الإمام جعفر الصادق

منها - والمؤكد أن أئمة المذاهب منها براء. وأن الجيل الذي تعلم عليهم بريء من التعصب أو الافتراء. وأن العلماء الصدق بعيدون عن متابعة السواد والبسطاء(1) .
وفقه المذهب غزير في الإمامة مذ فتق الكلام فيها التلاميذ في حياة الإمام وبعد مماته. مستندين إلى أحاديث للنبي، صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وردت في كتبهم وفي كتب أهل السنة ذاتها - ويرتبون عليها نظرية الإمامة. أما أهل السنة فلهم في شأن هذه الأحاديث وجهات نظر أخرى حول السند وحول المعنى اللازم .
إليك «بعض» الأحاديث:
يقول عليه الصلاة والسلام (يا أيها الناس. إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا. كتاب الله وعترتي، أهل بيتي)(2) ويقول (إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء وعترتي أهل بيتي. ولن يفترقا حتى يردا على الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(3) ويقول (إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله .. وعترتي أهل بيتي)(4) ويقول (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي.. فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(5) أو (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي. وانهما لن يفترقا..)(6) ذلك أنه لما رجع عليه الصلاة والسلام من حجة


(1) يذكر الراغب الأصفهاني في المحاضرات من قرون مضت: سئل رجل كان يشهد بالكفر على آخر عند جعفر بن سليمان فقال : إنه رجل معتزلي، ناصبي، حروري. جبري. رافضي. يشتم علي بن الخطاب . وعمر بن أبي قحافة. وعثمان بن أبي طالب . وأبا بكر بن عثمان. ويشتم الحجاج الذي هدم الكوفة على أبي سفيان. وحارب الحسين بن معاوية يوم القطائف فقال جعفر (قاتلك الله. ما أدري على أي شيء أحسدك. أعلى علمك بالأنساب أم بالأديان أم بالمقالات) .
(2) أخرجه الترمذي والنسائي عن جابر.
(3) أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم.
(4) أخرجه أحمد بن حنبل بطريقين صحيحين وأخرجه الطبراني.
(5) أخرجه أحمد بن حنبل وآخرون.
(6) أخرجه الحاكم في المستدرك وآخرون ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة