فقال: اجعلني من تلامذتك فقال: يا هشام بن الحكم. خذه إليك. فعلمه هشام. فسار يعلم أهل الشام وأهل مصر الإيمان . .
ويروى هشام (أن زعيم الديصانية وفد على مجلس الإمام فقال له: دلني على معبودي ولا تسألني عن اسمي. فإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال: يا ديصاني. هذا حصن مكنون له جلد غليظ. وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق. وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة. ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة. فهي على حالها. لم يخرج بها مصلح فيخبر عن صلاحها. ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها. ولا يدري أللذكر خلقت أم للأنثى. تنفلق عن مثل ألوان الطواويس. أو لا ترى لها مدبرا؟
فأطرق الديصاني ثم قال أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله. وأنك إمام وحجة من اللّه على خلقه. وأنا تائب مما كنت فيه).
قصد إليه في مجلسه ذات يوم نفر من المعتزلة يطلبون إليه بيعة « محمد بن عبد اللّه » النفس الزكية. فطلب إليهم أن يختاروا واحدا منهم ليناظره. فاختاروا زعيم المعتزلة عمرو بن عبيد. وظاهر أن تاريخ ذلك المجلس كان معاصرا لرفض الإمام الصادق أن يبايع يوم الأبواء قبل قيام الدولة العباسية سنة 133. فلقد كان عمرو بن عبيد من أنصارها. له صلة خاصة بالمنصور، واشتهر عنه أنه لم يبايع محمدا وقال إنه لم يختبر عدله، وربما كان ذلك المجلس في إثر مقتل الوليد ابن يزيد سنة 126، أو فترة الحروب الأخيرة لبني مروان، التي قامت على أثرها الدولة العباسية.
قال عمرو: قتل أهل الشام خليفتهم وضرب اللّه بعضهم بقلوب بعض وشتت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروءة