بالإمامة ابنه الحسن الخالص حتى سنة 260. عام وفاته، ليخلفه ابنه محمد آخر الأئمة الاثني عشر قالوا دخل سردابا فلم يرجع. والناس ينتظرون رجوعه وهو عند الشيعة الإمامية «المهدي المنتظر»(1).
بهذا التاريخ يختم الأئمة الاثنا عشر حقبة من الزمن علموا فيها المسلمين العلم الذي آل إليهم عن آبائهم - عن طريق الإمام الصادق - بعيدين عن السلطة، مدركين جلال ما يقدمون للأمة، من تراث جدهم صلى اللّه عليه وسلم. يعضون عليه بالنواجذ، ويبرونه من الزيوف. ويتبرءون ممن غلوا فيهم(2).
(1)
(2) من الفرق الغالية - العميرية (أصحاب عمير بن بيان العجلي) عبدوا جعفر الصادق فتبرأ منهم. وصلبه يزيد بن هبيرة والي بني أمية سنة 128. ومنها أتباع أبي الخطاب الأسدي (محمد ابن أبي زينب) - زعيم الخطابية - زعم أن جعفراً إله فتبرأ منه الإمام فادعى الألوهية لنفسه. وحاربه المنصور وأسره وصلبه في الكوفة - ومنها البزيغية (أصحاب بزيغ به موسى) عبدوا جعفر الصادق (والمعمرية) أصحاب (معمر بن الخيثم) - الخياط بالكوفة. وهم فرقة من الخطابية يقولون إن النور خرج من جعفر ودخل في أبي الخطاب فصار جعفر ملاكا وأبو الخطاب إلاها.
و(المفضلية) أصحاب المفضل بن عمر الصيرفي(170) يقولون بإمامة معمر وألوهية جعفر. (والسرية) أصحاب السري بن منصور(200) يقولون إن السري رسول جعفر. وجعفر هو اللّه والسلام والإسلام. وكانوا في الحج يقولون: لبيك يا جعفر لبيك.
ويقول ابن النديم في الفهرست إن أتباع أبي الخطاب أظهرتهم الفرقة الميمونية - أي الاسماعيلية - ويقول النوبختي(310) عن أتباع أبي الخطاب (خرج من قال بمقالته من أهل الكوفة وغيرهم إلى محمد بن اسماعيل بن جعفر فدخلوا في فرقته وسمي أتباع محمد بن إسماعيل «الاسماعيلية»).