كان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قد أوصى إلى ولده الإمام
الرضا وجعله وليّاً على أمواله ونسائه وأبنائه وأمهات أولاده دون أن يجعل لأبنائه
الآخرين أي حقّ في التصرّف بشيء من بعده وكتب بذلك كتاباً وختمه ولعن من يفضّ ذلك
الكتاب بعد أن أشهد عليه جملة من أهل بيته وأصحابه وقد نازع أخوة الإمام الرضا
أخاهم في وصية أبيهم وما ترك.
فعن الكافي بسنده إلى يزيد بن سليط قال أبو عمران الطلحي قاضي
المدينة: فلما مضى موسى قدّمه أخوته – أي الرضا – للطلحي. فقال العباس بن موسى:
أصلحك الله وأمتع بك إنّ في أسفل هذا الكتاب كنزاً وجوهراً ويريد أن يأخذه ويحتجبه
دوننا ولم يدع أبونا شيئاً إلاّ ألجأه إليه وتركنا عالة ولو أنّي أكف نفسي لأخبرتك
على رؤوس الملأ.
فوثب إليه إبراهيم بن محمد وكان من شهود الوصية فقال: إذاً
والله تخبر بما لا نقبله منك ولا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوماً مدحوراً نعرفك
بالكذب صغيراً وكبيراً وكان أبوك أعرف الناس بك لو كان فيك خير، وإن كان أبوك
لعارفاً بك في الظاهر والباطن، وما كان ليأتمنك على تمرتين ثم وثب إسحاق بن جعفر
فأخذ بتلابيبه فقال له: إنّك لسفيه ضعيف أحمق هذا مع ما كان منك بالأمس وأعانه
القوم أجمعون.
فقال أبو عمران القاضي لعلي: قم يا أبا الحسن، حسبي ما لعنني
أبوك اليوم وقد وسع لك أبوك لا والله ما أحد أعرف بالولد من والده ولا والله ما كان
أبوك بمستخف في عقله وضعيف في رأيه.
فقال العباس للقاضي: أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ما تحته.
فقال أبو عمران: لا أفضّه حسبي ما لعنني أبوك اليوم.
فقال العباس: فأنا أفضّه.
فقال: ذاك إليك.
ففضّ العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي بها وحده
وإدخاله إيّاهم في ولاية علي إن أحبّوا أو كرهوا وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها وكان
فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلّة ولعلي خيرة.
ثم إنّ عليّاً التفت إلى العباس فقال: يا أخي أنا أعلم أنّه
حملكم على هذا، الغرائم والديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم
أقض عنهم واقبض زكاة حقوقهم وخذ لهم البراءة ولا والله لا أدع مواساتكم وبرّكم ما
مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم!!
فقال العباس: ما تعطينا إلاّ من فضول أموالنا وما لنا عندك
أكثر.
فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله
وإن تسيئوا فإن الله غفور رحيم والله إنّكم تعرفون أن ما لي يومي هذا ولد ولا وارث
غيركم فلئن حبست شيئاً ممّا تظنون أو ادخرته فإنّما هو لكم ومرجعه إليكم والله ما
ملكت منذ مضى أبوك (رضي الله عنه) شيئاً إلاّ وقد سيبته حيث رأيتم، فوثب العباس
فقال: والله ما هو لذلك ولا جعل الله لك من رأي علينا ولكن حسد أبينا لنا وإرادته
ما أراد ممّا لا يريده الله إيّاك وإنّك لتعرف إنّي أعرف صفوان بن يحيي بياع
السابري بالكوفة ولئن حللت لأغصصنه بريقه وأنت معه.
فقال علي: لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، أمّا إنّي
يا أخوتي فحريص على مسرّتكم الله يعلم. اللهم إن كنت تعلم أنّي أحب صلاحهم وأنّي
بارّ بهم واصل لهم رقيق عليهم أعني بأمورهم ليلاً ونهاراً فاجزني به خيراً وإن كنت
على غير ذلك فأنت علاّم الغيوب فاجزني به ما أنت أهله إن كان شرّاً فشر وإن كان
خيراً فخير. اللهم أصلحهم وأصلح لهم واخسأ عنّا وعنهم شرّ الشيطان وأعنهم على طاعتك
ووفّقهم لرشدك، أمّا أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد في صلاحكم والله على ما
تقول.
فقال العباس: ما أعرفني بلسانك، وليس لمسحاتك عندي طين(18).
بهذه الكلمات يختتم العباس حواره مع أخيه الإمام الرضا رغم أنّ
الإمام كان في حواره معه رقيقاً وحليماً دون أن تصدر منه أي كلمة جارحة ورغم ثبوت
الحق في جانب الإمام وتعدّيهم عليه بجرّه إلى مثل هذه المواقف غير اللائقة بمقامه
وهذا ما يدل على حلم عظيم وتسامح أمام التعدّي غير المحدود.
وبالرغم من أنّ العباس تعدّى طور اللياقة في مواجهته لأخيه
بقوارص الكلام وتجنيّه على أبيه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) باتهامه له
بالحسد والحيف عليهم مما يثير حفيظة الطرف المواجه فقد بقي الإمام ملتزماً بالموقف
الحليم الهادئ دون أن تستفزّه حماقة أخيه أو تخرج به عن حد التوازن وليس هذا تصنعاً
منه للحلم والتسامح بل هو منطلق من أصالة الخير والمحبة في نفسه التي عرف بها
الأئمة عندما يواجهون التحديّات من الآخرين ومن جهة أخرى يحاول الإمام أن يحمل
الآخرين على التزام صفة الحلم والتسامح عند الإساءة كعنصر من عناصر المعاملة الطيبة
بينهم معللاً ذلك بأنّه يزيد في عزّة الإنسان، لأنّ الحلم والتسامح عند توفّر
إمكانية الردّ والقصاص تعبّر عن قوّة التماسك عند الإنسان، وسيطرته على اندفاعاته
النفسية حينما يواجه بالتحدّي وهذا ما يبعث على التقدير والإكـــبار له من الآخرين
وخصوصاً إذا كــان ذلك الإنــسان متقمــصاً لمــسؤوليات الحكم(19).
يقول الآبي: دخل رجل على المأمون أراد ضرب عنقه، والرضا حاضر.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال: أقول: إنّ الله لا يزيدك بحسن العفو إلاّ عزّاً. فعفا عنه(20).
(4)
السلوك القدوة
كرم الإمام وبرّه
جنونان لا خلاني الله منهما: الشجاعة والكرم، هذه الكلمة
الخالدة لإمام الحق والهدى علي بن أبي طالب (عليه السلام) دلّت على أن الكرم من
الصفات الخلقية العالية والكريم قريب إلى الله قريب إلى الناس قريب إلى الجنة،
والبخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة.
وممّا لا شك فيه أنّ العطاء هو الذي يسير عجلة الحياة إذ أنّ
الحياة بدون عطاء همود وركود وجمود وقد دفع الإسلام الناس إلى العطاء بأسلوبين
الأول إلزامي والثاني إغرائي.
فالإلزامي يكون عندما تتوقف المسيرة الاجتماعية على المال يوجب
على الأغنياء أن يدفعوا مقداراً معيناً من أموالهم، ثم ينفق على الفقراء فيأخذونها
للسوق يشترون بها وهكذا يتحرك السوق من جديد بعد ركوده.
والقسم الثاني - أي الإغرائي - يعِد الناس القادرين على العطاء
بثواب عظيم، يوم لا ينفع مال ولا بنون فمثلاً يقول الإسلام: إنّ في الجنة باباً
اسمه المعروف لا يدخله إلاّ من فعل المعروف في الدنيا. وما إلى ذلك من الروايات
المشجعة التي تحثّ الناس على الدفع بشكل تتغلب فيه موازين الحياة الاجتماعية التي
تغلب عليها الطبقية ليتحول بعد ذلك إلى عدل ومساواة بين الناس ولم يكتف الإسلام
بالأقوال من قادته العظام بل سارع هؤلاء القادة في أسلوب عملي رائع ليبرهنوا للناس
جميعاً عن أهمية الثواب الموعود به الناس يوم القيامة. فمنذ رسول الله (صلى الله
عليه وآله) حتى آخر الأئمة وهم النماذج الفضلى في العطاء والكرم.
وأمّا إمامنا الإمام الرضا (عليه السلام) هو فرع من تلك الشجرة
المعطاء وثمرة من تلك النخلة الجنية فقد كان له دور كبير في ترغيب الناس على العطاء
وعمل الخير بقوله وعمله وسلوكه العظيم.
يقول الإمام في حديث له مع البزنطي:
(إنّ صاحب النعمة على خطر، إنّه يجب عليه حقوق الله تعالى فيها،
والله إنّه ليكون عليّ النعم من الله عزّ وجلّ فما أزال منها على وجل. وأحرّك يدي
حتى أخرج الحقوق التي تجب عليّ فيها)(21).
قلت: جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا؟
قال: نعم فأحمد ربّي على ما منّ به عليّ.
وعن اليسع بن حمزة قال:
كنت أنا في مجلس الرضا أحدثه وقد اجتمع عليه خلق كثير يسألوه عن
الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم قال له: السلام عليك يا بن رسول الله، رجل
من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك، مصدر من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ
مرحلة فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي
توليني عنك فلست موضع صدقة.
فقال له: اجلس رحمك الله.. وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا
وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا.
فقال: أتأذنون لي بالدخول.
فقال له سليمان: قدم الله أمرك.
فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى
الباب، وقال: أين الخراساني؟
فقال: ها أنا ذا.
فقال: خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرّك
بها ولا تصدق بها عني واخرج فلا أراك ولا تراني ثم خرج.
فقال سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترك وجهك؟
فقال مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضاء حاجته أما سمعت
حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع
بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفورٍ له). أما سمعت قول الأول:
متي آته يوماً لأطلب حاجةً***رجعت إلى هلي ووجهي بمائه
فهو يحتجب عن سائله هنا حين يقدم له العطاء لئلا ينظر لذلّ
السؤال في وجهه وليحفظ السائل بعزّة نفسه حين يستتر عنه وجه المعطي في حالة العطاء
ويطلب منه أن يخرج لئلا يراه صوناً لنفسه عن الشعور بالمنّة على سائله وصوناً
لسائله عن تقديم الامتنان له.
وفرّق بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إن
هذا لمغرم: فقال: بل هو المغنم. لا تعدّن مغرماً ما ابتعت أجراً وكرماً(22).
وعن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مرّ رجل بأبي الحسن فقال له
أعطني على قدر مروءَتك.
فقال الإمام: لا يسعني ذلك.
فقال: على قدر مروءتي.
قال: أمّا إذاً فنعم. ثم قال: يا غلام أعطه مائتي دينار(23).
وامتناع الإمام من العطاء على قدر مروءته لأنّ ما يملكه لا
يساوي في الإنفاق مروءته.
وعن برّه بالمساكين والفقراء ورعايته لهم يحدّثنا معمّر بن
خلاّد قال: كان أبو الحسن الرضا إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب
الطعام ممّا يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً فيوضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها
للمساكين.. ثم يتلو هذه الآية: (فلا اقتحم العقبة) ثم يقول: علم الله عزّ وجل أن
ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة بإطعام الطعام(24).
ويروي البيزنطي كتاباً أرسله الإمام الرضا لولده الإمام أبي
جعفر يجسّد لنا روح العطاء والكرم الخيرة المتأصلة في نفوس أهل البيت يقول البزنطي:
قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام) إلى أبي جعفر: يا أبا جعفر بلغني أنّ
الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فإنّما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد
خيراً. فأسألك بحقّي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلاّ من الباب الكبير. وإذا ركبت
فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلاّ أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلا
تعطه أقلّ من خمسين ديناراً والكثير إليك ومن سألك من عمّاتك فلا تعطها أقل من خمس
وعشرين ديناراً والكثير إليك إنّي أريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخشّ من ذي العرش
افتقاراً(25).
(5)
السلوك القدوة
التربية الهادفة والصارمة
لم يقتصر الإمام الرضا على أسلوبه وبيانه في التربية بل تعدّاه
إلى مراقبة دقيقة وسيطرة كاملة على المنهاج الحياتي ليعرف عن كثب أهمية التربية في
نظر هؤلاء العظام وإليك بعض النماذج من حياته (عليه السلام):
فعن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهة فلم يستقصوا
أكلها ورموا بها فقال لهم أبو الحسن (عليه السلام) سبحان الله إن كنتم استغنيتم
فإنّ أناساً لم يستغنوا أطعموا من يحتاج إليه!.
