الإمام جعفر الصادق

وكان الإمام يصلي عن ولده في كل ليلة ركعتين وعن والده في كل يوم ركعتين . .
يقول في صدد الصلاة عن الميت إنه ليكون في ضيق فيوسع عليه ذلك الضيق، ثم يؤتى فيقال له خفف اللّه عنك ذلك الضيق لصلاة فلان أخيك عنك.
وربما أجمل منهاج الصادق في القول والعمل للناس عامة، كلمات له يتناقلها الناس في كل مكان. (خير من الصدق قائله وخير من الخير فاعله).
فهنا فضائل كثيرة مجتمعة. هي الخير. وصنعه. وإمكان الاقتداء بصانعه. وإعلان لرأي الإمام بأن الإيمان عقيدة وعمل. وأن العمل الصالح يحول الفكر المجرد، إلى فعل نافع أو أمر واقع. والعمل هو الوسيلة المنجحة إذا جرى مجرى الأصول. والصادق يروي عن علي:
(سمعت رسول اللّه يقول: عليكم بسنتي: فعمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة).
والإمام يرى أن «رأس الحزم التواضع» وأن التواضع هو «الرضى بأن تجلس من المجلس بدون شرفك وأن تسلم على من لقيت. وأن تترك المراء وإن كنت محقاً ». ويقول» من أكرمك فأكرمه ومن لم يكرمك فأكرم نفسك عنه».
ويضيف إلى ذلك «إنك لن تمنع الناس من عرضك إلا بما تنشره عليهم من فضلك». وهذا الفضل بعض المعروف. أما عن تمام المعروف فيقول (المعروف لا يتم إلا بثلاثة: تعجيله، وتصغيره وستره).
يقول (العافية نعمة يعجز عنها الشكر) بل يقول «المعروف زكاة النعم».
واللّه تعالى يقول «وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها». فما أكثر ما يستحق الناس من المعروف عند المسلم الصادق.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة