الإمام جعفر الصادق

وفي حياة النبي أو حياة علي، اقتدت بعلي شيعته في التدوين. أو قل: هديت لتنفيذ أمر الرسول.
يقول ابن شهر اشوب:
(أول من صنف في الإسلام علي بن أبي طالب. ثم سلمان الفارسي ثم أبوذر). والاثنان شيعة علي.
والسيوطي يروي أن علياً والحسن بن علي ممن أباحوا كتابة العلم بين الصحابة وفعلوها .
وألف أبو رافع مولى الرسول، وصاحب بيت مال علي بالكوفة، كتاب السنن والأحكام والقضايا. يقول موسى بن عبد الله بن الحسن: سأل أبي رجل عن التشهد فقال أبي: هات كتاب أبي رافع. فأخرجه فأملاه علينا.
أما علي بن رافع فكتب كتاباً في فنون الفقه على مذهب أهل البيت- أي آراء علي بن أبي طالب- وكانوا يعظمون شأن هذا الكتاب ويحملون شيعتهم عليه.
ومن الشيعة زيد الجهضمي. حارب مع علي وألف كتاباً يحوي خطبه. ومنهم ربيعة بن سميع له كتاب في زكاة النعم. ومنهم عبد الله بن الحر الفارسي. له لمعة في الحديث جمعها في عهد رسول الله .
ومنهم الأصبغ بن نباته صاحب علي. روى عنه عهده إلى الأشتر النخعي. ووصيته إلى أبنه محمد بن الحنفية.
ومنهم سليم بن قيس الهلالي صاحب أمير المؤمنين، له كتاب في الإمامة، وله مكانة عليا في المذهب من حيث الأصول.
وذات يوم كان الحكم بن عيينة عند الباقر يسأله فقال: يا بني قم فأحضر كتاب علي. فأحضر كتابا مدرجا عظيما ففتحه. وجعل ينظر حتى أخرج المسألة، وقال: هذا خط علي وإملاء رسول الله. وأقبل على الحكم وقال (اذهب أنت وسلمة والمقداد حيث شئتم يمينا وشمالا. فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبريل).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة