الإمام جعفر الصادق

العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم ولأجعلنهم رجلا واحدا)(1).
وجرى قضاء اللّه بأن يطعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر في المسجد فبعث عمر إلى قوم كانوا يجلسون بين منبر الرسول وقبره من يقول لهم: يقول لكم عمر أنشدكم اللّه. أكان ذلك عن رضا ؟ فتلكأ قوم. فقال علي «وددنا أنا زدنا في عمره من أعمارنا» - هكذا أصاب البعض الحصر. وواتت عليا الإجابة المواسية. وهي يقين عند عمر.
أوصى عمر أن تكون الخلافة لواحد من الستة الذين مات النبي وهو عنهم راض. ثم اختاره اللّه إلى جواره. واجتمع أصحاب الشورى وأدار المداولات عبد الرحمن بن عوف، مذ أعلن أنه لن يكون له في الخلافة أرب. واستجوب الناس حتى استيقن من تحقيقاته أن لكل من علي وعثمان مؤيدين في جماعة المسلمين - فرقى المنبر وجلس مجلس النبي، وأخذ بيد علي وقال هل أنت مبايعي على كتاب اللّه وسنة رسوله وفعل أبي بكر وعمر ؟
قال علي: اللهم لا. ولكني أحاول من ذلك جهدي وطاقتي.
فأرسل عبد الرحمن يده وقال: هلم إلي يا عثمان. فأخذ بيده وقال: هل


(1) ربما أوضح أن المال - بالنسبة للصحابة رضوان اللّه عليهم - لم يكن وسيلة للثراء وإنما كان حقا لهم يجيء من بيت المال، لينفقوه في وجوهه، ومساعدة المحتاجين، أن أم المؤمنين زينب بنت جحش تصدقت بالمال كله. وتمنت أن تموت قبل أن يحول الحول. فاستجاب لها ربها فكانت أسرع زوجات الرسول لحوقا به. وأن أم المؤمنين عائشة لم ترض أن تنماز عن أمهات المؤمنين. وأن أموالهن كانت تجري إلى المسلمين.
وروى الطبراني وأبو نعيم عن خزيمة بن أوس قال: قدمت على النبي يوم تبوك فسمعته يقول هذه الحيرة قد رفعت إلي. وإنكم ستفتحونها. وهذه الشيماء بنت فضيل الأزدي على بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود - فقلت يا رسول اللّه. إن نحن دخلنا الحيرة فوجدناها على هذه الصفة فهي لي؟ فقال عليه الصلاة والسلام (هي لك). فأقبلنا مع خالد نريد الحيرة فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء على بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها رسول اللّه لي. فطلب مني خالد البينة. فأتيته بها. فسلمها لي. ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي أتبيعنيها ؟ قلت. نعم. قال احتكم. قلت لا أبيعها بأقل من ألف درهم. فدفعها. فقيل لي لو قلت مائة ألف لدفعها قلت: لا أحسب مالا أكثر من ألف درهم.
قال الطبراني: وبلغني أن البينة كانت محمد بن مسلمة وعبد اللّه بن عمر.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة