الكشكول

لم يكن الفاعل قائماً بذات الشيء فالحركة نفسانية فلكية والمحرّك نفس فلكية ان كان على سبيل المباشرة والتشوّق والإستكمال والمبدأ عقلي والحركة عقليّة أي عبارة إلهية ان كان على سبيل التشويق والإمداد وان كان في الجسم المركّب فصورة معدنية ان لم يكن ذا فنون والنفس نباتية ان كان صدور الحركة لا عن قصد وإختيار والنفس الحيوانية ان كان عن قصد ولم يكن من شأنه التقرّب إلى الله تعالى وإلى ملكوته الأعلى في حركته وسلوكه والنفس الناطقة ان كان من شأنه التقرّب كذلك فهذه قسمة الحركة العقليّة من حيث مبدعها .
روي انّ بعض اليهود إجتاز به (عليه السلام) وهو يتكلّم مع جماعة فقال يابن أبي طالب لو انّك تعلّمت الفلسفة لكان يكون منك شأن من الشأن فقال (عليه السلام) وما تعني بالفلسفة أليس من اعتدل طباعه صفا مزاجه ومن صفا مزاجه قوى أثر النفس فيه ومن قوى أثر النفس فيه سما إلى ما يرتضيه ومن سما إلى ما يرتضيه فقد تخلّق بالأخلاق النفسانية ومن تخلّق بالأخلاق النفسانية فقد صار موجوداً بما هو إنسان دون أن يكون موجوداً بما هو حيوان فقد دخل في الباب الملكي الصوري وليس له عن هذه الغاية مغيّر فقال اليهودي الله اكبر يابن أبي طالب فقد نطقت بالفلسفة جميعها في هذه الكلمات رضي الله عنك انتهى .
وروى ابن أبي جمهور الأحسائي عنه صلوات الله عليه قال انّ لله تعالى شراباً لأوليائه إذا شربوا سكروا وإذا سكروا طربوا وإذا طربوا طابوا وإذا

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب   كتب متفرقة