أوحش المواطن(1)
انّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن:
يوم يولد ويخرج من بطن امّه فيرى الدنيا.
ويوم يموت فيرى الآخرة وأهلها.
ويوم يبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا، وقد سلّم الله
عزّ وجلّ على يحيى (عليه السّلام) في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال (وسلام
عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً) وقد سلّم عيسى بن مريم (عليه السّلام) على
نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث
حيّاً).
كيف أصبحت؟(2)
قيل له: كيف أصبحت؟ فقال (عليه السّلام):
أصبحت باجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من
ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا؟
أيّ شيء الدنيا(3)
اصبر فانّي أرجو أن يصنع الله لك ان شاء الله ثمّ قال: فوالله
ما أخّر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له ممّا عجّل له فيها ثمّ صغّر الدنيا
وقال:
أيّ شيء هي؟ ثمّ قال: انّ صاحب النعمة على خطر، انّه يجب عليه
حقوق الله فيها والله انّه لتكون عليّ النعم من الله عزّ وجلّ، فما أزال منها على
وجل - وحرّك يده - حتّى اخرج من الحقوق التي تجب لله عليّ فيها.
فقلت: جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا؟
قال: نعم فأحمد ربّي على ما منّ به عليّ.
كنز الكلمات(4)
كان في الكنز الذي قال الله عزّ وجلّ (وكان تحته كنز لهما)(5)
كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم: عجبت لمن ايقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن ايقن
بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن اليها؟ وينبغي لمن
عقل عن الله أن ﻻ يتّهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه.
فقلت له: جعلت فداك اريد أن اكتبه.
قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي، فتناولت يده
فقبلّتها وأخذت الدواة فكتبته.
|