فهرس الكتاب

مكتبة الإمام الرضا

 

سياسيات

العدل ﻻ التصوّف(1)

قال للرضا (عليه السّلام) الصوفيّة: انّ المأمون قد ردّ إليك هذا الأمر وأنت أحقّ الناس به إلاّ أنّه تحتاج أن تلبس الصوف وما يحسن لبسه، فقال (عليه السّلام):

ويحكم انّما يراد من الإمام قسطه وعدله، إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، قال الله تعالى: (قل من حرّم زينة الله الّتي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق)(2) انّ يوسف (عليه السّلام) لبس الديباج المنسوج بالذهب، وجلس على متّكآت آل فرعون.

العفو وآثاره(3)

وأراد المأمون قتل رجل، فقال له: ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال:

انّ الله ﻻ يزيد لحسن العفو إلاّ عزّاً، فعفا عنه.

اجبرت على ذلك(4)

روى أصحابنا عن الرضا (عليه السّلام) أنّه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟ فكأنّه أنكر ذلك عليه - فقال له أبو الحسن الرضا (عليه السّلام):

يا هذا أيّما أفضل: النبيّ أو الوصي؟

فقال: ﻻ بل النبيّ.

قال: فأيّما أفضل: مسلم أو مشرك؟

قال: ﻻ بل مسلم.

قال: فإنّ العزيز عزيز مصر كان مشركاً وكان يوسف (عليه السّلام) نبيّاً، وانّ المأمون مسلم وأنا وصيّ، ويوسف سأل العزيز أن يولّيه حين قال: (اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم)(5) والمأمون أجبرني على ما أنا فيه.

وقال (عليه السّلام) في قوله تعالى: (اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم) قال: حافظ لما في يديّ، عالم بكلّ لسان.

يوسف (عليه السّلام) والحكم(6)

وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن، فلمّا انقضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الأولى بالذهب والفضّة حتّى لم يبق بمصر وما حولها ذهب ولا فضّة إلاّ صار في مملكة يوسف، ثمّ باعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتّى لم يبق بمصر وما حولها حلي ولا جواهر إلاّ صارت في مملكته، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتّى لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلاّ صارت في مملكته، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتّى لم يبق بمصر عبد ولا أمة إلاّ صارت في مملكته، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتّى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلاّ صار في مملكته، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتّى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلاّ صار في مملكته، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلاّ صاروا عبيداً ليوسف، فملك عبيدهم وأموالهم، وقال الناس: ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما أعطى هذا الملك حكماً وعلماً وتدبيراً.

ثمّ قال يوسف للملك: أيّها الملك ما ترى فيما خوّلني ربّي من ملك مصر وأهلها؟ اشر علينا برأيك، فإنّي لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء ليكون بلاء عليهم، ولكن الله سبحانه أنجاهم على يدي.

قال له الملك: الرأي رأيك.

قال: انّي اشهد الله واشهدك أيّها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلّهم، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت عليك أيّها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على أن ﻻ تسير إلاّ بسيرتي ولا تحكم إلاّ بحكمي.

قال الملك: انّ ذلك لزيني وفخري أن ﻻ أسير إلاّ بسيرتك ولا أحكم إلاّ بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له، ولقد جعلت سلطاني عزيزاً ما يرام، وأنا أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله وحده ﻻ شريك له، وأنّك رسوله، فأقم على ما ولّيتك، فإنّك لدينا مكين أمين.

بيت المال للمسلمين(7)

المغرم إذا تديّن أو استدان في حق - الوهم من معاوية - اجلّ سنة، فإن اتّسع وإلاّ قضى عنه الإمام من بيت المال.

ولاية العهد(8)

روي عن محمّد بن زيد الرزامي قال: كنت في خدمة الرضا (عليه السّلام) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، فأتاه رجل من الخوارج وفي كمّه مدية مسمومة وقد قال لأصحابه: والله لآتينّ هذا الذي يزعم أنّه ابن رسول الله - وقد دخل لهذا الطاغية فيما دخل - فأسأله عن حجّته، فإن كانت له حجّة وإلاّ ارحت الناس منه. فأتاه واستأذن عليه، فأذن له فقال له أبو الحسن (عليه السّلام):

اجيبك عن مسألتك على شريطة تفي لي بها.

فقال له: وما هذه الشريطة؟

فقال: إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر التي في كمّك وترمي بها، فبقى الخارجي متحيّراً وأخرج المدية وكسرها.

ثمّ قال له: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفّار؟ وأنت ابن رسول الله ما حملك على هذا؟

فقال له أبو الحسن (عليه السّلام): أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء على حال يزعمون أنّهم موحّدون واولئك لم يوحّدوا الله ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبي قال للعزيز وهو كافر (اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم)(9) وكان يجلس مجالس الفراعنة وإنّما أنا رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجبرني على هذا الأمر، وأكرهني عليه، فما الذي أنكرت ونقمت عليّ؟

فقال: لاعتب عليك إنّي أشهد أنّك ابن نبيّ الله وأنّك صادق.

سياسة التظلّم(10)

عن الحسن بن علي الوشّاء قال: قال لي الرضا (عليه السّلام):

إنّي حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتّى اسمع، ثمّ فرّقت فيهم إثنى عشر ألف دينار ثمّ قلت: أما انّي ﻻ ارجع إلى عيالي أبداً.

الموقف الحازم(11)

عن أبي الصلت الهروي قال: إنّ المأمون قال للرضا علي بن موسى (عليه السّلام): يابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك واراك أحقّ بالخلافة منّي. فقال الرضا (عليه السّلام):

بالعبوديّة لله عزّ وجلّ أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجلّ.

فقال له المأمون: إنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وابايعك.

فقال له الرضا (عليه السّلام): إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال له المأمون: يابن رسول الله لابدّ لك من قبول هذا الأمر.

فقال: لست أفعل ذلك طائعاً أبداً فما زال يجهد به أيّاماً حتّى يئس من قبوله، فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تحبّ مبايعتي لك فكن وليّ عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.

فقال الرضا (عليه السّلام): والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض وادفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد.

فبكى المأمون ثمّ قال له: يابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حيّ؟

قال الرضا (عليه السّلام): أما انّي لو أشاء أن اقول من الذي يقتلني لقلت.

فقال المأمون: يابن رسول الله إنّما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك، ودفع هذا الأمر عنك، ليقول الناس إنّك زاهد في الدنيا.

فقال الرضا (عليه السّلام): والله ما كذبت منذ خلقني ربّي عزوجلّ وما زهدت في الدنيا للدنيا وإنّي لأعلم ما تريد.

فقال المأمون له: وما اريد؟

قال: الأمان على الصدق؟

قال: لك الأمان.

قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ عليّ بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة، فغضب المأمون.

ثمّ قال: إنّك تتلقّاني أبداً بما أكرهه، وقد آمنت سطواتي، فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلاّ ضربت عنقك.

فقال الرضا (عليه السّلام): قد نهاني الله عز وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة، فإن كان الأمر على هذا، فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل ذلك على أن ﻻ أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ولا أنقض رسماً ولا سنّة وأكون في الأمر، بعيداً مشيراً، فرضى منه بذلك، وجعله وليّ عهده على كراهة منه (عليه السّلام) لذلك.

إحباط مؤامرة(12)

لمّا تهدد المأمون الإمام الرضا (عليه السّلام) بالقتل، اجابة إلى ولاية العهد مضطراً وقال:

(اللهمّ إنّك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة، وقد اشرفت من قبل المأمون على القتل متى لم أقبل ولاية عهده وقد أكرهت واضطررت كما اضطرّ يوسف ودانيال (عليهما السلام) إذ قبل كلّ واحد منهما الولاية من طاغية زمانه اليهم، ﻻ عهد إلاّ عهدك، ولا ولاية لي إلاّ من قبلك فوفّقني لإقامة دينك وإحياء سنّة نبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله) فإنّك أنت المولى وأنت النصير ونعم المولى أنت ونعم النصير).

بين الرفض والقبول(13)

عن الريان بن الصلت قال: دخلت على عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) فقلت له: يابن رسول الله إنّ الناس يقولون إنّك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا؟ فقال (عليه السّلام):

قد علم الله كراهتي لذلك فلمّا خيّرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم أما علموا أنّ يوسف (عليه السّلام) كان نبيّاً رسولاً فلمّا دفعته الضرورة إلى تولّي خزائن العزيز قال له: (إجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم)(14) ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك على أنّي ما دخلت في هذا الأمر إلاّ دخول خارج منه، فإلى الله المشتكى وهو المستعان.

مع ولاية العهد(15)

عن محمّد بن عرفة قال: قلت للرضا (عليه السّلام): يابن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد؟ فقال:

ما حمل جدّي أمير المؤمنين (عليه السّلام) على الدخول في الشورى.

تفي لي وأفي لك(16)

قال لي المأمون يوماً: يا أبا السن انظر بعض من تثق به نولّيه هذه البلدان التي قد فسدت علينا.

فقلت له: تفي لي وافي لك فإنّي إنّما دخلت فيما دخلت على أن ﻻ آمر ولا أنهي، ولا أعزل ولا اولّي، ولا اشير حتّى يقدمني الله قبلك فوالله إنّ الخلافة لشيء ما حدّثت به نفسي، ولقد كنت بالمدينة أتردد في طرقها على دابّتي وإنّ أهلها وغيرهم يسألوني الحوائج فأقضيها لهم فيصيرون كالأعمام لي وإنّ كتبي لنافذة في الامصار، وما زدتني من نعمة هي عليّ من ربّي.

فقال له: أفي لك.

الأولى بالخلافة(17)

عن البرقي، عن أبيه قال: أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أنّ المأمون لمّا أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بالإمارة ولأبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) بولاية العهد، وللفضل بن سهل بالوزارة، أمر بثلاثة كراسي فنصبت لهم، فلمّا قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على ايمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر ويخرجون، حتّى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام، فتبسّم أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) ثمّ قال:

كلّ من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى فإنّه بايعنا بعقدها.

فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها؟

قال أبو الحسن (عليه السّلام): عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام وفسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر.

قال: فماج الناس في ذلك وأمر المأمون باعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن (عليه السّلام).

وقال الناس: كيف يستحقّ الإمامة من ﻻ يعرف عقد البيعة، إنّ من علم لأولى ممّن ﻻ يعلم.

قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمّه.

عزّة الحاكم(18)

ادخل رجل إلى المأمون، اراد ضرب رقبته والرضا (عليه السّلام) حاضر، فقال المأمون: ما تقول فيه يا أبا الحسن؟ فقال:

أقول:

إنّ الله ﻻ يزيدك بحسن العفو إلاّ عزّاً، فعفا عنه.

شروط عمل السلطان(19)

عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: كتبت إليه أربع عشرة سنة استأذنه في عمل السلطان فلمّا كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أنّي أخاف على خبط عنقي وأن السلطان يقول لي: إنّك رافضيّ ولسنا نشكّ في أنّك تركت العمل للسلطان للرفض. فكتب إليّ أبو الحسن (عليه السّلام):

قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك، فإن كنت تعلم أنّك إذا ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ تصير أعوانك وكتّابك أهل ملّتك، فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين، حتى تكون واحداً منهم كان ذا بدا، وإلاّ فلا.

الملوك إذا فسدوا(20)

عن محمّد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا (عليه السّلام) بخراسان وكان المأمون يقعده على يمينه، إذا قعد للناس، يوم الإثنين ويوم الخميس، فرفع إلى المأمون أن رجلاً من الصوفيّة سرق فأمر بإحضاره، فلمّا نظر إليه وجده متقشّفاً بين عينيه أثر السجود. فقال له:

سوأة لهذه الآثار الجميلة، ولهذا الفعل القبيح أتنسب إلى السرقة مع ما أرى من جميل آثارك وظاهرك؟ قال: فعلت ذلك اضطراراً ﻻ إختياراً حين منعتني حقّي من الخمس والفىء... فقال له المأمون: اعطلّ حدّاً من حدود الله وحكماً من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه؟ فقال الصوفي: إبداً بنفسك فطهّرها ثمّ طهر غيرك وأقم حدّ الله عليها ثمّ على غيرك، فالتفت المأمون إلى أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فقال: ما يقول: فقال:

إنّه يقول سرقت فسرق.

فغضب المأمون غضباً شديداً ثمّ قال للصوفي: والله لأقطعنّك.

فقال الصوفي: أتقطني وأنت عبدلي؟

فقال المأمون: ويلك ومن أين صرت عبداً لك؟

قال: لأن امّك اشتريت من مال المسلمين، فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتى يعتقوك وأنا لم اعتقك ثمّ بلّعت الخمس بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقّاً، ولا أعطيتني ونظرائي حقّنا.

والاخرى أنّ الخبيث ﻻ يطهّر خبيثاً مثله، إنّما يطهّره طاهر ومن في جنبه الحدّ ﻻ يقيم الحدود على غيره حتّى يبدأ بنفسه.

فالتفت المأمون إلى الرضا (عليه السّلام) فقال: ما ترى في أمره؟

فقال (عليه السّلام): إنّ الله تعالى قال لمحمّد (صلى الله عليه وآله) (قل فللّه الحجّة البالغة)(21) وهي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم، والدنيا والآخرة قائمتان بالحجّة، وقد احتجّ الرجل.

فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي واجتجب عن الناس واشتغل بالرضا (عليه السّلام) حتّى سمّه فقتله.

مع المجتمع(22)

عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) إلى أبي جعفر (عليه السّلام):

يا أبا جعفر بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فانّما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً فاسألك بحقّي عليك ﻻ يكن مدخلك ومخرجك إلاّ من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضّة ثمّ ﻻ يسألك أحد إلاّ أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقلّ من خمسين ديناراً والكثير اليك.

ومن سألك من عمّاتك فلا تعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً والكثير اليك، انّي اريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش اقتاراً.

الدخول في الامور(23)

من طلب الأمر من وجهه لم يزل فإن زلّ لم تخذله الحيلة.

إذا جار السلطان(24)

إذا كذب الولاة حبس المطر، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي.

لتداوم النعمة(25)

استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة.

اصناف الولاة والرعاة(26)

إذا ولّى الظالم الظالم فقد انصف الحق، فإذا ولّى العادل العادل فقد اعتدل الحق وإذا ولّى العادل الظالم فقد استراح الحق، وإذا ولّى العبد الحر فقد استرق الحق.

المصلحون(27)

ان لله تعالى بأبواب الظالمين من نوّر الله له البرهان، ومكّن له في البلاد، ليدفع بهم، عن اوليائه، ويصلح الله به امور المسلمين، اليهم يلجأ المؤمن من الضر، واليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا، وبهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلمة، اولئك المؤمنون حقاً، اولئك امناء الله في ارضه، اولئك نور في رعيتهم يوم القيامة، ويزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الدريّة لأهل الأرض، اولئك من نورهم يوم القيامة تضيئ منهم القيامة، خلقوا والله للجنة وخلقت الجنة لهم، فهنيئاً لهم، ما على احدكم ان لو شاء لنال هذا كله؟

قال: قلت: بماذا جعلني الله فداك؟

قال: يكون معهم فيسّرنا بادخال السرور على المؤمنين من شيعتنا فكن منهم يامحمّد.

مع اصحاب الارض(28)

ذكر له الخراج وما سار به أهل بيته فقال: العشر ونصف العشر على من أسلم طوعاً تركت ارضه بيده يأخذ - أي الإمام - منه العشر ونصف العشر فيما عمّر منها، وما لم يعمّر منها أخذه الوالي فقبّله ممن يعمّره وكان للمسلمين، وليس فيما كان أقلّ من خمسة اوساق شيء. وما أخذ بالسيف فذلك للإمام يقبله بالذي يرى كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخيبر قبّل ارضها ونخلها، والناس يقولون:

ﻻ تصلح قبالة الأرض والنخل إذا كان البياض أكثر من السواد وقد قبّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيبر وعليهم في حصتهم العشر ونصف العشر.

قال: وسمعته يقول: انّ أهل الطائف اسلموا فأعتقهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعل عليهم العشر ونصف العشر، وأهل مكة كانوا اسراء فأعتقهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: أنتم الطلقاء.

الرقابة العسكريّة(29)

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا وجّه جيشاً فأمّهم أمير بعث معه من ثقاته من يتجسس له خبره.

 

1 - الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة:...

2 - الأعراف: 32.

3 - بحار الأنوار 10/351:...

4 - علل الشرائع 1/238، ب 173، ح 2: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر - رضي الله عنه - قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن نصير، عن الحسن بن موسى، قال:...

5 - يوسف: 55.

6 - بحار الأنوار 12/293 في الحاشية: روى الطبرسي رحمه الله من كتاب النبوّة بالإسناد عن ابن عيسى، عن الوشاء، عن الرضا (عليه السّلام) قال:...

7 - اصول الكافي 1/407، ح 9: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم، عن محمّد بن أسلم، عن رجل من طبرستان يقال له: محمّد، قال: قال معاوية: ولقيت الطبري محمّداً بعد ذلك فأخبرني قال: سمعت عليّ بن موسى (عليه السّلام) يقول:...

8 - الخرائج والجرائح 2/766-767، ب 15، ح 86:...

9 - يوسف: 55.

10 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/217 - 218، ب 47، ح 28: حدثنا جعفر بن نعيم الشاذاني قال: أخبرنا احمد بن ادريس عن محمّد بن عيسى بن عبيد،...

11 - علل الشرائع 1/237 - 238، ب 173، ح 1. وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/139-140، ب 40، ح 3. وأمالي الصدوق 65-66، المجلس 16، ح 3: حدثنا الحسين بن ابراهيم قال: حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه، ابراهيم بن هاشم،...

12 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1/19، ب 3، ضمن ح 1:...

13 - علل الشرائع 239، ب 173، ح 3. وعيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/139، ب 40، ح 2. وأمالي الصدوق 68، المجلس 17، ح 3: حدثنا احمد بن زياد الهمداني قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه،...

14 - يوسف: 55.

15 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/140-141، ب 40، ح 4: حدثنا علي بن احمد بن محمّد بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن اسماعيل البرمكي،...

16 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/166 - 167، ب 40، ح 29: حدثنا أبي، قال: حدثنا احمد بن ادريس، عن محمّد بن احمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن معاوية بن حكيم عن معمر بن خلاد قال: قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السّلام):...

17 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/238-239، ب 59، ح 2. وعلل الشرائع 239-240، ب 174، ح 1: حدثنا الحسين بن احمد بن محمّد الرازي قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه،...

18 - كشف الغمّة 3/143: قال الآبي:...

19 - فروع الكافي 3/111، ح 4: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الأنباري،...

20 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/237-238، ب 59، ح 1: حدثنا الحسين بن ابراهيم بن احمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق واحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه،...

21 - الأنعام: 49.

22 - عيون أخبار الرضا 2/8، ب 30، ح 20، وفروع الكافي 2/43، ح 5: حدثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمّد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى،...

23 - بحار الأنوار 71/340، ح 13: عن الدرة الباهرة قال الرضا (عليه السّلام):...

24 - أمالي المفيد 191، المجلس 37، ح 2. وأمالي الطوسي 1/77، ب 3، ح 26: قال أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ياسر، عن الرضا علي بن موسى (عليه السّلام) قال:...

25 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/23-24، ب 30، ح 52: حدثنا عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس العطار قال: حدثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول:...

26 - أمالي الطوسي 2/67-68، ب 16، ح 15: ابن الشيخ الطوسي، عن والده عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمّد بن عبد الله بن راشد، عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، عن أبا الصلت الهروي يقول: سمعت الرضا علي بن موسى (عليه السّلام) يقول:...

27 - رجال النجاشي 233-234: حكى بعض أصحابنا، عن ابن الوليد قال: وفي رواية محمّد بن إسماعيل بن يزيع قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام):...

28 - قرب الاسناد 170: محمّد بن الحسن بن ابي الخطاب عن احمد بن محمّد بن ابي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال:...

29 - قرب الاسناد 148: حدثني الريان بن الصلت، قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول:...