الإمام جعفر الصادق

والروايات متضافرة على أن الجفر غير (الجامعة) . والبعض يقول إن الجفر من مؤلفات علي أملاه النبي(1) .
وهو جفران: الأبيض وهو وعاء من أدم فيه علوم الأنبياء والوصيين والذين مضوا من علماء بني اسرائيل. والأحمر فيه علم الحوادث والحروب.
كان تلاميذ الصادق مدونين كباراً، فلقد عاشوا في عصر نهضة علمية كبرى أعجب بها العالم، تبارت فيها يراعات المدونين. ودارت عجلات التدوين كهيئة ما دارت عجلات الطباعة عند ظهور المطبعة. بدأها عمر بن عبد العزيز على رأس القرن إذ أمر بتدوين السنة. وتابعها علماء الأمة من أهل السنة .
ومن بعد وفاة الصادق في عام 148 دون أربعة آلاف من التلاميذ في كل علومه، ومن جملتها ما يسمى (الأصول الأربعمائة). وهي أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف من فتاوى الصادق. وعليها مدار العلم والعمل من بعده. وخير ما جمع منها كتب أربعة هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم إلى اليوم. وهي «الكافي» «ومن لايحضره الفقيه» «والتهذيب» «والاستبصار» .
والكافي- للكليني أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني(329-أعظمها وأقومها، وأحسنها وأتقنها. فيه 16190 حديثا ألفه الكليني في عشرين سنة.
وأما كتاب من لا يحضره الفقيه، فوضعه ابن بابويه القمي- محمد بن


(1) يقول ابن قتيبة عن الجفر في «أدب الكاتب» إن الامام الصادق كتبه، وإن فيه كل ما يحتاجونه إلى يوم القيامة.
وإلى هذا الجفر، واحتوائه على كل شيء، يشير أبو علاء المعري في شعره:


لقد عجبوا لآل البيت لما


أتاهم علمهم في جلد جفر


فمرآة المنجم وهي صغرى


تريه كل عامرة وقفر

وربما نسبوا من أجل ذلك إلى الامام علوم كشف الغيب أو النجامة.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة