الإمام جعفر الصادق

مشروعية الخلاف. وهو درس تعلمه الصحابة من صاحبهم صلى الله عليه وسلم. مطلوب من الجميع أن يتعلموه. وأن يعلموا الناس أنه وسيلة التقدم.
روى النسائي أن رجلا أجنب فلم يصل. فذكر ذلك للنبي فقال:
أصبت. وأجنب رجل فتيمم وصلى، فذكر ذلك للنبي فقال أصبت. وروى البخاري عن عمران بن حصين أنه قال للرجل الذي اعتزل فلم يصل في القوم (فما يمنعك أن تصلي) فقال أصابتني جنابة ولا ماء. قال (عليك بالصعيد. فإنه يكفيك) .
ورأى عمرو بن العاص فيما فهم من قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) جواز التيمم للجنب إذا خاف على نفسه البرد.
والآثار في الخلاف بين الصحابة كثيرة جدا(1)
والخلاف بين المجتهدين أجل من أن يحصر. وفيه ثراء للفكر، وسعة في الدنيا، ورحمة بالأمة.
كان أحمد بن حنبل يرى الوضوء من الفصد والحجامة والرعاف فقيل له: فإن كان الإمام قد خرج منه الدم ولم يتوضأ هل تصلي خلفه؟ فقال: كيف لا أصلي خلف «مالك» وسعيد بن المسيب»؟
وكان مالك يفتي الرشيد أنه لا وضوء عليه إذا هو احتجم. فصلى يوما بعد الحجامة وصلى خلفه «أبو يوسف» صاحب «أبي حنيفة» (وهو يرى الوضوء من الحجامة)
واغتسل أبو يوسف في الحمام، وأخبر بعد صلاة الجمعة أنه كان


(1) راجع نحو تقنين جديد للمعاملات والعقوبات من الفقه الإسلامي (من مطبوعات لجنة تجلية مبادئ الشريعة الاسلامية)- عبد الحليم الجندي - طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فقرات 42 إلى 48

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة