مكتبة الإمام الرضا

فهرس الكتاب

 

محاولات للقضاء على الإمام

يقول جعفر بن يحيى: سمعت عيسى بن جعفر يقول لهارون حيث توجّه من الرمّة إلى مكة: أذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبى طالب، فإنّك حلفت إن ادّعى أحد بعد موسى الإمامة ضربت عنقه صبراً، وهذا علي ابنه يدّعي هذا الأمر ويقال له ما يقال في أبيه. فنظر إليه مغضباً فقال: وما ترى؟ تريد أن أقتلهم جميعاً.

قال موسى بن مهران: فلما سمعت ذلك من جعفر بن يحيى صرت إليه فأخبرته.

فقال الرضا: ما لي ولهم والله لا يقدرون إليّ على شيء.

ولعلّ الرشيد خاف من العواقب فلم يجف دم موسى بن جعفر حتى يلحق به ابنه أو لعلّه عاد في هذه اللحظات إلى شيء من رشده، وإلاّ فهو الرجل المعروف بسفكه لدماء آل رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وجهاز المخابرات في كل زمان يعتبر من أشدّ الأجهزة فساداً وانحطاطاً في الأخلاق وقد كان للرشيد جهاز فاسد ينقل له الأخبار والتحرّكات عن الإمام وعن كل القوى المعارضة، والكثرة ما فعل من أخبار كاذبة، ووشايات مغرضة، تحركت نوازع الحقد في قلب الرشيد وثارت في أعماقه الصفات السبعية وتحرّكت للانتقام من الإمام (عليه السلام).

فعن أبي الصلت الهروي قال: كان الإمام الرضا ذات يوم جالساً في منزله إذ دخل عليه رسول هارون الرشيد. فقال أجب أمير المؤمنين.

فقام (عليه السلام) فقال: يا أبا الصلت إنّه لا يدعوني في هذا الوقت إلاّ لداهية فوالله لا يمكنه أن يعمل بي شيئاً أكرهه لكلمات وقعت إليّ من جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فخرجت معه حتى دخلت على هارون الرشيد، فلما وقف بين يديه نظر إليه هارون الرشيد،

وقال: يا أبا الحسن قد أمرنا لك بمائة ألف درهم واكتب حوائج أهلك فلما ولىّ عنه الإمام، وهارون ينظر في قفاه قال: أردت وأراد الله وما أراد الله خير.

ويدفع الله السوء عن الإمام بعد التجائه إليه واستعانته به على ما عزم عليه الطاغية من الوقيعة به بتلك الكلمات المخلصة التي تلقاها من جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله).