وفي سنة 1207 أنشأت جنوه جامعة لنقل الكتب العربية، وفي سنة 1209 ، 1215 قرر المجمع المقدس منع تدريس كتب ابن رشد وابن سينا لما فيها من حرية فكرية.
وفي سنة 1296 قرر المجمع اللاهوتي تحريم تدريس الفلسفة العربية وحرمان (كل من يعتقد أن العقل الإنساني واحد في كل الناس) وكان الامبراطور فردريك الثاني قد أنشأ جامعة نابولي لنقل العلوم العربية فوق ما تنقله مدرسة سالرنو المجاورة. وأنشأ العرب المطرودون من اسبانيا مدرسة مونيليه في بروفانس بجنوب فرنسا.
والشريف الإدريسي هو معلم روجار ملك صقلية. صنع له كرة من فضة، ككرة الأرض، سنة 1153، قبل أن تعرف أوربا أن الأرض كروية.
ومن الثابت أن فيبرو ناتشي Fibronacci أول عامل اشتغل بعلم الجبر قد رحل إلى مصر وسورية في عصر الملك فردريك الثاني ملك صقلية وأن ادلارد الباثي Adilard of Bath درس على العرب علمي الفلك والهندسة. وما هؤلاء إلا طلائع العصر الذي عاشوا فيه.
وفي العصر ذاته كانت مدرسة صقلية وكمثلها مدرسة سالرنو في جنوب ايطاليا وجامعة نابولي التي أنشأها الإمبراطور فردريك الثاني تذيع العلوم العربية واحتل العرب جزر البحر الأبيض ابتداء من كريت سنة 212 إلى صقيلة سنة 216 أي في النصف الأول من القرن التاسع للميلاد كما استولوا على باري وبرنديزي في وسط ايطاليا وتوطدت سيطرتهم على مقاطعتي كاميينا وأبروزي وأقاموا فيهما إمارات عربية. وامتد سلطان عرب الأندلس إلى جنوب فرنسا في مقاطعة بروفانس. وحاصروا روما.
وكانت ملابس البابا موشاة بالأحرف العربية. وتأثر دانتي بالثقافة العربية واضح في الكوميديا الإلهية. وهو يذكر صلاح الدين الأيوبي والدوق جود فري (الملك جود فري ملك بيت المقدس في حرب الصليبين) في كتابه. وكانت السفارات بين الملوك والأمراء الفرنجة والسلاطين تمد إلى أوربة أسباب الحضارة. وكانت كتب ابن رشد والغزالي أيامئذ تقدم الغذاء العلمي للفكر الأوربي. وكتابات القديس توماس الأكويني (القديس توما) ناطقة بالتأثر الظاهر أو بالنقل الكامل.
وأول مرصد فلكي أقيم في أوربة أقامه العرب بأشبيليه وأول مدرسة طبية في أوربة هي التي أقاموها في ساليرت. ومنذ سنة 970 كان في غرناطة باسبانيا 120 مدرسة منها 17 مدرسة كبيرة و 27 مدرسة مجانية يتعلم فيها نبلاء أوربة علوما عربية.
ولما سقطت طليطلة في سنة 1085 في أيدي الأسبان أقاموا المدارس لترجمة العلوم العربية فيها ولم يتوقف النقل بل أتيحت له مصادر جديدة بسقوط قرطبة سنة 1236 ثم بسقوط غرناطة سنة 1492.
وكان بلاط الفونسو السادس بعد سقوط طليطلة مصطبغا بالثقافة العربية. بل هو أعلن نفسه امبراطور العقيدتين. المسلمة والمسيحية. وكان الفونسو الخامس الملقب بالحكيم ملك قشتاله من سنة 1252 إلى 1284 أكبر دعاة الثقافة العربية. وقد جمع له اليهود كل كتب العرب.
وفي سنة 1250 أنشأت جماعة الوعاظ في طليطلة - مدرسة لتدريس اللغة العربية والعبرية بقصد تنصير المسلمين كما ألفت الكتب للدفاع عن المسيحية ضد المسلمين. وكان الأسقف ستيفن في باريس يناقش كتب ابن رشد. وفي آخر أيام المسلمين بالأندلس أنشئت محاكم التفتيش لمقاومة العلم والفلسفة اللذين خيف انتشارهما من كتب المسلمين.
وفي بحر ثمانية عشر عاما من(1481 - 1499) أحرقت هذه المحاكم 220 و 10 رجلا أحياء. وشنقت 6860. وعاقبت بعقوبات أخرى سبعة وتسعين ألفا. وفي سنة 1502 قرر مجمع لاترانا لعن من ينظر في فلسفة ابن رشد. لأنه يقول بحرية العقل. يراجع الفصل الثاني (وعنوانه (قوة الحضارة العلمية) من الباب الأول في كتابنا (توحيد الأمة العربية. فقرات 4 إلى 18).