[ 151 ]

بصحبتهم قال الله تعالى (الاخلاء يومئذ لبعض عدو الا المتقين) واظن ان من طلب صديقا في زماننا هذا بلا عيب بقى بلا صديق الا ترى ان اول كرامه اكرم الله بها انبيائه عند اظهار دعوتهم صديق امين أو ولى فكذلك من اجل ما اكرم الله به اصدقائه واوليائه واصفيائه وامنائه وصحبته انبيائه وذلك دليل على ان ما في الدارين بعد معرفه الله تعالى نعمة اجل واطيب وازكى من الصحبة في الله عز وجل والمواخاة لوجه الله تعالى


[ 152 ]

* (الباب الثاني والسبعون في المشاورة) * قال الصادق (عليه السلام) شاور في امورك مما يقتضى الدين من فيه خمس خصال عقل وعلم وتجربة ونصح وتقوى وان تجد فاستعمل الخمسة واعزم وتوكل على الله تعالى فإن ذلك يؤديك الى الصواب وما كان من امور الدنيا التي هي غير عائدة الى الدين فاقضها ولا تتفكر فيها فانك إذا فعلت ذلك اصبت بركة العيش وحلاوة الطاعه وفي المشاورة اكتساب العلم والعاقل من يستفيد منها علما جديدا ويستدل به على المحصول من المراد ومثل المشورة مع اهلها مثل التفكر في خلق السموات ووفنائهما


[ 153 ]

وهما غيبان لانه كلما قوى تفكره فيهما غاص بحار نور المعرفة وازداد بهما اعتبارا ويقينا ولا تشاور من لا يصدقه عقلك وان كان مشهورا بالعقل والورع وإذا شاورت من يصدقه قلبك فلا تخالفه فيما يثير به عليك وان كان بخلاف مرادك فإن النفس تجمع عن قبول الحق وخلافها عند قبول الحقايق ابين قال تعالى (وشاورهم في الامر) وقال تعالى (وامرهم شورى بينهم) أي متشاورون فيه


[ 154 ]

* (الباب الثالث والسبعون في الحلم) * قال الصادق (عليه السلام) الحلم سراج الله يستضئ به صاحبه الى جواده ولا يكون حليما إلا المؤيد بانوار المعرفة والتوحيد والحلم يدور على خمسه اوجه يكون عزيزا فيذل أو يكون صادقا فيتهم أو يدعو الى الحق فيستخف به أو ان يؤذى بلا جرم أو ان يطلب بالحق يخالفوه فيه فإذا اتيت كلا منها حقه فقد اصبت وقابل السفيه بالاعراض عنه وترك الجواب تكن الناس انصارك لأن من حارب السفيه فكأنه وضع الحطب على النار


[ 155 ]

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل المؤمن كمثل الأرض منافعهم منها إذا هم عليها ومن لا يصبر على جفاء الخلق لا يصل الى رضى الله تعالى لأن رضى الله تعالى مشوب بجفاء الخلق وحكى ان رجلا قال لاحنف بن قيس اياك اعني قال: وعنك احلم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثت للحلم مركزا وللعلم معدنا وللصبر مسكنا صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحقيقة الحلم ان تعفو عمن اساء اليك وخالفك وأنت القادر على الانتقام منه كما ورد في الدعاء الهى أنت اوسع فضلا واوسع حلما من ان تؤاخذني بعملي وتستذلنى بخطيئتي


[ 156 ]

* (الباب الرابع والسبعون في الاقتداء) * قال الصادق (عليه السلام) ليس الاقتداء إلا بصحة قسمه الارواح الاول وامتزاج نور الوقت بنور الازلي وليس الاقتداء بالتوسم بحركات الظاهرة والنسب الى اولياء الدين الحكماء والائمة قال الله عز وجل (يوم ندعوا كل اناس بامامهم) أي من كان اقتدى بمحق فهو زكى وقال الله عز وجل (فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) الارواح جنود مجندة


[ 157 ]

فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وقيل لمحمد ابن الحنفية من ادبك فقال ادبنى ربى في نفسي فما استحسنت من اولى الالباب والبصيره تبعتهم به واستعملته وما استقبحت من الجهال اجتنبته وتركته مستقرا فاوصلني ذلك الى طريق العلم ولا طريق للاكياس من المؤمنين اسلم من الاقتداء لانه المنهج الاوضح والمقصد الاصح قال الله عز وجل لاعز خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) (اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) وقال عز وجل (ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا) فلو كان لدين الله تعالى عز وجل مسلك اقوم الاقتداء لندب انبيائه واوليائه إليه قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في القلوب نور لا يضئ إلا من اتباع الحق وقصد السبيل وهو من نور الانبياء مودع في قلوب المؤمنين.


[ 158 ]

* (الباب الخامس والسبعون في العفو) * قال الصادق (عليه السلام) العفو عند القدرة من سنن المرسلين واسرار المتقين وتفسير العفو إلا تلزم صاحبك فيما اجرم ظاهرا وتنسى من الاصل ما اصيب منه باطنا وتزيد على الاختيارات احسانا ولن تجد الى ذلك سبيلا من قد عفى الله عنه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر عنه وزينه بكرامته والبسه من نوربهائه لأن العفو والغفران صفتان من صفات الله تعالى اودعهما في اسرار اصفيائه ليتخلقوا مع الخلق باخلاق خالقهم وجاعلهم لذلك قال الله عز وجل (وليعفوا وليصفحوا ان


[ 159 ]

لا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم) ومن لا يعفو عن بشر مثله كيف يرجو عفو ملك جبار قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حاكيا عن ربه يامره بهذه الخصال قال صل من قطعك واعف عمن ظلمك واعط من حرمك واحسن الى من اساء اليك وقد امرنا بمتابعته لقول الله عز وجل (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم فانتهوا) فالعفو سر الله في القلوب قلوب خواصه فمن يسر سره وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ايعجز احدكم ان كابى ضمضم قيل يا رسول الله وما أبو ضمضم ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل ممن قبلكم كان إذا اصبح يقول اللهم انى قد تصدقت بعرضي على الناس عامه


[ 160 ]

* (الباب السادس والسبعون في الموعظة) * قال الصادق (عليه السلام) احسن الموعظه ما لا تجاوز القول حد الصدق والفعل حد الاخلاص فإن مثل الواعظ والمتعظ كاليقظان والراقد فمن استيقظ عن رقده غفلته ومخالفاته ومعاصيه صلح ان يوقظ غيره من ذلك الرقاد وأما الساير في مفاوز الاعتداء والخائض في مراتع الغى وترك الحياء باستحباب السمعه والرياء والشهرة والتضيع الى الخلق المتزى بزى الصالحين المظهر عمارة باطنه وهو في الحقيقة خال عنها قد غمرتها وحشته حب المحمدة وغشيتها ظلمة الطمع فما افتنه بهواه واضل الناس بمقاله


[ 161 ]

قال الله عز وجل (لبئس المولى ولبئس المصير) وأما من عصمه الله بنور التوحيد والتاييد وحسن التوفيق فطهر قلبه من الدنس فلا يفارق المعرفة والتقى فيستمع الكلام الاضل وترك قائله كيفما كان قالت الحكماء خذ الحكمة ومن افواه المجانين قال عيسى (عليه السلام) جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقائه فضلا عن الكلام ولا تجالسوا من توافقه ظواهركم وتخالفه بواطنكم فإن ذلك المدعى بما ليس له ان كنتم صادقين فاستقادتكم فإذا لقيت من ثلاث خصال فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان ساعه ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته فمن كلامه لا يجاوز فعله وفعله لا يجاوز صدقه وصدقه ينازع ربه فجالسه بالحرمة وانتظر الرحمة والبركة واحذر لزوم الحجة عليك وراع وقته كيلا تلومه فتخسر وانظر إليه بعين فضل الله عليه وتخصيصه له وكرامته اياه


[ 162 ]

* (الباب السابع والسبعون في الوصية) * قال الصادق (عليه السلام) افضل الوصايا والزمها ان لا تنسى ربك وان تذكره دائما ولا تعصيه وتعبد قاعدا وقائما ولا تغتر بنعمته واشكره ابدا ولا تخرج من تحت استار رحمته وعظمته وجلاله فتضل وتقع في ميدان الهلاك وان مسك البلاء والضراء واحرقتك نيران المحن واعلم ان بلاياه محشوه بكراماته الابدية ومحنه مورثة رضاه وقربه ولو بعد حين فيا لها انعم لمن علم ووفق لذلك روى ان رجلا استوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال


[ 163 ]

(صلى الله عليه وآله وسلم) لا تغضب قط فإن فيه منازعه ربك فقال زدنى فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) اياك وما تعتذر منه فإن فيه الشرك الخفى فقال زدنى فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) صل صلاه مودع فإن فيه الوصلة والقربى فقال زدنى فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) استحى من الله تعالى استحيائك من صالحي جيرانك فإن فيها زيادة اليقين وقد اجمع الله ما يتواصى به المتواصون من الاولين والاخرين في خصلة واحدة وهي (التقوى) قال الله عز وجل (ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله) وفيه جماع كل عبادة صالحه وبه وصل من وصل الى الدرجات العلى والرتبه القصوى وبه عاش من عاش بالحياة الطيبة والانس الدائم قال الله عز وجل (ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)


[ 164 ]

* (الباب الثامن والسبعون في التوكل) * قال الصادق (عليه السلام) التوكل كاس مختوم بختام الله عز وجل فلا يشرب بها ولا ينفض ختامها إلا المتوكلون كما قال تعالى (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) وقال تعالى (وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين) جعل الله التوكل مفتاح الايمان والايمان قفل التوكل وحقيقة التوكل الايثار واصل الايثار تقديم الشئ بحقه ولا ينفك المتوكل في توكله من اثبات أحد الايثارين فإن اثر المعلول وهو الكون حجب به وان اثر المعلل علة التوكل وهو الباري سبحانه وبقى معه وان اردت ان


[ 165 ]

تكون متوكلا لا متعللا فكبر على روحك خمسة تكبيرات وودع امانيك كلها توديع الموت للحياه وليس ادنى حد التوكل إلا تسابق مقدومك بالهمة ولا تطالع مقسومك ولا تستشرف معدومك فتنتقض باحدهما عقد ايمانك وانت لا تشعر وان عزمت ان تقف على بعض شعار المتوكلين في توكله من اثبات أحد الايثارين حقا فاعتصم بعروة هذه الحكايه وهي انه روى ان بعض المتوكلين قدم على بعض الائمة (عليهم السلام) فقال له اعطف على بجواب مسالة في التوكل والامام (عليه السلام) كان يعرف الرجل بحسن التوكل ونفيس الورع واشرف على صدقه فيما سئل عنه من قبل ابدائه اياه فقال له قف اوط مكانك وانظرني ساعة فبنينا هو مطرق لجوابه إذا اجتاز بهما فقير فادخل الامام (عليه السلام) يده في جيبه واخرج شيئا فناوله الفقير ثم اقبل على السائل فقال له هات وسل عما بدا لك فقال السائل ايها الامام كنت اعرفك قادرا متمكنا من جواب مسالتي


[ 166 ]

قبل ان استنظرتني فما شأنك في ابطائك عنى ؟ فقال الايمان لتعتبر المعنى قبل كلامي إذا لم اكن ارانى ساهيا بسرى وربى مطلع عليه ان اتكلم بعلم التوكل وفي جيبى دانق ثم لم يحل لي ذلك إلا بعد ايثاره فافهم فشهق السائل شهقة وحلف إلا ياوى عمرانا ولا يانس ببشر ما عاش


[ 167 ]

* (الباب التاسع والسبعون في تبجيل الاخوان) * قال الصادق (عليه السلام) مصافحة اخوان الدين اصلها من محبة الله لهم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما تصافح اخوان الله إلا تناثرت ذنوبهما حتى يعودان كيوم ولدتهما امهما ولا كثر حبهما وتبجيلهما كل واحد لصاحبه إلا كان له مزيد والواجب على اعلمهما بدين الله ان يريد صاحبه في فنون الفرائد التي الزمه بها ويرشده الى الاستقامة والرضا والقناعة ويبشر برحمة الله ويخوفه من عذابه وعلى الاخوان يتبارك باهتدائه ويمسك ما يدعوه إليه ويعظه به


[ 168 ]

ويستدل بما يدل إليه معتصما بالله ومستعينا لتوفيقه على ذلك قيل لعيسى بن مريم (عليه السلام) كيف اصبحت ؟ قال لا املك نفع ما ارجو ولا استطيع دفع ما احذره مامورا بالطاعة ومنهيا عن المعصية فلا ارى فقير افقر منى وقيل لاويس القرنى كيف اصبحت كيف يصبح رجل إذا اصبح لا يدرى ا يمسى وإذا امسى لا يدرى ايصبح قال أبو ذر (ره) اصبحت اشكر ربى واشكر نفسي قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من اصبح وهمته غير الله فقد اصبح من الخاسرين المعتدين


[ 169 ]

* (الباب الثمانون في الجهاد والرياضه) * قال الصادق (عليه السلام) طوبى لعبد جاهد الله نفسه وهواه ومن هزم حينئذ هواه ظفر برضى الله ومن جاوز عقله نفسه الامارة بالسوء بالجهد والاستكانة والخضوع على بساط خدمة الله تعالى فقد فاز فوزا عظيما ولا حجاب اظلم واوحش بين العبد وبين الله تعالى من النفس والهوى وليس لقتلهما وقطعهما سلاح وآله مثل الافتقار الى الله سبحانه والخشوع والجوع والظماء بالنهار والسهر بالليل فإن مات صاحبه مات شهيدا وان عاش واستقام اداه عاقبته الى الرضوان الاكبر


[ 170 ]

قال الله عز من قائل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) وإذا رايت مجتهدا ابلغ منك في الاجتهاد فوبخ نفسك ولها وعيرها تحثيثا على الازدياد عليه واجعل لها زماما من الامر وعنانا من النهى وسقها كالرايض الفادة التي لا يذهب عليه خطوة من خطواتها إلا وقد صحح اولها وآخرها وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلى حتى يتورم قدماه وقال ا فلا اكون عبدا شكورا اراد (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يعتبر به امته فلا يغفلوا عن الاجتهاد والتعب والرياضة بحال إلا انك لو وجدت حلاوه عبادة الله ورايت بركاتها واستضئت بنورها لم تصبر عنها ساعة واحدة ولو قطعت اربا اربا فما اعرض من اعرض عنها بحرمان فوائد السلف من العصمة والتوفيق قيل لربيع بن خيثم ما لك لا تنام بالليل ؟ قال لانى اخاف البيات


[ 171 ]

* (الباب الواحد والثمانون في ذكر الموت) * قال الصادق (عليه السلام) ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ويقطع منابت الغفلة ويقوى القلب بمواعد الله ويرق الطبع ويكسر اعلام الهوى ويطفى نار الحرص ويحقر الدنيا وهو معنى ما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكر ساعة خير من عبادة سنه وذلك عند ما تحل اطناب خيام الدنيا وتشدها بالآخرة ولا يسكن نزول الرحمه عند ذكر الموت بهذه الصفة ومن لا يعتبر بالموت وقلة حيلته وكثرة عجزه وطول مقامه في القبر وتحيره في القيامة فلا خير فيه. قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اذكروا هادم اللذات قيل وما


[ 172 ]

هو يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) الموت ما ذكره عبد على الحقيقة في سعة إلا ضاقت عليه الدنيا ولا في شدة إلا اتسعت عليه والموت اول منزل من منازل الاخرة وآخر منزل من منازل الدنيا فطوبى لمن اكرم عند النزول باولها وطوبى لمن احسن مشايعته في آخرها والموت اقرب اشياء من بني آدم وهو يعده ابعد فما اجرى الانسان على نفسه وما اضعفه من خلق وفي الموت نجاة المخلصين وهلاك المجرمين ولذلك اشتاق من اشتاق الموت وكره من كره قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من احب لقاء الله احب لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقائه


[ 173 ]

* (الباب الثاني والثمانون في حسن الظن) * قال الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) حسن الظن اصله من حسن ايمان المرء وسلامة صدره وعلامته ان يرى كلما نظر إليه بعين الطهاره والفضل من حيث ركب فيه وقذف في قلبه من الحياء والامانة والصيانة والصدق قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) احسنوا ظنونكم باخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب واثاء الطبع وقال أبي بن كعب إذا رأيتم أحد اخوانكم في خصلة تستنكرونها منه فتاولوها بسبعين تأويلا فإن اطمانت قلوبكم احدها وإلا فلوموا انفسكم


[ 174 ]

لم تعذروه وان تقدروا في خصله يسرها عليه سبعين تأويلا فانتم اولى بالانكار على انفسكم منه اوحى الله تبارك والى داود (عليه السلام) ذكر عبادي من آلائى ونعمائي فانهم يروا منى إلا الحسن الجميل لئلا يظنوا في الباقي الا مثل الذي سلف منى إليهم وحسن الظن يدعو الى حسن العبادة والمغرور يتمادى في المعصية ويتمنى المغفره ولا يكون احسن الظن في خلق الله إلا المطيع له يرجو ثوابه ويخاف عقابه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحكى ربه انا عند حسن ظن عبدى بى يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن زاغ عن وفاء حقيقة موهبات ظنه بربه فقد اعظم الحجة نفسه وكان من المخدوعين في اسر هواه


[ 175 ]

* (الباب الثالث والثمانون في التفويض) * قال الصادق (عليه السلام) المفوض امره الى الله راحة الابد والعيش الدائم الرغد والمفوض حقا هو العالي عن كل همة دون الله تعالى كما قال قوله المؤمنين (عليه السلام) رضيت بما قسم الله لي * وفوضت امرى الى خالقي كما احسن الله مما مضى * كذلك يحسن فيما بقى وقال الله عز وجل في مؤمن آل فرعون (وافوض امرى الى الله ان الله بصير بالعباد فوقاه سيئات ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب) والتفويض خمسة احرف لكل حرف منها حكم فمن