قال: مولى. قال فمن فقيه اليمن؟
قال: طاوس بن كيسان قال مولى أم عربي؟ قال: مولى.
قال: فمن فقيه أهل اليمامة؟
قال: يحيى بن أبي كثير قال: مولى أم عربي؟ قال: مولى
قال: فمن فقيه أهل الشام؟
قال: مكحول قال مولى أم عربي؟ قال مولى.
قال: فمن فقيه أهل الجزيرة؟
قال: ميمون بن مهران قال مولى أم عربي؟ قال: مولى.
قال: فمن فقيه أهل الجزيرة.
قال: الضحاك بن مزاحم قال مولى أم عربي؟ قال مولى.
قال: فمن فقيه أهل البصرة ؟
قال: الحسن وابن سيرين. قال: موليان أم عربيان؟ قال موليان.
قال: قال فمن فقيه أهل الكوفة؟
قال: إبراهيم النخعي قال: مولى أم عربي ؟
قال: عربي.
قال: كادت نفسي تزهق ولا تقول واحد عربي.
ومن هذا التعصب للعرق وتمييز العرب ثار من عدا العرب في خراسان (ما وراء العراق حتى وسط آسيا) وأجاء أهل خراسان بني العباس إلى الخلافة بشعارين يكمل كل منهما الآخر:
(1) إعادة حكم الدين وتولية أهل البيت(2) مساواة الموالي والعرب. وانطبعت الدولة العباسية في أغلب أمرها. بطابع غير عربي.
يقول الجاحظ عن المائة الأولى من عمرها (دولتهم أعجمية خراسانية. ودولة بني أمية عربية أعرابية).
وكان مؤسسو الدولة العباسية يشيرون إلى خراسان على أنها (باب الدولة).
وفي خواتيم المائة الاولى حاول الرشيد أن يستعيد مقاليد الأمور من الفرس فكانت مصارع البرامكة. فلم يلبث الفرس إلا سنين حتى قتلت جيوشهم الأمين - العربي الأب والأم - وجاءوا بالمأمون إلى عرش الخلافة وأمه خراسانية.
وشهدت المائة الثانية من عمر الدولة دولا قادمة من خراسان تستقل بممالكها أو تحكم الدولة العباسية كلها: بني سامان(261 - 389) يحكمون في الشرق من خراسان من عهد المستعين(248) والدولة الصفارية في عهد المعتز(252) ثم بني بويه(324 - 423) يحكمون فارس والري وأصفهان والجبل. ولم تنشأ دولة عربية إلا في الموصل وديار بكر وربيعة وهي دولة بني حمدان(317 - 358).