فهرس الكتاب

 

الفصل الثالث :

بيعة العقبة

 

بيعة العقبة الأولى :

يقول المؤرخون : إنه حنيما عاد أولئك النفر المدنيون الذين أسلموا إلى المدينة ذكروا لأهلها رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم )) ، ودعوهم إلى الإسلام ، حتى فشا فيهم ، فلم يبق دار من دور الإنصار ، إلا وفيها ذكر من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم )).

حتى إذا كان العام المقبل أي في السنة الثانية عشرة من البعثة ، وافى الموسم اثنا عشر رجلا اثنان منهم اوسيان ، والباقون من الخزرج ، فالتقوا مع الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم )) في العقبة ، وبايعوه على بيعة النساء ، أي البيعة التي لاتشتمل على حرب ، أي : (( على أن لا يشركوا بالله شيئاً ، ولا يسرقون ، ولا يزنون ، ولا يقتلون أولادهم ، ولا يأتون ببهتان يفترونه من بين أيديهم وأرجهم ، ولا يعصونه في معروف ، فان وفوا فلهم الجنة وان غشوا من ذلك شيئاً فأمرهم إلى الله عز وجل ، ان شاء عذب ، وان شاء غفر)).

ولما رجعوا إلى المدينة أرسل النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) معهم مصعب بن عمير ليقرئهم القرآن ، ويعلمهم الإسلام ، ويفقههم في الدين ، فكان يسمى المقري . وألحقه با بن أم مكتوم(1) كما قيل . وأقام مصعب أول صلاة جمعة في المدينة !! .

وقد نجح مصعب ، ومن معه ممن أسلم في الدعوة إلى الله تعالى ، وأسلم سعد بن معاذ ، الذي كان السبب في إسلام قومه ، فلما وقف عليهم قال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعرفون أمري فيكم ؟

قالوا : سيدنا وافضلنا رأياً ، وايمننا نفساً وأمراً .

قالوا : سيدنا كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوبه .

قال : فوالله ، ما أمسى في دار قبيلة بني عبد الاشهل رجل ولا إمرأة إلا مسلماً ، أو مسلمة ، فأسلموا كلهم في يوم واحد ، ( إلا عمرو بن ثابت ، فانه تأخر إسلامه إلى أحد ، فأسلم ، ثم استشهد قبل أن يسجد لله سجدة واحدة ، كما قيل ) .

وأقام مصعب بن عمير يدعو الناس إلى الإسلام ، حتى أسلم الرجال والنساء ، من الانصار باستثناء جماعة من الاوس ، اتبعوا في ذلك أحد زعمائهم ، الذي تأخر إسلامه إلى ما بعد هجرة الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم )) (2).

ولنا هنا وقفات ، فلنقف أولاً مع :

 

دعوة سعد بن معاذ قومه :

إن الدعوة إلى الله ليست مختصة بالانبياء والاوصياء بل هي شاملة لكل مكلف بحسب ما يملك ما طاقات وقدرات . وهي من الامور التي يلزم بها العقل الفطري السليم ، ويوجبها على كل إنسان ، ولا تحتاج إلى جعل شرعي ؛ فإن العقل يدرك أن في ارتكاب المنكرات ، وترك الواجبات ، والإنحراف في الفكر والعقيدة والسلكوك ضرراً جسيماً على المجتمعات وعلى الأجيال ولذلك فهو يحكم بلزوم الدعوة إلى الإلتزام بالخط الفكري الصحيح ، وترك المنكر ، فعل المعروف .

وهذا هو – بالذات – ما يفسر لنا اندفاع سعد بن معاذ في الدعوة إلى الله تعالى ، تعالى انه على استعداد لقطع كل علاقة مع قومه إذا كانوا ضالين منحرفين .

وان عظمة هذا الموقف لتتضح أكثر إذا عرفنا مدى ارتباط سعادة ومصير الانسان العربي في تلك الفترة بقبيلته ومدى ارتباطه بها فهو حين يضحي الانسان العربي في تلك الفترة بقبيلته ومدى ارتباطه بها فهو حين يضحي بأمر عظيم وأساسي في حياته وفي مصيره ، ومستقبله ، في سبيل دينه .

وقد جاء القرآن مؤيداً لحكم العقل والفطرة هذا ؛ ففرض على كل من كان له بصيرة في أمر الدين ان يدعو إلى الله قال تعالى : (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) (3).

كما أننا لا بد أن نشير أيضاً : إلى أن من عرف الحق ، وذاق حلاوة الايمان ، فإنه لا يملك نفسه من الاندفاع في محاولة لجلب الآخرين نحو هذا الحق ، وجعلهم يؤمنون به ، ويستفيدون منه ، ويلتذون به ويشعرون بحلاوته .

ولذلك نجد الامام علي بن الحسين ((عليه السلام)) ، الذي كان يخشى على شيعته ، الذين هم الصفوة في الامة الإسلامية ، والذين كانوا يتعرضون لمختلف أنواع الاضطهاد ، والبلايا في الدولة الاموية ، وبعدها في الدولة العباسية كان يظهر تذمره من عدم مراعاة الشيعة للظروف والمناسبات ، وهو يرى حدة اندفاعهم نحو إظهار أمرهم ، بسبب شعورهم بحلاوة الإيمان ، وضرورة ابلاغ كلمة الحق ، قال الإمام السجاد ((عليه السلام)) : ((وددت اني افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعديّ : النزق وقلة الكتمان )) (4).

أضف إلى ذلك : أن التراحم فيما بين المؤمنين ، والشدة على الكافرين يصبح أمراً طبيعياً ، كما قال تعالى : (أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .

 

البيعة :

ونجد : أن نص البيعة قد تضمن الخطوط العريضة ، وأهم المبائ التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي ، وهي تتضمن جانباً عقائدياً ، وآخر عملياً . وقد حملهم ((صلى الله عليه وآله وسلم )) مسؤوليات معينة في علاقاتهم مع بعضهم بعضاً . وجعل التزامهم هذا قائماً على اعطاء تعهد من قبلهم ، يرون مخالفته تتنافي مع شرف الكلمة وقدسيتها ؛ وذلك تحت عنوان : ((البيعة)) التي تعني اعطاء كلمة الشرف بالالتزام بتلك المبادئ .

ولكنه لم يقرر عقاباً عنيفاً لمن ينقض هذا العهد ، ويتجاوز يغش فيه ؛ فإن الوقت حينئذ لم يكن منسباً لقرار كهذا . بل اوكل ذلك إلى الوجدان والضمير الشخصي لكل منهم ، مع ربطه بالمبدأ العقيدي . ومع إعطاء الفرصة له للعودة لاصلاح الخطأ إن كان ؛ حيث أبقى الامل حياً لدى ذلك الذي يمكن أن يغش ، وأوكل امره إلى الله ، إن شاء عذب ، وإن شاء غفر .

 

صلاة الجمعة :

وقد تقدم في الحديث : أن مصعب بن عمير قد جمع بالمسلمين في المدينة قبل الهجرة(5) . وربما يشكل على ذلك : بأن سورة الجمعة قد نزلت بعد هجرته ((صلى الله عليه وآله وسلم )) إلى المدينة ؛ فكيف صلى مصعب الجمعة قبل تشريعها .

والجواب : أننا لو سلمنا أن المراد بجمع ، صلى الجمعة . إذ من المحتمل : أن يكون المراد صلى جماعة – لو سلمنا ذلك – فإن قوله تعالى في سورة الجمعة : (يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )(6) . ليس المقصود به تشريع إقامة الجمعة ، وإنما هو يوجب السعي إلى الجمعة التي تقام ، فلعل وجوب إقامتها كان قبل ذلك قد جاء على لسانه ((صلى الله عليه وآله وسلم )) في مكة ، ولكن لم يكن يمكن إقامتها ، أو كان يقيمها سراً ولم يصل ذلك إلينا .

ويؤيد ذلك قوله تعالى : (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً ، قل : ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة )(7) ؛ فإن ذلك يشير إلى ان الجمعة كانت شُرِّعت قبل ذلك . وأن كان سلوكهم معه ((صلى الله عليه وآله وسلم )) .

ويؤيد ذلك : ما أخرجه الدار قطني ، عن ابن عباس ، قال : أذن النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) الجمعة قبل أن يهاجر ، ولم يستطع ان يجمع بمكة ؛ فكتب إلى مصعب بن عمير : أما بعد ، فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور ، فاجمعوا نسائكم وابناءكم ، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة ، فتقربوا إلى الله بركعتين . قال : فهو أول من جمع ، حتى قدم النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) المدينة ، فجمع بعد الزوال من الظهر ، وأظهر ذلك (8).

وثمة روايات تفيد : أن أول من جمع بهم هو أسعد بن زرارة (9) وسيأتي بعض الكلام أيضاً حول صلاة الجمعة في آخر هذا الجزء إن شاء الله تعالى .

 

بيعة العقبة الثانية :

وعاد مصب بن عمير من المدينة إلى مكة ، فعرض على النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) نتائج عمله ؛ فسر بذلك نبي الإسلام سروراً عظيماً (10).

وفي موسم حج السنة الثالثة عشرة من البعثة أتى من أهل المدينة جماعة كبيرة بقصد الحج ، ربما تقدر عدتهم بخمس مئة(11) ، فيهم المشركون ، وفيهم المسلمون المستخفون من حجاج المشركين من قومهم ، تقية منهم .

والتقي بعض مسلميهم بالرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم )) ووعدهم اللقاء في العقبة في أواسط أيام التشريق ليلاً ، إذا هدأت الرجل . وأمرهم ان لا ينبهوا نائماً ، ولا ينتظروا غايباً .

ويلاحظ هنا : ما لهذا التوقيت من أهمية ، فلو انكشف أمرهم ، فسيكون ذلك بعد تمام حجهم ، ومفارقتهم للبلد ، ولا يبقى من ثم مجال للضغط عليهم بشكل فعال .

ويلاحظ كذلك : أمره ((صلى الله عليه وآله وسلم )) لهم بأن لا ينبهوا نائماً ، ولاينتظروا غائباً . وذلك كي لا ينكشف امرهم إذا لاحظ غيرهم عدم طبيعية تصرفاتهم .

وفي تلك الليلة بالذات ناموا مع قومهم في رحالهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل بدؤايتسللون إلى مكان الموعد ، واحداً بعد الآخر ، ولايشعر بهم أحد حتى اجتمعوا في الشعب عند العقبة ، وهم سبعون أو ثلاثة وسبعون رجلاً ، وامرأتان .

والتقوا بالرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم )) هناك في الدار التي كان ((صلى الله عليه وآله وسلم )) نازلاً فيها ، وهي دار عبد المطلب ، وكان معه حمزة وعلي ، والعباس (12).

وبايعوه على أن يمنعوه وأهله مما يمنعون منه أنفسهم ، وأهليهم وأولادهم ، وأن يؤووهم ، وينصروهم ، وعلى السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر وان يقولوا في الله ، ولا يخافوا لومة لائم ، وتدين لهم العجم ، ويكونون ملوكاً .

وعند آخرين –والنص لمالك- ، عن عبادة بن الصامت : ((بايعنا رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم )) على السمع والطاعة ، في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، أن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول ( أو نقوم) بالحق حيثما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم(13) )) قال السيوطي : ((يريد الملك والإمارة )) (14).

وقد أدرك العباس بن نضلة خصورة الموقف ، ولا سيما من قوله ((صلى الله عليه وآله وسلم )) : (( وتدين لكم العجم ، وتكونون ملوكاً )) ، وأنهم مقدمون على مواجهة ومقاومة ، ليس فقط مشركي مكة أو الجزيرة العربية ، وإنما العالم بأسره . فأحب ان يستوثق من الامر ، ويفتح عيون المبايعين ليكونوا على بصيرة من أمرهم ، حتى لايقولوا في يوم ما : لو كنا نعلم الان الامر ينتهي إلى هذا لم نقدم .

فقال لهم : يا معشر الاوس والخزرج ، تعلمون على ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الاحمر والابيض ، وعلى حرب ملوك الدنيا ؛ فان علمتم انه إذا أصابتكم المصيبة في انفسكم خذلتموه وتركتموه ، فلا تغروه فان رسول الله ، وان كان قومه خالفوه ، فهو في عز ومنعة .

فقال عبد الله بن حزام ، والد جابر ، واسعد بن زرارة ، وأبو الهيثم بن التيهان : مالك وللكلام ؟! يا رسول الله ، بل دمنا بدمك ، وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لنفسك ، ولربك ما شئت (15).

ويذكر أيضاً : أن أسعد بن زرارة قد قال في بيعة العقبة : يا رسول الله ، إن لكل دعوة سبيلاً ، إن لين ، وإن شدة ، وقد دعوت اليوم إلى دعوة متجهمة للناس ، متوعرة عليهم :

دعوتنا إلى ترك ديننا وإتباعك على دينك ، وتلك رتبة صعبة ، والبعيد ، وتلك رتبة صعبة ؛ فأجبناك إلى ذلك .

ودعوتنا إلى قطع ما بيننا وبينه الناس من الجوار والارحام ، القريب والبعيد ، وتلك رتبة صعبة ؛ فأجبناك إلى ذلك .

ودعوتنا ، ونحن جماعة في دار عز ومنعة ، لايطمع فيها أحد : ان يرأس علينا رجل منغيرنا ، افرده قومه ، وأسلمه أعمامه ، وتلك رتبة صعبة ، فأجبناك إلى ذلك الخ (16).

ويذكر المؤرخون هنا أيضاً : أن العباس بن عبد المطلب قد حضر بيعة العقبة وأنه أراد ان يستوثق لابن أخيه فبدأهو الكلام ، فقال : يامعشر الخزرج ، إن محمداً منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا ، فهو في عز من قومه ، ومنعة في بلده ، وقد أبى إلا الانحياز اليكم ، واللحوق بكم ، فان كنتم ترون انكم وافون بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به اليكم فمن الآن تدعوه فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده .

وفي رواية ، أنه قال لهم : قد أبى محمد الناس كلهم غيركم ، فان كنتم أهل قوة وجلد ، وبصر في الحرب ، واستقلال بعدواة العرب قاطبة ، ترميكم عن قوس واحدة فروا رايكم . وائتمروا بينكم الخ ..

وبعد أن استمع إلى اجابتهم ، طلب ((صلى الله عليه وآله وسلم )) منهم : أن يخرجوا له اثني عشر نقيباً ، أي كفيلا يكفل قومه ، فأخرجوا له تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ؛ فكانوا نقباء وكفلاء قومهم .

وعرفت قريش بالاجتماع ؛ فهاجت ، وأقبلوا بالسلاح .

وسمع الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم )) النداء ؛ فأمر الانصار بالتفرق ، فقالوا : يا رسول الله ، إن أمرتنا ان نميل عليهم بأسيافنا . فعلنا . فقال : لم أؤمر بذلك ، ولم يأذن الله لي في محاربتهم ، فقالوا : يارسول الله ، فتخرج معنا . قال : أنتظر أمر الله …

فجاءت قريش على بكرة ابيها ، قد حملوا السلاح . وخرج حمزة ، ومعه السيف ، هو وعلي بن أبي طالب ((عليه السلام)) . فلما نظروا إلى حمزة قالوا : ما هذا الذي اجتمعتم له ؟ .

فعمل حمزة بالتقية من أجل الحفاظ على النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) والمسلمين والإسلام ، فقال : ما اجتمعنا ، وما ها هنا أحد ، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته بسيفي .

فرجعوا ، وغدوا إلى عبد الله بن أبي ، فقالوا له : قد بلغنا أن قومك بايعوا محمداً على حربنا . والله ، ما من حي أبغض من أن ينشب الحرب بيننا وبينه منكم . فحلف لهم عبد الله : أنهم لم يفعلوا ، ولا علم له بذلك ، وانهم لم يطلعوه على أمرهم ؛ وتفرقت الانصار ، ورجع رسول الله إلى مكة .

ولكن قريشاً قد تأكدت بعد ذلك من صحة الخبر ؛ فخرجت في طلب الأنصار ؛ فأدركوا سعد بن عبادة ، والمنذر بن عمير . فأما المنذر فأعجزهم . وأما سعد فأخذوه ، وعذبوه . فبلغ خبره جبير بن مطعم ، والحارث بن حرب بن أمية ، فأتياه وخلصاه ؛ لأنه كان يجير لهما تجارتهما ، ويمنع الناس من التعدي عليها (17).

ولنا قبل المضي في الحديث ها هنا وقفات . فنشير اولاً إلى :

دور العباس في بيعة العقبة :

تذكر بعض الروايات : أن العباس كان في بيعة العقبة مع النبي ، ولم يكن أحد غيره معه . ويقولون : إنه وإن كان حينئذ مشركاً ، ألا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ، ويتوثق له . وقد قدمنا ما ينسب إليه من قول في هذه المناسبة .

ولكننا نشك في صحة ذلك .

فأولاً : إن في الكلام المنسوب إلى العباس تخذيلاً واضحاً عن النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) ، وليس توثيقاً لأمره كما يقولون ، ولا سيما قوله : (( واستقلال بعداوة العرب قاطبة ، ترميكم عن قوس واحدة الخ )) (18)..

إلا أن يقال : إن هذا الكلام من العباس ، إنما هو لبيان الحقيقة ، ليكون الأنصار على بصيرة من أمرهم ، حتى لا يكون منهم أي تعلل في المستقبل .

وثانياً : إن في كلامه ما يخالف الحقيقة ، ولا سيما قوله : (( قد ابى محمد الناس كلهم غيركم )) ؛ فإن معناه : أن الناس كلهم غير الأنصار قد وافقوا النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) ، وقبلوا مناصرته ، ولكنه هو رفضهم . مع أن الامر على عكس ذلك تماماً ، باستثناء قبيلة شيبان بن ثعلبة التي رضيت بحمايته مما يلي مياه العرب ، دون ما يلي مياه كسرى وقبيلة شيبان ليست هي ((الناس كلهم)) .

واحتمال إرادة خصوص عشيرته لا يتلاءم مع التعبير بـ ((الناس كلهم )) . واحتمال أن تكون العبارة : (( أبى محمداً الناس )) ليس له ما يؤيده ، لأن النص الموجود بين أيدينا خلافه.

وثالثاً : إن موضوع الهجرة إلى المدينة لم يكن قد طرح بعد ، ولم يكن النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) قد أري دار هجرتهم ولا أخبرهم برؤياه تلك ، فمن أين علم العباس أن النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) سوف يهاجر إلى المدينة ؟ فهل نزل عليه الوحي في ذلك ؟! لست أدري !! ولكننا نقرا في كلامه قوله : (( وقد أبى إلا الانحياز لكم ، واللحوق بكم .إلى أن قال : وإن كنتم ترون انكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به اليكم فمن الآن تدعوه الخ )) .

إلا ان يكونوا قد طلبوا منه ((صلى الله عليه وآله وسلم )) أن يخرج اليهم ، فظهر منه ((صلى الله عليه وآله وسلم )) الميل إلى إجابة طلبهم ، وان كان قد جاء ذلك بصيغة : لم أؤمر بذلك ، أي بالهجرة ، ولكنه احتمال بعيد ولا شاهد له .

رابعاً : إن ما ينسب إلى العباس لا يصدر إلا عن مسلم مؤمن تام الإيمان . ولم يكن العباس قد أسلم بعد بل بقي على شركه إلى وقعة بدر . وخرج لحرب النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) فيها مكرها ، وأسلم ثمة ، كما سيأتي . بل سوف يأتي انه لم يسلم إلى فتح مكة .

إلا ان يكون قد قال ذلك محاماةً عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم )) بدافع الحمية والعصبية ، ولكننا لم نر لهذه الحمية كبير أثر في مواقف العباس قبل وبعد ذلك . وهذا أمر يثير العجب حقاً .

والذي نرجحه : هو أن الذي كان حاضراً وتكلم بكلام يهدف منه إلى شدّ العقدة له ((صلى الله عليه وآله وسلم )) هو العباس بن نضلة الأنصاري(19) وليس العباس بن عبد المطلب ولذا يلاحظ مدى التشابه بين كلاميهما المنقول والمنسوب إليهم .

فلعل الأمر قد اشتبه على الرواي بين العباسين ؛ لتشابه الإسمين ، أو لعل العباسيين أرادوا اثبات فضيلة جليلة لجدهم ، بهدف الحصول على مكاسب من نوع معين ، ولعل ، ولعل .

 

أبو بكر في العقبة :

وتذكر بعض الروايات الشاذة : أن أبا بكر قد حضر العقبة ، وقد جعله العباس على فم الشعب .

ونحن لا نطيل في بيان بطلان هذا ، بعد ان كانت سائر الروايات تنص على أنه لم يكن إلا حمزة ، وعلي ((رحمه الله)) ، والعباس . مع الشك في هذا الاخير أيضاً ، وان حمزة وعلياً قد خرجا إلى فم الشعب حينما علمت قريش بالامر ، وهاجت بالسلاح وذلك في أواخر لحاظات الاجتماع ، حسبما تقدم .

 

حمزة وعلي ((عليه السلام)) في العقبة :

ان كون الاجتماع في دار عبد المطلب ليقرب صحة ما ورد من ان حمزة وعلياً قد حضرا بيعة العقبة ، خصوصا ,انه كان ثمة حاجة إليهما ، ليقفا من دخول الشعب . ويعطيا الفرصة للمجتمعين للتفرق (20).حتى إذا دخلت قريش الشعب لم تجد أحداً ؛ فترفع الأمر إلى ابن أبي ؛ فينكر ذلك . ولولا موقفهما ذاك لكانت قد جرت الامور على غير ذلك النهج ، ولوقع المسلمون في مأزق حرج وخطير جداً .

والغريب في الأمر : أننا نجد عدداً من الروايات لا تذكر حضور أمير المؤمنين ((عليه السلام)) ، وأسد الله وأسد رسوله . مع أنها هي نفسها تذكر قضية تجمهر وهياج قريش ، وغضبها من الإجتماع !! وان كانت تسكت عن هجومها على الشعب ، ودفع حمزة وعلي لها ، بل تكتفي بذكر لقائها مع إبن أبي ، ثم تتبعها للمسلمين ، وظفرها بابن عبادة إلى آخر ما تقدم .

وقد فات هؤلاء : أن قريشاً التي عرفت بالإجتماع بعد انفضاضه فغضبت ، وهاجت ، ثم اتصلت بابن أبي ، فأنكر ذلك ، ثم بعد انصراف الحاج لحقت بالمسلمين ، وآذت سعد بن عبادة الخ ، لا يمكن أن تسكت عن الهجوم على محل الإجتماع ، وأخذ الأنصار والنبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بالجرم المشهود ، وتكون حينئذٍ معذورة أمام من تريد الاعتذار منهم . فلماذا سكتت هنا . وغضبت وتصرفت بعنف هناك .

وعلى كل حال ، فقد عودنا هؤلاء أن نرى منهم كثيراً من أمثال هذه الخيانات للحق وللدين ؛ لأهداف دنيوية رخيصة ، وصدق المثل الذي يقول :

((لأمر ما جدع قصير أنفه )) .

ولعلك تقول : كيف يمكن لرجلين : ان يقفا في وجه قريش ويرداها على أعقابها ؟! وهي في إبان غضبها ، وأعلى درجات تحمسها .

والجواب : أن الرجل الواحد أيضاً كان يكفي لرد كيد قريش ، وذلك لأن هذا الرجل والرجلين يقف أو يقفان على فم الشعب ، حيث لا يمكن أن يعبر إلا أفراد أو جماعات صغيرة يمكن ردها على أعقابها برد الفئة الأولى منها . وقد كان يقال : إن عمرو بن عبدود (الذي قتله أمير المؤمنين ((عليه السلام)) يعد بألف فارس ، وذلك لانه وقف على فم الوادي ، ومنع ألف فارس من ورودها ، ولم يمكن دخول الألف إلا متفرقين بسبب ضيق المكان .

 

سرّية الإجتماع ، والتقيّة :

إن المحافظة على سرية الإجتماع ، التي بلغت الحد الذي لم يستطع حتى من كانوا ينامون مع المسلمين : أن يشعروا بشيء ، ولا عرفوا بغيبة رفقائهم ، وكذلك الحال في موعد الإجتماع ومكانه ، والطريقة التي تم بها ، رغم ضخامته ، واتساع نطاقه- ان كل ذلك – ليعتبر مثلاً رائعاً ، ودليلاً قوياً على مدى وعي أولئك المسلمين ويقظتهم ، وحسن تدبيرهم .

كما أنه برهان آخر على أ، اللجوء إلى عنصر السرية لا يعتبر تخاذلاً ، إذا كان المسلمون لا يملكون مقومات الدفاع عن أنفسهم في مقابل قوى الظلم والطغيان . وهو دليل آخر على أن التقية التي يقول بها الشيعة وأهل البيت ، ونزل بها القرآن وتحكم بها الفطرة والعقل السليم هي الاسلوب الصحيح في التعامل مع الواقع بمرونة ، ووعي ، حينما يكون الباطل هو القوي مادياً ولا يملك أهل الحق ما يدفع عنهم أو يمنع .

 

شروط البيعة :

ونجد هنا : أن النبي الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ، قد أخبرهم بما سوف يعترض طريقهم من مشاكل وصعوبات ، في سبيل نشر الدعوة ، والدفاع عنها . ليكونوا على علم مسبق بذلك ، وعلى بصيرة من أمرهم ، ومن دون أي إبهام أو غموض . حتى لا يترك لهم في المستقبل مجالاً للإعتذار بأنهم ما كانوا يعرفون : أن الأمر سوف ينتهي بهم إلى ما انتهى إليه من مصاعب ومتاعب . بل هو لا يريد أن يشعروا في أنفسهم بالغبن ، أو حتى أن يمر ذلك في وهمهم وخيالهم على الإطلاق .

وهو بذلك يدلل لكل أحد على أنه لا يريد أن يخدع أحداً بالوعود الخلابة ، ولا أن يجعلهم يعيشون الآمال والأحلام الفارغة لأن الوسيلة عنده جزء من الهدف ، رغم أنه في أمسّ الحاجة إلى نصرتهم ، بل هو لم يجد طيلة فترة دعوته غيرهم .

 

لماذا النقباء :

وإن من طبيعة العربي الالتزام بالعهد ، والوفاء بالذمار وتعتبر كل قبيلة : أنها مسؤولة عن الوفاء بما يلتزم به أحد أفرادها ، أو حلفائها عليها .

وعندما بايع النصار النبي على الإيمان والنصرة حسبما تقدم –أراد أن يلزمهم ذلك بشكل محدد ، بحيث يستطيع أن يجد في المستقبل من يطالبه بالوفاء بالالتزامات والعهود ، وكان أولئك النقباء هم الذين يتحملون مسؤولية الوفاء بتلك الالتزامات . وهم الذين يمكن مطالبتهم بذلك ، لأنهم هم الكفلاء لقومهم ، برضى منهم ومن قومهم على حد سواء .

أما إذا ترك الأمور في مجاريها العامة ، فلربما يمكن لكل فر أن يتملص ويتخلص من التزاماته ، ويلقي التبعة على غيره ، ويعتبر أن ذلك غير مطلوب منه ، ولا يمكن بحسب تصوره أن يكون هو كفردٍ مسؤولاً عنه .

وأما بعد ان التزم ذلك أفراد معينون ، كل واحد منهم من قبيلة . فإن المسؤولية قد أصبحت محدودة ، ويمكن مطالبتهم بالوفاء بالتزاماتهم ، كلما دعت الحاجة إلى ذلك . لا سيما في مواقف الحرب والدفاع .

وبذلك تبتعد القضية عن الأهواء الشخصية ، والأهم من ذلك عن الفوضى في المواقف العامة ، وتدخل مراحل التنظيم والبناء الاجتماعي على مستوى الفرد والجماعة .

المشركون في مواجهة الأمر :

يلاحظ : أن المشركين قد اهتموا لأمر هذه البيعة جداً ، حتى إنهم تهدوا أهل المدينة بالحرب ، مستغلين بذلك ضعف المجتمع المدني ، وتفككه بسبب الحروب الداخلية بين ألوس والخزرج .

نعم ، إنهم يهددونهم بالحرب ، رغم أن حرباً كهذه لسوف تجر عليهم أخطاراً جسمية من جهة نظر إقتصادية ، لأن قوافلهم إلى الشام محل تجارتهم المفضل كان طريقها على المدينة . مما يعني : أن المشركين كانوا يرون في هذه البيعة خطورة قصوى ، تجعلهم يضطرون إلى التضحية بعلاقاتهم الحسنة مع كل من يتقبل هذه الدعوة ويناصرها ، حتى ولو كانوا أهل المدينة ، الذين كانوا يكرهون جداً أن تنئب الحرب فيما بينهم وبينهم ، كما تقدم قولهم ذلك لآبن أبي . كما أن ذلك يدلنا على مدى ما كان يتعرض له المسلمون في مكة من ظلم واضطهاد .

 

منازعة الأمر أهله :

قد تقدم أن من جملة ما اشترطه الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) على أهل المدينة في ضمن نص البيعة ، هو أن لا ينازعوا الأمر أهله .

وإن اشتراط ذلك في نص بيعةٍ حساسة جداً في تاريخ الإسلام ، ويتقرر مصير الإسلام على نجاحها وعدمه . وتعريض هذه البيعة لخطر الرفض والانفصام ، فيما لو رفضوا الالتزام بذلك –كما كان الحال بالنسبة لبني عامر ، حسبما تقدم- ان ذلك لمما يدل على أن هذا الأمر كان له أهمية قصوى بالنسبة للرسول صلى الله عليه وآله الذي كان رأيه يمثل رأي الإسلام الواقعي . ويوضح أنه لن يتنازل عنه ولو تعرّض لأعظم الأخطار . مما يعني : أن هذا الأمر ليس له ، وإنما هو الله يضعه حيث يشاء . وان هذا هو الأمر الذي إذا لم يبلّغه فما بلّغ رسالة ربه سبحانه وتعالى .

ويمكن أن نفهم من ذلك أيضاً : أن الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) كان من أول الأمر يمهّد السبيل لجهة معينة وإلا ، فكيف ينهي الناس عن منازعة الأمر أولئك الأهل المخصوصيين والمؤهلين للملك والخلافة ، ثم ينسى أن يعيّن شخص ذلك الخليفة منهم ؟!.

وليعطف ذلك على ما تقدم من تعيينه ذلك الشخص حين إنذار عشيرته الأقربين . ثم على ما يأتي بعد من مواقف وتصريحات وكنايات له (ص) ، ولا سيما في قضية الغدير .

النبي لم يؤمر بالحرب بعد :

كما أننا نجده ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لا يأذن للمجتمعين في العقبة بأن يميلوا على قريش بأسيافهم ؛ لأن معنى ذلك هو القضاء على هذا الدين ، وعلى حماته الأبرار ، ولا سيما مع قلّتهم ، وكونهم في الموسم ، الذي تجتمع فيه الناس من كل حدب وصوب ، وكلهم على نهج وطريقة ، ومذاق قريش ، ويدورون في فلكها دينياً وعقائدياً وفكرياً ، وحتى مصلحياً أيضاً . ولن يكون هناك أية فرصة لانتصار الأنصار على عدوهم في بلاده .

وقريش التي ترى في المدينة أهمية خاصة لأنها على طريق قوافلها إلى الشام ولأجل ذلك أطلقت سعد بن عبادة . لن تسكت على موقف الأنصار هذا . ويكون لها كل الحق أمام أهل الموسم ، وحتى أمام المدنيين المشركين في أن تضربهم الضربة القاصمة والقاضية ، لأنهم في موقف المعتدي ، وعلى قريش أن ترد هذا الاعتداء بالكيفية وبالحجم الذي تراه مناسباً .

