قد اختلفت اقاويل الناس في برد العجوز منها ان عجوزاً كاهنةً كانت تخبر قومها ببرد يقع في آخر الشتاء واوائل الربيع فنسبوه اثره على المواشي فلم يبالوا بقولها وجزوا غنمهم على عادة العرب واقبلوا على ذلك وايقنوا باقبال الرّبيع فلم يلبثوا ان جآءهم برد شديد اهلك الزرع والضرع فقالوا هذا برد العجوز يعني الذي كانت تنذرهم به وقال بعضهم هو برد العجوز والاعجاز يعنون عجز الشتاء اي آخره وقال بعضهم بل عجوز كانت في الجاهلية ولها سبعة اولاد ذكور وسألتهم ان يزوجوها فابوا ولحّت عليهم فتوامروا بينهم وقالوا ان قتلناها لم نأمن من عشيرتها وقومها ان يدعونا بها ولكن نكلفها البروز إلى الهواء سبع ليال فقالوا لها إذا برزت إلى الهواء سبع ليال عارية فانا نزوجك فرضيت بذلك فخرجت عريانة بارزة للهواء بالليل والزمان شتاءً كلب فلما اصبحت قالت :
ايهاً بَنِيّ انني لناكحة*** وان ابيتم انّني لجانحه
هان عليكم هان عليكم ***ما لقيتُ البارحة
فقالوا لها لابد من ان تنجزي وعدَكِ وما صار من الشرط بيننا وبينكِ ففعلت وفي الليلة السابعة اصبحت ميتة فنسبت العرب إليها هذا المثل برد ايام العجوز السبعة واسماؤها عندهم الصنّ والصنبر والوبر وامرٌ مؤتمر ومعلّل ومطغي لكم ومكفي الظعن .