وبما أن الأوضاع الماديّة يومها كانت لا تسمح بترك الفاكهة إلى
وقت آخر أي لم يكن هناك ثلاجة تحفظها والحرّ في الجزيرة العربية يفسدها وبالأخص إذا
وصلت إلى درجة كبيرة من النضوج والغلمان لقصورهم لم يفكّروا فيما إذا بقي منها شيء
إلاّ أن يرموه للحيوانات والبهائم كبقية الفضلات. غير أنّ الإمام نبههم إلى شيء مهم
وهو أنّهم إذا استغنوا لأنّهم في بيت الإمام فليس معناه أن كل الناس أصبحت مثلهم
فكم من فقير لا يستطيع شراء الفاكهة فلو أخذوا ما بقي من الفاكهة وأعطوه للفقراء
والمعوزين لكان أفضل وأحسن.
وبهذا ينفي في كلامه البطر الحاصل عند الناس الذين لا يفكّرون
في أحد من الفقراء والمساكين.
وعن سليمان بن جعفر الجعفري قال: كنت مع الرضا (عليه السلام) في
بعض الحاجة فأردت أن أنصرف إلى منزلي. فقال لي: انصرف معي فبت عندي الليلة.
فانطلقت معه فدخل إلى داره مع المغيب، فنظر إلى غلمانه يعملون
في الطين المعالف أو رأى الدواب أو غير ذلك وإذا معهم أسود ليس منهم.
فقال: ما هذا الرجل معكم؟
قالوا: يعاوننا ونعطيه شيئاً.
قال: قاطعتموه على أجرته؟
قالوا: لا هو يرضى منّا بما نعطيه.
فأقبل عليهم يضربهم بالسوط وغضب لذلك غضباً شديداً.
فقلت: جعلت فداك.. لم تدخل على نفسك؟
فقال: إنّي قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتى
يقاطعوه أجرته.
واعلم أن ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة ثم زدته لهذا
الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته إلاّ ظنّ أنك قد نقصته أجرته وإذا قاطعته ثم أعطيته
أجرته حمدك على الوفاء فإن زدته حبّة عرف ذلك لك ورأى أنّك قد زدته(26).
وفي هذا يبين الإمام (عليه السلام) عن أهمية العقد والالتزام به
حتى لا يخلق عقداً اجتماعية فلو أنّه لم يشترط معك وعمل لك وكان ذوقه يختلف عن ذوقك
في التقدير سوف يطلب منك أكثر ممّا تطلب منه، عندئذٍ يقع النزاع بين الاثنين ويحصل
شيئاً لم يكن متوقعاً بينما إذا اشترط على الفصل كمّاً وكيفاً أول الأمر فلا يحصل
في النهاية به أي نزاع.
وعن البيزنطي قال: بعث الرضا (عليه السلام) بحمار له فجئت إلى
(صريا) فمكثت عامة الليل معه فأتيت بعشاء ثم قال: افرشوا له.. ثم أتيت بوسادة طبرية
ومرادع وكساء وملحفة مروي فلما أصبت من العشاء قال لي: أتريد أن تنام؟
قلت: بلى جعلت فداك.. فطرح عليّ الملحفة والكساء ثم قال:
بيتك الله في عافية. وكنّا على سطح.
فلما نزل من عندي قلت في نفسي: قد نلت من هذا الرجل كرامة ما
نالها أحد قط، فإذا هاتف يهتف بي يا أحمد ولم أعرف الصوت حتى جاءني مولى له.
فقال: أجب مولاي.. فنزلت وهو مقبل إليّ.
فقال: كفّك. فناولته كفي فعصرها.
ثم قال: إنّ أمير المؤمنين صلى الله عليه أتى صعصعة بن صوحان
عائداً له فلما أراد أن يقوم من عنده قال:
يا صعصعة بن صوحان.. لا تفتخر بعيادتي إيّاك وانظر لنفسك فكأن
الأمر قد وصل إليك ولا يلهينّك الأمل استودعك الله وأقرأ عليك السلام كثيراً.
ففي هذا الحديث بيّن الإمام (عليه السلام) أن زيارة القائد لأحد
رعيته لا يعني أن يزهو ويفخر على الناس فيها ويعتقد بأنّه من خيرة الناس بل يجب
عليه أن يعمل وينظر لنفسه ويحاسبها ويهتم بشؤونها ويقيّم واقعها بعيداً عن المؤثرات
الخارجية.
|