 

1 - السيرة النبوية لدحلان ج1 ص151و152 والسيرة الحلبية ج2 ص9 وفيه أن الواقدين ذكر ان ابن أم مكتوم إنما قدم المدينة بعد بدر بقليل ، وفي كلام ابن قتيبة أنه قدم المدينة مهاجراً بعد بدر بسنتين . ثم جمع الحلبي بين الاقوال باحتمال : أن يكون قد علم أهل المدينة ثم عاد إلى مكة ، ثم عاد فهاجر بعد بدر .. وهواحتمال وجيه لا باس به .

2 - السيرة النبوية لابن كثير ج2 ص184 وراجع تاريخ الأمم والملوك ج2 ص90 والسيرة لابن هشام ج2 ص79 –80 والسيرة الحلبية ج2 ص14 .

3 - يوسف /108 .

4 - سفينة البحار ج1 ص733 والبحار ج75 ص69 و72 عن الخصال ج1 ص24 والكافي ج2ص221 .

5 - وراجع : السيرة الحلبية ج2ص9 والتعليق المغني (مطبوع بهامش سنن الدار قطني ) ج2 ص5 عن الطبراني في الكبير والأوسط .

6 - الجمعة /9 .

7 - الجمعة /11 .

8 - الدر المنثور ج6 ص218 عن الدار قطني . والسيرة الحلبية :ج2ص12 .

9 - الدر المنثور ج6 ص218 عن أبي داود ، وابن ماجة وابن حبان ، والبيهقي ، وعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ووفاء الوفاء ج1 ص226 . والسيرة الحلبية ج2 ص59 وص 9 وسنن الدار قطني ج2 ص5/6 وفي التعليق المغني على الدار قطني (مطبوع بهامش السنن) ص5 قال : الحديث اخرجه ابو داود ، وابن ماجة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم والبيهقي في سننه .

10 - وفي البحار ج19 ص12 : أن مصعباً قد كتب إلى النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم )) بذلك وكذا في اعلام الورى ص59 .

11 - طبقات ابن سعد ج1 قسم 1 ص149 .

12 - اعلام الورى ص59 ، وتفسير القمي ج1 ص273 ، والبحار ج19 ص12-13 و47 عنهما ، وعن قصص الانبياء ، وراجع : السيرة الحلبية ج2 ص16 ، والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص152 .

13 - الموطأ المطبوع مع تنوير الحوالك ج2 ص4 وراجع سير اعلام النبلاء ج2 ص7 ومسند أحمد ج5 ص314 و316 وسنن النسائي ج7 ص138-139 وصحيح البخاري ج4 ص156 والبداية والنهاية ج3 ص164 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص97 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص452 ط دار الكتب العلمية والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص204 وصحيح مسلم ج6 ص16 و17 .

14 - تنوير الحوالك : ج2ص4 .

15 - راجع ما تقدم في البحار 19ص12/13 عن اعلام الورى ، وراجع : دلائل النبوة للبيهقي ج2 ص450 ط دار الكتب العلمية وتاريخ الخميس ج1 ص318 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص88 والبداية والنهاية ج3 ص162 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص88 والبداية والنهاية ج3 ص162 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص201 والسيرة الحلبية ج2 ص17 .

16 - حياة الصحابة : ج1 ص88 ودلائل النبوة لأبي نعيم : ص105 .

17 - راجع في ما تقدم أي كتاب تاريخي أو حديثي شئت مثل : البحار ج19 ص12/13 واعلام الورى ص57 وتفسير القمي ج1 ص272/273 وتاريخ الخميس ج1 ص318/319 ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج2 ص450 والبداية والنهاية ج3 ص158 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص193/210 والسيرة الحلبية ج2 ص17 وما قبلها وما بعدها والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص88 وقبلها وبعدها . وغير ذلك كثير .

18 - السيرة الحلبية ج2 ص5 و16 وراجع السيرة النبوية لابن كثير ج2 ص162 .

19 - الإصابة : ج2 ص271 ، والبحار : ج19 ، والسيرة الحلبية : ج2 ص17 ، والسيرة النبوية لدحلان :ج1ص153 .

20 - ويحتمل البعض : أن بعض سفهاء قريش وليس كل قريش – قد حاولوا دخول الشعب فصدّهم علي وحمزة ولكننا نقول نقول لا مانع من تجمهر قريش .. ولكن علياً وحمزة أعاقا وصولها إلى مكان الاجتماع إلى حين تفرُّقِ المجتمعين .