الكشكول

نفسه من غير أن يتجلّى لهم قال قوله تجلّى لعباده أي أظهر ذاته في مرءات كلّ شيء بحيث يمكن أن يرى رؤية عيان من غير أن رأوه بهذه التجلّي رؤية عيان لعدم معرفتهم بالأشياء من حيث مظهرتها له وانّه عين ذاته الظاهرة فيها .
وقال كلمة بها يجمع بين نسبة المجعولية إلى الماهية ونسبتها إلى الوجود ونفيها عنها قبل الأعيان الثابتة ليست مجعولة بجعل جاعل وتأثير مؤثّر بمعنى انّ الجاعل لم يجعل الماهية ماهية فانّك إذا لاحظت ماهيّة السواد مثلا ولم تلاحظ معها مفهوماً سواها لم يعقل هناك جعل إذ لا مغايرة بين الماهية ونفسها حتّى يتصوّر توسّط جعل بينهما بأن يجعل الجاعل أحدهما بجعله تلك الاُخرى وكذا لا يتصوّر تأثير الفاعل في الوجود بمعنى جعل الوجود وجوداً بل تأثيره في الماهية باعتبار الوجود بمعنى انّه يجعلها متصفة بالوجود لا بمعنى انّه يجعل اتّصافها موجوداً متحقّقاً في الخارج فانّ الصبّاغ مثلا إذا صبغ ثوباً فانّه لا يجعل الثوب ثوباً ولا الصبغ صبغاً بل يجعل الثوب متّصفاً بالصبغ في الخارج وان يجعل اتّصافه به موجوداً في الخارج فليست الماهيّات في أنفسها مجعولة ولا وجوداتها في أنفسها أيضاً مجعولة بل الماهيات في كونها موجودة مجعولة والوجودات من حيث تعاينها وخصوصيتها مجعولة وذلك لأنّ الإمكان إنّما يتعلّق بالوجود من حيث التعيّن والتخصّص لا من حيث الحقيقة والذات فانّه واجب من هذه الحيثيّة فالوجود وجود أزلا وأبداً والماهية ماهية أزلا وأبداً غير موجودة ولا معدومة أزلا وأبداً وليست هي في منزلة بين

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   كتب متفرقة