[50]
وقال صلى الله عليه وآله: إذا تطيرت فامض. وإذا ظننت فلا تقض. وإذا حسدت فلا تبغ (1).
وقال صلى الله عليه وآله: رفع عن امتي [ تسع ]: الخطأ. والنسيان. وما اكرهوا عليه. وما لا يعلمون. وما لا يطيقون. وما اضطروا إليه. والحسد. والطيرة. والتفكر في الوسوسة في الخلق مالم ينطق بشفة ولا لسان (2).
وقال صلى الله عليه وآله: لا يحزن أحدكم أن ترفع عنه الرؤيا فإنه إذا رسخ في العلم رفعت عنه الرؤيا.
وقال صلى الله عليه وآله: صنفان من امتي إذا صلحا صلحت امتي وإذا فسدا فسدت امتي، قيل: يا رسول الله ومن هم؟ قال: الفقهاء والامراء.
وقال صلى الله عليه وآله: أكمل الناس عقلا أخوفهم لله وأطوعهم له، وأنقص الناس عقلا أخوفهم للسلطان وأطوعهم له.
___________________________________
(1) وفى الحديث ثلاث لم يسلم منها أحد: الطيرة والحسد والظن، قيل: وما نصنع؟ قال، إذا تطيرت فامض وإذا حسدت فلا تبغ وإذا ظننت فلا تحقق.
(2) الطيرة - بكسر الطاء وفتح الياء وسكونها -: ما يتشأم به من الفال الردى.
أصله من الطير، لان أكثر تشأم العرب كان به خصوصا الغراب وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع حتى روى أن الطيرة شرك وانما يذهبه التوكل. والمراد برفع المؤاخذة عن الحسد هو ما لم يظهره الحاسد كما ورد في الاخبار " ان المؤمن لا يظهر الحسد "، فالظاهر ان جملة " ما لم ينطق بشفة ولا لسان " قيد للثلاثة ويؤيده ما في الكافى ج 2 ص 463 " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وضع عن امتى تسع خصال: الخطأ والنسيان وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان او يد - الحديث ".
ويحتمل أن يكون المراد بالتفكر في الوسوسة التفكر فيما يوسوس الشيطان في النفس من أحوال المخلوقين وسوء الظن به في أعمالهم وأحوالهم.
ويمكن أن يكون فيه تقديم وتأخير من النساخ والصحيح: " والوسوسة في التفكر في الخلق " كما في الكافى وكما قيل: " وسوسة الشيطان للانسان عند تفكره في أمر الخلقة " وروى " ثلاث لم يسلم منها أحد: الطيرة والحسد والظن - الخبر ".واعلم أن هذه الموارد لابد أن تكون في الصورة التى لا يستقل العقل بقبحها كما اذا كان مقدماتها حصلت بيد المكلف وتكون من قبله، حتى تكون رفعها منة على الامة ونظيرها قوله تعالى في آخر سورة البقرة " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا بنه - الاية ". وتفصيلها تطلب في باب أصل البراءة من كتب أصول الفقه.
(*)
[51]
وقال صلى الله عليه وآله: ثلاثة مجالستهم تميت القلب: الجلوس مع الانذال والحديث مع النساء والجلوس مع الاغنياء (1).
وقال صلى الله عليه وآله: إذا غضب الله على امة ولم ينزل العذاب عليهم، غلت أسعارها وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارها (2)، ولم تزك ثمارها، ولم تغزر أنهارها (3)، وحبس عنها أمطارها، وسلط عليها [ أ ] شرارها.
وقال صلى الله عليه وآله: إذا كثر الزنا بعدي كثر موت الفجأة.
وإذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص (4).
وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن.
وإذا جاروا في الحكم تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم.
وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار.
وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم أشرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم.
ولما نزلت عليه " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم (5) " - إلى آخر الآية - قال صلى الله عليه وآله: من لم يتعز بعزاء الله انقطعت نفسه حسرات على الدنيا (6) ومن مد عينيه إلى ما في أيدي الناس طال من دنياهم طال حزنه وسخط ما قسم الله له من
___________________________________
(1) الانذال - جمع النذل والنذيل: الخسيس والمحتقر في جميع أحواله.
وفى بعض النسخ هكذا " قال صلى الله عليه وآله " ثلاثة مجالستهم تميت القلب: الجلوس مع الاغنياء والجلوس مع الانذال والحديث مع النساء ".
ورواه الكلينى في الكافى ج 2 ص 641 كما في المتن.
(2) وفى بعض النسخ [ ولم تربح تجارتها ].
(3) غزر الماء - بالضم - أى كثر.
(4) الفجأة مصدر أى ما فاجأك يعنى ما جاءك بغتة من غير أن تشعر به.
الطفيف: النقصان والقليل والخسيس.
والسنين: الجدب والقحط وقلة الامطار والمياه.
والمراد بالنقص نقص ريع الارض من الحبوب والثمرات قال الله تعالى في سورة الاعراف - 127 " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ".
(5) سورة طه - 131.
(6) المراد أن من لم يصبر ولم يتسل نفسه بما عند الله من الاجور والدرجات الرفيعة وغير ذلك انقطعت نفسه حسرة على الدنيا وما فيها.
(*)
[52]
رزقه وتنغص عليه عيشه (1) ومن لم ير أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد جهل وكفر نعم الله وضل سعيه ودنا منه عذابه.
وقال صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما، فقال أبوذر: يا رسول الله وما الاسلام؟ فقال: الاسلام عريان ولباسه التقوى. وشعاره الهدى. ودثاره الحياء (2) وملاكه الورع. وكماله الدين. وثمرته العمل الصالح. ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت (3).
وقال صلى الله عليه وآله: من طلب رضى مخلوق بسخط الخالق سلط الله عزوجل عليه ذلك المخلوق.
وقال صلى الله عليه وآله: إن الله خلق عبيدا من خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف ويعدون الجود مجدا، والله يحب مكارم الاخلاق.
وقال صلى الله عليه وآله: إن لله عبادا يفزع إليهم الناس في حوائجهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة.
وقال صلى الله عليه وآله: إن المؤمن يأخذ بأدب الله، إذا أوسع الله عليه اتسع، وإذا أمسك عنه أمسك.
وقال صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس زمان لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه.
___________________________________
(1) يقال: تنغص عيشه أى تكدر.
وانغص: منع نصيبه من نغص أى لم يتم مراده وعيشه وفى بعض النسخ [ تنقص ].
(2) الشعار - بالكسر -: ما يلى شعر الجسد.
والدثار - بالكسر - ما يتدثر به الانسان من كساء أو غيره، فالشعار تحت الدثار والدثار فوق الشعار. والهدى - بالضم -: الرشاد.
(3) أى بيت النبوة وذلك لطهارة نفوسهم وحياتهم، قال الله عزوجل في سورة الاحزاب " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".
ذلك البيت أسسه الله تعالى وجعل أهله طاهرا مطهرا معصوما ليكونوا المقتدى لمجتمع العالم الاسلامى فيجب على المسلمين حبهم والاقتداء بهم حتى ينالوا فضل السعادة والكمال في الدنيا والاخرة.
ولا يبعد شموله لغيرهم ممن اتصفوا بصفاتهم وأخلاقهم على حسب درجات إيمانهم كقول رسول الله صلى الله عليه وآله لسلمان الفارسى: " سلمان منا أهل البيت ".
قال الله العزيز في سورة إبراهيم نقلا عن قوله: " فمن تبعنى فانه منى ".
(*)
[53]
وقال صلى الله عليه وآله: إن الله جبل قلوب عباده على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها.
وقال صلى الله عليه وآله: إذا فعلت امتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: يا رسول الله ما هن؟ قال: إذا أخذوا المغنم دولا (1). والامانة مغنما. والزكاة مغرما. وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه. وارتفعت الاصوات في المساجد. واكرم الرجل مخافة شره. وكان زعيم القوم أرذلهم. وإذا لبس الحرير. وشربت الخمر. واتخذ القيان والمعازف (2). ولعن آخر هذه الامة أولها، فليترقبوا بعد ذلك ثلاث خصال: ريحا حمراء ومسخا وفسخا.
وقال صلى الله عليه وآله: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (3).
