الإمام جعفر الصادق

وجرى المهدي والرشيد في أثر أبي جعفر يهتدون به، ويدسون الجواسيس ليعرفوا من يجتمع إليه الناس بعد موت الإمام - سأل سائل موسى الكاظم فقال الكاظم «إذا هدأت الرجل وانقطعت الطريق فأقبل » وسأله آخر فقال له (سل تخبر. ولا تذع. فإن أذعت فإنه الذبح).
بل كان هشام بن سالم ينبه زملاءه الشيعة حتى لا يقعوا في خبائل أبي جعفر.
وظاهر من ذلك أن المجالس العظيمة، التي كانت تنعقد في حياة الإمام الصادق، قد ولى زمانها.
ولي الإمامة موسى الكاظم بعد أبيه فتتابع في حياته عهد الهادي ثم عهد الرشيد، واقتصر كما سيقتصر الأئمة من بعده، على العلم وإمامة الدين، دون أن يمدوا عينا أو فكراً إلى الخلافة الدنيوية. ومع هذا حبس الرشيد الإمام الكاظم حتى سنة 183. ثم أمر فأدخل الناس السجن ليروه ميتاً. ليس به آثار قتل، والشيعة يقولون: مات مسموما.
وخلف الكاظم في الإمامة ابنه علي الرضا، حتى إذا صار المأمون خليفة ولاه عهده، على رغمه، سنه 201. وأمر ابنه وبني العباس بمبايعته. فصنعوا. وزوجه من بنته «أم حبيب» في سنة 202. كما زوج ابنه محمداً الجواد بنته «أم الفضل». إلا أن عليا الرضا مات سنة 203 فجأة مسموما، في أكلة عنب. كما يقولون، في أثناء عودته في ركب المأمون من مرو إلى بغداد
وفي رحلة العودة هذه، وفي ركب المأمون ذاته، قتل وزيره الذي دبر له كل أمره، - الفضل بن سهل - وكان شديد التشيع.
وتوجه محمد الجواد بزوجته إلى المدينة - بعيداً من بغداد. فلما ولي المعتصم أشخصه إليها. فقدمها لليلتين بقيتا من المحرم سنة 220. وفي نهاية السنة مات. والناس تقول في موته ما قالوه عن موت أبيه وجده وما سيقولونه في موت ابنه علي الهادي بعد أن صار إماماً استقدمه الخليفة إلى العسكر في سر من رأى حيث قصر الخلافة. فلما مات الهادي سنة 254 - قام

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة