فهرس الكتاب

مكتبة الرسول الأعظم (ص)

 

 

الفصل السابع

 

الرسول الأعظم والنور الذي أنزل معه

خاتمة الآية وتفسيرها

(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).

قوله: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ) إلى آخر الآية بمنزلة التفسير وإعطاء النتيجة المتفرعة على قوله تعالى في صدر الآية:(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ)، وكانّ المراد إن اتباعه(صلى الله عليه و آله) الحقيقي الذي به يكون متبعوه مستوجبين للفلاح إنما هو متفرع عن نتيجة الإيمان به أولا، والتعزير والنصرة له ثانيا، واتباع النور الذي انزل معه ثالثا، وذلك هو حقيقة اتباعه الذي به يستوجب مّتبعوه الفلاح في الدنيا والآخرة، سواء كانوا من قوم موسى، أو من أي قوم سابقين أم لاحقين.

وحقيقة الإيمان به هو التصديق والاعتقاد بنبوته ورسالته، وحقيقة ما جاء به، وما ثبت من سنته بأفعاله وأقواله وإقراره.

وان يكون هذا الإيمان راسخا في القلب ثابتا فيه، فحينئذ يكون أهله مؤمنين حقا مستوجبين للفلاح، قال عز من قائل: (قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(1) [الحجرات/ 15].

والإيمان به(صلى الله عليه و آله) إنما هو فرع الإيمان بالله عز وجل، فالمؤمنون بالله يؤمنون برسله وأنبيائه، وخاتمهم هو نبينا محمد(صلى الله عليه و آله) الذي ثبتت نبوته ورسالته بالدلائل والمعاجز الخارقة للعادة التي أيده الله تعالى بها وهي – كما عبر عنها بعض العلماء وبدون مبالغة – اكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصى، والتي من جملتها ما ذكرناه في بحوث صفاته بالآية المبحوث فيها فراجعها بتدبر وإمعان تجدها آيات ساطعة ودلائل قاطعة، باعثة على الإيمان به، والتصديق لكافة أفعاله وأقواله وسنته الثابتة عنه.

وحيث أن مجرد الإيمان به لا يجدي شيئا ما لم يكن معه عمل يعضده ويدل عليه، لذا ذكر بعد الإيمان به قوله: (وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ) والمراد من التعزير هنا – كما يستفاد من أقوال اللغويين والمفسرين -: أن يمنعوه ويحموه من كل من يعاديه مع التعظيم والإجلال، لا كما يحمي بعض الناس ملوكهم مع الكره والاشمئزاز، (وَنَصَرُوهُ) أي على عدوه باللسان والسنان مرة بعد أخرى.

النور والمراد منه في الآية الكريمة

وقوله: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ) النور جسم شفاف، وهو كيفية ظاهرة بنفسها ومظهرة لغيرها، والنور في الأصل ما يصير سببا لظهور الأشياء، مثلا: الضياء نور حقيقي لان به تظهر ألوان الموجودات المادية وكيفياتها، والوجود يسمى نورا لأنه السبب في إدراك حقائق الأشياء المدركة به، نافعها من ضارها، وبه يبصر الإنسان عيوب نفسه فيصلحها، وهكذا سمي العلم نورا لأنه بسببه تتجلى الأشياء للعقل، وكل كامل بنفسه مكمل لغيره يسمى نورا.

ومن هنا اختلف المفسرون في المراد من النور في قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ) فقيل: هو القران المجيد، وقيل: هو علي أمير المؤمنين، أو علي والأئمة من بعده، وقيل: هو الحق والهدى أو البيان والوحي، حسب اختلاف تعابير المفسرين. والحقيقة أن النور هنا ينطبق على هذه الأقوال الثلاثة، ولا اختلاف بينها إلا في التعبير، لان القران، وعلي والأئمة، والحق والهدى، يتفق بعضها مع بعض ويؤيد بعضها بعضا، وكل منها يوصف بالنور ويسمى به بلا ريب.

تفسير النور بالقران :

فتفسير النور في الآية بالقران – وهو الذي ذكره اكثر المفسرين من الفريقين – ليس بغريب ولا بعيد عن الحقيقة، لان القران ينير طريق الحياة للإنسان، ويضئ له الصراط الذي يسلكه إلى طريق السعادة والكمال، وهو نور في القلوب كما ان الضياء نور في العيون، ويهتدي به الخلق في أمور الدين كما يهتدون بالضياء في أمور الدنيا.

وصف النبي وأهل بيته، القران بالنور :

وقد وصف القران بالنور، النبي(صلى الله عليه و آله) الذي انزل القران عليه وأهل بيته الأطهار، فقد روى العياشي في (تفسيره) ج1 ص5 بسنده عن أبى عبد الله الصادق(صلى الله عليه و آله) أنه قال بعد كلام له(عليه السلام): وقال رسول الله(صلى الله عليه و آله): »القران هدى من الضلالة، وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة، ونور من الظلمة، وضياء من الأحزان، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم« ثم قال الإمام الصادق(عليه السلام): فهذه صفة رسول الله للقرآن، وما عدل أحد عن القران إلا إلى النار. ونقله عن العياشي، المجلسي في (البحار) ج92/26.

وروي العياشي أيضاً (ج1ص6) عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: قيل لرسول الله(صلى الله عليه و آله): إن أمتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك فقال(صلى الله عليه و آله): كتاب الله العزيز الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت/43]. من ابتغى العلم في غيره أضله الله، ومن ولي من جبار فعمل بغيره قصمه الله وهو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم، ونبا ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل … إلى آخر كلامه. ونقله المجلسي في (البحار) ج92 ص27.

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) في بعض خطبه في وصف القران: »ثم انزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوءه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزا لا تهزم أنصاره، وحقا لا تخذل أعوانه« إلى آخرها(2).

وقال(عليه السلام) في خطبة أخرى: »عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك، والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع(3)، من قال به صدق، ومن عمل به سبق«(4) وقال إمامنا الحسين(عليه السلام) في دعائه بالموقف يوم عرفة(5): »الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، إلى أن قال: منزل المنافع، والكتاب الجامع، بالنور الساطع …الخ«.

إلى غير ذلك من أقوال النبي وأهل بيته في وصف القران(صلى الله عليه و آله) بالنور المبين، والنور من الظلمة، والنور الساطع، والنور الذي لا تطفأ مصابيحه، والسراج الذي لا يخبا توقده، فالقران نور و يجب على الأمة اتباعه، وهذا لا ريب فيه.

 

تفسير النور، بأهل البيت(عليه السلام):

أما تفسير النور في الآية بعلي أمير المؤمنين أو بعلي وأبنائه الطاهرين عليهم السلام، فقد وردت فيه نصوص صريحة من طرق أهل البيت او شيعتهم. منها ما روى العياشي في تفسيره ج2 ص31 عن أبي بصير في قول الله: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ). قال أبو جعفر (أي الباقر)(عليه السلام): »النور علي«، وجاء في (تفسير علي بن إبراهيم القمي) ج1ص242 قوله: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ) يعني رسول الله(صلى الله عليه و آله) (وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ) يعني أمير المؤمنين(عليه السلام)، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج23 ص 309.

وروى شيخنا الكليني في (أصول الكافي) ج1 ص194 باب أن الأئمة نور الله عز وجل، بإسناده عن أبي عبد الله(عليه السلام) في قول الله: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)

قال: النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج23 ص310، وقال الشيخ ملا محسن الفيض في (تفسير الصافي) ج1ص618: (قيل: النور القرآن، والعياشي عن الباقر (علي)، وفي الكافي عن الصادق: النور في هذا الموضع علي والأئمة). وروى ابن شهر أشوب في المناقب ج3 ص81 عن الإمام الباقر انه: قد نزل فيهم (أي في الأئمة)(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ)، وقال السيد عبد الله شبر في (تفسيره) ص185. (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ): أي مع رسالته وهو علي(عليه السلام) أو القرآن.

والذي يعضد تفسير النور في هذه الآية بعلي والأئمة ما رواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) ج2ص371 بسنده، والكليني في (الكافي) ج1 ص194 بسنده، كلاهما عن أبي خالد الكابلي انه قال: سألت أبا جعفر(عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا) [التغابن/9]. فقال: »يا أبا خالد النور – والله – نور الأئمة من آل محمد(صلى الله عليه و آله) إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذي انزل، وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض، والله يا أبا الخالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم والله ينورون قلوب المؤمنين، ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم، والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا، ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب، أمنه من فزع يوم القيامة الأكبر«. ونقله عن القمي والكليني شيخنا المجلسي في (البحار) ج23 ص308، كما رواه مختصرا ابن شهر أشوب في كتاب (المناقب) ج3 ص81 نقلا عن بي خالد الكابلي عن الباقر(عليه السلام). ورواه أيضا الطريحي في (مجمع البحرين) كتاب الراء باب ما أوله النون ص290، وعبارته: وعنه(عليه السلام) (أي الباقر) في قوله: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا) قال: النور والله الأئمة، وهم والله ينورون في قلوب المؤمنين، ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم.

هذا وقد ذكر شيخنا الكليني في (أصول الكافي) ج1 باب أن الأئمة نور الله عز وجل، سبعة أحاديث في تفسير النور في بعض الآيات بعلي والأئمة الطاهرين من أبنائه، من ص 194 – 197. وذكر شيخنا المجلسي في (البحار) ج23 باب انهم أنوار الله وتأويل آيات النور فيهم: اثنين وأربعين حديثا من مصادر عديدة، من ص 304 – 325.

طرق أحاديث خلق الله تعالى نور النبي وأهل بيته من نوره، قبل خلق الخلق

ومن المؤيدات لأحاديث أهل البيت –هذه- التي تفسر بعض آيات النور بعلي والأئمة بعد النبي(صلى الله عليه و آله)، وأنهم نور الله الذي انزل، ونور الله في السماوات وفي الأرض – أحاديث أخرى مروية من طرق علماء المسلمين من الشيعة(6) أهل السنة، عن الصادق الأمين(صلى الله عليه و آله) في إن الله خلقه وعليا من نوره ومن نور واحد قبل خلق الخلق، وقبل خلق الدنيا وآدم بألوف السنين، وانهما كانا نورا واحدا بين يدي الله عز وجل يسبحه ويقدسه، وان هذا النور قسم جزأين فجزء رسول الله صلى الله عليه واله وفيه النبوة، وجزء علي(عليه السلام) وفيه الوصية والإمامة.

واليك بعض طرق هذه الأحاديث ومن رواها من الصحابة، وبعض صورها من طرق أهل السنة.

 

1- طريق سلمان الفارسي:

روى أحمد بن حنبل إمام الحنابلة المتوفى سنة (241) في كتابه (الفضائل والمناقب) ص205 مخطوط بسنده عن زاذان عن سلمان قال: سمعت حبيبي رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول: »كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزأين: فجزء أنا، وجزء علي«.

ونقله عن احمد في (المناقب )، محب الدين الطبري الشافعي المتوفى سنة 694 في (الرياض النضرة في مناقب العشرة)(7) ج2 ص217 تحت عنوان (ذكر اختصاص علي بأنه قسيم النبي في نور كان عليه قبل خلق الخلق).

ونقله عن احمد في (الفضائل) سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى سنة 654 في (تذكرة الخواص) ص 52.

وذكره عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى سنة 655 في( شرح النهج) ج2 ص450 وقال بعد ذكر الحديث:

رواه احمد في (المسند)، وفي كتاب فضائل علي(عليه السلام)، ثم قال المعتزلي:

وذكره صاحب كتاب (الفردوس) المتوفى سنة (509) وزاد فيه: ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة، ولعلي الوصية.

ورواه العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في (ارجح المطالب) ص459 وقال: أخرجه احمد في المناقب وعبد الله بن احمد بن حنبل، والخوارزمي وابن عساكر، والحمويني، ومحب الدين الطبري، وابن المغازلي عنه (أي سلمان) ولا يخفى ان في حديث احمد هذا حذفا واختصارا ظاهرا، حيث رواه غيره بنصوص فيها زيادات بها يستقيم الحديث.

فقد رواه الفقيه علي بن محمد الشافعي المعروف بابن المغازلي المتوفى سنة 482، في كتاب (المناقب) بسنده عن زاذان عن سلمان قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله يقول: كنت آنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل ان يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة، وفي علي الخلافة، ( غاية المرام ص66).

ورواه اخطب خوارزم الحنفي المتوفى سنة 568 في المناقب ص88 بسنده عن زاذان عن سلمان (وفيه عن الحديث السابق اختلاف يسير ونصه) قال: "سمعت حبيبي المصطفى محمد صلى الله عليه واله يقول: كنت آنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فجزء أنا، وجزء علي" (من المعلوم ان التجزئة والتقسيم للنور إنما كان بعد انتقاله من صلب عبد المطلب فصار جزء في عبد الله، والأخر في أبي طالب كما سيأتي).

ورواه العلامة الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 بسنده في (كفاية الطالب) ص176، تحت عنوان (في ان عليا(عليه السلام) خلق من نور النبي(صلى الله عليه و آله)) وقال بعد ذكر الحديث :

هكذا أخرجه محدث الشام في (تاريخه)(8) في الجزء الخمسين بعد الثلاثمائة قبل نصفه، ولم يطعن في سنده، ولم يتكلم عليه وهذا يدل على ثبوته.

ورواه الشيخ إبراهيم الحمويني المتوفى سنة 722 في (فرائد السمطين) ص30.

ورواه الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 في (لسان الميزان) ج2 ص 229، وقد أخرجه ابن عساكر في (تاريخه).

ورواه الحافظ الذهبي الدمشقي المتوفى سنة 748 في (ميزان الاعتدال) ج1 ص235 ولكنه بتر الحديث وحرفه ونصه فيه عن زاذان عن سلمان عن النبي قال: كنت آنا وعلي نورا يسبح الله قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام(9).

ورواه الشيخ سلمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص10 نقلا عن ابن المغازلي، والديلمي في (فردوس الأخبار).

ورواه السيد محمد صالح الكشفي الحنفي المتوفى سنة 1025 في كتابه (المناقب المرتضوية) كما في ترجمته (الكوكب الدري) ص92 وقال:

خّرجه أبو المكارم.

والحسن الدامغاني في كتاب (الأربعين).

وشرف الدين درزيني في (نزل السائرين) والخطيب الخوارزمي في (المناقب)، والسيد علي الهمداني في (مودة القربى) وأحمد ابن حنبل في (مسنده).

وجعفر الحجة في (بحر الأنساب)، والكل رواه عن سلمان.

ورواه أبو الفتح محمد بن علي المعروف بالنطنزي في (الخصائص العلوية) عن سلمان ونصه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: خلقت أنا وعلي من نور (واحد) عن يمين العرش، نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف الآخر في صلب عمي أبي طالب فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر، وأشتق لنا من أسمائه فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى وأخي علي، والله فاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، فكان اسمي في الرسالة، وكان اسمه (أي علي) في الخلافة والشجاعة فأنا رسول الله، وعلي سيف الله. [أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي ص459].

ورواه بهذا النص الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) ص29.

 

2- طريق أبي ذر الغفاري:

أخرج ابن المغازلي عن سالم بن أبي الجعد عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول: »كنت أنا وعلي نوراً عن يمين العرش بين يدي الله عز وجل يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم نزل أنا وعلي شيئاً واحداً حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزءٌ أنا وجزء علي«.

ونقله عن ابن المغازلي بهذا النص الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص10، وفي (غاية المرام) ص67.

ونقله عنه أيضاً العلامة الشيخ عبد الله الشافعي في (المناقب) ص89 مخطوط [إحقاق الحق ج5 ص246].

ورواه الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص459 نقلاً:

عن الديلمي في (فردوس الأخبار) وفي آخر الحديث »ففيَّ النبوة وفي علي الخلافة«.

 

3- طريق جابر بن عبد الله الأنصاري:

روى العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي المتوفى سنة 884 في (نزهة المجالس) ج2 ص186 بسنده عن جابر بن عبد الله عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: أن الله خلقني وخلق علياً نورين (نوراً) بين يدي العرش نسبح الله ونقدسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما خلق الله آدم أسكننا في صلبه، ثم أفترق النور من عبد الله، وثلثه في أب طالب، ثم أجتمع النور مني ومن علي في فاطمة، فالحسن والحسين نوران من نور رب العالمين.

ورواه العلامة محمد صالح الكشفي الحنفي في (المناقب المرتضوية) كما في ترجمته (الكوكب الدري) ص92.

نقلاً عن ترجمة صحيح البخاري المسمى (بهداية السعداء).

وأخرجه ص93 عن كتاب (خزانة الجلالين) وفي آخره قال: »فصار نصفين، نصف إلى عبد الله ونصفه إلى أبي طالب فخلقت أنا من جزء وعلي من جزء، فالأنوار كلها من نوري ونور علي«.

ورواه عن (نزهة المجالس) العلامة حسن بن المولوي في كتابه (تجيز الجيش) ص107 مخطوط.

وروى العلامة الفقيه ابن المغزلي الشافعي في (المناقب) – مخطوط – حديثاً آخر بسنده عن جابر بن عبد الله عن النبي(صلى الله عليه و آله) قال: »أن الله عز وجل أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسمها جزئين فجعل جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيناً وأخرج علياً وصياً«.

ورواه عن ابن المغزلي الشيخ عبد الله الشافعي في (المناقب) صفحة 89 مخطوط [إحقاق الحق ج5 ص248 وقد نقلنا عنه الأحاديث من 5 إلى 7].

ورواه بسنده العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص460، وقال: أخرجه الفقيه ابن المغزلي.

وروى العلامة الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) صفحة 260-261 حديثاً آخر بسنده عن جابر بن عبد الله قلا: سألت رسول الله عن ميلاد علي بن بي طالب فقال: سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح: أن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد، ثم أن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم (عليه السلام) في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي، فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي فاطمة بنت أسد، وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبد الله مأتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة(10) فبعث الله إليه أبا طالب فلما أبصره المبرم قام إليه وقبل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال له: من أنت؟ فقال: رجل من تهامة فقال: من أي تهامة؟ فقال: من بني هاشم، فوثب العابد فقبل رأسه ثانية ثم قال: يا هذا أن العلي الأعلى ألهمني إلهاماً، قال أبو طالب: وما هو؟ قال: ولد يولد من ظهرك وه ولي الله عز وجل فلما كانت الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض فخرج أبو طالب وهو يقول: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله عز وجل فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول:

يا ربَّ هذا الغسق الدجي*** والقـمر المـنـبـلـج الـمــضي

بين لنا مــن أمرك الخفي*** ماذا ترى في أسم ذا الصبي

قال: فسمع صوت هاتف:

يا أهل بيت المصطفي النبي*** خـصــصــتم بالولد الزكي

أن أســمه من شامخ العلي*** عــلــي اشــتق من العلي

 

4- طريق عبد الله بن عباس:

روى العلامة الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص176 بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال النبي(صلى الله عليه و آله): خلق الله قضيباً من نور قبل ان يخلق الدنيا بأربعين ألف عام فجعله أمام العرش، حتى كان أول مبعثي فشق منه نصفاً فخلق منه نبيكم، والنصف الآخر علي بن أبي طالب.

قال الكنجي: هكذا أخرجه أمام أهل الشام عن:

أمام أهل العراق كما سقناه، وهو في كتابيهما.

ويعني بإمام أهل الشام ابن عساكر، وبإمام أهل العراق الخطيب البغدادي. ويعني بكتابيهما (تاريخ دمشق) لأبن عساكر، و(تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي.

وقد أخرج هذا الحديث بهذا النص العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص461 وقال: أخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخه)، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) وخرجه الزرندي(11) وشهاب الدين أحمد، والحمويني(12) ويعني بشهاب الدين (ابن حجر العسقلاني الآتي حديثه).

ورواه جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى سنة 911 في ذيل (اللئالي) ص60، نقلاً عن الخطيب البغدادي.

ورواه ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج6 ص377 ولكنه اختصره ونصه فيه: (عن ابن عباس قال: قال النبي(صلى الله عليه و آله): خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام، خلقني من نصفه وخلق علياً من نصفه).

وروى الحمويني في (فرائد السمطين) ص28 حديثاً أخر بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول لعلي: خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى.

ونقله عن الحمويني الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص11.

وروى جمال الدين الزرندي الحنفي المتوفى سنة 750 في (نظم درر السمطين) ص79 حديثاً آخر ونصه قال: روى ابن عباس (رض) قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه ولم يزل ينقله من صلب إلى صلب، حتى أقره في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه بحق أحبه، ومن أبغضه فيبغضني وأبغضه.

ورواه المحدث السيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الهروي المتوفى سنة (1000هـ) في كتابه (الأربعين حديثاً) مخطوط كما تقدم في (نظم درر السمطين) لكنه أسقط قوله في آخر الحديث: (لحمه لحمي، ودمه دمي)، [إحقاق الحق ج5 ص2].

 

5- طريق أبي سعيد الخدري:

روى العلامة الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص176-177 بسنده عن أبي سعيد (في حديث طويل يرفعه إلى النبي(صلى الله عليه و آله) جاء في آخره): خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد (وساق الحديث إلى أن قال): فضل علي على سائر الناس كفضل جبرئيل على سائر الملائكة. (قال الكنجي): قلت هذا حديث حسن عال.

 

6- طريق عثمان بن عفان:

روى السيد علي الهمداني في (مودة القربى) المودة الثامنة، عن عثمان عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل ان يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام. فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل شيئاً واحداً افترقنا في صلب عبد المطلب ففيّ النبوة وفي علي الوصية. (ينابيع المودة ص256).

ورواه العلامة السيد المولوي المتوفى أوائل القرن الرابع عشر في كتابه (انتهاء الإفهام) ص224 كما في (إحقاق الحق ج5 ص253).

 

7- طريق أبي هريرة:

روى العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي الشهير بالاخوانيات المتوفى سنة 800هـ في (الرقائق) ص300 مخطوط قال: وعن أبي هريرة) قال: كنا جلوساً عند النبي(صلى الله عليه و آله) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عنه فقال رسول الله: مرحباً بأخي وابن عمي خلقت أنا وهو من نور واحد. (إحقاق الحق ج5 ص253).

 

8- طريق أنس بن مالك:

روى العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) صفحة 462 بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): »خلقت أنا وعلي من نور واحد يسبح الله عز وجل في ميمنة العرش، قبل خلق الدنيا، ولقد سكن آدم الجنة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه فلم يزل ينقلنا الله من أصلاب طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب فجعل ذلك النور نصفين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل علياً في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والرسالة، وجعل في علي الفروسة ولفصاحة وأشتق لنا أسمين من أسمائه، فرب العرش محمود وأنا محمد وهو الأعلى وهذا علي«. قال:

أخرجه أبو حاتم.

وأبو محمد احمد بن علي العاصمي في (زين الفتى) في شرح سورة هل أتى.

 

9- طريق عبد الله بن عمر:

روى أخطب خوارزم الحنفي في (المناقب) ص37 بسنده عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) وقد سئل: بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب عليه السلام فألهمني أن قلت: يا رب خاطبني أنت أم علي؟ فقال: يا احمد أنا شيء لا كالأشياء لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالأشياء، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك، وأطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.

ورواه بنفس السند والمتن في كتابه الآخر (مقتل الحسين) ج1 ص42، ونقله عن الخوارزمي الشيخ سليمان الحنفي في:

(ينابيع المودة) ص82.

 

10- طريق أبي سلمى راعي أبل رسول الله(صلى الله عليه و آله):

روى العلامة أخطب خوارزم الحنفي المتوفى سنة 568 في (مقتل الحسين) ج1 ص95 بسنده عن أبي سلمى راعي أبل رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: سمعت رسول الله يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلَّ وعلا (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) قلت: والمؤمنون قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب. قال: يا محمد أني أطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد، ثم أطلعت الثانية اخترت علياً وشققت له اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد أني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين وأئمة من ولده من سنخ نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السموات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب فقال لي: ألتفت عن يمين العرش فألتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون وهو في وسطهم (يعني المهدي) كأنه كوكب دري قال: يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي أنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي.

ورواه أيضاً – بعين ما تقدم – العلامة الشيخ إبراهيم الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) مخطوط إلا أنه ذكر بدل (من سنخ نور من نوري): شبح من نوري. ونقله عن الخوارزمي، والحمويني:

الشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة ص486 إلا إنه أسند الحديث إلى (أبي سلمى) كما في (مقتل الخوارزمي) ج1 ص95 وكذا في (فرائد السمطين) المخطوط انه أبو سلمى. راجع ترجمته في (الاستيعاب) لابن عبد البر المالكي المولود سنة 363 ج4 ص94، و(الإصابة) لابن حجر العسقلاني الشافعي المولود سنة 773 ج4 ص95، وكل منهما نص على انه أبو سلمى، وانه راعي رسول الله(صلى الله عليه و آله) وخادمه ويقال أن اسمه حريث، ونقلاً عنه حديثاً مرفوعاً.

والذي يؤيد حديث أبي سلمى هذا حديث أخر رواه شيخنا الصدوق في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن حمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) ومعناه ولفظه مقاربان لحديث أبي سلمى(13).

 

11- طريق علي أمير المؤمنين(عليه السلام):

روى أخطب خوارزم الحنفي في كتابه (المناقب) ص88.

وفي (مقتل الحسين) ج1 ص55، أيضاً بسنده عن محمد بن علي بن الحسين(عليه السلام) عن أبيه عن جده قال. قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى أبي آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن ابغضه فببغضي ابغضه.

ورواه عن الحسين بن علي عن أبيه بالنص المذكور، الشيخ عبيد الله الحنفي في كتابه (أرجح المطالب) ص459.

وقال بعد ذكر الحديث: أخرجه ابن مردويه، والخوارزمي.

وشهاب الدين احمد.

والمطرزي.

والعاصمي.

ورواه بهذا النص بسندين الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) ج1 ص30 و31.

وروى الشيخ عبيد الله الحنفي حديثاً آخر في (أرجح المطالب) أيضاً ص458 عن علي قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): خلقت أنا وعلي من نور واحد من قبل ان يخلق أبونا آدم بألفي عام فلما خلق آدم صرنا في صلبه، ثم نقلنا من كرام الأصلاب إلى مطهرات الأرحام حتى صرنا في صلب عبد المطلب، ثم انقسمنا نصفين فصرت في صلب عبد الله وصار علي في صلب أبي طالب، واختارني بالنبوة، واختار علياً بالشجاعة والعلم والفصاحة، وشق لنا اسمين من أسمائه فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى وهذا علي.

قال: أخرجه ابن السبوع الاندلسي في كتابه الشفاء.

والصالحاني

والكلاعي.

والسيد محمد جعفر مكي.

وإبراهيم وصابي.

وروى السيد علي الهمداني في (مودة القربى) المودة الثامنة حديثاً مختصراً ونصه: علي عليه السلام رفعه: خلقت أنا وعلي من نور واحد.

ثم روى عن علي(عليه السلام) عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) يا علي خلقني الله وخلقك من نوره فلما خلق آدم عليه السلام أودع ذلك النور في صلبه فلم نزل أنا وأنت شيئاً واحداً ثم افترقنا من صلب عبد المطلب، ففيّ النبوة والرسالة وفيك الوصية والإمامة.

ونقله عن الهمداني الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص256.

ونقله عن الهمداني العلامة المولوي في كتابه (انتهاء الإفهام) ص224 [إحقاق الحق ج5 ص253].

دلالة أحاديث النور:

هذه بعض طرق أحاديث النور المروية من طرق أهل السنة، ولها طرق أخرى عندهم كثيرة(14)، وقد مر علينا بعضها في بحث الصفة الرابعة تحت عنوان (بشائر الله لآدم بنبينا وأهل بيته) وهي مروية من طرقنا عن أهل البيت والصحابة عن النبي(صلى الله عليه و آله) بأكثر وأشهر وأشمل، فظهر من هذا ان حديث النور متواتر بمعناه قطعي الصدور عنه(صلى الله عليه و آله) وهي بمجموعها تدل وتصرح بحقائق كثيرة منها ما يلي:

أن النبي(صلى الله عليه و آله) وعلياً وأهل البيت مخلوقون من نور واحد وهم نور الله عز وجل، فهم إذاً نور من أصل خلقتهم فيكون وصفهم بالنور – كتاباً وسنة – وصفاً حقيقياً لا مجازياً.

ومن هنا كانت تظهر لأنوارهم العظيمة آثارها العظيمة – على النبي وأهل بيته في كثير من الأحيان كأيام ولادتهم وغيرها عند اقتضاء الحكمة الإلهية، وظهور آثار نورهم استفاض به النقل من طق الفريقين بالنسبة للنبي وأهل بيته جميعاً.

ومن هنا أيضاً كان النبي(صلى الله عليه و آله) يعبر عن أهل بيته وعن أفراد منهم بأنه(صلى الله عليه و آله) منهم وهم منه، وهذا أيضاً مستفيض بل متواتر ولا سيما بالنسبة لعلي(عليه السلام) فإن قوله(صلى الله عليه و آله): »علي مني وأنا من علي« لكثرة وروده في الصحاح والسنن المسانيد وكتب التفسير والتاريخ والفضائل والمناقب اكثر من أن تحصى مصادره. نعم ضبط بعض مصادره من طرق أهل السنة فقط، فضيلة الأستاذ الفقيه العلامة البارع السيد شهاب الدين النجفي دام ظله في تعليقاته النفسية الواسعة على السفر الجليل (إحقاق الحق وإزهاق الباطل) ج5 من ص274 إلى ص317 فراجعه لتعلم تواتر هذا الحديث وشهرته، وهكذا كان(صلى الله عليه و آله) يعبر عن كريمته الزهراء كقوله(صلى الله عليه و آله): »أنت مني وأنا منك«(15) وعن الحسن(عليه السلام) كقوله فيه: »أما الحسن فانه مني وأنا منه« وأما قوله(صلى الله عليه و آله): »حسين مني وأنا من حسين«، فهو حديث شهير محفوظ متداول على ألسن المسلمين. ومنتشر في كثير من المؤلفات الإسلامية، وكذلك قوله(صلى الله عليه و آله) في علي وفاطمة والحسن والحسين: »اللهم أنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم« فقد روته الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من كتب الفضائل والمناقب والتفسير(16).

والمعنى الحقيقي لكونهم (صلوات الله عليهم) من النبي والنبي منهم: هو أنهم خلقوا من نوره وهو من نورهم وكلهم من نور الله عز وجل.

ومما تدل عليه أحاديث النور وتصرح به أن آباء النبي وأهل بيته وأمهاتهم من آدم وحواء إلى عبد الله وآمنة والدي النبي، وأبي طالب وفاطمة بنت أسد والدي على كانوا جميعاً مؤمنين موحدين لله عز وجل لم يعبدوا صنماً ولم يتلوثوا بأنجاس كفر الجاهلية وأنجاس الزنا والسفاح. هذا ما يستفاد من نصوص الأحاديث السابقة مثل قوله(صلى الله عليه و آله): ثم نقلنا من كرام الأصلاب إلى مطهرات الأرحام، وقوله: نقلنا من صلب آدم في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية. وقوله: استودعني خير رحم وهي آمنة، واستودع علياً خير رحم وهي فاطمة بنت أسد، وقوله: ثم نقلنا من صلب طيب وبطن طاهر، إلى غير ذلك من تعابير الأحاديث حسب ورودها، وهذا ما تقرؤه في زيارة الحسين: لم تنجسك الجاهلية بانجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها(17).

وهذا المعنى أشار إليه القرآن الكريم بقوله عز من قائل مخاطباً رسوله: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217)الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ(218)وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) [الشعراء/ 218-220]. قال أبو جعفر الباقر: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ) في النبوة، (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) في أصلاب النبيين(18).

وعن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر عن قوله عز وجل: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ). قال: يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم(19).

وفي (مجمع البيان)(20) للشيخ الطبرسي قال: وقيل: معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبياً، عن ابن عباس في رواية عطاء وعكرمة، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله صلوات الله عليهما، قالا: في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم.

مما دلت عليه أحاديث النور وصرحت به هو أن علياً وصّي رسول الله على الأمة والإمام والخليفة من بعده، وهو صاحب العلم والشجاعة والفصاحة كقوله(صلى الله عليه و آله) في الأحاديث السابقة: فكان أسمي في الرسالة وكان أسمه في الخلافة، وقوله: ففي النبوة وفي علي الوصية وقوله: وجعل في النبوة والرسالة وجعل في علي الفروسة والفصاحة، وقوله: اختارني بالنبوة واختار علياً بالشجاعة والعلم والفصاحة، وقوله لعلي: ففي النبوة والرسالة وفيك الوصية والإمامة.

وأنت ترى أن هذه نصوص صريحة لا تقبل التأويل في إمامة علي ووصايته وخلافته وأنها مجعولة له من الله العليم الخبير الذي جعل الرسالة العامة والنبوة الخاتمة في خير خلقه محمد(صلى الله عليه و آله) كذلك جعل الإمامة والوصاية والخلافة في خير الخلق بعده علي أمير المؤمنين، وأوجب على الأمة إطاعته وإطاعة أبنائه الطاهرين وجعلها كطاعة رسوله(صلى الله عليه و آله) تماماً (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) [النساء/ 60](21).

ومما صرحت به أحاديث النور ودلت عليه هو ان الله سمّى نبيه ووصيه وكريمته وابنيه واشتق جلّ وعلا أسماءهم من أسمائه كما هو صريح بعض تلك الأحاديث كقوله(صلى الله عليه و آله): واشتق لنا من أسمائه فالله المحمود وأنا محمد، والله الأعلى وأخي علي، والله فاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وقوله: شق لنا أسمين من أسمائه فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى وهذا علي، وان الله خلق نورهم قبل خلق الخلق بألوف السنين.

وهذا وغيره يدل على أنهم بمجموعهم أفضل خلق الله وخير خلقه أجمعين، ولذا خلق الخلائق بأجمعها لأجلهم، وكانوا أحب الخلق إليه كما جاءت بذلك النصوص الصريحة الثابتة من طرق الفريقين وقد مر بعضها في الفصل الثالث من هذا الكتاب.

وراجع إذا شئت (إحقاق الحق) ج5 من ص266-273 من الباب الخامس في مصادر ان الله اختار من أهل الأرض النبي(صلى الله عليه و آله) وعلياً(عليه السلام) وفي الباب السابع والثامن من نفس الجزء في أن علياً أحب الخلق إلى الله بعد النبي(صلى الله عليه و آله) من ص318-468 لتتأكد أكثر.

 

حديث نبوي مهم في هذا المقام

واقرأ الحديث التالي من أحاديث النور كما رواه العلامة الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص485 نقلاً عن (المناقب) مسنداً عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني. قال علي: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال: يا علي ان الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من ولدك، فأن الملائكة من خدامنا وخدام محبينا، يا علي، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه، لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة، فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا خلق مخلوقون وانه تعالى منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا أله إلا الله و
أنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن تعبد معه أو من دونه فقالوا: لا أله ألا الله، فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر فلا ينال مخلوقه عظم المحل إلا به. فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العزة والقوة قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا واوجبه لنا من فرض طاعة الخلق إيانا قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة أن الحمد لله على نعمته، فقالت الملائكة الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده، وأن الله تبارك وتعالى خلق أدم (عليه السلام) فأودعنا في صلبه وأمر الله الملائكة بالسجود له تعظيماً له وكان سجودهم لله عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لأمر الله لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون، وأنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثم قال: تقدم يامحمد. فقلت:يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال: نعم، أن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة على جميعهم، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلى حجي النور قال لي جبرئيل تقدم يامحمد وتخلف هو عني، فقلت: ياجبرئيل في مثل هذا الموضع تفرقني؟ فقال: يامحمد أن هذا انتهاء الحد الذي الله فيه، فأن تجاوزت احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله، فزج بي النور زجه حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه فنوديت: يامحمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فأعبد وعلي فتوكل، وخلقتك من نوري، وأنت رسولي إلى خلقي، وحجتي على بريتي، لك كرامتي، فقلت: يارب ومن أوصيائي ؟ فنوديت: يامحمد أوصيائك المكتوبون على سرادق عرشي، فنظرت فرأيت أثنى عشر نوراً وفي كل نور سطر أخضر عليه أسم وصي من أوصيائي، أولهم علي وأخرهم القائم المهدي، فقلت يارب هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت: يامحمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحجتي بعدك على بريتي وهم أوصيائك، وعزتي وجلالي لأطهرن الأرض بأخرهم من الظلم، ولاملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب ولأنهزنه بجندي، ولأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة. (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ)(22).

 

تفسير النور بالهدى والحق:

أما من تفسير النور – في الآية المبحوث فيها – بالهدى والحق أو الوحي والبيان كالفجر الرازي، وابن كثير الدمشقي وغيرهما من مفسري أهل السنة فأنهم يذكرون هذا بعد ذكرهم التفسير الأول وهو القرآن، ولم يسندوه إلى نص مأثور عن معصوم، بل ولا نص عن أحد الصحابة وأنما هو رأي بيديه بعض مفسريهم وربما ينسبوه إلى القيل(23).

 

جماع القول في المراد من النور

إنا لو أمعنا النظر إلى تلك العبارات التي أهمها وأجمعها (الهدى والحق) لوجدناها شاملة ومرجعة للتفسيرين الألين وهما القرآن وأهل البيت، إذ فيهما الهدى والحق بعد النبي(صلى الله عليه و آله) بل هما المثال الكامل الجامع للهدى والحق، وهما معاً النور الذي يستضاء بتعاليمه ويهتدى بإرشاداته، الذي يلزم الأمة جميعاً أتباعه في قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ).

حديث الثقلين وبعض نصوصه

كما هو بنصوص نبوية كثيرة، صحيحة وصريحة، والتي منها حديث الثقلين والخليفتين المتواتر عند جميع المسلمين في لفظه ومعناه(24).

ونص الحديث كمال في رواية زيد بن أرقم: (أني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: أحدهما أعظم من الأخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخالفوني فيهما).

وفي رواية زيد ابن ثابت: (أني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود من السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي،وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).

وفي رواية أبي سعيد الخدري: (أني أوشك أن أدعى فأجيب، وأني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي أهل بيتي، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخالفوني فيهما).

وفي رواية أم سلمة قالت: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) في مرضه الذي قبض فيه وقد امتلأت الغرفة من الصحابة: (أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألوهما ما أختلف فيهما.

وفي رواية لحذيفة بن أسيد، وزيد بن ثابت، جاء في أخر حدثيهما قوله(صلى الله عليه و آله): لا تسبقوهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم.

وإذا كان القرآن وأهل البيت وعلي بالخصوص حسب تلك النصوص هما الثقلان والخليفتان اللذان خلفهما رسول الله على الآمة، وخلافتهما مفروضة قطعاً من الله سبحانه، وأنة الهدي والحق لن يحصلا إلا بالتمسك بهما معاً، ومهما تمسكت الأمة بهما لن تضل أبدأ، وهما الحبل المتصل بين السماء والأرض، اللذان لن يفترقا حتى يردا على النبي(صلى الله عليه و آله) الحوض.

إذا لا تحقيق التمسك الصحيح بأحدهما دون الأخر، فمن زعم أنه متمسك بالقرآن وراجع أليه في حكمه وأحكامه وهو لم يرجع إلى العترة الطاهرة بأخذ دينه أصولاً وفروعاً عنها وبإرشادها لم يكن صادقاً بزعمه هذا الرجوع إلى القرآن والتمسك به.

وهكذا من زعم أنه متمسك بأهل البيت وراجع إليهم وهو لا يختلق بأخلاق القرآن ولا يحل حلاله ولا يحرم حرامه ولا يقيم فرائضه لم يكن صادقاً أيضاً في الرجوع إلى أهل البيت والتمسك بهم.

إذا القرآن وأهل البيت يسيران معاً جنباً إلى جنب لا يفترقان ولا يختلفان في أي أمر يذهبنا إليه، فإذا أمر القرآن بأمر كان أهل البيت السامعين المطيعين يأتمرون بأمره ويسارعون أعلى تنفيذه، وإذا ذهب أهل البيت إلى أمر من الأمور ارتضاه القرآن ووافق عليه.

 

القرآن يرجع الأمة إلى أهل البيت(عليهم السلام):

ومن هنا نرى أن القرآن يشهد لأهل البيت عليهم السلام بالعصمة والتطهير الكامل: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب/34].

وهو الذي يبين للأمة وجوب مودتهم عليها وجعلها أجراً لأداء الرسالة (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) [الشورى/24].

وهو الذي أمر الأمة أن تكون معهم، وأنهم هم الصادقون:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة/ 119].وهو الذي حصر الولاية العامة على الأمة فيهم بعد ولاية الله ورسوله:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ) [المائدة/ 56-58].

وهو الذي على الأمة طاعتهم وجعلها مقرونة بطاعة الرسول تماماً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) [النساء/ 60].

وهو الذي أعلن للآمة أن فيه آيات محكمة وأخر متشابهات، وحصر العالمين بتأويله – بعد الله جل ذكره – والفاصلين بين محكمه ومتشابهة في قوم راسخ علمهم، ولا يعتريه تزلزل وشك، ولا شبه وريب وهذا الوصف لا ينطبق ألا على محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [آل عمران/8].

إلى غير ذلك من مئات الآيات القرآنية في شأن علي وأهل البيت وفرض ولايتهم ووجوب أطاعتهم وبيان فضلهم وتفضيلهم(25) والتي توجب على الأمة الرجوع إليهم وأخذ علوم القرآن وأسراره وعنهم دون غيرهم ممن خالفهم وبذلك أتضح لنا أن الرجوع إلى القرآن وأتباعه لا يتحقق ألا بالرجوع لأهل البيت وأتباعهم، بشهادة القرآن نفسه تصريحاً وتلويحاً.

فإذا تركنا أهل البيت جانباً مع وجود تلك الآيات النازلة فيهم(26) معناه أنا تركنا القرآن جانباً قبل تركنا لأهل البيت.

 

لا يمكن التمسك بالعترة دون الكتاب ولا بالعكس:

أما التمسك بالعترة دون الكتاب فضلال حتماً لأن العترة هم حملة علوم القرآن، وخزنته وتراجمته والعالمون بتأويله، والناطقون بفضله والحاملون الناس على تعاليمه ونصائحه، فكيف يمكن الأخذ بأهل التأويل مع ترك التنزيل.

في حين أن التمسك بالعترة دون الكتاب لا يمكن أبداً – كما لا يمكن التمسك بالكتاب دونه العترة كما علم سابقاً – لانهم لا ينطقون أل عن وحيه ولا يدلون ألا عليه، فالاعتصام بهم لا ينفك بحال عن الاعتصام بالكتاب وبالنازل منه وبالنازل عليه.

ومن هنا يتضح لك السر في تفسير أهل البيت النور في الآية بعلي أمير المؤمنين تارة، وبعلي والأئمة أخرى حسب النصوص السابقة عنهم تحت عنوان (تفسير النور بأهل البيت) لأنهم هم النور والمرجعون إلى نور القرآن وإلى كل نور.

وصية النبي(صلى الله عليه و آله) الأخيرة بالثقلين:

وهذا المعنى أوضحه النبي(صلى الله عليه و آله) الذي أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين – إيضاحا جلياً لا غبار عليه، وذلك لوصيته لأنصار وبعدها للمهاجرين حينما حضرته الوفاة وقد رواها السيد الجليل علي بن طاووس المتوفى سنة 664هـ(27) في كتاب (الطرف) نقلاً عن كتاب (الوصية) لعيسى بن المستفاد الضرير عن الأمام موسى بن جعفر عن أبيه(عليه السلام) أنه قال(28): لما حضر رسول الله(صلى الله عليه و آله) الوفاة دعا الأنصار وقال: يا معشر الأنصار قد حان وقت الفراق وقد دعيت وأنا مجيب الداع، وقد جاورتهم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم في الأموال، ووسعتم في المسلمين، وبذلتم لله مهج النفوس، والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى، وقد بقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل، قالوا: يا رسول الله فأبن لنا بمعرفتها فلا تمسك عنها فنضل ونرتد عن الإسلام والنعمة من الله ورسوله علينا فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله، وقد بلغت ونصحت وأديت، وكنت بنا رؤفاً رحيما شفيعا، فقال رسول الله(صلى الله عليه و آله) لهم: كتاب الله وأهل بيتي، العمل مع كل واحد منهما مقرون بأخرى، أني أرى أن لافتراق بينهما جميعاً، ولو قيس بينهما بعشرة ما انقاست. من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحداً للأولى ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً(29)، فأن الكتاب هو القرآن، وفيه النور والحجة والبرهان، كلام الله جديد غض طري، شاهد عادل محكم، ولنا قائد بحلال الله وحرامه وأحكامه، يقوم غداً فيحتاج أقواماً فينزل الله به أقدامهم على الصراط، واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ألا وأن الإسلام سقف تحيه دعامة لا يقوم السقف إلا بها، فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدوداً ولا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار، أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام وذلك قوله تعالى:(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر/11].

والعمل الصالح طاعة الأمام ولي الأمر والتمسك بحبله، أيها الناس أفهمتم؟ الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلم، ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ومستقر الملائكة، منهم وصيي ووارثي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، ألا هل بلغت، معاشر الأنصار ألا فسمعوا ومن حضر، ألا أن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتكها هتك حجاب الله…الخ.

قال: ثم جمع المهاجرين وقال لهم: أيها الناس أني قد دعيت، وأنا مجيب دعوة الداع، وقد اشتقت إلى لقاء ربي واللحوق بإخواني من الأنبياء، وأني أعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي، ولم أهملكم إهمال البهائم، ولم أترك من أموالكم شيئاً…

إلى أن ألتفت الناس وهو مغضب فقال: أيها الناس أسمعوا وصيتي من أمن بي وصدقني بالنبوة، وأني رسول الله فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب، وطاعته والتصديق له، فأن ولايته ولايتي وولاية ربي، قد أبلغتكم فليبلغ الشاهد منكم الغائب أن علي بن أبي طالب هو العلم فمن قصر دون العلم فقد ظل، ومن تقدمه تقدم إلى النار، ومن تأخر عن العلم يميناً هلك، ومن أخذ يسار غوى وما توفيقي ألا بالله فهل سمعتم ؟ قالوا: نعم.

 

1- قوله تعالى: (لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا) أي لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا.

2- شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج2 ص566، والبحار ج 92 ص31.

3- أشار بهذا إلى ما صرح به النبي (ص) بقوله: كلام الله غض جديد طري.

4- نهج البلاغة كما في (البحار) ج92 ص23.

5- راجعه في كتب الأدعية (كمفتاح الجنات) للسيد محسن العاملي ج3 ص428 – 443 وغيره، لتعلم عظيم آلاء الله وجليل نعمه على خلقه ولا سيما الإنسان، وتعرف أيضا عظمة الحسين عليه السلام ورفيع مقامه من معرفة ربه عز وجل.

6- روى بعض أحاديث النور من طرق علماء الشيعة بأسانيدهم شيخنا المجلسي في عديد من أجزاء البحار، ومنها ج15 باب بدء خلقه صلى الله عليه واله وبدء نوره وظهوره من ص4 – 25 وفيه 47 حديثا.

7- علق شيخنا الاميني على حديث العشرة المبشرة في كتابه القيم (الغدير) ج10 من ص 118 –131 وكشف النقاب عن واقعه، واثبت بالادلة القاطعة وضعه، فما اجدر رواد الحق بمراجعة الحديث والتعليق عليه سندا ومتنا.

8- يعني بمحدث الشام، العلامة ابن عساكر الشافعي المتوفى سنة 571 بدمشق، وهو صاحب كتاب (تاريخ دمشق).

9- الثابت في حديث سلمان ان خلق نورهم كان قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام لا أربعة آلاف.

10- أي من حوائج الدنيا لزهده بها.

11- سيأتي قريباً حديث الزندري في كتابه.

12- وسيأتي حديثه.

13- راجع (عيون أخبار الرضا) ج1 ص58 برقم 27.

14- راجع (إحقاق الحق) ج5 ص8-11 ففيه حديث من أحاديث النور المفصلة، من طرق أهل السنة مروي عن عدة أصحاب رسول الله (ص) وهم سلمان، وعمار بن ياسر، وأبو ذر، وحذيفة ابن اليمان، وأبو الهيثم بن التيهان، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو الطفيل عمرو بن واثلة، وراجع من المصدر المذكور ص34 ففيه عن سليم بن قيس الهلالي احتجاج علي (ع) بحديث النور على بعض المهاجرين والأنصار أيام خلافة عثمان.

15- راجع كتاب (المناقب) لابن شهر آشوب ج3 ص320 و(البحار) ج43 ص33.

16- راجع كتاب (إحقاق الحق) ج9 من ص593-595 في بعض مصادر الحديث.

17- كما في زيارة وارث المطلقة، وزيارة ليلتي العيدين، وغيرهما.

18- (تفسير القمي) مسنداً ج2 ص125، و(البحار) ج15 ص3 نقلاً عن القمي.

19- (البحار) ج15 ص3 نقلاً عن كتاب (كنز جامع الفوائد) بسنده.

20- ج4 ص207.

21- ولنا حول هذه الآية بحوث ضافية بعنوان (أولياء الأمر في الإسلام) نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاكمالها وتقديمها للطبع في الحلقات القادمة.

22- سورة الأنبياء/ 105.

23- راجع (مفاتيح الغيب) للفجر الرازي ج4 ص299، و(تفسير القرآن العظيم) لأبن كثير الدمشقي ج2 ص254.

24- نظراً لضيق المجال في هذه الحلقة، أعرضنا عن بيان مصادر حديث الثقلين، ومن رواه من الصحابة البالغ عددهم 35 صحابياً ولنا عزم أن وفق الله تعالى أن نعود – بعض الحلقات القادمة – إلى دعم الحديث بأي القرآن المجيد، وتحقيق تواتره في لفظه ومعناه، وذكر من رواه من الصحابة، والمصادر التي ذكرت أحاديثهم، واستعرض مفاده ومقاصده ودلائله من جهة منطقية وعقلية.

25- 1- روى العلامة الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص108 ط النجف بسند مفصل عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: نزلت في علي بن أبي طالب ثلاثمائة آية (ثم قال الكنجي) قلت: هكذا أخرجه في تأريخه، وتابعه محدث الشام ورواه معنعناً.

2- ويعني بمحدث الشام ابن عساكر في (تأريخ دمشق).

3- وقد رواه عن ابن الخطيب البغدادي في (تأريخ بغداد) [المصدر السابق].

4- الصواعق المحرقة لأبن حجر ص76 في الفصل الثالث من الباب التاسع ونصه: وأخرج ابن عساكر عنه ( يعني بن عباس) قال: ما أنزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي، وأخرجه عنه أيضاً قال: نزل في علي ثلاثمائة آية.

5- رواه جلال الدين السيوطي الشافعي في ( تأريخ الخلفاء) صفحة 117 عن تأريخ ابن عساكر [إحقاق الحق ج3 ص480].

6-وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه.

7-كما في ( ينابيع المودة) ص126 للشيخ سليمان الحنفي.

8-روى العلامة غياث الدين بن همام في (حبيب السير) ج2 ص13 بسنده عن علي كرم الله وجهه قال: نزل ربع القرآن في شأننا وربعه في أعدائنا، وربعه في السير والأمثال، وربعه في الفرائض والأحكام، ولنا كرائم كلام الملك العلام.

9- ورواه بهذا النص الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية ( المصدر السابق) كما في (إحقاق الحق) ج3 ص481.

10- وروي الشيخ أحمد سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص126 عن المناقب عن الأصبغ بن نباته عن علي عليه السلام أنه قال:نزل القرآن في أربعة أرباع، ربع فينا وربع في عدونا، وربع في سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن.

وهذا المعنى مستفيض في كتب التأريخ والفضائل والمناقب والتفسير وفيما ذكرناه كفاية.

26- نزول تلك الآيات المتقدمة في علي وأهل بيته ثابت لا ريب فيه (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [آية 38 من سورة ق].

وربما نوفق بأذن الله تعالى في الحلقات القادمة إلى بيان ذلك الثبوت وتحقيقه.

27- راجع ترجمته في (الكنى والألقاب) للمحقق الشيخ عباس القمي ج1 ص333 لتعلم جلاله وقدره.

28- نقل الوصية عن كتاب الطرف: المجلسي في (البحار) ج22 ص476، وكما نقلها عن كتاب الطرف الشيخ محمد مهدي الحائري في كتابه (الكوكب الدري) ج1 ص73، ونقلها عنه.

29- أي لا يقبل الله منه عملاً ولا مستحباً ولا واجباً.