الحياة في جميع الموجودات علمت انّنها بعينها هي الحياة التي قامت بالحي الذي قائم به العالم وهي الحياة الإلهية وكذا سائر الصفات إلاّ انّ الخلائق متفاوتون فيها بحسب تفاوت قابلياتها كما نبّهنا عليه غير مرّة وهذا أحد معاني قول أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال كلّ شيء خاضع لك وكلّ شيء قائم به غنيّ كلّ فقير وعزّ كلّ ذليل وقوّة كلّ ضعيف ومفزع كلّ ملهوف انتهى .
وقال في موضع منها في بحث ذكره في الوافي وهو هنا وزيادة .
قال فان قيل الأعيان وإستعداداتها فائضة من الحقّ سبحانه فهو جعلها كذلك قلت الأعيان ليست مجعولة بل هي صور علمية للأسماء الإلهيّة لا تأخّر لها عن الحقّ سبحانه إلاّ بالذات لا بالزمان فهي أزليّة أبديّة غير متغيّرة ولا متبدّلة والمراد بالإفاضة التأخّر بحسب الذات لا غير ان قيل المعلومات أعطته العلم من أنفسها ثمّ العلم حكم عليه فلا يصحّ له الغنى عن العالمين .
وأيضاً فانّ العلم له وصف ذاتي فكيف يحصل له من المعلومات وكذا الإرادة والقدرة .
قلنا المعلومات إنّما تعيّنت في العلم الإلهي الأصلي الذاتي قبل خلقها وإيجادها بما علمها عليه لا بما إقتضته ذواتها ثمّ إقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها اُموراً هي عين ما علمها عليه أوّلها فحكم لها ثانياً بما إقتضته وما حكم إلاّ بما علمها عليه فليتأمّل فانّها مسألة لطيفة ضلّت عن بعض الكبراء انتهى .
أقول حتّى عنك ياملاّ محسن انتهى .