اتوا إلى وادي نخلة فوافقوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو قائم في جوف الليل يصلي أو في صلوة الفجر فاستمعوا لقراءته وذلك حين منصرفه في الطائف حين خرج إليهم يستنصرهم فلم يجيبوه واغروا به سفهاء ثقيف وفي رواية ابن مسعود في شعب المجون فخط لي خطاً وقال لا تخرج منه حتى اعود إليك ثم افتح القرآن وسمعتُ لغطاً شديداً حتى خفتُ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغشيته سودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما اسمع صوته ثم انقطعوا كقطع السحاب فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : هل رأيت شيئاً ؟ قلت : نعم رجالاً سوداً مستثفري ثياب بيض فقال اولئك جن نصيبين وكانوا اثنا عشر الفاً والسورة التي قرأتها عليهم اقرأ باسم ربك ( مختصر من الكشاف ) .
تجدي بفتح الجيم غير مصغّر لأن بعض من عاصرناه من مشايخنا كان يصغره وهو خطأ ولقد سئلت ابن العصّار امام اللغة ببغداد عن تصغيره فانكر ذلك وقال : ما يصغر واستشهد بالشعر على تكثيره ببيت لم احفظه وقد اورد ابن قتيبة في كتاب الانواء بيت محلها :
كان الجدي جدي بنات نعش*** يكتب على اليدين فيستدبر
وقال الأخطل وذكر بني سليم وما يلاقون فراضاً إلى نسب حتى يلاقي جدى الفرقد القمر . وقال الاعشى :
فاما إذا ما ادلجت فترى لها***فبيّن جدياً ما يغيب وفرقدا