فأتباع محمد بن الحنفية لقبوه بالمهدي. وابن صرد يلقب الحسين بالمهدي. وأشياع المختار الثقفي لقبوه بالمهدي.. بل إن كثرة الزيدية يقولون إن كل واحد من الأئمة مهدي. فزيد مهدي. وابنه يحيى مهدي. ومحمد بن عبد اللّه بن الحسن « النفس الزكية » مهدي. وكل فاطمي شجاع عالم زاهد يدعو إلى الحق بالجهاد فهو لدى الزيدية إمام « مهدي ».(1)
ومن الناس من ينتظر عودة من يسمونهم كذلك.
وفي مسند أحمد بن حنبل: سمعت عليا يقول قال رسول اللّه (لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث اللّه عز وجل رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا).
ويقول بعض الشيعة إن عقيدة البعث أصل مجمع عليه، وإنه عندما يؤخذ القول بالرجعة على أنها بعث فلا وجه لنفي العدالة عمن يفهمها كذلك(2).
ولقد رددت كتب السنن الكلام في المهدي وظهوره. ومنها سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. ولم يرد ذكره في صحيحي البخاري ومسلم. وتكلم البعض في أسناد الأحاديث المروية في السنن. وفي الوقت ذاته نجد السيوطي في كتابه (العرف الوردي في أخبار المهدي) وابن حجر في كتابه (القول المختصر في
(1) يقول الإمام محمد آل كاشف الغطاء من أئمة الشيعة (الإمامية) المعاصرين (وليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم. ولا إنكارها بضار وإن كانت ضرورية عندهم ولكن لا يناط التشيع بها وجودا أو عدما).
ويقول (وحديث الطعن بالرجعة كان هجيري علماء السنة فكان علماء الجرح والتعديل إذا ذكر بعض العظماء من رواة الشيعة ومحدثيهم ولم يجدوا مجالا للطعن فيه لوثاقته وورعه وأمانته نبذوه بأنه يقول بالرجعة فكأنهم يقولون يعبد صنما أو يجعل للّه شريكا. ونادرة مؤمن الطاق مع أبي حنيفة معروفة. وأنا لا أريد أن أثبت في مقامي هذا ولا غيره صحة القول بالرجعة وليس لها عندي من الإهتمام قدر قلامة ظفر ...).
(2) يقول الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه (عقائد الشيعة): من يستغرب الرجعة يكون بمثابة من يستغرب البعث فيقول (من يحيي العظام وهي رميم) فيقال: (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، وينهى بحثه في هذا الصدد بقوله: على كل حال. فالرجعة ليست من الاصول التي يجب الاعتقاد بها. وإنما اعتقادنا بها كان تبعاً للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت الذين ندين بعصمتهم من الكذب. وهي من الأمور الغيبية التي أخبروا بها ولا يمتنع وقوعها .