه المقالة ، وهذه حالي عند أصحابي ، فقال له أبوالحسن
عليه السلام : يايونس فماعليك ممايقولون إذا كان إمامك عنك راضيا ؟ يايونس حدث الناس
بمايعرفون ، واتركهم مما ، لايعرفون كأنك تريد أن تكذب على الله في عرشه ، يايونس و
ما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة ثم قال الناس : بعرة ، أو بعرة وقال الناس : درة ،
هل ينفعك شيئا ؟ فقلت : لا ، فقال : هكذا أنت يا يونس ، إذا كنت على الصواب وكان
إمامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس .
6 كش : حمدويه عن اليقطيني ، عن يونس ، قال : العبد الصالح عليه السلام : يا
يونس ارفق بهم ، فإن كلامك يدق عليهم قال : قلت : إنهم يقولون لي : زنديق ،
قال لي : ما يضرك أن تكون في يديك لؤلؤة فيقول لك الناس : هي حصاة ، وما كان
ينفعك إذا كان في يدك حصاة فيقول الناس : هي لؤلؤة .
7 - مع ، لى : الوراق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسين
ابن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان الاحول ، عن جميل بن صالح ، عن الصادق ، عن آبائه
عن النبي صلوات الله عليهم قال : إن عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل
لاتحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها ( 2 ) ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولاتعينوا الظالم
على ظلمه فيبطل فضلكم ، الخبر .
8 - لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس ،
عن غير واحد ، عن الصادق عليه السلام قال : قام عيسى بن مريم عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل
فقال : يا بني إسرائيل ، لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها
فتظلموهم .
* ( هامش ص 66 ) ( 1 ) أى فاكثروا من السب والعيب والغيبة .
( 2 ) لان الجهال ليست لهم أهلية ذلك فبيان الحكمة وحديثها لهم وضعها في غير موضعها ومحلها *
[ 67 ]
9 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ،
عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : قوام الدين بأربعة : بعالم
ناطق مستعمل له ، وبغني لايبخل بفضله على أهل دين الله ، وبفقير لايبيع آخرته بدنياه ، و
بجاهل لايتكبر عن طلب العلم ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني بماله ، وباع الفقير
آخرته بدنياه ، واستكبر الجاهل عن طلب العلم ، رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى ،
فلا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة ، قيل : يا أميرالمؤمنين كيف العيش في ذلك
الزمان ؟ فقال : خالطوهم بالبرانية - يعني في الظاهر - وخالفوهم في الباطن ، للمرء ما
اكتسب ، وهو مع من أحب ، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عزوجل .
10 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن العبيدي ، عن الدهقان ، عن درست ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : أربعة يذهبن ضياعا : مودة تمنحها من لا وفاء له ، ومعروف عند
من لايشكرله ، وعلم عند من لااستماع له ، وسرتودعه عند من لاحصافة له .
بيان : قال الفيروز آبادي : حصف ككرم : استحكم عقله فهو حصيف ، وأحصف
الامر : أحكمه ، وفي بعض النسخ من لاحفاظ له .
11 - نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من نكث بيعة أو رفع لواء ضلالة أوكتم علما أو اعتقل ( 1 ) مالا ظلما
أو أعان ظالما على ظلمه وهو يعلم أنه ظالم فقد برئ من الاسلام .
12 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من كتم علما فكأنه جاهل .
13 - وقال عليه السلام : الجواد من بذل ما يضن بمثله ( 2 ) .
14 - منية المريد : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قرأت في كتاب علي عليه السلام أن الله
لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال
لان العلم كان قبل الجهل . ( 3 )
* ( هامش ص 67 ) ( 1 ) أى حبس .
( 2 ) أى مايبخل بمثله ، او ما يختص به لنفاستها .
( 3 ) أورده الكلينى مسندا في كتابه الكافى في باب بذل العلم باسناده عن محمد بن يحيى ، عن
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن حازم ، عن طلحة بن زيد ، عن
أبى عبدالله عليه السلام . *
[ 68 ]
15 - ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبي علي محمد بن همام الاسكافي ، عن الحميري
عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن حديد ، عن ابن عميرة ، عن مدرك بن الهزهاز
قال : قال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام : يا مدرك إن أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته
وكتمانه عن غير أهله ، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم : رحم الله امرءا
اجتر مودة الناس إلينا فحد ثهم بما يعرفون وترك ماينكرون . ( 1 )
بيان : قال الفيروزآبادي : قرأ عليه : أبلغه ، كأقرأه ، ولايقال : أقرأه إلا إذاكان
السلام مكتوبا .
16 - كش : القتيبي ، عن أبي جعفر البصري ( 2 ) ، قال : دخلت مع يونس بن عبدالرحمن
على الرضا عليه السلام فشكى إليه مايلقى من أصحابه من الوقيعة ، فقال الرضا عليه السلام : دارهم
فإن عقولهم لا تبلغ ( 3 ) .
17 - ما : المفيد ، عن علي بن خالد المراغي ، عن الحسن بن علي بن عمرو الكوفي ،
عن القاسم بن محمد بن حماد الدلال ، عن عبيد بن يعيش ، عن مصعب بن سلام ، عن أبي سعيد ،
عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : تناصحوا في العلم فإن خيانة
أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله ، وإن الله مسائلكم يوم القيامة .
18 - ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : لاخير في علم إلا لمستمع واع أوعالم ناطق .
19 - ما : الحفار ، عن إسماعيل ، عن محمد بن غالب بن حرب ، عن علي بن أبي طالب
البزاز ، عن موسى بن عمير الكوفي ، عن الحكيم بن إبراهيم ، عن الاسود بن يزيد ، عن عبدالله
ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أيما رجل آتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه لقى
الله عزوجل يوم القيامة ملجما بلجام من نار .
* ( هامش ص 68 ) ( 1 ) تقدم ذيله تحت الرقم 4 .
( 2 ) هومحمد بن الحسن بن شمون .
( 3 ) تقدم عن الكشى نحوه مفصلا تحت الرقم 5 . *
[ 69 ]
20 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن جبلة ، عن ذريح ( 1 )
المحاربي ، قال : سألت أباعبدالله عليه السلام عن جابر الجعفي وماروى ، فلم يجبني وأظنه
قال : سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة فقال لي : ياذريح دع ذكرجابر ، فان السفلة
إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا أوقال : أذاعوا ( 2 ) .
21 - كش : علي بن محمد ، عن محمدبن أحمد ، عن ابن يزيد ، عن عمروبن عثمان ، عن
أبي جميلة ، عن ، جابر ، قال : رويت خمسين ألف حديث ماسمعه أحد مني .
22 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن اليقطيني ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة
عن جابر ، قال : حدثني أبوجعفر عليه السلام تسعين ألف حديث لم احدث بها أحدا قط ،
ولا احدث بها أحدا أبدا ، قال جابر : فقلت لابي جعفر عليه السلام : جعلت فداك إنك قد
حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا احدث به أحدا ، فربما جاش
في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون ، قال : يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى
الجبال ( 3 ) : فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ، ثم قل : حدثني محمد بن علي بكذا وكذا .
23 ما : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن صالح بن فيض العجلي ، عن
أبيه ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن محمد بن علي الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : إنا امرنا معاشر الانبياء أن نكلم الناس بقدر عقولهم ، قال : فقال
النبي صلى الله عليه واله : أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرنا بإقامة الفرائض .
24 يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن سيف بن عميرة ،
عن محمد بن عبيد ، قال : دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي : قل للعباسي : يكف عن الكلام
في التوحيد وغيره ، ويكلم الناس بما يعرفون ، ويكف عما ينكرون وإذا سألوك عن
التوحيد فقل - كما قال الله عزوجل : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولدولم يكن
له كفوا أحد . وإذا سألوك عن الكيفية فقل : - كما قال الله عزوجل - : ليس كمثله
* ( هامش ص 69 ) ( 1 ) وزان أمير ترجمه النجاشى في ص 117 من رجاله قال : ذريح بن يزيد أبوالوليد المحاربى
عربى من بنى محارب بن خصفة ، روى أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام ، ذكره ابن عقدة وابن
نوح ، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا .
( 2 ) يأتى الحديث مع اختلاف في ألفاظه تحت الرقم 50 . ( 3 ) وفى نسخة الجبان . *
[ 70 ]
شئ . وإذا سألوك عن السمع فقل - كما قال الله عزوجل - : هوالسميع العليم . كلم الناس
بمايعرفون .
25 - شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل عن الامور
العظام التي تكون مما لم تكن فقال : لم يأن أوان كشفها بعد ، وذلك قوله : بل كذبوا
بما لم يحيطوا بعلمه ولمايأتهم تأويله .
26 - شى : عن حمران ، قال : سألت أباجعفر عليه السلام عن الامور العظام : من الرجعة
وغيرها ، فقال : إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأت أوانه قال الله : بل كذبوا بمالم يحيطوا
بعلمه ولمايأتهم تأويله .
27 - ير : محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحسين بن عثمان ، عن يحيى الحلبي
عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رجل - وأناعنده - : إن الحسن البصري يروي أن
رسول الله صلى الله عليه واله قال : من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار . قال : كذب ويحه
فأين قول الله ؟ : وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي
الله . ثم مد بها أبوجعفر عليه السلام صوته فقال : ليذهبوا حيث شاؤوا ، أما والله لايجدون العلم
إلا ههنا ، ثم سكت ساعة ، ثم قال أبوجعفر عليه السلام : عند آل محمد ( 1 ) .
اقول : قد أوردنا بعض أسانيد هذا الخبر في باب من يجوز أخذ العلم منه ، وكثيرا
من الاخبار في باب أن علمهم صعب مستصب .
28 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن الشجاعي ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن النضر ،
عن عمروبن شمر ، عن جابر ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا شاب فقال : من أنت ؟
قلت : من أهل الكوفة جئتك لطلب العلم ، فدفع إلى كتابا وقال لي : إن أنت حدثت به
حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، وإن أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني
امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، ثم دفع إلى كتابا آخر ثم قال : وهاك هذا ، فإن حدثت
بشئ منه أبدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي .
29 - كش : آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسن بن هارون ، عن علي بن أحمد ،
* ( هامش ص 70 ) ( 1 ) تقدم الحديث باسناد آخر تحت الرقم 3 . *
[ 71 ]
عن علي بن سليمان ، عن ابن فضال ، عن علي بن حسان ، عن المفضل ، قال : سألت
أباعبدالله عليه السلام عن تفسير جابرقال : لاتحدث به السفلة فيذيعونه ، أما تقرا في كتاب الله
عزوجل : فإذا نقرفي الناقور . إن منا إماما مستترا فإذا أراد الله إظهار أمره نكث في
قلبه فظهر فقام بأمرالله .
بيان : لعل المراد أن تلك الاسرار إنما تظهرعند قيام القائم عليه السلام ورفع التقية ،
ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية لبيان عسرفهم تلك العلوم التى يظهرها القائم عليه السلام
وشدتها على الكافرين ، كمايدل عليه تمام الآية ومابعدها .
30 - ير : سلمة بن الخطاب ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده ، عن أبي بصير
ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خالطوا الناس بمايعرفون ، ودعوهم مماينكرون ،
ولاتحملوا على أنفسكم وعلينا ، إن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله إلا ملك مقرب ،
أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
31 - ير : محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن جابر ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أمرنا سرمستتر ، وسرلايفيده ؟ ؟ سر ، وسرعلى سر ،
وسر مقنع بسر .
32 - ير : محمد بن أحمد ، عن جعفربن محمد بن مالك الكوفي ، عن أحمد بن محمد ،
عن أبي اليسر ، عن زيد بن المعدل ، عن أبان بن عثمان ، قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام :
إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق ، من هتكه أذله الله .
33 - ير : روي عن ابن محبوب ، عن مرازم ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن
أمرنا هوالحق ، وحق الحق ، وهو الظاهر ، وباطن الظاهر ، وباطن الباطن ، وهو
السر ، وسرالسر ، وسر المستسر ( 1 ) ، وسرمقنع بالسر .
34 - ير : ابن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن
حفص التمار قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام ، أيام صلب المعلى بن الخنيس قال : فقال
لى : ياحفص إني أمرت المعلى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلى بالحديد ، إني نظرت إليه
* ( هامش ص 71 ) ( 1 ) وفى نسخة : وسر المستتر . *
[ 72 ]
يوما وهوكئيب حزين ، فقلت له : مالك يامعلى ؟ كأنك ذكرت أهلك ومالك وولدك
وعيالك ، قال : أجل ، قلت : ادن مني ، فدنا مني ، فمسحت وجهه ، فقلت : أين تراك ؟
قال أراني في بيتي ، هذه زوجتي ، وهذا ولدي ، فتركته حتى تملا منهم ، واستترت
منهم حتى نال منها ماينال الرجل من أهله ، ثم قلت له : ادن مني فدنا مني ، فمسحت
وجهه ، فقلت : أين تراك ؟ فقال : أراني معك في المدينة ، هذا بيتك ، قال : قلت له : يا
معلى إن لناحديثا ، من حفظ علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه . يامعلي لاتكونوا أسرى في
أيدي الناس بحديثنا ، إن شاؤوا منوا عليكم ، وإن شاؤوا قتلوكم . يامعلى إنه من كتم
الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه ، ورزقه الله العزة في الناس ، ومن أذاع الصعب
من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت كبلا ( 1 ) . يامعلى بن خنيس وأنت مقتول
فاستعد .
كش : إبراهيم بن محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن ابن
أبي الخطاب ، مثله .
35 - سن : ابن يزيد ، عن محمد بن جمهور القمي ، رفعه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله
إذا ظهرت البدعة في امتي فليظهر العالم علمه ، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله .
غو : مثله مرسلا .
36 - سن : أبي ، عن عبدالله بن المغيرة ، ومحمد بن سنان ، وطلحة بن زيد ، عن
أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال عليه السلام : إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة
ريحا ، تلعنه كل دابة حتى دواب الارض الصغار .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 72 سطر 19 إلى صفحه 80 سطر 18

37 - م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : سمعت رسول الله
صلى الله عليه واله يقول : من سئل عن علم فكتمه حيث يجب إظهاره ، وتزول عنه التقية جاء يوم القيامة
ملجما بلجام من النار ، وقال أميرالمؤمنين : إذا كتم العالم العلم أهله ، وزها ( 2 ) الجاهل في
تعلم ما لابد منه ، وبخل الغني بمعروفه ، وباع الفقير دينه بدنيا غيره جل البلاء وعظم
العقاب .
* ( هامش ص 72 ) ( 1 ) الكبل بفتح الكاف وكسرالباء وسكون الواو : القيد . الحبس .
( 2 ) الزهو : الفخر . *
[ 73 ]
بيان : أقول بهذا الخبر يجمع بين أخبار هذا الباب ، والذي يظهر من جميع الاخبار
إذاجمع بعضها مع بعض أن كتمان العلم عن أهله وعمن لاينكره ولا يخاف منه الضرر
مذموم ، وفي كثيرمن الموارد محرم .
وفي مقام التقية ، وخوف الضرر ، أو الانكار وعدم
القبول ، لضعف العقل أو عدم الفهم وحيرة المستمع ، لايجوز إظهاره ، بل يجب أن يحمل
على الناس ماتطيقه عقولهم ، ولا تأبى عنه أحلامهم .
38 - سن : بعض أصحابنا ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن
الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر ، فيغفرلهما جميعا .
39 - غط : قرقارة ، عن أبي حاتم ، عن محمد بن يزيد الآدمي - بغدادي عابد - ، عن
يحيى بن سليم الطائفي ، عن سميل بن عباد ، قال : سمعت أباالطفيل يقول : سمعت علي
ابن أبي طالب عليه السلام يقول : أظلكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة لاينجو منها إلا النومة ،
قيل : ياأبالحسن وما النومة ؟ قال : الذي لايعرف الناس مافي نفسه .
بيان : قال الجزري : في حديث علي عليه السلام وذكر آخرالزمان والفتن ثم قال :
خير ذلك الزمان كل مؤمن نومة ، النومة بوزن الهمزة : الخامل الذكر الذي لايؤبه
له ( 1 ) . وقيل : الغامض في الناس الذي لايعرف الشرو أهله ، وقيل : النومة بالتحريك : الكثير النوم ، فأما الخامل الذي لايوبه له فهو بالتسكين . ومن الاول حديث ابن عباس
أنه قال لعلي عليه السلام : ماالنومة ؟ قال الذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شئ .
40 - سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن عماربن مروان ، عن حسين بن المختار ،
عن أبي اسامة زيد الشحام ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : امرالناس بخصلتين فضيعوهما
فصاروا منهما على غيرشئ : كثرة الصبر ، والكتمان .
41 - سن : أبي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن حريزبن عبدالله السجستاني ، عن معلى
ابن خنيس ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يامعلى ، اكتم أمرنا ولاتذعه ، فإنه من كتم أمرنا
ولم يذعه أعزه الله في الدنيا ، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة .
يامعلى من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذله الله في الدنيا ، ونزع النورمن
* ( هامش ص 73 ) ( 1 ) في الصحاح : يقال : فلان لايؤبه به ولا يوبه له اى يبالى به . *
[ 74 ]
بين عينيه في الآخره : وجعله ظلمة يقوده إلى النار ، يامعلى إن التقية ديني ودين
آبائي ، ولادين لمن لاتقية له . يامعلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب
أن يعبد في العلانية . يامعلى إن المذيع لامرنا كالجاحد به .
42 - كش : أحمد بن علي السكري ، عن الحسين بن عبدالله ، عن ابن اورمة ( 1 )
عن ابن يزيد . عن ابن عميرة ، عن المفضل ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام يوم صلب
فيه المعلى فقلت له : ياابن رسول الله ، ألا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة
في هذا اليوم ؟ قال : وماهو ؟ قال : قلت : قتل المعلى بن خنيس قال : رحم الله المعلى
قد كنت أتوقع ذلك لانه أذاع سرنا ، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤونة علينا من
المذيع علينا سرنا . فمن أذاع سرنا إلى غيرأهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح
أو يموت بخيل ( 2 ) .
43 - سن : ابن الديلمي ، عن داود الرقي ، ومفضل ، وفضيل ، قال : كنا جماعة
عند أبي عبدالله عليه السلام في منزله يحدثنا في أشياء ، فلما انصرفنا وقف على باب منزله قبل أن
يدخل ، ثم أقبل علينا فقال : رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا ولا تحدثوا به إلا أهله ، فإن
المذيع علينا سرنا أشد علينا مؤونة من عدونا ، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرنا .
44 - سن : ابن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : تلا أبوعبدالله عليه السلام هذه الآية :
ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغيرحق ذلك بماعصوا وكانوا يعتدون .
فقال : والله ماضربوهم بأيديهم ولاقتلوهم بأسيافهم ، ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها ،
فأخذوا عليها ، فقتلوا ، فصار ذلك قتلا واعتداءا ومعصية .
شى : عن إسحاق مثله .
45 - سن : إبن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال ماقتلنا من أذاع حديثنا خطأ ولكن قتلنا قتل عمد .
46 - سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن أبان ، عن ضريس ، عن عبدالواحد بن
* ( هامش ص 74 ) ( 1 ) بضم الهمزة وسكون الواو وفتح الراء المهملة ، هو احمد بن اورمة أبوجعفر القمى ، شيخ ، متعبد ،
كثير الرواية ، ذوتصانيف كثيرة ، رماه القميون بالغلو غيرأن في كتبه كتاب الرد على الغلات .
2 - الخبل بالتحريك : فساد الاعضاء والفالج وقطع الايدى والارجل . *
[ 75 ]
المختار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لو أن لالسنتكم أوكية ( 1 ) لحدث كل امرء بماله .
47 - سن : أبي ، عن بكربن محمد الازدي ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : مالنا لن تخبرنا بما يكون كما كان علي عليه السلام يخبر أصحابه ، فقال : بلى والله ،
ولكن هات حديثا واحدا حدثتكه فكتمته ؟ فقال أبوبصير : فوالله ماوجدت حديثا
واحدا كتمته .
48 - سن : أبي ، عن حماد بن عيسى ، عن حسين بن مختار ، عن أبي بصير قال :
سألت أباعبدالله عليه السلام عن حديث كثير ، فقال : هل كتمت على شيئا قط ؟ فبقيت أتذكر ،
فلما رأى مابي قال : أما ماحدثت به أصحابك فلا بأس ، إنما الاذاعة أن تحدث به غير
أصحابك .
49 - شى : عن محمد بن عجلان قال : سمعته يقول : إن الله عير قوما بالاذاعة
فقال : وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به . فإياكم والاذاعة .
50 - كش : روي عن محمد بن سنان ، عن عبدالله بن جبلة ، عن ذريح المحاربي
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام بالمدينة : ماتقول في أحاديث جابر ؟ فقال : تلقاني بمكة ،
قال : فلقيته بمنى ، فقال لي : ماتصنع بأحاديث جابر ؟ اله عن أحاديث جابر ، فإنها
إذا وقعت إلى السفلة أذا عوها . ( 2 )
51 - كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن عمربن
عبدالعزيز ، عن بعض أصحابنا ، عن داود بن كثير ، قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ياداود
إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره .
52 - كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد
ابن منصور ، عن علي بن سويد السائي قال : كتب إلى أبوالحسن موسى عليه السلام وهو
في الحبس : لا تفش ما استكتمتك ، اخبرك أن من أوجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا
ينفعه لا من دنياه ولا من آخرته .
* ( هامش ص 75 ) ( 1 ) جمع الوكاء وهو ربط القربة ونحوها .
( 2 ) تقدم الحديث مع اختلاف في ألفاظه تحت الرقم 20 وذكرنا هنا ترجمة مختصرة لذريح . *
[ 76 ]
53 - شى : عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام : إن الذين
يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى في علي عليه السلام .
54 - شى : عن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب . يعني بذلك نحن ، والله
المستعان .
55 - شى : عن زيد الشحام قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن عذاب القبر قال :
إن أباجعفر عليه السلام حدثنا أن رجلا أتى سلمان الفارسي فقال : حدثني ، فسكت عنه ، ثم عاد
فسكت ، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية : إن الذين يكتمون ماأنزلنا من
البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب . فقال له : أقبل إنا لووجدنا أمينا
لحدثناه ، ولكن أعد لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول الله صلى الله عليه واله ، فإن
شككت أو التويت ضرباك على رأسك بمطرقة ( 1 ) معهما ، تصيرمنه رمادا ، فقلت : ثم
مه ؟ قال : تعود ثم تعذب ، قلت : وما منكرونكير ؟ قال : هما قعيدا القبر قلت : أملكان
يعذبان الناس في قبورهم ؟ فقال : نعم .
بيان : قال الجزري : القعيد : الذي يصاحبك في قعودك ، فعيل بمعنى مفاعل .
56 - شى : عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قالت : قلت له : أخبرني عن
قوله : إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب .
قال : نحن يعني بها ، والله المستعان ، إن الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه
إلا أن يبين للناس من يكون بعده . ( 2 )
57 - ورواه محمد بن مسلم قال : هم أهل الكتاب .
58 - شى : عن عبدالله بن بكير ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله :
اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . قال : نحن هم . وقدقالوا : هو ام الارض .
بيان : ضمير " هم " راجع إلى اللاعنين . قوله : وقد قالوا إما كلامه عليه السلام فضمير
* ( هامش ص 76 ) ( 1 ) آلة من حديد ونحوه يضرب بها الحديد ونحوه .
( 2 ) تقدم مثله عن حمران تحت الرقم 54 . *
[ 77 ]
الجمع راجع إلى العامة ، أو كلام المؤلف ، أوالرواة ، فيحتمل إرجاعه إلى أهل البيت
عليهم السلام أيضا .
59 - كتاب النوادر : لعلي بن أسباط ، عن أبي بصيرقال : قلت لابي جعفر عليه السلام :
حملني حمل الباذل ، قال : فقال لي : إذا تنفسخ .
بيان : حمل الباذل أى حملا ثقيلا من العلم . إذا تنفسخ أى لا تطيق حمله وتهلك .
60 - نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم ، عن عبيس بن هشام ،
عن ابن جبلة ، عن معروف بن خربوذ ، ( 1 ) عن أبي الطفيل عامربن واثلة ، قال : قال
أميرالمؤمنين عليه السلام : أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟ حدثوا الناس بمايعرفون وأمسكوا
عما ينكرون .
61 - نى : الحسين بن محمد ، عن يوسف بن يعقوب ، عن خلف البزاز ، عن يزيد بن
هارون ، عن حميد الطويل قال : سمعت أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول :
لا تحدثوا الناس بما لايعرفون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟ .
62 - نى : ابن عقدة ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني ، عن عبدالاعلى ، قال :
قال لي أبوعبدالله جعفربن محمد عليهما السلام : يا عبدالاعلى إن احتمال أمرنا ليس معرفته وقبوله
إن احتمال أمرنا هو صونه وسترته عمن ليس من أهله ، فاقرأ هم السلام ورحمة الله - يعني
الشيعة - وقل : قال لكم : رحم الله عبدا استجر مودة الناس إلى نفسه وإلينا ، بأن
يظهرلهم مايعرفون ويكف عنهم ماينكرون . ( 2 )
63 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن عبدالله ، عن ابن فضال ، عن صفوان بن يحيى ،
عن إسحاق بن عمار ، عن عبدالاعلى ، عن أبي عبدالله جعفربن محمد عليهما السلام أنه قال : ليس
هذا الامر معرفته وولايته فقط حتى تستره عمن ليس من أهله ، وبحسبكم أن تقولوا
ماقلنا ، وتصمتوا عماصمتنا ، فإنكم إذا قلتم مانقول وسلمتم لنا فيماسكتنا عنه
* ( هامش ص 77 ) ( 1 ) هو معروف بن خربوذ المكى الثقة ، اجتمعت العصابة على تصحيح مايصح عنه ، وأقروا له بالفقه
( 2 ) متحد مع الحديث 64 . *
[ 78 ]
فقد آمنتم بمثل ماآمنا ، وقال الله : فإن آمنوا بمثل ماآمنتم به فقد اهتدوا . قال علي
ابن الحسين عليهما السلام : حدثوا الناس بمايعرفون ، ولا تحملوهم مالايطيقون ، فتغرونهم بنا .
64 - نى : ابن عقدة ، عن عبدالواحد ، عن محمد بن عباد ، عن عبدالاعلى قال : قال
أبوعبدالله جعفربن محمد عليهما السلام : إن احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله فاقرأهم السلام
ورحمة الله - يعني الشيعة - وقل لهم : يقول لكم : رحم الله عبدا اجترمودة الناس إلي وإلى
نفسه يحدثهم بمايعرفون ، ويسترعنهم ماينكرون ( 1 ) .
65 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن محمد الدينوري ، عن علي بن الحسن الكوفي ،
عن عميرة بنت أوس قالت : حدثني جدي الخضربن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن جده عمرو
ابن سعيد ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال لحذيفة بن اليمان : ياحذيفة لا تحدث الناس
بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا . إن من العلم صعبا شديدا محملة ، لوحملته الجبال عجزت
عن حمله ، إن علمنا أهل البيت يستنكر ويبطل ، وتقتل رواته ، ويساء إلى من يتلوه بغيا
وحسدا لمافضل الله به عترة الوصي وصي النبي صلى الله عليه واله .
66 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : من كتم علما نافعا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من
نار ( 2 ) . 67 - وروي عن علي عليه السلام أنه قال : ماأخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى
أخذ على العلماء أن يعلموا ( 3 ) .
68 - وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : من احتاج الناس إليه ليفقههم في دينهم
فيسألهم الاجرة كان حقيقا على الله تعالى أن يدخله نارجهنم .
69 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : لاتؤتوا الحكمة غيرأهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها
أهلها فتظلموهم ( 4 ) .
* ( هامش ص 78 ) ( 1 ) الظاهر اتحاده مع الحديث 62 .
( 2 ) تقدم نحو الحديث مسندا تحت الرقم 19 .
( 3 ) تقدم عن منية المريد تحت الرقم 14 ، وأوردنا هنا اسناد الحديث من الكافى . ويأتى بسند
آخرتحت الرقم 81 .
( 4 ) تقدم الحديث مع اختلاف وزيادة مسندا تحت الرقم 7 *
[ 79 ]
( 70 ) - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أخويه : أحمد ومحمد ، عن
أبيهما ، عن ثعلبة ، عن أبي كهمش ، عن عمران بن ميثم ، عن مالك بن ضمرة ، قال : قال
أميرالمؤمنين عليه السلام لشيعته : كونوا في الناس كالنحل في الطير ، ليس شئ من الطير إلا وهو
يستضعفها ، ولويعلم مافي أجوافها لم يفعل بها مايفعل . خالطوا الناس بأبدانكم ، وزائلوهم
بقلوبكم وأعمالكم ، فان لكل امرئ مااكتسب من الاثم ، وهو يوم القيامة مع من أحب
أما أنكم لن تروا ماتحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه
بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين ، وحتى لايبقى منكم على هذا الامر إلا كالكحل
في العين ، والملح في الزاد ، وهو أقل الزاد .
71 - ختص : قال أبوالحسن الماضي عليه السلام : قل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن
فيه نجاتك ، ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فان فيه هلاكك .
72 - وقال الصادق عليه السلام : ليس منا من أذاع حديثنا فإنه قتلنا قتل عمد لاقتل
خطأ ( 1 )
73 - ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن أحمد بن موسى ،
عن أبي سعيد الزنجاني ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي سعيد المدائني ، قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام : اقرأ موالينا السلام وأعلمهم أن يجعلوا حديثنا في حصون حصينة ، وصدور
فقيهة ، وأحلام رزينة ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ماالشاتم لنا عرضا والناصب لنا
حربا أشد مؤونة من المذيع علينا حديثنا عند من لايحتمله .
74 - نى : محمد بن العباس الحسني ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن محمد الحداد قال :
قال أبوعبدالله عليه السلام : من أذاع علينا حديثنا هو بمنزلة من جحدنا حقنا .
75 - نى : بهذا الاسناد ، عن البطائني ، عن الحسن بن السري قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام : إني لاحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كماسمعه ، فأستحل به
لعنه والبراءة منه .
يريد عليه السلام بذلك أن يحدث به من لايحتمله ولا يصلح أن يسمعه .
* ( هامش ص 79 ) ( 1 ) تقدم نحو الحديث مسندا تحت الرقم 45 . *
[ 80 ]
76 - نى : بهذا الاسناد ، عن البطائني ، عن القاسم الصيرفي ، عن ابن مسكان ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قوم يزعمون أني إمامهم والله ماأنا لهم بإمام ، لعنهم الله كلما
سترت سترا هتكوه ، أقول : كذا وكذا ، فيقولون : إنما يعني كذا وكذا ، إنما إنا إمام من
أطاعني .
77 - نى : بهذا الاسناد ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أباجعفر عليه السلام
يقول : سر أسره الله إلى جبرئيل ، وأسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه واله ، وأسره محمد صلى الله عليه واله إلى علي
عليه السلام ، وأسره علي عليه السلام إلى من شاءالله واحدا بعد واحد ، وأنتم تتكلمون به في الطرق .
78 - نى : محمد بن همام ، عن سهيل ، عن عبدالله بن العلاء المدائني ، عن إدريس
ابن زياد الكوفي قال : حدثنا بعض شيوخنا ، قال : قال : أخذت بيدك كما أخذ أبوعبدالله
بيدي ، وقال لي : يامفضل ، إن هذا الامر ليس بالقول فقط لا والله حتى تصونه كما
صانه الله ، وتشرفه كما شرفه الله وتؤدي حقه كما أمرالله .
79 - نى : بهذا الاسناد ، عن البطائني ، عن حفص ، قال : دخلت على أبي عبدالله
عليه السلام ، فقال لي : ياحفص حدثت المعلى بأشياء فأذاعها فابتلى بالحديد . إني
قلت له : إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله وحفظ عليه دينه ودنياه ، ومن أذاعه
سلبه الله دينه ودنياه . يامعلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و
رزقه العز في الناس ، ومن أذاع الصغير من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح ، أو يموت
متحيرا ( 1 ) .
80 - كش : حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن إسماعيل ، عن


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 80 سطر 19 إلى صفحه 88 سطر 18

ابن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، قال قلت لابي عبدالله عليه السلام : إني أقعد في المسجد فيجيئ
الناس فيسألوني فان لم اجبهم لم يقبلوا مني ، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم
فقال لي : انظر ماعلمت أنه من قولهم فأخبر هم بذلك .
81 - أقول : روى الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان عن الثعلبي بإسناده عن
الحسن بن عمارة قال : أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث ، وألفيته ( 2 ) على بابه ، فقلت :
* ( هامش ص 80 ) ( 1 ) تقدم الحديث مفصلا عن البصائر تحت الرقم 34 .
( 2 ) اى وجدته . *
[ 81 ]
إن رأيت أن تحدثني فقال : أما علمت أني تركت الحديث ؟ فقلت : إما أن تحدثني و
إما أن احدثك ، فقال : حدثني فقلت : حدثني الحكم بن عتيبة ، عن نجم الجزار ، قال
سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : ماأخذالله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ
على أهل العلم أن يعلموا . قال : فحدثني بأربعين حديثا .
82 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لاخيرفي الصمت عن الحكم كما أنه لاخير
في القول بالجهل .
83 - وقال عليه السلام : ماأخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل
العلم أن يعلموا ( 1 ) .
84 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام ، شكرالعالم على علمه أن يبذله
لمن يستحقه .
( باب 14 )
* ( من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، وذم التقليد والنهى عن متابعة ) *
* ( غير المعصوم في كل مايقول ، ووجوب التمسك بعروة اتباعهم ) *
* ( عليهم السلام ، وجواز الرجوع إلى رواة الاخبار والفقهاء الصالحين ) *
الايات ، المائدة : وإذا قيل لهم تعالوا إلى ماأنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا
ماوجدنا عليه آباءنا أو لوكان آباؤهم لايعلمون شيئا ولايهتدون 107
الاعراف : وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا 27
يونس : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدى فما لكم
كيف تحكمون 35 " وقال تعالى " : قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا 78
مريم : ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا 43
الشعراء : قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون 74
* ( هامش ص 81 ) ( 1 ) تقدم الحديث بسند رجاله عامى تحت الرقم 81 وتقدم ايضا تحت الرقم 67 ، وأوردنا
سندا آخر رجاله من الخاصة ذيل الرقم 14 . *
[ 82 ]
لقمان : وإذاقيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماوجدنا عليه آباءنا أو لو
كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير 21
الصافات : إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون 69 , 70
الزمر : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى 17
الزخرف : وكذلك ماأرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا
وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون 23
1 - كش : محمد بن سعد الكشي ( 1 ) ، ومحمد بن أبي عوف البخاري ، عن محمد بن أحمد
ابن حماد المروزي ، رفعه قال : قال الصادق عليه السلام : اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون
من رواياتهم عنا ، فإنا لانعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا ، فقيل له : أو يكون
المؤمن محدثا ؟ قال : يكون مفهما ، والمفهم محدث .
2 - كش : حمدويه وإبراهيم إبنا نصير ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن علي بن
حبيب المدائني ، عن علي بن سويد السائي قال : كتب إلى أبوالحسن الاول وهو في السجن :
وأما ماذكرت ياعلي ممن تأخذ معالم دينك ؟ لا تأخذن معالم دينك عن غيرشيعتنا
فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ،
إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه ، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله
وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة .
3 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن أحمد بن حاتم بن
ماهويه ( 2 ) قال : كتبت إليه يعني أباالحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني ؟
وكتب أخوه أيضا بذلك ، فكتب إليهما : فهمت ما ذكرتما ، فاعتمدا في دينكما على
مسن في حبكما وكل كثيرالقدم في أمرنا ، فإنهم كافو كما إن شاءالله تعالى .
4 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله
عليه السلام أنه قال لرجل من أصحابه : لاتكون إمعة ( 3 ) تقول : أنا مع الناس وأنا كواحد
من الناس .
* ( هامش ص 82 ) ( 1 ) وفى نسخة : محمدبن سعيد الكشى .
( 2 ) بفتح الهاء او بالسكون ثم الواو المكسورة .
( 3 ) خبرار يد به النهى . *
[ 83 ]
اقول : قد أثبتنا مايناسب هذا الباب في باب ذم علماء السوء
5 - مع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن حسين بن أيوب بن
أبي غفيلة الصيرفي ، عن كرام الخثعمي ، عن الثمالي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إياك و
الرئاسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ، فقلت : جعلت فداك : أما الرئاسة فقد عرفتها
وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا مافي يدي إلا مماوطئت أعقاب الرجال ، فقال : ليس
حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ماقال .
بيان : ظن السائل أن مراده عليه السلام بوطئ أعقاب الرجال مطلق أخذ العلم عن
الناس فقال عليه السلام : المراد أن تنصب رجلا غير الحجة فتصدقه في كل مايقول برأيه من
غيرأن يسند ذلك إلى المعصوم عليه السلام فأما من يروي عن المعصوم أو يفسرما فهمه من كلامه
لمن ليس له صلاحية فهم كلامه من غيرتلقين فالاخذ عنه كالاخذ عن المعصوم ، ويجب
على من لايعلم الرجوع إليه ليعرف أحكام الله تعالى .
6 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن أبي حفص محمد بن خالد ،
عن أخيه سفيان بن خالد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ياسفيان إياك والرئاسة ، فماطلبها
أحد إلا هلك ، فقلت له : جعلت فداك قد هلكنا إذا ، ليس أحد منا إلا وهو يحب أن
يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال ليس حيث تذهب إليه ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون
الحجة فتصدقه في كل ماقال ، وتدعو الناس إلى قوله .
7 - مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن
زياد ، قال : قال الصادق عليه السلام : كذب من زعم أنه يعرفنا وهو مستمسك بعروة غيرنا .
8 - م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن
رسول الله صلى الله عليه واله : أن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء
فإذا لم ينزل عالم إلى عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا ( 1 ) وحرامها ، ويمنعون الحق
أهله ، ويجعلونه لغيرأهله ، واتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغيرعلم فضلوا
وأضلوا .
* ( هامش ص 83 ) ( 1 ) حطام الدنيا : متاعه ومافيها من مال كثير أو قليل . *
[ 84 ]
9 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا ، إياكم وأصحاب
الرأى فإنهم أعداء السنن ، تفلتت منهم الاحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة أن
يعوها ، فاتخذوا عبادالله خولا ، وماله دولا ، فذلت لهم الرقاب ، وأطاعهم الخلق أشباه
الكلاب ، ونازعوا الحق أهله ، وتمثلوا بالائمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين ،
فسئلوا عما لا يعملون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لايعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا
وأضلوا . أما لوكان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما .
10 - وقال الرضا عليه السلام : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا ارأيتم الرجل قدحسن سمته
وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويدا لايغرنكم ، فماأكثر من
يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين
فخالها ( 1 ) ، فهو لايزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه . وإذا وجدتموه
يعف عن المال الحرام فرويدا لايغرنكم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من
ينبو ( 2 ) عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما .
فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لايغركم حتى تنظروا ماعقده عقله ، فما أكثر
من ترك ذلك أجمع ، ثم لايرجع إلى عقل متين ، فيكون مايفسده بجهله أكثر ممايصلحه
بعقله ، فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لايغركم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ؟
أويكون مع عقله على هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس
من خسرالدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من
لذة الاموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة ، حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد . فهو يخبط خبط عشواء يقوده
أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لمالايقدر عليه في طغيانه .
فهو يحل ماحرم الله ، ويحرم ماأحل الله ، لايبالي بمافات من دينه إذا سلمت له رئاسته
التي قد يتقي من أجلها ، فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا .
* ( هامش ص 84 ) ( 1 ) الفخ : الة يصاد بها .
( 2 ) أى من ينفر عنه ولايقبل إليه . *
[ 85 ]
ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هوالذي جعل هواه تبعا لامرالله ، وقواه
مبذولة في رضى الله ، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل ، ويعلم
أن قليل مايحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وإن كثيرما
يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولايزول ، فذلكم الرجل
نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسلوا ، فإنه لاترد له
دعوة ، ولاتخيب له طلبة . ( 1 )
11 - ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن الرضا عليهما السلام أنه قال : قال علي بن
الحسين عليهما السلام : إذا رأيتم الرجل . إلى آخر الخبر .
بيان : قوله عليه السلام : فإذا لم ينزل عالم إلى عالم من باب الافعال أو التفعيل أى
إذالم يعلم العالم علمه ، إماللتقية أو لعدم قابلية المتعلمين ، فمات ذلك العالم صرف طلاب
حطام الدنيا الناس عن العلم لقلة أعوان العلم ، ويمنعون الحق أهله لذهاب أنصار الحق .
قوله عليه السلام : المنتحلين مودتنا فيه تعريض بهم إذ الانتحال إدعاء أمرمن غير الاتصاف
به حقيقة ، ويحتمل أن يكون المراد الذين اتخذوا مودتنا نحلتهم ودينهم . قوله عليه السلام :
تفلتت منهم الاحاديث أى فات وذهب منهم حفظ الاحاديث وأعجزهم ضبط السنة فلم
يقدروا عليه . قوله عليه السلام : فاتخذوا عبادالله خولا قال الجزري : في حديث أبي هريرة :
إذا بلغ بنوأبي العاص ثلاثين كان عبادالله خولا أى خدما وعبيدا ، يعني أنهم يستخدمونهم
ويستعبدونهم . قوله عليه السلام : وماله دولا أى يتداولونه بينهم . وقوله : أشباه الكلاب
نعت للخلق . قوله عليه السلام : وتمثلوا أي تشبهوا بهم وادعوا منزلتهم . قوله عليه السلام : فأنفوا
أى تكبروا واستنكفوا . قوله عليه السلام : سمته وهديه قال الفيروزآبادي : السمت :
الطريق وهيئة أهل الخير . وقال : الهدى الطريقة والسيرة . قوله عليه السلام : وتماوت قال
الفيروزآبادي : المتماوت : الناسك المرائي . وقال الجزري : يقال : تماوت الرجل إذا
أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم . قوله عليه السلام : وتخاضع
أى أظهر الخضوع في جميع حركاته . قوله : فرويدا أي أمهل وتأن ولا تبادر إلى متابعته
* ( هامش ص 85 ) ( 1 ) وفى نسخة : ولا تحجب له طلبة . *
[ 86 ]
والانخداع عن أطواره . قوله : ومهانته أى مذلته وحقارته . قوله : يختل الناس أى
يخدعهم ، قوله : اقتحمه أى دخله مبادرا من غيرروية . قوله عليه السلام : من ينبوا عن المال
الحرام أى يرتفع عنه ولايتوجه إليه ، قال الجزرى : يقال : نبا عنه بصره ينبو أي تجافى
ولم ينظر إليه . قوله عليه السلام : على شوهاء أي يحمل نفسه على امرأة قبيحة مشوهة الخلقة
فيزني بها ولايتركها فضلا عن الحسناء . قوله عليه السلام : ماعقده عقله يحتمل أن يكون
كلمة ماموصولة ، وعقد فعلا ماضيا أى حتى تنظروا إلى الامور التي عقدها عقله و
نظمها ، فإن على العقل إنما يستدل بآثاره ، ويحتمل أن تكون ما استفهامية والعقدة
إسما بمعنى ماعقد عليه ، فيرجع إلى المعنى الاول ، ويحتمل على الاخيرأن يكون المراد
ثبات عقله واستقراره وعدم تزلزله فيما يحكم به عقله . قوله عليه السلام : أمع هواه يكون
على عقله ؟ حاصله أنه ينبغي أن ينظر هل عقله مغلوب لهواه أم هواه مقهور لعقله .
قوله : أخذته العزة بالاثم أى حملته الانفة وحمية الجاهلية على الاثم الذي
يؤمر باتقائه لجاجا ، من قولك : أخذته بكذا إذا حملته عليه وألزمته إياه ، فحسبه
جهنم ، أى كفته جزاءا وعقابا ، ولبئس المهاد جواب قسم مقدر ، والمخصوص بالذم
محذوف للعلم به . والمهاد : الفراش ، وقيل : مايوطا للجنب ، قوله عليه السلام : فهو يخبط
خبط عشواء قال الجوهري : العشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شئ
وركب فلان العشواء إذا خبط أمره على غير بصيرة ، وفلان خابط خبط عشواء . قوله عليه السلام
ويمده ربه أي يقويه ، من مد الجيش وأمده إذا زاده وقواه أي بعد أن طلب مالايقدر
عليه من دعوى الامامة ، ورئاسة الخلق ، وإفتاء الناس ، فعجز عنها لنقصه وجهله استحق
منع لطفه تعالى عنه ، فصار ذلك سببا لتماديه في طغيانه وضلاله . قوله : لا تبيد أى لاتهلك
ولا تفني .
12 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام في قوله تعالى : ومنهم اميون
لايعلمون الكتاب إلا أماني . قال عليه السلام : ثم قال الله تعالى : يامحمد ومن هؤلاء اليهود
اميون لا يقرؤون الكتاب ولايكتبون كالامي منسوب إلى امه أى هو كما خرج من
بطن امه لايقرا ولايكتب ، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء ولا المتكذب به ولا
[ 87 ]
يميزون بينهما إلا أماني أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال : هذا كتاب الله وكلامه ، لا يعرفون إن
قرئ من الكتاب خلاف مافيه ، وإن هم إلا يظنون أي مايقرا عليهم رؤساؤهم من تكذيب
محمد صلى الله عليه واله في نبوته وإمامة علي عليه السلام سيد عترته عليهم السلام وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم
تقليدهم . فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به
ثمنا قليلا . قال عليه السلام : قال الله تعالى : هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة
محمد صلى الله عليه واله ، وهي خلاف صفته . وقالوا للمستضعفين منهم : هذه صفة النبي المبعوث في
آخر الزمان : أنه طويل ، عظيم البدن والبطن ، أصهب الشعر ، ومحمد صلى الله عليه واله بخلافه وهو
يجيئ بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة ، وإنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم
رئاستهم ، وتدوم لهم إصاباتهم ، ويكفوا أنفسهم مؤونة خدمة رسول الله صلى الله عليه واله وخدمة علي
عليه السلام وأهل خاصته ، فقال الله عزو جل : فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام الشدة لهم من العذاب
في أسوء بقاع جهنم ، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى مما يكسبونه
من الاموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوامهم على الكفر بمحمد رسول الله صلى الله عليه واله ، والجحد
لوصيه أخيه علي بن أبي طالب ولي الله . ثم قال عليه السلام : قال رجل للصادق عليه السلام : فإذا
كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم
إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا
يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز لاولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من
علمائهم ، فقال عليه السلام : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية
من جهة أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماء هم كما ذم عوامهم ،
وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي ياابن رسول الله قال عليه السلام : إن عوام اليهود كانوا قد
عرفوا علماء هم با لكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الاحكام عن واجبها
بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم
وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا مالا يستحقه من تعصبوا
له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا
[ 88 ]
بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على
الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه
لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ،
ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه واله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ،
وأشهر من أن لاتظهر لهم ، وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر
والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه
وإن كان لاصلاح أمره مستحقا ، والترفرف بالبر والاحسان على من تعصبواله وإن كان
للاذلال والاهانة مستحقا . فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود
الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم . فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ،
حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لامرمولاه ، فللعوام أن يقلدوه . وذلك لايكون إلا
بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم ، فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة ، وإنماكثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل
البيت لذلك ، لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الاشياء
على غيروجوهها لقلة معرفتهم ، وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض
الدنيا ماهو زادهم إلى نارجهنم ، ومنهم قوم نصاب لايقدرون على القدح فينا فيتعلمون
بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا ، وينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون
إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن برآء منها فيقبله المستسلمون
من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوا ( 1 ) وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد
عليه اللعنة على الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه ، فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال ، و


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 88 سطر 19 إلى صفحه 96 سطر 18

هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون ، ولاعدائنا معادون يدخلون
الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب ، لا جرم
أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لايريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليه لم يتركه
في يد هذا المتلبس الكافر ، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ثم يوفقه الله
* ( هامش ص 88 ) ( 1 ) تقسيم نافع لكثرة اختلاف الاحاديث ولمايرى من الاخبار التى ينافى المذهب . *
[ 89 ]
للقبول منه فيجمع الله له بذلك خيرالدنيا والآخرة ، ويجمع على من أضله لعن الدنيا
وعذاب الآخرة ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : شرارعلماء امتنا المضلون عنا ، القاطعون
للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون أندادنا بألقابنا ، يصلون عليهم وهم
للعن مستحقون ، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون ، وبصلوات الله وصلوات
ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون ، ثم قال : قيل لاميرالمؤمنين عليه السلام :
من خيرخلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى ؟ قال : العلماء إذا صلحوا . قيل : و
من شرخلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين
بألقابكم ، والآخذين لامكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم ؟ قال : العلماء إذافسدوا ،
هم المظهرون للاباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزوجل : اولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا . الآية .
ايضاح : قوله عليه السلام : أي إلا أن يقرأ عليهم قال البيضاوي : استثناء منقطع . والاماني
جمع امنية وهي في الاصل مايقدره الانسان في نفسه من منى إذا قدر ، ولذلك تطلق
على الكذب وعلى كل مايتمنى وما يقرا والمعنى : ولكن يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليدا
من المحرفين ، أو مواعيد فازعة سمعوها منهم من أن الجنة لايدخلها إلا من كان هودا ،
وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة . وقيل : إلا مايقرؤون قراءة عارية عن معرفة
المعنى وتدبره ، من قوله :
تمنى كتاب الله أول ليلة * تمني داود الزبور على رسل
وهو لا يناسب وصفهم بأنهم اميون .
أقول : على تفسيره عليه السلام لايرد ماأورده فإن المراد حينئذ القراءة عليهم
لاقراءتهم ، وهو أظهر التفاسير لفظا ومعنا . قوله : أصهب الشعر قال الجوهري : الصهبة :
الشقرة في شعرالرأس . قوله عليه السلام : وأهل خاصته أى أهل سره أوالاضافة بيانية .
قوله عليه السلام : والتكالب قال الفيروزآبادي : المكالبة : المشارة والمضائفة ، و
التكالب : التواثب . قوله : والترفرف هو بسط الطائر جناحيه وهو كناية عن اللطف . و
في بعض النسخ الرفوف يقال : رف فلانا أى أحسن إليه . قوله : فيتوجهون أى يصيرون
[ 90 ]
ذوي جاه ووجه معروف . قوله : وينتقصون بنا أي يعيبوننا . قوله عليه السلام : يقيض له أي
يسبب له .
13 - ج : الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال سألت محمد بن عثمان العمري
رحمه الله أن يوصل لي كتابا سألت فيه عن مسائل اشكلت على فورد التوقيع بخط مولانا
صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه : وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة
حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله . الخبر .
14 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الحسين بن صغير ، عمن
حدثه عن ربعي بن عبدالله ( 1 ) عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : أبى الله أن يجري الاشياء
إلا بالاسباب فجعل لكل سبب شرحا ، وجعل لكل شرح علما ، وجعل لكل علم بابا
ناطقا ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله ، ذلك رسول الله صلى الله عليه واله ونحن .
15 - ير : القاشاني ، عن اليقطيني يرفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : أبى الله أن
يجري الاشياء إلا بالاسباب فجعل لكل شئ سببا ، وجعل لكل سبب شرحا ، وجعل لكل شرح مفتاحا ، وجعل لكل مفتاح علما ، وجعل لكل علم بابا ناطقا ، من عرفه عرف الله ،
ومن أنكره أنكرالله ، ذلك رسول الله ونحن ( 2 ) .
بيان : لعل المراد بالشئ ذي السبب : القرب والفوز والكرامة والجنة ، وسببه
الطاعة ومايوجب حصول تلك الامور ، وشرح ذلك السبب هو الشريعة المقدسة ، و
المفتاح : الوحي النازل لبيان الشرع وعلم ذلك المفتاح - بالتحريك - أى مايعلم به هو الملك
الحامل للوحى . والباب الذي به يتوصل إلى هذا العلم هو رسول الله صلى الله عليه واله والائمة
عليهم السلام
16 - ير : السندي بن محمد ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالله بن سليمان ، قال :
سمعت أباجعفر عليه السلام وعنده رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الاعمى ، وهو يقول :
* ( هامش ص 90 ) ( 1 ) بكسرالراء وسكون الباء هو ربعى بن عبدالله بن الجارود بن أبى سبرة الهذلى أبونعيم
البصرى الثقة ، روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام ، وصحب الفضيل بن يسار ، وأكثر الاخذ
عنه وكان خصيصا به .
( 2 ) لايخفى اتحاده مع سابقه . *
[ 91 ]
إن الحسن البصري يزعم : أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار . فقال
أبوجعفر عليه السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون ، ومازال مكتوما منذ بعث الله نوحا عليه السلام
فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله مايوجد العلم إلا ههنا ( 1 ) .
17 - ير : الفضل ، عن موسى بن القاسم ، عن حمادبن عيسى ، عن سليمان بن خالد ،
قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : - وسأله رجل من أهل البصرة فقال : إن عثمان الاعمى
يروي عن الحسن : أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار - قال أبوجعفر
عليه السلام : فهلك إذامؤمن آل فرعون ، كذبواإن ذلك من فروج الزناة ، ومازال العلم
مكتوماقبل قتل ابن آدم ، فليذهب الحسن يميناو شمالا لا يوجد العلم إلاعندأهل بيت
نزل عليهم جبرئيل .
بيان : قوله عليه السلام : إن ذلك أي الريح التي تؤذي أهل النارإنما هي من فروج
الزناة .
اقول : قدأوردنا بعض الاخبارفي باب كتمان العلم .
18 - ير : أحمدبن محمد ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن معلى
ابن أبي عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : إن الحكم بن عتيبة ممن
قال الله : ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . فليشرق الحكم
وليغرب ، أما والله لايصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل .
19 - ير : السندي بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن
عثمان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا تجوز ؟ قال : لا
فقلت : إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز فقال : اللهم لاتغفر له ذنبه ، ما قال الله للحكم :
إنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون . فليذهب الحكم يمينا وشمالا فوالله لايوجد
العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل .
كش : محمد بن مسعود عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر وجعفر
ابن محمد بن حكيم ، عن أبان مثله .
* ( هامش ص 91 ) ( 1 ) تقدم الحديث عن الاحتجاج تحت الرقم 3 من باب 13 *
[ 92 ]
بيان : أى إنما خاطب الله رسوله بهذا الخطاب . أن القرآن ذكرأى مذكرأو
شرف لك ولقومك ، وقومه أهل بيته . وقد ورد في الاخبار أن المخاطب في قوله تعالى :
وسوف تسئلون . هو أهل بيت النبي صلى الله عليه واله فإن الناس يسألونهم عن علوم القرآن .
20 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن علي ، عن أبي إسحاق ثعلبة ، عن أبي مريم
قال : قال أبوجعفر عليه السلام : لسلمة بن كهيل ( 1 ) والحكم بن عتيبة ( 2 ) شرقا وغربا لن تجدا
علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت .
كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد بن فيروزان ، عن الاشعري ، عن ابن معروف ،
عن الحجال ، عن أبي مريم مثله .
21 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن أبي البختري ، وسندي بن محمد ، عن
أبي البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن العلماء ورثة الانبياء ، وذلك أن الانبياء لم
يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئا منها فقد
أخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف
عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتهال المبطلين ، وتأويل الجاهلين .
ختص : محمد بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن السندي مثله .
ير : أحمد بن محمد : عن إبن فضال رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام مثله .
22 - كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد بن فيروزان القمي ، عن البرقي ، عن
* ( هامش ص 92 ) ( 1 ) هو سلمة بن كهيل بن الحصين أبويحيى الحضرمى الكوفى تبرى مذموم . روى الكشى في
ص 152 من رجاله باسناد له عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لوأن التبرية صف واحد ما بين المشرق
إلى المغرب ما اعزالله بهم دينا ، والتبرية هم أصحاب كثيرالنوا ، والحسن بن صالح بن يحيى ، وسالم بن
أبى حفصة ، والحكم بن عتيبة ، وسلمة بن كهيل ، وأبوالمقدام ثابت الحداد . وهم الذين دعوا إلى ولاية
على عليه السلام ، ثم خلطوها بولاية أبى بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة و
الزبير وعايشة ، ويرون الخروج مع بطون على بن أبى طالب يذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف و
النهى عن المنكر ، ويثبتون لكل من خرج من ولد على بن أبى طالب عليه السلام عند خروجه الامامة .
( 2 ) بضم العين المهملة والتاء المفتوحة والياء الساكنة والباء المفتوحة . تبرى مذموم كان استاد
زرارة وحمران والطيار قبل استبصارهم ، ورد في رجال الكشى مضافا إلى مانقلنا في سلمة بن كهيل
روايات تدل على ذمه . *
[ 93 ]
البزنطي ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يحمل
هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال
الجاهلين كما ينفى الكير خبث الحديد .
23 - ير : محمد بن الحسين ، عن النضر ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي قال : سألت
أباجعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : ومن أضل ممن اتبع هواه بغيرهدى من الله . قال :
عنى الله بها من اتخذ دينه رأيه من غير إمام من أئمة الهدى .
24 - ير : يعقوب بن يزيد ، عن إسحاق بن عمار ، عن أحمد بن النضر ، عن عمروبن
شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : من دان الله بغيرسماع عن صادق ألزمه
الله التيه إلى يوم القيامة ( 1 ) .
بيان : التيه الحيرة في الدين .
25 - ير : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن علي
ابن عبدالله قال : سأله رجل عن قول الله عزوجل : فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى .
قال : من قال بالائمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم .
26 - كتاب زيد الزراد ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول :
إن لنا أوعية نملاؤها علما وحكما ، وليست لها بأهل فما نملاؤها إلا لتنقل إلى شيعتنا
فانظروا إلى مافي الاوعية فخذوها ، ثم صفوهامن الكدورة ، تأخذونها بيضاء نقية صافية
وإياكم والاوعية فإنها وعاء فتنكبوها .
27 - ومنه ، قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : اطلبوا العلم من معدن العلم و
إياكم والولائج فيهم الصدادون عن الله . ثم قال : ذهب العلم وبقي غبرات العلم في أوعية
سوء ، فاحذروا باطنها فإن في باطنها الهلاك ، وعليكم بظاهرها فإن في ظاهرها النجاة .
بيان : لعل المراد بتصفيتها تخليصها من آرائهم الفاسدة أو من أخبارهم التي هم
متهمون فيها لموافقتها لعقائدهم ، والمراد بباطنها عقائدها الفاسدة أو فسوقها التي
يخفونها عن الخلق .
* ( هامش ص 93 ) ( 1 ) يأتى مثله مع زيادة عن المفضل تحت الرقم 67 . *
[ 94 ]
28 - كتاب جعفربن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل في صدره حتى يخرجها
فيوعيها المؤمن ، وتكون كلمة المنافق في صدر المؤمن فتجلجل في صدره حتى يخرجها
فيعيها المنافق .
29 - ومنه بهذا الاسناد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رجلا دخل على أبي عليه السلام
فقال : إنكم أهل بيت رحمة اختصكم الله بذلك . قال : نحن كذلك والحمد لله ، لم ندخل
أحدا في ضلالة ، ولم نخرج أحدا من باب هدى نعوذ بالله أن نضل أحدا .
30 - ف : عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان
الناطق عن الله فقد عبدالله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس .
31 - سن : ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال
أما أنه ليس عند أحد من الناس حق ولاصواب إلا شئ أخذوه منا أهل البيت ، ولا أحد
من الناس يقضي بحق وعدل وصواب إلا مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسببه علي بن
أبي طالب عليه السلام فإذا اشتبهت عليهم الامور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطأوا ، والصواب
من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام .
32 - ير : ابن معروف ، عن حمادبن عيسى ، عن ربعي ، عن فضيل ، قال : سمعت
أباجعفر عليه السلام يقول : كل مالم يخرج من هذالبيت فهو باطل .
33 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن محمد بن عمر ، عن المفضل بن صالح ، عن
جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنا أهل بيت من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، ومن
قول الصادق سمعنا ، فإن تتبعونا تهتدوا .
34 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن البزنطي ، عن زرارة
قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال لي رجل من أهل الكوفة : سله عن قول أميرالمؤمنين
عليه السلام : سلوني عما شئتم ، ولا تسألونني عن شئ إلاأنبأتكم به . قال : فسألته فقال : إنه ليس
أحد عنده علم شئ إلا خرج من عند أميرالمؤمنين عليه السلام فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله
ليأتين الامر ههنا . وأشار بيده إلى صدره .
[ 95 ]
بيان : قوله : ليأتين بفتح الياء ، ورفع الامر أى يأتي العلم ومايتعلق بامور الخلق
ويهبط إلى صدورنا ، ويحتمل نصب الامر فيكون ضمير الفاعل راجعا إلى كل أحد من
الناس ، أو كل من أراد اتضاح الامرله .
35 - ير : العباس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إنه ليس عند أحد من حق ولاصواب وليس أحد
من الناس يقضي بقضاء يصيب فيه الحق إلا مفتاحه علي ، فإذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ
من قبلهم والصواب من قبله أو كما قال .
ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن
مسلم مثله .
36 - ير : محمدبن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن مسلم ، قال
سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : أما إنه ليس عند أحد علم ولاحق ولافتيا إلا شئ أخذ
عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وعنا أهل البيت ، ومامن قضاء يقضى به بحق وصواب إلا
بدء ذلك ومفتاحه وسببه وعلمه من علي عليه السلام ومنا . فإذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا
وعملوا بالرأي ، وكان الخطأ من قبلهم إذا قاسوا ، وكان الصواب إذا اتبعوا الآثارمن
قبل علي عليه السلام .
37 - سن : ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي إسحاق النحوي ( 1 ) ، قال :
سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه على محبته فقال : إنك
لعلى خلق عظيم . وقال : وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهيكم عنه فانتهوا . وقال : ومن
يطع الرسول فقد أطاع الله . وإن رسول الله صلى الله عليه واله فوض إلى علي عليه السلام ، وائتمنه فسلمتم
وجحد الناس ، فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا ، وتصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم
وبين الله .
* ( هامش ص 95 ) ( 1 ) هو ثعلبة بن ميمون المترجم في ص 85 من رجال النجاشى بقوله : ثعلبة بن ميمون مولى بنى أسد
ثم مولى بنى سلامة منهم أبواسحاق النحوى ، كان وجها في أصحابنا ، قاريا ، فقيها ، نحويا ، لغويا ،
راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام ، له
كتاب يختلف الرواية عنه . *
[ 96 ]
توضيح : قوله : أدب نبيه على محبته أى على نحو ماأحب وأراد فيكون الظرف
صفة لمصدر محذوف ، ويحتمل أن تكون كلمة " على " تعليلية أى علمه وفهمه مايوجب
تأدبه بآداب الله وتخلقه بأخلاق الله لحبه إياه ، وأن يكون حالا عن فاعل أدب أى حال
كونه محبا له وكائنا على محبته ، أو عن مفعوله ، أو المراد أنه علمه مايوجب محبته لله أو محبته الله له . قوله عليه السلام : ونحن فيما بينكم وبين الله أي نحن الوسائط في العلم وسائر
الكمالات بينكم وبين الله فلا تسألوا عن غيرنا ، أو نحن شفعاؤكم إلى الله .
38 - سن : أبي ، عمن ذكره ، عن زيدالشحام ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله :
فلينظر الانسان إلى طعامه . قال : قلت : ماطعامه ؟ قال : علمه الذي يأخذه ممن يأخذه .
بيان : هذا أحد بطون الآية الكريمة ، وعلى هذا التاويل المراد بالماء : العلوم
الفائضة منه تعالى فإنها سبب لحياة القلوب وعمارتها ، وبالارض : القلوب والارواح ،
وبتلك الثمرات : ثمرات تلك العلوم ( 1 ) .
ختص : محمد بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن
أبي عميرعن الشحام مثله .
39 - سن : علي بن عيسى القاساني ، عن ابن مسعود الميسري ، رفعه قال : قال المسيح
عليه السلام : خذوا الحق من أهل الباطل ، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق ، كونوا نقاد الكلام
فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله ، كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضه المموهة ،
النظر إلى ذلك سواء ، والبصراء به خبراء .
ايضاح : قال الفيروزآبادي : موه الشئ : طلاه بفضة أو ذهب وتحته نحاس أو
حديد .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 96 سطر 19 إلى صفحه 104 سطر 18

40 - سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله
صلى الله عليه واله قال : غريبتان كلمة حكم من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها .
بيان : قوله عليه السلام فاغفروها أى لاتلوموه بها أو استروها ولا تذيعوها فإن الغفر
في الاصل بمعنى الستر .
* ( هامش ص 96 ) ( 1 ) يريد من الماء والارض والثمرات ماوقع ذكره في الايات التالية : " إناصيبنا الماء صبا
ثم شققنا الارض شقا فأنبتنا فيها حباوعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا " . *
[ 97 ]
41 - سن : علي بن سيف قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : خذوا الحكمة ولو من
المشركين .
42 - سن : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : قال المسيح عليه السلام : معشر الحواريين ! لم يضركم من نتن القطران إذا أصابتكم
سراجه ، خذوا العلم ممن عنده ولاتنظروا إلى عمله .
43 - سن : النوفلي ، عن علي بن سيف ، رفعه قال : سئل أميرالمؤمنين عليه السلام : من
أعلم الناس ؟ قال : من جمع علم الناس إلى علمه .
44 - سن : محمدبن علي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام
وحدثني الوشاء ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام : أن كلمة الحكمة
لتكون في قلب المنافق فتجلجل حتى يخرجها .
بيان : فتجلجل بفتح التاء أو ضمها أي تتحرك أو تحرك صاحبها على التكلم بها .
45 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ،
عن محمد بن علي بن حمزة العلوي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أميرالمؤمنين
عليه السلام : الهيبة خيبة ، والفرصة خلسة ، والحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك ،
تكونوا أحق بها وأهلها .
46 - ما : جماعة ، عن ابي المفضل ، عن جعفربن محمد العلوي ، عن أحمد بن عبد المنعم ،
عن حماد بن عثمان ، عن حمران ، قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول : لا تحقر اللؤلؤة
النفيسة أن تجتلبها من الكبا الخسيسة فإن أبي حدثني قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام
يقول : إن الكلمة من الحكمة لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى مظانها حتى يلفظ بها
فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها وأهلها فيلقفها .
بيان : الكبا بالكسر والقصر : الكناسة .
47 - سن : أبي ، عمن ذكره ، عن عمروبن أبي المقدام ، عن رجل ، عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله ، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . قال : والله ماصلوا لهم
ولاصاموا ، ولكن أطاعوهم في معصية الله .
[ 98 ]
48 - سن : محمد بن خالد ، عن حماد ، عن ربعي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام
في قول الله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . فقال : والله ماصلوا ولاصاموا
لهم ، ولكنهم أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم .
49 - كتاب صفات الشيعة للصدوق : عن ماجيلويه ، عن عمه ، عن أبي سمينة ، عن
ابن سنان ، عن المفضل قال : قال الصادق عليه السلام : كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو
متمسك بعروة غيرنا .
50 - سن : أبي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت
أباعبدالله عليه السلام عن قول الله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . فقال : أما
والله مادعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا
لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا ، فعبدوهم من حيث لايشعرون .
51 - سن : قال أبوجعفر عليه السلام : إن القرآن شاهد الحق ومحمد صلى الله عليه واله لذلك مستقر
فمن اتخذ سبباإلى سبب الله لم يقطع به الاسباب ، ومن اتخذ غيرذلك سببا مع كل
كذاب فاتقوا الله فإن الله قد أوضح لكم أعلام دينكم ومنار هداكم ، فلا تأخذوا أمركم
بالوهن ، ولاأديانكم هزؤا فتدحض أعمالكم ، وتخطؤا ( 1 ) سبيلكم ، ولا تكونوا في حزب
الشيطان فتضلوا . يهلك من هلك ، ويحيى من حي ، وعلى الله البيان ، بين لكم فاهتدوا ،
وبقول العلماء فانتفعوا ، والسبيل في ذلك إلى الله فمن يهدي الله فهو المهتدي ، ومن يضلل
فلن تجد له وليا مرشدا .
بيان : قوله عليه السلام : ومحمد لذلك مستقر أى محل استقرار القرآن ، وفيه ثبت علمه .
قوله عليه السلام : إلى سبب الله السبب الاول الحجة والسبب الثاني القرآن أو النبي صلى الله عليه واله .
قوله عليه السلام : لم يقطع به الاسباب أي لم تنقطع أسبابه عمايريد الوصول إليه من الحق ،
من قولهم : قطع بزيد - على المجهول - أي عجز عن سفره أو حيل بينه وبين مايؤمله .
قوله : فاتقوا الله هوجزاء الشرط أو خبر الموصول أي فاتقوا الله واحذروا عن مثل فعاله ،
ويحتمل أن يكون فيها سقط وكانت العبارة : كان مع كل كذاب . قوله عليه السلام : فتدحض
أى تبطل .
* ( هامش ص 98 ) ( 1 ) في المحاسن المطبوع هكذا : فتدحض اعمالكم وتخبطوا سبيلكم ولاتكونوا اطعتم الله
ربكم اثبتوا على القرآن الثابت وكونوا في حزب الله تهتدوا ولاتكونوا الخ . *
[ 99 ]
52 - سن : بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن لكم معالم فاتبعوها ، ونهاية فانتهوا إليها .
بيان : المعالم مايعلم به الحق ، والمراد بها هنا الائمة عليهم السلام ، والمراد بالنهاية
إما حدود الشرع وأحكامه أو الغايات المقررة للخلق في ترقياتهم بحسب استعداداتهم
في مراتب الكمال .
53 - دعوات الراوندى : من وصية ذي القرنين : لاتتعلم العلم ممن لم ينتفع به
فإن من لم ينفعه علمه لاينفعك .
54 - ومنه ، قال أبوعبيد في قريب الحديث : في حديث النبي صلى الله عليه واله حين أتاه عمر
فقال : إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا ، فترى أن نكتب بعضها ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه واله : أفتهوا كون أنتم كماتهوكت اليهود والنصارى ؟ ! لقد جئتكم بهابيضاء تقية ، ولو
كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي . قال أبوعبيد : أمتحيرون أنتم في الاسلام ولا تعرفون
دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى ؟ ! كأنه كره ذلك منه .
55 - نهج : قال عليه السلام : إن كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواءا ، وإذا كان
خطاءا كان داءا .
56 - وقال عليه السلام : خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق
فتتخلج ( 1 ) في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن .
57 - وقال عليه السلام في مثل ذلك : الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من
أهل النفاق .
58 - ما : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجاني
عن المعمرأبي الدنيا ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : كلمة الحكمة
ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها .
59 - شا : روى ثقاة أهل النقل عند العامة والخاصة ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام
في كلام افتتاحه : الحمد لله والصلاة على نبيه ، أما بعد فذمتي بما أقول رهينة و
* ( هامش ص 99 ) ( 1 ) أى تضطرب وتتحرك . *
[100]
أنابه زعيم إنه لايهيج على التقوى زرع قوم ، ولايظما عنه سنخ أصل ، وإن الخير كله
فيمن عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لايعرف قدره ، وأن أبغض الخلق عندالله رجل
وكله إلى نفسه ، جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، قد لهج فيها بالصوم و
الصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به ، حمال
خطايا غيره ، رهين بخطيئته ، قد قمش جهلا في جهال غشوه ، غار بأغباش الفتنة ، عمى عن
الهدى ، قدسماه أشباه الناس عالما ، ولم يغن فيه يوما سالما ، بكر فاستكثر مما ( 1 ) قل منه
خيرمما كثر حتى إذا ارتوى من آجن واستكثر من غيرطائل ، جلس للناس قاضيا
ضامنا لتخليص ماالتبس على غيره ، إن خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي
بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المهمات هيأ لهاحشوا من رأيه ثم قطع
عليه ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لايدري أصاب أم أخطأ ؟ ! ولايرى
أن من وراء مابلغ مذهبا ، إن قاس شيئا بشئ لم يكذب رأيه ، وإن أظلم عليه أمراكتتم
به ، لما يعلم من نفسه من الجهل والنقص والضرورة كيلا يقال : إنه لايعلم ، ثم أقدم بغير
علم فهو خائض عشوات ، ركاب شبهات ، خباط جهالات ، لايعتذر مما لايعلم فيسلم ،
ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه
المواريث ، وتصرخ منه الدماء ، ويستحل بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم به الحلال ، لا
يسلم بإصدار ماعليه ورد ، ولايندم على مامنه فرط .
أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لاتعذرون بجهالته ، فإن العلم الذي هبط
به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى محمد خاتم النبيين في عترة محمد صلى الله عليه واله ، فأين يتاه
بكم ؟ بل أين تذهبون . يامن نسخ من أصلاب أصحاب السفينة فهذه مثلها فيكم فاركبوها
فكما نجافي هاتيك من نجا كذلك ينجوفي هذي ( 2 ) من دخلها ، أنا رهين بذلك قسما حقا ،
وما أنا من المتكلفين . الويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف . أما بلغكم ماقال فيهم نبيكم
صلى الله عليه واله ؟ حيث يقول في حجة الوداع : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا بعدي : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ ألا هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح اجاج فاجتنبوا .
* ( هامش ص 100 ) ( 1 ) في النهج : من جمع ماقل منه
( 2 ) في الارشاد المطبوع المصحح : هذه . *
[101]
نهج : مرسلا مثله .
ايضاح : فذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم الذمة : العهد والامان والضمان
والحرمة والحق . أي حرمتي أو ضماني أوحقوقي عندالله مرهونة لحقية ماأقوله . قال
في النهاية : وفي حديث علي عليه السلام : ذمتي رهينة وأنا به زعيم أي ضماني وعهدي رهن في
الوفاء به . وقال : الزعيم : الكفيل . إنه لايهيج على التقوى زرع قوم قال الجزري :
هاج النبت هياجا أي يبس واصفر ، ومنه حديث علي عليه السلام : لايهيج على التقوى زرع قوم .
أراد من عمل لله عملا لم يفسد عمله ولايبطل كما يهيج الزرع فيهلك . ولايظما عنه سنخ
أصل الظماء : شدة العطش قال الجزري : وفي حديث علي عليه السلام : ولايظما على التقوى
سنخ أصل : السنخ والاصل واحد فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما إلى الآخر .
أقول : ؟ ؟ تان متقاربتان في المعنى ، ويحتمل أن يكون المراد بهما عدم فوت
المنافع الدنيوية أيضا بالتقوى ، ويحتمل أن يراد بإحداهما إحداهما وبالاخرى الاخرى .
وفي نهج البلاغة : لايهلك على التقوى سنخ أصل ، ولايظما عليها زرع قوم ، وإن الخير
كله فيمن عرف قدره . قال ابن ميثم : أي مقداره ومنزلته بالنسبة إلى مخلوقات الله تعالى
وأنه أي شئ منها ، ولاي شئ خلق ، وماطوره المرسوم له في كتاب ربه وسنن أنبيائه .
جائر عن قصد السبيل الجائر : الضال عن الطريق ، والقصد : استقامة الطريق و
وسطه ، وفي بعض نسخ الكافي : حائر بالحاء المهملة من الحيرة . مشغوف بكلام بدعة
قال الجوهري : الشغاف : غلاف القلب وهو جلدة دون الحجاب ، يقال : شغفه الحب أي
بلغ شغافه . قدلهج فيها بالصوم والصلاة قال الجوهري : اللهج بالشئ الولوع به ، و
ضميرفيها راجع إلى البدعة أي هو حريص في مبتدعات الصلاة والصوم ، و" فيها " غير
موجود في الكافي . ضال عن هدى من كان قبله هدى بضم الهاء وفتح الدال أو فتح الهاء و
سكون الدال . وفي النهج بعد ذلك : مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته . وفي
الكافي : وبعد موته . رهين بخطيئته أي هومرهون بها قال المطرزي : هو رهين بكذا أي
مأخوذ به . قد قمش جهلا في جهال . وفي الكتابين : ورجل قمش جهلا . والقمش : جمع الشئ
المتفرق . غشوه أي أحاطوا به وليس فيهما . غار بأغباش الفتنة قال الجوهري : الغبش
[102]
ظلمة آخرالليل والجمع أغباش أي غفل وانخدع واغتر بسبب ظلمة الفتن والجهالات
أو فيها . ولم يغن فيه يوما سالما ، قال الجزري : وفي حديث علي عليه السلام : ورجل سماه
الناس عالما ولم يغن في العلم يوما تاما من قولك غنيت بالمكان أغنى إذا أقمت به انتهى .
قوله : سالما أي من النقص بأن يكون نعتا لليوم ، أو سالما من الجهل بأن يكون حالا عن ضمير
الفاعل . بكر فاستكثر مما قل منه خير مماكثر أي خرج في الطلب بكرة ، كناية عن شدة
طلبه واهتمامه في كل يوم أو في أول العمر وابتداء الطلب ، وماموصولة ، وهي مع صلتها
صفة لمحذوف أي من شئ ماقل منه خير مماكثر ، ويحتمل أن تكون مامصدرية أيضا
وقيل : قل مبتدا بتقدير " أن " وخيرخبره ، كقولهم تسمع بالمعيدي خيرمن أن تراه ، و
المراد بذلك الشئ إما الشبهات المظلة والآراء الفاسدة والعقائد الباطلة ، أو زهرات
الدنيا . حتى إذا ارتوى من آجن الآجن : الماء المتعفن المتغير ، استعير للآراء الباطلة
والاهواء الفاسدة . واستكثر من غيرطائل قال الجوهري : هذا أمر لاطائل فيه إذا لم
يكن فيه غناء ومزية . وان نزلت به إحدى المهمات وفي الكتابين : المبهمات . هيأ لها
حشوا أي كثيرا لا فائدة فيها . ثم قطع عليه أي جزم به . فهو من لبس الشبهات في مثل
غزل العنكبوت قال ابن ميثم : وجه هذا التمثيل أن الشبهات التي تقع على ذهن مثل
هذا الموصوف إذا قصد حل قضية مبهمة تكثر فتلتبس على ذهنه وجه الحق منها فلا يهتدي
له لضعف ذهنه ، فتلك الشبهات في الوهاء تشبه نسج العنكبوت وذهنه فيها يشبه لذباب
الواقع فيه ، فكما لايتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت لضعفه كذلك
ذهن هذا الرجل لايقدر على التخلص من تلك الشبهات .
أقول . ويحتمل أيضا أن يكون المراد تشبيه مايلبس على الناس من الشبهات
بنسج العنكبوت لضعفها وظهور بطلانها ، لكن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون على
التخلص منها لجهلهم وضعف يقينهم ، والاول أنسب بمابعده .
لايرى أن من وراء مابلغ مذهبا ، أي أنه لوفور جهله يظن أنه بلغ غايه العلم فليس
بعد ما بلغ إليه فكره لاحد مذهب وموضع تفكر فهو خائض عشوات أي يخوض
ويدخل في ظلمات الجهالات والفتن . خباط جهالات الخبط : المشي على غير استواء
[103]
أي خباط في الجهالات أو بسببها . ولايعض في العلم بضرس قاطع كناية عن عدم إتقانه
للقوانين الشرعية وإحاطته بها ، يقال : لم يعض فلان على الامر الفلاني بضرس إذا لم
يحكمه . يذري الروايات ذروالريح الهشيم قال الفيروز آبادي : ذرت الريح الشئ
ذروا وأذرته وذرته : أطارته وأذهبته . وقال : الهشيم نبت يابس متكسر ، أو يابس
كل كلاء وكل شجر ، ووجه التشبيه صدور فعل بلا روية من غير أن يعود إلى الفاعل
نفع وفائدة ، فإن هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيرة بها ولاشعور بوجه العمل
بها بل هو يمر على رواية بعد اخرى ويمشي عليها من غيرفائدة ، كما أن الريح التي تذري
الهشيم لاشعور لها بفعلها ، ولايعود إليها من ذلك , نفع وإنما اتى الذور مكان الاذراء
لاتحاد معنييهما . وفي بعض الروايات : يذروا الرواية . قال الجزري : يقال : ذرته
الريح وأذرته تذروه وتذريه إذا أطارته ، ومنه حديث على عليه السلام : يذروا الرواية ذرو
الريح الهشيم أي يسرد الرواية كماتنسف الريح هشيم النبت . تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء الظاهر أنهما على المجاز ، ويحتمل حذف المضاف أي أهل المواريث وأهل
الدماء . لايسلم بإصدار ما عليه ورد . أي لايسلم عن الخطأ في إرجاع ماعليه ورد من
المسائل أي في جوابها ، وفي الكتابين : لامليئ والله بإصدار ماعليه ورد أي لايستحق
ذلك ولايقوي عليه . قال الجزري : المليئ بالهمز : الثقة الغني وقد ملؤفهو مليئ بين
الملآءة بالمد - وقد أولع الناس بترك الهمزة وتشديد الياء - ومنه حديث علي عليه السلام : لامليئ
والله بإصدار ماورد عليه . ولايندم على ما منه فرط . أي لايندم على ماقصرفيه . وفي الكافي :
ولاهو أهل لمامنه فرط " بالتخفيف " أي سبق على الناس وتقدم عليهم بسببه من ادعاء
العلم ، وليست هذه الفقرة أصلا في نهج البلاغة ، وقال ابن أبي الحديد : في كتاب ابن
قتيبة : ولا أهل لمافرط به أي ليس بمستحق للمدح الذي مدح به .
ثم اعلم أنه على نسخة المنقول عنه جميع تلك الاوصاف لصنف واحد من الناس ،
وعلى مافي الكتابين من زيادة : ورجل عند قوله : قمش جهلا فالفرق بين الرجلين إما بأن
يكون المراد بالاول الضال في اصول العقائد كالمشبهة والمجبرة ، والثاني هو المتفقه
في فروع الشرعيات وليس بأهل لذلك ، أو بان يكون المراد بالاول من نصب نفسه
[104]
لسائر مناصب الافادة دون منصب القضاء ، وبالثاني من نصب نفسه له .
فأين يتاه بكم : من التيه بمعنى التحير والضلال أي أين يذهب الشيطان أو الناس بكم متحيرين ؟ . بل أين تذهبون إضراب عمايفهم سابقا من أن الداعي لهم على ذلك غيرهم ، و
أنهم مجبورون على ذلك أي بل أنتم باختياركم تذهبون عن الحق إلى الباطل . يا من
نسخ من أصلاب أصحاب السفينة النسخ : الازالة والتغيير أي كنتم في أصلاب من ركب
سفينة نوح فانزلتم عن تلك الاصلاب فاعتبروا بحال أجداد كم وتفكروا في كيفية نجاتهم
فإن مثل أهل البيت كمثل سفينة نوح . وتي وذي للاشارة إلى المؤنث . قسما حقا
أى اقسم قسما حقا . وماأنا من المتكلفين أي المتصنعين بمالست من أهله ، ولست ممن
يدعي الباطل ويقول الشئ من غيرحقيقة . إني تارك فيكم الثقلين قال الجزري : فيه :
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي سما هما ثقلين لان الاخذ بهما والعمل بهما
ثقيل ، ويقال لكل خطير نفيس : ثقيل . فسماهما ثقلين إعظاما لقدر هما وتفخيما لشأنهما .
ماإن تمسكتم بهمابدل من الثقلين . وإنهما لن يفترقا يدل على أن لفظ القرآن و
معناه عندهم عليهم السلام . ( 1 ) ألا هذا أي سبيل الحق الذي أريتكموه عذب فرات أي شديد
العذوبة ، وهذا أي سبيل الباطل الذي حذرتكموه ملح اجاج أي مالح شديد الملوحة
والمرارة .
60 - شى : عن سعد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية : ليس البر
بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها . فقال : آل
محمد - صلى الله عليه واله - أبواب الله وسبيله والدعاة إلى الجنة والقادة إليها والادلاء عليها إلى يوم
القيامة .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 104 سطر 19 إلى صفحه 112 سطر 18

61 - شى : عن جابربن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ليس البر بأن تأتوا
البيوت . الآية قال : يعني أن يأتي الامر من وجهها من أي الامور كان .
* ( هامش ص 104 ) ( 1 ) الظاهرأن هذه الاستفاده منه رحمه الله انتصار للاخبار الدالة على تحريف الكتاب مع أن
قوله : لن يفترقا إنما يدل على أن المعارف القرآنية بحقائقها عند أهل البيت عليهم السلام ، ولا نظرفيه
إلى التفرقة بين لفظ القرآن ومعناه وعدمها كماهو ظاهر . ط *
[105]
62 - قال وروى سعيد بن منخل في حديث له رفعه قال : البيوت : الائمة عليهم السلام
والابواب : أبوابها .
63 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام وأتوا البيوت من أبوابها . قال : ائتوا
الامور من وجهها . ( 1 )
64 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : خذواالعلم من أفواه الرجال .
65 - وقال صلى الله عليه واله : وإياكم وأهل الدفاتر ، ولايعزنكم الصحفيون .
66 - وقال صلى الله عليه واله : الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها .
67 - نى : روي عن أبي عبدالله عليه السلام : أنه قال : من دخل في هذا الدين بالرجال
أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال
قبل أن يزول .
68 - نى : سلام بن محمد ، عن أحمد بن داود ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن
سعد ، عن ابن أبي الخطاب ( 2 ) ، عن المفضل بن زرارة ، عن المفضل بن عمر قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : من دان الله بغيرسماع من عالم صادق ألزمه الله التيه إلى الفناء ، ومن
ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك ، وذلك الباب هو الامين
المأمون على سرالله المكنون . ( 3 )
نى : الكليني ، عن بعض رجاله ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن مالك بن عامر ، عن
المفضل مثله .
( باب 15 )
* ( ذم علماء السوء ولزوم التحرز عنهم ) *
الايات ، الاعراف : واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه
الشيطان فكان من الغاوين ولوشئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هويه
* ( هامش ص 105 ) ( 1 ) اتحاده مع الحديث 61 ظاهر .
( 2 ) وفى نسخة : عن ابن ابى طالب .
( 3 ) تقدم صدره عن جابر تحت الرقم 24 . *
[106]
فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا
بآياتنا 174 ، 175
المؤمن : فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم
ما كانوا به يستهزؤن 82
حمعسق : وما تفرقوا إلا من بعد ماجائهم العلم بغيا بينهم 13
الجمعة : مثل الذين حملوا التورية ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا
بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله 4
1 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام : أن عليا عليه السلام قال :
إياكم والجهال من المتعبدين والفجارمن العلماء فإنهم فتنة كل مفتون . ( 1 )
2 - ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن اذينة ، عن أبان
ابن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه واله
أنه قال في كلام له : العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج ، وعالم تارك لعلمه
فهذا هالك ، وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار
ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عزوجل فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عزوجل
فأدخله الله الجنة ، وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى . ثم قال أميرالمؤمنين
عليه السلام : ألا إن أخوف ماأخاف عليكم خصلتان : اتباع الهوى وطول الامل ، أما اتباع
الهوى فيصد عن الحق ، وطول الامل ينسي الآخرة .
3 - ل : الفامي ، عن ابن بطة ، عن البرقي ، عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين
عليه السلام أنه قال : قطع ظهري رجلان من الدنيا : رجل عليم اللسان فاسق ، ورجل جاهل
القلب ناسك ، هذا يصد بلسانه عن فسقه ، وهذا بنسكه عن جهله ، فاتقوا الفاسق من
العلماء ، والجاهل من المتعبدين ، اولئك فتنة كل مفتون ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله
يقول : ياعلي هلاك امتي على يدي كل منافق عليم اللسان .
بيان : قوله عليه السلام : هذا يصد بلسانه عن فسقه أي يمنع الناس عن أن يعلموا
* ( هامش ص 106 ) ( 1 ) لعله قطعة من الحديث الثالث . *
[107]
فسقه بمايصور لهم بلسانه ويشبه عليهم ببيانه فيعدون فسقه عبادة ، أو أنهم لا يعبؤون
بفسقه بما يسمعون من حسن بيانه ، والاحتمالان جاريان في الفقرة الثانية .
4 - ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان
عن زياد بن المنذر ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام :
الفتن ثلاث : حب النساء وهو سيف الشيطان ، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان ، وحب
الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان . فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه ، ومن أحب الاشربة
حرمت عليه الجنة ، ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا .
5 - وقال : قال عيسى ابن مريم عليه السلام : الدينار داء الدين ، والعالم طبيب الدين
فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غيرناصح لغيره .
6 - ل : أبي ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن جعفربن محمد ، عن
أبيه ، عن آبائه عليهم السلام : أن عليا عليه السلام قال : إن في جهنم رحى تطحن أفلا تسألوني
ماطحنها ؟ فقيل له : وماطحنها يا أميرالمؤمنين ؟ قال : العلماء الفجرة ، والقراء الفسقة ،
والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة . وإن في النار لمدينة يقال لها :
الحصينة أفلا تسألوني ما فيها ؟ فقيل : وما فيها يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : فيها أيدي الناكثين .
ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن هارون مثله .
بيان : قال الجزري العرفاء : جمع عريف وهو القيم بامور القبيلة أو الجماعة من
الناس يلي امورهم ، ويعترف الامير منه أحوالهم ، فعيل بمعنى فاعل . والنكث : نقض
العهد والبيعة .
7 - ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن القاشاني ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ،
عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه
على دينكم فإن كل محب يحوط ماأحب .
8 - وقال : أوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام : لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا
بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي ، فإن اولئك قطاع طريق عبادي المريدين ، إن أدنى
ما أناصانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم .
[108]
9 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي محمد الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن حماد
ابن عثمان ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : هل
رأيت شاعرا يتبعه أحد ؟ إنما هم قوم تفقهوا لغيرالدين فضلوا وأضلوا .
بيان : التعبير عنهم بالشعراء لانهم كالشعراء مبنى أحكامهم وآرائهم على الخيالات
الباطلة .
10 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن أسلم
الجبلي ( 1 ) بإسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال : إن الله عزوجل يعذب ستة
بست : العرب بالعصبية ، والدهاقنة بالكبر ، والامراء بالجور ، والفقهاء بالحسد ،
والتجار بالخيانة ، وأهل الرستاق بالجهل .
بيان : الدهاقنة جمع الدهقان وهو معرب دهبان أي رئيس القرية .
11 - ل : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن الخشاب ، عن ابن
مهران وابن اسباط فيما أعلم ، عن بعض رجالهما قال : قال أبوعبدالله عليه السلام إن من
العلماء من يحب ان يخزن علمه ولايؤخذ عنه فذاك في الدرك الاول من النار ، ومن
العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار ، ومن العلماء
من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولايرى له في المساكين وضعا فذاك
في الدرك الثالث من النار ، ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين
فإن رد عليه شئ من قوله أو قصر في شئ من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار ،
ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به علمه ويكثر به حديثه فذاك
في الدرك الخامس من النار ، ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول : سلوني ولعله لا
* ( هامش ص 108 ) ( 1 ) قال صاحب التنقيح : الجبلى نسبة إلى الجبل - كورة بحمص - أو إلى بلاد الجبل من بلاد الديالمة
وهو المشهورفي النسبة إلى الجبل على الاطلاق ، اوالى الجبل - بفتح الجيم وضم الباء الموحدة المشددة
واللام - بليدة بشاطئ الدجلة من الجانب الشرقى بين النعمانية وواسط ، ومنهاجمع محدثون ، والنسبة
على الاول بالتخفيف وعلى الثالث بالتشديد . أقول : هو محمد بن أسلم الجبلى الطبرى أبوجعفر المترجم
في الفهرست ورجال النجاشى وغيرهما ، قال النجاشى " في ص 260 " : أصله كوفى يتجر إلى طبرستان
يقال : انه كان غاليا فاسد الحديث ، روى عن الرضا عليه السلام . *
[109]
يصيب حرفا واحدا والله لايحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار ، ومن
العلماء من يتخذ علمه مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار .
بيان : قوله عليه السلام : من إذا وعظ " على المجهول " أنف أي استكبر عن قبول الوعظ
وإذا وعظ " على المعلوم " عنف أي جاوزالحد ، والعنف ضد الرفق .
قوله عليه السلام : أو قصر " على المجهول " من باب التفعيل أي إن وقع التقصير من أحد
في شئ من أمره كإكرامه والاحسان إليه غضب . قوله عليه السلام : ليغزر أي يكثر . قوله
عليه السلام : يتخذ علمه مروة وعقلا أي يطلب العلم ويبذله ليعده الناس من أهل المروة
والعقل .
12 - ما : المفيد ، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن الصفار ،
عن القاشاني ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص قال : سمعت أبا عبدالله جعفربن
محمد عليهم السلام يقول : قال عيسى ابن مريم لاصحابه : تعلمون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ،
ولاتعملون للآخرة ولاترزقون فيها إلا بالعمل . ويلكم علماء السوء ! الاجرة تأخذون ،
والعمل لاتصنعون ، يوشك رب العمل أن يطلب عمله ، وتوشكوا أن تخرجوا من الدنيا
إلى ظلمة القبر ، كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه ؟ !
وما يضره أشهى إليه مماينفعه .
13 - ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ،
عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا ظهر العلم ، واحترز العمل ، وائتلفت
الالسن ، واختلفت القلوب ، وتقاطعت الارحام ، هنالك لعنهم الله فأصمهم وأعمى
أبصارهم .
14 - ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : سيأتي على امتي زمان لايبقى
من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم
عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت
الفتنه وإليهم تعود .
بيان : لعل المراد عود ضررها إليهم في الدنيا والآخرة ، أو أنهم مراجع لها
[110]
يؤوونها وينصرونها
15 - غو ، روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : الفقهاء أمناء الرسل مالم يدخلوا في
الدنيا . قيل : يارسول الله ومادخولهم في الدنيا ؟ قال : اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك
فاحذروهم على دينكم . 16 - ختص : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من تعلم علما ليماري به السفهاء أوليباهي
به العلماء ، أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول : أنا رئيسكم فليتبوأ مقعده من النار ، إن
الرئاسة لاتصلح إلا لاهلها ، فمن دعى الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظرالله
إليه يوم القيامة .
17 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لاينفعه .
بيان : قيل : أراد العلماء بمالا نفع فيه من العلوم كالسحرو النيرنجات وغيرذلك ،
ويحتمل أن يراد بالجهل الاهواء الباطلة والشهوات الفاسدة ، فإنها ربما غلبت العقل
والعلم .
18 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : أشد الناس بلاءا وأعظمهم عناءا
من بلي بلسان مطلق ، وقلب مطبق ، فهو لا يحمد إن سكت ولايحسن إن نطق .
19 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، و
لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم إتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا
فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا .
20 - منية المريد : عن النبي صلى الله عليه واله قال : إني لا أتخوف على امتي مؤمنا ولا
مشركا ، فأما المؤمن فيحجزه إيمانه ، وأما المشرك فيقمعه كفره ( 1 ) ولكن أتخوف عليكم
منافقا عليم اللسان يقول ماتعرفون ويعمل ما تنكرون .
21 - وقال صلى الله عليه واله : إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان .
22 - وقال صلى الله عليه واله : ألا إن شر الشر شرار العلماء وإن خير الخير خيار العلماء .
23 - وقال صلى الله عليه واله : من قال : أنا عالم فهو جاهل .
* ( هامش ص 110 ) ( 1 ) أى فيذله ويقهره كفره . *
[111]
24 - وقال صلى الله عليه واله : يظهرالدين حتى يجاوز البحار ، ويخاض في سبيل الله
ثم يأتي من بعد كم أقوام يقرؤون القرآن يقولون : قرأنا القرآن ، من أقرأ منا ؟ ومن أفقه
منا ؟ ومن أعلم منا ؟ . ثم التفت إلى أصحابه فقال : هل في اولئك من خير ؟ قالوا : لا . قال :
اولئك منكم من هذه الآية : واولئك هم وقود النار .
25 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام قسم ظهري عالم متهتك ، وجاهل متنسك فالجاهل
يغش الناس بتنسكه ، والعالم يغرهم بتهتكه .
( باب 16 )
* ( النهى عن القول بغير علم ، والافتاء بالرأى ، وبيان شرائطه ) *
الايات ، البقره : فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله
ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون 78 " وقال
تعالى " : أم تقولون على الله مالا تعلمون 79
آل عمران : وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما
هو من الكتاب ويقولون هو من عندالله وما هو من عندالله ويقولون على الله الكذب وهم
يعلمون 77 " وقال تعالى " : فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون 93
النساء : انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا 49
المائدة : ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون 43 " وقال " : ومن لم
يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون 44 " وقال " : ومن لم يحكم بماأنزل الله فاولئك
هم الفاسقون 46 " وقال تعالى " : ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثر هم لا
يعقلون 102
الانعام : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أوكذب بآياته إنه لايفلح الظالمون 21
" وقال تعالى " : افتراءا عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون 137 " وقال تعالى " : قد خسر
الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراءا على الله قد ظلوا وما
كانوا مهتدين 139
[112]
الاعراف : قل إنما حرم ربي الفواحش " إلى قوله " : وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
32 " وقال تعالى " : فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أوكذب بآياته 36 " وقال تعالى " :
ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق 168
يونس : فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لايفلح المجرمون
16 " وقال تعالى " : قل أرأيتم ماأنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قلء آلله
أذن لكم أم على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيمة 58 ، 59
و" قال " : أتقولون على الله مالا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون
متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون 67 ، 68 ، 69
هود : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول
الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين 17
النحل : إنما يفترى الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله 104 " وقال تعالى : " ولا
تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن
الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم 116 ، 117
الكهف : فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 14
طه : قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من
افترى 60
النور : وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عندالله
عظيم 16


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 112 سطر 19 إلى صفحه 120 سطر 18

العنكبوت : وليسئلن يوم القيمة عماكانوا يفترون 12 " وقال تعالى " : ومن أظلم
ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين 67
لقمان : ومن الناس من يجادل في الله بغيرعلم ولاهدى ولاكتاب منير 19
الزمر : فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم
مثوى للكافرين 31 " وقال تعالى " : ويوم القيمة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم
مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين 59
[113]
الجاثية : ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون 23
الاحقاف : أم يقولون افتريه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا 7
الصف : ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الاسلام 6
الحاقة : ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين
فما منكم من أحد عنه حاجزين 44 ، 45 ، 46 ، 47
الجن : وأنا طننا أن لن تقول الانس والجن على الله كذبا 4
1 - كتاب عاصم بن حميد ، عن خالد بن راشد ، عن مولى لعبيدة السلماني قال :
خطبنا أميرالمؤمنين عليه السلام على منبر له من لبن : فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : ياأيها
الناس اتقواالله ولاتفتوا الناس بما لا تعلمون ، إن رسول الله صلى الله عليه واله قال قولا آل منه إلى
غيره وقال قولا . وضع على غير موضعه وكذب عليه . فقام إليه علقمة وعبيدة السلماني
فقالا : يا أميرالمؤمنين فما نصنع بما قد خبرنافي هذا الصحف عن أصحاب محمد صلى الله عليه واله ؟
قال : سلاعن ذلك علماء آل محمد صلى الله عليه واله . كأنه يعني نفسه .
2 - لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن معلى ، عن ابن أسباط ، عن جعفربن
سماعة ، عن غيرواحد ، عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام : ما حق الله
على العباد ؟ قال أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفواعند مالايعلمون .
3 - لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي
يعقوب إسحاق بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى عير
عباده بآيتين من كتابه : أن لايقولوا حتى يعلموا ، ولايردوا مالم يعلموا . قال الله عزو
جل : ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لايقولوا على الله إلا الحق . وقال : بل كذبوا
بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله .
شى : عن إسحاق بن عبدالعزيز مثله .
شى : عن أبي السفاتج ( 1 ) مثله .
* ( هامش ص 113 ) ( 1 ) جمع سفتجة - بضم السين وسكون الفاء وفتح التاء - معرب سفتة ، وأبوالسفاتج تكون كنية
اسحاق بن عبدالعزيز واسحاق بن عبدالله معا ، عدهما الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام ،
وحكى عن ابن الغضائرى أنه قال : اسحاق بن عبدالعزيز البزاز كوفى ، يكنى أبا يعقوب ويلقب أبا السفاتج
روى عن أبى عبدالله عليه السلام ، يعرف حديثه تارة وينكر اخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا . *
[114]
بيان : قوله عليه السلام : أن لا يقولوا أي لئلا يقولوا .
4 - ب : أبوالبختري ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام أن عليا عليه السلام قال لرجل وهو
يوصيه : خذمني خمسا : لا يرجون أحدكم إلا بربه ، ولا يخاف إلا ذنبه ، ولا يستحيي
أن يتعلم مالم يعلم ( 1 ) ، ولا يستحيي إذاسئل عما لايعلم أن يقول : لا أعلم ، واعلموا أن الصبر
من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد .
كتاب المثنى بن الوليد ، عن ميمون بن حمران ، عنه عليه السلام مثله .
5 - ل : أبي عن محمد العطار ، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن علي بن
الحكم ، عن ابن عميرة ، عن مفضل بن يزيد ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : أنهاك عن خصلتين
فيهما هلك الرجال : أن تدين الله بالباطل ، وتفتي الناس بما لا تعلم .
بيان : أن تدين الله أي تعبدالله بالباطل أي بدين باطل أو بعمل بدعة .
6 - ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن ابن الحجاج قال :
قال لي أبوعبدالله عليه السلام : إياك وخصلتين فيهما هلك من هلك : إياك أن تفتي الناس
برأيك ، أو تدين بما لا تعلم .
7 - ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن الواسطي يرفعه إلى
زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن من حقيقة الايمان أن تؤثر الحق وإن ضرك
على الباطل وإن نفعك ، وأن لا يجوز منطقك علمك .
سن : أحمد ، عن الواسطي مثله .
8 - ل : أبومنصور أحمد بن إبراهيم ، عن زيد بن محمد البغدادي ، عن أبي القاسم
عبدالله بن أحمد الطائي ، عن أبيه ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي
عليه السلام : خمس لورحلتم فيهن ماقدرتم على مثلهن : لا يخاف عبد إلا ذنبه ، ولا يرجو إلا ربه
عزوجل ، ولا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : الله أعلم ، ولا يستحيي أحد إذا
لم يعلم أن يتعلم ، والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولاإيمان لمن لاصبر له .
9 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام مثله إلا أن فيه : ولا يستحيي الجاهل
* ( هامش ص 114 ) ( 1 ) وفى نسخة : ما لايعلم . *
[115]
إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم ، ولايستحيي أحدكم إذا سئل عما لايعلم أن يقول : لا أعلم .
صح : عنه ، عن آبائه عليهم السلام مثله .
بيان : قوله : لورحلتم فيهن لعل فيه مضافا محذوفا أي سافرتم في طلب مثلهن
أو في استعلام قدرهن .
10 - ل : الحسن بن محمد السكوني بالكوفة ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن
سعيدبن عمر والاشعثي ، عن سفيان بن عيينة ، عن الشعبي قال : قال علي عليه السلام : خذوا عني
كلمات لور كبتم المطي فأنضيتموها لم تصيبوا مثلهن : ألا يرجو أحد إلا ربه ، ولا يخاف
إلا ذنبه ، ولا يستحيي إذا لم يعلم أن يتعلم ، ولا يستحيي إذاسئل عما لا يعلم أن يقول : الله
أعلم . واعلموا أن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا خير في جسد لا رأس له
نهج : عنه عليه السلام مثله .
بيان : المطي على فعيل والمطايا هما جمعان للمطية وهي الدابة تسرع في سيرها .
وقال الجزري : فيه : أن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره أي يهزله ويجعله
نضوا . والنضو : دابة هزلتها الاسفار ومنه حديث علي عليه السلام : كلمات لو رحمتم فيهن المطي
لانضيتموهن .
11 - ن : أبي ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن
الرضا عليه السلام في خبر طويل قال : يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فألزم طريقتنا
فإنه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، إن أدنى ما يخرج الرجل من الايمان أن يقول
للحصاة : هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه ، يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك
به فقد جمعت لك فيه خيرالدنيا والآخرة .
بيان : المراد ابتداع دين أورأي أوعبادة والاصرار عليها حتى هذا الامر المخالف
للواقع الذي لا يترتب عليه فساد ، والحاصل أن الغرض : التعميم في كل أمر يخالف الواقع
فإن التدين به يخرج الرجل عن الايمان المأخوذ فيه ترك الكبائر كما هو مصطلح
الاخبار وسيأتي تحقيقها .
12 - ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال :
[116]
قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والارض .
سن : أبي ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله مثله .
سن : محمد بن عيسى ، عن جعفر بن محمد أبي الصباح ، عن إبراهيم بن أبي السماك ( 1 ) ،
عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن عليه السلام مثله .
سن : الجاموراني ، عن ابن البطائني ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبدالله
عليه السلام مثله .
صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام مثله .
13 - ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ،
عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال علي بن الحسين
عليهما السلام : ليس لك أن تقعد مع من شئت لان الله تبارك وتعالى يقول : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان
فلا تقعد بعدالذكرى مع القوم الظالمين . وليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله عزو
جل قال : ولاتقف ماليس لك به علم . ولان رسول الله صلى الله عليه واله قال : رحم الله عبدا قال خيرا
فغنم ، أو صمت فسلم . وليس لك أن تسمع ماشئت لان الله عزوجل يقول : إن السمع
والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا .
بيان : الخطاب في الآية الاولى إما خطاب عام ، أو المخاطب به ظاهرا الرسول
والمراد به الامة . قوله تعالى : ولاتقف أي ولاتتبع . قوله تعالى : كل اولئك أي كل هذه
الاعضاء ، وأجراها مجرى العقلاء لماكانت مسؤولة عن أحوالها شاهدة على صاحبها .
14 - مع : العجلي ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ،
* ( هامش ص 116 ) ( 1 ) قال صاحب تنقيح المقال : قال ابن داود : سمال باللام وتخفيف الميم ، ومنهم من شددها
ويفتح السين ، كذا صنع النجاشى في ترجمة غالب بن عثمان المنقرى وفسره بالكحال . وقال في ايضاح
الاشتباه : إبراهيم بن أبى بكر محمد بن الربيع يكنى بأبى بكر بن أبى السماك - بالسين المهملة المفتوحة
والكاف أخيرا - واستظهر صاحب التنقيح أن إبراهيم بن أبى السمال هذا هو ابراهيم بن أبى بكر محمد
ابن الربيع الثقة عند النجاشى . *
[117]
عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن حمزة بن حمران قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : من
استأكل بعلمه افتقر ، فقلت له : جعلت فداك إن في شيعتك ومواليك قوما يتحملون
علومكم ، ويبثونها في شيعتكم فلا يعدمون على ذلك منهم البر والصلة والاكرام ، فقال
عليه السلام : ليس اولئك بمستأكلين ، إنما المستأكل بعلمه الذي يفتي بغير علم ولاهدى من الله
عزوجل ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا .
15 - مع ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هشام ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن
حمران قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن من أجاب في كل مايسئل عنه لمجنون .
16 - مع : أبي ، عن محمد بن يحيى ، عن سهل ، عن جعفر الكوفي ، عن الدهقان ،
عن درست ، عن ابن عبدالحميد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : اتقوا
تكذيب الله ، قيل : يارسول الله وكيف ذاك ؟ قال : يقول أحدكم : قال الله . فيقول الله عزوجل :
كذبت لم أقله . ويقول : لم يقل الله . فيقول عزوجل : كذبت قد قلته .
17 - ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن عبدالرحمن بن محمد الاسدي ،
عن أبي خديجة ( 1 ) ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الكذب على الله عزوجل وعلى رسوله
وعلى الاوصياء عليهم الصلاة والسلام من الكبائر . وقال رسول الله صلى الله عليه واله : من قال علي
ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار .
سن : محمد بن علي وعلي بن عبدالله ، عن عبدالرحمن بن محمد الاسدي مثله .
18 - كش : سعد ، عن اليقطيني ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، وعلي بن إسماعيل ،
عن الرضا عليه السلام قال : والله ماأحد يكذب علينا إلا ويذيقه الله حر الحديد .
19 - سن : أبي عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي عبيدة ، عن أبي
سخيلة ( 2 ) قال : سمعت عليا عليه السلام على منبر الكوفة يقول : أيها الناس ثلاث لادين لهم :
لادين لمن دان بجحود آية من كتاب الله ، ولادين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولادين لمن
دان بطاعة من عصى الله تبارك وتعالى ، ثم قال : أيها الناس لاخير في دين لاتفقه فيه ،
* ( هامش ص 117 ) ( 1 ) هو سالم بن مكرم بن عبدالله ، وكان كنيته أبى سلمة فغيرها وكناه بذلك .
( 2 ) بضم السين وفتح الخاء المعجمة هو عاصم بن ظريف . *
[118]
ولاخير في دنيا لاتدبر فيها ، ولا خير في نسك لاورع فيه .
20 - سن : علي بن حسان الواسطي والبزنطي ، عن درست ، عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما حق الله على خلقه ؟ قال : خق الله على خلقه أن يقولوا ما يعلمون
ويكفوا عما لايعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد والله أدوا إليه حقه .
21 - سن : أبي ، عن ابن المغيرة ، عن ابن الحجاج ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إياك وخصلتين مهلكتين : أن تفتي الناس برأيك ، أو تقول مالاتعلم .
22 - سن : ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن ابن الحجاج قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
عن مجالسة أصحاب الرأى فقال : جالسهم وإياك وخصلتين هلك فيهما الرجال : أن تدين
بشئ من رأيك ، أو تفتي الناس بغير علم .
بيان : أن تدين أي تعتقد أو تعبدالله .
23 - سن : ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ولحقه
وزر من عمل بفتياه .
بيان : بغير علم أي من الله بغير واسطة بشر كما للنبي وبعض علوم الائمة عليهم السلام ،
والهدى كسائر علومهم وعلوم سائر الناس ، ويحتمل أن يكون المراد بالهدى الظنون
المعتبرة شرعا ، ويحتمل التأكيد . والفتيا بالضم الفتوى .
24 - سن : أبي ، عن يونس عن داود بن فرقد ، عمن حدثه ، عن عبدالله بن شبرمة ( 1 )
قال : ما أذكر حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليهما السلام إلا كاد يتصدع قلبي قال : قال أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صلى الله عليه واله قال ابن شبرمة : واقسم بالله ماكذب أبوه على جده ولا
كذب جده على رسول الله . فقال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من عمل بالمقائيس فقد هلك و
* ( هامش ص 118 ) ( 1 ) بفتح الشين أوضمها على اختلاف وسكون الباء وضم الراء هو عبدالله بن شبرمة بن الطفيل بن
حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبية الكوفى
أبوشبرمة عم عمارة بن القعقاع ، وعمارة أكبر منه حكى ذلك عن المقدسى . والذى يستفاد من التراجم
ومن احاديثنا أن الرجل كان من علماء العامة عاملا بالقياس ، قاضيا للمنصور الدوانيقى على سواد الكوفة
ويأتى في باب البدع والرأى والمقائيس مايدل على ذلك وعلى ذمه . *
[119]
أهلك ، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والحكم من المتشابه فقد هلك
وأهلك . ( 1 ) 25 - سن : الوشاء ، عن أبان الاحمر ، عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر عليه السلام
قال : ما علمتم فقولوا ، ومالم تعلموا فقولوا : الله أعلم إن الرجل لينتزع بالآية من القرآن
يخر فيها أبعد من السماء .
بيان : في الكافي : لينزع الآية من القرآن . والخرور : السقوط من علو إلى سفل
أي يبعد من رحمة الله بأبعد مما بين السماء والارض ، أو يتضرر في آخرته بأكثر ممايتضرر
الساقط من هذاالبعد في دنياه ، أو يبعد عن مراد الله فيها بأكثر من ذلك البعد من قبيل
تشبيه المعقول بالمحسوس .
26 - سن : أبي ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن الهيثم ، عن محمد بن مسلم ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إذاسئل الرجل منكم عما لايعلم فليقل : لاأدري ولايقل : ألله
أعلم فيوقع في قلب صاحب شكا ، وإذا قال المسؤول : لاأدري . فلا يتهمه السائل .
27 - سن : أبي : عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما
عليهما السلام قال : للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول : ألله أعلم ، وليس لغير العالم أن
يقول ذلك .
بيان : لاينافي الخبر السابق لان الظاهر أن الخبر السابق مخصوص بغير العالم ،
على أنه يمكن أن يخص ذلك بمن يتهمه السائل بالضنة عن الجواب إذا قال : ألله
أعلم .
28 - سن : أبي ، عن ابن المغيرة ، عن فضيل بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إذا سئلت عما لاتعلم فقل : لاأدري فإن لا أدري خير من الفتيا .
29 - سن : جعفر بن محمد ، عن عبيدالله الاشعري : عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ،
عن أبيه عليهما السلام قال : قال علي عليه السلام في كلام له : لايستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن
يقول : لاعلم لي به .
* ( هامش ص 119 ) ( 1 ) أورد الحديث عن الامالى في باب البدع والرأى والمقائيس . *
[120]
30 - سن : ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن رجل لم يسمه
أنه سأل أباعبدالله عليه السلام رجلان تدارئا في شئ ، فقال أحد هما : أشهد أن هذا كذا وكذا
برأيه فوافق الحق ، وكف الآخر فقال : القول قول العلماء . فقال : هذا أفضل الرجلين ،
أوقال : أورعهما .
بيان : قال الجوهري : تدارأوا : تدافعوا في الخصومة .
31 - سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : لوأن العباد إذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا ولم يكفروا .
32 - سن : أبي عمن حدثه ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إنه لا يسعكم فيما
ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه ، والتثبت فيه ، والرد إلى أئمة المسلمين حتى
يعرفوكم فيه الحق ، ويحملوكم فيه على القصد ، قال الله عزوجل : فاسألوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون .
33 - سن : ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن حمزة بن الطيار : أنه عرض على أبي
عبدالله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له : كف . قال أبوعبدالله
عليه السلام : اكتب ، فأملى عليه : أنه لا ينفعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه ،
والتثبت فيه ، ورده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد . بيان : الامر بالكف والسكوت اما لان من عرض الخطبة فسر هذا الموضع
برأيه وأخطأ ، أولانه كان في هذا الموضع غموض ولم يتثبت عنده ولم يطلب تفسيره ،
أو لانه عليه السلام أراد إنشاء ذلك فاستعجل لشدة الاهتمام .
34 - مص : قال الصادق عليه السلام : لاتحل الفتيا لمن لا يستفتي من الله عزوجل بصفاء


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 120 سطر 19 إلى صفحه 128 سطر 18

سره وإخلاص عمله وعلانيته وبرهان من ربه في كل حال ، لان من أفتى فقد حكم ،
والحكم لا يصح إلا بإذن من الله وبرهانه ، ومن حكم با لخبر بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ
بجهله مأثوم بحكمه ، قال النبي صلى الله عليه واله : أجرؤكم با لفتيا أجرؤكم على الله عزوجل . أولا
يعلم المفتي أنه هوالذي يدخل بين الله تعالى وبين عباده وهو الحاجزبين الجنة والنار ؟ ( 1 )
* ( هامش ص 120 ) ( 1 ) يحتمل أن يكون هو تتمة كلام الصادق عليه السلام أوحديثا مستقلا رواه صاحب المصباح ،
والا حتمالان يجريان في قوله بعد ذلك : قال أميرالمؤمنين عليه السلام ، فعلى الاحتمال الاول أدرج
صاحب المصباح كلاما لنفسه بين الجملتين وهو قوله : قال سفيان الخ . *
[121]
قال سفيان بن عيينة : ينتفع بعلمي غيري وأنا قد حرمت نفسي نفعها ، ولا تحل الفتيا في
الحلال والحرام بين الخلق إلا لمن كان أتبع الخلق من أهل زمانه وناحيته وبلده بالنبي
صلى الله عليه واله . ( 1 ) قال أميرالمؤمنين عليه السلام لقاض : هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا . قال :
فهل اشرقت على مراد الله عزوجل في امثال القران ? قال : لا . قال : إذا هلكت وأهلكت .
والمفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن وحقائق السنن وبواطن الاشارات والآداب و
الاجماع والاختلاف والاطلاع على اصول ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه ثم حسن الاختيار
ثم العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر . ( 2 )
بيان : قوله ومن حكم بالخبر بلا معاينة أي بلا علم بمعنى الخبر ووجه صدوره
وكيفية الجمع بينه وبين غيره .
35 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : من أفتى الناس بغيرعلم كان مايفسده من الدين أكثر
مما يصلحه .
36 - وقال صلى الله عليه واله : من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك ، ومن أفتى الناس وهو
لايعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك . ( 3 )
37 - جا : الجعابي ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، عن
أبي قطر ، عن هشام الدمتواني ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عروة ، عن عبدالله بن عمر ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينزعه بين الناس ( 4 ) ولكن يقبض العلم
بقبض العلماء ، وإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسألوهم فقالوا بغيرعلم فضلوا
وأضلوا .
38 - جا : أبوغالب الزراري ، عن عمه علي بن سليمان ، عن الطيالسي ، عن العلاء ،
عن محمد ، قال سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : لادين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولادين لمن
* ( هامش ص 121 ) ( 1 ) الظاهر أن جملة " قال سفيان الخ " تكون لصاحب مصباح الشريعة ، لانهم عليهم السلام معادن العلوم والحكم ، ينحذر عنهم السبيل ولايرقى إليهم الطير ، لم يحتاجوا إلى نقل كلام من الغير والاستشهاد
به . كما أن المحتمل كون جملة " والمفتى يحتاج الخ " منه لامن الامام عليه السلام .
( 2 ) وفى نسخة : ثم الحكم حينئذ ان قدر .
( 3 ) تقدم الحديث مسندا تحت الرقم 24 .
( 4 ) وفى نسخة : عن الناس . *
[122]
دان بفرية باطل على الله ، ولادين لمن دان بجحود شئ من آيات الله .
39 - كش : حمدويه ، وإبراهيم ابنا نصير ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن
حسين بن معاذ ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : بلغني أنك
تقعد في الجامع فتفتي الناس قال : قلت : نعم وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج ،
إني أقعد في الجامع فيجئ الرجل فيسألني عن الشئ فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته
بمايقولون ، ويجئ الرجل أعرفه بحبكم أو بمودتكم فاخبره بما جاء عنكم ، ويجئ
الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول : جاء عن فلان كذا ، وجاء عن فلان كذا فادخل
قولكم فيما بين ذلك قال : فقال لي : اصنع كذا فإني أصنع كذا .
40 - نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء ( 1 ) وملائكة الارض .
41 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من ترك قول لاأدري اصيبت مقاتله .
بيان : أي من أجاب عن كل سؤال هلك ، وفي بعض النسخ : اصبيت كلمته " بتقديم
الموحدة " أي اميلت كلمته في الجواب إلى الجهل .
42 - نهج : لا تقل ما لاتعلم بل لا تقل كل ما تعلم ، فإن الله سبحانه قد فرض
على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة .
43 - وقال عليه السلام : علامة الايمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث
ينفعك ، وأن لايكون في حديثك فضل عن علمك ، وأن تتقي الله في حديث غيرك .
بيان : لعل الضرر محمول على مالا يبلغ حدا يجب فيه التقية ، وحديث الغير
يحتمل الرواية والغيبة وأشباههما ، أو المراد عدم مبادرة كلام الغير بالرد وإنكاره مع
العلم بحقيته حسدا ومراءا .
44 - نهج : في وصيته للحسن عليه السلام : لاتقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم .
45 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لوسكت من لايعلم سقط
الاختلاف .
* ( هامش ص 122 ) ( 1 ) وفى نسخة : ملائكة السماوات .
[123]
46 - منية المريد : عن النبي صلى الله عليه واله قال : المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور .
بيان : قال في النهاية : فيه : المتشبع بما لايملك كلابس ثوبي زور أي المتكثر بأكثر
مما عنده ويتجمل بذلك كالذي يرى أنه شبعان وليس كذلك ، ومن فعله فإنما يسخر
من نفسه وهو من أفعال ذوي الزور ، بل هو في نفسه زور أي كذب .
47 - منية المريد : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من أفتى بفتيا من غير تثبت -
وفي لفظ : بغيرعلم - فإنما إثمه على من أفتاه .
48 - وقال صلى الله عليه واله : أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار .
49 - وقال صلى الله عليه واله : أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي ،
أو رجل يضل الناس بغير علم ، أو مصور يصور التماثيل .
50 - وروي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ( 1 ) - أحد فقهاء المدينة المتفق على
* ( هامش ص 123 ) ( 1 ) أورد ابن خلكان ترجمته في " ج 1 من وفيات الاعيان ص 456 ط ايران " وقال : أبومحمد
القاسم بن محمد بن ابى الصديق نسبه معروف فلا حاجة إلى رفعه ، كان من سادات التابعين وأحد
الفقهاء السبعة بالمدينة ، وكان أفضل أهل زمانه ، روى عن جماعة من الصحابة رضى الله عنهم ، وروى
عنه جماعة من كبار التابعين . قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا أحدا نفضله على القاسم بن محمد . وقال
مالك : كان القاسم من فقهاء هذه الامة . وقد تقدم في ترجمة زين العابدين على بن الحسين عليهما
السلام أنهما كانا ابنى خالة ، وأن القاسم بن محمد والدته ابنة يزد جرد آخر ملوك الفرس وكذلك
زين العابدين وسالم بن عمر ، والقصة مستوفاة هناك ، توفى سنة احدى او اثنتين ومائة ، وقيل : سنة ثمان
وقيل سنة اثنتا عشرة ومائة " بقديد " وكان عمره سبعين سنة . اواثنتين وسبعين سنة وقديد - بضم
القاف وفتح الدال المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة - هو منزل بين مكة و
مدينة . انتهى كلامه . أقول عده الشيخ من اصحاب السجاد والباقر عليهما السلام في رجاله وروى
الحميرى في قرب الاسناد عن ابن عيسى البزنطى قال : ذكر عند الرضا عليه السلام القاسم بن محمد
خال أبيه وسعيد بن المسيب فقال : كانا على هذا الامر . وقال الكلينى في كتابه الاصول الكافى في باب مولد
جعفر بن محمد عليهما السلام : ولد أبوعبدالله عليه السلام " إلى أن قال " : وكان امه ام فروة بنت القاسم بن
محمد بن أبى بكر ، وامها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبى بكر " ثم قال " : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ،
عن عبدالله بن أحمد ، عن ابراهيم بن الحسن قال : حدثنى وهب بن حفص ، عن اسحاق بن جرير ،
قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبى بكر وأبوخالد
الكابلى من ثقاة على بن الحسين عليهما السلام ، وكانت امى ممن آمنت واتقت وأحسنت والله يحب
المحسنين . *
[124]
علمه وفقهه بين المسلمين - أنه سئل عن شئ فقال : لا أحسنه فقال السائل : إني جئت إليك
لا أعرف غيرك . فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله ما أحسنه .
فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه : ياابن أخي ألزمها ، فقال : فوالله مارأيتك في مجلس
أنبل منك اليوم . فقال القاسم : والله لان يقطع لساني أحب إلي أن أتكلم بما لا علم لي به .
( باب 17 )
* ( ماجاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين والنهى عن المراء ) *
الايات ، آل عمران : ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما
لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون 65
الاعراف : أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم مانزل الله بها من سلطان 70
الانفال يجادلونك في الحق بعد ماتبين 5
النحل : وجادلهم بالتي هي أحسن 124
الكهف : فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 21 " وقال
تعالى " : و كان الانسان أكثر شئ جدلا 53 " وقال تعالى " : ويجادل الذين كفروا بالباطل
ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما انذروا هزوا 55
مريم : وتنذر به قوما لدا 96
الحج : ومن الناس من يجادل في الله بغيرعلم ويتبع كل شيطان مريد 2 " وقال
تعالى " : ومن الناس من يجادل في الله بغيرعلم ولاهدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن
سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق 7 ، 8 " وقال تعالى " : وإن
جادلوك فقل الله أعلم بما لاتعملون 67
الفرقان : فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا 51
النمل : قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 63
العنكبوت : ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا
منهم 45
[125]
المومن : مايجادل في آيات الله إلا الذين كفروا 3 " وقال سبحانه " : وجادلوا
بالباطل ليدحضوا به الحق 4 " وقال تعالى " : الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان
أتيهم كبر مقتا عندالله وعند الذين آمنوا 35 " وقال سبحانه " : إن الذين يجادلون في
آيات الله بغيرسلطان أتيهم إن في صدورهم إلا كبر ماهم ببالغيه 55 " وقال تعالى " : ألم تر
إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون 68
حمعسق : والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم
وعليهم غضب ولهم عذاب شديد 15 " وقال تعالى " : ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي
ضلال بعيد 17 " وقال تعالى " : ويعلم الذين يجادلون في آياتنا مالهم من محيص 34
الزخرف : ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون 57
1 - ج : روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : نحن المجادلون في دين الله .
2 - ج : بالاسناد عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : ذكر عند الصادق عليه السلام
الجدال في الدين ، وإن رسول الله صلى الله عليه واله والائمة المعصومين عليهم السلام قد نهوا
عنه ، فقال الصادق عليه السلام : لم ينه عنه مطلقا لكنه نهي عن الجدال بغير التي هي
أحسن . أماتسمعون الله يقول ؟ : ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " وقوله تعالى " : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن .
فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين ، و الجدال بغير التي هي أحسن محرم وحرمه
الله تعالى على شيعتنا ، وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول ؟ : وقالوا لن يدخل
الجنة إلا من كان هودا أو نصارى . " قال الله تعالى " : تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين . فجعل علم ا لصدق والايمان بالبرهان وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال
بالتي هي أحسن ؟ قيل : ياابن رسول الله فما الجدال بالتي هي أحسن والتي ليست
بأحسن ؟ قال : أما الجدال بغير التي هي أحسن أن تجادل مبطلا فيورد عليك باطلا فلا
ترده بحجة قد نصبها الله تعالى ولكن تجحد قوله ، أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن
يعين به با طله فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة لانك لا تدري كيف
المخلص منه ، فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين
[126]
أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته وضعف في يده حجة
له على باطله ، وأما الضعفاء منكم فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل ،
وأما الجدال التي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه أن يجا دل به من جحد البعث
بعد الموت وإحياءه له فقال الله حاكيا عنه : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام
وهي رميم . فقال الله في الرد عليه : قل - يا محمد - يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل
خلق عليم ألذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون . فأراد الله من
نبيه أن يجادل المبطل الذي قال : كيف يجوز أن يبعث هذه العظام وهي رميم ؟ فقال الله
تعالى : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة . أفيعجز من ابتدى به لامن شئ أن يعيده بعد
أن يبلى ؟ بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته . ثم قال : الذي جعل لكم من الشجر الاخضر
نارا . أي إذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب يستخرجها فعرفكم أنه على
إعادة مابلى أقدر . ثم قال : أو ليس الذي خلق السموات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم . أي إذا كان خلق السماوات والارض أعظم وأبعد في
أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الاعجب عندكم والاصعب لديكم ولم تجوزوا منه ماهو أسهل عندكم من إعادة البالي ؟ !
قال الصا دق عليه السلام : فهذا الجدال بالتي هي أحسن لان فيها قطع عذر الكافرين وإزالة
شبههم . وأما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لايمكنك أن تفرق بينه
وبين باطل من تجادله وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لانك
مثله ، جحدهو حقا وجحدت أنت حقا آخر .
م : فقال : فقام إليه رجل وقال : ياابن ر سول الله أفجادل رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال
الصادق مهما ظننت برسول الله صلى الله عليه واله من شئ فلا تظن به مخالفة الله أوليس الله تعالى قال ؟ :
وجادلهم بالتي هي أحسن . وقال : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة . لمن ضرب لله مثلا
أفتظن أن رسول الله صلى الله عليه واله خالف ما أمره الله به فلم يجادل بما أمره الله به ولم يخبر عن
الله بما أمره أن يخبربه ؟ ! .
بيان : الشجر الاخضر الذي ينقدح منه النار هو شجرالمرخ والعفار ، نوعان من
[127]
الشجر في البادية يسحق المرخ على العفارو هما خضراوان يقطر منهما الماء فينقدح النار
ويظهر من تفسيره عليه السلام أنه تظهرمنه النار الكامنة فيه لا أنها تحصل من سحقهما بالاستحالة
كما هوالمشهور بين الحكماء . وسيأتي تفصيل القول فيه في كتاب السماء والعالم . قوله
عليه السلام : وقدركم - محركة - أي طاقتكم ، أوبسكون الدال أي قوتكم ذكر هما
الفيروز آبادي .
3 - لى : في رواية يونس بن ظبيان ، عن الصادق عليه السلام فيما روي عن النبي صلى الله عليه واله
من جوامع كلماته أنه قال : أورع الناس من ترك المراء وإن كان محقا .
بيان : المراء : الجدال ، ويظهر من الاخبار أن المذموم منه هو ما كان الغرض فيه
الغلبة وإظهار الكمال والفخر ، أوالتعصب وترويج الباطل ، وأما ما كان لاظهار الحق
ورفع الباطل ، ودفع الشبه عن الدين , إرشاد المضلين فهو من اعظم أركان الدين لكن
التميز بينهما في غاية الصعوبة والاشكال ، وكثيرا ما يشتبه أحد هما بالآخر في بادي النظر
وللنفس فيه تسويلات خفية لايمكن التخلص منها إلا بفضله تعالى .
4 - لى : أبي ، عن سعد ، عن النهدي ، عن ابن محبوب ، عن الخزاز ، عن محمدبن
مسلم قال : سئل الصادق عليه السلام عن الخمر فقال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن أول ما نهاني عنه
ربي عزوجل عن عبادة الاوثان وشرب الخمر وملاحاة الرجال . الخبر .
بيان : قال الجزري : فيه : نهيت عن ملاحاة الرجال أي مقاولتهم ومخاصمتهم
تقول : لا حيته ملا حاة ولحاءا إذا نازعته .
5 - لى : أبي ، عن الحميري ، عن ابن عيسي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن
حمران ، عن الحذاء ( 1 ) قال : قال أبوجعفر عليه السلام يا زياد إياك والخصومات فإنها تورث
الشك ، وتحبط العمل ، وتردي صاحبها ، وعسى أن يتكلم الرجل بالشئ لا يغفرله . الخبر .
بيان : لعل المراد الخصومة فيما نهي عن التكلم فيه : من التفكر في ذاته تعالى
أو في كنه صفاته أو في مسألة القضاء والقدر والجبر والاختيار وأمثالها كما يؤمي إليه
آخر الكلام .
* ( هامش ص 127 ) ( 1 ) بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة المشددة هو زياد بن عيسى أبوعبيدة الحذاء الكوفى
الثقة ، روى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام .
[128]
6 - لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عنبسة
العابد ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب
عن ذكر الله عزوجل وتورث النفاق وتكسب الضغائن وتستجير الكذب .
ايضاح : الضغائن جمع الضغينة وهي الحقد والعداوة والبغضاء . قوله : تستجير في
بعض النسخ بالزاء المعجمة أي يضطر في المجادلة إلى الكذب وقول الباطل فيظنه جائزا
للضرورة بزعمه ، وفي بعضها بالمهملة أي يطلب الاجارة والامان من الكذب ويلجأ إليه
للتخلص من غلبة الخصم .
7 - لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن الدهقان ، عن درست ، عن عبدالله بن
سنان ، عن الصادق عليه السلام قال : من لاحى الرجال ذهبت مروته . الخبر .
8 - ل : الخليل بن أحمد ، عن أبي العباس السراج ، عن قتيبة ، عن قرعة ، عن
إسماعيل بن اسيد ، عن جبلة الافريقي أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : أنا زعيم ببيت في ربض
الجنة ، وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ، ولمن حسن خلقه .
بيان : الزعيم : الكفيل والضامن . وربض الجنة أي سافلها وما قرب من بابها
وسورها . قال في النهاية : فيه : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة هو بفتح الباء : ما حولها خارجا
عنها تشبيها بالابنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع انتهى . والهزل : نقيض الجد .
9 - ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن
محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من يضمن لي أربعة بأربعة
أبيات في الجنة ؟ من أنفق ولم يخف فقرا ، وأنصف الناس من نفسه ، وأفشى السلام في


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 128 سطر 19 إلى صفحه 136 سطر 18

العالم ، وترك المراء وإن كان محقا .
سن : أبي ، عن محمد بن سنان مثله .
10 - ل : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد
عن أبيه ، عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أربع يمتن القلوب : الذنب على الذنب ، و
كثرة مناقشة النساء - يعني محادثتهن - ومماراة الاحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى
[129]
خير ، ومجالسة الموتى . فقيل له : يا رسول الله وماالموتى ؟ قال كل غني مترف .
11 - ل : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد ( 1 ) ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول : إن المعرفة بكمال دين المسلم
تركه الكلام فيما لا يعنيه ، وقلة المراء ، وحلمه ، وصبره ، وحسن خلقه .
بيان : أي سبب المعرفة .
12 - ل : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن
الاشعري قال ، حدثني بعض أصحابنا - يعني جعفربن محمد بن عبيد الله - عن أبي يحيى
الواسطي ، عمن ذكره أنه قال لابي عبدالله عليه السلام : أترى هذا الخلق كله من الناس ؟ فقال :
ألق منهم التارك للسواك ، والمتربع في موضع الضيق ، والداخل فيما لا يعنيه ، والمماري
فيما لا علم له به ، والمتمرض من غيرعلة ، والمتشعث من غير مصيبة ، والمخالف على
أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه ، والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم فهو
بمنزلة الخلنج يقشر لحا من لحا حتى يوصل إلى جوهريته ، وهو كما قال الله عزوجل :
إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا .
بيان : الخلنج كسمند : شجر - فارسي معرب - وكانوا ينحتون منه القصاع ، و
الظاهر أنه شبه من يفتخر بآبائه مع كونه خاليا عن صالح أعمالهم بلحا شجر الخلنج
فإن لحاه فاسد ، ولاينفع اللحاكون لبه صالحا لان ينحت منه الاشياء ، بل إذا أرادوا
ذلك قشروا لحاه ونبذوها وانتفعوا بلبه وأصله ، فكما لا ينفع صلاح اللب للقشر مع
مجاورته له فكذا لا ينفع صلاح الآباء للمفتخر بهم مع كونه فاسدا .
ل : في الاربعمائة مايناسب الباب .
13 - ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آ بائه ، عن علي عليهم السلام قال :
لعن الله الذين يجادلون في دينه اولئك ملعونون على لسان نبيه صلى الله عليه واله .
14 - ما : في وصية أميرالمؤمنين عليه السلام عند وفاته : دع المماراة و مجاراة من لا عقل
له ولا علم .
* ( هامش ص 129 ) ( 1 ) بفتح الواو واللام المشددة هو حفص بن سالم أبوولاد الحناط الكوفى مولى حنفى الثقة ،
وحكى عن ابن الغضائرى أن اسم أبيه يونس . *
[130]
بيان : المجاراة الجري مع الخصم في المناظرة .
15 - ما : المفيد ، عن الحسن بن حمزة الحسني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ،
عن ابن بزيع ( 1 ) ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه
قال : لاصحابه : اسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم الموقفة : لا يتكلم أحدكم بما
لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعا ، فرب متكلم في غير موضعه
جنى على نفسه بكلامه ، ولايمارين أحدكم سفيها ولا حليما فإنه من مارى حليما
أقصاه ، ومن مارى سفيها أرداه ، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون
أن تذكروا به إذا غبتم عنه ، واعلموا عمل من يعلم أنه مجازى بالاحسان ماخوذ بالاجرام .
ايضاح : الدهم بالضم جمع أدهم أي خير لكم من الخيول السود التي اوقفت و
هيئت لكم ولحوائجكم ، أو بالفتح أي العدد الكثير من الناس اوقفت عندكم يطيعونكم فيما
تأمرونهم ، والاول أظهر . قوله عليه السلام : أقصاه أي أبعده عن نفسه أي هو موجب لقطع
محبته ورفع الفتنة ، أو أبعده عن الحق . قوله عليه السلام : أرداه أي أهلكه بأن صار سببا
لصدور السفاهة عنه فأهلكه ، أوصار سببا لرسوخه في باطله .
16 - ما : بإسناد أبي قتادة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : وصية ورقة بن نوفل
لخديجة بنت خويلد عليها السلام إذا دخل عليها يقول لها ، يا بنت أخي لاتماري جاهلا ولا
* ( هامش ص 130 ) ( 1 ) بفتح الباء وكسر الزاى ، قال النجاشى في ص 233 : محمد بن اسماعيل بن بزيع أبوجعفر مولى
المنصور أبى جعفر ، وولد بزيع بيت منهم حمزة بن بزيع ، كان من صالحى هذه الطائفة وثقاتهم ،
كثير العمل ، له كتب منها كتاب ثواب الحج وكتاب الحج " إلى أن قال " قال محمد بن عمر الكشى :
كان محمد بن اسماعيل بن بزيع من رجال أبى الحسن موسى عليه السلام وأدرك أبا جعفر الثانى عليه السلام .
وقال أبوالعباس بن سعيد في تاريخه : ان محمد بن اسماعيل بن بزيع سمع منصور بن يونس وحماد بن عيسى
ويونس بن عبدالرحمن وهذه الطبقة كلها . وقال سألت عنه على بن الحسن فقال : ثقة ، ثقة . وقال
محمد بن يحيى العطاء : أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال : كنت بفيد فقال لى محمد بن على بن بلال :
مربنا إلى قبرمحمد بن اسماعيل بن بزيع لنزوره فلما أتيناه جلس عند راسه مستقبل القبلة والقبر امامه
ثم قال : أخبرنى صاحب هذا القبر - يعنى محمد بن اسماعيل - أنه سمع أباجعفر عليه السلام يقول : من
زار قبرأخيه ووضع يده على قبره وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر امن من فزع الاكبر . *
[131]
عالما فإنك متى ماريت جاهلا أذلك ، ومتى ماريت عالما منعك علمه ، وإنما يسعد
بالعلماء من أطاعهم . الخبر .
17 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن محمد بن معقل ، عن محمد بن
الحسن بن بنت إلياس ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إياكم ومشارة الناس فإنها تظهر العرة وتدفن الغرة .
بيان : الاولى بالعين المهملة والثانية بالمعجمة وكلتا هما مضمومتان . قال الجزري
في المهملة : فيه : إياكم ومشارة الناس فإنها تظهر العرة . العرة هي القذر وعذرة الناس
فاستعير للمساوي والمثالب . وقال في المعجمة : ومنه الحديث : إياكم ومشارة الناس
فإنها تدفن الغرة وتظهر العرة . الغرة ههنا : الحسن والعمل الصالح شبهه بغرة الفرس
وكل شئ ترفع قيمته فهو غرة انتهى . وفي بعض النسخ : ومشارة الناس . وهي إيصال الشر
إلى الغير لتجوجه إلى أن يوصله إليك . وفي بعضها : ومشاجرة الناس . أي منازعتهم .
18 - ع : أبي ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الغفاري ( 1 ) ، عن أبي جعفر بن
إبراهيم ( 2 ) ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله إياكم وجدال كل مفتون فإن
كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته ، فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته بالنار . ( 3 )
بيان : أي يلقنه الشيطان حجته .
ين : محمد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم مثله .
19 - مع : في كلمات النبي صلى الله عليه واله برواية الثمالي ، عن الصادق عليه السلام : أورع الناس
من ترك المراء وإن كان محقا . ( 4 )
20 - أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن
آبائه عليهم السلام قال : إن من التواضع أن يرضى الرجل با لمجلس دون المجلس ، وأن يسلم
* ( هامش ص 131 ) ( 1 ) لعله عبدالله بن ابراهيم بن أبى عمرو الانصارى الغفارى .
( 2 ) لعل الصحيح جعفر بن ابراهيم كما يأتى عن " ين " وهو جعفر بن ابراهيم الجعفرى الهاشمى
المدنى ، نقل عن جامع الروات رواية عبدالله بن ابراهيم الغفارى عنه
( 3 ) يأتى الحديث تحت الرقم 35 عن أبى محمد الغفارى عن أبى عبدالله عليه السلام .
( 4 ) وتقدم بطريق آخر تحت الرقم 3 ويأتى في الحديث التالى . *
[132]
على من يلقى ، وأن يترك المراء وإن كان محقا ، ولا يحب أن يحمد على التقوى .
بيان : قوله عليه السلام : بالمجلس دون المجلس أي بمجلس دون مجلس آخر أي بأي
مجلس كان ، أو دون المجلس الذي ينبغي في العرف أن يجلس فيه أي أدون منه ، أو
أدون من مجلس غيره .
21 - سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا إن الله أخذ ميثاق
الناس فلا يزيد فيهم أحد أبدا ولا ينقص منهم أحد أبدا . ( 1 )
بيان : سيأتي الكلام في تحقيق هذه الاخبار في كتاب العدل والمعاد .
22 - ير : محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون إن المسلمين هم النجباء .
23 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن معروف ، عن عبدالله بن يحيى ، عن ابن اذينة ،
عن الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون
إن المسلمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لاينقاد . أما والله لو علموا كيف كان
أصل الخلق ما اختلف إثنان . ( 2 )
بيان : يقولون أي يقول المتكلمون لما أسسوه بعقولهم الناقصة . هذا ينقاد أي يستقيم
على اصولنا وهذا لا ينقاد أي لا يجرى على الاصول الكلامية ، ويحتمل أن يكون إشارة
إلى مايقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم : سلمنا هذا ولكن لا نسلم ذلك ، والاول أظهر .
قوله عليه السلام : لو علموا كيف كان بدؤ الخلق لعل المراد أن مناظراتهم في حقائق الاشياء و
كيفياتها وكيفية صدورها عن الله تعالى إنما هو لجهلهم بأصل الخلق وإنما يقولون
بعقولهم ويثبتون باصولهم مقدمات فاسدة ويبنون عليها تلك الامور التي يرجع جل
علم الكلام إليها فلو كانوا عالمين بكيفية الخلق وأصله لما اختلفوا ، ويحتمل أن يكون
المراد العلم بكيفية خلق أفراد البشر واختلاف أفهامهم واستعداداتهم فلو علموا ذلك لم
* ( هامش ) * ( 1 ) يأتى الخبر بهذا الاسناد عن أبى عبدالله عليه السلام تحت الرقم 28 .
( 2 ) يأتى الحديث بطريق آخر تحت الرقم 34 ( * )
[133]
يتنازعوا ولم يتشاجروا ولم يكلفوا أحدا التصديق بما هو فوق طاقته ، ولم يتعرضوا
لفهم مالم يكلفوا بفهمه ، ولا يحيط به علمهم ، واعترفوا بالعجز وقصور المدارك ولم
يعرضوا أنفسهم للوقوع في المهالك .
24 - سن : ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
يقول : اجعلوا أمركم لله ، ولا تجعلوه للناس فإن ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد
إلى الله ، فلا تخاصموا الناس لدينكم فإن المخاصمة ممرضة للقلب ، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه واله :
إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . وقال : أفأنت تكره الناس حتى
يكونوا مؤمنين . ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس ، وإنكم أخذتم عن رسول الله
صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام ولا سواء . إني سمعت أبي عليه السلام يقول : إن الله إذا كتب على عبد أن
يدخل في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره . ( 1 )
25 - سن : أبي ، عن صفوان وفضالة ، عن داود بن فرقد قال : كان أبي يقول : ما
لكم ولدعاء الناس إنه لا يدخل في هذا الامر إلا من كتب الله عزوجل له .
26 - سن : أبي ، عن عبدالله بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن ثابت ( 2 ) قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : يا ثابت ما لكم وللناس ؟ .
27 - سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن الحر قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن رجلا أتى أبي فقال : إني رجل خصم اخاصم من احب أن
* ( هامش ص 133 ) ( 1 ) : الوكر : عش الطائر وموضعه .
( 2 ) هو ثابت بن سعيد على مايستفاد من الحديث الاول من باب الهداية من الكافى ، والحديث
هكذا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن اسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ،
عن ثابت بن سعيد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ياثابت ما لكم وللناس ؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا
أحدا إلى أمركم ، فوالله لوأن أهل السماوات وأهل الارضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته
ما استطاعوا على أن يهدوه ، ولو أن أهل السماوات وأهل الارضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريدالله
هدايته ما استطاعوا أن يضلوه ، كفوا عن الناس ولا يقول أحد : عمى وأخى وابن عمى وجارى
فان الله اذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا الاعرفه ، ولا منكرا الا أنكره ، ثم يقذف الله
في قلبه كلمة يجمع بها أمره . *
[134]
يد خل في هذا الامر ؟ فقال له ابي : لا تخاصم أحدا فإن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في
قلبه حتى أنه ليبصر به الرجل منكم يشتهي لقاءه . قال : وحدثني عن عبدالله بن يحيى ،
عن ابن مسكان ، عن ثابت ، عن أبي عبدالله عليه السلام .
بيان : النكت : أن تضرب في الارض بخشب فيؤثر فيها . والنقش في الارض . و
المراد إلقاء الحق فيه وإثباته بحيث تنتقش به وتقبله ، والظاهر أن الغرض من تلك
الاخبار ترك مجادلة من لا يؤثر الحق فيه وتجب التقية منه ، ولما كانوا في غاية الحرص
على دخول الناس في الايمان كانوا يتعرضون للمهالك فبين عليه السلام أنه ليس كل من
تلقون إليه شيئا من الخير يقبله بل لابد من شرائط يفقدها كثير من الناس وإن كان فقدها
بسوء إختيارهم ، وسنفصل القول فيها في محله إن شاء الله .
28 - سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا ، إن الله
أخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين فلا يزيد فيهم أحد أبدا ، ولا ينقص منهم أحد
أبدا ( 1 )
29 - سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن البطائني ، عن أبي بصير قال : قلت لابي
جعفر عليه السلام : أدعوا الناس إلى ما في يدي ؟ فقال : لا . قلت : إن استرشدني أحد ارشده ؟ قال :
نعم إن استرشدك فأرشده ، فإن استزادك فزده ، فإن جاحدك فجاحده .
بيان : فجاحده أي لاتظهر له معتقدك وإن سألك عنه فلا تعترف به ، أو المعنى :
إن أنكر ورد عليك في شئ من دينك فأنكر عليه ، والاول أوفق بصدر الخبر .
30 - ضا : إياك والخصومة فإنها تورث الشك ، وتحبط العمل ، وتردي بصاحبها
وعسى أن يتكلم بشئ فلا يغفر له .
31 - مص : قال الصادق عليه السلام : المراء داء ردي ، وليس للانسان خصلة شر منه
وهو خلق إبليس ونسبته فلا يماري في أي حال كان إلا من كان جاهلا بنفسه وبغيره ، محروما
من حقائق الدين
* ( هامش ص 134 ) ( 1 ) تقدم الحديث بالاسناد عن أبي جعفر عليه السلام تحت الرقم 21 . *
[135]
32 - روي أن رجلا قال للحسين بن علي عليهما السلام : اجلس حتى نتناظر في الدين
فقال : يا هذا أنا بصير بديني مكشوف علي هداي فإن كنت جاهلا بدينك فاذهب واطلبه
مالي وللماراة ؟ ! وإن الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه ويقول : ناظر الناس في الدين
كيلا يظنوا بك العجز والجهل . ثم المراء لا يخلو من أربعة أوجه : إما أن تتمارى
أنت وصاحبك فيما تعلمان فقد تركتما بذلك النصيحة وطلبتما الفضيحة وأضعتما
ذلك العلم ، أو تجهلانه فأظهرتما جهلا وخاصمتما جهلا ، أو تعلمه أنت فظلمت صاحبك
بطلبك عثرته ، أو يعلمه صاحبك فتركت حرمته ولم تنزله منزلته ، وهذا كله محال فمن
أنصف وقبل الحق وترك المماراة فقد أوثق إيمانه ، وأحسن صحبة دينه ، وصان عقله ( 1 ) .
33 - سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة
قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنما شيعتنا الخرس .
34 - سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت
أباعبدالله عليه السلام يقول : يقولون : ينقاد ولاينقاد - يعني أصحاب الكلام - أما لو علموا
كيف كان بدؤ الخلق وأصله لما اختلف اثنان . ( 2 )
35 - نى : عبدالواحد بن عبدالله بن يونس ، عن محمد بن جعفر القرشي ، عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي محمد الغفاري ، عن أبي عبدالله ، عن
آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إياكم وجدال كل مفتون فإنه ملقن حجته
إلى انقضاء مدته فإذا انقضت مدته ألهبته خطيئته وأحرقته ( 3 ) .
36 - جا : الحسن بن حمزة الطبري ، عن علي بن حاتم القزويني ، عن محمد بن
جعفر المخزومي ، عن محمد بن شمون ، عن عبدالله بن عبدالرحمن : عن الحسين بن يزيد
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : من أعاننا بلسانه على عدونا أنطقه الله بحجته
يوم موقفه بين يديه عزوجل .
* ( هامش ص 135 ) ( 1 ) من قوله : ثم المراء إلى آخر ما نقل ليس من الرواية كما هو ظاهر . ط
( 2 ) تقدم الحديث بطريق آخر تحت الرقم 23 .
( 3 ) تقدم الحديث تحت الرقم 18 عن الغفارى ، عن أبي جعفر بن ابراهيم ، عن ابي عبدالله عليه السلام
فالسند لايخلو عن احتمال ارسال ، وذيلناه هنا بما يناسب المقام ايضا . *
[136]
37 - جا : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن محمد بن يزيد ،
عن أحمد بن رزق ، عن أبي زياد الفقيمى ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه واله : من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لايعنيه .
38 - كش : حمدويه ، عن اليقطيني . عن ابن أسباط ، عن ابن عميرة ، عن عبدالاعلى ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يعيبون علي بالكلام ، وأنا اكلم الناس
فقال : أما مثلك من يقع ثم يطير فنعم ، وأما من يقع ثم لا يطير فلا .
39 - كش : حمدويه ومحمد ابنا نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ،
عن أبان الاحمر ، عن الطيار ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : بلغني أنك كرهت مناظرة
الناس . فقال : أما كلام مثلك فلا يكره ، من إذا طار يحسن أن يقع ، وإن وقع يحسن أن
يطير ، فمن كان هكذا لانكرهه .
40 - كش : حمدويه ومحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن
الحكم قال . قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ما فعل ابن الطيار ؟ قال : قلت : مات . قال : رحمه
الله ولقاه نضرة وسرورا فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت ( 1 ) . 41 - كش : حمدويه ومحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جعفر الاحول ( 2 )
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما فعل ابن الطيار ؟ فقلت : توفي فقال : رحمه الله أدخل
الله عليه الرحمة والنضرة فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت .
42 - كش : نضر بن الصباح قال : كان أبوعبدالله عليه السلام يقول لعبد الرحمن بن
الحجاج : يا عبدالرحمن كلم أهل المدينة فإني احب أن يرى في رجال الشيعة مثلك .
43 - كش حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حكيم قال : ذكر
لابي الحسن عليه السلام أصحاب الكلام فقال : أماابن حكيم فدعوه .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 136 سطر 19 إلى صفحه 144 سطر 18

* ( هامش ص 136 ) ( 1 ) كأن الخصومة ضمنت معنى الدفع ولذلك عدى بعن ، وكذلك في الخبر التالى .
( 2 ) هو محمد بن على بن النعمان بن أبى طريفة البجلى مولى الاحوال أبوجعفر الكوفى الصيرفى
الملقب عندنا بمومن الطاق وشاه الطاق وصاحب الطاق وعند المخالفون بشيطان الطاق كان متكلما
حاذقا ، حاضر الجواب ، له مناظرات مع زيد بن على وأبي حنيفة والضحاك الشارى وابن ابى العوجاء
فافحمهم . *
[137]
44 - كش : حمدويه ، عن محمد بن عيسي ، عن يونس ، عن حماد قال : كان أبوالحسن
عليه السلام يأمر محمد بن حكيم أن يجالس أهل المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وأن يكلمهم
ويخاصمهم حتى كلمهم في صاحب القبر وكان إذا انصرف إليه قال : ما قلت لهم وما قالوا
لك . ويرضى بذلك منه .
كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد بن يزيد ، عن الاشعري ، عن ابن هاشم
عن يحيى بن عمران ، عن يونس ، عن محمد بن حكيم مثله .
45 - ختص : قال الرضا عليه السلام : لا تمارين العلماء فيرفضوك ولا تمارين السفهاء
فيجهلوا عليك .
46 - أقول : قال السيد ابن طاووس رحمه الله في كشف المحجة : رويت من كتاب أبي
محمد عبدالله بن حماد الانصاري ونقلته من أصل قرئ على الشيخ هارون بن موسى التلعكبري
رواه عن عبدالله بن سنان قال : أردت الدخول على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي مؤمن الطاق :
استأذن لي على أبي عبدالله عليه السلام . فقلت له : نعم . فدخلت عليه فأعلمته مكانه . فقال : لا تأذن
له علي . فقلت : جعلت فداك : انقطاعه إليكم ، وولاؤه لكم ، وجداله فيكم ، ولا يقدر
أحد من خلق الله أن يخصمه . فقال : بل يخصمه صبي من صبيان الكتاب ( 1 ) فقلت : جعلت
فداك هو أجدل من ذلك وقد خاصم جميع أهل الاديان فخصمهم فكيف يخصمه غلام من
الغلمان وصبي من الصبيان ؟ ! فقال : يقول له الصبي : أخبرني عن إمامك أمرك أن تخاصم
الناس ؟ فلا يقدر أن يكذب علي فيقول : لا . فيقول له : فأنت تخاصم الناس من غير أن يأمرك
إمامك فأنت عاص له . فيخصمه . ياابن سنان لاتأذن له علي فإن الكلام والخصومات
تفسد النية وتمحق الدين .
47 - ومن الكتاب المذكور ، عن عاصم الحناط ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : قال لي
أبوجعفر عليه السلام - وأنا عنده - : إياك وأصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم فإنهم تركوا
ما امروا بعلمه ، وتكلفوا مالم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء . يا أبا عبيدة خالط
الناس بأخلاقهم وزائلهم بأعمالهم . يا أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فقيها عالما حتى يعرف
* ( هامش ) * ( 1 ) بضم الكاف وفتح التاء المشددة : موضع التعليم . ( * )
[138]
لحن القول وهو قول الله عزو جل : ولتعرفنهم في لحن القول . ( 1 )
48 - ومن الكتاب المذكور ، عن جميل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : متكلموا
هذه العصابة من شرار من هم منهم .
قال السيد رحمه الله : ويحتمل أن يكون المراد بهذا الحديث - يا ولدي - المتكلمين
الذين يطلبون بكلامهم وعلمهم مالا يرضاه الله جل جلاله ، أو يكونون ممن يشغلهم
الاشتغال بعلم الكلام عما هو واجب عليهم من فرائض الله جل جلاله . ثم قال رحمه الله :
ومما يؤكد تصديق الروايات بالتحذير من علم الكلام وما فيه من الشبهات : أنني وجدت
الشيخ العالم سعيد بن هبة الله الراوندي قد صنف كراسا - وهي عندي الآن - في الخلاف
الذي تجدد بين الشيخ المفيد والمرتضى رحمهما الله وكانا من أعظم أهل زمانهما وخاصة
شيخنا المفيد ، فذكر في الكراس نحو خمس وتسعين مسألة قد وقع الخلاف بينهما فيها من
علم الاصول ، وقال في آخرها : لو استوفيت ما اختلفا فيه لطال الكتاب . وهذا يدلك
على أنه طريق بعيد عن معرفة رب الارباب .
49 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إياكم والجدال فإنه يورث الشك
في دين الله .
50 - منية المريد : قال النبي صلى الله عليه واله : ذروا المراء فإنه لا تفهم حكمته ولا تؤمن
فتنته .
51 - وقال صلى الله عليه واله : من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ، ومن ترك
المراء وهو مبطل يبنى له بيت في ربض الجنة .
52 - وقال صلى الله عليه واله : ما ضل قوم إلا أوثقوا الجدل .
53 - وقال صلى الله عليه واله : لايستكمل عبد حقيقة الايمان حتى يدع المراء وإن كان
محقا .
54 - وروي عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة وأنس قالوا : خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه واله يوما ونحن نتماري في شئ من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم
قال : إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ذروا المراء فإن المؤمن لايماري ، ذروا المراء فإن
* ( هامش ص 138 ) ( 1 ) يأتى عن كتاب عاصم تحت الرقم 58 . *
[139]
المماري قد تمت خسارته . ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ، ذروا المراء
فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة : في رياضها ( 1 ) ، وأوسطها ، وأعلاها ، لمن ترك المراء وهو
صادق ، ذروا المراء فإن أول مانهاني عنه ربي بعد عبادة الاوثان المراء .
55 - وعنه صلى الله عليه واله قال : ثلاث من لقى الله بهن دخل الجنة من أي باب شاء : من
حسن خلقه ، وخشى الله في المغيب والمحضر ، وترك المراء وإن كان محقا .
56 - وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين - عليه السلام - : إياكم والمراء و
الخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الاخوان ، وينبت عليهما النفاق .
57 - وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه واله : إياك وملاحاة الرجال .
58 - كتاب عاصم بن حميد ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول :
إياكم وأصحاب الخصومات والكذابين فإنهم تركوا ما امروا بعلمه ، وتكلفوا مالم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء ، يا أبا عبيدة خالق الناس بأخلاقهم ، يا أبا عبيدة
إنا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتى يعرف لحن القول . ثم قرأ عليه السلام : ولتعرفنهم في لحن
القول والله يعلم أعمالكم . ( 2 )
59 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي قال :
سمعته يقول : إن اناسا دخلوا على أبي رحمة الله عليه فذكروا له خصومتهم مع الناس فقال
لهم : هل تعرفون كتاب الله ما كان فيه ناسخ أو منسوخ ؟ قالوا : لا . فقال لهم : وما حملكم على
الخصومة ؟ لعلكم تحلون حراما أو تحرمون حلالا ولا تدرون ، إنما يتكلم في كتاب الله
من يعرف حلال الله وحرامه قالوا له أتريد أن نكون مرجئة ؟ ! قال لهم أبي : ويحكم ما
أنا بمرجئي ولكن أمرتكم بالحق .
60 - وبهذا الاسناد ، عن جابر قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إن رسول الله
كان يدعو أصحابه ، من أراد الله به خيرا سمع وعرف مايدعوه إليه ، ومن أرادا به شرا
طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وذلك قول الله عزو جل : وإذا خرجوا من عندك قالوا
* ( هامش ص 139 ) ( 1 ) وفى نسخة : في ربضها .
( 2 ) تقدم الحديث عن كشف المحجة تحت الرقم 47 . *
[140]
للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم . " وقال " : إنك
لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم
الآية .
61 - كتاب مثنى بن الوليد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول
لا يخاصم إلا شاك في دينه أو من لا ورع له .
( باب 18 )
* ( ذم انكار الحق والاعراض عنه والطعن على أهله ) *
الايات ، البقرة : ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون 82
الانعام : فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون
عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون 157
يونس : فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون 32
الرعد : ولئن اتبعت أهوائهم بعد ماجاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا
واق 36
الكهف : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها 56
طه : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى قال
رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم
تنسى 123 ، 124 ، 125
النمل : حتى إذا جاؤا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما 84
العنكبوت : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه
أليس في جهنم مثوى للكافرين 68
التنزيل : ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين
منتقمون 22
الزمر : فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم
[141]
مثوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون 32 ، 33
الجاثية : ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن
لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا اولئك لهم عذاب
مهين 8 ، 9
الاحقاف : والذين كفروا عما انذروا معرضون 3
1 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن النعمان ،
عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لن يدخل الجنة
عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ، ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل
من إيمان . قلت : جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه
الكبر . قال : ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق ، والايمان الاقرار بالحق .
2 - مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس ،
عن الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما - يعني أباجعفر وأباعبدالله عليهما السلام - قال : لايدخل
الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر .
قال قلت : إنا نلبس الثوب الحسن
فيدخلنا العجب . فقال : إنما ذاك فيما بينه وبين الله عزوجل . ( 1 )
بيان : أي التكبر على الله بعدم قبول الحق والاعجاب فيما بينه وبين الله بأن يعظم
عنده عمله ويمن على الله به .
3 - مع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عن ابن
مسكان ، عن ابن فرقد ، عمن سمع أباعبدالله عليه السلام يقول : لا يدخل الجنة من في قلبه
مثقال حبة من خردل من الكبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من
إيمان . قال : فاسترجعت . فقال : مالك تسترجع ؟ فقلت : لما أسمع منك . فقال : ليس
حيث تذهب إنما أعني الجحود ، إنما هو الجحود .
* ( هامش ص 141 ) ( 1 ) الظاهر أن المراد به : أن ذلك سيئة بينه وبين ربه إن شاء اخذه به وإن شاء غفر له ، وهو غير
الكبر الذى ذكره وهو استكبار على الله ولا يغفر له ، على مايفسره الخبر السابق واللاحق . وأما ماذكره
رحمه الله فظاهر أنه غير منطبق على الخبر ان كان أراد بذلك تفسير تمام الخبر . ط *
[142]
4 - مع : بهذا الاسناد عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أيوب بن حر ، عن
عبدالاعلى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الكبر أن يغمص الناس ويسفه الحق .
5 - مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف ، عن
عبدالاعلى قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن أعظم الكبر غمص الخلق و
سفه الحق . قلت : وما غمص الخلق وسفه الحق ؟ قال : يجهل الحق ويطعن على أهله ،
ومن فعل ذلك فقد نازع الله عزوجل في ردائه .
6 - مع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد الكوفي ، عن ابن بقاح ، عن ابن عميرة ،
عن عبدالاعلى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من دخل مكة مبرءا من الكبر غفر ذنبه . قلت :
وما الكبر ؟ قال : غمص الخلق وسفه الحق . قلت : وكيف ذاك ؟ قال : يجهل الحق ويطعن
على أهله .
أقول : قال الصدوق رحمة الله عليه بعد هذا الخبر : في كتاب الخليل بن أحمد : يقال :
فلان غمص الناس وغمص النعمة : إذا تهاون بها وبحقوقهم . ويقال : إنه لمغموص عليه في
دينه أي مطعون عليه ، وقد غمص النعمة والعافية إذا لم يشكرها . قال أبوعبيدة في قوله عليه السلام :
سفه الحق : هو أن يرى الحق سفها وجهلا ، وقال الله تبارك وتعالى : ومن يرغب عن ملة
إبراهيم إلا من سفه نفسه . وقال بعض المفسرين إلا من سفه نفسه يقول : سفهها . وأما
قوله : غمص الناس فإنه الاحتقار لهم والازراء بهم وما أشبه ذلك . قال : وفيه لغة اخرى
غيرهذا الحديث ، وغمص بالصاد غير معجمة وهو بمعنى غمط والغمص في العين ، والقطعة
منه : غمصة . والغميصا : كوكب . والمغمص في المعاء غلظة وتقطيع ووجع .
بيان : قال الجزري : فيه : إنما البغى من سفه الحق أي من جهله ، وقيل : جهل
نفسه ولم يفكرفيها ، وفي الكلام محذوف تقديره : إنما البغي فعل من سفه الحق ، والسفه
في الاصل : الخفة والطيش ، وسفه فلان رأيه : إذا كان مضطربا لا استقامة له ، والسفيه :
الجاهل . ورواه الزمخشري : من سفه الحق على أنه اسم مضاف إلى الحق قال : وفيهاو
جهان : أحدهما أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كأن الاصل سفه على الحق ،
والثاني : أن يضمن معنى فعل متعد كجهل . والمعنى : الا ستخفاف بالحق ، وأن لا يراه
[143]
على ما هو عليه من الرجحان والرزانة . وقال في غمص : - بالغين المعجمة والصاد المهملة -
فيه : إنما ذلك من سفه الحق وغمص الناس أي احتقرهم ولم يرهم شيئا ، تقول منه :
غمص الناس يغمصهم غمصا . وقال : فيه : الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس . الغمط :
الاستهانة والاستحقار وهو مثل الغمص ، يقال : غمط يغمط وغمط يغمط . وأما قول
الصدوق : والغمص في العين في العين أي يطلق الغمص على وسخ أبيض تجتمع في مؤق العين ويقال
للجاري منه : غمص ، ولليابس : رمص . وأما قوله : والمغمص ففيما عندنا من النسخ
با لميمين ولم يرد بهذا المعنى ، وإنما يطلق على هذا الداء المغص بالميم الواحدة وبناؤه
مخالف لبناء هذه الكلمة فإن في إحداهما الفاء ميم والعين غين ، وفي الاخرى الفاء غين
والعين ميم .
7 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من أبدى صفحته للحق هلك .
بيان : أي صار معارضا للحق ، أوتجرد لنصرة الحق في مقابلة كل أحد . ويؤيده
أن في رواية اخرى : هلك عند جهلة الناس .
8 - نهج : قال عليه السلام : من صارع الحق صرعه .
9 - منية المريد : قال النبي صلى الله عليه واله : لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من
كبر . فقال بعض أصحابه : هلكنا يا رسول الله إن أحدنا يحب أن يكون نعله حسنا وثوبه
حسنا . فقال النبي صلى الله عليه واله : ليس هذا الكبر إنما الكبر بطرالحق وغمص الناس .
بيان : قال في النهاية : بطر الحق أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته
با طلا . وقيل : هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقا . وقيل : هو أن يتكبر عن الحق
فلا يقبله .
[144]
( باب 19 )
* ( فضل كتابة الحديث وروايته ) * 1 - لى : عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : المؤمن إذا مات وترك ورقة واحد ة
عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار ، وأعطاه الله تبارك و
تعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات .
2 - ونقل من خط الشهيد الثاني قدس سره ، نقلا من خط قطب الدين الكيدري
عن النبي صلى الله عليه واله مثله ، وزاد في آخره : وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه :
جلست إلى حبيبي ، وعزتي وجلالي لا سكننك الجنة معه ولاابالي . ورواه في كتاب
الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة .
3 - لى : إبن ادريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان الرازي ، عن
محمد بن علي ، عن عيسى بن عبدالله العلوي العمري ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : اللهم ارحم خلفائي - ثلاثا - قيل : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال :
الذين يتبعون حديثي وسنتي ثم يعلمونها امتي .
4 - ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :
اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - قيل له : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين
يأتون من بعدي ويروون أحاديثي وسنتي فيسلمونها الناس من بعدي .
صح : عنه عليه السلام مثله .
غو : عن النبي صلى الله عليه واله مثله ، وزاد في آخره : اولئك رفقائي في الجنة .
5 - لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن إبن أبي عمير ، عن خطاب بن


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 144 سطر 19 إلى صفحه 152 سطر 12

مسلمة ، عن الفضيل ، قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : يا فضيل إن حديثنا يحيي القلوب .
6 - ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن خيثمة
قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام تزاوروا في بيوتكم فإن ذلك حياة لامرنا رحم الله عبدا
أحيا أمرنا .
[145]
7 - مع : أبي , عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن علي بن داود اليعقوبي ، عن
عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : اللهم ارحم خلفائي اللهم ارحم خلفائي اللهم ارحم خلفائي . قيل : يا
رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنتي . ( 1 )
8 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن
عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجل راوية لحديثكم يبث ذلك إلى الناس و يشدده
في قلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل ؟ قال :
راوية لحديثنا يبث في الناس ويشدد في قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد .
بيان : الراوية صيغة مبالغة أي كثير الرواية .
9 - : ير : ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن رجلين : أحد هما فقيه راوية للحديث والآخر ليس له مثل روايته ؟ فقال
الراوية للحديث المتفقه في الدين أفضل من ألف عابد لا فقه له ولا رواية .
10 - سن : القاسم ، عن جده ، عن ابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال
أميرالمؤمنين عليه السلام : ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك ( 2 ) والاسقام ووسواس الريب ،
وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى .
11 - ير : علي بن إسماعيل ، عن موسى بن طلحة ، عن حمزة بن عبدالمطلب بن عبدالله
الجعفي ، قال : دخلت على الرضا عليه السلام ومعي صحيفة أو قرطاس فيه : عن جعفر عليه السلام : أن
الدنيا مثلت لصاحب هذا الامر في مثل فلقة الجوزة ، فقال : يا حمزة ذا والله حق فانقلوه
إلى أديم .
12 - ير : عبدالله بن محمد ، عمن رواه ، عن محمد بن خالد ، عن حمزة بن عبدالله الجعفري ،
عن أبي الحسن قال : كتبت في ظهر قرطاس : أن الدنيا ممثلة للامام كفلقة الجوزة فدفعته
إلى أبي الحسن عليه السلام وقلت : جعلت فداك إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غيرأني أحببت
أن أسمعه منك ، قال : فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت أنه قد شق عليه ثم قال : هو حق
فحوله في أديم .
* ( هامش ص 145 ) ( 1 ) تقدم عن الامالى تحت الرقم 3 . ( 2 ) بالفتح والسكون : شدة الحمى . *
[146]
بيان : فلقة الجوزة بالكسر : بعضها أو نصفها . قال الجوهري : الفلقة أيضا : الكسرة
يقال : أعطني فلقة الجفنة وهي نصفها . والمعنى أن جميع الدنيا حاضرة عند علم الامام
يعلم ما يقع فيها ، كنصف جوزة يكون في يد أحدكم ينظر إليه ، وإنما قال عليه السلام : فحوله
في أديم - وفي بعض النسخ إلى أديم - ليكون أدوم وأكثر بقاءا من القرطاس لاهتمامه بضبط
هذا الحديث ، ويظهر منه استحباب كتابة الحديث وضبطه والاعتناء به ، وكون ما يكتب
فيه الحديث شيئا لايسرع إليه الاضمحلال لاسيما الاخبار المتعلقة بفضائلهم ومناقبهم
عليهم السلام .
13 - سن : أبي ، عمن حدثه ، عن عبيدالله بن علي الحلبي قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام : ما أردت أن احدثكم ، ولا حدثنكم ولانصحن لكم ، وكيف لا أنصح لكم و
أنتم والله جندالله ، والله ما يعبد الله عزو جل أهل دين غيركم ، فخذوه ولا تذيعوه ولا
تحبسوه عن أهله فلو حبست عنكم يحبس عني .
بيان : لعل المراد : أني قبل ذلك ما كنت اريد أن احدثكم ، إما لعدم قابليتكم
أو للتقية ، ولكن الآن احدثكم لرفع هذا المانع . وحمله على الاستفهام الانكاري
بعيد . وقوله عليه السلام : ولا تذيعوه أي عند غير أهله . وقوله : فلو حبست عنكم لحبس عني
حث على بذله لاهله بأن الحبس عنهم يوجب الحبس عنكم .
14 - سن : أبي ، عن يونس ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
سارعوا في طلب العلم ، فو الذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن
صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة ، وذلك أن الله يقول : ما آتيكم الرسول
فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا . وأن كان علي ليأمر بقراءة المصحف .
بيان : يظهر من استشهاده بالآية أن الاخذ فيها شامل للتعلم والعمل وإن
احتمل أن يكون الاستشهاد من جهة أن العمل يتوقف على العلم . " وأن " في قوله : " وأن
كان " مخففة .
15 - سن : بعض أصحابنا ، عن ابن أسباط ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن
عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : يا جابر والله لحديث تصيبه من
[147]
صادق في حلال وحرام خير لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب .
16 - جا : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن سليمان بن سلمة ،
عن ابن غزوان ، وعيسى بن أبي منصور ، ( 1 ) عن ابن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نفس
المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله ، ثم قال
أبوعبدالله عليه السلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذهب .
17 - حه : يحيى بن سعيد ، عن محمد بن أبي البركات ، عن إبراهيم الصنعاني ، عن
الحسين بن رطبة ، عن أبي علي ، عن شيخ الطائفة ، عن المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ،
عن أحمد بن محمد الرازي ، عن أبي محمد بن المغيرة ( 2 ) ، عن الحسين بن محمد بن مالك ، عن أخيه
جعفر ، عن رجاله يرفعه قال : كنت عند الصادق عليه السلام - وقد ذكر أميرالمؤمنين عليه السلام -
فقال : يا ابن مارد من زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة ، و
عمرة مبرورة ، يا ابن مارد والله ما يطعم الله النار قدما تغبرت في زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام
ما شيا كان أو راكبا ، يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب .
بيان ، يمكن الاستدلال بهما على جواز كتابة الحديث بالذهب ، بل على استحباب
كتابة غرر الاخبار بها ، لكن الظاهر أن الغرض بيان رفعة شأن الخبر والمعنى الحقيقي
غير منظور في أمثال تلك الاطلاقات .
18 - غو : روى جريح ، عن عطاء ، عن عبدالله بن عمر ، قال : قلت : يا رسول الله
اقيد العلم ؟ قال : نعم . وقيل : ما تقييده ؟ قال : كتابته .
19 - غو : حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن
جده ، قال : قلت : يا رسول الله أكتب كلما أسمع منك ؟ قال : نعم . قلت : في الرضا
والغضب ؟ قال : نعم فإني لاأقول في ذلك كله إلا الحق .
* ( هامش ص 147 ) ( 1 ) هو عيسى بن ابى منصور شلقان أورد الكشى عن الصادق عليه السلام روايتين تدلان على
وثاقته ، وهو عيسى بن صبيح من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام على ما يستفاد من كتب الرجال .
( 2 ) هو عبدالله بن المغيرة أبومحمد البجلى ، مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العلقمى ، ممن
اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، وأقروا له بالفقه ، ثقة ثقة لا يعدل به أحد من جلالته و
دينه وورعه ، روى عن أبى الحسن موسى عليه السلام وقيل : أنه صنف ثلاثين كتابا . *
[148]
20 - نى : قال جعفربن محمد عليهما السلام : اعرفوا منازل شيعتنا على قدر روايتهم عنا و
فهمهم منا .
21 - جا : ابن قولويه ، عن ابن عيسى ، عن هارون بن مسلم ، عن ابن أسباط ،
عن ابن عميرة ، عن عمروبن شمر ، عن جابر قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : إذا حدثتني بحديث
فأسنده لي ، فقال : حدثني أبي ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه واله ، عن جبرئيل عليه السلام ،
عن الله عزوجل . وكل ما احدثك بهذا الاسناد ، وقال : ياجابر لحديث واحد تأخذه
عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها .
22 - جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن
مهزيار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي خالد القماط ، عن أبي عبدالله
جعفر بن محمد عليهما السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه واله يوم منى فقال : نضر الله عبدا سمع
مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه غير فقيه ، وكم من حامل فقه
إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لايغل عليهن قلب عبد مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة
لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون إخوة
تتكافئ دماؤهم ، وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم .
بيان : قال الجزري : فيه نصرالله امرءا سمع مقالتي فوعاها ، نضره ونضره وأنضره
أي نعمه ، ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة . وهي في الاصل حسن الوجه والبريق ،
وإنما أراد حسن خاتمته وقدره . انتهى . وقيل : المراد : البهجة والسرور ، وفي بعض
الروايات : " فأداها كما سمعها " إما بعدم التغيير أصلا ، أو بعدم التغيير المخل بالمعنى ،
وسيأتي الكلام فيه . وقوله : فكم من حامل فقه بهذه الرواية أنسب ، أي ينبغى أن
ينقل اللفظ ، فرب حامل رواية لم يعرف معناها أصلا ، ورب حامل رواية يعرف بعض معناها
وينقلها إلى من هو أعرف بمعناها منه . وقال الجزري : فيه : ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن
هو من الاغلال : الخيانة في كل شئ ، ويروى " يغل " بفتح الياء من الغل وهو الحقد
والشحناء ، أي لايدخله حقد يزيله عن الحق ، ويروى " يغل " بالتخفيف من الوغول في
الشر ، والمعنى : أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من
[149]
الخيانة والدغل والشر . و" عليهن " في موضع الحال ، تقديره لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن
انتهى .
أقول : إخلاص العمل هو أن يجعل عمله خالصا عن الشرك الجلي : من عبادة الاوثان
وكل معبود دون الله ، واتباع الاديان الباطلة ، والشرك الخفي : من الرياء بأنواعها ،
والعجب .
والنصيحة لائمة المسلمين : متابعتهم ، وبذل الاموال والانفس في نصرتهم . قوله
صلى الله عليه وآله : واللزوم لجماعتهم المراد جماعة أهل الحق وإن قلوا ، كما ورد به الاخبار
الكثيرة . قوله صلى الله عليه واله : فإن دعوتهم محيطة من ورائهم لعل المراد أن الدعاء الذي دعا لهم
الرسول محيطة بالمسلمين من ورائهم ، بأن يكون بالاضافة إلى المفعول ، ويحتمل أن
يكون من قبيل الاضافة إلى الفاعل ، أي دعاء المسلمين بعضهم لبعض يحيط بجميعهم ،
وعلى التقديرين هو تحريض على لزوم جماعتهم وعدم المفارقة عنهم ، ويحتمل أن يكون
المراد بالدعوة دعوة الرسول إياهم إلى دين الحق ، ويكون " من " بفتح الميم اسم موصول
أي لا يختص دعوة الرسول صلى الله عليه واله بمن كان في زمانه صلى الله عليه واله بل أحاطت بمن بعدهم . وقال
الجزري : وفي الحديث : فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، أي تحوطهم وتكفهم وتحفظهم .
قوله صلى الله عليه واله : تتكافئ دماؤهم أي يقاد لكل من المسلمين من كل منهم ، ولا يترك قصاص
الشريف لشرفه إذا قتل أو جرح وضيعا . قوله صلى الله عليه واله : وهم يد على من سواهم ، قال الجزري :
فيه : المسلمون تتكافئ دماؤهم
وهم يد على من سواهم أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسع
التخاذل ، بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الاديان والملل ، كأنه جعل أيديهم يدا واحدة
وفعلهم فعلا واحدا . قوله صلى الله عليه واله : يسعى بذمتهم أدناهم أي في ذمتهم ، والسعي فيه
كناية عن تقريره وعقده ، أي يعقد الذمة على جميع المسلمين أدنا هم . قال الجزري : و
منه الحديث : يسعى بذمتهم أدناهم أي إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانا جاز ذلك
على جميع المسلمين ، وليس لهم أن يخفروه ( 1 ) ولا أن ينقضوا عليه عهده .
* ( هامش ص 149 )
( 1 ) أى ليس لهم أن يأخذوا منه مالا لان يجيروه .
[150]
23 - كش : حمدويه بن نصير ( 1 ) ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة
ابن منصور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا .
24 - كش : إبراهيم بن محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن
سليمان الخطابي ، عن محمد بن محمد ، عن بعض رجاله ، عن محمد بن حمران العجلي ، عن
علي بن حنظلة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اعرفوا منازل الناس منا على قدر
رواياتهم عنا .
25 - جش : قال شيخنا أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان في كتابه مصابيح النور :
أخبرني الصدوق جعفر بن محمد بن قولويه ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن عبدالله بن
جعفر ، عن داود بن القاسم الجعفري ، قال : عرضت على أبي محمد صاحب العسكر عليه السلام كتاب
يوم وليلة ليونس ، فقال لي : تصنيف من هذا ؟ فقلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ،
فقال : أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة .
26 - ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن عبدالسلام
ابن سالم ، عن ميسر بن عبدالعزيز ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : حديث يأخذه صادق
عن صادق خير من الدنيا ومافيها .
27 - أقول : روى السيد ابن طاووس في كشف المحجة بإسناده إلى أبي جعفر
الطوسي ، بإسناده إلى محمد بن الحسن بن الوليد ، من كتاب الجامع ، بإسناده إلى المفضل
ابن عمر ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اكتب وبث علمك في إخوانك ، فإن مت فورث كتبك
بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان هرج مايأنسون فيه إلا بكتبهم .
28 - ووجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبائي نقلا من خط الشهيد رحمه الله و
* ( هامش ص 150 )
( 1 ) ضبطه ابن داود بقوله : حمدويه بفتح الحاء والدال المهملتين والصوت " أى ويه " ابن نصير
- بفتح النون - ابن شاهى - بالمعجمة - وعده الشيخ في رجاله ممن لم يرو عنهم عليهم السلام وقال : سمع
يعقوب بن يزيد ، روى عن العياشى ، يكنى أبا الحسن ، عديم النظير في زمانه ، كثير العلم والرواية ،
حسن المذهب . *
[151]
هو نقل من خط قطب الدين الكيدري ( 1 ) ، عن الصادق عليه السلام قال : أعربوا كلامنا فإنا
قوم فصحاء .
بيان : أى أظهروه ، وبينوه ، أو لاتتركوا فيه قوانين الاعراب ، أوأعربوا لفظه عند
الكتابة .
29 - دعوات الراوندى : قال أبوجعفر عليه السلام : إن حديثنا يحيي القلوب . وقال :
منفعته في الدين أشد على الشيطان من عبادة سبعين ألف عابد .
30 - وقال الصادق عليه السلام : حد ثوا عنا ولا حرج ، رحم الله من أحيا أمرنا .
31 - وقال : إن العلماء ورثة الانبياء ، وذلك أن الانبياء لم يورثوا درهما ولا
دينارا وإنما اورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا ،
فانظروا علمكم عمن تأخذونه .
منية المريد : عنه عليه السلام مثله ، وزاد في آخره : فإن فينا أهل البيت في كل خلف
عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
32 - مجمع البيان : في تفسير قوله تعالي : وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم
ماءاغدقا . في تفسير أهل البيت عليهم السلام عن أبي بصير قال : قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله : إن
الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا . قال : هو والله ما أنتم عليه ، ولو استقاموا على الطريقة
لاسقيناهم ماءا غدقا .
33 - وعن بريد العجلي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : معناه لافدناه علما كثيرا
يتعلمونه من الائمة عليهم السلام .
34 - كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : تزاوروا وتذاكروا الحديث ،
إن لا تفعلوا يدرس .
35 - منية المريد : روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : قيدوا العلم . قيل : وما تقييده ؟
* ( هامش ص 151 )
( 1 ) هو أبوالحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقى النيشابورى ، الامامى الشيخ الفقيه الفاضل
الماهر ، والاديب البحر الذاخر صاحب الاصباح في الفقه ، وأنوار العقول في جمع أشعار أميرالمؤمنين
عليه السلام ، وشرح النهج ، وغيرذلك ، وله أشعار لطيفة ، وكان معاصرا للقطب الدين الراوندى ، و
تلميذا لا بن حمزة الطوسى ، فرغ من شرحه على النهج سنة 576 . قاله في الكنى والا لقاب ج 3 ص 60 *
[152]
قال : كتابته . ( 1 )
36 - وروي أن رجلا من الانصار كان يجلس إلى النبي صلى الله عليه واله فيسمع منه صلى الله عليه واله
الحديث فيعجبه ولا يحفظه ، فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه واله فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : استعن
بيمينك . وأومأ بيده ، أي خط .
37 - وعن الحسن بن علي عليهما السلام أنه دعا بنيه وبني أخيه فقال : إنكم صغار قوم
ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلموا العلم ، فمن يستطع منكم أن يحفظه
فليكتبه وليضعه في بيته .
38 - وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : اكتبوا فإنكم لا تحفظون
حتى تكتبوا .
39 - وعنه عليه السلام قال : القلب يتكل على الكتابة . ( 2 )
40 - وعن عبيد بن زرارة قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : احتفظوا بكتبكم فإنكم
سوف تحتاجون إليها .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 152 سطر 13 إلى صفحه 160 سطر 18

41 - وروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : لبعض كتابه : ألق الدواة ، وحرف القلم ،
وأنصب الباء ، وفرق السين ، ولا تعورالميم ، وحسن الله ، ومدالرحمن ، وجود الرحيم
وضع قلمك على اذنك اليسرى فإنه أذكر لك .
42 - وقال النبي صلى الله عليه واله : ليبلغ الشاهد الغائب ، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من
هو أوعى له منه .
43 - وقال صلى الله عليه واله : من أدى إلى امتي حديثا يقام به سنة أو يثلم به بدعة فله
الجنة .
44 - وقال صلى الله عليه واله : من تعلم حديثين إثنين ينفع بهما نفسه أو يعلمهما غيره فينتفع
بهما كان خيرا من عبادة ستين سنة .
45 - وقال صلى الله عليه واله : تذكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء القلوب ، إن
القلوب لترين كما يرين السيف وجلاؤه الحديث .
* ( هامش ص 152 )
( 1 ) تقدم الحديث في الباب مسندا عن الغوالى تحت الرقم 18 .
( 2 ) وفي نسخة : يتكلم على الكتابة . *
[153]
46 - كتاب عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال أبوعبدالله عليه السلام : اكتبوا فإنكم
لا تحفظون إلا بالكتاب .
47 - ومنه عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال : دخل علي اناس
من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث وكتبوها فما يمنعكم من الكتاب ؟ أما إنكم لن
تحفظوا حتى تكتبوا . الخبر .
( باب 20 )
* ( من حفظ أربعين حديثا ) *
1 - لى : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن عامر ، عن معلى ،
عن محمد بن جمهور العمي ( 1 ) ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي
عبدالله الصادق عليه السلام قال : من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه الله عزوجل يوم القيامة
عالما فقيها ولم يعذبه .
2 - ختص : ابن قولويه ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى ، عن محمد بن
جمهور ، عن ابن أبي نجران ، عن بعض أصحابنا ( 2 ) رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : من
حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها .
3 - ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن علي بن إسماعيل ، عن عبدالله الدهقان ، عن
إبراهيم بن موسى المروزي ، ( 3 ) عن أبي الحسن عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من حفظ
من امتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما .
* ( هامش ص 153 ) ( 1 ) بالعين المهلة ينسب إلى بنى العم من تميم . يكنى أبا عبدالله . قال النجاشى : ضعيف في
الحديث . فاسد المذهب ، وقيل فيه أشياء الله أعلم بها من عظمها ، روى عن الرضا عليه السلام ، وله
كتاب الملاحم الكبير ، كتاب نوادر الحج ، كتاب أدب العلم .
( 2 ) لعله ابن حميد المتقدم في الحديث السابق ، ولا يخفى اتحاد الحديثين .
( 3 ) بفتح الميم وسكون الراى المهملة وفتح الواو بعده زاى معجمة ، نسبة إلى مرو ، قال النجاشى
موسى بن ابراهيم المروزى أبوحمران روى عن موسى بن جعفر عليه السلام ، له كتاب ذكر أنه سمعه
وأبوالحسن محبوس عند السندى بن شاهك . وهو معلم ولد السندى بن شاهك .
[154]
ثو : العطار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن إ سماعيل ، عن عبدالله الدهقان ،
عن موسى بن إبراهيم المروزي ، عنه عليه السلام مثله .
ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن الدهقان
مثله .
4 - ل : طاهر بن محمد ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن جعفر بن محمد بن سوار ، عن
علي بن حجر السعدي ، عن سعيد بن نجيح ، عن ابن جريح ، عن عطاء ، عن ابن عباس ،
عن النبي صلى الله عليه واله قال : من حفظ من امتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم
القيامة .
5 - ل : بالاسناد المقدم عن ابن سوار ، عن عيسى بن أحمد العسقلاني ، عن عروة
ابن مروان البرقي ، عن ربيع بن بدر ، عن أبان ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من حفظ عني من امتي أربعين حديثا في أمر دينه يريد به وجه الله عزوجل والدار
الآخرة بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما .
6 - ل : العجلي والصائغ والوراق جميعا ، عن حمزة العلوي ، عن ابن متيل
عن علي الساوي ، عن علي بن يوسف ، عن حنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
من حفظ عني أربعين حديثا من أحاديثنا في الحلال والحرام بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما
ولم يعذبه .
7 - ل : الدقاق والمكتب والسناني ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن
عمه النوفلي ، عن ابن الفضل الهاشمي ، والسكوني جميعا ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ،
عن أبيه ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله أوصى إلى أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وكان فيما أوصى به أن قال له : ياعلي من حفظ من امتي
أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله عزوجل والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . فقال علي عليه السلام : يا
رسول الله أخبرني ما هذه الاحاديث ؟ فقال : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتعبده
ولا تعبد غيره ، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من
[155]
غير علة غضب الله عزوجل ، وتؤدي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحج البيت إذا
كان لك مال وكنت مستطيعا ، وأن لا تعق والديك ، ولا تأكل مال اليتيم ظلما ، ولا
تأكل الربا ، ولا تشرب الخمر ولا شيئا من الاشربة المسكرة ، ولا تزني ، ولا تلوط ، ولا
تمشي بالنميمة ، ولا تحلف بالله كاذبا ، ولا تسرق ، ولا تشهد شهادة الزور لاحد قريبا
كان أو بعيدا ، وأن تقبل الحق ممن جاء به صغيرا كان أو كبيرا ، وأن لاتركن ( 1 ) إلى
ظالم وإن كان حميما قريبا ( 2 ) ، وأن لا تعمل بالهوى ، ولا تقذف المحصنة ، ولا ترائي
فإن أيسر الرياء شرك بالله عزوجل ، وأن لا تقول لقصير : ياقصير ، ولا لطويل : ياطويل
تريد بذلك عيبه ، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله ، وأن تصبر على البلاء والمصيبة ،
وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك ، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه ، وأن
لا تقنط من رحمة الله ، وأن تتوب إلى الله عزو جل من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كمن
لا ذنب له ، وأن لاتصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله ،
وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن لاتطلب
سخط الخالق برضى المخلوق ، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة لان الدنيا فانية والآخرة
باقية ، وأن لاتبخل على إخوانك بما تقدر عليه ، وأن يكون سريرتك كعلانيتك ،
وأن لاتكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين ، وأن
لا تكذب ولا تخالط الكذابين ، وأن لاتغضب إذا سمعت حقا ، وأن تؤدب نفسك و
أهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة ، وأن تعمل بما علمت ، ولا تعاملن أحدا من
خلق الله عزوجل إلا بالحق ، وأن تكون سهلا للقريب والبعيد ، وأن لاتكون جبارا
عنيدا ، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنة
والنار ، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه ، وأن تستغنم البر والكرامة بالمؤمنين
والمؤمنات ، وأن تنظر إلى كل ما لاترضى فعله لنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين ، وأن
لا تمل من فعل الخير ، ولا تثقل على أحد إذا أنعمت عليه ، وأن تكون الدنيا عندك سجنا
حتى يجعل لك جنة ، فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها عني من امتي
* ( هامش ص 155 ) ( 1 ) أى أن لا تثق بالظالم ولا تستأمنه .
( 2 ) الحميم : القريب الذى تهتم بامره . الصديق . *
[156]
دخل الجنة برحمة الله ، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عزوجل بعد النبيين
والصديقين ، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
اولئك رفيقا .
بيان : ظاهر هذا الخبر أنه لا يشترط في حفظ الاربعين حديثا كونها منفصلة
بعضها عن بعض في النقل ، بل يكفي لذلك حفظ خبر واحد يشتمل على أربعين حكما
إذ كل منها يصلح لان يكون حديثا برأسه ، ويحتمل أن يكون المراد بيان مورد هذه
الاحاديث أي أربعين حديثا يتعلق بهذه الامور ، وشرح هذه الخصال سيأتي في أبوابها ، و
تصحيح عدد الاربعين إنما يتيسر بجعل بعض الفقرات المكررة ظاهرا تفسيرا وتأكيدا
لبعض . ( 1 ) 8 - صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من حفظ على
امتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيها عالما .
9 - غو : روى معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من حفظ على امتي
أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء .
10 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : من حفظ على امتي أربعين حديثا ينتفعون بها في
أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما .
بيان : هذا المضمون مشهور مستفيض بين الخاصة والعامة ، بل قيل : إنه متواتر ،
واختلف فيما اريد بالحفظ فيها ، فقد قيل : إن المراد الحفظ عن ظهر القلب فإنه هو
المتعارف المعهود في الصدر السالف ، فإن مدارهم كان على النقش على الخواطر لا على
الرسم في الدفاتر حتى منع بعضهم من الاحتجاج بما لم يحفظه الراوي عن ظهر القلب ،
* ( هامش ص 156 ) ( 1 ) كقوله عليه السلام : تعبده الخ وقوله : وتقيم الصلاة تكونان تفسيرا لسابقهما لانيما من لوازم
الايمان بالله . وكقوله : أن لا تسخر من أحد تكون بيانا لحكم كلى تكون الفقرة السابقة من افراده .
وكقوله : أن لاتصر الخ تكون تاكيدا لقوله : أن تتوب الخ ، فان من تاب حقيقة ورجع إلى الله
لم يرجع إلى المعصية بعد ذلك . وكقوله : وان تستغنم البر الخ تكون تاكيد او تفسير القوله لاتبخل
على اخوانك . وغير ذلك . *
[157]
وقد قيل : إن تدوين الحديث من المستحدثات في المائة الثانية من الهجرة ، وقيل :
المراد الحراسة عن الاندراس بما يعم الحفظ عن ظهر القلب والكتابة والنقل من الناس
ولو من كتاب وأمثال ذلك ، وقيل : المراد تحمله على أحد الوجوه المقررة التي سيأتي
ذكرها في باب آداب الرواية . والحق أن للحفظ مراتب يختلف الثواب بحسبها فأحدها :
حفظ لفظها سواء في الخاطر أوفي الدفاتر وتصحيح لفظها واستجازتها وإجازتها و
روايتها . وثانيها : حفظ معانيها والتفكر في دقائقها واستنباط الحكم والمعارف منها . و
ثالثها : حفظها بالعمل بها والاعتناء بشأنها والاتعاظ بمودعها ويؤمي إليه خبر السكوني . ( 1 )
وفي رواية " من حفظ على امتي " ( 2 ) الظاهر أن " على " بمعنى " اللام " أي حفظ
لاجلهم كما قالوه في قوله : ولتكبروا الله على ما هديكم . أي لاجل هدايته إياكم ، و
يحتمل أن يكون بمعنى " من " كما قيل في قوله تعالى : إذا اكتالوا على الناس يستوفون .
ويؤيده رواية المروزى ( 3 ) وأضرابها . والحديث في للغة يرادف الكلام سمي به لانه
يحدث شيئا فشيئا ، وفي اصطلاح عامة المحدثين : كلام خاص منقول عن النبي أو الامام
أو الصحابي ، أو التابعى ( 4 ) ، أو من يحذو حذوه يحكي قولهم أو فعلهم أو تقريرهم ،
وعند أكثر محدثي الامامية لايطلق إسم الحديث إلا على ماكان عن المعصوم عليه السلام ، و
ظاهر أكثر الاخبار تخصيص الاربعين بما يتعلق بامور الدين من اصول العقائد والعبادات
القلبية والبدنية ، لا ما يعمها وسائر المسائل من المعاملات والاحكام . بل يظهر من
بعضها كون تلك الاربعين جامعة لا مهات العقائد والعبادات والخصال الكريمة و
والافعال الحسنة ، فيكون المراد ببعثه فقيها عالما أن يوفقه الله لان يصير بالتدبر في
هذه الاحاديث والعمل بها لله من الفقهاء العالمين العاملين ، وعلى سائر الاحتمالات يكون
* ( هامش ص 157 ) ( 1 ) المتقدم تحت الرقم 7 .
( 2 ) هى الرواية الثامنة والتاسعة والعاشرة 9 .
( 3 ) وهى الرواية الثالثة ، وبمعناها الروايات السابقة عليها واللاحقة بها .
( 4 ) الصحابى : من لقى النبى صلى الله عليه وآله مؤمنا به ومات على الايمان والاسلام ، وفيه
أقوال اخرى يطلب من مظانها . والتابعى : من لقى الصحابى مومنا با لنبى صلى الله عليه وآله ومات
على الايمان والاسلام . *
[158]
المراد بعثه في القيامة في زمرتهم لتشبهه بهم وإن لم يكن منهم ، ويطلق الفقيه غالبا في
الاخبار على العالم العامل الخبير بعيوب النفس وآفاتها ، التارك للدنيا ، الزاهد فيها ، الراغب
إلى ما عنده تعالى من نعيمه وقربه ووصاله ، واستدل بعض الافاضل بهذا الخبر على حجية خبر الواحد ، وتوجيهه ظاهر .
( باب 21 ) * ( آداب الرواية ) * الايات ، الحاقة : وتعيها اذن واعية 11
1 - ختص : جعفربن الحسين المؤمن ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ،
عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي بصير , عن أحدهما
عليهما السلام في قول الله عزوجل : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . قال : هم
المسلمون لآل محمد صلى الله عليه واله ، إذا سمعوا الحديث أدوه كما سمعوه لايزيدون ولاينقصون .
2 - منية المريد : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم
يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خيرالدنيا والآخرة .
3 - ما : حمويه ( 1 ) ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ، عن محمد بن كثير ، عن شعبة ،
عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من روى عني حديثا
وهو يرى أنه كدب فهو أحد الكاذبين .
بيان ، يدل على عدم جواز رواية الخبر الذي علم أنه كذب وإن أسنده إلى راويه .
4 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي رفعه قال : قال أبوعبدالله
عليه السلام : إياكم والكذب المفترع . قيل له : وما الكذب المفترع ؟ قال أن يحدثك الرجل
بالحديث فترويه عن غير الذي حدثك به .
بيان : لم وصف هذا النوع من الكذب بالمفترع ؟ قيل : لانه حاجزبين الرجل
وبين قبول روايته - من فرع فلان بين الشيئين - إذا حجز بينهما . وقيل ، لانه يريد أن
* ( هامش ص 158 ) ( 1 ) بفتح الحاء وتشديد الميم المضمومة . قال في القاموس : حمويه كشنويه . *
[159]
يرفع حديثه بإسقاط الواسطة - من فرع الشئ أي ارتفع وعلا ، وفرعت الجبل أي
صعدته - وقيل : لانه يزيل عن الراوي ما يوجب قبول روايته والعمل بها ، أي العدالة
- من افترعت البكر أي اقتضضتها - وقيل : لانه قال كذبا ازيل بكارته ، أي صدر مثله
من السابقين كثيرا . وقيل : لانه الكذب المستحدث ، أي لم يقع مثله من السابقين .
وقيل : لانه ابتدأ بذكر من ينبغي أن يذكره أخيرا ، من قولهم : بئس ما افترعت به
أي ابتدأت به ، وقيل : لانه كذب فرع كذب رجل آخر فإنك إن أسندته إليه فإن كان
كاذبا أيضا فلست بكاذب ، بخلاف ما إذا أسقطته فإنه إن كان كاذبا فأنت أيضا كاذب ،
فعلى الثلاثة الاولى والاحتمال الاخير إسم فاعل ، وعلى البواقي إسم مفعول .
5 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ،
عن أبيه ، عن محمد بن مارد ، عن عبدالاعلى بن أعين ، قال ، قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت
فداك حديث يرويه الناس ( 1 ) أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : حدث عن بني إسرائيل ولا حرج .
قال : نعم . قلت : فنحدث عن بني إسرائيل بما سمعناه ولا حرج علينا ؟ قال : أما سمعت
ما قال ؟ كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع . فقلت : وكيف هذا ؟ قال : ما كان
في الكتاب أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كان في هذه الامة ولاحرج .
* ( هامش ص 159 ) ( 1 ) المراد من الناس العامة ، أورد الحديث أبي داود في سننه باسناده عن أبى بكر بن أبى شيبة
قال : حدثنى على بن مسهر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبى سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج . قال الخطابى : ليس معناه إباحة الكذب
في أخبار بنى اسرائيل ورفع الحرج عمن نقل عنهم الكذب ولكن معناه الرخصة في الحديث عنهم على
معنى البلاغ وان لم يتحقق صحة ذلك بنقل الاسناد ، وذلك لانه أمر قد تعذر في أخبارهم لبعد المسافة وطول
المدة ووقوع الفترة بين زمانى النبوة ، وفيه دليل على أن الحديث لايجوز عن النبى صلى الله عليه وآله
الا بنقل الاسناد والتثبت فيه . وقد روى الدراوردى هذا الحديث عن محمد بن عمرو بزيادة لفظ دل
بها على صحة هذا المعنى ليس في رواية على بن مسهر الذى رواها أبوداود عن أبى هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : حدثوا عن بنى اسرائيل ولاحرج ، حدثوا عنى ولا تكذبوا على . ومعلوم
أن الكذب على بنى اسرائيل لا يجوز بحال فانما أراد بقوله : وحدثوا عنى ولا تكذبوا على اى تحرزوا
من الكذب على بأن لا تحدثوا عنى الا بما يصح عندكم من جهة الاسناد والذى به يقع التحرز عن الكذب
على . " معالم السنن ج 3 ص 187 " . *
[160]
بيان : لانه أخبرالنبي صلى الله عليه واله : أنه كل ما وقع في بني إسرائيل يقع في هذه
الامة ( 1 ) ويدل على أنه لا ينبغي نقل كلام لا يوثق به .
6 - ير : محمد بن عيسى ، عن فضالة ، عن أبان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله تعالى : ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا . قال : فقال : الاقتراف :
التسليم لنا والصدق علينا وأن لا يكذب علينا .
7 - كش : وجدت في كتاب جبرئيل بن أحمد بخطه : حدثني محمد بن عيسى ، عن
محمد بن الفضيل ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن الهيثم بن واقد ، عن ميمون بن عبدالله ، عن
أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من كذب علينا أهل البيت حشره
الله يوم القيامة أعمى يهوديا ، وإن أدرك الدجال آمن به في قبره .
8 - نهج : سأل أميرالمؤمنين عليه السلام رجل أن يعرفه ما الايمان ؟ فقال : إذا كان
غد فأتني حتى اخبرك على أسماع الناس ، فإن نسيت مقالتي حفظها عليك غيرك ، فإن
الكلام كالشاردة يثقفها هذا ، ويخطئها هذا .
9 - وقال عليه السلام - فيما كتب إلى الحارث الهمداني - : ولا تحدث الناس بكل ما
سمعت فكفى بذلك كذبا ، ولا ترد على الناس كلما حد ثوك به فكفى بذلك جهلا .
10 - ما : المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي
عن المعمر أبي الدنيا ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : من
كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
11 - كنز الكراجكى : قال رسول الله صلى الله عليه واله : نضر الله امرءا سمع منا حديثا


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 160 سطر 19 إلى صفحه 168 سطر 18

فأداه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع .
12 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : عليكم بالدرايات لا بالروايات .
13 - وقال عليه السلام : همة السفهاء الرواية وهمة العلماء الدراية .
* ( هامش ص 160 ) ( 1 ) هذا المعنى يدل على انه رحمه الله حمل قوله : هذه الامة على امة محمد صلى الله عليه وآله
فارتكب هذا التكلف ، مع أن الظاهر أن المراد بهذه الامة بنو اسرائيل والمعنى : أن ما قصه الله عن بنى
اسرائيل في كتابه يجوز نقله في صورة الخبر . ط *
[161]
14 - منية المريد : عن طلحة بن زيد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : رواة الكتاب
كثير ، ورعاته قليل ، فكم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب ، والعلماء تحزنهم
الدراية ، والجهال تحزنهم الرواية .
15 - وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إذا حدثتم بحديث
فأسندوه إلى الذي حدثكم ، فإن كان حقا فلكم ، وإن كان كذبا فعليه .
16 - كتاب الاجازات للسيد ابن طاووس رضي الله عنه ، مما أخرجه من كتاب
الحسن بن محبوب بإسناده قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أسمع الحديث فلا أدري منك
سماعه أو من أبيك ؟ قال : ما سمعته مني فاروه عن رسول الله صلى الله عليه واله
17 - ومنه نقلا من كتاب مدينة العلم ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن ، عن أحمد بن محمد ،
عن محمد بن الحسن زعلان ، عن خلف بن حماد ، عن ابن مختار أو غيره رفعه قال : قلت
لابي عبدالله عليه السلام : أسمع الحديث منك فلعلي لا أرويه كما سمعته ، فقال : إن أصبت فيه
فلا بأس ، إنما هو بمنزلة : تعال ، وهلم ، واقعد ، واجلس .
18 - كتاب حسين بن عثمان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا
أصبت الحديث فأعرب عنه بما شئت .
19 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم ، فمن كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
بيان : قال الجزري : فيه : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، قد
تكررت هذه اللفظة في الحديث ومعناه : لينزل منزله في النار . قال : بواه الله منزلا أي
أسكنه إياه . وتبوأت منزلا : اتخذته . والمباءة : المنزل .
20 - غو : روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : رحم الله امرءا سمع مقالتي فوعاها
فأداها كما سمعها ، فرب حامل فقه ليس بفقيه . وفي رواية : فرب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه .
21 - نهج ، ضه : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية
لاعقل رواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل .
[162]
بيان : أي ينبغي أن يكون مقصود كم الفهم للعمل لا محض الرواية ، ففيه شيئان :
الاول فهمه وعدم الاقتصار على لفظه ، والثاني العمل به .
22 - كش : علي بن محمد بن قتيبة ، عن جعفر بن أحمد ، عن محمد بن الخالد - أظنه البرقي -
عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن القاسم بن عوف ( 1 ) قال : كنت أتردد بين علي
بن الحسين وبين محمد بن الحنفية ، وكنت آتي هذا مرة وهذا مرة ، قال : ولقيت علي بن
الحسين عليهما السلام قال : فقال لي : ياهذا إياك أن تأتي أهل العراق فتخبرهم أنا استودعناك
علما فإنا والله ما فعلنا ذلك ، وإياك أن تترائس بنا فيضعك الله ، وإياك أن تستأكل
بنا فيزيدك الله فقرا ، واعلم
أنك إن تكون ذنبا في الخير خيرلك من أن تكون رأسا
في الشر ، واعلم أنه من يحدث عنا بحديث سألناه يوما ، فإن حدث صدقا كتبه الله
صديقا ، وإن حدث كذبا كتبه الله كذابا ، وإياك أن تشد راحلة ترحلها تأتي ههنا
تطلب العلم حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج ، ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة
عليها السلام تنبت الحكمة في صدره كما ينبت الطل ( 2 ) الزرع . قال : فلما مضى علي بن الحسين
عليهما السلام حسبنا الايام والجمع والشهور والسنين فما زادت يوما ولا نقصت حتى تكلم محمد
ابن علي بن الحسين - صلوات الله عليهم - باقر العلم .
23 - سر : السياري ( 3 ) ، عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا
* ( هامش ص 162 ) ( 1 ) بفتح العين المهملة وسكون الواو ، هو القاسم بن عوف الشيبانى ، عده الشيخ في رجاله من
أصحاب السجاد عليه السلام ، وقال : كان يختلف بين على بن الحسين عليهما السلام ومحمد بن الحنفية .
( 2 ) الطل : المطر الضعيف . الندى .
( 3 ) بفتح السين المهملة وتشديد الياء . عنونه النجاشى في ص 58 من رجاله قال : أحمد بن محمد
ابن سيار أبوعبدالله الكاتب بصرى ، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبى محمد عليه السلام ، ويعرف
بالسيارى ، ضعيف الحديث ، فاسد المذهب - ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيدالله - مجفو الرواية ، كثير
المراسيل ، له كتب وقع إلينا ، منها : كتاب ثواب القرآن ، كتاب الطب ، كتاب القراءة ، كتاب النوادر ،
كتاب الغارات ، أخبرنا الحسين بن عبيدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، وأخبرنا أبوعبدالله
القزوينى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه قال : حدثنا السيارى إلا ماكان خاليا من غلو و
تخليط . انتهى كلامه . وقال الخضائرى فيما حكى عنه : ضعيف متهالك ، غال منحرف ، استثنى من * *
[163]
أصبت معنى حديثنا فأعرب عنه بماشئت .
24 - وقال بعضهم : لا بأس إن نقصت أو زدت أو قدمت أو أخرت إذا أصبت المعنى .
وقال : هؤلاء يأتون الحديث مستويا كما يسمعونه ، وإنا ربما قدمنا وأخرنا وزدنا
ونقصنا ، فقال : ذلك زخرف القول غرورا ، إذا أصبتم المعنى فلا بأس .
بيان : الاعراب : الابانة والافصاح ، وضمير بعضهم راجع إلى الائمة عليهم السلام ،
وفاعل قال في قوله : " قال هؤلاء " أحد الرواة ، وفي قوله : " فقال " الامام عليه السلام . قوله :
ذلك أي الذي ترويه العامة . زخرف القول أي الاباطيل المموهة ، من " زخرفه " إذا
زينه يغرون به الناس غرورا ، وهو داخل فيما قال الله تعالى في شأن المبطلين : وكذلك
جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول
غرورا . والحاصل أن أخبارهم موضوعة وإنما يزينونها ليغتر الناس بها .
ثم اعلم أن هذا الخبر من الاخبار التي تدل على جواز نقل الحديث بالمعنى و
تفصيل القول في ذلك : أنه إذا لم يكن المحدث عالما بحقائق الالفاظ ومجازاتها و
منطوقها ومفهومها ومقاصدها لم تجز له الرواية بالمعنى بغير خلاف ، بل يتعين اللفظ
الذي سمعه إذا تحققه ، وإلا لم تجز له الرواية ، وأما إذا كان عالما بذلك فقد قال طائفة
من العلماء : لا يجوز إلا باللفظ أيضا ، وجوز بعضهم في غير حديث النبي صلى الله عليه واله فقط ،
فقال : لانه أفصح من نطق بالضاد ، وفي تراكيبه أسرار ودقائق لا يوقف عليها إلا بها
كما هي ، لان لكل تركيب معنى بحسب الوصل والفصل والتقديم والتأخير وغيرذلك ،
لو لم يراع ذلك لذهبت مقاصدها ، بل لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة كالتخصيص
* ( هامش ص 163 ) * كتبه شيوخ القميين روايته من كتاب نوادر الحكمة ، وحكى عن محمد بن على بن محبوب في كتاب النوادر
المصنف أنه قال بالتناسخ . وروى الكشى في ص 372 من رجاله باسناد ذكره عن ابراهيم بن
محمد بن حاجب قال : قرأت في رقعة مع الجواد عليه السلام يعلم من سأل عن السيارى : أنه ليس في المكان
الذى ادعاه لنفسه وألا تدفعوا اليه شيئا . وأتبعهم في ذلك الشيخ في الفهرست ، والعلامة في الخلاصة
وكل من تصدى لترجمته سوى العلامة النورى فانه تجشم في اثبات وثاقته بما يجتهد في قبال نصوص
هولاء الاساطين من الفن ، واستطرف الحلى من رواياته وأورده في آخر السرائر وقال : صاحب الرضا
وموسى عليهما السلام . أقول : مصاحبته موسى بن جعفر عليه السلام لا يخلو عن التامل *
[164]
والاهتمام وغيرهما ، وكذا الالفاظ المشتركة والمترادفة ، ولو وضع كل موضع الآخر
لفات المعنى المقصود ، ومن ثم قال النبي صلى الله عليه واله : نضرالله عبدا سمع مقالتي وحفظها و
وعاها وأداها ، فرب حامل فقه غيرفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . وكفى هذا
لحديث شاهدا بصدق ذلك ، وأكثر الاصحاب جو زوا ذلك مطلقا مع حصول الشرائط
المذكورة ، وقالوا : كلما ذكرتم خارج عن موضوع البحث لانا إنما جوزنا لمن يفهم
الالفاظ ، ويعرف خواصها ومقاصدها ، ويعلم عدم اختلال المراد بها فيما أداه ، وقد
ذهب جمهور السلف والخلف من الطوائف كلها إلى جواز الرواية بالمعنى إذا قطع بأداء
المعنى بعينه ، لانه من المعلوم أن الصحابة وأصحاب الائمة عليهم السلام لم يكونوا يكتبون
الاحاديث عند سماعها ، ويبعد بل يستحيل عادة حفظهم جمنع الالفاظ على ما هي عليه و
قد سمعوها مرة واحدة ، خصوصا في الاحاديث الطويلة مع تطاول الازمنة ولهذا كثيرا
ما يروى عنهم المعنى الواحد بألفاظ مختلفة ، ولم ينكر ذلك عليهم ، ولا يبقى لمن تتبع
الاخبار في هذا شبهة . ويدل عليه أيضا ما رواه الكليني : ( 1 )
عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن محمد بن
مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص . قال : إن كنت
تريد معانيه فلا بأس .
وروي أيضا عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن داود بن
فرقد ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إني أسمع الكلام منك فاريد أن أرويه كما
سمعته منك فلا يجيئ ذلك ، قال : فتتعمد ذلك ؟ قلت : لا . قال : تريد المعاني ؟ قلت :
نعم . قال : فلا بأس .
نعم لا مرية في أن روايته بلفظه أولى على كل حال ، لا سيما في هذه الازمان لبعد
العهد وفوت القرائن وتغير المصطلحات .
وقد روى الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن
* ( هامش ص 164 ) ( 1 ) في الاصول من الكافى في الحديث الثانى من باب رواية الكتب ، وأورد الحديثين الاتيين
بعد ذلك في ؟ ؟ و6 من الباب . *
[165]
منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قول الله جل ثناؤه : الذين
يستمعون القول فيتبعون أحسنه . قال : هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا
يزيد فيه ولا ينقص .
وبالغ بعضهم فقال : لا يجوز تغيير قال النبي صلى الله عليه واله إلى قال رسول الله ولا عكسه ،
وهو عنت بين بغير ثمرة .
تذنيب : قال بعض الافاضل : نقل المعنى إنما جوزوه في غير المصنفات ، أما
المصنفات فقد قال أكثر الاصحاب : لا يجوز حكايتها ونقلها بالمعنى ولا تغيير شئ منها
على ما هو المتعارف .
25 - شى : عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي صلوات الله عليهم قال
الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك
حديثا لم تحصه ، إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله
فخذوا به وما خالف كتاب الله فد عوه .
بيان : الفعل في قوله عليه السلام : لم تروه إما مجرد معلوم ، يقال : روى الحديث
رواية أي حمله ، أو مزيد معلوم من باب التفعيل أو الافعال يقال : رويته الحديث تروية
وأرواه أي حملته على روايته ، أو مزيد مجهول من البابين ، ومنه : روينا في الاخبار .
ولنذكر ما به يتحقق تحمل الرواية والطرق التي تجوز بها رواية الاخبار .
اعلم أن لاخذ الحديث طرقا أعلاها سماع الراوي لفظ الشيخ ، أو إسماع الراوي
لفظه إياه بقراءة الحديث عليه ، ويدخل فيه سماعه مع قراءة غيره على الشيخ ، ويسمى
الاول بالاملاء ، والثاني بالعرض ، وقد يقيد الاملاء بما إذا كتب الراوي مايسمع من
شيخه ، وفي ترجيح أحدهما على الآخر والتسوية بينهما أو جه ، ومما يستدل به على
ترجيح السماع من الشيخ على إسماعه مارواه الكليني بسند صحيح : ( 1 )
عن عبدالله بن سنان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يجيئني القوم فيسمعون مني حديثكم
فأضجرو لا أقوى ، قال : فاقرأ عليهم من أوله حديثا ومن وسطه حديثا ومن آخره حديثا .
* ( هامش ص 165 ) ( 1 ) والسند هكذا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ،
عن عبدالله بن سنان . أورده في الخامس من باب رواية الكتب . *
[166]
فلولا ترجيح قراءة الشيخ على قراءة الراوي لامره بترك القراءة عند التضجر ،
وقراءة الراوي مع سماعه إياه ، ولا خلاف في أنه يجوز للسامع أن يقول في الاول :
" حدثنا " و" أنبأنا " و" سمعته يقول " و" قال لنا " و" ذكرلنا " ، هذا كان في الصدر
الاول ثم شاع تخصيص " أخبرنا " بالقراءة على الشيخ ، و" أنباءنا " و" نبأنا " بالاجازة ،
وفي الثاني المشهور جواز قول : " أخبرني " و" حدثني " مقيدين بالقراءة على الشيخ ، و
ما ينقل عن السيد من منعه مقيدا أيضا بعيد ، واختلف في الاطلاق فجوزه بعضهم ،
ومنعه آخرون ، وفصل ثالث فجوز " أخبرني " ومنع " حدثني " واستند إلى أن الشايع
في استعمال " أخبرني " هوقراءته على الشيخ وفي استعمال " حدثني " هو سماعه عنه ، وفي
كون الشياع دليلا على المنع من غير الشايع نظر .
ثم إن صيغة " حدثني " وشبهها فيما يكون الراوي متفردا في المجلس ، و" حدثنا "
و" أخبرنا " فيما يكون مجتمعا مع غيره ، وهذان قسمان من أقسامها .
وبعد هما الاجازة ، سواء كان معينا لمعين كإجازة الكافي لشخص معين ، أو
معينا لغير معين كإجازته لكل أحد ، أوغير معين لمعين كأجزتك مسموعاتي ، أوغير
معين لغير معين كأجزت كل أحد مسموعاتي ، كما حكي عن بعض أصحابنا أنه أجاز
على هذا الوجه .
وفي إجازة المعدوم نظر ، إلا مع عطفه على الموجود ، وأما غير المميز كالاطفال
الصغيرة فالمشهور الجواز ( 1 ) ، وفي جواز إجازة المجاز وجهان للاصحاب ، والاصح
الجواز .
وأفضل أقسامها ما كانت على وفق صحيحة ابن سنان المتقدمة بأن يقرأ عليه
من أوله حديثا ، ومن وسطه حديثا ، ومن آخره حديثا ، ثم يجيزه ، بل الاولى الاقتصار
عليه ، ويحتمل أن يكون المراد بالاول والوسط والآخر الحقيقي منها ، أو الاعم منه و
من الاضافي ، والثاني ، أظهر وإن كان رعاية الاول أحوط وأولى .
* ( هامش ص 166 )
( 1 ) ليس فرق بين الصبى غير المميز والمعدوم في ذلك . *
[167]
وبعدها : المناولة وهي مقرونة بالاجازة وغير مقرونة ، والاولى هي أن يناوله
كتابا ويقول : هذا روايتي فاروه عني ، أوشبهه والثانية أن يناوله إياه ويقول : هذا
سماعي ، ويقتصر عليه ، وفي جواز الرواية بالثاني قولان ، والاظهر الجواز لمارواه الكليني :
عن محمد بن يحيى ، بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال قال : قلت لابي الحسن الرضا
عليه السلام : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول : اروه عني . يجوزلي أن أرويه عنه ؟
قال : فقال : إذا علمت أن الكتاب له فاروه عنه . ( 1 )
وهل يجوز إطلاق حدثنا وأخبرنا في الاجازة والمناولة قولان ، وأما مع التقييد
بمثل قولنا : إجازة ومناولة فالاصح جوازه . واصطلح بعضهم على قولنا : أنبأنا .
وبعدها المكاتبة وهي أن يكتب مسموعه لغائب بخطه ويقرنه بالاجازة ، أو
يعريه عنها ، والكلام فيه كالكلام في المناولة .
والظاهر عدم الفرق بين الكتابة التفصيلية والاجمالية كأن يكتب الشيخ مشيرا
إلى مجموع محدود إشارة يأمن معها اللبس والاشتباه : هذا مسموعي ومرويي فاروه
عني ، والحق أنه مع العلم بالخط والمقصود بالقرائن لا فرق يعتد به بينه وبين سائر
الاقسام ، ككتابة النبي صلى الله عليه واله إلى كسرى وقيصر ، مع أنها كانت حجة عليهم ، وكتابة
أئمتنا عليهم السلام الاحكام إلى أصحابهم في الاعصار المتطاولة ، والظاهر أنه يكفي الظن
الغالب أيضا في ذلك .
وبعد ها الاعلام وهو أن يعلم الشيخ الطالب أن هذا الحديث أو الكتاب سماعه ،
وفي جواز الرواية به قولان والاظهر الجواز ، لما مر في خبر أحمد بن عمرو لما رواه الكليني :
عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال :
قلت لابي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فداك إن مشائخنا رووا عن جعفرو أبي عبدالله عليهما السلام
وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم فلم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال :
حدثوا بها فإنها حق .
* ( هامش ص 167 )
( 1 ) أورده في كتاب فضل العلم في الحديث السادس من باب رواية الكتب والحديث . *
[168]
ويقرب منه الوصية وهي أن يوصي عند سفره أوموته بكتاب يرويه فلان بعد موته ،
وقد جوز بعض السلف للموصى له روايته ويدل عليه الخبر السالف .
والثامن من تلك الاقسام : الوجادة ، وهي أن يقف الانسان على أحاديث بخط
راويها ، أوفي كتابه المروي له معاصرا كان أولا ، فله أن يقول : وجدت أو قرأت بخط
فلان أو في كتابه : حدثنا فلان ، ويسوق الاسناد والمتن ، وهذا هو الذي استمر عليه
العمل حديثا وقديما ، وهو من باب المنقطع ، وفيه شوب اتصال ، ويجوز العمل به وروايته
عند كثير من المحققين عند حصول الثقة بأنه خط المذكور وروايته ، وإلا قال : بلغني
عنه ، أو وجدت في كتاب أخبرني فلان أنه خط فلان أو روايته ، أو أظن أنه خطه أو
روايته لوجود آثار روايته له بالبلاغ ونحوه ، ويدل على جواز العمل بها خبر أبي جعفر
عليه السلام الذي تقدم ذكره .
وربما يلحق بهذا القسم ما إذا وجد كتابا بتصحيح الشيخ وضبطه ، والاظهر
جواز العمل بالكتب المشهورة المعروفة التي يعلم انتسابها إلى مؤلفيها ، كالكتب
الاربعة ، وسائر الكتب المشهورة ، وإن كان الاحوط تصحيح الاجازة والاسناد في
جميعها ، وسنفصل القول في تلك الانواع وفروعها في المجلد الخامس والعشرين من الكتاب
بعون الملك الوهاب .
( باب 22 )
* ( ان لكل شئ حدا وانه ليس شئ الاورد فيه كتاب أوسنة ) *
* ( وعلم ذلك كله عند الامام ) *


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 168 سطر 19 إلى صفحه 176 سطر 18

الايات ، الانعام : مافرطنا في الكتاب من شئ 37
1 - ير : علي بن محمد ، عن اليقطيني يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : أبى الله أن
يجري الاشياء إلا بالاسباب ، فجعل لكل شئ سببا وجعل لكل سبب شرحا ، وجعل
لكل شرح مفتاحا ، وجعل لكل مفتاح علما ، وجعل لكل علم بابا ناطقا ، من عرفه عرف
الله ، ومن أنكره أنكرالله ، ذلك رسول الله صلى الله عليه واله ونحن .
[169]
2 - ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن ، عن فضالة ، عن القاسم
ابن يزيد ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألته عن ميراث العلم ما بلغ ، أجوامع من العلم أم يفسر
كل شئ من هذه الامور التي يتكلم فيها الناس من الطلاق والفرائض ؟ فقال : إن عليا
عليه السلام كتب العلم كله والفرائض ، فلو ظهر امرنا لم يكن من شئ إلا وفيه سنة يمضيها .
بيان : قوله : مابلغ بدل من ميراث العلم أي ما بلغ منه إليكم . أجوامع ؟ أي
ضوابط كلية يستنبط منها خصوصيات الاحكام ، أو ورد في كل من تلك الخصوصيات
نص مخصوص ؟ . قوله عليه السلام : يمضيها على الغيبة أي صاحب الامر ، أوعلى التكلم .
3 - ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن الاهوازي ، عن جعفر بن بشير ،
عن حماد ، عن أبي اسامة قال : كنت عند ابي عبدالله عليه السلام وعنده رجل من المغيرية ( 1 ) فسأله
عن شئ من السنن ، فقال : مامن شئ يحتاج إليه ولد آدم إلا وقد خرجت فيه السنة
من الله ومن رسوله ، ولولا ذلك ما احتج علينا بما احتج ، فقال المغيري : وبما احتج ؟
فقال أبوعبدالله عليه السلام قوله : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي - حتى فرغ
من الآية - فلولم يكمل سنته وفرائضه وما يحتاج إليه الناس مااحتج به . ( 2 )
4 - سن : بعض أصحابنا ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن محمد بن حكيم ، عن .
أبي الحسن موسى عليه السلام قال : أتاهم رسول الله صلى الله عليه واله بما اكتفوا به في عهده واستغنوا به
من بعده .
* ( هامش ص 169 ) ( 1 ) هم اتباع المغيرة بن سعيد لعنه الله ولعنهم ، أورده أصحابنا في تراجمهم وبالغوا في ذمه
ولعنوه وتبرؤوا منه . قال صاحب منتهى المقال : المغيرية اتباع المغيرة بن سعيد لعنه الله قالوا : ان الله جسم
على صورة رجل من نور على راسه تاج من نور ، وقلبه منبع الحكمة . ونقل عن الوحيد أنه قال : وربما يظهر من
التراجم كونهم من الغلاة وبعضهم نسبوه اليهم . أقول : وأورد ترجمتهم البغدادى في الفرق بين الفرق ،
والشهرستانى في كتابه الملل والنحل ، قال البغدادى في ص 36 : كان المغيرة بن سعيد العجلى في صلاته
في التشبيه يقول لا صحابه : ان المهدى المنتظر محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على ، ويستدل على ذلك
بان اسمه محمد كاسم رسول الله صلى الله عليه وآله واسم أبيه عبدالله كاسم أبى رسول الله صلى الله عليه وآله ،
وقال : في الحديث عن النبى صلوات الله عليه وآله قوله في المهدى : ان اسمه يوافق اسمى ، واسم أبيه اسم
أبى . وأورد الشهرستانى ما قال في التشبيه في كتابه .
( 2 ) ياتى بقية المباحثة الواقعة بين أبى عبدالله عليه السلام والرجل في الحديث 12 . *
[170]
5 - سن : إسماعيل الميثمي ، عن محمد بن حكيم ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : أتاهم
رسول الله صلى الله عليه واله بما يستغنون به في عهده وما يكتفون به من بعده : كتاب الله وسنة نبيه .
6 - سن : أبي ، عن حماد ، عن حريز وربعي ، عن الفضيل قال : قال أبوعبدالله عليه السلام
إن للدين حدا كحدود بيتي هذا ، وأومأ بيده إلى حدار فيه .
7 - سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : ما من شئ إلا وله حد كحدود داري هذه ، فما كان في الطريق فهو من الطريق ،
وما كان في الدار فهو من الدار .
8 - سن : الوشاء ، عن أبان الاحمر ، عن سليم بن أبي حسان العجلي ، قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : ما خلق الله حلالا ولا حراما إلا وله حد كحدود داري هذه ، ما
كان منها من الطريق فهو من الطريق ، وما كان من الدار فهو من الدار ، حتى أرش الخدش
فما سواه ، والجلدة ونصف الجلدة .
9 - سن : أبي عن يونس ، عن حفص بن قرط ( 1 ) قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
يقول : كان علي عليه السلام يعلم الخير الحلال والحرام ويعلم القرآن ، ولكل شئ منهما حد .
بيان : في بعض النسخ " الخير " بالياء المنقطة بنقطتين ، أي جميع الخيرات من الحلال
والحرام ، وفي بعضها بالباء الموحدة أي أخبار الرسول صلى الله عليه واله في الحلال والحرام .
10 - سن : ابن بزيع ، عن أبي إسماعيل السراج ( 2 ) ، عن خيثمة ( 3 ) بن عبدالرحمن
الجعفي ، عن أبي لبيد البحراني ، ( 4 ) عن أبي جعفر عليه السلام أنه أتاه رجل بمكة فقال له : يا
* ( هامش ص 170 ) ( 1 ) بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة . أورد الشيخ في رجاله في اصحاب الصادق
عليه السلام رجلين مسميين بحفص بن قرط : أحدهما حفص بن قرط الاعور كوفى عربى جمال ، والاخر
حفص بن قرط النخعى الكوفى ، ولم يزد في ترجمتها على كونهما من أصحاب الصادق عليه السلام ، وحكى
عن جامع الرواة أن النخعى الكوفى يروى عنه ابن أبى عمير ويونس بن عبدالرحمن ، وابن سنان ،
وإسحاق بن عمار .
( 2 ) صرح جماعة بأن اسمه عبدالله بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزارى وخالف بعض ، ولعله يأتى
الكلام فيه بعد إن شاء الله .
( 3 ) بضم الخاء وسكون الياء وفتح الثاء .
( 4 ) في المحاسن المطبوع ( ص 274 ) أبوالوليد النجرانى ولكنه مصحف ، و الصحيح أبولبيد كما
في ( ص 270 ) من المحاسن ووصفه هنا بالمراء الهجرين وأورد هنا روايته التى وردت في تفسير
" المص " والرجل مجهول اسمه وحاله ، لم يذكره الرجاليون في كتبهم نعم أورد الشيخ في رجاله
أبا لبيد الهجرى من أصحاب الباقر عليه السلام ولعله متحد مع هذا ولكن هذا أيضا مجهول مثله . *
[171]
محمد بن علي أنت الذي تزعم أنه ليس شئ إلا وله حد ؟ فقال أبوجعفر عليه السلام : نعم أنا
أقول : إنه ليس شئ مما خلق الله صغيرا وكبيرا إلا وقد جعل الله له حدا إذا جوز به ذلك
الحد فقد تعدى حد الله فيه . فقال : فما حد مائدتك هذه ؟ قال : تذكر اسم الله حين
توضع ، وتحمدالله حين ترفع ، وتقم ماتحتها . قال : فما حد كوزك هذا ؟ قال : لا تشرب
من موضع اذنه ، ولا من موضع كسره ، فإنه مقعد الشيطان ، وإذا وضعته على فيك
فاذكر اسم الله ، وإذا رفعته عن فيك فاحمد الله ، وتنفس فيه ثلاثة أنفاس ، فإن النفس
الواحد يكره .
11 - سن : محمد بن عبدالحميد ، عن ابن حميد ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله - في خطبته في حجة الوداع - : أيها الناس اتقوالله ، ما من شئ
يقر بكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به .
12 - سن : صالح بن السندي ، عن ابن بشير ، عن صباح الحذاء ، عن أبي اسامة
قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فسأله رجل من المغيرية عن شئ من السنن فقال : ما من
شئ يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة عرفها من
عرفها ، وأنكرها من أنكرها ، قال الرجل : فما السنة في دخول الخلاء ؟ قال : تذكر الله ،
وتتعوذ من الشيطان ، فإذا فرغت قلت : الحمد لله على ما أخرج عني من الاذى في يسرمنه
وعافية . فقال الرجل : فالانسان يكون على تلك الحال فلا يصبر حتى ينظر إلى ما خرج
منه . فقال : إنه ليس في الارض آدمي إلا ومعه ملكان موكلان به ، فإذا كان على
تلك الحال ثنيا رقبته ( 1 ) ثم قالا : ابن آدم ! انظر إلى ماكنت تكدح ( 2 ) له في الدنيا إلى
ماهو صائر . ( 3 ) 13 - جا : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن عبيد بن حمدون ، عن الحسن بن ظريف ،
قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : مارأيت عليا عليه السلام قضى قضاءا إلا وجدت له أصلا
* ( هامش ص 171 ) ( 1 ) أى لو يا رقبته إلى ما خرج منه .
( 2 ) أى تسعى وتكسب وتجهد نفسك فيه .
( 3 ) هذا الحديث والحديث الثالث يكشفان عن مباحثة طويلة وقعت بين أبى عبدالله عليه السلام
ورجل من المغيرية ، وأبواسامة نقل بعضها لحماد وبعضها لصباح . *
[172]
في السنة ، قال : وكان علي عليه السلام يقول : لواختصم إلي رجلان فقضيت بينهما ثم مكثا
أحوالا كثيرة ثم أتياني في ذلك الامر لقضيت بينهما قضاءا واحدا ، لان القضاء لا يحول
ولا يزول أبدا .
( باب 33 )
* ( انهم عليهم السلام عندهم مواد العلم واصوله ، ولا يقولون شيئا ) *
* ( برأى ولاقياس ، بل ورثوا جميع العلوم عن النبى صلى الله ) *
* ( عليه وآله وأنهم امناء الله على اسراره ) *
الايات ، النجم : وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى 3 ، 4
1 - ختص ، ير : حمزة بن يعلى ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : يا جابر إنا لو كنا نحدثكم برأينا وهو انا لكنا من الهالكين ، ولكنا
نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلى الله عليه واله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم . ( 1 )
2 - ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : لو أنا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ، ولكنا حدثنا ببينة من
ربنا بينها لنبيه صلى الله عليه واله فبينه لنا .
3 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن القاسم ، عن محمد بن يحيى ، عن جابر ،
قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا جابر لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ،
ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله صلى الله عليه واله واصول علم عندنا ، نتوارثها كابرا عن كابر ،
نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم .
بيان : قال الجزري : في حديث الاقرع والابرص : ورثته
كابرا عن كابر أي ورثته عن آبائي وأجدادي كبيرا عن كبير في العز والشرف .
ير : عبدالله بن عامر ، عن الحجال ، عن داود بن أبي يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام
مثله .
* ( هامش ص 172 ) ( 1 ) لعله متحد مع الثالث والرابع . *
[173]
4 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي : عن جابر ، قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : يا جابر والله لو كنا نحدث الناس أو حدثنا هم برأينا لكنا من الهالكين . ولكنا
نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه واله يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء
ذهبهم وفضتهم . ( 1 )
5 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان ، عن محمد بن شريح
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : والله لولا أن الله فرض ولايتنا ومودتنا وقرابتنا
ما أدخلنا كم بيوتنا ، ولا أوقفنا كم على أبوابنا ، والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ،
ولا نقول إلا ما قال ربنا .
جا : عمربن محمد الصيرفي ، عن محمد بن همام الاسكافي ، عن أحمد بن إدريس ، عن
أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان مثله .
ير : محمد بن هارون ، عن أبي الحسن موسى ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن
النعمان ، عن محمد بن شريح ، عنه عليه السلام مثله . ير : محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان ، عن محمد بن شريح
مثله ، وزاد في آخره : اصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم .
6 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن عنبسة قال
سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها ، فقال الرجل : إن كان كذا وكذا ما كان
القول فيها . فقال له : مهما أجبتك فيه بشئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه واله لسنا نقول برأينا
من شئ . ( 2 )
7 - ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن جميل ، عن الفضيل ،
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إنا على بينة من ربنا بينها لنبيه صلى الله عليه واله فبينها نبيه لنا ،
فلولا ذلك كنا كهؤلاء الناس .
8 - ختص ، ير : ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن ابن مهران ، عن ابن عميرة ، عن ابي المعزا ، عن سماعة ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : كل شئ تقول به في
* ( هامش ص 173 ) ( 1 ) تقدم احتمال اتحاده مع الاول والثالث .
( 2 ) أى شيئا ، فهو في موضع المفعول . *
[174]
كتاب الله وسنته أو تقولون برأيكم ؟ قال : بل كل شئ نقوله في كتاب الله وسنته .
9 - ير : محمد بن عبدالحميد ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة
النضري ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : علم عالمكم أي شئ وجهه ؟ قال : وراثة من
رسول الله وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما ، يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إليهم .
10 - ير : محمد بن الحسين ، عن ابن بشير ، عن المفضل ، عن الحارث ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قلت : أخبرني علم عالمكم . قال : وراثة من رسول الله صلى الله عليه واله ومن علي بن
أبي طالب عليه السلام فقلت : إنا نتحدث أنه يقذف في قلبه أو ينكت في اذنه . فقال : أوذاك . ( 1 )
بيان : قوله عليه السلام : أو ذاك أي قد يكون ذاك أيضا . وسيأتي شرحه في كتاب
الامامة .
11 - ير : محمد بن أحمد ، عمن رواه ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله دعا عليا عليه السلام في المرض الذي توفي فيه فقال : يا
علي ادن مني حتى أسر إليك ما أسرالله إلي ، وأئتمنك على ما ائتمني الله عليه ، ففعل ذلك
رسول الله صلى الله عليه واله بعلي عليه السلام ، وفعله علي عليه السلام بالحسن عليه السلام ، وفعله حسن عليه السلام بالحسين
عليه السلام ، وفعله الحسين عليه السلام بأبي عليه السلام وفعله أبي عليه السلام بي . - صلوات الله عليهم اجمعين - .
ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالصمد مثله .
ير : أحمد بن موسى ، عن ابن يزيد ، عمن رواه ، عن عبدالصمد مثله .
12 - ير : عبدالله بن محمد ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته
يقول : أسرالله سره إلى جبرئيل عليه السلام ، وأسر جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه واله ، وأسر محمد
صلى الله عليه واله إلى من شاءالله . ( 2 )
* ( هامش ص 174 ) ( 1 ) ترديده عليه السلام إبهام منه لما سأله وذلك أن السائل لما كان يزعم أن القذف في القلب
غير هذا الذى ذكره عليه السلام وأن هذه الوراثة إنما هى بالتحمل مثل رواية أحدنا عن مثله ولم يرق
ذهنه إلى أزيد من ذلك صدق عليه السلام ما ذكره بطريق الابهام ، وحقيقة الامر أن الطريقان فيهم واحد
كما يدل عليه الروايات الاتية . ط
( 2 ) لعله قطعة من الحديث 14 . *
[175]
13 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي ، عن أبي بصير ،
قال سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : أسرالله سره إلى جبرئيل عليه السلام ، وأسره جبرئيل عليه السلام
إلى محمد صلى الله عليه واله ، وأسره محمد صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام ، وأسره علي عليه السلام إلى من شاء واحدا
بعد واحد
14 - ير : بنان بن محمد ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : لا يقدر
العالم أن يخبر بما يعلم ، فإن سرالله أسره إلى جبرئيل عليه السلام ، وأسره جبرئيل عليه السلام
إلى محمد صلى الله عليه واله وأسره محمد صلى الله عليه واله إلى من شاء الله .
15 - ير : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ، عن سورة بن كليب ، قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : بأي شئ يفتي الامام ؟ قال : بالكتاب . قلت : فما لم يكن في
الكتاب ؟ قال : بالسنة . قلت : فما لم يكن في الكتاب والسنة ؟ قال : ليس شئ إلا في
الكتاب والسنة . قال فكرت مرة أو اثنتين قال : يسدد ويوفق ، فأما ما تظن فلا .
16 - ير : ابن يزيد ، عن الحسن بن أيوب ، عن علي بن إسماعيل ، عن ربعي ،
عن خيثم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : يكون شئ لا يكون في الكتاب والسنة ؟
قال : لا . قال : قلت : فإن جاء شئ ؟ قال : لا . حتى أعدت عليه مرارا فقال : لا يجئ ، ثم
قال - بإصبعه - : بتوفيق وتسديد ، ليس حيث تذهب ، ليس حيث تذهب .
بيان : قوله عليه السلام : بتوفيق وتسديد أي بإلهام من الله وإلقاء من روح القدس
كما يأتي في كتاب الامامة ، وليس حيث تذهب من الاجتهاد والقول بالرأي . ( 1 )
ير : أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن الميثمي ( 2 ) ، عن ربعي ، مثله .
17 - ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : سأله سورة ( 3 ) - وأنا شاهد - فقال : جعلت فداك بما يفتى الامام ؟ قال : بالكتاب .
قال : فما لم يكن في الكتاب ؟ قال : بالسنة . قال : فما لم يكن في الكتاب والسنة ؟
* ( هامش ص 175 ) ( 1 ) ويحتمل أن السائل كان يظن أن أمر تشريع الاحكام مفوض إليهم فنفاه عليه السلام أن افتاءه
لم يكن الا بما ورد في الكتاب والسنة مع توفيق وتسديد من الله تعالى بحيث لا يخطا في ذلك ، ولعل
المراد من التوفيق والتسديد عصمته عن السهو والنسيان والخطاء .
( 2 ) هو على بن اسماعيل .
( 3 ) هو سورة بن كليب الذى روى الحديث أيضا وتقدم تحت الرقم 15 ويأتي تحت الرقم 18 . *
[176]
فقال : ليس من شئ إلا في الكتاب والسنة ، قال : ثم مكث ساعة ثم قال : يوفق ويسدد
وليس كما تظن .
بيان : قوله عليه السلام : يوفق ويسدد أي لان يعلم ذلك من الكتاب والسنة لئلا ينافي
الاخبار السابقة وأول هذا الخبر أيضا . ( 1 )
18 - ير : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن سورة بن كليب ( 2 ) عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : دخلت عليه بمنى فقلت : جعلت فداك الامام بأي شئ يحكم ؟
قال : قال : بالكتاب . قلت : فما ليس في الكتاب ؟ قال : بالسنة . قلت : فما ليس في السنة
ولا في الكتاب ؟ قال : فقال بيده : قد أعرف الذي تريد ، يسدد ويوفق وليس كما
تظن . ( 3 )
19 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم
القصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان علي عليه السلام إذا ورد عليه أمر ما نزل به كتاب ولا سنة
قال برجم فأصاب ، قال أبوجعفر عليه السلام : وهي المعضلات .
* ( هامش ص 176 ) ( 1 ) بل المراد أن له طريقا من العلم إليه ، وليس كما تظن أى بالطرق العادية ، فهو القاء في الفهم
وقذف في القلب معا من غير طريق الفهم العادى ، ولا ينافى ذلك لا صدر الخبر ولا غيره من الاخبار
فافهم . ط
( 2 ) بضم السين المهملة وسكون الواو وفتح الراى المهملة . وكليب وزان ( زبير ) هو سورة بن
كليب بن معاوية الاسدى . كان من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام . روى الكشى في ص 239
من رجاله باسناده عن محمد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن محمد بن


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 176 سطر 19 إلى صفحه 184 سطر 18

اسماعيل الميثمى ، عن حذيفة بن منصور ، عن سورة بن كليب قال : قال لى زيد بن على : ياسورة كيف
علمتم أن صاحبكم على ما تذكرونه ؟ قال : قلت : على الخبير سقطت ، قال : فقال : هات ، فقلت له :
كنا نأتى أخاك محمد بن على عليهما السلام نسأله فيقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقال الله
عزوجل في كتابه ، حتى مضى أخوك فأتينا كم وأنت فيمن أتينا ، فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل
الذى نسالكم عنه حتى أتينا ابن أخيك جعفرا فقال لنا : كل ماقال أبوه : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وقال تعالى ، فتبسم وقال : أما والله إن قلت بذا ، فان كتب على صلوات الله عليه عنده . يستفاد
من ذلك قوته في الحجاج ، وأنه كان مشهورا بالتشيع ، وأنه كان أهلا لسؤال مثل زيد بن على عنه .
( 3 ) الحديث متحد مع 15 ، ورواه حماد عن أبى عبدالله عليه السلام كما تقدم تحت الرقم 17 . *
[177]
بيان : ليس المراد بالرجم هنا القول بالظن بل القول بإلهامه تعالى .
ير : علي بن إسماعيل بن عيسى عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن
عبدالرحيم مثله .
ير : أحمد بن موسى ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان مثله .
ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن
عبدالرحيم مثله .
20 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي والبرقي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن
عبدالله بن مسكان ، عن عبدالرحيم قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : إن عليا عليه السلام إذا
ورد عليه أمر لم يجئ به كتاب ولا سنة رجم به - يعني ساهم - فأصاب ، ثم قال : ياعبد
الرحيم وتلك المعضلات .
بيان : قوله عليه السلام : ساهم أي استعلم ذلك بالقرعة ، وهذا يحتمل وجهين : الاول
أن يكون المراد الاحكام الجزئية المشتبهة التي قرر الشارع استعلامها بالقرعة فلا
يكون هذا من الاشتباه في أصل الحكم بل في مورده ، ولا ينافي الاخبار السابقة لان
القرعة أيضا من أحكام القرآن والسنة ، والثاني أن يكون المراد الاحكام الكلية التي
يشكل عليهم استنباطها من الكتاب والسنة فيستنبطون منهما بالقرعة ويكون هذا من
خصائصهم عليهم السلام لان قرعة الامام لا تخطئ أبدا ، والاول أوفق بالاصول وساير الاخبار وان كان الاخبر أظهر . ( 1 ) 21 - ير : أحمدبن موسى ، عن أبي يوسف ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن يحيى ،
عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : كان علي عليه السلام إذا سئل
فيما ليس في كتاب ولا سنة رجم فأصاب وهي المعضلات . ( 2 )
22 - ير : محمد بن موسى ، عن موسى الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان
أميرالمؤمنين عليه السلام إذا ورد عليه ماليس في كتاب الله ولا سنة نبيه فيرجمه فيصيب ذلك وهي
المعضلات .
* ( هامش ص 177 ) ( 1 ) لا يخفى أنه احتمال فاسد لا يمكن اقامة دليل عليه قطعا . ط
( 2 ) الظاهر اتحاد الحديث مع الحديث 19 و20 . *
[178]
23 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن مرازم وموسى بن بكر قالا : سمعنا
أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم كتابه من أوله إلى
آخره ، وإن عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ، ما نستطيع أن نحدث به أحدا .
24 - ير : عبدالله ( 1 ) ، عن محسن ( 2 ) ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم ؟ قال : وراثة من
رسول الله صلى الله عليه واله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس .
25 - ير : الحجال ، عن صالح ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن بريد
العجلي قال : سألت أباجعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : في صحف مطهرة فيها كتب قيمة .
قال : هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب .
26 - سن : عباس بن عامر ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي غيلان ، عن أبي
إسماعيل الجعفي قال : قال أبوجعفر عليه السلام : إن الله برأ محمدا صلى الله عليه واله من ثلاث : أن يتقول
على الله ، أو ينطق عن هواه ، أو يتكلف .
بيان : إشارة إلى قوله تعالى : ولو تقول علينا بعض الاقاويل ( 3 ) . وسمي الافتراء
تقولا لانه قول متكلف ، وإلى قوله تعالى : وما ينطق عن الهوى . ( 4 ) وإلى قوله تعالى :
وما أنا من المتكلفين . ( 5 ) والتكلف : التصنع وادعاء ماليس من أهله .
27 - جا : ابن قولويه ، عن ابن عيسى ، عن هارون بن مسلم ، عن ابن أسباط ،
عن ابن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : إذا حدثتني
بحديث فأسنده لي . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صلوات الله عليهم ، عن
جبرئيل عليه السلام ، عن الله عزوجل ، وكل ما احدثك بهذا الاسناد . ( 6 )
28 - منية المريد : روى هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيرهما قالوا : سمعنا
* ( هامش ص 178 ) ( 1 ) حكى عن جامع الرواة رواية الصفار عن عبدالله بن الحسن العلوى ، ولعله هذا .
( 2 ) ضبطه في التنقيح بتشديد السين وزان " محدث " ولعله محسن بن أحمد البجلى أبومحمد من
أصحاب الرضا عليه السلام بقرينة روايته عن يونس بن يعقوب .
( 3 ) الحاقة : 44 . ( 4 ) النجم : 3 . ( 5 ) ص : 86 .
( 6 ) تقدم الحديث مع زيادة في باب فضل كتابة الحديث تحت الرقم 20 . *
[179]
أبا عبدالله عليه السلام يقول : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي
حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أميرالمؤمنين ، و
حديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه واله وحديث رسول الله صلى الله عليه واله قول الله عزوجل .
( باب 24 )
* ( أن كل علم حق هو في ايدى الناس فمن اهل البيت عليهم السلام ) *
* ( وصل اليهم ) *
1 - جا : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن
الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أما إنه ليس عند أحد من الناس حق
ولا صواب إلا شئ أخذوه منا أهل البيت ، ولا أحد من الناس يقضي بحق ولا عدل إلا و
مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسننه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإذا اشتبهت
عليهم الامور كان الخطاء من قبلهم إذا أخطاؤوا ، والصواب من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام
إذا أصابوا . 2 - جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول - وعنده ناس من
أهل الكوفة - : عجبا للناس يقولون : أخذوا علمهم كله عن رسول الله صلى الله عليه واله فعملوا به
واهتدوا ، ويرون أنا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم نهتد به ونحن أهله وذريته ، في
منازلنا انزل الوحي ومن عندنا خرج إلى الناس العلم ، أفتراهم علموا واهتدوا وجهلنا
وضللنا ؟ ! إن هذا محال .
أقول : سيأتي أخبار كثيرة في ذلك في كتاب الامامة .
( باب 25 )
* ( تمام الحجة وظهور المحجة ) *
الايات ، الانعام : قل فلله الحجة ، البالغة 108 " وقال تعالى " : وكذلك
نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين 55
[180]
الجاثية : فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم
يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون 16
1 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة له : انتفعوا ببيان الله ، واتعظوا بمواعظ
الله ، وأقبلوا نصيحة الله ، فإن الله قد أعذر إليكم بالجلية ، وأخذ عليكم الحجة ، وبين
لكم محابة من الاعمال ومكارهه منها لتبتغوا هذه وتجتنبوا هذه .
2 - لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن سمع أبا عبدالله
عليه السلام يقول كثيرا :
علم المحجة واضح لمريده * وأرى القلوب عن المحجة في عمى ( 1 )
ولقد عجبت لهالك ونجاته * موجودة ، ولقد عجبت لمن نجا
بيان : العجب من الهلاك لكثرة بواعث الهداية ووضوح الحجة ، والعجب من
النجاة لندروها وكثرة الهالكين ، وكل أمر نادر مما يتعجب منه .
3 - قبس : أخبرني جماعة من مشائخي الذين قرأت عليهم : منهم الشريف المرشد
أبويعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري ، والشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي ، والشيخ
الصدوق أبوالحسين أحمد بن علي النجاشي ببغداد ، والشيخ الزكي أبوالفرج المظفر بن علي
ابن حمدان القزويني بقزوين ، قالوا جميعا : أخبرنا الشيخ الجليل المفيد محمد بن محمد بن النعمان
الحارثي رضي الله عنه يوم السبت الثالث من شهر رمضان المعظم سنة عشر وأبعمائة ، قال :
أخبرني الشيخ أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه رضي الله عنه ، قال : حدثني محمد بن عبدالله
ابن جعفر الحميري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني هارون بن مسلم ، قال : حدثني
مسعدة بن زياد ، قال : سمعت جعفربن محمد عليهما السلام - وقد سئل عن قوله تبارك وتعالى : قل
فلله الحجة البالغة - قال : إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى للعبد : أكنت عالما ؟ فإن
قال : نعم . قال : أفلا عملت بما علمت ؟ ! وإن قال : كنت جاهلا . قال له : أفلا تعلمت ؟ فتلك
الحجة البالغة لله تعالى . ( 2 )
* ( هامش ص 180 ) ( 1 ) المحجة : وسط الطريق .
( 2 ) تقدم الحديث من أمالى المفيد في الباب التاسع " استعمال العلم " تحت الرقم 10 . *
[181]
4 - يج : قال أبوالقاسم الهروي خرج توقيع من أبي محمد عليه السلام إلى بعض بني أسباط
قال : كتبت إلى أبي محمد اخبره من اختلاف الموالي وأسأله بإظهار دليل ، فكتب : إنما
خاطب الله العاقل ، وليس أحد يأتي بآية ويظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين و
سيد المرسلين صلى الله عليه واله فقالوا : كاهن وساحر وكذاب ! ، وهدى من اهتدى ، غير أن الادلة
يسكن إليها كثير من الناس ، وذلك أن الله يأذن لنا فنتكلم ، ويمنع فنصمت ، ولو أحب
الله لا يظهر حقنا ما ظهر ، بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، يصدعون بالحق في
حال الضعف والقوة ، وينطقون في أوقات ليقضي الله أمره وينفذ حكمه ، والناس على
طبقات مختلفين شتى : فالمستبصر على سبيل نجاة متمسك بالحق ، فيتعلق بفرع أصيل ،
غير شاك ولا مرتاب ، لا يجد عني ملجأ . وطبقة لم يأخذ الحق من أهله ، فهم كراكب البحر
يموج عند موجه ويسكن عند سكونه . وطبقة استحوذ عليهم الشيطان ، شأنهم الرد على أهل
الحق ، ودفع الحق بالباطل حسدا من عند أنفسهم ، فدع من ذهب يمينا وشمالا كالراعي
إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأدون السعي ، ذكرت ما اختلف فيه موالي ، فإذا كانت
الوصية والكبر فلا ريب ، ومن جلس بمجالس الحكم فهو أولى بالحكم ، أحسن رعاية من
استرعيت فإياك والاذاعة وطلب الرئاسة ، فإنهما تدعوان إلى الهلكة ، ذكرت شخوصك
إلى فارس ( 1 ) فاشخص عافاك الله خارالله لك ( 2 ) ، وتدخل مصر إن شاءالله آمنا فاقرأ من تثق
به من موالي السلام ، ومرهم بتقوى الله العظيم ، وأداء الامانة ، وأعلمهم أن المذيع علينا
حرب لنا . فلما قرأت : " وتدخل مصر " لم أعرف له معنى ، وقدمت بغداد وعزيمتى الخروج
إلى فارس فلم يتهيأ لي الخروج إلى فارس وخرجت إلى مصر .
بيان : لعل قوله عليه السلام : وذلك أن الله تعليل لما يفهم من كلامه عليه السلام من الاباء عن
إظهار الدليل والحجة والمعجزة . وقوله عليه السلام : ولو أحب الله لعل المراد أنه لو
أمرنا ربنا بأن لا نظهر دعوى الامامة أصلا لما أظهرنا ، ثم بين عليه السلام الفرق بين النبي
والامام في ذلك ، بأن النبي إنما يبعث في حال اضمحلال الدين وخفاء الحجة ، فيلزمه
* ( هامش ص 181 ) ( 1 ) أى ذهابك من بلدك إلى فارس .
( 2 ) أى جعل الله لك في شخوصك خيرا . *
[182]
أن يصدع بالحق على أي حال ، فلما ظهر للناس سبيلهم وتمت الحجة عليهم لم يلزم الامام أن يظهر المعجزة ويصدع بالحق في كل حال ، بل يظهره حينا ويتقي حينا على حسب
مايؤمر . قوله عليه السلام : كالراعي أي نحن كالراعي إذا أردنا جمعهم وامرنا بذلك جمعناهم
بأدنى سعي . قوله : عليه السلام : فإذا كانت الوصية والكبر فلا ريب . أي بعد أن أوصى أبي إلي
وكوني أكبر أولاد أبي لا يبقى ريب في إمامتي . وقوله عليه السلام : ومن جلس مجالس الحكم
لعله تقية منه عليه السلام أي الخليفة أولى بالحكم ، أو المراد أنه أولى بالحكم عند الناس ،
ويحتمل أن يكون المراد بالجلوس في مجالس الحكم بيان الاحكام للناس ، أي من بين
الاحكام للناس من غير خطاء فهو أولى بالحكم والامامة ، فيكون الغرض إظهار حجة
اخرى على إمامته صلوات الله عليه .
( باب 26 )
* ( ان حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب وأن كلامهم ذو وجوه كثيرة ) *
* ( وفضل التدبر في أخبارهم عليهم السلام والتسليم لهم ) *
* ( والنهى عن رد أخبارهم ) *
الايات ، النساء : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما 64
يونس : بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين
من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين 38
الكهف : قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا
66 ، 67 .
النور : إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا
سمعنا وأطعنا واولئك هم المفلحون 50
الاحزاب : وما زادهم إلا إيما نا وتسليما 22 " وقال سبحانه " : وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله
[183]
فقد ضل ضلالا مبينا 35 " وقال عز وجل " : يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما 35 .
1 - مع ، ل ، لى : علي بن الحسين بن شقير ، عن جعفر بن أحمد بن يوسف الازدي ،
عن علي بن بزرج الحناط ( 1 ) ، عن عمرو بن اليسع ، عن شعيب الحداد قال : سمعت الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أونبي
مرسل ، أوعبد امتحن الله قلبه للايمان ، أومدينة حصينة . قال عمرو : فقلت لشعيب :
يا أبا الحسن وأي شئ المدينة الحصينة ؟ قال : فقال : سألت الصادق عليه السلام عنها فقال لي :
القلب المجتمع .
بيان : المراد بالقلب المجتمع القلب الذي لا يتفرق بمتابعة الشكوك والاهواء
ولا يدخل فيه الاوهام الباطلة والشبهات المضلة ، والمقابلة بينه وبين الثالث إما بمحض
التعبير أي إن شئت قل هكذا وإن شئت هكذا ، أويكون المراد بالاول الفرد الكامل
من المؤمنين ، وبالثاني من دونهم في الكمال .
2 - ل : في الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليه السلام : خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم
مما ينكرون ، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا ، إن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله إلا
ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد قد امتحن الله قلبه للايمان .
يج : روى جماعة منهم القاسم ، عن جده ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي
عبدالله عليه السلام مثله .
3 - مع : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، والحميري ، وأحمد بن إدريس ، ومحمد
العطار جميعا ، عن البرقي ، عن علي بن حسان الواسطي ، عمن ذكره ، عن داود بن فرقد
* ( هامش ص 183 ) ( 1 ) الظاهر أن بزرج هو معرب " بزرك " ولعله هو على بن أبى صالح ، قال النجاشى في ص 181
من رجاله : على بن أبي صالح واسم أبى صالح محمد يلقب بزرج ويكنى أبا الحسن ، كوفى ، حناط
ولم يكن بذاك في المذهب والحديث وإلى الضعف ماهو ، وقال حميد في فهرسه : سمعت عنه كتبا
عديدة منها : كتاب ثواب انا انزلناه ، كتاب الاظلة ، كتاب البداء والمشية ، كتاب الثلاث والاربع
كتاب الجنة والنار ، كتاب النوادر ، كتاب الملاحم ، وليس أعلم أن هذه الكتب له ، او رواها
عن الرجال . *
[184]
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إن الكمة
لتنصرف على وجوه فلوشاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب .
4 - مع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن اليقطيني ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الزراد ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم
ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى
درجات الايمان ، إني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام فوجدت في الكتاب : أن فيمة كل امرئ
وقدره معرفته ، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا .
كتاب زيد الزراد ، عنه عليه السلام مثله .
5 - مع : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : حديث تدريه خير من ألف ترويه ، ولايكون الرجل منكم
فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا ، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها
لنا من جميعها المخرج .
بيان : لعل المراد ما يصدر عنهم تقية وتورية ، والاحكام التي تصدر عنهم لخصوص
شخص لخصوصية لا تجرى في غيره فيتوهم لذلك تناف بين أخبارهم .
6 - مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبدالله ، عن اليقطيني ، عن
بعض أهل المدائن قال : كتبت إلى أبي محمد عليه السلام : روي لنا عن آبائكم عليهم السلام أن حديثكم
صعب مستعصب لا يحتمله ملك مقرب ، ولانبي مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان
قال : فجاءه الجواب : إنما معناه : أن الملك لا يحتمله في جوفه حتى يخرجه إلى ملك


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 184 سطر 19 إلى صفحه 192 سطر 18

مثله ، ولا يحتمله نبى حتى يخرجه إلى نبي مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى
مؤمن مثله ، إنما معناه أن لايحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره حتى يخرجه
إلى غيره .
بيان : هذا الاحتمال غير الاحتمال الوارد في الاخبار الآخر ولذا لم يستثن فيه أحد .
7 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن سنان ( 1 ) ، عن إبراهيم بن
* ( هامش ص 184 ) ( 1 ) هو محمد بن سنان أبوجعفر الزاهرى ، من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعى . *
[185]
أبي البلاد ، عن سدير ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول أميرالمؤمنين عليه السلام : إن
أمرنا صعب مستصعب لا يقر به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه
للايمان . فقال : إن من الملائكة مقربين وغير مقربين ، ومن الانبياء مرسلين وغير
مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقر
به إلا المقربون ، وعرض على الانبياء فلم يقر به إلا المرسلون ، وعرض على المؤمنين
فلم يقر به إلا الممتحنون ، قال : ثم قال لي : مر في حديثك .
بيان : لعل المراد الاقرار التام الذي يكون عن معرفة تامة بعلو قدرهم ، و
غرائب شأنهم ، فلا ينافي عدم إقرار بعض الملائكة والانبياء هذا النوع من الاقرار عصمتهم
وطهارتهم . ( 1 )
8 - ج ، عن الرضا عليه السلام أنه قال : إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ، و
محكما كمحكم القرآن ، فردوا متشابهها دون محكمها .
بيان : قوله عليه السلام : دون محكمها أي إليه ، أي انظروا إلى محكمات الاخبار التي
لاتحتمل إلا وجها واحدا وردوا المتشابهات التي تحتمل وجوها إليها ، بأن تعملوا
بما يوافق تلك المحكمات من الوجوه ، أو المراد : ردوا علم المتشابه إلينا ولا تتفكروا
فيه دون المحكم ، فإنه يلزمكم التفكر فيه والعمل به ، ويؤيد الاول الخبر الذي بعده .
بل الظاهر أن هذا الخبر مختصر ذلك .
9 - ن : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن حيون مولى الرضا ، عن الرضا عليه السلام قال :
من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم ، ثم قال عليه السلام : إن في أخبارنا
متشابها كمتشابه القرآن ، ومحكما كمحكم القرآن ، فردوا متشابهها إلى محكمها ،
ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا .
بيان : ينبغي تقدير ضمير الشأن في قوله : إن في أخبارنا . وفي بعض النسخ بالنصب
* ( هامش ص 185 ) ( 1 ) بل المراد بالاقرار نيل ما عندهم عليهم السلام من حقيقة الدين وهو كمال التوحيد الذى هو
الولاية فانه أمر ذو مراتب ، ولا ينال المرتبة الكاملة منها إلا من ذكروه بل يظهر من بعض الاخبار
ما هو أعلى من ذلك وأغلى ، ولشرح ذلك مقام آخر . ط *
[186]
ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب الشفاء والجلاء مثله .
10 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن ابن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي
جعفر أو عن أبي عبدالله عليهما السلام قال : لا تكذبوا بحديث آتاكم أحد : فإنكم لا تدرون
لعله من الحق فتكذبوا الله فوق عرشه .
11 - ير : محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حمزة بن بزيع ، عن علي السائي ( 1 )
عن أبي الحسن عليه السلام أنه كتب إليه في رسالة : ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا :
هذا باطل وإن كنت تعرف خلافه ، فإنك لا تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة ؟ .
12 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة الحذاء
عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : أما والله إن أحب أصحابي إلي أو رعهم وأفقههم
وأكتمهم لحديثنا ، وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب
إلينا ويروى عنا فلم يعقله ولم يقبله قلبه اشمأز منه وجحده ، وكفر بمن دان به ، وهو
لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا .
سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن جميل ، عن أبي عبيدة مثله .
13 - ير : الهيثم النهدي ، عن محمد بن عمر بن يزيد ، عن يونس ، عن أبي يعقوب إسحاق
ابن عبدالله ( 2 ) ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى حصن عباده بآيتين من
كتابه : أن لا يقولوا حتى يعلموا ، ولا يردوا مالم يعلموا إن الله تبارك وتعالى يقول :
ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق . وقال : بل كذبوا بما لم
يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله .
بيان : التحصين : المنع أي منعهم وجعلهم في حصن لا يجوز لهم التعدي عنه
* ( هامش ص 186 ) ( 1 ) قال صاحب التنقيح نسبة : إلى سايه من قرى المدينة المشرفة ، وقيل : انها قرية بمكة زادها
الله شرفا ، وقيل : واد بين الحرمين ، وقال ابن سيده : هو واد عظيم به أكثر من سبعين نهرا تجرى
تنزله بنو سليم ومزينة . انتهى . واختارا لنجاشى الاول ، والظاهر بقرينة رواية حمزة بن بزيع عنه
أنه على بن سويد السائى من أصحاب موسى بن جعفر والرضا عليهما السلام .
( 2 ) هوإسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك الاشعرى القمى الثقة ، نص على ذلك المولى صالح في
شرحه على الكافى ، ولعل يونس الراوى عنه هو يونس بن يعقوب على ما يظهر من مشتركات الكاظمى . *
[187]
بسبب آيتين ، وقوله عليه السلام : أن لا يقولوا بيان للتحصين لا مفعوله . وفي أكثر نسخ الكافي
" خص " بالخاء المعجمة والصاد المهملة . فقوله : أن لا يقولوا متعلق " بخص " بتقدير
" الباء " وفي بعضها " حض " بالحاء المهملة والضاد المعجمة أي حث ورغب ، بتقدير " على " .
14 - ير ، محمد بن عيسى ، عن محمد بن عمرو ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن
السمط ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا
عنك بالعظيم من الامر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه ، قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام :
أليس عني يحدثكم ؟ قال : قلت : بلى . قال : فيقول لليل : إنه نهار ، وللنهار : إنه ليل ؟
قال : فقلت له : لا . قال : فقال : رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا .
بيان : فيما وجدنا من النسخ : " فتقول " بتاء الخطاب ، ولعل المراد أنك
بعد ما علمت أنه منسوب إلينا فإذا أنكرته فكأنك قد أنكرت كون الليل ليلا و
النهار نهارا ، أي ترك تكذيب هذا الامر ، وقبحه ظاهر لا خفاء فيه ، ويحتمل أن يكون
بالياء على الغيبة كما سيأتي أي هل يروي هذا الرجل شيئا يخالف بديهة العقل ؟ قال :
لا . فقال : فإذا احتمل الصدق فلا تكذبه ورد علمه إلينا ، ويحتمل أن يكون " بالنون "
على صيغة التكلم ، أي هل تظن بنا أنا نقول ما يخالف العقل ، فإذا وصل إليك عنا مثل
هذا فاعلم أنا أردنا به أمرا آخر غير ما فهمت ، أو صدر عنا لغرض فلا تكذبه .
15 - ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن محمد بن الحسين
ابن زيد ، عن محمد بن سنان ، عن منذر بن يزيد ، عن أبي هارون المكفوف ، عن أبي عبدالله
عليه السلام : أن الله تبارك وتعالى آلى على نفسه أن لا يسكن جنته أصنافا ثلاثة : راد على الله
عزوجل ، أو راد على إمام هدى ، أو من حبس حق امرئ مسلم . الخبر .
بيان : آلى أي حلف .
16 - ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن بزيع ، عن ابن بشير ، عن أبي
حصين ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما السلام قال : لا تكذبوا بحديث آتاكم مرجئي ( 1 )
* ( هامش ص 187 ) ( 1 ) قال صاحب منتهى المقال : المرجئة هم المعتقدون بان الايمان لا يضر المعصية كما لا ينفع
مع الكفر طاعة ، سموا بذلك ؟ لا عتقادهم ان الله تعالى أرجئ تعذيبهم أى أخره عنهم ، وعن ابن قتيبة :
هم الذين يقولون : الايمان قول بلا عمل . وفى الاخبار : المرجئى يقول : من لم يصل ولم يصم ولم يغتسل
عن جنابة وهدم الكعبة ونكح امه فهو على ايمان جبرئيل وميكائيل ، وقيل : هم الذين يقولون :
كل الافعال من الله تعالى ، وربما فسر المرجئى بالاشعرى . ا ه *
[188]
ولا قدري ( 1 ) ولا خارجي ( 2 ) نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شئ من الحق فتكذبوا
الله عزوجل فوق عرشه .
سن : ابن بزيع ، عن ابن بشير ، عن أبي بصير مثله .
بيان : أي مستوليا على عرشه ، أو كائنا على عرش العظمة والجلال لا العرش الجسماني .
17 - مع : أبي وابن الوليد ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن النضر بن
شعيب ، عن عبدالغفار الجازي ، قال : حدثني من سأله - يعني الصادق عليه السلام - هل يكون
كفر لا يبلغ الشرك ؟ قال : إن الكفر هو الشرك ، ثم قام فدخل المسجد فالتفت إلي ،
وقال : نعم ، الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه فيرده عليه فهى نعمة كفرها ولم
يبلغ الشرك .
بيان : الجواب الاول مبني على ما هو المتبادر من لفظ الكفر ، والجواب الثاني
على معنى آخر للكفر فلا تنافي بينهما ، وإنما أفاده ثانيا لئلا يتوهم السائل أن الكفر
بجميع معانيه يرادف الشرك .
18 - ما ، لى ، مع : في خبر الشيخ الشامي : أنه سأل زيد بن صوحان أميرالمؤمنين
عليه السلام أي الاعمال أعظم عندالله عزوجل ؟ قال : التسليم والورع .
19 - مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن جعفربن محمد الكوفي ، عن
عبدالله الدهقان ، عن درست ، عن ابن عبدالحميد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : ألاهل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه متكئ ؟ قالوا : يا رسول الله
ومن الذي يكذبك ؟ قال : الذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال هذا رسول الله قط .
فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث لا يوافق
الحق فلم أقله ، ولن أقول إلا الحق .
* ( هامش ص 188 ) ( 1 ) منسوب إلى القدرية وهم قائلون : أن كل أفعالهم مخلوقة لهم وليس لله تعالى فيها قضاء ولا
قدر ، وفى الحديث : لا يدخل الجنة قدرى ، وهم الذين يقولون : لا يكون ما شاءالله ويكون ما شاء ابليس
وربما فسر القدرى بالمعتزلى . نقل ذلك صاحب منتهى المقال عن الوحيد قدس سره .
( 2 ) الخوارج هم الذين خرجوا على على عليه السلام وللفرقة الثلاثة ابحاث ضائفة في كتاب الملل
والنحل للشهرستانى ، والفرق بين الفرق للبغدادى فليراجع . *
[189]
بيان : على حشاياه أي على فرشه المحشوة ، ويظهر من آخر الخبر أن المراد
التكذيب الذي يكون بمحض الرأي من غير أن يعرضه على الآيات والاخبار المتواترة ،
ويحتمل أن يكون المراد : لا تعملوا بما لا يوافق الحق الذي في أيديكم ولا تكذبوا الخبر
أيضا ، إذ لعله كان موافقا للحق ولم تعرفوا معناه بل ردوا علمه إلى من يعلمه .
20 - بيان : في الاربعمائة : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إذا سمعتم من حديثنا ما لا
تعرفون فردوه إلينا وقفوا عنده ، وسلموا حتى يتبين لكم الحق ، ولا تكونوا مذاييع
عجلي .
بيان : المذاييع : جمع مذياع من أذاع الشئ إذا أفشاه .
21 - ير : ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخل ( 1 )
عن جابر ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن حديث آل محمد صعب
مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان ،
فما ورد عليكم ( 2 ) من حديث آل محمد صلوات الله عليهم فلا نت له قلوبكم وعرفتموه
فاقبلوه ( 3 ) وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل
محمد عليهم السلام ، وإنما الهالك أن يحدث بشئ منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا شيئا ( 4 )
والانكار هو الكفر .
يج : أخبرنا الشيخ علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين الجوزي
عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب مثله .
بيان : الاشمئزاز : الا نقباض والكراهة .
22 - ير : أحمد بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن الحسن بن حماد الطائي ،
* ( هامش ص 189 ) ( 1 ) بضم الميم وفتح النون وفتح الخاء المعجمة المشددة واللام ، هكذا في القسم الثانى من الخلاصة
وحكى ذلك أيضا عن ايضاح الاشتباه مع زيادة قوله : وقيل : بضم الميم وسكون النون هو منخل بن جميل
الاسدى بياع الجوارى ، ضعيف فاسد الرواية روى عن أبى عبدالله عليه السلام له كتاب التفسير . قاله
النجاشى في ص 298 .
( 2 ) وفى نسخة : فما عرض عليكم .
( 3 ) وفى نسخة : فخذوه .
( 4 ) وفى نسخة : فيقول : ولا والله هذا بشئ . *
[190]
عن سعد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ،
أو نبي مرسل ، أو مؤمن ممتحن ، أو مدينة حصينة ، فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا عليه السلام
كان الرجل من شيعتنا أجرى من ليث ، وأمضى من سنان ، يطأ عدونا برجليه ، ويضربه
بكفيه ، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد .
23 - ير : محمد بن الحسين ، عن محمد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ثلاث : نبي
مرسل ، أو ملك مقرب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، ثم قال : يا أباحمزة ألا ترى أنه
اختار لامرنا من الملائكة : المقربين ، ومن النبيين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين . ( 1 )
24 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان أوغيره يرفعه
إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا صدور منيرة ، أوقلوب
سليمة وأخلاق حسنة ، إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول
عزوجل : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهور هم ذريتهم وأشهد هم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى . فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ، ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا ففي
النار خالدا مخلدا .
25 - ير : عمران بن موسى ، عن محمد بن علي وغيره ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن
جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : ذكر التقية يوما عند علي بن الحسين عليهما السلام فقال : والله لو علم
أبوذر مافي قلب سلمان لقتله ، ولقد آخارسول الله صلى الله عليه واله بينهما فما ظنكم بسائر الخلق ؟ !
إن علم العالم صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل ، أو ملك مقرب ، أو عبد مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان ، قال : وإنما صارسلمان من العلماء لانه امرؤ منا أهل البيت
فلذلك نسبه إلينا .
26 - ير : ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ( 2 ) ، عن المحاربي ( 3 ) ، عن الثمالي ، عن
* ( هامش ص 190 ) ( 1 ) الظاهر اتحاده مع الحديث 26 .
( 2 ) الكوفى الثقة جليل القدر .
( 3 ) هو ذريح بن محمد بن محمد بن يزيد ، أبوالوليد المحاربى الكوفى الثقة من أصحاب أبى عبدالله و
أبى الحسن عليهما السلام . *
[191]
علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل ، أوملك
مقرب ، ومن الملائكة غير مقرب . ( 1 )
27 - ير : ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : سمعته يقول : إن حديث آل محمد صعب مستصعب ، ثقيل مقنع ، أجرد ذكوان ،
لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أونبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان ، أومدينة حصينة
فإذا قام قائمنا نطق وصدقه القرآن .
28 - ير : محمد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان ، فما عرفت قلوبكم فخذوه ، وما أنكرت فردوه إلينا .
ير : عبدالله بن عامر ، عن البرقي ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمد بن الفضيل ، عن
الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .
كتاب جعفر بن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ، عنه عليه
السلام مثله .
29 - وبالاسناد عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه السلام : ما أحد أكذب على الله ولا
على رسوله ممن كذبنا أهل البيت ، أو كذب علينا لانا إنما نتحدث عن رسول الله و
عن الله ، فإذا كذبنا فقد كذب الله ورسوله .
30 - وبالاسناد عن جابر ، عنه عليه السلام قال : إن أمرنا صعب مستصعب على الكافرين
لا يقر بأمرنا إلا نبي مرسل ، أو ملك مقرب ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
31 - ير : سلمة بن الخطاب ، عن محمد بن المثنى ، عن أبي عمران النهدي ، عن
المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : حديثنا صعب مستصعب لايحتمله إلا ملك
مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
32 - ير : سلمة ، عن محمد بن المثنى ، عن إبراهيم بن هشام ، عن إسماعيل بن
عبدالعزيز قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : حديثنا صعب مستصعب . قال : قلت فسر
* ( هامش ص 191 ) ( 1 ) الظاهر اتحاده مع ما تقدم تحت الرقم 23 وما يأتى في ذيل 28 وما يأتى تحت الرقم 30 . *
[192]
لي جعلت فداك ، قال : ذكوان ذكي أبدا ، قلت : أجرد ؟ قال : طري أبدا ، قلت : مقنع ؟
قال : مستور .
بيان : الذكاء : التوقد والالتهاب ، أي ينور الخلق دائما . والاجرد : الذي
لا شعر على بدنه ، ومثل هذا يكون طريا حسنا فاستعير للطراوة والحسن .
33 - ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن
عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن حديثنا صعب مستصعب ، أجرد
ذكوان ، وعر شريف كريم ، فإذا سمعتم منه شيئا ولا نت له قلوبكم فاحتملوه واحمدوا
الله عليه ، وإن لم تحتملوه ولم تطيقوه فردوه إلي الامام العالم من آل محمد عليهم السلام فإنما
الشقي الهالك الذي يقول : والله ما كان هذا ، ثم قال : يا جابر إن الانكار هو الكفر
بالله العظيم . بيان : الوعر : ضد السهل من الارض .
34 - ير ، أحمد بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن مهزيار ، عن عثمان بن جبلة ، عن
أبي الصامت ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن حديثنا صعب مستصعب ، شريف كريم ،
ذكوان ذكي وعر ، لايحتمله ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا مؤمن ممتحن . قلت :
فمن يحتمله جعلت فداك ؟ قال . من شئنا يا أبا الصامت . قال أبوالصامت : فظننت أن لله
عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلاثة .
بيان : لعل المراد الامام الذي بعدهم ، فإنه أفضل من الثلاثة واستثناء نبينا
صلى الله عليه وآله ظاهر ، والمراد بهذا الحديث الامور الغريبة التي لا يحتملها غيرهم
عليهم السلام . ( 1 )


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 192 سطر 19 إلى صفحه 200 سطر 18

35 - ير : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن صباح المزني ، عن الحارث
بن حصيرة ، ( 2 ) عن الاصبغ بن نباتة ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : سمعته يقول : إن
* ( هامش ص 192 ) ( 1 ) وهذا الخبر هو الذي أشرنا في الحاشية المكتوبة على الخبر المرقم 8 ان للامر الذى عندهم
مرتبة عليا من فهم هولاء الفرق الثلاث ، وهو حقيقة التوحيد الخاصة بالنبي وآله لا ما ذكره من الامور
الغريبة . ط
( 2 ) هو أبوالنعمان الازدى الكوفى التابعى ، حكى عن ابن حجر أنه قال في تقريبه : صدوق
يخطئ ، ويرمى بالرفض وعنونه الشيخ في رجاله في باب أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام . *
[193]
حديثنا صعب مستصعب ، خشن مخشوش ، فانبذوا إلى الناس نبذا ، فمن عرف فزيدوه
ومن أنكر فأمسكوا ، لايحتمله إلا ثلاث : ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان .
بيان : الخشاش بالكسر : ما يدخل في عظم أنف البعير من خشب ، فالبعير
الذي فعل به ذلك مخشوش ، وهذا الوصف أيضا لبيان صعوبته بأنه يحتاج في انقياده
إلى الخشاش ، ولعل الاصوب : مخشوشن كما في بعض النسخ فهو تأكيد ومبالغة ، قال
الجوهري : الخشونة : ضد اللين وقد خشن الشئ - بالضم - فهو خشن ، واخشوشن الشئ :
اشتدت خشونته ، وهو للمبالغة كقولك : أعشب الارض واعشو شب .
36 - ير : أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن جمهور ، عن البزنطي
عن عيسى الفراء ، عن أبي الصامت قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن من حديثنا
ما لايحتمله ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولاعبد مؤمن . قلت : فمن يحتمله ؟ قال :
نحن نحتمله .
37 - ير : محمد بن أحمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن عباد بن يعقوب
الاسدي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن فرات بن أحمد ( 1 ) قال : قال علي عليه السلام : إن حديثنا
تشمئز منه القلوب ، فمن عرف فزيد وهم ، ومن أنكر فذروهم
38 - ير : عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن يحيى بن سالم الفراء قال : كان رجل من
أهل الشام يخدم أبا عبدالله عليه السلام فرجع إلى أهله فقالوا له : كيف كنت تخدم أهل هذا
البيت فهل أصبت منهم علما ؟ قال : فندم الرجل وكتب إلى أبي عبدالله عليه السلام يسأله عن
علم ينتفع به ، فكتب إليه أبوعبدالله عليه السلام :
أما بعد فإن حديثنا حديث هيوب ذعور فإن كنت ترى أنك تحتمله فاكتب
إلينا والسلام .
39 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن عمران ، عن يونس ، عن سليمان بن صالح
رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال : إن حديثنا هذا تشمئز منه قلوب الرجال ، فمن أقر به
* ( هامش ص 193 ) ( 1 ) وفى نسخة : عن فرات بن احنف . *
[194]
فزيدوه ومن أنكره فذروه ، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة
حتى يسقط فيها من كان يشق الشعر بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا . وذكر
أبوجعفر محمد بن الحسن : أنه وجد في بعض الكتب - ولم يروه - بخط آدم بن علي بن آدم
قال عمير الكوفي في معنى حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل : فهو
مارويتم أن الله تبارك وتعالى لا يوصف ، ورسوله لايوصف ، والمؤمن لا يوصف ، فمن احتمل
حديثهم فقد حدهم ، ومن حدهم فقد وصفهم ، ومن وصفهم بكمالهم فقد أحاط بهم ،
وهو أعلم منهم وقال : نقطع الحديث عمن دونه فنكتفي به لانه قال : صعب ، فقد صعب
على كل أحد حيث قال : صعب . فالصعب لايركب ولايحمل عليه ، لانه إذا ركب وحمل
عليه فليس بصعب . وقال المفضل : قال أبوجعفر عليه السلام : إن حديثنا صعب مستصعب
ذكوان أجرد ، لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للايمان .
أما الصعب فهو الذي لم يركب بعد ، وأما المستصعب فهو الذي يهرب منه إذا رأى ، وأما
الذكوان فهو ذكاء المؤمنين ، وأما الاجرد فهو الذي لايتعلق به شئ من بين يديه ولا من
خلفه ، وهو قول الله . الله نزل أحسن الحديث . فأحسن الحديث حديثنا لا يحتمل أحد
من الخلائق أمره بكماله حتى يحده ، لان من حد شيئا فهو أكبر منه .
بيان : قوله : وذكر أبوجعفر كلام تلامذة الصفار أو كلام الصفار كما هو دأب
القدماء ، وأبوجعفر هوالصفار ، وحاصل ما نقل عن عمير الكوفي هو رفع الاستبعاد عن
أن حديثهم لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل بأن من أحاط بكنه علم رجل وجميع
كمالاته فلا محالة يكون متصفا بجميع ذلك على وجه الكمال ، إذ ظاهر أن من لم يتصف
بكمال على وجه الكمال لا يمكنه معرفة ذلك الكمال على هذا الوجه ، ولابد في الاطلاع
على كنه أحوال الغير من مزية كما يحكم به الوجدان ، فلا استبعاد في قصور الملائكة
وسائر الانبياء الذين هم دونهم في الكمال عن الاحاطة بكنه كمالاتهم وغرائب حالاتهم .
ثم قال : نحذف من الحديث آخره الذي تأتون عن التصديق به ونأخذ أوله ونحتج
عليكم به لكونه مذكورا في أخبار كثيرة ولا يمكنكم إنكاره وهو قوله عليه السلام : صعب مستصعب
فتقول : هذا يكفي لاثبات ما يدل عليه آخر الخبر لان الصعب هو الجمل الذي يأبى
[195]
عن الركوب والحمل ، وظاهر أن المراد به هنا الامتناع عن الادراك والفهم وظاهره شمول
كل من هو غيرهم . فقوله : نقطع الحديث أي صدر الحديث عمن ذكر بعده من الملك المقرب
والنبي المرسل ، ولا يبعد أن يكون " من " مستعملا بمعنى " ما " ويحتمل أن يكون المراد
بقطع الحديث عمن دونه عدم المبالاة بإنكار من لا يفهمه وينكره فالمراد بمن دون الحديث
من لا يدركه عقله والاول أظهر . وقول المفضل : لا يتعلق به شئ المراد به إما عدم
تعلق الفهم والادراك به ، أوعدم ورود شبهة واعتراض عليه ، هذا غاية ماوصل إليه
نظري القاصر في حل تلك العبارات التي تحيرت الافهام الثاقبة فيها .
40 - ير : محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن سدير الصيرفي ( 1 ) ، قال
كنت بين يدي أبي عبدالله عليه السلام أعرض عليه مسائل قد أعطانيها أصحابنا ، إذ خطرت
بقلبي مسألة فقلت : جعلت فداك مسألة خطرت بقلبي الساعة ، قال : أليست في المسائل ؟
قلت : لا . قال : وماهي ؟ قلت : قول أميرالمؤمنين عليه السلام : إن أمرنا صعب مستصعب لا
يعرفه إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان . فقال : نعم إن
من الملائكة مقربين وغير مقربين ، ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين
ممتحنين وغير ممتحنين ، وإن أمركم هذاعرض على الملائكة فلم يقربه الا المقربون ،
وعرض على الانبياء فلم يقربه إلا المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقربه إلا
الممتحنون .
41 - ير : أحمدبن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن سعيد ، عن القاسم بن محمد الجوهري
عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أمرنا صعب مستصعب
لا يحتمله إلا من كتب الله في قلبه الايمان .
42 - ير : محمد بن عبدالحميد وأبوطالب جميعا ، عن حنان ( 2 ) ، عن أبيه ، عن أبي
جعفر عليه السلام أنه قال : : يا أبا الفضل لقد أمست شيعتنا وأصبحت على أمر ما أقر به إلا ملك
* ( هامش ص 195 ) ( 1 ) بفتح السين المهملة وكسر الدال المهملة وسكون الياء بعدها راء مهملة هو سدير بن حكيم
ابن صهيب ابوالفضل ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام . وفى
الكشى روايتان تدل على مدحه فليراجع .
( 2 ) هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب . *
[196]
مقرب ، أونبي مرسل ، أوعبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
43 - ير : محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمدبن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، عن
فضيل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أمركم هذا لايعرفه ولا يقربه إلا ثلاثة : ملك
مقرب أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
44 - ير : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن الفضيل ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : إن أمرنا هذا لا يعرفه ولا يقربه إلا ثلاثة : ملك مقرب ، أو نبي مصطفى ،
أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
45 - ير : محمدبن الحسين ، عن محمدبن أسلم ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش
عن سليم بن قيس ، قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إن أمرنا أهل البيت صعب مستصعب لا يعرفه
ولا يقربه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ، أومؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان .
46 - ير : محمد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : إن أمرنا صعب مستصعب على الكافر لا يقر بأمرنا إلا نبي مرسل ، أوملك مقرب
أوعبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
47 - ير : محمدبن أحمد ، عن جعفر بن مالك الكوفي ، عن علي بن هاشم ، عن زياد بن
المنذر ، عن زياد بن سوقة قال : كنا عند محمد بن عمرو بن الحسن فذكرنا ما أتى إليهم فبكى
حتى ابتلت لحيته من دموعه ثم قال : إن أمر آل محمد أمر جسيم مقنع لا يستطاع ذكره
ولو قد قام قائمنا - عجل الله تعالى فرجه - لتكلم به وصدقه القرآن .
48 - ير : محمد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي ، عن محمد بن الهيثم ،
عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن أمرنا صعب مستصعب
لا يحتمله إلا ثلاثة : ملك مقرب ، أونبي مرسل ، أوعبد امتحن الله قلبه للايمان ، ثم قال
يا أبا حمزة : ألست تعلم أن في الملائكة مقربين وغير مقربين ، وفي النبيين مرسلين وغير مرسلين
وفي المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ؟ قلت : بلى . قال : ألا ترى إلى صفوة أمرنا إن الله
اختارله من الملائكة مقربين ومن النبيين مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين ؟ .
بيان : إلى صفوة أمرنا أي خالصه ، ويحتمل أن يكون مصدرا .
[197]
ير : يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن منصور ، عن مخلد بن حمزة
ابن نصر ، عن أبي الربيع الشامي ( 1 ) ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنت معه جالسا فرأيت
أن أبا جعفر عليه السلام قد قام فرفع رأسه وهو يقول : يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة
بألسنتها لا تدري ما كنهه ؟ قلت : ما هو جعلني الله فداك ؟ قال : قول أبي علي بن أبي طالب
عليه السلام : إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أوعبد مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان ، يا أبا الربيع ألا ترى أنه يكون ملك ولا يكون مقربا ؟ ولا
يحتمله إلا مقرب ، وقد يكون نبي وليس بمرسل ولا يحتمله ؟ ؟ مرسل ، وقد يكون
مؤمن وليس بممتحن ولا يحتمله إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان .
يج : محمد بن علي بن المحسن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أحمد بن الوليد ،
عن أبيه ، عن الصفار عن ابن يزيد مثله .
50 - ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن النعمان ، عن
ابن مسكان ، عن عبدالاعلى بن أعين قال : دخلت أنا وعلي بن حنظلة على أبي عبدالله
عليه السلام فسأله علي بن حنظلة عن مسألة فأجاب فيها فقال علي : فإن كان كذا وكذا ؟ فأجابه
فيها بوجه آخر ، وإن كان كذاو كذا ؟ فأجابه بوجه آخر ، حتى أجابه فيها بأربعة وجوه
فالتفت إلي علي بن حنظلة قال : يا أبا محمد قد أحكمناه ، فسمعه أبوعبدالله عليه السلام فقال :
لا تقل هكذا يا أباالحسن فإنك رجل ورع ، إن من الاشياء أشياء ضيقة وليس تجري
إلا على وجه واحد ، منها : وقت الجمعة ليس لوقتها إلا واحد حين تزول الشمس ، ومن
الاشياء أشياء موسعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها ، والله إن له عندي سبعين
وجها . ( 2 ) بيان : لعل ذكر وقت الجمعة على سبيل التمثيل والغرض بيان أنه لا ينبغي مقائسة
* ( هامش ص 197 ) ( 1 ) اختلفوا في اسمه فبعض سماه خالد بن أوفى وبعض سماه خليل بن أوفى ، والمحكى عن ايضاح
الاشتباه ورجال ابن داود والموجود في رجال النجاشى هو خليد بن أوفى قال النجاشى في ص 111
خليد بن أوفى أبوالربيع الشامى العنزى روى عن أبى عبدالله عليه السلام ، له كتاب يرويه عبدالله بن
مسكان اه . والرجل إمامى ممدوح ، من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، يروى عنه ابن محبوب
وابن مسكان وهما من أصحاب الاجماع .
( 2 ) ياتى الحديث عن المحاسن من باب علل اختلاف الاحاديت . *
[198]
بعض الا مور ببعض في الحكم ، فكثيرا ما يختلف الحكم في الموارد الخاصة ، وقد يكون
في شئ واحد سبعون حكما بحسب الفروض المختلفة .
51 - ير : عبدالله ، عن اللؤلوئي ، عن ابن سنان ، عن علي بن أبي حمزة قال : دخلت
أنا وأبوبصير على أبي عبدالله عليه السلام فبينا نحن قعود إذ تكلم أبوعبدالله عليه السلام بحرف فقلت
أنا في نفسي : هذا مما أحمله إلى الشيعة ، هذا والله حديث لم أسمع مثله قط . قال : فنظر
في وجهي ، ثم قال : إني لاتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أخذت
كذاو إن شئت أخذت كذا .
52 - ختص ، ير : محمد بن الحسين ، عن النضربن شعيب ، عن عبدالغفار الجازي ،
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إني لاتكلم على سبعين وجها ، لي في كلها المخرج .
53 - ختص ، ير : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن محمد
ابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنا لنتكلم با لكلمة لهاسبعون وجها ، لنا من كلها
المخرج .
54 - ختص ، ير : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أيوب أخي أديم ،
عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إني لاتكلم على سبعين وجها ، لي من كلها المخرج .
ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن فضالة وعلي بن الحكم معا ، عن عمربن
أبان ، عن أيوب مثله .
ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن محمدبن حمران ، عن محمدبن مسلم ، عنه عليه السلام
مثله .
ير : أحمد ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن حمران مثله .
55 ير : محمد بن عيسى ، عن ابن جبلة ، عن أبي الصباح ، عن عبدالرحمن بن
سيابة ، عنه عليه السلام مثله .
56 ير : محمد بن عبدالجبار ، عن البرقي ، عن فضالة ، عن ابن عميرة ، عن أبي
الصباح عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إني لا حدث الناس على سبعين وجها لي في كل وجه
منها المخرج .
[199]
57 - ير أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الاحول ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلا منا ، إن كلامنا لينصرف على سبعين وجها .
ختص : أحمد وعبدالله إبنا محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب مثله ،
58 - ير محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن أبي بصير
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إني لاتكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها
إن شئت أخذت كذا ، وإن شئت أخذت كذا .
ختص : ابن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى ، عن عبدالكريم مثله .
59 - ير : أحمد بن محمد ، عمن رواه ، عن الحسين بن عثمان ، عمن أخبره ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إني لاتكلم با لكلام ينصرف على سبعين وجها كلها لي منه المخرج .
التمار قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا كامل تدري ما قول الله قد أفلح المؤمنون ؟ قلت :
جعلت فداك أفلحوا وفازوا وادخلوا الجنة ، قال : قد أفلح المسلمون إن المسلمين
هم النجباء . ( 1 )
61 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن الكاهلي
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه تلا هذه الآية : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما . فقال : لو أن قوما عبدوا الله
ووحدوه ثم قالوا لشئ صنعه رسول الله صلى الله عليه واله : لو صنع كذا وكذا أو وجدوا ذلك
في أنفسهم كانوا بذلك مشركين ، ثم قال : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما . قال : هو التسليم في
الامور ( 2 )
بيان : " لو " في قوله : لو صنع للتمني
* ( هامش ص 199 ) ( 1 ) الظاهر اتحاده مع ماياتى تحت الرقم 66 و68 و84 و85 وان اختلف التعابير وزاد فيها
ونقص .
( 2 ) ياتى الحديث عن المحاسن عن عبدالله الكاهلى مع اختلاف وتقديم وتاخير في ألفاظه تحت
الرقم 90 وعن البصائر لسعد بن عبدالله تحت الرقم 108 . *
[200]
62 - ير : ابن يزيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام
في قوله تعالى : ومن يقترف حسنة نزدله فيها حسنا . قال : الاقتراف : التسليم لنا
والصدق علينا وأن لا يكذب علينا .
63 - ير : محمد بن عيسى ، عن أبي أحمد وجمال ، عن سعيد بن غزوان قال : سمعت
أبا عبدالله عليه السلام يقول : والله لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم لم
يسلموا لكانوا بذلك مشركين ، ثم تلاهذه الآية : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
64 - ير : محمد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن أبي بصير قال : سئل
أبوعبدالله عليه السلام عن قوله : ويسلموا تسليما . قال : هو التسليم في الامور .
ير : محمد بن عيسى ، عن الحسن ، عن جعفر بن زهير ، عن عمرو بن حمران ، عن
أبي عبدالله عليه السلام مثله .
65 - ير : ابن معروف ، عن حماد بن عثمان ( 1 ) ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبدالله
عليه السلام في قوله : ويسلموا تسليما . قال : التسليم في الامور وهو قوله تعالى : ثم لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
66 - ير أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن صفوان ، عن عاصم ، عن كامل التمار
قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلمون ، يا كامل إن المسلمين
هم النجباء ، يا كامل الناس أشباه الغنم إلا قليلا من المؤمنين والمؤمن قليل .
67 - ير : محمد بن عيسى ، عن حماد ، عن حريز ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 200 سطر 19 إلى صفحه 208 سطر 18

عليه السلام في قول الله تعالى : ويسلموا تسليما . قال : التسليم في الامر .
68 - ير : محمد بن عيسى ، عن الحسن بن جعفر بن بشير ، عن أبي عثمان الاحول ،
عن كامل التمار قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام وحدي فنكس رأسه إلى الارض فقال :
قد افلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء ، يا كامل الناس كلهم بهائم إلا قليل من المؤمنين
والمؤمن غريب والمؤمن غريب .
بيان : أي لايجد من يأنس به لقلة من يوافقه في دينه .
* ( هامش ص 200 ) ( 1 ) وفي نسخة : عن حماد بن عيسى . *
[201]
69 - ير : محمد بن عيسى ، عن حماد ، عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام بأي شئ علمت الرسل أنها رسل ؟ قال : قد كشف لها عن الغطاء . قال : قلت
لابي عبدالله عليه السلام بأي شئ علم المؤمن أنه مؤمن ؟ قال بالتسليم لله في كل ماورد عليه .
70 - ير : محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن ضريس قال :
قال أبوجعفر عليه السلام : أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلنا لكم إنه يكون ما أنت صانع ؟
قال : قلت : أنتهي فيه والله إلى أمرك ، فقال : هو والله التسليم وإلا فالذبح . - وأهوى بيده
إلى حلقه - .
بيان : الصوت هو الذي ينادى به من السماء عند قيام القائم عجل الله فرجه ، و
لعل المراد أنه إن أبطأ عليكم هذا الصوت الذي تنتظرونه عن قريب ما أنتم صانعون ؟
هل تخرجون بالسيف بدون سماع ذلك الصوت ؟ فقال الراوي : أنتهي فيه إلى أمرك
فقال عليه السلام : هو أي الانتهاء إلى أمري أوالامر الواجب اللازم : التسليم ، وإن لم تفعلوا
وتعجلوا في طلب الفرج قبل أوانه فهو موجب لذبحكم أو لذبحنا .
71 - ير : بعض أصحابنا ، عمن روى ، عن ثعلبة ، عن زرارة وحمران قالا : كان
يجالسنا رجل من أصحابنا ( 1 ) فلم يكن يسمع بحديث إلا قال : سلموا حتى لقب فكان
كلما جاء قالوا : قد جاء سلم فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر عليه السلام فقال : إن رجلا
من أصحابنا إذا سمع شيئا من أحاديثكم قال : سلموا حتى لقب ، وكان إذا جاء قالوا :
جاء سلم ، فقال أبوجعفر عليه السلام : قد أفلح المسلمون ، إن المسلمين هم النجباء .
72 - ير : أحمد ، عن البرقي والاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب
ابن الحر أخي أديم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن رجلا من موالي عثمان كان شتاما
لعلي عليه السلام فحدثني مولى لهم يأتينا ويبايعنا أنه حين احضر قال : مالي ولهم ؟ قال :
فقلت : جعلت فداك ماآمن هذا ؟ قال : فقال : أما تسمع قول الله : فلا وربك لايؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم . إلا أنه قال : هيهات هيهات لا والله حتى يكون الشك في
القلب وإن صام وصلى .
* ( هامش ص 201 ) ( 1 ) لعله كليب بن معاوية الاتى تحت الرقم 80 . *
[202]
73 - ير : عنه ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن ابن مسكان ، عن ضريس ، ( 1 ) عن
أبي جعفر عليه السلام قال : قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء .
74 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير قال : قلت
لابي جعفر عليه السلام : تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال : ما أنت وذاك ؟
إنما كلف الناس ثلاثة : معرفة الائمة ، والتسليم لهم فيما يرد عليهم ، والرد إليهم فيما
اختلفوا فيه .
75 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن محمد بن حماد السمندلي ، عن عبدالرحمن
ابن سالم الاشل ، عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليه السلام يا سالم إن الامام هاد مهدي لا
يدخله الله في عماء ولا يحمله على هيئة ، ( 2 ) ليس للناس النظر في أمره وولا التخير عليه و
إنما امروا بالتسليم .
76 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي
عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم
الملائكة أن لا تخافوا ولاتحزنوا . قال : هم الائمة ويجري فيمن استقام من شيعتنا و
سلم لامرنا ، وكتم حديثنا عند عدونا ، فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة ،
وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين فاستقاموا وسلموا لامرنا و
كتموا حديثنا ، ولم يذيعوه عند عدونا ولم يشكوا كما شككتم ، فاستقبلهم الملائكة
بالبشرى من الله بالجنة .
77 - ير : أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ،
عن أبي عبيدة ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام : من سمع من رجل أمرا لم يحط به علما
فكذب به ومن أمره الرضا بنا والتسليم لنا فإن ذلك لايكفره .
بيان : لعل المراد أنه إذا كان تكذيبه للمعنى الذي فهمه وعلم أنه مخالف لما علم
* ( هامش ص 202 ) ( 1 ) وزان زبير لعله هو ضريس بن عبدالملك بن أعين الشيبانى الكوفى بقرينة رواية ابن
مسكان عنه .
( 2 ) وفي نسخة : ولا يحمله على سيئة . *
[203]
صدوره عنا ، ويكون في مقام الرضا والتسليم ، ويقر بأنه بأي معنى صدر عن المعصوم
فهو الحق فذلك لا يصير سببا لكفره .
78 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن منصور الصيقل ، قال : دخلت أنا والحارث
ابن المغيرة وغيره على أبي عبدالله عليه السلام فقال له الحارث : إن هذا - يعني منصور الصيقل -
لا يريد إلا أن يسمع حديثنا فوالله ما يدري ما يقبل مما يرد ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : هذا
الرجل من المسلمين إن المسلمين هم النجباء .
79 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن سلمة بن حيان ( 1 )
عن أبي الصباح الكناني قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : يا أبا الصباح قد أفلح
المؤمنون ، قال أبوعبدالله عليه السلام : قد أفلح المسلمون - قالها ثلاثا وقلتها ثلاثا - ، ثم قال :
إن المسلمين هم المنتجبون يوم القيامة هم أصحاب الحديث .
80 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار
عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : إن عندنا رجلا يسمى كليبا ( 2 )
فلا نتحدث عنكم شيئا إلا قال : أنا اسلم فسميناه كليب التسليم ، قال : فترحم عليه ثم
قال : أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا ، فقال : هو والله الاخبات ، قول الله : الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم .
كش ، علي بن إسماعيل ، عن حماد مثله .
81 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن حماد بن عيسى ، عن منصور بن يونس
عن بشير الدهان قال : سمعت كلاما يقول ( 3 ) : قال أبوجعفر عليه السلام : قد أفلح المؤمنون أتدري
من هم ؟ قلت : جعلت فداك أنت أعلم . قال : قد أفلح المسلمون ، إن المسلمين هم النجباء .
* ( هامش ص 203 ) ( 1 ) وفي نسخة : عن سلمة بن حنان .
( 2 ) بضم الكاف وفتح اللام وسكون الياء هو كليب بن معاوية بن جبلة الاسدى الصيداوى أبومحمد
وقيل : أبوالحسين ، روى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام ، وابنه محمد بن كليب روى عن
أبى عبدالله عليه السلام ، له كتاب رواه جماعة منهم عبدالرحمن بن أبى هاشم . قاله النجاشى في ص
223 ، وروى الكشى فيه روايات تدل على مدحه .
( 3 ) كذا في النسخ والظاهر : سمعت كاملا يقول . *
[204]
82 - ير : عنه ، عن عمربن عبدالعزيز ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه السلام إن
من قرة العين التسليم إلينا أن تقولوا لكل ما اختلف عنا أن تردوا إلينا .
83 - ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن داود بن فرقد ، عن زيد ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : أتدري بما امروا ؟ امروا بمعرفتنا ، والرد إلينا ، والتسليم لنا .
84 - سن : محمد بن عبدالحميد ، عن حماد بن عيسى ، ومنصور بن يونس ، عن بشير
الدهان ، عن كامل التمار قال : قال أبوجعفر عليه السلام : فد أفلح المؤمنون أتدرى من هم ؟
قلت : أنت أعلم . قال : قد أفلح المؤمنون المسلمون ، إن المسلمين هم النجباء ، والمؤمن
غريب ، ثم قال : طوبى للغرباء .
85 - سن : أبي ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن كامل التمار قال : قال
أبوجعفر عليه السلام : يا كامل المؤمن غريب ، المؤمن غريب ، ثم قال : أتدرى ما قول الله :
قد أفلح المؤمنون ؟ قلت : قد أفلحوا فازوا ودخلوا الجنة . فقال : قد أفلح المؤمنون
المسلمون إن المسلمين النجباء . ( 1 )
86 - سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن سلمة بن حيان ( 2 ) ، عن أبي الصباح الكناني
عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، إلا أنه قال : يا ابا الصباح إن المسلمين هم المنتجبون يوم
القيامة ، هم أصحاب النجائب .
87 - سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : كل من تمسك
بالعروة الوثقى فهو ناج . قلت : ماهي ؟ قال : التسليم .
88 - سن : أبي ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن قول الله عزوجل : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما . قال : الصلاة عليه والتسليم له في كل شئ جاء به .
89 - سن : عدة من أصحابنا ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما . قال : التسليم الرضا والقنوع بقضائه .
* ( هامش ص 204 ) ( 1 ) الظاهر اتحاده مع ما تقدم تحت الرقم 84 و68 و66 واختلاف التعابير جاءت من قبل
النقل بالمعنى .
( 2 ) وفى نسخة : عن سلمة بن حنان . *
[205]
90 - سن : أبي ، عن صفوان بن يحيى ، والبزنطي ، عن حماد بن عثمان ، عن
عبدالله الكاهلي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له ، وأقاموا
الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وحجوا البيت ، وصاموا شهر رمضان ، ثم قالوا لشئ صنعه الله أو
صنعه النبي صلى الله عليه واله : ألا صنع خلاف الذي صنع ؟ أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك
مشركين ، ثم تلا : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما . ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : وعليكم بالتسليم . ( 1 )
شى : عن الكاهلي مثله .
بيان : أي فوربك ، و" لا " مزيدة لتوكيد القسم .
وقوله تعالى : شجر بينهم أي اختلف بينهم واختلط ، ومنه الشجر لتداخل
أغصانه . قوله تعالى : حرجا مما قضيت أي ضيقا مما حكمت به أو من حكمك أو شكا
من أجله فإن الشاك في ضيق من أمره ، ويسلموا تسليما أي ينقادوا لك انقيادا بظاهرهم
وباطنهم .
91 - سن : أبي , عن محمد بن سنان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله
عزوجل : إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما . فقال : أثنوا عليه وسلموا له . قلت : فكيف علمت الرسل أنها رسل ؟ قال : كشف
عنها الغطاء . قلت : بأي شئ علم المؤمن أنه مؤمن ؟ قال : بالتسليم لله والرضا بما ورد
عليه من سرور وسخط .
92 - يج : أخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي ، والاستادان
أبوالقاسم وأبوجعفر ابنا كميح ، عن الشيخ أبي عبدالله جعفر بن محمد بن العباس ، عن
أبيه ، عن الصدوق ، عن سعد ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله
ابن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن حسين بن علوان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
إن الله فضل اولي العزم من الرسل بالعلم على الانبياء ، وورثنا علمهم وفضلنا عليهم
في فضلهم ، وعلم رسول الله صلى الله عليه واله مالا يعلمون ، وعلمنا علم رسول الله ، فروينا لشيعتنا ،
* ( هامش ص 205 ) ( 1 ) تقدم الحديث مع اختلاف في الفاظه تحت الرقم 61 وياتى تحت الرقم 108 . *
[206]
فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا .
93 - شى : عن الحسين بن خالد قال : قال أبوالحسن الاول عليه السلام : كيف تقرأ
هذه الآية ؟ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
ماذا ؟ قلت : مسلمون . فقال : سبحان الله يوقع عليهم الايمان فسماهم مؤمنين ثم يسألهم
الاسلام ؟ ! والايمان فوق الاسلام ، قلت : هكذا يقرأ في قراءة زيد ، قال : إنما هي في
قراءة علي عليه السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه واله : إلا وأنتم مسلمون
لرسول الله صلى الله عليه واله ثم الامام من بعده .
بيان في قراءته عليه السلام بالتشديد ، وعلى التقديرين المراد أنكم لاتكونوا على
حال سوى حال الاسلام أو التسليم إذا أدرككم الموت فالنهي متوجه نحو القيد .
94 - شى : عن جابر ، عن أبي جعفرعليه السلام : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم ولا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى محمد وآل محمد ويسلموا تسليما .
95 - شى : عن أيوب بن حر ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قوله :
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم " إلى قوله " : ويسلموا تسليما . فحلف
ثلاثة أيمان متتابعا لا يكون ذلك حتى يكون تلك النكتة السوداء في القلب وإن صام
وصلى .
96 - سر : من كتاب أنس العالم للصفواني ، روي عن مولانا الصادق عليه السلام أنه
قال : خبر تدريه خير من ألف ترويه .
97 - وقال عليه السلام في حديث آخر : عليكم بالدرايات لا بالروايات .
98 - وروي عن طلحة بن زيد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : رواة الكتاب كثير
ورعاته قليل فكم من مستنسخ للحديث مستغش للكتاب والعلماء تحزنهم الدراية
والجهال تحزنهم الرواية .
بيان : في نسخ الكافي : مستنصح للحديث وهو أظهر للمقابلة . قوله عليه السلام :
تحزنهم أي تهمهم ويهتمون به ويحزنون لفقده .
99 - شى : في رواية أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قيل له - وأنا عنده - :
[207]
إن سالم بن أبي حفصة ( 1 ) يروي عنك أنك تتكلم على سبعين وجها لك منها المخرج
فقال : ما يريد سالم مني ؟ أيريد أن أجيئ بالملائكة ؟ ! فوالله ما جاء بهم النبيون ، و
لقد قال إبراهيم : إني سقيم . والله ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال إبراهيم : بل فعله
كبيرهم ، وما فعله كبيرهم وما كذب ، ولقد قال يوسف : أيها العير إنكم لسارقون ،
والله ماكانوا سرقوا وما كذب . ( 2 )
100 - ختص ، شى : عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنما
مثل علي ومثلنا من بعده من هذه الامة كمثل موسى النبي - على نبينا وآله وعليه السلام -
والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة ، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه صلى الله عليه واله
في كتابه ، وذلك أن الله قال لموسى : إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ
ما آتيتك وكن من الشاكرين . ثم قال : وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا
لكل شئ . وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الالواح وكان موسى يظن
أن جميع الاشياء التي يحتاج إليها وجميع العلم قد كتب له في الالواح . كما يظن هؤلاء
الذين يدعون أنهم فقهاء وعلماء وأنهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين مما يحتاج
هذه الامة إليه وصح لهم عن رسول الله صلى الله عليه واله ، وعلموه ولفظوه ، وليس كل علم رسول
الله صلى الله عليه واله علموه ولا صار إليهم عن رسول الله صلى الله عليه واله ولا عرفره ، وذلك أن الشئ من الحلال
والحرام والاحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه واله
ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا فيطلب الناس
العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله وتركوا الآثار ودانو الله
بالبدع ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : كل بدعة ضلالة . فلو أنهم إذا سئلوا عن شئ من
* ( هامش ص 207 ) ( 1 ) قال النجاشى في ص 134 : سالم بن أبى حفصة مولى بنى عجل كوفى ، روى عن على بن
الحسين وأبى جعفر وأبى عبدالله عليهم السلام يكنى أبا الحسن وأبا يونس ، وإسم أبى حفصة زياد
مات سنة 137 في حياة أبى عبدالله عليه السلام ، له كتاب اه . وفي المحكى من رجال ابن داود : أنه
زيدى تبرى كان يكذب على أبى جعفر عليه السلام ، ولعنه الصادق عليه السلام . وروى الكشى في رجاله
روايات تدل على ذمه منها : ما يأتى تحت الرقم 107 وحكى عن أبان بن عثمان أنه قال : سالم بن
أبى حفصة كان مرجئيا .
( 2 ) يأتى مثله تحت الرقم 103 . *
[208]
دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله صلى الله عليه واله ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي
الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد ، والذين منعهم من طلب العلم منا
العداوة والحسد لنا ولا والله ما حسد موسى العالم - وموسى نبي الله يوحى إليه - حيث لقيه
واستنطقه وعرفه بالعلم ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله علمنا
وما ورثنا عن رسول الله صلى الله عليه واله ، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم و
سأله الصحبة ليتعلم منه العلم ويرشده ، فلما أن سأل العالم ذلك علم العالم أن موسى
لا يستطيع صحبته ولا يحتمل علمه ولايصبر معه فعند ذلك قال العالم : وكيف تصبر على
مالم تحط به خبرا . فقال له موسى - وهو خاضع له يستنطقه على نفسه كى يقبله - : ستجدنى
إن شاءالله صابرا ولا أعصي لك أمرا ، وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه .
فكذلك والله يا إسحاق بن عمار قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم لا يحتملون والله
علمنا ولا يقبلونه ولا يطيقونه ولا يأخدون به ولا يصبرون عليه ، كما لم يصبر موسى على
علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه ، وكان ذلك عند موسى مكروها وكان
عندالله رضا وهوالحق ، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ وهو عندالله الحق .
101 - نى : محمد بن همام ، ومحمد بن الحسين بن جمهور معا ، عن الحسين بن محمد
ابن جمهور ، عن أبيه ، عن بعض رجاله عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : خبر تدريه
خير من عشرة ( 1 ) ترويه ، إن لكل حقيقة حقا ولكل صواب نورا ، ثم قال : إنا والله
لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتى يلحن له فيعرف اللحن .
102 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن اليقطيني ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 208 سطر 19 إلى صفحه 216 سطر 18

ابن كثير ، عن جابر بن يزيد قال : قال أبوجعفر عليه السلام يا جابر حديثنا صعب مستصعب
أمرد ذكوان وعرأجرد لا يحتمله والله إلا نبي مرسل ، أو ملك مقرب ، أو مؤمن ممتحن ،
فإذا ورد عليك يا جابر شئ من أمرنا فلان له قلبك فاحمد الله ، وإن أنكرته فرده إلينا
أهل البيت ، ولا تقل : كيف جاء هذا ؟ وكيف كان وكيف هو ؟ فإن
هذا والله الشرك
بالله العظيم .
* ( هامش ص 208 ) ( 1 ) وفي نسخة : من الف عشرة . *
[209]
103 - كش : ابن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، وجعفر
ابن محمد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، قال : قيل لابي عبدالله عليه السلام - وأنا
عنده - : إن سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تتكلم على سبعين وجها لك من كلها
المخرج ، قال : فقال : ما يريد سالم مني ؟ أيريد أن أجيئ بالملائكة ؟ ! فوالله ما جاء بها
النبيون ، ولقد قال إبراهيم : إني سقيم والله ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال إبراهيم :
بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ، ولقد قال يوسف : إنكم لسارقون والله ما
كانو سارقين وما كذب . ( 1 )
بيان : لما كان سبب هذا الاعتراض عدم إذعان سالم بإمامته عليه السلام - إذ بعد
الاذعان بها يجب التسليم في كل ما يصدر عنهم عليهم السلام - ذكر عليه السلام أولا أن سالما
أي شئ يريد مني من البرهان حتى يرجع إلى الاذعان ؟ فإن كان يكفي في ذلك إلقاء
البراهين والحجج وإظهار المعجزات فقد سمع وشاهد فوق ما يكفي لذلك ، وإن كان
يريد أن أجيئ بالملائكة ليشاهدهم ويشهدوا على صدقي فهذا مما لم يأت به النبيون
أيضا ، ثم رجع عليه السلام إلى تصحيح خصوص هذا الكلام بأن المراد إلقاء معاريض الكلام
على وجه التقية والمصلحة وليس هذا بكذب وقد صدر مثله عن الانبياء عليهم السلام .
104 - كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد
ابن منصور ، عن علي بن سويد السائي قال : كتب إلي أبوالحسن عليه السلام - وهو في
الحبس - : أما بعد فإنك امرؤ نزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة بما ألهمك من رشدك
وبصرك من أمر دينك بتفضيلهم ورد الامور إليهم والرضا بما قالوا - في كلام طويل -
وقال : وادع إلى صراط ربك فينا من رجوت إجابته ، ووال آل محمد ، ولا تقل لما
بلغك عنا أو نسب إلينا : هذا باطل ، وإن كنت تعرف خلافه فإنك لا تدري لم قلناه وعلى
أي وجه وصفناه ؟ آمن بما أخبرتك ، ولا تفش ما استكتمتك ، اخبرك أن من أوجب
حق أخيك أن لا تكتمه شيئا ينفعه لا من دنياه ولا من آخرته .
105 - من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي ، روى المفضل بن
* ( هامش ص 209 ) ( 1 ) تقدم مثله تحت الرقم 99 . *
[210]
عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا صدور مشرقة
وقلوب منيرة وأفئدة سليمة وأخلاق حسنة لان الله قد أخذ على شيعتنا الميثاق فمن وفي
لنا وفي الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا فهو في النار ، وإن عندنا سرا
من الله ما كلف الله به أحدا غيرنا ثم أمرنا بتبليغه فبلغناه فلم نجدله أهلا ولا موضعا
ولا حملة يحملونه حتى خلق الله لذلك قوما خلقوا من طينة محمد وذريته صلى الله عليهم
ومن نورهم صنعهم الله بفضل صنع رحمته فبلغناهم عن الله ما أمرنا فقبلوه واحتملوا ذلك
ولم تضطرب قلوبهم ، ومالت أرواحهم إلى معرفتنا وسرنا ، والبحث عن أمرنا ، وإن الله
خلق أقواما للنار وأمرنا أن نبلغهم ذلك فبلغناه فاشمأزت قلوبهم منه ونفروا عنه وردوه
علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وطبع الله على قلوبهم ، ثم أطلق ألسنتهم ببعض الحق فهم
ينطقون به لفظا وقلوبهم منكرة له . ثم بكى عليه السلام ورفع يديه وقال : اللهم إن هذه
الشر ذمة المطيعين لامرك قليلون . اللهم فاجعل محياهم محيانا ومماتهم مماتنا ، ولا تسلط
عليهم عدوا فإنك إن سلطت عليهم عدوا لن تعبد .
106 - بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي الحسين بن
أبي الطيب ، عن أحمد بن القاسم الهاشمي ، عن عيسى ، عن فرج بن فروة ، عن مسعدة
ابن صدقة ، عن صالح بن ميثم ، عن أبيه قال : بينما أنا في السوق إذ أتاني أصبغ بن نباتة
فقال : ويحك يا ميثم لقد سمعت من أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حديثا
صعبا شديدا فأينا نكون كذلك ؟ قلت : وما هو ؟ قال : سمعته يقول : إن حديثنا أهل
البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه
للايمان ، فقمت من فورتي فأتيت عليا عليه السلام فقلت : يا أميرالمؤمنين حديث أخبرني
به الاصبغ عنك قد ضقت به ذرعا قال : وماهو ؟ فأخبرته . قال : فتبسم ثم قال : اجلس
يا ميثم ، أو كل علم يحتمله عالم ؟ إن الله تعالى قال لملائكته : إني جاعل في الارض خليفة
قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني
أعلم مالا تعلمون . فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم ؟ قال : قلت : هذه والله أعظم من
ذلك . قال : والاخرى أن موسى عليه السلام أنزل الله عزو جل عليه التورية فظن أن لا أحد
[211]
أعلم منه فأخبره الله عزوجل أن في خلقي من هو أعلم منك ، وذاك إذ خاف على
نبيه العجب ، قال : فدعا ربه أن يرشده إلى العالم ، قال : فجمع الله بينه وبين الخضر
فخرق السفينة فلم يحتمل ذاك موسى ، وقتل الغلام فلم يحتمله ، وأقام الجدار فلم يحتمله
وأما المؤمنون فإن نبينا صلى الله عليه واله أخذ يوم غديرخم بيدي فقال : اللهم من كنت
مولاه فإن عليا مولاه ، فهل رأيت احتملوا ذلك إلا من عصمه الله منهم ؟ فأبشروا ثم
أبشروا فإن الله تعالى قد خصكم بما لم يخص به الملائكة والنبيين والمرسلين فيما
احتملتم من أمر رسول الله صلى الله عليه واله وعلمه .
107 - أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس أن علي بن الحسين عليهما السلام قال
لابان بن أبي عياش يا أخا عبد قيس فإن وضح لك أمر فأقبله ، وإلا فاسكت تسلم ، ورد
علمه إلى الله فإنك في أوسع مما بين السماء والارض .
108 - ووجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي قدس سره نقلا من كتاب
البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف القمي ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن
عبدالله الكاهلي ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه تلا هذه الآية : فلا وربك لايؤمنون . الآية
فقال : لو أن قوما عبدوا الله وحده ثم قالوا لشئ صنعه رسول الله صلى الله عليه واله : لم صنع كذا و
كذا ؟ أولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع لكانوا بذلك مشركين ، ثم قال : لو أنهم
عبدواالله ووحدوه ثم قالوا لشئ صنعه رسول الله صلى الله عليه واله : لم صنع كذا وكذا ؟ ووجدوا
ذلك من أنفسهم لكانوا بذلك مشركين . ثم قرأ الآية . ( 1 )
109 - وروي بعدة أسانيد إلي أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام : أن المسلمين هم
النجباء .
110 - وعن سفيان بن السمط قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك إن
رجلا يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه ، فقال أبوعبدالله
عليه السلام : يقول لك : إني قلت لليل : إنه نهار ، أو للنهار : إنه ليل ؟ قال : لا . قال : فإن
* ( هامش ص 211 ) ( 1 ) تقدم الحديث مع اختلاف في الفاظه تحت الرقم 61 و90 *
[212]
قال لك هذاإني قلته فلا تكذب به ، فإنك إنما تكذبني . ( 1 )
111 - وعن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما السلام قال : سمعته يقول : لا تكذب بحديث
أتاكم به مرجئي ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا . فإنكم لا تدرون لعله شئ من
الحق فتكذبون الله عزوجل فوق عرشه . انتهى ما أخرجه من كتاب البصائر . ( 2 )
112 - وبخطه أيضا قال : روى الصفواني رحمه الله في كتابه مرسلا عن الرضا عليه السلام
أن العبادة على سبعين وجها فتسعة وستون منها في الرضا والتسليم لله عزوجل ولرسوله
ولاولي الامر صلى الله عليهم .
113 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا عبد
امتحن الله قلبه للايمان ، ولا تعي حديثنا إلا صدور أمينة وأحلام رزينة .
114 - منية المريد : قال النبي صلى الله عليه واله : من رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم
القيامة ، فإذا بلغكم عني حديث لم تعرفوا فقولوا : الله أعلم .
115 وقال صلى الله عليه واله : من كذب علي متعمدا أورد شيئا أمرت به فليتبوأ بيتا في
جهنم .
116 - وقال صلى الله عليه واله من بلغه عني حديث فكذب به فقد كذب ثلاثة : ألله ، ورسوله
والذي حدث به .
( باب 27 )
* ( العلة التى من أجلها كتم الائمة عليهم السلام بعض العلوم والاحكام ) *
1 - ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي ، وأحمد بن
محمد ، عن البرقي ، عن صفوان ، عن ذريح قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن أبي
نعم الاب رحمة الله عليه كان يقول : لو أجد ثلاثة رهط أستودعهم العلم وهم أهل لذلك
لحدثت بما لا يحتاج فيه إلى نظر في حلال ولاحرام وما يكون إلى يوم القيامة ، إن حديثنا
* ( هامش ص 212 ) ( 1 ) قد تقدم الحديث مسندا عن البصائر تحت الرقم 14
( 2 ) تقدم الحديث مسندا تحت الرقم 16 . *
[213]
صعب مستصعب لا يؤمن به إلا عبد امتحن الله قلبه للايمان .
بيان : فيه أي معه . إلى نظر أي فكر وتأمل .
2 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن علي بن النعمان ، عن عنبسة
ابن مصعب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لولا أن يقع عند غيركم كما قد وقع غيره لاعطيتكم
كتابا لا تحتاجون إلى أحد حتى يقوم القائم - عجل الله تعالى فرجه - .
3 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن خلف بن حماد ، عن ذريح ،
عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن أبي نعم الاب رحمة الله عليه
يقول : لو وجدت ثلاثة أستودعهم العلم وهم أهل لذلك لحدثت بما لا يحتاج فيه
بعدي إلى حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيامة . ( 1 )
4 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن مرازم وموسى بن بكر قالا : سمعنا
أباعبدالله عليه السلام يقول : إن عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ما نستطيع - يعني
أن نخبر به أحدا - ( 2 ) .
5 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن منصور
ابن حازم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما أجد من احدثه ولو أني احدث رجلا منكم
بالحديث فما يخرج من المدينة حتى اوتي بعينه فأقول : لم أقله .
6 - نى : محمد بن العباس الحسني ، عن ابن البطائني ، عن خير ، عن كرام الخثعمي
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أما والله لو كانت على أفواهكم أوكية لحدثت كل امرء منكم
بماله والله لو وجدت أتقياء لتكلمت ، والله المستعان .
7 - كش : طاهر بن عيسى الوراق رفعه إلى محمد بن سليمان ، عن البطائني ، عن
أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر .
* ( هامش ص 213 ) ( 1 ) تقدم الحديث مع ذيل عن ذريح عن أبى عبدالله عليه السلام تحت الرقم الاول .
( 2 ) كذا في النسخ وفى البصائر المطبوع : مانستطيع - يعنى ان نخبر به أحدا - . *
[214]
( باب 28 )
* ( ما ترويه العامة من أخبار الرسول صلى الله عليه وآله ، وأن الصحيح من ذلك ) *
* ( عندهم عليهم السلام ، والنهى عن الرجوع إلى اخبار المخالفين ) *
* ( وفيه ذكر الكذابين ) *
1 - ير : الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن رسول الله صلى الله عليه واله أنال في الناس وأنال وأنال ،
وإنا أهل البيت معاقل العلم ، وأبواب الحكم ، وضياء الامر .
بيان : أنال أي أعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة ، لكن عند أهل البيت معيار
ذلك ، والفصل بين ما هو حق أومفترى ، وعندهم تفسير ما قاله الرسول صلى الله عليه واله فلا ينتفع
بما في أيدي الناس إلا بالرجوع إليهم صلوات الله عليهم ، والمعاقل جمع معقل وهو
الحصن والملجأ أي نحن حصون العلم ، وبنا يلجأ الناس فيه ، وبنا يوصل إليه ، وبنا
يضيئ الامر للناس .
2 - ير : ابن يزيد ، عن زياد القندي ، عن هشام بن سالم قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : جعلت فداك عند العامة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله شئ يصح ؟ قال : فقال :
نعم إن رسول الله صلى الله عليه واله أنال وأنال وأنال ، وعندنا معاقل العلم وفصل ما بين الناس .
3 - ير : الحسن بن علي بن النعمان ، وأحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن
ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه واله أنال في الناس
وأنال وأنال ، وإناأهل البيت عرى الامر وأواخيه وضياؤه .
ير : محمد بن عبدالجبار ، عن البرقي ، عن فضالة ، عن ابن مسكان مثله .
بيان : العروة ما يتمسك به من الحبل وغيره والاخية كأبية ويخفف عود في
حائط أوفي حبل يدفن طرفاه في الارض ويبرز وسطه كالحلقة تشد فيها الدابة ، و
الجمع أخايا وأواخي ذكره الفيروز آبادي ، أي بنا يشد ويستحكم أمرالدين ولا
يفارقنا علمه .
[215]
4 - ير : محمد بن عيسى ، عن النضر ، عن الحسن بن يحيى قال : سمعت أبا عبدالله
عليه السلام يقول : إنا أهل البيت عندنا معاقل العلم ، وآثار النبوة ، وعلم الكتاب ،
وفصل ما بين ذلك .
5 - ير : محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن ابن مسكان وأبي خالد
وأبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه واله أنال
في الناس وأنال ، وعندنا عرى الامر ، وأبواب الحكمة ، ومعاقل العلم ، وضياء الامر ، و
أواخيه ، فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله ، ومن لم يعرفنا لم تنفعه معرفته ولم يقبل
منه عمله . ( 1 )
6 - ير : محمد بن عبدالجبار ، عن عبدالله الحجال ، عن علي بن حماد ، عن محمد بن
مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه واله قد أنال وأنال وأنال يشير كذا و
كذا ، وعندنا أهل البيت اصول العلم وعراه وضياؤه وأواخيه .
7 - ير : محمد بن عبدالجبار ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن فضالة بن أيوب ، عن
ابن مسكان ، عن الثمالي قال : خطب أميرالمؤمنين عليه السلام بالناس ثم قال : إن الله اصطفى
محمدا صلى الله عليه واله بالرسالة وأنباءه بالوصي وأنال في الناس وأنال ، وفينا أهل البيت معاقل
العلم وأبواب الحكمة وضياؤه وضياء الامر فمن يحبنا منكم نفعه إيمانه ويقبل عمله ( 2 ) ،
ومن لم يحبنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يتقبل عمله .
8 - ير : ابن يزيد : عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا نجد الشئ من أحاديثنا في أيدي الناس قال : فقال
لي : لعلك لا ترى أن رسول الله صلى الله عليه واله أنال وأنال ، ثم أومأ بيده عن يمينه وعن شماله و
* ( هامش ص 215 ) ( 1 ) تقدم عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام حديثان تحت الرقم 1 و3 مثل ذلك مع اختلاف
في ألفاظه ، فيحتمل سماعه عنه عليه السلام مرة واحدة والاختلاف نشأ عن نقله أو نقل راويه بالمعنى
أو أنه سمعه عنه عليه السلام مكررا واختلاف التعابير كان في كلامه عليه السلام ، ويأتى عنه أبى عبدالله
عليه السلام حديثان آخران مثل ذلك تحت الرقم 6 و8 .
( 2 ) وفي نسخة : ويتقبل عمله . *
[216]
من بين يديه ومن خلفه وإنا أهل البيت عندنا معاقل العلم وضياء الامر وفصل ما بين
الناس .
بيان : الاشارة لبيان أنه صلى الله عليه واله نشر العلم في كل جانب وعلمه كل أحد فكيف
لا يكون في الناس علمه ؟ .
9 - ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن معلى بن عثمان قال : ذكر لابي
عبدالله عليه السلام رجل حديثا وأنا عنده فقال : إنهم يروون عن الرجال ، فرأيته كأنه غضب
فجلس وكان متكئ ووضع المرفقة ( 1 ) تحت إبطيه فقال : أما والله إنا نسألهم ولنحن
أعلم به منهم ولكن إنما نسألهم لنوركه عليهم ، ثم قال : أما لو رأيت روغان أبي جعفر
حيث يراوغ - يعني الرجل - لعجبت من روغانه .
بيان : قال الفيروز آبادي : وركه توريكا : أوجبه والذنب عليه حمله . وقال
الجوهري : راغ إلى كذا أي مال إليه سرا وحاد ، وقوله تعالى : فراغ عليهم ضربا باليمين
أي أقبل . قال الفراء : مال عليهم . وقال الجزري : فلان يريغني على أمر وعن أمر ، أي
يراودني ويطلبه مني ، والحاصل أن السائل عظم ما كان يرويه عنده عليه السلام فغضب وقال :
إنا لا نحتاج إلى السؤال وإن سألنا أحيانا فما هو إلا للاحتجاج والالزام على الخصم
بما لايستطيع إنكاره . ثم ذكر عليه السلام قدرة أبيه عليه السلام على الاحتجاج والمغالبة بأنه كان
يقبل على الخصم في إقامة الدليل عليه إقبالا على غاية القوة والقدرة على الغلبة ، أو كان
عليه السلام يستخرج الحجة من الخصم ويحمله على الاقرار بالحق بحيث لو رأيته لعجبت
من ذلك . وقوله عليه السلام : يعني الرجل أي أي رجل كان يخاصمه ويناظره . ( 2 )


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 216 سطر 19 إلى صفحه 224 سطر 18

10 - سر : أبان بن تغلب ، عن علي بن الحكم بن الزبير ، عن أبان بن عثمان ، عن
هارون بن خارجة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا نأتي هؤلاء المخالفين فنسمع
منهم الحديث يكون حجة لنا عليهم ؟ قال : لا تأتهم ولاتسمع منهم لعنهم الله ولعن مللهم
المشركة .
* ( هامش ص 116 ) ( 1 ) المرفقة : المخدة .
( 2 ) ويحتمل أن يكون من كلام الراوى . *
[217]
11 - ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن محمدبن زكريا ، عن جعفر بن محمد بن
عمارة قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه واله
أبوهريرة ، وأنس بن مالك ، وامرأة .
بيان : يعني عائشة .
12 - كش : سعد ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن
سنان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إنا أهل بيت صادقون لانخلو من كذاب يكذب علينا
ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ، كان رسول الله صلى الله عليه واله أصدق البرية لهجة وكان
مسيلمة يكذب عليه ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام أصدق من برأالله من بعد رسول الله صلى الله عليه واله
وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبدالله
ابن سبا لعنه الله ( 1 ) ، وكان أبوعبدالله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلى بالمختار ( 2 ) ، ثم
ذكر أبوعبدالله عليه السلام الحارث الشامي وبنان ( 3 ) فقال : كانا يكذبان على علي بن الحسين
عليهما السلام ، ثم ذكر المغيرة بن سعيد ( 4 ) وبزيعا ( 5 ) والسري وأبا الخطاب ( 6 ) ومعمرا ( 7 ) و
* ( هامش ص 217 ) ( 1 ) روى الكشى في ص 70 روايات كثيرة تدل على ذمه ولعنه . وكل من ترجمه من الشيعة لعنوه
وأبرؤوا من مقالته الباطلة في أميرالمؤمنين عليه السلام ، وهذا هو الذى استتابه أميرالمؤمنين عليه السلام
ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار .
( 2 ) هو المختار بن أبي عبيدة الثقفى ، يسب اليه الفرقة الكيسانية والمختارية القائلين بامامة
محمدبن على بن أبى طالب ابن الحنفية ، اختلف الاقوال والاخبار فيه .
( 3 ) ورد في ذمهما روايات منه : مارواه هشام بن الحكم عن الصادق عليه السلام أنه قال : إن بنانا
والسرى وبزيعا لعنهم الله ترائى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمى من قرنه إلى سرته . الخبر .
( 4 ) تقدم منا عند ذكر المغيرية ما يدل على ذمه وياتى في الباب الاتى ما يدل على ذمه .
( 5 ) ينتسب إليه البزيعية وهم يزعمون أن الائمة عليهم السلام كلهم أنبياء وأنهم لا يموتون
ولكنهم يرفعون ، وزعم بزيع أنه صعد إلى السماء وأن الله تعالى مسح على رأسه ومج في فيه . فان الحكمة
تثبت في صدره . هكذا قيل ، ونسب إلى تعليقة الوحيد أنهم فرقة من الخطابية يقولون : إن الامام
بعد أبى الخطاب بزيع ، وأن كل مؤمن يوحى إليه وأن الانسان إذا بلغ الكمال لا يقال له : مات بل رفع
إلى الملكوت ، وادعوا معاينة أمواتهم بكرة وعشية . وعلى أى حال فهم مذمومون كما نطق به الاخبار .
( 6 ) هو محمد بن مقلاص أبى زينب الاسدى ينسب اليه الفرقة الخطابية فيه روايات كثيره تدل
على ذمه ويأتى بعضها في الباب الاتى .
( 7 ) قال العلامة في القسم الثانى من الخلاصة : اظنه ابن خيثم ، وعلل ذلك بأن معمربن خيثم كان
من دعاة زيد . *
[218]
بشارا الاشعري ( 1 ) وحمزة البربري ( 2 ) وصائد النهدي ( 3 ) فقال : لعنهم الله إنا لا نخلو
من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي ، كفانا الله مؤونة كل كذاب وأذاقهم حر الحديد .
13 - كتاب صفات الشيعة للصدوق ، بإسناده عن المفضل بن زياد العبدي ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : همكم معالم دينكم وهم عدوكم بكم واشرب قلوبهم لكم
بغضا ، يحرفون ما يسمعون منكم كله ، ويجعلون لكم أندادا ثم يرمونكم به بهتانا
فحسبهم بذلك عندالله معصيته .
14 - أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن أبان بن أبي عياش راوي
الكتاب قال : قال أبوجعفر الباقر عليه السلام : لم نزل أهل البيت منذ قبض رسول الله صلى الله عليه واله
نذل ونقصى ونحرم ونقتل ونطرد ، ووجد الكذابون لكذبهم موضعا يتقربون إلى
أو ليائهم وقضاتهم وعمالهم في كل بلدة يحدثون عدونا وولاتهم الماضين بالاحاديث
الكاذبة الباطلة ، ويحدثون ويروون عنا مالم نقل ، تهجينا منهم لنا ، وكذبا منهم علينا ،
وتقربا إلى ولاتهم وقضاتهم بالزور والكذب ، وكان عظم ذلك وكثرته في زمن معاوية
بعدموت الحسن عليه السلام ، ثم قال عليه السلام : - بعد كلام تركناه - وربما رأيت الرجل يذكر
بالخير ولعله يكون ورعا صدوقا ، يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد
مضى من الولاة لم يخلق الله منها شيئا قط ، وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد سمعها
منه ممن لا يعرف بكذب ولا بقلة ورع ، ويروون عن علي عليه السلام أشياء قبيحة ، وعن الحسن
والحسين عليهما السلام ما يعلم الله أنهم رووا في ذلك الباطل والكذب والزور . قلت له :
أصلحك الله سم لي من ذلك شيئا قال : روايتهم هما سيدا كهول أهل الجنة ، وأن عمر
محدث ، وأن الملك يلقنه ، وأن السكينة تنطق على لسانه ، وأن عثمان الملائكة تستحيي
منه ، وأثبت حرى فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد ، حتى عدد أبوجعفر عليه السلام أكثر
من مائتي رواية ( 4 ) يحسبون أنها حق ، فقال : هي والله كلها كذب وزور ، قلت : أصلحك
* ( هامش ص 218 ) ( 1 ) الصحيح بشار الشعيرى .
( 2 ) هو حمزة بن عمار البربرى .
( 3 ) وليراجع لترجمته وترجمة من قبله كتب التراجم ، ويكفيك ماورد من الاخبار في ذمهم في
رجال الكشى في ص 145 - 149 - و187 - 198 و252 و353 .
( 4 ) في كتاب سليم بن قيس : اكثر من مائة رواية . *
[219]
الله لم يكن منها شئ ؟ قال : منها موضوع ، ومنها محرف ، فأما المحرف فإنما عنى
أن عليك نبي وصديق وشهيد - يعني عليا عليه السلام - ومثله وكيف لايبارك لك وقد علاك
نبي وصديق شهيد - يعني عليا عليه السلام - وعامها كذب وزور وباطل .
أقول : سيأتي تمام الخبر في كتاب الامامة في باب مظلوميتهم عليهم السلام .
( باب 29 )
* ( علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها والعمل بها ووجوه الاستنباط ) *
* ( وبيان أنواع ما يجوز الاستدلال به ) *
الايات ، الانعام : وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون
إلا الظن وإن هم إلا يخرصون 115 " وقال تعالى " : وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير
علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين 118 " وقال تعالى " : فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا
ليضل الناس بغير علم 143 " وقال تعالى " : قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون
إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون 148
الاعراف : أتقولون على الله مالاتعلمون 28
التوبة : فلولا نفرمن كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم
إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون 121
يونس : وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون 35 " وقال تعالى " : وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون
إلا الظن وإن هم إلا يخرصون 65
الاسرى : ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر والفؤاد كل اولئك
كان عنه مسؤلا 35
الزخرف : ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون أم آتيناهم كتابا من قبله
فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مهتدون
20 ، 21 ، 22 ،
[220]
الجاثية : وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون 23
الحجرات : إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على
ما فعلتم نادمين 6
النجم : إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا 28
1 - قال الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاجات : روي عن الصادق عليه السلام : أن
رسول الله صلى الله عليه واله قال : ما وجدتم في كتاب الله عزوجل فالعمل به لازم ولا عذر لكم في
تركه ، وما لم يكن في كتاب الله عزوجل وكان في سنة مني ( 1 ) فلا عذر لكم في ترك
سنتي ، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به ( 2 ) فإنما مثل أصحابي
فيكم كمثل النجوم بأيها اخذ اهتدى ( 3 ) وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف
أصحابي لكم رحمة . قيل يا رسول الله : من أصحابك ؟ قال : أهل بيتي .
قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي رضوان الله عليه : إن أهل البيت لا يختلفون
ولكن يفتون الشيعة بمر الحق ، وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية
والتقية رحمة للشيعة .
أقول ، روى الصدوق في كتاب معاني الاخبار ، عن ابن وليد ، عن الصفار ، عن
الخشاب ، عن ابن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام إلى آخر
ما نقل ورواه الصفار في البصائر .
ثم قال الطبرسي رحمه الله ويؤيد تأويله رضي الله عنه اخبار كثيرة منها :
مارواه محمد بن سنان ، عن نصر الخثعمي قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : من
عرف من أمرنا أن لا نقول إلا حقا فليكتف بما يعلم منا ، فإن سمع منا خلاف ما يعلم فليعلم أن ذلك منا دفاع واختيار له . ( 4 )
وعن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما
* ( هامش ص 220 ) ( 1 ) في ير ومع : وكانت فيه سنة منى .
( 2 ) في ير : فخدوابه .
( 3 ) وفي نسخة : بايهما اقتديتم اهديتم .
( 4 ) وفي نسخة : واختبارله . *
[221]
منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان ، أو إلى القضاة ، أيحل ذلك ؟ قال عليه السلام :
من تحاكم إليهم في حق أوباطل فانما تحاكم إلى الجبت والطاغوت المنهي عنه ، وما
حكم له به فانما يأخذ سحتا ( 1 ) وإن كان حقه ثابتا ، لانه أخذه بحكم الطاغوت
ومن أمر الله عزوجل أن يكفر به ، قال الله عزوجل : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت
وقد امرواأن يكفروا به . قلت : فكيف يصنعان وقد اختلفا ؟ قال : ينظران إلى من
كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا فليرض ( 2 ) به
حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكم ولم يقبله منه فإنما بحكم
الله استخف وعلينا رد ، والراد علينا كافر راد على الله وهو على حد من الشرك بالله . فقلت :
فإن كان كل واحد منهما اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما
فاختلفا فيما حكما فإن الحكمين اختلفا في حديثكم ؟ قال : إن الحكم ماحكم به أعدلهما
وأفقههماو أصدقهما في الحديث وأورعهما ، ولايلتفت إلى مايحكم به الاخر . قلت :
فإنهما عدلان مرضيان عرفا بذلك لايفضل أحدهما صاحبه ، قال : ينظر الآن إلى ما
كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين أصحابك فيؤخذ به من
حكمهما ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لاريب فيه ،
فإنما الامور ثلاثه : أمر بين رشده فيتبع ، وأمر بين غيبه فيجتنب ، وأمر مشكل يرد
حكمه إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلى الله عليه واله وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : حلال بين ، وحرام
بين ، وشبهات تتردد بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ، ومن أخذ بالشبهات
ارتكب المحرمات وهلك من حيث لايعلم . قلت : فإن كان الخبران عنكما مشهورين
قد رواهما الثقاة عنكم ؟ قال : ينظر ما وافق ( 3 ) حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف
العامة فيؤخذ به ، ويترك ماخالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة . قلت :
جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه ( 4 ) من الكتاب والسنة ثم وجدنا أحد
* ( هامش ص 221 ) ( 1 ) السحت : الحرام .
( 2 ) وفى نسخة : فليرضوا .
( 3 ) وفي نسخة : فيما وافق .
( 4 ) وفي نسخة : عمي عليهما معرفة حكم من كتاب وسنة ووجدا . *
[222]
الخبرين يوافق العامة والآخر يخالف بأيهما نأخذ من الخبرين ؟ قال : ينظر إلى ما هم إليه
يميلون فإن ما خالف العامة ففيه الرشاد . قلت : جعلت فداك فإن وافقهم الخبران
جميعا ؟ قال : انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم وقضاتهم فاتركوه جانبا وخذوا بغيره .
قلت : فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال : إذا كان كذلك فارجه وقف عنده حتى
تلقى إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات والله المرشد .
غو : روى محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن داود بن
الحصين ، عن عمر بن حنظلة مثله .
بيان : رواه الصدوق في الفقيه وثقة الاسلام في الكافي بسند موثق لكنه من
المشهورات وضعفه منجبر بعمل الاصحاب . قوله تعالى : يريدون أن يتحاكموا إلى
الطاغوت الطاغوت مشتق من الطغيان وهو الشيطان أو الاصنام أو كل ما عبد من دون الله
أو صد عن عبادة الله ، والمراد هنا من يحكم بالباطل ويتصدى للحكم ولا يكون أهلا له ،
سمي به لفرط طغيانه ، أو لتشبهه بالشيطان أو لان التحاكم إليه تحاكم إلى الشيطان
من حيث إنه الحامل عليه ، والآية بتأييد الخبر تدل على عدم جواز الترافع إلى حكام
الجور مطلقا . قوله عليه السلام : ممن قد روى حديثنا أي كلها بحسب الامكان ، أو القدر الوافي
منها ، أو الحديث المتعلق بتلك الواقعة ، وكذا في نظائره ، والاحوط أن لا يتصدى
لذلك إلا من تتبع ما يمكنه الوصول إليه من أخبارهم ليطلع على المعارضات ويجمع بينها
بحسب الامكان . قوله عليه السلام : فإني قد جعلته عليكم حاكما استدل به على أنه نائب
للامام في كل أمر إلا ما أخرجه الدليل ولا يخلو من إشكال ، بل الظاهر أنه رخص له في
الحكم فيما رفع إليه ، لا أنه يمكنه جبر الناس على الترافع إليه أيضا ، نعم يجب على الناس
الترافع إليه والرضا بحكمه . قوله عليه السلام : فيما حكما ظاهره أن اختلافهما بحسب اختلاف
الرواية لا الفتوى . قوله عليه السلام : أعدلهما وأفقههما في الجواب إشعار بأنه لابد من كونهما
عادلين فقيهين صادقين ورعين ، والفقه هو العلم بالاحكام الشرعية كما هو الظاهر ، وهل
يعتبر كونه أفقه في خصوص تلك الواقعة أو في مسائل المرافعة والحكم أوفي مطلق المسائل ؟
الاوسط أظهر معنى وإن كان الاخير أظهر لفظا ، والظاهر أن مناط الترجيح الفضل
[223]
في جميع تلك الخصال ، ويحتمل أن تكون كلمة " الواو " بمعنى " أو " فعلى الاول لا يظهر
الحكم فيما إذا كان الفضل في بعضها ، وعلى الثاني فيما إذا كان أحدهما فاضلا في إحديهما ،
والآخر في الاخرى ، وفي سؤال السائل إشعار بفهم المعنى الثاني . قوله عليه السلام : المجمع
عليه استدل به على حجية الاجماع ، وظاهر السياق أن المراد الاتفاق في النقل لا
الفتوى ، ويدل على أن شهرة الخبر بين الاصحاب وتكرره في الاصول من المرجحات
وعليه كان عمل قدماء الاصحاب رضوان الله عليهم . قوله عليه السلام : وشبهات تتردد بين
ذلك المراد الامور التي اشتبه الحكم فيها ، ويحتمل شموله لما كان فيه احتمال الحرمة
وإن كان حلالا بظاهر الشريعة .
قوله عليه السلام : ارتكب المحرمات أي الحرام واقعا فيكون محمولا على الاولوية
والفضل ، ويحتمل أن يكون المراد الحكم في المشتبهات ويكون الهلاك من حيث الحكم
بغير علم ويدل على رجحان الاحتياط بل وجوبه . قوله عليه السلام : قدروا هما الثقاة عنكم
استدل به على جواز العمل بالخبر الموثق وفيه نظر لانضمام قيد الشهرة ، ولعل تقريره
عليه السلام لمجموع القيدين ، على أنه يمكن أن يقال : الكافر لا يوثق بقوله شرعا لكفره ،
وإن كان عادلا بمذهبه . قوله عليه السلام : والسنة . أي السنة المتواترة . قوله عليه السلام :
فارجه بكسر الجيم والهاء من أرجيت الامر بالياء أو من أرجأت الامر بالهمزة وكلاهما
بمعنى أخرته ، فعلى الاول حذفت الياء في الامر وعلى الثاني ابدلت الهمزة ياءا ثم
حذفت الياء ، والهاء ضمير راجع إلى الاخذ بأحد الخبرين ، أو بسكون الهاء لتشبيه المنفصل
بالمتصل ، أو من أرجه الامر أي أخره عن وقته ، كما ذكره الفيروز آبادي لكنه تفرد به
ولم أجده في كلام غيره . ثم قال الطبرسي رحمه الله : جاء هذا الخبر على سبيل التقدير
لانه قل ما يتفق في الآثار أن يرد خبران مختلفان في حكم من الاحكام موافقين للكتاب و
السنة ، وذلك مثل الحكم في غسل الوجه واليدين في الوضوء لان الاخبار جاءت بغسلها
مرة مرة وبغسلها مرتين مرتين ، وظاهر القرآن لايقتضي خلاف ذلك بل يحتمل كلتا
الروايتين ، ومثل ذلك يوجد في أحكام الشرع ، وأما قوله عليه السلام للسائل : أرجه وقف عنده
حتى تلقى إمامك أمره بذلك عند تمكنه من الوصول إلى الامام ، فأما إذا كان غائبا ولا
[224]
يتمكن من الوصول إليه والاصحاب كلهم مجمعون على الخبرين ولم يكن هناك رجحان
لرواة أحدهما على رواة الآخر بالكثرة والعدالة كان الحكم بهما من باب التخيير يدل
على ما قلناه ما روي عن الحسن بن جهم عن الرضا عليه السلام أنه قال : قلت للرضا عليه السلام :
تجيئنا الاحاديث عنكم مختلفة قال : ما جاءك عنا فقسه على كتاب الله عزوجل و
أحاديثنا فإن كان يشبههما فهو منا وإن لم يشبههما فليس منا ، قلت : يجيئنا الرجلان
وكلا هما ثقة بحديثين مختلفين فلا نعلم أيهما الحق ، فقال : إذا لم تعلم فموسع عليك
بأيهما أخذت .
ومارواه الحارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا سمعت من أصحابك
الحديث وكلهم ثقة فموسع عليك حتى ترى القائم - عجل الله تعالى فرجه - فترده إليه .
وروي عن سماعة بن مهران قال سألت أبا عبدالله عليه السلام قلت : يرد علينا حديثان
واحد يأمرنا بالاخذ به والآخر ينهانا عنه ، قال : لا تعمل بواحد منهما حتى تلقى
صاحبك فتسأله ، قال : قلت : لا بد من أن نعمل بأحدهما قال : خذ بما فيه خلاف
العامة .
أمر عليه السلام بترك ما وافق العامة لانه يحتمل أن يكون قد ورد مورد التقية
وما خالفهم لا يحتمل ذلك .
وروي أيضا عنهم عليهم السلام أنهم قالوا : إذا اختلفت أحاديثنا عليكم فخذوا بما
اجتمعت عليه شيعتنا فإنه لاريب فيه .
وأمثال هذه الاخبار كثيرة لا يحتمل ذكره ههنا وما أوردناه عارض ليس هذا


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 224 سطر 19 إلى صفحه 232 سطر 18

موضعه . إلى هنا كلام الطبرسي والاخبار التي نقلها مع ما أورد بينها من كلامه .
أقول : ما ذكره في الجمع بين الخبرين من حمل الارجاء علي ما إذا تمكن
من الوصول إلى إمامه والرجوع إليه والتخيير على عدمه هو أظهر الوجوه وأوجهها ،
وجمع بينهما بعض الافاضل بحمل التخيير على ما ورد في العبادات ، وتخصيص الارجاء
بما إذا تعلق با لمعاملات والاحكام ، ويمكن الجمع بحمل الارجاء على عدم الحكم
بأحدهما بخصوصه فلا ينافي جواز العمل بأيهماشاء ، أوبحمل الارجاء على الاستحباب
[225]
والتخيير على الجواز ، أو بحمل الارجاء على ما يمكن الارجاء فيه بأن لا يكون مضطرا
إلى العمل بأحدهما ، والتخيير على ما إذا لم يكن له بد من العمل بأحدهما ، كما
يؤمي إليه خبر سماعة ، ويظهر من خبر الميثمي فيما سيأتي وجه جمع آخر بينهما ،
وسنفصل القول في ذلك في رسالة مفردة إن شاءالله تعالى .
2 - ج : عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في مناظرته مع يحيى بن أكثم - وسيجيئ بتمامه في
موضعه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع : قد كثرت علي الكذابة
وستكثر فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه
على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي
فلا تأخذوا به . الخبر .
بيان : الكذابة بكسر الكاف وتخفيف الذال مصدر كذب يكذب أي كثرت
علي كذابة الكذابين ، ويصح أيضا جعل الكذاب بمعنى المكذوب والتاء للتأنيث أي
الاحاديث المفتراة ، أوبفتح الكاف وتشديد الذال بمعنى الواحد الكثير الكذب والتاء
لزيادة المبالغة ، والمعنى : كثرت علي أكاذيب الكذابة ، أوالتاء للتأنيث والمعنى : كثرت
الجماعة الكذابة ، ولعل الاخير أظهر ، وعلى التقادير الظاهر أن الجار والمجرور
متعلق با لكذابة ، ويحتمل تعلقه بكثرت على تضمين اجتمعت ونحوه ، وهذا الخبر على
تقديري صدقه وكذبه يدل على وقوع الكذب عليه صلى الله عليه واله . ( 1 )
3 - ج : ومما أجاب به أبوالحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام في
رسالته إلى أهل الاهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال : اجتمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة
الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون ، لقول النبي صلى الله عليه واله :
لا تجتمع امتي على ضلالة ، فأخبر صلى الله عليه واله أن ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها
بعضا هو الحق ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من
إبطال حكم الكتاب واتباع حكم الاحاديث المزورة ، والروايات المزخرفة ، واتباع
* ( هامش ص 225 ) ( 1 ) أما على تقدير صدقه فواضح وأما على تقدير كذبه فنفس الخبر كذب عليه *
[226]
الاهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب ، وتحقيق الآيات الواضحات النيرات
ونحن نسأل الله أن يوفقنا للثواب ويهدينا إلى الرشاد . ثم قال عليه السلام : فإذا شهد الكتاب
بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الامة وعارضته بحديث من هذه الاحاديث
المزورة صارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضلالا ، وأصح خبر ما عرف تحقيقه
من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلى الله عليه واله حيث قال : إني مستخلف
فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهمالن تضلوا بعدي وانهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض . واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله صلى الله عليه واله : إني
تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
ما إن تمسكتم بهما لم تضلوا . ( 1 ) فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل
قوله : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة
وهم راكعون . ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لاميرالمؤمنين عليه السلام أنه تصدق بخاتمه
وهو راكع فشكرالله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، ثم وجدنا رسول الله صلى الله عليه واله قد أبانه من
أصحابه بهذه اللفظة : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
وقوله صلى الله عليه واله : علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي . وقوله صلى الله عليه واله
- حيث استخلفه على المدينة - فقال : يا رسول الله أتخلفني على النساء والصبيان ؟ ( 2 )
فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . فعلمنا
أن الكتاب شهد بتصديق هذه الاخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الامة الاقرار بها
إذا كانت هذه الاخبار وافقت القرآن ، ووافق القرآن هذه الاخبار ، فلما وجدنا ذلك
موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الاخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه
الاخبار فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد . ثم قال عليه السلام : ومرادنا وقصدنا الكلام
في الجبر والتفويض وشرحهما وبيانهما وإنما قدمنا ما قدمنا لكون اتفاق الكتاب
والخبر إذا اتفقا دليلا لما أردناه ، وقوة لما نحن مبينوه من ذلك إن شاءالله . الخبر طويل
* ( هامش ص 226 ) * ( 1 ) وفى نسخة : ما انكم ان كنتم تمسكتم وفى اخرى : أما انكم ان تمسكتم .
( 2 ) وفي نسخة : مع النساء والصبيان . *
[227]
نذكره بتمامه في باب الجبر والتفويض إن شاء الله تعالى .
4 - لى : أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه علي ، عن أبيه ، عن
النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
قال علي عليه السلام : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله
فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه .
بيان : الحقيقة مهية الشئ التي بها يتحصل ذلك الشئ ، والمراد بالحقيقة هنا
ما به يتحقق ذلك الشئ من العلة الواقعية كحكمه تعالى وأمره في الاحكام الشرعية
وكالتحقق في نفس الامر في الاحكام الخبرية ، اطلقت عليه مجازا . والنور : الدليل
والبرهان الذي به يظهر حقيقة الاشياء ، والغرض أن الله تعالى جعل لكل شئ دليلا
وبرهانا في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه واله فيجب عرض الاخبار على كتاب الله .
5 - ب : ابن ظريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر , عن أبيه عليهما السلام قال : قرأت في
كتاب لعلي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : إنه سيكذب علي كما كذب على من كان
قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب الله فهو حديثي ، وأما ما خالف كتاب الله
فليس من حديثي .
6 - كا : علي ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، والحسن بن محبوب جميعا
عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال سألته عن رجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه
في أمر كلاهما يرويه ، احدهما يأمر بأخذه ، والآخر ينهاه عنه كيف يصنع ؟ قال : يرجئه
حتى يلقى من يخبره فهو في سعة حتى يلقاه . وفي رواية اخرى : بأيهما أخذت من
باب التسليم وسعك .
7 - كا : علي ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن بعض
أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أرأيتك لو حدثتك بحديث العام ثم جئتني من قابل
فحدثتك بخلافه فبأيهما كنت تأخذ ؟ قال : كنت آخذ بالاخير ، فقال لي : رحمك الله .
8 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن مرار ، عن يونس ، عن ابن فرقد ، عن ابن
خنيس ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إذا جاء حديث عن أولكم وحديث عن آخركم
[228]
بأيهما نأخذ ؟ قال : خذوا به حتى يبلغكم عن الحي ، فإن بلغكم عن الحي فخذوا
بقوله . قال : ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : إنا والله لا ندخلكم إلا فيما يسعكم . وفي حديث
آخر : خذوا بالاحدث . 9 - كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب الخزاز
عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ما بال أقوام يروون عن فلان وفلان
عن رسول الله صلى الله عليه واله لا يتهمون بالكذب فيجيئ منكم خلافه ؟ قال : إن الحديث ينسخ
كما ينسخ القرآن .
10 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن ابن حازم ،
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك
غيري فتجيبه فيها بجواب آخر ؟ فقال : إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان . قال :
قلت : فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله صدقوا على محمد صلى الله عليه واله أم كذبوا ؟ قال : بل
صدقوا . قلت : فما بالهم اختلفوا . فقال : أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه واله
فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ، ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ ذلك الجواب
فنسخت الاحاديث بعضها بعضا .
11 - كا : علي بن محمد ، عن سهل ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : يا زياد ما تقول لو أفتينا رجلا ممن يتولانا بشئ من
التقية ؟ قال : قلت له : أنت أعلم جعلت فداك . قال : إن أخذ به فهو خيرله وأعظم أجرا
12 - وفي رواية اخرى : إن أخذ به اوجر ، وإن تركه والله أثم .
13 - ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني
وعمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : قلت لاميرالمؤمنين
عليه السلام : يا أميرالمؤمنين إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث
عن نبي الله صلى الله عليه واله غير ما في أيدي الناس ، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت
في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الاحاديث عن نبي الله صلى الله عليه واله أنتم تخالفونهم
فيها ، وتزعمون أن ذلك كله باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه واله متعمدين
[229]
ويفسرون القرآن بآرائهم ؟ قال : فأقبل علي عليه السلام علي فقال : قد سألت فافهم الجواب
إن في أيدي الناس حقا وباطلا ، وصدقاو كذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وعاما وخاصا
ومحكما ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه واله على عهده حتى
قام خطيبا فقال : أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار ، ثم كذب عليه من بعده ، إنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :
رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام لايتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول
الله صلى الله عليه واله متعمدا فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه ، ولكنهم
قالوا : هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه واله ورآه وسمع منه فأخذوا منه وهم لا يعرفون حاله
وقد أخبرالله عزوجل عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم ، فقال عزوجل : وإ ذا
رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم . ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلال و
الدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الاعمال وحملوهم على رقاب الناس وأكلو
منهم الدنيا ( 1 ) ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهذا أحد الاربعة . ورجل سمع
من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه ووهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو في يده يقول به ويعمل
به ويرويه ويقول : أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه ولو علم هو أنه وهم لرفضه . ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه واله شيئا أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أوسمعه ينهى عن شئ ثم أمر به وهولا يعلم فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ فلو
علم أنه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون أنه منسوخ لرفضوه ، وآخر رابع لم يكذب
على رسول الله صلى الله عليه واله ، مبغض للكذب خوفا من الله عزوجل ، وتعظيما لرسول الله لم يسه ( 2 )
بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وعلم الناسخ من
المنسوخ فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ . وإن أمر النبي صلى الله عليه واله مثل القرآن ناسخ و
منسوخ وخاص وعام ومحكم ومتشابه ، وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه واله الكلام له
وجهان ، وكلام عام وكلام خاص مثل القرآن ، وقال الله عزوجل في كتابه : ماآتاكم
الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا . فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به و
* ( هامش ص 229 ) ( 1 ) وفى نسخة : واكلوا بهم الدنيا . ( 2 ) في الخصال : لم ينسه . *
[230]
رسوله ، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله يسأله عن الشئ فيفهم ، كان منهم من يسأله
ولايستفهمه ، حتى أن كانوا ليحبون أن يجيئ الاعرابي والطاري فيسأل رسول الله صلى الله عليه واله
حتى يسمعوا ، وكنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه واله كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني
فيها ، أدور معه حيثما دار ، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله أنه لم يصنع ذلك بأحد
من الناس غيري ، وربما كان ذلك في بيتي ( 1 ) يأتيني رسول الله صلى الله عليه واله أكثر ذلك في بيتي ،
وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه فلا يبقى عنده غيري ، و
إذا أتاني للخلوة معي في بيتي لم تقم عنه فاطمة ولاأحد من بني ، وكنت إذا سألته أجابني
وإذا سكت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله آية من القرآن
إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ،
ومحكمها ومتشابهها ، وخاصها وعامها ، ودعا الله لي أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما
نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه علي ، وكتبته منذ دعاالله لي بما دعاه ، وما ترك
شيئا علمه الله من حلال ولاحرام ، أمر ولانهي ، كان أو يكون ، ولا كتاب منزل على أحد
قبله في أمر بطاعة أو نهي عن معصية إلا علمنيه وحفظنيه فلم أنس حرفا واحدا ، ثم
وضع صلى الله عليه واله يده على صدري ودعا الله لي أن يملا قلبي علما وفهما وحكما ونورا ،
فقلت : يا نبي الله بأبي أنت وامي إني منذ دعوت الله عزوجل لي بما دعوت لم أنس شيئا
ولم يفتني شئ لم أكتبه أفتتخوف علي النسيان فيما بعد ؟ فقال : لا لست أخاف عليك
النسيان ولاالجهل .
نهج ، ف : مرسلا مثله .
نى : ابن عقدة ومحمد بن همام ، وعبدالعزيز وعبدالواحد ابنا عبدالله بن يونس ،
عن رجالهم ، عن عبدالرزاق ، وهمام ، عن معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم مثله .
ج : عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : خطب أميرالمؤمنين عليه السلام
وساق الحديث - إلى أن قال - : فقال له رجل : إني سمعت من سلمان وأبي ذر الغفاري
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : في شئ . ( * )
[231]
والمقداد أشياء من تفسير القرآن والاحاديث عن النبي صلى الله عليه واله - ثم ذكر نحوا مما مر إلى
قوله - : حتى أن كانوا ليحبون أن يجيئ الاعرابي أو الطاري فيسأله صلى الله عليه واله حتى يسمعوا
وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألت عنه وحفظته . فهذه وجوه ما عليه الناس في
اختلافهم وعللهم في رواياتهم .
ايضاح : سيأتى الخبر بتمامه في باب العلة التي من أجلها لم يغير أميرالمؤمنين
عليه السلام بعض البدع . قوله عليه السلام : حقا وباطلا وصدقا وكذبا ذكر الصدق والكذب
بعد الحق والباطل من قبيل ذكر الخاص بعد العام ، لان الصدق والكذب من خواص
الخبر ، والحق والباطل يصدقان على الافعال أيضا ، وقيل : الحق والباطل هنا من
خواص الرأي والاعتقاد ، والصدق والكذب من خواص النقل والرواية قوله عليه السلام :
محكما ومتشابها المحكم في اللغة هو المضبوط المتقن ويطلق في الاصطلاح على ما اتضح
معناه وعلى ما كان محفوظا من النسخ أو التخصيص أو منهما معا ، وعلى ما كان نظمه
مستقيما خاليا عن الخلل ، وما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا ، ويقابله بكل من
هذه المعاني المتشابه . قوله عليه السلام : ووهما - بفتح الهاء - مصدر قولك : وهمت - بالكسر -
أي غلطت وسهوت ، وقد روي وهما - بالتسكين - مصدر وهمت - بالفتح - إذا ذهب وهمك
إلى شئ وأنت تريد غيره ، والمعنى متقارب . قوله عليه السلام : فليتبوأ صيغة الامر ومعناه
الخبر كقوله تعالى : قل من كان في الضلالة فليمددله الرحمن مدا . قوله عليه السلام : متصنع
بالاسلام أي متكلف له ومتدلس به غير متصف به في نفس الامر . قوله عليه السلام : لا
يتأثم أي لا يكف نفسه عن موجب الاثم ، أو لا يعد نفسه آثما بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه واله ، وكذا قوله : لا يتحرج من الحرج بمعنى الضيق . قوله عليه السلام : وقد أخبر الله
عزوجل عن المنافقين أي كان ظاهر هم ظاهرا حسنا ، وكلامهم كلاما مزيفا مدلسا
يوجب اغترار الناس بهم وتصديقهم فيما ينقلونه عن النبي صلى الله عليه واله ، ويرشد إلى ذلك أنه
سبحانه خاطب نبيه صلى الله عليه واله بقوله : وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم . أي لصباحتهم وحسن
منظرهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم أي تصغي إليه لذلاقة ألسنتهم . قوله عليه السلام : فولوهم
الاعمال أي أئمة الضلال بسبب وضع الاخبار أعطوا هؤلاء المنافقين الولايات وسلطوهم على
[232]
الناس ، ويحتمل العكس أيضا ، أي بسبب مفتريات هؤلاء المنافقين صاروا والين على
الناس وصنعوا ما شاؤوا وابتدعوا ما أرادوا ولكنه بعيد . قوله عليه السلام : ناسخ ومنسوخ
قال الشيخ البهائي رحمه الله : خبرثان لان ، أو خبر مبتدء محذوف أي بعضه ناسخ وبعضه
منسوخ ، أو بدل من " مثل " وجره على البدلية من القرآن ممكن ، فإن قيام البدل مقام المبدل
منه غير لازم عند كثير من المحققين . قوله عليه السلام : وقد كان يكون إسم كان ضمير الشأن و
يكون تامة وهي مع اسمها الخبر ، وله وجهان : نعت للكلام لانه في حكم النكرة ،
أوحال منه ، وإن جعلت " يكون " ناقصة فهو خبرها . قوله عليه السلام : وقال الله لعل المراد
أنهم لما سمعوا هذه الآية علموا وجوب اتباعه صلى الله عليه واله ، ولما اشتبه عليهم مراده عملوا
بما فهموا منه وأخطأوا فيه ، فهذا بيان لسبب خطاء الطائفة الثانية والثالثة ويحتمل
أن يكون ذكرالاية لبيان أن هذه الفرقة الرابعه المحقة إنما تتبعوا جميع ما صدر عنه
صلى الله عليه واله من الناسح والمنسوخ والعام والخاص ، لان الله تعالى أمر هم باتباعه في كل ما
يصدر عنه . قوله عليه السلام : فيشتبه متفرع على ما قبل الآية أي كان يشتبه كلام الرسول
صلى الله عليه واله على من لا يعرف ، ويحتمل أن يكون المراد أن الله تعالى إنما أمر هم بمتابعة
الرسول صلى الله عليه واله فيما يأمرهم به من اتباع أهل بيته والرجوع إليهم فإنهم كانوا يعرفون
كلامه ويعلمون مرامه فاشتبه ذلك على من لم يعرف مراد الله تعالى وظنوا أنه يجوز
لهم العمل بما سمعوا منه بعده صلى الله عليه واله من غير رجوع إلى أهل بيته . قوله عليه السلام : ما عنى
الله به الموصول مفعول " لم يدر " ويحتمل أن يكون فاعل " يشتبه " . قوله عليه السلام : ولا
يستفهمه أي إعظاما له . قوله عليه السلام : والطاري أي الغريب الذي أتاه عن قريب من


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 232 سطر 19 إلى صفحه 240 سطر 18

غير انس به وبكلامه ، وإنما كانوا يحبون قدومهما إما لا ستفهامهم وعدم استعظامهم
إياه أو لانه صلى الله عليه واله كان يتكلم على وفق عقولهم فيوضحه حتى يفهم غير هم . قوله عليه السلام :
فيخليني فيها من الخلوة ، يقال : استخلى الملك فأخلاه أي سأله أن يجتمع به في خلوة
ففعل ، أو من التخلية أي يتركني أدور معه . قوله عليه السلام : أدور معه حيثما دار أي لا امنع
عن شئ من خلواته ، أدخل معه أي مدخل يدخل فيه ، وأسير معه أينما سار ، أوالمراد
أني كنت محرما لجميع أسراره قابلا لعلومه ، أخوض معه في كل ما يخوض فيه من
[233]
المعارف ، وكنت اوافقه في كل ما يتكلم فيه ، وأفهم مراده . قوله عليه السلام : تأويلها وتفسيرها
أي بطنها وظهرها .
14 - ع ، ن : حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، ومحمد
ابن موسى البرقي ، ومحمد بن علي ما جيلويه ، ومحمد بن علي بن هشام ، وعلي بن عيسى
المجاور رضي الله عنهم قالوا : حدثنا علي بن محمد ما جيلويه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن
أحمد بن محمد السياري ، قال : حدثنا علي بن أسباط ، قال : قلت للرضا عليه السلام : يحدث الامر
لا أجد بدا من معرفته ، وليس في البلد الذ ي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك ، قال : فقال
عليه السلام : إيت فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشئ فخذ بخلافه فإن الحق فيه .
بيان : لعله محمول على ما إذا كان عنده خبران لا يدري بأيهما يأخذ ، وإن كان
بعيدا .
15 - ن : أبي ، وابن الوليد ، عن سعد ، عن المسمعي ، عن الميثمي أنه سأل الرضا
عليه السلام يوما - وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه وقد كانوا تنازعوا في الحديثين المختلفين
عن رسول الله صلى الله عليه واله في الشئ الواحد - فقال عليه السلام : إن الله عزوجل حرم حراما ، و
أحل حلالا ، وفرض فرائض ، فما جاء في تحليل ما حرم الله ، أوتحريم ما أحل الله ، أو دفع
فريضة في كتاب الله رسمها بين قائم بلا ناسخ نسخ ذلك فذلك مالا يسمع الاخذ به لان
رسول الله صلى الله عليه واله لم يكن ليحرم ما أحل الله ، ولا ليحلل ما حرم الله عزوجل ، ولا ليغير
فرائض الله وأحكامه كان في ذلك كله متبعا مسلما مؤديا عن الله عزوجل ، وذلك قول
الله عزوجل : إن أتبع إلا ما يوحى إلي . فكان صلى الله عليه واله متبعا لله مؤديا عن الله ما أمره به
من تبليغ الرسالة . قلت : فإنه يرد عنكم الحديث في الشئ عن رسول الله صلى الله عليه واله مما
ليس في الكتاب وهو في السنة ثم يرد خلافه ، فقال : وكذلك قد نهى رسول الله صلى الله عليه واله
عن أشياء نهي حرام فوافق في ذلك نهيه نهي الله تعالى ، وأمر بأشياء فصار ذلك الامر
واجبا لازما كعدل فرائض الله تعالى ، ووافق في ذلك أمره أمرالله عزوجل ، فما جاء في
النهي عن رسول الله صلى الله عليه واله نهي حرام ثم جاء خلافه لم يسع استعمال ذلك ، وكذلك فيما
أمر به ، لانا لا نرخص فيما لم يرخص فيه رسول الله صلى الله عليه واله ، ولا نأمر بخلاف ما أمر
[234]
رسول الله صلى الله عليه واله إلا لعلة خوف ضرورة ، فأما أن نستحل ما حرم رسول الله صلى الله عليه واله أو
نحرم ما استحله رسول الله صلى الله عليه واله فلا يكون ذلك أبدا لانا تابعون لرسول الله صلى الله عليه واله
مسلمون له ، كما كان رسول الله صلى الله عليه واله تابعا لامر ربه عزوجل مسلما له ، وقال الله عز
وجل : ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا . وأن رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن
أشياء ليس نهي حرام بل إعافة وكراهة ، وأمر بأشياء ليس بأمر فرض ولا واجب ، بل
أمر فضل ورجحان في الدين ، ثم رخص في ذلك للمعلول وغير المعلول ، فما كان عن
رسول الله صلى الله عليه واله نهي إعافة أو أمر فضل فذلك الذي يسع استعمال الرخص فيه إذا ورد
عليكم عنا فيه الخبر باتفاق يرويه من يرويه في النهي ولا ينكره ، وكان الخبران
صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما يجب الاخذ بأحدهما ، أو بهما جميعا ، أوبأيهما
شئت وأحببت موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول الله صلى الله عليه واله ، والرد إليه وإلينا ،
وكان تارك ذلك من باب العناد والانكار وترك التسليم لرسول الله صلى الله عليه واله مشركا بالله
العظيم ، فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله فما كان في كتاب
الله موجودا حلالا أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب ، وما لم يكن في الكتاب فاعرضوه
على سنن رسول الله صلى الله عليه واله ، فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهي حرام ، أو مأمورا
به عن رسول الله صلى الله عليه واله أمر إلزام فاتبعوا مما وافق نهي رسول الله صلى الله عليه واله وأمره ، وما كان
في السنة نهي إعافة أو كراهة ثم كان الخبر الآخر خلافه فذلك رخصة فيما عافه رسول
الله صلى الله عليه واله وكرهه ولم يحرمه ، فذلك الذي يسع الاخذ بهما جميعا ، أو بأيهما شئت
وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع والرد إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، وما لم تجدوه
في شئ من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك ، ولا تقولوا فيه بآرائكم ،
وعليكم با لكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من
عندنا .
قال الصدوق رحمه الله : كان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه
سيئ الرأي في محمد بن عبدالله المسمعي راوي هذا الحديث ، وإنما أخرجت هذا الخبر
في هذا الكتاب لانه كان في كتاب الرحمة وقد قرأته عليه فلم ينكره ورواه لي .
[235]
16 - يب : بسنده الصحيح عن علي بن مهزيار ، قال : قرأت في كتاب لعبدالله بن
محمد إلى أبي الحسن عليه السلام : اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبدالله عليه السلام في ركعتي
الفجر في السفر ، فروى بعضهم : أن صلهما ما في المحمل ، وروى بعضهم : لا تصلهما إلا على
الارض ، فأعلمني كيف تصنع أنت لاقتدي به في ذلك ؟ فوقع عليه السلام : موسع عليك بأية
عملت .
17 - أقول : روى الشيخ قطب الدين الراوندي في رسالة الفقهاء على ما نقل عنه
بعض الثقاة بإسناده عن الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن
رجل ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن الحسن بن السري ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :
إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم .
18 - وعنه بإسناده عن الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن
البرقي ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم قال : قلت للعبد الصالح عليه السلام : هل يسعنا
فيما يرد علينا منكم إلا التسليم لكم ؟ فقال عليه السلام : لا والله لا يسعكم إلا التسليم لنا .
قلت : فيروى عن أبي عبدالله عليه السلام شئ ويروى عنه خلافه فبأيهما نأخذ ؟ قال : خذ بما
خالف القوم ، وما وافق القوم فاجتنبه .
19 - وبهذا الاسناد عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالله قال : قلت للرضا
عليه السلام : كيف نصنع بالخبرين المختلفين ؟ فقال : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فانظروا
ما يخالف منهما العامة فخذوه ، وانظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه .
20 - وبإسناده عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن
أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا ورد عليكم حديثان
مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فذروه ،
فإن لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه
وما خالف أخبارهم فخذوه .
عد : اعتقادنا في الحديث المفسر أنه يحكم على المجمل كما قال الصادق عليه السلام .
21 - ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن اليقطيني
[236]
عن يونس ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام
ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فود عناه وقلنا له : اوصنا يا ابن رسول الله ، فقال : ليعن
قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ،
واكتموا أسررنا ، ولا تحملوا الناس على أعناقنا ، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فإن
وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردوه ، وإن اشتبه الامر
عليكم فقفوا عنده ، وردوه إلينا حتي نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، فإذا كنتم كما
أوصينا كم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا - عجل الله تعالى فرجه -
كان شهيدا ، ومن أدرك قائمنا - عجل الله فرجه - فقتل معه كان له أجر شهيدين ، ومن
قتل بين يديه عدوا لنا كان له عشرين شهيدا .
22 - ع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن الوليد والسندي ، عن أبان بن عثمان ، عن
محمد بن بشير وحريز ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : إ نه ليس شئ أشد علي من
اختلاف أصحابنا ، قال : ذلك من قبلي .
بيان : أي بما أخبرتهم به من جهة التقية وأمرتهم به للمصلحة .
23 - ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن الخزاز
عمن حدثه ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : اختلاف أصحابي لكم رحمة ، وقال : إذا كان ذلك جمعتكم على أمر واحد . وسئل عن اختلاف أصحابنا فقال عليه السلام : أنا فعلت ذلك بكم
لواجتمعتم على أمرواحد لاخذ برقابكم .
بيان : إذا كان ذلك أي ظهور الحق وقيام القائم عجل الله فرجه .
24 - ع : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن فضال ، عن
ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن مسألة فأجابني ، قال : ثم جاء
رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني
وأجاب صاحبي ، فلما خرج الرجلان قلت : يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق
من شيعتك قدما يسألان فأجبت كل واحد مهنما بغير ما أجبت به الآخر ، قال : فقال :
يازرارة إن هذا خير لنا ولكم ، ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم الناس ولكان
[237]
أقل لبقائنا وبقائكم . قال : فقلت لابي عبدالله عليه السلام : شيعتكم لو حملتموهم على الاسنة
أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين ، قال : فسكت فأعدت عليه ثلاث
مرات فأجابني بمثل جواب أبيه .
25 - ع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن أبي إسحاق الارجائي رفعه قال : قال لي
أبوعبدالله عليه السلام : أتدري لم امرتم بالاخذ بخلاف ما تقول العامة ؟ فقلت : لاندري . فقال :
إن عليا عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الامة إلى غيره إرادة لابطال
أمره وكانوا يسألون أميرالمؤمنين عليه السلام عن الشئ لايعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا
من عندهم ليلبسوا على الناس .
26 - ع : جعفر بن علي ، عن علي بن عبدالله ، عن معاذ ( 1 ) قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : إني أجلس في المجلس فيأتيني الرجل فإذا عرفت أنه يخالفكم أخبرته بقول
غيركم ، وإن كان ممن يقول بقولكم اخبره بقولكم ، فإن كان ممن لا أدري أخبرته
بقولكم وقول غيركم فيختار لنفسه ، قال : رحمك الله هكذا فاصنع .
27 - ع : أبي ، عن سعد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن علي بن الحسين ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : إذا كنتم في أئمة الجور فامضوا في أحكامهم ولا تشهروا أنفسكم
فتقتلوا ، وإن تعاملتم بأحكامهم كان خيرا لكم .
28 - ير : ابن يزيد ، عن الوشاء ، عن محمدبن حمران ، عن زرارة قال : قال
أبوجعفر عليه السلام : حدث عن بني إسرائيل يا زرارة ولا حرج ، فقلت جعلت فداك : في حديث
الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم ، قال : فأي شئ هو يازرارة ؟ قال : فاختلس من قلبي
فمكثت ساعة لا أذكر ما اريد قال : لعلك تريد التقية . قلت : نعم ، قال : صدق بها
فإنها حق . ( 2 )
29 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ،
* ( هامش ص 237 ) ( 1 ) هو معاذ بن مسلم النحوى وقد تقدم حديثه هذا في آخر باب النهى عن القول بغير علم عن
رجال الكشى .
( 2 ) قد تقدم في باب آداب الرواية سؤال عبدالاعلى بن اعين أبا عبدالله عليه السلام عن صحة هذا
الخبر وجوابه عليه السلام عن صحته ومعناه فليراجع . *
[238]
قال ، قال أبوعبدالله عليه السلام : إن القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به و
نعمل به وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله في كتابه فأما الذين
في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاالله
والراسخون في العلم . ( 1 )
30 - كتاب مثنى بن الوليد ، عن منصور بن حازم قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام
عن مسألة فقلت : أسألك عنها ثم يسألك غيري فتجيبه بغير الجواب الذي أجبتني به ،
فقال : إن الرجل يسألني عن المسألة يزيد فيها الحرف فاعطيه على قدر مازاد ، وينقص
الحرف فاعطيه على قدر ما ينقص .
31 - ف : كان لابي يوسف ( 2 ) كلام مع موسى بن جعفر عليهما السلام في مجلس الرشيد فقال
الرشيد - بعد كلام طويل - لموسى بن جعفر عليهما السلام : بحق آبائك لما اختصرت كلمات جامعة
لما تجاريناه ، فقال : نعم وأتى بدواة وقرطاس فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم جميع امور
الاديان أربعة : أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الامة على الضرورة التي يضطرون
إليها الاخبار المجمع عليها ، وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل
حادثة ، وأمر يحتمل الشك والانكار فسبيله استنصاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب
الله مجمع على تأويلها ، وسنة مجمع عليها لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله
ولايسع خاصة الامة وعامتها الشك فيه والانكار له ، وهذان الامران من أمر التوحيد
فمادونه ، وأرش الخدش فما فوقه ، فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين ، فما ثبت
لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عليك صوابه نفيته ، فمن أورد واحدة من هذه
* ( هامش ص 238 ) ( 1 ) أقول : لاشك أن الائمة صلوات الله عليهم عالمون بمتشابهات القرآن ووجوه تأويلها ،
وعاملون بمقتضاها فالكلام جرى مجرى التعليم لجابر .
( 2 ) هو يعقوب بن ابراهيم بن حبيب أحد علماء العامة وقاضى القضاة في زمان الرشيد ، عنونه ابن
خلكان في وفيات الاعيان ، والخطيب في تاريخ بغداد ، واليافعى في تاريخه ، وبالغوا في مدحه ، جالس
محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ثم جالس أباحنيفة واستفاد منهما ، وكان الغالب عليه مذهب أبى
حنيفة وخائفه في مواضع كثيرة ولم يكن في أصحاب أبي حنيفة مثله وكان تتولى القضاء من قبل الرشيد
والرشيد يكرمه ويجله ولد سنة 113 ومات 182 وقيل 192 . *
[239]
الثلاث فهي الحجة البالغة التي بينها الله في قوله لنبيه : قل فلله الحجة البالغة فلو
شاء لهديكم أجمعين . يبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله ، كما يعلمه العالم بعلمه
لان الله عدل لا يجور ، يحتج على خلقه بما يعلمون ، يدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى
ما يجهلون وينكرون . فأجازه الرشيد ورده . والخبر طويل .
توضيح : قسم عليه السلام امور الاديان إلى أربعة أقسام ترجع إلى أمرين : أحدهما
مالا يكون فيه اختلاف بين جميع الامة من ضروريات الدين التي لا يحتاج في العلم بها إلى
نظر واستدلال . وقوله عليه السلام : على الضرورة إما صلة للاجماع أي على الامر الضروري ،
أو تعليل له أي إنما أجمعوا للضرورة التي اضطروا إليها . وقوله : الاخبار بدل من الضرورة
ولا يبعد أن يكون في الاصل " للاخبار " وهي أي الاخبار المجمع عليها كذلك غاية جميع
الاستدلالات التي تنتهي إليها وتعرض عليها كل شبهة وتستنبط منها كل حادثة .
وثانيهما ما لا يكون من ضروريات الدين فيحتاج في إثباته إلى نظر واستدلال ومثله
يحتمل الشك والانكار فسبيل مثل هذا الامر استنصاح أهل هذا الامر من العالمين به لمنتحليه
أى لمن أذعن به من غير علم وبصيرة ، والاستنصاح لعله مبالغة من النصح أي يلزمهم أن يبينوا لهم بالبرهان على سبيل النصح والارشاد ، ويحتمل أن يكون في الاصل " الاستيضاح "
أي طلب الوضوح لهم .
ثم قسم عليه السلام ذلك الامر باعتبار ما يستنبط منه إلى ثلاثة أقسام ، فتصير بانضمام
الاول أربعة : الاول : ما يستنبط بحجة من كتاب الله لكن إذا كانت بحيث أجمعت
الامة على معناها ولم يختلفوا في مدلولها لا من المتشابهات التى تحتمل وجوها واختلفت
الامة في مفادها . والثاني : السنة المتواترة التي أجمعت الامة على نقلها أو على معناها .
والثالث : قياس عقلي برهاني تعرف العقول عدله أي حقيته ولايسع لاحد إنكاره لاالقياس
الفقهي الذي لا ترتضيه العقول السليمة ، وهذا إنما يجري في اصول الدين لا في
الشرائع والاحكام التي لا تعلم إلابنص الشارع ، ولذا قال عليه السلام : وهذان الامران أي
بالقسمة الاولية يكون من جميع الامور الدينية اصولها وفروعها من أمر التوحيد الذي
هو أعلى المسائل الاصولية إلى أرش الخدش الذي هو أدنى الاحكام الفرعية ، والغرض
[240]
أن هذا التقسيم يتعلق بمجموع امور الدين ولا يختص بنوع منها .
قوله عليه السلام : فمن أورد واحدة من هذه الثلاث أي الثلاث الداخلة في القسم الاخير
وإنما خصها لان القسم الاول لايكون مورد المخاصمة والاحتجاج ، وفسر عليه السلام
الحجة البالغة بما يبلغ كل أحد ويتم الاحتجاج بها على جميع الخلق . قوله : فأجازه
الرشيد أي أعطاه الجائزة .
هذا ما خطر بالبال وقرر على الاستعجال في حل هذا الخبر المشتمل على إغلاق
وإجمال والله أعلم بحقيقة الحال .
ووجدت هذا الخبر بعد ذلك في كتاب الاختصاص وهو أوضح مما سبق فأوردته ،
رواه عن ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن إسماعيل العلوي
عن محمد بن الزبرقان الدامغاني ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : قال لي الرشيد : أحببت
أن تكتب لي كلاما موجزا له اصول وفروع يفهم تفسيره ويكون ذلك سماعك من
أبي عبدالله عليه السلام ، فكتبت : بسم الله الرحمن الرحيم امور الاديان أمران : أمر لا إختلاف فيه
وهو إجماع الامة على الضرورة التي يضطرون إليها ، والاخبار المجتمع عليها المعروض
عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة ، وأمر يحتمل الشك والانكار وسبيل استيضاح
أهله الحجة عليه فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي
صلى الله عليه واله لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة
ردها ووجب عليه قبولها والاقرار والديانة بها ومالم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب
مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى الله عليه واله لا اختلاف فيها ، أوقياس تعرف العقول عدله


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 240 سطر 19 إلى صفحه 248 سطر 18

وسع خاص الامة وعامها الشك فيه والانكار له كذلك هذان الامران من أمر التوحيد
فما دونه إلى أرش الخدش فما دونه ، فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين ، فما
ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عنك ضوؤه نفيته . ولاقوة إلا بالله ، وحسبنا الله
ونعم الوكيل .
أقول : تمامه في أبواب تاريخه عليه السلام .
32 - ير : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن عبدالله بن سنان ، عن موسى
[241]
ابن أشيم ( 1 ) قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن مسألة فأجابني ، فبينا أنا جالس
إذ جاءه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاءه رجل آخر فسأله عنها
بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ، ففزعت من ذلك وعظم علي ، فلما خرج
القوم نظر إلي فقال : يا ابن أشيم كأنك جزعت ؟ قلت : جعلني الله فداك إنما جزعت من
ثلاث أقاويل في مسألة واحدة ، فقال : ياابن أشيم إن الله فوض إلى سليمان بن داود
أمر ملكه فقال : هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب . وفوض إلى محمد أمر دينه فقال :
ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا . فإن الله تبارك وتعالى فوض أمره إلى
الائمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد صلى الله عليه وآله فلا تجزع .
بيان : هذا أحد معاني التفويض ، وهو أنه فوض الله إليهم بيان الحكم الواقعي
في موضعه ، وبيان حكم التقية في محله ، والسكوت فيما لم يروا المصلحة في بيان شئ
وسيأتي تفصيله في كتاب الامامة .
33 - ير : محمد بن عيسى قال : أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام وجوابه بخطه ، فقال : نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك
قداختلفوا علينا فيه كيف العمل به على اختلافه ؟ إذا نرد إليك ( 2 ) فقد اختلف فيه . فكتب
- وقرأته - : ما علمتم أنه قولنا فالزموه ومالم تعلموا فردوه إلينا .
34 - ير : محمد بن عبدالجبار ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن الفضيل ، عن عمربن
يزيد ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يختلف أصحابنا فأقول : قولي هذا قول جعفر بن محمد .
قال : بهذا نزل جبرئيل .
بيان : بهذا أي بما أقول لك أو بالتسليم الذي صدر منك .
* ( هامش ص 241 ) ( 1 ) هو من أصحاب محمد بن مقلاص ، روى الكشى في رجاله ص 221 ما يدل على ذمه وعلى
كونه خطابيا قتل مع أبى الخطاب . قال : حمدويه بن نصير قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن حنان بن سدير
عن أبى عبدالله عليه السلام قال : إنى لانفس على اجساد اصيبت معه - يعنى أبا الخطاب - النار ،
ثم ذكر ابن الاشيم فقال : كان ياتينى فيدخل على هو وصاحبه وحفص بن ميمون ويسألونى فاخبرهم بالحق
ثم يخرجون من عندى إلى أبى الخطاب فيخبرهم بخلاف قولى فيأخذون بقوله ويذرون قولى .
( 2 ) وفي نسخة : إذا أفرد اليك . *
[242]
35 - سن : أبي ، عن سليمان الجعفري رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله إنا معاشر
الانبياء نكلم الناس على قدر عقولهم .
36 - سن : أبوإسحاق ، عن داود ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من لم يعرف الحق
من القرآن لم يتنكب الفتن . ( 1 )
37 - سن : أبي ، عن علي بن النعمان ، عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبدالله
عليه السلام يقول : كل شئ مردود إلى كتاب الله والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو
زخرف .
شى : عن أيوب مثله .
38 - سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن كليب بن معاوية ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
ما أتاكم عنا من حديث لايصدقه كتاب الله فهو باطل .
شى : عن كليب مثله .
39 - سن : أبوأيوب ، عن ابن أبي عمير ، عن الهشامين جميعا وغيرهما قال : خطب
النبي صلى الله عليه واله بمنى فقال : أيها الناس ماجاءكم عني فوافق كتاب الله فأنا قلته ، وماجاءكم
يخالف القرآن فلم أقله .
40 - سن : ابن فضال ، عن علي بن أيوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول
الله صلى الله عليه واله : إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده ، فإن وافق كتاب
الله فأنا قلته ، وإن لم يوافق كتاب الله فلم أقله .
بيان : النحلة : العطية ، ولعل المراد : إذا ورد عليكم أخبار مختلفة فخذوا بما هو
أهنأ وأسهل وأقرب إلى الرشد والصواب مما علمتم منا ، فالنحلة كناية عن قبول قوله
صلى الله عليه واله والاخذ به . ويحتمل أن تكون تلك الصفات قائمة مقام المصدر أي أنحلوني أهنأ
نحل وأسهله وأرشده ، والحاصل أن كل مايرد مني عليكم فاقبلوه أحسن القبول ،
فيكون ما ذكره بعده في قوة الاستثناء منه
41 - سن : الواسطي ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام - في
* ( هامش ص 242 ) ( 1 ) أى لم يجتنب ولم يعدل عنه . *
[243]
حديث له - قال : كل من تعدى السنة رد إلى السنة .
42 - وفي حديث آخر قال أبوجعفر عليه السلام : من جهل السنة رد إلى السنة .
43 - سن : علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور ، قال علي :
وحدثني الحسين بن أبي العلاء أنه حضرابن أبي يعفور في هذا المجلس قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلام عن اختلاف يرويه من يثق به ( 1 ) ، فقال : إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له
شاهد من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه واله ، وإلا فالذي جاءكم به أولى .
44 - سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام
قال : إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف
كتاب الله فدعوه .
شى ، عن السكوني مثله .
45 - سن : أبي ، عن خلف بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : قلت
لابي جعفر عليه السلام : كيف اختلف أصحاب النبي صلى الله عليه واله في المسح على الخفين ؟ فقال :
كان الرجل منهم يسمع من النبي صلى الله عليه واله الحديث فيغيب عن الناسخ ولا يعرفه فإذا أنكر
ما خالف ما في يديه كبر عليه تركه ، وقد كان الشئ ينزل على رسول الله صلى الله عليه واله فعمل به زمانا
ثم يؤمر بغيره فيأمر به أصحابه وامته حتى قال اناس : يا رسول الله إنك تأمرنا بالشئ حتى
إذا اعتدناه وجرينا عليه أمرتنا بغيره ، فسكت النبي صلى الله عليه واله عنهم فأنزل عليه : قل ماكنت
بدعا من الرسل إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين .
46 - سن : علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالاعلى قال : سأل علي بن
حنظلة أبا عبدالله عليه السلام عن مسألة وأنا حاضر فأجابه فيها ، فقال له علي : فإن كان كذا و
كذا ؟ فأجابه بوجه آخر حتى أجابه بأربعة أوجه ، فقال علي بن حنظلة : يا أبا محمد هذا باب
قد أحكمناه ، فسمعه أبوعبدالله عليه السلام فقال له : لا تقل هكذا يا أباالحسن ، فإنك رجل
ورع إن منم الاشياء أشياء مضيقة ليس تجري إلا على وجه واحد ، منها : وقت الجمعة ليس
لوقتها إلا حد واحد حين تزول الشمس ، ومن الاشياء موسعة تجري علي وجوه كثيرة ،
وهذا منها ، والله إن له عندي لسبعين وجها . ( 2 )
( هامش ص 243 ) ( 1 ) وزاد في المحاسن : وفيهم من لا يثق به .
( 2 ) تقدم الحديث عن ختص وير تحت الرقم 50 من باب أن حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب . *
[244]
47 - سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن بعض أصحابه ( 1 ) ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من علم أنا لا نقول إلا حقا فليكتف منا بما نقول
فإن سمع منا خلاف ما يعلم فليعلم أن ذلك دفاع منا عنه .
كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن سنان ( 2 ) ، عن نصر الخثعمي ، عنه
عليه السلام مثله .
48 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام في عهده إلى الاشتر : واردد إلى الله ورسوله
ما يضلعك من الخطوب ويشتبه عليك من الامور ، فقد قال الله سبحانه لقوم أحب إرشادهم :
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فإن تنازعتم في
شئ فردوه إلى الله والرسول . فالرد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول
الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة .
بيان : ما يضلعك أي يثقلك ، وفي النسخ بالظاء أي يميلك ويعجزك ، وظلعوا
أي تأخروا وانقطعوا ، ولعل المراد بالجامعة غير المفرقة المتواترة ، وقيل أي يصير نياتهم
بالاخذ بالسنة واحدة .
49 - شى ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله
- في خطبة بمنى أو مكة - : يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته ، وما
جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله .
50 - شى : عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه السلام يا محمد ما جاءك في رواية
من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن
فلا تأخذ به .
51 - شى : عن سدير قال : قال أبوجعفر وأبوعبدالله عليهما السلام : لا تصدق علينا إلا
بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله .
52 - شى : عن الحسن بن الجهم ، عن العبد الصالح عليه السلام قال : إذا كان جاءك
* ( هامش ص 244 ) ( 1 ) لعله نصر الخثعمى في الخبر الاتى بعد ذلك .
( 2 ) هو محمد بن سنان . *
[245]
الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن
لم يشبههما فهو باطل .
53 - سر : من جامع البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : علينا إلقاء الاصول إليكم
وعليكم التفرع .
54 - سر : من جامع البزنطي ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال
إنما علينا أن نلقي إليكم الاصول وعليكم أن تفرعوا .
غو : روى زرارة وأبوبصير ، عن الباقر والصادق عليهما السلام مثله .
بيان : يدل على جواز استنباط الاحكام من العمومات .
55 - سر : من كتاب المسائل ، من مسائل محمد بن علي بن عيسى ، حدثنا محمد بن
أحمد بن محمد بن زياد ، وموسى بن محمد بن علي بن موسى قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام
أسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك صلوات الله عليهم قد اختلف علينا فيه
فكيف العمل به على اختلافه والرد إليك فيما اختلف فيه ؟ فكتب عليه السلام : ما علمتم أنه
قولنا فالزموه ومالم تعلموه فردوه إلينا .
بيان : ظاهره عدم جواز العمل بالاخبار التي هي مظنونة الصدور عن المعصوم
لكنه بظاهره مختص بالاخبار المختلفة ، فيجمع بينه وبين خبر التخيير بمامر ، على أن
إطلاق العلم على ما يعم الظن شايع وعمل أصحاب الائمة عليهم السلام على أخبار الآحاد التي
لا تفيد العلم في أعصارهم متواتر بالمعنى لايمكن إنكاره . ( 1 )
56 - نهج : من وصيته عليه السلام لابن عباس - لما بعثه للاحتجاج على الخوارج - : لاتخاصمهم بالقرآن فان القران حمال ذو وجوه تقول ويقولون ، ولكن حاجهم بالسنة
فإنهم لن يجدوا عنها محيصا .
57 - غو : روى العلامة قدست نفسه مرفوعا إلى زرارة بن أعين قال : سألت
الباقر عليه السلام فقلت : جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما
آخذ ؟ فقال عليه السلام : يازرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر . فقلت : يا
* ( هامش ص 245 ) ( 1 ) والحاصل أن اطلاق العلم على الظنون المعتبرة عند العقلاء التى يعاملون معها معاملة العلم
كثير جدا *
[246]
سيدي ، إنهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم ، فقال عليه السلام : خذ بقول أعدلهما
عندك وأوثقهما في نفسك . فقلت : إنهما معا عدلان مرضيان موثقان ، فقال : انظر ما
وافق منهما مذهب العامة فاتركه وخذ بما خالفهم . قلت : ربما كانا موافقين لهم أو
مخالفين فكيف أصنع ؟ فقال : إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الاحتياط .
فقلت : إنهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف أصنع ؟ فقال عليه السلام : إذن فتخير
أحدهما فتأخذ به وتدع الآخر .
وفي رواية أنه عليه السلام قال : إذن فارجه حتى تلقى إمامك فتسأله .
بيان : هذا الخبر يدل على أن موافقة الاحتياط من جملة مرجحات الخبرين
المتعارضين .
58 - كش : ابن قولويه ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ،
عن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يوما - ودخل عليه الفيض بن المختار فذكر له
آية من كتاب الله عزوجل يأولها أبوعبدالله عليه السلام - فقال له الفيض : جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم ؟ قال : وأي الاختلاف يافيض ؟ فقال له الفيض : إني
لاجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أن أشك في اختلافهم في حديثهم حتى أرجع إلى المفضل
ابن عمر فيوقفني ( 1 ) من ذلك على ما تستريح إليه نفسي وتطمئن إليه قلبي ، فقال أبوعبدالله
عليه السلام : أجل هو كما ذكرت يا فيض إن الناس أولعوا بالكذب علينا ، إن الله افترض عليهم
لايريد منهم غيره ، وإني احدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله
على غير تأويله ، وذلك أنهم لايطلبون بحديثنا وبحبنا ماعندالله ، وإنما يطلبون الدنيا
وكل يحب أن يدعى رأسا ، إنه ليس من عبد يرفع نفسه إلا وضعه الله ، ومامن عبد
وضع نفسه إلا رفعه الله وشرفه ، فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس - وأومأ بيده
إلى رجل من أصحابه - فسألت أصحابنا عنه ، فقالوا : زرارة بن أعين .
59 - كش : حمدويه بن نصير ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن عبدالله بن زرارة ، و
حدثنا محمد بن قولويه والحسين بن الحسن معا ، عن سعد ، عن هارون ، عن الحسن بن
* ( هامش ص 246 ) ( 1 ) وفى نسخة : فيوفقنى . *
[247]
محبوب ، عن محمد عبدالله بن زرارة ، وابنيه الحسن والحسين ، عن عبدالله بن زرارة قال : قال
لي أبوعبدالله عليه السلام : إقرأ مني على والدك السلام وقل له : إني أعيبك دفاعا مني عنك
فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه ، لادخال الاذى فيمن
نحبه ونقر به ويذمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا ، ويرون إدخال الاذى عليه و
قتله ، ويحمدون كل من عيبناه نحن وأن يحمد أمره ، فإنما أعيبك لانك رجل اشتهرت
بنا وبميلك إلينا ، وأنت في ذلك مذموم عندالناس غير محمود الاثر بمودتك لنا ولميلك
إلينا فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ، ويكون بذلك منا
دفع شرهم عنك ، يقول الله عزوجل : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر
فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا . هذا التنزيل من عندالله
صالحة ، لا والله ماعابها إلالكي تسلم من الملك ولاتعطب على يديه ، ولقد كانت صالحة
ليس للعيب فيها مساغ ، والحمد لله ، فافهم المثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلي
وأحب أصحاب أبي عليه السلام حيا وميتا ، فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر ،
وإن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحرالهدى
ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها ، ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا ،
ولقد أدي إلي إبناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله وكلاهما ورعاهما وحفظهما
بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين ، فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي عليه السلام وأمرتك به ،
وأتاك أبوبصير بخلاف الذي أمرناك به ، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه إلا بأمر وسعنا و
وسعكم الاخذ به ، ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق ، ولو اذن لنا لعلمتم
أن الحق في الذى أمرناكم ، فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لاحكامنا وارضوا
بها ، والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه ، وهو أعرف بمصلحة غنمه
في فساد أمرها ، فإن شاء فرق بينها لتسلم ، ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها وخوف
عدوها في آثار ما يأذن الله ويأتيها بالامن من مأمنه والفرج من عنده ، عليكم بالتسليم
والرد إلينا ، وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ، فلو قد قام قائمنا - عجل الله فرجه -
وتكلم بتكلمنا ( 1 ) ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد - صلى الله عليه واله - لانكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ، ثم لم تستقيموا
* ( هامش ص 247 ) ( 1 ) وفي نسخة : وتكلم متكلمنا .
[248]
على دين الله وطريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم ، إن الناس بعد نبي الله صلى الله عليه واله
ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه ، فما من شئ عليه الناس اليوم إلا وهو مجرف عما نزل به الوحي من عندالله ، فأجب
يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا ،
وعليك بالصلاة الستة والاربعين ، وعليك بالحج أن تهل بالافراد وتنوي الفسخ إذا
قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت الحج عمرة أحللت إلى يوم التروية
ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى ، وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة ، فكذلك
حج رسول الله صلى الله عليه واله ، وهكذا أمر أصحابه أن يفعلوا ، أن يفسخوا ما أهلوا به ويقلبوا
الحج عمرة ، وإنما أقام رسول الله صلى الله عليه واله على إحرامه ليسوق الذي ساق معه ، فإن السائق
قارن ، والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله ، ومحله المنحر بمنى ، فإذا بلغ أحل
فهذا الذي أمرناك به حج التمتع فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك ، والذي أتاك به أبوبصير
من صلاة إحدى وخمسين والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرنابه من أن يهل
بالتمتع فلذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ، ولايخالف شئ منه
الحق ولا يضاده ، والحمد لله رب العالمين .
بيان : قوله عليه السلام : وإن يحمد أمره كلمة " إن " وصلية أي وإن حمد أمره ، كما في
بعض النسخ ، وفي بعض النسخ : وإن لم يحمد . وهو الظاهر كما لا يخفى . قوله : هذا التنزيل
أي إنما نزل من عندالله كل سفينة صالحة ، وقد ذكر المفسرون أنها قراءة أهل البيت
عليهم السلام . والقمقام : البحر والمراد هنا الكبير منه . وزخر البحر : طمى وتملا . قوله عليه السلام :
في آثار ما يأذن الله أي يجمع الراعي بينها بعد أن يأذن الله له ، والمرفوع في " يأتيها " راجع


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 248 سطر 19 إلى صفحه 256 سطر 18

إلى الله أوإلى الراعي ، والمنصوب إلى الغنم ، والباء : للتعدية . قوله عليه السلام : لانكر أهل
التصابر في بعض النسخ : لانكم أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكار شديد ، وظاهر أنه
تصحيف ، ويمكن أن يتكلف بتقدير جزاء الشرط ، أي لرأيتم أمرا عظيما ثم علل ذلك
بأنكم تتكلفون الصبر في هذا اليوم وفي ذلك اليوم تنكرون إنكارا شديدا ، وقال السيد
الداماد قدس سره : لام التعليل الداخلة على " أن " باسمها وخبرها على ما في أكثر النسخ
[249]
متعلقة باستيناف التعليم ، وفتكم ( 1 ) بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة من فوق جملة فعلية
على جواب " لو " ذلك اليوم منصوب على الظرف ، وإنكار شديد مرفوع على الفاعلية ،
والمعنى شق عصاكم وكسر قوة اعتقادكم وبدد جمعكم وفرق كلمتكم ، وفي بعض النسخ :
إنكارا شديدا نصبا على التميز أوعلى نزع الخافض ، وذلك اليوم بالرفع على الفاعلية ،
وربما يوجد في النسخ : لانكر بفتح اللام للتأكيد ، وأنكر على الفعل من الانكار ، وأهل
البصائر بالرفع على الفاعلية ، وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر
للظرفية أو بمعنى منكم . وذلك اليوم بالنصب على الظرف . وإنكارا شديدا منصوبا على
المفعول المطلق أو على التميز . فليعرف . انتهى . قوله عليه السلام : ركب الله به الباء للتعدية و
الظاهر " بهم " كما في بعض النسخ ، ويحتمل أن يكون إفراد الضمير لافراد لفظ الناس ، والارجاع إلى النبي بعيد ، والمعنى أن الله تعالى خلاهم وأنفسهم وفتنهم كما فتن الذين
من قبلهم . قوله عليه السلام : لذلك ما يسعنا الموصول مبتداء والظرف خبره وسيأتي الكلام
في الحج والنوافل في محالهما .
60 - كش : محمد بن قولويه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عبدالله الحجال ، عن
العلاء ، عن ابن أبي يعفور ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنه ليس كل ساعة ألقاك ولا
يمكن القدوم ، ويجيئ الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كل ما يسألني عنه ، قال :
فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي ؟ فإنه قد سمع من أبي وكان عنده وجيها .
61 - كش : حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن شعيب العقرقوفي ( 2 )
قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ربما احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن نسأل ؟ قال : عليك
بالاسدي - يعني أبابصير - .
62 - كش : محمد بن قولويه ، والحسين بن الحسن بن بندار معا ، عن سعد ، عن
اليقطيني ، عن يونس بن عبدالرحمن أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له : يا أبا محمد
ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا فما الذي يحملك على رد الاحاديث ؟
* ( هامش ص 249 ) ( 1 ) لم نجد لفظ " فتكم " في الحديث ولعل كان في نسخة ، " لانكر أهل التصابر فتكم " .
( 2 ) هو شعيب بن يعقوب العقرقوفى ، أبويعقوب ، ابن اخت يحيى بن القاسم أبى بصير ، وثقه النجاشى فقال : ثقة عين له كتاب يرويه حماد بن عيسى وغيره . *
[250]
فقال : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثا إلا
ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة ، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي ، فاتقوالله ولا تقبلوا
علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه واله ، فإنا إذا حدثنا قلنا : قال الله
عزوجل ، وقال رسول الله صلى الله عليه واله . قال يونس : وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب
أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبدالله عليه السلام متوافرين ، فسمعت منهم وأخذت
كتبهم فعرضتها بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من
أحاديث أبي عبدالله عليه السلام ، وقال لي : إن أباالخطاب كذب على أبي عبدالله عليه السلام ، لعن
الله أباالخطاب ، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الاحاديث إلى يومنا هذا
في كتب أصحاب أبي عبدالله عليه السلام ، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فإنا إن تحدثنا ( 1 )
حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة ، إنا عن الله وعن رسوله نحدث ، ولا نقول : قال
فلان وفلان فيتناقض كلامنا ، إن كلام آخرنا مثل كلام أولنا ، وكلام أولنا مصداق
لكلام آخرنا ، وإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا : أنت أعلم و
ما جئت به ، فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك
قول الشيطان . 63 - كش : بهذا الاسناد عن يونس ، عن هشام بن الحكم أنه سمع أباعبدالله عليه السلام
يقول : كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي عليه السلام ويأخذ كتب أصحابه ، و
كان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى
المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي عليه السلام ، ثم يدفعها إلى أصحابه
فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة ، فكل ما كان في كتب أصحاب أبي عليه السلام من الغلو فذاك
مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم .
64 - كش : محمد بن مسعود ، عن ابن المغيرة ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي
عمير ، عن حريز ، عن زرارة قال : قال - يعني أبا عبدالله عليه السلام - : إن أهل الكوفة نزل
فيهم كذاب ، أما المغيرة فإنه يكذب على أبي - يعني أبا جعفر عليه السلام - قال حدثه : أن
* ( هامش ص 250 ) ( 1 ) وفى نسخة : إن حدثنا . *
[251]
نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلاة ، وأن والله - عليه لعنة الله - ما كان من ذلك شئ ولا
حدثه ، وأما أبوالخطاب فكذب علي وقال : إني أمرته أن لايصلي هو وأصحابه المغرب
حتى يروا كواكب ( 1 ) كذا ، فقال القنداني : والله إن ذلك لكوكب ما أعرفه . 65 - كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، عن ابن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز
عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : يا جميل لاتحدث أصحابنا بما لم
يجمعوا عليه فيكذبوك .
66 - كش : القتيبي ، عن الفضل ، عن عبدالعزيز بن المهتدي - وكان خير قمي
رأيته وكان وكيل الرضا عليه السلام وخاصته - قال : سألت الرضا عليه السلام فقلت : إني لا ألقاك
كل وقت ، فعمن آخذ معالم ديني ؟ قال : خذ عن يونس بن عبدالرحمن .
67 - كش : محمد بن يونس ، عن محمدبن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن عبدالعزيز
ابن المهتدي ، قال محمد بن نصير : قال محمد بن عيسى : وحدث الحسن بن علي بن يقطين
بذلك أيضا قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : جعلت فداك لاأكاد أصل إليك لاسألك
عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني ، أفيونس بن عبدالرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه
من معالم ديني ؟ فقال : نعم .
كش : جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن عبدالعزيز مثله .
68 - كش : محمد بن قولويه ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن الوليد ،
عن علي بن المسيب قال : قلت للرضا عليه السلام : شقتي بعيدة ( 2 ) ، ولست أصل إليك في كل
وقت ، فممن آخذ معالم ديني ؟ قال : من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا .
قال : علي بن المسيب فلما انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه .
ختص : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، وسعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن
الوليد مثله .
69 - يب : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم البجلي
* ( هامش ص 251 ) ( 1 ) وفي نسخة : حتى يروا كوكبا .
( 2 ) الشقة بضم الشين وفتحها وتشديد القاف : الناحية يقصدها المسافر ، والمسافة التى يشقها السائر . *
[252]
عن سالم أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سأل إنسان وأنا حاضر فقال : ربما دخلت
المسجد وبعض أصحابنا يصلي العصر ، وبعضهم يصلي الظهر ، فقال : أنا أمرتهم بهذا لو
صلوا على وقت واحد لعرفوا فاخذ برقابهم .
70 - يب : الحسن بن أيوب ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لايشبه قول الناس
فلا تقية فيه .
71 - يب : علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد وأحمد ابني الحسن ، عن أبيهما ،
عن ثعلبة بن ميمون ، عن معمر بن يحيى بن سالم قال : سألت أباجعفر عليه السلام عما يروي
الناس عن أميرالمؤمنين عليه السلام عن أشياء من الفروج لم يكن يأمر بها ولا ينهى عنها إلا نفسه
وولده فقلت : كيف يكون ذلك ؟ قال : أحلتها آية وحرمتها اخرى ، فقلنا : هل
إلى أن تكون إحديهما نسخت الاخرى أم هما محكمتان ينبغي أن يعمل بهما ؟ فقال :
قد بين لهم إذ نهى نفسه عنها وولده ، قلنا : ما منعه أن يبين ذلك للناس ؟ قال : خشي
أن لايطاع ، ولو أن أميرالمؤمنين عليه السلام ثبتت قدماه أقام كتاب الله كله والحق كله .
كتاب المسائل لعلي بن جعفر سأل أخاه موسى عليه السلام عن الاختلاف في القضاء عن
أميرالمؤمنين عليه السلام في أشياء من المعروف أنه لم يأمر بها ولم ينه عنها إلا أنه نهى عنها نفسه
وولده ، وساق الحديث مثل مامر .
72 - غط : أبومحمد المحمدي ، عن أبي الحسين محمد بن الفضيل بن تمام ، عن عبدالله
الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه قال : سئل الشيخ - يعني أباالقاسم رضي
الله عنه - عن كتب ابن أبي الغراقر ( 1 ) بعد ماذم وخرجت فيه اللعنة فقيل له : فكيف نعمل
* ( هامش ص 252 ) ( 1 ) بفتح الغين وكسر القاف هو محمد بن على الشلمقانى أبوجعفر ، قال النجاشى : محمد بن على
ابن الشلمقانى أبوجعفر المعروف بابن أبى الغراقر ، كان متقدما في أصحابنا فحمله الحسد لابى القاسم
الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية ، حتى خرجت فيه توقيعات فأخذه
السلطان وقتله وصلبه ، له كتب منها : كتاب التكليف ورسالة إلى ابن همام ، وكتاب ماهية العصمة
كتاب الزاهر بالحجج العقلية ، كتاب المباهلة ، كتاب الاوصياء ، كتاب المعارف ، كتاب الايضاح ،
كتاب فضل النطق على الصمت ، كتاب فضائل العمرتين ، كتاب الانوار ، وكتاب التسليم ، كتاب
الزهاد " البرهان خ ل " والتوحيد ، كتاب البداء والمشيئة ، كتاب الامامة الكبير ، كتاب الامامة الصغير
كتاب أبوالفرج محمد بن على الكاتب القنانى . قال لنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله بن المطلب : حدثنا
أبوجعفر محمد بن على الشلمقانى في استتاره بمعلثا يا بكتبه . أقول : يأتى ذكره في محله مفصلا . *
[253]
بكتبه وبيوتنا منها مليئ ؟ فقال : أقول فيها ما قاله أبومحمد الحسن بن علي صلوات الله
عليهما وقد سئل عن كتب بني فضال فقالوا : كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها مليئ ؟ فقال
عليه السلام : خذوا بما رووا وذروا مارأوا .
أقول : قال الشيخ رحمة الله عليه في العدة : وأما العدالة المراعاة في ترجيح أحد
الخبرين على الآخر فهو أن يكون الراوي معتقدا للحق ، مستبصرا ، ثقة في دينه ،
متحرجا عن الكذب ، غير متهم فيما يرويه ، فأما إذا كان مخالفا في الاعتقاد لاصل المذهب
وروى مع ذلك عن الائمة عليهم السلام نظر فيما يرويه ، فإن كان هناك بالطريق الموثوق به
ما يخالفه وجب إطراح خبره ، وإن لم يكن هناك ما يوجب إطراح خبره ويكون هناك
ما يوافقه وجب العمل به ، وإن لم يكن من الفرقة المحقة خبر يوافق ذلك ولا يخالفه ولا
يعرف لهم قول فيه وجب أيضا العمل به لما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال :
إذا نزلت بكم حادثة لاتجدون حكمها فيما رووا عنا فانظروا إلى مارووه عن
علي عليه السلام فاعملوا به .
ولاجل ما قلناه عملت الطائفة بمارواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ، ونوح
بن دراج ، والسكوني وغيرهم من العامة عن أئمتنا عليهم السلام ، ولم ينكروه ولم يكن
عندهم خلافه ، وإذا كان الراوي من فرق الشيعة مثل الفطحية والواقفية والناووسية
وغيرهم نظر فيما يروونه فإن كان هناك قرينة تعضده أو خبر آخر من جهة الموثوقين
بهم وجب العمل به ، وإن كان هناك خبر يخالفه من طرق الموثوقين وجب إطراح ما
اختصوا بروايته ، والعمل بما رواه الثقة ، وإن كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف
من الطائفة العمل بخلافه وجب أيضا العمل به إذا كان متحرجا في روايته ، موثوقا به
في أمانته ، وإن كان مخطئا في أصل الاعتقاد ، ولاجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية
مثل عبدالله بن بكير وغيره ، وأخبار الواقفة مثل سماعة بن مهران ، وعلي بن أبي حمزة ،
وعثمان بن عيسى ، ومن بعد هؤلاء بما رواه بنو فضال ، وبنو سماعة ، والطاطريون ،
وغيرهم فيما لم يكن عندهم فيه خلافه ، وأما ما يرويه الغلاة والمتهمون والمضعفون ،
وغير هؤلاء فما يختص الغلاة بروايته فإن كانوا ممن عرف لهم حال الاستقامة وحال الغلو
[254]
عمل بما رووه في حال الاستقامة ، وترك مارووه في حال خطائهم ، ولاجل ذلك عملت
الطائفة بما رواه أبوالخطاب في حال استقامته وتركوا مارواه في حال تخليطه ، وكذا
القول في أحمد بن هلال العبرتائي وابن أبي غراقر ، فأما ما يروونه في حال تخليطهم فلا
يجوز العمل به على حال ، وكذا القول فيما يرويه المتهمون والمضعفون إن كان هناك
ما يعضد روايتهم ويدل على صحتها وجب العمل به ، وإن لم يكن هنا ما يشهد لروايتهم
بالصحة وجب التوقف في أخبارهم ، ولاجل ذلك توقف المشائخ في أخبار كثيرة هذه
صورتها ، ولم يرووها واستثنوها في فهارسهم من جملة ما يروونه من المصنفات ، وأما
من كان مخطئا في بعض الافعال أو فاسقا في أفعال الجوارح ، وكان ثقة في روايته ، متحرزا
فيها ، فإن ذلك لايوجب رد خبره ويجوز العمل به ، لان العدالة المطلوبة في الرواية
حاصلة فيه ، وإنما الفسق بأفعال الجوارح يمنع من قبول شهادته وليس بمانع من قبول
خبره ، ولاجل ذلك قبلت الطائفة أخبار جماعة هذه صفتهم .
ثم قال رحمه الله : وإذا كان أحد الراويين مسندا والآخر مرسلا نظر في حال المرسل
فإن كان ممن يعلم أنه لايرسل إلا عن ثقة يوثق به فلا ترجيح لخبر غيره على خبره ، و
لاجل ذلك سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، وأحمد بن محمد بن
أبي نصر ، وغيرهم من الثقاة الذين عرفوا بأنهم لايروون ولايرسلون إلا ممن يوثق به ،
وبين ما أسنده غيرهم ، ولذلك عملوا بمرسلهم إذا انفرد عن رواية غيرهم ، فأما إذا لم يكن كذلك ويكون لمن يرسل عن ثقة وغير ثقة فإنه يقدم خبر غيره عليه ، فإذا انفرد
وجب التوقف في خبره إلى أن يدل دليل على وجوب العمل به ، فأما إذا انفردت
المراسيل فيجوز العمل بها على الشرط الذي ذكرناه ، ودليلنا على ذلك الادلة التي
سنذكرها على جواز العمل بأخبار الآحاد ، فإن الطائفة كما عملت بالمسانيد عملت
بالمراسيل ، فما يطعن في واحد منهما يطعن في الآخر ، وما أجاز أحدهما أجازالآخر فلا
فرق بينهما على حال .
ثم قال نورالله ضريحه : فما اخترته من المذهب وهو أن خبر الواحد إذا كان واردا
من طريق أصحابنا القائلين بالامامة وكان ذلك مرويا عن النبي صلى الله عليه واله ، وعن أحد من
[255]
الائمة عليهم السلام ، وكان ممن لا يطعن في روايته ويكون سديدا في نقله ولم يكن هناك قرينة
تدل على صحة ما تضمنه الخبر - لانه إذا كان هناك قرينة تدل على صحة ذلك كان
الاعتبار بالقرينة ، وكان ذلك موجبا للعلم كما تقدمت القرائن - جاز العمل به ، و
الذي يدل على ذلك إجماع الفرقة المحقة فإني وجدتها مجتمعة على العمل بهذه الاخبار
التي رووها في تصانيفهم ودونوها في اصولهم لا يتناكرون ذلك ولا يتدافعون ، حتى أن
واحدا منهم إذا أفتى بشئ لا يعرفونه سألوه من أين قلت هذا ؟ فإذا أحالهم على كتاب
معروف وأصل مشهور وكان راويه ثقة لاينكر حديثه سكتوا وسلموا الامر في ذلك و
قبلوا قوله ، هذه عادتهم وسجيتهم من عهد النبي صلى الله عليه واله ومن بعده من الائمة علهيم السلام ، و
من زمان الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام الذي انتشر العلم عنه وكثرت الرواية من جهته فلولا
أن العمل بهذه الاخبار كان جائزا لما أجمعوا على ذلك ولا يكون ، لان إجماعهم فيه معصوم
لايجوز عليه الغلط والسهو ، والذي يكشف عن ذلك أنه لما كان العمل بالقياس محظورا
في الشريعة عندهم لم يعملوا به أصلا ، وإذا شذ منهم واحد عمل به في بعض المسائل و
استعمل على وجه المحاجة لخصمه وإن لم يكن اعتقاده ردوا قوله وأنكروا عليه وتبراوا
من قولهم ، حتي أنهم يتركون تصانيف من وصفناه ورواياته لما كان عاملا بالقياس ،
فلو كان العمل بخبر الواحد يجري ذلك المجرى لوجب أيضا فيه مثل ذلك وقد علمنا
خلافه . انتهى كلامه قدس سره . ولما كان في غاية المتانة ومشتملا على الفوائد الكثيرة
أوردناه ، وسنفصل القول في ذلك في المجلد الآخر من الكتاب إن شاء الله تعالى .
[256]
* ( باب 30 ) *
* ( من بلغه ثواب من الله على عمل فأتى به ) *
1 - ثو : أبي , عن علي بن موسى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام ،
عن صفوان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من بلغه شئ من الثواب على شئ من الخير فعمله
كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يقله .
2 - سن : أبي , عن أحمد بن النضر ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
من بلغه عن النبي صلى الله عليه واله شئ من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي صلى الله عليه واله كان له ذلك
الثواب وإن كان النبي لم يقله .
3 - سن : أبي ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : من بلغه عن النبي صلى الله عليه واله شئ من الثواب فعمله كان أجر ذلك له وإن كان رسول الله
صلى الله عليه واله لم يقله .
بيان : هذا الخبر من المشهورات رواه الخاصة والعامة بأسانيد ورواه ثقة الاسلام
في الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم مثل مامر .
4 - وروى أيضا عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمران الزعفراني ، عن
محمد بن مروان ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل
ذلك العمل التماس ذلك الثواب اوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه .
وقال السيد ابن طاووس رحمه الله - بعد إيراد رواية هشام بن سالم من الكافي
بالسند المذكور - : ووجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالم رحمه الله عن الصادق


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 256 سطر 19 إلى صفحه 264 سطر 18

عليه السلام .
أقول : ولورود هذه الاخبار ترى الاصحاب كثيرا ما يستدلون بالاخبار الضعيفة
والمجهولة عن السنن والآداب وإثبات الكراهة والاستحباب ، واورد عليه بوجوه :
الاول : أن الاستحباب أيضا حكم شرعي كالوجوب فلا وجه للفرق بينهما و
الاكتفاء فيه بالضعاف . والجواب : أن الحكم بالاستحباب فيما ضعف مستنده ليس في
[257]
الحقيقة بذلك المستند الضعيف بل بالاخبار الكثيرة التي بعضها صحيح .
والثاني : تلك الروايات لا تشمل العمل الوارد في خبر ضعيف من غير ذكرثواب
فيه . والجواب : أن الامر بشئ من العبادات يستلزم ترتب الثواب على فعله ، والخبر يدل
على ترتب الثواب التزاما ، وهذا يكفي في شمول تلك الاخبارله . وفيه نظر .
والثالث : أن الثواب كما يكون للمستحب كذلك يكون للواجب فلم خصصوا
الحكم بالمستحب ؟ والجواب : أن غرضهم أن بتلك الروايات لاتثبت إلا ترتب الثواب
على فعل ورد فيه خبر يدل على ترتب الثواب عليه ، لاأنه يعاقب على تركه وإن صرح
في الخبر بذلك ، لقصوره من إثبات ذلك الحكم ، وتلك الروايات لاتدل عليه ، فالحكم
الثابت لنا من هذا الخبر بانضمام تلك الروايات ليس إلا الحكم الاستحبابي .
والرابع : أن بين تلك الروايات وبين ما يدل على عدم العمل بقول الفاسق من قوله
تعالى : إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا . عموما من وجه فلا ترجيح لتخصيص الثاني بالاول ،
بل العكس أولى ، لقطعية سنده وتأيده بالاصل ، إذالاصل عدم التكليف وبراءة الذمة
منه . ويمكن أن يجاب بأن الآية تدل على عدم العمل بقول الفاسق بدون التثبت ،
والعمل به فيما نحن فيه بعد ورود الروايات ليس عملا بلا تثبت فلم تخصص الآية
بالاخبار ، بل بسبب ورودها خرجت تلك الاخبار الضعيفة عن عنوان الحكم المثبت في
الآية الكريمة .
ثم اعلم أن بعض الاصحاب يرجعون في المندوبات إلى أخبار المخالفين و
رواياتهم ويذكرونها في كتبهم ، وهو لايخلو من إشكال لورود النهي في كثير من الاخبار
عن الرجوع إليهم والعمل بأخبارهم ، لاسيما إذاكان ما ورد في أخبارهم هيئة مخترعة
وعبادة مبتدعة لم يعهد مثلها في الاخبار المعتبرة . والله تعالى يعلم .
[258]
* ( باب 31 ) *
* ( التوقف عند الشبهات والاحتياط في الدين ) *
الايات ، حمعسق : وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله 10
1 - لى : الوراق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الحسين
ابن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان الاحول ، عن جميل بن صالح ، عن الصادق ، عن
آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وآله : ألامور ثلاثة : أمر تبين لك رشده فاتبعه ،
وأمر تبين لك غيه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل . الخبر .
ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر ، عن علي بن مهزيار ،
عن الحسن بن سعيد ، ( 1 ) عن الحارث . إلى آخرما نقلنا .
يه : عن علي بن مهزيار مثله .
2 - ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن معروف ، عن أبي شعيب ( 2 )
يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : أورع الناس من وقف عندالشبهة . الخبر .
3 - ما : في وصية أميرالمؤمنين عليه السلام عند وفاته : اوصيك يا بني بالصلاة عند
وقتها ، والزكاة في أهلها عند محلها ، والصمت عند الشبهة . الخبر .
4 - ما : المفيد ، عن علي بن محمد الكاتب ، عن أبي القاسم زكريا بن يحيى ، عن
داود بن القاسم الجعفري ، عن الرضاعليه السلام : أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال لكميل بن زياد
فيما قال : ياكميل أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت .
جا : الكاتب مثله .
5 - ما : في وصية أبي جعفر عليه السلام - وقد أثبتناها في باب اختلاف الاخبار - أنه
قال : وإن اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا .
6 - ما : شيخ الطائفة ، عن ابن الحمامي ، عن أبي سهل أحمد بن عبدالله بن زياد
* ( هامش ص 258 ) ( 1 ) هو أخو الحسين بن سعيد الاهوازى المتقدم .
( 2 ) هو صالح بن خالد أبوشعيب المحاملى الكوفى ثقة من رجال أبى الحسن موسى عليه السلام . *
[259]
القطان ، عن إسماعيل بن محمد بن أبي كثير القاضي ، عن علي بن إبراهيم ، عن السري بن
عامر ، قال : صعد النعمان بن بشير على المنبر بالكوفة فحمد الله وأثنى عليه وقال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن لكل ملك حمى وإن حمى الله حلاله وحرامه ، والمشتبهات بين ذلك ، كما لو أن راعيا رعى إلى جانب الحمى لم تلبث غنمه أن تقع في وسطه فدعوا المشتبهات .
7 - سن : أبي ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن داود بن فرقد
عن أبي سعيد الزهري ، عن أبي جعفر ، أوعن أبي عبدالله عليهما السلام قال : الوقوف عند الشبهة
خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه .
ين ، علي بن النعمان مثله .
شى ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليه السلام مثله .
شى : عن عبدالاعلى ، عن الصادق عليه السلام مثله .
غو : في أحاديث رواها الشيخ شمس الدين محمد بن مكي ، قال النبي صلى الله عليه واله : دع
ما يريبك إلى مالايريبك .
8 - وقال صلى الله عليه واله : من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه .
9 - وقال الصادق عليه السلام : لك أن تنظر الحزم وتأخذ الحائطة لدينك .
10 - يب : علي بن السندي ، عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت
أباالحسن عليه السلام عن رجلين أصابا صيدا وهما محرمان الجزاء بينهما أم على كل واحد منهما جزاء ؟ فقال عليه السلام : لا بل عليهما جميعا ويجزي كل واحد منهما الصيد ، فقلت : إن
بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه . فقال : إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم
بالاحتياط حتى تسألوا عنه فتعلموا
11 - يب : الحسن بن محمد بن سماعة ، عن سليمان بن داود ، عن عبدالله بن وضاح
قال : كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام : يتوارى القرص ، ويقبل الليل ارتفاعا ، وتستر عنا
الشمس ، وترتفع فوق الجبل حمرة ، ويؤذن عندنا المؤذنون ، فاصلي حينئذ وافطر إن كنت
صائما ، أوأنتظر حتى تذهب الحمرة ؟ فكتب إلي : أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة ،
[260]
وتأخذ بالحائطة لدينك .
أقول : قدمر في باب آداب طلب العلم ( 1 ) عن الصادق عليه السلام : فاسأل العلماء
ما جهلت ، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط
في جميع ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الاسد ، ولاتجعل رقبتك للناس
جسرا .
12 - الطرف للسيد علي بن طاووس قدس سره نقلا من كتاب الوصية لعيسى
ابن المستفاد ( 2 ) ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : رسول الله صلى الله عليه واله - عند عد
شروط الاسلام وعهوده - : والوقوف عند الشبهة ، والرد إلى الامام فإنه لا شبهة عنده .
13 - وقال صلى الله عليه واله : وعلى أن تحللوا حلال القرآن وتحرموا حرامه وتعلموا
بالاحكام وتردوا المتشابه إلى أهله ، فمن عمي عليه من عمله شئ لم يكن علمه مني ولا
سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب فإنه قد علم كما قد علمته ، ظاهره وباطنه ومحكمه و
متشابهه .
14 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها
وحد لكم حدودا فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن
أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها .
15 - وقال عليه السلام : لا ورع كالوقوف عندالشبهة .
16 - كنز الكراجكي : قال رسول الله صلى الله عليه واله : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإنك
لن تجد فقد شئ تركته لله عزوجل .
17 - وحدثني محمد بن علي بن طالب البلدي ، عن محمد بن إبراهيم النعماني ، عن
ابن عقدة ، عن شيوخه الاربعة ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان الاحول ،
عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال جدي رسول الله صلى الله عليه واله :
أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة ، وحرامي حرام إلى يوم القيامة ، ألا وقد بينهما
* ( هامش ص 260 ) ( 1 ) في حديث عنوان البصرى المتقدم تحت الرقم 17 .
( 2 ) هو أبوموسى البجلى الضرير . قال النجاشى : لم يكن بذاك ، له كتاب الوصية اه . وضعفه الصدوق
في باب الاموال والدماء من الفقيه . *
[261]
الله عزوجل في الكتاب وبينتهما في سيرتي وسنتي ، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع
بعدي ، من تركها صلح له أمر دينه وصلحت له مروته وعرضه . ومن تلبس بها ووقع فيها
واتبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ، ومن رعى ما شيته قرب الحمى نازعته نفسه
إلى أن يرعاها في الحمى ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله عزوجل محارمه ،
فتوقوا حمى الله ومحارمه . الخبر . ( 1 )
( باب 32 ) * ( البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ، وفيه ذكر قلة أهل الحق ) *
* ( وكثرة أهل الباطل ) *
1 - ما : ابن مخلد ، عن محمد بن عبدالواحد النحوي ، عن موسى بن سهل الوشاء ،
عن إسماعيل بن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : عمل
قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة .
2 - ما : ابن مخلد ، عن محمد بن عبدالواحد ، عن أبي جعفر المروزي محمد بن هشام ،
عن يحيى بن عثمان ، عن ثقبة ، عن إسماعيل بن علية ، عن أبان ، عن أنس ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه واله : لا يقبل قول إلا بعمل ، ولا يقبل قول وعمل إلا بنية ، ولا يقبل قول وعمل
ونية إلا بإصابة السنة .
3 - ما : بإسناد المجاشعي ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : عليكم بسنة ، فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير
في بدعة .
بيان : لعل التفضيل هنا على سبيل المماشاة مع الخصم أي لوكان في البدعة خير
فالقليل من السنة خير من كثير البدعة .
4 - ير : أحمد بن محمد ، عن محمد البرقي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان
العبدي ( 2 ) عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا قول إلا بعمل ،
* ( هامش ص 261 ) ( 1 ) الحمى : ما يحمى ويدافع عنه .
( 2 ) لم نجد له اسما في كتب الرجال . *
[262]
ولا عمل إلا بنية ، ولا نية إلا بإصابة السنة .
سن : أبي ، عن إبراهيم بن إسحاق مثله .
غو : عن الرضا عليه السلام مثله .
بيان : القول هنا الاعتقاد أي لا ينفع الايمان والاعتقاد بالحق نفعا كاملا إلا إذا
كان مقرونا بالعمل ، ولا ينفعان معا أيضا إلا مع خلوص النية عما يشوبها من أنواع
الرئاء والاغراض الفاسدة ، ولا تنفع الثلاثة أيضا إلا إذا كان العمل موافقا للسنة ولم
تكن بدعة ، والسنة هنا مقابل البدعة ، أعم من الفريضة .
5 - ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن
أبي عمير ، عن هشام ، عن الصادق عليه السلام قال : امر إبليس بالسجود لآدم فقال : يا رب
وعزتك إن أعفيتني من السجود لآدم لاعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها . قال
الله جل جلاله : إني احب أن أطاع من حيث اريد .
6 - سن : أبي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ،
عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من تمسك بسنتي في اختلاف امتي كان له
أجر مائة شهيد .
سن : علي بن سيف ، عن أبي حفص الاعشى ، ( 1 ) عن الصادق ، عن آبائه ، عن النبي
صلوات الله عليهم مثله .
7 - سن : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم ( 2 ) قال سمعت أبا عبدالله
عليه السلام يقول : من خالف سنة محمد صلى الله عليه واله فقد كفر .
8 - سن : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله : وأتوا البيوت من أبوابها . قال يعني أن يأتي الامر من وجهه ، أي الامور كان .
* ( هامش ص 262 ) لم نجد له ذكرا في كتب الرجال ولم يتبين اسمه .
( 2 ) بضم الميم وكسر الزاى . عنونه النجاشى في رجاله قال : مرازم بن حكيم الازدى المدائنى
مولى ثقة ، وأخواه محمد بن حكيم وجديد بن حكيم ، يكنى أبا محمد روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن
عليهما السلام ومات في أيام الرضا عليه السلام ، وهو أحد من بلى باستدعاء الرشيد له وأخوه أحضرهما
الرشيد مع عبدالحميد الغواص فقتله وسلما ، ولهم حديث ليس هنا موضعه ، له كتاب يرويه جماعة ا ه . *
[263]
9 - سن : بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن عبدالرحمن البصري ، عن ابن مسكان
عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : مر موسى بن عمران - على نبينا
وآله وعليه السلام - برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله ، فانطلق موسى في حاجته
فغاب سبعة أيام ثم رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء . فقال : يا رب هذا عبدك رافع يديه
إليك يسألك حاجته ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لاتستجيب له . قال : فأوحى الله إليه
يا موسى لو دعاني حتى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتى
يأتيني من الباب الذي أمرته .
10 - سن : القاسم ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله ، عن أمير
المؤمنين عليهما السلام كان يقول : لا خير في الدنيا إلا لاحد رجلين : رجل يزداد كل يوم إحسانا
ورجل يتدارك منيته بالتوبة ، وأنى له بالتوبة ، والله أن لو سجد حتى ينقطع عنقه
ما قبل الله منه إلا بمعرفة الحق .
11 - جا : عبدالله بن جعفر بن محمد ، عن زكريا بن صبيح ، عن خلف بن خليفة ،
عن سعيد بن عبيد الطائي ، عن علي بن ربيعة الوالبي ، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الله تعالى حد لكم حدودا فلا تعتدوها ، وفرض
عليكم فرائض فلا تضيعوها ، وسن لكم سننا فاتبعوها ، وحرم عليكم حرمات فلا
تنتهكوها ، وعفى لكم عن أشياء رحمة منه من غير نسيان فلا تتكلفوها .
12 - جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن
منصور بن أبي يحيى ، قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : صعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر
فتغيرت وجنتاه والتمع لونه ( 1 ) ، ثم أقبل بوجهه فقال : يا معشر المسلمين إنما بعثت
أنا والساعة كهاتين ، قال : ثم ضم السباحتين ، ثم قال : يا معشر المسلمين : إن أفضل
الهدى هدى محمد ، وخير الحديث كتاب الله ، وشر الامور محدثاتها ، ألا وكل بدعة ضلالة
ألا وكل ضلالة ففي النار ، أيها الناس من ترك مالا فلاهله ولورثته ، ومن ترك كلا أو
ضياعا فعلي وإلي .
* ( هامش ص 263 ) ( 1 ) الوجنة : ما ارتفع من الخدين . والتمع لونه اى ذهب وتغير . *
[264]
جا : أبوغالب الزراري ، عن محمد بن سليمان ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمدبن
يحيى الخزاز ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
بيان : قال الجزري : السباحة والمسبحة : الاصبع التي تلي الابهام ، سميت
بذلك لانها يشار بها عند التسبيح . انتهى . والغرض بيان كون دينه صلى الله عليه واله متصلا بقيام
الساعة لا ينسخه دين آخر وأن الساعة قريبة . قوله صلى الله عليه واله : وشر الامور محدثاتها أي
مبتدعاتها . قوله صلى الله عليه واله : وكل . بدعة ضلالة البدعة كل رأي أو دين أو حكم أو عبادة
لم يرد من الشارع بخصوصها ولا في ضمن حكم عام ، وبه يظهر بطلان ما ذكره بعض أصحابنا
تبعا للعامة من انقسام البدعة بانقسام الاحكام الخمسة .
وقال الجزري : الكل : العيال ، ومنه الحديث من ترك كلا فإلي وعلي وقال : فيه : من ترك ضياعا فإلي ، الضياع : العيال ، وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا ، فسمي
العيال بالمصدر ، كما تقول : من مات وترك فقرا أي فقراء ، وإن كسرت الضاد كان
جمع ضائع كجائع وجياع .
13 - ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني عن أبي عبدالله ، عن
آبائه ، عن علي عليهم السلام أنه قال : السنة سنتان : سنة في فريضة الاخذ بها هدى و
تركها ضلالة ، وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة .
سن : النوفلي مثله .
ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن أحمد بن نصر البندبيجي ، عن عبيدالله بن
موسى الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ،
عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله ، وذكر مثله .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 264 سطر 19 إلى صفحه 272 سطر 18

14 - نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما ختلفت دعوتان إلاكانت إحديهما
ضلالة .
15 - وقال عليه السلام : ما احدثت بدعة إلا ترك بها سنة ، فاتقوا البدع وألزموا
المهيع ( 1 ) إن عوازم الامور أفضلها ، وإن محدثاتها شرارها .
* ( هامش ص 264 ) ( 1 ) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء الطريق الواسع البين . *
[265]
16 - وقال : عليه السلام : إن الله بعث رسولا هاديا بكتاب ناطق وأمر قائم لا يهلك عنه
إلا هالك ، وإن المبتدعات المشبهات هن المهلكات إلا ما حفظ الله منها .
17 - مص : قال الصادق عليه السلام : الاقتداء نسبة الارواح في الازل ، وامتزاج نور
الوقت بنور الازل ، وليس الاقتداء بالتوسم ( 1 ) بحركات الظاهر ، والتنسب إلى أولياء
الدين من الحكماء والائمة ، قال الله عزوجل : يوم ندعو كل اناس بإمامهم . أي من كان
اقتدى بمحق قبل وزكى ، قال الله عزوجل : فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ
ولا يتسائلون .
18 - قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام : الارواح جنود مجندة فما تعارف منها
ائتلف ، وما تناكر منها اختلف .
19 - وقيل لمحمد بن الحنفية رضي الله عنه : من أدبك ؟ قال : أدبني ربي في
نفسى ، فما استحسنته من أولي الالباب والبصيرة تبعتهم به فاستعملته ، وما استقبحت من
الجهال اجتنبته وتركته مستنفرا ، فأوصلني ذلك إلى كنوز العلم ، ولا طريق للاكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء ، لانه المنهج الاوضح والمقصد الاصح ، قال الله عزوجل
لاعز خلقه محمد صلى الله عليه واله : اولئك الذين هديهم الله فبهديهم اقتده . وقال عزوجل : ثم
أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا . فلو كان لدين الله مسلك أقوم من الاقتداء لندب
أنبياءه وأولياءه إليه . ( 2 ) 20 - وقال النبي صلى الله عليه واله : في القلب نور لايضيئ إلا من اتباع الحق وقصد السبيل
وهو نور من المرسلين الانبياء ، مودع في قلوب المؤمنين .
21 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص بن
عمرو ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل رسول الله صلى الله عليه واله عن جماعة امته فقال : جماعة امتي
أهل الحق وإن قلوا .
سن : أبي ، عن هارون مثله .
* ( هامش ص 265 ) ( 1 ) في نسخة : بالرسم .
( 2 ) الظاهر أن جملة " ولاطريق الخ " ليست من الحديث بل من كلام صاحب المصباح . *
[266]
22 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن عبدالله بن
يحيى بن عبدالله العلوي رفعه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه واله : ما جماعة امتك ؟ قال : من
كان على الحق وإن كانوا عشرة .
سن : أبويحيى الواسطي مثله .
23 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن الحجال ، عن ابن حميد رفعه قال :
جاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن السنة والبدعة ، وعن الجماعة وعن
الفرقة ، فقال أمير المؤمنين صلى الله عليه : السنة ماسن رسول الله صلى الله عليه واله والبدعة ما
احدث من بعده ، والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا
24 - سن ، في رواية محمد بن علي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من خلع جماعة المسلمين
قدر شبر خلع ربقة الايمان من عنقه . ( 1 )
25 - سن : عبدالله بن علي العمري ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن جعفر ، عن
أخيه موسى عليه السلام قال : ثلاث موبقات : نكث الصفقة ، وترك السنة ، وفراق الجماعة .
سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق , عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين
صلوات الله عليهم مثله .
بيان نكث الصفقة : نقض البيعة ، وإنما سميت البيعة صفقة لان المتبايعين
يضع أحدهما يده في يد الآخر عندها .
26 - سن : الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن القليل من المؤمنين كثير .
27 - نى : ابن عقدة ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن يزيد بن إسحاق شعر ،
عن مخول ، عن فرات بن أحنف ، عن ابن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام على منبر
الكوفة يقول : أيها الناس أنا أنف الهدى وعيناه ، أيها الناس لا تستوحشوا في طريق
الهدى لقلة من يسلكه ، إن الناس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها ، كثير جوعها ، والله
* ( هامش ص 266 ) ( 1 ) الربقة بفتح الراء وكسرها وسكون الباء وفتح القاف ، حبل مستطيل فيه عرى تربط فيها البهائم
وفيه استعارة للحكم المجامع للمؤمنين وهو استحقاق الثواب والتعظيم الدائم . كذا قيل . *
[267]
المستعان ، وإنما مجمع الناس الرضا والغضب ، أيها الناس إنما عقر ناقة صالح واحد
فأصابهم بعذابه بالرضا ، وآية ذلك قوله عزوجل : فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف
كان عذابي ونذر . وقال : فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسويها ولايخاف عقبيها .
ألا ومن سئل عن قاتلي فزعم أنه مؤمن فقد قتلني ، أيها الناس من سلك الطريق ورد الماء ،
ومن حاد عنه وقع في التيه - ثم نزل - .
ورواه لنا محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور معا ، عن الحسن بن محمد بن
جمهور ، عن أحمد بن نوح ، عن ابن عليم ، عن رجل ، عن فرات بن أحنف ، عن أميرالمؤمنين
عليه السلام مثله ، إلا أنه قال : لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله .
28 - سن : ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الاسلام من عنقه ، ومن نكث صفقة
الامام جاء إلى الله أجذم .
بيان : الخلع هنا مجاز ، كأنه شبه جماعة المسلمين عند كونه بينهم بثوب شمله ، والمراد المفارقة ، ويحتمل أن يكون أصله " فارق " فصحف كما في الكافي ، وورد كذلك
في أخبار العامة أيضا . قال الجزري : فيه : من فارق الجماعة قدرشبر فقد خلع ربقة
الاسلام من عنقه ، مفارقة الجماعة : ترك السنة ، واتباع البدعة ، والربقة في الاصل
عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ، فاستعارها للاسلام ، يعني ما
يشد المسلم به نفسه من عرى الاسلام ، أي حدوده وأحكامه ، وأوامره ونواهيه ، ويجمع
الربقة على ربق مثل كسرة وكسر ، ويقال : للحبل الذي فيه الربقة : ربق ، وتجمع
على رباق وأرباق ، وقال : فيه : من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة وهو أجذم .
أي مقطوع اليد ، من الجذم : القطع ، ومنه حديث علي عليه السلام : من نكث بيعته لقى الله و
هوأجذم ليست له يد . قال القتيبي : الاجذم ههنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها ، وليست
اليد أولى بالعقوبة من باقي الاعضاء ، يقال : رجل أجذم ، ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من
الجذام ، وهو الداء المعروف ، وقال الجوهري : لا يقال للمجذوم : أجذم ، وقال ابن
الانباري ردا علي ابن قتيبة : لو كان العقاب لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية
[268]
لما عوقب الزاني بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الآخرة ، وقال ابن الانباري : معنى
الحديث أنه لقى الله وهو أجذم الحجة لالسان له يتكلم ولا حجة في يده ، وقول علي
عليه السلام : ليست له يد أي لاحجة له ، وقيل : معناه لقيه منقطع السبب ، يدل عليه قوله عليه السلام :
القرآن سبب بيدالله وسبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه ، وقال الخطابي : معنى
الحديث ماذهب إليه ابن الاعرابي ، وهو أن من نسي القرآن لقى الله خالي اليد من الخير
صفرها من الثواب ، فكني باليد عما تحويه ، وتشتمل عليه من الخير . قلت : وفي تخصيص
علي عليه السلام بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن لان البيعة تباشرها اليد من
بين الاعضاء ، وهو أن يضع المبايع يده في يد الامام عند عقدالبيعة وأخذها عليه .
* ( باب 33 ) *
* ( مايمكن أن يستنبط من الايات والاخبار من متفرقات مسائل اصول الفقه ) *
الايات ، البقرة ، الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وأنزل من
السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم 22 " وقال تعالي " : هو الذي خلق لكم
ما في الارض جميعا 29 " وقال تعالى " : ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين 36 " و
قال لبني إسرائيل " : كلوا واشربوا من رزق الله 60 " وقال تعالى " : فافعلوا ما تؤمرون 68
" وقال تعالى " : يا أيها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا 168 " وقال تعالى " : يا
أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم 172 " وقال سبحانه " : فمن اضطر غير
باغ ولاعاد فلا إثم عليه 173 " وقال تعالى " : ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل 188 " وقال
تعالى " : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين 195 " وقال
تعالى " : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم 194
النساء : يريد الله أن يخفف عنكم 28 " وقال تعالى " : لاتأكلوا أموالكم بينكم
بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما 29
" وقال سبحانه " ، ويتبع غير سبيل المؤمنين 115 " وقال تعالى " : ولن يجعل الله للكافرين
على المؤمنين سبيلا 141 " وقال تعالى " : مالهم به من علم إلا اتباع الظن 157
[269]
المائدة : يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 1 " وقال تعالى " : وتعاونوا على البرو
التقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان 2 " وقال تعالى " : فمن اضطر في مخمصة غير متجانف
لاثم فإن الله غفور رحيم 3 " وقال تعالى " : ما يريدالله ليجعل عليكم من حرج 6 " وقال تعالي " :
ياأيها الذين آمنوا لاتحرموا طيبات ماأحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين
وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا 87 ، 88 .
الانعام : وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه 19 " وقال تعالى " :
كلوا من ثمره إذا أثمر 141 و" قال سبحانه " : كلوا مما رزقكم الله 142 " وقال تعالى " :
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم 145
الاعراف : ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون 10
" وقال تعالى " : ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك 12 " وقال تعالى " : ولكم في الارض مستقر
ومتاع إلى حين 24 " وقال سبحانه " : يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم
وريشا ولباس التقوى ذلك خير 26 " وقال تعالى " : وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه
لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي
للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة يوم القيامة 31 ، 32 " وقال تعالى " : ويحل لهم
الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم 157
التوبة : يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس
بالباطل 34 " وقال تعالى " : ويؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين 61 " وقال تعالى " : والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض 71 " وقال تعالى " : ما على المحسنين من سبيل 91 " وقال
تعالى " : وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في
الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون 122 .
ابراهيم : فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر
بأمره وسخر لكم الانهار 32
الحجر : وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين " إلى قوله تعالى " :
فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين 22
[270]
النحل : والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال
حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلدكم تكونوا بالغيه إلا بشق
الانفس إن ربكم لرؤف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة " إلى قوله تعالى " :
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون " إلى قوله تعالى " :
وما ذرأ لكم في الارض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون وهو الذي سخر
البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه
ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 5 - 14 " وقال تعالى " : يخافون ربهم من فوقهم
ويفعلون ما يؤمرون 50 " وقال تعالى " : والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم
من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها و
أشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال
أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم
لعلكم تسلمون 81 " وقال تعالى " : فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا 114
طه : فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم 53 ، 54 " وقال
تعالى " : كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه 81
الحج : ألم تر أن الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجرى في البحر بأمره 65
" وقال تعالى " : وما جعل عليكم في الدين من حرج 78
المؤمنون : وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الارض وإنا على ذهاب
به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون
وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين وإن لكم في الانعام لعبرة
نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك
تحملون 18 - 22 " وقال تعالى " : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات 51
النور : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم عذاب أليم 63
الشعراء : أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون 133
لقمان : ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الارض 20
[271]
التنزيل : أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الارض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه
أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون 27
الاحزاب : لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الاخر 21
يس : وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون " إلى قوله " : ليأكلوا من ثمره وما عملته
أيديهم أفلا تشكرون 35 " وقال تعالى " : أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما
فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب
أفلا يشكرون 71 ، 72 ، 73
السجدة : وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكوة . الآية 7
حمعسق : وجزاء سيئة سيئة مثلها 40
الجاثية : ألله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله
ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون 12 ، 13
محمد : ولا تبطلوا أعمالكم 33
الحجرات : إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا 6
ق : ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل
باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد 9
النجم : ألا تزر وازرة وزر اخرى وأن ليس للانسان إلا ماسعى 38 ، 39
الرحمن : والارض وضعها للانام " إلى آخر الآيات " 10
الحديد : وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس 25
الحشر : وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا 7
الملك : هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه
وإليه النشور 15
نوح : والله جعل لكم الارض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا 19 ، 20
المدثر : يتسائلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين 40
[272]
القيامة : بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره 14 ، 15
المرسلات : ألم نجعل الارض كفاتا أحياء وأمواتا " إلى قوله تعالى " : وأسقيناكم
ماء فراتا 27
النازعات : والارض بعد ذلك دحيها أخرج منها مائها ومرعيها والجبال أرسيها
متاعا لكم ولانعامكم 30 - 33
عبس : فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة و
أبا متاعا لكم ولانعامكم 27 - 32
1 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن موسى بن بكر قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : الرجل يغمى عليه اليوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر ذلك كم يقضي
من صلاته ؟ فقال : ألا اخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه فقال : كل ما غلب الله عليه من أمر
فالله أعذر لعبده . وزاد فيه غيره قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : وهذا من الابواب التي يفتح
كل باب منها ألف باب .
2 - شا : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من كان على يقين فأصابه شك فليمض على
يقينه ، فإن اليقين لا يدفع بالشك .
3 - غو : قال الصادق عليه السلام : كل شئ مطلق حتى يرد فيه نص .
4 - وقال النبي صلى الله عليه واله : حكمي على الواحد حكمي على الجماعة .
5 - وروى إسحاق بن عمار عن الصادق عليه السلام : أن عليا عليه السلام كان يقول : أبهموا
ماأبهمه الله .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 272 سطر 19 إلى صفحه 280 سطر 18

6 - وقال النبي صلى الله عليه واله ما اجتمع الحرام والحلال إلا غلب الحرام الحلال .
7 - وقال صلى الله عليه واله : إن الناس مسلطون على أموالهم .
8 - ين : حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كل شئ في القرآن أو
فصاحبه بالخيار يختار ماشاء . ( 1 )
9 - ين : عن سماعة عنه عليه السلام قال : ليس شئ مما حرم الله إلا وقد أحله لمن
اضطر إليه .
* ( هامش ص 272 ) ( 1 ) أى كل شى ورد في القران بينه وبين غيره كلمة " أو " فصاحبه بالخيار . *
[273]
10 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم ، قال :
سألت أباعبدالله عليه السلام عن المريض لا يقدر على الصلاة ، قال : فقال : كل ما غلب الله عليه فالله
أولى بالعذر .
11 - كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل ، جميعا عن ابن أبي عمير
عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول في المغمى عليه : ما غلب الله
عليه فالله أولى بالعذر .
12 - كا : علي ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي
عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : كل شئ هو لك حلال حتى تعلم أنه حرام بعينه فتدعه
من قبل نفسك ، وذلك مثل الثوب يكون قداشتريته وهو سرقة ، أو المملوك عندك ولعله
حر قد باع نفسه أو خدع فبيع أوقهر ، أوامرأة تحتك وهي اختك أو رضيعتك ، والاشياء
كلها على هذا حتى يستبين لك غير ذلك أوتقوم به البينة .
13 - كا ، علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن حريز قال : كانت
لاسماعيل بن أبي عبدالله دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن فقال إسماعيل :
يا أبت إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذاو كذا دينارا ، أفترى أن أدفعها
إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : يابني أما بلغك أنه يشرب
الخمر ؟ فقال : هكذا يقول الناس ، فقال : يا بني إن الله عزوجل يقول في كتابه : يؤمن
بالله ويؤمن للمؤمنين . يقول : يصدق لله ويصدق ، للمؤمنين فإذا شهد عندك المؤمنون
فصدقهم .
14 - يب : أخبرني الشيخ ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن ، وسعد ،
عن ابن عيسى ، وابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن
أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الجنب يجعل الركوة أوالتور ( 1 ) فيدخل
إصبعه فيه ، قال : إن كانت يده قذرة فليهرقه ، وإن كان لم يصبها قذر فليغتسل منه , هذا
* ( هامش ص 273 ) ( 1 ) الركوة مثلثة الراء مع سكون الواو : زورق صغير . إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء .
والتور بفتح التاء وسكون الواو : إناء صغير . *
[274]
مما قال الله تعالى : ماجعل عليكم في الدين من حرج .
15 - كا ، يب : بالاسناد ، عن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن
الفضيل ، قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن الجنب يغتسل فينتضح الماء من الارض في الاناء
فقال : لابأس ، هذا مما قال الله تعالى : ما جعل عليكم في الدين من حرج .
16 - يب ، كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ،
عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليه السلام : تابع بين الوضوء - كما قال الله
عزوجل - ابدأ بالوجه ، ثم باليدين ، ثم امسح الرأس والرجلين ، ولاتقد من شيئا بين
يدي شئ تخالف ما أمرت به - وساق الحديث إلى أن قال - : ابدأ بما بدأالله عزوجل به .
17 - يب : الحسين بن سعيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قلت له :
الرجل ينام وإن حرك إلى جنبه شئ لم يعلم به ؟ قال : لا حتى يستيقن أنه قدنام ، فإنه
على يقين من وضوئه ، ولاينقض اليقين أبدا بالشك ولكن ينقضه بيقين آخر . والحديث
مختصر .
18 - ختص : قال أبوعبدالله عليه السلام : رفع عن هذه الامة ست : الخطأ ، و
النسيان ، وما استكرهوا عليه ، وما لايعلمون ، وما لايطيقون ، وما اضطروا إليه .
19 - ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمدبن وهبان ، عن علي بن حبشي ،
عن العباس بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ( 1 )
عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الاشياء مطلقة مالم يرد عليك أمر ونهي ، وكل شئ
يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا ما لم تعرف الحرام منه فتدعه .
20 - يه : روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : كل شئ مطلق حتى يرد فيه نهي .
21 - كا : العدة ، عن سهل ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ،
عن عبيدبن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قوله عزوجل : فمن شهد منكم الشهر
فليصمه . قال : ما أبينها ! من شهد فليصمه ، ومن سافر فلايصمه .
* ( هامش ص 274 ) ( 1 ) غندر كقنفذ . اورده النجاشى في رجاله وقال : كوفى يروى عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام
ويقال : هو عن موسى بن جعفر عليه السلام . له كتاب اه . *
[275]
22 - كا ، يب : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن أبي أيوب قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا نريد أن نتعجل السير - وكانت ليلة النفر
حين سألته - فأي ساعة ننفر ؟ فقال لي : أما اليوم الثاني فلا تنفر حتى تزول الشمس - وكانت
ليلة النفر ( 1 ) - فأما اليوم الثالث فإذا ابيضت الشمس فانفر على كتاب الله ، فإن الله عز
وجل يقول : فمن تعجل في يومين فلاإثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه . فلو سكت لم يبق
أحد إلا تعجل ، ولكنه قال : ومن تأخر فلا إثم عليه .
23 - كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل
ابن شاذان ، جميعا عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال :
سألته عن الرجل يتزوج المرأة في عدتها بجهالة أهي ممن لاتحل له أبدا ؟ فقال له : أما
إذا كان بجهالة فليتزوجها بعد ما تنقضي عدتها ، وقد يعذر الناس في الجهالة بما هو أعظم
من ذلك . فقلت : بأي الجهالتين يعذر بجهالته أن يعلم أن ذلك محرم عليه أم بجهالته
أنها في عدة ؟ فقال : إحدى الجهالتين أهون من الاخرى ، الجهالة بأن الله حرم ذلك
عليه ، وذلك بأنه لايقدر على الاحتياط معها ، فقلت : فهو في الاخرى معذور ؟ قال : نعم
إذا انقضت عدتها فهو معذور في أن يتزوجها ، فقلت : فإن كان أحدهما متعمدا والآخر
بجهل ؟ فقال : الذي تعمد لايحل له أن يرجع إلى صاحبه أبدا .
24 - كا : الحسين بن محمد ، عن السياري ، قال : سأل ابن أبي ليلى محمد بن مسلم
فقال له : أي شئ تروون عن أبي جعفر عليه السلام في المرأة لايكون على ركبها شعر أيكون
ذلك عيبا ؟ فقال له محمد بن مسلم : أما هذا نصا فلا أعرفه ، ولكن حدثني أبوجعفر ، عن
أبيه ، عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : كل ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص
فهو عيب ، فقال له ابن أبي ليلى : حسبك . ثم رجع .
25 - كا ، يب : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل
ابن شاذان ، عن صفوان ، وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن
رسول الله صلى الله عليه واله حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : ابدؤوا بما بدأ الله به ، إن الله عزوجل
يقول : إن الصفا والمروة من شعائرالله .
* ( هامش ص 275 ) ( 1 ) كذا في النسخ والظاهر أن جملة " وكانت ليلة النفر " زائدة كما يظهر من الكافى . *
[276]
يه : بأسانيده عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما قالا : قلنا لابي جعفر عليه السلام :
ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي وكم هي ؟ فقال : إن الله عزوجل يقول : وإذا ضربتم
في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة . فصار التقصير في السفر واجبا
كوجوب التمام في الحضر . قالا : قلناله : إنما قال عزوجل : ليس عليكم جناح ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك ؟ فقال عليه السلام : أوليس قد قال الله عزوجل في الصفا والمروة :
فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما . ألا ترون أن الطواف بهما واجب
مفروض ؟ لان الله عزوجل ذكره في كتابه وصنعه نبيه صلى الله عليه واله ، وكذلك التقصير في السفر
شئ صنعه النبي صلى الله عليه واله وذكره الله تعالى في كتابه . الحديث .
27 - كا : العدة ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن
أبي جعفر عليه السلام أن سمرة بن جندب كان له عذق ( 1 ) في حائط لرجل من الانصار وكان
منزل الانصاري بباب البستان فكان يمر به إلى نخلته ولا يستأذن ، فكلمه الانصاري
أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء الانصاري إلى رسول الله صلى الله عليه واله فشكى إليه
وخبره الخبر ، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه واله وخبره بقول الانصاري وما شكى ، وقال : إذا
أردت الدخول فاستأذن . فأبى ، فلما أبى ساومه حتى بلغ من الثمن ما شاءالله ، فأبى أن
يبيع ، فقال : لك بها عذق مذلل في الجنة ، فأبى أن يقبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للانصاري :
اذهب فاقلعها وارم بها إليه فإنه لاضرر ولاضرار .
كا : علي بن محمد بن بندار عن البرقي ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن
ابن مسكان ، عن زرارة ، عنه صلى الله عليه واله مثله وفيه : فقال رسول الله صلى الله عليه واله : إنك رجل مضار
وضرر ولاضرار على مؤمن . ( 2 )
28 - كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبدالله بن هلال ، عن عقبة
ابن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قضى رسول الله صلى الله عليه واله بين أهل المدينة في مشارب
النخل أنه لايمنع نقع الشئ ، وقضى بين أهل البادية أنه لا يمنع فضل ماء ليمنع به فضل
كلاء ، وقال : لاضرر ولاضرار .
* ( هامش ص 276 ) ( 1 ) بفتح العين وسكون الذال : النخلة بحملها .
( 2 ) الظاهر أنه متحد مع ماقبله وأن الاول مختصر منه . *
[277]
بيان : أقول : لهذا الاصل أي عدم الضرر شواهد كثيرة من الاخبار مذكورة في
مواضعها ، وقد أورد كثيرا منها الكليني في باب مفرد .
29 - وروى الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة ، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي وأبو
علي الطبرسي بأسانيدهم المعتبرة أن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري كتب إلى الناحية
المقدسة فسأل عن المصلي إذا قام من التشهد الاول للركعة الثالثة هل يجب عليه أن
يكبر ؟ فإن بعض أصحابنا قال : لا يجب عليه التكبير ويجزيه أن يقول : بحول الله وقوته
أقوم وأقعد . فخرج الجواب : أن فيه حديثين : أما أحدهما فإنه إذا انتقل من حالة إلى
حالة اخرى فعليه تكبير ، وأما الآخر فإنه روي أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية
فكبر ثم جلس ثم قام فليس عليه للقيام بعد القعود تكبير ، وكذلك التشهد الاول
يجري هذا المجرى ، وبأيهما أخذت من باب التسليم كان صوابا .
30 - يه : عن النبي صلى الله عليه واله : المسلمون عند شروطهم .
31 - كتاب عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول
الله عزوجل : ياأيها الذين آمنو اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم
تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبيكم وما جعل عليكم في الدين من حرج .
فقال : في الصلاة والزكاة والصيام والخير أن تفعلوه .
بيان : الظاهرأن الغرض تعميم نفي الحرج .
32 - كا ، يب : أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن
عبدالاعلى مولى آل سام ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام عثرت فانقطع ظفري فجعلت
على إصبعي مرارة فكيف أصنع بالوضوء ؟ قال : تعرف هذا وأشباهه من كتاب الله ، قال الله
عزوجل : ما جعل عليكم في الدين من حرج . امسح عليه .
33 - يب : المفيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد
عن فضالة ، عن حماد بن عثمان ، عن محمد بن النعمان ، عن أبي الورد قال : قلت لابي جعفر
عليه السلام : إن أباظبيان ( 1 ) حدثني أنه رأى عليا عليه السلام أراق الماء ثم مسح على الخفين
* ( هامش ص 277 ) ( 1 ) قال في التنقيح : اسمه الحصين بن جندب ، عده ابن مندة وأبونعيم من الصحابة وكنوه بأبى
جندب ، وعده الشيخ رحمه الله في رجاله من أصحاب على عليه السلام ، وقد كذبه مولانا الباقر عليه السلام
ثم ذكر هذا الخبر . *
[278]
فقال : كذب أبوظبيان ، أما بلغك قول علي عليه السلام فيكم : سبق الكتاب الخفين ، فقلت : فهل فيهما رخصة ؟ قال : لا إلا من عدو تتقيه ، أو ثلج تخاف علي رجليك .
34 - يب : بسند فيه جهالة قال : سألت أباالحسن عليه السلام عن ميت وجنب اجتمعا
ومعهما من الماء ما يكفي أحدهما أيهما يغتسل به ؟ قال : إذا اجتمعت سنة وفريضة بدئ
بالفرض . وروي هذا المضمون بسندين آخرين أيضا .
35 - يب : الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن نوح بن شعيب ، عمن رواه ،
عن عبيد بن زرارة ، قال : قلت هل على المرأة غسل من جنابتها إذا لم يأتها الرجل ؟
قال : لا وأيكم يرضى أن يرى ويصبرعلى ذلك أن يرى ابنته أو أخته أوأمته أو زوجته
أو أحدا من قرابته قائمة تغتسل ، فيقول : مالك ? فتقول حتلمت وليس لها ؟ ؟ - ثم
قال - : لا ليس عليهن ذاك ، وقد وضع الله ذلك عليكم قال تعالى : وإن كنتم جنبا فاطهروا .
ولم يقل ذلك لهن . ( 1 )
36 - يب : ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة قال : سئل أحدهما عليهما السلام عن رجل بدأ بيده
قبل وجهه وبرجليه قبل يديه . قال : يبدأ بما بدألله به وليعد على ما كان .
37 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : سألته عن مملوك تزوج بغير إذن سيده فقال : ذاك سيده إن شاء أجازه ، وإن شاء فرق بينهما . قلت : أصلحك الله إن الحكم بن عتيبة وإبراهيم النخعي وأصحابهما
يقولون : إن أصل النكاح فاسد ولا يحل بإجازة السيد له ، فقال أبوجعفر عليه السلام : إنه
لم يعص الله إنما عصى سيده فإذا أجازه فهو له جائز .
38 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ،
قال : قال لي أبوالحسن الرضا عليه السلام : يا أبامحمد ما تقول في رجل يتزوج نصرانية على
مسلمة ؟ قلت : جعلت فداك وما قولي بين يديك ، قال : لتقولن ، فإن ذلك يعلم به قولي ،
قلت : لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة وعلى غير مسلمة ، قال : ولم ؟ قلت : لقول
* ( هامش ص 278 ) ( 1 ) الاخذ به مشكل لابد من تأويله ، ولذا حمله الشيخ على أنها رأت في منامها وإذا انتبهت
لم تر شيئا . *
[279]
الله عزوجل : ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن . قال : فما تقول في هذه الآية : والمحصنات
من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ؟ قلت : فقوله : ولا تنكحوا المشركات نسخت هذه
الآية ؟ فتبسم ثم سكت .
39 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن أحمد بن عمر ، عن
درست الواسطي ، عن ابن رئاب ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا ينبغي نكاح أهل
الكتاب . قلت : جعلت فداك وأين تحريمه ؟ قال : قوله : ولا تمسكوا بعصم الكوافر .
40 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن زرارة قال : سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم . فقال :
هذه منسوخة بقوله : ولا تمسكوا بعصم الكوافر .
41 - يب : الحسين بن سعيد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن عليه السلام قال :
سألته عن المذي فأمرني بالوضوء منه ، ثم أعدت عليه سنة اخرى فأمرني بالوضوء منه
وقال : إن عليا عليه السلام أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه واله واستحيى أن يسأله . فقال :
فيه الوضوء . فقلت : وإن لم أتوضأ ؟ قال : لا بأس به
42 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن العلاء ، عن
محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام أنه قال : لو لم يحرم على الناس أزواج النبي صلى الله عليه واله
لقول الله عزوجل : وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا .
حرم على الحسن والحسين عليهما السلام بقول الله تبارك وتعالى اسمه : ولا تنكحوا ما نكح
آباؤكم من النساء . ولا يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده .
43 - كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن جمهور ، عن محمد بن إسماعيل ،
عن سعدان ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد .
فقال : رسول الله - صلى الله عليه واله - المنذر ، وعلي - عليه السلام - الهادي ، يا أبامحمد هل من هاد اليوم ؟
قلت : بلى جعلت فداك ، مازال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت إليك ، فقال : رحمك الله
يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب
والسنة ، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى .
[280]
44 - ع : سيأتي عن الرضا ، عن أبيه عليهما السلام : أن رجلا سأل أبا عبدالله
عليه السلام : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة ؟ فقال : إن الله تبارك و
تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد وعند
كل قوم غض إلى يوم القيامة .
45 - كا ، يب : علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن
أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليه السلام - حين سأله عن أحكام الجهاد - فساق الحديث إلى
أن قال عليه السلام : فمن كان قد تمت فيه شرائط الله عزوجل التي قد وصف بها أهلها من
أصحاب النبي صلى الله عليه واله وهو مظلوم فهو مأذون له في الجهاد كما أذن لهم ، لان حكم
الله في الاولين والآخرين وفرائضه عليهم سواء ، إلا من علة أو حادث يكون ، والاولون
والآخرون أيضا في منع الحوادث شركاء ، والفرائض عليهم واحدة ، يسئل الآخرون عن
أداء الفرائض كما يسئل عنه الاولون ، ويحاسبون كما يحاسبون به .
46 - كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان الاحمر ، عن
حمزة بن الطيار عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : اكتب . فأملى علي : ان من قولنا :
إن الله يحتج على العباد بما آتاهم وعرفهم ثم أرسل إليهم رسولا وأنزل عليهم الكتاب فأمر
فيه ونهي ، أمر فيه بالصلاة والصيام . الخبر .
47 - يد : العطار ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : رفع عن امتي تسعة : الخطاء ، والنسيان ، وما أكرهوا
عليه ، ومالا يطيقون ، ومالا يعلمون ، وما اضطروا إليه ، والحسد ، والطيرة ، والتفكر


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 280 سطر 19 إلى صفحه 288 سطر 18

في الوسوسة في الخلق مالم ينطق بشفة
كا : بالاسناد مثله
48 - يد : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن فرقد ،
عن زكريا بن يحيى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال ماحجب الله علمه عن العباد فهو موضوع
عنهم .
49 - يد : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حفص قال : قال
[281]
أبوعبدالله عليه السلام : من عمل بما علم كفي ما لم يعلم .
50 - يد : أبي ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن الجحال ، عن ثعلبة ، عن
عبدالاعلى قال سألت أباعبدالله عليه السلام : عمن لا يعرف شيئا هل عليه شئ ؟ قال : لا .
51 - يب : الحسين بن سعيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر
عليه السلام أنه سأل عن سباع الطير والوحش حتى ذكر له القنافذ والوطواط والحمير والبغال
فقال : ليس الحرام إلا ما حرمه الله في كتابه . الخبر .
52 - كا ، يب : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن عامر ، عن ابن بكير ، عن
أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إذا استيقنت أنك قد أحدثت فتوضأ ، وإياك أن تحدث
وضوءا أبدا حتى تستيقن أنك قد أحدثت .
53 - كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل ، عن حماد ، عن حريز ،
عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : قلت له : من لم يدر في أربع هو أم في ثنتين وقد أحرز
ثنتين ؟ قال : يركع ركعتين وأربع سجدات وهو قائم بفاتحة الكتاب ويتشهد ولا شئ
عليه ، وإذا لم يدر في ثلاث هو أو في أربع وقد أحرز الثلاث قام فأضاف إليها اخري ولا
شئ عليه ، ولا ينقض اليقين بالشك ولا يدخل الشك في اليقين ، ولا يخلط أحدهما بالآخر
ولكنه ينقض الشك باليقين ويتم على اليقين فيبني عليه ، ولا يعتد بالشك في حال من
الحالات .
54 - يب : محمد بن علي بن محبوب ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : سألته
عن الرجل يأتي السوق فيشتري جبة فراء لا يدري أذكية هي أم غير ذكية أيصلي فيها ؟
فقال : نعم ليس عليكم المسألة إن أباجعفر عليه السلام كان يقول : إن الخوارج ضيقوا على
أنفسهم بجهالتهم . إن الدين أوسع من ذلك
يه : عن سليمان الجعفري ، عن العبد الصالح عليه السلام مثله .
55 - يب : الحسين بن سعيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قلت له : أصاب
ثوبي دم رعاف أو غيره أو شئ من المني - إلى أن قال - : فإن ظننت أنه قد أصابه ولم أتيقن
ذلك فنظرت فلم أر شيئا ثم صليت فرأيت فيه ؟ قال : تغسله ولا تعيد الصلاة ، قلت : لم ذاك ؟
[282]
قال لانك كنت على يقين من طهارتك ثم شككت فليس ينبغي لك أن تنقض اليقين
بالشك أبدا ، قلت : فهل علي إن شككت في أنه أصابه شئ أن أنظر فيه ؟ قال : لا ولكنك
تريد أن تذهب الشك الذي وقع في نفسك ، قلت : فإني قد علمت أنه قد أصابه ولم
أدر أين هو فأغسله ؟ قال : تغسل من ثوبك الناحية التي ترى أنه قد أصابها حتى تكون
على يقين من طهارتك . الخبر .
ع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد مثله .
56 - يب : سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : سأل
أباعبدالله عليه السلام وأنا حاضر : إني اعير الذمي ثوبي وأنا أعلم أنه يشرب الخمر ويأكل لحم
الخنزير فيرده علي فأغسله قبل أن اصلي فيه ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : صل فيه ولا تغسله
من أجل ذلك فإنك أعرته إياه وهو طاهر ولم تستيقن أنه نجسه ، فلا بأس أن تصلي فيه
حتى تستيقن أنه نجسه .
57 - يب : الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن ضريس الكناسي ، قال : سألت
أباجعفر عليه السلام عن السمن والجبن نجده في أرض المشركين بالروم أنأكله ؟ فقال أما
ما علمت أنه قد خلطه الحرام فلا تأكل ، وأما مالم تعلم فكله حتى تعلم أنه حرام .
58 - يب : ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : كل شئ
يكون فيه حرام وحلال فهو لك حلال أبدا حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه .
59 - دعوات الراوندي ، والكافي عن زرارة قال : حضر أبوجعفر عليه السلام جنازة
رجل من قريش وأنا معه وكان عطاء فيها فصرخت فقال عطاء : لتسكتين أو
لنرجعن ؟ قال : فلم تسكت فرجع عطاء . قال قلت لابي جعفر عليه السلام : إن عطاء قد رجع ،
قال : ولم ؟ قلت : كان كذا وكذا ، قال : امض بنافلو أنا إذا رأينا شيئا من الباطل تركنا
الحق لم نقض حق مسلم . الخبر .
60 - كتاب المسائل لعلي بن جعفر قال : سألت أخي موسى عليه السلام عمن يروي
تفسيرا أورواية عن رسول الله صلى الله عليه واله في قضاء أوطلاق أو عتق أو شئ لم نسمعه قط من
مناسك أو شبهه من غير أن يسمى لكم عدوا ، أيسعنا أن نقول في قوله : ألله أعلم إن كان
[283]
آل محمد صلوات الله عليهم يقولونه ؟ قال : لايسعكم حتى تستيقنوا .
61 - كا ، يب : سعد بن عبدالله ، عن أبي جعفر ، عن الحسن بن علي بن فضال ،
عن ابن بكير ، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام إن امي كانت جعلت عليها
نذرا ان الله رد عليها بعض ولدها من شئ كانت تخاف عليه أن تصوم ذلك اليوم الذي
يقدم فيه ما بقيت ، فخرجت معنا مسافرة إلى مكة ، فأشكل علينا لمكان النذر أتصوم أو تفطر ؟
فقال لا تصوم وضع الله عزوجل عنها حقه وتصوم هي ما جعلت على نفسها . الخبر .
62 - كتاب جعفربن محمد بن شريح ، عن حميد بن شعيب ، عن جابر الجعفي ، عن الباقر
عليه السلام قال : إن المؤمن بركة على المؤمن ، وإن المؤمن ، حجة الله .
أقول : سيأتي كثيرمن أخبار هذا الباب في كتاب العدل وكثير منها متفرقة في
الابواب الماضية والآتية ، وسنورد جميعها مع ما يتيسر من القول فيها في المجلد الخامس
والعشرين إن شاءالله تعالي .
* ( باب 34 ) *
* ( البدع والرأى والمقائيس ) *
الايات ، الكهف : ولايشرك في حكمه أحدا 26
القصص : ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله 50
الروم : بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم بغير علم 29
ص : ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب
شديد بما نسوا يوم الحساب 26
حمعسق : واستقم كما امرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من
كتاب 15 " وقال تعالى " : أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله 21
الجاثية : ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون
إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا 18 ، 19
[284]
محمد : أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم 14
النجم : إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى 23
1 - نهج ، ج : روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال : ترد على أحدهم القضية
في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها
بخلاف قوله ، ثم تجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا
وإلههم واحد ، وكتابهم واحد ، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه
فعصوه ؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ؟ أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا
وعليه أن يرضى ؟ أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه واله عن تبليغه وأدائه ؟ والله سبحانه
يقول : ما فرطنا في الكتاب من شئ . وفيه تبيان كل شئ ، وذكر أن الكتاب يصدق
بعضه بعضا وأنه لااختلاف فيه فقال سبحانه : ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا . وإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفني عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف
الظلمات إلابه .
بيان : هذا تشنيع على من يحكم برأيه وعقله من غير رجوع إلى الكتاب والسنة و
إلى أئمة الهدى عليهم السلام فإن هذا إنما يكون إما بإله آخر بعثهم أنبياء وأمرهم
بعدم الرجوع إلى هذا النبي المبعوث وأوصيائه عليهم السلام ، أو بأن يكون الله شرك بينهم و
بين النبي صلى الله عليه واله في النبوة ، أو بأن لا يكون الله عزوجل بين لرسوله صلى الله عليه واله جميع ما يحتاج
إليه الامة ، أو بأن بينه له لكن النبي قصر في تبليغ ذلك ولم يترك بين الامة أحدا
يعلم جميع ذلك ، وقد أشار عليه السلام إلى بطلان جميع تلك الصور ، فلم يبق إلا أن يكون بين
الامة من يعرف جميع ذلك ويلزمهم الرجوع إليه في جميع أحكامهم .
وأما الاختلاف الناشئ من الجمع بين الاخبار بوجوه مختلفة أو العمل بالاخبار
المتعارضة باختلاف المرجحات التي تظهر لكل عالم بعد بذل جهدهم وعذم تقصيرهم
فليس من ذلك في شئ ، وقد عرفت ذلك في باب اختلاف الاخبار ، ويندفع بذلك إذا
أمعنت النظر كثير من التشنيعات التي شنعها بعض المتأخرين على أجلة العلماء الاخيار .
2 - ج : روي أن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال : إن أبغض الخلائق إلى الله
[285]
تعالى رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل ، مشعوف بكلام بدعة
ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به
في حياته وبعد وفاته ، حمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته . ورجل قمش جهلا فوضعه
في جهال الامة ، غارا في أغباش الفتنة ، عم بما في عقد الهدنة ، قد سماه اشباه الرجال
عالما وليس به ، بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر ، حتى إذا ارتوى من آجن
وأكثر من غير طائل ، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، إن خالف
من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي من بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزل
به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به ، فهو من لبس الشبهات في
مثل نسج العنكبوت لايدري أصاب أم أخطأ ، إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ ، و
إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب ، جاهل خباط جهلات ، غاش ركاب عشوات ، لم
يعض على العلم بضرس قاطع ، يذري الروايات إذراء الريح الهشيم ، لامليئ والله بإصدار
ما ورد عليه ، ولا يحسب العلم في شئ مما أنكره ، ولا يرى أن من وراء مابلغ منه مذهبا
لغيره ، وإن قاس شيئا بشئ لم يكذب رأيه , وإن أظلم عليه أمراكتتم به لمايعلم من جهل نفسه , يصرخ من جور قضائه الدماء ، وتعج منه المواريث ، إلى الله أشكو من معشر يعيشون
جهالا ويموتون ضلالا .
وروي أنه عليه السلام قال بعد ذلك : أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا
تعتذرون بجهالته ، فإن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم
النبيين في عترة نبيكم محمد صلى الله عليه واله فأنى يتاه بكم ؟ ! بل أين تذهبون ؟ ! يا من نسخ من
أصلاب السفينة ، هذه مثلها فيكم فاركبوها ، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو
في هذه من دخلها ، أنا رهين بذلك قسما حقا ، وما أنا من المتكلفين ، والويل لمن تخلف
ثم الويل لمن تخلف ، أما بلغكم ما قال فيكم نبيكم صلى الله عليه واله حيث يقول في حجة الوداع :
اني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي
وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ألا هذا عذب
فرات فاشربوا ، وهذا ملح أجاج فاجتنبوا .
[286]
بيان : قد سبق مثله بتغيير ما في باب من يجوز أخذ العلم منه وقد شرحناه هناك .
والرث : الضعيف البالي .
3 - ج : عن بشير بن يحيي العامري ، عن ابن أبي ليلى ، قال : دخلت أنا والنعمان
أبوحنيفة على جعفر بن محمد عليهما السلام فرحب بنا فقال : يا ابن أبي ليلى من هذا الرجل ؟
فقلت : جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة ، له رأي وبصيرة ونفاذ ( 1 ) ، قال : فلعله
الذي يقيس الاشياء برأيه ، ثم قال : يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك ؟ قال : لا ، قال :
ما أراك تحسن أن تقيس شيئا ولا تهتدي إلا من عند غيرك ، فهل عرفت الملوحة في العينين ،
والمرارة في الاذنين ، والبرودة في المنخرين ، والعذوبة في الفم ؟ قال : لا . قال : فهل عرفت
كلمة أولها كفر وآخرها إيمان ؟ قال : لا . قال ابن أبي ليلى : فقلت : جعلت فداك لا
تدعنا في عمياء مما وصفت لنا . قال : نعم حدثني أبي ، عن آبائي عليهم السلام : أن رسول الله صلى الله عليه واله
قال : إن الله خلق عيني ابن آدم شحمتين فجعل فيهما الملوحة فلولا ذلك لذابتا ولم يقع
فيهما شئ من القذى إلا أذابهما ، والملوحة تلفظ ما يقع في العينين من القذى ، وجعل المرارة في الاذنين حجابا للدماغ ، وليس من دابة تقع في الاذن إلا التمست الخروج ،
ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ ، وجعل البرودة في المنخرين حجابا للدماغ ، ولولا
ذلك لسال الدماغ ، وجعل العذوبة في الفم منا من الله تعالى على ابن آدم ، ليجد لذة
الطعام والشراب . وأما كلمة أولها كفر وآخرها إيمان فقول " لا إله إلا الله " أولها
كفر وآخرها إيمان ، ثم قال : يا نعمان إياك والقياس فإن أبي حدثني عن آبائه عليهم السلام
أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه الله تبارك وتعالى مع إبليس
في النار ، فإنه أول من قاس حيث قال : خلقتني من نار وخلقته من طين . فدعوا الرأي
والقياس فإن دين الله لم يوضع على القياس .
ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن معاذ بن عبدالله ، عن بشر بن يحيى العامري ،
عن ابن أبي ليلى مثله إلا أن مكان " بصيرة " " نظر " وبعد قوله : " أن تقيس شيئا " قوله :
" ولا تهتدي إلا من عند غيرك فهل عرفت مما الملوحة " ومكان " عمياء " " عمى " و" على
* ( هامش ص 286 ) ( 1 ) وفى نسخة . ونقاد *
[287]
شحمتين " و" لذاذة الطعام " و" حين قال خلقتني " " فدعوا الرأي والقياس وما قال قوم ليس
له في دين الله برهان " " فإن دين الله لم يوضع بالآراء والمقائيس " .
4 - ج : في رواية اخرى أن الصادق عليه السلام قال لابي حنيفة : - لما دخل عليه - من
أنت ؟ قال : أبوحنيفة . قال عليه السلام : مفتي أهل العراق ؟ قال : نعم . قال : بما تفتيهم ؟ قال :
بكتاب الله . قال عليه السلام : وإنك لعالم بكتاب الله ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ؟ قال :
نعم . قال : فأخبرني عن قول الله عزوجل : وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين .
أي موضع هو ؟ قال أبوحنيفة : هو ما بين مكة والمدينة . فالتفت أبوعبدالله عليه السلام إلى جلسائه
وقال : نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة ولا تأمنون على دمائكم من القتل وعلى
أموالكم من السرق ؟ فقالوا : اللهم نعم . فقال أبوعبدالله عليه السلام : ويحك يا أبا حنيفة إن
الله لا يقول إلا حقا ، أخبرني عن قول الله عزوجل : ومن دخله كان آمنا ، أي موضع هو ؟
قال : ذلك بيت الله الحرام ، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام إلى جلسائه وقال : نشدتكم بالله هل
تعلمون أن عبدالله بن زبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل ؟ قالوا : اللهم نعم ، فقال
أبوعبدالله عليه السلام : ويحك يا أباحنيفة إن الله لايقول إلا حقا . فقال أبوحنيفة : ليس لي علم
بكتاب الله إنما أنا صاحب قياس . فقال أبوعبدالله عليه السلام : فانظر في قياسك إن كنت مقيسا
أيما أعظم عند الله القتل أوالزنا ؟ قال : بل القتل . قال : فكيف رضي في القتل بشاهدين
ولم يرض في الزنا إلا بأربعة ؟ ثم قال له : الصلاة أفضل أم الصيام ؟ قال : بل الصلاة أفضل .
قال عليه السلام : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء مافاتها من الصلاة في حال حيضها
دون الصيام ، وقد أوجب الله تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة ، ثم قال له : البول أقذر
أم المني ؟ قال : البول أقذر . قال عليه السلام : يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول
دون المني وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول . قال : إنما أنا صاحب رأي .
قال عليه السلام : فما ترى في رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة فدخلا
بإمرأتيهما في ليلة واحدة ، ثم سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد فولدتا غلامين فسقط
البيت عليهم فقتل المرأتين وبقي الغلامان أيهما في رأيك المالك وأيهما المملوك ؟ وأيهما
الوارث وأيهما الموروث ؟ قال : إنما أنا صاحب حدود ! قال : فما ترى في رجل أعمي
[288]
فقاء عين صحيح ( 1 ) وأقطع يد رجل كيف يقام عليهما الحد ؟ قال : إنما أنا رجل عالم
بمباعث الانبياء ! قال : فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى وهارون حين بعثهما إلى
فرعون : لعله يتذكر أو يخشى . ولعل منك شك ؟ قال : نعم ، قال : فكذلك من الله شك
إذ قال : لعله ؟ قال أبوحنيفه : لا علم لي ! قال عليه السلام : تزعم أنك تفتي بكتاب الله ولست
ممن ورثه ، وتزعم أنك صاحب قياس وأول من قاس إبليس ، ولم يبن دين الاسلام على القياس ، وتزعم أنك صاحب رأي وكان الرأي من رسول الله صلى الله عليه واله صوابا ومن دونه
خطاءا ، لان الله تعالى قال : احكم بينهم بما أراك الله . ولم يقل ذلك لغيره ، وتزعم أنك صاحب حدود ومن أنزلت على أولى بعلمها منك ، وتزعم أنك عالم بمباعث الانبياء و
لخاتم الانبياء أعلم بمباعثهم منك ، لولا أن يقال دخل على ابن رسول الله فلم يسأله عن شئ
ما سألتك عن شئ فقس إن كنت مقيسا . قال : لا تكلمت بالرأي والقياس في دين الله بعد هذا
المجلس . قال : كلا إن حب الرئاسة غير تاركك لم يترك من كان قبلك . تمام الخبر .
بيان : غرضه عليه السلام بيان جهله وعجزه عن استنباط الاحكام الشرعية بدون
الرجوع إلى إمام الحق . والمقيس لعله اسم آلة أو اسم مكان . وسيأتي شرح كل جزء من
أجزاء الخبر في المقام المناسب لذكره ، وذكرها هناك موجب للتكرار .
5 - ج : عن عيسى بن عبدالله القرشي ، قال : دخل أبوحنيفة على أبي عبدالله عليه السلام
فقال : يا أباحنيفة قد بلغني أنك تقيس ، فقال : نعم . فقال : لاتقس فإن أول من قاس
إبليس لعنه الله حين قال : خلقتني من نار وخلقته من طين . فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس
نورية آدم بنورية النار عرف ما بين النورين وضياء أحدهما على الآخر .
ايضاح : يحتمل أن يكون المراد بالقياس هنا أعم من القياس الفقهي من
الاستحسانات العقلية والآراء الواهية التي لم تؤخذ من الكتاب والسنة ، ويكون


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 288 سطر 19 إلى صفحه 296 سطر 18

المراد أن طريق العقل مما يقع فيه الخطأ كثيرا فلايجوز الاتكال عليه في امور الدين ،
بل يجب الرجوع في جميع ذلك إلى أوصياء سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين
وهذا هو الظاهر في أكثر أخبار هذا الباب ، فالمراد بالقياس هنا القياس اللغوي ، ويرجع قياس
* ( هامش ص 288 ) ( 1 ) أى قلع عين صحيح . *
[289]
إبليس إلى قياس منطقي مادته مغالطة ، لانه استدل أولا على خيريته بأن مادته من نار
ومادة آدم من طين ، والنار خير من الطين فاستنتج من ذلك أن مادته خير من مادة آدم ثم
جعل ذلك صغرى ورتب القياس هكذا : مادته خير من مادة آدم ، وكل من كان مادته
خيرا من مادة غيره يكون خيرا منه ، فاستنتج أنه خير من آدم . ويرجع كلامه عليه السلام إلى
منع كبرى القياس الثاني بأنه لايلزم من خيرية مادة أحد على غيره كونه خيرا منه ، إذ لعله
تكون صورة الغير في غاية الشرافة وبذلك يكون ذلك الغير أشرف ، كما أن آدم لشرافة
نفسه الناطقة التي جعلها الله محل أنواره ومورد أسراره أشد نورا وضياءا من النار ، إذ نور
النار لا يظهر إلا في المحسوسات ، ومع ذلك ينطفئ بالماء والهواء ويضمحل بضوء الكواكب ،
ونور آدم نور به يظهر عليه أسرار الملك والملكوت ولا ينطفئ بهذه الاسباب والدواعي ،
ويحتمل أن يكون المراد بنور آدم عقله الذي به نورالله نفسه وبه شرفه على غيره ، ويحتمل
إرجاع كلامه عليه السلام إلى إبطال كبرى القياس الاول بأن إبليس نظر إلى النور الظاهر
في النار وغفل عن النور الذي أودعه الله في طين آدم لتواضعه ومذلته ، فجعله لذلك محل
رحمته ومورد فيضه ، وأظهر منه أنواع النباتات والرياحين والثمار والمعادن والحيوان ،
وجعله قابلا لافاضة الروح عليه ، وجعله محلا لعلمه وحكمته ، فنور التراب نورخفي
لا يطلع عليه إلا من كان له نور ، ونور النار نور ظاهر بلا حقيقة ولا استقرار ولا ثبات
ولا يحصل منها إلا الرماد وكل شيطان مريد . ويمكن حمل القياس هنا على القياس الفقهي
أيضا لانه لعنه الله اسنتبط أولا علة إكرام آدم فجعل علة ذلك كرامة طينته ، ثم قاس بأن
تلك العلة فيه أكثر وأقوى فحكم بذلك أنه بالمسجودية أولى من الساجدية ، فأخطأ
العلة ولم يصب وصار ذلك سببا لشركه وكفره ، ويدل على بطلان القياس بطريق أولى على بعض معانيه . وسيأتي تمام الكلام في ذلك وفي كيفية خلق آدم وإبليس في كتاب
السماء والعالم ، وكتاب قصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام إن شاءالله .
6 - ج : سأل محمد بن الحسن ( 1 ) أبا الحسن موسى عليه السلام بمحضر من الرشيد وهم
* ( هامش ص 289 ) ( 1 ) هو محمد بن الحسن الشيبانى الفقيه الحنفى نشأ بالكوفة فطلب الحديث ولقى جماعة من
الاعلام وحضر مجلس أبى حنيفة سنين ثم تفقه على أبى يوسف صاحب أبى حنيفة ، وصنف الكتب الكثيرة
النادرة ونشر علم أبى حنيفة ، وكان الرشيد قد ولاه قضاء الرقة ثم عزله عنها ، وقدم بغداد ولم يزل محمد * *
[290]
بمكة فقال له : أيجوز للمحرم أن يظلل عليه محمله ؟ فقال له موسى عليه السلام : لا يجوز له ذلك مع الاختيار . فقال له محمد بن الحسن : أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا ؟ فقال
له : نعم ، فتضاحك محمد بن الحسن عن ذلك ، فقال له أبوالحسن موسى عليه السلام : أفتعجب
من سنة النبي صلى الله عليه واله وتستهزئ بها ، إن رسول الله صلى الله عليه واله كشف ظلاله في إحرامه ومشى
تحت الظلال وهو محرم ، إن أحكام ألله تعالى - يامحمد - لاتقاس ، فمن قاس بعضها على بعض
فقد ضل سواء السبيل . فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا .
7 - وقد جرى لابي يوسف مع أبي الحسن موسى عليه السلام بحضرة المهدي مايقرب
من ذلك ، وهو : أن موسى عليه السلام سأل أبايوسف عن مسألة ليس عنده فيها شئ فقال
لابي الحسن موسى عليه السلام : إني اريد أن أسألك عن شئ ، قال : هات . فقال : ما تقول
في التظليل للمحرم ؟ قال : لا يصلح . قال فيضرب الخباء في الارض فيدخل فيه ؟ قال :
نعم . قال : فما فرق بين هذا وذاك ؟ قال أبوالحسن موسى عليه السلام : ما تقول في الطامث تقضي الصلاة ؟ قال : لا . قال : تقضي الصوم ؟ قال : نعم . قال : ولم ؟ قال : إن هذاكذا جاء .
قال أبوالحسن عليه السلام : وكذلك هذا ، قال المهدي لابي يوسف : ما أراك صنعت شيئا ، قال
يا أميرالمؤمنين رماني بحجة .
8 - نهج : من خطبة له عليه السلام : إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام
تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، ويتولى عليها رجال رجالا على غير دين الله ، فلو أن
الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين ( 1 ) ، ولو أن الحق خلص من لبس
الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث ( 2 )
فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى .
* ( هامش ص 290 ) * ابن الحسن ملازما للرشيد حتى خرج إلى الرى خرجته الاولى فخرج معه ومات برنبويه - قرية من
قرى الرى - سنة تسع وثمانين ومائة ، ومولده سنة خمس وثلاثين . وقيل : احدى وثلاثين . وقيل :
اثنتين وثلاثين ومائه . قاله ابن خلكان في وفيات الاعيان .
( 1 ) المرتادين : الطالبين للحقيقة .
( 2 ) الضغث بالكسر : قبضة حشيش مختلط فيها الرطب باليابس ، وهو مستعار للنصيب من الحق
والباطل . *
[291]
كتاب عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام عن أميرالمؤمنين
صلوات الله عليه مثله .
10 - ع : أبي رحمه الله ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هاشم ،
عن أحمد بن عبدالله العقيلي القرشي ، عن عيسى بن عبدالله القرشي رفع الحديث قال : دخل
أبوحنيفة على أبي عبدالله عليه السلام ، فقال له : يا أباحنيفة بلغني أنك تقيس ؟ قال : نعم
أنا أقيس . قال : لاتقس فإن أول من قاس إبليس حين قال : خلقتني من نار وخلقته من
طين . فقاس ما بين النار والطين ، ولوقاس نورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء
أحدهما على الآخر ، ولكن قس لي رأسك ، أخبرني عن اذنيك مالهما مرتان ؟ قال : لا
أدري . قال : فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال والحرام ؟ قال : يا ابن
رسول الله : أخبرني ماهو : قال إن الله عزوجل جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شئ
إلا مات لولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام ، وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو
والمر ، وجعل العينين ما لحتين لانهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا ، وجعل الانف
باردا سائلا لئلا يدع في الرأس داء إلا أخرجه ، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود .
ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن عيسى بن عبدالله مثله .
11 - ع : محمدبن الحسن القطان ، عن عبدالرحمن بن أبي حاتم ، عن أبي زرعة ، عن
هشام بن عمار ، عن محمدبن عبدالله القرشي ، عن ابن شبرمة ، قال : دخلت أنا وأبوحنيفة
على جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لابي حنيفة : اتق الله ولا تقس الدين برأيك ، فإن أول
من قاس إبليس ، أمره الله عزوجل بالسجود لآدم ، فقال : أنا خير منه خلقتني من نار و
خلقته من طين . ثم قال : أتحسن أن تقيس رأسك من بدنك ؟ قال : لا . قال جعفر عليه السلام :
فأخبرني لاي شئ جعل الله الملوحة في العينين ، والمرارة في الاذنين ، والماء المنتن في
المنخرين ، والعذوبة في الشفتين ؟ قال : لا أدري . قال جعفر عليه السلام : لان الله تبارك وتعالى
خلق العينين فجعلهما شحمتين ، وجعل الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم ، ولولا ذلك
لذابتا ، وجعل الاذنين مرتين ، ولولا ذلك لهجمت الدواب وأكلت دماغه ، وجعل الماء
في المنخرين ليصعد منه النفس وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الخبيثة ، وجعل العذوبة
[292]
في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه ومشربه . ثم قال جعفر عليه السلام لابي حنيفة : أخبرني
عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان ، قال : لا أدري . قال : هي لاإله إلاالله ، لوقال : لاإله
كان شرك ، ولو قال : إلاالله كان إيمان . ثم قال جعفر عليه السلام : ويحك أيهما أعظم قتل
النفس أوالزنا ؟ قال : قتل النفس . قال : فإن الله عزوجل قد قبل في قتل النفس شاهدين
ولم يقبل في الزنا إلا أربعة ، ثم أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟ قال : الصلاة . قال : فما
بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ فكيف يقوم لك القياس ؟ فاتق الله ولا تقس .
12 - ما : الحسين بن عبيدالله الغضائري ، عن هارون بن موسى ، عن علي بن معمر
عن حمدان بن معافا ، عن العباس بن سليمان ، عن الحارث بن التيهان ، قال : قال لي
ابن شبرمة : دخلت أنا وأبوحنيفة على جعفر بن محمد عليهما السلام فسلمت عليه - وكنت له صديقا -
ثم أقبلت على جعفر فقلت : أمتع الله بك ، هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل ، فقال له
جعفر عليه السلام : لعله الذي يقيس الدين برأيه ، ثم أقبل علي ، فقال : هذا النعمان بن ثابت ؟
فقال أبوحنيفة : نعم أصلحك الله . فقال : اتق الله ولا تقس الدين برأيك . - وساق الحديث
نحو ما مر إلى قوله عليه السلام - : ولا تقضي الصلاة ، اتق الله يا عبدالله فإنا نحن وأنتم غدا إذا
خلقنا بين يدي الله عزوجل ، ونقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله ، وتقول أنت وأصحابك :
اسمعنا وأرينا ، فيفعل بنا وبكم ما شاءالله عزوجل .
13 - ع : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن البرقي ، عن شعيب بن أنس ، عن
بعض أصحاب أبي عبدالله عليه السلام قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه غلام كندة
فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها ، فعرفت الغلام والمسألة فقدمت الكوفة فدخلت على
أبي حنيفة ، فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه
أبوعبدالله عليه السلام ، فقمت إليه فقلت : ويلك يا أباحنيفة إني كنت العام حاجا فأتيت
أبا عبدالله عليه السلام مسلما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذا المسألة بعينها فأفتاه
بخلاف ما أفتيته . فقال : وما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه ، أنا لقيت الرجل وسمعت
من أفواههم ، وجعفر بن محمد صحفي ، فقلت في نفسي : والله لاحجن ولو حبوا قال : فكنت
في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت فأتيت أبا عبدالله عليه السلام فحكيت له الكلام فضحك
[293]
ثم قال : عليه لعنة الله أما في قوله : إني رجل صحفي فقد صدق ، قرأت صحف إبراهيم و
موسى ، فقلت له : ومن له بمثل تلك الصحف ؟ قال : فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان
عنده جماعة من أصحاب فقال للغلام : انظر من ذا ؟ فرجع الغلام فقال : أبوحنيفة . قال : أدخله
فدخل فسلم على أبي عبدالله عليه السلام فرد عليه السلام ، ثم قال : أصلحك الله أتأذن لي في القعود
فأقبل على أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه . ثم قال الثانية والثالثة فلم يلتفت إليه ،
فجلس أبوحنيفة من غير إذنه فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال : أين أبوحنيفة ؟
فقال هو ذا أصلحك الله ، فقال : أنت فقيه أهل العراق . قال : نعم . قال : فبما تفتيهم ؟ قال
بكتاب الله وسنة نبيه قال : يا أباحنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ و
المنسوخ ؟ قال : نعم ، قال : يا أباحنيفة ولقد إدعيت علما ، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند
أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ، ويلك ولا هو إلا عندالخاص من ذرية نبينا صلى الله عليه واله ، وما
ورثك الله من كتابه حرفا ، فإن كنت كما تقول ولست كما تقول - فأخبرني عن قول الله
عزوجل : سيروا فيها ليالي وأياما آمنين . أين ذلك من الارض ؟ قال : أحسبه ما بين مكة
والمدينة ، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام إلى أصحابه فقال : تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين
المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون ؟ قالوا : نعم . قال : فكست
أبوحنيفة ، فقال : يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عزوجل : من دخله كان آمنا . أين ذلك
من الارض ؟ قال : الكعبة . قال : أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على
ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها ؟ قال : فكست ، ثم قال : يا أباحنيفة إذا ورد
عيك شئ ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع ؟ فقال : أصلحك الله
أقيس وأعمل فيه برأيي . قال : يا أباحنيفة إن أول من قاس إبليس الملعون ، قاس على ربنا
تبارك وتعالى فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . فسكت أبوحنيفة . فقال :
يا أباحنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة ؟ فقال : البول . فقال : الناس يغتسلون من الجنابة
ولا يغتسلون من البول ، فسكت : فقال : يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم ؟ قال
الصلاة . فقال : فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها ؟ فسكت . قال ، يا أباحنيفة
أخبرني عن رجل كانت له أم ولد وله منها ابنة ، وكانت له حرة لا تلد فزارت الصبية
[294]
بنت أم الولد أباها ، فقام الرجل بعد فراغه من صلاة الفجر فواقع أهله التي لا تلد وخرج
إلى الحمام فأرادت الحرة أن تكيد أم الولد وابنتها عند الرجل فقامت إليها بحرارة
ذلك الماء فوقعت إليها وهي نائمة فعالجتها كما يعالج الرجل المرأة فعلقت ، أي شئ عندك
فيها ؟ قال : لاوالله ما عندي فيها شئ . فقال : يا أبا حنيفة أخبرني عن رجل كانت له جارية
فزوجها من مملوك له وغاب المملوك ، فولد له من أهله مولود ، وولد للمملوك مولود
من أم ولد له فسقط البيت على الجاريتين ومات المولى ، من الوارث ؟ فقال : جعلت فداك لا
والله ما عندي فيها شئ ، فقال أبوحنيفة : أصلحك الله إن عندنا قوما بالكوفة يزعمون أنك
تأمرهم بالبراءة من فلان وفلان ( 1 ) ، فقال : ويلك يا أباحنيفة لم يكن هذا معاذالله ، فقال :
أصلحك الله إنهم يعظمون الامر فيهما ( 2 ) قال : فما تأمرني ؟ قال : تكتب إليهم ، قال : بماذا ؟
قال : تسألهم الكف عنهما ( 3 ) ، قال : لايطيعوني ، قال بلى أصلحك الله إذا كنت أنت الكاتب
وأنا الرسول أطاعوني ، قال : يا أباحنيفة أبيت إلا جهلا كم بينى وبين الكوفة من الفراسخ ؟
قال : أصلحك الله ما لايحصى ، فقال كم بيني وبينك ؟ قال : لا شئ ، قال : أنت دخلت
علي في منزلي فأستأذنت في الجلوس ثلاث مرات فلم آذن لك فجلست بغير إذني خلافا
علي ، كيف يطيعوني اولئك وهم ثم وأنا ههنا ؟ قال : فقنع رأسه وخرج وهو يقول : أعلم
الناس ولم نره عند عالم . فقال أبوبكر الحضرمي : جعلت فداك الجواب في المسألتين
الاولتين ؟ فقال : يا أبابكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين . فقال : مع قائمنا أهل البيت
وأما قوله : ومن دخله كان آمنا فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد
أصحابه كان آمنا .
بيان : قوله عليه السلام : ولست كما تقول جملة حالية اعترضت بين الشرط والجزاء
لرفع توهم أن هذا الشرط والتقدير محتمل الصدق ، وأما قوله تعالى : سيروا فيها ليالى و
أياما آمنين . فهو في القرآن مذكور بين الآيات التي اوردت في ذكر قصة أهل سبا ، حيث
قال : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا
* ( هامش ص 294 ) ( 1 ) وفى نسخة : من فلان وفلان وفلان .
( 2 ) وفى نسخة : انهم يعظمون الامر فيهم
( 3 ) وفى نسخة : تسألهم الكف عنهم . *
[295]
فيها ليالي وأياما آمنين . فعلى تأويله عليه السلام تكون هذه الجملة معترضة بين تلك القصة
لبيان أن هذا الامن الذي كان لهم في تلك القرى وقد زال عنهم بكفرانهم سيعود في ليالي
وأيام زمان القائم عليه السلام ، ولذا قال تعالى : وقدرنا .
وأماقوله تعالى : ومن دخله . فعلى تأويله عليه السلام يكون المراد الدخول في ذلك
الزمان مع بيعته عليه السلام في الحرم ، أو أنه لما كانت حرمة البيت مقرونة بحرمتهم عليهم السلام
راجعة إليها فيكون الدخول فيها كناية عن الدخول في بيعتهم ومتابعتهم على هذا اليطن
من الآية .
وأما قوله عليه السلام : أيما أرجس لعله ذكره الزاما عليه لانه كان يقول : بأن البول
أرجس حتى أنه نسب إليه أنه قال : بطهارة المني بعد الفرك ، وأما في مسألة السحق
وإن لم يذكر عليه السلام جوابه ههنا فقد قال الشيخ في النهاية : أن على المرأة الرجم و
يلحق الولد بالرجل ، ويلزم المرأة المهر ، وعليه دلت صحيحة محمد بن مسلم وغيرها ،
وقد خالف بعض الاصحاب في لزوم الرجم بل اكتفوا بالجلد ، وبعضهم في تحقق النسب .
وسيأتي الكلام فيه في محله .
وأما سقوط البيت على الجاريتين فالظاهر أن السؤال عن اشتباه ولد المملوك
وولد المولى كمامر ، وفرض سقوط البيت على الجاريتين لتقريب فرض الاشتباه ، والمشهور
بين الاصحاب فيه القرعة كما تقتضيه اصولهم ، وكلاهما مرويان في الكافي .
14 - ع : الحسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد قال : حدثنا أبوعبدالله
الداري ، عن ابن البطائني ، عن سفيان الحريري ، عن معاذ ، عن بشر بن يحيى العامري ،
عن ابن أبي ليلى قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام ومعي نعمان فقال أبوعبدالله : من الذي
معك ؟ فقلت : جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له نظر ونفاذ رأي ( 1 ) يقال له : نعمان . قال :
فلعل هذا الذي يقيس الاشياء برأيه ؟ فقلت : نعم . قال : يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك ؟
فقال : لا ، فقال : ما أراك تحسن شيئا ولا فرضك إلا من عند غيرك ، فهل عرفت كلمة
أولها كفرو آخرها إيمان ؟ قال : لا . قال : فهل عرفت ما الملوحة في العينين ، والمرارة
* ( هامش ص 295 ) ( 1 ) وفى نسخة ونقاد رأى . *
[296]
في الاذنين ، والبرودة في المنخرين والعذوبة في الشفتين ؟ قال : لا . قال : ابن أبي ليلى
فقلت : جعلت فداك فسرلنا جميع ما وصفت . قال : حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول
الله صلى الله عليه واله : إن الله تبارك وتعالى خلق عيني ابن آدم من شحمتين ( 1 ) فجعل فيهما الملوحة
ولولا ذلك لذابتا ، فالملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذى ، ( 2 ) وجعل المرارة في الاذنين
حجابا من الدماغ فليس من دابة تقع فيه إلا التمست الخروج ، ولولا ذلك لوصلت إلى
الدماغ ، وجعلت العذوبة في الشفتين منا من الله عزوجل على ابن آدم ، يجد بذلك عذوبة
الريق وطم الطعام والشراب ، وجعل البرودة في المنخرين ( 3 ) لئلا تدع في الرأس شيئا إلا
أخرجته . فقلت : فما الكلمة التي أولها كفرو آخرها إيمان ؟ قال : قول الرجل : لاإله
إلاالله . فأولها كفرو آخرها إيمان ، ثم قال : يا نعمان إياك والقياس فقد حدثني أبي ، عن
آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال : من قاس شيئا بشئ قرنه الله عزوجل مع إبليس
في النارفإنه أول من قاس على ربه ، فدع الرأي والقياس ، فإن الدين لم يوضع بالقياس
وبالرأى .
بيان : قوله عليه السلام : ولافرضك معطوف على قوله : شيئا أوعلى الضمير المنصوب في
" أراك " والاول أظهر .
15 - ع : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن الجمهور العمي
بإسناده رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة . قيل يارسول
الله وكيف ذاك ؟ قال : إنه قد اشرب قلبه حبها .
ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن العمي مثله .


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 296 سطر 19 إلى صفحه 304 سطر 18

بيان : لعل المراد أنه لا يوفق للتوبة كما يظهر من التعليل أو لاتقبل توبته قبولا
كاملا .
* ( هامش ص 296 ) ( 1 ) الشحم : ما ابيض وخف من لحم الحيوان كالذى يغشى الكراش والامعاء ونحوها وبالفارسية
" بيه " .
( 2 ) القذى : مايقع في العين او في الشراب من تبنة أو نحوها .
( 3 ) المنخر الانف . *
[297]
16 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر
عليها ، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان فقال له : ياهذا إنك قد طلبت
الدنيا من حلال فلم تقدر عليها ، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها ، أفلا أدلك على شئ
تكثر به دنياك ويكثر به تبعك ؟ قال : بلى . قال : تبتدع دينا وتدعو إليه الناس . ففعل
فاستجاب له الناس وأطاعوه وأصاب من الدنيا ، ثم إنه فكر فقال : ما صنعت ؟ ابتدعت
دينا ودعوت الناس ما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته إليه فأرده عنه . فجعل يأتي
أصحابه الذين أجابوه فيقول لهم ، إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته فجعلوا
يقولون له : كذبت وهو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه . فلما رأى ذلك
عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه وقال : لا أحلها حتى يتوب الله عزوجل
علي فأوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء : قل لفلان : وعزتي لو دعوتني حتى تنقطع
أو صالك ما استجبت لك حتى ترد من مات علي مادعوته إليه فيرجع عنه .
سن : أبي , عن ابن أبي عمير مثله .
ضا : مثله .
17 - يد ، ن ، لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان ( 1 ) عن الرضا
عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله قال الله جل جلاله : ما آمن
بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني ، بخلقي وما على ديني من استعمل القياس
في ديني .
ج : مرسلا مثله .
* ( هامش ) * ( 1 ) بفتح الراء المهملة والياء المشددة ، مشترك بين الرجلين : أحدهما ابن شبيب الثقة خال
المعتصم ، والاخر ابن الصلت البغدادى الاشعرى القمى الثقة الصدوق ، ويعسر تميزهما ولكن لما كان
كلاهما عدلان فلا إشكال في روايتهما . ويحتمل أن يكون الواقع في السند ابن الصلت لمكان رواية
إبراهيم بن هاشم عنه ، حيث قال الشيخ في الفهرست : الريان بن الصلت له كتاب أخبرنا به الشيخ
أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيدالله ، عن محمد بن على بن الحسين ، عن أبيه ، وحمزة بن
محمد ، ومحمد بن على ، عن على بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت . ( * )
[298]
18 - لى : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن داود بن فرقد
عن ابن شبرمة قال : ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليهما السلام إلا كاد أن يتصدع
له قلبي ، سمعته يقول : حدثني أبي , عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه واله - قال ابن شبرمة : واقسم بالله ما كذب على أبيه ، ولا كذب أبوه على جده ، ولاكذب جده على رسول الله
صلى الله عليه واله - قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك ، ومن أفتى الناس
وهو لايعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك . ( 1 )
19 - لى : في كلمات النبي صلى الله عليه واله برواية أبي الصباح ، عن الصادق عليه السلام ، شر
الامور محدثاتها .
20 - فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي : والذين
كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم . هؤلاء أهل
البدع والشبهات والشهوات يسود الله وجوههم ثم يلقونه .
21 - فس : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : نزلت في الذين غيروا دين الله وخالفوا
أمرالله ، هل رأيتم شاعرا قط يتبعه أحد ؟ إنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم
الناس على ذلك .
22 - شى : عن أبي عبدالله عليه السلام في تفسير هذه الآية قال : هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا . ( 2 )
بيان : على هذا التأويل إنما عبر عنهم بالشعراء لانهم بنوا دينهم وأحكامهم على
المقدمات الشعرية الباطلة .
23 - فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : هل ننبئكم
بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
قال : هم النصارى ، والقسيسون ، والرهبان ، وأهل الشبهات والاهواء من أهل القبلة
والحرورية ، وأهل البدع .
* ( هامش ص 298 ) ( 1 ) تقدم الحديث عن المحاسن في باب النهى عن القول بغير علم تحت الرقم 24 . بواسطة بين
داود بن فرقد وابن شبرمة . ( 2 ) تقدم الحديث مسندا عن المعانى في باب ذم علماء السوء تحت الرقم 9 . *
[299]
بيان : الحرورية : هم الخوارج .
24 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام
قال : من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في
ارتماس .
بيان : أي يرتمس دائما في الضلالة والجهالة .
25 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، قال : قال لي جعفر بن محمد عليهما السلام : من أفتى
الناس برأيه فقد دان بما لايعلم ، ومن دان بما لايعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما
لايعلم .
26 - ب : عنهما ، عن حنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألني ابن شبرمة ما
تقول : في القسامة في الدم ؟ فأجبته بما صنع رسول الله صلى الله عليه واله قال : أرأيت لو أن النبي صلى الله عليه واله
لم يصنع هذا كيف كان يكون القول فيه ؟ ( 1 ) قال : قلت له : أما ما صنع النبي صلى الله عليه واله فقد
أخبرتك وأما لم يصنع فلا علم لي به .
27 - ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : حدثني زيد
ابن أسلم : أن رسول الله صلى الله عليه واله سئل عمن أحدث حدثا أو آوى محدثا ما هو ؟ فقال :
من ابتدع بدعة في الاسلام أو مثل بغير حد ، أومن انتهب نهبة يرفع المسلمون إليها
أبصارهم ، أو يدفع عن صاحب الحدث ، أوينصره أو يعينه .
بيان ، التمثيل : التنكيل والتعذيب البليغ كأن يقطع بعض أعضائه مثلا أي إذا
فعل ذلك في غير حد من الحدود الشرعية .
28 - ب : ابن عيسى : عن البرنظي قال : قلت للرضا عليه السلام : جعلت فداك إن
بعض أصحابنا يقولون : نسمع الامر يحكى عنك وعن آبائك عليهم السلام فنقيس عليه و
نعمل به . فقال : سبحان الله ! لاوالله ما هذا من دين جعفر ، هؤلاء قوم لاحاجة بهم إلينا ،
قدخرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا ، فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا و
* ( هامش ص 299 ) ( 1 ) أراد تقريره على القياس والرأى بأن النبى صلى الله عليه وآله لولم يقله لكان لك القول
بالقياس ورأيك . *
[300]
أباجعفر ؟ قال جعفر : لا تحملوا على القياس فليس من شئ يعدله القياس إلا والقياس
يكسره .
بيان : قوله عليه السلام : وصاروا في موضعنا أي رفعوا أنفسهم عن تقليد الامام و
ادعوا الامامة حقيقة حيث زعموا أنهم يقدرون على العلم بأحكام الله من غير نص ، وقوله :
فليس من شئ يعدله القياس أي ليس شئ يحكم القياس بعدله وصدقه إلا ويكسره قياس
آخر يعارضه ، فلا عبرة به ولا يصلح أن يكون مستندا لشئ لوهنه .
29 - ما : المفيد ، عن علي بن خالد المراغي ، عن أحمد بن الصلت ، عن حاجب
ابن الوليد ، عن الوصاف بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن خالد بن طليق قال : سمعت
أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم إنه
لايهيج على التقوى زرع قوم ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل ، ألا إن الخير كل الخير
فيمن عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره ، إن أبغض خلق الله إلى الله رجل
قمش علما من أغمار غشوة وأوباش فتنة فهو في عمى عن الهدى الذي اتي به من عند ربه
وضال عن سنة نبيه صلى الله عليه واله يظن أن الحق في صحفه ، كلا والذي نفس ابن أبي طالب
بيده قد ضل وأضل من افترى ، سماه رعاع الناس عالما ولم يكن في العلم يوما سالما
فكر فاستكثر ، ماقل منه خير مما كثر ، حتى إذا ارتوى من غير حاصل واستكثر من
غير طائل ، جلس للناس مفتيا ضامنا لتخليص مااشتبه عليهم ، فإن نزلت به إحدى
المهمات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع على الشبهات ، خباط جهالات ، ركاب عشوات
والناس من علمه في مثل غزل العنكبوت ، لايعتذر مما لايعلم فيسلم ، ولايعض على العلم
بضرس قاطع فيغنم ، تصرخ منه المواريث ، وتبكي من قضائه الدماء ، وتستحل به
الفروج الحرام غير مليئ والله بإصدار ماورد عليه ، ولانادم على مافرط منه ، اولئك
الذين حلت عليهم النياحة وهم أحياء . فقال : يا أميرالمؤمنين فمن نسأل بعدك وعلى
ما نعتمد ؟ فقال : استفتحوا كتاب الله فإنه إمام مشفق ، وهاد مرشد ، وواعظ ناصح ، ودليل
يؤدي إلى جنة الله عزوجل .
بيان : الاغمار جمع غمر بالضم وهو الجاهل الغر الذي لم يجرب الامور .
[301]
ولعشوة - بالمهملة - : الظلمة والعمى ، وبالمعجمة أيضا يرجع إلى معنى العمى . والاوباش
أخلاط الناس ورذالهم . وسائر الفقرات قد مر تفسيرها ( 1 ) وإنما ذكرناها مكررا
للاختلاف الكثير بين الروايات .
30 - ما : عبدالواحد بن محمد ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ،
عن أبيه ، عن الاعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن أبي عبيدة عن عبدالله أنه قال : اقتصاد
في سنة خير من اجتهاد في بدعة . قال عبدالله : تعلموا ممن علم فعمل .
31 - ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عبدالملك ، عن هارون بن
عيسى ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال أخبرني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله
عن أبيه عليهم السلام عن جابر بن عبدالله : أن رسول الله صلى الله عليه واله قال في خطبته : إن أحسن الحديث
كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة
ضلالة . وكان إذا خطب قال في خطبته : أما بعد . فإذا ذكرالساعة اشتد صوته واحمرت
وجنتاه ثم يقول صبحتكم الساعة أو مستكم ، ثم يقول : بعثت أنا والساعة كهذه من هذه
- ويشير بأصبعيه - .
بيان : يقال : صبحهم - بالتخفيف والتشديد - أي أتاهم صباحا .
32 - مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن حماد ،
عن حريز ، عن ابن مسكان . عن أبي الربيع قال : قلت : ما أدنى ما يخرج به الرجل من
الايمان ؟ قال : الرأي يراه مخالفا للحق فيقيم عليه .
سن : أبي ، عن حماد مثله .
33 - مع : بهذا الاسناد ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ،
عن الحلبي ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ماأدنى ما يكون به العبد كافرا ؟ قال : أن
يبتدع شيئا فيتولى عليه ويبرأ ممن خالفه .
34 - مع : بهذ ا الاسناد ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن
بريد العجلي ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما أدنى ما يصير به العبد كافرا ؟ قال : فأخذ
* ( هامش ص 301 ) ( 1 ) في باب من يجوز أخذ العلم منه . تحت الرقم 59 . *
[302]
حصاة من الارض فقال : أن يقول لهذه الحصاة أنها نواة ويبرأ ممن خالفه على ذلك :
ويدين الله بالبراءة ممن قال بغير قوله ، فهذا ناصب قد أشرك بالله وكفر من حيث لايعلم .
بيان : التمثيل بالحصاة لبيان أن كل من أبدع شيئا واعتقد باطلا وإن كان في
شئ حقير واتخذ ذلك رأيه ودينه وأحب عليه وأبغض عليه فهو في حكم الكافر في شدة
العذاب والحرمان عن الزلفى يوم الحساب .
35 - يد : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن الضبي ، عن أبي بكر
الهذلي ، عن عكرمة قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام : من وضع دينه على القياس لم يزل
الدهر في الارتماس ، مائلا عن المنهاج ، ظاعنا في الاعوجاج ( 1 ) ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير
الجميل . الخبر .
36 - ير : ابن عيسى ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن القاسم بن سليمان ، عن
المعلى بن خنيس ( 2 ) عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : ومن أضل ممن اتبع هواه
بغيرهدى من الله . يعني من يتخذ دينه رأيه بغير هدى إمام من أئمة الهدى .
37 - ير : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل :
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . يعني من اتخذ دينه رأيه بغير هدى إمام
من أئمة الهدى .
38 - ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن الحجال ، عن غالب النحوي ،
عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله . قال :
اتخذ رأيه دينا .
* ( هامش ص 302 ) ( 1 ) وفى نسخة : طاغيا في الاعوجاج .
( 2 ) بضم الخاء المعجمة وفتح النون وسكون الياء قال النجاشى في ص 296 : معلى بن خنيس أبو
عبدالله ، مولى جعفر بن محمد عليهما السلام ، ومن قبله كان مولى بنى أسد ، كوفى ، بزاز ، ضعيف جدا ،
لايعول عليه ، له كتاب يرويه جماعة اه . وقال العلامة في القسم الثانى من الخلاصة بعد نقل كلام النجاشى :
قال ابن الغضائرى : إنه كان في أول أمره مغيريا ، ثم دعى إلى محمد بن عبدالله المعروف بالنفس
الزكية وفى هذه الظنة أخذه داود بن على فقتله ، ولغلاة يضيفون اليه ، وقال لا أرى الاعتماد على شئ
من حديثه ، وروى فيه أحاديث تقتضى الذم واخرى تقتضى المدح وقد ذكرناها في الكتاب الكبير .
وقال الشيخ أبوجعفر الطوسى في كتاب الغيبة بغير اسناد : أنه كان من قوام أبى عبدالله عليه السلام ،
وكان محمودا عنده ، ومضى على منهاجه وهذا يقتضى وصفه بالعدالة . انتهى كلامه . *
[303]
39 - ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي الحسن
عليه السلام في قول الله عزوجل ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله . يعني اتخذ هواه
دينه بغير هدى من أئمة الهدى .
40 - ثو : ابن المتوكل ، عن محمد بن جعفر ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن
السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : يجاء
بأصحاب البدع يوم القيامة فترى القدرية من بينهم كالشامة البيضاء في الثور الاسود
فيقول الله عزوجل : ماأردتم ؟ فيقولون : أردنا وجهك ، فيقول : قد أقلتكم عثراتكم و
غفرت لكم زلاتكم إلا القدرية فإنهم دخلوا في الشرك من حيث لايعلمون .
بيان : يطلق القدرية على المجبرة وعلى المفوضة المنكرين لقضاء الله وقدره ، و
الظاهر أن المراد هنا هو الثاني وسيأتي تحقيقه ، والمراد بسائر أرباب البدع من عمل بدعة
على جهالة يعذر بها من غير أن يكون ذلك سببا لفساد دينه وكفره كما يؤمي إليه آخر
الخبر .
41 - ك : ابن عصام ( 1 ) عن الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل بن علي ، عن
ابن حميد ( 2 ) عن ابن قيس ( 3 ) ، عن الثمالي قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إن دين الله لا
يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقائيس الفاسدة ، ولايصاب إلا بالتسليم ، فمن
سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي ، ومن دان بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه
شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لايعلم .
بيان ، " حرجا " بدل من قوله : " شيئا " ولفظة " من " في قوله : " مما نقوله " تعليلية
42 - ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن حماد ، عن حريز رفعه
قال : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار .
سن : ابن يزيد مثله .
* ( هامش ) * ( 1 ) بكسر العين المهملة بعدها صاد مهملة .
( 2 ) هو عاصم بن حميد .
( 3 ) هو محمد بن قيس أبوعبدالله البجلى . ( * )
[304]
43 - ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي خالد ،
عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب
عليه ويبغض عليه .
سن : بعض أصحابنا ، عن ابن يزيد مثله .
44 - ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ،
عن محمد بن سنان ( 1 ) ، عن الثمالي قال قلت لابي جعفر عليه السلام : ما أدنى النصب ؟ فقال :
أن يبتدع الرجل شيئا فيحب عليه ويبغض عليه .
45 - ثو ، أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن حفص
ابن عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد مشى في هدم
الاسلام .
سن : أبي , عن هارون مثله .
46 - ابن يزيد ، عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال : من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما
سعى في هدم الاسلام .
47 - ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن صفوان ، عن سعيد الاعرج قال :
قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن من عندنا ممن يتفقه يقولون : يرد علينا ما لانعرفه في كتاب الله
ولا في السنة نقول فيه برأينا . فقال أبوعبدالله عليه السلام : كذبوا ليس شئ إلا وقد جاء في
الكتاب وجاءت فيه السنة .
48 - ير : أحمدبن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي المعزا ، عن سماعة ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 304 سطر 19 إلى صفحه 312 سطر 18

عن العبد الصالح عليه السلام قال : سألته فقلت : إن اناسا من أصحابنا قد لقوا أباك وجدك
وسمعوا منهما الحديث فربما كان الشئ يتبلي به بعض أصحابنا وليس عندهم في ذلك
شئ يفتيه وعندهم ما يشبهه ، يسعهم أن يأخذوا بالقياس ؟ فقال : لا ، إنما هلك من كان
قبلكم بالقياس ، فقلت له : لم تقول ذلك ؟ فقال : إنه ليس بشئ إلا وقد جاء في الكتاب
والسنة .
* ( هامش ص 304 ) ( 1 ) وفى نسخة : عبدالله بن سنان . *
[305]
ختص : ابن عيسى ، عن الحسن بن فضال مثله .
بيان : قوله : لم تقول ذلك لعل مراده به أن هذا يضيق الامر على الناس فأجاب عليه السلام
بأنه لا إشكال فيه إذ ما من شئ إلا وقد ورد فيه كتاب أو سنة ، أو مراده السؤال عن علة
عدم جواز القياس فأجاب عليه السلام بأنه لاحاجة إليه ، أويصير سببا لمخالفة ماورد في الكتاب
والسنة ، ويؤيد الثاني ما في الاختصاص : فقلت له : لم لايقبل ذلك . ( 1 )
49 - ختص ، ير : السندي بن محمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمدبن حكيم ،
عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : تفقهنا في الدين وروينا وربما ورد علينا رجل قد
ابتلي بشئ صغير الذي ما عندنا فيه بعينه شئ وعندنا ما هو يشبه مثله ، أفنفتيه بما يشبهه ؟
قال : لا ومالكم والقياس في ذلك ، هلك من هلك بالقياس . قال : قلت : جعلت فداك
أتى رسول الله صلى الله عليه واله بما يكتفون به ؟ قال : أتى رسول الله صلى الله عليه واله بما استغنوا به في عهده
وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيامة ، قال : قلت : ضاع منه شئ ؟ قال : لا ، هو
عند أهله .
بيان : لعل قوله : بالقياس بيان لقوله : في ذلك ، ويحتمل أن يكون " في ذلك "
متعلقا بالقياس . وليس في الاختصاص قوله : بالقياس .
50 - سن : ابن مهران ، عن ابن عميرة ، عن أبي المعزا ، عن سماعة قال : قلت
لابي الحسن عليه السلام : إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك وإن الرجل يبتلي بالشئ لايكون
عندنا فيه شئ فنقيس ؟ فقال : إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا . ( 2 )
51 - سن : أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن حكيم قال : قلت لابي عبدالله
عليه السلام : إن قوما من أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علما ورووا أحاديث فيرد عليهم الشئ
فيقولون برأيهم ؟ فقال : لا وهل هلك من مضى إلا بهذا وأشباهه ؟ .
52 - سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن محمدبن حكيم قال : قلت لابي الحسن
* ( هامش ص 305 ) ( 1 ) ويؤيد الاول ما يأتى بعده من قوله : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله بما يكتفون به ؟ .
( 2 ) الظاهر اتحاده مع ما تقدم تحت الرقم 48 وان اختلفا بالاجمال والتفصيل . *
[306]
موسى بن جعفر عليهما السلام : جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن
الجماعة منا ليكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة ويحضره جوابها منا
من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك وعن آبائك شئ فننظر إلى أحسن
مايحضرنا وأوفق الاشياء لما حاءنا منكم فنأخذ به ؟ فقال : هيهات هيهات ، في ذلك والله
هلك من هلك ياابن حكيم - ثم قال - : لعن الله أباحنيفة يقول ( 1 ) : قال علي وقلت . - قال
محمد بن حكيم لهشام بن الحكم : والله ما أردت لا أن يرخص لي في القياس - . ( 2 )
بيان : قوله : مايسأل رجل صاحبه في بعض النسخ : " إلايحضره " وهو ظاهر وفي
أكثر النسخ " يحضره " بغير أداة الاستثناء فتكون كلمة " ما " نافية أيضا أي لايحتاج
أحد من أهل المجلس أن يسأل صاحبه عن مسألة ، وجملة " يحضره " مستأنفة اوموصولة و
هي مع صلتها مبتداء ، وقوله : " يحضره " خبر أو الجملة استينافية أو صفة للمجلس ولاول
أظهر .
53 - سن : الوشاء ، عن المثنى ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يرد
علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها ؟ ( 3 ) فقال : لا أما إنك إن أصبت لم
تؤجر وإن كان خطأ كذبت على الله .
سن : ابن محبوب أو غيره ، عن المثنى مثله .
54 - سن ، أبي ، عن النضر ، عن درست ، عن محمدبن حكيم ، قال : قلت لابي
الحسن عليه السلام : إنا نتلاقي فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا إلا وعندنا فيه شئ ، وذلك شئ
أنعم الله به علينا بكم ، وقد يرد علينا الشئ وليس عندنا فيه شئ وعندنا ما يشبهه فنقيس
على أحسنه ؟ فقال : لا وما لكم وللقياس . ثم قال : لعن الله أبا فلان كان يقول : قال علي
- عليه السلام - وقلت ، وقال الصحابة وقلت . ثم قال لي : أكنت تجلس إليه ؟ قلت : لا ولكن هذا
قوله ، فقال أبوالحسن عليه السلام : إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا ، وإذا جاءكم ما لا تعلمون
* ( هامش ص 306 ) ( 1 ) وفي نسخة : كان يقول .
( 2 ) الظاهر اتحاده مع ما يأتى تحت الرقم 54 .
( 3 ) أى برأينا وقياسنا . *
[307]
فها - ووضع يده على فمه - فقلت : ولم ذاك ؟ قال : لان رسول الله صلى الله عليه واله أتى الناس بما
اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة .
بيان : الظاهر أن " ها " حرف تنبيه ، ووضع اليد على الفم إشارة إلى السكوت ،
وما قيل من أنه اسم فعل بمعنى خذو الاشارة لتعيين موضع الاخذ فلا يخفى بعده .
55 - سن : ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن محمد بن الطيار قال : قال لي أبوجعفر
عليه السلام : تخاصم الناس ؟ قلت : نعم . قال : ولا يسألونك عن شئ إلا قلت فيه شيئا ؟ قلت :
نعم ، قال : فأين باب الرد إذا ؟ .
56 - سن : البزنطي ، قال : قال رجل ممن أصحابنا لابي الحسن عليه السلام : نقيس
على الاثر نسمع الرواية فنقيس عليها ، فأبى ذلك وقال : فقد رجع الامر إذا إليهم فليس
معهم لاحد أمر .
بيان : ضميرا الجمع راجعان إلى المعصومين عليهم السلام أي يجب إرجاع الامر إليهم
إذا اشكل عليكم ، إذ ليس لاحد معهم أمر ويحتمل رجوعهما إلى أصحاب القياس بل
هو أظهر .
57 - سن : عثمان بن عيسى قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن القياس فقال :
وما لكم وللقياس ؟ إن الله لا يسئل كيف أحل وكيف حرم .
58 - سن : أبي ، عن صفوان ، عن عبدالمؤمن بن الربيع ، عن محمد بن بشر الاسلمي
قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وورقة يسأله ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : أنتم قوم تحملون
الحلال على السنة ، ونحن قوم نتبع على الاثر .
بيان : قوله عليه السلام : تحملون الحلال كذا في النسخ ولعله كان بالخاء المعجمة أي
تحملون الخصال والاحكام على السنة من غير أن يكون فيها أي تقيسون الاشياء بما ورد
في السنة . وعلى المهملة لعل المراد : أنكم تحملون الشئ الحلال الذي لم يرد فيه أمر
ولا نهي على ما ورد في السنة فيه أمر أو نهي بالقياس الباطل .
59 - سن : أبي ، عن فضالة ، عن موسى بن بكر ، عن فضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام
[308]
قال : إن السنة لا تقاس ، وكيف تقاس السنة والحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ ! .
60 - سن : القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله
عليه السلام في كتاب آداب أميرالمؤمنين عليه السلام : لا تقيسوا الدين فإن أمرالله لا يقاس ، وسيأتي
قوم يقيسون وهم أعداء الدين .
61 - ضا : أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة إلى
النار . ( 1 )
62 - ونروي : أن أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض .
63 - ونروي : من رد صاحب بدعة عن بدعته فهو سبيل من سبل الله .
64 - وأروي : من دعى الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال .
65 - ونروي : من طلب الرئاسة لنفسه هلك فإن الرئاسة لا تصلح إلا لاهلها .
66 - سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب عن الهيثم بن واقد قال : قلت لابي
عبدالله عليه السلام : إن عندنا بالجزيرة رجلا ربما أخبر من يأتيه يسأله عن الشئ يسرق
أو شبه ذلك أفنسأله ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذاب
يصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله من كتاب .
67 - سر : من كتاب المشيخة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة قال : قلت لابي
جعفر عليه السلام : ما أدنى النصب ؟ قال : أن تبتدع شيئا فتحب عليه وتبغض عليه .
68 - غو : قال النبي صلى الله عليه واله : تعمل هذه الامة برهة بالكتاب وبرهة بالسنة
وبرهة بالقياس ( 2 ) ، فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا .
69 - وقال صلى الله عليه واله : إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعيتهم السنن أن يحفظوها ،
فقالوا في الحلال والحرام برأيهم ، فأحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله ، فضلوا و
أضلوا .
70 - جا : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن حماد بن
* ( هامش ص 308 ) ( 1 ) يأتى مثله مسندا تحت الرقم 72 وتقدم مثله في باب البدعة والسنة .
( 2 ) البرهة بضم الباء وفتحها مع سكون الراء : قطعة من الزمان طويلة أو عموما . *
[309]
عثمان ، عن زرارة قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : يا زرارة إياك وأصحاب القياس في الدين
فإنهم تركوا علم ما وكلوا به ( 1 ) وتكلفوا ما قد كفوه ، يتأولون الاخبار ويكذبون
على الله عزوجل ، وكأني بالرجل منهم ينادى من بين يديه : قد تاهوا وتحيروا في
الارض والدين .
71 - جا : الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ،
عن ابن أبي عمير ، عن غير واحد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لعن الله أصحاب القياس فإنهم
غيروا كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله واتهموا الصادقين عليهم السلام في دين الله عزوجل . ( 2 )
72 - جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ،
عن منصور بن أبي يحيى قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : صعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر
فتغيرت وجنتاه والتمع لونه ثم أقبل بوجهه فقال : يا معشر المسلمين إنما بعثت أنا و
الساعة كهاتين . قال : ثم ضم السباحتين ثم قال : يا معشر المسلمين إن أفضل الهدى هدى
محمد ، وخير الحديث كتاب الله ، وشر الامور محدثاتها ألا وكل بدعة ضلالة ، ألا وكل
ضلالة ففي النار ، أيها الناس من ترك مالا فلاهله ولورثته ، ومن ترك كلا أو ضياعا
فعلي وإلي . ( 3 )
73 - كش : محمد بن قولويه ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالله المسمعي ، عن ابن أسباط
عن محمد بن سنان ، عن داود بن سرحان قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إني لاحدث
الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله ، وأنهاه عن القياس ، فيخرج من
عندي فيأول حديثي على غير تأويله ، إني أمرت قوما أن يتكلموا ونهيت قوما ، فكل
يأول لنفسه ، يريد المعصية لله ولرسوله ، فلو سمعوا وأطاعوا لاودعتهم ما أودع أبي أصحابه
إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا وأمواتا .
* ( هامش ص 309 ) ( 1 ) لعل المراد أنهم تركوا علم ما يجب معرفته أى معرفة الامام ومن يجب الرجوع إليه في أمر
الدين وتكلفوا ما قد بينوه الائمة ومن عندهم علم الكتاب
( 2 ) لانهم لم يقبلوا من الصادقين ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويلجئون إلى القياس
والرأى زعما عدم ورود النص منه صلى الله عليه وآله .
( 3 ) تقدم الحديث مع شرح ألفاظه في باب البدعة والسنة . *
[310]
74 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن عمر بن أبان ، عن
عبدالرحيم القصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ائت زرارة وبريدا وقل لهما : ما هذه
البدعة ؟ أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : كل بدعة ضلالة . فقلت له : إني أخاف
منهما فأرسل معي ليث المرادي ، فأتينا زرارة فقلنا له ماقال أبوعبدالله عليه السلام ، فقال :
والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر ، وأما بريد فقال : والله لا أرجع عنها أبدا .
بيان : كان بدعتهما في القول بالاستطاعة وسيأتي تحقيقها .
75 - ختص : علاء ( 1 ) ، عن محمد قال : سمعت أباجعفر عليه السلام ( 2 ) يقول : لا دين
لمن دان بطاعة من يعصي الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان
بجحود شئ من آيات الله .
أقول : قال أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد - بعد إقامة الدلائل على مخاصم
كان يجوز القياس في الشرعيات - : ولو فرضنا جواز تكليف العباد بالقياس في السمعيات
لم يكن بد من ورود السمع بذلك ، إما في القرآن أو في صحيح الاخبار ، وفي خلو
السمع من تعلق التكليف به دلالة على أن الله تعالى لم يكلف خلقه به . قال : فإنا نجد
ذلك في آيات القرآن وصحيح الاخبار ، قال الله عزوجل : فاعتبروا يا اولي الابصار ( 3 )
فأوجب الاعتبار وهو الاستدلال والقياس ، وقال : فجزاء مثل ماقتل من النعم يحكم
به ذوا عدل منكم . ( 4 ) فأوجب بالمماثلة المقائسة ، وروي أن النبي صلى الله عليه واله لما أرسل معاذا
إلى اليمن قال له : بماذا تقضي ؟ قال : بكتاب الله ، قال : فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال :
بسنة رسول الله صلى الله عليه واله قال : فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : أجتهد رأيي ،
فقال صلى الله عليه واله : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه الله ورسوله . وروي عن
الحسن بن علي عليه السلام أنه سئل فقيل : بماذا كان يحكم أميرالمؤمنين عليه السلام ؟ قال : بكتاب
الله ، فإن لم يجد فسنة رسول الله ، فإن لم يجد رجم فأصاب . فهذا كله دليل على صحة
القياس والاخذ بالاجتهاد والظن والرأي .
* ( هامش ص 310 ) ( 1 ) هو العلاء بن رزين .
( 2 ) وفى نسخة : سمعت أباعبدالله عليه السلام .
( 3 ) الحشر : 2 .
( 4 ) المائدة : 95 . *
[311]
فقلت له : أما قول الله : فاعتبروا يا اولي الابصار . فليس لك حجة على موضع
القياس ، لان الله تعالى ذكر أمر اليهود وجنايتهم على أنفسهم في تخريب بيوتهم بأيديهم
وأيدي المؤمنين ما يستدل به على حقية رسول الله صلى الله عليه واله ، وأن الله تعالى أمده بالتوفيق
ونصره وخذل عدوه ، وأمر الناس باعتبار ذلك ليزدادوا بصيرة في الايمان ، وليس هذا
بقياس في المشروعات ولا فيه أمر بالتعويل على الظنون في الاستنباط الاحكام .
وأما قوله سبحانه : يحكم به ذوا عدل منكم . ليس فيه أن العدلين يحكمان في
جزاء الصيد بالقياس ، وإنما تعبد الله عباده بإنفاذ الحكم في الجزاء عند حكم العدلين بما
علماه من نص الله تعالى ، ولو كان حكمهما قياسا لكانا إذا حكما في جزاء النعامة بالبدنة
قد قاسا مع وجود النص بذلك ، فيجب أن يتأمل هذا .
وأما الخبران اللذان أوردتهما فهما من أخبار الآحاد التي لا تثبت بهما
الاصول المعلومة في العبادات ، على أن رواة خبر معاذ مجهولون وهم في لفظه أيضا مختلفون
فمنهم روى أنه لما قال : أجتهد رأيي . قال له عليه السلام : لا ، اكتب إلي أكتب إليك . ولو
سلمنا صيغة الخبر على ما ذكرت لاحتمل أن يكون معنى " أجتهد رأيي " : إني أجتهد حتى
أجد حكم الله تعالى في الحادثة من الكتاب والسنة .
وأما رواية الحسن عليه السلام ففيه تصحيف ممن رواه والخبر المعروف أنه قال : فإن
لم يجد شيئا في السنة زجر فأصاب . يعني بذلك : القرعة بالسهام ، وهو مأخوذ من الزجر ،
والفال والقرعة عندنا من الاحكام المنصوص عليها وليست بداخلة في القياس ، والآيات
والاخبار دالة على نفيه ، ( 1 ) قال الله تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم
الكافرون . ( 2 ) لسنا نشك أن الحكم بالقياس حكم بغير التنزيل . وقال سبحانه : ولا تقولوا
لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب . ( 3 ) ومستخرج
الحكم في الحادثة بالقياس لا يصح أن يضيفه إلى الله ولا إلى رسوله ، وإذا لم يصح إضافته
إليهما فإنما هو مضاف إلى القائس وهو المحلل والمحرم في الشرع من عنده وكذب
* ( هامش ص 311 ) ( 1 ) تقدم روايات في حكاية ذلك عن على عليه السلام في باب أنهم عليهم السلام عندهم مواد العلم .
( 2 ) المائدة : 44 . ( 3 ) النحل : 116 . *
[312]
وصفه بلسانه ، وقال سبحانه : ولا تقف ما ليس لك به علم . الآية . ( 1 ) ونحن نعلم أن القائس
معول على الظن دون العلم .
وأما الاخبار فمنه قول رسول الله صلى الله عليه واله : ستفترق امتي على بضع وسبعين فرقة
أعظمها فتنة على امتي قوم يقيسون الامور برأيهم فيحرمون الحلال ويحللون الحرام .
وقول أميرالمؤمنين عليه السلام : إياكم والقياس في الاحكام فإنه أول من قاس إبليس . وقال
الصادق عليه السلام : إياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقائيس ، قد جعل الله للقرآن
أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق ، لا علم إلا ما أمروا به قال الله تعالى : فاسئلوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون . ( 2 ) إيانا عنى . وجميع أهل البيت عليهم السلام أفتوا بتحريم القياس
وروي عن سلمان رحمة الله عليه أنه قال : ما هلكت امة حتى قاست في دينها ( 3 ) وكان
ابن مسعود يقول : هلك القائسون .
وقد روى هشام بن عروة ، عن أبيه قال : كان أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا
حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الامم فقالوا فيهم بالرأي فأضلوهم .
وقال ابن عيينة : فما زال أمرالناس مستقيما حتى نشأ فيهم ربيعة الرأي بالمدينة
وأبوحنيفة بالكوفة ، وعثمان بالبصرة ، وأفتوا الناس وفتنوهم ، فنظرناهم فإذاهم أولاد
سبايا الامم . وفي هذا القدر من الاخبار غنى عن الاطالة والاكثار .
76 - نهج : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : اعلموا عبادالله أن المؤمن يستحل العام
ما استحل عاما أول ، ويحرم العام ما حرم عاما أول ، وأن ما أحدث الناس لا
يحل لكم شيئا مما حرم عليكم ، ولكن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرم الله ،


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 312 سطر 19 إلى صفحه 320 سطر 18

فقد جربتم الامور وضرستموها ، ووعظتم بمن كان قبلكم ، ضربت الامثال لكم ، و
دعيتم إلى الامر الواضح فلا يصم عن ذلك إلا أصم ، ولا يعمى عن ذلك إلا أعمى ، و
من لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشئ من العظة ، وأتاه التقصير من إمامه حتى
يعرف ما أنكر وينكر ماعرف ، وإنما الناس رجلان متبع شرعة ومتبع بدعة ، ليس
معه من الله برهان سنة ولاضياء حجة ، وان الله سبحانه لم يعظ أحدا بمثل القرآن
* ( هامش ص 312 ) ( 1 ) الاسرى : 36 . ( 2 ) النحل : 43 ، الانبياء : 7 .
( 3 ) وقوله رحمه الله يكشف عن ورود النص فيه لانه لا يقول شيئا برأيه . *
[313]
فإنه حبل الله المتين وسببه الامين ، وفيه ربيع القلب وينابيع العلم ، وما للقلب جلاء
غيره - وساق الخطبة إلى قوله - : فإياكم والتلون في دين الله فإن جماعة فيما تكرهون
من الحق خير من فرقة فيما تحبون من الباطل ، وإن الله سبحانه لم يعط أحدا بفرقة
خيرا ممن مضى ولا ممن بقي .
بيان : أول الكلام إشارة إلى المنع من العمل بالآراء والمقائيس والاجتهادات
الباطلة . والتضريس : الاحكام . حتى يعرف ما أنكر أي يتخيل أنه عرفه ولم يعرفه بدليل
وبرهان . ولا ضياء حجة تعميم بعد التخصيص . والتلون أيضا العمل بالآراء والمقائيس
فإنها تستلزم اختلاف الاحكام .
77 - سن : أبي ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام في رسالته إلى أصحاب الرأي
والقياس : أما بعد فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف ولم يصب حظه ،
لان المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الارتياء والمقائيس ، ومتى مالم يكن بالداعي
قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل لانا قد رأينا
المتعلم الطالب ربما كان فائقا للمعلم ولو بعد حين ، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه
إلى رأي من يدعو ، وفي ذلك تحير الجاهلون وشك المرتابون وظن الظانون ، ولوكان
ذلك عندالله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل ولم ينه عن الهزل ولم يعب الجهل ،
ولكن الناس لما سفهوا الحق وغمطوا النعمة ، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله
واكتفوا بذلك دون رسله والقوام بأمره ، وقالوا : لاشئ إلا ما أدركته عقولنا وعرفته
ألبابنا ، فولاهم الله ما تولوا وأهملهم وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون
ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث الله إليهم فاصلا
لما بينهم ولا زاجرا عن وصفهم ، وإنما استدللنا أن رضى الله غير ذلك ببعثة الرسل
بالامور القيمة الصحيحة ، والتحذير عن الامور المشكلة المفسدة ، ثم جعلهم أبوابه و
صراطه والادلاء عليه بامور محجوبة عن الرأي والقياس ، فمن طلب ما عندالله بقياس
ورأي لم يردد من الله إلا بعدا ، ولم يبعث رسولا قط وإن طال عمره قابلا من الناس
خلاف ماجاء به حتى يكون متبوعا مرة وتابعا اخرى ، ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل
[314]
رأيا ولا مقياسا حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله ، وفي ذلك دليل لكل
ذى لب وحجى ، إن أصحاب الرأي والقياس مخطئون مدحضون وإنما الاختلاف فيما دون
الرسل لا في الرسل ، فإياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين : إحديهما القذف
بما جاش بصدرك واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حد ، والاخرى استغناؤك
عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك ، وإياك وترك الحق سأمة وملالة
وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة ، لانا لم نجد تابعا لهواه جائزا عما ذكرنا قط رشيدا
فانظر في ذلك .
بيان : جاش أي غلا ، ويقال : انتجعت فلانا إذا أتيته تطلب معروفه . ولا يخفى
عليك بعد التدبر في هذا الخبر وأضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الامام ( 1 )
وأمروا بأخذ جميع الامور منهم ، ونهوا عن الاتكال على العقول الناقصة في كل باب
78 - سن : بعض أصحابنا ، عمن ذكره ، عن معاوية بن ميسرة بن شريح ، قال
شهدت أباعبدالله عليه السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من ماءتى رجل وفيهم
عبدالله بن شبرمة فقال : يا أباعبدالله إنا نقضي بالعراق فنقضي من الكتاب والسنة ،
وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي . قال : فأنصت الناس جميع من حضر للجواب ،
وأقبل أبوعبدالله عليه السلام على من على يمينه يحدثهم ، فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم
إلى بعض وتركوا الانصات ، ثم تحدثوا ما شاءالله ، ثم إن ابن شبرمة قال : يا أباعبدالله
إنا قضاة العراق وإنا نقضي بالكتاب والسنة وإنه ترد علينا أشياء ونجتهد فيها الرأي
قال : فأنصت جميع الناس للجواب وأقبل أبوعبدالله عليه السلام على من على يساره يحدثهم فلما
رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات ، ثم إن ابن شبرمة سكت ما شاءالله ،
ثم عاد لمثل قوله ، فأقبل أبوعبدالله عليه السلام فقال : أي رجل كان علي بن أبي طالب ؟ فقد كان
* ( هامش ص 314 ) ( 1 ) هذا مايراه الاخباريون وكثير من غيرهم وهو من أعجب الخطاء ، ولو ابطل حكم
العقل بعد معرفة الامام كان فيه ابطال التوحيد والنبوة والامامة وسائر المعارف الدينية ، و
كيف يمكن أن ينتج من العقل نتيجة ثم يبطل بها حكمه وتصدق النتيجة بعينها ، ولو اريد بذلك أن
حكم العقل صادق حتى ينتج ذلك ثم يسد بابه كان معناه تبعية العقل في حكمه للنقل وهو أفحش فسادا
فالحق : أن المراد من جميع هذه الاخبار النهى عن اتباع العقليات فيما لا يقدر الباحث على تميز
المقدمات الحقة من المموهة الباطلة . ط *
[315]
عندكم بالعراق ولكم به خبر ، قال : فأطراه ابن شبرمة وقال قولا عظيما . فقال له أبوعبدالله
عليه السلام : فإن عليا عليه السلام أبى أن يدخل في دين الله الرأي وأن يقول في شئ من دين الله بالرأي
والمقائيس . فقال أبوساسان : فلما كان الليل دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي :
يا أباساسان لم يدعني صاحبكم ابن شبرمة حتى أجبته ، ثم قال : لوعلم ابن شبرمة من أين
هلك الناس مادان بالمقائيس ولا عمل بها .
بيان : الاطراء : مجاوزة الحد في المدح .
79 - سن : ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الله عند كل بدعة تكون بعدي يكاد بها الايمان وليا من أهل
بيتي موكلا به يذب عنه ، ينطق بإلهام من الله ويعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين
ويعبر عن الضعفاء ، فاعتبروا يا اولي الابصار ، وتوكلوا على الله . بيان : قوله : يكاد من الكيد بمعنى المكر والخدعة والحرب ، ويحتمل أن يكون
المراد أن يزول بها الايمان . وقوله عليه السلام : ويعبر عن الضعفاء أي يتكلم من جانب الضعفاء
العاجزين عن دفع الفتن والشبه الحادثة في الدين .
80 - سن : أبي ، عن عبدالله بن المغيرة ، ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن
أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لا رأي في الدين .
81 - سن : أبي ، عن فضالة ، عن أبان الاحمر ، عن أبي شيبة قال : سمعت أباعبدالله
عليه السلام يقول : إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم تزدهم المقائيس من الحق
إلا بعدا ، وإن دين ألله لا يصاب بالمقائيس .
82 - سن : أبي ، عن حماد بن عيسى ، عن بعض أصحابه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام
لابي حنيفة : ويحك إن أول من قاس إبليس ، فلما أمره بالسجود لآدم قال : خلقتني
من نار وخلقته من طين .
83 - سن : ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : خطب علي أميرالمؤمنين عليه السلام الناس فقال : أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء
تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يقلد فيها رجال رجالا ، ولو أن الباطل
[316]
خلص لم يخف على ذي حجى ، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ، ولكن يؤخذ من
هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ،
ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى .
بيان : الحجى كإلى : العقل . والضغث قطعة من حشيش مختلطة الرطب باليابس .
وقوله : سبقت لهم من الله الحسنى أي العاقبة الحسنى أو المشيئة الحسنى في سابق علمه
وقضائه .
84 - سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام ، عن
النبي صلى الله عليه واله قال : من دعا إلى ضلال لم يزل في سخط الله حتى يرجع منه ، ومن مات بغير
إمام مات ميتة جاهلية .
( باب 35 ) * ( غرائب العلوم من تفسير أبجد وحروف المعجم ) *
* ( وتفسير الناقوس وغيرها ) *
1 - مع ، لى ، يد : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، قال : حدثنا جعفر بن عبدالله
ابن جعفر بن محمد بن أبي طالب ، قال : حدثنا كثير بن عياش القطان ، عن أبي الجارود ،
عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام قال : لما ولد عيسى بن مريم - على نبينا وآله و
عليه السلام - كان ابن يوم كأنه ابن شهرين ، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده
وجاءت به إلى الكتاب ، وأقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم
فقال عيسى - على نبينا وآله وعليه السلام - : بسم الله الرحمن الرحيم . فقال له المؤدب : قل :
أبجد فرفع عيسى - على نبينا وآله وعليه السلام - رأسه فقال : وهل تدري ما أبجد ؟ فعلاه
بالدرة ليضربه ، فقال : يا مؤدب لاتضربني إن كنت تدري ، وإلا فاسألني حتى افسر ذلك ،
فقال : فسرلى ، فقال عيسى - على نبينا وآله وعليه السلام - : أما الالف : آلاء الله ، والباء :
بهجة الله ، والجيم : جمال الله ، والدال : دين الله . هوز : الهاء هي هول جهنم ، والواو : ويل
* ( هامش ص 316 ) ( 1 ) لعل تأخيره عليه السلام السؤال كان لتحقير الكلام الباطل وعدم الاعتناء بشأنه ، أو لتهيئة جميع
الحاضرين للجواب وحصول توجه تام إليه حتى يقع الكلام موقعه ويغلب الحق على الباطل ويفحم
الخصم المكابر .
[317]
لاهل النار ، والزاى : زفير جهنم . حطي : حطت الخطايا عن المستغفرين . كلمن : كلام
الله لا مبدل لكلماته . سعفص : صاع بصاع ، والجزاء بالجزاء ، قرشت : قرشهم فحشرهم .
فقال المؤدب : أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم ، ولا حاجة في المؤدب .
بيان : قال الفيروزآبادي : الكتاب كرمان : الكاتبون ، والمكتب كمقعد : موضع
التعليم ، وقول الجوهري : المكتب والكتاب واحد غلط ، وقال : قرشه يقرشه ويقرشه :
قطعه وحمعه من ههنا وههنا وضم بعضه إلى بعض .
أقول : هذا الخبر والاخبار الآتية تدل على أن للحروف المفردة وضعا ودلالة
على معان وليست فائدتها منحصرة في تركب الكلمات منها ، ولا استبعاد في ذلك ، و
قد روت العامة في " الم " عن ابن عباس أن الالف آلاءالله ، واللام : لطفه ، والميم :
ملكه . وتأويلها بأن المراد التنبيه على أن هذه الحروف منبع الاسماء ومبادي الخطاب
وتمثيل بأمثلة حسنة تكلف مستغنى عنه .
2 - مع ، لى ، يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، وأحمد بن
الحسن بن فضال ، عن ابن فضال ، عن ابن أسباط ، عن الحسن بن زيد ، عن محمد بن سالم
عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : سأل عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه واله
فقال : يا رسول الله ما تفسير أبجد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله : تعلموا تفسير أبجد فإن فيه
الاعاجيب كلها ، ويل لعالم جهل تفسيره ، فقيل : يارسول الله ما تفسير أبجد ؟ قال : أما
الالف فآلاءالله حرف من أسمائه ، وأما الباء فبهجة الله ، وأما الجيم فجنة الله وجلال
الله وجماله ، وأما الدال فدين الله . وأما هوز : فالهاء هاء الهاوية ، فويل لمن هوى في
النار ، وأما الواو فويل لاهل النار ، وأما الزاى فزاوية في النار ، فنعوذ بالله مما في الزاوية
- يعنى زوايا جهنم - وأما حطي : فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر ،
وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر ، وأما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب
وهي شجرة غرسها الله عزوجل ونفخ فيها من روحه ، وأن أغصانها لترى من وراء سور
الجنة تثبت بالحلي والحلل متدلية على أفواههم ، وأما الياء فيدالله فوق خلقه سبحانه
وتعالى عما يشركون . وأما كلمن : فالكاف كلام الله لا تبديل لكمات الله ولن تجد
[318]
من دونه ملتحدا ، وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام ، و
تلاوم أهل النار فيما بينهم ، وأما الميم فملك الله الذي لا يزول ، ودوام الله الذي لا يفنى ،
وأما النون فنون والقلم وما يسطرون ، فالقلم قلم من نور ، وكتاب من نور في لوح
محفوظ ، يشهده المقربون وكفى بالله شهيدا ، وأما سعفص : فالصاد صاع بصاع ، وفص
بفص - يعني الجزاء بالجزاء - وكما تدين تدان ، إن الله لا يريد ظلما للعباد . وأما قرشت
يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة فقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون .
ل : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن أبي الخطاب وأحمد إلى
آخرالخبر ، إلا أن فيه : غرسها الله عز وجل بيده ، والحلل والثمار متدلية .
قال الصدوق رحمه الله في كتاب معاني الاخبار بعد رواية هذا الخبر : حدثنا بهذا
الحديث أبوعبدالله بن حامد ، قال : أخبرنا أبونصر أحمد بن يزيد بن عبدالرحمن البخاري
- ببخارا - قال : حدثنا أحمد بن يعقوب بن أخي سهل بن يعقوب البزاز قال : حدثنا إسحاق
ابن حمزة ، قال : حدثنا أبوأحمد عيسى بن موسى الغنجار ، عن محمد بن زياد السكري ،
عن الفرات بن سليمان ، عن أبان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : تعلموا تفسير أبي
جاد ، فإن فيه الاعاجيب كلها - وذكر الحديث مثله سواء حرفا بحرف - انتهى
بيان : الالمام : النزول ، وقوله : فص بفص أي يجزي بقدر الفص إذا ظلم أحد
بمثله ، أي يجزي لكل حقير وخطير . وقوله : كما تدين تدان على سبيل مجاز المشاكلة
أي كما تفعل تجازى .
3 - مع ، ن ، لى ، يد : حدثنا محمد بن بكران النقاش رضي الله عنه - بالكوفة
سنة أربع وخمسين وثلاث مائة - قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم ، قال :
حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا
عليه السلام قال : إن أول خلق الله عزوجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم ، وإن
الرجل إذا ضرب على رأسه بعصى فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام فالحكم فيه أن تعرض
عليه حروف المعجم ثم يعطي الدية بقدر مالم يفصح منها ، ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ،
عن جده ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام في " ا ب ت ث " قال : الالف آلاء الله ، والباء بهجة الله ،
[319]
والتاء تمام الامر بقائم آل محمد عليه السلام ، والثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة ، " ج
ح خ " فالجيم جمال الله وجلال الله ، والحاء حلم الله عن المذنبين ، والخاء خمول ذكر أهل
المعاصي عندالله عزوجل " د ذ " فالدال دين الله ، والذال من ذي الجلال " ر ز " فالراء
من الرؤوف الرحيم ، والزاي زلازل القيامة " س ش " فالسين سناءالله ، والشين شاءالله ما
شاء وأراد ما أراد ، وما تشاؤون إلا أن يشاءالله " ص ض " فالصاد من صادق الوعد في حمل
الناس على الصراط وحبس الظالمين عند المرصاد ، والضاد ضل من خالف محمدا وآل محمد
صلى الله عليه واله " ط ظ " فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب ، والظاء ظن المؤمنين به خيرا ، و
ظن الكافرين به سواء " ع غ " فالعين من العالم ، والغين من الغي ، " ف ق " فالفاء فوج من
أفواج النار ، والقاف قرآن على الله جمعه وقرآنه " ك ل " فالكاف من الكافي ، واللام
لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب " م ن " فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره ، ويقول
عزوجل : لمن الملك اليوم ؟ ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون : لله الواحد
القهار ، فيقول جل جلاله : اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع
الحساب ، والنون نوال الله للمؤمنين ونكاله بالكافرين " وه " فالواو ويل لمن عصى الله ،
والهاء هان على الله من عصاه " لا ى " فلام ألف لا إله إلا الله وهي كلمة الاخلاص ما من عبد
فالها مخلصا إلا وجبت له الجنة ، والياء يدالله فوق خلقه باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى
عما يشركون .
ثم قال : عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها
جميع العرب ، ثم قال : قل : لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن
لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
4 - يد ، مع : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقري الحاكم ، عن أبي عمرو محمد بن
جعفر المقري الجرجاني ، عن أبي بكر محمد بن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ،
عن أبي زيد عباس بن يزيد بن الحسن بن علي النخال مولى زيد بن علي ، قال : أخبرني
أبي يزيد بن الحسن ، قال : حدثني موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن
علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال : جاء يهودي إلى
[320]
النبي صلى الله عليه واله وعنده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له : ما الفائدة في حروف
الهجاء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : أجبه وقال : اللهم وفقه و سدده ، فقال علي بن
أبي طالب عليه السلام : مامن حرف إلا وهواسم من أسماء الله عزو جل ، ثم قال : أما الالف
فالله الذى لاإله إلا هو الحي القيوم ، وأما الباء فباق بعد فناء خلقه ، وأما التاء
فالتواب يقبل التوبة عن عباده ( 1 ) ، وأما الثاء فالثابت الكائن يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت ، وأما الجيم فجل ثناؤه وتقدست أسماؤه ، وأما الحاء فحق حي حليم ،
وأما الخاء فخبير بما يعمل العباد ، وأما الدال فديان يوم الدين ، وأما الذال فذوا
الجلال والاكرام : وأما الراء فرؤوف بعباده ، وأما الزاى فزين المعبودين ، وأما السين
فالسميع البصير ، وأما الشين فالشاكر لعباده المؤمنين ، أما الصاد فصادق في وعده
و وعيده ، وأما الضاد فالضار النافع ، وأما الطاء فالطاهر المطهر ، وأما الظاء فالظاهر
المظهر لآياته ، وأما العين فعالم بعباده ، وأما الغين فغياث المستغيثين ، وأما الفاء ففالق
الحب والنوى ، وأما القاف فقادر على جميع خلقه ، وأما الكاف فالكافي الذى لم يكن
له كفوا أحد ولم يلد ولم يولد ، أما اللام فلطيف بعباده ، أما الميم فمالك الملك ،
وأما النون فنور السماوات و الارض من نور عرشه ، وأما الواو فواحد صمد لم يلد
ولم يولد ، أما الهاء فهادي لخلقه ، أما اللام ألف فلا إله إلا الله وحده لاشريك له ، و
أما الياء فيدالله باسطة على خلقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : هذا هو القول الذي رضي الله
عزوجل لنفسه من جميع خلقه . فأسلم اليهودي .
بيان : قوله عليه السلام : وأما الضاد فالضار النافع ذكر النافع إما على الاستطراد


............................................................................
-بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 320 سطر 19 إلى صفحه 322 سطر 16

أو لبيان أن ضرره تعالى عين النفع لانه خير محض ، مع أنه يحتمل أن يكون موضوعا
لهما معا ، وكذا الواو يحتمل أن يكون موضوعا للواحد ، وذكر ما بعده لبيان أن
واحديته تعالى تستلزم تلك الصفات ، وأن يكون موضوعا للجميع .
5 - مع : وروي في خبر آخر : أن شمعون سأل النبي صلى الله عليه واله فقال : أخبرني ما
أبوجاد ؟ وما هوز ؟ وماحطي ؟ وما كلمن ؟ وما سعفص ؟ وما قرشت ؟ وما كتب ؟
* ( هامش ص 320 ) ( 1 ) وزاد في نسخة : ويعفو عن السيئات .
[321]
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أما أبوجاد فهو كنية آدم - على نبينا وآله وعليه السلام - ابى أن يأكل
من الشجرة فجاد فأكل ، وأما هوز هوى من السماء فنزل إلى الارض ، وأما حطي
أحاطت به خطيئته ، وأما كلمن كلمات الله عزوجل ، وأنا سعفص قال الله عزوجل :
صاع بصاع كما تدين تدان ، وأما قرشات أقر بالسيئات فغفرله ، وأما كتب فكتب الله
عزوجل عنده في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، إن آدم خلق من التراب
وعيسى خلق بغير أب فأنزل الله عزوجل تصديقه ، إن مثل عيسى عندالله كمثل آدم خلقه
من تراب . قال : صدقت يا محمد .
بيان : لعلهم كانوا يقولون مكان أبجد : أبوجاد ، إشعارا بمبدء اشتقاقه فبين صلى الله عليه واله
ذلك لهم ، وقوله صلى الله عليه واله : جاد إما من الجود بمعنى العطاء أي جاد بالجنة حيث تركها
بارتكاب ذلك ، أومن جاد إليه أي اشتاق ، وأما قرشات فيحتمل أن يكون معناه في
لغتهم الاقرار بالسيئات ، أو يكون من القرش بمعنى الجمع أي جمعها فاستغفر لها ، أو
بمعنى القطع أي بالاستغفار قطعها عن نفسه ، وإنما اكتفى بهذه الكلمات لانه لم يكن
في لغتهم أكثر من ذلك على ماهو المشهور ، قال الفيروز آبادي : وأبجد إلى قرشت و
رئيسهم كلمن ، ملوك مدين وضعوا الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم ، هلكوا
يوم الظلة ، ثم وجدوا بعدهم : ثخذ ضظغ فسموها الروادف . وأما كتب فلعله كان هذا
اللفظ مجملا في كتبهم ، أو على ألسنتهم ولم يعرفوا ذلك فسأله صلى الله عليه واله عن ذلك .
6 - لى ، مع : صالح بن عيسى العجلي قال : حدثنا أبوبكر محمد بن محمد بن علي
الفقيه ، قال : حدثنا أبونصر الشعراني - في مسجد حميد - قال : حدثنا سلمة بن الوضاح ،
عن أبيه ، عن أبي إسرائيل ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عاصم بن ضمرة ، عن الحارث
الاعور قال : بينا أنا أسير مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحيرة إذا نحن
بديراني يضرب بالناقوس ، قال : فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : يا حارث أتدري ما يقول
هذا الناقوس ؟ قلت : الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم . قال : إنه يضرب مثل الدنيا و
خرابه ويقول : لاإله إلا الله حقا حقا ، صدقا صدقا ، إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا و
استهوتنا واسستغوتنا ، ياابن الدنيا مهلا مهلا ، يا ابن الدنيا دقا دقا ، يا ابن الدنيا جمعا جمعا ،
[322]
تفني الدنيا قرنا قرنا ، ما من يوم يمضي عنا ، إلا وهي أوهى مناركنا ، قد ضيعنا دارا
تبقى ، واستوطنا دارا تفنى ، لسنا ندري ما فرطنا ، فيها إلا لوقد متنا .
قال الحارث : يا أميرالمؤمنين النصارى يعلمون ذلك ؟ قال : لو علموا ذلك لما
اتخذوا المسيح إلها من دون الله عزوجل ، قال : فذهبت إلى الديراني فقلت له : بحق
المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها . قال : فأخذ يضرب وأنا
أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله : إلا لو قدمتنا . فقال : بحق نبيكم من أخبرك بهذا ؟
قلت : هذا الرجل الذي كان معي أمس ، قال : وهل بينه وبين النبي من قرابة ؟ قلت :
هو ابن عمه ، قال : بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم ؟ قال : قلت نعم . فأسلم ثم قال :
والله إني وجدت في التورية أنه يكون في آخر الانبياء نبي وهو يفسر مايقول الناقوس .
إلى هنا تم الجزء الثاني من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة المزدانة بتعاليق
نفيسة قيمة ، وفوائد جمة ثمينة ، وبه ينتهي الجزء الاول ومن الطبع
الكمباني ، ويبدء الجزء الثالث من هذه الطبعة من ثاني أجزاء
الكمباني - والله المستعان - ويحوي هذا الجزء
1076 حديثا في 28 بابا
جمادى الاولى 1376 ه