ثلاثة لثلاثة(1)
ثلاثة موكّل بها ثلاثة:
تحامل الأيّام على ذوي الأدوات الكاملة.
واستيلاء الحرمان على المتقدّم في صنعته.
ومعاداة العوام على أهل المعرفة.
ارفق بالناس(2)
دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا (عليه السّلام) فشكى إليه
ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا (عليه السّلام):
دارهم فإنّ عقولهم ﻻ تبلغ.
كلّم الناس بما يعرفون(3)
عن محمّد بن عبيد، قال: دخلت على الرضا (عليه السّلام) فقال لي:
قل للعبّاسي يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلّم الناس بما
يعرفون، ويكفّ عمّا ينكرون، وإذا سألوك عن التوحيد فقل - كما قال الله عزّ وجلّ (قل
هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)(4).
وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل - كما قال الله عزّ وجلّ -: (ليس
كمثله شيء)(5).
وإذا سألوك عن السمع فقل - كما قال الله عزّ وجلّ -: (هو السميع
العليم)(6) فكلم
الناس بما يعرفون.
الراضي بالشيء شريك(7)
عن عبدالسلام بن صالح الهروي، عن الرضا (عليه السّلام) قال: قلت
له: يابن رسول الله: لأيّ علّة أغرق الله عزّ وجلّ الدنيا كلّها في زمن نوح (عليه
السّلام) وفيهم الأطفال وفيهم من ﻻ ذنب له؟ فقال (عليه السّلام):
ما كان فيهم الأطفال، لأنّ الله عزّ وجلّ أعقم أصلاب قوم نوح
(عليه السّلام) وأرحام نسائهم أربعين عاماً، فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، وما
كان الله عزّ وجلّ ليهلك بعذابه من ﻻ ذنب له، وأمّا الباقون من قوم نوح (عليه
السّلام) فاغرقوا لتكذيبهم لنبيّ الله نوح (عليه السّلام)، وسائرهم اغرقوا برضاهم
بتكذيب المكذّبين، ومن غاب من أمر فرضي به كان كمن شهده وأتاه.
المعين للظالم ظالم(8)
من أحبّ عاصياً فهو عاص، ومن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومن أعان
ظالماً فهو ظالم، ومن خذل عادلاً فهو ظالم، انّه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا
ينال أحد ولاية الله إلاّ بالطاعة، ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبني
عبد المطّلب: ايتوني بأعمالكم ﻻ بأنسابكم وأحسابكم، قال الله تعالى: (فإذا نفخ في
الصور فلا أنساب بينهم يومئذ، ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون،
ومن خفّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون)(9).
زر قبر أخيك(10)
عن محمّد بن أحمد، قال: كنت بفيد(11)
فمشيت مع عليّ بن بلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع، فقال عليّ بن بلال: قال
لي صاحب هذا القبر عن الرضا (عليه السّلام)، قال:...
من أتى قبر أخيه ثمّ وضع يده على القبر وقرأ: إنّا أنزلناه في
ليلة القدر سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر.
قرية الثمانين(12)
لمّا هبط نوح (عليه السّلام) إلى الأرض كان هو وولده ومن تبعه
ثمانين نفساً فبنى حيث نزل قرية فسمّاها قرية الثمانين لأنّهم كانوا ثمانين.
استخدام الخيل(13)
أوّل من ركب الخيل إسماعيل وكانت وحشيّة ﻻ تركب فسخّرها الله
عزّ وجلّ على إسماعيل من جبل منى، وانّما سمّيت الخيل العراب، لأنّ أوّل من ركبها
إسماعيل.
أعن الضعيف واحترمه(14)
يا محمّد انّه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين
فأتى واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم، فقرع الباب
وخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك؟
فقال: ليس هو في البيت، فرجع الرجل ودخل الغلام إلى مولاه فقال
له: من كان الذي قرع الباب؟
قال: كان فلان فقلت له: لست في المنزل، فسكت ولم يكترث ولم يلم
غلامه ولا اغتمّ أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم، فلمّا كان من الغد
بكّر إليهم الرجل فأصابهم وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم فسلّم عليهم وقال: أنا
معكم.
فقالوا له: نعم، ولم يعتذروا إليه، وكان الرجل محتاجاً ضعيف
الحال، فلمّا كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلّتهم فظنّوا أنّه مطر فبادروا،
فلمّا استوت الغمامة على رؤوسهم إذا منادياً ينادي من جوف الغمامة: أيتها النار
خذيهم وأنا جبرئيل رسول الله، فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر،
وبقي الرجل مرعوباً يعجب ممّا نزل بالقوم ولا يدري ما السبب، فرجع إلى المدينة فلقى
يوشع بن نون (عليه السّلام) وأخبره الخبر وما رأى وما سمع.
فقال يوشع بن نون (عليه السّلام): أما علمت أنّ الله سخط عليهم
بعد أن كان عليهم راضياً، وذلك بفعلهم بك؟
فقال: وما فعلهم بي؟ فحدثه يوشع.
فقال الرجل: فأنا أجعلهم في حلّ وأعفو عنهم.
قال: لو كان هذا قبل لنفعهم، فأمّا الساعة فلا، وعسى أن ينفعهم
من بعد.
ﻻ تعن الظالمين(15)
فلا يدخل الجنّة من البهائم إلاّ ثلاثة: حمارة بلعم، وكلب أصحاب
الكهف، والذئب، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطيّاً ليحشر قوماً من
المؤمنين ويعذّبهم، وكان للشرطي ابن يحبّه، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه،
فأدخل الله ذلك الذئب الجنّة لما أحزن الشرطي.
أتمنّى ولداً يشبهك(16)
إنّ الملك قال لدانيال: أشتهي أن يكون لي ابن مثلك.
فقال: ما محلّي من قلبك؟
قال: أجلّ محلّ وأعظمه.
قال دانيال: فإذا جامعت فاجعل همّتك فيّ.
قال: ففعل الملك ذلك فولد له ابن اشبه خلق الله بدانيال.
المؤمنون اكفاء(17)
نزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد انّ
ربّك يقرئك السلام، ويقول: انّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع
الثمر فلا دواء له إلاّ اجتناؤه، وإلاّ أفسدته الشمس، وغيّرته الريح، وانّ الأبكار
إذا أدركن ما يدرك النساء فلا دواء لهنّ إلاّ البعول وإلاّ لم يؤمن عليهنّ الفتنة،
فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فخطب الناس ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزّ
وجلّ به.
فقالوا: ممّن يا رسول الله؟
فقال: من الأكفاء.
فقالوا: ومن الأكفاء؟
فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثمّ لم ينزل حتّى زوّج ضباعة
من المقداد بن الأسود الكندي.
ثم قال: أيّها الناس انّي زوّجت ابنة عمّي المقداد ليتّضع
النكاح.
سلوك الطريق(18)
انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أخذ في طريق رجع في
غيره.
الإطعام عند الزفاف(19)
إنّ النجاشي لمّا خطب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) امّ
حبيبة آمنة بنت أبي سفيان فزوّجه دعا بطعام وقال: إنّ من سنن المرسلين الإطعام عند
التزويج.
ضيافة الإمام(20)
دعا عليّاً رجل، فقال له علي (عليه السّلام): على أن تضمن لي
ثلاث خصال.
قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: ﻻ تدخل علينا شيئاً من خارج، ولا تدّخر عنّا شيئاً في
البيت ولا تجحف بالعيال.
قال: ذلك لك.
فأجابه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).
طيّبات الرزق(21)
كان علي بن الحسين (عليه السّلام) يلبس في الشتاء الجبّة الخزّ
والمطرف الخزّ والقلنسوة الخزّ، فيشتو فيه ويبيع المطرف في الصيف ويتصدّق بثمنه،
ثمّ يقول: (من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)(22).
إطعام الطعام(23)
عن معمّر بن خلاّد قال: كان أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) إذا
أكل اتي بصحفه فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام ممّا يؤتى به فيأخذ من كلّ
شيء شيئاً، فيوضع في تلك الصحفة، ثمّ يأمر بها للمساكين، ثمّ يتلو هذه الآية: (فلا
اقتحم العقبة)(24)
ثمّ يقول:
علم الله عز وجل أن ليس كلّ انسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم
سبيلاً إلى الجنّة بإطعام الطعام.
تحيّة العيدين(25)
عن محمّد بن الفضل، عن الرضا (عليه السّلام) قال: قال لبعض
مواليه يوم الفطر وهو يدعو له:
يا فلان تقبّل الله منك ومنّا ثمّ أقام حتّى كان يوم الأضحى
فقال له: يا فلان تقبّل الله منّا ومنك.
قال: فقلت له: يابن رسول الله قلت في الفطر شيئاً وتقول في
الأضحى غيره؟
قال: فقال: نعم انّي قلت له في الفطر: تقبّل الله منك ومنّا
لأنه فعل مثل فعلي وتأسيّت أنا وهو في الفعل، وقلت له في الأضحى: تقبّل الله منّا
ومنك لأنا يمكننا أن نضحّي ولا يمكنه ان يضحي فقد فعلنا نحن غير فعله.
فلننسف التشاؤم(26)
عن محمّد بن أحمد الدّقاق البغدادي، قال: كتبت إلى أبي الحسن
الثاني (عليه السّلام) أسأله عــن الخـــروج يـــوم الأربعـــاء ﻻ يدور(27)
فكتب (عليه السّلام):
من خرج يوم الأربعاء ﻻ يدور خلافاً على أهل الطيرة، وقي من كلّ
أفة، وعوفي من كلّ داء وعاهة وقضى الله له حاجته.
وكتبت إليه مرّة آخرى أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء ﻻ يدور.
فكتب (عليه السّلام): من احتجم في يوم الأربعاء ﻻ يدور خلافاً
على أهل الطيرة عوفي من كل آفة ووقي من كلّ عاهة، ولم تخضّر محاجمه.
عند إلجام الدوابّ
(28)
على كلّ منخر من الدوابّ شيطان فإذا أراد أحدكم أن يلجمها
فليسّم الله عزّ وجلّ.
الوان ذات بهجة(29)
انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يعجبه النظر إلى الاترج
الأخضر والتفاح الأحمر.
المائدة وآدابها(30)
من أكل في منزله طعاماً فسقط منه شيء فليتناوله، ومن أكل في
الصحراء، أو خارجاً فليتركه للطير والسبع.
كيف تنفق(31)
سمعت العياشي وهو يقول: استأذنت الرضا (عليه السّلام) في النفقة
على العيال، فقال:
بين المكروهين قال: فقلت: جعلت فداك ﻻ والله ما اعرف المكروهين،
قال: فقال: بلى يرحمك الله أما تعرف أنّ الله عزّ وجلّ كره الإسراف وكره الإقتار.
فقال: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك
قواماً)(32).
من علامات السخي(33)
السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل ﻻ يأكل من
طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه.
كيف يجتمع المال؟(34)
ﻻ يجتمع المال إلاّ بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص
غالب، وقطيعة الرحم، وايثار الدنيا على الآخرة.
مع الغني والفقير(35)
من لقي فقيراً مسلماً فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله
عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان.
آثار صلة الرحم(36)
يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها
الله ثلاثين سنة ويفعل الله ما يشاء.
كيفية العشرة(37)
أصحب السلطان بالحذر، والصديق بالتواضع، والعدوّ بالتحرز
والعامة بالبشر.
مقياس القرابة(38)
مودة عشرين سنة قرابة، والعلم اجمع لأهله من الاباء.
كسب الأخوان(39)
من استفاد اخا في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة.
آداب الضيافة(40)
دعا رجل أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال له علي (عليه
السّلام):
قد اجبتك على ان تضمن لي ثلاث خصال.
قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: ﻻ تدخل عليّ شيئاً من خارج، ولا تدخّر عنّي شيئاً في
البيت، ولا تجحف بالعيال.
قال: ذاك لك يا أمير المؤمنين، فأجابه علي بن أبي طالب (عليه
السّلام).
في الخضاب أجر(41)
عن ذروان المدائني قال: دخلت على أبي الحسن الثاني (عليه
السّلام) فإذا هو قد اختضب فقلت: جعلت فداك قد اختضبت؟ فقال:
نعم انّ في الخضاب لأجراً أما علمت انّ التهيئة تزيد في عفة
النساء ايسرّك انك إذا دخلت على أهلك فرأيتها على مثل ماتراك عليه إذا لم تكن على
تهيئة؟
قال: قلت: ﻻ.
قال: هو ذاك.
قال: ولقد كان لسليمان (عليه السّلام) ألف امرأة في قصر
ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سريّة(42).
وكان يطيف بهنّ في كل يوم وليلة.
تهيّؤ الزوجين(43)
عن الحسن بن الجهم قال: قلت لعلي بن موسى (عليه السّلام): خضبت؟
قال:
نعم بالحناء والكتم، أما علمت ان في ذلك لأجراً؟ انها تحب ان
ترى منك مثل الذي تحب ان ترى منها (يعني: المرأة في التهيئة) ولقد خرجن نساء من
العفاف إلى الفجور ما اخرجهن إلاّ قلة تهيئ ازواجهن.
التطيب والتعطر(44)
ﻻ ينبغي للرجل ان يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر فيوم ويوم
ﻻ، فإن لم يقدر ففي كل جمعة، ولا يدع ذلك.
الملابس الحسنة(45)
قال أبي: ما تقول في اللباس الحسن؟
فقلت: بلغني انّ الحسن (عليه السّلام) كان يلبس، وانّ جعفر بن
محمّد (عليهما السلام) كان يأخذ الثّوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء.
فقال لي: البس وتجمّل، فإن علي بن الحسين (عليه السّلام) كان
يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين ديناراً فيتشتى فيه، فإذا
خرج الشتاء باعه وتصدّق بثمنه، وتلا هذه الآية: (قل من حرم زينة الله التي خرج
لعباده والطيبات من الرزّق)(46).
الإمام (عليه السّلام) يستشير(47)
كنّا عند الرضا (عليه السّلام) وذكرنا أباه، فقال:
كان عقله ﻻ يوازى به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه فقيل
له: تشاور مثل هذا؟
فقال: إنّ الله تبارك وتعالى ربّما فتح على لسانه.
قال: فكانوا ربما اشاروا عليه بالشيء فيعمل به من الضيعة
والبستان.
لقمة بلقمة(48)
ظهر في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة
من خبز فوضعتها في فيها لتأكلها، فنادى السائل: يا أمة الله الجوع.
فقالت المرأة: اتصدّق في مثل هذا الزمان، فأخرجتها من فيها
فدفعتها الى السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله فوقعت
الصيحة فعدت الام في اثر الذئب فبعث الله تبارك وتعالى جبرئيل (عليه السّلام) فأخرج
الغلام من فم الذئب، فدفعه الى امه فقال لها جبرئيل (عليه السّلام):
يا أمه الله ارضيت؟ لقمة بلقمة.
النعمة وحسن جوارها(49)
يابن عرفة ان النعم كالابل المعقولة في عطنها على القوم ما
احسنوا جوارها، فإذا أساؤوا معاملتها وانالتها نفرت عنهم.
مهر السنّة لماذا؟(50)
عن الحسين بن خالد قال: جعلت فداك كيف صارمهور النساء خمسمائة
درهم: اثنتى عشرة اوقية ونش(51)؟
قال:
ان الله عزّ وجلّ اوجب على نفسه أن ﻻ يكبره مؤمن مائة تكبيرة
ويسبحه مائة تسبيحة، ويحمده مائة تحميدة، ويهلّله مائة تهليلة ويصلي على محمّد وآله
مائة مرّة، ثم يقول: اللّهم زوجني من الحور العين إلاّ زوجه الله حوراء فمن ثم جعل
مهور النساء خمسمائة درهم، وايما مؤمن خطب الى اخيه حرمة، وبذل له خمسمائة درهم فلم
يزوجه فقد عقه واستحق من الله عزّ وجلّ ان ﻻ يزوجه حوراء.
الأخ الأكبر(52)
الأخ الأكبر بمنزلة الأب.
اذا ذكرت الرجل(53)
إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه، واذا كان غائباً فسمّه.
من سنن الزواج(54)
من السنة اطعام الطعام عند التزويج.
التكسب للعيال(55)
ان الذي يطلب من فضل يكفّ به عياله اعظم اجراً من المجاهد في
سبيل الله.
ﻻ ترجو الفاقد(56)
خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة، من لم
تعرف الوثاقة في ارومته، والكرم في طباعه، والرصانة في خلقه، والنّبل في نفسه،
والمخافة لربّه.
احسن الناس معاشاً(57)
قال علي بن شعيب: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السّلام):
فقال لي:
يا علي من احسن الناس معاشاً؟
قلت: أنت يا سيدي اعلم به مني.
فقال (عليه السّلام): يا علي من حسّن معاش غيره في معاشه.
يا علي من اسوء الناس معاشاً؟
قلت: أنت أعلم.
قال: من لم يعش غيره في معاشه.
يا علي: أحسنوا جوار النعم فإنها وحشيّة ما نأت عن قوم فعادت
اليهم.
يا علي: ان شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده.
بيت فيه محمّد(58)
البيت الذي فيه اسم محمّد يصبح اهله بخير ويمسون بخير.
ﻻ تقطع شجرة(59)
عن البزنطي قال: سألت الرضا (عليه السّلام) عن قطع السدر فقال:
سألني رجل من اصحابك عنه فكتبت اليه ان ابا الحسن (عليه
السّلام) قطع سدراً وغرس مكانه عنباً.
خطبة النكاح وآدابها(60)
الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعله
أول محل نعمته، وآخر جزاء أهل طاعته، وصلى الله على محمّد خير بريته وعلى آله ائمة
الرحمة، ومعادن الحكمة، والحمد لله الذي كان في نبائه الصادق، وكتابه الناطق، ان من
احق الاسباب بالصلة واولى الامور بالتقدمة سبباً اوجب نسباً وامراً اعقب حسباً،
فقال جلّ ثناؤه: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك
قديراً)(61). وقال
(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله والله واسع عليم)(62).
ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة ولا سنة متّبعة،
لكان فيما جعل الله فيها من برّ القريب وتألف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب
وسارع اليه الموفق المصيب، فأولى الناس بالله من اتبع امره، وانفذ حكمه، وامضى
قضاءه ورضى جزاءه، ونحن نسأل الله تعالى ان ينجز لنا ولكم على اوفق الامور.
ثم ان فلان بن فلان من قد عرفتم مروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله
وقد احب شركتكم، وخطب كريمتكم فلانة، وبذل لها من الصداق كذا فشفّعوا شافعكم
وانكحوا خاطبكم في يسرٍ غير عسر، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
تهنئة أو تعزية؟(63)
قال (عليه السّلام) للحسن بن سهل: وقد عزاه بموت ولده: لتهنئة
بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة.
|