الكشكول

وقال قيل هذا بلا فاصلة كلمة فيها إشارة إلى معنى القضاء والقدر وسرّ القدر وستر سرّه القضاء عبارة عن حكم الإلهي والأعيان الموجودات على ما هي عليه من الأحوال الجارية من الأزل إلى الأبد والقدر تفصيل هذا الحكم بإيجادها في أوقاتها وأزمانها التي تقتضي الأشياء وقوعها فيها بإستعداداتها الجزئية فتعلّق كلّ حال من الأحوال الأعيان بزمان معيّن وسبب معيّن عبارة عن القدر وسرّ القدر انّه لا يمكن لعين من الأعيان الخلقيّة أن تظهر في الوجود ذاتاً وصفتاً وفعلا إلاّ بقدر خصوصية قابليّته وإستعداده الذاتي وستر سرّ القدر انّ هذه الأعيان الناشئة ليست اُموراً خارجة عن الحقّ بل هي نسب وشؤون ذاتية فلا يمكن أن تتغيّر عن حقائقها فانّها حقائق ذاتيات وذاتيات الحقّ سبحانه لا تقبل الجعل والتغيير والمزيد والنقصان فبهذا علم انّ الحقّ سبحانه لا يعيّن من نفسه شيئاً لشيء أصلا صفة كان أو فعلا أو حالا أو غير ذلك لأنّ أمره واحد كما انّه واحد وأمره الواحد عبارة عن تأثيره الذاتي الوجداني بإفاضة الوجود الواحد المنبسط على الممكنات القابلة له الظاهرة به والمظهرة إيّاه متعدّداً متنوّعاً مختلف الأحوال والصفات بحسب ما تختّصه حقائقها الغير المجعولة المتعيّنة في علم الأوّل انتهى .
أقول : قوله المنبسط على الممكنات غلط على تحقيقه بل ينبغي أن يقول المنبسط على القديمات سبحانها وتعالت .
قال في قول أمير المؤمنين (عليه السلام) انّ الله تجلّى لعباده من غير أن رأوه وأراهم

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   كتب متفرقة