وأبو جعفر عليم بما يجري في ملكه: وهو من مطالع حكمه يستعمل العسس في كل اتجاه. فلم يلبث سنين حتى أصبح يعلم بكاء بنت مالك ابن أنس من الجوع في داخل الدار، وهي وأبوها يكتمانه إلا على اللّه سبحانه
وأبو جعفر هو القائل عن أوتاد حكمه: ما أحوجني إلى أن يكون على بابي أربعة نفر لا يكون على بابي أعف منهم. وهم أركان الدولة لا يصلح الملك إلا بهم. أما أحدهم فقاض لا تأخذه في اللّه لومة لائم. والآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي. والثالث صاحب خراج يستقصي ولا يظلم الرعية. ثم عض على إصبعه السبابة ثلاث مرات يقول: آه آه . قيل ما هو يا أمير المؤمنين قال: صاحب بريد يكتب خبر هؤلاء على الصحة.