___________________________________
(1) وفى بعض النسخ [ إذا أكلوا ]. والمغنم: الغنيمة. والدول: جمع دولة وهو ما يتداول فيكون مرة لهذه ومرة لذاك.فتطلق على المال.
(2) القيان - جمع القينة -: المغنية. والمعازف جمع معزف: وهى من آلات الطرب كالطنبور والعود ونحوه من عزف بمعنى صوت وغنى.
(3) هذا الحديث منقول من طرق الخاصة والعامة.
في البحار ج 3 ص 134 عن على بن الحسين عليه السلام أنه قال: " لما اشتد الامر بالحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلام نظر إليه من كان معه فاذا هو بخلافهم لانهم كلما اشتد الامر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم و كان الحسين صلوات الله عليه وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالى بالموت.
فقال لهم الحسين عليه السلام: صبرا بنى الكرام فما الموت الا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فايكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لاعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إن أبى حدثنى عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت ولا كذبت ".
قال السيد الاجل فضل الله بن على الرواندى رحمه الله، المعروف بضياء الدين الراوندى من علماء القرن الخامس في ضوء الشهاب: " شبه رسول الله صلى الله عليه وآله المؤمن بالمسجون من حيث هو ملجم بالاوامر والنواهى، مضيق عليه في الدنيا، مقبوض على يده فيها، مخوف بسياط العقاب، مبتلى بالشهوات، ممتحن بالمصائب - بخلاف الكافر الذى هو مخلوع العذار، متمكن من شهوات البطن والفرج بطيبة من قلبه وانشراح من صدره، مخلى بينه وبين ما يريد على " بقية الحاشية في الصفحة الاتية " (*)
[54]
وقال صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس زمان يكون الناس فيه ذئابا، فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب.
وقال صلى الله عليه وآله: أقل ما يكون في آخر الزمان أخ يوثق به. أو درهم من حلال (1).
وقال صلى الله عليه وآله: احترسوا من الناس بسوء الظن (2).
وقال صلى الله عليه وآله: إنما يدرك الخير كله بالعقل. ولا دين لمن لا عقل له.
وأثنى قوم بحضرته على رجل حتى ذكروا جميع خصال الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف عقل الرجل؟ فقالوا: يا رسول الله نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير تسألنا(3) عن عقله؟ فقال صلى الله عليه وآله: إن الاحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.
وقال صلى الله عليه وآله: قسم الله العقل ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله ومن لم يكن فلا عقل له: حسن المعرفة بالله وحسن الطاعة لله وحسن الصبر على أمر الله.
وقدم المدينة رجل نصراني من أهل نجران وكان فيه بيان وله وقار وهيبة، فقيل: يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني؟ ! فزجر القائل وقال: مه (4) إن العاقل من وحد الله وعمل بطاعته.
___________________________________
" بقية الحاشية من الصفحة الماضية " ما يسول له الشيطان، لا ضيق عليه ولا منع، فهو يغدو فيها ويروح على حسب مراده وشهوة فؤاده، فالدنيا كانها جنة له يتمتع بملاذها وينتفع بنعيمها، كما أنها كالسجن للمؤمن، صارفا له عن لذاته مانعا من شهواته.
وفى الحديث أنه قال صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: " يا فاطمة تجرعى مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة ".
وروى " ان يهوديا تعرض للحسن بن على عليهما السلام وهو في شظف من حاله وكسوف من باله والحسن عليه السلام راكب بغلة فارهة، عليه ثياب حسنة، فقال: جدك يقول: " ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر "، فأنا في السجن وأنت في الجنة فقال عليه السلام لو علمت مالك وما يترتب لك من العذاب لعلمت أنك مع هذا الضر ههنا في الجنة ولو نظرت إلى ما أعد لى في الآخرة لعلمت أنى معذب في السجن ههنا " انتهى نقلا عن كتاب بحار الانوار ج 15. ص 162.
(1) أى لا يكون في آخر الزمان شئ اقل منهما.
(2) الاحتراس والتحرس: التحفظ من حرسه حرسا اى حفظه.
(3) في بعض النسخ [ تسأله ].
(4) " مه " بالفتح - اسم فعل بمعنى انكفف.
(*)
[55]
وقال صلى الله عليه وآله: العلم خليل المؤمن. والحلم وزيره. والعقل دليله. والعمل قيمه. والصبر أمير جنوده. والرفق والده. والبر أخوه. والنسب آدم. والحسب التقوى والمروة إصلاح المال (1).
وقال صلى الله عليه وآله: من تقدمت إليه يد، كان عليه من الحق أن يكافئ، فإن لم يفعل فالثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة.
وقال صلى الله عليه وآله: تصافحوا فإن التصافح يذهب السخيمة (2).
وقال صلى الله عليه وآله: يطبع المؤمن على كل خصلة ولا يطبع على الكذب، ولا على الخيانة.
وقال صلى الله عليه وآله: إن من الشعر حكما - وروي حكمة (3) - وإن من البيان سحرا.
وقال صلى الله عليه وآله لابي ذر: أي عرى الايمان أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم، فقال: الموالاة في الله والمعاداة في الله والبغض في الله (4).
وقال صلى الله عليه وآله: من سعادة ابن آدم استخارة (5) الله ورضاه بما قضى الله.
ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضى الله (6).
وقال صلى الله عليه وآله: الندم توبة.
___________________________________
(1) قد مضى ذكر هذا الحديث مع اختلاف ما.
(2) التصافح: المصافحة.
والسخيمة: الضغينة والحقد.
(3) هذا قول المؤلف.
والحكم بمعنى الحكمة كما في الآية " وآتيناه الحكم صبيا ".
(4) وفى الكافى ج 2 ص 125 - 126 عن عمرو بن مدرك الطائى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لآصحابه: أى عرى الايمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله اعلم، وقال بعضهم: الصلاة وقال بعضهم: الزكاة وقال بعضهم: الصيام وقال بعضهم: الحج والعمرة وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الايمان.
الحب في الله والبغض في الله وتوالى أولياء الله والتبري من أعداء الله عزوجل.
انتهى.
والعروة ما يكون في الحبل يتمسك به من اراد الصعود.
(5) في بعض النسخ [ استخارته ].
(6) - الشقوة: الشقاوة.
والسخط: ضد الرضا. وسخط عيه أى غضب عليه.
(*)
[56]
وقال صلى الله عليه وآله: ما آمن بالقرآن من استحل حرامه.
وقال له رجل: أوصني؟ فقال صلى الله عليه وآله: احفظ لسانك، ثم قال له: يا رسول الله أوصني؟ قال صلى الله عليه وآله: احفظ لسانك، ثم قال: يا رسول الله أوصني؟ فقال: ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (1)؟.
وقال صلى الله عليه وآله: صنائع المعروف تقي مصارع السوء. والصدقة الخفية تطفئ غضب الله.
وصلة الرحم زيادة في العمر. وكل معروف صدقة. وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف (2).
وقال صلى الله عليه وآله: إن الله يحب إذا أنعم على عبد أن يرى أثر نعمته عليه، ويبغض البؤس والتبؤس.
وقال صلى الله عليه وآله: حسن المسألة نصف العلم. والرفق نصف العيش.
وقال صلى الله عليه وآله: ويهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص والامل (3).
وقال صلى الله عليه وآله: والحياء من الايمان.
وقال صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعما اكتسبه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن حبنا أهل البيت (4).
___________________________________
(1) يقال كب على وجهه: اى صرعه وقلبه.
والمناخر جمع المنخر بفتح الميم والخاء: وهو الانف من نخر - بالفتح - أى مد الصوت والنفس في خياشيمه.
والحصائد - جمع الحصد والحصيد والحصيدة -: من حصد الزرع أى قطع.
وحصائد ألسنتهم: ما يقولونه من الكلام في حق الغير، لانه حصد به.
(2) وفى الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: يغفر لهم بالتطول عليهم ويدفعون حسناتهم إلى الناس فيدخلون بها الجنة فيكونون أهل المعروف في الدنيا والاخرة.
(وسائل الشيعة المجلد الثالث).
(3) يعنى ان ابن آدم إذا كبر وضعفت غرائزه وخلقته قوى فيه الحرص والامل.
(4) السؤال عن المحبة لانها أساس الاسلام والدين. وقد مضى بيانه - ص 52 -.
(*)
[57]
وقال صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروته (1) وظهر عدالته ووجب أجره وحرمت غيبته.
وقال صلى الله عليه وآله: المؤمن حرام كله: عرضه وماله ودمه.
وقال صلى الله عليه وآله: صلوا أرحامكم ولو بالسلام.
وقال صلى الله عليه وآله: الايمان عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالاركان.
وقال صلى الله عليه وآله: ليس الغنى عن كثرة العرض (2) ولكن الغنى غنى النفس.
وقال صلى الله عليه وآله: ترك الشر صدقة.
وقال صلى الله عليه وآله: أربعة تلزم كل ذي حجى وعقل من امتي (3)، قيل: يا رسول الله ما هن؟ قال: استماع العلم وحفظه ونشره والعمل به.
وقال صلى الله عليه وآله: إن من البيان سحرا ومن العلم جهلا ومن القول عيا (4).
وقال صلى الله عليه وآله: السنة سنتان، سنة في فريضة الاخذ بعدي بها هدى وتركها ضلالة.
وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها غير خطيئة.
وقال صلى الله عليه وآله: من أرضى سلطانا بما يسخط الله خرج من دين الله.
وقال صلى الله عليه وآله: خير من الخير معطيه وشر من الشر فاعله (5).
وقال صلى الله عليه وآله: من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس.
ومن خاف الله أخاف منه كل شئ.
ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ.
ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل.
ومن لم يستحي من طلب الحلال من المعيشة خفت مؤنته ورخى باله
___________________________________
(1) المروة أصله المروءة. قلبت الهمزة واوا وادغمت.
(2) العرض - محركة - المتاع، والسلعة.
(3) الحجى بالكسر والقصر: العقل والفطنة.
(4) عيى في المنطق: حصر.
وعيا تعيية الرجل: أتى بكلام لا يهتدى إليه.
وقيل: العى: التحير في الكلام وبالفتح العجز وعدم الاهتداء بوجه مراده.
وفى بعض النسخ [ غيا ] بالغين المعجمة مصدر من باب ضرب أى ضل وخاب وهلك والغية بالفتح والكسر: الضلال.
(5) وفى نهج البلاغة. " فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه ".
(*)
[58]
ونعم عياله.
ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار.
وقال صلى الله عليه وآله: أقيلوا ذوي الهناة عثراتهم (1).
وقال صلى الله عليه وآله: الزهد في الدنيا قصر الامل وشكر كل نعمة والورع عن كل ما حرم الله.
وقال صلى الله عليه وآله: لا تعمل شيئا من الخير رئاء ولا تدعه حياء.
وقال صلى الله عليه وآله: إنما أخاف على امتي ثلاثا: شحا مطاعا وهو متبعا وإماما ضلالا (2).
وقال صلى الله عليه وآله: من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاحى الرجال ذهبت مروته وكرامته.
وقال صلى الله عليه وآله: ألا إن شر أمتي الذين يكرمون مخافة شرهم، ألا ومن أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني.
وقال صلى الله عليه وآله: من أصبح من امتي وهمته غير الله فليس من الله.
ومن لم يهتم بامور المؤمنين فليس منهم.
ومن أقر بالذل طائعا فليس منا أهل البيت (3).
___________________________________
(1) الهناة: الداهية وهى المصيبة وجمعها هنوات.
والعثرات جمع العثرة: وهى السقطة والزلة والخطيئة والمعنى: تجاوزوا وتصفحوا عن زلات صاحب المصيبة.
(2) كذا.
(3) قال سيد الشهداء الحسين بن على صلوات الله وسلامه عليه في خطبته يوم عاشوراء إذ عرض عليه الامان وأصحابه فأنف من الذل: ".
ألا وإن الدعى بن الدعى قد ركز بين اثنتين بين الذلة والسلة، هيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنى زاحف بهذه الاسرة مع قلة العدد وخذلة الناصر " ولنعم ما قيل:
طمعت أن تسومه الضيم قوم****وأبى الله والحسام الصنيع***
كيف يلوى على الدنية جيدا****لسوى الله ما لواه الخضوع****
فأبى أن يعيش إلا عزيزا****او تجلى الكفاح وهو صريع****
فتلقى الجموع فردا ولكن****كل عضو في الروع منه جموع****
زوج السيف بالنفوس ولكن****مهرها الموت والخضاب النجيع
(*)
[59]
وكتب صلى الله عليه وآله إلى معاذ يعزيه بابنه (1): " من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل: سلام عليك فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو - أما بعد - فقد بلغني جزعك على ولدك الذي قضى الله عليه وإنما كان ابنك من مواهب الله الهنيئة (2) وعواريه المستودعة عندك فمتعك الله به إلى أجل وقبضه لوقت معلوم فإنا لله وإنا إليه راجعون، لا يحبطن جزعك أجرك ولو قدمت على ثواب مصيبتك لعلمت أن المصيبة قد قصرت لعظيم ما أعد الله عليها من الثواب لاهل التسليم والصبر، واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع قدرا فأحسن العزاء وتنجز الموعود.
فلا يذهبن أسفك على ما لازم لك ولجميع الخلق نازل بقدره والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ".
وقال صلى الله عليه وآله: من أشراط الساعة كثرة القراء وقلة الفقهاء وكثرة الامراء وقلة الامناء وكثرة المطر وقلة النبات.
وقال صلى الله عليه وآله: أبلغونى حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة (3) وقال صلى الله عليه وآله: غريبتان: كلمة حكم من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.
وقال صلى الله عليه وآله: للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع و يضيع حتى يأثم.
وقال صلى الله عليه وآله: من لا يستحي من الحلال نفع نفسه وخفت مؤنته ونفى عنه
___________________________________
(1) التعزية: التسلية من عزى يعزى من باب تعب: صبر على ما نابه والتعزى: التصبر والتسلى عند المصيبة وشعاره أن يقول: " إنا لله وإنا اليه راجعون ".
والعزاء ممدودا: الصبر والتعزى يجيئ بمعنى النسبة من تعزى إلى فلان أى نسبه إليه.
(2) المواهب جمع الموهبة: العطية، الشئ الموهوب.
والهنيئة: ما تيسر من غير مشقة.
(3) وفى كتاب عهد امير المؤمنين عليه السلام للاشتر لما ولاه مصر: " قال: وتفقد أمور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون وتحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقتك من اهل الخشية والتواضع، فليرفع إليك أمورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار إلى الله يوم تلقاه فان هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الانصاف من غيرهم، وكل فأعذر إلى الله في تأدية حقه إليه ".
(*)
[60]
الكبر.
ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه (1) بالقليل من العمل.
ومن [ ي ] رغب في الدنيا فطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها.
ومن زهد فيها فقصر فيها أمله أعطاه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية فأذهب (2) عنه العمى وجعله بصيرا، ألا إنه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل، ولا تستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى والتيسير في الدين (3) ألا فمن أدرك ذلك فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على الذل وهو يقدر على العز وصبر على البغضاء في الناس وهو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة أعطاه الله ثواب خمسين صديقا.
وقال صلى الله عليه وآله: إياكم وتخشع النفاق وهو أن يرى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.
وقال صلى الله عليه وآله: المحسن المذموم مرحوم.
وقال صلى الله عليه وآله: إقبلوا الكرامة وأفضل الكرامة الطيب، أخفه حملا وأطيبه ريحا.
وقال صلى الله عليه وآله: إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو ذي حسب (4).
وجهاد الضعفاء الحج وجهد المرأة حسن التبعل لزوجها.
والتودد نصف الدين.
[ و ] ما عال امرء قط على اقتصاد.
واستنزلوا الرزق (5) بالصدقة.
أبى الله أن يجعل رزق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون (6).
وقال صلى الله عليه وآله: لا يبلغ عبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس.
___________________________________
(1) في بعض النسخ [ عنه ].
(2) في بعض النسخ [ وأذهب ].
(3) أى المسامحة والمماطلة في أمر الدين.
(4) الصنيعة: الاحسان. وجمعه الصنائع.
وفى الروايات: لا يصلح الصنيعة الا عند ذى حسب أو دين.
(5) في بعض النسخ [ واستزادوا الرزق ].
(6) قال الله تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
سورة الطلاق: 3.
(*)
[61]